تتمة شرح قول المصنف : : قول الله تعالى : (( ولا تدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك ، فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين))
الطالب : ظرف زمان
الشيخ : إي لكن أي ماضي ولا حاضر ولا مستقبل ؟ حاضر يعني فإنك حين فعله من الظالمين ولكن قد تتوب منه فيزول عنك وصف الظلم فالإنسان قبل فعل المعصية ليس بظالم وبعد فعل المعصية إذا تاب عنها يزول عنه وصف الظلم لكنه حين فعل المعصية يكون ظالما ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ) فقيد ذلك ... متى ؟ حال الفعل طيب (( فإن فعلت فإنك إذن من الظالمين)) ما نوع هذا الظلم ؟
الطالب : شرك
الشيخ : الشرك هذا الظلم شرك قال الله تعالى : (( إن الشرك لظلم عظيم )) ولم يقل الله تعالى إنك من المشركين يعني عدل عن التعبير بقوله : إنك إذن من المشركين إلى قوله من الظالمين لأجل أن يبين أن الشرك ظلم كيف ذلك ؟ لأن كون الداعي لغير الله مشركا أمر بين لكن كونه ظالما قد لا يكون أمرا بينا من الآية فلو قال : فإنك إذن من المشركين صار المعنى أن الله أخبر بأن الذي يدعو من دون الله مشرك وهذا المقصود من الحكم من الأول لكن إذا قال من الظالمين معناه أنه سجل على هذا الشرك بأنه ظلم ثم قال تعالى .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم
الطالب : ...
الشيخ : إي لكن إذا ذكر في مقام الشرك فهو شرك يبين أنه ظلم كما قال الله تعالى : (( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم )) .
الطالب : ... .
الشيخ : لأنه عظيم نعم ما دام أن السياق في الشرك وهو ظلم الشرك اللي هو الظلم العظيم .
الطالب : على حسب حال الداعي ... .
الشيخ : نعم الدعاء شرك أكبر ...
1 - تتمة شرح قول المصنف : : قول الله تعالى : (( ولا تدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك ، فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين)) أستمع حفظ
شرح قول المصنف : قول الله تعالى : (( وإن يمسسك الله بضر ، فلا كاشف له إلا هو )) الآية .
الطالب : فرقاً معنوياً
الشيخ : ما هو ؟ ما الفرق المعنوي ؟ نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : إي أنت أحسنت ولكن ما وقعت نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم .
الطالب : ... الإرادة بالخير ... كان يعني أبلغ ... لأن الله أرحم من أن يجعل شر ... أما الخير فظاهر هذا الفرق بين العبارتين .
الشيخ : ... جواب الشرط ،... الخبر والمبتدأ
الطالب : فرق بين العبارتين كما قلت .
الشيخ : ما قلت . نعم .
الطالب : الضرر مثل ... أما الخير ف يعني ... فإذا جاء ...
الشيخ : نعم
الطالب : ... .
الشيخ : طيب لا أنا قصدي لماذا عبر عن الضُر بالمس وعن الخير بالإرادة ؟
الطالب : هو هذا ... .
الشيخ : نحن ما مر علينا أن الأشياء المكروهة لا تنسب إلى إرادة الله تنسب إلى فعله لا إلى إرادته (( وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا )) والمس من فعل الله والضر الذي مس الإنسان من مفعولاته الضر من مفعولاته فلا يريد سبحانه وتعالى الضرر هو لا يريد الضرر بمعنى أنه إذا أصاب الإنسان بضر لا يريد الضرر لكن يريد ما وراءه ذلك من الحِكم البالغة ( إن من عبادي لو أغنيته لأفسده الغنى ) أما الخير فهو مراد لله ومفعول له فهمتم الفرق الآن؟ اتضح ولا أنا أزيده إيضاحا إن شاء الله أقول إن الضرر لا يكون مرادا لله بمعنى أن الله لم يُرد أن يضر عباده ولو حصل من تدبيره ضرر لماذا ؟ لأن هذا الضرر الذي حصل ويش يراد به ؟ يراد ما وراءه من الحكم البالغة التي هي خير ومحل ثناء على الله عز وجل أما الخير فهو مراد لذاته ولهذا قال : (( وإن يردك بخير )) أما الضرر فلا يراد لذاته بالنسبة لله عز وجل ولهذا لم يُعبر عنه بالإرادة ويُقرب هذا الذي في سورة الجن (( وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً )) فمثلاً إذا أصيب الإنسان بمرض فهل أراد الله بهذا المريض الضرر ولا لا ؟ لا ما أراد الضرر هو أراد المرض وهو يضره لكنه لم يرد ضرره بل أراد خيراً وراء ذلك المرض ينتج عنه لحكمة بالغة قد تكون الحكمة ظاهرة في نفس المصاب وقد تكون الحكمة ظاهرة في غيره أيضا (( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) فالمهم أننا ما لنا أن نتحجر حكمة الله لأنها أوسع من عقولنا لكننا نعلم علم اليقين أن الله تعالى لا يريد الضرر بأنه ضرر فالضرر عند الله ليس مرادا لذاته بل مراد لغيره ولا يترتب عليه إلا الخير أما الخير فهو مراد لذاته والله أعلم بما أراد في كلامه لكن هذا الذي يتبين لي قال : (( وإن يُردك بخير فلا راد لفضله )) ما أحد يستطيع أن يرد فضل الله أبدا لو تجتمع الأمة كلها على أن يردوا فضل الله ما استطاعوا أن يردوه أبدا هذا شيء مستحيل اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت وفضل الله عز وجل لا أحد يستطيع أن يرده وإذا آمنا بهذا الإيمان فمعنى ذلك أننا نعتمد على من ؟ على الله وحده في الدعاء في جلب المنافع ودرء المضار وأن نعتمد عليه في بقاء ما أنعم علينا به وأن نعلم أن الأمة مهما بلغت من الكيد والمكر والحيل لتمنع فضل الله فإنها لا تستطيع أن تمنعه ولهذا قال : (( وإن يردك بخير فلا راد لفضله )) ثم قال : (( يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم )) يصيب به أي بإيش ؟ بالخير الذي أراد أو بفضله وهنا مسألة يا جماعة الضمير إما أن يعود على الفضل أو يعود على الخير ؟ يعود على الخير لأنه هو المتحدث عنه ويعود إلى الفضل لأنه أقرب يصيب به أي بالخير بعد أن يريده يصيب به من يشاء أو بالفضل من يشاء من عباده وقوله : من يشاء لا يغيب عن بالكم ما قررناه كثيرا في أن كل فعل يقيد بالمشيئة فهو مقيد بالحكمة أيضا لأن مشيئة الله سبحانه وتعالى ليست مشيئة مجردة يفعل ما يشاء لمجرد أنه يفعل فقط ولكنه لحكمة كل ما شئت في القرآن شيئا مقيدا بالمشيئة فاعلم أنه مقرون بالحكمة لأن من صفات الله سبحانه وتعالى أنه الحكيم من أسمائه الحكيم وهو ذو الحكمة البالغة يصيب به من يشاء من عباده وقوله : (( من عباده )) العبودية هنا العامة ولا الخاصة ؟ العامة فيما يظهر لأن قوله : بخير يشمل خير الدنيا والآخرة وخير الدنيا يأتي للكفار خير الدنيا يصيب الكفار كالرزق والصحة وغير ذلك .
