شرح العقيدة الواسطية-07a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
العقيدة الواسطية
الدليل العقلي على بطلان قول أن الله معنا في كل مكان .
الشيخ : لوازم باطلة بلا شك .
أولا : يلزم إما التعدد أو التجزؤ ها صح إما التعدد أو التجزؤ يعني إما أن يكون الله عدد لا حصر له الأمكنة كثيرة لا تحصى أوالتجزؤ بمعنى جزؤه هنا نسأل الله العافية وجزؤه هناك وجزؤه هناك وجزؤه هناك هذه لازم باطل ولا حق ؟ لازم باطل بلا شك وبطلان اللازم يدل على بطلان اللزوم.
ثانيا : نقول إذا قلت إنه معك في الأمكنة، لزم أن يزداد بزيادة الناس كلما ازداد الناس ازدادت أماكنهم وينقص بنقص الناس مثل هذه القرية الآن فيها ألف نفر فيها ألف بيت صار مع كل نفر في بيته ولا لا ؟ ماتوا أو نزحوا عن القرية ها معناه قل كان في الأول الساحة هذه مملوءة من الله عز وجل والآن قل راح في قرية ثانية إي نعم صح هذا أيضا لازم فاسد ويلزم على ذلك أيضا اللازم الفاسد الثالث : إذا قلت الله معك في كل مكان والعياذ بالله لزم ألا تنزهه عن المواضع القذرة لأنك أنت سوف تدخل بيت نعم الخلاء فإذا قلت إن الله معك والعياذ بالله هذا أعظم قدح في الله عز وجل.
فتبين بهذا أن قولهم مناف للسمع ومناف للعقل وأن القرآن لا يدل عليه بأي وجه من الدلالات لا دلالة مطابقة ولا تضمن ولا التزام أبدا .
أما الآخرون فنقول لهم : إن نفيكم للجهة يستلزم نفي الرب عز وجل إذ لا نعلم شيئا لا يكون فوق العالم ولا تحته ولا يمين ولا شمال ولا متصل ولا منفصل إلا العدم ولهذا قال بعض العلماء : لو قيل لنا صفوا الله بالعدم ما وجدنا أصدق وصفا للعدم من هذا الوصف صح فقولهم في الحقيقة هو نفي للرب عز وجل .
ثانيا : قولكم إنه يستلزم التجسيم نحن نناقشكم في كلمة الجسم :
ما هذا الجسم الذي أنتم تجعلونه بعبعا تنفرون الناس عن إثبات صفات الله من أجله ؟!
أتريدون بالجسم الشيء المكون من أشياء مفتقر بعضها إلى بعض نعم لا يمكن أن يقوم إلا باجتماع هذه الأجزاء فإن أردتم هذا فنحن لا نقره ونقول إن الله ليس بجسم بهذا المعنى لكن من قال إن إثبات علوه يستلزم هذا الجسم ؟ من قال ؟ إلا مجرد دعوى منكم ويكفينا شوف الدعوى المجردة يكفي أن تقول لا قبول ترى هذه من باب المناظرات المهمة الدعوى المجردة يكفي أن تقول : لا قبول لأن الرسول يقول : ( البينة على المدعي ) فيكفي في الدعوى المجردة عدم التسليم نقول لا نسلم أنه يلزم من إثبات علو الله بذاته أن يكون جسما بهذا المعنى الذي ذكرتم .
أما إن أردتم بالجسم العين أو الذات القائمة بنفسها المتصفة بما يليق بها فنحن نثبت ذلك ونقول إن لله تعالى ذاتا قائمة بنفسها متصفة بصفات الكمال وهذا هو الذي يعلم به كل إنسان حتى العجوز في مكانها تعرف ذلك وأي مانع يمنع من هذا الشيء أي مانع ؟ ليس هناك مانع إطلاقا بل هذا هو الكمال هذا هو الكمال .
وبهذا يتبين بطلان قول هؤلاء الذين أثبتوا أن الله بذاته في كل مكان أو أن الله تعالى ليس فوق العالم ولا تحته ولا متصل ولا منفصل إلى آخره ونقول هو على عرشه استوى عز وجل .
أما أدلة العلو التي تثبت ما قاله أهل السنة والجماعة فهي أدلة كثيرة لا تحصر أفرادها وأما أنواعها فهي خمسة : الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة خمسة أنواع .
أما الكتاب : فتنوعت أدلته على علو الله عز وجل منها التصريح بالعلو والفوقية وصعود الأشياء إليه ونزولها منه وما أشبه ذلك .
وأما السنة : فكذلك تنوعت دلالتها واتفقت السنة بأصنافها الثلاثة على ذلك على علو الله بذاته فقد ثبت علو الله بذاته في السنة من قول الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله وإقراراه .
وأما الإجماع : فقد أجمع المسلمون قبل ظهور هذه الطوائف المبتدعة على أن الله تعالى مستو على عرشه فوق خلقه، يقول شيخ الإسلام : " ليس في كلام الله ولا رسوله ولا كلام الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان ما يدل لا نصا ولا ظاهرا على أن الله تعالى ليس فوق العرش وليس في السماء وما أشبه ذلك " كل كلامهم متفق على أن الله فوق كل شيء .
وأما العقل : فإننا نقول هل العلو صفة نقص ولا كمال ؟ كل يدري أنه كمال نعم وإذا كان صفة كمال كمال مطلق لا كمال نسبي فإنه يجب أن يكون ثابتا لله لأن الله متصف بصفات الكمال واضح ولذلك نقولك إما أن يكون الله في أعلى أو في أسفل أو في محاذي الأسفل والمحاذي ممتنع لأن الأسفل نقص في معناه والمحاذي نقص لمشابهة المخلوق ومماثلته فلم يبق إلا العلو فالسفل عيب لذات السفل والمحاذاة عيب لمماثلة النقص فلم يبق إلا العلو وهذا وجه آخر في الدليل العقلي ما هو الوجه الأول ؟ أن العلو صفة كمال، كمال مطلق فوجب أن يكون ثابتا لله عز وجل .
ثانيا : أن نقول لا يخلو من ثلاثة أشياء إما سفل أو محاذاة أو علو السفل عيب بذاته والمحاذاة عيب لممثالة الغير وأما العلو فهو الثابت وهذا هو المطلوب .
أما الفطرة : فنقول سل العجائز يا محمد نور سل العجائز ماذا يفعلن إذا دعون الله ؟ يرفعن أيديهن إلى السماء ولا لا ؟ وأما والعياذ بالله يقول بعض الملحدين المنكرين لعلو الذات إذا دعا يحط يديه بالأرض نقول طيب هذا ما يصح ولا على رأيك إذا قلت حطيت الله بالأرض معناه في السفل صار نسأل الله العافية إي نعم تعمدا أو العياذ بالله قصدهم مجادلة أهل الحق ومراغمة أهل الحق على كل حال ما من إنسان يقول يا الله إلا ويرفع يديه إلى السماء فطرة فتطابقت الأدلة والحمد لله الخمسة على علو الله سبحانه وتعالى بذاته .
وأما علو الصفات فهو محل إجماع من كل من يدين بدين الإسلام أو يتسمى بالإسلام.
