شرح كتاب التوحيد-01
الكلام على التوحيد وأقسامه وبيان توحيد الربوبية.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ونسأل الله أن يختم لنا ولكم بالتوحيد
وآله وأصحابه أجمعين
قال رحمه الله تعالى: " كتاب " التوحيد التوحيد مصدر وحّد يوحد أي جعل الشيء واحدا ، هذا في اللغة أما في الشرع فهو إفراد الله عز وجل بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، إفراد الله تعالى بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات ولهذا قسمه العلماء إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات، أما توحيد الربوبية فهو إفراد الله عز وجل بالملك والخلق والتدبير إفراد الله بالخلق والملك والتدبير ، إفراده بالخلق بأن يعتقد الإنسان أنه لا خالق إلا الله عز وجل قال الله تعالى : (( ألا له الخلق والأمر )) وهذه الجملة تفيد الحصر وطريقهُ هنا تقديم الخبر لأن القاعدة في البلاغة أن "تقديم ما حقُه التأخير مفيد للحصر" وكذلك قوله تعالى: (( هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض )) فإنه يفيد اختصاص الخلق بالله عز وجل ولا يرد على هذا ما جاء في الكتاب والسنة من إثبات خالق غير الله مثل قوله تعالى : (( فتبارك الله أحسن الخالقين )) ومثل قول النبي صلى الله عليه وسلم في المصورين : يقال لهم : ( أحيوا ما خلقتم ) لأن هذا الخلق الكائن من المخلوق ليس خلقا حقيقة وإنما هو تحويل للشيء من حال إلى حال وليس إيجاداً بعد عدم، ثم هو أيضا ليس بكامل إذ أنه محصور بما يتمكن الإنسان منه ومحصور أيضاً بدائرة ضيقة ليست شاملة فلا ينافي هذا قولنا: إفراد الله بالخلق ، كذلك إفراده بالملك بأن نؤمن بأنه لا يملك الخلق إلا خالقهم سبحانه وتعالى قال الله تعالى : (( ولله ملك السماوات والأرض )) (( قل من بيده ملكوت كل شيء )) والآيات في هذا كثيرة تدل على أن المنفرد بالملك هو الله سبحانه وتعالى وهذا أيضاً لا ينافيه إثبات الملكية لبعض المخلوقات مثل قوله تعالى: (( إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم )) ومثل قوله: (( أو ما ملكتم مفاتحه )) وما أشبهه وذلك لأن ملك المخلوق ليس كمُلك الخالق فإنه مُلك محدود ، محدود في نطاقه لا يشمل إلا شيئاً يسيرا جدا من هذه المخلوقات فالإنسان يملك ما تحت يده لكن لا يملك ما عند غيره أليس كذلك ؟
الطالب : بلى
الشيخ : ثم هذا الملك أيضا قاصر من حيث الوصف لأن الإنسان لا يملك ما عنده تمام الملك ولهذا لا يتصرف فيه إلا على حسب ما أذن له فيه شرعاً لو أراد الإنسان أن يحرق ماله مثلا قلنا لا يجوز ولو أراد أن يعذب حيوانا تحت يده قلنا لا يجوز لكن الله عز وجل هو الذي يملك ذلك كله وملكه عام شامل كذلك هو المنفرد بالتدبير الذي يدبر الأمر هو الله سبحانه وتعالى وما يحصل للإنسان من التدبير فإنه كما قلنا من قبل في الملك تدبير محصور بما تحت يده وهو أيضا تدبير غير مطلق إذ لا يملك التدبير إلا على حسب ما أذن له فيه شرعا وبهذا صح قولنا إن توحيد الربوبية هو إفراد الله بماذا؟ بالخلق والملك والتدبير واعلم أن هذا القسم من التوحيد لم يعارض فيه المشركون الذين بُعث فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم بل كانوا مقرّين به (( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم )) ويقرون أن الله هو الذي يدبر الأمر وهو الذي بيده ملكوت السماوات والأرض يقرون بهذا كله لكن هذا لم يدخلهم في الإسلام ولم ينكره أحد من بني آدم معلوم إلا على سبيل المكابرة كما حصل من فرعون حين أنكر الرب عز وجل فقال : (( وما رب العالمين )) وقال لقومه نعم وقال لقومه: (( ما علمت لكم من إله غيري )) وقال لهم: (( أنا ربكم الأعلى )) مكابرة، لأنه يعلم أن الرب غيره كما قال الله عنهم : (( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا )) وقال له موسى وهو يناظره قال له : (( لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر )) ومع ذلك لم ينكر ما قال لم أعلم هذا، فهو في نفسه مقر بأن الرب هو الله عز وجل لكنه جحد ذلك مكابرة والعياذ بالله ولم يقل أحد من الخلق إن للعالم خالقين يعني ما فيه أحد جحد توحيد الربوبية على سبيل التعطيل ولا على سبيل التشريك أبدا من الذي أنكره على سبيل التعطيل
الطالب : الجهمية
الشيخ : فرعون نحن نتكلم على الربوبية ما هو على الأسماء والصفات فرعون أنكره على سبيل التعطيل عطل الله من ربوبيته وأنكر وجود الله والذين أنكروا توحيد الربوبية على سبيل التشريك هم المجوس، المجوس قالوا إن للعالم خالقين الظلمة والنور ومع ذلك لم يجعلوا هذين الخالقين متساووين فمن لم يقر بتوحيد الربوبية فهم طائفتان طائفة أنكرت وهذا يُسمى شرك التعطيل بل هو حقيقة جحد مثل فرعون وطائفة أخرى أثبتت لكن مع التشريك مثل هاه المجوس ومع هذا ما قال المجوس إن للعالم خالقين متساووين أبدا يقولون إن النور خير من الظلمة لأنه يخلق الخير والظلمة تخلق الشر والذي يخلق الخير خير من الذي يخلق الشر ، أيضا يقولون إن الظلمة عدم والنور وجود فهو أكمل في ذاته أكمل في ذاته لأن الظلمة عدم ما يضيء والنور إضاءة فهي أكمل في ذاته ويقولون أيضا في فرق ثالث وهو أن النور قديم على اصطلاح الفلاسفة وأما الظلمة فاختلفوا فيها هل هي محدثة أو قديمة على قولين هل بهذا التفصيل أثبتوا للعالم خالقين متساووين
الطالب : لا
الشيخ : أبدا وحينئذٍ نرجع إلى أن مقتضى العقل ألا يكون للعالم إلا خالق واحد وقد دل الله على ذلك بقوله: (( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض )) وحينئذٍ لو أثبتنا للعالَم خالقين لكان كل خالق يريد أن ينفرد بما خلق ويستقل به كعادة الملوك لا يمكن أن يرضى لأحد أن يشاركه وإذا استقل به فإنه أيضاً يريد أمرا آخر وهو أن يكون السلطان له لا يشاركه أحد في السلطان وحينئذ إذا أراد السلطان فإما أن يعجز كل واحد منهما عن الآخر وإما أن يسيطر أحدهما على الآخر ولا لا؟ طيب إن عجز أحدهما عن الآخر ثبتت الربوبية لمن؟
الطالب : للقادر
الشيخ : للقادر ولا لا ؟ إن عجز أحدهما عن الآخر ثبتت الربوبية للقادر وإن عجز كل منهما عن الآخر زالت الربوبية منهما جميعا لأنه تبين أن كل واحد منهما عاجز والعاجز لا يصح أن يكون رباً نعم هذا هو توحيد الربوبية.
وآله وأصحابه أجمعين
قال رحمه الله تعالى: " كتاب " التوحيد التوحيد مصدر وحّد يوحد أي جعل الشيء واحدا ، هذا في اللغة أما في الشرع فهو إفراد الله عز وجل بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، إفراد الله تعالى بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات ولهذا قسمه العلماء إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات، أما توحيد الربوبية فهو إفراد الله عز وجل بالملك والخلق والتدبير إفراد الله بالخلق والملك والتدبير ، إفراده بالخلق بأن يعتقد الإنسان أنه لا خالق إلا الله عز وجل قال الله تعالى : (( ألا له الخلق والأمر )) وهذه الجملة تفيد الحصر وطريقهُ هنا تقديم الخبر لأن القاعدة في البلاغة أن "تقديم ما حقُه التأخير مفيد للحصر" وكذلك قوله تعالى: (( هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض )) فإنه يفيد اختصاص الخلق بالله عز وجل ولا يرد على هذا ما جاء في الكتاب والسنة من إثبات خالق غير الله مثل قوله تعالى : (( فتبارك الله أحسن الخالقين )) ومثل قول النبي صلى الله عليه وسلم في المصورين : يقال لهم : ( أحيوا ما خلقتم ) لأن هذا الخلق الكائن من المخلوق ليس خلقا حقيقة وإنما هو تحويل للشيء من حال إلى حال وليس إيجاداً بعد عدم، ثم هو أيضا ليس بكامل إذ أنه محصور بما يتمكن الإنسان منه ومحصور أيضاً بدائرة ضيقة ليست شاملة فلا ينافي هذا قولنا: إفراد الله بالخلق ، كذلك إفراده بالملك بأن نؤمن بأنه لا يملك الخلق إلا خالقهم سبحانه وتعالى قال الله تعالى : (( ولله ملك السماوات والأرض )) (( قل من بيده ملكوت كل شيء )) والآيات في هذا كثيرة تدل على أن المنفرد بالملك هو الله سبحانه وتعالى وهذا أيضاً لا ينافيه إثبات الملكية لبعض المخلوقات مثل قوله تعالى: (( إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم )) ومثل قوله: (( أو ما ملكتم مفاتحه )) وما أشبهه وذلك لأن ملك المخلوق ليس كمُلك الخالق فإنه مُلك محدود ، محدود في نطاقه لا يشمل إلا شيئاً يسيرا جدا من هذه المخلوقات فالإنسان يملك ما تحت يده لكن لا يملك ما عند غيره أليس كذلك ؟
الطالب : بلى
الشيخ : ثم هذا الملك أيضا قاصر من حيث الوصف لأن الإنسان لا يملك ما عنده تمام الملك ولهذا لا يتصرف فيه إلا على حسب ما أذن له فيه شرعاً لو أراد الإنسان أن يحرق ماله مثلا قلنا لا يجوز ولو أراد أن يعذب حيوانا تحت يده قلنا لا يجوز لكن الله عز وجل هو الذي يملك ذلك كله وملكه عام شامل كذلك هو المنفرد بالتدبير الذي يدبر الأمر هو الله سبحانه وتعالى وما يحصل للإنسان من التدبير فإنه كما قلنا من قبل في الملك تدبير محصور بما تحت يده وهو أيضا تدبير غير مطلق إذ لا يملك التدبير إلا على حسب ما أذن له فيه شرعا وبهذا صح قولنا إن توحيد الربوبية هو إفراد الله بماذا؟ بالخلق والملك والتدبير واعلم أن هذا القسم من التوحيد لم يعارض فيه المشركون الذين بُعث فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم بل كانوا مقرّين به (( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم )) ويقرون أن الله هو الذي يدبر الأمر وهو الذي بيده ملكوت السماوات والأرض يقرون بهذا كله لكن هذا لم يدخلهم في الإسلام ولم ينكره أحد من بني آدم معلوم إلا على سبيل المكابرة كما حصل من فرعون حين أنكر الرب عز وجل فقال : (( وما رب العالمين )) وقال لقومه نعم وقال لقومه: (( ما علمت لكم من إله غيري )) وقال لهم: (( أنا ربكم الأعلى )) مكابرة، لأنه يعلم أن الرب غيره كما قال الله عنهم : (( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا )) وقال له موسى وهو يناظره قال له : (( لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر )) ومع ذلك لم ينكر ما قال لم أعلم هذا، فهو في نفسه مقر بأن الرب هو الله عز وجل لكنه جحد ذلك مكابرة والعياذ بالله ولم يقل أحد من الخلق إن للعالم خالقين يعني ما فيه أحد جحد توحيد الربوبية على سبيل التعطيل ولا على سبيل التشريك أبدا من الذي أنكره على سبيل التعطيل
الطالب : الجهمية
الشيخ : فرعون نحن نتكلم على الربوبية ما هو على الأسماء والصفات فرعون أنكره على سبيل التعطيل عطل الله من ربوبيته وأنكر وجود الله والذين أنكروا توحيد الربوبية على سبيل التشريك هم المجوس، المجوس قالوا إن للعالم خالقين الظلمة والنور ومع ذلك لم يجعلوا هذين الخالقين متساووين فمن لم يقر بتوحيد الربوبية فهم طائفتان طائفة أنكرت وهذا يُسمى شرك التعطيل بل هو حقيقة جحد مثل فرعون وطائفة أخرى أثبتت لكن مع التشريك مثل هاه المجوس ومع هذا ما قال المجوس إن للعالم خالقين متساووين أبدا يقولون إن النور خير من الظلمة لأنه يخلق الخير والظلمة تخلق الشر والذي يخلق الخير خير من الذي يخلق الشر ، أيضا يقولون إن الظلمة عدم والنور وجود فهو أكمل في ذاته أكمل في ذاته لأن الظلمة عدم ما يضيء والنور إضاءة فهي أكمل في ذاته ويقولون أيضا في فرق ثالث وهو أن النور قديم على اصطلاح الفلاسفة وأما الظلمة فاختلفوا فيها هل هي محدثة أو قديمة على قولين هل بهذا التفصيل أثبتوا للعالم خالقين متساووين
الطالب : لا
الشيخ : أبدا وحينئذٍ نرجع إلى أن مقتضى العقل ألا يكون للعالم إلا خالق واحد وقد دل الله على ذلك بقوله: (( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض )) وحينئذٍ لو أثبتنا للعالَم خالقين لكان كل خالق يريد أن ينفرد بما خلق ويستقل به كعادة الملوك لا يمكن أن يرضى لأحد أن يشاركه وإذا استقل به فإنه أيضاً يريد أمرا آخر وهو أن يكون السلطان له لا يشاركه أحد في السلطان وحينئذ إذا أراد السلطان فإما أن يعجز كل واحد منهما عن الآخر وإما أن يسيطر أحدهما على الآخر ولا لا؟ طيب إن عجز أحدهما عن الآخر ثبتت الربوبية لمن؟
الطالب : للقادر
الشيخ : للقادر ولا لا ؟ إن عجز أحدهما عن الآخر ثبتت الربوبية للقادر وإن عجز كل منهما عن الآخر زالت الربوبية منهما جميعا لأنه تبين أن كل واحد منهما عاجز والعاجز لا يصح أن يكون رباً نعم هذا هو توحيد الربوبية.
الكلام على توحيد الألوهية.
