شرح العقيدة الواسطية-26a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
العقيدة الواسطية
شرح قول المصنف : ومن أصول أهل السنة والجماعة أن الدين والإيمان قول وعمل : قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح
الشيخ : " والإيمان قول وعمل " فما هو الدين؟
" الدين" ما يدان به الإنسان ويطلق على العمل والجزاء.
ففي قوله تعالى : (( وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ))، المراد بالدين هنا : يوم الجزاء، الجزاء المراد به. وقوله (( مالك يوم الدين )) الجزاء، وأما العمل فكقوله تعالى : (( وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً )) أي: عملاً تتقربون به إلى الله .
ويقال : كما تدين تدان، أي: كما تعمل تجازى. فالدين إذن يطلق على العمل، وعلى الجزاء على العمل.
والمراد به هنا في كلام المؤلف المراد به العمل.
وأما الإيمان فأكثر أهل العلم يقولون: إن الإيمان في اللغة التصديق.
ولكن في هذا نظر، لأن الكلمة إذا كانت بمعنى الكلمة، فإنها تتعدى بتعديتها، تفسر الكلمة اللازمة بكلمة لازمة، والمتعدية بكلمة متعدية.
ومعلوم أن التصديق يتعدى بنفسه، والإيمان لا يتعدى بنفسه. فتقول مثلاً : صدقته، ولا تقول: آمنته! بل تقول : آمنت به، أو آمنت له.
لكن صدق تتعدى بنفسها، فلا يمكن أن نفسر فعلاً لازماً لا يتعدى إلا بحرف الجر وهو آمن بفعل متعد ينصب المفعول به بنفسه.
ثم إن كلمة صدقت لا تعطي كلمة آمنت، فإن آمنت تدل على طمأنينة بخبره أكثر من صدّقت.
ولهذا، لو فسر الإيمان بالإقرار، لكان أجود وأحرى.
فنقول : الإيمان: الإقرار، ولا إقرار إلا بتصديق، فتقول : أقر به، كما تقول ايش؟ آمن به، وأقر له كما تقول آمن له.
طيب هذا في اللغة.
أما في الشرع فقال المؤلف رحمه الله : " قول وعمل" الإيمان قول وعمل، وهذا تعريف مختصر، ويبسط فيقال: قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان، أي بالقلب، وهذا التعريف المبسوط.
أما التعريف المختصر فنقول قول وعمل : قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح، شوف المؤلف جعل للقلب قولاً. وجعل للسان قولاً.
أما قول اللسان، فالأمر فيه واضح، لكن ما قول القلب؟ قول القلب، اعترافه وتصديقه هذا قوله، قول القلب اعترافه بالشيء واطمئنانه به وتصديقه هذا قوله.
وأما عمل القلب: فهو عبارة عن تحركه وإرادته، مثل الإخلاص في العمل، هذا عمل قلب ولا قول قلب؟ عمل قلب، لأنه قصد قصد وجه الله، التوكل عمل قلب، والرجاء عمل قلب، الخوف عمل قلب، الأمن من مكر الله لكنه ليس من الإيمان بل هو حرام عمل قلب.
المهم أن العمل ليس مجرد الطمأنينة في القلب، بل هناك حركة في القلب حركة توكل رجاء خوف، وما أشبه ذلك.
عمل اللسان، اللسان له عمل؟ ويش عمله؟ هو قوله هو قوله، لكن إن قلنا إن عمل اللسان قوله صار في كلام المؤلف تكرار، لأنه قال بالأول قول اللسان، لكن يمكن أن نقول : إن مراد المؤلف بقوله " عمل اللسان " أي حركة اللسان، أليس اللسان يتحرك عند القول؟ فيكون قول اللسان ما يسمع، وعمل اللسان حركة اللسان، ومعلوم أن القول يتكون من حركة اللسان وحركة اللحيين والشفتين، أليس كذلك؟
طيب، إذن نقول حركة هذه الأعضاء تدخل في الإيمان، لأنها عمل.
الجوارج عمل ولا لا؟ عمل، عمل الجوارح واضح، ركوع، سجود ، قيام ، قعود، مشي نعم وهكذا هذا عمل الجوارج.
كيف يكون عمل الجوارح إيمانا ؟ نقول : نعم شرعا يكون إيمانا، لأن الحامل لهذا العمل هو الإيمان، لولا إيمان الإنسان ما عمل.
فإذا قال قائل : أين الدليل على أن الإيمان يشمل هذه الأشياء الأربعة؟
فنقول استمع إليه : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره )، هذا ايش؟ هذا لكن من أي الأربعة هذه؟ هذا لا، قول القلب، هذا قول القلب، لأن إيمانه يعني طمأنينته وتصديقه هذا قوله. طيب.
عمل القلب واللسان والجوارح، ما دليله؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الإيمان بضع وسبعون شعبة ) الإيمان شف ( الإيمان بضع وسبعون وشعبة أعلاها : قول لا إله إلا الله ) هذا قول اللسان وعمله ولا لا؟ وعمله، لأن قول اللسان حركة لا بد فيه من عمل ( وأدناها : إماطة الأذى عن الطريق ) هذا عمل الجوارح ( والحياء شعبة من الإيمان ) الحياء انكسار يصيب الإنسان ويعتريه عند وجود ما يستلزم الحياء فهو عمل قلبي.
فتبين بهذا أن الإيمان يشمل هذه الأشياء الثلاثة شرعا.
وقال تعالى : (( وما كان ليضيع إيمانكم )) قال المفسرون : أي صلاتكم إلى بيت المقدس، فسمى الله تعالى الصلاة إيمانا مع أنها عمل، عمل جوارح وعمل وقول لسان، وسماها الله تعالى إيمانا.
طيب، إذن الإيمان يشمل كم شيء؟ ثلاثة أو أربعة؟ إقرار القلب وعمله، وقول اللسان وعمل الجوارح، ولنجعل عمل اللسان داخلا في قول اللسان، فيكون يشمل أربعة أشياء.
هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة.
وشموله لهذه الأشياء الأربعة لا يعني أنه لا يتم إلا بها، بل قد يكون الإنسان مؤمناً مع تخلف بعض الأعمال، ولكنه ينقص إيمانه بقدر ما نقص من عمله.
عند المرجئة يقولون : إن الإيمان هو تصديق القلب فقط، يعني الإقرار الإيمان إقرار فقط، وما عدا ذلك، فليس من الإيمان.
ولهذا عندهم أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، لأنه إقرار القلب، والناس فيه سواء، والإنسان الذي يعبد الله آناء الليل والنهار كالذي يعصي الله آناء الليل والنهار عندهم ما دامت معصيته لا تخرجه من الإيمان لا تخرجه من الدين، فيقولون إن الإيمان هو التصديق.
فلو وجدنا رجلاً يشرب الخمر ويسرق ويزني ويعتدي على الناس، ورجلاً آخر متقياً لله بعيداً عن هذه الأشياء كلها، يقول المرجئة : إنهما في الإيمان سواء، بل وفي الرجاء في رجاء الثواب سواء، كل منهما لا يعذب، لأن الأعمال غير داخلة في مسمى الإيمان.
على العكس من ذلك الخوارج والمعتزلة، قالوا : إن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان، وأنها شرط في بقائه، شرط في بقائه، فمن فعل معصية من الكبائر خرج من الإيمان.
لكن الخوارج عندهم شجاعة يقولون كفر، والمعتزلة يداهنون، فيقولون : هو في منزلة بين منزلتين، لا نقول: مؤمن، ولا نقول: كافر، بل نقول: خرج من الإيمان وين راح؟ صار في منزلة بين منزلتين. فهذه أقوال الناس في الإيمان.
أهل السنة والجماعة يقولون: إن الإيمان قول وعمل وفصله المؤلف وسمعتم أدلته.
قال : " وأن الإيمان " أي ومن أصول أهل السنة والجماعة.
" الدين" ما يدان به الإنسان ويطلق على العمل والجزاء.
