شرح العقيدة الواسطية-22a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
العقيدة الواسطية
تتمة شرح قول المصنف : :"وأما المرتاب فيقول : هاه هاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته :
الشيخ : المرتاب : الشاك والمنافق وشبههما. فيقول : هاه ! هاه! لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته - نسأل الله العافية - لم يلج الإيمان قلبه، وإنما كان يقول كما يقول الناس من غير أن يصل الإيمان إلى قلبه.
وتأمل قوله : هاه! هاه! كأن شيئاً غاب عنه، يريد أن يتذكره، وهذا أشد في التحسر، أن يتخيل أنه يعرف هذا الجواب، ولكن هاه! هاه! ثم يقول سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته،
ولا يقول : ربي الله ! ولا: ديني الإسلام! ولا: نبيي محمد! لماذا؟ لأنه في الدنيا مرتاب شاك! هل حقيقة أن الله عز وجل رب مالك مدبر خالق؟ نعم، هل صحيح أن هناك دينا يسمى دين الإسلام؟ هل هناك صحيح أن؟ هل صحيح أن هناك رسولا هو محمد عليه الصلاة والسلام؟ يتشكك.
هذا إذا سئل في قبره وصار أحوج ما يكون إلى الجواب الصواب، يعجز - والعياذ بالله - يقول: لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته.
إذن إيمانه قول ولا عقيدة؟ قول فقط. يسمع الناس يقولون آمنا آمنا فيقول آمنا، لكنه ليس بمؤمن (( فمن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين )). نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : أي. الفرق المنافق في ذلك الباب في حكم الكافر ، في حكم الكافر. لكن يظهر الإسلام. أي نعم
الطالب : هم يعاملونه معاملة المنافق. المعتزلة صاحب الكبيرة يقولون نعامله معاملة المسلم.
الشيخ : الفاسق في الدنيا وفي الآخرة معاملة الكافر. أي نعم.
الطالب : جعلوه كالمنافق .
الشيخ : جعلوه كالمنافق أي نعم. لكن مع ذلك هم يتناقضون يقولون إذا عاملتموه معاملة المسلم في أحكام الدنيا ... في أحكام الآخرة أيضا.
الطالب : ... .
الشيخ : المنافق في الدرك الأسفل من النار. لكن هم يقولون إن المنافق الذي لم يصدر منه كبيرة نعامله في الدنيا على ... وأمره إلى الله.
وتأمل قوله : هاه! هاه! كأن شيئاً غاب عنه، يريد أن يتذكره، وهذا أشد في التحسر، أن يتخيل أنه يعرف هذا الجواب، ولكن هاه! هاه! ثم يقول سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته،
ولا يقول : ربي الله ! ولا: ديني الإسلام! ولا: نبيي محمد! لماذا؟ لأنه في الدنيا مرتاب شاك! هل حقيقة أن الله عز وجل رب مالك مدبر خالق؟ نعم، هل صحيح أن هناك دينا يسمى دين الإسلام؟ هل هناك صحيح أن؟ هل صحيح أن هناك رسولا هو محمد عليه الصلاة والسلام؟ يتشكك.
هذا إذا سئل في قبره وصار أحوج ما يكون إلى الجواب الصواب، يعجز - والعياذ بالله - يقول: لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته.
إذن إيمانه قول ولا عقيدة؟ قول فقط. يسمع الناس يقولون آمنا آمنا فيقول آمنا، لكنه ليس بمؤمن (( فمن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين )). نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : أي. الفرق المنافق في ذلك الباب في حكم الكافر ، في حكم الكافر. لكن يظهر الإسلام. أي نعم
الطالب : هم يعاملونه معاملة المنافق. المعتزلة صاحب الكبيرة يقولون نعامله معاملة المسلم.
الشيخ : الفاسق في الدنيا وفي الآخرة معاملة الكافر. أي نعم.
الطالب : جعلوه كالمنافق .
الشيخ : جعلوه كالمنافق أي نعم. لكن مع ذلك هم يتناقضون يقولون إذا عاملتموه معاملة المسلم في أحكام الدنيا ... في أحكام الآخرة أيضا.
الطالب : ... .
الشيخ : المنافق في الدرك الأسفل من النار. لكن هم يقولون إن المنافق الذي لم يصدر منه كبيرة نعامله في الدنيا على ... وأمره إلى الله.
1 - تتمة شرح قول المصنف : :"وأما المرتاب فيقول : هاه هاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته : أستمع حفظ
سؤال :هل الكافر يفتن في قبره ؟
السائل : ... وفي رواية قال : ( الكافر ) وفي رواية : ( المرتاب ).
الشيخ : نعم.
السائل : ... .
الشيخ : فيها شك، وهو فيقول الكافر أو المرتاب، هكذا في الصحيحين: الكافر أو المرتاب، ولكن إذا سمعناها يقول سمعت الناس يقولون شيئا فقلته، علمنا أن هذا في المرتاب، لأن الكافر ما بيقول كما يقول الناس، أصلا جاحد منكر، نعم يا خالد.
السائل : جزاك الله خير، أليس ... .
الشيخ : ايش؟
السائل : سؤال المقبور حين يسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم فيقال : من نبيك؟ فيقول : محمد.
الشيخ : كيف ما دينك؟ محمد؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم.
السائل : قوله نبيي محمد ألا يدل على الله والدين.
الشيخ : لا لا، لا بد أن يصرح بهذا، يسأل عن هذا تصريحا، نعم.
السائل : ... .
الشيخ : أي لكن لأجل أن يتحسر، الفائدة من سؤاله أن يتحسر، وإلا فالله يعلم من حاله.
السائل : ... .
الشيخ : لا لا، الكافر الصريح ما هو من المؤمنين، ولا يدعي الإيمان، بخلاف هذا.
الشيخ : نعم.
السائل : ... .
الشيخ : فيها شك، وهو فيقول الكافر أو المرتاب، هكذا في الصحيحين: الكافر أو المرتاب، ولكن إذا سمعناها يقول سمعت الناس يقولون شيئا فقلته، علمنا أن هذا في المرتاب، لأن الكافر ما بيقول كما يقول الناس، أصلا جاحد منكر، نعم يا خالد.
السائل : جزاك الله خير، أليس ... .
الشيخ : ايش؟
السائل : سؤال المقبور حين يسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم فيقال : من نبيك؟ فيقول : محمد.
الشيخ : كيف ما دينك؟ محمد؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم.
السائل : قوله نبيي محمد ألا يدل على الله والدين.
الشيخ : لا لا، لا بد أن يصرح بهذا، يسأل عن هذا تصريحا، نعم.
السائل : ... .
الشيخ : أي لكن لأجل أن يتحسر، الفائدة من سؤاله أن يتحسر، وإلا فالله يعلم من حاله.
السائل : ... .
الشيخ : لا لا، الكافر الصريح ما هو من المؤمنين، ولا يدعي الإيمان، بخلاف هذا.
سؤال :هل يفتن الصغير في قبره؟
السائل : الصغير والمجنون كيف يفتنون ... ؟
الشيخ : كما قلنا الصحيح أنه لا يسأل، وإذا على قول من يقول : إنه يسأل نقول هذه مسائل غيبية ما نعرف كيف يكون هذا، والله عز وجل ربما ينطق هذا الصغير الذي لا يعرف فيقول ربي الله، وينطق كذلك المجنون فيقول ربي الله، أي نعم.
السائل : شيخ.
الشيخ : نعم.
السائل : يستدل بفتنة القبر.
الشيخ : أو عذاب القبر.
السائل : ... .
الشيخ : بيجينا إن شاء الله عذاب القبر فيه أدلة من القرآن والسنة وإجماع المسلمين.
الشيخ : كما قلنا الصحيح أنه لا يسأل، وإذا على قول من يقول : إنه يسأل نقول هذه مسائل غيبية ما نعرف كيف يكون هذا، والله عز وجل ربما ينطق هذا الصغير الذي لا يعرف فيقول ربي الله، وينطق كذلك المجنون فيقول ربي الله، أي نعم.
السائل : شيخ.
الشيخ : نعم.
السائل : يستدل بفتنة القبر.
الشيخ : أو عذاب القبر.
السائل : ... .
