شرح العقيدة الواسطية-02b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
العقيدة الواسطية
تتمة شرح قول المصنف "ورسله
الشيخ : أحيانا تكون مو حافظ شيء في سورة الذاريات : (( وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ )) لكن قد نقول : إن قوله : (( مِنْ قَبْلُ )) يدل على ما سبق كذا هاه .
الطالب : ... .
الشيخ : (( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ )) (( فِي ذُرِّيَّتِهِمَا )) والقبل نوح ما يكون من ذريته.
إذاً من القرآن ثلاثة أدلة تدل على إيش؟ على أن نوحا أول الرسل ومن السنة ما ثبت في حديث الشفاعة : ( أن أهل الموقف يقولون لنوح : أنت أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض ) وهذا صريح.
أما آدم عليه الصلاة والسلام فهو نبي وليس برسول. إدريس ذهب كثير من المؤرخين أو أكثر المؤرخين وبعض المفسرين أيضا إلى أنه قبل نوح وأنه من أجداده لكن هذا قول ضعيف جدا والقرآن والسنة ترده بل الصواب ما ذكرنا.
آخرهم محمد عليه الصلاة والسلام، لقوله تعالى: (( وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ )) ولم يقل وخاتم المرسلين لماذا ؟ لأنه إذا ختم النبوة ختم الرسالة من باب أولى، ومن ثم نعرف خطأ بعض الناس الذين يقولون محمد خاتم الرسل كذا نقول الأفضل أن تقول خاتم النبيين وإن كان قد يصح خاتم الرسل باعتبار أنه خاتم للجميع وعلى كل حال فإن خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم .
فإن قلت : عيسى عليه الصلاة والسلام ينزل في آخر الزمان وهو رسول فما الجواب ؟
نقول نعم : هو لا ينزل بشريعة جديدة وإنما يحكم بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم.
طيب إذا قال قائل : من المتفق عليه أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وأنت تقول الآن إن عيسى يحكم برسالة النبي عليه الصلاة والسلام أو بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم فيكون من أتباعه فكيف يصح قولنا : إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ؟
الطالب : الخيرية من غير الرسل .
الشيخ : وأنت يا عبد الرحمن ؟ نقول هذا من غير الرسل لأن معروف الرسول غير من الصحابي بلا شك .
الطالب : ... .
الشيخ : (( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ )) (( فِي ذُرِّيَّتِهِمَا )) والقبل نوح ما يكون من ذريته.
إذاً من القرآن ثلاثة أدلة تدل على إيش؟ على أن نوحا أول الرسل ومن السنة ما ثبت في حديث الشفاعة : ( أن أهل الموقف يقولون لنوح : أنت أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض ) وهذا صريح.
أما آدم عليه الصلاة والسلام فهو نبي وليس برسول. إدريس ذهب كثير من المؤرخين أو أكثر المؤرخين وبعض المفسرين أيضا إلى أنه قبل نوح وأنه من أجداده لكن هذا قول ضعيف جدا والقرآن والسنة ترده بل الصواب ما ذكرنا.
آخرهم محمد عليه الصلاة والسلام، لقوله تعالى: (( وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ )) ولم يقل وخاتم المرسلين لماذا ؟ لأنه إذا ختم النبوة ختم الرسالة من باب أولى، ومن ثم نعرف خطأ بعض الناس الذين يقولون محمد خاتم الرسل كذا نقول الأفضل أن تقول خاتم النبيين وإن كان قد يصح خاتم الرسل باعتبار أنه خاتم للجميع وعلى كل حال فإن خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم .
فإن قلت : عيسى عليه الصلاة والسلام ينزل في آخر الزمان وهو رسول فما الجواب ؟
نقول نعم : هو لا ينزل بشريعة جديدة وإنما يحكم بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم.
طيب إذا قال قائل : من المتفق عليه أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وأنت تقول الآن إن عيسى يحكم برسالة النبي عليه الصلاة والسلام أو بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم فيكون من أتباعه فكيف يصح قولنا : إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ؟
الطالب : الخيرية من غير الرسل .
الشيخ : وأنت يا عبد الرحمن ؟ نقول هذا من غير الرسل لأن معروف الرسول غير من الصحابي بلا شك .
شرح قول المصنف "والبعث بعد الموت
الشيخ : قال المؤلف رحمه الله : " والبعث بعد الموت " البعث بمعنى الإخراج يعني إخراج الناس من قبورهم بعد موتهم هذا من معتقد أهل السنة والجماعة ونقف على هذا لأنه بقي خمس دقائق .
البعث بعد الموت هو إخراج الناس من قبورهم أحياء وهذا ثابت بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين بل إجماع اليهود والنصارى حتى اليهود والنصارى يقرون بأن هناك يوماً يبعث الناس فيه ويجازون وفي القرآن يقول الله عز وجل: (( زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ )) وقال عز وجل: (( ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ )) .
وأما في السنة فثبتت الأحاديث متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك. وأجمع المسلمون على هذا إجماعا قطعيا وأن الناس سيبعثون يوم القيامة ويلاقون ربهم ويجازون بأعمالهم (( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ )) (( يَا أَيُّهَا الأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ )) فتذكر هذا اللقاء حتى تعمل له خوفا من أن تقف بين يدي الله عز وجل يوم القيامة وليس عندك شيء من العمل الصالح (( إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ )) انظر ماذا عملت ليوم النقلة ؟ وماذا عملت ليوم اللقاء ؟ فإن أكثر الناس اليوم ينظرون ماذا عملوا للدنيا مع العلم بأن هذه الدنيا التي عملوا لها لا يدرون هل يدركونها أم لا ؟ قد يخطط الإنسان لعمل دنيوي يفعله غدا أو بعد غد ولكنه لا يدرك غدا ولا بعد غد لكن الشيء المتيقن أكثر الناس في غفلة من هذا قال الله تعالى : (( بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا )) وأعمال الدنيا يقول : (( وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ )) أعمال الآخرة قلوبهم في غمرة منغمرة غافلة لكن أعمال الدنيا ولهم أعمال من دون ذلك هم لها شوف قدم المعمول ليفيد الحصر هم لها عاملون وقال تعالى : (( لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا )) يعني : يوم القيامة (( فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ )) هذا البعث الذي اتفقت عليه الأديان السماوية وكل متدين بدين هو أحد أركان الإيمان الستة وهو من معتقدات أهل السنة والجماعة ولا ينكره أحد ممن ينتسب إلى ملة أبدا.
البعث بعد الموت هو إخراج الناس من قبورهم أحياء وهذا ثابت بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين بل إجماع اليهود والنصارى حتى اليهود والنصارى يقرون بأن هناك يوماً يبعث الناس فيه ويجازون وفي القرآن يقول الله عز وجل: (( زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ )) وقال عز وجل: (( ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ )) .
