شرح قول المصنف :باب قول الله تعالى : (( أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون * ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون )) الآية . [ سورة الأعراف ، الآيتان : 191 ، 192 ] . وقوله تعالى : (( والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير )) الآية .
وقوله : (( ما لا يخلق شيئاً )) أيضاً (( وهم يخلقون )) والرب المعبود لا يمكن أن يكون مخلوقاً بل هو الخالق وليس بالمخلوق المخلوق حادث والحادث يجوز عليه العدم ولا لا ؟ لأن ما جاز انعدامه أولاً جاز انعدامه آخراً والرب سبحانه وتعالى لا يجوز عليه الحدوث ولا يجوز عليه الفناء هؤلاء يخلقون فكيف يُعبدون من دون الله المخلوق لا يُعبد لأنه هو بنفسه مفتقر إلى خالقه وهو بنفسه حادث بعد أن لم يكن فهو ناقص في افتقاره وفي وجوده قال : (( وهم يخلقون )) وعندنا إشكال في قوله : (( وهم يخلقون )) مع قوله : (( ما لا يخلق )) يعني لم يقل ما لا يخلقون وهم يخلقون قال : (( ما لا يخلُق )) (( وهم يخلقون )) فالجواب يا ... إيش الجواب ؟ السؤال إشكال عندنا في الضمير قال : (( ما لا يخلق شيئاً )) بالإفراد ثم قال : (( وهم يخلقون )) بالجمع .
الطالب : ... .
الشيخ : إي هي التي تعبد إي لكن يُخلقون هل يعود على المشركين ولا على الأصنام ؟
الطالب : ... .
الشيخ : يعود على الأصنام ما فيه إشكال يعود على الأصنام، فما هو الجواب ؟ من يعرف الجواب ؟ نعم يا ...
الطالب : قوله : (( ما لا يخلق )) يعود على ... (( وهم يخلقون )) يعود على ... .
الشيخ : خطأ، ما لا يخلق ذكرنا لكم ونكرر هذا تكرير مع أنكم قرأتم في * الألفية * أن ما اسم موصول لفظها مفرد، ومعناها إيش؟
الطالب : الجمع
الشيخ : معناها الجمع فهي صالحة بلفظها للمفرد وبمعناها للجمع وقوله : (( ما لا يخلق )) عاد الضمير عليها باعتبار اللفظ (( وهم يخلقون )) عاد عليها باعتبار المعنى (( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ )) نفس الشيء فسرناها قبل بهذا قلنا من لا يستجيب باعتبار اللفظ وهم عن دعائهم غافلون باعتبار المعنى طيب قولُه : (( ولا يستطيعون لهم نصراً )) أيضاً ما ينفعونهم هؤلاء المعبودون لا ينفعون العابدين لا يستطيعون لهم نصراً والنصر معناه الدفع عن المخلوق بحيث ينتصر على عدوه زيادة على ذلك هم أيضاً عاجزون عن الانتصار لأنفسهم (( ولا أنفسهم ينصرون )) فبين الله سبحانه وتعالى عجزَ هذه الأصنام من أربعة وجوه : الوجه الأول يا غانم الوجه الأول .
الطالب : أنهم لا يستطيعون ... .
الشيخ : لا أبي بالترتيب حسب سياق الآية .
الطالب : ... .
الشيخ : الوجه الأول أنها لا تخلق ومن لا يخلق لا يستحق أن يعبد
الوجه الثاني : أنهم مخلوقون موجودون من العدم فهم عاجزون افتقارا ودواما يعني ابتداء ودواما الوجه الثالث .
الطالب : لا ينصرونهم .
الشيخ : لا ينصرون الداعين ما يستطيعون نصرهم تر كلمة لا يستطيعون أبلغ من قوله : لا ينصرونهم لأنهم إذا قال لا ينصرونهم قد يقول قائل : ولكن يستطيعون لكن إذا قال لا يستطيعون لهم نصراً فهو أبلغ أو لا ؟ ... .
الطالب : هذا يدل على ... .
الشيخ : ما يخالف هذا بيان للواقع
الرابع نعم إنهم لا يستطيعون نصر أنفسهم بهذه الوجوه الأربعة يكون الإنكار ظاهرا على هؤلاء المشركين ما إعراب قوله : (( ولا أنفسهم ينصرون )) عبد الله السايغ ؟
الطالب : ... .
الشيخ : طيب .
الطالب : ... .
الشيخ : توافقون على هذا الإعراب ؟ كأنك عندك معارضة ؟
الطالب : ... .
الشيخ : ما هي من باب الاشتغال؟
لو قال ولا أنفسهَم ينصرونها كانت من باب الاشتغال ولا لا ؟ ابن مالك يقول في الاشتغال:
" إن مضمر اسم سابق فعلا شغل *** عنه بنصب لفظه أو المحل "
... الاشتغال إذن يا جماعة هذا ليس من باب الاشتغال لأن الفعل العامل ما اشتغل بضمير المشغول عنه ولكنه من باب المفعول المقدم إي نعم نعم .
الطالب : الضمير يعود على
الشيخ : على ما
الطالب : ... قلنا في ما أنه ... .
الشيخ : نحن قلنا يجوز مراعاة المعنى واللفظ يجوز مراعاة المعنى واللفظ حتى بالنسبة للعاقل وغير العاقل كل شيء
الطالب : ...
