شرح العقيدة الواسطية-09a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
العقيدة الواسطية
تتمة شرح قول المصنف :وقوله (........ما شاء الله لا قوة إلا بالله
الشيخ : تقليلاً لشأنهما والوجه الأول أبلغ يعني بمعنى أقرب إلى قواعد اللغة العربية (( قُلْتَ )) ويش محلها من الإعراب ؟ جواب (( لولا )) (( لَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ )) (( قلت مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ )) ما يحتمل أن تكون موصولة ويحتمل أن تكون شرطية فإن جعلتها موصولة فهي خبر لمبتدأ محذوف والتقدير هذا ما شاء الله يعني ليس هذا بإرادتي وحولي وقوتي ولكنه بمشيئة الله يعني هذا الذي شاءه الله وإن جعلتها شرطية ففعل الشرط (( شَاءَ )) وجواب الشرط محذوف كلكم تعرفونه ويش التقدير ؟ ما شاء الله كان كلنا نقول ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن يعني كان ينبغي لك أن تقول حين دخلت جنتك ما شاء الله كان لتتبرأ من حولك وقوتك ولا تعجب بجنتك .
وقوله : (( لاَ قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ )) لا نافية للجنس. وقوة نكرة في سياق النفي والقوة صفة يتمكن بها الفاعل من فعل ما يريد بدون ضعف .
قول : (( لاَ قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ )) يا محمد نور لا قوة إلا بالله إيش معناه ؟ يعني ليس شيء من المخلوقات فيه قوة إلا الله ها ؟ الجواب : لا، لأن المخلوقات فيها قوة (( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً )) (( وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً )) قال الله تعالى (( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً )) ولم يقل لا قوة فيهم فأثبت للإنسان القوة بناء على هذا نحتاج إلى الجواب عن قولنا إن قوة نكرة في سياق النفي فتعم .
والجواب : أن نقول نعم هي عامة حتى القوة التي في المخلوق بماذا ؟ كانت بالله عز وجل لا قوة إلا بالله يعني ليس أحد عنده قوة إلا الله عز وجل والقوة التي عند الإنسان مخلوقة لله عز وجل فلا قوة في الحقيقة إلا بالله أنت لا تقوى على أن تعمل أي عمل إلا بالله عز وجل وعليه فتكون الآية ظاهرة أنها للعموم وإن أردت أن تفصل قوة المخلوق عن الخالق فإن المراد بقوله (( لا قوة )) أي لا قوة كاملة إلا بالله عز وجل وبناء على هذا إذا جعلت المراد لا قوة إلا بالله اللي هي قوة الله اللي هي وصفه تكون الباء بمعنى في إذا جلعنا القوة هنا قوة الله أما إذا جعلنا القوة قوة المخلق التي هي من الله فالباء هنا للسببية يعني لا قوة في المخلوق إلا بسبب الله عز وجل .
طيب على كل حال أحسنت على كل حال هذا الرجل الراشد الصالح أرشد صاحبه أن يتبرأ من حوله وقوته ويقول هذا بمشيئة الله وبقوة الله وأن لا قوة لي على شيء وأنه لا قوة لك على شيء إلا بالله عز وجل والله أعلم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
سبق لنا الكلام على السمع والبصر بأقسامه ولا حاجة إلى إعادة المناقشة لأنه تمت المناقشة فيه قوله : (( وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ )) قلنا إن في هذا إثبات المشيئة لله عز وجل ومشيئة الله عز وجل هي إرادته الكونية وهي نافذة فيما يحبه وما لا يحبه ونافذة على جميع العباد بدون تفصيل ولا بد من وجود ما شاءه بكل حال فهي إذا نافذة - ويش هذا الصوت ؟ صار إذا دقيتها سكت - طيب المشيئة هي الإرادة الكونية فكل ما شاء الله تعالى وقع ولا بد سواء كان فيما يحبه ويرضاه أم لا .
وقوله : (( لاَ قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ )) لا نافية للجنس. وقوة نكرة في سياق النفي والقوة صفة يتمكن بها الفاعل من فعل ما يريد بدون ضعف .
قول : (( لاَ قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ )) يا محمد نور لا قوة إلا بالله إيش معناه ؟ يعني ليس شيء من المخلوقات فيه قوة إلا الله ها ؟ الجواب : لا، لأن المخلوقات فيها قوة (( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً )) (( وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً )) قال الله تعالى (( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً )) ولم يقل لا قوة فيهم فأثبت للإنسان القوة بناء على هذا نحتاج إلى الجواب عن قولنا إن قوة نكرة في سياق النفي فتعم .
والجواب : أن نقول نعم هي عامة حتى القوة التي في المخلوق بماذا ؟ كانت بالله عز وجل لا قوة إلا بالله يعني ليس أحد عنده قوة إلا الله عز وجل والقوة التي عند الإنسان مخلوقة لله عز وجل فلا قوة في الحقيقة إلا بالله أنت لا تقوى على أن تعمل أي عمل إلا بالله عز وجل وعليه فتكون الآية ظاهرة أنها للعموم وإن أردت أن تفصل قوة المخلوق عن الخالق فإن المراد بقوله (( لا قوة )) أي لا قوة كاملة إلا بالله عز وجل وبناء على هذا إذا جعلت المراد لا قوة إلا بالله اللي هي قوة الله اللي هي وصفه تكون الباء بمعنى في إذا جلعنا القوة هنا قوة الله أما إذا جعلنا القوة قوة المخلق التي هي من الله فالباء هنا للسببية يعني لا قوة في المخلوق إلا بسبب الله عز وجل .
طيب على كل حال أحسنت على كل حال هذا الرجل الراشد الصالح أرشد صاحبه أن يتبرأ من حوله وقوته ويقول هذا بمشيئة الله وبقوة الله وأن لا قوة لي على شيء وأنه لا قوة لك على شيء إلا بالله عز وجل والله أعلم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
سبق لنا الكلام على السمع والبصر بأقسامه ولا حاجة إلى إعادة المناقشة لأنه تمت المناقشة فيه قوله : (( وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ )) قلنا إن في هذا إثبات المشيئة لله عز وجل ومشيئة الله عز وجل هي إرادته الكونية وهي نافذة فيما يحبه وما لا يحبه ونافذة على جميع العباد بدون تفصيل ولا بد من وجود ما شاءه بكل حال فهي إذا نافذة - ويش هذا الصوت ؟ صار إذا دقيتها سكت - طيب المشيئة هي الإرادة الكونية فكل ما شاء الله تعالى وقع ولا بد سواء كان فيما يحبه ويرضاه أم لا .
شرح قو المصنف : وقوله :( ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد )
الشيخ : هنا يقول : (( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ )) لو حرف امتناع لامتناع وإذا كان جوابها منفيا فإن الأفصح حذف اللام (( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا )) وإذا كان مثبتا فالأكثر ثبوت اللام (( لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً )) هذا جواب لو إن كان منفيا فالأفصح حذف اللام وإن كان مثبتا فالأكثر ما نقول فالأفصح لأنه ورد إثبات اللام وحذفها في القرآن الكريم (( لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً )) (( لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً )) فالأكثر ثبوت اللام طيب، قولنا إن الأفصح حذف اللام في المنفي لماذا ؟ لأن اللام تفيد التوكيد والنفي عدم ينافي التوكيد ولهذا كان قول الشاعر :
" ولو نعطى الخيار لما افترقنا "
كان خلاف الأفصح والأفصح :
" ولو نعطى الخيار ما افترقنا *** ولكن لا خيار مع الليالي ".
