شرح العقيدة الواسطية-01b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
العقيدة الواسطية
تتمة الكلام على انقسام أهل البدع في أسماء الله تعالى وصفاته .
الشيخ : جاءت بدعة الحلول والاتحاد وإنكار البعث وما أشبه ذلك تفرعت من بدعة الجهمية والمعتزلة لأنه جاء المتفلسفة الذين دخلوا في الإسلام وأثرت فيهم فلسفة اليونان فأخذوا من فلسفة اليونان ما أخذوا وضلوا به عن الطريق وأضلوا كثيرا استنادا إلى بدعة الجهمية والمعتزلة لأن الجهمية والمعتزلة كلهم يؤولون آيات الصفات وأحاديثها يؤولونها ويقولون وأنا أعبر بالتأويل بناء على دعواهم وإلا ففي الحقيقة أنهم يحرفونها، حرفوها وقالوا : إنه لا يراد ظاهرها لا يراد بها ظاهرها لا يراد بها إثبات الصفات وإنما يراد بها معاني هم عينوها في عقولهم، فجاء المتفلسفة أهل الحلول والاتحاد مثل الحلاج وغيره وأنكروا وجود الخالق والبعث والجنة والنار وقالوا : إن ما جاءت به الرسل من أمر الإيمان بالله واليوم الآخر ما هو إلا تخييل لا حقيقة له، كيف تخييل ؟ يعني يصورون للناس أشياء يتخيلونها بعقولهم أفاضها عليهم العقل الفياض أو ما أشبه ذلك وصوروها للناس وقالوا للناس إن لكم ربا موصوفا بالصفات وإنكم ستبعثون وتجازون وتدخلون الجنة أو النار وكل هذا لا حقيقة له، أعوذ بالله يعني بمنزلة ما تقول الأم لصبيها اسكت وإلا جاءك البعبع وهو ما فيه بعبع ولا فيه شيء هم يقولون الرسل خيلوا للناس ولا حقيقة لذلك .
ثم انقسموا في الرسل أيضا : فقال بعضهم : إن الرسل لم يعلموا الحقيقة ولا علموا أن ما دعوا إليه ليس بواقع وأنهم جهال في حقيقة الأمر .
وقسم آخر قالوا : إن الرسل يعلمون أن ما يدعون إليه ليس بحقيقة لكنهم أذكياء وعباقرة ودعوا الناس إلى ذلك وأتوا بهذه الأمور لأنهم يعلمون أن الناس لا تصلح أحوالهم إلا إذا قيل لهم ذلك لو جاءتهم الرسل وقالوا اعبدوا الله وارجوا اليوم الاخر وما أشبه ذلك ما وافقوا، لكن إذا خوفوا وأنذروا ورغبوا وبشروا فحينئذ إيش ؟ تستقيم حالهم .
فالطائفة الأولى رمت الرسل بماذا ؟ بالجهل .
وطائفة رمتهم بالكذب والخيانة والعياذ بالله، لكن المهم أن هذه موجودة، هذه الطائفة وهذه الفرقة موجودة أهل الحلول والاتحاد ومنهم كثير من النصيرية وغيرها يقولون يرون هذا الرأي والعياذ بالله .
طيب المعتزلة قاموا عليهم قالوا يا جماعة اتقوا الله الرسل جاءت بإثبات هذا الأمر وبضرب الأمثال له وبأنه أمر ممكن وأمر لا بد منه لا بد من بعث وجزاء وجنة ونار والنصوص بين أيدينا واضحة والشبهة التي تقولون إنه لا يمكن أن يكون فاسدة أبطلها القرآن لما قال الخصم المبين من يحي العظام وهي رميم قال الله : (( يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ )) فالرسل جاءت بإثبات المعاد والجزاء والشبهة المانعة منه فاسدة فيلزمكم أن تقولوا بإثباته ويش قال لهم الشياطين هؤلاء الفلاسفة ؟ قالوا طيب الرسل جاءت بإثبات الصفات لله عز وجل والشبهة التي تمنع من وجود الصفات لله فاسدة ويش المانع أن يتصف الله بالعلم والقدرة والحكمة والرحمة وما أشبه ذلك من غير مماثلة ويش المانع ؟ ما في مانع فالرسل جاءت بإثبات الصفات والمانع منتفي ومع ذلك أنتم نفيتم الصفات كيف تحتجون علينا بشيء أنتم تصنعونه بل الذي أنكرناه نحن تقريره في الكتاب والسنة أقل بكثير من تقرير أسماء الله وصفاته يعني لو تدبرت القرآن والسنة أيما أكثر أن يتحدث الله عن البعث والجزاء والجنة والنار أو أسمائه وصفاته ؟ عن أسمائه وصفاته ما تكاد تجد آية إلا وفيها شيء من أسمائه وصثفاته بل كل حرف في القرآن من صفات الله لأنه من كلام الله فهو صفته وكيف أنتم تنقمون منا أن ننكر أمرا تنكرون أنتم ما هو أعظم تحققا منه ؟ ولذلك استطال عليهم الفلاسفة أو المتفلسفة في الأصح استطالوا على المعتزلة وعجز المعتزلة والجهمية وأتباعهم عن الجواب لكن جاء أهل السنة والجماعة ومن نور الله بصيرتهم وقالوا : نحن نجيبكم نحن نقول الكل حق على حقيقته ولا نتناقض وبذلك قامت الحجة على الفلاسفة المتفلسفة وعلى المعتزلة والجهمية .
فالحاصل أنكم أيها الإخوة لو طالعتم في كتب القوم التي تعتني بجمع أقاويل الناس في هذا الأمر لرأيتم العجب العجاب الذي تقولون : كيف يتفوه عاقل فضلا عن مؤمن بمثل هذا الكلام ؟ ولكن من لم يجعل الله له نورا فما له من نور الذي أعمى الله بصيرته كالذي أعمى الله بصره فكما أن أعمى البصر لو وقف أمام الشمس التي تكسر نور البصر لم يرها فكذلك من أعمى الله بصيرته لو وقف أمام أنوار الحق ما رآها والعياذ بالله.