ففي قوله تعالى : (( وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ))، المراد بالدين هنا : يوم الجزاء، الجزاء المراد به. وقوله (( مالك يوم الدين )) الجزاء، وأما العمل فكقوله تعالى : (( وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً )) أي: عملاً تتقربون به إلى الله .
ويقال : كما تدين تدان، أي: كما تعمل تجازى. فالدين إذن يطلق على العمل، وعلى الجزاء على العمل.
والمراد به هنا في كلام المؤلف المراد به العمل.
وأما الإيمان فأكثر أهل العلم يقولون: إن الإيمان في اللغة التصديق.
ولكن في هذا نظر، لأن الكلمة إذا كانت بمعنى الكلمة، فإنها تتعدى بتعديتها، تفسر الكلمة اللازمة بكلمة لازمة، والمتعدية بكلمة متعدية.
ومعلوم أن التصديق يتعدى بنفسه، والإيمان لا يتعدى بنفسه. فتقول مثلاً : صدقته، ولا تقول: آمنته! بل تقول : آمنت به، أو آمنت له.
لكن صدق تتعدى بنفسها، فلا يمكن أن نفسر فعلاً لازماً لا يتعدى إلا بحرف الجر وهو آمن بفعل متعد ينصب المفعول به بنفسه.
ثم إن كلمة صدقت لا تعطي كلمة آمنت، فإن آمنت تدل على طمأنينة بخبره أكثر من صدّقت.
ولهذا، لو فسر الإيمان بالإقرار، لكان أجود وأحرى.
فنقول : الإيمان: الإقرار، ولا إقرار إلا بتصديق، فتقول : أقر به، كما تقول ايش؟ آمن به، وأقر له كما تقول آمن له.
طيب هذا في اللغة.
أما في الشرع فقال المؤلف رحمه الله : " قول وعمل" الإيمان قول وعمل، وهذا تعريف مختصر، ويبسط فيقال: قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان، أي بالقلب، وهذا التعريف المبسوط.
أما التعريف المختصر فنقول قول وعمل : قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح، شوف المؤلف جعل للقلب قولاً. وجعل للسان قولاً.
أما قول اللسان، فالأمر فيه واضح، لكن ما قول القلب؟ قول القلب، اعترافه وتصديقه هذا قوله، قول القلب اعترافه بالشيء واطمئنانه به وتصديقه هذا قوله.
وأما عمل القلب: فهو عبارة عن تحركه وإرادته، مثل الإخلاص في العمل، هذا عمل قلب ولا قول قلب؟ عمل قلب، لأنه قصد قصد وجه الله، التوكل عمل قلب، والرجاء عمل قلب، الخوف عمل قلب، الأمن من مكر الله لكنه ليس من الإيمان بل هو حرام عمل قلب.
المهم أن العمل ليس مجرد الطمأنينة في القلب، بل هناك حركة في القلب حركة توكل رجاء خوف، وما أشبه ذلك.
عمل اللسان، اللسان له عمل؟ ويش عمله؟ هو قوله هو قوله، لكن إن قلنا إن عمل اللسان قوله صار في كلام المؤلف تكرار، لأنه قال بالأول قول اللسان، لكن يمكن أن نقول : إن مراد المؤلف بقوله " عمل اللسان " أي حركة اللسان، أليس اللسان يتحرك عند القول؟ فيكون قول اللسان ما يسمع، وعمل اللسان حركة اللسان، ومعلوم أن القول يتكون من حركة اللسان وحركة اللحيين والشفتين، أليس كذلك؟
طيب، إذن نقول حركة هذه الأعضاء تدخل في الإيمان، لأنها عمل.
الجوارج عمل ولا لا؟ عمل، عمل الجوارح واضح، ركوع، سجود ، قيام ، قعود، مشي نعم وهكذا هذا عمل الجوارج.
كيف يكون عمل الجوارح إيمانا ؟ نقول : نعم شرعا يكون إيمانا، لأن الحامل لهذا العمل هو الإيمان، لولا إيمان الإنسان ما عمل.
فإذا قال قائل : أين الدليل على أن الإيمان يشمل هذه الأشياء الأربعة؟
فنقول استمع إليه : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره )، هذا ايش؟ هذا لكن من أي الأربعة هذه؟ هذا لا، قول القلب، هذا قول القلب، لأن إيمانه يعني طمأنينته وتصديقه هذا قوله. طيب.
عمل القلب واللسان والجوارح، ما دليله؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الإيمان بضع وسبعون شعبة ) الإيمان شف ( الإيمان بضع وسبعون وشعبة أعلاها : قول لا إله إلا الله ) هذا قول اللسان وعمله ولا لا؟ وعمله، لأن قول اللسان حركة لا بد فيه من عمل ( وأدناها : إماطة الأذى عن الطريق ) هذا عمل الجوارح ( والحياء شعبة من الإيمان ) الحياء انكسار يصيب الإنسان ويعتريه عند وجود ما يستلزم الحياء فهو عمل قلبي.
فتبين بهذا أن الإيمان يشمل هذه الأشياء الثلاثة شرعا.
وقال تعالى : (( وما كان ليضيع إيمانكم )) قال المفسرون : أي صلاتكم إلى بيت المقدس، فسمى الله تعالى الصلاة إيمانا مع أنها عمل، عمل جوارح وعمل وقول لسان، وسماها الله تعالى إيمانا.
طيب، إذن الإيمان يشمل كم شيء؟ ثلاثة أو أربعة؟ إقرار القلب وعمله، وقول اللسان وعمل الجوارح، ولنجعل عمل اللسان داخلا في قول اللسان، فيكون يشمل أربعة أشياء.
هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة.
وشموله لهذه الأشياء الأربعة لا يعني أنه لا يتم إلا بها، بل قد يكون الإنسان مؤمناً مع تخلف بعض الأعمال، ولكنه ينقص إيمانه بقدر ما نقص من عمله.
عند المرجئة يقولون : إن الإيمان هو تصديق القلب فقط، يعني الإقرار الإيمان إقرار فقط، وما عدا ذلك، فليس من الإيمان.
ولهذا عندهم أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، لأنه إقرار القلب، والناس فيه سواء، والإنسان الذي يعبد الله آناء الليل والنهار كالذي يعصي الله آناء الليل والنهار عندهم ما دامت معصيته لا تخرجه من الإيمان لا تخرجه من الدين، فيقولون إن الإيمان هو التصديق.
فلو وجدنا رجلاً يشرب الخمر ويسرق ويزني ويعتدي على الناس، ورجلاً آخر متقياً لله بعيداً عن هذه الأشياء كلها، يقول المرجئة : إنهما في الإيمان سواء، بل وفي الرجاء في رجاء الثواب سواء، كل منهما لا يعذب، لأن الأعمال غير داخلة في مسمى الإيمان.
على العكس من ذلك الخوارج والمعتزلة، قالوا : إن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان، وأنها شرط في بقائه، شرط في بقائه، فمن فعل معصية من الكبائر خرج من الإيمان.
لكن الخوارج عندهم شجاعة يقولون كفر، والمعتزلة يداهنون، فيقولون : هو في منزلة بين منزلتين، لا نقول: مؤمن، ولا نقول: كافر، بل نقول: خرج من الإيمان وين راح؟ صار في منزلة بين منزلتين. فهذه أقوال الناس في الإيمان.
أهل السنة والجماعة يقولون: إن الإيمان قول وعمل وفصله المؤلف وسمعتم أدلته.
قال : " وأن الإيمان " أي ومن أصول أهل السنة والجماعة.
1 - شرح قول المصنف : ومن أصول أهل السنة والجماعة أن الدين والإيمان قول وعمل : قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية
الشيخ : " أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ".
أولا: لا بد أن نثبت زيادة الإيمان ونقصه، فأهل السنة والجماعة يقولون: إن الإيمان يزيد وينقص، ويستدلون لذلك بأدلة من الكتاب والسنة.