طييب يقول (( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا )) الضمير يعود على من ؟ على المؤمنين والكافرين لقوله تعالى : (( وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا )) وفي هذا رد واضح على القدرية الذي ينكرون تعلق فعل العبد بمشيئة الله لأن الله قال (( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا )) وضدها ولكنه شاء أن يقتتلوا فاقتتلوا وبهذا يكون ردا صريحا على القدرية الذين أنكروا تعلق أفعال العباد بمشيئة الله عز وجل .
ثم قال : (( وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ )) يعني يفعل الذي يريده والإرادة هنا إرادة كونية ويفعل يعني يقدر عز وجل أن يفعل إذا كان بالنسبة للعباد ويفعل إذا كان بالنسبة إليه يعني إذا أراد شيئا فعله وقد يقال إن الآية مطلقة يفعل ما يريد فيكون الفعل باعتبار ما يفعله سبحانه وتعالى بنفسه فعل مباشر وباعتبار ما يقدره على العباد فعل غير مباشر وإلا من المعلوم أن الإنسان إذا صام وصلى وزكى وتوضأ وحج وجاهد فالفاعل من ؟ الإنسان بلا شك ومعلوم أن فعله هذا بإرادة الله، ولا يصح أن ينسب فعل العبد إلى الله على سبيل المباشرة لأن المباشر للفعل الإنسان ولكن يصح أن ينسب إلى الله على سبيل التقدير والخلق، أما ما يفعله الله بنفسه كاستواءه على عرشه وكلامه ونزوله إلى السماء الدنيا وضحكه وما أشبه ذلك فهذا ينسب إلى الله تعالى فعلا مباشرة (( ما يريد )) أي الإرادتين ؟ الكونية لا الشرعية لأن الشرعية قد يريد الله الشيء ولا يفعل ما يقدره الله يريد الله عز وجل من كل أحد أن يؤمن به ولكن هل يؤمن كل أحد ؟ لا .
" ولو نعطى الخيار لما افترقنا "
كان خلاف الأفصح والأفصح :
" ولو نعطى الخيار ما افترقنا *** ولكن لا خيار مع الليالي ".
طييب يقول (( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا )) الضمير يعود على من ؟ على المؤمنين والكافرين لقوله تعالى : (( وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا )) وفي هذا رد واضح على القدرية الذي ينكرون تعلق فعل العبد بمشيئة الله لأن الله قال (( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا )) وضدها ولكنه شاء أن يقتتلوا فاقتتلوا وبهذا يكون ردا صريحا على القدرية الذين أنكروا تعلق أفعال العباد بمشيئة الله عز وجل .
ثم قال : (( وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ )) يعني يفعل الذي يريده والإرادة هنا إرادة كونية ويفعل يعني يقدر عز وجل أن يفعل إذا كان بالنسبة للعباد ويفعل إذا كان بالنسبة إليه يعني إذا أراد شيئا فعله وقد يقال إن الآية مطلقة يفعل ما يريد فيكون الفعل باعتبار ما يفعله سبحانه وتعالى بنفسه فعل مباشر وباعتبار ما يقدره على العباد فعل غير مباشر وإلا من المعلوم أن الإنسان إذا صام وصلى وزكى وتوضأ وحج وجاهد فالفاعل من ؟ الإنسان بلا شك ومعلوم أن فعله هذا بإرادة الله، ولا يصح أن ينسب فعل العبد إلى الله على سبيل المباشرة لأن المباشر للفعل الإنسان ولكن يصح أن ينسب إلى الله على سبيل التقدير والخلق، أما ما يفعله الله بنفسه كاستواءه على عرشه وكلامه ونزوله إلى السماء الدنيا وضحكه وما أشبه ذلك فهذا ينسب إلى الله تعالى فعلا مباشرة (( ما يريد )) أي الإرادتين ؟ الكونية لا الشرعية لأن الشرعية قد يريد الله الشيء ولا يفعل ما يقدره الله يريد الله عز وجل من كل أحد أن يؤمن به ولكن هل يؤمن كل أحد ؟ لا .
شرح قول المصنف :وقوله : ( أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلى الصيد وأنتم حرم . إن الله يحكم ما يريد )
الشيخ : قال وقوله كلها بالجر معطوف على ما سبق (( أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ )) .
(( أُحِلَّتْ لَكُمْ )) المحل هو الله عز وجل وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم يحل ويحرم لكن بإذن من الله عز وجل قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( أحلت لنا ميتتان ودمان ) نعم وكان عليه الصلاة والسلام يقول ( إن الله يحرم عليكم ) كذا يخبر أنه حرم وربما يحرم تحريما يضفيه إلى نفسه ولهذا قال : (( أُحِلَّتْ لَكُمْ )) يعني أحلها الله ورسوله .
(( بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ )) وهي الإبل والبقر والغنم والأنعام جمع نعم كأسباب جمع سبب والنعم هي هذه الثلاثة : الإبل والبقر والغنم وقوله (( بهيمة )) سميت بذلك لأنها إيش ؟ مبهمة يعني إنها لا تتكلم عجماء .
(( إِلاّ مَا يُتْلَى )) يعني إلا الذي يتلى عليكم في هذه السورة وهي المذكورة في قوله تعالى (( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ )) إلى آخره فالاستثناء هنا متصل ولا منقطع ؟ (( أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ )) طيب بهيمة الأنعام الميتة من بهيمة الأنعام ولا لا ؟ إلا يا جماعة تموت الشاة وتموت البعير وتموت البقرة المهم أحلت إلا هذه أحلت البهيمة إلا الميتة صح لكني أقول إن هذا الاستثناء فيه منقطع وفيه متصل فبالنسبة للميتة متصل بالنسبة للحم الخنزير منقطع ليش ؟ لأنه ليس من بهيمة الأنعام وعلى هذا فنقول : بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم في هذه السورة وهي الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب عشر هذه محرمة .
وقوله : (( غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ )) هذه ((غَيْرَ )) حال من الكاف في (( لَكُمْ )) يعني حال كونكم لا تحلون الصيد وأنتم حرم وهذا الاستثناء منقطع أيضا لأن الصيد ليس من بهيمة الأنعام فإن بهيمة الأنعام ليست صيدا .
وقوله : (( غَيْرَ مُحِلِّي )) كيف محليه ؟ يعني مستحليه في الإحرام لأن الذي يفعل الشيء معناه كالمحل له و(( الصَّيْدِ )) هو الحيوان البري المتوحش المأكول هذا هو الصيد الذي حرّم في الإحرام .
(( إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ )) قوله (( إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ )) هذا الإرادة كونية ولا شرعية ؟ ويش الدليل ؟ ها لأن المقام مقام تشريع فهي إرادة شرعية ويجوز أن تكون إرادة شرعية كونية ونحمل الحكم على الحكم الكوني والشرعي فما أراده كونا حكم به وما أراده شرعا حكم به وشرعه لعباده طيب وقال عز وجل .
(( أُحِلَّتْ لَكُمْ )) المحل هو الله عز وجل وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم يحل ويحرم لكن بإذن من الله عز وجل قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( أحلت لنا ميتتان ودمان ) نعم وكان عليه الصلاة والسلام يقول ( إن الله يحرم عليكم ) كذا يخبر أنه حرم وربما يحرم تحريما يضفيه إلى نفسه ولهذا قال : (( أُحِلَّتْ لَكُمْ )) يعني أحلها الله ورسوله .
(( بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ )) وهي الإبل والبقر والغنم والأنعام جمع نعم كأسباب جمع سبب والنعم هي هذه الثلاثة : الإبل والبقر والغنم وقوله (( بهيمة )) سميت بذلك لأنها إيش ؟ مبهمة يعني إنها لا تتكلم عجماء .
(( إِلاّ مَا يُتْلَى )) يعني إلا الذي يتلى عليكم في هذه السورة وهي المذكورة في قوله تعالى (( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ )) إلى آخره فالاستثناء هنا متصل ولا منقطع ؟ (( أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ )) طيب بهيمة الأنعام الميتة من بهيمة الأنعام ولا لا ؟ إلا يا جماعة تموت الشاة وتموت البعير وتموت البقرة المهم أحلت إلا هذه أحلت البهيمة إلا الميتة صح لكني أقول إن هذا الاستثناء فيه منقطع وفيه متصل فبالنسبة للميتة متصل بالنسبة للحم الخنزير منقطع ليش ؟ لأنه ليس من بهيمة الأنعام وعلى هذا فنقول : بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم في هذه السورة وهي الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب عشر هذه محرمة .
وقوله : (( غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ )) هذه ((غَيْرَ )) حال من الكاف في (( لَكُمْ )) يعني حال كونكم لا تحلون الصيد وأنتم حرم وهذا الاستثناء منقطع أيضا لأن الصيد ليس من بهيمة الأنعام فإن بهيمة الأنعام ليست صيدا .
وقوله : (( غَيْرَ مُحِلِّي )) كيف محليه ؟ يعني مستحليه في الإحرام لأن الذي يفعل الشيء معناه كالمحل له و(( الصَّيْدِ )) هو الحيوان البري المتوحش المأكول هذا هو الصيد الذي حرّم في الإحرام .
(( إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ )) قوله (( إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ )) هذا الإرادة كونية ولا شرعية ؟ ويش الدليل ؟ ها لأن المقام مقام تشريع فهي إرادة شرعية ويجوز أن تكون إرادة شرعية كونية ونحمل الحكم على الحكم الكوني والشرعي فما أراده كونا حكم به وما أراده شرعا حكم به وشرعه لعباده طيب وقال عز وجل .
3 - شرح قول المصنف :وقوله : ( أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلى الصيد وأنتم حرم . إن الله يحكم ما يريد ) أستمع حفظ
شرح قو المصنف : وقوله : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء )
الشيخ : وقوله : (( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ )) هذه علامة (( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ )) يعني هداية توفيق - يرحمك الله - (( يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ )) فتجده منشرح الصدر في شرائع الإسلام وشعائره يفعلها بفرح وسرور وانطلاق إذا عرفت من نفسك هذا فاعلم أن الله أراد بك خيرا لأن الله يقول (( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ )) أما من ضاق به ذرعا والعياذ بالله فإن هذا علامة على أن الله أراد به سوء وأراد به ضرا وإلا لنشرح صدره ولهذا تجدون الصلاة التي هي أثقل ما يكون على المنافقين تجدونها قرة عيون المخلصين قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( حبب إلى ما دنياكم النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة ) ليش ؟ لأنه لا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الناس إيمانا نعم النبي عليه الصلاة والسلام أكمل الناس إيمانا فانشرح صدره بالصلاة وصارت قرة عينه فأنت قس نفسك إذا رأيت صدرك ينشرح بشعائر الإسلام فاعلم أن الله أراد بك خيرا لأن الله يقول : (( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ )) فإذا قيل له هذا حلال قبل حرام قبل واجب قبل لكن إذا ضاق به ذرعا فإنها علامة على السوء نسأل الله العافية قيل له مثلا إنه يجب عليك أن تصلي مع الجماعة في المسجد فضاق ضاق وصار فيه نفسه حرج نقول هذا علامة على إيش ؟ ها ويش عليه يا أخ أنت معي ولا رايح علامة على السوء لكن قيل له إنه يجب عليك أن تصلي مع الجماعة في المسجد فانشرح وقال الحمد لله الذي شرع لي ذلك ولولا أن الله شرعه لكان بدعة وأقبل إليه ورضي به هذا علامة على أن الله أراد أن يهديه .
قال : (( يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ )) (( يَشْرَحْ )) بمعنى يوسع ومنه قول موسى عليه الصلاة والسلام لما أرسله الله إلى فرعون (( قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي )) يعني وسع لي صدري في مناجاة هذا الرجل ودعوته لأن فرعون كان جبارا عنيدا والعياذ بالله.
وقوله: (( لِلإِسْلامِ )) هل المراد بأصل الإسلام إذا عرض إليه وهو كافر أو عام لأصل الإسلام وفروعه وواجباته ؟ هو عام وكلما كان الإنسان بالإسلام وشرائعه أشرح صدرا كان أدل على إرادة الله به الهداية.
قال : (( يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ )) (( يَشْرَحْ )) بمعنى يوسع ومنه قول موسى عليه الصلاة والسلام لما أرسله الله إلى فرعون (( قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي )) يعني وسع لي صدري في مناجاة هذا الرجل ودعوته لأن فرعون كان جبارا عنيدا والعياذ بالله.
وقوله: (( لِلإِسْلامِ )) هل المراد بأصل الإسلام إذا عرض إليه وهو كافر أو عام لأصل الإسلام وفروعه وواجباته ؟ هو عام وكلما كان الإنسان بالإسلام وشرائعه أشرح صدرا كان أدل على إرادة الله به الهداية.
4 - شرح قو المصنف : وقوله : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء ) أستمع حفظ
شرح قو المصنف : وقوله :ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء
الشيخ : (( وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ )) (( وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً )) أي شديد الضيق والعياذ بالله ثم مثل قال (( كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ )) يعني كأنه حين يعرض عليه الإسلام كأنه يتكلف الصعود إلى السماء ولهذا جاءت الآية (( يَصَّعَّدُ )) ولم يقل يصعد كأنه يتكلف الصعود بمشقة شديدة نعم وهذا الذي يتكلف الصعود لا شك أنه يتعب ويسأم ويمل، ولنفرض أن هذا رجل طلب منه أن يصعد جبلا رفيعا صعبا هذا إذا قام يصعد هذا الجبل سوف يتكلف وسوف يضيق نفَسه ويرتفع ويلهث لأنه يجد من هذا ضيقا، وعلى ما وصل إليه المتأخرون الآن يقولون إن الذي يصعد في السماء كلما ارتفع وازداد ارتفاعه كثر عليه الضغط وصار أشد حرجا وضيقا وسواء كان المعنى الأول أو المعنى الثاني فإن هذا الرجل الذي يعرض عليه الإسلام والعياذ بالله يجد الحرج والضيق كأنما يصعد في السماء .
