شرح العقيدة الواسطية-06b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
العقيدة الواسطية
شرح قول المصنف : وما وصف به نفسه في أعظم آية في كتابه
الشيخ : " وما وصف به نفسه " ما هذه معطوفة على ما في قوله : " ما وصف به نفسه " في سورة الإخلاص
" وما وصف به نفسه في أعظم آية في كتاب الله نعم في كتابه " - يرحمك الله - " في أعظم آية في كتابه حيث يقول " إلى آخره هذه الآية تسمى آية الكرسي، لأن فيها ذكر الكرسي (( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ )) وهي أعظم آية في كتاب الله
والدليل على ذلك : أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أبي بن كعب قال : ( أي آية في كتاب الله أعظم ؟ فقال له : (( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ )) فضرب على صدره، وقال : ليهنك العلم أبا المنذر أو قال يا أيا المنذر ) يعني : أن النبي صلى الله عليه وسلم أقره بأن هذه أعظم آية في كتاب الله، وأن هذا دليل على علم أبي في كتاب الله عز وجل.
وبناء على هذا الحديث نأخذ أن القرآن يتفاضل كما دل عليه أيضا حديث سورة الإخلاص أن القرآن يتفاضل وهذا موضع يجب فيه التفصيل فإننا نقول : أما باعتبار المتكلم به فإنه لا يتفاضل لأن المتكلم به واحد وهو الله عز وجل .
وأما باعتبار مدلولاته وموضوعاته فإنه يتفاضل بلا شك فسورة الإخلاص التي فيها الثناء على الله عز وجل بما تتضمنه من الأسماء والصفات ليست كسورة (( تبت يدا أبي لهب )) التي فيها بيان حال هذا الرجل من حيث الموضوع لا من حيث المتكلم المتكلم بقل هو الله الأحد هو المتكلم بتبت يدا أبي لهب وهو من حيث المتكلم به لا يتفاضل لكن لا شك أنه من حيث الموضوع يتفاضل كذلك يتفاضل من حيث التأثير والقوة في الأسلوب فإن من الآيات ما تجدها آية قصيرة لكن فيها ردع قوي للقلب وموعظة تجد آية أخرى أطول منها بكثير لكن لا تشتمل على ما تشتمل عليه الأولى فمثلا قوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ )) إلى آخره هذه آية موضوعها سهل والبحث فيها في معاملات تجري بين الناس نعم وليس فيها ذاك التأثير الذي يؤثره في مثل قوله تعالى : (( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاّ مَتَاعُ الْغُرُورِ )) هذه تحمل معاني عظيمة فيها زجر وموعظة وترغيب وترهيب ليست كآية الدين مثلا مع أن آية الدين أطول منها هو على كل حال تفاضل القرآن من حيث المتكلم به هذا شيء ممتنع لأن المتكلم به واحد وهو الله أما من حيث الموضوع والمدلول والتأثير فإن ذلك يختلف ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( أعظم آية في كتاب الله آية الكرسي ) أقر أبي بن كعب على ذلك وسورة الفاتحة هي أعظم سورة في كتاب الله وهي السبع المثاني .
" وما وصف به نفسه في أعظم آية في كتاب الله نعم في كتابه " - يرحمك الله - " في أعظم آية في كتابه حيث يقول " إلى آخره هذه الآية تسمى آية الكرسي، لأن فيها ذكر الكرسي (( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ )) وهي أعظم آية في كتاب الله
والدليل على ذلك : أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أبي بن كعب قال : ( أي آية في كتاب الله أعظم ؟ فقال له : (( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ )) فضرب على صدره، وقال : ليهنك العلم أبا المنذر أو قال يا أيا المنذر ) يعني : أن النبي صلى الله عليه وسلم أقره بأن هذه أعظم آية في كتاب الله، وأن هذا دليل على علم أبي في كتاب الله عز وجل.
وبناء على هذا الحديث نأخذ أن القرآن يتفاضل كما دل عليه أيضا حديث سورة الإخلاص أن القرآن يتفاضل وهذا موضع يجب فيه التفصيل فإننا نقول : أما باعتبار المتكلم به فإنه لا يتفاضل لأن المتكلم به واحد وهو الله عز وجل .
وأما باعتبار مدلولاته وموضوعاته فإنه يتفاضل بلا شك فسورة الإخلاص التي فيها الثناء على الله عز وجل بما تتضمنه من الأسماء والصفات ليست كسورة (( تبت يدا أبي لهب )) التي فيها بيان حال هذا الرجل من حيث الموضوع لا من حيث المتكلم المتكلم بقل هو الله الأحد هو المتكلم بتبت يدا أبي لهب وهو من حيث المتكلم به لا يتفاضل لكن لا شك أنه من حيث الموضوع يتفاضل كذلك يتفاضل من حيث التأثير والقوة في الأسلوب فإن من الآيات ما تجدها آية قصيرة لكن فيها ردع قوي للقلب وموعظة تجد آية أخرى أطول منها بكثير لكن لا تشتمل على ما تشتمل عليه الأولى فمثلا قوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ )) إلى آخره هذه آية موضوعها سهل والبحث فيها في معاملات تجري بين الناس نعم وليس فيها ذاك التأثير الذي يؤثره في مثل قوله تعالى : (( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاّ مَتَاعُ الْغُرُورِ )) هذه تحمل معاني عظيمة فيها زجر وموعظة وترغيب وترهيب ليست كآية الدين مثلا مع أن آية الدين أطول منها هو على كل حال تفاضل القرآن من حيث المتكلم به هذا شيء ممتنع لأن المتكلم به واحد وهو الله أما من حيث الموضوع والمدلول والتأثير فإن ذلك يختلف ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( أعظم آية في كتاب الله آية الكرسي ) أقر أبي بن كعب على ذلك وسورة الفاتحة هي أعظم سورة في كتاب الله وهي السبع المثاني .
شرح قول المصنف : حيث يقول : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم
الشيخ : طيب يقول : " حيث يقول : (( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ )) " الله مبتدأ وجملة لا إله إلا هو خبر المبتدأ في هذه الآية يخبر الله بأنه منفرد بالألوهية ونأخذ الانفراد من قوله : (( لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ )) لأن هذه جملة تفيد الحصر طريقة النفي والإثبات وهذا من أقوى صيغ الحصر طيب .
وقوله : (( الْحَيُّ الْقَيُّومُ )) الْحَيُّ يعني ذو الحياة وهي من الأسماء ولا من الصفات ؟ من الأسماء لكن كل اسم متضمن لصفة .