الشيخ : لا ما فيه ... يعني ما فيها إقامة البراهين على هذا
طيب مناسبة الباب المؤلف يقول : باب قول الله تعالى ما جاب ترجمة مستقلة لكن مناسبة الباب لما قبله كأن المؤلف رحمه الله يسوق البراهين الدالة على بطلان عبادة ما سوى الله ولهذا جعل الترجمة نفس الآية نفس الدليل الباب هنا فيه البراهين الواضحة على بطلان عبادة ما سوى الله أخذتم ببالكم فكأن المؤلف لما ذكر فيما سبق الاستعاذة والاستغاثة بغير الله عز وجل ذكر البرهان الواضح على أن العبادة لا تكون إلا لله فجعل العنوان نفس الدليل قال : وقوله : (( والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير )) الآية (( إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ )) والذين تدعون من دونه دعاء مسألة ولا دعاء عبادة أو الكل ؟ الكل تدعون دعاء مسألة أو دعاء عبادة وقوله : (( من دونه )) أي : من دون الله أي : سوى الله وقوله سبحانه وتعالى : (( ما يملكون )) هذا خبر المبتدأ ، جملة ما يملكون خبر المبتدأ الذي هو قوله : (( الذين )) (( ما يملكون من قطمير )) ما نافية من قطمير من حرف جر زائد لفظاً نعم وبعضهم يقول : حرف الجر الزائد في القرآن ينبغي أن لا نقول زائد بل نقول صِلة من صِلة ولكن عندي أن كلمة من صلة فيها نظر أيضاً بل نقول من للتوكيد لأنه مر علينا في البلاغة أن أدوات التوكيد الحروف الزائدة والأحسن هنا أن نقول من للتوكيد وقوله : (( من قطمير )) أي لا يملكون قطميراً فما هو القطمير ؟ القِطمير هو سلب النواة تعرفونه ؟ النواة تعرفونه ويش هي ؟ ...، السلب اللي عليه يسمى قطميراً والفتيلة التي في الشق تسمى فتيلاً والنقرة التي على ظهرها تسمى نقيراً ففي النواة ثلاث أشياء ذكرها الله في القرآن القطمير والنقير والفتيل (( ولا يظلمون فتيلاً )) والفتيل هو الحبل الشيء إي السلك سلك يكون في شق النواة نعم ما بعد ... الحكمة منه إنما النقير في قوله تعالى نعم : (( ولا يُظلمون نقيراً )) قال : إنه النقرة التي على ظهر النواة والقطمير : لفافة النواة هذه اللفافة هي القطمير هؤلاء ما يملكون من قطمير كذا طيب أليس الإنسان يملك النخلة كلها؟ ها لكنه ملكا ناقصا فهو ملك ليس حقيقيا بدليل أن ملك لمالي الآن هل أنا مالك له على سبيل الإطلاق بحيث أني أتصرف كما شئت أحرقه أتلفه وما أشبه ذلك؟ لا ما يجوز أن أتصرف فيه إلا على حسب ما شرع لي فإذا الملك ناقص ..
ثم قال الله تعالى : (( أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون )) وسبق أن هذه الأصنام التي يعبدونها مخلوقة والمعبود لا يمكن أن يكون مخلوقا وسبق أنها عاجزة والمعبود لا يمكن أن يكون عاجزا لأنهم لا يستطيعون نصرا لهؤلاء وسبق أنها ضعيفة أيضا ولهذا لا تستطيع أن تنصر نفسها وسبق أيضا في الآية الثانية أن الذين يدعون من دون الله ليس لهم ملك في السموات ولا في الأرض ما يملكون من قطمير وهو اللفافة التي على النواة وأنهم إن دعوهم ((إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم )) إن تدعوهم هذه الجملة شرطية فِعل الشرط منها تدعوا وهو مجزوم بحذف النون والواو فاعل وأصلها : تدعونهم
وقوله : (( لا يسمعوا دعائكم )) هذه جواب الشرط ولهذا جزم بحذف النون والواو فاعل ، يعني هذه الأصنام لو دعوتموها ما سمعت ولو فُرض أنها سمعت ما استجابت، لأنها ما تقدر على ذلك فهي لا تَسمع ولا تَنفع ولهذا قال إبراهيم لأبيه : (( يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا )) فإذا كان كذلك لا تسمع ولا تنفع فأي عقل يدعو إلى أن تدعى هذه من دون الله بل هذا سفه (( وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ )) .
الطالب : ... .
الشيخ : ... أبدا كما قال الله : (( لا يسمعوا دعاءكم )) لا نقول إلا كما قال الله
الطالب : الأرض ...
الشيخ : هذه الأصنام بارك الله فيك ، هذه الأصنام ، لا تسمع الدعاء ولو فرض أنها سمعت ما استجابت .
1 - شرح قول المصنف :باب قول الله تعالى : (( أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون * ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون )) الآية . [ سورة الأعراف ، الآيتان : 191 ، 192 ] . وقوله تعالى : (( والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير )) الآية . أستمع حفظ
تتمة شرح قول المصنف :قوله تعالى : (( .....ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير )) الآية .
السائل : التمثل بهذا المثل
الشيخ : نعم
السائل : التمثل به
الشيخ : كيف
السائل : التمثل بهذا المثل
الشيخ : بهذا إيش؟
السائل : التمثل بهذا المثل (( ولا ينبئك مثل خبير )) .
الشيخ : هذا يضرب مثال لمن أخبر بخبر ورأى شكا عند من خاطبه به يقول : ولا ينبئك مثل خبير إي نعم يحضرني الآن قول عائشة رضي الله عنها لمن جاء يسألها عن مسألة وقعت قالت له : ( على الخبير سقطت ) يعني الخبير هو العليم بواطن الأمور فيكون عالما بكل شيء يتعلق بهذه القضية .