وأما في السنة فثبتت الأحاديث متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك. وأجمع المسلمون على هذا إجماعا قطعيا وأن الناس سيبعثون يوم القيامة ويلاقون ربهم ويجازون بأعمالهم (( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ )) (( يَا أَيُّهَا الأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ )) فتذكر هذا اللقاء حتى تعمل له خوفا من أن تقف بين يدي الله عز وجل يوم القيامة وليس عندك شيء من العمل الصالح (( إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ )) انظر ماذا عملت ليوم النقلة ؟ وماذا عملت ليوم اللقاء ؟ فإن أكثر الناس اليوم ينظرون ماذا عملوا للدنيا مع العلم بأن هذه الدنيا التي عملوا لها لا يدرون هل يدركونها أم لا ؟ قد يخطط الإنسان لعمل دنيوي يفعله غدا أو بعد غد ولكنه لا يدرك غدا ولا بعد غد لكن الشيء المتيقن أكثر الناس في غفلة من هذا قال الله تعالى : (( بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا )) وأعمال الدنيا يقول : (( وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ )) أعمال الآخرة قلوبهم في غمرة منغمرة غافلة لكن أعمال الدنيا ولهم أعمال من دون ذلك هم لها شوف قدم المعمول ليفيد الحصر هم لها عاملون وقال تعالى : (( لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا )) يعني : يوم القيامة (( فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ )) هذا البعث الذي اتفقت عليه الأديان السماوية وكل متدين بدين هو أحد أركان الإيمان الستة وهو من معتقدات أهل السنة والجماعة ولا ينكره أحد ممن ينتسب إلى ملة أبدا.
شرح قول المصنف "والإيمان بالقدر خيره وشره
الشيخ : وقوله : " والإيمان بالقدر خيره وشره ".
هذا أيضا الركن السادس الإيمان بالقدر خيره وشره.
القدر : هو تقدير الله عز وجل للأشياء، وقد كتب الله مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة كما قال الله تعالى : (( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ )) .
وقوله : " خيره وشره " أما وصف القدر بالخير فالأمر فيه ظاهر، وأما وصف القدر بالشر فالمراد به شر المقدور لا شر القدر الذي هو فعل الله فإن فعل الله عز وجل ليس فيه شر كل أفعاله خير وحكمة لكن الشر في مفعولاته ومقدوراته فالشر هنا باعتبار المقدور والمفعول أما باعتبار الفعل فلا ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( والشر ليس إليك ) فمثلا نحن نجد في المخلوقات المقدورات شرا فيها الحيات والعقارب والسباع والأمراض والفقر والجدب وما أشبه ذلك وكل هذه بالنسبة للإنسان شر لأنها لا تلائمه وفيها أيضا المعاصي والفجور والكفر والفسوق والقتل وغير ذلك وكل هذه شر لكن باعتبار نسبتها إلى الله هي خير لأن الله عز وجل لم يقدرها إلا لحكمة بالغة عظيمة عرفها من عرفها وجهلها من جهلها، وعلى هذا فيجب أن تعرف أن الشر الذي وصف به القدر إنما هو باعتبار المقدورات والمفعولات لا باعتبار التقدير الذي هو تقدير الله وفعله.
ثم اعلم أيضا أن هذا المفعول الذي هو شر قد يكون شرا في نفسه لكنه خير، خير من جهة أخرى قال الله تعالى : (( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )) النتيجة طيبة وعلى هذا فيكون الشر في هذا المقدور شرا إضافيا يعني : لا شرا حقيقيا لأن هذا ستكون نتيجته إيش ؟ خيرا.
ولنفرض حد الزاني مثلا إذا كان غير محصن أن يجلد مئة جلدة ويسفّر عن البلد لمدة عام، هذا لا شك أنه شر بالنسبة إليه لكنه خير حتى بالنسبة إليه هو خير لأنه يكون كفارة له خير هذا ولا لأ ؟ لأن عقوبة الدنيا أهون من عقوبة الآخرة فهو خير له .
ثانيا : ردع لغيره ونكال لغيره فإن غيره لو همّ أن يزني وهو يعلم أنه سيفعل به مثل ما فعل بهذا نعم ارتدع بل قد يكون خيرا له هو أيضا باعتبار أنه لن يعود إلى مثل هذا العمل الذي سبب له هذا الشيء.
أما بالنسبة للأمور الكونية القدرية لأن هذا شرا بأعتبار كونه مشروعا لكن هناك شيء شر باعتباره مقدورا كالمرض مثلا الإنسان إذا مرض لا شك أن المرض شر بالنسبة له لكن فيه خير له في الواقع ويش خيره ؟ تكفير الذنوب قد يكون الإنسان عليه ذنوب ما كفرها الاستغفار والتوبة لوجود مانع مثلا لعدم صدق نيته مع الله عز وجل فتأتي هذه الأمراض والعقوبات فتكفر هذه الذنوب.
ثانيا : فيه خير في نفسه أيضا بقطع النظر عما يكفر من الذنوب فإن الإنسان لا يعرف قدر نعمة الله عليه بالصحة إلا إذا مرض نحن الآن أصحاء ولا ندري ويش قدر الصحة لكن إذا حصل المرض عرفنا قدر الصحة، فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يعرفها إلا المرضى هذا أيضا خير تعرف قدر النعمة.
ثالثا : قد يكون في هذا المرض أشياء تقتل جراثيم في البدن ما يقتلها إلا المرض فيه أشياء سبحان الله العظيم يقول الأطباء : بعض الأمراض المعينة تقتل هذه الجراثيم التي في الجسد وأنت لا تدري، فالحاصل أننا نقول :
أولا : الشر الذي وصف به القدر هل هو بالنسبة لتقدير الله أو بالنسبة لمقدوره ؟ لمقدوره أما تقدير الله فكله خير الدليل ؟ قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( والشر ليس إليك ) .
ثانيا : هل الشر الذي في المقدور شر محض أو لا ؟ لا ما هو شر محض بل هذا الشر قد ينتج عليه أمور هي خير فتكون الشرية بالنسبة إليه أمرا إضافيا.
هذا وسيتكلم المؤلف رحمه الله على القدر بكلام مبسوط يبين درجاته عند أهل السنة.
هذا أيضا الركن السادس الإيمان بالقدر خيره وشره.
القدر : هو تقدير الله عز وجل للأشياء، وقد كتب الله مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة كما قال الله تعالى : (( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ )) .