وقوله : الحي أل هنا للاستغراق يعني أنه ذو الحياة الكاملة المتضمنة لجميع صفات الكمال لم تسبق بعدم ولا يلحقها زوال نعم .
والحي من أسماء الله وقد تطلق على غير الله قال تعالى : (( يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ )) ولكن ليس الحي كالحي وقد مر علينا القاعدة في هذا أنه " لا يلزم من الاشتراك في الاسم التماثل في المسمى " إذا حياته نقول : حياة كاملة كل صفاة الكمال تتضمنها حياة كاملة لم تسبق بعدم ولا تلحق بزوال بخلاف حياة غيره .
والقيوم : فيعول وزنها وزن فيعول وهذه من صيغ المبالغة وهي مأخوذة من القيام، فما معنى القيوم ؟ نقول معناها القائم بنفسه وقيامه بنفسه يستلزم استغناءه عن كل شيء لا يحتاج إلى أكل ولا شرب ولا أي شيء آخر قائم بنفسه سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى شيء غيره غير الله قائم بغيره محتاج إلى الله عز وجل في إيجاده وإعداده وإمداده أما الله سبحانه وتعالى فإنه قائم بنفسه، كذلك من معنى القيوم أنه قائم على غيره لقوله تعالى : (( أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ )) والقسيم محذوف تقديره : كمن ليس كذلك من القائم على كل نفس بما كسبت ؟ هو الله عز وجل ولهذا يقول العلماء : " القيوم هو القائم بنفسه القائم على غيره " وإذا كان قائما على غيره لزم أن يكون غيره قائما به قال الله تعالى (( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ )) هذا معنى القيوم فهو إذا كامل الصفات وكامل الملك والأفعال كامل الصفات من قوله : الحي، كامل الملك من قوله : القيوم لأنه يقوم على غيره ويقوم به غيره.
وهذان الاسمان هما الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب ولهذا ينبغي للإنسان في دعائه أن يتوسل بهما فيقول : يا حي يا قيوم وقد ذكرا في الكتاب العزيز في ثلاثة مواضع : هذا أحدها .
والثاني في سورة آل عمران : (( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ )) .
والثالث سورة طه : (( وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً )) .
هذان الاسمان فيهما كمال : الكمال الذاتي والكمال السلطاني فالذاتي في قوله : (( الْحَيُّ )) والسلطاني في قوله : (( الْقَيُّومِ )) لأنه يقوم على كل شيء ويقوم به كل شيء .
وقوله : (( الْحَيُّ الْقَيُّومُ )) الْحَيُّ يعني ذو الحياة وهي من الأسماء ولا من الصفات ؟ من الأسماء لكن كل اسم متضمن لصفة .
وقوله : الحي أل هنا للاستغراق يعني أنه ذو الحياة الكاملة المتضمنة لجميع صفات الكمال لم تسبق بعدم ولا يلحقها زوال نعم .
والحي من أسماء الله وقد تطلق على غير الله قال تعالى : (( يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ )) ولكن ليس الحي كالحي وقد مر علينا القاعدة في هذا أنه " لا يلزم من الاشتراك في الاسم التماثل في المسمى " إذا حياته نقول : حياة كاملة كل صفاة الكمال تتضمنها حياة كاملة لم تسبق بعدم ولا تلحق بزوال بخلاف حياة غيره .
والقيوم : فيعول وزنها وزن فيعول وهذه من صيغ المبالغة وهي مأخوذة من القيام، فما معنى القيوم ؟ نقول معناها القائم بنفسه وقيامه بنفسه يستلزم استغناءه عن كل شيء لا يحتاج إلى أكل ولا شرب ولا أي شيء آخر قائم بنفسه سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى شيء غيره غير الله قائم بغيره محتاج إلى الله عز وجل في إيجاده وإعداده وإمداده أما الله سبحانه وتعالى فإنه قائم بنفسه، كذلك من معنى القيوم أنه قائم على غيره لقوله تعالى : (( أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ )) والقسيم محذوف تقديره : كمن ليس كذلك من القائم على كل نفس بما كسبت ؟ هو الله عز وجل ولهذا يقول العلماء : " القيوم هو القائم بنفسه القائم على غيره " وإذا كان قائما على غيره لزم أن يكون غيره قائما به قال الله تعالى (( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ )) هذا معنى القيوم فهو إذا كامل الصفات وكامل الملك والأفعال كامل الصفات من قوله : الحي، كامل الملك من قوله : القيوم لأنه يقوم على غيره ويقوم به غيره.
وهذان الاسمان هما الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب ولهذا ينبغي للإنسان في دعائه أن يتوسل بهما فيقول : يا حي يا قيوم وقد ذكرا في الكتاب العزيز في ثلاثة مواضع : هذا أحدها .
والثاني في سورة آل عمران : (( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ )) .
والثالث سورة طه : (( وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً )) .
هذان الاسمان فيهما كمال : الكمال الذاتي والكمال السلطاني فالذاتي في قوله : (( الْحَيُّ )) والسلطاني في قوله : (( الْقَيُّومِ )) لأنه يقوم على كل شيء ويقوم به كل شيء .
لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض
الشيخ : نعم قال : (( لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ )) ولم يقل لا ينام لأن النوم يكون باختيار والأخذ يكون بالقهر نحن إذا تعبنا أخذنا النوم قهرا ولا لا ؟ قهرا حتى لو ما أراد الإنسان يمكن يسقط الكتاب من يده والفنجان من يده نعم أما الرب عز وجل فلا يغلبه شيء ولا يأخذه النوم أبدا لا عن اختيار ولا عن غير اختيار لأن النوم من صفات النقض قال النبي عليه الصلاة والسلام : (( إن الله لا ينام ) ويش بعد ؟ ( ولا ينبغي له أن ينام ) يستحيل أن ينام سبحانه وتعالى لماذا ؟ هذه صفة نعم هذه صفة من صفات النفي أي السلب وقد مر علينا أن صفات النفي لا بد أن تتضمن ثبوتا وهو كمال الضد ما هو الكمال في قوله : (( لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ )) نقول كمال الحياة والقيومية لأنه من كمال حياته ألا تحتاج إلى النوم ومن كمال قيوميته ألا ينام نعم كيف كان من كمال حياته ألا يحتاج إلى النوم ؟ لأن النوم إنما يحتاج إليه البشر المخلوقات الحية لنقصهم لأنها تحتاج إلى النوم من أجل الاستراحة من تعب سبق واستعادة القوة لعمل مستقبل ولا لا ؟ الإنسان مع التعب يحتاج إلى النوم للاستراحة من التعب السابق ولاستعادة النشاط لعمل لاحق مستقبل ولما كان أهل الجنة كاملي الحياة كانوا لا ينامون كما صحت بذلك الآثار أهل الجنة لا ينامون لكمال حياتهم، لكن لو قال قائل : النوم في الإنسان كمال ولهذا إذا لم ينم الإنسان عد مريضا، نعم فنقول : كالأكل في الإنسان كمال ولو لم يأكل عد مريضا لكن هو كمال من وجه ونقص من وجه آخر كمال لدلالته على صحة البدن واستقامته، نقص لأن البدن محتاج إليه فهو إذا نقص في الحقيقة هو في الحقيقة نقص، لو كان البدن قويا لا يتعب ولا يسأم ما احتاج إلى النوم ولا احتاج إلى الأكل والشرب .