الشيخ : أما توحيد الألوهية ويقال له توحيد العبادة باعتبارين فباعتبار إضافته إلى الله يسمى يا محمد نور توحيد الألوهية وباعتبار إضافته إلى الخلق يسمى توحيد العبادة فهو إفراد الله عز وجل بالعبادة هذا توحيد العبادة أو الألوهية أن تُفرد الله وحده بالعبادة لأنه هو المستحق بأن يعبد سبحانه وتعالى (( ذلك بأن الله هو الحق وبأن ما يدعون من دونه الباطل )) والعبادة تُطلق على التعبد وعلى المتعَبد به، إذا قيل عبادة فإنها تطلق على التعبد وعلى المتعبد به فعلى النطاق الأول يكون معنى العبادة التذلل لله عز وجل بفعل أوامره واجتناب نواهيه محبة له وتعظيماً هذا على إطلاق إيش؟ التعبد نعم وأما على الإطلاق الثاني فالعبادة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه قال: " العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة " كالصلاة والحج والصوم والزكاة وغير ذلك من العبادات هذا المراد بها إيش؟ المتعبد به طيب إفراد الله تعالى بهذا توحيد فلا تكون لغيره عبداً ولا تتخذ غيره إلهاً (( لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا )) اجعل إلهك الذي تفرده بالتذلل محبة وتعظيماً اجعله رب العالمين عز وجل كما قال تعالى : (( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم )) وقال: (( الحمد لله )) وش بعدها؟ (( رب العالمين )) فوصفه الله سبحانه وتعالى بأنه رب العالمين وهذا الوصف كالتعليل لثبوت الألوهية له ، الحمد لله فهو الإله لأنه رب العالمين فلا تجعل عبادتك لأحد سواه فإن ذلك من السفه (( ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه )) من السفه أن تجعل المخلوق الحادث الآيل للفناء أن تجعله إلهاً تعبده وتتقرب إليه وهو بالحقيقة لم ينفعك لا بإيجاد ولا بإعداد ولا بإمداد كل من سوى الله ما ينفعك بهذه الأمور الثلاثة لا بإيجاد ولا بإعداد ولا بإمداد فالذي أوجدك وأعدك وهيأك لما أنت مخلوق له والذي أمدك بما يمكنك أن تقوم به بهذه الأوامر من هو؟
الطالب : الله
الشيخ : الله عز وجل فهل يليق بعاقل أن يجعل مع الله إلها آخر وهو المنفرد بالخلق ؟ لا يليق وإذا شئت فاقرأ قول الله عز وجل : (( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم )) هذا هو الأهل للعبادة سبحانه وتعالى لا غيره من السفه أن تأتي إلى قبر إنسان صار رميماً ثم تعبُده هذا المقبور هو بحاجة إلى دعائك وأنت لست بحاجة إلى أن تدعوه هو لا يملك لنفسه الآن لا نفعا ولا ضرا أبدا لو سألت هؤلاء الموتى واطلعت عليهم لعلمت أنهم لا يمكن أن ينفعوا أحدا حتى لو كان أعلى البشر مرتبة عند الله عز وجل وهو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لأنه لا ينفعك لا تعبد إلا الله .
وأنواع العبادة كثيرة والمؤلف رحمه الله في كتابه هذا أشار إلى شيء كثير منها وأما توحيد الأسماء والصفات قبل أن أتجاوز في القسم الثاني هذا القسم الثاني كفر به وجحده عامة الخلق عامة الخلق ينكرون هذا ويكفرون به ومن أجل ذلك أُرسل الرسل إلى قومهم (( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون )) كل الرسل كل رسول يتلو الله علينا نبأه يقول وإلى وإلى القبيلة الفلانية أو الأمة الفلانية أخاهم فلانا أن اعبدوا الله ، أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره كلهم يدعون إلى هذا التوحيد لأن الأمم كانت منكرة له جاحدة له ومَن الذي يتبع هؤلاء الرسل رآهم النبي عليه الصلاة والسلام يقول ( فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد ) فأكثر الخلق جاحدون لهذا التوحيد مع أنه هو الذي دعت إليه الرسل وهو الذي استبيحت به الأنفس والأموال والأراضي إذا لم يقم الإنسان به ومن العجب أن كثيراً من المصنفين في علم التوحيد يركزون كثيراً على توحيد الربوبية وكأنما يخاطبون أقواما ينكرون الرب ووجوده وأنا لا أشك أنه يوجد أقوام ينكرون الرب ووجوده لكن ما أكثر المسلمين الذين يريدون أن يكونوا مسلمين وهم في الحقيقة واقعون في هذا الشرك أعني الشرك في العبادة ولهذا ينبغي لنا أن نركز على هذا تركيزاً بالغا حتى نتتشل هؤلاء المسلمين الذين يقولون إنهم مسلمون وهم مشركون ولا يعلمون فلذلك أنا أرجو منكم أيها الأخوة أن نركز على هذا لاسيما في البلاد التي ابتليت بهذا النوع من الشرك
الطالب : الله
الشيخ : الله عز وجل فهل يليق بعاقل أن يجعل مع الله إلها آخر وهو المنفرد بالخلق ؟ لا يليق وإذا شئت فاقرأ قول الله عز وجل : (( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم )) هذا هو الأهل للعبادة سبحانه وتعالى لا غيره من السفه أن تأتي إلى قبر إنسان صار رميماً ثم تعبُده هذا المقبور هو بحاجة إلى دعائك وأنت لست بحاجة إلى أن تدعوه هو لا يملك لنفسه الآن لا نفعا ولا ضرا أبدا لو سألت هؤلاء الموتى واطلعت عليهم لعلمت أنهم لا يمكن أن ينفعوا أحدا حتى لو كان أعلى البشر مرتبة عند الله عز وجل وهو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لأنه لا ينفعك لا تعبد إلا الله .
وأنواع العبادة كثيرة والمؤلف رحمه الله في كتابه هذا أشار إلى شيء كثير منها وأما توحيد الأسماء والصفات قبل أن أتجاوز في القسم الثاني هذا القسم الثاني كفر به وجحده عامة الخلق عامة الخلق ينكرون هذا ويكفرون به ومن أجل ذلك أُرسل الرسل إلى قومهم (( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون )) كل الرسل كل رسول يتلو الله علينا نبأه يقول وإلى وإلى القبيلة الفلانية أو الأمة الفلانية أخاهم فلانا أن اعبدوا الله ، أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره كلهم يدعون إلى هذا التوحيد لأن الأمم كانت منكرة له جاحدة له ومَن الذي يتبع هؤلاء الرسل رآهم النبي عليه الصلاة والسلام يقول ( فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد ) فأكثر الخلق جاحدون لهذا التوحيد مع أنه هو الذي دعت إليه الرسل وهو الذي استبيحت به الأنفس والأموال والأراضي إذا لم يقم الإنسان به ومن العجب أن كثيراً من المصنفين في علم التوحيد يركزون كثيراً على توحيد الربوبية وكأنما يخاطبون أقواما ينكرون الرب ووجوده وأنا لا أشك أنه يوجد أقوام ينكرون الرب ووجوده لكن ما أكثر المسلمين الذين يريدون أن يكونوا مسلمين وهم في الحقيقة واقعون في هذا الشرك أعني الشرك في العبادة ولهذا ينبغي لنا أن نركز على هذا تركيزاً بالغا حتى نتتشل هؤلاء المسلمين الذين يقولون إنهم مسلمون وهم مشركون ولا يعلمون فلذلك أنا أرجو منكم أيها الأخوة أن نركز على هذا لاسيما في البلاد التي ابتليت بهذا النوع من الشرك
الكلام على توحيد الأسماء والصفات.
الشيخ : أما القسم الثالث فهو توحيد الأسماء والصفات وهذا التوحيد هو الذي ضلت فيه الأمة الإسلامية وانقسمت فيه إلى ثلاث وسبعين فرقة هذا التوحيد وهو توحيد الأسماء والصفات هو إفراد الله عز وجل بما له من الأسماء والصفات وكلمة إفراد الله بما له من الأسماء والصفات تتضمن شيئين إثبات ونفي مماثلة إثبات ونفي مماثلة كيف ، فهمنا نفي المماثلة من كلمة إفراد إفراد ومعنى ذلك ألا نجعل لله تعالى مثيلا لصفاته وأسمائه وأن نثبت له جميع أسمائه وصفاته وقد دل قوله تعالى : (( ولله المثل الأعلى )) بأن الله تعالى مختص بكل صفة عليا كل صفة عليا فإنها ثابتة لله عز وجل ودل قوله تعالى (( ليس كمثله شيء )) على أن جميع صفاته التي اتصف بها لا يشبه شيء من المخلوقين في هذه الصفات وإن اشتركت في أصل المعنى لكنها تختلف في حقيقة الحال انتبه فمن لم يثبت لله ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات فإنه معطل وتعطيله هذا يشبه تعطيل فرعون الذي أنكر إيش ؟ الربوبية وتعطيل المشركين الذين صاروا يعبدون مع الله غيره ومن أثبتها مع التشبيه صار مشبها للمشركين الذين جعلوا مع الله إلها آخر ومن أثبتها بدون مماثلة صار من الموحدين فلا بد من إثبات بلا مماثلة ونحن نقول هل أحد أعلم بالله من الله بنفسه؟
الطالب : لا
الشيخ : أبداً وهل أحد أصدق خبرا من خبر الله ؟أبدا وهل أحد أصح بيانا من بيان الله عز وجل ؟ أبدا والله عز وجل يقول : (( يريد الله ليبين لكم )) ويقول: (( يبين الله لكم أن تضلوا )) ويقول : (( آيات بينات )) لقد أنزلنا آيات بينات، وما أشبه ذلك مما يدل على أن الله عز وجل يريد أن يبين للخلق غاية البيان الطريق التي توصلهم إليهم وأعظم ما يحتاج الناس إلى بيانه ما يتعلق بأسماء الله وصفاته حتى يعبدوا الله على بصيرة لأن عبادة من لا تعلم صفاته أو من ليس له صفة أمر لا يتحقق أبدا لا بد أن تعلم من صفات المعبود ما يجعلك تعبده حقا وتلجأ إليه فهذا التوحيد هو الذي ضلت فيه هذه الأمة وانقسموا فيه فرقا كثيرة فمنهم من سلك مسلك التعطيل زاعماً أنه بذلك منزهٌ لله عز وجل ومنهم من سلك مسلك التمثيل زاعم بذلك أنه محقق لما وصف الله به نفسه والكل منهم قد ضل
أما الأول الذي عطل ونفى الصفات زاعما أنه منزه لله فنقول له : خدعت نفسك وكذبت في دعواك لأن المنزه حقيقة لله هو الذي ينفي عنه صفات النقص والعيب وهو الذي ينزه كلامه أن يكون تعمية وتضليلا فبالله عليكم لو قال قائل إن الله ليس له سمع ولا بصر ولا علم ولا قدرة ولا حكمة ولا رحمة هل يكون قد نزه الله أو قد وصمه بأعظم العيوب؟ هو هذا كذلك من قال ليس لله رحمة ولا سمع ولا بصر ولا قدرة ولا كلام وهو سبحانه وتعالى يكرر ذلك في كلامه ويثبته (( سميع بصير )) (( عزيز حكيم )) ، رحيم غفور وما أشبه ذلك، هل يكون قد نزه كلامه عن التعمية والتضليل؟ أبداً قد وصم كلامه بالتعمية والتضليل أن يثبت شيئا وهو خال منه وهل هذا إلا غاية ما يكون من القدح في كلام الله عز وجل كذلك الذين قالوا إننا نثبت لله ما أثبت لنفسه لكن مع التمثيل تحقيقا لثبوت الصفة هؤلاء ما قدروا الله حق قدره وهؤلاء وصموه بالنقص والعيب أن يجعلوا الكامل من كل وجه مثل الناقص من كل وجه، فإذا كان تفضيل الكامل على الناقص يحط من قدره فما بالك بتمثيل الكامل بالناقص؟! هذا أعظم ما يكون جناية على الله عز وجل وإن كان المعطلون أشد منهم جرما لكن الكل منهم لم يقدر الله حق قدره ولم ينزه الله عز وجل عما لا يليق به .