الشيخ : بيجينا إن شاء الله عذاب القبر فيه أدلة من القرآن والسنة وإجماع المسلمين.
تخريج حديث النزول
القارئ : ينزل ربنا إلى السماء الدنيا الحديث. قال شيخ الإسلام رحمه الله في العقيدة الواسطية في أن السنة تؤيد القرآن في الصفات قال : وقوله صلى الله عليه وسلم : ( ينزل ربنا إلى السناء الدنيا كل ليلة ) الحديث، هذا الحديث رواه أبو هريرة.
الشيخ : نقول تؤيد أو تثبت بها الصفات كما تثبت بالقرآن؟
الطالب : تؤيد.
الشيخ : الأحسن تثبت.
الطالب : ... .
الشيخ : تؤيد؟ في العقيدة الواسطية؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا لا، ... ما قال، نقول السنة تفسر القرآن وتبينه وتعبر عنه وتدل عليه، هذه عباراتهم، نعم.
الطالب : تؤيد.
الشيخ : لا لا، غلط ، غلط، المتن ما فيه. نعم.
الطالب : هذا الحديث.
الشيخ : وأيضا إذا قلنا تؤيد فالمعنى أنها لا بد أن يكون أصلها موجودا في القرآن، والسنة تؤيده، والأمر ليس كذلك، السنة تأتي بصفات مستقلة. نعم.
القارئ : هذا الحديث أخرجه عن أبي هريرة مسلم في صحيحه كتاب قصر صلاة المسافرين باب الترغيب في الدعاء والذكر آخر الليل، حديث 750، بلفظ : ( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له )، وأخرجه البخاري أيضا بهذا اللفظ في كتاب التوحيد باب (( يريدون أن يبدلوا كلام الله )) إلا أنه قال : ( يتنزل ربنا ) بدل قوله : ( ينزل ).
وأبو داوود في سننه كتاب السنة.
الشيخ : ما في لفظ آخر في البخاري؟
الطالب : فقط هذا اللفظ.
الشيخ : أظن فيه لفظ آخر. نعم.
الطالب : وأبو داود في سننه.
الشيخ : الأولى في هذا جرت عادة المحدثين أن يقدموا رواية البخاري.
الطالب : ولكن مسلم ... .
الشيخ : يمكن عشان اللفظ الي في الواسطية مطابق لمسلم، لكن فيه لفظ البخاري بمعناه. نعم.
الطالب : وأبودواد في سننه كتاب السنة باب الرد على الجهمية بلفظ مسلم، إلا أنه قال : (ينزل ) بدون قوله تبارك وتعالى. ( والسماء )بدون من.
والترمذي في جامعه كتاب الصلاة باب نزول الرب بلفظ مسلم، إلا أنه قال : ( ينزل ربنا ) بدون قوله : ( تبارك وتعالى ).
وابن ماجه في سننه كتاب إقامة الصلاة باب : أي الساعة أفضل؟ بلفظ مسلم، إلا أنه زاد في آخره : ( حتى يطلع الفجر ).
وأحمد في مسنده الجزء 2 ص 487 بلفظ مسلم إلا أنه زاد : ( تبارك اسمه ) وفي آخر الحديث : ( حتى يطلع الفجر ).
ومالك في موطئه كتاب القرآن باب ما جاء في الصلاة بلفظ مسلم.
والبيهقي في سننه كتاب قيام الليل باب الترغيب في قيام آخر الليل بلفظ مسلم.
وابن نصر في قيام الليل باب الترغيب في قيام آخر الليل إلا أنه قال : ( تبارك واسمه ) والبقية بلفظ مسلم.
وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان في ترتيب صحيح ابن حبان ص 136 بلفظ مسلم إلا أنه قال : ( ربنا جل وعلا إلى السماء الدنيا ).
الشيخ : بارك الله فيك، طيب.
الطالب : فيه ألفاظ أخرى.
الشيخ : طيب فيه ألفاظ أخرى.
الطالب : وهناك ألفاظ أخرى للحديث عند مسلم أيضا بلفظ آخر عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما : ( إن الله يمهل حتى يذهب ثلث الليل الأول ينزل إلى السماء الدنيا فيقول هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من داع؟ حتى ينفجر الفجر ) وفي لفظ آخر عند مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه : ( ينزل الله في السماء الدنيا لشطر الليل أو لثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستحيب له أو يسألني فأعطيه ثم يقول من يقرض غير عديم ولا ظلوم ).
وفي لفظ آخر عند مسلم أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه : ( إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول هل من سائل يعطى، هل من داع يستجاب له هل من مستغفر يغفر له حتى ينفجر الفجر ). وفي لفظ آخر أيضا عند مسلم : ( ينزل الله إلى السماء الدنيا حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول : أنا الملك أنا الملك، من ذا الذي يدعوني فأستجيب له، من ذا الذي يسألني فأعطيه، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له، فلا يزال كذلك حتى يضيء الصبح ).
ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه ألفاظ أخرى قريبة لما تقدم رواها ابن ماجه في سننه كتاب إقامة الصلاة باب أي الساعات أفضل؟ وأحمد في المسند الجزء الثاني ص 383 وابن خزيمة في التوحيد ص 127 وابن حبان كما في الإحسان ص 137 والدارمي ص 346.
وممن روى أحاديث النزول غير أبي هريرة ابن مسعود كما في مسند أحمد الجزء 1 ص 388 وابن خزيمة في التوحيد ص134 وعلي بن أبي طالب وأبو الدرداء كما في التوحيد لابن خزيمة ص 136 وعمرو بن العاص كما في المسند ص 167.
وكما ورد نزوله سبحانه وتعالى مطلقا كل ليلة ورد مقيدا بأزمنة معينة كما روي من نزوله سبحانه وتعالى ليلة النصف من شعبان وليلة القدر ويوم عرفة في أحاديث أخرى رواها أبو بكر وجابر وعائشة وأبو سلمة وأبو ثعلبة الخشني رضي الله عنهم.
الشيخ : أحسنت بارك الله فيك.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم؟
الطالب : ... .
الشيخ : حديث النصف من شعبان ضعيف، أي نعم، الصحيح إنه ما
الطالب : ... .
الشيخ : هو قال روي.
الطالب : صيغة تمريض.
الشيخ : صيغة تمريض
الطالب : شيخ.
الشيخ : ... .
الطالب : شيخ الحديث الذي ذكره قلت نرجع له في الفتاوى.
الشيخ : ... .
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم.
الطالب : ... شيخ الإسلام ابن تيمية ... .
الشيخ : نعم نعم ايه.
الطالب : صحيح أم ضعيف؟
الشيخ : صحيح.
الشيخ : نقول تؤيد أو تثبت بها الصفات كما تثبت بالقرآن؟
الطالب : تؤيد.
الشيخ : الأحسن تثبت.
الطالب : ... .
الشيخ : تؤيد؟ في العقيدة الواسطية؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا لا، ... ما قال، نقول السنة تفسر القرآن وتبينه وتعبر عنه وتدل عليه، هذه عباراتهم، نعم.
الطالب : تؤيد.
الشيخ : لا لا، غلط ، غلط، المتن ما فيه. نعم.
الطالب : هذا الحديث.
الشيخ : وأيضا إذا قلنا تؤيد فالمعنى أنها لا بد أن يكون أصلها موجودا في القرآن، والسنة تؤيده، والأمر ليس كذلك، السنة تأتي بصفات مستقلة. نعم.
القارئ : هذا الحديث أخرجه عن أبي هريرة مسلم في صحيحه كتاب قصر صلاة المسافرين باب الترغيب في الدعاء والذكر آخر الليل، حديث 750، بلفظ : ( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له )، وأخرجه البخاري أيضا بهذا اللفظ في كتاب التوحيد باب (( يريدون أن يبدلوا كلام الله )) إلا أنه قال : ( يتنزل ربنا ) بدل قوله : ( ينزل ).
وأبو داوود في سننه كتاب السنة.
الشيخ : ما في لفظ آخر في البخاري؟
الطالب : فقط هذا اللفظ.
الشيخ : أظن فيه لفظ آخر. نعم.
الطالب : وأبو داود في سننه.
الشيخ : الأولى في هذا جرت عادة المحدثين أن يقدموا رواية البخاري.