إذا ليس كل كمال نسبي بالنسبة للمخلوق يكون كمالا للخالق كما أنه ليس كل كمال في الخالق يكون كمالا في المخلوق فالتكبر كمال في الخالق نقص في المخلوق معلوم الأكل والشرب والنوم كمال في المخلوق نقص في الخالق ولهذا لا يأكل الرب عز وجل مستغن عن كل شيء إذا لو قال قائل : هذا فيه صفة منفية ما هي الصفة الثبوتية التي تدل عليها أو تتضمنها ؟ قلنا كمال الحياة والقيومية نعم .
السنة : مقدمة النوم وهي النعاس والنوم معروف نعم كيف ؟ لا لا تجيب غشي ولا شيء هذه توحشنا ما عاد أنام بعضهم يقول النوم غشية ثقيلة تعتري القلب فيزول تصور الدماغ وما أشبه ذلك كلام فلسفي ما هو بصحيح أنا عندي الإنسان يتنصور هذا اللي ينام على الوسادة بيغشى ما يمكن ينام ولهذا قال في * القاموس * النوم ميم يعني معروف ما احد ينكر النوم ولا أحد يجهل النوم طيب .
قال الله عز وجل : (( لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ )) له : خبر مقدم، وما : مبتدأ مؤخر ففي الجملة حصر طريقه تقديم ما حقه التأخير وهو الخبر فإن تقديم الخبر يفيد الحصر طيب.
له : اللام هذه للملك ملك تام بدون معارض (( مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ )) ما في السماوات من الملائكة والجنة وغير ذلك مما لا نعلمه (( وَمَا فِي الأَرْضِ )) من المخلوقات كلها الحيوان منها وغير الحيوان.
وقوله : (( السَّمَاوَاتِ )) تفيد أن السماوات جمع وهو كذلك وقد نص القرآن على أنها سبع (( قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ )) (( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ )) الأرضون أشار القرآن إلى أنها سبع بدون تصريح، وصرحت بها السنة قال الله تعالى : (( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ )) مثلهن في إيش ؟ في العدد دون الصفة لأن الصفة بين السماوات والأرض فرق عظيم فتكون المماثلة هنا في العدد، وفي السنة قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من اقتطع شبراً من الأرض ظلماً، طوقه الله به يوم القيامة من سبع أرضين ) .
طيب ثبوت الملك لله عز وجل وقد سبق لنا ونحن نتكلم في أول هذه العقيدة على التوحيد توحيد الربوبية وقلنا إن هناك ملكا لغير الله واجبنا عنه ولا لا ؟ طيب إذا ما حاجة للإعادة .
إذا ليس كل كمال نسبي بالنسبة للمخلوق يكون كمالا للخالق كما أنه ليس كل كمال في الخالق يكون كمالا في المخلوق فالتكبر كمال في الخالق نقص في المخلوق معلوم الأكل والشرب والنوم كمال في المخلوق نقص في الخالق ولهذا لا يأكل الرب عز وجل مستغن عن كل شيء إذا لو قال قائل : هذا فيه صفة منفية ما هي الصفة الثبوتية التي تدل عليها أو تتضمنها ؟ قلنا كمال الحياة والقيومية نعم .
السنة : مقدمة النوم وهي النعاس والنوم معروف نعم كيف ؟ لا لا تجيب غشي ولا شيء هذه توحشنا ما عاد أنام بعضهم يقول النوم غشية ثقيلة تعتري القلب فيزول تصور الدماغ وما أشبه ذلك كلام فلسفي ما هو بصحيح أنا عندي الإنسان يتنصور هذا اللي ينام على الوسادة بيغشى ما يمكن ينام ولهذا قال في * القاموس * النوم ميم يعني معروف ما احد ينكر النوم ولا أحد يجهل النوم طيب .
قال الله عز وجل : (( لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ )) له : خبر مقدم، وما : مبتدأ مؤخر ففي الجملة حصر طريقه تقديم ما حقه التأخير وهو الخبر فإن تقديم الخبر يفيد الحصر طيب.
له : اللام هذه للملك ملك تام بدون معارض (( مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ )) ما في السماوات من الملائكة والجنة وغير ذلك مما لا نعلمه (( وَمَا فِي الأَرْضِ )) من المخلوقات كلها الحيوان منها وغير الحيوان.
وقوله : (( السَّمَاوَاتِ )) تفيد أن السماوات جمع وهو كذلك وقد نص القرآن على أنها سبع (( قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ )) (( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ )) الأرضون أشار القرآن إلى أنها سبع بدون تصريح، وصرحت بها السنة قال الله تعالى : (( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ )) مثلهن في إيش ؟ في العدد دون الصفة لأن الصفة بين السماوات والأرض فرق عظيم فتكون المماثلة هنا في العدد، وفي السنة قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من اقتطع شبراً من الأرض ظلماً، طوقه الله به يوم القيامة من سبع أرضين ) .
طيب ثبوت الملك لله عز وجل وقد سبق لنا ونحن نتكلم في أول هذه العقيدة على التوحيد توحيد الربوبية وقلنا إن هناك ملكا لغير الله واجبنا عنه ولا لا ؟ طيب إذا ما حاجة للإعادة .