فالتوحيد هو إفراد الله عز وجل بما له من الأسماء والصفات ولهذا قال أهل العلم قالوا إننا نؤمن بما وصف الله به نفسه وسمى به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل هكذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من أهل العلم، يعني لا بد أن ننزه عقيدتنا عن هذه الأمور الأربعة التحريف والتعطيل والتكييف والتمثيل فالتحريف في النصوص والتعطيل في المعتقد والتكييف في الصفة والتمثيل في الصفة إلا أنه أخف من التكييف. فنحن يجب أن نبرئ معتقدنا عن هذه الأمور الأربعة ونحن حينما نقول من غير تحريف نعني بذلك التأويل الذي سلكه من سموا أنفسهم بأهل التأويل هؤلاء المحرفون لنصوص الكتاب يسمون أنفسهم أهل التأويل لماذا؟ لأجل توصيف المسلك الذي يسلكونه لأن النفوس تنفر من كلمة تحريف ولكن يقولون هذا من باب زخرفة القول وتزيينه لنفوس الناس حتى لا ينفروا منه ولكن حقيقة تأويلهم إيش؟ التحريف لأننا نقول للتأويل الذي سلكتموه نقول في التأويل الذي سلكوه وهو صرف اللفظ عن ظاهره نقول له : هذا الصرف إن دل عليه دليل صحيح فهو ليس تأويلا بالمعنى الذي تريدون ولكنه ... وإن لم يدل عليه الدليل فهو تحريف وتغيير للكلم عن مواضعه فهؤلاء الذين ضلوا بهذه الطريقة وصاروا يثبتون الصفات لكن بتحريف هم على خط معاكس لخط أهل السنة والجماعة ولا يمكن أبدا أن يلقبوا بأهل السنة والجماعة ليش ما يمكن؟ لأن الإضافة تقتضي النسبة أهل السنة منسوبون لأهل السنة هل هؤلاء متمسكون بالسنة فيما خالفوا فيه أهل السنة ؟ لا ،كيف نسميهم أهل السنة ؟ أيضا الجماعة الجماعة معناها الاجتماع الأصل أن اسم جماعة أي اجتماع هل هم مجتمعون على آرائهم؟ لا، اقرأ في كتب أهل التأويل من المعتزلة والأشعرية والماتريدية ومن ضاهاهم اقرأ فيها تجد العجب العجاب من التناقض والاضطراب والتداخل حتى إن بعضهم لا، يعني لا يقتصر على أن يضلل بعضا لكن هو نفسه يتناقض هو نفسه يتناقض وقد نقل شارح الطحاوية عن الغزالي وهو ممن بلغ ذروة علم الكلام نقل عنه كلاما عجيبا إذا طالعه إنسان تبين له ما كان عليه أهل الكلام من الخطأ والخطل والزلل وأنهم ليسوا على بينه من أمرهم وكذلك ما نقله هو وغيره عن الرازي وهو من رؤساء علم أهل الكلام كيف أقر على نفسه بأنه على خطأ عظيم وقد أنشدنا أبيات له في هذا المعنى يقول فيها :
" نهاية إقدام العقول عقال *** وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا ***وغاية دنيانا ألم ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *** سوى أن جمعنا فيه قيل وقال "
كلام فاضي ثم قال :" لقد تأملت المناهج الطرق الكلامية والمناهج الفسلفية فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلا فوجدت أقرب الطرق طريقة القرآن أقرأ في الإثبات: (( الرحمن على العرش استوى )) (( إليه يصعد الكلام الطيب )) " يعني فأثبت هذا " وأقرأ في النفي: (( ليس كمثله شيء )) (( ولا يحيطون به علما ))" يعني فأنفي المماثلة وأنفي الإحاطة بالله علما "ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي " شف الكلام من فحولهم فتجدهم حيارى مضطربين ليسوا على يقين من أمرهم وتجد من هداه الله إلى الصراط المستقيم مطمئناً منشرح الصدر هادئ البال يقرأ في كتاب الله وفي كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات ويقول والله لست بأعلم من الله بنفسه فيُثبت ولكنه يمنع عقله وتفكيره أن يتجاوز الحد إلى تكييف أو إلى تمثيل ويقول : ما دمت عاجزا عن تصور نفسي التي بين جنبي فإني فإني في تصوري لحقائق ما وصف الله لنفسه من باب أولى أن أكون عاجزاً وهذا أمر إذا سلكه الإنسان استراح ولهذا يجب على الإنسان أن يمنع نفسه عن التفكير في التكييف أو عن السؤال بلمَ فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته أو السؤال بكيف فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته وانظر إلى السلف رحمهم كيف يقدرون الله حق قدره لما جاء رجل لمالك بن أنس قال يا أبا عبد الله : (( الرحمن على العرش استوى )) كيف استوى؟ هل صار وجهه يتهلل فرحا بهذا السؤال؟ أبدا أطرق برأسه حتى صار يدش عرق من هذا السؤال ثم رفع رأسه وقال: " الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا مبتدعا " بينما نجد نحن في العصر الخامس عشر نجد منا من يقوم ويقول تعال أنت تقول إن الله ينزل إلى السماء الدنيا ثلث الليل كل ليلة نقول نعم طيب إذا يلزم أن يكون كل النهار بالسماء الدنيا ليش؟ قال نعم لأن الليل يمشي على الأرض ينتقل الثلث من هذا المكان إلى مكان آخر فمعناه أن الله دائما في السماء الدنيا هل قال الصحابة هذا للرسول؟ لو كان هذا مما يرد على قلوب المؤمن المستسلم لكان الله يبينه إما على لسان رسوله أو يقيض من يسأل، سأل الصحابة الرسول قالوا أين كان الله قبل أن يخلق السماوات والأرض ، هذا السؤال العظيم ، يعني إلى هذا الحد لا يريد الله عز وجل أن يبقى الأمر مبهماً وهذا لو كان واردا لأورد على الرسول عليه الصلاة والسلام أورد وقل ما دمت في ثلث الليل وهو ... والله عز وجل ليس كمثله شيء علينا أن نستسلم وأن نقول سمعنا وأطعنا وآمنا واتبعنا وصدقنا هذه وظيفتنا والله أعلم .
رحمه الله كتاب التوحيد، التوحيد هو مشتق من وحد الشيء إذا جعله واحداً فهو مصدر فنقول مشتق من وحد والراجح عند النحويين أن المصدر هو أصل الاشتقاق وليس الفعل وفيه خلاف فهل نقول وحد مشتق من التوحيد أو التوحيد مشتق من وحد ينبني على الخلاف هل الأصل المصدر أو الأصل الفعل والصحيح أن الأصل هو المصدر لأنه هو المعنى الذي أُخذ منه الفعل المؤلف رحمه الله لم يأت بترجمة، قصدي لم يأت بخطبة مقدمة واكتفى بالترجمة عن ذلك لأنك بمجرد ما تقرأ كتاب التوحيد هذا العنوان تعرف أن موضوع الكتاب هو التوحيد وقد أتى المؤلف رحمه الله في كتابه هذا بأنواع التوحيد أو بأقسام التوحيد الثلاثة لكنها متفرقة في الأبواب
الطالب : لا
الشيخ : أبداً وهل أحد أصدق خبرا من خبر الله ؟أبدا وهل أحد أصح بيانا من بيان الله عز وجل ؟ أبدا والله عز وجل يقول : (( يريد الله ليبين لكم )) ويقول: (( يبين الله لكم أن تضلوا )) ويقول : (( آيات بينات )) لقد أنزلنا آيات بينات، وما أشبه ذلك مما يدل على أن الله عز وجل يريد أن يبين للخلق غاية البيان الطريق التي توصلهم إليهم وأعظم ما يحتاج الناس إلى بيانه ما يتعلق بأسماء الله وصفاته حتى يعبدوا الله على بصيرة لأن عبادة من لا تعلم صفاته أو من ليس له صفة أمر لا يتحقق أبدا لا بد أن تعلم من صفات المعبود ما يجعلك تعبده حقا وتلجأ إليه فهذا التوحيد هو الذي ضلت فيه هذه الأمة وانقسموا فيه فرقا كثيرة فمنهم من سلك مسلك التعطيل زاعماً أنه بذلك منزهٌ لله عز وجل ومنهم من سلك مسلك التمثيل زاعم بذلك أنه محقق لما وصف الله به نفسه والكل منهم قد ضل
أما الأول الذي عطل ونفى الصفات زاعما أنه منزه لله فنقول له : خدعت نفسك وكذبت في دعواك لأن المنزه حقيقة لله هو الذي ينفي عنه صفات النقص والعيب وهو الذي ينزه كلامه أن يكون تعمية وتضليلا فبالله عليكم لو قال قائل إن الله ليس له سمع ولا بصر ولا علم ولا قدرة ولا حكمة ولا رحمة هل يكون قد نزه الله أو قد وصمه بأعظم العيوب؟ هو هذا كذلك من قال ليس لله رحمة ولا سمع ولا بصر ولا قدرة ولا كلام وهو سبحانه وتعالى يكرر ذلك في كلامه ويثبته (( سميع بصير )) (( عزيز حكيم )) ، رحيم غفور وما أشبه ذلك، هل يكون قد نزه كلامه عن التعمية والتضليل؟ أبداً قد وصم كلامه بالتعمية والتضليل أن يثبت شيئا وهو خال منه وهل هذا إلا غاية ما يكون من القدح في كلام الله عز وجل كذلك الذين قالوا إننا نثبت لله ما أثبت لنفسه لكن مع التمثيل تحقيقا لثبوت الصفة هؤلاء ما قدروا الله حق قدره وهؤلاء وصموه بالنقص والعيب أن يجعلوا الكامل من كل وجه مثل الناقص من كل وجه، فإذا كان تفضيل الكامل على الناقص يحط من قدره فما بالك بتمثيل الكامل بالناقص؟! هذا أعظم ما يكون جناية على الله عز وجل وإن كان المعطلون أشد منهم جرما لكن الكل منهم لم يقدر الله حق قدره ولم ينزه الله عز وجل عما لا يليق به .
فالتوحيد هو إفراد الله عز وجل بما له من الأسماء والصفات ولهذا قال أهل العلم قالوا إننا نؤمن بما وصف الله به نفسه وسمى به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل هكذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من أهل العلم، يعني لا بد أن ننزه عقيدتنا عن هذه الأمور الأربعة التحريف والتعطيل والتكييف والتمثيل فالتحريف في النصوص والتعطيل في المعتقد والتكييف في الصفة والتمثيل في الصفة إلا أنه أخف من التكييف. فنحن يجب أن نبرئ معتقدنا عن هذه الأمور الأربعة ونحن حينما نقول من غير تحريف نعني بذلك التأويل الذي سلكه من سموا أنفسهم بأهل التأويل هؤلاء المحرفون لنصوص الكتاب يسمون أنفسهم أهل التأويل لماذا؟ لأجل توصيف المسلك الذي يسلكونه لأن النفوس تنفر من كلمة تحريف ولكن يقولون هذا من باب زخرفة القول وتزيينه لنفوس الناس حتى لا ينفروا منه ولكن حقيقة تأويلهم إيش؟ التحريف لأننا نقول للتأويل الذي سلكتموه نقول في التأويل الذي سلكوه وهو صرف اللفظ عن ظاهره نقول له : هذا الصرف إن دل عليه دليل صحيح فهو ليس تأويلا بالمعنى الذي تريدون ولكنه ... وإن لم يدل عليه الدليل فهو تحريف وتغيير للكلم عن مواضعه فهؤلاء الذين ضلوا بهذه الطريقة وصاروا يثبتون الصفات لكن بتحريف هم على خط معاكس لخط أهل السنة والجماعة ولا يمكن أبدا أن يلقبوا بأهل السنة والجماعة ليش ما يمكن؟ لأن الإضافة تقتضي النسبة أهل السنة منسوبون لأهل السنة هل هؤلاء متمسكون بالسنة فيما خالفوا فيه أهل السنة ؟ لا ،كيف نسميهم أهل السنة ؟ أيضا الجماعة الجماعة معناها الاجتماع الأصل أن اسم جماعة أي اجتماع هل هم مجتمعون على آرائهم؟ لا، اقرأ في كتب أهل التأويل من المعتزلة والأشعرية والماتريدية ومن ضاهاهم اقرأ فيها تجد العجب العجاب من التناقض والاضطراب والتداخل حتى إن بعضهم لا، يعني لا يقتصر على أن يضلل بعضا لكن هو نفسه يتناقض هو نفسه يتناقض وقد نقل شارح الطحاوية عن الغزالي وهو ممن بلغ ذروة علم الكلام نقل عنه كلاما عجيبا إذا طالعه إنسان تبين له ما كان عليه أهل الكلام من الخطأ والخطل والزلل وأنهم ليسوا على بينه من أمرهم وكذلك ما نقله هو وغيره عن الرازي وهو من رؤساء علم أهل الكلام كيف أقر على نفسه بأنه على خطأ عظيم وقد أنشدنا أبيات له في هذا المعنى يقول فيها :
" نهاية إقدام العقول عقال *** وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا ***وغاية دنيانا ألم ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *** سوى أن جمعنا فيه قيل وقال "
كلام فاضي ثم قال :" لقد تأملت المناهج الطرق الكلامية والمناهج الفسلفية فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلا فوجدت أقرب الطرق طريقة القرآن أقرأ في الإثبات: (( الرحمن على العرش استوى )) (( إليه يصعد الكلام الطيب )) " يعني فأثبت هذا " وأقرأ في النفي: (( ليس كمثله شيء )) (( ولا يحيطون به علما ))" يعني فأنفي المماثلة وأنفي الإحاطة بالله علما "ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي " شف الكلام من فحولهم فتجدهم حيارى مضطربين ليسوا على يقين من أمرهم وتجد من هداه الله إلى الصراط المستقيم مطمئناً منشرح الصدر هادئ البال يقرأ في كتاب الله وفي كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات ويقول والله لست بأعلم من الله بنفسه فيُثبت ولكنه يمنع عقله وتفكيره أن يتجاوز الحد إلى تكييف أو إلى تمثيل ويقول : ما دمت عاجزا عن تصور نفسي التي بين جنبي فإني فإني في تصوري لحقائق ما وصف الله لنفسه من باب أولى أن أكون عاجزاً وهذا أمر إذا سلكه الإنسان استراح ولهذا يجب على الإنسان أن يمنع نفسه عن التفكير في التكييف أو عن السؤال بلمَ فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته أو السؤال بكيف فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته وانظر إلى السلف رحمهم كيف يقدرون الله حق قدره لما جاء رجل لمالك بن أنس قال يا أبا عبد الله : (( الرحمن على العرش استوى )) كيف استوى؟ هل صار وجهه يتهلل فرحا بهذا السؤال؟ أبدا أطرق برأسه حتى صار يدش عرق من هذا السؤال ثم رفع رأسه وقال: " الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا مبتدعا " بينما نجد نحن في العصر الخامس عشر نجد منا من يقوم ويقول تعال أنت تقول إن الله ينزل إلى السماء الدنيا ثلث الليل كل ليلة نقول نعم طيب إذا يلزم أن يكون كل النهار بالسماء الدنيا ليش؟ قال نعم لأن الليل يمشي على الأرض ينتقل الثلث من هذا المكان إلى مكان آخر فمعناه أن الله دائما في السماء الدنيا هل قال الصحابة هذا للرسول؟ لو كان هذا مما يرد على قلوب المؤمن المستسلم لكان الله يبينه إما على لسان رسوله أو يقيض من يسأل، سأل الصحابة الرسول قالوا أين كان الله قبل أن يخلق السماوات والأرض ، هذا السؤال العظيم ، يعني إلى هذا الحد لا يريد الله عز وجل أن يبقى الأمر مبهماً وهذا لو كان واردا لأورد على الرسول عليه الصلاة والسلام أورد وقل ما دمت في ثلث الليل وهو ... والله عز وجل ليس كمثله شيء علينا أن نستسلم وأن نقول سمعنا وأطعنا وآمنا واتبعنا وصدقنا هذه وظيفتنا والله أعلم .
رحمه الله كتاب التوحيد، التوحيد هو مشتق من وحد الشيء إذا جعله واحداً فهو مصدر فنقول مشتق من وحد والراجح عند النحويين أن المصدر هو أصل الاشتقاق وليس الفعل وفيه خلاف فهل نقول وحد مشتق من التوحيد أو التوحيد مشتق من وحد ينبني على الخلاف هل الأصل المصدر أو الأصل الفعل والصحيح أن الأصل هو المصدر لأنه هو المعنى الذي أُخذ منه الفعل المؤلف رحمه الله لم يأت بترجمة، قصدي لم يأت بخطبة مقدمة واكتفى بالترجمة عن ذلك لأنك بمجرد ما تقرأ كتاب التوحيد هذا العنوان تعرف أن موضوع الكتاب هو التوحيد وقد أتى المؤلف رحمه الله في كتابه هذا بأنواع التوحيد أو بأقسام التوحيد الثلاثة لكنها متفرقة في الأبواب
شرح قول المصنف :قول الله تعالى : (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) .