وقوله : " خيره وشره " أما وصف القدر بالخير فالأمر فيه ظاهر، وأما وصف القدر بالشر فالمراد به شر المقدور لا شر القدر الذي هو فعل الله فإن فعل الله عز وجل ليس فيه شر كل أفعاله خير وحكمة لكن الشر في مفعولاته ومقدوراته فالشر هنا باعتبار المقدور والمفعول أما باعتبار الفعل فلا ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( والشر ليس إليك ) فمثلا نحن نجد في المخلوقات المقدورات شرا فيها الحيات والعقارب والسباع والأمراض والفقر والجدب وما أشبه ذلك وكل هذه بالنسبة للإنسان شر لأنها لا تلائمه وفيها أيضا المعاصي والفجور والكفر والفسوق والقتل وغير ذلك وكل هذه شر لكن باعتبار نسبتها إلى الله هي خير لأن الله عز وجل لم يقدرها إلا لحكمة بالغة عظيمة عرفها من عرفها وجهلها من جهلها، وعلى هذا فيجب أن تعرف أن الشر الذي وصف به القدر إنما هو باعتبار المقدورات والمفعولات لا باعتبار التقدير الذي هو تقدير الله وفعله.
ثم اعلم أيضا أن هذا المفعول الذي هو شر قد يكون شرا في نفسه لكنه خير، خير من جهة أخرى قال الله تعالى : (( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )) النتيجة طيبة وعلى هذا فيكون الشر في هذا المقدور شرا إضافيا يعني : لا شرا حقيقيا لأن هذا ستكون نتيجته إيش ؟ خيرا.
ولنفرض حد الزاني مثلا إذا كان غير محصن أن يجلد مئة جلدة ويسفّر عن البلد لمدة عام، هذا لا شك أنه شر بالنسبة إليه لكنه خير حتى بالنسبة إليه هو خير لأنه يكون كفارة له خير هذا ولا لأ ؟ لأن عقوبة الدنيا أهون من عقوبة الآخرة فهو خير له .
ثانيا : ردع لغيره ونكال لغيره فإن غيره لو همّ أن يزني وهو يعلم أنه سيفعل به مثل ما فعل بهذا نعم ارتدع بل قد يكون خيرا له هو أيضا باعتبار أنه لن يعود إلى مثل هذا العمل الذي سبب له هذا الشيء.
أما بالنسبة للأمور الكونية القدرية لأن هذا شرا بأعتبار كونه مشروعا لكن هناك شيء شر باعتباره مقدورا كالمرض مثلا الإنسان إذا مرض لا شك أن المرض شر بالنسبة له لكن فيه خير له في الواقع ويش خيره ؟ تكفير الذنوب قد يكون الإنسان عليه ذنوب ما كفرها الاستغفار والتوبة لوجود مانع مثلا لعدم صدق نيته مع الله عز وجل فتأتي هذه الأمراض والعقوبات فتكفر هذه الذنوب.
ثانيا : فيه خير في نفسه أيضا بقطع النظر عما يكفر من الذنوب فإن الإنسان لا يعرف قدر نعمة الله عليه بالصحة إلا إذا مرض نحن الآن أصحاء ولا ندري ويش قدر الصحة لكن إذا حصل المرض عرفنا قدر الصحة، فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يعرفها إلا المرضى هذا أيضا خير تعرف قدر النعمة.
ثالثا : قد يكون في هذا المرض أشياء تقتل جراثيم في البدن ما يقتلها إلا المرض فيه أشياء سبحان الله العظيم يقول الأطباء : بعض الأمراض المعينة تقتل هذه الجراثيم التي في الجسد وأنت لا تدري، فالحاصل أننا نقول :
أولا : الشر الذي وصف به القدر هل هو بالنسبة لتقدير الله أو بالنسبة لمقدوره ؟ لمقدوره أما تقدير الله فكله خير الدليل ؟ قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( والشر ليس إليك ) .
ثانيا : هل الشر الذي في المقدور شر محض أو لا ؟ لا ما هو شر محض بل هذا الشر قد ينتج عليه أمور هي خير فتكون الشرية بالنسبة إليه أمرا إضافيا.
هذا وسيتكلم المؤلف رحمه الله على القدر بكلام مبسوط يبين درجاته عند أهل السنة.
شرح قول المصنف "ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم
الشيخ : ثم قال : " ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه، وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ". هذا من الإيمان بالله .
وقوله : " من الإيمان " : من هنا للتبعيض لأننا ذكرنا أن الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور : الإيمان بوجوده، وانفراده بالربوبية، وبالألوهية، وبالأسماء والصفات، إذا فمن في كلام المؤلف للتبعيض يعني : بعض الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه.
قوله : " بما وصف به نفسه في كتابه " ينبغي أن يقال : وسمى به نفسه بما وصف وسمى به نفسه نعم لكن المؤلف رحمه الله ذكر الصفة فقط إما لأنه ما من اسم إلا وقد تضمن صفة أو لأن الخلاف في الأسماء خلاف ضعيف ما أنكره إلاّ غلاة الجهمية والمعتزلة، فالمعتزلة يثبتون الأسماء والأشاعرة والماتريدية يثبتون الأسماء لكن يخالفون أهل السنة في ماذا ؟ في الصفات، فنحن الآن نقول : لماذا اقتصر المؤلف على " ما وصف الله به نفسه " ؟ نقول لأحد أمرين : إما لأن كل اسم يتضمن صفة، وإما لأن الخلاف في الأسماء قليل بالنسبة للمنتسبين للإسلام.
وقوله : " ما وصف به نفسه في كتابه " كتابه يعني : القرآن وسماه الله تعالى كتابا لأنه مكتوب في اللوح المحفوظ ومكتوب في الصحف التي بأيدي السفرة الكرام البررة ومكتوب كذلك بين الناس يكتبونه في المصاحف فهو كتاب بمعنى مكتوب وأضافه الله إليه لأنه كلامه سبحانه وتعالى فالقرآن هذا كلام الله تكلم به حقيقة فكل حرف منه فإن الله قد تكلم به (( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق )) .
طيب من الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه ووجه ذلك أن الإيمان بالله كما سبق يتضمن الإيمان بأسمائه وصفاته.
ثانيا : أن الأسماء والصفات هي من ذات الله عز وجل فإن ذات الله تسمى بأسماء وتوصف بأوصاف ووجود ذات مجردة عن الأوصاف أمر مستحيل لا يمكن أن توجد ذات مجردة عن الأوصاف أبدا ما هو ممكن قد يفرض الذهن أن هناك ذاتا مجردة من الصفات في ذهنك لكن الفرض ليس كالأمر الشاهد في الخارج يعني : المفروض ليس كالمشهود فلا يوجد في الخارج يعني في الواقع المشاهد ذات ليس لها صفات أبدا صح ولا لأ ؟ أما ما يفرضه الذهن فهذا أمر ليس بعبرة الذهن قد يفرض مثلا شيئا له ألف عين، في كل ألف عين ألف سواد وألفين بياض وله ألف رجل في كل رجل ألف أصبع في كل أصبع ألف ظفر نعم وله ملايين الشعر في كل شعرة ملايين الشعر وهكذا يفرضه وما له واقع أليس كذلك ؟ لكن الشيء الواقع لا يمكن أن يوجد شيء بدون صفة، لهذا كان الإيمان بصفات الله من الإيمان بالله لو لم يكن من صفات الله إلا أنه موجود واجب الوجود هذا باتفاق الناس وعلى هذا فلا بد أن يكون له صفة.