من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه
الشيخ : (( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ )) من ذا نعربها جميعا فنقول : أنها اسم استنفهام أو نقول : من اسم استفهام وذا ملغاة وهل يصح أن تكون ذا اسما موصولا في مثل هذا التركيب ؟ قالوا : لا يصح لأنه يكون معنى الجملة من الذي الذي وهذا لا يستقيم وليس بالتوكيد اللفظي لأن ذا تخالف الذي فيتعين الإلغاء هنا ونقول ذا هنا ملغاة وقوله : (( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ )) الشفاعة في اللغة : جعل الوتر شفعا قال تعالى : (( وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ )) فجعلت الوتر شفعا يسمى شفاعة شفعت هذا بهذا إذا جعلت الواحد اثنين شفاعة، الثلاثة أربعة شفاعة وهكذا لكن في الاصطلاح : هي التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة، فمثلا شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام لأهل الموقف أن يقضى بينهم هذه شفاعة بماذا ؟ بدفع مضرة طيب وشفاعته لأهل الجنة أن يدخلوها بجلب منفعة تمام طيب زين.
وقوله : (( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ )) أي : عند الله،
(( إِلاّ بِإِذْنِهِ )) تفيد إثبات الشفاعة، إثبات أصل الشفاعة لكن بشروط وجه ذلك أنه لولا ثبوتها لكان الاستثناء في قوله : (( إِلاّ بِإِذْنِهِ )) لغوا لا فائدة فيه. فهي إذا تفيد أصل الشفاعة لكن بشروط .
وذكرها بعد قوله : (( لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ )) يفيد أن هذا الملك الذي هو خاص بالله عز وجل أنه ملك تام السلطان بمعنى أنه لا أحد يستطيع أن يتصرف ولا بالشفاعة التي هي خير إلا بإذن الله وهذا من تمام ربوبيته وسلطانه عز وجل أنه لا أحد يستطيع أن يشفع إلا بإذنه بينما ملوك الدنيا يستطيع أن يشفع عندهم المقربون لديهم أذنوا أو لم يأذنوا يمكن رجل سلطان عليه تاج الملك نعم تأتي امرأته الناقصة في العقل والدين زوجته تقول له يا فلان يقول نعم اطلع فلان من الحبس ها ويش يقول لها ؟ ... أو سمعا وطاعة وإن لم تستأذن منه لكن الرب عز وجل لا أحد يشفع حتى محمد عليه الصلاة والسلام أعظم الناس جاها عند الله لا يشفع إلا بإذن الله لكمال سلطانه المبني على كمال ملكه وربوبيته عز وجل طيب .
تفيد هذه الجملة أن لله إذنا والإذن في الأصل الإعلام قال الله تعالى : (( وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ )) أي : إعلام فمعنى (( بِإِذْنِهِ )) أي : إعلامه بأنه راض بذلك.
طيب نستفيد أنه يشترط للشفاعة إذن الله فهل هناك شروط أخرى ؟ نعم أن يكون راضيا عن الشافع وعن المشفوع له نعم قال الله تعالى : (( وَلا يَشْفَعُونَ إِلاّ لِمَنِ ارْتَضَى )) وقال : (( يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً )) الأولى فيها الرضا عمن ؟ عن الالمشفوع له (( إِلاّ لِمَنِ ارْتَضَى )) والثانية (( إِلاّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً )) هذه عن الشافع، فيه آية ثالثة تنتظم الشروط الثلاثة (( وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى )) هذه تنتظم الشروط الثلاثة الإذن (( إِلاّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ )) الرضا عنهما (( وَيَرْضَى )) لأنه أطلق ما قال يرضى عن الشافع ولا عن المشفوع له فيكون عاما، على كل حال لا بد في الشفاعة من شروط ثلاثة : إذن الله عز وجل رضاه عن الشافع رضاه عن المشفوع له نعم طيب
إذا قال قائل : ما فائدة الشفاعة إذا كان الله تعالى قد علم أن هذا المشفوع له ينجو ؟ نعم فالجواب : أن الله سبحانه وتعالى يأذن بالشفاعة ويأمر أن يشفع أن أن يأذن لمن يشفع من أجل أن يكرمه وينال المقام المحمود ولا فهو قادر مثلا لنضرب مثلا في الشفاعة العظمى شفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام أن يقضي الله بين الخلق فالله عز وجل قادر على أن يقضي بين الخلق بدون شفاعة ولكن من أجل أن يكرم النبي صلى الله عليه وسلم وينال المقام المحمود يأذن له بالشفاعة ففيها إحسان للمشفوع له وإحسان للشافع طيب .
هل الأصنام والأوثان تشفع لأصحابها ؟
الطالب : ... .
الشيخ : ليش ؟ لماذا ؟
الطالب : ... .
الشيخ : كيف الدليل إلا من ارتضى وهو لا يرضى الشرك نعم إي ما يخالف (( لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )) لو قال قائل : يأذن الله لها .
الطالب : لا يأذن لها لأن الله لا يغفر أن يشرك به .
الشيخ : طيب (( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ )) أبطل الله ذلك (( قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )) فدل هذا على أن هؤلاء الشفعاء لا تنفع بل هذا شرك بالله عز وجل نعم طيب .
وقوله : (( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ )) أي : عند الله،
(( إِلاّ بِإِذْنِهِ )) تفيد إثبات الشفاعة، إثبات أصل الشفاعة لكن بشروط وجه ذلك أنه لولا ثبوتها لكان الاستثناء في قوله : (( إِلاّ بِإِذْنِهِ )) لغوا لا فائدة فيه. فهي إذا تفيد أصل الشفاعة لكن بشروط .
وذكرها بعد قوله : (( لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ )) يفيد أن هذا الملك الذي هو خاص بالله عز وجل أنه ملك تام السلطان بمعنى أنه لا أحد يستطيع أن يتصرف ولا بالشفاعة التي هي خير إلا بإذن الله وهذا من تمام ربوبيته وسلطانه عز وجل أنه لا أحد يستطيع أن يشفع إلا بإذنه بينما ملوك الدنيا يستطيع أن يشفع عندهم المقربون لديهم أذنوا أو لم يأذنوا يمكن رجل سلطان عليه تاج الملك نعم تأتي امرأته الناقصة في العقل والدين زوجته تقول له يا فلان يقول نعم اطلع فلان من الحبس ها ويش يقول لها ؟ ... أو سمعا وطاعة وإن لم تستأذن منه لكن الرب عز وجل لا أحد يشفع حتى محمد عليه الصلاة والسلام أعظم الناس جاها عند الله لا يشفع إلا بإذن الله لكمال سلطانه المبني على كمال ملكه وربوبيته عز وجل طيب .
تفيد هذه الجملة أن لله إذنا والإذن في الأصل الإعلام قال الله تعالى : (( وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ )) أي : إعلام فمعنى (( بِإِذْنِهِ )) أي : إعلامه بأنه راض بذلك.