وقوله : (( وهو الغفور الرحيم )) الغفور معناه من المغفرة والمغفرة هي ستر الذنب والتجاوز عنه والرحيم معناه ذو الرحمة وهي صفة ثابتة لله سبحانه وتعالى تقتضي الإحسان والإنعام . الشاهد من هذه الآية قوله : (( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك )) وقد نهى الله نبينه أن يدعو من دون الله من سواه لأنه لا ينفع ولا يضر .
2 - شرح قول المصنف : قول الله تعالى : (( وإن يمسسك الله بضر ، فلا كاشف له إلا هو )) الآية . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وقوله : (( فابتغوا عند الله الرزق ، واعبدوه )) الآية .
الطالب : موجودة هذه الآية ...
الشيخ : وش هي ؟
الطالب : موجودة هذه الآية
الشيخ : اقرأ
الطالب : إن الذين تعبدون من الله
الشيخ : تعبدون من دون الله
الطالب : نعم تعبدون
الشيخ : (( إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا )) أجل عندي ما هي موجودة على كل حال وجودها أولى النسخ اللي فيها موجودة أحسن (( إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ )) نعم (( إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا )) صحيح هم ماذا يعبدون ؟ يعبدون الأوثان من شجر وحجر وغيرها هل هذه تملك لهم رزقا ؟ أبدا لو يدعونها إلى يوم القيامة ما جابت لهم ولا حبة عنب ولا حبة بر ولا دفعت عنهم أدنى مرض ولا أغنتهم من أدنى ضر فلذا هي لا تملك الرزق ، إذا كانت هذه الأصنام التي تعبد من دون الله لا تملك الرزق فمن الذي يملكه ؟
الطالب : الله عز وجل
الشيخ : الله عز وجل ولهذا قال : (( فابتغوا عند الله الرزق )) ابتغوا اطلبوا عند الله الرزق لأنه سبحانه وتعالى هو الذي لا ينفذ ما عنده (( ما عندكم ينفد وما عند الله باق )) فأنت إذا أردت أن تطلب رزقا فاطلبه من الله أما هذه الأوثان فإنها لا تنفعك ولكن الرزق عند الله عز وجل ولهذا قال : (( فابتغوا عند الله الرزق )) شوف عند الله قدم الحال ، لأن عند الله حال من الرزق نعم كأنه قال : فابتغوا الرزق حال كونه عند الله لا عند غيره والحال موضعه التأخير عن صاحبها وهنا قدمت على صاحبها وتقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر تقولونه عن اقتناع ولا بس الببغاء
الآن عند الله محلها النصب على أنها حال من الرزق وموضع الحال متأخر عن صاحب الحال وهنا قُدم على الحال وتقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر كأنه يقول : ابتغوا الرزق عند الله لا عند غيره نعم طيب (( واعبدوه )) حينما أمرنا سبحانه وتعالى أن نطلب الرزق عنده قال : (( واعبدوه )) أي : تذللوا له بالطاعة لأن العبادة مأخوذة من التعبيد وهو التذليل ومنه قولهم : طريق معبد ويش معنى عبد الطريق مذلل للسالكين قد أزيل عنه الأحجار والأشجار المؤذية وغير ذلك أي تذللوا له بالطاعة لأنكم إذا تذللتم له بالطاعة فهو من أسباب الرزق فهو من أسباب الرزق قال الله تعالى : (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) فأمر بأن نطلب الرزق عنده ثم أعقبه بقوله : (( واعبدوه )) إشارة إلى أن تحقيق العبادة من طلب الرزق لأن العابد ما دام أنه يؤمن بأن (( من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) عبادته تتضمن الطلب بلسان الحال لإيش ؟ للرزق نعم (( واشكروا له إليه )) نعم
الطالب : ترجعون
الشيخ : ترجعون، واشكروا له إذا أضاف الله الشكر فإنه يتعدى باللام أو لا ؟ هل تذكرون آية من القرآن صار الشكر فيها شكر الله معدا بدون الام .
الطالب : (( وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ )) .
الشيخ : لله ما قال اشكروا الله (( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي )) لا تكن مثل الأعرابي الأعرابي لما ما لقى آية ... أنا لا أستحضر ...
