تتمة شرح مسائل الباب السابق . العاشرة: لا نذر في معصية. الحادية عشرة: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك. الثامنة: أنه لا يجوز الوفاء بما نذر في تلك البقعة، لأنه نذر معصية.
" العاشرة : لا نذر في معصية " والحديث يقول : ( لا وفاء لنذر ) بينهما فرق إذا كانت العبارة لا نذر في معصية فالمعنى أن النذر لا ينعقد وإذا كان لا وفاء فالمعنى أن النذر انعقد ولكن لا يوفي نعم وقد وردت السنة بهذا وبهذا وقد ورد بلفظ ( لا نذر في معصية الله ) لكن لا نذر تحمل على أن المراد لا وفاء لنذر لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المتفق عليه : ( ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه ) فقوله : من نذر أن يعصي دليل على أن النذر ينعقد لكنه لا يوفي به .
" الحادية عشرة : لا نذر لابن آدم فيما لا يملك " . مثل لا نذر في معصية يعني لا وفاء لنذر في ما لا يملك ابن آدم وقد ذكرنا لكم أن ما لا يملك يشمل ما لا يملكه شرعا وما لا يملكه قدرا نعم .
الطالب : هل يشترط أن يكون العمل عبادة أو حتى في الأمور العادية ؟ .
الشيخ : ... الأمور العادية ولهذا قالوا يحرم تشبه بالكفار بلباس وغيره .
الطالب : ... .
الشيخ : مثل إيش ؟
الطالب : ... مثل الأكل بالملاعق هذه ما قصد التشبه .
الشيخ : لكن هل هذا من خصائص الكفار ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا معروفة معروفة من زمان إي نعم حتى عند الفقهاء أنه كان يستعملونها حتى المسلمون وكذلك ... اللي هو ... معروف من زمن أنس رضي الله عنه لكن مثلاً إذا أكلنا بشيء من خصائصهم إذا شافها الإنسان قال هذا طعام كفار أو هذه أواني كفار ... ولكنه إذا شاع هذا الشيء في القوة وانتشر وصار لا فرق بين المسلمين وغيرهم جاز فمثلاً هذا الذي يسمونه البنطلون ما كان معروف في الأول لكنه الآن انتشر صار شامل للمسلمين والكفار
الطالب : ... الراويل
الشيخ : إي لكن سراويل يكون عليها قميص يكون عليها قميص أو رداء ... نعم وسراويل
الطالب : ...
الشيخ : ... لكن يكون عليها قميص أو رداء .
سبق قوله تعالى ... إي طيب قوله تعالى: (( لا تقُم فيه أبداً )) نحن ناقشنا فيها ولا لا ؟ خلاصنا من الباب ذلك طيب .
1 - تتمة شرح مسائل الباب السابق . العاشرة: لا نذر في معصية. الحادية عشرة: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك. الثامنة: أنه لا يجوز الوفاء بما نذر في تلك البقعة، لأنه نذر معصية. أستمع حفظ
شرح قول المصنف : باب من الشرك : النذر لغير الله وقول الله تعالى : (( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا)) . وقوله : (( وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه )) . [ سورة البقرة ، الآية : 270 ][ وفي نسخة القارئ : ذكرة الآية كاملة ] .
النذر لغير الله معناه أن يقول لفلان علي نذر أو لهذا القبر علي نذر أو للولي علي نذر أو لجبريل علي نذر أو ما أشبه ذلك هذا هو النذر لغير الله وفرق بين النذر لغير الله وبين نذر المعصية فنذر المعصية أنه يقول : لله علي نذر أن أفعل كذا وكذا من معاصي الله فيكون النذر لله والمنذور معصية أما النذر لغير الله فهو لم ينذر لله أصلاً بل قال لفلان علي نذر لجبريل علي نذر للرسول علي نذر وما أشبه ذلك ونظيره الحلف بغير الله والحلف بالله على شيء محرم مثل أن يقول والله لأسرقن هذا حلف بالله على شيء محرم ويش نظيره ؟ نظيره نذر المعصية والحلف بغير الله مثل أن يقول : نعم والنبي لأفعلن كذا وكذا، ويش نظيره ؟ النذر لغير الله نذرت لفلان كذا وكذا فهمتم الآن إذن النذر لغير الله عبادة عبادة للمنذور له وإذا كان عبادة للمنذور له فقد صرف شيئا من العبادة لغير الله فيكون بذلك مشركا
الطالب : ...
الشيخ : ما ... طيب إذا فهمنا الفرق بين نذر المعصية والنذر لغير الله النذر لغير الله شرك ونذر المعصية ينعقد لكن لا يجوز الوفاء به والنذر لغير الله لا ينعقد إطلاقاً ولا تجب فيه الكفارة لكنه شرك تجب التوبة منه مثل الحلف بغير الله ينعقد ولا لا ؟ ما ينعقد ولا فيه كفارة والحلف بالله على فعل المعصية ينعقد وفيه كفارة إذا خالف أظن اتضح تمام طيب .
قال : وقول الله تعالى : (( يوفون بالنذر )) وهذه الجُملة سيقت لنفس الأبرار (( إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا * يُوفُونَ بِالنَّذْرِ )) ومدحهم بهذا يقتضي أن يكون عبادة لأنه لا يُمدح الإنسان ولا يستحق دخول الجنة إلا بشيء يكون عبادة أفهمتم؟ ولو أن المؤلف أردفها بقوله تعالى : (( ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم )) لكان أبين أيضاً لأن هذا أمر (( وليوفوا نذورهم )) والأمر بوفاءه يدل على أنه عبادة ، لأن العبادة ما أُمر به شرعاً وقوله : (( بالنذر )) ما معنى النذر ؟ معنى النذر الإلزام أن الإنسان يُلزم نفسه بشيء لا يَلزمه هذا هو النذر
طيب وجه استدلال المؤلف بالآية على أن النذر من الشرك أن الله تعالى أثنى عليهم بذلك وجعله من الأسباب التي بها دخلوا الجنة ولا يكون سببا لدخول الجنة إلا وهو عبادة فيقتضي أن صرفه لغير الله من الشرك .
قال : وقوله : (( وما أنفقتُم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمُه )) قوله : (( ما أنفقتم )) هذه ما شرطية وأنفقتم فعل الشرط ومن نفقة بيان لما لقوله : (( ما أنفقتم )) والنفقة معناه البذل بذل المال يُسمى نفقة قد يكون في سبيل الخير وقد يكون في سبيل غير الخير وقولُه : (( أو نذرتم من نذر )) معطوفة على قوله : (( ما أنفقتم من نفقة )) وجواب الشرط قولُه : (( فإن الله يعلمُه )) وتعليق ذلك بعلم الله دليل على أنه محل جزاء إذ لا نعلم فائدة لهذا الإخبار بالعلم إلا لترتُب الجزاء عليه وترتب الجزاء عليه يدل على أنه من العبادة التي يجازى عليه الإنسان فهذا وجه استدلال المؤلف بهذه الآية .
وقوله تعالى : (( فإن الله يعلمُه )) لأنه سبحانه لا يخفى عليه شيء (( إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء )) أي نفقة تنفقها لو كانت مثقال الذرة فإن الله يعلمها أي نذر تنذره فإن الله يعلمُه وسيجازيك عليه وجه الاستدلال أن الله ما أخبر أنه يعلمُه إلا للتنبيه على أن فيه مُجازاة إذ مجرد الإخبار بأن الله يعلم لا فائدة منه سوى أن نعمل لهذا الذي يعلمه الله طيب إذن النذر عبادة وصرف العبادة لغير الله شِرك صرف العبادة لغير الله تعالى من الشرك .