أولا : يلزم إما التعدد أو التجزؤ ها صح إما التعدد أو التجزؤ يعني إما أن يكون الله عدد لا حصر له الأمكنة كثيرة لا تحصى أوالتجزؤ بمعنى جزؤه هنا نسأل الله العافية وجزؤه هناك وجزؤه هناك وجزؤه هناك هذه لازم باطل ولا حق ؟ لازم باطل بلا شك وبطلان اللازم يدل على بطلان اللزوم.
ثانيا : نقول إذا قلت إنه معك في الأمكنة، لزم أن يزداد بزيادة الناس كلما ازداد الناس ازدادت أماكنهم وينقص بنقص الناس مثل هذه القرية الآن فيها ألف نفر فيها ألف بيت صار مع كل نفر في بيته ولا لا ؟ ماتوا أو نزحوا عن القرية ها معناه قل كان في الأول الساحة هذه مملوءة من الله عز وجل والآن قل راح في قرية ثانية إي نعم صح هذا أيضا لازم فاسد ويلزم على ذلك أيضا اللازم الفاسد الثالث : إذا قلت الله معك في كل مكان والعياذ بالله لزم ألا تنزهه عن المواضع القذرة لأنك أنت سوف تدخل بيت نعم الخلاء فإذا قلت إن الله معك والعياذ بالله هذا أعظم قدح في الله عز وجل.
فتبين بهذا أن قولهم مناف للسمع ومناف للعقل وأن القرآن لا يدل عليه بأي وجه من الدلالات لا دلالة مطابقة ولا تضمن ولا التزام أبدا .
أما الآخرون فنقول لهم : إن نفيكم للجهة يستلزم نفي الرب عز وجل إذ لا نعلم شيئا لا يكون فوق العالم ولا تحته ولا يمين ولا شمال ولا متصل ولا منفصل إلا العدم ولهذا قال بعض العلماء : لو قيل لنا صفوا الله بالعدم ما وجدنا أصدق وصفا للعدم من هذا الوصف صح فقولهم في الحقيقة هو نفي للرب عز وجل .
ثانيا : قولكم إنه يستلزم التجسيم نحن نناقشكم في كلمة الجسم :
ما هذا الجسم الذي أنتم تجعلونه بعبعا تنفرون الناس عن إثبات صفات الله من أجله ؟!
أتريدون بالجسم الشيء المكون من أشياء مفتقر بعضها إلى بعض نعم لا يمكن أن يقوم إلا باجتماع هذه الأجزاء فإن أردتم هذا فنحن لا نقره ونقول إن الله ليس بجسم بهذا المعنى لكن من قال إن إثبات علوه يستلزم هذا الجسم ؟ من قال ؟ إلا مجرد دعوى منكم ويكفينا شوف الدعوى المجردة يكفي أن تقول لا قبول ترى هذه من باب المناظرات المهمة الدعوى المجردة يكفي أن تقول : لا قبول لأن الرسول يقول : ( البينة على المدعي ) فيكفي في الدعوى المجردة عدم التسليم نقول لا نسلم أنه يلزم من إثبات علو الله بذاته أن يكون جسما بهذا المعنى الذي ذكرتم .
أما إن أردتم بالجسم العين أو الذات القائمة بنفسها المتصفة بما يليق بها فنحن نثبت ذلك ونقول إن لله تعالى ذاتا قائمة بنفسها متصفة بصفات الكمال وهذا هو الذي يعلم به كل إنسان حتى العجوز في مكانها تعرف ذلك وأي مانع يمنع من هذا الشيء أي مانع ؟ ليس هناك مانع إطلاقا بل هذا هو الكمال هذا هو الكمال .
وبهذا يتبين بطلان قول هؤلاء الذين أثبتوا أن الله بذاته في كل مكان أو أن الله تعالى ليس فوق العالم ولا تحته ولا متصل ولا منفصل إلى آخره ونقول هو على عرشه استوى عز وجل .
أما أدلة العلو التي تثبت ما قاله أهل السنة والجماعة فهي أدلة كثيرة لا تحصر أفرادها وأما أنواعها فهي خمسة : الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة خمسة أنواع .
أما الكتاب : فتنوعت أدلته على علو الله عز وجل منها التصريح بالعلو والفوقية وصعود الأشياء إليه ونزولها منه وما أشبه ذلك .
وأما السنة : فكذلك تنوعت دلالتها واتفقت السنة بأصنافها الثلاثة على ذلك على علو الله بذاته فقد ثبت علو الله بذاته في السنة من قول الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله وإقراراه .
وأما الإجماع : فقد أجمع المسلمون قبل ظهور هذه الطوائف المبتدعة على أن الله تعالى مستو على عرشه فوق خلقه، يقول شيخ الإسلام : " ليس في كلام الله ولا رسوله ولا كلام الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان ما يدل لا نصا ولا ظاهرا على أن الله تعالى ليس فوق العرش وليس في السماء وما أشبه ذلك " كل كلامهم متفق على أن الله فوق كل شيء .
وأما العقل : فإننا نقول هل العلو صفة نقص ولا كمال ؟ كل يدري أنه كمال نعم وإذا كان صفة كمال كمال مطلق لا كمال نسبي فإنه يجب أن يكون ثابتا لله لأن الله متصف بصفات الكمال واضح ولذلك نقولك إما أن يكون الله في أعلى أو في أسفل أو في محاذي الأسفل والمحاذي ممتنع لأن الأسفل نقص في معناه والمحاذي نقص لمشابهة المخلوق ومماثلته فلم يبق إلا العلو فالسفل عيب لذات السفل والمحاذاة عيب لمماثلة النقص فلم يبق إلا العلو وهذا وجه آخر في الدليل العقلي ما هو الوجه الأول ؟ أن العلو صفة كمال، كمال مطلق فوجب أن يكون ثابتا لله عز وجل .
ثانيا : أن نقول لا يخلو من ثلاثة أشياء إما سفل أو محاذاة أو علو السفل عيب بذاته والمحاذاة عيب لممثالة الغير وأما العلو فهو الثابت وهذا هو المطلوب .
أما الفطرة : فنقول سل العجائز يا محمد نور سل العجائز ماذا يفعلن إذا دعون الله ؟ يرفعن أيديهن إلى السماء ولا لا ؟ وأما والعياذ بالله يقول بعض الملحدين المنكرين لعلو الذات إذا دعا يحط يديه بالأرض نقول طيب هذا ما يصح ولا على رأيك إذا قلت حطيت الله بالأرض معناه في السفل صار نسأل الله العافية إي نعم تعمدا أو العياذ بالله قصدهم مجادلة أهل الحق ومراغمة أهل الحق على كل حال ما من إنسان يقول يا الله إلا ويرفع يديه إلى السماء فطرة فتطابقت الأدلة والحمد لله الخمسة على علو الله سبحانه وتعالى بذاته .
وأما علو الصفات فهو محل إجماع من كل من يدين بدين الإسلام أو يتسمى بالإسلام.
شرح قول المصنف : ولهذا كان من قرأ هذه الآية في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح .
الشيخ : طيب العظيم في إثبات العظمة لله عز وجل وهو ظاهر
أما ما يتعلق بغير صفات الله سبحانه وتعالى ففيها فوائد كثيرة والله أعلم .