ولهذا ينبغي لنا دائما أن نسأل الله سبحانه وتعالى الثبات على الأمر وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا لأن الأمر خطير والشيطان يدخل على ابن آدم من كل صوب ومن كل وجه ويشكك فيه في عقيدته وفي دينه وفي كتاب الله وسنة رسوله فهذه في الحقيقة البدع التي انتشرت في الأمة الإسلامية.
ولكن ولله الحمد ما ابتدع أحد بدعة إلا قيض الله بمنه وكرمه من يبين هذه البدعة ويدحضها بالحق وهذا من تمام مدلول قول الله تبارك وتعالى : (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )) هذا من حفظ الله لهذا الذكر وهذا أيضا هو مقتضى حكمة الله عز وجل لأن الله سبحانه وتعالى جعل محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، والرسالة لا بد أن تبقى في الأرض وإلا لكان للناس حجة على الله وإذا كانت الرسالة لا بد أن تبقى في الأرض لزم أن يقيض الله عز وجل بمقتضى حكمته عند كل بدعة من يبين لها ويكشف عوارها وهذا ولله الحمد هو الحاصل ولهذا أنا أقول لكم دائما : احرصوا على العلم لأننا في هذا البلد في مستقبل إذا لم نتسلح بالعلم المبني على الكتاب والسنة فيوشك أن يحل بنا ما حل في غيرنا من البلاد الإسلامية، وهذه البلاد الآن هي التي يعول عليها أعداء الإسلام ويسلطون عليها أضوائهم الكاشفة المكسوفة من أجل أن يضلوا أهلها، فلذلك تسلحوا بالعلم حتى تكونوا على بينة من أمركم في دينكم وحتى تكونوا مجاهدين بألسنتكم وأقلامكم لأعداء الله سبحانه وتعالى.
الآن من عنده أسئلة خمس دقائق فقط .
السائل : يا شيخ ذكرت أن الجهمية ... .
الشيخ : الأفراد منهم ... إيضاحه بالنسبة لهذه البدع وكل هذا من أجل أن نحرص على العلم المتلقى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لأنهما هما الأصل وكل هذه البدع كما سمعتم كلها حدثت بعد الصحابة فالصحابة رضي الله عنهم ماكانوا يبحثون في هذه الأمور لأنهم يتلقون الكتاب والسنة على ظاهرها وعلى ما تقتضيه الفطرة، والفطرة السليمة سليمة لكن جاء هؤلاء إما لقلة علمهم أو لقصور فهمهم أو لسوء قصدهم فأفسدوا الدنيا كلها بهذه البدع التي أخرجوها ولكن كما قلنا : إن الله سبحانه وتعالى بحكمته وحمده ومنته وفضله ما من بدعة خرجت إلا قيض الله لها من يدحضها ويبينها.
من جملة الذين بينوا البدع وقاموا قياما تاما هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وأسأل الله لي ولكم أن يجمعنا به في جنات النعيم.
هذا الرجل الذي نفع الله به فآتاه من فضله ومن على الأمة بمثله، ألف هذه العقيدة كما قلت إجابة لطلب أحد قضاة واسط الذي شكا إليه ما كان الناس عليه من البدع وطلب منه أن يؤلف هذه العقيدة فألفها .
ثم انقسموا في الرسل أيضا : فقال بعضهم : إن الرسل لم يعلموا الحقيقة ولا علموا أن ما دعوا إليه ليس بواقع وأنهم جهال في حقيقة الأمر .
وقسم آخر قالوا : إن الرسل يعلمون أن ما يدعون إليه ليس بحقيقة لكنهم أذكياء وعباقرة ودعوا الناس إلى ذلك وأتوا بهذه الأمور لأنهم يعلمون أن الناس لا تصلح أحوالهم إلا إذا قيل لهم ذلك لو جاءتهم الرسل وقالوا اعبدوا الله وارجوا اليوم الاخر وما أشبه ذلك ما وافقوا، لكن إذا خوفوا وأنذروا ورغبوا وبشروا فحينئذ إيش ؟ تستقيم حالهم .
فالطائفة الأولى رمت الرسل بماذا ؟ بالجهل .
وطائفة رمتهم بالكذب والخيانة والعياذ بالله، لكن المهم أن هذه موجودة، هذه الطائفة وهذه الفرقة موجودة أهل الحلول والاتحاد ومنهم كثير من النصيرية وغيرها يقولون يرون هذا الرأي والعياذ بالله .
طيب المعتزلة قاموا عليهم قالوا يا جماعة اتقوا الله الرسل جاءت بإثبات هذا الأمر وبضرب الأمثال له وبأنه أمر ممكن وأمر لا بد منه لا بد من بعث وجزاء وجنة ونار والنصوص بين أيدينا واضحة والشبهة التي تقولون إنه لا يمكن أن يكون فاسدة أبطلها القرآن لما قال الخصم المبين من يحي العظام وهي رميم قال الله : (( يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ )) فالرسل جاءت بإثبات المعاد والجزاء والشبهة المانعة منه فاسدة فيلزمكم أن تقولوا بإثباته ويش قال لهم الشياطين هؤلاء الفلاسفة ؟ قالوا طيب الرسل جاءت بإثبات الصفات لله عز وجل والشبهة التي تمنع من وجود الصفات لله فاسدة ويش المانع أن يتصف الله بالعلم والقدرة والحكمة والرحمة وما أشبه ذلك من غير مماثلة ويش المانع ؟ ما في مانع فالرسل جاءت بإثبات الصفات والمانع منتفي ومع ذلك أنتم نفيتم الصفات كيف تحتجون علينا بشيء أنتم تصنعونه بل الذي أنكرناه نحن تقريره في الكتاب والسنة أقل بكثير من تقرير أسماء الله وصفاته يعني لو تدبرت القرآن والسنة أيما أكثر أن يتحدث الله عن البعث والجزاء والجنة والنار أو أسمائه وصفاته ؟ عن أسمائه وصفاته ما تكاد تجد آية إلا وفيها شيء من أسمائه وصثفاته بل كل حرف في القرآن من صفات الله لأنه من كلام الله فهو صفته وكيف أنتم تنقمون منا أن ننكر أمرا تنكرون أنتم ما هو أعظم تحققا منه ؟ ولذلك استطال عليهم الفلاسفة أو المتفلسفة في الأصح استطالوا على المعتزلة وعجز المعتزلة والجهمية وأتباعهم عن الجواب لكن جاء أهل السنة والجماعة ومن نور الله بصيرتهم وقالوا : نحن نجيبكم نحن نقول الكل حق على حقيقته ولا نتناقض وبذلك قامت الحجة على الفلاسفة المتفلسفة وعلى المعتزلة والجهمية .