ثم اعلم أن صفات الله عز وجل من الأمور الغيبية والواجب على الإنسان نحو الأمور الغيبية أن يؤمن بها على ما جاءت دون أن يرجع إلى شيء سوى النصوص قال الإمام أحمد : " لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله، لا يتجاوز القرآن والحديث " ودلالة ذلك يعني أننا لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه من القرآن والعقل : ففي القرآن يقول الله عز وجل : (( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ )) فإذا وصفت الله بصفة لم يصف الله بها نفسه فقد قلت عليه ما لا تعلم وهذا محرم بنص القرآن.
دليل آخر يقول الله عز وجل : (( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً )) إذا لو وصفنا الله بما لم يصف به نفسه نعم لكنا قفونا ما ليس لنا به علم فوقعنا فيما نهى الله عنه.
أما الدليل العقلي : فلأن صفات الله عز وجل من الأمور الغيبية ولا يمكن في الأمور الغيبية أن يدركها العقل نحن الآن لا ندرك ما وصف الله به نعيم الجنة مع أنه مخلوق ولا لأ ؟ في الجنة فاكهة ونخل ورمان وسرر وأكواب ولا لأ ؟ ونساء حور هل نحن لا ندرك حقيقة هذه الأشياء ؟ لا لو قال صفها لنا، ما نستطيع وصفها لقوله تعالى : (( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) ولقوله تعالى في الحديث القدسي : ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) إذا كان هذا في المخلوق الذي وصف بصفات لا نعلمها فكيف بالخالق .
مثل آخر : الإنسان فيه روح لا يحيا إلا بها لولا أن الروح في بدنك ما حييت تستطيع أن تصف الروح ؟ أبدا لو قيل لك : ويش الروح التي بك ؟ ويش اللي لو نزعت صرت جثة هامدة وإذا بقيت فأنت إنسان تعقل وتفهم وتدرك ويش هذه الروح ؟ والله خلي يفكر يناظر بدنه يمين يسار يقدر يصفها ولا لا ؟ أبدا مع أنها بعيدة عنه ولا قريبة ؟ قريبة في نفسه وبين جنبيه، وعجز عن إدراكها مع أنها حقيقة يعني شيء يرى كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام ( بأن الروح إذا قبض، تبعه البصر ) الإنسان يشوف نفسه وهي مقبوضة ولهذا تبقى العين مفتوحة عند الموت تشاهد الروح وهي قد خرجت وتؤخذ هذه الروح وتجعل في كفن في حنوط ويصعد بها إلى الله ومع ذلك ما تستطيع أن تصفها وهي بين جنبيك، فكيف تحاول أن تصف ربك بأمر لم يصف به نفسه.
الخلاصة الآن استفدنا من هذه الجملة بما وصف به نفسه استفدنا أمرين .
وقوله : " من الإيمان " : من هنا للتبعيض لأننا ذكرنا أن الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور : الإيمان بوجوده، وانفراده بالربوبية، وبالألوهية، وبالأسماء والصفات، إذا فمن في كلام المؤلف للتبعيض يعني : بعض الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه.
قوله : " بما وصف به نفسه في كتابه " ينبغي أن يقال : وسمى به نفسه بما وصف وسمى به نفسه نعم لكن المؤلف رحمه الله ذكر الصفة فقط إما لأنه ما من اسم إلا وقد تضمن صفة أو لأن الخلاف في الأسماء خلاف ضعيف ما أنكره إلاّ غلاة الجهمية والمعتزلة، فالمعتزلة يثبتون الأسماء والأشاعرة والماتريدية يثبتون الأسماء لكن يخالفون أهل السنة في ماذا ؟ في الصفات، فنحن الآن نقول : لماذا اقتصر المؤلف على " ما وصف الله به نفسه " ؟ نقول لأحد أمرين : إما لأن كل اسم يتضمن صفة، وإما لأن الخلاف في الأسماء قليل بالنسبة للمنتسبين للإسلام.
وقوله : " ما وصف به نفسه في كتابه " كتابه يعني : القرآن وسماه الله تعالى كتابا لأنه مكتوب في اللوح المحفوظ ومكتوب في الصحف التي بأيدي السفرة الكرام البررة ومكتوب كذلك بين الناس يكتبونه في المصاحف فهو كتاب بمعنى مكتوب وأضافه الله إليه لأنه كلامه سبحانه وتعالى فالقرآن هذا كلام الله تكلم به حقيقة فكل حرف منه فإن الله قد تكلم به (( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق )) .
طيب من الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه ووجه ذلك أن الإيمان بالله كما سبق يتضمن الإيمان بأسمائه وصفاته.
ثانيا : أن الأسماء والصفات هي من ذات الله عز وجل فإن ذات الله تسمى بأسماء وتوصف بأوصاف ووجود ذات مجردة عن الأوصاف أمر مستحيل لا يمكن أن توجد ذات مجردة عن الأوصاف أبدا ما هو ممكن قد يفرض الذهن أن هناك ذاتا مجردة من الصفات في ذهنك لكن الفرض ليس كالأمر الشاهد في الخارج يعني : المفروض ليس كالمشهود فلا يوجد في الخارج يعني في الواقع المشاهد ذات ليس لها صفات أبدا صح ولا لأ ؟ أما ما يفرضه الذهن فهذا أمر ليس بعبرة الذهن قد يفرض مثلا شيئا له ألف عين، في كل ألف عين ألف سواد وألفين بياض وله ألف رجل في كل رجل ألف أصبع في كل أصبع ألف ظفر نعم وله ملايين الشعر في كل شعرة ملايين الشعر وهكذا يفرضه وما له واقع أليس كذلك ؟ لكن الشيء الواقع لا يمكن أن يوجد شيء بدون صفة، لهذا كان الإيمان بصفات الله من الإيمان بالله لو لم يكن من صفات الله إلا أنه موجود واجب الوجود هذا باتفاق الناس وعلى هذا فلا بد أن يكون له صفة.