الطالب : ولكن مسلم ... .
الشيخ : يمكن عشان اللفظ الي في الواسطية مطابق لمسلم، لكن فيه لفظ البخاري بمعناه. نعم.
الطالب : وأبودواد في سننه كتاب السنة باب الرد على الجهمية بلفظ مسلم، إلا أنه قال : (ينزل ) بدون قوله تبارك وتعالى. ( والسماء )بدون من.
والترمذي في جامعه كتاب الصلاة باب نزول الرب بلفظ مسلم، إلا أنه قال : ( ينزل ربنا ) بدون قوله : ( تبارك وتعالى ).
وابن ماجه في سننه كتاب إقامة الصلاة باب : أي الساعة أفضل؟ بلفظ مسلم، إلا أنه زاد في آخره : ( حتى يطلع الفجر ).
وأحمد في مسنده الجزء 2 ص 487 بلفظ مسلم إلا أنه زاد : ( تبارك اسمه ) وفي آخر الحديث : ( حتى يطلع الفجر ).
ومالك في موطئه كتاب القرآن باب ما جاء في الصلاة بلفظ مسلم.
والبيهقي في سننه كتاب قيام الليل باب الترغيب في قيام آخر الليل بلفظ مسلم.
وابن نصر في قيام الليل باب الترغيب في قيام آخر الليل إلا أنه قال : ( تبارك واسمه ) والبقية بلفظ مسلم.
وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان في ترتيب صحيح ابن حبان ص 136 بلفظ مسلم إلا أنه قال : ( ربنا جل وعلا إلى السماء الدنيا ).
الشيخ : بارك الله فيك، طيب.
الطالب : فيه ألفاظ أخرى.
الشيخ : طيب فيه ألفاظ أخرى.
الطالب : وهناك ألفاظ أخرى للحديث عند مسلم أيضا بلفظ آخر عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما : ( إن الله يمهل حتى يذهب ثلث الليل الأول ينزل إلى السماء الدنيا فيقول هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من داع؟ حتى ينفجر الفجر ) وفي لفظ آخر عند مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه : ( ينزل الله في السماء الدنيا لشطر الليل أو لثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستحيب له أو يسألني فأعطيه ثم يقول من يقرض غير عديم ولا ظلوم ).
وفي لفظ آخر عند مسلم أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه : ( إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول هل من سائل يعطى، هل من داع يستجاب له هل من مستغفر يغفر له حتى ينفجر الفجر ). وفي لفظ آخر أيضا عند مسلم : ( ينزل الله إلى السماء الدنيا حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول : أنا الملك أنا الملك، من ذا الذي يدعوني فأستجيب له، من ذا الذي يسألني فأعطيه، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له، فلا يزال كذلك حتى يضيء الصبح ).
ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه ألفاظ أخرى قريبة لما تقدم رواها ابن ماجه في سننه كتاب إقامة الصلاة باب أي الساعات أفضل؟ وأحمد في المسند الجزء الثاني ص 383 وابن خزيمة في التوحيد ص 127 وابن حبان كما في الإحسان ص 137 والدارمي ص 346.
وممن روى أحاديث النزول غير أبي هريرة ابن مسعود كما في مسند أحمد الجزء 1 ص 388 وابن خزيمة في التوحيد ص134 وعلي بن أبي طالب وأبو الدرداء كما في التوحيد لابن خزيمة ص 136 وعمرو بن العاص كما في المسند ص 167.
وكما ورد نزوله سبحانه وتعالى مطلقا كل ليلة ورد مقيدا بأزمنة معينة كما روي من نزوله سبحانه وتعالى ليلة النصف من شعبان وليلة القدر ويوم عرفة في أحاديث أخرى رواها أبو بكر وجابر وعائشة وأبو سلمة وأبو ثعلبة الخشني رضي الله عنهم.
الشيخ : أحسنت بارك الله فيك.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم؟
الطالب : ... .
الشيخ : حديث النصف من شعبان ضعيف، أي نعم، الصحيح إنه ما
الطالب : ... .
الشيخ : هو قال روي.
الطالب : صيغة تمريض.
الشيخ : صيغة تمريض
الطالب : شيخ.
الشيخ : ... .
الطالب : شيخ الحديث الذي ذكره قلت نرجع له في الفتاوى.
الشيخ : ... .
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم.
الطالب : ... شيخ الإسلام ابن تيمية ... .
الشيخ : نعم نعم ايه.
الطالب : صحيح أم ضعيف؟
الشيخ : صحيح.
بيان من يستثنون من فتنة القبر.
الشيخ : أما الفتنة في أن يسأل الإنسان بعد دفنه عن ربه، اه؟ ودينه ونبيه. وسبق لنا أن قول المؤلف : " إن الناس يفتنون " ظاهره العموم لكن يستثنى منه الأنبياء، لأنهم مسؤول عنهم، وقد نقول إنه غير داخل في كلام المؤلف، أي سؤال الأنبياء، لأنه يقول فيقال للرجل من ربك؟ من نبيك؟ نعم.
ثانيا : يستثنى الشهداء للحديث الوارد في ذلك أنهم يأمنون الفتان أي السائل في القبر وأن النبي صلى الله عليه وسلم علل ذلك بقوله : ( كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة ).
ثالثا : يستثنى الصديقون، لأنهم أفضل من الشهداء وأشد صدقا، ولهذا جاءت صديق على وزن فعيل، وإذا كان الشهيد لا يسأل لصدق إيمانه وتعريض رقبته للقتل فالصديق أشد منه تصديقا.
وهذا ما ذهب إليه ابن عبد البر رحمه الله، ولكن ابن القيم رجح أن الصديق يسأل، وقال : " إن الأصل العموم حتى يصح الدليل على الاستثناء ".
رابعا : ها؟ الأطفال والمجانين فإنهم لا يسألون، لأنهم غير مكلفين، ويمكن أن يؤخذ من قول المؤلف : " فيقال للرجل " والصغير ليس من الرجال بل من الأطفال.
والمسألة هذه ذكرنا أن فيها قولين لأهل العلم، منهم من قال: إنهم يسألون ويلهمون الجواب وإن كانوا غير مكلفين، ومنهم من قال: إنهم لا يسألون، والقولان في مذهب الإمام أحمد رحمه الله.
خامسا : مما يستثنى.
الطالب : المجانين.
الشيخ : داخل في الصغار.
الكفار االكفار الخلص، لأنه لا حاجة إلى سؤالهم للعلم بحالهم، وهذا ما ذهب إليه ابن عبد البر أيضا، ولكن ابن القيم يميل إلى أن الكافر يسأل، يسأل من باب التوبيخ، من باب التوبيخ، وليس من باب الاستعلام مثلا، أو الاختبار، بل يسأل موبخا كما يسأل إذا دخل النار: (( ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير )) إلى آخره.
الطالب : والراجح؟
الشيخ : نعم؟ والله أنا أتردد في هذا، لأن قوله: ( سمعت الناس يقولون قولا فقلته ) لا تنطبق على الكافر، إنما تنطبق على المنافق، أما الكافر ما تنطبق عليه.
الطالب : في رواية.
الشيخ : نعم؟ فيه الكافر، وفيه رواية الكافر أو الفاجر، أو الكافر أو المنافق، بعضها بالشك وبعضها بالجمع، وبعضها بالاقتصار على الفاجر.
الطالب : ... .
الشيخ : أيها ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا هذا يوم القيامة، وأيضا لا يسأل سؤال استعلام، إنما سؤال توبيخ.
على كل حال قد نقول إن الظاهر من القرآن (( يثبت الله الذي آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة )) قد يقال : إن ظاهره يدل على أن الكافر يسأل، لقوله : (( ويضلّ الله الظالمين ))، ولكن ليس يقينا، لأنه من الممكن أن يقال إن المراد بالظالمين من؟ المنافقون، والله يقول : (( يثبت الله الذي آمنوا بالقول الثابت )).
على كل حال أمرهم متوقف فيه.
غير هذه الأمة يسألون؟ ذكرنا أنهم يسألون.
أما قول المسؤول نبيي محمد، فلأنه بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام ما فيه إلا أن يقول نبيي محمد، والأنبياء السابقون كلهم يقول نبيي ويذكر اسم نبيه.