نعم
أما ما يتعلق بغير صفات الله سبحانه وتعالى ففيها فوائد كثيرة والله أعلم .
نعم
2 - شرح قول المصنف : ولهذا كان من قرأ هذه الآية في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وقوله سبحانه : ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن
الشيخ : قال المؤلف : وقولُه ولا وقولِه ؟ نشوف : " ما وصف به نفسه في سورة الإخلاص وما وصف نفسه في أعظم آية من كتاب الله وقولِه " بالجر يعني وما وصف نفسه به في قوله سبحانه وتعالى (( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ )) هذه أربعة أسماء كلها متقابلة بالزمن والمكان تفيد إحاطة الله سبحانه وتعالى بكل شيء أولا وآخرا وكذلك في المكان يعني فيه الإحاطة الزمانية والإحاطة المكانية والأول فسره النبي عليه الصلاة والسلام بقوله : ( الذي ليس قبله شيء ) وهنا فسر الإثبات بالنفي فجعل هذه الصفة الثبوتية صفة سلبية ونحن قد ذكرنا فيما سبق أن الصفات الثبوتية أكمل وأكثر فلماذا ؟ نقول هذا فسرها النبي عليه الصلاة والسلام بذلك لتوكيد الأولية يعني أولية ليست أولية إضافية لأن الأولية قد تكون إضافية فيقال هذا أول يعني باعتبار ما بعده وفيه شيء آخر قبل تقول مثلا دخل علي فلان بيتي هو الأول طيب هو الأول بالنسبة لكل من دخل البيت ولا بالنسبة لمن دخل هذه المرة ؟ هذه المرة فلما كانت الأولوية قد يراد بها الأولوية النسبية صار تفسيرها بأمر سلبي أدل على العموم على أنها اولوية مطلقة ولهذا قال ( ليس قبله شيء ) وهذا باعتبار التقدم الزمني.
طيب (( وَالآخِرُ )) فسره النبي عليه الصلاة والسلام بقوله : ( الذي ليس بعده شيء ) ولا تتوهمن أن هذا يدل على غاية لآخريته لا لأن هناك أشياء أبدية وهي من المخلوقات كالجنة والنار وعليه يكون معنى (( الآخِرُ )) أنه سبحانه وتعالى محيط بكل شيء حتى الذي لا نهاية له فليس بعده شيء .
(( الظَّاهِرُ )) من الظهور وهو العلو كما قال تعالى : (( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ )) أي ليعليه ومنه ظهر الدابة لأنه عال عليها ومنه قوله تعالى : (( فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا )) أن يظهروه يعني : يعلوا عليه وهكذا فالظاهر قال النبي عليه الصلاة والسلام في تفسيرها : ( الذي ليس فوقه شيء ) فهو فوق كل شيء وليس فوقه شيء .
(( الْبَاطِنُ )) : فسره النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( الذي ليس دونه شيء ) وهذا كناية عن إحاطته بكل شيء ليس دونه شيء لا يحول دونه جبل ولا سقف ولا ماء ولا شجر ولا أي شيء ليس دونه شيء فهو واصل إلى كل شيء سبحانه وتعالى ولكن المعنى أنه مع علوه عز وجل فهو باطن هو ظاهر وباطن فمع علوه لا ينافي قربه عز وجل فالباطن قريب من معنى القريب لأنه قال ( ليس دونه شيء ) أي لا يحول دونه شيء بل هو يصل إلى كل شيء سبحانه وتعالى هذا هو معنى الباطن .
تأمل هذه الأسماء الأربعة تجد أنها متقابلة علو والثاني دنو العلو في الظاهر والدنو في الباطن أول أولية وآخرية الأولية في الأول والآخرية في الآخر فهو محيط بكل شيء بكل الأزمان وبكل الأماكن عز وجل ثم تأمل الواو في قوله : (( هو الأول والآخر والظاهر والباطن )) يعني كلها خبر عن مبتدأ واحد لكن بواسطة حرف العطف والأخبار بواسطة حرف العطف أقوى من الأخبار بدون واسطة حرف العطف فمثلا (( وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ )) هذه أخبار متعددة بدون حرف العطف نعم لكن أحيانا تأتي واو العطف فما فائدتها ؟ فائدتها :
أولا : توكيد السابق لأنك إذا عطفت عليه جعلته أصلا والأصل ثابت فإذا قلت : الأول والآخر كأنك تقول : هو الأول ومع ذلك مع تأكد أنه أول هو آخر فيكون الفائدة من ذلك تأكيد ما سبق لأنه معطوف عليه والمعطوف عليه أصل فأنت الآن أصلت .
ثانيا : إفادة الجمع لأن الواو كما هو معروف في النحو تقتضي إيش ؟ الجمع فلما كان الذهن قد يقول : إن الأول الآخر بينهما بون بون بعيد والظاهر والباطن كذلك أتى بالواو الدالة على الجمع وأن اجتماع هذين الوصفين للرب عز وجل أمر ممكن ولا مستحيل ؟ ممكن أمر ممكن فيكون فيه تأكيد الإمكان الذي قد يفرض الذهن أنه مستحيل أن يكون أول قبل كل شيء وآخر بعد كل شيء لأن مقتضى الترتيب أن الأول يفنى قبل الذي بعده لكن قال لا هو الأول والآخر أيضا فهذا هو فائدة الإتيان بالواو بحرف العطف ولا يستلزم ذلك تعدد الموصوف أرأيت قوله تعالى : (( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى )) هذا هو الأول ولا الآخر ؟ هو الأول والذي خلق وسوى هو الذي قدر وهدى (( والذي أخرج المرعى كذلك )) هو هذا فإذا قلت : المعروف أن العطف يقتضي المغايرة ؟
فالجواب : نعم لكن المغايرة تارة تكون بالأعيان وتارة تكون بالأوصاف وهذا تغاير أوصاف على أن التغاير قد يكون غير معنوي قد يكون لفظيا فقط ما هو معنوي لا عيني ولا معنوي مثل قول الشاعر :
" فألفى قولها كذبا ومينا "
المين هو الكذب ومع ذلك عطفه عليه نعم لتغاير إيش ؟ لتغاير اللفظ المعنى واحد فالتغاير إذا إما عيني أو معنوي أو لفظي ولا مانع .
طيب الآن التغاير هنا في قوله : (( الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى )) تغاير معنوي لكن باعتبار الصفة لكن لو قلت : جاء زيد وعمرو وبكر وخالد فالتغاير عيني في الأعيان لا في الأوصاف .
استفدنا من هذه الآية الكريمة (( هو الأول والآخر )) إثبات أربعة أسماء من أسماء الله وهي الأول والآخر والظاهر والباطن .
واستفدنا منها أربع صفات : الأولية والآخرية والظاهرية والباطنية نعم من هذه الأسماء .