الطالب : ومن يشكر فإنها يشكر لنفسه ، يشكر لله
الشيخ : إي لله إنما الحكمة من كون الشكر لا يتعدى بنفسه إلى الله هو الإشارة إلى الإخلاص (( واشكروا نعمة الله )) لله فشكر النعمة هو أن يكون الإنسان مخلصا بذلك الشكر لله عز وجل فاللام هنا لإفادة الإخلاص أن يكون شكرك لله عز وجل على نعمته خالصا له لأن الشاكر قد يشكر لا لله ولكن ... النعمة وهذا لا شك أنه .... لا بأس به ، لكن كونه يشكر لله ويأتي بقاء النعمة هذا هو المطلوب أن يكون شكر النعمة لمن ؟ لله الذي أسداها إليك وأعطاك إياها والشكر فسروه بأنه طاعة المنعم هذا الشكر وقالوا : إنه يكون في ثلاثة مواضع : يكون بالقلب واللسان والجوارح أما القلب فأن يعترف الإنسان بقلبه بأن هذه النعمة منين ؟ من الله فيرى لله فضلا عليه بها (( وما بكم من نعمة فمن الله )) وأهم شيء ما أنعم الله عليه من نعمة الإسلام فإنها أعظم نعمة (( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ )) أما اللسان فهو التحدث بها على وجه الثناء على الله لا على وجه الفخر والخيلاء والترفع على عباد الله يحدث بنعمة الله عليك بالغنى مو من أجل تكسر خاطر الفقير أو من أجل أن تعلو على بني جنسك لأجل الثناء على الله بها نعم تقول أعطاني الله تعالى كذا وأعطاني كذا مثل قصة الأعمى وهو الرجل الثالث من الثلاثة من بني إسرائيل لما ذكره الملك بنعمة الله قال له : نعم قد كنت أعمى فرد الله علي بصري وكنت فقيرا فأعطاني الله المال هذا من باب إيش ؟ التحدث بنعمة الله والنبي عليه الصلاة والسلام تحدث بنعمة الله عليه بالسيادة المطلقة فقال : ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ) فعلى هذا يكون التحدث بنعمة الله على وجه الثناء عليه بها والاعتراف وعدم الجحود أما الثالث الموضع الثالث ما هو ؟ الجوارح بأن تستعمل هذه الجوارح في طاعة المنعم وعلى حسب ما يختص بهذه النعمة فمثلا نعمة العلم شكرك الله عليها أن تعمل بعلمك وتعلمه الناس أن تعمل به وتعلمه الناس ، شكرك الله على المال إيش ؟ أن تصرفه في طاعة الله وتنفع الناس منه يعني معناه أن الشكر في كل نعمة بما يختصها نعم شكر الله على القوة والشجاعة إيش ؟ أن تجاهد في سبيل الله فلكل نعمة شكر يخصها يعني بمعنى يكون أخص وإلا جميع الطاعات تدخل في شكر النعمة شكر نعمة الله عليك في الطعام مثلا أن تستعمله في ما أنعم الله به عليك من أجله في تقوية البدن أما تبي تبني من العجين قصر يصلح ؟ لا هذه ما خلقت لهذا الشيء نعم فالمهم أن الإنسان يستعمل الشكر في كل موضع بما يناسبه هذا بالنسبة لأعمال الجوارح (( واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون )) إليه جار ومجرور متعلق بإيش ؟
الطالب : ترجعون
الشيخ : ترجعون وتقديره يدل على الحصر أن رجوعنا إلى الله عز وجل وهو الذي سيحاسبنا على ما حملنا إياه من الأمر بالعبادة والأمر بالشكر وطلب الرزق منه . الشاهد من هذه الآية قوله : (( إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ )) الفقير إذا أراد أن يستغيث بمن ينجيه من هذا الفقر بمن يستغيث ؟ بالله عز وجل هو الذي ... وفي الآية هنا إشكال مع قوله تعالى : (( فارزقوهم منه )) ويقول هنا : (( فابتغوا عند الله الرزق ))
الاستغاثة هي طلب الغوث وأنها تكون بالله وتكون بغير الله أما الاستغاثة بالله فهي من أقسام التوحيد والعبادة والاستغاثة بغيره تنقسم إلى قسمين : أحدهما : أن يكون فيما يقدر عليه المستغاث به هذه جائزة والثانية فيما لا يقدر عليه المستغاث به فهذه غير جائزة وهي نوع من الشرك وقد تصل إلى حد الشرك الأكبر وبينا فيما سبق دليل الجائز من هذا القسم وتقدم الكلام على بعض الآيات التي ساقها المؤلف وهو قوله تعالى : (( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك )) وبينا أن هذا القيد (( ما لا ينفعك ولا يضرك )) لبيان الواقع وأنه ليس له مفهوم وهو كقوله : (( ومن يدع مع الله إله آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه )) وليس المعنى أن هناك إله آخر يدعى وله برهان وبينا أن الفائدة من ذكر مثل هذه الصفة التي يسميها بعض الناس صفة كاشفة أن الفائدة من ذلك هو أنها كالتعليل للحكم المقرون به وبينا أنه إذا كان هذا في حق الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه يوصف بالظلم إذا فعل ذلك فغيره من باب أولى وبينا أيضا أن المعلق لا يستلزم وقوع المعلق عليه وهو قوله : (( فإن فعلت فإنك إذن من الظالمين )) فليس معنى ذلك أنه من الأمر الممكن فقد يعلق الشيء على أمر غير ممكن ، مستحيل غاية الاستحالة (( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا )) (( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين )) وكل هذا أمر لا يمكن وبينا فيما سبق وجه استدلال المؤلف بهذه الآية في قوله : (( وإن يمسسك بضر فلا كاشف له إلا هو )) وأنه إذا كان لا يكشف الضر إلا الله سبحانه وتعالى فإنه ليس من الحكمة ولا من العقل أن يتوجه الإنسان إلى ها إلى غير الله وبينا أيضا معنى قوله تعالى : والَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِه لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ، وأنها تدل على أنه إذا كانوا لا يملكون لنا الرزق فكيف نستغيث بهم .
ثم قال المؤلف : " قوله : (( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة )) " مَن اسم استفهام وهي مبتدأ وأضل خبر المبتدأ ومعلوم أن الاستفهام هنا يراد به النفي أي لا أحد أضل، وأضل اسم تفضيل لا أحد أضل من هذا والضلال هو أن يتيه الإنسان عن الطريق الصحيح هذا الضلالة أن يتيه عن الطريق الصحيح
شرح قول المصنف : وقوله : (( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة ))