طيب يقول :
ثانيا : يستثنى الشهداء للحديث الوارد في ذلك أنهم يأمنون الفتان أي السائل في القبر وأن النبي صلى الله عليه وسلم علل ذلك بقوله : ( كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة ).
ثالثا : يستثنى الصديقون، لأنهم أفضل من الشهداء وأشد صدقا، ولهذا جاءت صديق على وزن فعيل، وإذا كان الشهيد لا يسأل لصدق إيمانه وتعريض رقبته للقتل فالصديق أشد منه تصديقا.
وهذا ما ذهب إليه ابن عبد البر رحمه الله، ولكن ابن القيم رجح أن الصديق يسأل، وقال : " إن الأصل العموم حتى يصح الدليل على الاستثناء ".
رابعا : ها؟ الأطفال والمجانين فإنهم لا يسألون، لأنهم غير مكلفين، ويمكن أن يؤخذ من قول المؤلف : " فيقال للرجل " والصغير ليس من الرجال بل من الأطفال.
والمسألة هذه ذكرنا أن فيها قولين لأهل العلم، منهم من قال: إنهم يسألون ويلهمون الجواب وإن كانوا غير مكلفين، ومنهم من قال: إنهم لا يسألون، والقولان في مذهب الإمام أحمد رحمه الله.
خامسا : مما يستثنى.
الطالب : المجانين.
الشيخ : داخل في الصغار.
الكفار االكفار الخلص، لأنه لا حاجة إلى سؤالهم للعلم بحالهم، وهذا ما ذهب إليه ابن عبد البر أيضا، ولكن ابن القيم يميل إلى أن الكافر يسأل، يسأل من باب التوبيخ، من باب التوبيخ، وليس من باب الاستعلام مثلا، أو الاختبار، بل يسأل موبخا كما يسأل إذا دخل النار: (( ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير )) إلى آخره.
الطالب : والراجح؟
الشيخ : نعم؟ والله أنا أتردد في هذا، لأن قوله: ( سمعت الناس يقولون قولا فقلته ) لا تنطبق على الكافر، إنما تنطبق على المنافق، أما الكافر ما تنطبق عليه.
الطالب : في رواية.
الشيخ : نعم؟ فيه الكافر، وفيه رواية الكافر أو الفاجر، أو الكافر أو المنافق، بعضها بالشك وبعضها بالجمع، وبعضها بالاقتصار على الفاجر.
الطالب : ... .
الشيخ : أيها ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا هذا يوم القيامة، وأيضا لا يسأل سؤال استعلام، إنما سؤال توبيخ.
على كل حال قد نقول إن الظاهر من القرآن (( يثبت الله الذي آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة )) قد يقال : إن ظاهره يدل على أن الكافر يسأل، لقوله : (( ويضلّ الله الظالمين ))، ولكن ليس يقينا، لأنه من الممكن أن يقال إن المراد بالظالمين من؟ المنافقون، والله يقول : (( يثبت الله الذي آمنوا بالقول الثابت )).
على كل حال أمرهم متوقف فيه.
غير هذه الأمة يسألون؟ ذكرنا أنهم يسألون.
أما قول المسؤول نبيي محمد، فلأنه بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام ما فيه إلا أن يقول نبيي محمد، والأنبياء السابقون كلهم يقول نبيي ويذكر اسم نبيه.
طيب يقول :
شرح قول المصنف : فيضرب بمرزبة من حديد فيصيح صيحة سمعها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعها الإنسان لصعق
الشيخ : " فيضرب بمرزبة " يضرب من؟ الذي لم يجب، سواء قلنا إنه الكافر أو المنافق على الخلاف بين العلماء.
" يضرب بمرزبة " والضارب له الملكان اللذان يسألانه.
والمرزبة : هي مطرقة من حديد، وقد ورد في بعض الروايات أنه لو اجتمع عليها أهل منى، ما أقلوها. - أعوذ بالله -. نعم.
إذا ضرب يصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمعها الإنسان لصعق.
قوله : " يضرب فيصيح " صياحا مسموعا ولا لا؟ مسموع، يسمعه كل شيء يكون حوله مما يسمع صوته، ما هو كل شيء حتى اللي في أقطار الدنيا الأخرى.
يسمعه، وأحياناً يتأثر به، كما مر النبي صلى الله عليه وسلم بأقبر للمشركين على بغلته، فحادت به، حتى كادت تلقيه، لأنها سمعت أصواتهم يعذبون، والعياذ بالله.
ومن نعمة الله علينا أننا لا نسمع هذا الصياح لحكم عظيمة، منها :
أولاً : أننا قد نهلك، لأنها صيحة مي هينة، صيحة توجب أن تسقط القلوب من معاليقها والعياذ بالله فيموت الإنسان أو يغشى عليه.
ثانياً : أن في إخفاء ذلك ستراً على الميت، كذا؟
ثالثاً : أن فيه عدم إزعاج لأهله، لأن أهله إذا سمعوا ميتهم يعذب ويصيح، لم يستقر لهم قرار.
ورابعاً : فيه أيضا عدم تخجيل أهله، لأن الناس يقولون: هذا ولدكم! هذا أبوكم! هذا أخوكم! هذا زوجك! وما أشبه ذلك.
خامسا : ما أشار إليه النبي عليه الصلاة والسلام بقوله : ( لولا أن لا تدافنوا، لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر )، هذا أيضا خمسة.
سادساً : لو سمع الناس صراخ هؤلاء المعذبين، لكان الإيمان بعذاب القبر من باب ايش؟ الإيمان بالشهادة، لا من باب الإيمان بالغيب، وحينئذ تفوت مصلحة الامتحان، لأن الناس سوف يؤمنون بما شاهدوا قطعاً، لكن إذا كان غائباً عنهم، ولم يعلموا به إلا عن طريق الخبر، صار من باب الإيمان بالغيب .
فإن قلت: هل هذه الفتنة لمن دفن أو تشمل حتى من ألقي على وجه الأرض، أو من أكلته السباع؟
نقول : تشمل، فالمراد بالقبر هنا البرزخ الذي بين موت الإنسان وقيام الساعة - أي نعم -.
" يضرب بمرزبة " والضارب له الملكان اللذان يسألانه.
والمرزبة : هي مطرقة من حديد، وقد ورد في بعض الروايات أنه لو اجتمع عليها أهل منى، ما أقلوها. - أعوذ بالله -. نعم.
إذا ضرب يصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمعها الإنسان لصعق.
قوله : " يضرب فيصيح " صياحا مسموعا ولا لا؟ مسموع، يسمعه كل شيء يكون حوله مما يسمع صوته، ما هو كل شيء حتى اللي في أقطار الدنيا الأخرى.
يسمعه، وأحياناً يتأثر به، كما مر النبي صلى الله عليه وسلم بأقبر للمشركين على بغلته، فحادت به، حتى كادت تلقيه، لأنها سمعت أصواتهم يعذبون، والعياذ بالله.
ومن نعمة الله علينا أننا لا نسمع هذا الصياح لحكم عظيمة، منها :
أولاً : أننا قد نهلك، لأنها صيحة مي هينة، صيحة توجب أن تسقط القلوب من معاليقها والعياذ بالله فيموت الإنسان أو يغشى عليه.
ثانياً : أن في إخفاء ذلك ستراً على الميت، كذا؟
ثالثاً : أن فيه عدم إزعاج لأهله، لأن أهله إذا سمعوا ميتهم يعذب ويصيح، لم يستقر لهم قرار.
ورابعاً : فيه أيضا عدم تخجيل أهله، لأن الناس يقولون: هذا ولدكم! هذا أبوكم! هذا أخوكم! هذا زوجك! وما أشبه ذلك.
خامسا : ما أشار إليه النبي عليه الصلاة والسلام بقوله : ( لولا أن لا تدافنوا، لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر )، هذا أيضا خمسة.
سادساً : لو سمع الناس صراخ هؤلاء المعذبين، لكان الإيمان بعذاب القبر من باب ايش؟ الإيمان بالشهادة، لا من باب الإيمان بالغيب، وحينئذ تفوت مصلحة الامتحان، لأن الناس سوف يؤمنون بما شاهدوا قطعاً، لكن إذا كان غائباً عنهم، ولم يعلموا به إلا عن طريق الخبر، صار من باب الإيمان بالغيب .