ثم اعلم أن صفات الله عز وجل من الأمور الغيبية والواجب على الإنسان نحو الأمور الغيبية أن يؤمن بها على ما جاءت دون أن يرجع إلى شيء سوى النصوص قال الإمام أحمد : " لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله، لا يتجاوز القرآن والحديث " ودلالة ذلك يعني أننا لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه من القرآن والعقل : ففي القرآن يقول الله عز وجل : (( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ )) فإذا وصفت الله بصفة لم يصف الله بها نفسه فقد قلت عليه ما لا تعلم وهذا محرم بنص القرآن.
دليل آخر يقول الله عز وجل : (( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً )) إذا لو وصفنا الله بما لم يصف به نفسه نعم لكنا قفونا ما ليس لنا به علم فوقعنا فيما نهى الله عنه.
أما الدليل العقلي : فلأن صفات الله عز وجل من الأمور الغيبية ولا يمكن في الأمور الغيبية أن يدركها العقل نحن الآن لا ندرك ما وصف الله به نعيم الجنة مع أنه مخلوق ولا لأ ؟ في الجنة فاكهة ونخل ورمان وسرر وأكواب ولا لأ ؟ ونساء حور هل نحن لا ندرك حقيقة هذه الأشياء ؟ لا لو قال صفها لنا، ما نستطيع وصفها لقوله تعالى : (( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) ولقوله تعالى في الحديث القدسي : ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) إذا كان هذا في المخلوق الذي وصف بصفات لا نعلمها فكيف بالخالق .
مثل آخر : الإنسان فيه روح لا يحيا إلا بها لولا أن الروح في بدنك ما حييت تستطيع أن تصف الروح ؟ أبدا لو قيل لك : ويش الروح التي بك ؟ ويش اللي لو نزعت صرت جثة هامدة وإذا بقيت فأنت إنسان تعقل وتفهم وتدرك ويش هذه الروح ؟ والله خلي يفكر يناظر بدنه يمين يسار يقدر يصفها ولا لا ؟ أبدا مع أنها بعيدة عنه ولا قريبة ؟ قريبة في نفسه وبين جنبيه، وعجز عن إدراكها مع أنها حقيقة يعني شيء يرى كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام ( بأن الروح إذا قبض، تبعه البصر ) الإنسان يشوف نفسه وهي مقبوضة ولهذا تبقى العين مفتوحة عند الموت تشاهد الروح وهي قد خرجت وتؤخذ هذه الروح وتجعل في كفن في حنوط ويصعد بها إلى الله ومع ذلك ما تستطيع أن تصفها وهي بين جنبيك، فكيف تحاول أن تصف ربك بأمر لم يصف به نفسه.
الخلاصة الآن استفدنا من هذه الجملة بما وصف به نفسه استفدنا أمرين .
4 - شرح قول المصنف "ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم أستمع حفظ
المبحث الأول :ثبوت الصفات لله تعالى .المبحث الثاني: أننا لا نصف الله تعالى بما لم يصف به نفسه.المبحث الثالث : وجوب إجراء النصوص الواردة في الكتاب والسنة على ظاهرها، لا نتعداها.
الشيخ : الأمر الأول : ثبوت الصفات لله دليل ذلك من السمع والعقل أما السمع فنصوص الصفات لا تدرك كثرة أو لا تحصى كثرة ولا لا ؟ ها وأما عقلا فلأنه ما من موجود في الخارج إلا وله صفة ولا بد إذا تحقق ثبوت الصفات لله.
البحث الثاني : أننا لا نصف الله تعالى بما لم يصف به نفسه، ودليل ذلك أيضا من السمع والعقل ذكرنا من السمع آيتين وهما : (( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ )) إلى قوله : (( وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ )) وقوله تعالى : (( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ )) .
وأما من العقل فقلنا : إن هذا أمر غيبي لا يمكن إدراكه بالعقل وضربنا لذلك مثلين أحدهما فيما ذكر الله من نعيم الجنة، والثاني في الروح التي بين جنبينا لا ندركها وإن كنا نعرف من صفاتها ما نعرف، هذا الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه .
طيب تضمن هذه الجملة أيضا وجوب إجراء النصوص الواردة في كتاب الله على ظاهره وكذلك في السنة على ظاهرها ما نتعداها نعم مثالا لما وصف الله نفسه بأن له عينا هل نقول : المراد بالعين الرؤية لا حقيقة العين ؟ لا لو قلنا ذلك ما وصفنا الله بما وصف به نفسه، وصف الله نفسه بأن له يدين : (( بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ )) لو قلنا : إن الله تعالى ليس له يد حقيقة بل المراد باليد ما يسبغه من النعم على عباده فهل وصفنا الله بما وصف به نفسه ؟ لا .
أربعة مباحث ولا ثلاثة ؟ ثلاثة .
البحث الثاني : أننا لا نصف الله تعالى بما لم يصف به نفسه، ودليل ذلك أيضا من السمع والعقل ذكرنا من السمع آيتين وهما : (( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ )) إلى قوله : (( وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ )) وقوله تعالى : (( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ )) .
وأما من العقل فقلنا : إن هذا أمر غيبي لا يمكن إدراكه بالعقل وضربنا لذلك مثلين أحدهما فيما ذكر الله من نعيم الجنة، والثاني في الروح التي بين جنبينا لا ندركها وإن كنا نعرف من صفاتها ما نعرف، هذا الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه .
طيب تضمن هذه الجملة أيضا وجوب إجراء النصوص الواردة في كتاب الله على ظاهره وكذلك في السنة على ظاهرها ما نتعداها نعم مثالا لما وصف الله نفسه بأن له عينا هل نقول : المراد بالعين الرؤية لا حقيقة العين ؟ لا لو قلنا ذلك ما وصفنا الله بما وصف به نفسه، وصف الله نفسه بأن له يدين : (( بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ )) لو قلنا : إن الله تعالى ليس له يد حقيقة بل المراد باليد ما يسبغه من النعم على عباده فهل وصفنا الله بما وصف به نفسه ؟ لا .
أربعة مباحث ولا ثلاثة ؟ ثلاثة .
5 - المبحث الأول :ثبوت الصفات لله تعالى .المبحث الثاني: أننا لا نصف الله تعالى بما لم يصف به نفسه.المبحث الثالث : وجوب إجراء النصوص الواردة في الكتاب والسنة على ظاهرها، لا نتعداها. أستمع حفظ
المبحث الرابع : عموم كلام المؤلف يشمل كل ما وصف الله به نفسه من الصفات الذاتية المعنوية والخبرية والصفات الفعلية.
الشيخ : البحث الرابع : عموم كلام المؤلف يشمل كل ما وصف الله به نفسه من الصفات اللازمة والطارئة والصفات المعنوية والصفات الخبرية يشمل كل ما وصف الله به نفسه من الصفات اللازمة ويش بعد ؟ الطارئة والمعنوية والخبرية، الصفات اللازمة التي لم يزل ولا يزال متصفا بها مثل : الحياة والعلم القدرة والحكمة وما أشبه ذلك، هذه صفات لازمة لم يزل ولا يزال متصفا بها وهذا على سبيل التمثيل لا الحصر.