لأنه يحوله من استفهام من نفي إلى تحدي لأنه يحوله إلى تحدي فمن أضل يعني يتحدى يعني دور لي أحد أضل ممن يدعو من دون الله حط في بالكم الاستفهام الذي بمعنى النفي متضمن لأي شيء ؟ للتحدي وهو أبلغ من قوله : لا أضل ممن يدعو أبلغ لأن هذا نفي مجرد وذاك نفي مُشْرب أي متضمن لإيش ؟ للتحدي يعني إن كنت صادق وره من أضل ممن يدعو متعلق بأضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له يدعو هنا يراد بها دعاء العبادة ودعاء المسألة يشمل الأمرين : دعاء المسألة ودعاء العبادة وقوله : (( من دون الله )) أي : سواه وقوله : (( من لا يستجيب له )) ومن ويش إعرابها ؟ من بمعنى الذي لكن محلها من الإعراب مفعول يدعو يدعو من لا يستجيب له إلى يوم القيامة يعني إلى يوم القيامة لا يستجيب لو يبقى طول عمر الدنيا يدعو هذا ما استجاب له قال الله تعالى في آية أخرى : (( إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ )) ... الخبر هذا (( وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ )) يعني نفسه سبحانه وتعالى طيب الآن من لا يستجيب له إلى يوم القيامة (( وهم عن دعائهم غافلون )) قوله : (( ممن يدعو من دون الله )) أتى بمن وهي للعاقل مع أنهم يعبدون الأصنام والأشجار والأحجار والأموات نعم وهي عاقلة ولا ؟ ليست بالعاقلة ليست عاقلة لكنهم لما عبدوها نزلوها منزلتهم فخوطبوا بمقتضى ما يدعون لأنه أبلغ في إقامة الحجة عليهم إذ لو قيل ما لا يستجيب له لقالوا نعم لنا عذر ما يستجيبون لأنهم غير عقلاء لكن إذا قيل من هذا فيه حجة عليهم فالحكمة من العدول عن التعبير بما إلى التعبير بمن: إقامة الحجة عليهم في أنهم يدعون من يرونهم عقلاء ومع ذلك لا يستجيبون لهم وهذا من بلاغة القرآن أنه تنزل معهم في مخاطبتهم ليقيم الحجة عليهم لأنه لو أتت ما لقالوا نعم والله هذه لا يستجيب لنا لأنه ما يعقل لكن إذا جاءت مَن وهم الذين نزلوا هذه الأصنام منزلة إيش ؟ العاقل ومع ذلك ما تستطيع تجيبهم (( من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون )) هم عن دعائهم غافلون الضمير في قوله : هم يعود على مَن باعتبار المعنى حطوا بالكم يعود على من باعتبار المعنى وضمير يستجيب يعود على من باعتبار اللفظ أفهمتم ؟ ها من لا يستجيب واحد ولا جماعة ؟
الطالب : اللفظ واحد
الشيخ : يستجيب، يستجيب واحد وهم جماعة ومرجع الضمير في يستجيب ومرجع الضمير في هم هي مَن أليس كذلك ؟ طيب لماذا أفرد الضمير مرة وجمعه أخرى ؟ الجواب أفرده باعتبار اللفظ لأن لفظ مَن مفرد وجمعه باعتبار المعنى لأن مَن تعود على الأصنام وهي جماعة وقد مر علينا كثيرا أن من يجوز مراعاة لفظها ويجوز مراعاة معناها ما مرت وقلنا قد يراعى لفظها ومعناها في كلام واحد (( ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً قد أحسن الله له )) شوف راعى اللفظ ثم المعنى ثم اللفظ طيب وهم عن دعائهم طيب عن دعائهم الضمير في دعائهم يعود على مَن ؟ ها الأصنام هل المعنى وهم عن دعاء العابدين غافلون أو المعنى وهم عن دعائهم غافلون ؟ تأملوا فيها (( من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون )) هل المعنى عن دعاء الغافلين إياهم فيكون على هذا من باب إضافة المصدر إلى مفعوله يعني عن دعاء العابدين إياهم وهم أي : الأصنام كذا عن دعائهم أي دعاء الداعين إياهم فيكون من باب إضافة المصدر إلى مفعوله أو عن المعنى وهم عن دعاء العابدين لهم يكون مفعول دعاء محذوف ويكون دعاء هنا مضافا إلى فاعله نعم
الطالب : كلا المعنيين
الشيخ : إي هو جائز كلا المعنيين يجوز هذا وهذا لكن أيهما أبلغ ؟ أن يكون عن دعائهم يعني إذا دعوا هم غافلون ها هذا في الحقيقة أبلغ يعني عن دعاء العابدين إياهم أبلغ من عن دعاء العابدين على سبيل الإطلاق يعني عن دعائهم مَن ؟ لازم تقدر المدعو محذوف ويكون عن دعائهم أي عن دعاء العابدين إياهم وجعلت الضمير هنا يعود على المدعو صار المعنى أن هذه الأصنام غافلة عن دعوة هؤلاء إياهم يكون هذا أبلغ في أن هذه الأصنام لا تزيدهم شيئا هم عن دعائهم غافلون هذا في الدنيا غافلون ما يمكن أن يستجيبوا لهم فإن كانوا من الكفار المغلو فيهم فهم والعياذ بالله غافلون في العذاب وإلا فهو غافلون في نعيم إذا حشر الناس قال الله تعالى : (( وإذا حشر الناس )) متى ؟ يوم القيامة (( كانوا لهم أعداء )) هذه أيضا على من يعود الضمير ؟ كان العابدون للمعبودين أصناما أعداء أو كان المعبودون للعابدين أعداء ها هذا .
حتى الملائكة يقولون: (( سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا )) الشاهد من هذه الآية قوله شاهد الترجمة (( من لا يستجيب له إلى يوم القيامة )) إذا كان من سوى الله لا يستجيب لك إلى يوم القيامة فكيف يليق بك أن تستغيث به دون الله فبطل بذلك تعلق هؤلاء العابدين بمعبوداتهم فالذي يأتي إلى البدوي في مصر ويقول : يا سيدي البدوي يا سيدي الدسوقي أغثني المدد المدد وما أشبه ذلك هل يغني ذلك عنه شيئاً ؟ ها أبداً لا يغني عنه شيئا بل لا يزيده إلا تحسرا والعياذ بالله أبدا وقد يفتن الإنسان فيصادف القدر حصول مطلوبه عند هذا الشيء لا بهذا الشيء هذا لا بأس أن نختار مذهب الأشاعرة حصل عنده لا به لماذا ؟ لأنا نعلم علم اليقين أن دعاء هؤلاء ما ينفع الله في القرآن يقول ما ينفع (( من لا يستجيب له إلى يوم القيامة )) في العراق الجيلاني في سوريا ابن عربي وفي جميع مع الأسف الشديد في الأقطار الإسلامية من هذا النوع قبور أولياء يزعمونهم أولياء يقولون إنها تنفع وأنها تدفع الضر وأنها تجلب النفع ومع ذلك لا شك أنها لا تنفع لو بقوا إلى يوم القيامة ما أجابتهم حتى إن الحسين بن علي بن أبي طالب بقدة قادر كان ثلاثة رجال تجي للعراق يقول عندنا تجي للسوريين يقولون عندنا تأتي للمصريين يقولون عندنا فسبحان من جزأ الواحد فهذا من السفه في الواقع سفه في العقول وسفه في الدين العامة قد لا يلامون في الواقع لكن الذي يلام من عنده علم من العلماء ومن غير العلماء أيضا ممن وفق للفطرة السليمة لأن هذا ما يحتاج إلى دراسة رجل هامد ميت جثة هو بنفسه يحتاج إلى أن يدعى له الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأتي إلى المقبرة في المدينة يدعو لهم ولا يدعوهم ؟ يدعو لهم كيف أنت تجي تطلب منهم المدد هو المسكين الآن يحتاج إلى عفو الله وإلى مغفرة الله ما يملك لنفسه شيئا فالمهم أن هذه الآية وأمثالها تدل على سفاهة هؤلاء وأنهم لو اتجهوا إلى الله عز وجل لوجدوا المطلوب .
4 - شرح قول المصنف : وقوله : (( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة )) أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وقوله : (( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون )) الآية .
الطالب : منقطعة بمعنى بل .
الشيخ : والمتصلة ؟
الطالب : والمتصلة ... .