فالحاصل أنكم أيها الإخوة لو طالعتم في كتب القوم التي تعتني بجمع أقاويل الناس في هذا الأمر لرأيتم العجب العجاب الذي تقولون : كيف يتفوه عاقل فضلا عن مؤمن بمثل هذا الكلام ؟ ولكن من لم يجعل الله له نورا فما له من نور الذي أعمى الله بصيرته كالذي أعمى الله بصره فكما أن أعمى البصر لو وقف أمام الشمس التي تكسر نور البصر لم يرها فكذلك من أعمى الله بصيرته لو وقف أمام أنوار الحق ما رآها والعياذ بالله.
ولهذا ينبغي لنا دائما أن نسأل الله سبحانه وتعالى الثبات على الأمر وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا لأن الأمر خطير والشيطان يدخل على ابن آدم من كل صوب ومن كل وجه ويشكك فيه في عقيدته وفي دينه وفي كتاب الله وسنة رسوله فهذه في الحقيقة البدع التي انتشرت في الأمة الإسلامية.
ولكن ولله الحمد ما ابتدع أحد بدعة إلا قيض الله بمنه وكرمه من يبين هذه البدعة ويدحضها بالحق وهذا من تمام مدلول قول الله تبارك وتعالى : (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )) هذا من حفظ الله لهذا الذكر وهذا أيضا هو مقتضى حكمة الله عز وجل لأن الله سبحانه وتعالى جعل محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، والرسالة لا بد أن تبقى في الأرض وإلا لكان للناس حجة على الله وإذا كانت الرسالة لا بد أن تبقى في الأرض لزم أن يقيض الله عز وجل بمقتضى حكمته عند كل بدعة من يبين لها ويكشف عوارها وهذا ولله الحمد هو الحاصل ولهذا أنا أقول لكم دائما : احرصوا على العلم لأننا في هذا البلد في مستقبل إذا لم نتسلح بالعلم المبني على الكتاب والسنة فيوشك أن يحل بنا ما حل في غيرنا من البلاد الإسلامية، وهذه البلاد الآن هي التي يعول عليها أعداء الإسلام ويسلطون عليها أضوائهم الكاشفة المكسوفة من أجل أن يضلوا أهلها، فلذلك تسلحوا بالعلم حتى تكونوا على بينة من أمركم في دينكم وحتى تكونوا مجاهدين بألسنتكم وأقلامكم لأعداء الله سبحانه وتعالى.
الآن من عنده أسئلة خمس دقائق فقط .
السائل : يا شيخ ذكرت أن الجهمية ... .
الشيخ : الأفراد منهم ... إيضاحه بالنسبة لهذه البدع وكل هذا من أجل أن نحرص على العلم المتلقى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لأنهما هما الأصل وكل هذه البدع كما سمعتم كلها حدثت بعد الصحابة فالصحابة رضي الله عنهم ماكانوا يبحثون في هذه الأمور لأنهم يتلقون الكتاب والسنة على ظاهرها وعلى ما تقتضيه الفطرة، والفطرة السليمة سليمة لكن جاء هؤلاء إما لقلة علمهم أو لقصور فهمهم أو لسوء قصدهم فأفسدوا الدنيا كلها بهذه البدع التي أخرجوها ولكن كما قلنا : إن الله سبحانه وتعالى بحكمته وحمده ومنته وفضله ما من بدعة خرجت إلا قيض الله لها من يدحضها ويبينها.
من جملة الذين بينوا البدع وقاموا قياما تاما هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وأسأل الله لي ولكم أن يجمعنا به في جنات النعيم.
هذا الرجل الذي نفع الله به فآتاه من فضله ومن على الأمة بمثله، ألف هذه العقيدة كما قلت إجابة لطلب أحد قضاة واسط الذي شكا إليه ما كان الناس عليه من البدع وطلب منه أن يؤلف هذه العقيدة فألفها .
شرح قول المصنف :"بسم الله الرحمن الرحيم .
الشيخ : يقول فيها رحمه الله : بسم الله الرحمن الرحيم.
والبداءة بالبسملة هي شأن جميع المؤلفين في الإسلام اقتداء بكتاب الله عز وجل فإن أول ما كتب الصحابة سورة الفاتحة كتبوا فيها : بسم الله الرحمن الرحيم استنادا إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وإعراب البسملة ومعناها سبق لنا وقلنا إن أصح ما يقال في تقديرها : أنها متعلقة بفعل محذوف متأخر مناسب فإذا قدمتها يا محمد نور بين يدي الأكل ويش التقدير ؟
الطالب : بسم الله أقرأ .
الشيخ : الأكل ها بسم الله آكل تقدمها بين يدي القراءة يكون التقدير بسم الله أقرأ.
نقدره فعلاً لأن الأصل في العمل الأفعال لا الأسماء ولهذا الأفعال تعمل بلا شرط والأسماء ما تعمل إلا بشرط لأن العمل أصل في الأفعال فرع في الأسماء.
نقدره متأخرا لفائدتين :
الأولى : الحصر فإن باسم الله أقرأ بمنزلة لا أقرأ إلاّ باسم الله.
والفائدة الثانية : تيمنا بالبداءة باسم الله سبحانه وتعالى.