فإن قلت: هل هذه الفتنة لمن دفن أو تشمل حتى من ألقي على وجه الأرض، أو من أكلته السباع؟
نقول : تشمل، فالمراد بالقبر هنا البرزخ الذي بين موت الإنسان وقيام الساعة - أي نعم -.
6 - شرح قول المصنف : فيضرب بمرزبة من حديد فيصيح صيحة سمعها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعها الإنسان لصعق أستمع حفظ
شرح قول المصنف : ثم بعد هذه الفتنة - إما نعيم وإما عذاب
الشيخ : " ثم إما عذاب أو نعيم "
" ثم " هذه لمطلق الترتيب، وليست للتراخي، لأن الإنسان يعذب أو ينعم فوراً، كما سبق أنه إذا قال : لا أدري! ايش؟ يضرب بمرزبة، وأن ذاك الذي أجاب بالصواب، يفتح له باب إلى الجنة، ويوسع له في قبره.
فقول المؤلف : " ثم بعد هذه الفتنة " يراد به الترتيب بدون تراخي، إلا إذا كان الشيخ رحمه الله يرى أن العذاب الفوري أو النعيم الفوري الذي يعقب السؤال والجواب يرى أنه شيء مستقل. ويكون قوله : " ثم بعد هذه الفتنة إما نعيم " يريد به الشيء المستمر.
على كل حال نحن نقول: إنه بعد هذه الفتنة إما نعيم وإما عذاب إلى يوم القيامة.
هذا النعيم هل هو نعيم على البدن، أو على الروح، وهل هو على البدن وحده، أو على الروح وحدها، يعني أو يكون على البدن والروح جميعاً؟
نقول : المعروف عند أهل السنة والجماعة أنه في الأصل على الروح، والبدن تابع لها، كما أن العذاب في الدنيا على البدن، والروح تابعة له.
ففي الدنيا مثلا إذا ضرب الرجل فالألم يعود على يعود إلى الجسد لكن الروح تتألم من الباطن، تجد الإنسان يتكدر يضيق صدره، يعرف هذا في وجهه، فالعذاب في الدنيا على الظاهر والباطن تبع له وهو الروح.
كما أن الأحكام الشرعية في الدنيا على ايش؟ على الظاهر، والباطن لا نحاسبه عليه.
في الآخرة بالعكس، ففي القبر يكون العذاب على الروح أو النعيم، لكن الجسم يتأثر بهذا تبعاً، وليس على سبيل الاستقلال، وربما يكون العذاب على البدن والروح تتبعه بمعنى أنه ربما يعذب الإنسان في بدنه ويظهر أثره على البدن. لكن هذا قد لا يقع إلا نادراً، إنما الأصل أن العذاب على ايش؟ على الروح والبدن تبع. النعيم للروح والبدن تبع، لأن البدن يتنعم لما تنعمت الروح له فتنعم طيب.
وقوله : " إما نعيم وإما عذاب " فيه إثبات النعيم في القبر، وإثبات العذاب في القبر.
وقد دلّ على ذلك كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، بل لنا أن نقول: وإجماع المسلمين.
ولنستمع إلى ذلك من كتاب الله، اذكروا الثلاثة أصناف التي في آخر الواقعة تجدونها ظاهرة في ثبوت عذاب القبر ونعيمه. (( فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ )) متى؟ حالا عندما يموت (( فروح وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ )).
وهذا أمر مشاهد أحيانا يسمع المحتضر يرحب بالقادمين عليه من الملائكة. ويقول : مرحباً! أحياناً يقول: مرحباً، اجلس هنا! كما ذكر ابن القيم في كتاب " الروح". نعم. وأحياناً يحَس بأن هذا الرجل أصيب بشيء مخيف، فيتغير وجهه عند الموت إذا نزلت عليه ملائكة العذاب، والعياذ بالله.
دليل آخر قال الله تعالى : (( وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُم )) وهم شاحون بأنفسهم، ما يريدون تطلع، لأنهم قد بشروا - والعياذ بالله - بالعذاب والعقوبة. فتجد الروح تكع ما تطلع تأبى. ولهذا قال : (( أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ )) (( اليوم )) "ال" هذه للعهد الحضوري، كقوله تعالى : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )) اليوم يعني : اليوم الحاضر. كذلك (( اليوم تجزون )) "ال" هنا للعهد الحضوري، والمراد به : يوم حضور الملائكة لقبض أرواحهم. (( تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون )).
في المتقين قال : (( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ )) متى؟ ها؟ في حال الوفاة. (( تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ )). في هذه الحال.
ولهذا جاء في الحديث الصحيح : ( يقال للمؤمن يقال لنفسه : أخرجي أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى رحمة من الله ورضوان ).
فتفرح بهذه البشرى، وتخرج منقادة سهلة ما تتعب. نعم. وإن كان البدن قد يتألم. لكن الروح منقادة مستبشرة. أي نعم.
طيب، هذا في نعيم القبر أو عذابه الآية الأخيرة؟ في نعيم القبر.
في عذاب القبر أيضا آية ثالثة، وهي قوله تعالى في آل فرعون : (( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ )). فقال : (( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً )) قبل قيام الساعة ولا بعد؟ قبل، بدليل قوله : (( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ )).
وأما السنة في ذلك فهي متواترة، متواترة في نعيم القبر وعذابه.
وأما الإجماع، فكل المسلمين يقولون في صلاتهم: أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ولولا أن عذاب القبر ثابت، ما صح أن يتعوذوا منه، إذ لا تعوذ من أمر ليس، اه؟ ليس موجوداً. فالتعوذ بالله من عذاب القبر من كل المسلمين يدل على أنهم يؤمنون به.
وفي " الصحيحين" من حديث ابن عباس قال: ( مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين، فقال : إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير ) إلى آخر الحديث، فدل ذلك على أن عذاب القبر ثابت، وهو متواتر في السنة.
بقي علينا: هل العذاب والنعيم دائم أو ينقطع؟
فيقال: أما العذاب للكفار فإنه دائم، العذاب للكفار دائم ولا يمكن أن يزول العذاب عنهم، لأنهم مستحقون له، لأنه لو زال العذاب كان زال إلى نعيم وهم ليسوا أهلاً لذلك، فهم باستمرار في عذاب إلى يوم القيامة، إلى يوم القيامة، ولو طالت المدة؟ ولو طالت المدة، فقوم نوح الذين أغرقوا (( مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا )) هم ما زالوا يعذبون في هذه النار التي أدخلوا فيها إلى يوم القيامة، ويستمر عذابهم، أعوذ بالله. نعم. فالعذاب إذن دائم بالنسبة لمن مات كافرا.
أما عصاة المؤمنين الذين يقضي الله تعالى عليهم بالعذاب، فهؤلاء قد يدوم عذابهم وقد لا يدوم، وقد يطول وقد لا يطول، حسب الذنوب، وحسب عفو الله عز وجل.
وعذابهم في القبر أهون من عذابهم يوم القيامة، لأن عذابهم في القبر ليس فيه خزي وعار، لكن في الآخرة فيه الخزي والعار والعياذ بالله، لأن الأشهاد موجودون : (( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ )).
طيب، إذا قال قائل : كيف يثبت هذا ونحن نرى الإنسان يموت في البرية ولا يدفن سواء كان مسلما أو كافرا، كيف نقول عذاب القبر؟
نقول : المراد بالقبر البرزخ ما بين الدنيا والآخرة، وتسميتنا إياه بعذاب القبر من باب اللقب، من باب مفهوم اللقب الذي لا يمنع من دخول غيره بناء على ايش؟ بناء على الغالب، فإن أكثر الموتى يدفنون.
طيب، إذا قال قائل : لو أن هذا الرجل تمزق أوصالاً، وأكلته السباع، وذرته الرياح، فكيف يكون عذابه، كيف يكون سؤاله؟!
فالجواب : أن الله عز وجل على كل شيء قدير، وهذا أمر غيبي، ما هو أمر حسي فالله عز وجل قادر على أن يجمع هذه الأشياء في عالم الغيب، وإن كنا نشاهدها في الدنيا متمزقة متباعدة. لكن في عالم الغيب ربما يجمعها الله.