السائل : بالنسبة للذين يدعون الأولياء نقول لهم لا يسمعون دعائهم فيقولون أليس رد السلام يسمعون رد السلام عند قوله السلام عليكم دار قوم مؤمنين يسمعون رد السلام ؟
الشيخ : نقول هذه المسألة كونهم يسمعون السلام فيه خلاف فإن بعض أهل العلم يقول لا يسمعون وأن قوله : السلام عليكم دعاء ما يقصد به المخاطبة ثم على فرض أنهم يسمعون كما جاء في الحديث الذي صححه ابن عبد البر وضعفه الألباني لأن الإنسان إذا سلم على شخص يعرفه في الدنيا رد الله عليه روحه فرد عليه السلام على صحة هذا الحديث إذا كانوا يسمعون السلام فلا يلزم أنهم يسمعون كل شيء ثم إنه لو فرض أنهم يسمعون غير السلام فالذي صرح الله به بأنهم لا يسمعون ... نقول إلا يسمعون إذا قال الله لا يسمعون دعائكم ونحن نقول إلا يسمعون هذا كفر بالقرآن فإذن تبين أنه ما يمكن أن يعارض بأي وجه من الوجوه لا يمكن أن يعارض بقوله : ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين ) بأي وجه من الوجوه لهذه الآية حتى لو فُرض أن الأموات يسمعون كل شيء يُتكلم به عندهم فإنهم لا يسمعون دعاء من يدعوهم بنص القرآن .
السائل : ... .
الشيخ : يعني فرضاً لو سمعوا ما استجابوا لكم يعني فرضا لو سمعوا ما استجابوا لكم لأن آخر الآية ما يبطل أولها آخرها لا يبطل أولها .
2 - تتمة شرح قول المصنف :قوله تعالى : (( .....ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير )) الآية . أستمع حفظ
شرح قول المصنف :وفي الصحيح عن أنس ، قال : ( شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد ، وكسرت رباعيته ، فقال : كيف يفلح قوم شجوا نبيهم ؟ فنزلت : (( ليس لك من الأمر شيء )) [ سورة آل عمران ، الآية : 128 ] . وفيه عن ابن عمر - رضي الله عنهما - : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر : ( اللهم العن فلاناً وفلاناً ، بعد ما يقول : سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ، فأنزل الله (( ليس لك من الأمر شيء )) - الآية . وفي رواية : ( يدعو على صفوان بن أمية و سهيل بن عمرو والحارث ابن هشام فنزلت (( ليس لك من الأمر شيء )) . )
الطالب : ...
الشيخ : في السنة الثالثة الهجرية أنا قُلت في الثانية
الطالب : في الثالثة
الشيخ : الثالثة نعم فهذا الذي حصل أن المسلمين هُزموا بمعصية واحدة والآن نريد الانتصار ونحن عسى أن يكون عندنا طاعة واحدة نعم المعاصي كثيرة فلذلك لا يمكن أن نفرح بنصر ما دمنا على هذه الحال إلا أن الله تعالى نسأله أن يلطف بنا ويُصلحنا جميعاً
شج يوم أحد والشجة جرح في الرأس والوجه خاصة الشجة في اللغة العربية هي جرح في الرأس والوجه خاصة لو جرح الإنسان مع بطنه أو مع فخذه أو مع ظهره أو مع صدره فإن ذلك لا يُسمى شجة لا يسمى إلا في الرأس ويش بعد ؟ والوجه والرسول عليه الصلاة والسلام شُج وكُسرت رباعيته الرباعية هي السن الرابعة من وسط الفم ، السنين المتوسطتين يسميان ثنايا وما وراءهما يسمى رباعية كسرت رباعية النبي عليه الصلاة والسلام ... الذي كسرها من قريش لما كسروها قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( كيف يُفلح قوم شجوا نبيهم ) كيف استفهام يراد به الاستبعاد يعني بعيد أن يفلح قوما شجوا نبيهم عليه الصلاة والسلام وقوله : ( يفلح ) الفلاح تقدم لنا غير مرة أن معناه ها
الطالب : ...