الشيخ : قال " وقول الله تعالى : (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) "
ما نافية وقوله: (( إلا ليعبدون )) هذا استثناء مفرغ من أعم الأحوال يعني ما خلقت الجن والإنس لأي شيء إلا للعبادة واللام هنا في قوله: (( إلا ليعبدون )) اللام للتعليل اللام للتعليل لكنه لكنه تعليل بيان الحكمة من الخلق وليس التعليل الملازم للمعلول لأنه لو كان التعليل الملازم له المعلول للزم من خلق الجن والإنس أن يكونوا كلهم عبادا لله يتعبدون له وليس الأمر كذلك فهذه العلة علة غائية وليست علة فاعلة والعلة الغائية قد تحصل وقد لا تحصل كما لو قلت بريت القلم لأكتب به فأنت قد تكتب وقد لا تكتب انتبه العلة الفاعلية معناه أن المعلول مبني عليها ولا بد أن تقع ... طريق المعلول وأما العلة الغائية فهي لبيان الغاية من هذا الفعل والمقصود من هذا الفعل وقد يقع وقد لا يقع والمثال الذي ضربتُ لكم يبين ذلك ما هو؟ أن تقول بريت القلم لأكتب به فأنت الآن بريت لكن هل يلزم من ذلك أي من كونك بريت لتكتب به هل يلزم من ذلك أن تكتب به؟ لا خط الثوب لألبسه ربما لا تلبسه ولا لا ؟ يبدو لك ... وتتركه وهكذا فهذه العلة غائية والعلة الغائية لا يلزم وقوعها وإنما قلنا ذلك لأنها لو كانت علة فاعلة لكان يلزم أن الناس كلهم يعبدون الله والواقع ليس كذلك نعم
الطالب : الفاعلة
الشيخ : الفاعلة معناه التي تكون هي السبب في إيجاد هذا الشيء فتكون سابقة له فتقول مثلا انكسر الزجاج لشدة الحر مثلا فالعلة الفاعلة تكون سابقة وهي التي تكون ملازمة للمعلول
طيب قوله تعالى (( وما خلقت الجن والإنس )) خلقت بمعنى أوجدت لكنه إيجاد مسبوق بتقدير ولهذا الخلق في اللغة التقدير كما قال الشاعر :
" ولأنت تفري ما خلقت *** وبعض الناس يخلق ثم لا يفري "
ما خلقت يعني ما قدرت فأصل الخلق في اللغة التقدير ويطلق على الإيجاد المبني عليه كما في الآية وقوله سبحانه وتعالى : (( الجن )) الجن هم عالم غيبي مخفي عنا ولهذا جاء في مادة الجن نعم جاءت مادة هذه تسمية لهم لأنه سبق لنا أن الجيم والنون تدلان على الخفاء والاستتار ومنه الجَنة والجِنة والجُنة كلها تدل على الخفاء والاستتار .
وقوله : (( الإنس )) يراد بهم بني آدم وسموا بذلك لأنهم لا يقوون أو لا يعيشون بدون إيناس فهم يأنس بعضهم ببعض ويتحرك بعضهم إلى بعض وبذلك سموا إنساً والله خلقهم لعبادته (( إلا ليعبدون )) فسر قوله ليعبدوه إلا ليوحدون وهذا حق وفُسر بمعنى ليتذللوا لي بالطاعة فعلاً للمأمور وتركا للمحذور ومن طاعته أن نوحده سبحانه وتعالى فهذه هي الحكمة
ومن المعلوم أنه لو كان هذا هو الحكمة لكان منافيا للحكمة كيف ذلك ؟ لأن الله تعالى أعطى البشر عقولا وأعطاهم وأرسل إليهم الرسول وأنزل إليهم الكتب فلو كان الغرض من خلقهم أو لكانت الحكمة من خلقهم كالحكمة من خلق البهائم التي خلقت لينتفع بها الناس لضاعت الحكمة كيف يقولون من الحكمة وترسل الرسل وتُنزل الكتب ويعطى الإنسان عقل والنهاية أنه كشجرة نبتت ونمت ثم تحطمت وزالت هذا ليس من الحكمة ولهذا قال الله عز وجل: (( إن الذي فرض عليك القرآن لرآدك إلى معاد )) لا بد أن يردك إلى معاد تجازى على عملك إن خيرا فخير وإن شرا فشر إذن هذه الحكمة من خلق الجن والإنس ، هل الحكمة أن ينفعوا الله؟ يعني ... الحكمة ... فهل الحكمة أن ينفعوا الله ؟ لا ولهذا قال: (( ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )) فإن قلت كيف تجيب عن قوله تعالى: (( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له )) الجواب أن هذا ليس إقرارا لله عز وجل فإن الله غني عنا لكنه شبه سبحانه وتعالى معاملة عبده له بالقرض ، لأن القرض لا بد من وفائه لابد من وفائه فكأنه التزام من الله عز وجل أن يوفي العامل أجر عمله كما يوفي المقترض من أقرضه، من أقرضه طيب ثم قال
ما نافية وقوله: (( إلا ليعبدون )) هذا استثناء مفرغ من أعم الأحوال يعني ما خلقت الجن والإنس لأي شيء إلا للعبادة واللام هنا في قوله: (( إلا ليعبدون )) اللام للتعليل اللام للتعليل لكنه لكنه تعليل بيان الحكمة من الخلق وليس التعليل الملازم للمعلول لأنه لو كان التعليل الملازم له المعلول للزم من خلق الجن والإنس أن يكونوا كلهم عبادا لله يتعبدون له وليس الأمر كذلك فهذه العلة علة غائية وليست علة فاعلة والعلة الغائية قد تحصل وقد لا تحصل كما لو قلت بريت القلم لأكتب به فأنت قد تكتب وقد لا تكتب انتبه العلة الفاعلية معناه أن المعلول مبني عليها ولا بد أن تقع ... طريق المعلول وأما العلة الغائية فهي لبيان الغاية من هذا الفعل والمقصود من هذا الفعل وقد يقع وقد لا يقع والمثال الذي ضربتُ لكم يبين ذلك ما هو؟ أن تقول بريت القلم لأكتب به فأنت الآن بريت لكن هل يلزم من ذلك أي من كونك بريت لتكتب به هل يلزم من ذلك أن تكتب به؟ لا خط الثوب لألبسه ربما لا تلبسه ولا لا ؟ يبدو لك ... وتتركه وهكذا فهذه العلة غائية والعلة الغائية لا يلزم وقوعها وإنما قلنا ذلك لأنها لو كانت علة فاعلة لكان يلزم أن الناس كلهم يعبدون الله والواقع ليس كذلك نعم
الطالب : الفاعلة
الشيخ : الفاعلة معناه التي تكون هي السبب في إيجاد هذا الشيء فتكون سابقة له فتقول مثلا انكسر الزجاج لشدة الحر مثلا فالعلة الفاعلة تكون سابقة وهي التي تكون ملازمة للمعلول
طيب قوله تعالى (( وما خلقت الجن والإنس )) خلقت بمعنى أوجدت لكنه إيجاد مسبوق بتقدير ولهذا الخلق في اللغة التقدير كما قال الشاعر :
" ولأنت تفري ما خلقت *** وبعض الناس يخلق ثم لا يفري "
ما خلقت يعني ما قدرت فأصل الخلق في اللغة التقدير ويطلق على الإيجاد المبني عليه كما في الآية وقوله سبحانه وتعالى : (( الجن )) الجن هم عالم غيبي مخفي عنا ولهذا جاء في مادة الجن نعم جاءت مادة هذه تسمية لهم لأنه سبق لنا أن الجيم والنون تدلان على الخفاء والاستتار ومنه الجَنة والجِنة والجُنة كلها تدل على الخفاء والاستتار .
وقوله : (( الإنس )) يراد بهم بني آدم وسموا بذلك لأنهم لا يقوون أو لا يعيشون بدون إيناس فهم يأنس بعضهم ببعض ويتحرك بعضهم إلى بعض وبذلك سموا إنساً والله خلقهم لعبادته (( إلا ليعبدون )) فسر قوله ليعبدوه إلا ليوحدون وهذا حق وفُسر بمعنى ليتذللوا لي بالطاعة فعلاً للمأمور وتركا للمحذور ومن طاعته أن نوحده سبحانه وتعالى فهذه هي الحكمة
ومن المعلوم أنه لو كان هذا هو الحكمة لكان منافيا للحكمة كيف ذلك ؟ لأن الله تعالى أعطى البشر عقولا وأعطاهم وأرسل إليهم الرسول وأنزل إليهم الكتب فلو كان الغرض من خلقهم أو لكانت الحكمة من خلقهم كالحكمة من خلق البهائم التي خلقت لينتفع بها الناس لضاعت الحكمة كيف يقولون من الحكمة وترسل الرسل وتُنزل الكتب ويعطى الإنسان عقل والنهاية أنه كشجرة نبتت ونمت ثم تحطمت وزالت هذا ليس من الحكمة ولهذا قال الله عز وجل: (( إن الذي فرض عليك القرآن لرآدك إلى معاد )) لا بد أن يردك إلى معاد تجازى على عملك إن خيرا فخير وإن شرا فشر إذن هذه الحكمة من خلق الجن والإنس ، هل الحكمة أن ينفعوا الله؟ يعني ... الحكمة ... فهل الحكمة أن ينفعوا الله ؟ لا ولهذا قال: (( ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )) فإن قلت كيف تجيب عن قوله تعالى: (( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له )) الجواب أن هذا ليس إقرارا لله عز وجل فإن الله غني عنا لكنه شبه سبحانه وتعالى معاملة عبده له بالقرض ، لأن القرض لا بد من وفائه لابد من وفائه فكأنه التزام من الله عز وجل أن يوفي العامل أجر عمله كما يوفي المقترض من أقرضه، من أقرضه طيب ثم قال
شرح قول المصنف :قوله : (( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ))
الشيخ : و " قوله : (( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )) "
(( ولقد بعثنا )) أولا اللام في قوله : (( ولقد بعثنا )) موطِّئة للقسم بمعنى أنها هيأت الجملة للقسم الذي قبله ولهذا نقول موطِّئة ، توطئة الشيء يعني تهيئته ، وقد للتحقيق وعلى هذا فالجملة من مثل هذا التركيب مؤكَّدة بثلاثة مؤكدات ما هي ؟ القسم المقدر واللام وقد
(( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا )) أي أخرجنا وأرسلنا في كل أمة والأمة هنا الطائفة من الناس وذُكرت الأمة في القرآن الكريم على عدة معاني منها هذا المعنى الطائفة ، ومنها الزمن كما في قوله تعالى : (( من كفر بعد أمة )) ومنها الإمامة (( إن إبراهيم كان أمة قانتاً )) ومنها الملة (( إنا وجدنا أبائنا على أمة )) يعني على ملة (( وإنا على آثارهم مقتدون )) أو (( مهتدون )) ، والمراد بها هنا الطائفة كل أمة بعث الله بها رسولا بل فيها رسولا منذ عهد نوح إلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم فلم تزل الرسالة موجودة منذ عهد نوح إلى محمد صلى الله عليه وسلم والحكمة من إرسال الرسل الحكمة إقامة الحجة والرحمة قال الله تعالى : (( رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل )) وقال تعالى (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) لأن الإنسان لا يستقل بمعرفة ما يجب لله على وجه التفصيل، هل تعرف كيف تتوضأ ؟ هاه إلا عن طريق الرسل ، ولا كيف تصلي ولا كيف تصوم ولا كيف تزكي بل ولا تعرف ما يجب لله تعالى من الأسماء والصفات على سبيل التحقيق إلا عن طريق الرسل، فالحاجة داعية إليهم فلهذا كانت إرسال الرسل من رحمة رحمة الله سبحانه وتعالى
وقوله: (( أن اعبدوا الله )) أن هل هي مصدرية أو تفسيرية؟ هاه
الطالب : يحتمل
الشيخ : يحتمل ، بعد يمكن أو مخفة من الثقيلة قلتم يحتمل أو زائدة قلتم يحتمل نعم التفسيرية يقولون هي التي سُبقت بما يدل على القول دون الحروف يعني بما فيه معنى القول دون حروفه هذه تفسيرية التي سُبقت بما فيه معنى القول دون حروفه مثل : (( أوحينا إليه أن اصنع الفلك )) (( أوحينا إليه أن اصنع الفلك )) يعني الوحي تفسير عن القول فيه حروفه هاه ليس فيه حروف فكل ، فإذا جاءت أن مسبوقة بما يتضمن معنى القول دون صارت تفسيرية ، ... إذا قلت إنها يحتمل أن تكون تفسيرية فأين ... عن القول دون حروفه يقول إنا بعثنا متضمن للوحي لأن كل رسول فهو موحا إليه فكأنه ضمنها معنى أوحينا يعني فأوحينا إليه أن أن اعبدوا الله أما الذين قالوا إنها مصدرية فقالوا إنها على تقدير الباء بعثنا في كل أمة رسولا بأن اعبدوا الله بأن اعبدوا الله ، وعلى هذا فيترجح أن تكون التفسرية لعدم التقدير
وقوله (( أن اعبدوا الله )) اعبدوا الله يعني تذللوا له بالعبادة تذللوا له بالعبادة والعبادة تطلق على التعبد وعلى المتعبد به فهي بمعنى التعبد هي التذلل لله عز وجل محبة وتعظيما بفعل أوامره واجتناب نواهيه وعلى أنه ... العبادة باسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه ، مثال ذلك رجل يصلي قام وصلى وسلم من الصلاة هذه العبادة فعله للصلاة أو الصلاة نفسها هاه ، كلاهما يسمى عبادة ففعله للصلاة عبادة وهو التعبد ونفس الصلاة عبادة وهي المتعبد به