فمن الكتاب قول الله تعالى : (( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ )) وقال تعالى : (( لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانا )). وهذا صريح في ثبوت الزيادة.
وأما النقص، فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم وعظ النساء، وقال لهن : ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ) صدق الرسول عليه الصلاة والسلام ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين ) شف (ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ) فأثبت نقص الدين.
ثم لو فرض أنه لم يوجد نص في ثبوت النقص، فإن إثبات الزيادة مستلزم للنقص، لأن ما دام قلنا زاد إيمان هذا معناه كان بالأول ناقصا عن هذه الزيادة، فكل نص إذن نقول : كل نص يدل على زيادة الإيمان، فإنه متضمن بالدلالة على نقصه. ولا إِشكال في هذا.
طيب. المؤلف يقول إنه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
المراد بالطاعة: كل ما يقرب إلى الله.
وعلى هذا فنقول : إن أسباب زيادة الإيمان ثلاثة :
الأول : معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته، فإنه كلما زاد الإنسان معرفة بالله وأسمائه وصفاته، ازداد إيمانه، ولهذا ينبغي لنا أن نتأمل ونفكر دائما في معاني أسماء الله وصفاته، لأننا كلما تأملنا فيها اتضح لنا فيها معان عظيمة توجب زيادة الإيمان ومحبة الله والخوف منه سبحانه وتعالى، هذا سبب.
السبب الثاني : النظر في آيات الله الكونية والشرعية :
قال الله تعالى : (( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت، وإلى الجبال كيف نصبت، وإلى الأرض كيف سطحت )). وقال تعالى : (( قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )) لماذا؟ ليزدادوا إيمانا (( وَمَا تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ )).
فالنظر في آيات الله الكونية يزيد الإنسان إيمانا بلا شك.
وكلما ازداد الإنسان علماً بما أودع الله تعالى في الكون من عجائب المخلوقات ومن الحكم البالغات ازداد إيماناً بالله عز وجل.
النظر في آيات الله الشرعية أيضا يزيد الإنسان إيماناً، لأنك إذا نظرت إلى الآيات الشرعية، وهي الأحكام التي جاءت بها الرسل، وجدت فيها ما يبهر العقول من الحكم البالغة والأسرار العظيمة التي تعرف بها أن هذه الشريعة نزلت من؟ من عند الله، وأنها مبنية على العدل والرحمة، فتزداد بذلك إيماناً بالله عز وجل.
السبب الثالث : كثرة الطاعات، فإن كثرة الطاعات تزيد في الإيمان، لأن الأعمال داخلة في الإيمان، وإذا كانت داخلة فيه، لزم من ذلك أن يزيد بكثرتها.
فمثلا الذي يصلي أربع ركعات أزيد إيمانا من الذي يصلي ركعتين.
طيب يمكن أن نزيد سببا رابعا.
السبب الرابع : حسن العمل، فإن حسن العمل المبني على الإخلاص والمتابعة يزيد في الإيمان، فكلما كان العمل أحسن كانت زيادة الإيمان به أكثر، واضح؟ فالإنسان الذي يصلي ركعتين مخلصا لله فيهما متبعا فيهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدر ما يستطيع أكمل إيمانا من الذي يصلي ركعتين لا على هذا الوجه.
فتكون أسباب الزيادة أربعة : معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته، النظر في آيات الله الكونية والشرعية ، كثرة العمل، حسن العمل. واضح؟ طيب.
أسباب نقص الإيمان، إذا عرفنا أسباب الزيادة عرفنا أسباب النقص ولا لا؟ طيب، فأسباب النقص إذن أربعة :
أولا : الإعراض عن معرفة الله تعالى وأسمائه وصفاته، أن الإنسان يعرض عنها ولا يبالي ولا كأن الأسماء تمر به أو الصفات تمر به، بل تمر على قلب أجرد أملس كالحجر لا يتأثر بها، نسأل الله السلامة والعافية.
الثاني : الإعراض عن النظر في الآيات الكونية والشرعية، فإن هذا يوجب الغفلة وقسوة القلب بل يوجب أن تذهب أوقات الإنسان عليه سبهللا كما قال تعالى : (( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا )).
الثالث : قلة العمل، ويدل لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن. قالوا : يا رسول الله ! كيف نقصان دينها؟ قال : أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟ ) فالذي يصلي ركعتين أنقص إيمانا من الذي يصلي أربعا.
الرابع : سوء العمل وأن لا يأتي به الإنسان على الوجه الأكمل فكلما كان العمل أسوأ كان أنقص في الإيمان، ولهذا الآن تجدنا نحن نصلي الصلوات الخمس والصحابة يصلون الصلوات الخمس صلاة الصحابة تنهى عن الفحشاء والمنكر وصلاتنا اه ما تنهى. تجد الإنسان يدخل في صلاته ويخرج كما دخل لا يتأثر قلبه ما كأنه الآن وقف بين يدي الله يناجيه.
أنا أعتقد أنك لو جلست إلى ملك من ملوك الدنيا وكلمته وقمت منه تتأثر بهذه الجلسة عنده؟ اه؟ تتأثر بلا شك، إذا كنت تتأثر بالجلسة مع ملك من ملوك الدنيا وهو لا ينفعك ولا يضرك فلماذا لا تتأثر إذا كنت مع الله عز وجل، لأن الإنسان الذي يصلي يناجي الله كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام، ولكننا لا نتأثر لماذا؟ لأن عملنا ليس على وجه الأكمل، لكن رجل دخل في صلاته مستحضرا أنه بين يدي الله عز وجل قائما بما ينبغي أن يقوم به في صلاته يخرج وقلبه قد تغير واستنار، حتى إنه يجد طعم هذه الصلاة بعد أزمنة كثيرة. لا يزال يجد طعمها كلما تذكرها. إذن فأسباب نقصه ايش؟ أربعة كما أن أسباب زيادته أربعة. فالإيمان يزيد وينقص وأسباب زيادته أربعة وأسباب نقصه أربعة. نعم؟
الطالب : الذين يقولون الإيمان لا يزيد ولا ينقص كيف يجيبون عن هذه الآيات الصريحة؟
الشيخ : ما عندهم جواب، ما عندهم جواب أبدا.
الطالب : يحاجونك.
الشيخ : إذا يحاجونك نقول هذه الآيات تقصم ظهور المحاج.
طيب بقينا في مسألة نقطة بسيطة فهمنا أن الإيمان يزيد بهذه الأشياء، هل يمكن أن يزيد الإيمان الذي هو إقرار القلب؟ اه؟ نعم يزيد الإيمان الذي هو إقرار القلب، وأما قول المرجئة إنه لا يتصور أن يزيد إقرار القلب فهو قول مردود بلا شك، فإن إقرار القلب بالشيء لا شك أنه يتفاوت يدلك على هذا من الأدلة السمعية قول إبراهيم عليه الصلاة لما قال لله سبحانه وتعالى : (( رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي )) وهذا يدل على أن الخبر ليس كالمعاينة وهذا دليل سمعي.
الدليل الحسي أخبرك ثقة من الثقات بقدوم زيد مثلا، فاطمأننت إلى هذا و آمنت ثم جاءك ثقة آخر فأخبرك يزداد يقينك ولا لا؟ اه؟ يزداد، ثم جاءك ثالث فأخبرك ازداد أكثر ثم جاءك رابع فقال لم يأت زيد، والذين أخبروك واهمون رجع ولا لا؟ نقص. شف يزيد وينقص، لا شك قي هذا، كل إنسان يحس بذلك. إذن فاليقين الذي هو يقين القلب وطمأنينة القلب يمكن يزيد ويمكن ينقص، وأما دعواهم أنه لا يزيد ولا وينقص فهي دعوى لا ، يكذبها الحس والشرع.
أولا: لا بد أن نثبت زيادة الإيمان ونقصه، فأهل السنة والجماعة يقولون: إن الإيمان يزيد وينقص، ويستدلون لذلك بأدلة من الكتاب والسنة.