2 - شرح قول المصنف : باب من الشرك : النذر لغير الله وقول الله تعالى : (( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا)) . وقوله : (( وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه )) . [ سورة البقرة ، الآية : 270 ][ وفي نسخة القارئ : ذكرة الآية كاملة ] . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وفي الصحيح عن عائشة - رضي الله عنها - : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه )
الطالب : ما له اصطلاح ...
الشيخ : ما له اصطلاح معين ، ليس له اصطلاح معين.
عن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من نذر أن يطيع الله فليُطعه ) من نذر: أظن أن من هنا شرطية تعم المسلم والكافر أو لا ؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب هذا عمر بن الخطاب نذر أن يعتكف ليلة في المسجد الحرام وهو في الجاهلية نعم ... والكافر والكافر إن قضاه في حال كفره برئت ذمته وإلا وجب عليه أداؤه بعد إسلامه طيب تشمل الصغير والكبير؟ قال بعضهم إنها تشمل وعلى هذا فينعقدُ النذرُ من غير المكلف من الصغير وقيل لا تشمل الصغير، لأن الصغير ليس أهلاً للالتزام ولا للإلزام أيضاً وبناء على ذلك يكون خروج الصغير من هذا العموم لأنه ليس أهلاً للالتزام ولا للإلزام وقوله صلى الله عليه وسلم : ( أن يطيع الله ) ما هي الطاعة ؟ الطاعة هي موافقة الأمر والمراد بالأمر هنا واحد أمور يعني توافق الله سبحانه وتعالى فيما يريد منك إن أمرك فالطاعة فعل الأمر وإن نهاك فالطاعة ترك النهي هذا معنى الطاعة إذا جاءت مُفردة أما إذا قيل طاعة ومعصية فالطاعة بفعل الأوامر والمعصية بفعل النواهي لا المعصية فعل النواهي لكن عدم المعصية اجتناب النواهي طيب من نذر أن يطيع الله وقوله : ( فليطعه ) ويش اللي جاب الفاء هنا ؟ واقعة في جواب الشرط، لأن الجملة فليُطعه إنشائية يعني طلبية وقوله : ( فليُطعه ) اللام لام الأمر وظاهر الحديث يَشمل ما إذا كان الطاعة المنذورة جِنسها واجب أو لا؟ الجنس الواجب مثل الصلاة والصيام والصدقة والحج أو غير واجب كتعليم العلم وغيره وقال بعض أهل العلم : إنه لا يجبُ الوفاء بالنذر إلا إذا كان جنس الطاعة واجباً وعموم الحديث يرُد عليه وظاهر الحديث أيضاً يشمل من نذر نذراً مطلقاً ومن نذر نذرا معلقاً مثال النذر المطلق : أن يقول الإنسان لله علي نذر أن أصوم ثلاثة أيام فهو نذر مطلق ما له سبب ومثال النذر المقيد أن يقول : إن نجحت فلله علي نذر أن أصوم ثلاثة أيام، هذا معلق بإيش ؟ بالنجاح أو إن شفى الله مريضي فلله علي نذر أن أفعل كذا وكذا هذا أيضاً نقول إنه معلق بشرط فظاهر الحديث يعم هذا وهذا كذا؟ ومن فرق بينهما فليس بجيد، لأن الحديث عام
واعلم أن النذر لا يأتي بخير ولو كان نذر طاعة وإنما يُستخرج به من البخيل ولهذا ينهى عنه وبعض العلماء يحرمه وإليه يميل شيخ الإسلام ابن تيمية أن عقد النذر حرام ، لأنك تُلزم نفسك بأمر أنت في عافية منه نعم وكم من إنسان نذر وأخيراً نِدم وربما لم يفعل ويدل لهذا القول أنه قول يعني تحريم النذر قوله تعالى : (( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنّ )) هذا قسم ملتزم للنذر لأنه نذر مؤكد بقسم إيش قال الله ؟ (( قُلْ لا تُقْسِمُوا )) لا تحلفوا (( طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ )) بدون يمين والإنسان الذي ما يفعل الطاعة إلا بنذر أو حلف على نفسه معنى ذلك أن الطاعة ثقيلة عليه. والنذر المعلق (( وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ )) هذا نذر مُعلق على عطاء الله له (( فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا في قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ )) وهو أمر عظيم يدُل أيضا على القول بالتحريم خصوصا المعلق : أن الناذر كأنه غير واثق بالله عز وجل كأنه يعتقد أن الله ما يمن عليه بالشفاء إلا إذا أعطاه مقابل ولهذا إذا أيسوا من البرء نعم راحوا ينذرون إذا أيس من النجاح يسقط كل سنة قال أنذر نعم إذا صار معه ... كبيرة على الولد تقول المرأة والله لئن سقى هذا الولد الإبل لأذبحن جزوراً نعم وهكذا، هذا في الحقيقة فيه نوع من الإساءة الظن بالله فالقول بالتحريم قول وجيه جداً، ولا يقال : كيف تحرمون ما أثنى الله على من أوفى به ؟ نقول نحن لا نقول إنه الوفاء هو المحرم حتى يقال : إننا هدمنا النص إنما نقول المحرم أو المكروه كراهة شديدة هو عقد النذر فرق بين عقدِه ووفائه نعم فرق العقد ابتدائي والوفاء في ثاني الحال تنفيذ لما فعلت .
قال : ( ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصِه ) معلوم لأنه لو قلنا إن نذر المعصية يلزم بالوفاء لانقلبت المعاصي طاعات هذا غير ممكن ولهذا قال : ( من نذر أن يعصي الله فلا يعصه ) ولا ناهية وهي بحسب المعصية إن كانت المعصية حراما فالوفاء بالنذر حرام وإن كانت المعصية مكروهة فالوفاء بالنذر مكروه حسب الحال لأن المعصية الوقوع فيما نهي عنه والمنهي عنه كما تعرفون ينقسم عند أهل العلم إلى قسمين : منهي عنه نهي تحريم ومنهي عنه نهي تنزيه.
الطالب : هل يطلق عليه معصية ؟
الشيخ : إي نعم يطلق على المعصية لكن المعصية ليس فيها إثم طيب إذن من نذر أن يعصي الله فلا يعصه كذا؟ والنذر ينعقد ولا ما ينعقد ؟ لا، ينعقد ولهذا قال : ( من نذر أن يعصي فلا يعصه ) ولو قال : من نذر أن يعصي الله فلا نذر له لكان ما ينعقد لكن فلا يعصه يدل على أنه منعقد لكن لا ينفذ، وإذا انعقد فهل تلزمه كفارة ولا ما تلزمه؟ اختلف فيها أهل العلم فيها روايتان عن الإمام أحمد وقال بعض العلماء إنها لا تلزمه الكفارة واستدلوا بما سبق ( لا وفاء لنذر في معصية الله ) وبهذا الحديث أيضا ولم يذكر النبي عليه الصلاة والسلام كفارة ولو كانت واجبة لذكرها ولكن القائلين بوجوب ذلك يقول إن الرسول ذكر في حديث آخر غير الحديث أن كفارته كفارة يمين كفارة نذر المعصية كفارة يمين وكون الأمر لا يُذكر في حديث لا يقتضي عدمه فعدم الذكر ليس ذكراً للعدم نعم لو قال الرسول : لا كفارة لو قال : لا كفارة صار في الحديث تعارض وحينئذٍ نطلب الترجيح لكن الرسول ما نفى سكت والسكوت لا يعارض المنطوق فهمتم ؟ طيب وأيضا من حيث القياس لو أن الإنسان أقسم ليفعلن محرما قال : والله لأفعلن هذا الشيء المحرم يفعله ؟ ما يفعله يكفر ؟ نعم يكفر يكفر كفارة يمين مع أنه أقسم على فعل معصية والنذر شبيه بالقسم وعلى هذا فكفارته كفارة يمين وأظن في الباب السابق ذكرنا أن النذر ينقسم إلى أقسام أو لا ؟ نذر الطاعة ونذر المعصية ونذر المباح نعم وما جرى مجرى اليمين وهنا المباح ونذر اللجاج نذر المباح ونذر اللجاج وقلنا أن ما جرى مجرى اليمين يخير الإنسان بين فعله وكفارة يمين ونذر الطاعة يجب الوفاء به ونذر المعصية لا يجوز الوفاء به نعم إلا إذا كان كراهة تنزيه فيكره .