الشيخ : ما حضرت ؟ من ؟
الطالب : الفوز بالمطلوب ، والنجاة من المرهوب
الشيخ : نعم الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب هذه الفلاح يعني كيف يحصل لهم مطلوبهم وينجو من مرهوبهم وقد شجوا نبيهم فأنزل الله : فنزلت : (( ليس لك من الأمر شيء )) نزلت يعني هذه الآية : (( ليس لك من الأمر شيءٌ )) وهذا الخطاب لمن ؟ للرسول عليه الصلاة والسلام وكلمة شيء نكرة في سياق النفي فتكون عامة والأمر الشأن والمراد بالشأن هنا شأن الخلق فشأن الخلق إلى خالقهم حتى النبي عليه الصلاة والسلام ما له في الأمر شيء (( ليس لك من الأمر شيء )) هذا الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام وقد شُج وجهه وكُسرت رباعيته وفي هذه الحال مع ذلك ما عذره الله عز وجل في كلمة واحدة ( كيف يُفلح قوم شجُوا نبيهم ) فإذا كان الأمر كذلك فما بالك بمن سواه هل له من الأمر شيء ؟ لا الأصنام والأوثان والأولياء والأنبياء ما لهم من الأمر شيء الأمر كله لله وحده سبحانه وتعالى كما أنه الخالق وحده فالأمر إليه وحده والحمد لله الذي لم يجعل شأننا إلى أحد سواه ، لو جعل شأننا إلى مخلوق ضعنا، لأن المخلوق ما يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً فكيف يملك لغيره فإذن أمر الخلق إلى خالقهم (( ليس لك من الأمر شيء )) يعني فلا تقل كيف يفلح قوم شج نبيهم وبهذا نستفيد من هذا الحديث وإن كنا ما نريد تعداد الفوائد لأننا نتكلم عن الشاهد فقط نستفيد أنه يجب الحذر من إطلاق اللسان فيما إذا رأى الإنسان مُبتلىً بالمعاصي إذا رأيت مبتلى بالمعاصي لا تستبعد رحمة الله منه فإن الله تعالى قد يتوب عليه شوف هؤلاء القوم شجوا وجه نبيهم لما استبعد الرسول فلاحهم قيل له (( ليس لك من الأمر شيء )) ( والرجل الذي كان مطيعا وعابدا يمر بالعاصي فيقول اوالله لا يغفر الله لفلان قال الله له : قد غفرت له وأحبطت عملك من الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان ) فيجب على الإنسان أن يمسك اللسان، لأن زلته عظيمة ثم يا أخي ألستَ تشاهد بعينك أو تسمع بأذنك أخبار قوم كانوا من أفجر عباد الله وأشدهم عداوة له انقلبوا أولياء لله عز وجل فإذا كان كذلك فلماذا تستبعد رحمة الله تعالى من قوم كانوا عتاة ولهذا بعض العامة الحقيقة هدانا الله وإياهم إذا قلت نسأل الله أن يهدي فلانا من أئمة الكفر قال لا ما هو بهاديه كيف ما هو بهاديه ويش تعلم ؟ ما دام الإنسان ما بعد مات كل شيء ممكن كما أن المؤمن نسأل الله أن يحمينا وإياكم يمكن أن يزيغ قلبه لما كان فيه من سريرة فاسدة فالمهم أن هذا الحديث يجب أن يُتخذ عبرة لمعتبر في أنك لا تستبعد رحمة الله من أي إنسان كان عاصياً وقوله : ( فنزلت ) الفاء للسببية وعلى هذا فيكون سبب نزول الآية الكريمة إيش يكون سببها ؟ ها هذا الكلام ( كيف يفلح قوم شجوا نبيهم ) وفيه عن أبي هريرة في الصحيح أيضا عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع .
السائل : ... .
الشيخ : إي نعم هذا ظاهر اللفظ .
السائل : ... .
الشيخ : هو هذا نعم وفيه عن ابن عمر رضي الله عنهما : ( أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر ) سمعه يقول : ( إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر ) وهنا قيد الصلاة وقيد مكان هذا الدعاء من الركعات ومكانه من الركعة ، مكانه من الصلوات الفجر من الركعات الأخيرة من الركعة بعد الرفع من الركوع نعم سمعه يقول : ( اللهم العن فلاناً وفلاناً ) اللهم العن اللعن معناه الطرد والإبعاد عن رحمة الله أي أبعدهم عن رحمتك واطردهم منها هذا هو اللعن والعياذ بالله وفلانا وفلانا ... في الرواية الثانية عندي ، ويش بعدها ؟ ( بعد ما يقول : سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ) يعني أنه يقول ذلك إذا رفع وقال : سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ( فأنزل الله (( ليس لك من الأمر شيء )) ) شوف فأنزل واللي قبلها يقول فنزلت وكلامها بالفاء وعلى هذا فيكون سبب نزول الآية أيضا دعوة النبي عليه الصلاة والسلام أو دعوة النبي صلى الله عليه وسلم على هؤلاء ولا مانع من أن يكون للآية سببان نزول يعني ليس السبب ... واحد فقط قد يتعدد السبب إلى هنا القصة واحدة فإن الرسول عليه الصلاة والسلام دعا على قوم من قريش بعد اشتداد أذيتهم للمؤمنين فأنزل الله تعالى هذه الآية (( ليس لك من الأمر شيء )) يعني فإذا كان ليس لك من الأمر شيء فإن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يقلب عداوة هؤلاء إلى ولاية وفي رواية : ( يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام فنزلت: (( ليس لك من الأمر شيء )) ) هذا التبيين لأي شيء ؟ للمبهم في قوله : ( فلانا وفلانا ) صفوان بن أمية سهيل بن عمرو والحارث بن هشام كلهم كانوا كفارا معادين للرسول عليه الصلاة والسلام وسهيل بن عمرو هو الذي حصل على يده الصلح في الحديبية فأنزل الله تعالى نزلت (( ليس لك من الأمر شيء )) آخر الآية (( أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون )) والذي وقع ما هو ؟ تاب فإن الله تاب عليهم وهؤلاء الثلاثة كلهم أسلموا وحسُن إسلامهم رضي الله عنهم فتأمل الآن تأمل أن العداوة قد تنقلب إلى ولاية لأن القلوب بيد الله سبحانه وتعالى ولو أن الأمر كان على ظن رسول الله صلى الله عليه وسلم لكان هؤلاء يبقون على الكفر حتى يموتوا عليه إذ لو قبلت الدعوة العن فلانا وفلانا وطردوا عن الرحمة ما بقي إلا العذاب إذا انتفت الرحمة بقي العذاب ولكن النبي عليه الصلاة والسلام ليس له من الأمر شيء الأمر كله لله ولهذا هدى هؤلاء الأقوام وصاروا من أولياء الله ومن الذابين عن دين الله بعد أن كانوا من أعدائه قائمين ضده والله سبحانه وتعالى يمن على من يشاء من عباده وليس بعيدا عليكم قصة الأصيرم بن عبد الأشهل من بني عبد الأشهل من الأنصار كان معروفا بأي شيء ؟ بالعداوة لما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام وضد ما جاء به الرسول فلما جاءت وقعة أحد ( ألقى الله الإسلام في قلبه فأسلم الرجل من غير أن يعلم النبي عليه الصلاة والسلام ومن غير أن يعلم أحد من قومه وخرج للجهاد وقتل شهيدا لما انتهت المعركة جعل الناس يتفقدون قتلاهم فإذا الأصيرم في آخر رمق فقالوا ما جاء بك يا فلان ؟ أحدب على قومك، أم رغبة في الإسلام ؟ قال: بل رغبة في الإسلام وإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأخبروا عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه بذلك فقال : هو من أهل الجنة ) ... ما صلى ولا سجد ولا سجدة وكان من أهل الجنة لكن الله عز وجل حكيم يهدي من يشاء لحكمة ويضل من يشاء لحكمة والمهم أننا لا نستبعد رحمة الله سبحانه وتعالى من أي إنسان لا نستبعد ولا نيأس لنعلم أن الذي قال لرسوله : (( ليس لك من الأمر شيء )) حين قال : ( كيف يفلح قوم شجوا نبيهم ) أنه يقول لنا مثل ذلك أو أكثر أليس كذلك ؟
3 - شرح قول المصنف :وفي الصحيح عن أنس ، قال : ( شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد ، وكسرت رباعيته ، فقال : كيف يفلح قوم شجوا نبيهم ؟ فنزلت : (( ليس لك من الأمر شيء )) [ سورة آل عمران ، الآية : 128 ] . وفيه عن ابن عمر - رضي الله عنهما - : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر : ( اللهم العن فلاناً وفلاناً ، بعد ما يقول : سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ، فأنزل الله (( ليس لك من الأمر شيء )) - الآية . وفي رواية : ( يدعو على صفوان بن أمية و سهيل بن عمرو والحارث ابن هشام فنزلت (( ليس لك من الأمر شيء )) . ) أستمع حفظ
شرح قول المصنف :وفيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : ( قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه (( وأنذر عشيرتك الأقربين )) [ سورة الشعراء : 214 ] فقال : يا معشر قريش - أو كلمة نحوها - اشتروا أنفسكم ، لا أغني عنكم من الله شيئاً . يا عباس بن عبدالمطلب ، لا أغني عنك من الله شيئاً . يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أغني عنك من الله شيئاً . ويا فاطمة بنت محمد ، سليني من مالي ما شئت ، لا أغني عنك من الله شيئاً ) .
إيش قال لهم ؟ مقول القول : ( اشتروا أنفسكم ) هذا مما قال اشتروا أنفسكم والاشتراء معناه الإنقاذ لأن المشتري نفسه كأنه أنقذها من هلاك نعم المشتري راغب أو راهب ؟ راغب ولهذا عبر بالاشتراء كأنه يقول أنقذوا أنفسكم راغبين نعم ( لا أغني عنكم من الله شيئاً ) هذا الشاهد لا أغني لا أدفع أو لا أنفع عنكم من الله شيئاً إذا أراد الله بكم شيئا فهل يمنعه شيء ؟ لا لأن الأمر بيد الله بل هو النبي عليه الصلاة والسلام نفسه يقول : (( قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً )) وهو النبي عليه الصلاة والسلام وفي قوله : ( اشتروا أنفسكم ) من الحض على هذا الأمر ما هو ظاهر لأن المشتري كما قلت يكون راغبا لا أغني عنكم من الله شيئا وشيئا نكرة في سياق النفي فتعم أي شيء ( يا عباس بن عبد المطلب ) ويش ... هذا ؟ صلته بالنبي عليه الصلاة والسلام أنه عمه وهنا قال : ( يا عباس ) بالضم وقال : ( ابن عبد المطلب ) لأن المنادى إذا كان معرفة يبنى على الضم ونعته إذا كان مضافا ينصب وهنا ابن عبد المطلب مضاف ولهذا نصب ما قيل يا عباس بنُ بل قيل يا عباسُ بنَ عبد المطلب قوله : عبد المطلب هذا ويش هو ؟ صلته بالرسول صلى الله عليه وسلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب فإذا قال قائل : كيف الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: عبد المطلب وهو لا يجوز أن يضاف عبد إلا لله عبد الله عبد الرحمن عبد العزيز عبد الوهاب عبد الحميد عبد المجيد وما أشبه ذلك قلنا هذا ليس إنشاء بل هو خبر اسمه عبد المطلب ما هو سماه الرسول صلى الله عليه وسلم .
الطالب : ... .
