شرح العقيدة الواسطية-08a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
العقيدة الواسطية
تتمة شرح قول المصنف وقوله:(وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها) .
الشيخ : يكون المطلق، لا يكون إلا لله عز وجل فقط طيب، مفاتح الغيب لا يعلمها أي هذه المفاتح سواء قلنا إن المفاتح هي المبادئ أو هي الخزائن لا يعلمها لا يعلمها إلا الله عز وجل لا يعلمها ملك ولا يعلمها رسول حتى إن أشرف الرسل الملكي نعم سأل أشرف الرسل البشري جبريل سأل النبي عليه الصلاة والسلام قال أخبرني عن الساعة ؟ قال : ( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ) هذا جواب ولا لا ؟ جواب المعنى كما أنه لا علم لك بها فلا علم لي بها أيضا فمن ادعى علم الساعة فهو كافر، كاذب كافر، كاذب لا يجوز تصديقه كافر لأنه مكذب لله ومن صدقه أيضا كافر لأنه مكذب للقرآن وسمعنا من زمان أن قيام الساعة سيكون في سنة 1404 ها .
الطالب : يوم الأحد .
الشيخ : يوم الأحد بعد خلاف الحديث الصحيح أنه يوم الجمعة نعم يعني على زعم هؤلاء والعياذ بالله أنا سمعته قبل لما كنت صغير على زعم هؤلاء كم لنا مبعوثون الآن ها أربع سنوات أعوذ بالله المهم على كل حال لا شك أنه لا يعلم هذه المفاتح إلا الله عز وجل لا يعلمها إلا هو فما هذه المفاتح فسرها أعلم الخلق بكلام الله محمد صلى الله عليه وسلم حين قرأ استمع لأني بعيدها عليك مرة ثانية (( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) أعيدها مرة ثانية (( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) من يقرؤها علي إلا المغيب المغيب من قبل ما نسمعه ما غيبت من قبل إلا .
الطالب : قال صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : أو قال الله نعم قال الرسول مفسرا لها قرأ .
الطالب : (( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) .
الشيخ : طيب ما حفظتها جيدا من اللي حفظها جيدا ؟ من قبل .
طيب علم الساعة مفتاح مبدأ لإيش؟ لحياة الآخرة علم الساعة مبدأ مفتاح لحياة الآخرة والساعة هي الساعة التي سميت بهذا لأنها ساعة عظيمة نعم مثل تتهدد الإنسان تقول تبي تجيك ساعتك تهدده فهي ساعة يهدد بها جميع الناس الساعة العظيمة الحاقة الواقعة الراجفة وما أشبه ذلك نعم الساعة علمها عند الله لا يدري أحد متى تقوم إلا الله عز وجل لا يدري أحد أي يوم تقوم إلا الله ها لا تقوم يوم الجمعة لأن الرسول أخبرنا لكن هو أيضا ما علم إلا بإخبار الله عز وجل هذه واحدة مفتاح هذه لأي شيء ؟ للحياة الآخرة لأنها إذا قامت الساعة جاء البعث الذي لا موت بعده الله عز وجل .
(( وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ )) (( الْغَيْثَ )) مصدر ومعناه إزالة الشدة والمراد به المطر لأنه بالمطر تزول شدة القحط والجدب المطر نزوله مفتاح لأي شيء ؟ لحياة الأرض ولا لا ؟ حياة الأرض اللي هي حياة النبات وبحياة النبات يكون الخير في المرعى وجميع ما يتعلق بمصالح العباد في هذا الباب .
(( ويعلم ما في الأرحام )) .
وهنا نقطة : قال : (( وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ )) ولم يقل : وينزل المطر لأن المطر أحيانا ينزل ولا يكون فيه نبات فلا يكون غيثا ولا تحيا به الأرض ولهذا ثبت في * صحيح مسلم * : ( ليست السَّنَة ألا تمطروا إنما السنة أن تمطروا ولا تنبت الأرض شيئاً )) هذه السنة تأتي الأمطار الكثيرة ولكن الأرض ما تنبت هذا الجدب ليس الجدب ألا يأتي المطر لأنه احيانا ياتي مطر خفيف قليل ويجعل الله فيه خيرا وبركة كثيرة وأحيانا تجي أمطار متوالية كثيرة ولا تنبت الأرض ولهذا جاء في الآية الكريمة (( وينزل الغيث )) طيب .
ثالثا : (( وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ )) أرحام من ؟ الإناث كل أنثى (( مَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ )) فهو عز وجل يعلم ما في الأرحام أي ما في بطون الأمهات من بني آدم وغيرهم .
كلمة يعلم ما متعلق العلم هذا ؟ هل هو بالذكورة والأنوثة ؟ ولا بالوحدة والتعدد ؟ ولا بالسواد والبياض باللون ؟ بأي شيء ؟ عام بكل شيء عام بكل شيء فلا يعلم ما في الأرحام إلا من خلقها عز وجل لا يعلمها أحد .
(( وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ )) فإن قلت يقال الآن إنهم صاروا يعلمون الذكر من الأنثى في الرحم فهل هذا صحيح ؟ فإن قلت لا فقد لا توافق وإن قلت نعم فما الجمع بين هذا وبين الآية ؟
نقول : إن هذا الأمر وقع ولا يمكن إنكاره وهم الآن يعلمون أن ما في البطن ذكر أو أنثى لكن متى يعلمونها ؟ يعلمونه إذا كان قد حصل يعني إذا كان قد حصل وهذا من الغيب النسبي الذي قد يعلمه البشر وعلى هذا فنقول نعم هم الآن يعلمون لكن لا يعلمون ذلك إلا بعد تكوينها والذي قال يعلم ما في الأرحام هو الذي أخبر عنه رسوله بأنه يبعث إلى النطفة ملك فيقول : أذكر أو أنثى فيخبره الله بأنه ذكر أو أنثى فيكون الملك عالما بذلك ولا غير عالم ؟ عالما بذلك إذا كيف نقول إن متعلق علم ما في الأرحام حتى الذكورة والأنوثة ثم نقول يمكن أن يعلموه ؟
الجواب : لا يمكن أن يعلم هؤلاء أنه ذكر أو أنثى قبل تكوينه وخلقه والله تعالى يعلم .
ثانيا : أنهم إذا علموا ذلك لا يعلمون أشياء كثيرة في الجنين فلا يعلمون متى ينزل ؟ ولا يعلمون ؟ ما يعلمون ولكن يقدروه لا يعلمون إذا نزل متى يبقى حيا ولا يدرون ؟ ما يعلمون صح أبدا طيب لا يعلمون هل يكون شقيا أم سعيدا ؟ لا يعلمون لا يعلمون هل يكون غنيا أو فقيرا ؟ لا يعلمون إذا أكثر متعلقات العلم فيما يتعلق بالأجنة مجهول للخلق فصدق العموم في قوله : (( وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ )) .
(( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً )) ما تدري ؟ واحد منكم يقول إن شاء الله بكرة إذا قمت وصليت الفجر وجيت لأهلي وهم ملمين الفطور والشاي فأنا أفطر وأتقهوى وإذا خرجت رحت للسوق أبيع وأشتري ولا رحت للمكتبة أطالع ولا رحت للمدرسة أدرس أدري ويش أسوي ؟ إي الله يقول : (( ماذا تكسب )) شوف ولم يقل ماذا تعمل ؟ حكمة ماذا تكسب غدا فأنت الآن ما تستطيع أن تعلم ماذا تكسب حتى لو قدرت أنك تبي تعمل كذا هل أنت تعلم ذلك ولا تتوقع ذلك ؟ ها تتوقع قد يحول بينك وبينه عدة أشياء موت مرض انتقاض همة قد تعمل ولا تكسب يكون هناك موانع عن الكسب لا يكتب لك وربما يكتب عليك فالحاصل أنه (( مَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً )) طيب وهل تدري نفس ماذا يكسب غيرها ؟ الله يقول ما تكسب هي ها إذا كان ما يعلم عن نفسه فلا يعلم عن غيره طيب .
(( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ )) سبحان الله العظيم هذه أيضا غريبة لا تدري نفس بأي أرض تموت يعني مثلا أنت تقدر ما أنت بخارج من بلدك تقول أبدا أنا مدفني في المقبرة الفلانية ولا بطالع ولكن هل تدري هذا أبدا ما تدري هل تموت في أرضك أو في أرض أخرى في أرض إسلامية أو أرض كافرين أهلها ما تدري هل تموت في البر أو في البحر أو في الجو أو لا باي أرض ما تدري بأي أرض تموت وهذا شيء مجرب ومشاهد فيه أناس يعني كبروا وبلغوا سنا كبيرة ما خرجوا من بلادهم إلا للحج ولما دنا الأجل نعم ألقى الله في قلوبهم أن يسافروا للعلاج فسافروا إلى بلاد خارج بلادهم بعيدة يمكن ما يحلمون أن يصلوا إليها وماتوا فيها وهذا شيء مشاهد وحدثني رجل أثق به رحمه الله يقول : كنا مسافرين للحج على الإبل فخرجنا من مكة بعد الحج فكنا نمشي في الريع تعرفون ريع مكة جبال أودية بين الجبال يقول هذا الرجل كان فيه رجل كان يمرض أمه أمه خرجت من مكة مريضة وكان يمرضها في ذات ليلة نام الحجاج فلما كان في آخر الليل شدوا ومشوا الرجل هذا كان يمرض أمه تأخر عنهم بعض الشيء نعم فلما طلعت الشمس أصلح الرحل لأمه وأركبها ومشى هو وأمه فضاع، ضل الطريق ومشى مع هذه الريع مشى ينتظر متى يصل إلى ربعه إلى جماعته ولكنه ضاع فرأى خباء لبادية بدو فقصده لعله يجد من يدله على الطريق لما وصل إليهم قال : أين الطريق الذي يذهب إلى نجد قالوا وين أنت والطريق الطريق بعيد وأنت الآن قاطع مسافة بعيدة عن الطريق ولكن انزل وأنزل الأنثى اللي معك وتلين ونروح ندلك ولا ما إنك بدال مع الريع هذه يقول فلما نزل أمه بمجرد تنزيله إياها قبض الله روحها الله أكبر من يدري إن هذه المرأة ستموت في أرض ليست ولا على طريقها ؟ نعم لا بلدها ولا بلد معلوم ولا طريق معلوم ولكن الله عز وجل قد علم ذلك وهي لا تدري طيب إذا كانت لا تدري نفس بأي أرض تموت فهل تدري بأي ساعة تموت ؟ لا ها من باب أولى لأنه إذا كان لا يمكنك أن تدري بأي أرض تموت وأنت قد تتحكم في المكان ولا لا قد تقول ما ني طالع من ها المكان الزمان تتحكم فيه ولا لا ؟ ما تتحكم فكذلك لا تدري بأي زمن تموت لا تدري بأي ساعة تموت وسأحدثكم عن قضية وقعت هنا في عنيزة في الشارع العام هذا اللي يخرج من عند البلدية كان فيه سيارة داخلة من خط الرياض ودباب عليه رجلان جاء من الطريق العرض فوقفت السيارة تريد من صاحب الدباب أن يتجاوز ووقف صاحب الدباب يريد من صاحب السيارة أن يتجاوز في مقدار دقيقة أو شبهها فأراد الله عز وجل شاف كل واحد منهما الثاني واقف تحركت السيارة والدباب في آن واحد فضريت السيارة المؤخر من الرجلين على الدباب ومات في الحال سبحان الله العظيم هذه واقعة يعني معناه كم دثقيقة ؟ يعني بقي دقيقة ليستكمل الأجل سبحان الله العظيم فهذا أيضا من آيات الله لا تدري نفس بأي أرض تموت ولا بأي ساعة تموت طيب نزول الغيث ذكرتم أنه مفتاح لإحياء النبات علم ما في الأرحام مفتاح لحياة الدنيا ما تدري نفس ماذا تكسب غدا مفتاح للعمل للمستقبل بأي أرض تموت ها للآخرة مفتاح الآخرة لأن الإنسان إذا مات دخل عالم الآخرة فتبين أن هذه المفاتح كلها إيش ؟ مبادئ لكل ما وراءها إن الله عليم خبير .
ثم قال عز وجل : (( وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ )) هذا أيضا تفصيل ولا إجمال ؟ شيء من التفصيل إجمال وتفصيل (( ما في البر والبحر )) من يحصي أجناس ما في البر ؟ ها ما تحصيها لا تحصي أجناسها فضلا عن أنواعها فضلا عن أفرادها ولا لا ؟ كم فيها من عالم الحيوان والحشرات والجبال والأشجار والأنهار أمور لا يعلمها إلا الله عز وجل البحر كذلك فيه من العوالم ما لا يعلمه إلا خالقه عز وجل يقولون إن في البحر ثلاثة أرباع أكثر ما في البر يعني البحر فيه أكثر من البر ثلاثة أرباع من الأجناس لأن البحر أكثر من اليابس الحيوان اللي فيه ما يعلمه إلا الله عز وجل وهو يعلم ما في البحر انظر التفصيل قال (( وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاّ يَعْلَمُهَا )) الله أكبر أي ورقة في أي شجرة صغيرة أو كبيرة قريبة أو بعيدة أي ورقة تسقط فالله تعالى يعلمها ولهذا جاءت (( مَا )) النافية و(( مِنْ )) الزائدة من ورقة ليكون ذلك دالا على إيش ؟ دالا على العموم يا جماعة النكرة في سياق النفي تعم فإذا دخل عليها حرف الجر الزائد صارت أشدا عموما (( وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاّ يَعْلَمُهَا )) الله أكبر ورقة تيبس وتحت يعلمها الله تعالى متى وقعت وأين وقعت ومن أي شجرة وقعت بل من أي غصن وقعت نعم يعلمها عز وجل طيب الورقة التي تخلق وما تخلق من ورقة إلا يعملها ولا لا ؟ نعم من باب أولى لأن عالم ما يسقط عالم بما يخلق عز وجل كما قال تعالى : (( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )) .
انظر إلى سعة علم الله عز وجل السعة العظيمة كل شيء يكون فهو عالم به حتى اللي ما حصل وسيحصل فهو سبحانه وتعالى عالم به .
الطالب : يوم الأحد .
الشيخ : يوم الأحد بعد خلاف الحديث الصحيح أنه يوم الجمعة نعم يعني على زعم هؤلاء والعياذ بالله أنا سمعته قبل لما كنت صغير على زعم هؤلاء كم لنا مبعوثون الآن ها أربع سنوات أعوذ بالله المهم على كل حال لا شك أنه لا يعلم هذه المفاتح إلا الله عز وجل لا يعلمها إلا هو فما هذه المفاتح فسرها أعلم الخلق بكلام الله محمد صلى الله عليه وسلم حين قرأ استمع لأني بعيدها عليك مرة ثانية (( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) أعيدها مرة ثانية (( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) من يقرؤها علي إلا المغيب المغيب من قبل ما نسمعه ما غيبت من قبل إلا .