السائل : ... .
الشيخ : إي نعم هذا هو الأصل دليله ما سبق أن الرسول قال : ( ويكفر كفارة يمين ) .
الطالب : الذي نذر أن ... زجره النبي صلى الله عليه وسلم ما قال له كفارة يمين .
الشيخ : ... لكن السكوت لا ينافي المنطوق السكوت معناه أنه ما ذُكر هنا فيكون اعتمادا على ما تقدم إن كان الرسول قاله قبل ذلك إن كان الرسول قاله قبل أن ينهى هذا الرجل فاعتمادا عليه لم يقله لأنه مو بلازم الرسول كل مسألة فيها قيد أو فيها تخصيص يذكرها عند كل عموم لو كان يلزم هذا تكون تطول السنة لكن الرسول إذا ذكر حديثاً عاما وله ما يخصصه حمل عليه إذا سكت عن الشيء وقد نطق به في مكان آخر حمل عليه نعم .
السائل : ... .
الشيخ : ما قال شيء إي نعم هذا فيه كفارة يمين ويسميه العلماء النذر المطلق اللي ما فيه شيء قال : لله علي نذر لأن الرسول قال : ( كفارة النذر إذا لم يسم كفارة يمين ) .
السائل : ... .
الشيخ : لا ...
السائل : ...
الشيخ : لا لأن هذا نذر فقط صيغة نذر لله علي نذر ما ذكر المنذور فهذا أما اللي ما ذكر له سبب هو ذكر المنذور قال لله علي نذر أن أتصدق أن أصوم ذكر المنذور أما هذا ما ذكر صيغة النذر فقط .
السائل : ... .
الشيخ : ما ... لأن الرسول قال : ( إذا لم يسم ) والنذر ما ينعقد بالنية ولا يؤخذ بالنية .
3 - شرح قول المصنف : وفي الصحيح عن عائشة - رضي الله عنها - : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه ) أستمع حفظ
فيه مسائل: الأولى: وجوب الوفاء بالنذر. الثانية: إذا ثبت كونه عبادة لله فصرفه إلى غيره شرك. الثالثة: أن نذر المعصية لا يجوز الوفاء به.
وهذا الذي قال المؤلف مو على إطلاقه ليس على إطلاقه لماذا يا عقيل ؟ المؤلف يقول : وجوب الوفاء بالنذر. هل هو على إطلاقه ؟ كيف ؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا هذا ذكره عقب ذكرها في الثالثة .
الطالب : ... .
الشيخ : يعني معناه أنه يجب أن يقال : وجوب الوفاء بنذر الطاعة.
المسألة الثانية ، منين يؤخذ وجوب الوفاء بالنذر من حديث : ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ). طيب وهنا ذكر الشيء عاما والاستدلال بها والاستدلال عليها بحديث خاص هذا ليس سليماً عند أهل العلم يعني إذا ذكرت حُكما مطلقا أو حُكما عاما ثم استدللت له بنص أخص هذا ليس بسبيل عند أهل العلم لكن لو ذكرت خاصاً واستدللت له بنص أعم دليل ولا لا ؟ دليل ليش ؟ لأن الخاص يدخل في العموم نعم لكن العموم ما يؤخذ من الخصوص ولهذا دائماً تسمعون عبارة من عبارات أهل العلم أو بعض المناقشات لآرائهم يقولون : الدليل أخص من الدعوى أو أخص من المدعى هم يقصدون أن الإنسان يذكر مسألة عامة يستدل لها بنص خاص هذا غير سديد أما إذا ذكر خاص واستدل لها بنص عام وقال إنها داخلة في العموم هذا صحيح طيب كلام المؤلف الآن من أي القسمين ؟
الطالب : من العام ... الخاص
الشيخ : نعم من العام المعتمد على الاستدلال الخاص وهذا ليس بسديد ولهذا قلنا يجب أن يقيد فيقال : وجوب الوفاء بإيش ؟ بنذر الطاعة .
" الثانية : إذا ثبت كونه عبادة لله " إيش هو ؟ النذر فصرفه إلى غيره شرك صحيح وهذه قاعدة في التوحيد توحيد العبادة كل شيء يكون عبادة فصرفه لغير الله شرك كل عبادة فإن صرفها لغير الله تعالى شرك .
" الثالثة : أن نذر المعصية لا يجوز الوفاء به " . يؤخذ من أين ؟ من الحديث : ( من نذر أن يعصي الله فلا يعصه ).
4 - فيه مسائل: الأولى: وجوب الوفاء بالنذر. الثانية: إذا ثبت كونه عبادة لله فصرفه إلى غيره شرك. الثالثة: أن نذر المعصية لا يجوز الوفاء به. أستمع حفظ
شرح قول المصنف : باب من الشرك الاستعاذة بغير الله وقوله تعالى : (( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً ))
قوله : باب من الشرك من هذه للتبعيض يعني ليس كل الشرك بل منه الاستعاذة لغير الله وهذه الترجمة ليست على إطلاقها، لأنه إذا استعاذ بشخص مما يستطيعه فإنه لا بأس به كالاستغاثة لا تكون إلا لله نعم ولو استغاث به فيما يقدر عليه لكان جائزاً نعم يقول : من الشرك الاستعاذة بغير الله وقول الله تعالى : (( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً )) عندي (( وأنه كان رجال من الإنس )) الواو هذه حرف عطف أن ... مفتوحة الهمزة
الطالب : ...
الشيخ : ... تكسر
الطالب : تفتح للابتداء
الشيخ : تفتح للابتداء لا ابن مالك ما قال هذا لكن... يقول علي ...
الطالب : ...
الشيخ : وش هي
الطالب : ...
الشيخ : وأما إيش الي قال ؟
الطالب : ...
الشيخ : ...
الطالب : ...
الشيخ : لا
الطالب : مقول القول
الشيخ : لا مقول القول ... : (( قال إني عبد الله ))
الطالب : ...