الشيخ : المتصلة بمعنى أو والمنقطعة بمعنى بل الفرق الثاني : المتصلة لا بد فيها من ذكر المعادل والمنقطعة لا يشترط فيها ذكر المعادل يقول : أعندك زيد أم عمرو ؟ متصلة ولا منقطعة ؟ هذه متصلة هذه متصلة (( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون )) هذه أيضا متصلة (( أم خلقوا السماوات والأرض )) هذه منقطعة لأن ما تعادل ما قبلها أم خلقوا السماوات والأرض يعني بل أخلقوا السموات والأرض فصار الآن هنا أمن يجيب المضطر ما ذكر لها معادل فتكون منقطعة بمعنى بل والهمزة من يجيب المضطر إذا دعاه المضطر أصلها المضتر الذي أصابه الضرر والذي أصابه الضرر والذي أصابه الضرر ... (( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )) متى استجيب ؟ متى ؟ في الحال (( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ )) في البحر تهب الرياح وتعلو الأمواج فيدعون الله عز وجل ويكشف ما بهم من يكشف بهم في الحال وكم من ضرورة وقع فيها الإنسان فدعا الله عز وجل فاستجاب له رأي العين ما فيه يعني أي إشكال فمن الذي يجيب المضطر ؟ أبوه أمه قريبه؟ لا ما يجيب ضرورته إلا الله عز وجل ولهذا قال لكن لحظوا المضطر إذا دعاه قيده لأن المضطر إذا لم يدع الله قد يسعفه وقد لا يسعفه لكن إذا دعا الآن التجأ إلى الله عز وجل وأظهر افتقاره إلى ربه وحينئذ تنزل عليه الرحمة إذا دعاه نعم وقوله: (( ويكشف السوء )) يكشف بمعنى يغيثه والسوء ما يحصل للمرء وهو دون الضرورة لأن الإنسان قد يُساء بما لا يتضرر به نعم لكن كل ضرورة فهي تسوء الإنسان ويكشف السوء هل هذه معطوفة هي معطوفة في اللفظ لكن هل هي متعلقة بما قبلها بمعنى وأنه إذا أجابه كشف السوء أو هي مستقلة يجيب المضطر إذا دعاه ثم أمر آخر يكشف السوء المعنى الأخير أعم لأنها تشمل كشف سوء المضطر وش بعد ؟
الطالب : وغيره
الشيخ : وغيره وعلى التقدير الأول تكون خاصة بكشف سوء المضطر ومعلوم أنه كلما كان المعنى أعم كان أولى (( ويجعلكم خلفاء الأرض )) وهذا أيضا مما تؤيد الجملة المستقلة على الأخرى ويجعلكم خلفاء الأرض مَن الذين يجعلون خلفاء الأرض ؟ عباد الله الصالحين (( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ )) (( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا )) هذا هو الذي يجيب المضطر ويكشف السوء ويجعلنا خلفاء الأرض من ؟ الله ولهذا قال : (( أإله مع الله )) وهذا الاستفهام بمعنى النفي أو بمعنى الإنكار وهما متقاربان يعني هل أحد مع الله يفعل ذلك ؟ الجواب لا لا أحد يفعل ذلك فإذا كان الأمر هكذا فإنه يجب أن تصرف العبادة لله يجب أن يوجه السؤال إلى من ؟ إلى الله هل تطلب من أحد أن يزيل ضرورتك وهو لا يستطيع يكشف سوءك وهو لا يستطيع ؟ لا ولكن يبقى عندنا احتمال في أن الإنسان المضطر يدعو غير الله ويستجيب مثلا : إنسان مضطر إلى طعام قال لصاحب الطعام أعطني من الطعام أنقذني يجوز ولا لا ؟ يجوز لكن يجب أن تعتقد أن هذا سبب لا مستقل، الله تعالى جعل لكل شيء سببا هذا السبب يمكن الله يصرف قلبه ويقول ما ني معطيك أليس كذلك ؟ ممكن ويمكن أن الله سبحانه وتعالى يسخره لك ويعطيك فأنت عندما تسأل ما نقول لا تسأل أحداً عند الضرورة إذا كان يكشف ضرك اسأله لكن يجب أن تعتقد أنه إيش ؟ مجرد سبب كما أنك تأكل وتعتقد أن هذا الأكل يسد جوعتك على أنه مجرد سبب وإلا لو شاء الله لا أكلت ولا شبعت ويذكر لنا أن سنة مرت على البلاد يسميها العوام سنة ... الجوع ما هي الرحمة. سنة الجوع يأكلون ولا يشبعون وحدثني إنسان أدركته حيا رحمه الله يقول : إنه دخل من طرف البلد ليشتري لهم تمرا فدخل وذهب إلى شخص من هناك وأخذ تمرة ... من صاحب البستان العملة ... صاحب البستان ...تمر فذهب وجاء إلى صاحب المحل وقال أعطني تمرا فأعطاه التمر أظنكم تعرفون الزنبيل ... بس مو عاد زنبيل كبير أعطاه إياه وقال خذ ... يمكن بعضكم يعرف المحفر تعرفون المحفر؟ فأخذه لكنه قبل لا يأخذه قدم له التمر قدام القهوة تمر ... فأكل ... ومشى ... ثلاثة كيلو أكل وطلع حط التمر على رأسه يأكل التمر ويأكل لما وصل الجماعة ... كل الزنبيل أكله مع الفطور الأول وصل ... ولو شاء الله لا أكلت ولا شبعت كل الأشياء التي يحصل بها الأمر هي مجرد سبب .
السائل : أمن يجيب المضطر ... أو أمن يجيب المضطر.
الشيخ : لا لا ما يحتاج .
السائل : يأتي الاستفهام بمعنى النفي .
الشيخ : إي نعم كل الاستفهام سواء بالهمزة أو بهل يأتي بمعنى النفي
5 - شرح قول المصنف : وقوله : (( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون )) الآية . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وروى الطبراني بإسناده : ( أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين ، فقال بعضهم : قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنه لا يستغاث بي ، وإنما يستغاث بالله ) .
الطالب : ... تكلم عليه
الشيخ : على إسناده ويش يقول ؟
الطالب : ذكره الهيثمي في * مجمع الزوائد * وقال : " رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وهو حسن الحديث " أقول : وابن لهيعة خلط ... لاحتراق كتبه .