الطالب : قال صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : أو قال الله نعم قال الرسول مفسرا لها قرأ .
الطالب : (( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) .
الشيخ : طيب ما حفظتها جيدا من اللي حفظها جيدا ؟ من قبل .
طيب علم الساعة مفتاح مبدأ لإيش؟ لحياة الآخرة علم الساعة مبدأ مفتاح لحياة الآخرة والساعة هي الساعة التي سميت بهذا لأنها ساعة عظيمة نعم مثل تتهدد الإنسان تقول تبي تجيك ساعتك تهدده فهي ساعة يهدد بها جميع الناس الساعة العظيمة الحاقة الواقعة الراجفة وما أشبه ذلك نعم الساعة علمها عند الله لا يدري أحد متى تقوم إلا الله عز وجل لا يدري أحد أي يوم تقوم إلا الله ها لا تقوم يوم الجمعة لأن الرسول أخبرنا لكن هو أيضا ما علم إلا بإخبار الله عز وجل هذه واحدة مفتاح هذه لأي شيء ؟ للحياة الآخرة لأنها إذا قامت الساعة جاء البعث الذي لا موت بعده الله عز وجل .
(( وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ )) (( الْغَيْثَ )) مصدر ومعناه إزالة الشدة والمراد به المطر لأنه بالمطر تزول شدة القحط والجدب المطر نزوله مفتاح لأي شيء ؟ لحياة الأرض ولا لا ؟ حياة الأرض اللي هي حياة النبات وبحياة النبات يكون الخير في المرعى وجميع ما يتعلق بمصالح العباد في هذا الباب .
(( ويعلم ما في الأرحام )) .
وهنا نقطة : قال : (( وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ )) ولم يقل : وينزل المطر لأن المطر أحيانا ينزل ولا يكون فيه نبات فلا يكون غيثا ولا تحيا به الأرض ولهذا ثبت في * صحيح مسلم * : ( ليست السَّنَة ألا تمطروا إنما السنة أن تمطروا ولا تنبت الأرض شيئاً )) هذه السنة تأتي الأمطار الكثيرة ولكن الأرض ما تنبت هذا الجدب ليس الجدب ألا يأتي المطر لأنه احيانا ياتي مطر خفيف قليل ويجعل الله فيه خيرا وبركة كثيرة وأحيانا تجي أمطار متوالية كثيرة ولا تنبت الأرض ولهذا جاء في الآية الكريمة (( وينزل الغيث )) طيب .
ثالثا : (( وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ )) أرحام من ؟ الإناث كل أنثى (( مَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ )) فهو عز وجل يعلم ما في الأرحام أي ما في بطون الأمهات من بني آدم وغيرهم .
كلمة يعلم ما متعلق العلم هذا ؟ هل هو بالذكورة والأنوثة ؟ ولا بالوحدة والتعدد ؟ ولا بالسواد والبياض باللون ؟ بأي شيء ؟ عام بكل شيء عام بكل شيء فلا يعلم ما في الأرحام إلا من خلقها عز وجل لا يعلمها أحد .
(( وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ )) فإن قلت يقال الآن إنهم صاروا يعلمون الذكر من الأنثى في الرحم فهل هذا صحيح ؟ فإن قلت لا فقد لا توافق وإن قلت نعم فما الجمع بين هذا وبين الآية ؟
نقول : إن هذا الأمر وقع ولا يمكن إنكاره وهم الآن يعلمون أن ما في البطن ذكر أو أنثى لكن متى يعلمونها ؟ يعلمونه إذا كان قد حصل يعني إذا كان قد حصل وهذا من الغيب النسبي الذي قد يعلمه البشر وعلى هذا فنقول نعم هم الآن يعلمون لكن لا يعلمون ذلك إلا بعد تكوينها والذي قال يعلم ما في الأرحام هو الذي أخبر عنه رسوله بأنه يبعث إلى النطفة ملك فيقول : أذكر أو أنثى فيخبره الله بأنه ذكر أو أنثى فيكون الملك عالما بذلك ولا غير عالم ؟ عالما بذلك إذا كيف نقول إن متعلق علم ما في الأرحام حتى الذكورة والأنوثة ثم نقول يمكن أن يعلموه ؟
الجواب : لا يمكن أن يعلم هؤلاء أنه ذكر أو أنثى قبل تكوينه وخلقه والله تعالى يعلم .
ثانيا : أنهم إذا علموا ذلك لا يعلمون أشياء كثيرة في الجنين فلا يعلمون متى ينزل ؟ ولا يعلمون ؟ ما يعلمون ولكن يقدروه لا يعلمون إذا نزل متى يبقى حيا ولا يدرون ؟ ما يعلمون صح أبدا طيب لا يعلمون هل يكون شقيا أم سعيدا ؟ لا يعلمون لا يعلمون هل يكون غنيا أو فقيرا ؟ لا يعلمون إذا أكثر متعلقات العلم فيما يتعلق بالأجنة مجهول للخلق فصدق العموم في قوله : (( وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ )) .
(( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً )) ما تدري ؟ واحد منكم يقول إن شاء الله بكرة إذا قمت وصليت الفجر وجيت لأهلي وهم ملمين الفطور والشاي فأنا أفطر وأتقهوى وإذا خرجت رحت للسوق أبيع وأشتري ولا رحت للمكتبة أطالع ولا رحت للمدرسة أدرس أدري ويش أسوي ؟ إي الله يقول : (( ماذا تكسب )) شوف ولم يقل ماذا تعمل ؟ حكمة ماذا تكسب غدا فأنت الآن ما تستطيع أن تعلم ماذا تكسب حتى لو قدرت أنك تبي تعمل كذا هل أنت تعلم ذلك ولا تتوقع ذلك ؟ ها تتوقع قد يحول بينك وبينه عدة أشياء موت مرض انتقاض همة قد تعمل ولا تكسب يكون هناك موانع عن الكسب لا يكتب لك وربما يكتب عليك فالحاصل أنه (( مَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً )) طيب وهل تدري نفس ماذا يكسب غيرها ؟ الله يقول ما تكسب هي ها إذا كان ما يعلم عن نفسه فلا يعلم عن غيره طيب .
(( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ )) سبحان الله العظيم هذه أيضا غريبة لا تدري نفس بأي أرض تموت يعني مثلا أنت تقدر ما أنت بخارج من بلدك تقول أبدا أنا مدفني في المقبرة الفلانية ولا بطالع ولكن هل تدري هذا أبدا ما تدري هل تموت في أرضك أو في أرض أخرى في أرض إسلامية أو أرض كافرين أهلها ما تدري هل تموت في البر أو في البحر أو في الجو أو لا باي أرض ما تدري بأي أرض تموت وهذا شيء مجرب ومشاهد فيه أناس يعني كبروا وبلغوا سنا كبيرة ما خرجوا من بلادهم إلا للحج ولما دنا الأجل نعم ألقى الله في قلوبهم أن يسافروا للعلاج فسافروا إلى بلاد خارج بلادهم بعيدة يمكن ما يحلمون أن يصلوا إليها وماتوا فيها وهذا شيء مشاهد وحدثني رجل أثق به رحمه الله يقول : كنا مسافرين للحج على الإبل فخرجنا من مكة بعد الحج فكنا نمشي في الريع تعرفون ريع مكة جبال أودية بين الجبال يقول هذا الرجل كان فيه رجل كان يمرض أمه أمه خرجت من مكة مريضة وكان يمرضها في ذات ليلة نام الحجاج فلما كان في آخر الليل شدوا ومشوا الرجل هذا كان يمرض أمه تأخر عنهم بعض الشيء نعم فلما طلعت الشمس أصلح الرحل لأمه وأركبها ومشى هو وأمه فضاع، ضل الطريق ومشى مع هذه الريع مشى ينتظر متى يصل إلى ربعه إلى جماعته ولكنه ضاع فرأى خباء لبادية بدو فقصده لعله يجد من يدله على الطريق لما وصل إليهم قال : أين الطريق الذي يذهب إلى نجد قالوا وين أنت والطريق الطريق بعيد وأنت الآن قاطع مسافة بعيدة عن الطريق ولكن انزل وأنزل الأنثى اللي معك وتلين ونروح ندلك ولا ما إنك بدال مع الريع هذه يقول فلما نزل أمه بمجرد تنزيله إياها قبض الله روحها الله أكبر من يدري إن هذه المرأة ستموت في أرض ليست ولا على طريقها ؟ نعم لا بلدها ولا بلد معلوم ولا طريق معلوم ولكن الله عز وجل قد علم ذلك وهي لا تدري طيب إذا كانت لا تدري نفس بأي أرض تموت فهل تدري بأي ساعة تموت ؟ لا ها من باب أولى لأنه إذا كان لا يمكنك أن تدري بأي أرض تموت وأنت قد تتحكم في المكان ولا لا قد تقول ما ني طالع من ها المكان الزمان تتحكم فيه ولا لا ؟ ما تتحكم فكذلك لا تدري بأي زمن تموت لا تدري بأي ساعة تموت وسأحدثكم عن قضية وقعت هنا في عنيزة في الشارع العام هذا اللي يخرج من عند البلدية كان فيه سيارة داخلة من خط الرياض ودباب عليه رجلان جاء من الطريق العرض فوقفت السيارة تريد من صاحب الدباب أن يتجاوز ووقف صاحب الدباب يريد من صاحب السيارة أن يتجاوز في مقدار دقيقة أو شبهها فأراد الله عز وجل شاف كل واحد منهما الثاني واقف تحركت السيارة والدباب في آن واحد فضريت السيارة المؤخر من الرجلين على الدباب ومات في الحال سبحان الله العظيم هذه واقعة يعني معناه كم دثقيقة ؟ يعني بقي دقيقة ليستكمل الأجل سبحان الله العظيم فهذا أيضا من آيات الله لا تدري نفس بأي أرض تموت ولا بأي ساعة تموت طيب نزول الغيث ذكرتم أنه مفتاح لإحياء النبات علم ما في الأرحام مفتاح لحياة الدنيا ما تدري نفس ماذا تكسب غدا مفتاح للعمل للمستقبل بأي أرض تموت ها للآخرة مفتاح الآخرة لأن الإنسان إذا مات دخل عالم الآخرة فتبين أن هذه المفاتح كلها إيش ؟ مبادئ لكل ما وراءها إن الله عليم خبير .
ثم قال عز وجل : (( وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ )) هذا أيضا تفصيل ولا إجمال ؟ شيء من التفصيل إجمال وتفصيل (( ما في البر والبحر )) من يحصي أجناس ما في البر ؟ ها ما تحصيها لا تحصي أجناسها فضلا عن أنواعها فضلا عن أفرادها ولا لا ؟ كم فيها من عالم الحيوان والحشرات والجبال والأشجار والأنهار أمور لا يعلمها إلا الله عز وجل البحر كذلك فيه من العوالم ما لا يعلمه إلا خالقه عز وجل يقولون إن في البحر ثلاثة أرباع أكثر ما في البر يعني البحر فيه أكثر من البر ثلاثة أرباع من الأجناس لأن البحر أكثر من اليابس الحيوان اللي فيه ما يعلمه إلا الله عز وجل وهو يعلم ما في البحر انظر التفصيل قال (( وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاّ يَعْلَمُهَا )) الله أكبر أي ورقة في أي شجرة صغيرة أو كبيرة قريبة أو بعيدة أي ورقة تسقط فالله تعالى يعلمها ولهذا جاءت (( مَا )) النافية و(( مِنْ )) الزائدة من ورقة ليكون ذلك دالا على إيش ؟ دالا على العموم يا جماعة النكرة في سياق النفي تعم فإذا دخل عليها حرف الجر الزائد صارت أشدا عموما (( وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاّ يَعْلَمُهَا )) الله أكبر ورقة تيبس وتحت يعلمها الله تعالى متى وقعت وأين وقعت ومن أي شجرة وقعت بل من أي غصن وقعت نعم يعلمها عز وجل طيب الورقة التي تخلق وما تخلق من ورقة إلا يعملها ولا لا ؟ نعم من باب أولى لأن عالم ما يسقط عالم بما يخلق عز وجل كما قال تعالى : (( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )) .
انظر إلى سعة علم الله عز وجل السعة العظيمة كل شيء يكون فهو عالم به حتى اللي ما حصل وسيحصل فهو سبحانه وتعالى عالم به .
1 - تتمة شرح قول المصنف وقوله:(وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها) . أستمع حفظ
شرح :ولا حبة في ظلمات الأرض
الشيخ : قال : (( وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ )) الله أكبر حبة صغيرة لا يدركها الطرف في ظلمات الأرض يعلمها عز وجل حبة في ظلمات الأرض و(( ظُلُمَاتِ )) جمع ظلمة ولنعدد الظلمات الآن : هذه حبة صغيرة جدا لا تدركها بعينك في تحت أطيان البحر نشوف الظلمات الآن :
أولا : طين البحر.
ثانيا : ماء البحر.
ثالثا : المطر، نحن الآن في ليلة تمطر المطر .
رابعا : السحاب.
خامسا : الليل.
الطالب : الموج .
الشيخ : الموج لعله داخل في البحر نعم لأن الموج عبارة عن طبقات ماء وهو يشمل البحر العميق والخفيف .
اللي نعلمه الآن نحن خمس ظلمات من ظلمات الأرض ومع ذلك هذه الحبة يعلمها الله عز وجل يعلمها الله سبحانه وتعالى ويبصرها ولا لا ؟ لا شك نعم يبصرها وقد أنشدناكم بيتين فيما سبق أو ثلاثة أبيات إي أنشدناهما يا فهد ؟
الطالب : ... .
الشيخ : طيب ما شاء الله حافظها.
" يا من يرى مد البعوض جناحها *** في ظلمة الليل البهيم الأليل
ويرى نياط عروقها في نحرها *** والمخ في تلك العظام النحّل
امنن عليّ بتوبة تمحو بها *** ما كان مني في الزمان الأول "
الله أكبر تحي القلب نعم طيب .
(( وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ )) استمع أيضا (( وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ )) : الآن قضى على كل شيء ما من شيء إلا وهو رطب وإما يابس أو لا ؟ هذا (( وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ )) الله أكبر في كتاب بمعنى مكتوب مبين أي مظهر أو بين لأن أبان تستعمل متعديا ولازما فيقال أبان الفجر بمعنى ظهر الفجر ويقال أبان الحقَ بمعنى أظهر الحق فالكتاب بين ومبين والمراد بالكتاب هنا ؟ لا يا أخي اللوح المحفوظ كل هذه الأشياء معلومة عند الله سبحانه وتعالى ومكتوبة عنده في اللوح المحفوظ لأن الله سبحانه تعالى لما خلق القلم قال له اكتب ويش قال القلم ؟ ما قال ما أكتب قال : ماذا أكتب ؟ شوف امتثل نعم لكن ماذا تريد أن أكتب يا رب قال : ( اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ) الله أكبر أمره أن يكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة فكتب لا بد أن يكتب كما أمره الله عز وجل هذا أمر كوني فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة في تلك اللحظة في لحظة كتب ما هو كائن إلى يوم القيامة الله أكبر ما هو كائن إلى يوم القيامة في لحظة نعم لو اجتمع الخلق كلهم على أن يكتبوا ما يكون في سنة يستطيعون بلحظة ؟ ما يستطيعون أبدا ما يستطيعون يكتبوها في لحظة أما اللوح المحفوظ لما أمره عز جل قال : ( اكتب ما هو كائن ) جرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة سبحان الله العظيم طيب هذا الكتاب اللي هو اللوح المحفوظ كتب الله فيه ما هو كائن إلى يوم القيامة ثم جعل سبحانه وتعالى في أيدي الملائكة كتبا تكون مما يعمله الإنسان تكتب ما يعمله الإنسان لأن الذي في اللوح المحفوظ قد كتب فيه ما كان يريد أن يفعل الإنسان أما الصحف التي في أيدي الملائكة فهي يكتب فيها ما يفعله الإنسان بالواقع (( كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ )) فيكتبون ما عمله الإنسان هذه الكتابة هي التي يجزى بها على ضوئها الإنسان أو الكتابة الأولى ؟ ها الثانية هي التي يجزى عليها ولهذا يقول الله عز وجل : (( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ )) هذا العلم الذي يجازى عليه الإنسان .
أما علمه بأن عبده فلانا سيصبر أو لا يصبر فهذا مسبوق من قبل لكنه ليس يترتب عليه الثواب والعقاب.
أولا : طين البحر.
ثانيا : ماء البحر.
ثالثا : المطر، نحن الآن في ليلة تمطر المطر .
رابعا : السحاب.
خامسا : الليل.
الطالب : الموج .
الشيخ : الموج لعله داخل في البحر نعم لأن الموج عبارة عن طبقات ماء وهو يشمل البحر العميق والخفيف .
اللي نعلمه الآن نحن خمس ظلمات من ظلمات الأرض ومع ذلك هذه الحبة يعلمها الله عز وجل يعلمها الله سبحانه وتعالى ويبصرها ولا لا ؟ لا شك نعم يبصرها وقد أنشدناكم بيتين فيما سبق أو ثلاثة أبيات إي أنشدناهما يا فهد ؟
الطالب : ... .
الشيخ : طيب ما شاء الله حافظها.
" يا من يرى مد البعوض جناحها *** في ظلمة الليل البهيم الأليل
ويرى نياط عروقها في نحرها *** والمخ في تلك العظام النحّل
امنن عليّ بتوبة تمحو بها *** ما كان مني في الزمان الأول "
الله أكبر تحي القلب نعم طيب .
(( وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ )) استمع أيضا (( وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ )) : الآن قضى على كل شيء ما من شيء إلا وهو رطب وإما يابس أو لا ؟ هذا (( وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ )) الله أكبر في كتاب بمعنى مكتوب مبين أي مظهر أو بين لأن أبان تستعمل متعديا ولازما فيقال أبان الفجر بمعنى ظهر الفجر ويقال أبان الحقَ بمعنى أظهر الحق فالكتاب بين ومبين والمراد بالكتاب هنا ؟ لا يا أخي اللوح المحفوظ كل هذه الأشياء معلومة عند الله سبحانه وتعالى ومكتوبة عنده في اللوح المحفوظ لأن الله سبحانه تعالى لما خلق القلم قال له اكتب ويش قال القلم ؟ ما قال ما أكتب قال : ماذا أكتب ؟ شوف امتثل نعم لكن ماذا تريد أن أكتب يا رب قال : ( اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ) الله أكبر أمره أن يكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة فكتب لا بد أن يكتب كما أمره الله عز وجل هذا أمر كوني فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة في تلك اللحظة في لحظة كتب ما هو كائن إلى يوم القيامة الله أكبر ما هو كائن إلى يوم القيامة في لحظة نعم لو اجتمع الخلق كلهم على أن يكتبوا ما يكون في سنة يستطيعون بلحظة ؟ ما يستطيعون أبدا ما يستطيعون يكتبوها في لحظة أما اللوح المحفوظ لما أمره عز جل قال : ( اكتب ما هو كائن ) جرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة سبحان الله العظيم طيب هذا الكتاب اللي هو اللوح المحفوظ كتب الله فيه ما هو كائن إلى يوم القيامة ثم جعل سبحانه وتعالى في أيدي الملائكة كتبا تكون مما يعمله الإنسان تكتب ما يعمله الإنسان لأن الذي في اللوح المحفوظ قد كتب فيه ما كان يريد أن يفعل الإنسان أما الصحف التي في أيدي الملائكة فهي يكتب فيها ما يفعله الإنسان بالواقع (( كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ )) فيكتبون ما عمله الإنسان هذه الكتابة هي التي يجزى بها على ضوئها الإنسان أو الكتابة الأولى ؟ ها الثانية هي التي يجزى عليها ولهذا يقول الله عز وجل : (( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ )) هذا العلم الذي يجازى عليه الإنسان .
أما علمه بأن عبده فلانا سيصبر أو لا يصبر فهذا مسبوق من قبل لكنه ليس يترتب عليه الثواب والعقاب.
سؤال : ماأهمية الاستعانة بالله تعالى ؟
الطالب : أسئلة يا شيخ .
الشيخ : أسئلة ؟
الطالب : ذكرتم البارحة أن التوكل هو ... وجه ذلك ؟
الشيخ : وجه ذلك أن الإنسان فاعل ومعان فلا بد أن يفعل ولا بد أن تستعين فمثلا أنت عندما تريد أن تصلي لا بد أن تقرن فعلك هذا باستعانة بالله عز وجل لا بد أن تقرنه بالاستعانة بالله فالعبادات كلها إيجاد إيجاد من الإنسان للعمل وهذا الإيجاد لا بد أن يكون له إمداد من الله عز وجل فتستعين الله تعالى ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن ) ونحن في الحقيقة مع الأسف الشديد نعبد الله لكن الاستعانة بالله قليلة فينا من منا إذا قام يصلي يقوم وهو يشعر أنه لولا معونة الله ما صلى فيصلي وهو يشعر بأنه مفتقر إلى الله عز وجل في هذه الصلاة أظن أن أكثرنا ها في غفلة عن هذا ولذلك ما نجد طعم العبادة ولا نجد إتقان العبادة أيضا لفقد الاستعانة .
الطالب : (( إياك نعبد وإياك نستعين )) كيف شيخ ؟
الشيخ : لأن الله تعالى قسمه قسمين عبادة واستعانة فلا بد للإنسان أن يكون عابدا مستعينا وقد قسم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الناس في هذا الباب في آخر التدمرية أربعة أقسام : عابد مستعين ومستعين غير عابد وعابد غير مستعين ولا مستعين ولا عابد إي نعم .
الشيخ : أسئلة ؟
الطالب : ذكرتم البارحة أن التوكل هو ... وجه ذلك ؟
الشيخ : وجه ذلك أن الإنسان فاعل ومعان فلا بد أن يفعل ولا بد أن تستعين فمثلا أنت عندما تريد أن تصلي لا بد أن تقرن فعلك هذا باستعانة بالله عز وجل لا بد أن تقرنه بالاستعانة بالله فالعبادات كلها إيجاد إيجاد من الإنسان للعمل وهذا الإيجاد لا بد أن يكون له إمداد من الله عز وجل فتستعين الله تعالى ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن ) ونحن في الحقيقة مع الأسف الشديد نعبد الله لكن الاستعانة بالله قليلة فينا من منا إذا قام يصلي يقوم وهو يشعر أنه لولا معونة الله ما صلى فيصلي وهو يشعر بأنه مفتقر إلى الله عز وجل في هذه الصلاة أظن أن أكثرنا ها في غفلة عن هذا ولذلك ما نجد طعم العبادة ولا نجد إتقان العبادة أيضا لفقد الاستعانة .