طيب نستفيد أنه يشترط للشفاعة إذن الله فهل هناك شروط أخرى ؟ نعم أن يكون راضيا عن الشافع وعن المشفوع له نعم قال الله تعالى : (( وَلا يَشْفَعُونَ إِلاّ لِمَنِ ارْتَضَى )) وقال : (( يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً )) الأولى فيها الرضا عمن ؟ عن الالمشفوع له (( إِلاّ لِمَنِ ارْتَضَى )) والثانية (( إِلاّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً )) هذه عن الشافع، فيه آية ثالثة تنتظم الشروط الثلاثة (( وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى )) هذه تنتظم الشروط الثلاثة الإذن (( إِلاّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ )) الرضا عنهما (( وَيَرْضَى )) لأنه أطلق ما قال يرضى عن الشافع ولا عن المشفوع له فيكون عاما، على كل حال لا بد في الشفاعة من شروط ثلاثة : إذن الله عز وجل رضاه عن الشافع رضاه عن المشفوع له نعم طيب
إذا قال قائل : ما فائدة الشفاعة إذا كان الله تعالى قد علم أن هذا المشفوع له ينجو ؟ نعم فالجواب : أن الله سبحانه وتعالى يأذن بالشفاعة ويأمر أن يشفع أن أن يأذن لمن يشفع من أجل أن يكرمه وينال المقام المحمود ولا فهو قادر مثلا لنضرب مثلا في الشفاعة العظمى شفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام أن يقضي الله بين الخلق فالله عز وجل قادر على أن يقضي بين الخلق بدون شفاعة ولكن من أجل أن يكرم النبي صلى الله عليه وسلم وينال المقام المحمود يأذن له بالشفاعة ففيها إحسان للمشفوع له وإحسان للشافع طيب .
هل الأصنام والأوثان تشفع لأصحابها ؟
الطالب : ... .
الشيخ : ليش ؟ لماذا ؟
الطالب : ... .
الشيخ : كيف الدليل إلا من ارتضى وهو لا يرضى الشرك نعم إي ما يخالف (( لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )) لو قال قائل : يأذن الله لها .
الطالب : لا يأذن لها لأن الله لا يغفر أن يشرك به .
الشيخ : طيب (( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ )) أبطل الله ذلك (( قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )) فدل هذا على أن هؤلاء الشفعاء لا تنفع بل هذا شرك بالله عز وجل نعم طيب .
يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما
الشيخ : الأسئلة بعدين يا علي اختلف النظام .
قال : (( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ )) العلم : هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكا جازما، نعم والله عز وجل يعلم كل شيء (( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ )) المستقبل (( وَمَا خَلْفَهُمْ )) الماضي وكلمة (( مَا )) من صيغ العموم تشمل كل ماض وكل مستقبل .
(( وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِمَا شَاءَ )) (( لا يُحِيطُونَ )) الضمير يعود على الخلق الذي دل عليه قوله : (( لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ )) يعني لا يحيط من في السماوات والأرض بشيء من علم الله إلا بما شاء .
قوله : (( مِنْ عِلْمِهِ )) يحتمل من علم ذاته وصفاته يعني : أننا لا نعلم شيئا عن الله ذاته وصفاته إلا بما شاء مما علمنا إياه ويحتمل أن المعنى أن علم هنا بمعنى معلوم يعني : لا يحيطون بشيء من معلومه أي : مما يعلمه إلا بما شاءه والمعنيان كلاهما صحيح وأيهما أعم ؟ قد نقول : إن الثاني أعم لأن معلومه يدخل فيه علمه بذاته وبصفاته .
وقوله : (( إِلاّ بِمَا شَاءَ )) يعني : إلا بما شاء مما علمهم إياه وقد علمنا الله سبحانه وتعالى أشياء كثيرة عن أسمائه وعن صفاته وعن أحكامه الشرعية ولكن هذا الكثير هو بالنسبة لمعلومه قليل كما قال الله تعالى : (( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاّ قَلِيلاً ))
قال : (( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ )) وسع بمعنى شمل يعني أن كرسي الله عز وجل شامل للسماوات والأرض محيط بها فهو أكبر منها لأنه لولا أنه أكبر ما وسعها، والكرسي قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( إنه موضع قدمي الله عز وجل ) وليس هو العرش بل العرش شيء أكبر من الكرسي أما الكرسي دونه وقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام : ( أن السماوات السبع والأرضين السبع بالنسبة للكرسي كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض، وأن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة ) وهذا يدل على عظم هذه المخلوقات وعظم المخلوق يدل على عظم الخالق عز وجل.
الطالب : ما معنى الفلاة ؟
الشيخ : إيش الفلاة : الأرض الواسعة البر يعني .
قال : (( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا )) ولا يؤوده يعني : لا يثقله ويكرثه حفظهما : حفظ السماوات والأرض، وهذه من الصفات المنفية نعم فما هو الصفة الثبوتية التي إشتملته ؟ كمال القدرة والعلم والقوة نعم والرحمة وسيأتي إن شاء الله الباقي في استنباط الصفات منها .
قال : (( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ )) العلم : هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكا جازما، نعم والله عز وجل يعلم كل شيء (( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ )) المستقبل (( وَمَا خَلْفَهُمْ )) الماضي وكلمة (( مَا )) من صيغ العموم تشمل كل ماض وكل مستقبل .
(( وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِمَا شَاءَ )) (( لا يُحِيطُونَ )) الضمير يعود على الخلق الذي دل عليه قوله : (( لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ )) يعني لا يحيط من في السماوات والأرض بشيء من علم الله إلا بما شاء .
قوله : (( مِنْ عِلْمِهِ )) يحتمل من علم ذاته وصفاته يعني : أننا لا نعلم شيئا عن الله ذاته وصفاته إلا بما شاء مما علمنا إياه ويحتمل أن المعنى أن علم هنا بمعنى معلوم يعني : لا يحيطون بشيء من معلومه أي : مما يعلمه إلا بما شاءه والمعنيان كلاهما صحيح وأيهما أعم ؟ قد نقول : إن الثاني أعم لأن معلومه يدخل فيه علمه بذاته وبصفاته .