الشيخ : صحيح على كل حال إذا وافق رجاله رجال الصحيح قد يوافق إنما إذا قيل بإسناد فمعناه أن هذا إسناد يجب أن ينظر فيه وليس من الإسناد المتفق عليه بين الناس بل هو إسناد خاص بهذا الشار إليه وقوله : ( أنه كان في زمن النبي ) لم يذكر المؤلف الراوي الصحابي وذكر في الشارح أنه عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه ( كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين ) من المنافق ؟ الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر وهؤلاء كثروا في عهد النبي عليه الصلاة والسلام بعد غزوة بدر لما انتصر المسلمون في غزوة بدر ورأوا أن للمسلمين شوكة برز النفاق لأنه كان بالأول الكافر يعلن كفره ولا يبالي لكن لما قوي المسلمون خافوا وصاروا والعياذ بالله يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر وقوله : ( منافق ) من هذا المنافق ؟ لم يذكر ولم يسم فيحتمل أن يكون عبد الله بن أبي لأنه مشهور بإيذاء المؤمنين ويحتمل أن يكون غيره واعلم أن أذية المنافقين للمسلمين ليست بالضرب أو بالقتل لأنهم لا يتظاهرون بذلك بل إنهم يتظاهرون بأي شيء ؟ بالإسلام ومحبة المسلمين لكن الإيذاء بالقول والتعريض وما أشبه ذلك مثل ما صنعوا في قصة الإفك فهم يؤذون المسلمين بالتعريض والتحريش بينهم وما أشبه ذلك فقال بعضهم : قوموا بنا بعض من ؟ بعض الصحابة ( قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق ) نطلب منه الغوث وهو إزالة الشدة من هذا المنافق إما بزجره أو بتعزيره أو بما يناسب المقام المهم أنهم يطلبون من الرسول عليه الصلاة والسلام أن يغيثهم من أذيته فقاموا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وقالوا : ( إنا نستغيث بك يا رسول الله من هذا المنافق ) من أين نعرف أنه حصل هكذا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إنه لا يستغاث بي ) فيكون في الحديث إيجاز حذف يعني حذف منه كلمات دل عليها السياق قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إنه لا يستغاث بي ) ظاهر الجملة النفي مطلقا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يستغاث به مطلقا ويحتمل أن يكون المراد لا يستغاث بي في هذه القضية المعينة فعلى الرأي الأول يكون نفي الاستغاثة به من باب التأدب في اللفظ لأن نفي الاستغاثة بالرسول عليه الصلاة والسلام ليس على إطلاقه إذ أن الاستغاثة به فيما يقدر عليه جائزة ولا لا ؟ جائزة وعلى هذا فيكون هذا النفي من باب التأدب في الألفاظ وليس من باب الممنوع معنى لأن النبي عليه الصلاة والسلام كغيره يستغاث به فيما يقدر عليه أما إذا قلنا إن النفي هذا عائد على القضية المعينة التي استغاثوا بالنبي صلى الله عليه وسلم منها فإنه يكون على الحقيقة أي على نفي المعنى أي لا يستغاث بي في مثل هذه الصورة لماذا ؟ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يعامل المنافقين معاملة من ؟ المسلمين ولا يمكنه عليه الصلاة والسلام حسب الحكم الظاهر من المنافقين لا يمكنه أن ينتقم من هذا المنافق انتقاما ظاهرا إذ أن المنافقين يتسترون فيكون المعنى أن الاستغاثة بالرسول عليه الصلاة والسلام في هذه القضية المعينة بقتل هذا الشخص أو نحو ذلك هذا أمر لا يمكن ولكن المعنى الأول أظهر في اللفظ أولا لعموم النفي لا يستغاث بي هذا عام في القضية هذه وغيره وثانيا : قوله : ( وإنما يستغاث بالله ) هذا أيضاً ظاهر أن المراد العموم وعليه فيكون من باب التأدب في الألفاظ على أنه أيضا لا يستغاث به بالنسبة للتخلص من المنافق إلا بمن؟ إلا بالله لأن الحاكم ما يستطيع أن يحكم بخلاف ظاهر حاله فحينئذ لا يستغاث إلا بالله سبحانه وتعالى من أذية هذا المنافق
والخلاصة الآن: أن هذا الحديث يحتمل أن يراد به عموم التبرؤ من الاستغاثة وعليه فيكون هذا من باب التأدب في الألفاظ وأن الرسول علمهم أن يجعلوا دائما اللجوء إلى من ؟ إلى الله عز وجل في كل الأمور وإما أن يكون لا يستغاث به في هذه القضية المعينة وذلك لأنه يعامل المنافقين معاملة المسلمين فلا يستطيع أن يخلص المسلمين منهم بالقتل أو بأمر لا يتظاهر فيه ولكن الذي يلجأ إليه في هذا الأمر الخفي من هو ؟ الله عز وجل والمؤلف ساقه لبيان أنه لا يستغاث بغير الله فيما لا يقدر عليه المستغاث به وإنما يستغاث بالله سبحانه وتعالى وحده .
طيب قوله تعالى عن موسى (( فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فوكزه موسى )) ويش تحمل عليه ؟ على أن هذا فيما يقدر عليه والغوث إزالة الشدة وإزالة الشدة ممن يقدر عليه ما ينافي التوحيد .
6 - شرح قول المصنف : وروى الطبراني بإسناده : ( أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين ، فقال بعضهم : قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنه لا يستغاث بي ، وإنما يستغاث بالله ) . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: أن عطف الدعاء على الاستغاثة من عطف العام على الخاص. الثانية: تفسير قوله: (ولا تدع من دون ا لله ما لا ينفعك ولا يضرك) (44) الثالثة: أن هذا هو الشرك الأكبر.
الأولى : أن عطف الدعاء على الاستغاثة من عطف العام على الخاص " وهذا في الترجمة عندكم المسائل هذه هذا في الترجمة ويش الترجمة يا حسين ؟ ترجمة الباب .
الطالب : باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره .
الشيخ : قوله : يستغيث الاستغاثة نوع من الدعاء ويدعو أعم فهو من باب عطف العام على الخاص وهو سائغ في اللغة العربية ولا لا ؟ ويش مثل ؟
الطالب : قوله تعالى : ...
الشيخ : لا هذا عطف الخاص على العام
الطالب : عطف العام على الخاص ؟
الشيخ : إي (( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم )) فإن العبادة أعم من الركوع والسجود والركوع والسجود داخل فيها ولا لا ؟ داخل فيها هذا من باب عطف العام على الخاص وهو جائز في اللغة العربية وفي القرآن وفي السنة أيضا .