طيب خاصاً، لأن الخاص أدل على المقصود من العام إذ من الممكن أن أقول : التقدير باسم الله أبتدئ لكن باسم الله أبتدئ بأي شيء ؟ عام ولا لأ ؟ أسألكم ؟ عام لكن باسم الله أقرأ خاص والخاص أدل على المعنى من العام.
أما الله : فهو علم على نفس الله عز وجل ولا يسمى به غيره وهو مشتق على القول الراجح لقوله تعالى : (( وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ )) فإن (( فِي السَّمَاوَاتِ )) متعلق بلفظ الجلالة يعني : وهو المألوه في السموات وفي الأرض.
وأما الرحمن : فهو ذو الرحمة الواسعة لأن فعلان في اللغة العربية تدل على السعة والامتلاء كما يقال : رجل غضبان إذا امتلأ غضبا كصاحب التيس الذي سأل الآن .
كذلك أيضا نقول الرحيم : اسم يدل على الفعل لأنه فعيل بمعنى فاعل فهو دال على الفعل.
فيجتمع من الرحمن الرحيم : أن رحمة الله واسعة وتؤخذ منين ؟ من الرحمن وأنها واصلة إلى الخلق ثابتة من الرحيم، وهذا هو ما رمى إليه بعضهم بقوله : الرحمن رحمة عامة والرحيم رحمة خاصة بالمؤمنين ولكن ما ذكرناه أولى الرحمن يدل على سعة الرحمة والرحيم يدل على وصولها إلى المرحوم لكن لما كانت رحمة الله للكافر رحمة خاصة في الدنيا فقط أو قاصرة على الدنيا فكأنها لا رحمة لأنه في الآخرة يقول تعالى إذا سألوا الله أن يخرجهم من النار وتوسلوا إلى الله تعالى بفعلهم واعترافهم على أنفسهم (( رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ )) تدركهم الرحمة ؟ لا يدركهم العدل، فيقول الله عز وجل لهم : ((اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ )) أعوذ بالله.
والبداءة بالبسملة هي شأن جميع المؤلفين في الإسلام اقتداء بكتاب الله عز وجل فإن أول ما كتب الصحابة سورة الفاتحة كتبوا فيها : بسم الله الرحمن الرحيم استنادا إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وإعراب البسملة ومعناها سبق لنا وقلنا إن أصح ما يقال في تقديرها : أنها متعلقة بفعل محذوف متأخر مناسب فإذا قدمتها يا محمد نور بين يدي الأكل ويش التقدير ؟
الطالب : بسم الله أقرأ .
الشيخ : الأكل ها بسم الله آكل تقدمها بين يدي القراءة يكون التقدير بسم الله أقرأ.
نقدره فعلاً لأن الأصل في العمل الأفعال لا الأسماء ولهذا الأفعال تعمل بلا شرط والأسماء ما تعمل إلا بشرط لأن العمل أصل في الأفعال فرع في الأسماء.
نقدره متأخرا لفائدتين :
الأولى : الحصر فإن باسم الله أقرأ بمنزلة لا أقرأ إلاّ باسم الله.
والفائدة الثانية : تيمنا بالبداءة باسم الله سبحانه وتعالى.
طيب خاصاً، لأن الخاص أدل على المقصود من العام إذ من الممكن أن أقول : التقدير باسم الله أبتدئ لكن باسم الله أبتدئ بأي شيء ؟ عام ولا لأ ؟ أسألكم ؟ عام لكن باسم الله أقرأ خاص والخاص أدل على المعنى من العام.
أما الله : فهو علم على نفس الله عز وجل ولا يسمى به غيره وهو مشتق على القول الراجح لقوله تعالى : (( وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ )) فإن (( فِي السَّمَاوَاتِ )) متعلق بلفظ الجلالة يعني : وهو المألوه في السموات وفي الأرض.
وأما الرحمن : فهو ذو الرحمة الواسعة لأن فعلان في اللغة العربية تدل على السعة والامتلاء كما يقال : رجل غضبان إذا امتلأ غضبا كصاحب التيس الذي سأل الآن .
كذلك أيضا نقول الرحيم : اسم يدل على الفعل لأنه فعيل بمعنى فاعل فهو دال على الفعل.
فيجتمع من الرحمن الرحيم : أن رحمة الله واسعة وتؤخذ منين ؟ من الرحمن وأنها واصلة إلى الخلق ثابتة من الرحيم، وهذا هو ما رمى إليه بعضهم بقوله : الرحمن رحمة عامة والرحيم رحمة خاصة بالمؤمنين ولكن ما ذكرناه أولى الرحمن يدل على سعة الرحمة والرحيم يدل على وصولها إلى المرحوم لكن لما كانت رحمة الله للكافر رحمة خاصة في الدنيا فقط أو قاصرة على الدنيا فكأنها لا رحمة لأنه في الآخرة يقول تعالى إذا سألوا الله أن يخرجهم من النار وتوسلوا إلى الله تعالى بفعلهم واعترافهم على أنفسهم (( رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ )) تدركهم الرحمة ؟ لا يدركهم العدل، فيقول الله عز وجل لهم : ((اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ )) أعوذ بالله.
شرح قول المصنف "الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا
الشيخ : " بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق " : الله تعالى يحمد على كماله عز وجل وعلى إنعامه على كماله وعلى إنعامه، فنحن نحمد الله عز وجل لأنه كامل الصفات من كل وجه ونحمده أيضا لأنه كامل الإنعام والإحسان (( وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ )) وأكبر نعمة أنعم الله بها على الخلق إرسال الرسل الذي به هداية الخلق ولهذا المؤلف يقول : " الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق " والمراد بالرسول هنا الجنس فإن جميع الرسل أرسلوا بالهدى ودين الحق، ولكن الذي أرسل بدين الحق الكامل من كل وجه هو محمد صلى الله عليه وسلم فإنه ختم الله به الأنبياء وتم به البناء كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم نفسه بالنسبة للرسل كرجل بنى قصرا وأتمه إلا موضع لبنة فكان الناس يأتون إلى هذا القصر ويتعجبون منه، إلا موضع هذه اللبنة يقول : ( فأنا اللَبِنَة، وأنا خاتم النبيين ) عليه الصلاة والسلام.