قوله : (( أن اعبدوا الله )) هذا فيه إثبات عبادة الله لكن هل فيه التوحيد هاه (( أن اعبدوا الله )) لا ما في ما فيها توحيد (( أن اعبدوا الله )) لكن (( واجتنبوا الطاغوت )) الآن جاء التوحيد اجتنبوا يعني ابتعدوا عنه بأن تكونوا في جانب وهو في جانب فما هو الطاغوت ؟ الطاغوت مشتق من الطغيان وهو صفة مشبهة والطغيان مجاوزة الحد كما في قوله تعالى : (( إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية )) أي جاوز الحد وتعريفه : أجمع ما قيل فيه إنه ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أن مطاع هذا الحد ذكره ابن القيم وهو أجمع الحدود " ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع " من معبود مثل إيش ؟ مثل الأصنام الأصنام طواغيت كذا؟ أو متبوع مثل الكهان وعلماء السوء والسحرة وغيرهم هؤلاء نسميهم طواغيت أو مطاع مثل الأُمراء الخارجين عن شريعة الله فإذا اتخذهم الإنسان أربابا يحل ما حرم الله من أجل تحريمهم له ويحرم ما أحل الله من أجل تحليلهم له فهؤلاء نسميهم طواغيت
طيب وهل الفاعل يسمى طاغوتا أو تابعا لطاغوت؟ نقول تابع لطاغوت ولهذا قال الله تعالى : (( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت )) ولم يقل إنهم طواغيت فقال: يؤمنون بالجبت والطاغوت فهذا الطاغوت ، اجتنبوا الطاغوت طيب من الطواغيت الأصنام التي تعبد من دون الله وحينئذ تكون الآية دالة على إيش؟ على التوحيد تماما نعم لأن التوحيد لا يتم إلا بركنين وهما الإثبات والنفي إذ أن النفي المحض تعطيل محض والإثبات المحض لا يمنع المشاركة الإثبات المحض لا يمنع المشاركة لو قلت زيد قائم أثبت القيام له لكن هل هذا يدل على انفراده بالقيام ؟ لا لأنه مجرد إثبات وإذا قلت لم يقم أحد هذا تعطيل نفي محض ولو قلت لم يقم إلا زيد هذا توحيد ولا لا ؟ نعم وحدته بالقيام لأنه اشتمل على إثبات ونفي
قال: ((واجتنبوا الطاغوت)) يقول المؤلف : "الآية " وش معنى الآية؟ يعني إلى آخر الآية ولهذا نقرأها بالنصب نقول الآيةَ إما على أنها مفعول به لفعل محذوف تقديره أكمل الآية أو اقرأ الآية أو على أنها منصوبة ... يعني إلى آخر الآية
(( فمنهم من هدى الله )) منهم أي من الأمة كيف يقول منهم والأمة مفرد؟ لأنها مفرد لفظا جمع معنى (( فمنهم )) أي من الأمة (( من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة )) والمراد بالهداية هنا إيش؟ هداية التوفيق لأن هداية الدلالة أخذت من إرسال الرسل فمنهم من هدى الله ووفقه ومنهم من حقت عليه الضلالة (( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين )) ما وجه الاستشهاد بهذه الآية في كتاب التوحيد؟ أنها دالة على إجماع الرسل عليهم الصلاة والسلام على الدعوة إلى التوحيد وأنهم أرسلوا به لقوله: (( أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )) وقوله: (( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ))
الطالب : وقضى ربك
الشيخ : إي نعم نعم
(( ولقد بعثنا )) أولا اللام في قوله : (( ولقد بعثنا )) موطِّئة للقسم بمعنى أنها هيأت الجملة للقسم الذي قبله ولهذا نقول موطِّئة ، توطئة الشيء يعني تهيئته ، وقد للتحقيق وعلى هذا فالجملة من مثل هذا التركيب مؤكَّدة بثلاثة مؤكدات ما هي ؟ القسم المقدر واللام وقد
(( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا )) أي أخرجنا وأرسلنا في كل أمة والأمة هنا الطائفة من الناس وذُكرت الأمة في القرآن الكريم على عدة معاني منها هذا المعنى الطائفة ، ومنها الزمن كما في قوله تعالى : (( من كفر بعد أمة )) ومنها الإمامة (( إن إبراهيم كان أمة قانتاً )) ومنها الملة (( إنا وجدنا أبائنا على أمة )) يعني على ملة (( وإنا على آثارهم مقتدون )) أو (( مهتدون )) ، والمراد بها هنا الطائفة كل أمة بعث الله بها رسولا بل فيها رسولا منذ عهد نوح إلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم فلم تزل الرسالة موجودة منذ عهد نوح إلى محمد صلى الله عليه وسلم والحكمة من إرسال الرسل الحكمة إقامة الحجة والرحمة قال الله تعالى : (( رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل )) وقال تعالى (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) لأن الإنسان لا يستقل بمعرفة ما يجب لله على وجه التفصيل، هل تعرف كيف تتوضأ ؟ هاه إلا عن طريق الرسل ، ولا كيف تصلي ولا كيف تصوم ولا كيف تزكي بل ولا تعرف ما يجب لله تعالى من الأسماء والصفات على سبيل التحقيق إلا عن طريق الرسل، فالحاجة داعية إليهم فلهذا كانت إرسال الرسل من رحمة رحمة الله سبحانه وتعالى
وقوله: (( أن اعبدوا الله )) أن هل هي مصدرية أو تفسيرية؟ هاه
الطالب : يحتمل
الشيخ : يحتمل ، بعد يمكن أو مخفة من الثقيلة قلتم يحتمل أو زائدة قلتم يحتمل نعم التفسيرية يقولون هي التي سُبقت بما يدل على القول دون الحروف يعني بما فيه معنى القول دون حروفه هذه تفسيرية التي سُبقت بما فيه معنى القول دون حروفه مثل : (( أوحينا إليه أن اصنع الفلك )) (( أوحينا إليه أن اصنع الفلك )) يعني الوحي تفسير عن القول فيه حروفه هاه ليس فيه حروف فكل ، فإذا جاءت أن مسبوقة بما يتضمن معنى القول دون صارت تفسيرية ، ... إذا قلت إنها يحتمل أن تكون تفسيرية فأين ... عن القول دون حروفه يقول إنا بعثنا متضمن للوحي لأن كل رسول فهو موحا إليه فكأنه ضمنها معنى أوحينا يعني فأوحينا إليه أن أن اعبدوا الله أما الذين قالوا إنها مصدرية فقالوا إنها على تقدير الباء بعثنا في كل أمة رسولا بأن اعبدوا الله بأن اعبدوا الله ، وعلى هذا فيترجح أن تكون التفسرية لعدم التقدير
وقوله (( أن اعبدوا الله )) اعبدوا الله يعني تذللوا له بالعبادة تذللوا له بالعبادة والعبادة تطلق على التعبد وعلى المتعبد به فهي بمعنى التعبد هي التذلل لله عز وجل محبة وتعظيما بفعل أوامره واجتناب نواهيه وعلى أنه ... العبادة باسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه ، مثال ذلك رجل يصلي قام وصلى وسلم من الصلاة هذه العبادة فعله للصلاة أو الصلاة نفسها هاه ، كلاهما يسمى عبادة ففعله للصلاة عبادة وهو التعبد ونفس الصلاة عبادة وهي المتعبد به
قوله : (( أن اعبدوا الله )) هذا فيه إثبات عبادة الله لكن هل فيه التوحيد هاه (( أن اعبدوا الله )) لا ما في ما فيها توحيد (( أن اعبدوا الله )) لكن (( واجتنبوا الطاغوت )) الآن جاء التوحيد اجتنبوا يعني ابتعدوا عنه بأن تكونوا في جانب وهو في جانب فما هو الطاغوت ؟ الطاغوت مشتق من الطغيان وهو صفة مشبهة والطغيان مجاوزة الحد كما في قوله تعالى : (( إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية )) أي جاوز الحد وتعريفه : أجمع ما قيل فيه إنه ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أن مطاع هذا الحد ذكره ابن القيم وهو أجمع الحدود " ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع " من معبود مثل إيش ؟ مثل الأصنام الأصنام طواغيت كذا؟ أو متبوع مثل الكهان وعلماء السوء والسحرة وغيرهم هؤلاء نسميهم طواغيت أو مطاع مثل الأُمراء الخارجين عن شريعة الله فإذا اتخذهم الإنسان أربابا يحل ما حرم الله من أجل تحريمهم له ويحرم ما أحل الله من أجل تحليلهم له فهؤلاء نسميهم طواغيت
طيب وهل الفاعل يسمى طاغوتا أو تابعا لطاغوت؟ نقول تابع لطاغوت ولهذا قال الله تعالى : (( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت )) ولم يقل إنهم طواغيت فقال: يؤمنون بالجبت والطاغوت فهذا الطاغوت ، اجتنبوا الطاغوت طيب من الطواغيت الأصنام التي تعبد من دون الله وحينئذ تكون الآية دالة على إيش؟ على التوحيد تماما نعم لأن التوحيد لا يتم إلا بركنين وهما الإثبات والنفي إذ أن النفي المحض تعطيل محض والإثبات المحض لا يمنع المشاركة الإثبات المحض لا يمنع المشاركة لو قلت زيد قائم أثبت القيام له لكن هل هذا يدل على انفراده بالقيام ؟ لا لأنه مجرد إثبات وإذا قلت لم يقم أحد هذا تعطيل نفي محض ولو قلت لم يقم إلا زيد هذا توحيد ولا لا ؟ نعم وحدته بالقيام لأنه اشتمل على إثبات ونفي
قال: ((واجتنبوا الطاغوت)) يقول المؤلف : "الآية " وش معنى الآية؟ يعني إلى آخر الآية ولهذا نقرأها بالنصب نقول الآيةَ إما على أنها مفعول به لفعل محذوف تقديره أكمل الآية أو اقرأ الآية أو على أنها منصوبة ... يعني إلى آخر الآية
(( فمنهم من هدى الله )) منهم أي من الأمة كيف يقول منهم والأمة مفرد؟ لأنها مفرد لفظا جمع معنى (( فمنهم )) أي من الأمة (( من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة )) والمراد بالهداية هنا إيش؟ هداية التوفيق لأن هداية الدلالة أخذت من إرسال الرسل فمنهم من هدى الله ووفقه ومنهم من حقت عليه الضلالة (( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين )) ما وجه الاستشهاد بهذه الآية في كتاب التوحيد؟ أنها دالة على إجماع الرسل عليهم الصلاة والسلام على الدعوة إلى التوحيد وأنهم أرسلوا به لقوله: (( أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )) وقوله: (( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ))
الطالب : وقضى ربك
الشيخ : إي نعم نعم
5 - شرح قول المصنف :قوله : (( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )) أستمع حفظ
شرح قول المصنف : :(( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ، وبالوالدين إحسانا )) . الآية . وقوله : (( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ))
الشيخ : و " قوله: (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً )) "
(( قضى ربك ألا تعبدوا )) كلمة أن هل هي تفسيرية ولا مصدرية ؟ هاه
الطالب : مصدرية
الشيخ : مصدرية؟
الطالب : نعم
الشيخ : الدليل ؟ الدليل حذف النون الدليل حذف النون ألا تعبدوا وقوله : (( ألا تعبدوا إلا إياه )) هذا استثناء مفرع لأن الفعل لم يأخذ مفعوله فمفعوله ما بعد إلا ، وقوله : (( إلا إياه )) إيا هذه ضمير نصب منفصل واجب الانفصال ولا لا؟ الواجب الانفصال ؟
الطالب : نعم
الشيخ : لماذا ؟ لأن المتصل لا يقع بعد إلا كما قال ابن مالك : " وذو اتصال منه ما لا يبتدا ولا يلي إلا اختيارا أبدا "
(( وبالوالدين إحسانا )) ... المؤلف الآية أيضا لكن باقي الآية ما لها دخل في التوحيد طيب
(( قضى ربك )) القضاء أعني قضاء الله عز وجل ينقسم إلى قسمين قضاء شرعي وقضاء كوني فالقضاء الكوني لا بد من وقوعه ويكون فيما يحبه الله وفيما لا يحبُه وفيما لا يحبه والقضاء الشرعي على العكس يجوز وقوعه وعدمه ولا يكون إلا فيما يحبه الله أفهمتم الآن؟ إذن قضاء الله ينقسم إلى قسمين : كوني وشرعي، الكوني هاه لا يكون إلا
الطالب : ...
الشيخ : خطأ الكوني يكون فيما يحبه الله وما لا يحبه ولا بد من وقوعه والشرعي لا يكون إلا فيما يحبه الله وقد يقع وقد لا يقع، مثال الكوني قوله تعالى : (( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتُفسدُن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا )) وقضى هنا لا يمكن أن يكون بمعنى الشرع، لأن الله ما يشرع أن يفسد الناس في الأرض بل ولا يحب الفساد فالقضاء هنا كوني .