الطالب : (( إياك نعبد وإياك نستعين )) كيف شيخ ؟
الشيخ : لأن الله تعالى قسمه قسمين عبادة واستعانة فلا بد للإنسان أن يكون عابدا مستعينا وقد قسم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الناس في هذا الباب في آخر التدمرية أربعة أقسام : عابد مستعين ومستعين غير عابد وعابد غير مستعين ولا مستعين ولا عابد إي نعم .
سؤال : في قوله عليه الصلاة والسلام "هم الذين لا يسترقون "وردت رواية "هم الذين لايرقون " فما معناها ؟
الطالب : في قول الرسول صلى الله عليه وسلم في السبعين الذين يدخلون الجنة من غير حساب قال فيهم : ( لا يرقون ولا يسترقون ) .
الشيخ : لا لا ( لا يرقون ) ما هي بصحيحة .
السائل : لا يسترقون .
الشيخ : يعني لا يطلبون من غيرهم أن يقرأ عليهم بل يعتمدون على الله عز وجل .
الطالب : لا يرقون هذه .
الشيخ : لا خطأ هذه وردت في مسلم لكنها شاذة ما هي صحيحة .
الشيخ : لا لا ( لا يرقون ) ما هي بصحيحة .
السائل : لا يسترقون .
الشيخ : يعني لا يطلبون من غيرهم أن يقرأ عليهم بل يعتمدون على الله عز وجل .
الطالب : لا يرقون هذه .
الشيخ : لا خطأ هذه وردت في مسلم لكنها شاذة ما هي صحيحة .
4 - سؤال : في قوله عليه الصلاة والسلام "هم الذين لا يسترقون "وردت رواية "هم الذين لايرقون " فما معناها ؟ أستمع حفظ
سؤال : هل من ديننا معرفة الساعة؟
الطالب : النبي صلى الله عليه وسلم يقول لجبريل لما سأله جبريل عليه السلام قال : ( ما المسؤول بأعلم من السائل ) أي أن جبريل يعني كان علم النبي عليه الصلاة والسلام أن جبريل كان ما يعلم ؟
الشيخ : إي نعم نعم كيف ؟
الطالب : لأن الرسول عليه الصلاة والسلام لما انتهى جبريل من الأسئلة وأجابه فقال : ( جاءكم جبريل يعلمكم دينكم ) يعرف أن جبريل كان يعرف هذه الأشياء ؟
الشيخ : لا لا يعلمنا ديننا ومن ديننا أن نقول في علم الساعة الله أعلم ليس من ديننا أن نعلم متى تقوم الساعة لو كان من ديننا أن نعلم متى تقوم الساعة لعلمنا الله .
الطالب : بس الأول في الأسئلة الأسئلة الأولى ؟
الشيخ : علمنا بها ها .
الطالب : هل كان لم يعلم بها ؟
الشيخ : لا عالم يعلم أن الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إلى آخره ويسأل لأجل يقرر الأمر .
الطالب : كيف نفرق بين أنه عرف الأول وما عرف الأخير ؟
الشيخ : لأنه ما يعلم هو لما قال أخبرني متى الساعة هل قال الساعة تكون في اليوم الفلاني طيب في السنة الفلانية قصدي ما قالها لأن الرسول لا يعلم وجبريل أيضا لا يعلم لما قال : ( ما الإسلام ؟ قال : أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ) إلى آخره وكان الرسول يعلم قال : صدقت فكان جبريل يعلم ما في مانع واضح نعم .
الطالب : بالنسبة بالأولية الأول باعتبار المكان ... ؟
الشيخ : لا لأن الأولية والآخرية إنما هي بالزمن جاء أولا ليس معناه رقي على السطح لكن ظاهر هذا المكان عالي فوق في المكان .
الشيخ : إي نعم نعم كيف ؟
الطالب : لأن الرسول عليه الصلاة والسلام لما انتهى جبريل من الأسئلة وأجابه فقال : ( جاءكم جبريل يعلمكم دينكم ) يعرف أن جبريل كان يعرف هذه الأشياء ؟
الشيخ : لا لا يعلمنا ديننا ومن ديننا أن نقول في علم الساعة الله أعلم ليس من ديننا أن نعلم متى تقوم الساعة لو كان من ديننا أن نعلم متى تقوم الساعة لعلمنا الله .
الطالب : بس الأول في الأسئلة الأسئلة الأولى ؟
الشيخ : علمنا بها ها .
الطالب : هل كان لم يعلم بها ؟
الشيخ : لا عالم يعلم أن الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إلى آخره ويسأل لأجل يقرر الأمر .
الطالب : كيف نفرق بين أنه عرف الأول وما عرف الأخير ؟
الشيخ : لأنه ما يعلم هو لما قال أخبرني متى الساعة هل قال الساعة تكون في اليوم الفلاني طيب في السنة الفلانية قصدي ما قالها لأن الرسول لا يعلم وجبريل أيضا لا يعلم لما قال : ( ما الإسلام ؟ قال : أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ) إلى آخره وكان الرسول يعلم قال : صدقت فكان جبريل يعلم ما في مانع واضح نعم .
الطالب : بالنسبة بالأولية الأول باعتبار المكان ... ؟
الشيخ : لا لأن الأولية والآخرية إنما هي بالزمن جاء أولا ليس معناه رقي على السطح لكن ظاهر هذا المكان عالي فوق في المكان .
مناقشة.
الشيخ : وهو العليم الخبير ما هو الخبير ؟
الطالب : ... .
الشيخ : الجديد .
الطالب : وهو العليم الخبير وعندي الحكيم .
الشيخ : فيها آيتين هو جايب جايب آيتين .
الطالب : ... .
الشيخ : الجديد .
الطالب : وهو العليم الخبير وعندي الحكيم .
الشيخ : فيها آيتين هو جايب جايب آيتين .
شرح قول المصنف : وقوله : ( وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه )وقوله : ( لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما )
الشيخ : قال " (( وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلاّ بِعِلْمِهِ )) سبحانه وتعالى ".
ما : نافية، وأنثى : فاعل تحمل لكنه معرب بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بتقدير حركة أيضا الكسرة المقدرة بتقدير حركة حرف الجر الزائد، وهنا إشكال كيف تقول زائد وليس في القرآن زائد ؟
فالجواب : أنه زائد من حيث الإعراب أما من حيث المعنى فهو مفيد وليس في القرآن شيء زائد لا فائدة منه ولهذا نحن قلنا في مرة من المرات أو أكثر من مرة : إنه زائد غير زائد كيف زائد زائد ؟ متعدي ولازم من زاد اللازم ومن زاد المتعدي فهو زائد بمعنى أنه لا يخل بالإعراب لو حذف زائد من حيث المعنى يزيده توكيدا .
وقوله: (( وما تحمل مِنْ أُنْثَى )) أي أنثى، سواء آدمية أو حيوانية أخرى أي أنثى تحمل (( وَلا تَضَعُ إِلاّ بِعِلْمِهِ )) الذي يحمل حيواناً واضح أنه داخل في الآية كبقرة وبعير وشاة وما أشبهها لكن يدخل في ذلك الذي يحمل البيض كالطيور ؟ نعم الظاهر أنه يدخل لأن البيض في جوف الطائر حمل فإذا يشمل كل الإناث .