واستفدنا من مجموع الأسماء إحاطة الله تعالى بكل شيء زمنا ومكانا لأنه قد يحصل من اجتماع الأوصاف زيادة صفة مثل (( إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا )) العفو صفة كمال اسم يدل على صفة كمال فالعفو صفة كمال والقدرة صفة كمال أيضا لكن باجتماعهما يكون كمال فوق الأول ما هو ؟ أنه عاف مع القدرة وهذا كمال لأن العفو بدون قدرة عجز قد لا يمدح عليه العافي بخلاف إذا اجتمعا فالمهم أننا نأخذ من هذه الآية الكريمة أربعة أسماء وأربع صفات وصفة ثالثة اجتماع هذه الأشياء وهي الإحاطة .
طيب إذا قال قائل : هل هذه الأسماء متلازمة ؟ بمعنى أنك إذا قلت : الأول فلا بد تقول الآخر أو يجوز فصل بعضها عن بعض ؟
فالظاهر لي أنها متلازمة وأنك إذا قلت : الأول فقل الآخر أما الظاهر فهي مع الباطن الظاهر مع الباطن ما هو لازم تذكرها مع الأول والآخر يعني لك أن تقول الأول والآخر فقط أما الظاهر ما تفصلها عن الباطن هذا هو الأحسن لماذا ؟ لئلا تفوت صفة المقابلة الدالة على الإحاطة .
طيب (( وَالآخِرُ )) فسره النبي عليه الصلاة والسلام بقوله : ( الذي ليس بعده شيء ) ولا تتوهمن أن هذا يدل على غاية لآخريته لا لأن هناك أشياء أبدية وهي من المخلوقات كالجنة والنار وعليه يكون معنى (( الآخِرُ )) أنه سبحانه وتعالى محيط بكل شيء حتى الذي لا نهاية له فليس بعده شيء .
(( الظَّاهِرُ )) من الظهور وهو العلو كما قال تعالى : (( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ )) أي ليعليه ومنه ظهر الدابة لأنه عال عليها ومنه قوله تعالى : (( فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا )) أن يظهروه يعني : يعلوا عليه وهكذا فالظاهر قال النبي عليه الصلاة والسلام في تفسيرها : ( الذي ليس فوقه شيء ) فهو فوق كل شيء وليس فوقه شيء .
(( الْبَاطِنُ )) : فسره النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( الذي ليس دونه شيء ) وهذا كناية عن إحاطته بكل شيء ليس دونه شيء لا يحول دونه جبل ولا سقف ولا ماء ولا شجر ولا أي شيء ليس دونه شيء فهو واصل إلى كل شيء سبحانه وتعالى ولكن المعنى أنه مع علوه عز وجل فهو باطن هو ظاهر وباطن فمع علوه لا ينافي قربه عز وجل فالباطن قريب من معنى القريب لأنه قال ( ليس دونه شيء ) أي لا يحول دونه شيء بل هو يصل إلى كل شيء سبحانه وتعالى هذا هو معنى الباطن .
تأمل هذه الأسماء الأربعة تجد أنها متقابلة علو والثاني دنو العلو في الظاهر والدنو في الباطن أول أولية وآخرية الأولية في الأول والآخرية في الآخر فهو محيط بكل شيء بكل الأزمان وبكل الأماكن عز وجل ثم تأمل الواو في قوله : (( هو الأول والآخر والظاهر والباطن )) يعني كلها خبر عن مبتدأ واحد لكن بواسطة حرف العطف والأخبار بواسطة حرف العطف أقوى من الأخبار بدون واسطة حرف العطف فمثلا (( وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ )) هذه أخبار متعددة بدون حرف العطف نعم لكن أحيانا تأتي واو العطف فما فائدتها ؟ فائدتها :
أولا : توكيد السابق لأنك إذا عطفت عليه جعلته أصلا والأصل ثابت فإذا قلت : الأول والآخر كأنك تقول : هو الأول ومع ذلك مع تأكد أنه أول هو آخر فيكون الفائدة من ذلك تأكيد ما سبق لأنه معطوف عليه والمعطوف عليه أصل فأنت الآن أصلت .
ثانيا : إفادة الجمع لأن الواو كما هو معروف في النحو تقتضي إيش ؟ الجمع فلما كان الذهن قد يقول : إن الأول الآخر بينهما بون بون بعيد والظاهر والباطن كذلك أتى بالواو الدالة على الجمع وأن اجتماع هذين الوصفين للرب عز وجل أمر ممكن ولا مستحيل ؟ ممكن أمر ممكن فيكون فيه تأكيد الإمكان الذي قد يفرض الذهن أنه مستحيل أن يكون أول قبل كل شيء وآخر بعد كل شيء لأن مقتضى الترتيب أن الأول يفنى قبل الذي بعده لكن قال لا هو الأول والآخر أيضا فهذا هو فائدة الإتيان بالواو بحرف العطف ولا يستلزم ذلك تعدد الموصوف أرأيت قوله تعالى : (( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى )) هذا هو الأول ولا الآخر ؟ هو الأول والذي خلق وسوى هو الذي قدر وهدى (( والذي أخرج المرعى كذلك )) هو هذا فإذا قلت : المعروف أن العطف يقتضي المغايرة ؟
فالجواب : نعم لكن المغايرة تارة تكون بالأعيان وتارة تكون بالأوصاف وهذا تغاير أوصاف على أن التغاير قد يكون غير معنوي قد يكون لفظيا فقط ما هو معنوي لا عيني ولا معنوي مثل قول الشاعر :
" فألفى قولها كذبا ومينا "
المين هو الكذب ومع ذلك عطفه عليه نعم لتغاير إيش ؟ لتغاير اللفظ المعنى واحد فالتغاير إذا إما عيني أو معنوي أو لفظي ولا مانع .
طيب الآن التغاير هنا في قوله : (( الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى )) تغاير معنوي لكن باعتبار الصفة لكن لو قلت : جاء زيد وعمرو وبكر وخالد فالتغاير عيني في الأعيان لا في الأوصاف .
استفدنا من هذه الآية الكريمة (( هو الأول والآخر )) إثبات أربعة أسماء من أسماء الله وهي الأول والآخر والظاهر والباطن .
واستفدنا منها أربع صفات : الأولية والآخرية والظاهرية والباطنية نعم من هذه الأسماء .
واستفدنا من مجموع الأسماء إحاطة الله تعالى بكل شيء زمنا ومكانا لأنه قد يحصل من اجتماع الأوصاف زيادة صفة مثل (( إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا )) العفو صفة كمال اسم يدل على صفة كمال فالعفو صفة كمال والقدرة صفة كمال أيضا لكن باجتماعهما يكون كمال فوق الأول ما هو ؟ أنه عاف مع القدرة وهذا كمال لأن العفو بدون قدرة عجز قد لا يمدح عليه العافي بخلاف إذا اجتمعا فالمهم أننا نأخذ من هذه الآية الكريمة أربعة أسماء وأربع صفات وصفة ثالثة اجتماع هذه الأشياء وهي الإحاطة .
طيب إذا قال قائل : هل هذه الأسماء متلازمة ؟ بمعنى أنك إذا قلت : الأول فلا بد تقول الآخر أو يجوز فصل بعضها عن بعض ؟
فالظاهر لي أنها متلازمة وأنك إذا قلت : الأول فقل الآخر أما الظاهر فهي مع الباطن الظاهر مع الباطن ما هو لازم تذكرها مع الأول والآخر يعني لك أن تقول الأول والآخر فقط أما الظاهر ما تفصلها عن الباطن هذا هو الأحسن لماذا ؟ لئلا تفوت صفة المقابلة الدالة على الإحاطة .