ومثال الشرعي هذه الآية (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )) وعلى هذا فتكون قضى بمعنى شرع بمعنى شرعَ أو بمعنى وصى وما أشبهها (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )) طيب إذا قال قائل : أنتم تثبتون أن الله قضى كوناً ما لا يحبه كيف يقضي الله ما لا يحبُه؟ هل أحد يكره الله على شيء ؟
الطالب : لا
الشيخ : طيب إذن كيف يقع وهو لا يحبه ؟ نقول المحبوب قسمان محبوب لذاته ومحبوب لغيره محبوب لذاته ومحبوب لغيره فالمحبوب لغيره قد يكون مكروها في ذاته ولكنه يحب لما فيه من الحكمة والمصلحة ... فالله عز وجل قد يقدر الشر وهو يكرهُه لكن يحبه لغيره أي لما يتضمنه من الحكمة من الحكمة فيكون حينئذٍ محبوبا إلى الله من وجه ومكروها إليه من وجه إن نظرنا إلى مجرد التقدير قلنا إنه محبوب إلى الله وإن نظرنا إلى ذات الشيء المقدّر قلنا إنه مكروه إلى الله إذا كان مما يكرهه أعطوا بالكم يا إخوان، فالفساد في الأرض من بني إسرائيل في حد ذاته مكروه إلى الله لا يحب الله الفساد ، ولا يحب المفسدين، لكن للحكم التي يتضمنها يكون محبوبا إلى الله عز وجل القحط والجدب والمرض والقطر يكتبه الله عز وجل والله تعالى لا يحب أن يؤذي عباده بهذا الشيء بل لا يريد بعباده إلا اليسر ولكن يقدره لحكمة فيكون محبوبا إلى الله من وجه ومكروها من وجه آخر (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )) فحينئذ نعرف أن الله عز وجل قد يقدر الشيء وهو يكرهه لكن لحكمة يتضمنها هذا التقدير أو هذا القضاء وحينئذٍ يكون محبوبا إلى الله من وجه
إذا قال قائل كيف يتصور أن يكون الشيء محبوبا من وجه ومكروها من وجه وأروني مثلا محسوسا أطمئن إليه؟ قلنا هذا الإنسان المريض هذا الإنسان المريض يعطى جرعة من الدواء مُرة كريهة الرائحة كريهة اللون فيشربها محبة لشربها ولا لا ؟
الطالب : لا
الشيخ : في هذه الحال يكرهها ولا يحب شربها لكن يحب شربها لما يحصل بها من الشفاء لما يحصل بها من الشفاء فتكون هذه الجرعة من الماء أو من الدواء محبوبة إلى الإنسان من وجه نعم مكروهة إليه من وجه آخر أرأيت لو أن رجلا من الناس أمسك بولدك وأحمى الحديدة وكواه بها ترضى ؟
الطالب : لا
الشيخ : ما ترضى ما ترضى ... لكن إذا كان مريضا وجاء الطبيب وقرر أن يكويه بالحديدة المحماة على النار ترضى ولا ما ترضى ؟
الطالب : نعم
الشيخ : فيكون هذا الألم مكروها إليك من وجه ومحبوبا إليك من وجه آخر
طيب (( قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )) لو قلتم أفلا يمكن أن نجعلها من باب القضاء القدري؟ لا يمكن لو كانت قضاء قدريا هاه لعبد الناس ربهم كلهم لكنها قضاء شرعي قد يقع وقد لا يقع نعم (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )) شف الآية خطاب فيها للرسول صلى الله عليه وسلم لكن قال: (( قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )) ولم يقل ألا تعبدَ وهذه لها نظير في القرآن (( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء )) فالخطاب في الأول لمن؟ للرسول صلى الله عليه وسلم وفي الثاني للعموم هذه قضى ربك الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم وألا تعبدوا للعموم ما هو الفائدة من تغير الأسلوب؟ ونحن نعلم أن القرآن أعلى ما يكون من الفصاحة والبلاغة ؟
الفائدة أولا: أن ينتبه الإنسان أن ينتبه الإنسان لأن الأسلوب إذا تغير وجاء على خلاف المألوف فلا بد أن إيش؟ ينتبه الإنسان وتنبيه المخاطب أمر مطلوب للمستمع
ثانيا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو زعيم أمته والخطاب الموجه إليه موجه للجميع وهذا ظاهر
وثالثا والله أعلم الإشارة إلى أن ما خوطب به الرسول صلى الله عليه وسلم فهو له وللأمة إلا ما دل الدليل على أنه مختص به واضح ؟
وفي هذه الآية بالذات فيها فائدة رابعة توجيه الخطاب أولا للرسول صلى الله عليه وسلم يستفاد منه أن النبي صلى الله عليه وسلم كغيره مربوب عابد وليس رباً معبودا ولا لا؟ لأن (( قضى ربك ألا تعبدوا )) هو داخل في الآية (( ألا تعبدوا )) داخل في الأولوية ألا تعبدوا فيكون هنا الإشارة إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مربوب إيش؟ لا رب عابد لا معبود وهو كذلك وكفى به شرفا أن يكون عبدا لله عز وجل ولهذا يصفه الله تعالى بالعبودية في أعلى مقامته فقال في مقام التحدي والدفاع عنه : (( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا )) على عبدنا الذي أرسلناه إليكم وقال عز وجل (( تبارك الذي نزل على عبده الفرقان ))
الطالب : الفرقان على عبده
الشيخ : (( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده )) نعم (( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده )) في مقام إثبات نبوته ورسالته إلى الخلق نعم فهذا شرف للرسول عليه الصلاة والسلام أن الله تعالى يخصه بالعبودية الخاصة ولهذا نقول إن العبودية ثلاثة أقسام عامة وخاصة وخاصة الخاصة كذا؟ العامة عبودية الربوبية وهي لكل الخلق دليلها قوله تعالى : (( إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً )) حتى أكفر عباد الله عبد الله عبد الله أول لا؟
الطالب : نعم
الشيخ : الخاصة عبودية الطاعة العامة مثل قوله تعالى : (( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا )) هذه تعم من؟ كل من تعبد لله بشرعه لا بقدره ... بقدره ... كل من تعبد لله بشرعه، خاصة الخاصة هي عبادة الرسل عليهم الصلاة والسلام مثل قوله تعالى عن نوح: (( إنه كان عبدا شكورا )) وقوله عن محمد صلى الله عليه وسلم : (( وإن كنت في ريب مما نزلنا على عبدنا )) شف أول الرسل وآخر الرسل وقوله للرسل الآخرين : (( واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار )) عبادنا إبراهيم فهذه العبودية المضافة التي للرسل التي وُصف بها الرسل نسميها إيش؟ خاصة الخاصة لأنه لا يظاهيهم أحد في هذه العبودية أبداً لا يظاهيهم أنظر إلى نوح عليه الصلاة والسلام بقي في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الله سرا وعلنا وجهرا ويصبر على أذاهم وعلى سخريتهم به نعم وعلى تحديهم إياه، وانظر إلى محمد عليه الصلاة والسلام أيضا لماذا صبر وانظر إلى غيرهم من الرسل ومع ذلك هم ماكثين على عبادتهم لله سبحانه وتعالى والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل حتى تتورم قدماه حتى الشباب الشباب يعجزون أن يقوموا قيامه ( ابن مسعود رضي الله عنه صلى معه ذات ليلة يقول فقام النبي صلى الله عليه وسلم طويلا حتى هممت بأمر سوء فقالوا بم هممت يا أبا عبد الرحمن ؟ قال هممت أن أجلس وأدعه )وهو النبي عليه الصلاة والسلام هل منا أحد أو من أي واحد من الناس يقوم هذا القيام ومع ذلك قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر لو أنه لو أن هذا عندنا قلنا الحمد لله ما دام غفر لنا تقدم وما تأخر خلاص الضمان الآن موجود عندنا وثيقة خلاص ما في عمل لكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا ) وبهذا نعرف هذه العبودية التي وصف بها الرسل عليهم الصلاة والسلام
نعم أظن دخل وقت الأسئلة نعم
يقول عز وجل: (( وبالوالدين إحسانا )) يعني وأحسنوا بالوالدين إحسانا يعني قضى ربك يعني أمر أن يحسن بالوالدين إحساناً وقوله (( بالوالدين )) الوالدين يشمل الأم والأب ومن فوقهما لكنه في الأم والأب أبلغ وكلما قرب منك كان أولى بالإحسان وقوله: (( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقُل لهما أف )) في قوله إحسانا بذل المعروف وفي قوله فلا تقل لهما أف كف الأذى لأنك إذا قلت لهما أف فيتضجر فقد يتأذيان بذلك وفي قوله: (( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما )) إشارة إلى أنهما إذا بلغا هذه الحال التي يكونان فيها عبئا على الأولاد يعني إذا بلغا الكبر صار عبئا على ولده يتعبه فلا تقل لهما أف لا تتضجر (( ولا تنهرهما )) إذا أساءا في فعلهما فلا تضجر من الحال ولا تنهرهما في المقال (( وقل لهما قولا كريما )) أي لينا حسناً بهدوء وطمأنينة مثل أن تقول أعظم الله أجرك أبشر يا والدي أبشري يا أمي وما أشبه ذلك بل قولك لين في صيغتهم وكذلك في أدائه ... ألا يكون قولا مزعجا كرفع الصوت مثلا وأن يكون قولا يتضمن الدعاء لهما وإناسهما
(( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة )) (( اخفض لهما جناح الذل )) يعني تذلل لهما وإنما قال جناح الذل لأن الإنسان بطبيعته عنده كبرياء وغرم فهذا الجناح الذي تطير به إلى أعلى بنفسك اخفضه وتذلل لهما (( من الرحمة )) أي من هنا للتعليل، أي لرحمتهما لأنهما قد بلغا الكبر وصارا عالة عليك ويتعبانك فارحمهما (( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )) يعني أيضاً توجه لله عز وجل بالدعاء لهما بأن يرحمهما والكاف هنا للتعليل يعني لما ربياني صغيرا وقد مرّ علينا أن الكاف تأتي للتعليل في عدة أماكن وقوله : (( كما ربياني صغيرا )) ذكر حال الصغر لأن الإنسان في حال الصغر لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولكن أمه تتعب عليه ليلا ونهارا والأب يتعب في الاكتساب له كذلك ليلا ونهارا فقد ربياه تربية بدنية وربياه تربية توجيهية دينية وخُلقية فكان لهما هذا الحق العظيم
وفي قوله : (( وبالوالدين إحساناً )) بعد قوله: (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )) دليل على أن حق الوالدين بعد حق الله عز وجل ولعلك تسأل أين حق الرسول عليه الصلاة والسلام ؟ فالجواب أن حق الرسول من حق الله عز وجل فحق الله متضمن لحق الرسول صلى الله عليه وسلم ثم قال وقوله
الشاهد من هذه الآية قوله (( ألا تعبدوا إلا إياه )) فهذا هو التوحيد
ثم قال " وقوله (( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا )) " الآية ، هذه في سورة النساء (( اعبدوا الله )) هذه في ميزان إلا الله (( ولا تشركوا به شيئاً )) في ميزان لا إله لأنها للنفي وقوله (( لا تشركوا به شيئا )) شيئا هذه نكرة في سياق الشرط
الطالب : النهي
الشيخ : في سياق النهي فتعم كل شيء لا نبياً ولا ملكا ولا وليا ولا أحدا من الناس لا تشرك به شيئا بل ولا أمراً من أمور الدنيا حتى أمور الدنيا ... نعم حتى أمور الدنيا لا تجعلها شريكة مع الله والإنسان إذا كان همُه الدنيا فهو عابد لها كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة ) وقوله : (( ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا )) كالآية السابقة (( وبذي القربى )) يعني أيضاً إحسانا (( واليتامى والمساكين )) واليتامي جمع يتيم وهو الذي مات أبوه ولم يبلغ ، والمساكين هم الذين أعدموا فأسكنهم الفقر (( وابن السبيل )) وهم المسافرون الذين انقطعت بهم النفقة (( والجار ذي القربى والجار الجنب )) الجار ذي القربى يعني القريب والجار الجنب يعني البعيد (( والصاحب بالجنب )) نعم الصاحب بالجنب قيل إنه الزوجة وقيل إنه صاحبك في السفر يعني يكون إلى جنبك (( وما ملكت أيمانكم )) هذه يشمل الإحسان إلى البهائم لأنها من ملك أيمانك والإحسان إلى الأرقاء لأنه من ملك أيمانك والإحسان إلى الدور لأنها من ملك أيمانك هاه تحسن إلى دارك ، تنظف الزجاج فرش الأرض أو لا ؟ ما هي من ما ملكت أيمانكم ؟ ... ولا لا ؟، فلا يدخل بذلك (( إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا )) المختال في هيئته والفخور في قوله فالله لا يحب هذا
(( قضى ربك ألا تعبدوا )) كلمة أن هل هي تفسيرية ولا مصدرية ؟ هاه
الطالب : مصدرية
الشيخ : مصدرية؟
الطالب : نعم
الشيخ : الدليل ؟ الدليل حذف النون الدليل حذف النون ألا تعبدوا وقوله : (( ألا تعبدوا إلا إياه )) هذا استثناء مفرع لأن الفعل لم يأخذ مفعوله فمفعوله ما بعد إلا ، وقوله : (( إلا إياه )) إيا هذه ضمير نصب منفصل واجب الانفصال ولا لا؟ الواجب الانفصال ؟
الطالب : نعم
الشيخ : لماذا ؟ لأن المتصل لا يقع بعد إلا كما قال ابن مالك : " وذو اتصال منه ما لا يبتدا ولا يلي إلا اختيارا أبدا "
(( وبالوالدين إحسانا )) ... المؤلف الآية أيضا لكن باقي الآية ما لها دخل في التوحيد طيب
(( قضى ربك )) القضاء أعني قضاء الله عز وجل ينقسم إلى قسمين قضاء شرعي وقضاء كوني فالقضاء الكوني لا بد من وقوعه ويكون فيما يحبه الله وفيما لا يحبُه وفيما لا يحبه والقضاء الشرعي على العكس يجوز وقوعه وعدمه ولا يكون إلا فيما يحبه الله أفهمتم الآن؟ إذن قضاء الله ينقسم إلى قسمين : كوني وشرعي، الكوني هاه لا يكون إلا
الطالب : ...
الشيخ : خطأ الكوني يكون فيما يحبه الله وما لا يحبه ولا بد من وقوعه والشرعي لا يكون إلا فيما يحبه الله وقد يقع وقد لا يقع، مثال الكوني قوله تعالى : (( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتُفسدُن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا )) وقضى هنا لا يمكن أن يكون بمعنى الشرع، لأن الله ما يشرع أن يفسد الناس في الأرض بل ولا يحب الفساد فالقضاء هنا كوني .