وقوله : (( إِلاّ بِمَا شَاءَ )) يعني : إلا بما شاء مما علمهم إياه وقد علمنا الله سبحانه وتعالى أشياء كثيرة عن أسمائه وعن صفاته وعن أحكامه الشرعية ولكن هذا الكثير هو بالنسبة لمعلومه قليل كما قال الله تعالى : (( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاّ قَلِيلاً ))
قال : (( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ )) وسع بمعنى شمل يعني أن كرسي الله عز وجل شامل للسماوات والأرض محيط بها فهو أكبر منها لأنه لولا أنه أكبر ما وسعها، والكرسي قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( إنه موضع قدمي الله عز وجل ) وليس هو العرش بل العرش شيء أكبر من الكرسي أما الكرسي دونه وقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام : ( أن السماوات السبع والأرضين السبع بالنسبة للكرسي كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض، وأن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة ) وهذا يدل على عظم هذه المخلوقات وعظم المخلوق يدل على عظم الخالق عز وجل.
الطالب : ما معنى الفلاة ؟
الشيخ : إيش الفلاة : الأرض الواسعة البر يعني .
قال : (( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا )) ولا يؤوده يعني : لا يثقله ويكرثه حفظهما : حفظ السماوات والأرض، وهذه من الصفات المنفية نعم فما هو الصفة الثبوتية التي إشتملته ؟ كمال القدرة والعلم والقوة نعم والرحمة وسيأتي إن شاء الله الباقي في استنباط الصفات منها .
5 - يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما أستمع حفظ
وهو العلي العظيم
الشيخ : قال : (( وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )) العلي : على وزن فعيل وهي صفة مشبهة لأن علوه عز وجل لازم لذاته والفرق بين الصفة المشبهة واسم الفاعل عندهم أن اسم الفاعل طارئ حادث يمكن زواله والصفة المشبهة لازمة لا ينفك عنها الموصوف فالعلي إذا صفة مشبهة لأن الله سبحانه وتعالى لا ينفك عن العلو .
وعلو الله عز وجل قسمان : علو ذات، وعلو صفة .
فأما علو الذات فإن معناه أنه فوق كل شيء بذاته ليس فوقه شيء ولا حذاءه شيء بل هو سبحانه وتعالى فوق كل شيء .
وأما علو الصفات، فهي ما دل عليه قوله تعالى : (( وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى )) يعني : أن صفاته كلها عليا ليس فيها نقص بوجه من الوجوه فالعلو وين يا عبد الله كم قسما ؟
الطالب : علو ذات وعلو صفات .
الشيخ : كم قسما ؟
الطالب : قسمان .
الشيخ : علو الذات معناه.
الطاب : أن الله عال بذاته فوق جميع مخلوقاته علو الصفات أن الله سبحانه وتعالى .
الشيخ : له الصفات الكاملة العليا التي لا يدانيها شيء أما العظيم : فهي أيضا صفة مشبهة ومعناها ذو العظمة وهي القوة والكبرياء وما أشبه ذلك مما هو معروف من مدلول هذه الكلمة هذه الآية الكريمة كما سمعتم من شرحها الموجز وقد سبق لنا شرحها شرحا مبسوطا في التفسير، تتضمن من أسماء الله عدة ولنعدها : الله الحي القيوم الإله لا إله العلي العظيم كم ستة أسماء تتضمن ستة أسماء.
تتضمن من صفات الله أكثر إي أكثر طبعا لكن ستة صفات تضمنتها هذه الأسماء طيب وتتضمن أيضا بالترتيب انتفاء السنة والنوم في حقه، لكمال حياته وقيوميته في قوله : (( لا تأخذه سنة ولا نوم )) .
تتضمن عموم ملكه للسماوات والأرض لقوله : (( لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ )) العموم نأخذه منين ؟ من ما الموصوله فإنها تفيد العموم وتفيد الآية انفراد الله عز وجل بالملك من أين يؤخذ ؟ من تقديم الخبر (( لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ )) فعندنا ملك وعموم ملك وانفارد في الملك مأخوذ من قوله : (( لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ )) .
ومن فوائد الآية من الصفات التي تضمنتها الآية : قوة السلطان وكماله من قوله : (( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ )).
ومن فوائد الآية : إثبات العندية وهذا يدل على أنه ليس في كل مكان ففيه الرد على الحلولية لو كان في كل مكان لكان كل شيء عنده ولم يكن لاختصاص عنديته فائدة فإذا تفيد العندية لله عز وجل .
ومن فوائدها في الصفات أيضا إثبات الإذن لقوله : (( إِلاّ بِإِذْنِهِ ))، تفيد أيضا .
الطالب : ... .
الشيخ : الشفاعة ليست من صفات الله، كذلك نأخذ فوائد في صفات الله فقط موكل ما دلت عليه من فائدة طيب وتدل هذه الآية من صفات الله على العلم لقوله : (( يَعْلَمُ )) وعلى إحاطته بكل شيء من قوله : (( مَا )) اسم موصول تدل على العموم يعني (( ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ )) وعلى أنه سبحانه وتعالى لا ينسى ما علم منين نأخذه ؟ (( وَمَا خَلْفَهُمْ )) ولا يجهل ما يستقبل من قوله : (( مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ )) طيب ويستفاد من الآية من صفات الله نقص الخلق بالنسبة لله عز وجل لقوله : (( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء )) ونقص الخلق كمال لله عز وجل لأن من عرف المخلوق ونقصه استدل به على كمال الخالق لظهور التباين بينهما .
ومن فوائدها فيما يتعلق بصفات الله إثبات المشيئة لقوله : (( إلا بما شاء )) .
ومن فوائدها أيضا بالنسبة لصفات الله إثبات الكرسي لأنه موضع القدمين.
الطالب : إثبات الكلام لله .
الشيخ : من أين ؟
الطالب : (( إلا من أذن له )) .
الشيخ : خلينا نكمل نعم (( إلا بما شاء )) (( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ )) طيب إثبات العظمة والقوة والقدرة لقوله : (( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ )) لأن عظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق.
طيب ومن فوائدها فيما يتعلق بصفات الله كمال قدرته وقوته وعلمه ورحمته من قوله : (( وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا )) وإثبات الحفظ على أنه صفة ثبوتية لأن قوله : (( وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا )) يدل على أنه يحفظ وأن الحفظ ليس بصعب عليه لقوله : (( وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا )).
ومن فوائدها إثبات علو الله لقوله : (( وَهُوَ الْعَلِيُّ )) نعم ومذهب أهل السنة والجماعة أن الله سبحانه وتعالى عال بذاته وأن علوه من الصفات الذاتية الأزلية الأبدية لا ينفك عن العلو أبدا، وخالف أهل السنة في ذلك طائفتان : طائفة قالوا : إن الله بذاته في كل مكان .