وقوله : "بالهدى" الباء هنا للمصاحبة والهدى هو العلم النافع و" ودين الحق " هو العمل الصالح لأن الدين هو العمل أو الجزاء على العمل وكل عمل سوى الإسلام فهو باطل والإسلام هو دين الحق .
قال : " ليظهره على الدين كله " : اللام للتعليل ومعنى " ليظهره " يعني : يعليه لأن الظهور ـ يا بخاري ـ الظهور بمعنى العلو ومنه ظهر الدابة بمعنى أعلاها ومنه ظهر الأرض سطحها كما قال تعالى : (( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ )) ليظهره : أي يعليه على الدين كله ليظهره الهاء في " يظهره " هل هو عائد على الرسول ولا على الدين ؟ يعني على الدين الحق ولا على الرسول عليه الصلاة والسلام ؟
إن كان عائداً على " دين الحق " فكل من قاتل لدين الحق سيكون هو العالي كل من قاتل لهذا الدين سيكون هو العالي لأن الله يقول : ((ليظهره )) يظهر هذا الدين على الدين كله طيب وعلى ما لا دين له لأن فيه ناس ما لهم دين يظهر عليهم ولا لا ؟ من باب أولى لأن من لا يدين أخبث ممن يدين بباطل فإذا كل الأديان والتي يزعم أهلها أنهم على حق سيكون دين الإسلام عليه ظاهرا طيب .
وإن قلنا إنه عائد إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فإنما يظهر الله رسوله لأن معه دين الحق.
وعلى كلا التقديرين فإن من تمسك بهذا الدين الحق فهو الظاهر العالي ومن ابتغى العزة بغيره فقد ابتغى الذل أليس كذلك ؟ لأنه لا يمكن لا ظهور ولا عزة ولا كرامة إلا بالدين ولهذا أنا أدعوكم معشر الإخوة إلى التمسك بدين الله ظاهرا وباطنا في العبادة والسلوك والأخلاق وفي الدعوة إليه حتى تقوم الملَّة وتستقيم الأمة .
قال : " ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً " كفى بالله يقول المعربون : إن الباء هنا زائدة لتحسين اللفظ والمبالغة في الكفاية وكفى بالله، وأن أصلها وكفى الله، و" شهيداً " : تمييز محول عن الفاعل لأن أصلها وكفت شهادة الله.
معنى هذا، المؤلف جاء بالآية يعني لو قال قائل : ما مناسبة " كفى بالله شهيداً " لقوله : " ليظهره على الدين كله " ؟
فالمناسبة ظاهرة، لأن هذا النبي عليه الصلاة والسلام جاء يدعو الناس ويقول : ( من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني دخل النار ) ويقول : ( من أطاعني سالمته ومن عصاني حاربته ) ويحارب الناس بهذا الدين ويستبيح دماءهم وأموالهم ونساءهم وذريتهم وهو في ذلك منصور مؤزر غالب غير مغلوب فهذا التمكين له في الأرض تمكين الله لرسوله في الأرض شهادة من الله فعلية ولا قولية ؟ شهادة فعلية بأنه صادق وأن دينه حق، لأن كل من افترى على الله كذبا فمآله الخذلان والزوال والعدم وانظر إلى الذين ادعوا النبوة ماذا كان مآلهم ؟ أن نسوا وأهلكوا مسيلمة الكذاب والأسود العنسي وغيرهما ممن ادعوا النبوة كلهم تلاشوا وبان بطلان قولهم وحرموا الصواب والسداد لكن هذا النبي محمد صلى الله عليه وسلم على العكس دعوته إلى الآن والحمد لله باقية ونسأل الله أن يثبتنا وإياكم عليها دعوته إلى الآن باقية وإلى أن تقوم الساعة ثابتة راسخة نعم، يستباح بدعوته إلى اليوم دماء من ناوأها من الكفار وأموالهم ونساؤهم وذريتهم هذه الشهادة فعلية ولا لأ ؟ فعلية ما أخذه الله ولا فضحه ولا كذّبه ولهذا جاءت بعد قوله : (( ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا )) .
وقوله : "بالهدى" الباء هنا للمصاحبة والهدى هو العلم النافع و" ودين الحق " هو العمل الصالح لأن الدين هو العمل أو الجزاء على العمل وكل عمل سوى الإسلام فهو باطل والإسلام هو دين الحق .
قال : " ليظهره على الدين كله " : اللام للتعليل ومعنى " ليظهره " يعني : يعليه لأن الظهور ـ يا بخاري ـ الظهور بمعنى العلو ومنه ظهر الدابة بمعنى أعلاها ومنه ظهر الأرض سطحها كما قال تعالى : (( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ )) ليظهره : أي يعليه على الدين كله ليظهره الهاء في " يظهره " هل هو عائد على الرسول ولا على الدين ؟ يعني على الدين الحق ولا على الرسول عليه الصلاة والسلام ؟
إن كان عائداً على " دين الحق " فكل من قاتل لدين الحق سيكون هو العالي كل من قاتل لهذا الدين سيكون هو العالي لأن الله يقول : ((ليظهره )) يظهر هذا الدين على الدين كله طيب وعلى ما لا دين له لأن فيه ناس ما لهم دين يظهر عليهم ولا لا ؟ من باب أولى لأن من لا يدين أخبث ممن يدين بباطل فإذا كل الأديان والتي يزعم أهلها أنهم على حق سيكون دين الإسلام عليه ظاهرا طيب .
وإن قلنا إنه عائد إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فإنما يظهر الله رسوله لأن معه دين الحق.