فالله لم يزل حيا ولا يزال حيا، لم يزل عالما ولا يزال عالما، لم يزل قادرا ولا يزال قادرا، وهكذا يعنى ما فيه حياة تتجدد لله ما فيه قدرة تتجدد ولا فيه سمع يتجدد بل هو موصوف بهذا أزلا وأبدا وتجدد المسموع لا يستلزم تجدد السمع ولا لأ ؟ المسموع يتجدد ولا ما يتجدد ؟ يتجدد معلوم يتجدد سبحانه وتعالى سمع الأذان عند حدوث الأذان ولا لا ؟ لكن السمع لا يتجدد أنا مثلا عندما أسمع الأذان الآن هل معناه أنه حدث لي سمع جديد عند سماع الأذان ؟ لا سمعي لم يزل منذ خلقه الله عز وجل فيّ لكن المسموع يتجدد وهذا لا أثر له في الصفة.
الصفات اللازمة اصطلح العلماء رحمهم الله على أن يسموها الصفات الذاتية ليش ؟ قالوا : لأنها ملازمة للذات لا تنفك عنها.
طيب الصفات الطارئة هي الصفات التي لها أسباب مقرونة بها مثل : الرضى، رضى الله عز وجل هذه صفة طارئة ولا لازمة ؟ طارئة متى ؟ إذا وجد سبب الرضى رضي كما قال تعالى: (( إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ )) المحبة من الصفات الطارئة، الكلام طارئ باعتبار آحاده لكن باعتبار أصله لازم لأن الله لم يزل ولا يزال متكلما لكنه يتكلم بما شاء متى شاء كما سيأتي إن شاء الله تعالى في بحث الكلام لكن نذكره الآن على سبيل التمثيل .
اصطلح العلماء رحمهم الله أن يسموا هذه الصفات صفات الأفعال، الصفات الفعلية وهي الصفات الطارئة مثل الرضا والمحبة والكراهة والبغض والاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنيا والإتيان إلى الفصل يوم القيامة وما أشبه ذلك هذه تسمى صفات فعلية لأنها من فعله سبحانه وتعالى فهي صفات فعلية لها أدلة من القرآن ؟ إي نعم لها أدلة كثيرة من القرآن (( وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً )) نعم (( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ )) (( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)) (( وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ )) (( أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ )) وأمثلتها كثيرة هذه تسمى الصفات الفعلية لأنها تتجدد وتحدث بحسب مقتضياتها طيب هل في هذا نقص لله عز وجل ؟ أبدا هذا من كماله أن يكون فاعلا لما يريد هذا من الكمال .
وأولئك القوم المحرفون يقولون هذا من النقص ولهذا ينكرون جميع الصفات الفعلية أعوذ بالله يقولون ما يجيء ولا يرضى ولا يسخط ولا يكره ولا يحب ينكرون كل هذا .
طيب الصفات الخبرية هي التي تثبت عن طريق الخبر وكل ما ثبت من صفات الله فهو عن طريق الخبر، لكن هذه مسماها بالنسبة لنا أجزاء وأبعاض انتبه مسمى هذه الصفات بالنسبة لنا أجزاء وأبعاض اليد صفة معنوية أسألكم معنوية ؟ لا ما هي معنوية إلا عند أهل التحريف اللي يقولون اليد هي إرادة الإحسان أو ما أشبه ذلك أو القوة نقول اليد صفة خبرية لثبوتها عن طريق الخبر دون العقل لكن مسماها لنا أجزاء وأبعاض فهل نقول إنها جزء من الله أو بعض من الله ؟ لا أهل السنة يتحاشون هذا يقولون لا يجوز أن نصف الله بأن له بعضا أو جزءا لأن هذا ما جاء في القرآن نقول بأن له يدا يقبض بها ويبسط بها بأن له قدما يضعه على جهنم وتقول قط قط بأن له عينا يبصر بها أفهمتم الآن ؟ طيب هذه تسمى عندهم إيش ؟ الصفات الخبرية ما ضابطها ؟ هي التي مسماها ها أبعاض وأجزاء بالنسبة إلينا، اليد ها القدم العين الوجه نعم وهكذا الساق أيضا هذه تسمى صفات خبرية طيب نحن قلنا بالأول صفات لازمة طارئة معنوية خبرية المعنوية تدخل في الصفات الذاتية وفي الصفات الفعلية فمثلا الرضى معنوي والسمع معنوي لكن اليد ليست صفة معنوية بل هي صفة خبرية نظيرها بالنسبة إلينا أستغفر الله ما نقول نظيرها مسماها بالنسبة إلينا أبعاض وأجزاء .
طيب هذه أربعة مباحث في قوله : " ما وصف به نفسه " .
فالله لم يزل حيا ولا يزال حيا، لم يزل عالما ولا يزال عالما، لم يزل قادرا ولا يزال قادرا، وهكذا يعنى ما فيه حياة تتجدد لله ما فيه قدرة تتجدد ولا فيه سمع يتجدد بل هو موصوف بهذا أزلا وأبدا وتجدد المسموع لا يستلزم تجدد السمع ولا لأ ؟ المسموع يتجدد ولا ما يتجدد ؟ يتجدد معلوم يتجدد سبحانه وتعالى سمع الأذان عند حدوث الأذان ولا لا ؟ لكن السمع لا يتجدد أنا مثلا عندما أسمع الأذان الآن هل معناه أنه حدث لي سمع جديد عند سماع الأذان ؟ لا سمعي لم يزل منذ خلقه الله عز وجل فيّ لكن المسموع يتجدد وهذا لا أثر له في الصفة.
الصفات اللازمة اصطلح العلماء رحمهم الله على أن يسموها الصفات الذاتية ليش ؟ قالوا : لأنها ملازمة للذات لا تنفك عنها.
طيب الصفات الطارئة هي الصفات التي لها أسباب مقرونة بها مثل : الرضى، رضى الله عز وجل هذه صفة طارئة ولا لازمة ؟ طارئة متى ؟ إذا وجد سبب الرضى رضي كما قال تعالى: (( إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ )) المحبة من الصفات الطارئة، الكلام طارئ باعتبار آحاده لكن باعتبار أصله لازم لأن الله لم يزل ولا يزال متكلما لكنه يتكلم بما شاء متى شاء كما سيأتي إن شاء الله تعالى في بحث الكلام لكن نذكره الآن على سبيل التمثيل .