هؤلاء الملائكة - كما أسلفنا آنفا - تنزل لقبض روح الإنسان في المكان نفسه (( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ )). ومع ذلك هل يبصرونهم؟ أبدا ما نبصرهم.
ملك الموت يكلم الروح، اخرجي أيتها النفس المطمئنة، يكلمها، ونحن لا نسمع ولا لا؟ ما نسمع.
جبريل أحياناً يتمثل للرسول عليه الصلاة والسلام ويكلمه بالوحي في نفس المكان والناس لا ينظرون ولا يسمعون، يكلمه كما يكلم الرجل صاحبه ويعي ما يقول والناس ينظرون ولا يرون ولا يسمعون.
فعالم الغيب لا يمكن أبداً أن يقاس بعالم الشهادة، وهذه من حكمة الله عز وجل، الآن نفسك التي في جوفك ما تدري كيف تتعلق ببدنك؟! وشلون؟ كيف هي موزعة على البدن؟! وشلون هذا؟ ما تعرف، وكيف تخرج منك عند النوم؟! هل تحس بها؟ تحس بها إذا استيقظت إنها ترجع؟! ومن أين تدخل مع الرأس ولا مع الدبر ولا مع الرجل ولا مع اليد؟ من أين؟ نعم. فعالم الغيب ليس فيه إلا التسليم، ولا يمكن فيه القياس إطلاقاً، فالله عز وجل قادر على أن يجمع هذه المتفرقات من البدن المتمزق الذي ذرته الرياح، ثم يحصل عليه المسائلة والعذاب أو النعيم، لأن الله سبحانه على كل شيء قدير.
طيب، فإن قلت : يدفن الميت في قبر ضيق، حوالي شبر فكيف يوسع له مد البصر؟! نفس الشيء، نقول : عالم الغيب لا يقاس بعالم الشهادة، بل إننا لو فُرض أن أحداً حفر حفرة مد البصر، ودفن فيها الميت، وطبق عليه. الذي لا يعلم بهذه الحفرة، هل يراها ولا ما يراها؟! طبعا ما يراها، وهو قد وسع له القبر مد البصر.
طيب إذا قال قائل: نحن نرى الميت، الميت الكافر إذا فتشناه بعد يوم أو يومين، نرى أضلاعه لم تختلف لم تتداخل من الضيق؟! ويش نقول؟
أيضا نقول : هذا من عالم الغيب، ومن الجائز أن تكون مختلفة، فإذا كشف عنه، أطلقها الله، ورد كل شيء إلى مكانه، امتحاناً للعباد، لأنها لو بقيت مختلفة ونحن قد دفناه وأضلاعه مستقيمة، صار الإيمان بذلك إيمان غيب ولا شهادة؟ شهادة، ما ينفع، وليس على الله بعزيز، يعني ربما في آخر لحظة يصلون إلى هذا الميت أضلاعه تكون مختلفة ثم تعود إلى مكانها. هذا ليس بغريب. نعم.
طيب، إذا قال قائل كما قاله الفلاسفة لأن الفلاسفة أحرج من أهل الشرع في مثل هذه التساؤلات، قالوا : نحن نضع الزئبق على الميت، الزئبق وهو أسرع الأشياء تحركاً ومروقاً، نضعه على الميت، وإذا جئنا من الغد، وجدنا الزئبق على ما هو عليه، أنتم تقولون: إن الملائكة يأتون ويجلسون هذا الرجل، الذي يجلس، كيف يبقى عليه الزئبق؟!
أيضاً نقول كما قلنا : هذه من عالم الغيب، وعلينا الإيمان والتصديق، ومن الجائز أيضاً أن الله عز وجل يرد هذا الزئبق إلى مكانه بعد أن تحول بالجلوس، واضح؟
الطالب : هو ما تحول أصلا. يجوز إنه ما تحول ابتداء حتى وإن جلس.
الشيخ : على كل حال المعروف أنه ... طيب.
نقول أيضاً : انظروا الآن إلى الرجل في المنام، يرى في المنام أشياء يعني لو كان على حسب رؤيته إياها، ما بقي في مكانه في فراشه على السرير ولا لا؟ أحيانا يرى أنه طالع وزملائه في رحلة. نعم. راكبين سيارة ووصلوا الرحلة قدموا الغداء وأكلوا الغداء، ثم لعبوا رياضة بعض الشيء بعد الغداء. نعم. وأين هو؟ في فراشه. صح ولا لا؟ في فراشه، وأحياناً تكون رؤيا حق من الله عز وجل وتقع كما كان، تقع كما كان، كأنما يقرأها في منامه. نعم. ومع ذلك، نحن نؤمن بهذا الشيء، نؤمن.
والإنسان إذا رأى في منامه ما يكره، إذا أصبح وإذا هو متكدر، وإذا رأى ما يسره، أصبح وهو مستبشر وفرح، كل هذا يدل على أن أمور الروح ليست من الأمور المشاهدة. أي نعم.
" ثم " هذه لمطلق الترتيب، وليست للتراخي، لأن الإنسان يعذب أو ينعم فوراً، كما سبق أنه إذا قال : لا أدري! ايش؟ يضرب بمرزبة، وأن ذاك الذي أجاب بالصواب، يفتح له باب إلى الجنة، ويوسع له في قبره.
فقول المؤلف : " ثم بعد هذه الفتنة " يراد به الترتيب بدون تراخي، إلا إذا كان الشيخ رحمه الله يرى أن العذاب الفوري أو النعيم الفوري الذي يعقب السؤال والجواب يرى أنه شيء مستقل. ويكون قوله : " ثم بعد هذه الفتنة إما نعيم " يريد به الشيء المستمر.
على كل حال نحن نقول: إنه بعد هذه الفتنة إما نعيم وإما عذاب إلى يوم القيامة.
هذا النعيم هل هو نعيم على البدن، أو على الروح، وهل هو على البدن وحده، أو على الروح وحدها، يعني أو يكون على البدن والروح جميعاً؟
نقول : المعروف عند أهل السنة والجماعة أنه في الأصل على الروح، والبدن تابع لها، كما أن العذاب في الدنيا على البدن، والروح تابعة له.
ففي الدنيا مثلا إذا ضرب الرجل فالألم يعود على يعود إلى الجسد لكن الروح تتألم من الباطن، تجد الإنسان يتكدر يضيق صدره، يعرف هذا في وجهه، فالعذاب في الدنيا على الظاهر والباطن تبع له وهو الروح.
كما أن الأحكام الشرعية في الدنيا على ايش؟ على الظاهر، والباطن لا نحاسبه عليه.
في الآخرة بالعكس، ففي القبر يكون العذاب على الروح أو النعيم، لكن الجسم يتأثر بهذا تبعاً، وليس على سبيل الاستقلال، وربما يكون العذاب على البدن والروح تتبعه بمعنى أنه ربما يعذب الإنسان في بدنه ويظهر أثره على البدن. لكن هذا قد لا يقع إلا نادراً، إنما الأصل أن العذاب على ايش؟ على الروح والبدن تبع. النعيم للروح والبدن تبع، لأن البدن يتنعم لما تنعمت الروح له فتنعم طيب.
وقوله : " إما نعيم وإما عذاب " فيه إثبات النعيم في القبر، وإثبات العذاب في القبر.
وقد دلّ على ذلك كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، بل لنا أن نقول: وإجماع المسلمين.
ولنستمع إلى ذلك من كتاب الله، اذكروا الثلاثة أصناف التي في آخر الواقعة تجدونها ظاهرة في ثبوت عذاب القبر ونعيمه. (( فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ )) متى؟ حالا عندما يموت (( فروح وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ )).
وهذا أمر مشاهد أحيانا يسمع المحتضر يرحب بالقادمين عليه من الملائكة. ويقول : مرحباً! أحياناً يقول: مرحباً، اجلس هنا! كما ذكر ابن القيم في كتاب " الروح". نعم. وأحياناً يحَس بأن هذا الرجل أصيب بشيء مخيف، فيتغير وجهه عند الموت إذا نزلت عليه ملائكة العذاب، والعياذ بالله.