نأخذ من هذه الآية الكريمة : إثبات إرادة الله عز وجل، والإرادة المذكورة هنا إرادة كونية لا غير لأنه قال (( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ )) (( وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ )) وهذا التقسيم لا يكون إلا في الأمور الكونيات أما الشرع فالله يريد من كل أحد أن يستسلم لشرع الله فالأرادة هنا كونية وفيها من السلوك والعبادة دليل على أنه يجب على الإنسان أن يتقبل الإسلام كله أصله وفرعه وما يتعلق بحق الله وما يتعلق بحق العباد وأنه يجب عليه أن يشرح صدره لذلك فإن لم يكن كذلك فإنه من القسم الثاني الذين أراد الله إضلالهم، قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من يرد الله به خيراً، يفقهه في الدين ) والفقه في الدين يقتضي قبول الدين لأن كل من فقه في دين الله وعرفه قبله وأحبه، وقال الله تعالى : (( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً )) شوف كيف الآن إقسام مؤكد بلا (( فلا وربك )) إقسام بأخص ربوبية من الله عز وجل لعباده ما هي ؟ ربوبية الله للرسول عليه الصلاة والسلام إقسام بربوبية الله الخاصة لرسوله على قبول ما جاء به هذا الرسول .
رابعا هنا قال : (( حَتَّى يُحَكِّمُوكَ )) أنت خاصة (( فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ )) فمن طلب التحاكم إلى غير الرسول عليه الصلاة والسلام بل إلى غير الله ورسوله فإنه ليس بمؤمن فإما كافر كفرا مخرجا عن الملة وإما كافر كفرا دون ذلك نعم .
الثاني : إذا حكموه لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضى بل يجدوا القبول والانشراح لما قضاه النبي عليه الصلاة والسلام .
الثالث : يسلموا تسليما وأكد التسليم بالمصدر يعني تسليما كاملا، فاحذر أيها المسلم أن ينتفي عنك الإيمان .
ولنضرب لهذا مثلا : تجادل رجلان في حكم مسألة شرعية فاستدل أحدهما بالسنة فوجد الثاني في ذلك حرجا وضيقا كيف يريد أن يخرج عن متبوعه إلى اتباع هذه السنة ؟ ما تقولون في إيمان هذا الرجل ناقص ولا لا ؟ ناقص بلا شك في إيمانه لأن المؤمن حقا هو الذي إذا ظفر بالنص من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام فكأنما ظفر بأكبر غنيمة يفرح بها ويقول : الحمد لله الذي هداني لهذا نسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم، خلاف والعياذ بالله الذي يتعصب لرأيه ويحاول أن يلوي أعناق النصوص حتى تتجه إلى ما يريده هو لا ما يريده الله ورسوله فإن هذا على خطر عظيم.
وبعد أن تكملنا على آيات الإرادة على ما شاء الله نقول إن الإرادة تنقسم إلى قسمين :
قسم : إرادة كونية وهذه الإرادة مرادفة تماماً للمشيئة فأراد فيها بمعنى شاء لا غير هذه الإرادة تتعلق فيما يحبه الله وما لا يحبه، وعلى هذا إذا قال قائل هل أراد الله الكفر ؟ فقل بالإرادة الكونية نعم أراده ولو لم يرده الله عز وجل ما صار طيب .
ثانيا : هذه الإرادة يلزم فيها وقوع المراد يعني أن ما أراده الله فلا بد أن يقع ولا يمكن أن يتخلف انتبه فصارت هذه الإرادة فيها بحثان :
البحث الأول : هل هي خاصة فيما يحب الله أو عامة فيما يحبه وزما لا يحبه ؟ عامة .
ثانيا البحث الثاني : هل يتعين فيها وقوع المراد أو لا ؟ يتعين فيها وقوع المراد على كل حال سواء كان مما يحبه الله أو لا .
الإرادة الشرعية : تختص بما يحبه الله لا يريد الله الكفر بالإرادة الشرعية ولا يريد الفسق بالإرادة الشرعية طيب .
ثانيا البحث الثاني فيها : أنه لا يلزم فيها وقوع المراد بمعنى أن الله يريد شيئا ولا يقع فهو سبحانه وتعالى يريد منا أن نعبده هل يلزم وقوع هذا المراد ؟ لا قد نعبده وقد لا نعبده بخلاف الإرادة الكونية فصار الفرق بين الإرادتين من وجهين :
الإرادة الكونية يلزم فيها وقوع المراد، والشرعية لا يلزم .
الإرادة الشرعية تختص فيما يحبه الله، والكونية لا تختص عامة فيما يحبه وما لا يحبه .
فإذا قال قائل : كيف يريد الله تعالى كونا ما لا يحبه يعني كيف يريد الكفر أو الفسق أو العصيان كيف يريد ذلك وهو لا يحبه ؟
فالجواب : أن هذا محبوب إلى الله من وجه مكروه إليه من وجه آخر فهو محبوب إليه لما يتضمنه من المصالح العظيمة، مكروه إليه لأنه معصية له ولا مانع من أن يكون الشيء محبوبا مكروها فها هو الرجل يقدم طفله الذي هو فلذة كبده وثمرة فؤاده يقدمه إلى الطبيب ليشق جلده ويخرج المادة المؤذية فيه ولا لا ؟ لكن لو يجي واحد يريد أن يشقه بظفره ما هو بالمشرط ويش يسوي فيه ؟ قاتله لكن هو يذهب إلى الطبيب ليشقه من كعبه إلى ركبته وهو ينظر إليه وهو فرح مسرور يذهب به إلى الطبيب ليحمي الحديد على النار حتى تلتهب حمراء ثم يأخذها ويكوي بها ابنه وهو راض بذلك ولا لا ؟ راض بذلك لماذا يرضى بذلك وهو يتألم الابن ويصح ؟ لأنه مراد لغيره للمصلحة العظيمة التي تترتب على ذلك طيب .
إذا المراد كونا لا بد أن يقع المراد كونا قد يكون فيما يجبه الله وقد لا يكون فيما يحب .
المراد شرعا قد يقع وقد لا يقع المراد شرعا يختص فيها يحبه الله عز وجل .
ولنضرب لهذا أمثلة : ماذا نقول في إيمان أبي بكر رضي الله عنه ؟ مراد شرعا وكونا مراد شرعا لأن الله يحبه يحب الإيمان كونا لأنه وقع فإذا قال قائل : إلى أين نرجع إذا أردنا أن نعرف أن هذه إرادة شرعية ؟ قلنا للكتاب والسنة من أين نعرف أن هذا مراد كونا ؟ بالوقوع فما وقع علمنا أنه مراد كونا فهمت لكن المراد شرعا نعرفه من الكتاب والسنة والمراد كونا نعرفه من الوقوع طيب .