الشيخ : ولو ما ذكره قال محمد بن عبد الله بن عبد اللطيف بن عبد الرحيم بن عبد الوهاب : إني رجل من المسلمين ابن مالك قال لنا قاعدة يا جماعة وهي :
" وهمز إنّ افتح لسد مصدر *** مسدّها "
هذا الضابط (( قل أوحي إلي أنه استمع )) حولها إلى مصدر قل أوحي استماع نفر طيب المعطوفات عليها مثله يعني وأوحي إلي أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن وقوله سبحانه وتعالى : (( كان رجال من الإنس )) الجار والمجرور هذه صفة لرجال لأن رجال نكرة والنكرة ما يأتي بعدها يكون صفة لها (( يعوذون برجال )) هذه جملة يعوذون خبر كان وقوله : (( يعوذون )) يُقال : عاذ به ولاذ به لاذ وعاذ فعاذ مما يخاف ولاذ مما يؤمل هذا الفرق بينهم العياذ واللياذ العياذ منين ؟ مما يخاف واللياذ مما يؤمل وعليه قول الشاعر يخاطب ممدوحه ولا يصح إلا لله الذي قاله :
" يا من ألوذ به فيما أؤمله *** ومن أعوذ به مما أحاذره "
شوف فيما أؤمل هذا ما يرجى إيش قال فيه ؟ ألوذ به مما أحاذر يعني مما أخاف قال فيه : أعوذ به نعم ومن أعوذ به مما أُحاذره
" لا يجبُر الناس عظماً أنت كاسره *** ولا يهيضون عظماً أنت جابره "
هذا يصلُح للآدمي هذا ما يصلح إلا لله عز وجل المهم إني أقول الفرق بين العياذ واللياذ أن اللياذ فيما يؤمل ويرجى والعياذ مما يحذر ويخاف قال : (( يعوذون برجال من الجن )) يعني أنهم يلتجئون إليهم مما يحذرون يظنون أنهم يعيذونهم ولكن ماذا يكون ؟ (( فزادوهم رهقاً )) يعني خوفاً وذعراً نفعوهم ولا لا ؟ ما نفعوهم ولو استعاذوا بالله لأعاذهم لكن هم والعياذ بالله لشدة خوفهم من الجن صاروا يعوذون بهؤلاء الرجال ولكن يزدادون خوفاً وذُعرا يقولون إن العرب في الجاهلية إذا نزلوا في واد نادوا بأعلى أصواتهم أعوذُ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه اللي يتوهم هذا ...الجن يتسلطون عليه
الطالب : ...
الشيخ : كيف ؟
الطالب : ... .
الشيخ : هو السفيه لكنه يزداد ذُعراً يزداد ذعر لو يشوف شجرة متحركة قال هذا الجني جاء نعم ثم لا يقر له قرار لكن لو قال كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أو ما أشار إليه الرسول وأرشد إليه ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ما ضره شيء حتى يرتحل من منزله )
إذن هذه الآية تدل على أن الاستعاذة بالجن حرام ولا لا ؟ حرام الاستعاذة بالجن حرام الدليل أن ما أنتجت إلا عكسه هم يريدون الأمن لكن زادوهم خوفاً وذعراً فزادوهم رهقاً شوف كلمة رهقا أشد من مجرد الذعر والخوف وأنه مع ذعرهم والخوف كأن شيئا أرهقهم وأضعفهم فصار ذعرا يصل إلى القلوب والعياذ بالله وقوله : (( برجال من الجن )) يستفاد من هذا أن للجن رجالا أو لا ؟ لهم رجال نعم ولهم إناث وربما يجامع الرجل منهم الأنثى من بني آدم والعكس بالعكس ربما يجامع الذكر من بني آدم أنثى من الجن ... .
الطالب : لكن حقيقة ولا لا ؟
الشيخ : لا حقيقة ولهذا قال العلماء : في باب الغُسل لو قالت إن فيها جنيا يجامعها كالرجل يجب عليها الغُسل نعم وعلى هذا يصير حقيقة لأن مجرد أن يجامعها بدون أن تنزل ما يجب عليها الغسل إلا لو كان ذلك أمراً حقيقيا نعم وأما أن الرجل يجامع الأنثى من الجن فقد قيل ذلك لكني ما رأيت في كلام أهل العلم إنما أساطير تقال والله أعلم أنه قد يحصل هذا الشيء أنه يجامعها حقيقة تتمثل له ثم يجامعها نعم وأظن أنا بعيد العهد بها ، أن بعض العلماء ذكر جواز التزوج من الجن جواز التزوج بالنساء من الجن نعم وأما كون الجني يجامع هذا دل عليه القرآن (( لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان )) لكن الكلام على أنه هل يمكن أن الإنسي يجامع الجنية أو بالعكس هذا في الحقيقة محل نظر والله تعالى يقول : والله جعل لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ، وهذا ما يمكن بالنسبة للجن إنما يكفينا نحن أن نصدق بوجودهم وبأنهم مكلفون بأن منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وأن منهم المسلمون نعم والقاسطون وبأن منهم رجالاً ونساء نعم (( فزادوهم رهقاً )) ويش وجه الاستدلال بالآية من هذا ؟ ذم المستعيذين بغير الله وجه ذلك ذم المستعذين بغير الله والمستعيذ بالشيء لا شك أنه قد علق رجاءَه به واعتمد عليه وهذا نوع من الشرك نعم .
5 - شرح قول المصنف : باب من الشرك الاستعاذة بغير الله وقوله تعالى : (( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً )) أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وعن خولة بنت حكيم قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول [ وفي نسخة القارئ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ] : ( من نزل منزلاً ، فقال : أعوذ بكلمات الله التامات ، من شر ما خلق .
الطالب : الشرعية
الشيخ : أو كلها
الطالب : كلها
الشيخ : كلها كلمات الكونية التي بها يحفظك والكلمات الكونية التي أنزل بها الكُتب التي جاءت بها الرسل فهو يستعيذ بكلمات الله الكونية والشرعية وقوله : ( بكلمات الله ) كلمات جمع كلمة تفيد الكثرة لأن الجمع يفيد التعدد نعم وهو هنا جمع قلة ولا جمع كثرة ؟
الطالب : جمع قلة
الشيخ : جمع قلة ؟ كلمات كيف جمع قلة وشلون جمع القلة يا وليد ؟
الطالب : ... .
الشيخ : جمع القلة ما دل على أقل من عشرة وجمع الكثرة ما دلّ على ما فوق ذلك وقيل جمع الكثرة من ثلاثة إلى ما لا نهاية له فيكون جمع القلة والكثرة يتفقان في الابتداء ويختلفان في الغاية في الانتهاء القلة ما يبلغ العشرة والكثرة لا نهاية له وقيل إن جمع الكثرة .
فمسلمون جمع قلة ومسلمات جمع قلة ويكون فيما كان على وزن أفعِلة أفعُل فِعلة أفعال من جموع التكسير نعم يكون فيما كان على هذه الأوزان من جمع التكسير عرفتم طيب هذه من جموع القلة إذن جموع القلة وجمع المذكر السالم وجمع المؤنث السالم وأفعِلة وأفعُل وأفعال وفِعلة من جموع التكسير كلمات من جموع القلة ولا من جموع الكثرة ؟ من جموع القلة ، لأنها جمع مؤنث كلمات جمع مؤنث فهي من جموع القلة نعم فيه جمع مؤنث جمع قلة لكن الراجح أن جموع القلة تدل على الكثرة بالقرينة ولهذا قال ابن مالك في * الألفية * :
" وبعض ذي بكثرة وضعا يفي " يعني قد يأتي ويراد به جموع الكثرة
" كأذرع والعكس جاء كالصُفي "
طيب كلمات الله عندنا قرينة أنها ما هي جمع قلة جمع كثرة ، لأن الله يقول : (( قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا )) آية أبلغ من هذه : (( وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ )) كل الأشجار بريت وجعلت أقلام (( وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ )) سبحان الله العظيم إذن هل يمكن أن نقول كلمات هنا جمع قلة بمعنى أنها لا تزيد على عشرة ؟ لا .