الشيخ : طيب اشتهر بعبد المطلب ... ولهذا انتمى إليه الرسول عليه الصلاة والسلام فقال : ( أنا ابن عبد المطلب ) ( أنا النبي لا كذب ) هنا خبر وليس إنشاءً فمثلا لو فرضنا أن لك أب يسمى بعبد المطلب أو عبد اللات أو عبد العزى وما أشبه ذلك تنتسب إليه ولا لا؟ هو الآن مو موجود يغير اسمه لو كان موجود غيرنا اسمه لكن راح تنتسب إليه ولا يعد هذا إقراراً هذا ليس فيه بإقرار ولكنه خبر عن أمر واقع كما لو قلت كفر فلان ونافق فلان وما أشبه ذلك
قال : ( لا أغني عنك من الله شيئا ) وهو عمه أليس قد قال الرسول عليه الصلاة والسلام في العباس نفسه قال لعمر : ( أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه ) ها بلى لكن لم ينفعه ولا الرسول ينفع ولا والده ولا أباه أبو الرسول عليه الصلاة والسلام في النار قال له رجل يا رسول أين ؟
( يا عباس بن عبد المطلب ) وهو عمه ( لا أغني عنك من الله شيئاً ) أي لا أنفعك بشيء دون الله ولا أمنعك من شيء أراده الله بك فأنا لا أغني عند شيئاً أدفع به عنك ولا أجلبه لك من الخير ( يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أغني عنك من الله شيئاً ) يُقال فيها مثل ما قيل في العباس ( ويا فاطمة بنت محمد ، سليني من مالي ما شئت ) فإني أملك ذلك أملك أن اعطيك من مالي ما شئت ولكن بالنسبة لما هو من حق الله يقول : ( لا أغني عنك من الله شيئاً ) وهذا كلام النبي عليه الصلاة والسلام بالنسبة لأقاربه الأقربين عمه وعمتُه والثالثة ابنتُه فما بالك بمن هم أبعد فما بالك بمن لا يمدون إليه بصلة يكون عدم إغنائه شيئاً من باب أولى إذاً فهؤلاء الذين يتعلقون برسول الله صلى الله عليه وسلم ويلوذون به ويستجيرون به من عذاب الله الموجودون في زمننا وقبلنا هؤلاء كلهم قد غرهم الشيطان واجتالهم عن طريق الحق لأنهم تعلقوا بما ليس بمتعلق الذي ينفع بالنسبة للرسول عليه الصلاة والسلام هو أن تؤمن به هذا الذي ينجي تؤمن به وتقوم باتباعه أما أن تعلق به رجاءك وتدعوه وترجوه بما تؤمل وتخشاه مما تخاف فهذا لا يجوز وهو شرك بالله وهو مما يبعدك عن الرسول عليه الصلاة والسلام وعن الاستجار من عذاب الله .
في هذا الحديث امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : (( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ )) فإنه قام بهذا الأمر عليه الصلاة والسلام على أتم القيام فدعا وعم وخصص وبين أنه لا ينجي أحدا من عذاب الله سبحانه وتعالى بأي وسيلة من الوسائل فإذا قيل ما الذي ينجيه ؟ قلنا كما تقدم الذي ينجي من عذاب الله هو الإيمان بالرسول عليه الصلاة والسلام واتباعه .
طيب جاه النبي عليه الصلاة والسلام هل ينفع ؟
الطالب : لا
الشيخ : لا وقد تقدم لنا أنه لا يجوز التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بجاه النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ليس وسيلة .
4 - شرح قول المصنف :وفيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : ( قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه (( وأنذر عشيرتك الأقربين )) [ سورة الشعراء : 214 ] فقال : يا معشر قريش - أو كلمة نحوها - اشتروا أنفسكم ، لا أغني عنكم من الله شيئاً . يا عباس بن عبدالمطلب ، لا أغني عنك من الله شيئاً . يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أغني عنك من الله شيئاً . ويا فاطمة بنت محمد ، سليني من مالي ما شئت ، لا أغني عنك من الله شيئاً ) . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: تفسير الآيتين. الثانية: قصة أحد. الثالثة: قنوت سيد المرسلين وخلفه سادات الأولياء يؤمنون في الصلاة. الرابعة: أن المدعو عليهم كفار. الخامسة: أنهم فعلوا أشياء ما فعلها غالب الكفار. منها: شجهم نبيهم وحرصهم على قتله، ومنها: التمثيل بالقتلى مع أنهم بنو عمهم. السادسة: أنزل الله عليه في ذلك (ليس لك من الأمر شيءٌ) (48). السابعة: قوله: (أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون) (49) فتاب عليهم فآمنوا.
الأولى : تفسير الآيتين " وهما : (( أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً ولا أنفسهم ينصرون )) وقد سبق وبينا أن الاستفهام فيهما للتوبيخ والإنكار طيب
" ثانيا : قصة أحد " حيث شُج وجه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( كيف يُفلح قوم شجوا وجه نبيهم ) فأنزل الله هذه الآية ، وأحد تقدم الكلام عليها وأنها غزوة صارت بين المشركين من قريش وبين النبي صلى الله عليه وسلم عند جبل يسمى أحدا نعم .
" والثالثة : قنوت سيد المرسلين وخلفه سادات الأولياء يؤمنون في الصلاة " . قنوت النبي عليه الصلاة والسلام في الصلاة وخلفه سادات الأولياء يؤمنون في الصلاة أراد المؤلف بهذه المسألة الثالثة أن النبي عليه الصلاة والسلام وهو سيد المرسلين كلهم وأصحابه سادات الأولياء ما أنقذوا أنفسهم كيف ينقذون غيرهم ؟ وليس مراده رحمه الله مجرد إثبات القنوت والتأمين عليه ولهذا جاءت العبارات بسيد وسيد بسيد وسادات فهل أحد يمكنه أن يقول إنه أقرب إلى الله من الرسول وهل أحد من الأولياء يمكنه أن يقول أنه أفضل من الصحابة أبداً ومع ذلك يلجؤون إلى الله سبحانه وتعالى في كشف الكربات ومن كانت هذه حاله فكيف يمكن أن يُلجأ إليه في كشف الكربات واضح يا جماعة إذن فليس مراد المؤلف مسألة الفقهية إثبات القنوت والتأمين عليه لكن إثبات أن هؤلاء مع أنهم أسياد هذا سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وأولئك أسياد الأولياء ومع هذا ما أغنوا عن أنفسهم شيئا .
" الرابعة : أن المدعو عليهم كفار " . منين نأخذه ؟
الطالب : من الرواية .
الشيخ : إيش الرواية ؟ ... .