فمن الكتاب قول الله تعالى : (( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ )) وقال تعالى : (( لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانا )). وهذا صريح في ثبوت الزيادة.
وأما النقص، فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم وعظ النساء، وقال لهن : ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ) صدق الرسول عليه الصلاة والسلام ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين ) شف (ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ) فأثبت نقص الدين.
ثم لو فرض أنه لم يوجد نص في ثبوت النقص، فإن إثبات الزيادة مستلزم للنقص، لأن ما دام قلنا زاد إيمان هذا معناه كان بالأول ناقصا عن هذه الزيادة، فكل نص إذن نقول : كل نص يدل على زيادة الإيمان، فإنه متضمن بالدلالة على نقصه. ولا إِشكال في هذا.
طيب. المؤلف يقول إنه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
المراد بالطاعة: كل ما يقرب إلى الله.
وعلى هذا فنقول : إن أسباب زيادة الإيمان ثلاثة :
الأول : معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته، فإنه كلما زاد الإنسان معرفة بالله وأسمائه وصفاته، ازداد إيمانه، ولهذا ينبغي لنا أن نتأمل ونفكر دائما في معاني أسماء الله وصفاته، لأننا كلما تأملنا فيها اتضح لنا فيها معان عظيمة توجب زيادة الإيمان ومحبة الله والخوف منه سبحانه وتعالى، هذا سبب.
السبب الثاني : النظر في آيات الله الكونية والشرعية :
قال الله تعالى : (( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت، وإلى الجبال كيف نصبت، وإلى الأرض كيف سطحت )). وقال تعالى : (( قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )) لماذا؟ ليزدادوا إيمانا (( وَمَا تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ )).
فالنظر في آيات الله الكونية يزيد الإنسان إيمانا بلا شك.
وكلما ازداد الإنسان علماً بما أودع الله تعالى في الكون من عجائب المخلوقات ومن الحكم البالغات ازداد إيماناً بالله عز وجل.
النظر في آيات الله الشرعية أيضا يزيد الإنسان إيماناً، لأنك إذا نظرت إلى الآيات الشرعية، وهي الأحكام التي جاءت بها الرسل، وجدت فيها ما يبهر العقول من الحكم البالغة والأسرار العظيمة التي تعرف بها أن هذه الشريعة نزلت من؟ من عند الله، وأنها مبنية على العدل والرحمة، فتزداد بذلك إيماناً بالله عز وجل.
السبب الثالث : كثرة الطاعات، فإن كثرة الطاعات تزيد في الإيمان، لأن الأعمال داخلة في الإيمان، وإذا كانت داخلة فيه، لزم من ذلك أن يزيد بكثرتها.
فمثلا الذي يصلي أربع ركعات أزيد إيمانا من الذي يصلي ركعتين.
طيب يمكن أن نزيد سببا رابعا.
السبب الرابع : حسن العمل، فإن حسن العمل المبني على الإخلاص والمتابعة يزيد في الإيمان، فكلما كان العمل أحسن كانت زيادة الإيمان به أكثر، واضح؟ فالإنسان الذي يصلي ركعتين مخلصا لله فيهما متبعا فيهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدر ما يستطيع أكمل إيمانا من الذي يصلي ركعتين لا على هذا الوجه.
فتكون أسباب الزيادة أربعة : معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته، النظر في آيات الله الكونية والشرعية ، كثرة العمل، حسن العمل. واضح؟ طيب.
أسباب نقص الإيمان، إذا عرفنا أسباب الزيادة عرفنا أسباب النقص ولا لا؟ طيب، فأسباب النقص إذن أربعة :
أولا : الإعراض عن معرفة الله تعالى وأسمائه وصفاته، أن الإنسان يعرض عنها ولا يبالي ولا كأن الأسماء تمر به أو الصفات تمر به، بل تمر على قلب أجرد أملس كالحجر لا يتأثر بها، نسأل الله السلامة والعافية.
الثاني : الإعراض عن النظر في الآيات الكونية والشرعية، فإن هذا يوجب الغفلة وقسوة القلب بل يوجب أن تذهب أوقات الإنسان عليه سبهللا كما قال تعالى : (( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا )).
الثالث : قلة العمل، ويدل لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن. قالوا : يا رسول الله ! كيف نقصان دينها؟ قال : أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟ ) فالذي يصلي ركعتين أنقص إيمانا من الذي يصلي أربعا.
الرابع : سوء العمل وأن لا يأتي به الإنسان على الوجه الأكمل فكلما كان العمل أسوأ كان أنقص في الإيمان، ولهذا الآن تجدنا نحن نصلي الصلوات الخمس والصحابة يصلون الصلوات الخمس صلاة الصحابة تنهى عن الفحشاء والمنكر وصلاتنا اه ما تنهى. تجد الإنسان يدخل في صلاته ويخرج كما دخل لا يتأثر قلبه ما كأنه الآن وقف بين يدي الله يناجيه.
أنا أعتقد أنك لو جلست إلى ملك من ملوك الدنيا وكلمته وقمت منه تتأثر بهذه الجلسة عنده؟ اه؟ تتأثر بلا شك، إذا كنت تتأثر بالجلسة مع ملك من ملوك الدنيا وهو لا ينفعك ولا يضرك فلماذا لا تتأثر إذا كنت مع الله عز وجل، لأن الإنسان الذي يصلي يناجي الله كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام، ولكننا لا نتأثر لماذا؟ لأن عملنا ليس على وجه الأكمل، لكن رجل دخل في صلاته مستحضرا أنه بين يدي الله عز وجل قائما بما ينبغي أن يقوم به في صلاته يخرج وقلبه قد تغير واستنار، حتى إنه يجد طعم هذه الصلاة بعد أزمنة كثيرة. لا يزال يجد طعمها كلما تذكرها. إذن فأسباب نقصه ايش؟ أربعة كما أن أسباب زيادته أربعة. فالإيمان يزيد وينقص وأسباب زيادته أربعة وأسباب نقصه أربعة. نعم؟
الطالب : الذين يقولون الإيمان لا يزيد ولا ينقص كيف يجيبون عن هذه الآيات الصريحة؟
الشيخ : ما عندهم جواب، ما عندهم جواب أبدا.
الطالب : يحاجونك.
الشيخ : إذا يحاجونك نقول هذه الآيات تقصم ظهور المحاج.
طيب بقينا في مسألة نقطة بسيطة فهمنا أن الإيمان يزيد بهذه الأشياء، هل يمكن أن يزيد الإيمان الذي هو إقرار القلب؟ اه؟ نعم يزيد الإيمان الذي هو إقرار القلب، وأما قول المرجئة إنه لا يتصور أن يزيد إقرار القلب فهو قول مردود بلا شك، فإن إقرار القلب بالشيء لا شك أنه يتفاوت يدلك على هذا من الأدلة السمعية قول إبراهيم عليه الصلاة لما قال لله سبحانه وتعالى : (( رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي )) وهذا يدل على أن الخبر ليس كالمعاينة وهذا دليل سمعي.
الدليل الحسي أخبرك ثقة من الثقات بقدوم زيد مثلا، فاطمأننت إلى هذا و آمنت ثم جاءك ثقة آخر فأخبرك يزداد يقينك ولا لا؟ اه؟ يزداد، ثم جاءك ثالث فأخبرك ازداد أكثر ثم جاءك رابع فقال لم يأت زيد، والذين أخبروك واهمون رجع ولا لا؟ نقص. شف يزيد وينقص، لا شك قي هذا، كل إنسان يحس بذلك. إذن فاليقين الذي هو يقين القلب وطمأنينة القلب يمكن يزيد ويمكن ينقص، وأما دعواهم أنه لا يزيد ولا وينقص فهي دعوى لا ، يكذبها الحس والشرع.
سؤال :هل العلم بأسماء الله تعالى وصفاته يزيد في الإيمان ؟
السائل : شيخ ايش الفرق ... ؟
الشيخ : اه؟
السائل : ... .