ما تقولون في كفر أبي طالب ؟ مراد كونا لا شرعا كفر أبي طالب إيمان أبي طالب مراد شرعا لا كونا كذا طيب .
إيمان أبي لهب اصبر مراد شرعا لا كونا إيمان أبي لهب مراد شرعا لا كونا طيب نعم لأن الله يحبه يحب أن يؤمن إي كونا هذا لكن لو آمن لكان أحب إلى الله طيب من يمثل لنا بمثال غير مراد لا شرعا ولا كونا ؟ غير مراد لا كونا ولا شرعا .
الطالب : ... .
الشيخ : كفر أبي بكر صح طيب تحاشيا لهذه التسمية الحقيقة أن هذه ثقيلة على الناس نقول كفر المؤمن أو ما يصلح كفر المؤمن كذا لأنك لو تجي واحد كفر أبي بكر لكان عامي يبي يمسكك كيف كفر أبي بكر إلا أن يكون رافضيا سوف يفرح نعم نعوذ بالله إنما بدل من أن نقول كفر فلان المعين من المؤمنين نقول : كفر المؤمن انتبه لهذا نقول هذا غير مراد لا شرعا ولا كونا لا شرعا لأن الله لا يحب من المؤمن أن يكفر ولا كونا لأن المؤمن لم يكفر باق على إيمانه إي نعم والله أعلم .
وعلى آله وأصحابه أجمعين سبق لنا بيان إثبات المشيئة لا تنقسم بل هي قسم واحد ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن سواء مما يحبه أو مما يكرهه وسواء من فعله أو فعل عباده وأما الإرادة فتنقسم إلى قسمين : إرادة كونية وإرادة شرعية فالإرادة الكونية هي التي بمعنى المشيئة فما أراده الله كونا كان وما لم يرده لم يكن لا فرق بين فعله وفعل عباده ولا فرق بين ما يحبه وما لا يحبه عرفتم .
وأما الإرادة الشرعية فهي التي بمعنى المحبة وحينئذ تكون خاصة فيما يحبه سواء وقع أم لم يقع وسبق لنا أيضا أن بين الإرادتين عموما وخصوصا وجهيا لا مطلقا تنفردان في صورة ويفترقان في صورة نعم تجتمعان في صورة وتختلفان في صورة وأن الفرق بينهما من وجهين :
الوجه الأول : الإرادة الكونية يلزم فيها وقوع المراد بخلاف الشرعية .
الإرادة الكونية تتعلق بما يحبه وما لا يحبه بخلاف الشرعية كيف الفارق ؟ الشرعية تتعلق فيما يحبه وإن لم يقع بخلاف الكونية .
طيب (( يريد الله بكم اليسر )) ما نوعها ؟ شرعية لأنها لو كانت كونية ما وجد الناس عسرا أبدا مع أن العسر موجود (( إن مع العسر يسرا فإن مع العسر يسرا )) واضح طيب (( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا )) إرادة كونية لأنها ما هي متعلقة بما يحبه والدليل على أنها إرادة كونية أن الله عبر بالمشيئة في موضعه فقال (( مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )) (( وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )) نظير (( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ )) (( وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )) انتبهوا أنا غلطت العكس (( (( مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ )) نظير (( وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا )) (( وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )) نظير (( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ )) أفهمتم الأن طيب نأخذ أمثلة على الفرق وأظنها إن شاء الله واضحة إيمان أبي بكر مراد شرعا وكونا كفر الكافر مراد كونا لا شرعا كذا ولا لا ؟ كفر الذي هو مؤمن الآن غير مراد لا شرعا ولا كونا تمام طيب كفر المؤمن لا شرعا ولا كونا هي المثل الذي ذكرنا الآن وكفر الكافر مراد كونا لا شرعا طيب الحمد لله .
سألنا سائل : هل الإرادة مرادفة للمحبة ؟ الشرعية مرادفة للمحبة .
سألنا سائل : هل الإرادة مرادفة للمشيئة ؟ الكونية مرادفة للمشيئة ولهذا المؤلف رحمه الله جاء بها على هذا الترتيب أول ما ذكر المشيئة (( وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ )) ثم ذكر الإرادة بعضها في المشيئة وبعضها في المحبة ثم ذكر آيات المحبة فقال طيب قبل أن نتجاوز آيات الإرادة ماذا تفيد معرفتنا للإرادة من الناحية المسلكية ؟ تفيد أمرين :
الأمر الأول : أن نعلق رجاءنا وخوفنا وجميع أحوالنا وأعمالنا بمن ؟ بالله لأن كل شيء بإرادته وهذا يحقق لنا التوكل .
ثانيا : أن نفعل ما يريده الله شرعا فإذا علمنا أنه مراد لله شرعا ومحبوب إليه فإن ذلك يقوي عزمنا على إيش ؟ على فعله، هذا من فوائد معرفتنا بالإرادة من الناحية إيش ؟ المسلكية أن نفوض الأمر إلى الله وأن نعلق أمرنا به وهذا باعتبار الإرادة إيش ؟ الكونية وأن نحرص غاية الحرص على ما يرديه تعالى من الطاعات وهذا باعتبار الإرادة الشرعية طيب نعم .
الطالب : ... ؟
الشيخ : ما هو ؟
الطالب : الإرادة الشرعية تؤخذ من الكتاب والسنة والإرادة الكونية تؤخذ من الوقوع ؟
الشيخ : إي يعني طريقة معرفتها ؟ نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : ليش خربنا القاعدة ما دام تعلقنا بالله هذا من الإيمان بالقدر .
نأخذ من هذه الآية الكريمة : إثبات إرادة الله عز وجل، والإرادة المذكورة هنا إرادة كونية لا غير لأنه قال (( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ )) (( وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ )) وهذا التقسيم لا يكون إلا في الأمور الكونيات أما الشرع فالله يريد من كل أحد أن يستسلم لشرع الله فالأرادة هنا كونية وفيها من السلوك والعبادة دليل على أنه يجب على الإنسان أن يتقبل الإسلام كله أصله وفرعه وما يتعلق بحق الله وما يتعلق بحق العباد وأنه يجب عليه أن يشرح صدره لذلك فإن لم يكن كذلك فإنه من القسم الثاني الذين أراد الله إضلالهم، قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من يرد الله به خيراً، يفقهه في الدين ) والفقه في الدين يقتضي قبول الدين لأن كل من فقه في دين الله وعرفه قبله وأحبه، وقال الله تعالى : (( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً )) شوف كيف الآن إقسام مؤكد بلا (( فلا وربك )) إقسام بأخص ربوبية من الله عز وجل لعباده ما هي ؟ ربوبية الله للرسول عليه الصلاة والسلام إقسام بربوبية الله الخاصة لرسوله على قبول ما جاء به هذا الرسول .
رابعا هنا قال : (( حَتَّى يُحَكِّمُوكَ )) أنت خاصة (( فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ )) فمن طلب التحاكم إلى غير الرسول عليه الصلاة والسلام بل إلى غير الله ورسوله فإنه ليس بمؤمن فإما كافر كفرا مخرجا عن الملة وإما كافر كفرا دون ذلك نعم .