دليل آخر قال الله تعالى : (( وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُم )) وهم شاحون بأنفسهم، ما يريدون تطلع، لأنهم قد بشروا - والعياذ بالله - بالعذاب والعقوبة. فتجد الروح تكع ما تطلع تأبى. ولهذا قال : (( أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ )) (( اليوم )) "ال" هذه للعهد الحضوري، كقوله تعالى : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )) اليوم يعني : اليوم الحاضر. كذلك (( اليوم تجزون )) "ال" هنا للعهد الحضوري، والمراد به : يوم حضور الملائكة لقبض أرواحهم. (( تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون )).
في المتقين قال : (( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ )) متى؟ ها؟ في حال الوفاة. (( تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ )). في هذه الحال.
ولهذا جاء في الحديث الصحيح : ( يقال للمؤمن يقال لنفسه : أخرجي أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى رحمة من الله ورضوان ).
فتفرح بهذه البشرى، وتخرج منقادة سهلة ما تتعب. نعم. وإن كان البدن قد يتألم. لكن الروح منقادة مستبشرة. أي نعم.
طيب، هذا في نعيم القبر أو عذابه الآية الأخيرة؟ في نعيم القبر.
في عذاب القبر أيضا آية ثالثة، وهي قوله تعالى في آل فرعون : (( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ )). فقال : (( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً )) قبل قيام الساعة ولا بعد؟ قبل، بدليل قوله : (( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ )).
وأما السنة في ذلك فهي متواترة، متواترة في نعيم القبر وعذابه.
وأما الإجماع، فكل المسلمين يقولون في صلاتهم: أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ولولا أن عذاب القبر ثابت، ما صح أن يتعوذوا منه، إذ لا تعوذ من أمر ليس، اه؟ ليس موجوداً. فالتعوذ بالله من عذاب القبر من كل المسلمين يدل على أنهم يؤمنون به.
وفي " الصحيحين" من حديث ابن عباس قال: ( مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين، فقال : إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير ) إلى آخر الحديث، فدل ذلك على أن عذاب القبر ثابت، وهو متواتر في السنة.
بقي علينا: هل العذاب والنعيم دائم أو ينقطع؟
فيقال: أما العذاب للكفار فإنه دائم، العذاب للكفار دائم ولا يمكن أن يزول العذاب عنهم، لأنهم مستحقون له، لأنه لو زال العذاب كان زال إلى نعيم وهم ليسوا أهلاً لذلك، فهم باستمرار في عذاب إلى يوم القيامة، إلى يوم القيامة، ولو طالت المدة؟ ولو طالت المدة، فقوم نوح الذين أغرقوا (( مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا )) هم ما زالوا يعذبون في هذه النار التي أدخلوا فيها إلى يوم القيامة، ويستمر عذابهم، أعوذ بالله. نعم. فالعذاب إذن دائم بالنسبة لمن مات كافرا.
أما عصاة المؤمنين الذين يقضي الله تعالى عليهم بالعذاب، فهؤلاء قد يدوم عذابهم وقد لا يدوم، وقد يطول وقد لا يطول، حسب الذنوب، وحسب عفو الله عز وجل.
وعذابهم في القبر أهون من عذابهم يوم القيامة، لأن عذابهم في القبر ليس فيه خزي وعار، لكن في الآخرة فيه الخزي والعار والعياذ بالله، لأن الأشهاد موجودون : (( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ )).
طيب، إذا قال قائل : كيف يثبت هذا ونحن نرى الإنسان يموت في البرية ولا يدفن سواء كان مسلما أو كافرا، كيف نقول عذاب القبر؟
نقول : المراد بالقبر البرزخ ما بين الدنيا والآخرة، وتسميتنا إياه بعذاب القبر من باب اللقب، من باب مفهوم اللقب الذي لا يمنع من دخول غيره بناء على ايش؟ بناء على الغالب، فإن أكثر الموتى يدفنون.
طيب، إذا قال قائل : لو أن هذا الرجل تمزق أوصالاً، وأكلته السباع، وذرته الرياح، فكيف يكون عذابه، كيف يكون سؤاله؟!
فالجواب : أن الله عز وجل على كل شيء قدير، وهذا أمر غيبي، ما هو أمر حسي فالله عز وجل قادر على أن يجمع هذه الأشياء في عالم الغيب، وإن كنا نشاهدها في الدنيا متمزقة متباعدة. لكن في عالم الغيب ربما يجمعها الله.
هؤلاء الملائكة - كما أسلفنا آنفا - تنزل لقبض روح الإنسان في المكان نفسه (( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ )). ومع ذلك هل يبصرونهم؟ أبدا ما نبصرهم.
ملك الموت يكلم الروح، اخرجي أيتها النفس المطمئنة، يكلمها، ونحن لا نسمع ولا لا؟ ما نسمع.
جبريل أحياناً يتمثل للرسول عليه الصلاة والسلام ويكلمه بالوحي في نفس المكان والناس لا ينظرون ولا يسمعون، يكلمه كما يكلم الرجل صاحبه ويعي ما يقول والناس ينظرون ولا يرون ولا يسمعون.
فعالم الغيب لا يمكن أبداً أن يقاس بعالم الشهادة، وهذه من حكمة الله عز وجل، الآن نفسك التي في جوفك ما تدري كيف تتعلق ببدنك؟! وشلون؟ كيف هي موزعة على البدن؟! وشلون هذا؟ ما تعرف، وكيف تخرج منك عند النوم؟! هل تحس بها؟ تحس بها إذا استيقظت إنها ترجع؟! ومن أين تدخل مع الرأس ولا مع الدبر ولا مع الرجل ولا مع اليد؟ من أين؟ نعم. فعالم الغيب ليس فيه إلا التسليم، ولا يمكن فيه القياس إطلاقاً، فالله عز وجل قادر على أن يجمع هذه المتفرقات من البدن المتمزق الذي ذرته الرياح، ثم يحصل عليه المسائلة والعذاب أو النعيم، لأن الله سبحانه على كل شيء قدير.
طيب، فإن قلت : يدفن الميت في قبر ضيق، حوالي شبر فكيف يوسع له مد البصر؟! نفس الشيء، نقول : عالم الغيب لا يقاس بعالم الشهادة، بل إننا لو فُرض أن أحداً حفر حفرة مد البصر، ودفن فيها الميت، وطبق عليه. الذي لا يعلم بهذه الحفرة، هل يراها ولا ما يراها؟! طبعا ما يراها، وهو قد وسع له القبر مد البصر.
طيب إذا قال قائل: نحن نرى الميت، الميت الكافر إذا فتشناه بعد يوم أو يومين، نرى أضلاعه لم تختلف لم تتداخل من الضيق؟! ويش نقول؟
أيضا نقول : هذا من عالم الغيب، ومن الجائز أن تكون مختلفة، فإذا كشف عنه، أطلقها الله، ورد كل شيء إلى مكانه، امتحاناً للعباد، لأنها لو بقيت مختلفة ونحن قد دفناه وأضلاعه مستقيمة، صار الإيمان بذلك إيمان غيب ولا شهادة؟ شهادة، ما ينفع، وليس على الله بعزيز، يعني ربما في آخر لحظة يصلون إلى هذا الميت أضلاعه تكون مختلفة ثم تعود إلى مكانها. هذا ليس بغريب. نعم.
طيب، إذا قال قائل كما قاله الفلاسفة لأن الفلاسفة أحرج من أهل الشرع في مثل هذه التساؤلات، قالوا : نحن نضع الزئبق على الميت، الزئبق وهو أسرع الأشياء تحركاً ومروقاً، نضعه على الميت، وإذا جئنا من الغد، وجدنا الزئبق على ما هو عليه، أنتم تقولون: إن الملائكة يأتون ويجلسون هذا الرجل، الذي يجلس، كيف يبقى عليه الزئبق؟!
أيضاً نقول كما قلنا : هذه من عالم الغيب، وعلينا الإيمان والتصديق، ومن الجائز أيضاً أن الله عز وجل يرد هذا الزئبق إلى مكانه بعد أن تحول بالجلوس، واضح؟
الطالب : هو ما تحول أصلا. يجوز إنه ما تحول ابتداء حتى وإن جلس.
الشيخ : على كل حال المعروف أنه ... طيب.