الطالب : ... .
الشيخ : لا المفرد إذا أضيف إلى معرفة لله ... يكون دالا على العموم لا مو خاص بالله وقوله ... تمام الكلام بأمرين : الصدق في الأخبار والعدل في الأحكام.
(( وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً )) وش بعد ؟ ((وَعَدْلا)) بقي علينا أن الاستعاذة قلنا : قد تكون شركا وقد تكون غير شرك وظاهر كلام المؤلف أنها كلها من الشرك وسيأتي التحقيق في ذلك في الدرس القادم .
رهقاً، وقلنا إن كيفية هذه الاستعاذة أن الواحد منهم إذا نزل منزلاً قال : أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه فهنا يقول عز وجل : (( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا )) الفاعل مَن ؟ الفاعل الجن والمفعول الإنس أي فزاد الجن الإنس رهقا ، وقيل بالعكس وأن الإنس زادوا الجن رهقاً أي زادوهم استكباراً وعتوا ولكن الصحيح ما قررناه أولا أن الفاعل هو الجن زادوا الإنس فحصل لهم عكس ما يريدون فكانوا يريدون من الجن أن يعيذوهم لكن صار الأمر بالعكس زادوهم رهقا
قال : وعن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من نزل منزلاً ، فقال : أعوذ بكلمات الله التامات ) ذكرنا هذا أيضاً وذكرنا أن المراد بالكلمات هنا الكونية والشرعية وقوله : ( من شر ما خلق ) يعني من شر الذي خلق لأن الله تعالى خلق كل شيء الخير والشر لكن الشر لا يُنسب إليه لأن هذا الشر الذي خلقه خلقه لحكمة فعاد بهذه الحكمة عاد خيراً فعلى هذا نقول الشر ليس في فعل الله بل هو في مفعولات الله أي : مخلوقاته وعلى هذا فتكون ما من شر ما تكون موصولة أو مصدرية ؟
الطالب : موصولة
الشيخ : موصولة لا غير ، يعني : من شر الذي خلق لا من شر خلقه لأنك لو أولتها إلى مصدرية وقلت : من شر خلقه فكان الخلق هنا مصدر يجوز أن يراد به الفعل ويجوز أن يراد به المفعول لكنك إذا جلعتها اسما موصولا تعين أن يراد بها المفعول الي هو المخلوق من شر الذي خلقه الله وليس كل ما خلقه الله فيه شر لكن من شره إن كان فيه شر، لأن مخلوقات الله سبحانه وتعالى تنقسم إلى ثلاثة أقسام : منها شر محض ومنها خير محض ومنها ما فيه خير وشر فالجنة خير محض والنار شر محض وإبليس شر محض والرسل خير محض ومنه ما فيه خير وشر كعامة مخلوقات الله فيها خير وفيها شر وأنت إنما تستعيذ منين ؟ من شر ما فيه شر من شر ما خلق .
6 - شرح قول المصنف : وعن خولة بنت حكيم قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول [ وفي نسخة القارئ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ] : ( من نزل منزلاً ، فقال : أعوذ بكلمات الله التامات ، من شر ما خلق . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وقوله (.......لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك ) رواه مسلم .
الطالب : ( حتى يرتحل ) .
الشيخ : عندنا ( يرحل ) يصلح المعنى يصلح هذا وهذا .
قوله : ( لم يضره شيء ) : كلمة شيء نكرة في سياق النفي فتعم كل شيء لا من شياطين الإنس ولا من شياطين الجن لا من الظاهر ولا من الخفي حتى يرحل من منزله ذلك وهذا خبر لا يمكن أن يتخلف مُخبره لأن خبر النبي عليه الصلاة والسلام حق وصدق لكن إن تخلف هذا المُخبر فهو لوجود، لوجود مانع يمنع من حصول أثر هذا الخبر
ونظير ذلك كل ما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام من الأسباب الشرعية إذا فُعلت فلم يحصل المسبب، فليس ذلك لخلل في السبب، ولكن لوجود مانع نعم قراءة الفاتحة على المرضى شفاء ويقرأها بعض الناس ولكن لا يُشفى المريض لماذا ؟ ها لوجود مانع ما هو لقصور في السبب السبب ... لكن المانع هو الذي حال بين السبب وبين أثره ( من أتى أهله فقال : بسم الله اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا إذا قدر بينهما ولد لم يضره الشيطان )وقد يقع ذلك ويضر الولد الشيطان لماذا ؟ ها لوجود مانع يمنع من حصول أثر هذا السبب فعليك أن تفتش ما هو المانع هذا حتى تزيله فيحصل لك الأثر أثر السبب وقوله : ( من نزل منزلاً ) ظاهره سواء كان المنزل حضرياً أو برياً إذا نزلت منزلاً فإنك إذا قلت ذلك لم يضرك شيء قال القرطبي : قد جربت ذلك والقرطبي وغيره يقول : " جربت ذلك، حتى إني نسيت ذات يوم، ثم دخلت منزلي أن أقول هذا فلدغتني عقرب " نعم لأني ما قلت هذا الشيء فعلى كل حال الإنسان المؤمن إذا قال مثل هذه الأحاديث مثل هذه الكلمات فإنه لا شك أنه لا ... وإذا تخلف هذا فهو لوجود مانع .
الشاهد من الحديث : قوله : ( أعوذ بكلمات الله ) والمؤلف يقول في الترجمة : الاستعاذة بغير الله وهنا استعاذ بالكلمات ولم يستعذ بالله نقول : لأن كلمات الله من صفاته ولهذا استدل العلماء بهذا الحديث على أن كلام الله من صفاته غير مخلوق ، لأن الاستعاذة بالمخلوق لا تجوز ولو كانت الكلمات مخلوقة ما أرشد النبي عليه الصلاة والسلام إلى الاستعاذة بها لم يرشد إلى الاستعاذة بها ، إذن فقول المؤلف: الاستعاذة بغير الله يعني : أو صفة من صفاته. يقال في المريض : يقول المريض : إذا تألم من شيء يضع يديه عليه ( أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأُحاذر ) أعوذ بعزة الله ما قال بالله بعزة الله لكن العزة ها صفة من الصفات وصفات الله تعالى غير مخلوقة ولهذا يجوز القسم بالله ويجوز القسم بصفة من صفاته لأن صفات الله سبحانه وتعالى غير مخلوقة .
الطالب : ... .
الشيخ : ما ... الله مع وجود هذا السبب أصله كون الإنسان يقول : هذا السبب مكتوب وكونه يمنع من الضرر مكتوب فإذا فعل ما كتب له بفعل السبب تخلف الضرر كل شيء مكتوب يعني لكن إذا كان الله قد كتب عليه أن تلدغه حية فإنه لا يقول هذا الذكر أو يقوله ولكنه ولكنه يحصل مانع.
الطالب : ... إذا حصل له شيء ... .