الشيخ : يبي يجي إن شاء الله تعالى في كلام المؤلف. نعم.
السائل : شيخ العلم بأسماء الله وصفاته.
الشيخ : ايش؟
السائل : أقول : العلم بالأسماء والصفات.
الشيخ : نعم.
السائل : ... .
الشيخ : في الأجر؟
السائل : على الأعمال.
الشيخ : حسب تأثير هذا العلم بالأسماء والصفات على العمل. إن أثر فنعم.
السائل : الأعمال واحدة، هم يصلون.
الشيخ : أي نعم هم يصلون لكن رجل عنده علم بأسماء الله وصفاته ويستحضر أنه عز وجل أمامه وأنه يناجي ربه مو مثل إنسان مطلقا أنه بين يدي الله.
السائل : كلهم ... لكن هذا عنده علم في معاني الأسماء.
الشيخ : نعم.
السائل : وما ينبني عليها من أحكام وآثار، والثاني لا.
الشيخ : أي نعم.
السائل : ... .
الشيخ : هذا الأول أقوى إيمانا.
السائل : ويزيد أجره على ذلك؟
الشيخ : يزيد أجره بالإيمان بالإيمان، أما بالعمل المعين فعلى حسب إحسان ذلك العمل، قد يكون هذا عنده علم بـأسماء الله وصفاته جيد والآخر عنده علم أقل. لكن في صلاته أخشع من ذاك. نعم.
السائل : ... .
الشيخ : ايش؟
الشيخ : اه؟
السائل : ... .
الشيخ : يبي يجي إن شاء الله تعالى في كلام المؤلف. نعم.
السائل : شيخ العلم بأسماء الله وصفاته.
الشيخ : ايش؟
السائل : أقول : العلم بالأسماء والصفات.
الشيخ : نعم.
السائل : ... .
الشيخ : في الأجر؟
السائل : على الأعمال.
الشيخ : حسب تأثير هذا العلم بالأسماء والصفات على العمل. إن أثر فنعم.
السائل : الأعمال واحدة، هم يصلون.
الشيخ : أي نعم هم يصلون لكن رجل عنده علم بأسماء الله وصفاته ويستحضر أنه عز وجل أمامه وأنه يناجي ربه مو مثل إنسان مطلقا أنه بين يدي الله.
السائل : كلهم ... لكن هذا عنده علم في معاني الأسماء.
الشيخ : نعم.
السائل : وما ينبني عليها من أحكام وآثار، والثاني لا.
الشيخ : أي نعم.
السائل : ... .
الشيخ : هذا الأول أقوى إيمانا.
السائل : ويزيد أجره على ذلك؟
الشيخ : يزيد أجره بالإيمان بالإيمان، أما بالعمل المعين فعلى حسب إحسان ذلك العمل، قد يكون هذا عنده علم بـأسماء الله وصفاته جيد والآخر عنده علم أقل. لكن في صلاته أخشع من ذاك. نعم.
السائل : ... .
الشيخ : ايش؟
سؤال :هل الطاعات تقرب إلى الله تعالى ؟
السائل : القرب بالطاعة ... .
الشيخ : لا. كل ما يطيع الإنسان به ربه فهو يقربه إليه.
السائل : ... .
الشيخ : أي.
السائل : قربة.
الشيخ : طيب موافقة الأمر تقرب إلى الله عز وجل، كل موافقة إلى الأمر فهي تقربك من الله.
الشيخ : لا. كل ما يطيع الإنسان به ربه فهو يقربه إليه.
السائل : ... .
الشيخ : أي.
السائل : قربة.
الشيخ : طيب موافقة الأمر تقرب إلى الله عز وجل، كل موافقة إلى الأمر فهي تقربك من الله.
سؤال هل قوله عليه الصلاة والسلام مارأيت من ناقصات عقل ودين يدل على أنه لا توجد امرأة كاملة الإيمان ؟
السائل : قوله صلى الله عليه وسلم : ( مارأيت من ناقصات عقل ودين ) يدل على أنه لا يوجد امرأة ذات إيمان كامل ؟
الشيخ : أي، كل النساء من حيث العموم وإلا يمكن يوجد امرأة ما تحيض قد يوجد امرأة لا تحيض، لكن إذا كانت لا تحيض فهي غير ناقصة الإيمان من هذا الوجه لكنها ناقصة العقل من جهة أخرى، شهادتها نصف شهادة الرجل، نصف شهادة الرجل ولا لا؟
السائل : نعم.
الشيخ : لأن شهادة الرجل الواحد عن شهادة امرأتين. إيه
الشيخ : أي، كل النساء من حيث العموم وإلا يمكن يوجد امرأة ما تحيض قد يوجد امرأة لا تحيض، لكن إذا كانت لا تحيض فهي غير ناقصة الإيمان من هذا الوجه لكنها ناقصة العقل من جهة أخرى، شهادتها نصف شهادة الرجل، نصف شهادة الرجل ولا لا؟
السائل : نعم.
الشيخ : لأن شهادة الرجل الواحد عن شهادة امرأتين. إيه
5 - سؤال هل قوله عليه الصلاة والسلام مارأيت من ناقصات عقل ودين يدل على أنه لا توجد امرأة كاملة الإيمان ؟ أستمع حفظ
سؤال هل يعاقب الانسان على النقص في الايمان؟
السائل : ... .
الشيخ : هو على كل حال سيأتينا إن شاء الله تعالى أن النقص في الإيمان ينقسم إلى قسمين، بل إلى ثلاثة : قسم يعاقب عليه الإنسان، وقسم يلام عليه الإنسان ولا يعاقب، وقسم ثالث: لا يلام عليه ولا يعاقب. تختلف.
في رجل ادعى على شخص دعوى بمال وأتى بشاهد واحد واختصم إلى قاض، فقال القاضي للمدعي: لو أتيت بشاهدين حكمنا لك بكل ما ادعيته صح؟ لكن لما أتيت بشاهد واحد نحكم لك بنصف ما ادعيت؟ ويش تقولون هذا ؟ صحيح؟
السائل : لا يجوز.
الشيخ : ما يجوز؟ قال ما دام ما جبت إلا نصف نصف شهادة نعطيك نصف المدعى به. اه؟
السائل : ... .
الشيخ : كيف؟
السائل : ... .
الشيخ : أي.
السائل : ... .
الشيخ : يقول هو الآن نعطيك نصف حقك جبت اثنين نعطيك حقك كامل، جبت واحد نعطيك نصفه، صحيح؟
السائل : ... .
الشيخ : أي نعم ولهذا كتب هذا القاضي مع القضاة المغفلين أي نعم. فنقول لو جاء واحد مثلا بامرأة واحدة عن شهادة رجل واحد يقول ما عندي رجل واحد عندي امرأة واحدة أعطوني نصف حقي نقول ما يصح.
السائل : يطلعلها الربع.
الشيخ : يطلعلها الربع. ما انتهى الوقت؟
السائل : شيخ.
الشيخ : اه؟
الشيخ : هو على كل حال سيأتينا إن شاء الله تعالى أن النقص في الإيمان ينقسم إلى قسمين، بل إلى ثلاثة : قسم يعاقب عليه الإنسان، وقسم يلام عليه الإنسان ولا يعاقب، وقسم ثالث: لا يلام عليه ولا يعاقب. تختلف.
في رجل ادعى على شخص دعوى بمال وأتى بشاهد واحد واختصم إلى قاض، فقال القاضي للمدعي: لو أتيت بشاهدين حكمنا لك بكل ما ادعيته صح؟ لكن لما أتيت بشاهد واحد نحكم لك بنصف ما ادعيت؟ ويش تقولون هذا ؟ صحيح؟
السائل : لا يجوز.
الشيخ : ما يجوز؟ قال ما دام ما جبت إلا نصف نصف شهادة نعطيك نصف المدعى به. اه؟
السائل : ... .