اصطلح العلماء رحمهم الله أن يسموا هذه الصفات صفات الأفعال، الصفات الفعلية وهي الصفات الطارئة مثل الرضا والمحبة والكراهة والبغض والاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنيا والإتيان إلى الفصل يوم القيامة وما أشبه ذلك هذه تسمى صفات فعلية لأنها من فعله سبحانه وتعالى فهي صفات فعلية لها أدلة من القرآن ؟ إي نعم لها أدلة كثيرة من القرآن (( وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً )) نعم (( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ )) (( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)) (( وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ )) (( أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ )) وأمثلتها كثيرة هذه تسمى الصفات الفعلية لأنها تتجدد وتحدث بحسب مقتضياتها طيب هل في هذا نقص لله عز وجل ؟ أبدا هذا من كماله أن يكون فاعلا لما يريد هذا من الكمال .
وأولئك القوم المحرفون يقولون هذا من النقص ولهذا ينكرون جميع الصفات الفعلية أعوذ بالله يقولون ما يجيء ولا يرضى ولا يسخط ولا يكره ولا يحب ينكرون كل هذا .
طيب الصفات الخبرية هي التي تثبت عن طريق الخبر وكل ما ثبت من صفات الله فهو عن طريق الخبر، لكن هذه مسماها بالنسبة لنا أجزاء وأبعاض انتبه مسمى هذه الصفات بالنسبة لنا أجزاء وأبعاض اليد صفة معنوية أسألكم معنوية ؟ لا ما هي معنوية إلا عند أهل التحريف اللي يقولون اليد هي إرادة الإحسان أو ما أشبه ذلك أو القوة نقول اليد صفة خبرية لثبوتها عن طريق الخبر دون العقل لكن مسماها لنا أجزاء وأبعاض فهل نقول إنها جزء من الله أو بعض من الله ؟ لا أهل السنة يتحاشون هذا يقولون لا يجوز أن نصف الله بأن له بعضا أو جزءا لأن هذا ما جاء في القرآن نقول بأن له يدا يقبض بها ويبسط بها بأن له قدما يضعه على جهنم وتقول قط قط بأن له عينا يبصر بها أفهمتم الآن ؟ طيب هذه تسمى عندهم إيش ؟ الصفات الخبرية ما ضابطها ؟ هي التي مسماها ها أبعاض وأجزاء بالنسبة إلينا، اليد ها القدم العين الوجه نعم وهكذا الساق أيضا هذه تسمى صفات خبرية طيب نحن قلنا بالأول صفات لازمة طارئة معنوية خبرية المعنوية تدخل في الصفات الذاتية وفي الصفات الفعلية فمثلا الرضى معنوي والسمع معنوي لكن اليد ليست صفة معنوية بل هي صفة خبرية نظيرها بالنسبة إلينا أستغفر الله ما نقول نظيرها مسماها بالنسبة إلينا أبعاض وأجزاء .
طيب هذه أربعة مباحث في قوله : " ما وصف به نفسه " .
6 - المبحث الرابع : عموم كلام المؤلف يشمل كل ما وصف الله به نفسه من الصفات الذاتية المعنوية والخبرية والصفات الفعلية. أستمع حفظ
المبحث الخامس : أن العقل لا مدخل له في باب الأسماء والصفات
الشيخ : المبحث الخامس : المعنوية مثل الرضا والمحبة والغضب والسخط والسمع والبصر طيب .
المبحث الخامس : على قوله : " ما وصف به نفسه في كتابه " أن العقل لا مدخل له في باب الأسماء والصفات لأن مدار إثبات الأسماء والصفات أو نفيها على السمع عقولنا ما تحكم على الله أبدا فالمدار على السمع خلافا للأشعرية والمعتزلة والجهمية وغيرهم من أهل التعطيل الذين جعلوا المدار في إثبات الصفات أو نفيها إيش ؟ على العقل فقالوا : ما اقتضى العقل إثباته أثبتناه سواء أثبته الله لنفسه أم لا، وما اقتضى نفيه نفيناه وإن أثبته الله وما لا يقتضي العقل إثباته ولا نفيه فأكثرهم نفاه وقال إن دلالة العقل إيجابية فإن أوجب الصفة أثبتناها وإن لم يوجبها نفيناها ومنهم من توقف فيه ما يثبتها ما دام العقل لا يثبتها ما يثبتها لكن هل ينكرها ؟ لا يقول نتوقف لأن دلالة العقل عند هذا سلبية إذا لم يوجب يتوقف إذا لم يوجب ولم ينف فصار هؤلاء يحكّمون العقل فيما يجب أو يمتنع على الله فيتفرغ على هذا : ما اقتضى العقل وَصف الله به أجب ؟ وصفوا الله به وإن لم يكن في الكتاب والسنة، وما اقتضى العقل نفيه عن الله نفوه وإن كان في الكتاب والسنة نعم ينفونه وإن كان في الكتاب والسنة .
ولهذا يقولون : الله ما له عين ولا له وجه ولا له يد ولا استوى على العرش ولا ينزل إلى السماء الدنيا لكنهم يحرفون ويسمون تحريفهم تأويلا لو أنكروا إنكار جحد كفروا لأنهم كذبوا لكنهم ينكرون إنكار ما يسمونه تأويلا وهو عندنا تحريف.
طيب انتبه إذا العقل لا مجال له في باب أسماء الله وصفاته فإن قلت : قولك هذا يناقض القرآن لأن الله يقول : (( وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً )) والتفضيل بين شيء وآخر مرجعه إلى إيش ؟ إلى العقل وقال عز وجل : (( وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى )) وقال: (( أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ )) وأشباه ذلك مما يحيل الله به على العقل فيما يثبته لنفسه وما ينفيه عن الآلهة المدعاة ؟
فالجواب أن نقول : إن العقل يدرك ما يجب لله سبحانه وتعالى ويمتنع عليه على سبيل الإجمال لا على سبيل التفصيل الكلام هذا إيش ؟ يدرك ما لله عز وجل من الصفات على سبيل الإجمال وما يمتنع عليه على سبيل الإجمال أيضا دون التفصيل فمثلا : العقل يدرك بأن الرب لا بد أن يكون كامل الصفات أليس كذلك ؟ طيب لكن هذا لا يعني أن العقل يثبت كل صفة بعينها لكن يثبت على سبيل العموم أن الرب لا بد أن يكون كامل الصفات واضح ؟ فمثلا يدرك بأنه لا بد أن يكون الرب سميعا بصيرا ولا لأ ؟ قال إبراهيم لأبيه : (( يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ )) لا بد أن يكون خالقا لأن الله قال : (( أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لاّ يَخْلُقُ )) ((وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً )) يدرك هذا يدرك بأن الله سبحانه وتعالى يمتنع أن يكون حادثا بعد العدم أو لا يدرك هذا ؟ ويش ؟ نعم لأنه نقص ولقوله تعالى محتجا على هؤلاء الذين يعبدون الأصنام : (( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ )) إذا يمتنع أن يكون الخالق حادثا بالعقل عرفت طيب.