تتمة شرح قوله تعالى (وهو بكل شيء عليم )
الشيخ : ثم قال المؤلف : (( وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) هذا إكمال لما سبق من الصفات الأربع يعني ومع ذلك فهو بكل شيء عليم حتى مع كونه الأول الذي ليس قبله شيء فهو عالم بما سيحدث (( بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) وكلمة بكل شيء عليم هذه من صيغ العموم التي لم يدخلها تخصيص أبدا ما يدخلها تخصيص على كل شيء قدير فيها شيء من التخصيص وهو أن الشيء المستحيل لا تتعلق به القدرة لكن العلم ما فيه شيء مستثنى ما فيه تخصيص بكل شيء عليم فنفصل هذا العموم من أفعاله وأفعال العباد ولا لا ؟ أو بس من أفعاله فقط ؟ من أفعاله وأفعال العباد طيب الكليات والجزئيات أو الكليات فقط ؟ ها الفرق بينهما مثلا علمنا بأنه سينزل مطر بواسطة الأرصاد هذا علم كلي ولا جزئي ؟ كلي علمنا كل كم فيه من نقطة ؟ وفي أي مكان تنزل هذه النقطة وفي أي ثانية أو دقيقة هذا جزئي فهل علم الله يكون بالكليات والجزئيات ولا بالكليات فقط ؟ بالأمرين جميعا بكل شيء الجزئيات والكليات يعلم الجزئيات والكليات طيب يعلم ما سيقع وما لم يقع ؟ ها نعم ادخل بكل شيء ما وقع وما لم يقع نعم .
طيب يشمل الواجب والممكن والمستحيل نعم يشمل هذا ؟ منين نأخذه ؟ كل شيء (( بكل شيء عليم )) فصار علم الله تعالى واسع شامل محيط لا يستثنى منه شيء علمه بالواجب كعلمه بنفسه وبما له من الصفات الكاملة ولا لا ؟ لأن الله واجب الوجود واجب الاتصاف بصفات الكمال وهو عالم بذلك علمه بالمستحيل مثل قوله تعالى : (( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا )) ويش تقولون في هذا ؟ مستحيل ؟ مستحيل فعلمه (( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ )) هذا أيضا مستحيل (( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ )) هذا أيضا مستحيل وأمثلة هذا كثيرة .
الممكن : الممكن كل المخلوقات كل ما تحدث الله به عن المخلوقات فهو من العلم بالممكن (( يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ )) هذا من الممكن لأننا حادث وما أسره أو أعلنه فهو حادث إذا فعلم الله عز وجل محيط بكل شيء بكل شيء عليم .
طيب العلم تعريفه : إدراك الشيء على ما هو عليه بدون تردد وبدون شك أعرفتم .
ما هي الثمرة التي ينتجها الإيمان بأن الله بكل شيء عليم ؟
الثمرة : كمال مراقبة الله عز وجل أن الإنسان يراقب ربه ويخشاه بحيث لا يفقده حيث أمره ولا يراه حيث نهاه أردت أن تعمل معصية فقالت لك النفس المطمئنة نعم لا تعملها الله يعلم أضمرت لأخيك سوءا قالت لك النفس المطمئنة لا تضمر الله يعلم وقالت لك النفس الأمارة اضمر الله عفو كريم اضمر وبعدين تتوب متى ؟ بعد أربعين سنة يعني فيه ناس الآن يعملون المعاصي نقول يا أخي توب إلى الله يقول (( حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ )) بعد أربعين سنة أتوب هذا من أمر النفس الأمارة بالسوء المهم أن الإيمان بعلم الله عز وجل يوجب للإنسان كمال المراقبة والخشية من الله سبحانه وتعالى بحيث لا يفقده حيث أمره ولا يراه حيث نهاه هذا من فوائده .
ومن فوائده أيضا معرفة صفة عظيمة من صفات الله وهي العلم وهو بكل شيء عليم لا يخفى عليه شيء سبحانه وتعالى في الأرض ولا في السماء .
الطالب : ... .
الشيخ : ويش هي ؟
الطالب : ... .
الشيخ : ما هي بعندي هذه ما هي موجودة عندي ما هي بعندي .
الطالب : في نسخة المكتبة .
الشيخ : يمكن فيها بعض النسخ يمكن طيب .
الطالب : ... عشان يفعل المنكرات ؟
الشيخ : غلط هذا ما يجوز طيب لا يدخل سؤال يا جماعة .
طيب يشمل الواجب والممكن والمستحيل نعم يشمل هذا ؟ منين نأخذه ؟ كل شيء (( بكل شيء عليم )) فصار علم الله تعالى واسع شامل محيط لا يستثنى منه شيء علمه بالواجب كعلمه بنفسه وبما له من الصفات الكاملة ولا لا ؟ لأن الله واجب الوجود واجب الاتصاف بصفات الكمال وهو عالم بذلك علمه بالمستحيل مثل قوله تعالى : (( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا )) ويش تقولون في هذا ؟ مستحيل ؟ مستحيل فعلمه (( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ )) هذا أيضا مستحيل (( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ )) هذا أيضا مستحيل وأمثلة هذا كثيرة .
الممكن : الممكن كل المخلوقات كل ما تحدث الله به عن المخلوقات فهو من العلم بالممكن (( يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ )) هذا من الممكن لأننا حادث وما أسره أو أعلنه فهو حادث إذا فعلم الله عز وجل محيط بكل شيء بكل شيء عليم .
طيب العلم تعريفه : إدراك الشيء على ما هو عليه بدون تردد وبدون شك أعرفتم .
ما هي الثمرة التي ينتجها الإيمان بأن الله بكل شيء عليم ؟
الثمرة : كمال مراقبة الله عز وجل أن الإنسان يراقب ربه ويخشاه بحيث لا يفقده حيث أمره ولا يراه حيث نهاه أردت أن تعمل معصية فقالت لك النفس المطمئنة نعم لا تعملها الله يعلم أضمرت لأخيك سوءا قالت لك النفس المطمئنة لا تضمر الله يعلم وقالت لك النفس الأمارة اضمر الله عفو كريم اضمر وبعدين تتوب متى ؟ بعد أربعين سنة يعني فيه ناس الآن يعملون المعاصي نقول يا أخي توب إلى الله يقول (( حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ )) بعد أربعين سنة أتوب هذا من أمر النفس الأمارة بالسوء المهم أن الإيمان بعلم الله عز وجل يوجب للإنسان كمال المراقبة والخشية من الله سبحانه وتعالى بحيث لا يفقده حيث أمره ولا يراه حيث نهاه هذا من فوائده .
ومن فوائده أيضا معرفة صفة عظيمة من صفات الله وهي العلم وهو بكل شيء عليم لا يخفى عليه شيء سبحانه وتعالى في الأرض ولا في السماء .
الطالب : ... .
الشيخ : ويش هي ؟
الطالب : ... .
الشيخ : ما هي بعندي هذه ما هي موجودة عندي ما هي بعندي .
الطالب : في نسخة المكتبة .