نقول أيضاً : انظروا الآن إلى الرجل في المنام، يرى في المنام أشياء يعني لو كان على حسب رؤيته إياها، ما بقي في مكانه في فراشه على السرير ولا لا؟ أحيانا يرى أنه طالع وزملائه في رحلة. نعم. راكبين سيارة ووصلوا الرحلة قدموا الغداء وأكلوا الغداء، ثم لعبوا رياضة بعض الشيء بعد الغداء. نعم. وأين هو؟ في فراشه. صح ولا لا؟ في فراشه، وأحياناً تكون رؤيا حق من الله عز وجل وتقع كما كان، تقع كما كان، كأنما يقرأها في منامه. نعم. ومع ذلك، نحن نؤمن بهذا الشيء، نؤمن.
والإنسان إذا رأى في منامه ما يكره، إذا أصبح وإذا هو متكدر، وإذا رأى ما يسره، أصبح وهو مستبشر وفرح، كل هذا يدل على أن أمور الروح ليست من الأمور المشاهدة. أي نعم.
سؤال : هل يمكن أن يتخلف عذاب القبر؟
السائل : شيخ.
الشيخ : نعم خالد.
السائل : هل يمكن أن يتخلف عذاب القبر؟
الشيخ : ايش؟
السائل : أقول : هل يمكن أن يتخلف عذاب القبر؟
الشيخ : ايش؟
السائل : أقول : هل يمكن أن يتخلف عذاب القبر؟
الشيخ : أن؟
السائل : أن يتخلف عذاب القبر.
الشيخ : يتخلف؟
السائل : نعم.
الشيخ : أي ممكن.
السائل : ... .
الشيخ : حال الإنسان وهذا شيء ما لنا فيه علم.
السائل : إذا ... .
الشيخ : قد يعفو الله عز وجل عن الإنسان وقد يكون مثلا يصاب بمصائب. وقد يشدد عليه الموت ويغفر له. أي نعم
السائل : شيخ.
الشيخ : نعم.
السائل : ... قالوا : (( من بعثنا من مرقدنا )).
الشيخ : نعم.
السائل : ... .
الشيخ : بعض العلماء يقول إنه ينقطع عن الكفار ما بين النفختين، نعم ويقول هذه الآية تشير إليه، وبعضهم يقول لا المراد بمرقدنا يعني من منامنا الي كنا فيه لأنهم يرون بعد البعث أشد مما كان في القبر.
الشيخ : نعم خالد.
السائل : هل يمكن أن يتخلف عذاب القبر؟
الشيخ : ايش؟
السائل : أقول : هل يمكن أن يتخلف عذاب القبر؟
الشيخ : ايش؟
السائل : أقول : هل يمكن أن يتخلف عذاب القبر؟
الشيخ : أن؟
السائل : أن يتخلف عذاب القبر.
الشيخ : يتخلف؟
السائل : نعم.
الشيخ : أي ممكن.
السائل : ... .
الشيخ : حال الإنسان وهذا شيء ما لنا فيه علم.
السائل : إذا ... .
الشيخ : قد يعفو الله عز وجل عن الإنسان وقد يكون مثلا يصاب بمصائب. وقد يشدد عليه الموت ويغفر له. أي نعم
السائل : شيخ.
الشيخ : نعم.
السائل : ... قالوا : (( من بعثنا من مرقدنا )).
الشيخ : نعم.
السائل : ... .
الشيخ : بعض العلماء يقول إنه ينقطع عن الكفار ما بين النفختين، نعم ويقول هذه الآية تشير إليه، وبعضهم يقول لا المراد بمرقدنا يعني من منامنا الي كنا فيه لأنهم يرون بعد البعث أشد مما كان في القبر.
هل الشهيد يدخل الجنة قبل يوم القيامة ؟
السائل : (( الذين تتوفاهم الملائكة طيبين )).
الشيخ : الذين.
السائل : (( الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة )).
الشيخ : نعم.
السائل : قول الله تعالى : (( ... )).
الشيخ : نعم.
السائل : الشهيد يدخل الجنة؟
الشيخ : ايش؟
السائل : يدخل الجنة؟
الشيخ : من؟
السائل : الشهيد والصالح؟
الشيخ : أي.
السائل : يدخل الجنة؟
الشيخ : يدخل الجنة لكن روحه تدخل الجنة مو هو، هو في قبره، ... تختلف، ومخاطبة ابننا الصغير في التقريع والتوبيخ على وجه لا يماثله مخاطبة الكبير، فكذلك الملائكة بالنسبة لنزولها للإنسان عند الموت على حسب حالهم في إيمانهم.
الشيخ : الذين.
السائل : (( الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة )).
الشيخ : نعم.
السائل : قول الله تعالى : (( ... )).
الشيخ : نعم.
السائل : الشهيد يدخل الجنة؟
الشيخ : ايش؟
السائل : يدخل الجنة؟
الشيخ : من؟
السائل : الشهيد والصالح؟
الشيخ : أي.
السائل : يدخل الجنة؟
الشيخ : يدخل الجنة لكن روحه تدخل الجنة مو هو، هو في قبره، ... تختلف، ومخاطبة ابننا الصغير في التقريع والتوبيخ على وجه لا يماثله مخاطبة الكبير، فكذلك الملائكة بالنسبة لنزولها للإنسان عند الموت على حسب حالهم في إيمانهم.
سؤال: هل العذاب يقع على الروح أو على الجسد؟
السائل : ... .
الشيخ : اه؟ اه؟
السائل : ما نقول العذاب على الروح، والنعيم على الروح ؟
الشيخ : لالا
السائل : ... على الروح.
الشيخ : لا، نقول أصلا على الروح لكن البدن يناله منها تبع، يعني هي في الدنيا متعاكسة، في الدنيا العذاب على البدن والروح تتألم بذلك، وفي الآخرة بالعكس، على أن بعض العلماء من أهل السنة يقولون إن العذاب لا يكون إلا على البدن فقط، وعلى الروح فقط، وعلى البدن فقط.
الشيخ : اه؟ اه؟
السائل : ما نقول العذاب على الروح، والنعيم على الروح ؟
الشيخ : لالا
السائل : ... على الروح.
الشيخ : لا، نقول أصلا على الروح لكن البدن يناله منها تبع، يعني هي في الدنيا متعاكسة، في الدنيا العذاب على البدن والروح تتألم بذلك، وفي الآخرة بالعكس، على أن بعض العلماء من أهل السنة يقولون إن العذاب لا يكون إلا على البدن فقط، وعلى الروح فقط، وعلى البدن فقط.
هل صحيح أن الله قد يطلع الناس على بعض ما يجري في القبر كاشتعال النار فيه مثلا ؟
السائل : شيخ ... .
الشيخ : هذا قد يظهره الله عز وجل أحيانا تصديقا لوحيه وامتحانا لخلقه. نعم.
الشيخ : هذا قد يظهره الله عز وجل أحيانا تصديقا لوحيه وامتحانا لخلقه. نعم.
كيف يكون العذاب على الروح والبدن ؟
السائل : ... على الروح والجسد تابع له، وأنه على الروح والجسد جميعا.
الشيخ : أي.
السائل : ما الفرق؟
الشيخ : يكون الذي يباشر العذاب هي النفس والبدن ما يباشر عذاب لكن يتألم.
السائل : ... .
الشيخ : بعد ضرب المرزبة يكون هذا العذاب أو النعيم على الروح وإلا عند المسائلة فظاهر النصوص أنه على البدن، نعم؟
السائل : .... .
الشيخ : أي نعم.
السائل : ... .
الشيخ : اه؟
السائل : ... .
الشيخ : ما فيه شك.
الشيخ : أي.
السائل : ما الفرق؟
الشيخ : يكون الذي يباشر العذاب هي النفس والبدن ما يباشر عذاب لكن يتألم.
السائل : ... .
الشيخ : بعد ضرب المرزبة يكون هذا العذاب أو النعيم على الروح وإلا عند المسائلة فظاهر النصوص أنه على البدن، نعم؟
السائل : .... .
الشيخ : أي نعم.
السائل : ... .
الشيخ : اه؟
السائل : ... .
الشيخ : ما فيه شك.
اضيفت في - 2007-02-04