العقل أيضا يدرك بأن كل صفة نقص فهي ممتنعة على الله ولا لأ ؟ لأن الرب لا بد أن يكون كاملا أدرك هذا بعقلي فيدرك بأن الله عز وجل مسلوب عنه العجز أو لا ؟ العجز ليش ؟ لأنه صفة نقص إذا كان الرب عاجزا وعُصِي وبغي يعاقب الذي عصاه وهو عاجز يمكن ولا لا ؟ ما يمكن إذا العقل يدرك بأن العجز لا يمكن أن يوصف الله به العمى كذلك الصمم كذلك والجهل كذلك وهكذا على سبيل العموم ندرك ذلك لكن على سبيل التفصيل هذا لا يمكن أن ندركه نتوقف فيه على إيش ؟ على السمع طيب .
سؤال : هل كل ما هو كمال فينا يكون كمالا في حق الله ؟ وهل كل ما هو نقص فينا يكون نقصا في الله ؟ إن كان المخلوق كالخالق فنعم تطرد القاعدة وإن كان المخلوق ليس كالخالق فالقاعدة لا تطرد صح ولا لا ؟ إذا المقياس في الكمال والنقص ليس باعتبار ما يضاف للإنسان لأن هذا غير صحيح لظهور الفرق بين الخالق والمخلوق لكن باعتبار الصفة من حيث هي صفة فكل صفة كمال فهي .
المبحث الخامس : على قوله : " ما وصف به نفسه في كتابه " أن العقل لا مدخل له في باب الأسماء والصفات لأن مدار إثبات الأسماء والصفات أو نفيها على السمع عقولنا ما تحكم على الله أبدا فالمدار على السمع خلافا للأشعرية والمعتزلة والجهمية وغيرهم من أهل التعطيل الذين جعلوا المدار في إثبات الصفات أو نفيها إيش ؟ على العقل فقالوا : ما اقتضى العقل إثباته أثبتناه سواء أثبته الله لنفسه أم لا، وما اقتضى نفيه نفيناه وإن أثبته الله وما لا يقتضي العقل إثباته ولا نفيه فأكثرهم نفاه وقال إن دلالة العقل إيجابية فإن أوجب الصفة أثبتناها وإن لم يوجبها نفيناها ومنهم من توقف فيه ما يثبتها ما دام العقل لا يثبتها ما يثبتها لكن هل ينكرها ؟ لا يقول نتوقف لأن دلالة العقل عند هذا سلبية إذا لم يوجب يتوقف إذا لم يوجب ولم ينف فصار هؤلاء يحكّمون العقل فيما يجب أو يمتنع على الله فيتفرغ على هذا : ما اقتضى العقل وَصف الله به أجب ؟ وصفوا الله به وإن لم يكن في الكتاب والسنة، وما اقتضى العقل نفيه عن الله نفوه وإن كان في الكتاب والسنة نعم ينفونه وإن كان في الكتاب والسنة .
ولهذا يقولون : الله ما له عين ولا له وجه ولا له يد ولا استوى على العرش ولا ينزل إلى السماء الدنيا لكنهم يحرفون ويسمون تحريفهم تأويلا لو أنكروا إنكار جحد كفروا لأنهم كذبوا لكنهم ينكرون إنكار ما يسمونه تأويلا وهو عندنا تحريف.
طيب انتبه إذا العقل لا مجال له في باب أسماء الله وصفاته فإن قلت : قولك هذا يناقض القرآن لأن الله يقول : (( وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً )) والتفضيل بين شيء وآخر مرجعه إلى إيش ؟ إلى العقل وقال عز وجل : (( وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى )) وقال: (( أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ )) وأشباه ذلك مما يحيل الله به على العقل فيما يثبته لنفسه وما ينفيه عن الآلهة المدعاة ؟
فالجواب أن نقول : إن العقل يدرك ما يجب لله سبحانه وتعالى ويمتنع عليه على سبيل الإجمال لا على سبيل التفصيل الكلام هذا إيش ؟ يدرك ما لله عز وجل من الصفات على سبيل الإجمال وما يمتنع عليه على سبيل الإجمال أيضا دون التفصيل فمثلا : العقل يدرك بأن الرب لا بد أن يكون كامل الصفات أليس كذلك ؟ طيب لكن هذا لا يعني أن العقل يثبت كل صفة بعينها لكن يثبت على سبيل العموم أن الرب لا بد أن يكون كامل الصفات واضح ؟ فمثلا يدرك بأنه لا بد أن يكون الرب سميعا بصيرا ولا لأ ؟ قال إبراهيم لأبيه : (( يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ )) لا بد أن يكون خالقا لأن الله قال : (( أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لاّ يَخْلُقُ )) ((وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً )) يدرك هذا يدرك بأن الله سبحانه وتعالى يمتنع أن يكون حادثا بعد العدم أو لا يدرك هذا ؟ ويش ؟ نعم لأنه نقص ولقوله تعالى محتجا على هؤلاء الذين يعبدون الأصنام : (( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ )) إذا يمتنع أن يكون الخالق حادثا بالعقل عرفت طيب.
العقل أيضا يدرك بأن كل صفة نقص فهي ممتنعة على الله ولا لأ ؟ لأن الرب لا بد أن يكون كاملا أدرك هذا بعقلي فيدرك بأن الله عز وجل مسلوب عنه العجز أو لا ؟ العجز ليش ؟ لأنه صفة نقص إذا كان الرب عاجزا وعُصِي وبغي يعاقب الذي عصاه وهو عاجز يمكن ولا لا ؟ ما يمكن إذا العقل يدرك بأن العجز لا يمكن أن يوصف الله به العمى كذلك الصمم كذلك والجهل كذلك وهكذا على سبيل العموم ندرك ذلك لكن على سبيل التفصيل هذا لا يمكن أن ندركه نتوقف فيه على إيش ؟ على السمع طيب .
سؤال : هل كل ما هو كمال فينا يكون كمالا في حق الله ؟ وهل كل ما هو نقص فينا يكون نقصا في الله ؟ إن كان المخلوق كالخالق فنعم تطرد القاعدة وإن كان المخلوق ليس كالخالق فالقاعدة لا تطرد صح ولا لا ؟ إذا المقياس في الكمال والنقص ليس باعتبار ما يضاف للإنسان لأن هذا غير صحيح لظهور الفرق بين الخالق والمخلوق لكن باعتبار الصفة من حيث هي صفة فكل صفة كمال فهي .
اضيفت في - 2007-02-04