الشيخ : يمكن فيها بعض النسخ يمكن طيب .
الطالب : ... عشان يفعل المنكرات ؟
الشيخ : غلط هذا ما يجوز طيب لا يدخل سؤال يا جماعة .
شرح قول المصنف :وقوله سبحانه : ( وتوكل على الحي الذي لا يموت )
الشيخ : طيب يقول : " وقوله سبحانه (( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ )) " .
(( وَتَوَكَّلْ )) : التوكل مأخوذ من وكل الشيء أي فوضه إلى غيره وكلته أي فوضت إليه الأمر فالتوكل بمعنى التفويض، وعرفه بعض العلماء بقوله : صدق الاعتماد على الله بجلب المنافع ودفع المضار مع الثقة به سبحانه وتعالى، صدق الاعتماد على الله أن تعتمد على الله اعتمادا صادقا في جلب المنافع ودفع المضار بحيث لا تسأل إلا الله ولا تستعين إلا بالله ولا ترجو إلا الله ولا تخاف إلا الله تعتمد على الله عز وجل في جلب المنافع ودفع المضار ولا يكفي هذا الاعتماد مع الثقة به وفعل السبب الذي أمر به أو الذي أذن به مع الثقة إنك واثق بدون تردد والثاني فعل السبب الذي أذن فيه، فمن لم يعتمد على الله واعتمد على قوته فإنه يخذل ودليل ذلك ما وقع للصحابة مع نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين حين قال الله عز وجل : (( لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ )) ويش قالوا ؟ ( لن نغلب اليوم من قلة ) (( فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا )) فأنت الآن إذا اعتمدت على نفسك خذلت طيب قلنا مع فعل الأسباب فمن توكل على الله ولكن لم يفعل السبب الذي أذن الله فيه فهو غير صادق بل إن عدم فعل الأسباب سفه في العقل ونقص في الدين سفه في العقل استمع للمثل رجل قال : أنا الآن أخيط الثياب ثياب أطفال ويش تقولون ؟ قال بيجيني أولاد طيب ما شاء الله متزوج بارك الله لكما وبارك عليكما قال لا ماني متزوج الله بيجيبلي أطفال بدون زواج ويش تقولون في هذا ؟ سفه مجنون صحيح هذا سفه إنسان آخر قال أنا إن شاء الله ما يدخل البرد أبي أتكل على الله وأبي أنام ما علي إلا ما يستر العورة المغلظة فقط تحت السماء والسقيع ينزل ولا داخل البرد ويش نقول ؟ سفه إذا تبي الدفا افعل السبب البس ثياب أوقد النار وما أشبه ذلك هذا وجه كونه سفها، وجه كونه نقصا في الدين لأنه طعن في حكمة الله عز وجل طعن واضح في حكمة الله كيف ذلك ؟ لأن الله عز وجل حكيم ربط المسببات بماذا ؟ بأسبابها ربط المسببات بأسبابها الكونية أو الشرعية ولا لا ؟ هذا المريض مثلا يداوى بأدوية طبيعية ويشفى هذا سبب كوني هذا المريض يقرأ عليه بآيات يرقى بها فيشفى هذا سبب شرعي فالمهم إنه لا بد للإنسان من فعل الأسباب وهذا سيد المتوكلين محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يتقي من البرد ويتقي من السلاح ويتقي من الحر كان في حجة الوداع يظلله من ؟ بلال وأسامة أحدهما يقود به الراحلة والثاني يظلله وكان يلبس الدروع في الحروب حتى أنه في أحد لبس درعين عليه الصلاة والسلام هذا فعل سبب ولا لا ؟ ونحن نعلم علم اليقين أن محمدا رسول الله هو سيد المتوكلين فعل السبب أما أولئك الذين لا يفعلون الأسباب ويقولون نحن متوكلون نقول أنتم لستم متوكلين أنتم متواكلون ولستم متوكلين لا بد إذا أن يكون التوكل على الله نعم مع فعل الأسباب تعتمد على الله مع فعل السبب فلا تفعل السبب بدون اعتماد على الله ولا تعتمد على الله بدون فعل السبب .
التوكل على الله هو شطر الدين يعني نصف الدين الدليل (( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )) والاستعانة بالله تعالى هي ثمرة التوكل (( فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ))
ولهذا من توكل على غير الله فإنه لا يخلو من ثلاثة أقسام :
أولا : أن يتوكل توكل اعتماد وعبادة توكل اعتماد وتعبد فهذا شرك أكبر كأن يعتقد بتوكله بأن هذا عليه الذي يجلب له كل خير ويدفع عنه كل شر ولا فرق بين أن يكون المتوكل عليه حيا أو ميتا .
الثاني : أن يتوكل على غير الله توكلا فيه شيء من الاعتماد لكن فيه إيمان بأنه سبب لكن فيه شيء من الاعتماد بحيث يكون في قلبه رجاء لهذا الشخص وخوف منه كتوكل كثير من الناس على الملوك والأمراء في تحصيل معاشهم هذا نوع من الشرك الأصغر ما هو أكبر لأنه يقول الله هو الذي يجلب الخير والشر لكن يعتمد على هذا في تحصيل قوته اعتمادا مشوبا بالرغبة والرهبة فيكون هذا شركا أصغر لأن في القلب نوع من الاعتماد على هذا المخلوق .
الثالث : أن يتوكل على شخص على أنه نائب عنه وأن هذا المتوكل فوقه كتوكل الإنسان على الوكيل أنا قلت لواحد روح اشتر لي حوائج من السوق اعتمدت عليه ولا لا ؟ لكن على أساس الرغبة والرهبة ؟ على أساس قوتي بيده ؟ أبدا على أساس أني أنا فوقه لو شئت قلت له خلاص لا تشتر ولا اشترالي معيب قلت يلا رح ارجع أنت أمر ما هو التماس أمر ولا لا ؟ إذا هذا لا ينافي التوكل وقد وكل النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في قبض الصدقات وفي البيع والشراء وليس ذلك نقصا في توحيده عليه الصلاة والسلام فصار التوكل على غير الله ينقسم إلى هذه الأقسام الثلاثة فتوكل العبادة لا يصح إلا لله وهو الذي يفوض الإنسان أمره إليه تفويضا كاملا في جلب المنافع ودفع المضار مع اقتران ذلك بالخشية والرجاء هذا عبادة حتى سواء ميت ولا حي والثاني ما دون ذلك يعتقد أن الذي بيده الخير وبيده النفع والضرر هو الله ولكن له نوع من اعتماد على هذا الشخص في تحصيل معاشه وفي قلبه شيء من الخوف والرغبة هذا نقول هو شرك أصغر لأنه بلا شك ليس عبادة والثالث الاعتماد على الغير مع إيش ؟ مع اعتقاد أنه نائب عني وأنا فوقه ولي السيطرة عليه هذا نقول حكمه جائز وقد دل عليه الكتاب والسنة نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : أيهم ؟
الطالب : القسم الثاني والثالث واقع الآن .
الشيخ : وهو .