وطائفة قالوا : إن الله ليس فوق العالم ولا تحت العالم ولا في العالم ولا يمين ولا شمال ولا منفصل عن العالم ولا متصل ما فيه شيء نعم .
هؤلاء يقولون الذين قالوا بأنه في كل مكان استدلوا بقول الله تعالى : (( وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا )) واستدلوا بقوله تعالى : (( هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )) قالوا إن الله يقول: (( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ )) وعلى هذا فليس عاليا بذاته بل العلو عندهم علو صفة عرفتم .
أما الذين قالوا إنه لا يوصف بجهة لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ولا اتصال ولا انفصال قالوا لأننا لو وصفناه بذلك لكان جسما والأجسام متماثلة وهذا يستلزم التمثيل وعلى هذا فننكر أن يكون في أي جهة لا عليا ولا سفلى.
ولكننا نرد على هؤلاء من وجهين :
الوجه الأول : إبطال ما احتجوا به مو إبطال الدليل الحجة الدليل إبطال الحجة إبطال احتجاجهم هذه العبارة السليمة إبطال احتجاجهم .
والثاني : إثبات نقيض قولهم بالأدلة القاطعة .
أما الأول : فنقول لمن زعموا أن الله بذاته في كل مكان دعواكم هذه دعوى باطلة يردها السمع والعقل : أما السمع : فإن الله تعالى أثبت لنفسه أنه العلي ونفس الآية التي ذكرتم لا تدل على ذلك لأن المعية لا تستلزم الحلول في المكان فإن الشيء يكون عاليا وهو في مكان آخر يكون عاليا عليك وهو في مكان آخر ألا ترى إلى قول العرب : القمر معنا والنجم معنا وأين محله ؟ في السماء وهذا دليل على أن المعية في اللغة العربية التي نزل بها القرآن لا تستلزم أن يكون المصاحب في مكان المصاحَب لأن المعية كما نعلم جميعا معناها المصاحبة لا تستلزم أن يكون هذا في مكان هذا ويقول الناس يقول الرجل : زوجتي معي وهو في المشرق وهي في المغرب، ويقول الضابط للجنود : اذهبوا إلى المعركة وأنا معكم وهو في غرفة القيادة وهم في ساحة القتال فلا يلزم من المعية أن يكون الصاحب في مكان المصاحب أبدا في اللغة العربية لا يلزم ولهذا نقول : إن المعية في الحقيقة كلمة يتحدد معناها بحسب ما تضاف إليه نقول أحيانا : هذا لبن معه ماء حينما يأتي إنسان بلبن يقدمه لنا نجد فيه زرقة الماء ويقول : أسقيتكم لبنا خالصا سائغا للشاربين ونحن نرى فيه زرقة الماء نعم فنقول له : إنك لا تسقي اللبن في النهار مخافة أن يراه الناس ولكنه إذا جن الظلام واختلط جاؤوا بمذق هل رأيت الذئب قط ويش معناه الكلام ؟ يعني ما يعطي ضيوفه اللبن بالنهار لأنه إذا أعطاهم اللبن بالنهار حيعرفوا نصفه ماء إذا جن الظلام واختلط جاؤوا بهذا اللبن المشوب الذي لونه لون الذئب والذئب لونه أزرق نعم ما هو أبيض خالص إذا نحن نقول هذا لبن معه ماء هذه المعية اقتضت إيش ؟ الاختلاط ما فيه شك امتزاج بعضهم ببعض .
ويقول الرجل راكب في الطيارة يقول : متاعي معي وهو تحت في الطائرة ما هو متصل به ولا لا ؟ ويقول إذا حمل متاعه معه بعد نزوله من الطائرة يقول : متاعي معي وهو متصل به شوف كلمة واحدة لكن يختلف معناها بحسب الإضافة فبهذا نقول : معية الله عز وجل لخلقة تليق بجلاله سبحانه وتعالى كسائر صفاته تليق بجلاله فهي معية تامة لكن هو في السماء (( هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا )) هذا نرد عليه من جهة مدلول المعية في اللغة العربية .
أما الدليل العقلي على بطلان قولهم فنقول .
وعلو الله عز وجل قسمان : علو ذات، وعلو صفة .
فأما علو الذات فإن معناه أنه فوق كل شيء بذاته ليس فوقه شيء ولا حذاءه شيء بل هو سبحانه وتعالى فوق كل شيء .
وأما علو الصفات، فهي ما دل عليه قوله تعالى : (( وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى )) يعني : أن صفاته كلها عليا ليس فيها نقص بوجه من الوجوه فالعلو وين يا عبد الله كم قسما ؟
الطالب : علو ذات وعلو صفات .
الشيخ : كم قسما ؟
الطالب : قسمان .
الشيخ : علو الذات معناه.
الطاب : أن الله عال بذاته فوق جميع مخلوقاته علو الصفات أن الله سبحانه وتعالى .
الشيخ : له الصفات الكاملة العليا التي لا يدانيها شيء أما العظيم : فهي أيضا صفة مشبهة ومعناها ذو العظمة وهي القوة والكبرياء وما أشبه ذلك مما هو معروف من مدلول هذه الكلمة هذه الآية الكريمة كما سمعتم من شرحها الموجز وقد سبق لنا شرحها شرحا مبسوطا في التفسير، تتضمن من أسماء الله عدة ولنعدها : الله الحي القيوم الإله لا إله العلي العظيم كم ستة أسماء تتضمن ستة أسماء.
تتضمن من صفات الله أكثر إي أكثر طبعا لكن ستة صفات تضمنتها هذه الأسماء طيب وتتضمن أيضا بالترتيب انتفاء السنة والنوم في حقه، لكمال حياته وقيوميته في قوله : (( لا تأخذه سنة ولا نوم )) .
تتضمن عموم ملكه للسماوات والأرض لقوله : (( لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ )) العموم نأخذه منين ؟ من ما الموصوله فإنها تفيد العموم وتفيد الآية انفراد الله عز وجل بالملك من أين يؤخذ ؟ من تقديم الخبر (( لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ )) فعندنا ملك وعموم ملك وانفارد في الملك مأخوذ من قوله : (( لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ )) .
ومن فوائد الآية من الصفات التي تضمنتها الآية : قوة السلطان وكماله من قوله : (( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ )).
ومن فوائد الآية : إثبات العندية وهذا يدل على أنه ليس في كل مكان ففيه الرد على الحلولية لو كان في كل مكان لكان كل شيء عنده ولم يكن لاختصاص عنديته فائدة فإذا تفيد العندية لله عز وجل .