الطالب : صفوان ابن عمير، سهيل بن عمرو والحارث ... .
الشيخ : في قوله تعالى : (( أو يتوب عليهم )) لأنه دليل على أنهم الآن ليسوا على حال مرضية إما أنه معروف أن صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام وقت الدعاء عليهم كانوا كفاراً .
الطالب : ... .
الشيخ : طيب هذه المسألة ويش ترمي إليه أن المدعو عليهم الكفار ترمي إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام وإن كان يظن أنه دعا عليهم بحق مع ذلك قطع الله سبحانه وتعالى أن يكون له من الأمر شيء يعني قد يقول قائل إذا كانوا كفاراً أليس يملك الرسول عليه الصلاة والسلام أن يدعو عليهم ؟ نقول لا حتى في هذه الحال ما يملك من أمرهم شيئاً هذا وجه هذه المسألة أن المدعو عليهم كفار ولا مسألة أن يعلمنا المؤلف أنهم كفار أن ندعوا عليهم هذه المسألة أظن أنها كافية ما تستحق أن يعنون لها لكن المعنى أنه حتى في هذه الحال الذي كان هؤلاء كفارا لم يملك النبي عليه الصلاة والسلام من الأمر شيئا بالنسبة إليهم .
الطالب : ....
الشيخ : إي نعم ...
" الخامسة : أنهم فعلوا أشياء ما فعلها غالب الكفار ومنها : شجهم نبيهم وحرصهم على قتله، ومنها : التمثيل بالقتلى مع أنهم بنو عمهم " . صحيح هذا؟
الطالب : إي نعم
الشيخ : يعني أنه مع كفرهم أيضا كانوا معتدين ومع هذا قيل له في حقهم (( ليس لك من الأمر شيء )) فهم شجوا النبي صلى الله عليه وسلم ومثلوا بالقتلى مثل حمزة بن عبد المطلب وكذلك أيضا حرصوا على قتل النبي عليه الصلاة والسلام مع أن كل هؤلاء بنو عمهم فيهم من بني عمهم وفيهم من الأنصار إنما هم مثلوا بحمزة بن عبد المطلب وهو من بني عمهم .
ومنها " السادسة : أنزل الله عليه في ذلك يعني مع كل هذه الحيثيات : (( ليس لك من الأمر شيء )) " يعني مع كل هذه الأمور والحيثيات والتي تقتضي أن يكون للرسول عليه الصلاة والسلام حق في أن يدعو عليهم أنزل الله (( ليس لك من الأمر شيء )) الأمر لمن ؟
الطالب : لله
الشيخ : لله وحده فإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام قد قُطع عنه هذا الشيء فغيره من باب أولى .
" السابعة : قوله : (( أو يتوب عليهم أو يُعذبهم )) فتاب عليهم فآمنوا " وهذا أيضاً دليل على كمال سلطان الله عز وجل وكمال قدرته هؤلاء الذين جرى منهم ما جرى تاب الله عليهم وآمنوا لأن الأمر كُله بيده سبحانه وتعالى فهو الذي يُضل من يشاء ويهدي من يشاء وكلنا يعلم ما جرى من عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل إسلامه وما جرى منه بعد إسلامه والأمر كُله لله فلا رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا من دونه يستطيعون أن يغيروا شيئاً من أمر الله .
5 - شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: تفسير الآيتين. الثانية: قصة أحد. الثالثة: قنوت سيد المرسلين وخلفه سادات الأولياء يؤمنون في الصلاة. الرابعة: أن المدعو عليهم كفار. الخامسة: أنهم فعلوا أشياء ما فعلها غالب الكفار. منها: شجهم نبيهم وحرصهم على قتله، ومنها: التمثيل بالقتلى مع أنهم بنو عمهم. السادسة: أنزل الله عليه في ذلك (ليس لك من الأمر شيءٌ) (48). السابعة: قوله: (أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون) (49) فتاب عليهم فآمنوا. أستمع حفظ
شرح قول المصنف : الثامنة: القنوت في النوازل. التاسعة: تسمية المدعو عليهم في الصلاة بأسمائهم وأسماء آبائهم.
الطالب : شيخ القنوت في النوازل يتعلق بالعقيدة وهو أنه لا يلجأ إلا لله ...
الشيخ : هذا يؤخذ من الثالثة من الفائدة الثالثة .
" التاسعة : تسمية المدعو عليهم في الصلاة بأسمائهم وأسماء آبائهم " . منين نأخذه ؟ صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام سماهم بأسمائهم وأسماء آبائهم لكن هل هذا مشروع أو جائز هذا جائز ولكن في مسألة اللعن نُهي عنها الرسول عليه الصلاة والسلام كما عرفتم طيب لو دعا لأناس في الصلاة يجوز تسميتهم بأسمائهم وآبائهم ؟ إي نعم لأن هذا مثل هذا فتسمية الإنسان لا يُعد من كلام الناس لا تظنوا أن هذا من كلام الناس الذي قال فيه الرسول عليه الصلاة والسلام : ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ) لأن هذا دعاء وتعيين المدعو عليه لا يخرج بهذه الجملة مثلا عن كونها دعاء والدعاء مخاطبة لمن ؟ مخاطبة لله سبحانه وتعالى .
السائل : المنهي عنه في الصلاة هل هو اللعن أو الدعاء ...
الشيخ : لا لعن المعينين لعن المعينين أما لعن الكفار عموماً فلا بأس به وقد ثبت عن أبي هريرة أنه كان يقنُت ويلعن الكفرة .
السائل : ...
الشيخ : إي الكفرة ...