(( وَلا تَضَعُ إِلاّ بِعِلْمِهِ )) ما تحمل هذا للابتداء ولا تضع هذا الانتهاء فابتداء الحمل بعلم الله وانتهاؤه وخروج الجنين بعلم الله عز وجل.
وقوله : (( لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً )) .
(( لِتَعْلَمُوا )) اللام للتعليل لأن الله قال : (( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا )) خلق هذه السماوات السبع والأرضين السبع وأعلمنا بذلك لنعلم (( أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) وسبق أن القدرة هي وصف يتصف به الفاعل يتمكن به من الفعل بدون عجز هذه القدرة فهو على كل شيء قدير مهما كان يقدر على إيجاد المعدوم وعلى إعدام الموجود فالسماوات والأرض كانت معدومة فخلقها الله عز وجل وأوجدها على هذا النظام البديع اذلي هو من آيات الله سبحانه وتعالى.
ثاينا : (( وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً )) كل شيء الصغير والكبير والمتعلق بفعله أو بفعل عباده والماضي واللاحق والحاضر كل ذلك قد أحاط الله به سبحانه وتعالى علما.
وهذا أعني العلم والقدرة ذكرهما الله عز وجل بعد الخلق لأن الخلق لا يتم إلا بعلم وقدرة ودلالة الخلق على العلم والقدرة من باب دلالة التلازم وقد سبق أن دلالات الأسماء على الصفات ثلاثة أنواع مطابقة وتضمن والتزام .
وقوله : (( لتعلموا أن الله على كل شيء قدير )) ذكر صاحب * الجلالين * عفا الله عنا وعنه في سورة المائدة قال : " وخص العقل ذاته فليس عليها بقادر "
ونحن نناقش هذا الكلام من وجهين :
الوجه الأول : أنه لا حكم للعقل فيما يتعلق بذات الله وصفاته بل لا حكم له في كل الأمور الغيبية كل الأمور الغيبية فوق مستوانا وفوق مستوى عقولنا ولهذا لو رجعنا إلى الحس مثلا لكانت الشمس لو دنت منا مقدار مئة ذراع أو أكثر لأحرقتنا وفي يوم القيامة تدنو من الناس ها بقدر ميل فالأمور الغيبية عموما ومنها ما يتعلق بذات الله وأسمائه وصفاته هذه أمور لا يمكن أن يكون للعقل فيها أي حكم وظيفة العقل فيها هي التسليم التام وأن نعلم أن ما ذكره الله من هذه الأمور ليس محالا ولهذا يقال : إن النصوص لا تأتي بمحال وإنما تأتي بمحار ويش معنى محال ومحار ؟ محال يعني لا يمكن يوجد، محار يعني محل تحير العقول العقول تتحير لأنها تسمع ما لا تدركه ولا تتصوره نحن نقول : إن كل ما يتعلق بذات الله عز وجل ليس للعقل فيه مدخل إطلاقا فقوله " خص العقل ذاته " نحن ننازعك في كون العقل دليلا على ما يثبت لله أو ينفى عنه والدليل فيما يثبت لله أو ينفى عنه هو الدليل السمعي فقط لا غير لأن هذا من أمور الغيب والعقول لا مدخل لها في أمور الغيب .
ثاينا : قوله : " فليس عليها بقادر " خطأ عظيم كيف لا يقدر على نفسه وهو قادر على غيره يعني كلامه هذا يستلزم أنه لا يقدر أن يستوى ولا أن يتكلم ولا أن ينزل إلى السماء الدنيا ولا أن يأتي للقضاء بين عباده ولا يفعل شيئا أبدا وهذا خطير جدا لكن لو قال قائل : لعله يريد " خص العقل ذاته فليس عليها بقادر " يعني لا يقدر على أن يفني نفسه مثلا هذا المراد قلنا هذا لا أصله لم يدخل في العموم حتى يحتاج إلى إخراج وتخصيص لأن القدرة إنما تتعلق بالأشياء الممكنة لأن غير الممكن ليس بشيء غير الممكن لاحظوا أنه ليس بشيء لا في الخارج ولا في الذهن في الواقع غير الممكن مستحيل فأصلا القدرة لم تتعلق بالمستحيل بخلاف العلم كما سبق.
فينبغي للإنسان كما أسلفنا كثيرا أن يتأدب فيما يتعلق بجانب الربوبية لأن المقام مقام عظيم والواجب على المرء نحوه أن يستسلم ويسلّم وألا يفرض ويقول أرأيت أرأيت لأن هذه من الأمور التي ليس للعقل فيها مجال إطلاقا.
إذا نحن نطلق ما أطلقه الله ونقول إن الله على كل شيء قدير بدون استثناء طيب وأن الله قد أحاط بكل شيء علما .
في الآية هذه خليها إن شاء الله بعدين في الرد على المعتزلة والقدرية .
ما : نافية، وأنثى : فاعل تحمل لكنه معرب بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بتقدير حركة أيضا الكسرة المقدرة بتقدير حركة حرف الجر الزائد، وهنا إشكال كيف تقول زائد وليس في القرآن زائد ؟
فالجواب : أنه زائد من حيث الإعراب أما من حيث المعنى فهو مفيد وليس في القرآن شيء زائد لا فائدة منه ولهذا نحن قلنا في مرة من المرات أو أكثر من مرة : إنه زائد غير زائد كيف زائد زائد ؟ متعدي ولازم من زاد اللازم ومن زاد المتعدي فهو زائد بمعنى أنه لا يخل بالإعراب لو حذف زائد من حيث المعنى يزيده توكيدا .
وقوله: (( وما تحمل مِنْ أُنْثَى )) أي أنثى، سواء آدمية أو حيوانية أخرى أي أنثى تحمل (( وَلا تَضَعُ إِلاّ بِعِلْمِهِ )) الذي يحمل حيواناً واضح أنه داخل في الآية كبقرة وبعير وشاة وما أشبهها لكن يدخل في ذلك الذي يحمل البيض كالطيور ؟ نعم الظاهر أنه يدخل لأن البيض في جوف الطائر حمل فإذا يشمل كل الإناث .
(( وَلا تَضَعُ إِلاّ بِعِلْمِهِ )) ما تحمل هذا للابتداء ولا تضع هذا الانتهاء فابتداء الحمل بعلم الله وانتهاؤه وخروج الجنين بعلم الله عز وجل.
وقوله : (( لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً )) .
(( لِتَعْلَمُوا )) اللام للتعليل لأن الله قال : (( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا )) خلق هذه السماوات السبع والأرضين السبع وأعلمنا بذلك لنعلم (( أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) وسبق أن القدرة هي وصف يتصف به الفاعل يتمكن به من الفعل بدون عجز هذه القدرة فهو على كل شيء قدير مهما كان يقدر على إيجاد المعدوم وعلى إعدام الموجود فالسماوات والأرض كانت معدومة فخلقها الله عز وجل وأوجدها على هذا النظام البديع اذلي هو من آيات الله سبحانه وتعالى.
ثاينا : (( وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً )) كل شيء الصغير والكبير والمتعلق بفعله أو بفعل عباده والماضي واللاحق والحاضر كل ذلك قد أحاط الله به سبحانه وتعالى علما.