" ثانيا : تفسير قوله : (( وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ )) " الخطاب لمن ؟ أو للرسول صلى الله عليه وسلم ؟ نعم لأن اللي قبله الآيات اللي قبلها (( فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ )) ... لا ما هي هذه الآية ، ما في مصحف ؟ (( فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ )) الخطاب إذن لمن ؟ للرسول صلى الله عليه وسلم خاصة فإذا قال قائل كيف ينهاه الله سبحانه وتعالى عن أمر لا يمكن أن يقع منه شرعاً نعم قلنا هذا ممكن أن ينهى عنه لغرض التنديد بمن فعل ذلك يعني كانه يقول : لا تسلك هذه الطريق التي سلكها أهل الضلال ويكون الغرض من ذلك نعم هو التنديد بمن سلك هذه الطريق (( وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ )) وإن كان الرسول عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن يقع منه هذا شرعاً طيب تقدم الكلام على فوائد الآية .
" الثالثة : أن هذا هو الشرك الأكبر " منين يُؤخذ ؟ أخذه المؤلف من قوله : (( فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ )) مضافا إلى قوله تعالى : (( إن الشرك لظلم عظيم )) فقال إن الظالمين المراد بهم هذا وجه الدلالة من الآية على أن الظلم شرك أكبر .
7 - شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: أن عطف الدعاء على الاستغاثة من عطف العام على الخاص. الثانية: تفسير قوله: (ولا تدع من دون ا لله ما لا ينفعك ولا يضرك) (44) الثالثة: أن هذا هو الشرك الأكبر. أستمع حفظ
شرح قول المصنف : الرابعة: أن أصلح الناس لو يفعله إرضاء لغيره صار من الظالمين. الخامسة: تفسير الآية التي بعدها. السادسة: كون ذلك لا ينفع في الدنيا مع كونه كفراً. السابعة: تفسير الآية الثالثة. الثامنة: أن طلب الرزق لا ينبغي إلا من الله، كما أن الجنة لا تطلب إلا منه. التاسعة: تفسير الآية الرابعة.
هذا منين نأخذه ؟ من عموم الآية والخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام وهو أصلح الناس فإذا فعلته إرضاء لغيرك فإنك من الظالمين حتى لو أردت أن تجامل مثلا إنسان مشرك بدعاء صاحب القبر أو الولي أو ما أشبه ذلك إرضاء له فإنك تكون مشركا لأنه لا تجوز ... الله عز وجل .
" الخامسة : تفسير الآية التي بعدها " وهي : (( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ
مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )) هذا المراد بالآية التي بعدها أو ... .
المهم أن الآية التي بعدها وهي (( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فلا كاشف له إلا هو )) تفسيرها مناسب لذلك فإذا كان لا يكشف الضر إلا الله فمن أحق أن يستغاث به ؟ الله عز وجل لأنه لا يكشف الضر إلا هو فإذا كان لا يكشف الضر إلا هو وجب أن تكون الاستغاثة بالله عز وجل .
الخامسة : "كون ذلك لا ينفع في الدنيا مع كونه كفراً"
الطالب : السادسة
الشيخ : " السادسة : كون ذلك لا ينفع في الدنيا مع كونه كفراً " منين نأخذه ؟ (( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ )) فلن تنتفع من دعائه هذا بناء على أنه يريد بالآية الآية التي في نفس السورة .
" السابعة : تفسير الآية " الثالثة وينها ؟
الطالب : (( فابتغوا عند الله الرزق ))
الشيخ : (( فابتغوا عند الله الرزق )) وأنا عندي يحتمل أن الثالثة هي قوله : (( ومن أضل )) لكن قوله الثامنة : أن طلب الرزق لا ينبغي إلا من الله يدل على أن المراد بتفسير الآية الثالثة : (( فابتغوا عند الله الرزق )) ابتغوا الرزق عند من ؟ عند الله ووجه انحصار طلب الرزق في الله تقديم قوله عند الله وقد سبق لنا أن قوله : (( عند الله )) حال من الرزق فعلى هذا يكون الرزق عند الله وحده .
الثامنة لا التاسعة ، لا قبلها " الثامنة : أن طلب الرزق لا ينبغي إلا من الله كما أن الجنة لا تُطلب إلا منه " . (( فابتغوا عند الله الرزق )) لكن الجنة لا تطلب إلا منه هل في الآية ما يشير إلى هذا ؟ يمكن أن يؤخذ من قوله : (( واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون )) فإن العبادة سبب والشكر سبب لدخول الجنة لاسيما وأنه أشار إلى ذلك بقوله : (( وإليه ترجعون )) .
" التاسعة : تفسير الآية الرابعة " . وهو قوله : (( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ )) وسبق لنا أن معنى الآية أنه لا أحد أضل من شخص يدعو من دون الله من لا يستجيب له لو بقي يدعوه إلى يوم القيامة ما استجاب له وبينا أن قوله : (( من لا يستجيب له إلى يوم القيامة )) أن هذا القول بيان للواقع فلا مفهوم له .
8 - شرح قول المصنف : الرابعة: أن أصلح الناس لو يفعله إرضاء لغيره صار من الظالمين. الخامسة: تفسير الآية التي بعدها. السادسة: كون ذلك لا ينفع في الدنيا مع كونه كفراً. السابعة: تفسير الآية الثالثة. الثامنة: أن طلب الرزق لا ينبغي إلا من الله، كما أن الجنة لا تطلب إلا منه. التاسعة: تفسير الآية الرابعة. أستمع حفظ
شرح قول المصنف : العاشرة: أنه لا أضل ممن دعا غير الله. الحادية عشرة: أنه غافل عن دعاء الداعي لا يدري عنه. الثانية عشرة: أن تلك الدعوة سبب لبغض المدعو للداعي وعداوته له. الثالثة عشرة: تسمية تلك الدعوة عبادة للمدعو. الرابعة عشرة: كفر المدعو بتلك العبادة. الخامسة عشرة: أن هذه الأمور سبب كونه أضل الناس. السادسة عشرة: تفسير الآية الخامسة.
" الحادية عشرة : أنه غافل عن دعاء الداعي لا يدري عنه " . لقوله : (( وهم عن دعائهم غافلون )) هم يعود على من ؟ وهم عن الداعين أو الداعون عن دعاء الداعين عن دعائهم أي دعاء الداعين أو عن دعاء الداعين إياهم اللي فيها احتمال هو الضمير الثاني وهو قوله : (( عن دعائهم )) وأما هم الأولى فإنها تعود إلى من ؟ إلى المدعوين لا غير فهذا المدعو غافل والمراد بالغفلة لازمها وهو عدم الاستجابة .
" الثانية عشرة : أن تلك الدعوة سبب لبغض المدعو للداعي وعداوته له " .
الطالب : عندنا عبادة
الشيخ : هاه
الطالب : عندنا عبادة
الشيخ : لا أن تلك الدعوة سبب لبغض المدعو للداعي وعداوته له. يؤخذ من قوله : (( وإذا حُشر الناس كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرين )) نعم . اشطب عليها
الطالب : اللي بعدها .