الطالب : يعني يحتاج إلى ما هو ... ؟
الشيخ : لا هو على كل حال إذا اعتمد في معاشه عليه فهو نوع من الشرك هذا الشرك الشرك اللي دون الشرك الأكبر ما فيه شك أنه درجات لأنه حتى مثلا رئيسك أو مثلا وزيرك أو مديرك لا تعتمد عليه إطلاقا اعتقد على أنه آلة سخرها الله لك هذا الواجب عليك ولهذا تجد هؤلاء الذين يعتمدون عليهم في هذا الراتب مثلا تجد يحصل لهم منهم نوع ممن الخشية أو يخافون مثلا يخالفونهم يقول يلا اكتب فصله .
الطالب : ليكون من طاعة ولي الأمر .
الشيخ : لا يا أخي لا لا أبد أنا مثلا ما في إحراج أنا مثلا أبي أعتمد على هذا لا لأنه هو تفضل به بل على أني أنا الذي تفضلت عليه بقيامي بخدمة هذه المصلحة فيكون كأجرة وهذه المسألة دقيقة ولهذا السلف يقول : " ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتي على الإخلاص " المسألة هذه دقيقة جدا إي نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : على كل هو من القسم الثالث هذا لأنه ما يعتقد على أنه مثلا يبي يعلق رجاءه وخوفه بهذا الرجل .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم مستو له طيب الآن يقول : (( توكل عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ )) يقولون إن الحكم إذا علق بوصف دل على علية ذلك الوصف اقطع يد السارق ها لأنه سرق كذا أدب المعتدي لاعتداءه كذا اهجر الفاسق لفسقه الحكم إذا علق بوصف دل على علية ذلك الوصف فيه عرفتم طيب الحي ما وجه ارتباط الحياة بالتوكل (( توكل عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ )) يعني لو قال قائل لماذا لم تكن الآية وتوكل على القوي العزيز مثلا لأن القوة هي التي يحصل بها المطلوب أو القدير مثلا ؟
أقول الجواب والعلم عند الله عز وجل الجواب : أنه لما كانت الأصنام التي يعتمد عليها هؤلاء بمنزلة الأموات قال الله تعالى : (( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ )) قال توكل على من ليس صفته كصفة هذه الأصنام وهو الحي الذي لا يموت هذا وجه .
وجه آخر : أن الحي اسم يتضمن جميع الصفات الكاملة في الحياة لأنه يدل على حياة كاملة لا نقص فيها ومن كمال حياته عز وجل أنه أهل لأن يعتمد عليه عندكم شيء آخر ؟
الطالب : ... .
الشيخ : طيب قال : (( الذي لا يَمُوتُ )) هذه من صفات إيش ؟ السلبية صفات سلبية سلبية يا أخي ما عندكم ضلوع الله يهديكم الواحد ... لو أنكم عالمين مرة تفرقتم طيب هي من الصفات السلبية لأنها منفية لا يموت لماذا ؟ لكمال حياته عز وجل لا يموت فيكون تعلقها بما قبلها يكون المقصود به إفادة أن هذه الحياة كاملة لا يلحقها فناء لا يموت طيب .
في هذه الجملة من أسماء الله الحي وفيها من صفاته الحياة ويش بعد ؟ وانتفاء الموت المتضمن لكمال الحياة عرفتم إذا صفتان واسم .
قال المؤلف : وقوله اصبر يا أخي ما جاء السؤال .
(( وَتَوَكَّلْ )) : التوكل مأخوذ من وكل الشيء أي فوضه إلى غيره وكلته أي فوضت إليه الأمر فالتوكل بمعنى التفويض، وعرفه بعض العلماء بقوله : صدق الاعتماد على الله بجلب المنافع ودفع المضار مع الثقة به سبحانه وتعالى، صدق الاعتماد على الله أن تعتمد على الله اعتمادا صادقا في جلب المنافع ودفع المضار بحيث لا تسأل إلا الله ولا تستعين إلا بالله ولا ترجو إلا الله ولا تخاف إلا الله تعتمد على الله عز وجل في جلب المنافع ودفع المضار ولا يكفي هذا الاعتماد مع الثقة به وفعل السبب الذي أمر به أو الذي أذن به مع الثقة إنك واثق بدون تردد والثاني فعل السبب الذي أذن فيه، فمن لم يعتمد على الله واعتمد على قوته فإنه يخذل ودليل ذلك ما وقع للصحابة مع نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين حين قال الله عز وجل : (( لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ )) ويش قالوا ؟ ( لن نغلب اليوم من قلة ) (( فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا )) فأنت الآن إذا اعتمدت على نفسك خذلت طيب قلنا مع فعل الأسباب فمن توكل على الله ولكن لم يفعل السبب الذي أذن الله فيه فهو غير صادق بل إن عدم فعل الأسباب سفه في العقل ونقص في الدين سفه في العقل استمع للمثل رجل قال : أنا الآن أخيط الثياب ثياب أطفال ويش تقولون ؟ قال بيجيني أولاد طيب ما شاء الله متزوج بارك الله لكما وبارك عليكما قال لا ماني متزوج الله بيجيبلي أطفال بدون زواج ويش تقولون في هذا ؟ سفه مجنون صحيح هذا سفه إنسان آخر قال أنا إن شاء الله ما يدخل البرد أبي أتكل على الله وأبي أنام ما علي إلا ما يستر العورة المغلظة فقط تحت السماء والسقيع ينزل ولا داخل البرد ويش نقول ؟ سفه إذا تبي الدفا افعل السبب البس ثياب أوقد النار وما أشبه ذلك هذا وجه كونه سفها، وجه كونه نقصا في الدين لأنه طعن في حكمة الله عز وجل طعن واضح في حكمة الله كيف ذلك ؟ لأن الله عز وجل حكيم ربط المسببات بماذا ؟ بأسبابها ربط المسببات بأسبابها الكونية أو الشرعية ولا لا ؟ هذا المريض مثلا يداوى بأدوية طبيعية ويشفى هذا سبب كوني هذا المريض يقرأ عليه بآيات يرقى بها فيشفى هذا سبب شرعي فالمهم إنه لا بد للإنسان من فعل الأسباب وهذا سيد المتوكلين محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يتقي من البرد ويتقي من السلاح ويتقي من الحر كان في حجة الوداع يظلله من ؟ بلال وأسامة أحدهما يقود به الراحلة والثاني يظلله وكان يلبس الدروع في الحروب حتى أنه في أحد لبس درعين عليه الصلاة والسلام هذا فعل سبب ولا لا ؟ ونحن نعلم علم اليقين أن محمدا رسول الله هو سيد المتوكلين فعل السبب أما أولئك الذين لا يفعلون الأسباب ويقولون نحن متوكلون نقول أنتم لستم متوكلين أنتم متواكلون ولستم متوكلين لا بد إذا أن يكون التوكل على الله نعم مع فعل الأسباب تعتمد على الله مع فعل السبب فلا تفعل السبب بدون اعتماد على الله ولا تعتمد على الله بدون فعل السبب .
التوكل على الله هو شطر الدين يعني نصف الدين الدليل (( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )) والاستعانة بالله تعالى هي ثمرة التوكل (( فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ))
ولهذا من توكل على غير الله فإنه لا يخلو من ثلاثة أقسام :
أولا : أن يتوكل توكل اعتماد وعبادة توكل اعتماد وتعبد فهذا شرك أكبر كأن يعتقد بتوكله بأن هذا عليه الذي يجلب له كل خير ويدفع عنه كل شر ولا فرق بين أن يكون المتوكل عليه حيا أو ميتا .