وعلى كلا التقديرين فإن من تمسك بهذا الدين الحق فهو الظاهر العالي ومن ابتغى العزة بغيره فقد ابتغى الذل أليس كذلك ؟ لأنه لا يمكن لا ظهور ولا عزة ولا كرامة إلا بالدين ولهذا أنا أدعوكم معشر الإخوة إلى التمسك بدين الله ظاهرا وباطنا في العبادة والسلوك والأخلاق وفي الدعوة إليه حتى تقوم الملَّة وتستقيم الأمة .
قال : " ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً " كفى بالله يقول المعربون : إن الباء هنا زائدة لتحسين اللفظ والمبالغة في الكفاية وكفى بالله، وأن أصلها وكفى الله، و" شهيداً " : تمييز محول عن الفاعل لأن أصلها وكفت شهادة الله.
معنى هذا، المؤلف جاء بالآية يعني لو قال قائل : ما مناسبة " كفى بالله شهيداً " لقوله : " ليظهره على الدين كله " ؟
فالمناسبة ظاهرة، لأن هذا النبي عليه الصلاة والسلام جاء يدعو الناس ويقول : ( من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني دخل النار ) ويقول : ( من أطاعني سالمته ومن عصاني حاربته ) ويحارب الناس بهذا الدين ويستبيح دماءهم وأموالهم ونساءهم وذريتهم وهو في ذلك منصور مؤزر غالب غير مغلوب فهذا التمكين له في الأرض تمكين الله لرسوله في الأرض شهادة من الله فعلية ولا قولية ؟ شهادة فعلية بأنه صادق وأن دينه حق، لأن كل من افترى على الله كذبا فمآله الخذلان والزوال والعدم وانظر إلى الذين ادعوا النبوة ماذا كان مآلهم ؟ أن نسوا وأهلكوا مسيلمة الكذاب والأسود العنسي وغيرهما ممن ادعوا النبوة كلهم تلاشوا وبان بطلان قولهم وحرموا الصواب والسداد لكن هذا النبي محمد صلى الله عليه وسلم على العكس دعوته إلى الآن والحمد لله باقية ونسأل الله أن يثبتنا وإياكم عليها دعوته إلى الآن باقية وإلى أن تقوم الساعة ثابتة راسخة نعم، يستباح بدعوته إلى اليوم دماء من ناوأها من الكفار وأموالهم ونساؤهم وذريتهم هذه الشهادة فعلية ولا لأ ؟ فعلية ما أخذه الله ولا فضحه ولا كذّبه ولهذا جاءت بعد قوله : (( ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا )) .
3 - شرح قول المصنف "الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا أستمع حفظ
شرح قول المصنف " وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا
الشيخ : ثم قال : " وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ". أشهد بمعنى : أقر بقلبي ناطقا بلساني لأن الشهادة أيها الأخوة نطق وإخبار عما في القلب أنت عند القاضي تشهد بحق فلان على فلان تشهد بالقلب ولا باللسان المعبر عما في القلب ؟ باللسان المعبر عما في القلب .
إذا أشهد : أقر بقلبي ناطقا بلساني، واختيرت الشهادة دون الإقرار لأن الشهادة أصلها من شهود الشيء أي : حضوره ورؤيته فكأن هذا المخبر عما في قلبه الناطق بلسانه كأنه يشاهد الأمر بعينه.
" بأن لا إله إلا الله " : وسبق تفسير معناها .
" وحده لا شريك له ": " وحده " هذه من حيث المعنى توكيد للإثبات ولا للنفي ؟ للإثبات " لا شريك له " : توكيد للنفي .
" إقراراً به وتوحيداً " : " إقرارا ً" هذه مصدر وإن شئت فقل : إنه مفعول مطلق لأنه مصدر معنوي لقوله : " أشهد " أهل النحو يقولون : إذا كان المصدر بمعنى الفعل دون حروفه، فهو مصدر معنوي وإذا كان بمعناه وحروفه فهو مصدر لفظي فـقمت قياما لفظي، وقمت وقوفا معنوي، وجلست جلوسا، وجلست قعودا معنوي، شهدت إقرارا معنوي فقول المؤلف إقرارا هذه مفعول مطلق لأشهد وهي مصدر معنوي .
قال : " وتوحيداً " توحيدا مصدر مؤكد لقوله : " لا إله إلا الله " .
إذا أشهد : أقر بقلبي ناطقا بلساني، واختيرت الشهادة دون الإقرار لأن الشهادة أصلها من شهود الشيء أي : حضوره ورؤيته فكأن هذا المخبر عما في قلبه الناطق بلسانه كأنه يشاهد الأمر بعينه.
" بأن لا إله إلا الله " : وسبق تفسير معناها .
" وحده لا شريك له ": " وحده " هذه من حيث المعنى توكيد للإثبات ولا للنفي ؟ للإثبات " لا شريك له " : توكيد للنفي .
" إقراراً به وتوحيداً " : " إقرارا ً" هذه مصدر وإن شئت فقل : إنه مفعول مطلق لأنه مصدر معنوي لقوله : " أشهد " أهل النحو يقولون : إذا كان المصدر بمعنى الفعل دون حروفه، فهو مصدر معنوي وإذا كان بمعناه وحروفه فهو مصدر لفظي فـقمت قياما لفظي، وقمت وقوفا معنوي، وجلست جلوسا، وجلست قعودا معنوي، شهدت إقرارا معنوي فقول المؤلف إقرارا هذه مفعول مطلق لأشهد وهي مصدر معنوي .
قال : " وتوحيداً " توحيدا مصدر مؤكد لقوله : " لا إله إلا الله " .
شرح قول المصنف "وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
الشيخ : قوله : " وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً ".
" أشهد أن محمداً " نقول في " أشهد " ما قلنا في أشهد الأولى.
ومحمد : هو ابن عبد الله بن عبد المطلب القرشي الهاشمي الذي هو من سلالة إسماعيل بن إبراهيم أشرف الناس نسبا عليه الصلاة والسلام.