الشيخ : " الثالثة عشرة : تسمية تلك الدعوة عبادة للمدعو " . منين تؤخذ ؟ (( وكانوا بعبادتهم )) فسمى الله الدعاء عبادة فالدعاء عبادة فدعاؤهم لهؤلاء هو عبادة لهم في الواقع ولهذا قال : (( وكانوا بعبادتهم كافرين )) .
" الرابعة عشرة : كُفر المدعو بتلك العبادة " . ويش معنى كفره بها ؟ أنه إذا كان يوم القيامة تبرأ منها وأنكرها فالكفر بالشيء معناه رده وإنكاره فهؤلاء يوم القيامة يتبرؤون من دعوة الداعين لهم ويكفرون بها .
" الخامسة عشرة : أن هذه الأمور هي سبب كونه أضل الناس " . ويش الأمور ؟ يدعون من دون الله من لا يستجيب له الثاني : أنه غافل عن دعائه الثالث : أنه إذا حشر الناس كان له عدوا الرابع : أنه يكفر بعبادته وبهذه الأمور الأربعة صار من يدعو غير الله أضل الناس يعني حقيقة الأمر الآن ما انتفع من هذا الدعاء بأي شيء بل إنه ما ازداد به إلا عداوة من المدعو وكفراً به وتبرؤاً منه .
" السادسة عشرة : تفسير الآية الخامسة " . وهو قوله تعالى : (( أمن يجيب المضطر إذا دعاه )) والمضطر واقع في الشدة فمَن الذي يستغيث ؟ يستغيث الله لأنه لا يجيبه إلا الله عز وجل وقد سبق لنا في تفسير الآية أنه كم من أحوال كثيرة يقع الإنسان فيها في شدة وليس عنده من ينقذه فييسر الله له أسبابا ينقذه بها في الأمم السابقة وفي هذه الأمة فإن موسى وقومه لما وصلوا إلى البحر وكان خلفهم فرعونُ وقومه هذه شدة عظيمة لأنهم إن عبروا البحر غرقوا وإن لم يعبروه صاروا فريسة لفرعون وقومه ولهذا قالوا : (( إنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين )) فأنقذه الله من هذه الشدة .
9 - شرح قول المصنف : العاشرة: أنه لا أضل ممن دعا غير الله. الحادية عشرة: أنه غافل عن دعاء الداعي لا يدري عنه. الثانية عشرة: أن تلك الدعوة سبب لبغض المدعو للداعي وعداوته له. الثالثة عشرة: تسمية تلك الدعوة عبادة للمدعو. الرابعة عشرة: كفر المدعو بتلك العبادة. الخامسة عشرة: أن هذه الأمور سبب كونه أضل الناس. السادسة عشرة: تفسير الآية الخامسة. أستمع حفظ
شرح قول المصنف : السابعة عشرة: الأمر العجيب وهو إقرار عبدة الأوثان أنه لا يجيب المضطر إلا الله، ولأجل هذا يدعونه في الشدائد مخلصين له الدين. الثامنة عشرة: حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد والتأدب مع الله عز وجل.
" الثامنة عشرة : حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد والتأدب مع الله " .
المؤلف إذن يختار أن قوله عليه الصلاة والسلام : ( لا يُستغاث بي إنما يستغاث بالله ) من باب التأدب بالألفاظ والبعد عن التعلق بغير الله وأن يكون تعلق الإنسان دائماً بالله عز وجل فهو يعلم الأمة أنهم إذا وقعوا في الشدائد لا يلجؤون إلا إلى الله عز وجل ولا ينطقون بلفظ الاستغاثة إلا بالله سبحانه وتعالى .
السائل : النبي عليه الصلاة والسلام ... .
الشيخ : نعم يعرفهم وقد أخبر حذيفة بأسماء أناس معينين .
السائل : لماذا ... .
الشيخ : يمكن ... يمكن أن نقول إنما المشكل الآن أن الرسول صلى الله عليه وسلم بين العلة قال : ( لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ) فخشي أن يكون في ذلك تنفير عن الإسلام لأنه إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ما دخل الناس في الدين وإذا كانت هذه المسألة تفوت في الوقت الحاضر يعامل هذا معاملتهم ثم إن المنافقين في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ما يظهرون النفاق يتسترون به لكن من أظهر نفاقه علمنا يظهره ويبينه هذا ما يمكن أن نعامله معاملة المسلم ما أظهروه .
السائل : ... .
الشيخ : لأنه لما رأوا أذيته حكموا عليه بالنفاق من علاماته .
السائل : ... .
الشيخ : لا فيه فرق الاستعاذة بمعنى الاعتصام بالمستعاذ به وإن كان لا أريد أن يعصمني من هذا الشيء المعين والاستغاثة اعتصام به من شيء معين والاستعانة طلب العون وإن لم يكن الإنسان في شدة بل حتى في الأمور الكمالية التي لست في ضرورة إلى زوالها أو لست في ضرورة إلى تحصيلها تستعين به كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة ) .
السائل : ...واسطة
الشيخ : نعم
السائل : الإنسان يعمل واسطة ... .
الشيخ : واسطة شلون ؟
السائل : ... .
الشيخ : هذه الواسطة ليس بين الله وبين عباده وسائط في مسألة الدعاء لكن في مسألة الشرع نعم بينه وبين الخلق واسطة وهم الرسل أما في مسألة الدعاء ما يمكن أن يكون بيننا وبين الله واسطة ولهذا ما يجوز أني أقول مثلا للرسول صلى الله عليه وسلم الآن كن واسطة بيني وبين ربي في كذا وكذا وأما إذا كان الإنسان حياً وهو ممن ترجى إجابة دعوته فلا بأس أن أطلب منه أن أدعو الله لي كما قال عمر للعباس بن عبد المطلب : ( قم فادع الله يغيثنا ) وكما كان الصحابة يأتون الرسول عليه الصلاة والسلام يقولون ادع الله لنا نعم .
السائل : ... .
الشيخ : آية المنافق .
السائل : ... .
الشيخ : تكلمنا عليه البارحة في الدرس وقلنا إن العلامة معناها أن من تخلق بهذه الأخلاق فقد تخلق بأخلاق المنافق خالصاً فمعنى من تخلق بالحسد ففيه من أخلاق اليهود فهذا معناه أن هذه آية المنافق وليست هي النفاق فعلامة الشيء ليست هي الشيء لكن معناه أن هذه الخصال مما يمارسه المنافقون فإذا اجتمعت الأربع صار الإنسان ممارساً لجميع أخلاق المنافقين.
السائل : ...
الشيخ : لا ... لكن إذا ..