الثاني : أن يتوكل على غير الله توكلا فيه شيء من الاعتماد لكن فيه إيمان بأنه سبب لكن فيه شيء من الاعتماد بحيث يكون في قلبه رجاء لهذا الشخص وخوف منه كتوكل كثير من الناس على الملوك والأمراء في تحصيل معاشهم هذا نوع من الشرك الأصغر ما هو أكبر لأنه يقول الله هو الذي يجلب الخير والشر لكن يعتمد على هذا في تحصيل قوته اعتمادا مشوبا بالرغبة والرهبة فيكون هذا شركا أصغر لأن في القلب نوع من الاعتماد على هذا المخلوق .
الثالث : أن يتوكل على شخص على أنه نائب عنه وأن هذا المتوكل فوقه كتوكل الإنسان على الوكيل أنا قلت لواحد روح اشتر لي حوائج من السوق اعتمدت عليه ولا لا ؟ لكن على أساس الرغبة والرهبة ؟ على أساس قوتي بيده ؟ أبدا على أساس أني أنا فوقه لو شئت قلت له خلاص لا تشتر ولا اشترالي معيب قلت يلا رح ارجع أنت أمر ما هو التماس أمر ولا لا ؟ إذا هذا لا ينافي التوكل وقد وكل النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في قبض الصدقات وفي البيع والشراء وليس ذلك نقصا في توحيده عليه الصلاة والسلام فصار التوكل على غير الله ينقسم إلى هذه الأقسام الثلاثة فتوكل العبادة لا يصح إلا لله وهو الذي يفوض الإنسان أمره إليه تفويضا كاملا في جلب المنافع ودفع المضار مع اقتران ذلك بالخشية والرجاء هذا عبادة حتى سواء ميت ولا حي والثاني ما دون ذلك يعتقد أن الذي بيده الخير وبيده النفع والضرر هو الله ولكن له نوع من اعتماد على هذا الشخص في تحصيل معاشه وفي قلبه شيء من الخوف والرغبة هذا نقول هو شرك أصغر لأنه بلا شك ليس عبادة والثالث الاعتماد على الغير مع إيش ؟ مع اعتقاد أنه نائب عني وأنا فوقه ولي السيطرة عليه هذا نقول حكمه جائز وقد دل عليه الكتاب والسنة نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : أيهم ؟
الطالب : القسم الثاني والثالث واقع الآن .
الشيخ : وهو .
الطالب : يعني يحتاج إلى ما هو ... ؟
الشيخ : لا هو على كل حال إذا اعتمد في معاشه عليه فهو نوع من الشرك هذا الشرك الشرك اللي دون الشرك الأكبر ما فيه شك أنه درجات لأنه حتى مثلا رئيسك أو مثلا وزيرك أو مديرك لا تعتمد عليه إطلاقا اعتقد على أنه آلة سخرها الله لك هذا الواجب عليك ولهذا تجد هؤلاء الذين يعتمدون عليهم في هذا الراتب مثلا تجد يحصل لهم منهم نوع ممن الخشية أو يخافون مثلا يخالفونهم يقول يلا اكتب فصله .
الطالب : ليكون من طاعة ولي الأمر .
الشيخ : لا يا أخي لا لا أبد أنا مثلا ما في إحراج أنا مثلا أبي أعتمد على هذا لا لأنه هو تفضل به بل على أني أنا الذي تفضلت عليه بقيامي بخدمة هذه المصلحة فيكون كأجرة وهذه المسألة دقيقة ولهذا السلف يقول : " ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتي على الإخلاص " المسألة هذه دقيقة جدا إي نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : على كل هو من القسم الثالث هذا لأنه ما يعتقد على أنه مثلا يبي يعلق رجاءه وخوفه بهذا الرجل .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم مستو له طيب الآن يقول : (( توكل عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ )) يقولون إن الحكم إذا علق بوصف دل على علية ذلك الوصف اقطع يد السارق ها لأنه سرق كذا أدب المعتدي لاعتداءه كذا اهجر الفاسق لفسقه الحكم إذا علق بوصف دل على علية ذلك الوصف فيه عرفتم طيب الحي ما وجه ارتباط الحياة بالتوكل (( توكل عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ )) يعني لو قال قائل لماذا لم تكن الآية وتوكل على القوي العزيز مثلا لأن القوة هي التي يحصل بها المطلوب أو القدير مثلا ؟
أقول الجواب والعلم عند الله عز وجل الجواب : أنه لما كانت الأصنام التي يعتمد عليها هؤلاء بمنزلة الأموات قال الله تعالى : (( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ )) قال توكل على من ليس صفته كصفة هذه الأصنام وهو الحي الذي لا يموت هذا وجه .
وجه آخر : أن الحي اسم يتضمن جميع الصفات الكاملة في الحياة لأنه يدل على حياة كاملة لا نقص فيها ومن كمال حياته عز وجل أنه أهل لأن يعتمد عليه عندكم شيء آخر ؟
الطالب : ... .
الشيخ : طيب قال : (( الذي لا يَمُوتُ )) هذه من صفات إيش ؟ السلبية صفات سلبية سلبية يا أخي ما عندكم ضلوع الله يهديكم الواحد ... لو أنكم عالمين مرة تفرقتم طيب هي من الصفات السلبية لأنها منفية لا يموت لماذا ؟ لكمال حياته عز وجل لا يموت فيكون تعلقها بما قبلها يكون المقصود به إفادة أن هذه الحياة كاملة لا يلحقها فناء لا يموت طيب .
في هذه الجملة من أسماء الله الحي وفيها من صفاته الحياة ويش بعد ؟ وانتفاء الموت المتضمن لكمال الحياة عرفتم إذا صفتان واسم .
قال المؤلف : وقوله اصبر يا أخي ما جاء السؤال .
شرح قوله المصنف:وقوله ( وهو العليم الحكيم )
الشيخ : وقوله : " (( وهو العليم الحكيم )) (( وهو العليم الخبير )) " .
بدأ .
الطالب : ... .
الشيخ : نسختان أنا عندي العليم طيب المؤلف هذه بدأ بآيات العلم رحمه الله ولننظر قال الله عز وجل : (( وَهُوَ الْعَلِيمُ )) وسبق معنى العلم وسبق أن العلم صفة كمال وسبق أن علم الله محيط بكل شيء جملة وتفصيلا .
أما (( الْحَكِيمُ )) فهذه المادة " ح ك م " تدل على حكم .
بدأ .
الطالب : ... .
الشيخ : نسختان أنا عندي العليم طيب المؤلف هذه بدأ بآيات العلم رحمه الله ولننظر قال الله عز وجل : (( وَهُوَ الْعَلِيمُ )) وسبق معنى العلم وسبق أن العلم صفة كمال وسبق أن علم الله محيط بكل شيء جملة وتفصيلا .
أما (( الْحَكِيمُ )) فهذه المادة " ح ك م " تدل على حكم .
اضيفت في - 2007-02-04