الثاني : إذا حكموه لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضى بل يجدوا القبول والانشراح لما قضاه النبي عليه الصلاة والسلام .
الثالث : يسلموا تسليما وأكد التسليم بالمصدر يعني تسليما كاملا، فاحذر أيها المسلم أن ينتفي عنك الإيمان .
ولنضرب لهذا مثلا : تجادل رجلان في حكم مسألة شرعية فاستدل أحدهما بالسنة فوجد الثاني في ذلك حرجا وضيقا كيف يريد أن يخرج عن متبوعه إلى اتباع هذه السنة ؟ ما تقولون في إيمان هذا الرجل ناقص ولا لا ؟ ناقص بلا شك في إيمانه لأن المؤمن حقا هو الذي إذا ظفر بالنص من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام فكأنما ظفر بأكبر غنيمة يفرح بها ويقول : الحمد لله الذي هداني لهذا نسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم، خلاف والعياذ بالله الذي يتعصب لرأيه ويحاول أن يلوي أعناق النصوص حتى تتجه إلى ما يريده هو لا ما يريده الله ورسوله فإن هذا على خطر عظيم.
وبعد أن تكملنا على آيات الإرادة على ما شاء الله نقول إن الإرادة تنقسم إلى قسمين :
قسم : إرادة كونية وهذه الإرادة مرادفة تماماً للمشيئة فأراد فيها بمعنى شاء لا غير هذه الإرادة تتعلق فيما يحبه الله وما لا يحبه، وعلى هذا إذا قال قائل هل أراد الله الكفر ؟ فقل بالإرادة الكونية نعم أراده ولو لم يرده الله عز وجل ما صار طيب .
ثانيا : هذه الإرادة يلزم فيها وقوع المراد يعني أن ما أراده الله فلا بد أن يقع ولا يمكن أن يتخلف انتبه فصارت هذه الإرادة فيها بحثان :
البحث الأول : هل هي خاصة فيما يحب الله أو عامة فيما يحبه وزما لا يحبه ؟ عامة .
ثانيا البحث الثاني : هل يتعين فيها وقوع المراد أو لا ؟ يتعين فيها وقوع المراد على كل حال سواء كان مما يحبه الله أو لا .
الإرادة الشرعية : تختص بما يحبه الله لا يريد الله الكفر بالإرادة الشرعية ولا يريد الفسق بالإرادة الشرعية طيب .
ثانيا البحث الثاني فيها : أنه لا يلزم فيها وقوع المراد بمعنى أن الله يريد شيئا ولا يقع فهو سبحانه وتعالى يريد منا أن نعبده هل يلزم وقوع هذا المراد ؟ لا قد نعبده وقد لا نعبده بخلاف الإرادة الكونية فصار الفرق بين الإرادتين من وجهين :
الإرادة الكونية يلزم فيها وقوع المراد، والشرعية لا يلزم .
الإرادة الشرعية تختص فيما يحبه الله، والكونية لا تختص عامة فيما يحبه وما لا يحبه .
فإذا قال قائل : كيف يريد الله تعالى كونا ما لا يحبه يعني كيف يريد الكفر أو الفسق أو العصيان كيف يريد ذلك وهو لا يحبه ؟
فالجواب : أن هذا محبوب إلى الله من وجه مكروه إليه من وجه آخر فهو محبوب إليه لما يتضمنه من المصالح العظيمة، مكروه إليه لأنه معصية له ولا مانع من أن يكون الشيء محبوبا مكروها فها هو الرجل يقدم طفله الذي هو فلذة كبده وثمرة فؤاده يقدمه إلى الطبيب ليشق جلده ويخرج المادة المؤذية فيه ولا لا ؟ لكن لو يجي واحد يريد أن يشقه بظفره ما هو بالمشرط ويش يسوي فيه ؟ قاتله لكن هو يذهب إلى الطبيب ليشقه من كعبه إلى ركبته وهو ينظر إليه وهو فرح مسرور يذهب به إلى الطبيب ليحمي الحديد على النار حتى تلتهب حمراء ثم يأخذها ويكوي بها ابنه وهو راض بذلك ولا لا ؟ راض بذلك لماذا يرضى بذلك وهو يتألم الابن ويصح ؟ لأنه مراد لغيره للمصلحة العظيمة التي تترتب على ذلك طيب .
إذا المراد كونا لا بد أن يقع المراد كونا قد يكون فيما يجبه الله وقد لا يكون فيما يحب .
المراد شرعا قد يقع وقد لا يقع المراد شرعا يختص فيها يحبه الله عز وجل .
ولنضرب لهذا أمثلة : ماذا نقول في إيمان أبي بكر رضي الله عنه ؟ مراد شرعا وكونا مراد شرعا لأن الله يحبه يحب الإيمان كونا لأنه وقع فإذا قال قائل : إلى أين نرجع إذا أردنا أن نعرف أن هذه إرادة شرعية ؟ قلنا للكتاب والسنة من أين نعرف أن هذا مراد كونا ؟ بالوقوع فما وقع علمنا أنه مراد كونا فهمت لكن المراد شرعا نعرفه من الكتاب والسنة والمراد كونا نعرفه من الوقوع طيب .
ما تقولون في كفر أبي طالب ؟ مراد كونا لا شرعا كفر أبي طالب إيمان أبي طالب مراد شرعا لا كونا كذا طيب .
إيمان أبي لهب اصبر مراد شرعا لا كونا إيمان أبي لهب مراد شرعا لا كونا طيب نعم لأن الله يحبه يحب أن يؤمن إي كونا هذا لكن لو آمن لكان أحب إلى الله طيب من يمثل لنا بمثال غير مراد لا شرعا ولا كونا ؟ غير مراد لا كونا ولا شرعا .
الطالب : ... .
الشيخ : كفر أبي بكر صح طيب تحاشيا لهذه التسمية الحقيقة أن هذه ثقيلة على الناس نقول كفر المؤمن أو ما يصلح كفر المؤمن كذا لأنك لو تجي واحد كفر أبي بكر لكان عامي يبي يمسكك كيف كفر أبي بكر إلا أن يكون رافضيا سوف يفرح نعم نعوذ بالله إنما بدل من أن نقول كفر فلان المعين من المؤمنين نقول : كفر المؤمن انتبه لهذا نقول هذا غير مراد لا شرعا ولا كونا لا شرعا لأن الله لا يحب من المؤمن أن يكفر ولا كونا لأن المؤمن لم يكفر باق على إيمانه إي نعم والله أعلم .
وعلى آله وأصحابه أجمعين سبق لنا بيان إثبات المشيئة لا تنقسم بل هي قسم واحد ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن سواء مما يحبه أو مما يكرهه وسواء من فعله أو فعل عباده وأما الإرادة فتنقسم إلى قسمين : إرادة كونية وإرادة شرعية فالإرادة الكونية هي التي بمعنى المشيئة فما أراده الله كونا كان وما لم يرده لم يكن لا فرق بين فعله وفعل عباده ولا فرق بين ما يحبه وما لا يحبه عرفتم .