الشيخ : كيف؟
السائل : ... .
الشيخ : أي.
السائل : ... .
الشيخ : يقول هو الآن نعطيك نصف حقك جبت اثنين نعطيك حقك كامل، جبت واحد نعطيك نصفه، صحيح؟
السائل : ... .
الشيخ : أي نعم ولهذا كتب هذا القاضي مع القضاة المغفلين أي نعم. فنقول لو جاء واحد مثلا بامرأة واحدة عن شهادة رجل واحد يقول ما عندي رجل واحد عندي امرأة واحدة أعطوني نصف حقي نقول ما يصح.
السائل : يطلعلها الربع.
الشيخ : يطلعلها الربع. ما انتهى الوقت؟
السائل : شيخ.
الشيخ : اه؟
ما هو الدليل على نقصان الإيمان ؟
السائل : نحن قلنا إن الدليل على نقص الإيمان أنه الزيادة ثبتت فيكون ناقص من الأول ولكن هذا يدل على أن الإيمان يزداد.
الشيخ : كل زيادة فهي في مقابلة النقص.
السائل : لكن ما ينقص العبادة.
الشيخ : لا، يمكن ينقص.
السائل : ... .
الشيخ : لا مو معناه لا زيادة إلا في مقابلة نقص، أصله لولا أن هناك نقصا ما صار هناك زيادة.
السائل : ... .
الشيخ : مهو معناه أن الزيادة ترجع، يمكن ترجع يمكن ما ترجع لكن كلامنا لا زيادة إلا في مقابلة نقص. نعم.
السائل : شيخ يمكن يستدل على زيادة الإيمان
الشيخ : ايش؟
السائل : ... .
الشيخ : ... كلا لو تعلمون علم اليقين يعني لما كذبتم ولهيتهم عن الدين.
السائل : ... .
الشيخ : أي معروف ما في شك.
الحمد لله رب العالمين قال المؤلف رحمه الله تعالى.
الشيخ : كل زيادة فهي في مقابلة النقص.
السائل : لكن ما ينقص العبادة.
الشيخ : لا، يمكن ينقص.
السائل : ... .
الشيخ : لا مو معناه لا زيادة إلا في مقابلة نقص، أصله لولا أن هناك نقصا ما صار هناك زيادة.
السائل : ... .
الشيخ : مهو معناه أن الزيادة ترجع، يمكن ترجع يمكن ما ترجع لكن كلامنا لا زيادة إلا في مقابلة نقص. نعم.
السائل : شيخ يمكن يستدل على زيادة الإيمان
الشيخ : ايش؟
السائل : ... .
الشيخ : ... كلا لو تعلمون علم اليقين يعني لما كذبتم ولهيتهم عن الدين.
السائل : ... .
الشيخ : أي معروف ما في شك.
الحمد لله رب العالمين قال المؤلف رحمه الله تعالى.
شرح قول المصنف : وهم مع ذلك لا يكفرون أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر كما يفعله الخوارج
الشيخ : " وهم مع ذلك لا يكفرون " ، " وهم مع ذلك لا يكفرون أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر " وقبل أن نبدأ بالدرس درس هذه الليلة أحب أن نناقش فيما سبق.
.. فإن الإنسان يزداد بذلك إيمانا نعم؟ فإذا هم الإنسان بمعصية، ثم ذكر الله عز وجل وأقلع وتاب وأعرض كان ذلك زيادة في إيمانه، ولهذا وصف الله المتقين بذلك، فقال : (( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم )). فتكون أسباب زيادة الإيمان اه؟ خمسة.
معرفة الله بأسمائه وصفاته، النظر في الآيات الله الكونية أو الشرعية ،كثرة العمل ، حسن العمل، ترك ،نعم، ترك المعاصي تقربا إلى الله تعالى بتركها.
وقد ذكرنا فيما سبق أن ترك المعاصي له ثلاث حالات، كذا؟ طيب.
أسباب نقص الإيمان، نعم؟
الطالب : عدم ترك المعصية.
الشيخ : عدم ترك المعصية ولا ما تخليها أخصر.
الطالب : فعل المعصية.
الشيخ : فعل المعصية فعل المعصية نعم؟
طيب، ما هي الفائدة أوالنتيجة من قولنا إن الإيمان يزيد وينقص؟
الفائدة: أن الإنسان كلما كان أزيد إيمانا كان أحب إلينا من غيره، لأننا نحب الإنسان لإيمانه والحكم المعلق بوصف يزيد بزيادته وينقص بنقصه، لا تظنوا أنا ندرس هذا الشيء دراسة نظرية نقول الإيمان يزيد بكذا وينقص بكذا، إننا ندرسها دراسة نظرية ودراسة تطبيقية يترتب عليها الولاء قوة ويش بعد؟ وضعفا، قوة وضعفا، فكلما رأينا الإنسان يقوم بأسباب الزيادة زيادة الإيمان فإنه أحب إلينا من شخص يقوم بماذا؟ بأسباب النقص.
وهذه هي الفائدة التربوية التي نستفيدها من هذا البحث، من قولنا إن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، واضح يا جماعة؟
طيب، قال المؤلف رحمه الله : " وهم مع ذلك " هم الضمير يعود على أهل السنة، " مع ذلك " يعني: مع قولهم: إن الإيمان يزيد وينقص إلى آخره.
وقبل أن نتكلم على هذه الجملة نحب أن نفهم من الذي خالف أهل السنة والجماعة في القول بالزيادة والنقصان.
نقول: خالفهم في ذلك طائفتان : الطائفة الأولى المرجئة، والطائفة الثانية: الخوارج والمعتزلة، وهم الذين يطلق عليهم اسم الوعيدية.
فخالفهم المرجئة ويش بعد؟ والوعيدية.
المرجئة قالوا : إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، لأن المرجئة يخرجون الأعمال والأقوال من الإيمان، يقولون ليست من الإيمان، الإيمان هو الاعتراف بالقلب، والاعتراف لا يزيد ولا ينقص، الاعتراف لا يزيد ولا ينقص.
أنا أؤمن مثلا بأن الواحد نصف الإثنين لا يزيد إيماني بذلك ولا ينقص، أؤمن بأن هذا من ورق أبيض مكتوب عليه إيمانا لا يزيد ولا ينقص.
فالإيمان عندهم لا يزيد ولا ينقص، لأنهم يخرجون الأعمال منه، ويقولون إن الإقرار بالقلب لا يزيد ولا ينقص.
ونحن نرد عليهم فنقول : أولا إخراجكم الأعمال من الإيمان ليس بصحيح، فإن الأعمال داخلة في الإيمان، وقد سبق ذكر ايش؟ ذكر الدليل.
ثانياً : قولكم : إن الإقرار بالقلب لا يختلف زيادة ونقصا، هذا ليس بصحيح، بل الإيمان بالقلب يتفاضل، فهل يمكن لأحد أن يقول إن إيماني كإيمان أبي بكر؟ أبدا لا يمكن، بل يتعدى فيقول : إن إيماني كإيمان الرسول عليه الصلاة والسلام، يمكن هذا؟ لا يمكن.
ثم نقول : إن العلم القائم بالقلب يقبل التفاضل، نعم؟ فعلمي بخبر زيد أقل من علمي بخبر زيد وعمرو ولا لا؟ إذا أخبرني زيد بكذا وهو صادق وثقة عندي علمته وآمنت به، فإذا جاءني آخر وأخبرني بنفس الخبر ازداد يقيني ولا لا؟ ازداد يقيني وإيماني، وإذا شاهدته أنا بعيني ازداد يقيني، ألم تسمعوا قول إبراهيم : (( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ))
فهذا دليل على أن الإيمان الكائن في القلب يقبل الزيادة والنقص.
الطائفة الثانية المخالفة لأهل السنة طائفة الوعيدية. وهذه تتكون من الخوارج والمعتزلة، وسموا وعيدية، لأنهم يقولون بأحكام الوعيد دون أحكام الوعد، يعني : يغلبون نصوص الوعيد على نصوص الوعد.