ومثال الشرعي هذه الآية (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )) وعلى هذا فتكون قضى بمعنى شرع بمعنى شرعَ أو بمعنى وصى وما أشبهها (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )) طيب إذا قال قائل : أنتم تثبتون أن الله قضى كوناً ما لا يحبه كيف يقضي الله ما لا يحبُه؟ هل أحد يكره الله على شيء ؟
الطالب : لا
الشيخ : طيب إذن كيف يقع وهو لا يحبه ؟ نقول المحبوب قسمان محبوب لذاته ومحبوب لغيره محبوب لذاته ومحبوب لغيره فالمحبوب لغيره قد يكون مكروها في ذاته ولكنه يحب لما فيه من الحكمة والمصلحة ... فالله عز وجل قد يقدر الشر وهو يكرهُه لكن يحبه لغيره أي لما يتضمنه من الحكمة من الحكمة فيكون حينئذٍ محبوبا إلى الله من وجه ومكروها إليه من وجه إن نظرنا إلى مجرد التقدير قلنا إنه محبوب إلى الله وإن نظرنا إلى ذات الشيء المقدّر قلنا إنه مكروه إلى الله إذا كان مما يكرهه أعطوا بالكم يا إخوان، فالفساد في الأرض من بني إسرائيل في حد ذاته مكروه إلى الله لا يحب الله الفساد ، ولا يحب المفسدين، لكن للحكم التي يتضمنها يكون محبوبا إلى الله عز وجل القحط والجدب والمرض والقطر يكتبه الله عز وجل والله تعالى لا يحب أن يؤذي عباده بهذا الشيء بل لا يريد بعباده إلا اليسر ولكن يقدره لحكمة فيكون محبوبا إلى الله من وجه ومكروها من وجه آخر (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )) فحينئذ نعرف أن الله عز وجل قد يقدر الشيء وهو يكرهه لكن لحكمة يتضمنها هذا التقدير أو هذا القضاء وحينئذٍ يكون محبوبا إلى الله من وجه
إذا قال قائل كيف يتصور أن يكون الشيء محبوبا من وجه ومكروها من وجه وأروني مثلا محسوسا أطمئن إليه؟ قلنا هذا الإنسان المريض هذا الإنسان المريض يعطى جرعة من الدواء مُرة كريهة الرائحة كريهة اللون فيشربها محبة لشربها ولا لا ؟
الطالب : لا
الشيخ : في هذه الحال يكرهها ولا يحب شربها لكن يحب شربها لما يحصل بها من الشفاء لما يحصل بها من الشفاء فتكون هذه الجرعة من الماء أو من الدواء محبوبة إلى الإنسان من وجه نعم مكروهة إليه من وجه آخر أرأيت لو أن رجلا من الناس أمسك بولدك وأحمى الحديدة وكواه بها ترضى ؟
الطالب : لا
الشيخ : ما ترضى ما ترضى ... لكن إذا كان مريضا وجاء الطبيب وقرر أن يكويه بالحديدة المحماة على النار ترضى ولا ما ترضى ؟
الطالب : نعم
الشيخ : فيكون هذا الألم مكروها إليك من وجه ومحبوبا إليك من وجه آخر
طيب (( قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )) لو قلتم أفلا يمكن أن نجعلها من باب القضاء القدري؟ لا يمكن لو كانت قضاء قدريا هاه لعبد الناس ربهم كلهم لكنها قضاء شرعي قد يقع وقد لا يقع نعم (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )) شف الآية خطاب فيها للرسول صلى الله عليه وسلم لكن قال: (( قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )) ولم يقل ألا تعبدَ وهذه لها نظير في القرآن (( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء )) فالخطاب في الأول لمن؟ للرسول صلى الله عليه وسلم وفي الثاني للعموم هذه قضى ربك الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم وألا تعبدوا للعموم ما هو الفائدة من تغير الأسلوب؟ ونحن نعلم أن القرآن أعلى ما يكون من الفصاحة والبلاغة ؟
الفائدة أولا: أن ينتبه الإنسان أن ينتبه الإنسان لأن الأسلوب إذا تغير وجاء على خلاف المألوف فلا بد أن إيش؟ ينتبه الإنسان وتنبيه المخاطب أمر مطلوب للمستمع
ثانيا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو زعيم أمته والخطاب الموجه إليه موجه للجميع وهذا ظاهر
وثالثا والله أعلم الإشارة إلى أن ما خوطب به الرسول صلى الله عليه وسلم فهو له وللأمة إلا ما دل الدليل على أنه مختص به واضح ؟
وفي هذه الآية بالذات فيها فائدة رابعة توجيه الخطاب أولا للرسول صلى الله عليه وسلم يستفاد منه أن النبي صلى الله عليه وسلم كغيره مربوب عابد وليس رباً معبودا ولا لا؟ لأن (( قضى ربك ألا تعبدوا )) هو داخل في الآية (( ألا تعبدوا )) داخل في الأولوية ألا تعبدوا فيكون هنا الإشارة إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مربوب إيش؟ لا رب عابد لا معبود وهو كذلك وكفى به شرفا أن يكون عبدا لله عز وجل ولهذا يصفه الله تعالى بالعبودية في أعلى مقامته فقال في مقام التحدي والدفاع عنه : (( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا )) على عبدنا الذي أرسلناه إليكم وقال عز وجل (( تبارك الذي نزل على عبده الفرقان ))
الطالب : الفرقان على عبده
الشيخ : (( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده )) نعم (( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده )) في مقام إثبات نبوته ورسالته إلى الخلق نعم فهذا شرف للرسول عليه الصلاة والسلام أن الله تعالى يخصه بالعبودية الخاصة ولهذا نقول إن العبودية ثلاثة أقسام عامة وخاصة وخاصة الخاصة كذا؟ العامة عبودية الربوبية وهي لكل الخلق دليلها قوله تعالى : (( إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً )) حتى أكفر عباد الله عبد الله عبد الله أول لا؟
الطالب : نعم
الشيخ : الخاصة عبودية الطاعة العامة مثل قوله تعالى : (( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا )) هذه تعم من؟ كل من تعبد لله بشرعه لا بقدره ... بقدره ... كل من تعبد لله بشرعه، خاصة الخاصة هي عبادة الرسل عليهم الصلاة والسلام مثل قوله تعالى عن نوح: (( إنه كان عبدا شكورا )) وقوله عن محمد صلى الله عليه وسلم : (( وإن كنت في ريب مما نزلنا على عبدنا )) شف أول الرسل وآخر الرسل وقوله للرسل الآخرين : (( واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار )) عبادنا إبراهيم فهذه العبودية المضافة التي للرسل التي وُصف بها الرسل نسميها إيش؟ خاصة الخاصة لأنه لا يظاهيهم أحد في هذه العبودية أبداً لا يظاهيهم أنظر إلى نوح عليه الصلاة والسلام بقي في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الله سرا وعلنا وجهرا ويصبر على أذاهم وعلى سخريتهم به نعم وعلى تحديهم إياه، وانظر إلى محمد عليه الصلاة والسلام أيضا لماذا صبر وانظر إلى غيرهم من الرسل ومع ذلك هم ماكثين على عبادتهم لله سبحانه وتعالى والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل حتى تتورم قدماه حتى الشباب الشباب يعجزون أن يقوموا قيامه ( ابن مسعود رضي الله عنه صلى معه ذات ليلة يقول فقام النبي صلى الله عليه وسلم طويلا حتى هممت بأمر سوء فقالوا بم هممت يا أبا عبد الرحمن ؟ قال هممت أن أجلس وأدعه )وهو النبي عليه الصلاة والسلام هل منا أحد أو من أي واحد من الناس يقوم هذا القيام ومع ذلك قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر لو أنه لو أن هذا عندنا قلنا الحمد لله ما دام غفر لنا تقدم وما تأخر خلاص الضمان الآن موجود عندنا وثيقة خلاص ما في عمل لكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا ) وبهذا نعرف هذه العبودية التي وصف بها الرسل عليهم الصلاة والسلام
نعم أظن دخل وقت الأسئلة نعم
يقول عز وجل: (( وبالوالدين إحسانا )) يعني وأحسنوا بالوالدين إحسانا يعني قضى ربك يعني أمر أن يحسن بالوالدين إحساناً وقوله (( بالوالدين )) الوالدين يشمل الأم والأب ومن فوقهما لكنه في الأم والأب أبلغ وكلما قرب منك كان أولى بالإحسان وقوله: (( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقُل لهما أف )) في قوله إحسانا بذل المعروف وفي قوله فلا تقل لهما أف كف الأذى لأنك إذا قلت لهما أف فيتضجر فقد يتأذيان بذلك وفي قوله: (( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما )) إشارة إلى أنهما إذا بلغا هذه الحال التي يكونان فيها عبئا على الأولاد يعني إذا بلغا الكبر صار عبئا على ولده يتعبه فلا تقل لهما أف لا تتضجر (( ولا تنهرهما )) إذا أساءا في فعلهما فلا تضجر من الحال ولا تنهرهما في المقال (( وقل لهما قولا كريما )) أي لينا حسناً بهدوء وطمأنينة مثل أن تقول أعظم الله أجرك أبشر يا والدي أبشري يا أمي وما أشبه ذلك بل قولك لين في صيغتهم وكذلك في أدائه ... ألا يكون قولا مزعجا كرفع الصوت مثلا وأن يكون قولا يتضمن الدعاء لهما وإناسهما
(( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة )) (( اخفض لهما جناح الذل )) يعني تذلل لهما وإنما قال جناح الذل لأن الإنسان بطبيعته عنده كبرياء وغرم فهذا الجناح الذي تطير به إلى أعلى بنفسك اخفضه وتذلل لهما (( من الرحمة )) أي من هنا للتعليل، أي لرحمتهما لأنهما قد بلغا الكبر وصارا عالة عليك ويتعبانك فارحمهما (( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )) يعني أيضاً توجه لله عز وجل بالدعاء لهما بأن يرحمهما والكاف هنا للتعليل يعني لما ربياني صغيرا وقد مرّ علينا أن الكاف تأتي للتعليل في عدة أماكن وقوله : (( كما ربياني صغيرا )) ذكر حال الصغر لأن الإنسان في حال الصغر لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولكن أمه تتعب عليه ليلا ونهارا والأب يتعب في الاكتساب له كذلك ليلا ونهارا فقد ربياه تربية بدنية وربياه تربية توجيهية دينية وخُلقية فكان لهما هذا الحق العظيم
وفي قوله : (( وبالوالدين إحساناً )) بعد قوله: (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )) دليل على أن حق الوالدين بعد حق الله عز وجل ولعلك تسأل أين حق الرسول عليه الصلاة والسلام ؟ فالجواب أن حق الرسول من حق الله عز وجل فحق الله متضمن لحق الرسول صلى الله عليه وسلم ثم قال وقوله
الشاهد من هذه الآية قوله (( ألا تعبدوا إلا إياه )) فهذا هو التوحيد
ثم قال " وقوله (( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا )) " الآية ، هذه في سورة النساء (( اعبدوا الله )) هذه في ميزان إلا الله (( ولا تشركوا به شيئاً )) في ميزان لا إله لأنها للنفي وقوله (( لا تشركوا به شيئا )) شيئا هذه نكرة في سياق الشرط
الطالب : النهي
الشيخ : في سياق النهي فتعم كل شيء لا نبياً ولا ملكا ولا وليا ولا أحدا من الناس لا تشرك به شيئا بل ولا أمراً من أمور الدنيا حتى أمور الدنيا ... نعم حتى أمور الدنيا لا تجعلها شريكة مع الله والإنسان إذا كان همُه الدنيا فهو عابد لها كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة ) وقوله : (( ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا )) كالآية السابقة (( وبذي القربى )) يعني أيضاً إحسانا (( واليتامى والمساكين )) واليتامي جمع يتيم وهو الذي مات أبوه ولم يبلغ ، والمساكين هم الذين أعدموا فأسكنهم الفقر (( وابن السبيل )) وهم المسافرون الذين انقطعت بهم النفقة (( والجار ذي القربى والجار الجنب )) الجار ذي القربى يعني القريب والجار الجنب يعني البعيد (( والصاحب بالجنب )) نعم الصاحب بالجنب قيل إنه الزوجة وقيل إنه صاحبك في السفر يعني يكون إلى جنبك (( وما ملكت أيمانكم )) هذه يشمل الإحسان إلى البهائم لأنها من ملك أيمانك والإحسان إلى الأرقاء لأنه من ملك أيمانك والإحسان إلى الدور لأنها من ملك أيمانك هاه تحسن إلى دارك ، تنظف الزجاج فرش الأرض أو لا ؟ ما هي من ما ملكت أيمانكم ؟ ... ولا لا ؟، فلا يدخل بذلك (( إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا )) المختال في هيئته والفخور في قوله فالله لا يحب هذا
6 - شرح قول المصنف : :(( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ، وبالوالدين إحسانا )) . الآية . وقوله : (( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً )) أستمع حفظ
شرح قول المصنف :وقوله : (( قل : تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم : ألا تشركوا به شيئاً )). الآيات
الشيخ : ثم قال المؤلف رحمه الله : " وقوله: (( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً )) "
الخطاب الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم تعالوا يعني أقبلوا وهلموا وأصله من العلو كأن المنادي يناديك أن تعلو إلى مكانه كأنه يناديك من بعيد من علو فيقول تعال يعني ارتفع إلي.
وقوله : (( أتلُ )) بالجزم جواباً للأمر في قوله تعالوا
وقوله : (( ما حرم ربكم عليكم )) ما اسم موصوف مفعول لأتلُ يعني أتلُ الذي حرم ربكم عليكم والعائد فيها هاه محذوف التقدير ما حرمه ربكم عليكم ، وقال ربكم ولم يقل ما حرم الله لأن الرب هنا أنسب حيث إن الرب له مطلق التصرف والتدبير بالمربوب فلهذا قال ربكم وقوله (( ألا تشركوا به شيئاً )) أن هذه تفسيرية تفسيرية تفسر أتل يعني أتل عليكم ألا تشركوا به شيئا وليست مصدرية بدلا من المفعول الي حرم لأن الله ما حرم ألا نشرك بل حرم أن نشرك وقد قيل به أي قيل إن أن مصدرية ولكن على هذا القول تكون لا زائدة تكون لا زائدة نعم ولكن القول الأول أصح أنها تفسيرية أي أتلُ عليكم عدم الإشراك عدم الإشراك بالله شيئا
ثم قال: (( وبالوالدين إحسانا )) يعني وأتلوا عليكم الأمر بالإحسان إلى الوالدين فإن قلت كيف يصدق على نفي الشرك أنه حرام وعلى الإحسان أنه حرام؟ قلنا حرام تجنبه حرام تجنبه يعني يحرم عليكم أن تتجنبوا انتفاء الإشراك به وأن تتجنبوا الإحسان إلى الوالدين وإذا حرُم ذلك صار ضده واجباً فيجب إذن التوحيد والإحسان إلى الوالدين وقوله : (( ألا تشركوا )) ما دُمنا أعربنا أن تفسيرية فإن لا هنا
الطالب : ناهية
الشيخ : ناهية وهي أيضاً وهذا أيضاً مما يرجح أن تكون أن تفسيرية لتتناسب الجمل فتكون كلها طلبية (( وبالوالدين إحسانا ))
(( ألا تشركوا بالله شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق )) لما ذكر حق الأصول الوالدين ذكر حق الفروع فقال: (( ولا تقتلوا أولادكم من من إملاق )) فالأولاد هنا يشمل الذكر والأنثى لأنه هكذا في اللغة العربية قال الله تعالى : (( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأثنيين )) وقوله : (( من إملاق )) من هنا للتعليل والسببية أي بسبب الإملاق والإملاق هو الفقر ثم قال: (( نحن نرزقكم وإياهم )) يعني أنكم إذا أبقيتموهم فإن الرزق لن يضيق عليكم بإبقائهم لأن الذي يقوم بالرزق هو الله وبدأ هنا برزق الآباء، وبدأ في سورة الإسراء برزق الأولاد والحكمة في هذا ظاهرة لأنه هنا قال (( من إملاق )) فالإملاق حاصل فبدأ في ذكر الوالدين اللذين قد أملقا وأما هناك فقال: (( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق )) فهم أغنياء فبدأ برزق الأولاد قبل رزق الوالدين (( نحن نرزقكم وإياهم )) وش بعده؟
(( ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن )) قال (( لا تقربوا الفواحش )) ولم يقل لا تأتوا والتعبير بهذا وبهذا بينهما فرق لو قال لا تأتوا الفواحش صار نهياً عن إتيان الفاحشة مباشرة ولما قال لا تقربوا صار نهيا عنها وعما يقوم ذريعة إليها فكل الفواحش يجب علينا أن نبتعد عنها ولهذا حرُم على الرجل أن ينظر إلى المرأة الأجنبية منه لأن ذلك يدنيه من أين؟ من الفواحش وحرم عليه الخلوة بالأجنبية لأنه يدنيه من الفواحش وحرم على المرأة أن تسافر بلا محرم لأن ذلك يدنيها من الفواحش
وقوله : (( ما ظهر منها وما بطن )) له عدة أوجه أي ما ظهر منها فحشُه وما خفي يعني الفواحش منها شيء معلوم بفُحشه مستفحش في نفوس جميع الناس ومنها شيء فيه خفاء وجه آخر ما ظهر منها وما بطن أي ما أظهرتموه وما أسررتموه فالإظهار مثل أن يُظهر الزنا والعياذ بالله والإبطان أن يفعله سرا ، شيء ثالث ما ظهر وما بطن أي ما عظم فحشه ما عظم فحشه وما كان دون ذلك لأن الفواحش أيضا ليست على حد سواء ولهذا جاء في الحديث أكبر الكبائر ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ) وهذا يدل على أن الكبائر فيها أكبر وفيها ما هو دون ذلك ، وإن كانت كلها كبائر، فصار في قوله ما ظهر منها وما بطن فيها ثلاثة أوجه يقرأها علينا الأخ حسين
الطالب : أولاً ما ظهر منها وما بطن بمعنى
الشيخ : (( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق )) لا تقتلوا النفس التي حرم الله وهي النفس المعصومة وهي نفس المسلم والذمي والمعاهد والمستأمن هذه أربعة أنفس لا تقتلوها إلا بحق إلا بحق والحق هو ما أثبته الشرع والباطل ما نفاه الشرع فمن الحق الذي أثبته الشرع في قتل النفس المعصومة أن نقول أن يزني الإنسان وهو مُحصن فإذا زنا وهو مُحصن فإنه يرجم حتى يموت ومن ذلك إذا قتل مكافئه فإنه يقتل به ومن ذلك إذا خرج عن الجماعة وقطع الطريق وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاثة النفس بالنفس ) والثاني ( والثيب الزاني ) والثالث ( التارك لدينه المفارق للجماعة ) فهذا معنى النفس التي حرم الله إلا بالحق
طيب هنا قال (( لا تقتلوا النفس حرم الله إلا بالحق )) طيب هنا قال (( لا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق )) وهناك قبلها قال (( لا تقتلوا أولادكم من إملاق )) فيكون النهي عن قتل الأولاد من الإملاق يكون مكرراً مرتين مرة بذكر الخصوص ومرة بذكر العموم (( ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون )) ذلكم المشار إليه ما سبق والمودة ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق خمسة وقوله : (( ذلكم وصاكم به )) التوصية بالشيء هي العهد به على وجه الاهتمام ولهذا يقال وصيته على فلان أي عهدت به إليه إذا اهتم به بمعنى الفهم ولا بمعنى حسن التصرف؟ هاه حسن التصرف بخلاف قوله: (( إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون )) فهناك لعلكم تفهمون، فالعقل هنا بمعنى حسن التصرف وهذا دليل على أن هذه الأمور إذا التزمها الإنسان فهو عاقل رشيد وإذا خرج عنها فهو سفيه وليس بعاقل (( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده )) قال: (( لا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن )) يعني فأما بالتي هي أحسن فاقربوه وقوله : (( لا تقربوا )) هذا سياج وحماية للأموال اليتامى ألا نقربها ولا قربانا إلا بما نراه أحسن أي إلا بالخصلة التي هي أحسن ولم يقل سبحانه وتعالى إلا بالحسنة قال : (( بالتي هي أحسن )) فلا تقربه بأي تصرف من التصرفات إلا بما ترى أنه أحسن فإذا لاح لك تصرفان أحدهما يربح عشرة والثاني يربح خمسة عشر فالواجب عليك أن تأخذ بما يربح خمسة عشر لأنه أحسن والحسن هنا يشمل الحسن الدنيوي والحسن الديني فلو لاح لك تصرفان أحدهما أكثر ربحا لكنه أكثر ربا كالبنوك مثلا والثاني أقل ربحا لكنه أسلم من الربا أيهما تقدم؟ الأخير لأن الحسن الشرعي مقدم على الحسن المالي الدنيوي
وقوله (( لا تقربوه إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده )) فإذا بلغ أشده فاقربوه بما ليس بأحسن
الطالب : لا
الشيخ : هاه ليش؟ حتى للغاية إذا لأنه إذا بلغ أشده ما نملك التصرف ماذا نصنع؟ نعطيه إياه بعد أن نختبره وننظر في حسن تصرفه نسلمه له ولا يجوز لنا أن نبقيه عندنا ، واليتيم سبق أنه مات أبوه ولم يبلغ
وهنا يقول (( لا تقربوا )) فلمن الخطاب؟ الخطاب لأولياء اليتيم إن كان له ولي خاص من قبل والده فذاك وإن لم يكن له ولي خاص فوليه الحاكم على قول بعض أهل العلم أو وليه من هو أولى به من العصبة على القول الثاني (( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط ))
الطالب : أشده
الشيخ : أشده يعني قوته العقلية والبدنية (( وأوفوا الكيل والميزان بالقسط )) أوفوا الكيل والميزان أوفوا الكيل يعني إذا كلتم والميزان إذا وزنتم وهذا وإن كان ظاهرا فيما يكال وفيما يوزن فيما يُكال من الأطعمة كالحبوب والثمار وفيما يوزن كاللحوم مثلاً لكنه شامل حتى في غير ذلك مما تُعطي غيرك أو تأخذ منه يجب عليك أن توفي بالكيل والميزان بالقسط أي بالعدل ولما كان قوله بالقسط (( أوفوا الكيل والميزان بالقسط )) قد يشق في بعض الأحيان قال : (( لا نكلف نفسا إلا وسعها )) لأن الإنسان أحياناً يفوته أن يوفي الكيل أو أن يوفي الوزن فهل يعد مخالفا نقول لا ما دام قد بذل الجهد والطاقة فإن الله يقول: (( لا نكلف نفسا إلا وسعها )) أي إلا طاقتها وما خرج عن الطاقة فإن الإنسان معفو عنه فيه
(( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى )) وهنا ما قال : لا نكلف نفساً إلا وسعها ، لأن القول لا يشق إذا قلتم فاعدلوا أي قول تقولون فإنه يجب عليك أن تعدل فيه سواء تقوله بين اثنين لتحكم بينهم أو تقوله لنفسك على غيرك أو تقوله لغيرك على نفسك فإن الواجب الواجب العدل، والعدل معناه ألا تميل يميناً ولا شمالا لأن معنى العدل في اللغة الاستقامة وضده إيش؟ الجور والميل فإذا قلت قولاً فالواجب عليك العدل حتى لو كنت تنظر تحكم بين اثنين
الخطاب الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم تعالوا يعني أقبلوا وهلموا وأصله من العلو كأن المنادي يناديك أن تعلو إلى مكانه كأنه يناديك من بعيد من علو فيقول تعال يعني ارتفع إلي.
وقوله : (( أتلُ )) بالجزم جواباً للأمر في قوله تعالوا
وقوله : (( ما حرم ربكم عليكم )) ما اسم موصوف مفعول لأتلُ يعني أتلُ الذي حرم ربكم عليكم والعائد فيها هاه محذوف التقدير ما حرمه ربكم عليكم ، وقال ربكم ولم يقل ما حرم الله لأن الرب هنا أنسب حيث إن الرب له مطلق التصرف والتدبير بالمربوب فلهذا قال ربكم وقوله (( ألا تشركوا به شيئاً )) أن هذه تفسيرية تفسيرية تفسر أتل يعني أتل عليكم ألا تشركوا به شيئا وليست مصدرية بدلا من المفعول الي حرم لأن الله ما حرم ألا نشرك بل حرم أن نشرك وقد قيل به أي قيل إن أن مصدرية ولكن على هذا القول تكون لا زائدة تكون لا زائدة نعم ولكن القول الأول أصح أنها تفسيرية أي أتلُ عليكم عدم الإشراك عدم الإشراك بالله شيئا
ثم قال: (( وبالوالدين إحسانا )) يعني وأتلوا عليكم الأمر بالإحسان إلى الوالدين فإن قلت كيف يصدق على نفي الشرك أنه حرام وعلى الإحسان أنه حرام؟ قلنا حرام تجنبه حرام تجنبه يعني يحرم عليكم أن تتجنبوا انتفاء الإشراك به وأن تتجنبوا الإحسان إلى الوالدين وإذا حرُم ذلك صار ضده واجباً فيجب إذن التوحيد والإحسان إلى الوالدين وقوله : (( ألا تشركوا )) ما دُمنا أعربنا أن تفسيرية فإن لا هنا
الطالب : ناهية
الشيخ : ناهية وهي أيضاً وهذا أيضاً مما يرجح أن تكون أن تفسيرية لتتناسب الجمل فتكون كلها طلبية (( وبالوالدين إحسانا ))
(( ألا تشركوا بالله شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق )) لما ذكر حق الأصول الوالدين ذكر حق الفروع فقال: (( ولا تقتلوا أولادكم من من إملاق )) فالأولاد هنا يشمل الذكر والأنثى لأنه هكذا في اللغة العربية قال الله تعالى : (( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأثنيين )) وقوله : (( من إملاق )) من هنا للتعليل والسببية أي بسبب الإملاق والإملاق هو الفقر ثم قال: (( نحن نرزقكم وإياهم )) يعني أنكم إذا أبقيتموهم فإن الرزق لن يضيق عليكم بإبقائهم لأن الذي يقوم بالرزق هو الله وبدأ هنا برزق الآباء، وبدأ في سورة الإسراء برزق الأولاد والحكمة في هذا ظاهرة لأنه هنا قال (( من إملاق )) فالإملاق حاصل فبدأ في ذكر الوالدين اللذين قد أملقا وأما هناك فقال: (( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق )) فهم أغنياء فبدأ برزق الأولاد قبل رزق الوالدين (( نحن نرزقكم وإياهم )) وش بعده؟
(( ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن )) قال (( لا تقربوا الفواحش )) ولم يقل لا تأتوا والتعبير بهذا وبهذا بينهما فرق لو قال لا تأتوا الفواحش صار نهياً عن إتيان الفاحشة مباشرة ولما قال لا تقربوا صار نهيا عنها وعما يقوم ذريعة إليها فكل الفواحش يجب علينا أن نبتعد عنها ولهذا حرُم على الرجل أن ينظر إلى المرأة الأجنبية منه لأن ذلك يدنيه من أين؟ من الفواحش وحرم عليه الخلوة بالأجنبية لأنه يدنيه من الفواحش وحرم على المرأة أن تسافر بلا محرم لأن ذلك يدنيها من الفواحش
وقوله : (( ما ظهر منها وما بطن )) له عدة أوجه أي ما ظهر منها فحشُه وما خفي يعني الفواحش منها شيء معلوم بفُحشه مستفحش في نفوس جميع الناس ومنها شيء فيه خفاء وجه آخر ما ظهر منها وما بطن أي ما أظهرتموه وما أسررتموه فالإظهار مثل أن يُظهر الزنا والعياذ بالله والإبطان أن يفعله سرا ، شيء ثالث ما ظهر وما بطن أي ما عظم فحشه ما عظم فحشه وما كان دون ذلك لأن الفواحش أيضا ليست على حد سواء ولهذا جاء في الحديث أكبر الكبائر ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ) وهذا يدل على أن الكبائر فيها أكبر وفيها ما هو دون ذلك ، وإن كانت كلها كبائر، فصار في قوله ما ظهر منها وما بطن فيها ثلاثة أوجه يقرأها علينا الأخ حسين
الطالب : أولاً ما ظهر منها وما بطن بمعنى
الشيخ : (( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق )) لا تقتلوا النفس التي حرم الله وهي النفس المعصومة وهي نفس المسلم والذمي والمعاهد والمستأمن هذه أربعة أنفس لا تقتلوها إلا بحق إلا بحق والحق هو ما أثبته الشرع والباطل ما نفاه الشرع فمن الحق الذي أثبته الشرع في قتل النفس المعصومة أن نقول أن يزني الإنسان وهو مُحصن فإذا زنا وهو مُحصن فإنه يرجم حتى يموت ومن ذلك إذا قتل مكافئه فإنه يقتل به ومن ذلك إذا خرج عن الجماعة وقطع الطريق وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاثة النفس بالنفس ) والثاني ( والثيب الزاني ) والثالث ( التارك لدينه المفارق للجماعة ) فهذا معنى النفس التي حرم الله إلا بالحق
طيب هنا قال (( لا تقتلوا النفس حرم الله إلا بالحق )) طيب هنا قال (( لا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق )) وهناك قبلها قال (( لا تقتلوا أولادكم من إملاق )) فيكون النهي عن قتل الأولاد من الإملاق يكون مكرراً مرتين مرة بذكر الخصوص ومرة بذكر العموم (( ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون )) ذلكم المشار إليه ما سبق والمودة ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق خمسة وقوله : (( ذلكم وصاكم به )) التوصية بالشيء هي العهد به على وجه الاهتمام ولهذا يقال وصيته على فلان أي عهدت به إليه إذا اهتم به بمعنى الفهم ولا بمعنى حسن التصرف؟ هاه حسن التصرف بخلاف قوله: (( إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون )) فهناك لعلكم تفهمون، فالعقل هنا بمعنى حسن التصرف وهذا دليل على أن هذه الأمور إذا التزمها الإنسان فهو عاقل رشيد وإذا خرج عنها فهو سفيه وليس بعاقل (( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده )) قال: (( لا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن )) يعني فأما بالتي هي أحسن فاقربوه وقوله : (( لا تقربوا )) هذا سياج وحماية للأموال اليتامى ألا نقربها ولا قربانا إلا بما نراه أحسن أي إلا بالخصلة التي هي أحسن ولم يقل سبحانه وتعالى إلا بالحسنة قال : (( بالتي هي أحسن )) فلا تقربه بأي تصرف من التصرفات إلا بما ترى أنه أحسن فإذا لاح لك تصرفان أحدهما يربح عشرة والثاني يربح خمسة عشر فالواجب عليك أن تأخذ بما يربح خمسة عشر لأنه أحسن والحسن هنا يشمل الحسن الدنيوي والحسن الديني فلو لاح لك تصرفان أحدهما أكثر ربحا لكنه أكثر ربا كالبنوك مثلا والثاني أقل ربحا لكنه أسلم من الربا أيهما تقدم؟ الأخير لأن الحسن الشرعي مقدم على الحسن المالي الدنيوي
وقوله (( لا تقربوه إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده )) فإذا بلغ أشده فاقربوه بما ليس بأحسن
الطالب : لا
الشيخ : هاه ليش؟ حتى للغاية إذا لأنه إذا بلغ أشده ما نملك التصرف ماذا نصنع؟ نعطيه إياه بعد أن نختبره وننظر في حسن تصرفه نسلمه له ولا يجوز لنا أن نبقيه عندنا ، واليتيم سبق أنه مات أبوه ولم يبلغ
وهنا يقول (( لا تقربوا )) فلمن الخطاب؟ الخطاب لأولياء اليتيم إن كان له ولي خاص من قبل والده فذاك وإن لم يكن له ولي خاص فوليه الحاكم على قول بعض أهل العلم أو وليه من هو أولى به من العصبة على القول الثاني (( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط ))
الطالب : أشده
الشيخ : أشده يعني قوته العقلية والبدنية (( وأوفوا الكيل والميزان بالقسط )) أوفوا الكيل والميزان أوفوا الكيل يعني إذا كلتم والميزان إذا وزنتم وهذا وإن كان ظاهرا فيما يكال وفيما يوزن فيما يُكال من الأطعمة كالحبوب والثمار وفيما يوزن كاللحوم مثلاً لكنه شامل حتى في غير ذلك مما تُعطي غيرك أو تأخذ منه يجب عليك أن توفي بالكيل والميزان بالقسط أي بالعدل ولما كان قوله بالقسط (( أوفوا الكيل والميزان بالقسط )) قد يشق في بعض الأحيان قال : (( لا نكلف نفسا إلا وسعها )) لأن الإنسان أحياناً يفوته أن يوفي الكيل أو أن يوفي الوزن فهل يعد مخالفا نقول لا ما دام قد بذل الجهد والطاقة فإن الله يقول: (( لا نكلف نفسا إلا وسعها )) أي إلا طاقتها وما خرج عن الطاقة فإن الإنسان معفو عنه فيه
(( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى )) وهنا ما قال : لا نكلف نفساً إلا وسعها ، لأن القول لا يشق إذا قلتم فاعدلوا أي قول تقولون فإنه يجب عليك أن تعدل فيه سواء تقوله بين اثنين لتحكم بينهم أو تقوله لنفسك على غيرك أو تقوله لغيرك على نفسك فإن الواجب الواجب العدل، والعدل معناه ألا تميل يميناً ولا شمالا لأن معنى العدل في اللغة الاستقامة وضده إيش؟ الجور والميل فإذا قلت قولاً فالواجب عليك العدل حتى لو كنت تنظر تحكم بين اثنين
اضيفت في - 2007-02-04