هذا النبي الكريم هو عبد الله ورسوله وهو أعبد الناس لله، وأشدهم تحقيقا لعبادته كان عليه الصلاة والسلام يقوم في الليل حتى تتورم قدماه ويقال له : كيف تصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فيقول : ( أفلا أكون عبدا شكورا ) ـ خلها خلها ـ لأن الله تعالى أثنى على العبد الشكور حين قال عن نوح : (( إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً )) فأراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يصل إلى هذه الغاية وأن يعبد الله تعالى حق عبادته ولهذا هو أتقى الناس وأخشى الناس لله وأشدهم رغبة فيما عند الله سبحانه وتعالى فهو عبد ومقتضى عبوديته أنه لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعا ولا ضرا وليس له حق في الربوبية إطلاقا بل هو عبد محتاج إلى الله مفتقر له يسأله ويدعوه ويرجوه ويخافه بل إن الله أمره أن يعلن وأن يبلغ بلاغا خاصا بأنه لا يملك شيئا من هذه الأمور فقال : (( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ )) وأمره أن يعلن فيقول : (( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ )) شوف تحقيق العبودية (( إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ )) وأمره أن يعلن فيقول : (( قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً )) كما لا يملك ذلك لنفسه (( قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلاّ بَلاغاً )) إلاّ هذه منقطعة استثناء منقطع يعني لكن أبلغ بلاغا من الله ورسالاته.
الحاصل أن محمدا صلوات الله وسلامه عليه عبد ومقتضى هذه العبودية أنه لا حق له في شيء من شؤون الربوبية إطلاقا.
وإذا كان محمد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه بهذه المثابة فما بالك بمن دونه من عباد الله ؟! هل يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ولا لغيرهم ؟ أبداً وبهذا يتبين سفه أولئك القوم الذين يدعون من يدعونهم أولياء من دون الله عز وجل.
وقوله : " ورسوله ": " أن محمدا عبده وروسله "هذا أيضا وصف لا يكون لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه خاتم النبيين فهو رسول الله الذي بلغ مكانا لم يبلغه أحد من البشر بل ولا من الملائكة فيما نعلم اللهم إلا حملة العرش وصل إلى ما فوق السماء السابعة وصل إلى موضع سمع فيه صريف أقلام القضاء الذي يقضي به الله عز وجل في خلقه وما وصل أحد إلى هذا المستوى وكلمه الله عز وجل بدون واسطة وأرسله إلى الخلق وأيده بالآيات العظيمة التي لم تكن لأحد من البشر أو الرسل قبله وهو هذا القرآن العظيم فإن هذا القرآن لا نظير له في آيات الأنبياء السابقين أبدا ولهذا قال الله تعالى : (( وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ )) أتم (( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ )) هذا يكفي عن كل شيء ولكن لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أما المعرض فسيقول كما قال من سبقه : هذا أساطير الأولين .
الحاصل أن محمدا رسول الله وخاتم النبيين، ختم الله به النبوة والرسالة أيضا لأنه إذا انتفت النبوة وهي أعم من الرسالة انتفت الرسالة التي هي أخص لأن انتفاء الأعم يستلزم انتفاء الأخص طيب فرسول الله عليه الصلاة والسلام هو خاتم النبيين .
" أشهد أن محمداً " نقول في " أشهد " ما قلنا في أشهد الأولى.
ومحمد : هو ابن عبد الله بن عبد المطلب القرشي الهاشمي الذي هو من سلالة إسماعيل بن إبراهيم أشرف الناس نسبا عليه الصلاة والسلام.
هذا النبي الكريم هو عبد الله ورسوله وهو أعبد الناس لله، وأشدهم تحقيقا لعبادته كان عليه الصلاة والسلام يقوم في الليل حتى تتورم قدماه ويقال له : كيف تصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فيقول : ( أفلا أكون عبدا شكورا ) ـ خلها خلها ـ لأن الله تعالى أثنى على العبد الشكور حين قال عن نوح : (( إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً )) فأراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يصل إلى هذه الغاية وأن يعبد الله تعالى حق عبادته ولهذا هو أتقى الناس وأخشى الناس لله وأشدهم رغبة فيما عند الله سبحانه وتعالى فهو عبد ومقتضى عبوديته أنه لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعا ولا ضرا وليس له حق في الربوبية إطلاقا بل هو عبد محتاج إلى الله مفتقر له يسأله ويدعوه ويرجوه ويخافه بل إن الله أمره أن يعلن وأن يبلغ بلاغا خاصا بأنه لا يملك شيئا من هذه الأمور فقال : (( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ )) وأمره أن يعلن فيقول : (( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ )) شوف تحقيق العبودية (( إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ )) وأمره أن يعلن فيقول : (( قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً )) كما لا يملك ذلك لنفسه (( قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلاّ بَلاغاً )) إلاّ هذه منقطعة استثناء منقطع يعني لكن أبلغ بلاغا من الله ورسالاته.
الحاصل أن محمدا صلوات الله وسلامه عليه عبد ومقتضى هذه العبودية أنه لا حق له في شيء من شؤون الربوبية إطلاقا.
وإذا كان محمد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه بهذه المثابة فما بالك بمن دونه من عباد الله ؟! هل يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ولا لغيرهم ؟ أبداً وبهذا يتبين سفه أولئك القوم الذين يدعون من يدعونهم أولياء من دون الله عز وجل.
وقوله : " ورسوله ": " أن محمدا عبده وروسله "هذا أيضا وصف لا يكون لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه خاتم النبيين فهو رسول الله الذي بلغ مكانا لم يبلغه أحد من البشر بل ولا من الملائكة فيما نعلم اللهم إلا حملة العرش وصل إلى ما فوق السماء السابعة وصل إلى موضع سمع فيه صريف أقلام القضاء الذي يقضي به الله عز وجل في خلقه وما وصل أحد إلى هذا المستوى وكلمه الله عز وجل بدون واسطة وأرسله إلى الخلق وأيده بالآيات العظيمة التي لم تكن لأحد من البشر أو الرسل قبله وهو هذا القرآن العظيم فإن هذا القرآن لا نظير له في آيات الأنبياء السابقين أبدا ولهذا قال الله تعالى : (( وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ )) أتم (( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ )) هذا يكفي عن كل شيء ولكن لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أما المعرض فسيقول كما قال من سبقه : هذا أساطير الأولين .