وأما الإرادة الشرعية فهي التي بمعنى المحبة وحينئذ تكون خاصة فيما يحبه سواء وقع أم لم يقع وسبق لنا أيضا أن بين الإرادتين عموما وخصوصا وجهيا لا مطلقا تنفردان في صورة ويفترقان في صورة نعم تجتمعان في صورة وتختلفان في صورة وأن الفرق بينهما من وجهين :
الوجه الأول : الإرادة الكونية يلزم فيها وقوع المراد بخلاف الشرعية .
الإرادة الكونية تتعلق بما يحبه وما لا يحبه بخلاف الشرعية كيف الفارق ؟ الشرعية تتعلق فيما يحبه وإن لم يقع بخلاف الكونية .
طيب (( يريد الله بكم اليسر )) ما نوعها ؟ شرعية لأنها لو كانت كونية ما وجد الناس عسرا أبدا مع أن العسر موجود (( إن مع العسر يسرا فإن مع العسر يسرا )) واضح طيب (( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا )) إرادة كونية لأنها ما هي متعلقة بما يحبه والدليل على أنها إرادة كونية أن الله عبر بالمشيئة في موضعه فقال (( مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )) (( وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )) نظير (( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ )) (( وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )) انتبهوا أنا غلطت العكس (( (( مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ )) نظير (( وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا )) (( وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )) نظير (( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ )) أفهمتم الأن طيب نأخذ أمثلة على الفرق وأظنها إن شاء الله واضحة إيمان أبي بكر مراد شرعا وكونا كفر الكافر مراد كونا لا شرعا كذا ولا لا ؟ كفر الذي هو مؤمن الآن غير مراد لا شرعا ولا كونا تمام طيب كفر المؤمن لا شرعا ولا كونا هي المثل الذي ذكرنا الآن وكفر الكافر مراد كونا لا شرعا طيب الحمد لله .
سألنا سائل : هل الإرادة مرادفة للمحبة ؟ الشرعية مرادفة للمحبة .
سألنا سائل : هل الإرادة مرادفة للمشيئة ؟ الكونية مرادفة للمشيئة ولهذا المؤلف رحمه الله جاء بها على هذا الترتيب أول ما ذكر المشيئة (( وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ )) ثم ذكر الإرادة بعضها في المشيئة وبعضها في المحبة ثم ذكر آيات المحبة فقال طيب قبل أن نتجاوز آيات الإرادة ماذا تفيد معرفتنا للإرادة من الناحية المسلكية ؟ تفيد أمرين :
الأمر الأول : أن نعلق رجاءنا وخوفنا وجميع أحوالنا وأعمالنا بمن ؟ بالله لأن كل شيء بإرادته وهذا يحقق لنا التوكل .
ثانيا : أن نفعل ما يريده الله شرعا فإذا علمنا أنه مراد لله شرعا ومحبوب إليه فإن ذلك يقوي عزمنا على إيش ؟ على فعله، هذا من فوائد معرفتنا بالإرادة من الناحية إيش ؟ المسلكية أن نفوض الأمر إلى الله وأن نعلق أمرنا به وهذا باعتبار الإرادة إيش ؟ الكونية وأن نحرص غاية الحرص على ما يرديه تعالى من الطاعات وهذا باعتبار الإرادة الشرعية طيب نعم .
الطالب : ... ؟
الشيخ : ما هو ؟
الطالب : الإرادة الشرعية تؤخذ من الكتاب والسنة والإرادة الكونية تؤخذ من الوقوع ؟
الشيخ : إي يعني طريقة معرفتها ؟ نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : ليش خربنا القاعدة ما دام تعلقنا بالله هذا من الإيمان بالقدر .
شرح قو المصنف : و .وقوله : ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين )( وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )
الشيخ : الآن بدأ المؤلف في آيات المحبة فقال : وقوله (( وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )) وأحسنوا فعل أمر والإحسان قد يكون واجبا وقد يكون مستحبا مندوبا إليه فما كان يتوقف عليه أداء الواجب فهو واجب وما كان زائدا على ذلك فهو مستحب وبناء على ذلك فإنا نقول (( وأحسنوا )) فعل أمر مستعمل في الواجب والمستحب .
الإحسان في عبادة الله لا نجد تفسيرا أحسن من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم له حين سأله جبريل ( قال : ما الإحسان ؟ قال : أن تعبد الله كأنك تراه ) وهذا أكمل من الذي بعده لأن الذي يعبد الله كأنه يراه يعبده عبادة طلب ورغبة ( فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) يعني فإن لم تصل إلى هذه الحال فاعلم أنه يراك والذي يعبد الله على هذه المرتبة يعبده عبادة خوف وهرب نعم لأنه يخاف ممن يراه وهناكم فرق بين هذا وهذا فالأول أكمل من الثاني من الأول ؟ الذي يعبد الله كأنه يرى الله فهو يعبده عبادة رغبة وطلب أما الثاني الذي لا يصل يقينه إلى هذه المرتية إن لم تكن تراه فإنه يراك إن لم تعبده على المرتبة الأولى فاعبده على المرتبة الثانية أنه يراك وهذا هو مرتبة الخوف والهرب من معصيته طيب هذا بالنسبة لمعاملة الخالق عز وجل .
الإحسان بالنسبة لمعاملة الخلق ما هو ؟ يقولون في تفسيره : بذل الندى وكف الأذى وطلاقة الوجه شوف كيف ثلاثة أمور بذل الندى وكف الأذى وطلاقة الوجه .
بذل الندى : يعني المعروف سواء كان ماليا أو بدنيا أم جاهيا ولا لا .
كف الأذى : أن لا تؤذي الناس لا بقولك ولا بفعلك .
طلاقة الوجه : أن لا تكون عبوسا عند الناس لكن أحيانا الإنسان يغضب ويعبس طبعا الغضبان ما بيضحك للواحد نقول هذا لسبب وقد يكون من الإحسان ولهذا الزاني إذا رجمناه أو جلدناه إذا لم يصل إلى درجة الرجم إحسان ولا لا ؟ إحسان فالإحسان قد يكون في غير هذا الشيء لكن هذا المعنى العام للإحسان هو هذا بذل الندى وكف الأذى وطلاقة الوجه هذا بالنسبة لمعاملة الناس .
طيب هل يدخل في ذلك إحسان المعاملة في البيع والشراء والإجارة والنكاح وغير ذلك ؟ نعم لأنك إذا عاملتهم بالطيب في هذه الأمور صبرت على المعسر وأوفيت الحق بسرعة هذا يعتبر بذل ندى فإن اعتديت بالغش والكذب والتزوير فأنت لم تكف الأذى لأن هذا أذية ولا لا ؟ أذية طيب أحسن في عبادة لله وإلى عباد الله عرفتم طيب .
(( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين )) هذا تعليل للأمر - ترى أبيك يا عبد الوهاب بعد العشاء - (( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين )) هذا تعليل للأمر هذا ثواب المحسن أن الله تعالى يحبه والله إن محبة الله لتشترى بالدنيا كلها يعني من الذي ينال محبة الله ؟ مرتبة عالية عظيمة أن الله سبحانه وتعالى يحبك وهي أعلى من أن تحب الله كون الله يحبك أعلى من أن تحبه أنت ولهذا قال الله تعالى (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )) ولم يقل فاتبعوني تصدقوا في محبتكم لله مع أن الحال تقتضي هكذا هم يقولون نحن نحب الله قال إن كنتم صادقين نعم فاتبعوني تحبون الله أو قال : (( يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )) قال (( يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )) ولهذا قال بعض العلماء : " الشأن كل الشأن في أن الله يحبك لا أنك تحب الله " كل يدعي محبة الله لكن الشأن في الذي في السماء عز وجل هل يحبك أم لا ؟ إذا أحبك الله عز وجل أحبتك الملائكة في السماء ثم يوضع لك القبول في الأرض فيحبك أهل الأرض ويقبلونك يقبلون ما جاء منك وهذه من عاجل بشرى المؤمن.
طيب إذا الإحسان أمر ينبغي للإنسان أن يفعله لينال محبة الله (( إن الله يحب المحسنين )) في عباداتهم ومعاملاتهم للخلق .
قال : (( وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )) .
(( وَأَقْسِطُوا )) - السؤال ترى ممنوع - (( أَقْسِطُوا )) فعل أمر والإقساط ليس هو القِسط القَسط لأنه أعني الإقساط من فعل الرباعي فالهمزة فيه همزة السلب يعني النفي يعني هذه الهمزة همزة النفي إذا دخلت على الفعل نفت معناه فإذا كان قسط يقسُط أو يقسِط بمعنى جار فإذا أدخلت عليه همزة أقسط بمعنى عدل فيسمون مثل هذه الهمزة همزة السلب مثل خطئ وأخطأ خطئ بمعنى ارتكب الخطأ عن عمد أخطأ ارتكبه عن غير عمد فالهمزة هنا للسلب سلبت المعنى .
(( وَأَقْسِطُوا )) أي : اعدلوا وهذا واجب ولا مستحب ؟ واجب العدل واجب في كل ما تجب فيه التسوية كل ما يجب فيه التسوية .
الإحسان في عبادة الله لا نجد تفسيرا أحسن من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم له حين سأله جبريل ( قال : ما الإحسان ؟ قال : أن تعبد الله كأنك تراه ) وهذا أكمل من الذي بعده لأن الذي يعبد الله كأنه يراه يعبده عبادة طلب ورغبة ( فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) يعني فإن لم تصل إلى هذه الحال فاعلم أنه يراك والذي يعبد الله على هذه المرتبة يعبده عبادة خوف وهرب نعم لأنه يخاف ممن يراه وهناكم فرق بين هذا وهذا فالأول أكمل من الثاني من الأول ؟ الذي يعبد الله كأنه يرى الله فهو يعبده عبادة رغبة وطلب أما الثاني الذي لا يصل يقينه إلى هذه المرتية إن لم تكن تراه فإنه يراك إن لم تعبده على المرتبة الأولى فاعبده على المرتبة الثانية أنه يراك وهذا هو مرتبة الخوف والهرب من معصيته طيب هذا بالنسبة لمعاملة الخالق عز وجل .
الإحسان بالنسبة لمعاملة الخلق ما هو ؟ يقولون في تفسيره : بذل الندى وكف الأذى وطلاقة الوجه شوف كيف ثلاثة أمور بذل الندى وكف الأذى وطلاقة الوجه .
بذل الندى : يعني المعروف سواء كان ماليا أو بدنيا أم جاهيا ولا لا .
كف الأذى : أن لا تؤذي الناس لا بقولك ولا بفعلك .
طلاقة الوجه : أن لا تكون عبوسا عند الناس لكن أحيانا الإنسان يغضب ويعبس طبعا الغضبان ما بيضحك للواحد نقول هذا لسبب وقد يكون من الإحسان ولهذا الزاني إذا رجمناه أو جلدناه إذا لم يصل إلى درجة الرجم إحسان ولا لا ؟ إحسان فالإحسان قد يكون في غير هذا الشيء لكن هذا المعنى العام للإحسان هو هذا بذل الندى وكف الأذى وطلاقة الوجه هذا بالنسبة لمعاملة الناس .
طيب هل يدخل في ذلك إحسان المعاملة في البيع والشراء والإجارة والنكاح وغير ذلك ؟ نعم لأنك إذا عاملتهم بالطيب في هذه الأمور صبرت على المعسر وأوفيت الحق بسرعة هذا يعتبر بذل ندى فإن اعتديت بالغش والكذب والتزوير فأنت لم تكف الأذى لأن هذا أذية ولا لا ؟ أذية طيب أحسن في عبادة لله وإلى عباد الله عرفتم طيب .
(( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين )) هذا تعليل للأمر - ترى أبيك يا عبد الوهاب بعد العشاء - (( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين )) هذا تعليل للأمر هذا ثواب المحسن أن الله تعالى يحبه والله إن محبة الله لتشترى بالدنيا كلها يعني من الذي ينال محبة الله ؟ مرتبة عالية عظيمة أن الله سبحانه وتعالى يحبك وهي أعلى من أن تحب الله كون الله يحبك أعلى من أن تحبه أنت ولهذا قال الله تعالى (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )) ولم يقل فاتبعوني تصدقوا في محبتكم لله مع أن الحال تقتضي هكذا هم يقولون نحن نحب الله قال إن كنتم صادقين نعم فاتبعوني تحبون الله أو قال : (( يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )) قال (( يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )) ولهذا قال بعض العلماء : " الشأن كل الشأن في أن الله يحبك لا أنك تحب الله " كل يدعي محبة الله لكن الشأن في الذي في السماء عز وجل هل يحبك أم لا ؟ إذا أحبك الله عز وجل أحبتك الملائكة في السماء ثم يوضع لك القبول في الأرض فيحبك أهل الأرض ويقبلونك يقبلون ما جاء منك وهذه من عاجل بشرى المؤمن.
طيب إذا الإحسان أمر ينبغي للإنسان أن يفعله لينال محبة الله (( إن الله يحب المحسنين )) في عباداتهم ومعاملاتهم للخلق .
قال : (( وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )) .
(( وَأَقْسِطُوا )) - السؤال ترى ممنوع - (( أَقْسِطُوا )) فعل أمر والإقساط ليس هو القِسط القَسط لأنه أعني الإقساط من فعل الرباعي فالهمزة فيه همزة السلب يعني النفي يعني هذه الهمزة همزة النفي إذا دخلت على الفعل نفت معناه فإذا كان قسط يقسُط أو يقسِط بمعنى جار فإذا أدخلت عليه همزة أقسط بمعنى عدل فيسمون مثل هذه الهمزة همزة السلب مثل خطئ وأخطأ خطئ بمعنى ارتكب الخطأ عن عمد أخطأ ارتكبه عن غير عمد فالهمزة هنا للسلب سلبت المعنى .
(( وَأَقْسِطُوا )) أي : اعدلوا وهذا واجب ولا مستحب ؟ واجب العدل واجب في كل ما تجب فيه التسوية كل ما يجب فيه التسوية .
اضيفت في - 2007-02-04