لكن الخوارج يقولون : الإيمان لا يزيد ولا ينقص إما أن يوجد كله وإما أن يعدم كله، إما أن يوجد كله وإما أن يعدم كله. ففاعل الكبيرة عندهم ليس ناقص الإيمان، بل إيمانه منتف ما عنده إيمان.
وعند المعتزلة يقولون: إن فاعل الكبيرة لا يخرج من، نعم، لا يدخل في الكفر ولكنه خارج من الإيمان، فهو في منزلة بين منزلتين، والإيمان لا يزيد ولا ينقص، إما أن يوجد كله وإما أن يعدم كله.
فهاتان الطائفتان خالفتا أهل السنة والجماعة، وأما أهل السنة والجماعة فيقولون إن الإيمان يزيد وينقص مع بقاء أصله.
قال : " وهم مع ذلك لا يكفرون أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر "
قوله : " لا يكفرون أهل القبلة " أهل القبلة هم المسلمون، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا فهو مسلم، له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين) فأهل القبلة يعني أهل الإسلام، لأنهم يستقبلون القبلة.
المسلم عند أهل السنة والجماعة لا يكفر بمطلق المعاصي والكبائر.
وتأمل قول المؤلف :" بمطلق المعاصي"، ولم يقل : بالمعاصي والكبائر، لأن المعاصي منها ما يكون كفراً وكذلك الكبائر. وأما مطلق المعصية، فلن يكون كفراً.
والفرق بين الشيء المطلق ومطلق الشيء : أن الشيء المطلق يعني الكمال. ومطلق الشيء، يعني : أصل الشيء _انتبه_ يعني أصل الشيء موجود لكن لا على سبيل الكمال.
فالمؤمن الفاعل للكبيرة عنده مطلق الإيمان ولا الإيمان المطلق؟ مطلق الإيمان، يعني أصل الإيمان موجود عنده، لكن كماله مفقود.
فكلام المؤلف هنا دقيق جداً رحمه الله،قال: " بمطلق المعاصي والكبائر " أما بالمعاصي المطلقة والكبائر المطلقة التي تؤدي للكفر فهم يكفرونه.
" كما يفعله الخوارج " الخوارج اش يقولون؟ يقولون : إن فاعل الكبيرة كافر، إذا زنى فهو كافر وإذا سرق فهو كافر، وإذا قتل فهو كافر وإذا شرب الخمر فهو كافر، وإذا سرق فهو كافر، كل كبيرة عندهم إذا فعلها الإنسان فهو كافر، ولهذا خرجوا على المسلمين، واستباحوا دماءهم وأموالهم، ويسهل عليهم جدا أن يقول للإنسان إنه كافر، والعياذ بالله.
.. فإن الإنسان يزداد بذلك إيمانا نعم؟ فإذا هم الإنسان بمعصية، ثم ذكر الله عز وجل وأقلع وتاب وأعرض كان ذلك زيادة في إيمانه، ولهذا وصف الله المتقين بذلك، فقال : (( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم )). فتكون أسباب زيادة الإيمان اه؟ خمسة.
معرفة الله بأسمائه وصفاته، النظر في الآيات الله الكونية أو الشرعية ،كثرة العمل ، حسن العمل، ترك ،نعم، ترك المعاصي تقربا إلى الله تعالى بتركها.
وقد ذكرنا فيما سبق أن ترك المعاصي له ثلاث حالات، كذا؟ طيب.
أسباب نقص الإيمان، نعم؟
الطالب : عدم ترك المعصية.
الشيخ : عدم ترك المعصية ولا ما تخليها أخصر.
الطالب : فعل المعصية.
الشيخ : فعل المعصية فعل المعصية نعم؟
طيب، ما هي الفائدة أوالنتيجة من قولنا إن الإيمان يزيد وينقص؟
الفائدة: أن الإنسان كلما كان أزيد إيمانا كان أحب إلينا من غيره، لأننا نحب الإنسان لإيمانه والحكم المعلق بوصف يزيد بزيادته وينقص بنقصه، لا تظنوا أنا ندرس هذا الشيء دراسة نظرية نقول الإيمان يزيد بكذا وينقص بكذا، إننا ندرسها دراسة نظرية ودراسة تطبيقية يترتب عليها الولاء قوة ويش بعد؟ وضعفا، قوة وضعفا، فكلما رأينا الإنسان يقوم بأسباب الزيادة زيادة الإيمان فإنه أحب إلينا من شخص يقوم بماذا؟ بأسباب النقص.
وهذه هي الفائدة التربوية التي نستفيدها من هذا البحث، من قولنا إن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، واضح يا جماعة؟
طيب، قال المؤلف رحمه الله : " وهم مع ذلك " هم الضمير يعود على أهل السنة، " مع ذلك " يعني: مع قولهم: إن الإيمان يزيد وينقص إلى آخره.
وقبل أن نتكلم على هذه الجملة نحب أن نفهم من الذي خالف أهل السنة والجماعة في القول بالزيادة والنقصان.
نقول: خالفهم في ذلك طائفتان : الطائفة الأولى المرجئة، والطائفة الثانية: الخوارج والمعتزلة، وهم الذين يطلق عليهم اسم الوعيدية.
فخالفهم المرجئة ويش بعد؟ والوعيدية.
المرجئة قالوا : إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، لأن المرجئة يخرجون الأعمال والأقوال من الإيمان، يقولون ليست من الإيمان، الإيمان هو الاعتراف بالقلب، والاعتراف لا يزيد ولا ينقص، الاعتراف لا يزيد ولا ينقص.
أنا أؤمن مثلا بأن الواحد نصف الإثنين لا يزيد إيماني بذلك ولا ينقص، أؤمن بأن هذا من ورق أبيض مكتوب عليه إيمانا لا يزيد ولا ينقص.
فالإيمان عندهم لا يزيد ولا ينقص، لأنهم يخرجون الأعمال منه، ويقولون إن الإقرار بالقلب لا يزيد ولا ينقص.
ونحن نرد عليهم فنقول : أولا إخراجكم الأعمال من الإيمان ليس بصحيح، فإن الأعمال داخلة في الإيمان، وقد سبق ذكر ايش؟ ذكر الدليل.
ثانياً : قولكم : إن الإقرار بالقلب لا يختلف زيادة ونقصا، هذا ليس بصحيح، بل الإيمان بالقلب يتفاضل، فهل يمكن لأحد أن يقول إن إيماني كإيمان أبي بكر؟ أبدا لا يمكن، بل يتعدى فيقول : إن إيماني كإيمان الرسول عليه الصلاة والسلام، يمكن هذا؟ لا يمكن.
ثم نقول : إن العلم القائم بالقلب يقبل التفاضل، نعم؟ فعلمي بخبر زيد أقل من علمي بخبر زيد وعمرو ولا لا؟ إذا أخبرني زيد بكذا وهو صادق وثقة عندي علمته وآمنت به، فإذا جاءني آخر وأخبرني بنفس الخبر ازداد يقيني ولا لا؟ ازداد يقيني وإيماني، وإذا شاهدته أنا بعيني ازداد يقيني، ألم تسمعوا قول إبراهيم : (( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ))
فهذا دليل على أن الإيمان الكائن في القلب يقبل الزيادة والنقص.
الطائفة الثانية المخالفة لأهل السنة طائفة الوعيدية. وهذه تتكون من الخوارج والمعتزلة، وسموا وعيدية، لأنهم يقولون بأحكام الوعيد دون أحكام الوعد، يعني : يغلبون نصوص الوعيد على نصوص الوعد.
لكن الخوارج يقولون : الإيمان لا يزيد ولا ينقص إما أن يوجد كله وإما أن يعدم كله، إما أن يوجد كله وإما أن يعدم كله. ففاعل الكبيرة عندهم ليس ناقص الإيمان، بل إيمانه منتف ما عنده إيمان.