ومن فوائدها في الصفات أيضا إثبات الإذن لقوله : (( إِلاّ بِإِذْنِهِ ))، تفيد أيضا .
الطالب : ... .
الشيخ : الشفاعة ليست من صفات الله، كذلك نأخذ فوائد في صفات الله فقط موكل ما دلت عليه من فائدة طيب وتدل هذه الآية من صفات الله على العلم لقوله : (( يَعْلَمُ )) وعلى إحاطته بكل شيء من قوله : (( مَا )) اسم موصول تدل على العموم يعني (( ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ )) وعلى أنه سبحانه وتعالى لا ينسى ما علم منين نأخذه ؟ (( وَمَا خَلْفَهُمْ )) ولا يجهل ما يستقبل من قوله : (( مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ )) طيب ويستفاد من الآية من صفات الله نقص الخلق بالنسبة لله عز وجل لقوله : (( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء )) ونقص الخلق كمال لله عز وجل لأن من عرف المخلوق ونقصه استدل به على كمال الخالق لظهور التباين بينهما .
ومن فوائدها فيما يتعلق بصفات الله إثبات المشيئة لقوله : (( إلا بما شاء )) .
ومن فوائدها أيضا بالنسبة لصفات الله إثبات الكرسي لأنه موضع القدمين.
الطالب : إثبات الكلام لله .
الشيخ : من أين ؟
الطالب : (( إلا من أذن له )) .
الشيخ : خلينا نكمل نعم (( إلا بما شاء )) (( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ )) طيب إثبات العظمة والقوة والقدرة لقوله : (( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ )) لأن عظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق.
طيب ومن فوائدها فيما يتعلق بصفات الله كمال قدرته وقوته وعلمه ورحمته من قوله : (( وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا )) وإثبات الحفظ على أنه صفة ثبوتية لأن قوله : (( وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا )) يدل على أنه يحفظ وأن الحفظ ليس بصعب عليه لقوله : (( وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا )).
ومن فوائدها إثبات علو الله لقوله : (( وَهُوَ الْعَلِيُّ )) نعم ومذهب أهل السنة والجماعة أن الله سبحانه وتعالى عال بذاته وأن علوه من الصفات الذاتية الأزلية الأبدية لا ينفك عن العلو أبدا، وخالف أهل السنة في ذلك طائفتان : طائفة قالوا : إن الله بذاته في كل مكان .
وطائفة قالوا : إن الله ليس فوق العالم ولا تحت العالم ولا في العالم ولا يمين ولا شمال ولا منفصل عن العالم ولا متصل ما فيه شيء نعم .
هؤلاء يقولون الذين قالوا بأنه في كل مكان استدلوا بقول الله تعالى : (( وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا )) واستدلوا بقوله تعالى : (( هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )) قالوا إن الله يقول: (( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ )) وعلى هذا فليس عاليا بذاته بل العلو عندهم علو صفة عرفتم .
أما الذين قالوا إنه لا يوصف بجهة لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ولا اتصال ولا انفصال قالوا لأننا لو وصفناه بذلك لكان جسما والأجسام متماثلة وهذا يستلزم التمثيل وعلى هذا فننكر أن يكون في أي جهة لا عليا ولا سفلى.
ولكننا نرد على هؤلاء من وجهين :
الوجه الأول : إبطال ما احتجوا به مو إبطال الدليل الحجة الدليل إبطال الحجة إبطال احتجاجهم هذه العبارة السليمة إبطال احتجاجهم .
والثاني : إثبات نقيض قولهم بالأدلة القاطعة .
أما الأول : فنقول لمن زعموا أن الله بذاته في كل مكان دعواكم هذه دعوى باطلة يردها السمع والعقل : أما السمع : فإن الله تعالى أثبت لنفسه أنه العلي ونفس الآية التي ذكرتم لا تدل على ذلك لأن المعية لا تستلزم الحلول في المكان فإن الشيء يكون عاليا وهو في مكان آخر يكون عاليا عليك وهو في مكان آخر ألا ترى إلى قول العرب : القمر معنا والنجم معنا وأين محله ؟ في السماء وهذا دليل على أن المعية في اللغة العربية التي نزل بها القرآن لا تستلزم أن يكون المصاحب في مكان المصاحَب لأن المعية كما نعلم جميعا معناها المصاحبة لا تستلزم أن يكون هذا في مكان هذا ويقول الناس يقول الرجل : زوجتي معي وهو في المشرق وهي في المغرب، ويقول الضابط للجنود : اذهبوا إلى المعركة وأنا معكم وهو في غرفة القيادة وهم في ساحة القتال فلا يلزم من المعية أن يكون الصاحب في مكان المصاحب أبدا في اللغة العربية لا يلزم ولهذا نقول : إن المعية في الحقيقة كلمة يتحدد معناها بحسب ما تضاف إليه نقول أحيانا : هذا لبن معه ماء حينما يأتي إنسان بلبن يقدمه لنا نجد فيه زرقة الماء ويقول : أسقيتكم لبنا خالصا سائغا للشاربين ونحن نرى فيه زرقة الماء نعم فنقول له : إنك لا تسقي اللبن في النهار مخافة أن يراه الناس ولكنه إذا جن الظلام واختلط جاؤوا بمذق هل رأيت الذئب قط ويش معناه الكلام ؟ يعني ما يعطي ضيوفه اللبن بالنهار لأنه إذا أعطاهم اللبن بالنهار حيعرفوا نصفه ماء إذا جن الظلام واختلط جاؤوا بهذا اللبن المشوب الذي لونه لون الذئب والذئب لونه أزرق نعم ما هو أبيض خالص إذا نحن نقول هذا لبن معه ماء هذه المعية اقتضت إيش ؟ الاختلاط ما فيه شك امتزاج بعضهم ببعض .
ويقول الرجل راكب في الطيارة يقول : متاعي معي وهو تحت في الطائرة ما هو متصل به ولا لا ؟ ويقول إذا حمل متاعه معه بعد نزوله من الطائرة يقول : متاعي معي وهو متصل به شوف كلمة واحدة لكن يختلف معناها بحسب الإضافة فبهذا نقول : معية الله عز وجل لخلقة تليق بجلاله سبحانه وتعالى كسائر صفاته تليق بجلاله فهي معية تامة لكن هو في السماء (( هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا )) هذا نرد عليه من جهة مدلول المعية في اللغة العربية .
أما الدليل العقلي على بطلان قولهم فنقول .
اضيفت في - 2007-02-04