الشيخ : لأنه ما يضره شيء ؟
الطالب : نعم ما يضره شيء
الشيخ : إذن ما ينافي الحديث لأن الرسول يقول : ( لم يضره شيء ) هو ما قال لم يصبه شيء لم يضره فقد يصيبه ولا يضره نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : تقدم لنا القسم بآيات الله وأظنكم تذكرون هذا وقلنا إن أراد بالآيات الشرعية فصحيح وإن أراد بها الكونية فليس بصحيح ولكن غالب العوام يريدون بها الآيات الشرعية لأنه ما يخطر عندما يقول أقسم يآيات الله إلا أنه يريد بذلك القرآن إي نعم ولكل امرئء ما نوى بقينا في الاستعاذة بالمخلوق المعروف عند أهل العلم أن الاستعاذة بالمخلوق ما تكون وأنها من الشرك أنها لا تجوز وأنها من الشرك كما نقل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره وقال : " إنه لا يجوز الاستعاذة بمخلوق عند أحد من الأئمة " ولكن هذا ليس على إطلاقه بل مرادهم مما لا يقدر عليه إلا الله الاستعاذة مما لا يقدر عليه إلا الله هذا ما تكون بمخلوق لأنه لا يعصمك من الشر الذي لا يقدر عليه إلا الله إلا من ؟ إلا الله كذلك الاستعاذة بمخلوق فيما لا ينفع مثلاً لو تستعيذ بصاحب قبر فهذا لا ينفعُك ولا يجوز لكن الاستعاذة بمخلوق فيما يقدر عليه هذا لا بأس به وقد أشار إلى ذلك الشارح سليمان بن عبد الله في * تيسير العزيز الحميد * وهو أيضا مقتضى الأحاديث الواردة في حديث مسلم لما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام الفتن قال : ( فمن وجد من ذلك ملجأً فليعُذ به ) ( فليعُذ به ) وذكرت بأنه يعوذ بأي شيء بغير الله بمخلوق لكنه يُلجؤه وكذلك في قصة الذين يستعيذون بالحرم وبالكعبة وما أشبه ذلك وكذلك في قصة الرجل الذي عاذ بأم سلمة والمرأة التي عاذت بالنبي عليه الصلاة والسلام وأشياء كثيرة من هذه النصوص كلها تدل على أن الاستعاذة بالمخلوق فيما يقدر عليه لا بأس به لأنه ما هو من الشرك لكن تعليق القلب بالمخلوق وكونه لا يلجأ إلا إلى هذا المخلوق في كل ما يصيبه لا شك أن هذا من الشرك ولا يجوز إنما أنك تستعيذ في ببعض أفراد المسائل الواقعة عليك بمن يقدر على عصمتك منها هذا لا بأس به نعم وهذا ما تقتضيه النصوص وعلى هذا فكلام الشيخ رحمه الله في قوله أن الأئمة لا يجيزون الاستعاذة بمخلوق مقيد بما إيش؟ بما لا يقدر عليه إلا الله مقيد، ولولا أن النصوص وردت به لأخذنا الكلام على إطلاقه وقلنا إنه لا يجوز الاستعاذة بغير الله مطلقا ولكن ما دام النصوص قد وردت به وهو أيضا مقتضى النظر في أن كونك تلتجئ إلى شخص يلجئك من هذا الأمر ما فيه شرك هذا؟ ها ما فيه شرك أنا مثلاً لحقني أناس قطاع طريق فعُذتُ بإنسان قلت فكني منهم ما فيه شيء وليس من الشرك لكن الشرك أنك تعلق قلبك ورجاءك وخوفك وتوجه جميع أمورك إلى شخص معين تجعله ملجأ فإن هذا لا يكون إلا لله أو تستعيذ بمن لا يعيذك معتقدا أنه يعيذك كالاستعاذة بمن ؟ بأصحاب القبور أو تستعيذ بمن لا يستطيع أن يعيذك من أمر وأنت تعتقد أن له سراً يستطيع به أن يعيذك منه فهذا كله من الشرك في الربوبية ولا يجوز نعم .
السائل : ... .
الشيخ : هذا ما يجوز لأن هذا عبث ولولا أن عندك اعتقاد أن هذا عنده أمر سري يستطيع ما ذهبت تستعيذ به لو أن واحدا قطع عليه رجل قوي وذهب يستعيذ بصبي هذا من السفه ، المهم وإن لم يكن يصل إلى حد الشرك إذا لم يكن عنده عقيدة أن هذا الرجل عنده سر مجهول يستطيع أن يدفع عنه بدون أمر مادي حسي فإنه يكون من العبث وهو دائر بين أمرين إما شرك أو عبث .
السائل : لا بد أن يعحقق من استطاعة المخلوق على ..
الشيخ : إي لازم ولا أحد يستعيذ بأحد إلا هو عارف أنه يقدر عليه .
السائل : قد يكون ... .
الشيخ : لأنه إذا كان ما هو بقادر ... .
شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: تفسير آية الجن. الثانية: كونه من الشرك. الثالثة: الاستدلال على ذلك بالحديث، لأن العلماء استدلوا به على أن كلمات الله غير مخلوقة، قالوا: لأن الاستعاذة بالمخلوق شرك. الرابعة: فضيلة هذا الدعاء مع اختصاره. الخامسة: أن كون الشيء يحصل به مصلحة دنيوية من كف شر أو جلب نفع - لا يدل على أنه ليس من شرك.
الأولى : تفسير آية الجن " : أيها ؟ (( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً )) .
" ثانياً : كونه من الشرك " ... كونه ... أي الاستعاذة بغير الله وهذا في الحقيقة اختصار مُخل لولا أن السياق يدل عليه ومنها .
" الثالثة : الاستدلال على ذلك بالحديث لأن العلماء يستدلون به على أن كلمات الله غير مخلوقة، قالوا : لأن الاستعاذة بالمخلوق شرك " يعني : المؤلف رحمه الله يقول : إننا نأخذ من الحديث أن الاستعاذة بغير الله شرك وكيف ذلك ؟ لأن العلماء يقولون : " الاستعاذة بغير الله شرك " ولهذا قال : لأن الاستعاذة بالمخلوق شرك والرسول قال : ( أعوذ بكلمات الله التامات ) فلم يستعذ بمخلوق وإنما استعاذ بكلمات الله وهي من صفاته، على كل حال وجه الدلالة كما شرحنا أن الاستعاذة بكلمات الله لا تخرج عن كونها استعاذة بالله أو لا ؟ لأنها صفة من صفات الله .
" الرابعة : فضيلة هذا الدعاء مع اختصاره " .
ويش فضيلته ؟ يعني فائدته العظيمة وهي أنه لا يضرك شيء ما دمت في هذا المنزل .