وعند المعتزلة يقولون: إن فاعل الكبيرة لا يخرج من، نعم، لا يدخل في الكفر ولكنه خارج من الإيمان، فهو في منزلة بين منزلتين، والإيمان لا يزيد ولا ينقص، إما أن يوجد كله وإما أن يعدم كله.
فهاتان الطائفتان خالفتا أهل السنة والجماعة، وأما أهل السنة والجماعة فيقولون إن الإيمان يزيد وينقص مع بقاء أصله.
قال : " وهم مع ذلك لا يكفرون أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر "
قوله : " لا يكفرون أهل القبلة " أهل القبلة هم المسلمون، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا فهو مسلم، له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين) فأهل القبلة يعني أهل الإسلام، لأنهم يستقبلون القبلة.
المسلم عند أهل السنة والجماعة لا يكفر بمطلق المعاصي والكبائر.
وتأمل قول المؤلف :" بمطلق المعاصي"، ولم يقل : بالمعاصي والكبائر، لأن المعاصي منها ما يكون كفراً وكذلك الكبائر. وأما مطلق المعصية، فلن يكون كفراً.
والفرق بين الشيء المطلق ومطلق الشيء : أن الشيء المطلق يعني الكمال. ومطلق الشيء، يعني : أصل الشيء _انتبه_ يعني أصل الشيء موجود لكن لا على سبيل الكمال.
فالمؤمن الفاعل للكبيرة عنده مطلق الإيمان ولا الإيمان المطلق؟ مطلق الإيمان، يعني أصل الإيمان موجود عنده، لكن كماله مفقود.
فكلام المؤلف هنا دقيق جداً رحمه الله،قال: " بمطلق المعاصي والكبائر " أما بالمعاصي المطلقة والكبائر المطلقة التي تؤدي للكفر فهم يكفرونه.
" كما يفعله الخوارج " الخوارج اش يقولون؟ يقولون : إن فاعل الكبيرة كافر، إذا زنى فهو كافر وإذا سرق فهو كافر، وإذا قتل فهو كافر وإذا شرب الخمر فهو كافر، وإذا سرق فهو كافر، كل كبيرة عندهم إذا فعلها الإنسان فهو كافر، ولهذا خرجوا على المسلمين، واستباحوا دماءهم وأموالهم، ويسهل عليهم جدا أن يقول للإنسان إنه كافر، والعياذ بالله.
8 - شرح قول المصنف : وهم مع ذلك لا يكفرون أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر كما يفعله الخوارج أستمع حفظ
شرح قول المصنف : بل الأخوة الإيمانية ثابتة مع المعاصي كما قال سبحانه في آية القصاص : ( فمن عفى له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف ) وقال : ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين أخويكم
الشيخ : طيب. قال المؤلف : " بل الأخوة الإيمانية ثابتة مع المعاصي " يعني الأخوة بين المؤمنين ثابتة ولو مع المعصية. فالزاني أخ للعفيف، والسارق أخ للمستغني ولا لا؟ أي نعم. والقاتل أخ للمقتول، مع أنه فاعل للمعصية، لكن أهل السنة والجماعة لا يكفرون بمطلق المعاصي والكبائر، بل الأخوة الإيمانية ثابتة مع المعاصي كما قال الله تعالى في آية القصاص : (( فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوف )).
ما هي آية القصاص؟ هي قوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْء فاتباع بالمعروف )) أخيه يعني المقتول، أخيه يعني المقتول. ومن تعني القاتل يعني أي يعني أن أيّ قاتل عفي له فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان.
ووجه الدلالة من هذه الآية أن فاعل الكبيرة لا يكفر، وجه ذلك : أن الله سمى المقتول أخاً للقاتل، مع أن القتل كبيرة من كبائر الذنوب بالإجماع، فهل انتفت الأخوة والله يقول : (( من أخيه ))؟
الجواب : لا.
وفائدة ذلك : أنني إذا رأيت عاصيا فإني لا أدع السلام عليه بل أبدأه بالسلام ولا حرج، لأن الذين نهينا عن بداءتهم بالسلام هم الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم.
أما رجل مسلم فإنه وإن كان فاسقا يجب عليّ ايش؟ أن أعامله معاملة المؤمن وإن كان المؤمن الذي لم يخلط أذى تكون معاملتي معه أقوى وولايتي له أشد، لأنه كما أسلفنا آنفا ما علق على وصف فإنه يزداد بزيادته وينقص بنقصه.
قال : " وكما قال تعالى : (( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا )) "
قال: (( اقتتلوا )) (( فأصلحوا بينهما )) فيه إشكال : (( اقتتلوا )) جمع، (( بينهما )) مثنى، كذا؟ (( طائفتان )) مثنى. كيف يكون مثنى وجمع ومثنى آخر والمرجع واحد؟
نقول : لأن قوله : (( طائفتان )) الطائفة عدد كبير من الناس، أليس كذلك؟ فيصح أن أقول: اقتتلوا، ولهذا قال الله تعالى يعني شاهد هذا قوله تعالى : (( وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ )) ولم يقل: لم تصل. قال : (( لمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ )) فالطائفة أمة وجماعة، ولهذا عاد الضمير إليها جمعاً (( اقتتلوا )).
(( فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله .. )).
طائفتان من المؤمنين اقتتلوا، وحمل السلاح بعضهم على بعض، وحمل السلاح على المؤمن بل قتال المؤمن للمؤمن، ايش؟ كفر. كذا؟ وسبابه فسوق.
ومع هذا قال الله.
ما هي آية القصاص؟ هي قوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْء فاتباع بالمعروف )) أخيه يعني المقتول، أخيه يعني المقتول. ومن تعني القاتل يعني أي يعني أن أيّ قاتل عفي له فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان.
ووجه الدلالة من هذه الآية أن فاعل الكبيرة لا يكفر، وجه ذلك : أن الله سمى المقتول أخاً للقاتل، مع أن القتل كبيرة من كبائر الذنوب بالإجماع، فهل انتفت الأخوة والله يقول : (( من أخيه ))؟
الجواب : لا.
وفائدة ذلك : أنني إذا رأيت عاصيا فإني لا أدع السلام عليه بل أبدأه بالسلام ولا حرج، لأن الذين نهينا عن بداءتهم بالسلام هم الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم.
أما رجل مسلم فإنه وإن كان فاسقا يجب عليّ ايش؟ أن أعامله معاملة المؤمن وإن كان المؤمن الذي لم يخلط أذى تكون معاملتي معه أقوى وولايتي له أشد، لأنه كما أسلفنا آنفا ما علق على وصف فإنه يزداد بزيادته وينقص بنقصه.
قال : " وكما قال تعالى : (( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا )) "
قال: (( اقتتلوا )) (( فأصلحوا بينهما )) فيه إشكال : (( اقتتلوا )) جمع، (( بينهما )) مثنى، كذا؟ (( طائفتان )) مثنى. كيف يكون مثنى وجمع ومثنى آخر والمرجع واحد؟
نقول : لأن قوله : (( طائفتان )) الطائفة عدد كبير من الناس، أليس كذلك؟ فيصح أن أقول: اقتتلوا، ولهذا قال الله تعالى يعني شاهد هذا قوله تعالى : (( وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ )) ولم يقل: لم تصل. قال : (( لمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ )) فالطائفة أمة وجماعة، ولهذا عاد الضمير إليها جمعاً (( اقتتلوا )).
(( فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله .. )).
طائفتان من المؤمنين اقتتلوا، وحمل السلاح بعضهم على بعض، وحمل السلاح على المؤمن بل قتال المؤمن للمؤمن، ايش؟ كفر. كذا؟ وسبابه فسوق.
ومع هذا قال الله.
9 - شرح قول المصنف : بل الأخوة الإيمانية ثابتة مع المعاصي كما قال سبحانه في آية القصاص : ( فمن عفى له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف ) وقال : ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين أخويكم أستمع حفظ
اضيفت في - 2007-02-04