الحاصل أن محمدا رسول الله وخاتم النبيين، ختم الله به النبوة والرسالة أيضا لأنه إذا انتفت النبوة وهي أعم من الرسالة انتفت الرسالة التي هي أخص لأن انتفاء الأعم يستلزم انتفاء الأخص طيب فرسول الله عليه الصلاة والسلام هو خاتم النبيين .
شرح قول المصنف "صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما مزيدا
الشيخ : " صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا ". صلى الله عليه ما معناها يا بخاري ؟ ويش معنى صلى الله عليه ؟
الطالب : ... .
الشيخ : أنت ما تقول صلى الله على محمد ويش معناها ؟
الطالب : صل عليه .
الشيخ : صح اللهم صل عليه يعني صل عليه لكن ويش معنى صل عليه ؟
أحسن ما قيل فيها ما قاله أبو العالية رحمه الله قال : " صلاة الله على رسوله : ثناؤه عليه في الملأ الأعلى "
وأما من فسر صلاة الله عليه بالرحمة فقوله ضعيف لأن الرحمة تكون لكل أحد ولهذا أجمع العلماء على أنك يجوز أن تقول : فلان رحمه الله. واختلفوا هل يجوز أن تقول فلان صلى الله عليه ؟ وهذا يدل على أن الصلاة غير الرحمة.
وأيضا فقد قال الله تعالى : (( أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ )) والعطف يقتضي المغايرة، إذا فالصلاة أخص من الرحمة فصلاة الله على رسوله ثناؤه عليه في الملأ الأعلى.
وكذلك قوله : " وعلى آله " من آله ؟ آله : أتباعه على دينه، هذا إذا ذكرت الآل وحدها أو مع الصحب فإنها أتباعه على دينه منذ بعث إلى يوم القيامة ويدل على أن الآل بمعنى الأتباع على الدين قوله تعالى : (( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ )) فأتباعه على دينه هم الآل .
أما إذا قرنت بالأتباع فقيل : آله وأتباعه فالآل هم المؤمنون من آل البيت آل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام .
هنا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ما ذكر الأتباع قال : " آله وصحبه " فنقول : آله هم أتباعه على دينه، وصحبه كل من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك. وعطف الصحب هنا على الآل من باب عطف الخاص على العام لأن الصحبة أخص من مطلق الإتّباع.
" وسلم تسليماً مزيداً " : سلم فيها السلامة من الآفات وفي الصلاة حصول الخيرات فجمع المؤلف في هذه الصيغة بين سؤال الله تعالى أن يحقق لنبيه الخيرات وأخصها الثناء عليه في الملأ الأعلى وأن يزيد عنه الآفات، وكذلك من اتبعه.
وقوله : " مزيداً "، بمعنى : زائداً أو زيادة والمراد تسليما زائدا على الصلاة فيكون منقبة أخرى أو دعاء آخر بعد السلام والله الموفق .
نحن أطلنا في الشرح في الواقع ولن يكون تكون إطالتنا في المستقبل كهذا لأنه لو مشينا على هذا ها ما تخلص في خمسة عشر يوم العقيدة نعم ها .
الطالب : صباح مساء ولا ؟
الشيخ : لا مساء فقط .
الطالب : ... .
الشيخ : أنت ما تقول صلى الله على محمد ويش معناها ؟
الطالب : صل عليه .
الشيخ : صح اللهم صل عليه يعني صل عليه لكن ويش معنى صل عليه ؟
أحسن ما قيل فيها ما قاله أبو العالية رحمه الله قال : " صلاة الله على رسوله : ثناؤه عليه في الملأ الأعلى "
وأما من فسر صلاة الله عليه بالرحمة فقوله ضعيف لأن الرحمة تكون لكل أحد ولهذا أجمع العلماء على أنك يجوز أن تقول : فلان رحمه الله. واختلفوا هل يجوز أن تقول فلان صلى الله عليه ؟ وهذا يدل على أن الصلاة غير الرحمة.
وأيضا فقد قال الله تعالى : (( أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ )) والعطف يقتضي المغايرة، إذا فالصلاة أخص من الرحمة فصلاة الله على رسوله ثناؤه عليه في الملأ الأعلى.
وكذلك قوله : " وعلى آله " من آله ؟ آله : أتباعه على دينه، هذا إذا ذكرت الآل وحدها أو مع الصحب فإنها أتباعه على دينه منذ بعث إلى يوم القيامة ويدل على أن الآل بمعنى الأتباع على الدين قوله تعالى : (( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ )) فأتباعه على دينه هم الآل .
أما إذا قرنت بالأتباع فقيل : آله وأتباعه فالآل هم المؤمنون من آل البيت آل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام .
هنا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ما ذكر الأتباع قال : " آله وصحبه " فنقول : آله هم أتباعه على دينه، وصحبه كل من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك. وعطف الصحب هنا على الآل من باب عطف الخاص على العام لأن الصحبة أخص من مطلق الإتّباع.
" وسلم تسليماً مزيداً " : سلم فيها السلامة من الآفات وفي الصلاة حصول الخيرات فجمع المؤلف في هذه الصيغة بين سؤال الله تعالى أن يحقق لنبيه الخيرات وأخصها الثناء عليه في الملأ الأعلى وأن يزيد عنه الآفات، وكذلك من اتبعه.
وقوله : " مزيداً "، بمعنى : زائداً أو زيادة والمراد تسليما زائدا على الصلاة فيكون منقبة أخرى أو دعاء آخر بعد السلام والله الموفق .
نحن أطلنا في الشرح في الواقع ولن يكون تكون إطالتنا في المستقبل كهذا لأنه لو مشينا على هذا ها ما تخلص في خمسة عشر يوم العقيدة نعم ها .
الطالب : صباح مساء ولا ؟
الشيخ : لا مساء فقط .
اضيفت في - 2007-02-04