الخامسة : أن كون الشيء يحصل به منفعة دنيوية من كف شر أو جلب نفع لا يدل على أنه من الشرك
الطالب : ليس من الشرك
الشيخ : على أنه ليس من الشرك ،نعم يعني معنى كلام المؤلف أنه قد يكون الشيء من الشرك ولو حصل لك به منفعة مثل الاستعاذة بالجن الاستعاذة بالجن قد يعيذونك لكن عياذتهم لك لا تدل على أن فعلك ليس بشرك مع أنك انتفعت وهذا حق فإن الإنسان قد ينتفع بالأمر وهو من الشرك قد يسجد لملِك من الملوك ويهبه هذا الملك قصوراً وأموالاً فينتفع بهذا الشيء ومع ذلك يعتبر هذا شركا يعني قصد المؤلف لا يلزم من حصول النفع أن ينتفي الشرك هذا المعنى وهذا حق فإن الإنسان قد ينتفع بما هو شرك وعلى هذا فيكون له منفعة دنيوية لكن عليه ضرر ديني بهذا الشرك الذي انتفع به انتفاعا ماديا ومن هذا ما يحصل لغلاة المداحين الذين يمدحون بعض الملوك ... عليهم من الهبات هل يخرجهم ذلك عن كونهم مشركين نعم لا يقول : بعضهم يخاطب ملكاً من الملوك :
" فكن كما شئت *** يا من لا نظير له
وكيف جئتَ *** فما خلقٌ يدانيك "
هذا الوصف ما يكون إلا لله عز وجل ومع ذلك يحصل على فائدة منه فمجرد حصول الفائدة الدنيوية لا يدل على أن هذا العمل ليس من الشرك كذلك أيضا يوجد والعياذ بالله بعض علماء الضلال الذين يدعون إلى تعظيم القبور والأولياء والغلو فيهم يكسبون بذلك الجاه عند العامة حتى إن العوام ربما يحنون رؤوسهم تعظيما لهم لأنهم يعظمون الرسول صلى الله عليه وسلم أو يعظمون هذا الولي أو ما أشبه ذلك وهذا أيضاً من المحرم ومن وسائل الشرك .
في هذا الحديث مسألة ما ذكرها المؤلف وهي هامة وهي : أن الشرع لا يُبطل أمرا من أمور الجاهلية إلا ذكر ما هو خير منه في الجاهلية كانوا يستعيذون بالجن أعوذ به بأي شيء بهذه الكلمات أن يستعيذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق فهذه الطريقة هي الطريقة السليمة التي ينبغي أن يكون عليها الداعية أنه إذا سد عن الناس باب الشر يجب عليه أن يفتح لهم باب الخير ما يقول هذا حرام ويسكت بل يقول هذا حرام ولكن افعل كذا وكذا وهذا له أمثلة كثيرة في السنة بل وفي القرآن أيضا وقد مر علينا في القرآن من مدة قريبة ما هي ؟
الطالب : قوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا )) .
الشيخ : نعم أحسنت (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا )) نهاهم عن المحظور وفتح لهم باب المأمور وقولوا انظرنا وكذلك أيضاً قلنا أمثلة كثيرة من هذا مثل قول الرسول عليه الصلاة والسلام لما نهاه عن بيع الصاع بالصاعين والصاعين بالثلاثة من التمر الطيب والرديء قال له : ( ولكن بِع الجمع بالدراهم ثم اشترِ بالدراهم جنيبا ) فلما منعه من المحظور فتح له باب جديد لأن الناس يعملون بدل ما كانوا في الجاهلية يقولون : أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه قيل لهم : قولوا : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق فرق عظيم ذاك من سفهاء قومه وهذا من شر ما خلق عام هذا خير من هذا ثم قال المؤلف رحمه الله .
السائل : ... .
الشيخ : إذا قال ذلك نقول إن هذا مقرون بالاعتماد التام والرغبة والإقبال على هذا الجن على هؤلاء الجن ثم إنها أسباب خفية ما نعلم هل لهذا القوم سيد أو الوادي سيد أو لا؟ قد لا يكون لأهل هذا الوادي سيد ثم قد يكون سيدا بالاسم بدون سيادة فلسنا على علم من هذا السيد فالأمور الخفية هذه تعتبر كالمعدومة .
8 - شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: تفسير آية الجن. الثانية: كونه من الشرك. الثالثة: الاستدلال على ذلك بالحديث، لأن العلماء استدلوا به على أن كلمات الله غير مخلوقة، قالوا: لأن الاستعاذة بالمخلوق شرك. الرابعة: فضيلة هذا الدعاء مع اختصاره. الخامسة: أن كون الشيء يحصل به مصلحة دنيوية من كف شر أو جلب نفع - لا يدل على أنه ليس من شرك. أستمع حفظ
شرح قول المصنف : باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره
باب من الشرك من : هذه للتبعيض، فيدل على أن الشرك لا يختص بهذا الأمر أو لا؟ ولسنا ببعيد عن الباب الذي قبله من الشرك الاستعاذة بغير الله طيب قوله : أن يستغيث بغير الله . الاستغاثة : طلبُ الغوثِ، وهو إزالة الشدة ومنه ما يقوله العوام في الاستسقاء يسمونه استغياث ... استغياثة هي استغاثة في الحقيقة لأنه يطلب بها الغوث من الله عز وجل اللهم أغثنا فالاستغاثة طلب الغوث والغوث إيش ؟ إزالة الشدة وقول المؤلف : من الشرك أن يستغيث بغير الله هذا أيضا ليس على إطلاقه فإن طلب الشدة ممن يقدر على إزالتها ليس من باب الشرك ولهذا قال الله تعالى : (( فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ )) لكن إذا استغاث الإنسان بأحد فيما لا يقدر عليه إلا الله فهذا من الشرك بلا شك ثم لاحظ أيضا أنك إذا استغثت بمخلوق يقدر على إغاثتك فإنه يجب عليك تصحيحا لتوحيدك أن تعتقد بأن هذا الذي استغثت به مجرد سبب وأنه لا تأثير له مباشر في إزالة الغوث مجرد سبب فقط لأنك لو تعتقد أن له صلة مباشرة في إزالة الغوث ربما تعتمد عليه وتنسى خالق هذا السبب تنسى الخالق وتعتمد على المخلوق وهذا لا شك أنه يخدش في كمال التوحيد.
قوله : أو يدعو غيره هذا أيضا الدعاء لا شك أنه من العبادة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام وكما قال الله تعالى : (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )) لكننا نقول فيه أيضا إن الدعاء ينقسم إلى قسمين : أحدها ما يقع عبادة وهذا لا شك في أن صرفه لغير الله شرك
والثاني ما لا يقع عبادة وهذا يجوز أن يوجه إلى المخلوق قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( ومن دعاكم فأجيبوه ) وقال : ( إذا دعاك فأجبه ) ولكن الدعاء الذي لا يكون إلا عبادة وهو المقرون بالرغبة والرهبة والحب والتضرع هذا لا يكون إلا لله سبحانه وتعالى .