وهذا أعني العلم والقدرة ذكرهما الله عز وجل بعد الخلق لأن الخلق لا يتم إلا بعلم وقدرة ودلالة الخلق على العلم والقدرة من باب دلالة التلازم وقد سبق أن دلالات الأسماء على الصفات ثلاثة أنواع مطابقة وتضمن والتزام .
وقوله : (( لتعلموا أن الله على كل شيء قدير )) ذكر صاحب * الجلالين * عفا الله عنا وعنه في سورة المائدة قال : " وخص العقل ذاته فليس عليها بقادر "
ونحن نناقش هذا الكلام من وجهين :
الوجه الأول : أنه لا حكم للعقل فيما يتعلق بذات الله وصفاته بل لا حكم له في كل الأمور الغيبية كل الأمور الغيبية فوق مستوانا وفوق مستوى عقولنا ولهذا لو رجعنا إلى الحس مثلا لكانت الشمس لو دنت منا مقدار مئة ذراع أو أكثر لأحرقتنا وفي يوم القيامة تدنو من الناس ها بقدر ميل فالأمور الغيبية عموما ومنها ما يتعلق بذات الله وأسمائه وصفاته هذه أمور لا يمكن أن يكون للعقل فيها أي حكم وظيفة العقل فيها هي التسليم التام وأن نعلم أن ما ذكره الله من هذه الأمور ليس محالا ولهذا يقال : إن النصوص لا تأتي بمحال وإنما تأتي بمحار ويش معنى محال ومحار ؟ محال يعني لا يمكن يوجد، محار يعني محل تحير العقول العقول تتحير لأنها تسمع ما لا تدركه ولا تتصوره نحن نقول : إن كل ما يتعلق بذات الله عز وجل ليس للعقل فيه مدخل إطلاقا فقوله " خص العقل ذاته " نحن ننازعك في كون العقل دليلا على ما يثبت لله أو ينفى عنه والدليل فيما يثبت لله أو ينفى عنه هو الدليل السمعي فقط لا غير لأن هذا من أمور الغيب والعقول لا مدخل لها في أمور الغيب .
ثاينا : قوله : " فليس عليها بقادر " خطأ عظيم كيف لا يقدر على نفسه وهو قادر على غيره يعني كلامه هذا يستلزم أنه لا يقدر أن يستوى ولا أن يتكلم ولا أن ينزل إلى السماء الدنيا ولا أن يأتي للقضاء بين عباده ولا يفعل شيئا أبدا وهذا خطير جدا لكن لو قال قائل : لعله يريد " خص العقل ذاته فليس عليها بقادر " يعني لا يقدر على أن يفني نفسه مثلا هذا المراد قلنا هذا لا أصله لم يدخل في العموم حتى يحتاج إلى إخراج وتخصيص لأن القدرة إنما تتعلق بالأشياء الممكنة لأن غير الممكن ليس بشيء غير الممكن لاحظوا أنه ليس بشيء لا في الخارج ولا في الذهن في الواقع غير الممكن مستحيل فأصلا القدرة لم تتعلق بالمستحيل بخلاف العلم كما سبق.
فينبغي للإنسان كما أسلفنا كثيرا أن يتأدب فيما يتعلق بجانب الربوبية لأن المقام مقام عظيم والواجب على المرء نحوه أن يستسلم ويسلّم وألا يفرض ويقول أرأيت أرأيت لأن هذه من الأمور التي ليس للعقل فيها مجال إطلاقا.
إذا نحن نطلق ما أطلقه الله ونقول إن الله على كل شيء قدير بدون استثناء طيب وأن الله قد أحاط بكل شيء علما .
في الآية هذه خليها إن شاء الله بعدين في الرد على المعتزلة والقدرية .
7 - شرح قول المصنف : وقوله : ( وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه )وقوله : ( لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما ) أستمع حفظ
شرح قول المصنف :وقوله : ( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )
الشيخ : قال " وقوله : (( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ )) ".
في هذه الآية يعني يصح أن نجعل لها عنوانا وهي إثبات صفة القوة لله عز وجل قال الله تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ )) جاءت هذه الآية بعد قوله : (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ )) لماذا ؟ (( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ )) فهم الذين يحتاجون إلى رزقه أما الله تعالى فإنه لا يريد منهم رزقا ولا أن يطعموه لا أن يعطوه رزقا يتصرف فيه كما يشاء ولا أن يطعموه بمقدار ينتفع به فقط لأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين .
و(( الرَّزَّاقُ )) صيغة مبالغة من الرزق والرزق وهو العطاء قال تعالى : (( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ )) نعم فالرزق بمعنى العطاء والإنسان يسأل الله تعالى في صلاته ويقول : اللهم ارزقني فهو العطاء وينقسم الرزق إلى قسمين : عام، وخاص.
فالعام : كل ما ينتفع به البدن فهو من رزق الله سواء كان حلالا أو حراما وسواء كان المرزوق مسلما أو كافرا ولهذا قال السفاريني :
" والرزق ما ينفع من حلال *** وضده فحل عن المحال
لأنه رازق كل الخلق *** وليس مخلوق بغير رَزق "
نعم لأنك لو قلت إن الرزق هو العطاء الحلال لكان كل الذين يأكلون الحرام لم يرزقوا مع أن الله أعطاهم ما تصلح به أبدانهم فالرزق إذا العام ما هو الرزق العام ؟ كل ما يقوم به البدن وينتفع به فهو رزق سواء كان حلالا أم حراما أعرفت لكن الرزق نوعان : طيب، وخبيث ولهذا قال الله تعالى : (( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ )) ولم يقل والرزق قال الطيبات من الرزق أما الخبائث من الرزق فهي حرام.
طيب هذا إنسان لا هو يبيع ولا يشتري لكن يغير على الناس .
في هذه الآية يعني يصح أن نجعل لها عنوانا وهي إثبات صفة القوة لله عز وجل قال الله تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ )) جاءت هذه الآية بعد قوله : (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ )) لماذا ؟ (( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ )) فهم الذين يحتاجون إلى رزقه أما الله تعالى فإنه لا يريد منهم رزقا ولا أن يطعموه لا أن يعطوه رزقا يتصرف فيه كما يشاء ولا أن يطعموه بمقدار ينتفع به فقط لأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين .
و(( الرَّزَّاقُ )) صيغة مبالغة من الرزق والرزق وهو العطاء قال تعالى : (( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ )) نعم فالرزق بمعنى العطاء والإنسان يسأل الله تعالى في صلاته ويقول : اللهم ارزقني فهو العطاء وينقسم الرزق إلى قسمين : عام، وخاص.
فالعام : كل ما ينتفع به البدن فهو من رزق الله سواء كان حلالا أو حراما وسواء كان المرزوق مسلما أو كافرا ولهذا قال السفاريني :
" والرزق ما ينفع من حلال *** وضده فحل عن المحال
لأنه رازق كل الخلق *** وليس مخلوق بغير رَزق "
نعم لأنك لو قلت إن الرزق هو العطاء الحلال لكان كل الذين يأكلون الحرام لم يرزقوا مع أن الله أعطاهم ما تصلح به أبدانهم فالرزق إذا العام ما هو الرزق العام ؟ كل ما يقوم به البدن وينتفع به فهو رزق سواء كان حلالا أم حراما أعرفت لكن الرزق نوعان : طيب، وخبيث ولهذا قال الله تعالى : (( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ )) ولم يقل والرزق قال الطيبات من الرزق أما الخبائث من الرزق فهي حرام.
طيب هذا إنسان لا هو يبيع ولا يشتري لكن يغير على الناس .
اضيفت في - 2007-02-04