هذه للتبعيض يعني ليس هو الشرك كله بل من الشرك
وقوله : أن يستغيث أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر ؟ ها في تأويل مصدر أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر
الطالب : مبتدأ
الشيخ : على أنها مبتدأ أين خبرها ؟ قوله : من الشرك يعني من الشرك الاستغاثة بغير الله ، وقد مر علينا في النحو أن المبتدأ يكون صريحا ويكون مؤولاً فالصريح مثل زيد قائم والمؤول مثل : وأن تصوموا خيرٌ لكم أي : وصومكم خير لكم وقوله : أن يستغيث بالله والاستغاثة طلب الغوث مثل ما أن الاستنصار طلب النصر والاستعاذة طلب العوذ والاستعانة طلب العون فهو طلب الغوث والغوث هو الإنجاء من الشدة
وقوله : أن يستغيث بغير الله هذا ليس على إطلاقه ولكنه يجب أن يقيد فيما لا يقدر عليه المستغاث به نعم إما لكونه ميتا أو لكونه غائبا أو لكونه أمر لا يقدر عليه إلا الله فإذن العبارة ليست على إطلاقها إيش تقيد به ؟
الطالب : فيما لا يقدر عليه إلا الله
الشيخ : لا مو هو بإلا الله، فيما لا يقدر عليه المستغاث به يا إخواني نعرف أن في عبارة إلا الله وهذه ما هي صحيحة فيما لا يقدر عليه المستغاث به لو استغثت بميت في قبر أن ينجيك من فلان من زيد يقدر الحي ينجيك منه ولا لا؟ ؟ ما يقدر يدافع عنك ؟
الطالب : بلى
الشيخ : إذن يقدر عليه غير الله ومع ذلك استغاثتك بصاحب القبر يعتبر من الشرك، إذن فالعبارة السليمة أن يستغيث بغير الله فيما لا يقدر عليه المستغاث به، وأنت إذا استغثت بحي لأمر لا يقدر عليه كما لو استغثت به أن ينزل المطر فهذا شرك استغثت بميت أن ينجيك من لص يهاجمك ها استغثت بحي من لص ليدافع عنك لا بأس به كذا ولا لا؟ الحقيقة يقدر لأن اللي ما يقدر ... وهو حي فإذن نقول : فيما يجب أن تقيد العبارة : "فيما لا يقدر عليه المستغاث به" وقوله : أو يدعو غيره يعني ومن الشرك أيضاً أن يدعو غير الله لأن الدعاء عبادة إذ أن الدعاء ما يكون إلا مع محبة وتعظيم وتذلل وإظهار افتقار واعتقاد أن المدعو قادر نعم ولهذا جاء في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن الدعاء هو العبادة ) وفي القرآن : (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي )) فعبّر عن الدعاء بإيش ؟ ما قال يستكبرون عن دعائي قال عن عبادتي (( سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )) وهذه الآية دليل على أن الدعاء عبادة وصرف شيء من العبادة لغير الله شرك وقوله : "أو يدعو غيره" هذا من باب عطف العام على الخاص هكذا قالوا من باب عطف العام على الخاص لأن الاستغاثة دعاء بإزالة الشدة فقط لا بحصول المرغوب يعني دعاء لدفع المكروه والدعاء ها الدعاء أعم قد تدعو الله تعالى بجلب المنفعة وقد تدعوه لدفع المضرة ولهذا نقول إنه من باب عطف العام على الخاص
وقوله : "أو يدعو غيره " هل نقول في الدعاء كما قلنا في الاستغاثة أو لا ؟ لا الدعاء كله عبادة ، لأن الدعاء كما قلت لكم قبل قليل له معنى خاص في النص في الهيئة والكيفية وفي النص الداعي يشد المدعو ويُعظمه ويرغب إليه ويظهر افتقاره إليه ويعتقد إجابته وقدرته على الإعطاء إعطاء ما سألت ، بخلاف الاستغاثة قد تستغيث بإنسان بدون أن يكون لديك في قلبك له محبة أو تعظيم أما الدعاء فلا ولهذا مثلاً الداعي تجده يرفع يديه إلى الله ما يجوز بأي حال من الأحوال أنك ... عند واحد يا فلان أرجو من فضيلتكم تعطيه كذا وكذا يجوز ولا لا ؟ ما يجوز ولذلك الدعاء ما فيه التفصيل أنه من الشرك إذا دعوت غير الله أما إذا أوردت علينا مورد فقال : أليس يجوز أن تقول لشخص أعطني مالاً أتبلغ به في سفري ؟ قلنا نعم يجوز هذا لكن هذا من باب الاستعانة لأنك ما تدعوه رغباً ورهباً كما تدعو الله عز وجل، كذلك أيضا لو دعوت إنسانا قلت يا فلان تعال أعني على حمل متاعي على دابتي فهذا أيضاً من باب الاستعانة وأما قوله : وإذا دعاك فأجبه إذا دعاك فهذا ما هو بالدعاء الذي نريده هنا إذا دعاك لوليمة أو نحو ذلك فأجبه ففرق بين الدعاء الذي يقع عبادة وبين مثل هذه الأمور التي يقصد بها الاستعانة أو مُجرد طلب حضور المدعو أو ما أشبه ذلك .
السائل : ... .
الشيخ : ما بعد وصلنا له
السائل : إلا الدعاء
الشيخ : ... .
الشيخ : ... . اصبر علينا شوي .
شرح قول المصنف : وقول الله تعالى : (( ولا تدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك ، فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين وإن يمسسك الله بضر ، فلا كاشف له إلا هو )) .
قوله : (( ولا تدع من دون الله )) الخطاب هنا هل هو للرسول صلى الله عليه وسلم أو لكل من يصح خطابه؟ إيش اللي قبلها ؟ اللي قبل الآية (( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ * ولا تدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك )) وظاهر الآية الكريمة والسياق يدل على أن الخطاب موجه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يدل على أنه ... (( وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * ولا تدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك )) على كل حال سواء قلنا خاص بالرسول أو عاما لكل من يصح خطابه فإن بعض أهل العلم قال : لا يصح أن يوجه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم إذ أن الرسول صلى الله عليه وسلم يستحيل أن يقع منه ذلك فلا يصح أن يوجه إليه لأن الآية على تقدير قل قل ولا تدع يكون كأن الرسول أمر بأن يقول لغيره : (( ولا تدع )) ولكن هذا ضعيف جدا وهو إخراجهم عن الآيات وإخراجهم للآيات عن سياقها والصواب بلا ريب أنه إما خاص بالرسول عليه الصلاة والسلام الخطاب يعني له والحكم له ولغيره وإما أنه لكل من يصح خطابه ويدخل فيه من ؟ الرسول عليه الصلاة والسلام وكونه يوجه إليه مثل هذا الخطاب لا يقتضي أن يكون ممكنا منه يقول الله عز وجل له : (( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ )) كل الرسل (( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ )) وهل هذا يمكن يقع ؟
الطالب : لا
الشيخ : ما يمكن يقع من الرسول عليه الصلاة والسلام باعتبار حاله لا باعتبار كونه إنسانا وبشرا نعم لكن باعتبار حاله ما يمكن يقع منه هذا الشيء فإذن نقول إن هذا النهي يكون الحكمة منه أن يكون غيره متأسياً به فإذا كان مثل هذا النهي موجها إلى من لا يمكن منه باعتبار حاله فهو إلى من يمكن منه ها من باب أولى فهو إلى من يمكن منه من باب أولى واضح يا جماعة؟
فإذن لا يبقى في المسألة إشكال والأمر قد يفرض فرضاً وإن كان لا يمكن وقوعُه قال : (( ولا تدع من دون الله )) تدع : الدعاء معناه طلب ما ينفع أو طلب رفع ما يضر هذا الدعاء وهو نوعان كما قال أهل العلم :
دعاء عبادة ودعاء مسألة دعاء العبادة معناه أنك تقوم بأمر الله لأن القائم بأمر الله الذي يصلي ويزكي ويصوم ويحج لو سألناه لماذا تفعل هذا ؟ لقال : أريد الثواب والنجاة من العقاب إذن ففعله متضمن لإيش ؟ للدعاء فعله متضمن للدعاء، أما دعاء المسألة فواضح وكلاهما لا يجوز صرفه لغير الله واضح يا جماعة ؟ طيب وقوله : (( من دون الله )) أي سواه (( من دون الله )) أي : سوى الله وقوله : (( ما لا ينفعك ولا يضرك )) ما لا ينفعك أي : ما لا يجلب لك النفع (( ولا يضرك )) ولا يدفع عنك الضرر وقيل : ولا يضرك لو غضب عليك لم يستطع الانتقام وهذا هو الظاهر من اللفظ .