السائل : الدعاء على المعين ... .
الشيخ : ما رأيكم فيه ؟
الطالب : في غير الصلاة
الشيخ : يقول غير الصلاة
الطالب : قال : اللهم أرح المسلمين منه .
الشيخ : لا بأس اللهم أرح المسلمين منه لا بأس قال النبي عليه السلام : ( مستريح ومستراح منه ) هذا ما فيه شيء لكن إراحة المسلمين منهم ما هو بالهلاك فقط لأنه بالهداية أو بالهلاك فأنت إذا قلت اللهم أرح المسلمين منه اللهم أكفهم شره أو ما أشبه ذلك اللهم اجعل شره في نحره هذا ما فيه بأس أما الهلاك فإنه محل نظر ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام هل دعا على قريش ولا قال: اللهم عليك بهم اللهم اجعلها عليهم سنين ... وهذا دعاء عليهم بالتضييق والتضييق قد يكون من مصلحة الظالم بحيث يرجع إلى الله عز وجل عن ظلمه المهم الدعاء بالهلاك عندي محل تردد فيه عندي تردد فيه .
الطالب : خبيب دعا عليهم .
الشيخ : نعم .
الطالب : خبيب بن عدي .
الشيخ : إيش قال ؟
الطالب : لما ... دعا عليهم بالهلاك .
الشيخ : إيش دعا ؟
الطالب : قال : اللهم أهلكهم بددا ولا تبق منهم أحدا.
الشيخ : وأحصهم عددا هذه قد يستدل بها لأن هذا وقع في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وأيضاً إذا الأمر وقع كما دعا فإنه ما بقي منهم أحدا على رأس الحول ولم ينكر الله تعالى ذلك ولا أنكره النبي عليه الصلاة والسلام هذا نعم قد يستدل به على جواز الدعاء على الظالم بالهلاك لكنه يحتاج أن ينظر في القصة قد يكون لها أسباب خاصة ما تأتي في كل شر نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : هذا بعد النبي عليه الصلاة والسلام بعد النبي وفيه أيضا إن صح الحديث، قال: ( اللهم سلط عليه كلبا من كلابك ) من هو ؟
الطالب : عتبة
الشيخ : عتبة بن أبي لهب فهذا إذا صح الحديث أيضا فيه دليل على الدعاء عليه بالهلاك .
الطالب : ... .
الشيخ : أظن ما عاد ... ويش أصل القصة طيب ينظر ... .
الحادية عشرة : قصته صلى الله عليه وسلم لما أنزل عليه وأنذر
الطالب : العاشرة
6 - شرح قول المصنف : الثامنة: القنوت في النوازل. التاسعة: تسمية المدعو عليهم في الصلاة بأسمائهم وأسماء آبائهم. أستمع حفظ
شرح قول المصنف : العاشرة: لعنه المعين في القنوت. الحادية عشرة: قصته صلى الله عليه وسلم لما أنزل عليه: (وأنذر عشيرتك الأقربين)(50). الثانية عشرة: جده صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر، بحيث فعل ما نسب بسببه إلى الجنون، وكذلك لو يفعله مسلم الآن. الثالثة عشرة: قوله للأبعد والأقرب: (لا أغني عنك من الله شيئاً) حتى قال: (يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاً) فإذا صرح صلى الله عليه وسلم وهو سيد المرسلين بأنه لا يغني شيئاً عن سيدة نساء العالمين، وآمن الإنسان أنه صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا الحق، ثم نظر فيما وقع في قلوب خواص الناس الآن ـ تبين له التوحيد وغربة الدين.
الطالب : ... عمم فقط
الشيخ : طيب إذا قلنا بهذا ألغينا كل الذي مضى حتى مثلاً يدعو عليهم نعم يعني لأن هذه المسائل معناها مسائل هي دلائل في الواقع يمكن كان في الأخير ... أنه عن هذا .
الطالب : ... .
الشيخ : أي يعني معنى مسائل المسائل معناها الأحكام مثل ما نقول في مقرر الحديث مثلا فوائد الحديث على كل حال المسألة هذه إن كان المؤلف رحمه الله يريد إن هذا أمر وقع ووقع فيه النهي فالمسألة ما فيها إشكال أنه كما قال وإن أراد أنه يستفاد من هذا جواز لعن المعين في القنوت فهذا ليس بصحيح لأن النبي صلى الله عليه وسلم نُهي عن ذلك .
" الحادية عشرة : قِصته صلى الله عليه وسلم لما أُنزل عليه : (( وأنذر عشيرتك الأقربين )) " والقصة كما رأيتم أنه عليه الصلاة والسلام نادى قريشاً فعمم ثم خصص فامتثل أمر الله سبحانه وتعالى في قوله : (( وأنذر عشيرتك الأقربين )) .
" الثانية عشرة : جده صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر، بحيث فعل ما نُسب بسببه إلى الجنون، وكذلك لو يفعله مسلم الآن " رحمه الله جده: الجد معناه الاجتهاد في هذا الأمر بحيث إنه فعل ما نُسب بسببه إلى الجنون يعني قالوا إن محمد صلى الله عليه وسلم جُنّ ليش ينادي هذا النداء وكيف يجمعنا لهذا الأمر يقول عاد المؤلف : وكذلك لو يفعله مسلم الآن يعني لو واحد يجمع الناس يا جماعة تعالوا احضروا نعم ثم يقوم فينادي ويحذر قالوا هذا الرجل مجنون ولكن لعله في وقته يمكن أن يكون في وقتنا هذا يمكن أن يكون ؟ يمكن نعم على كل حال نعم هو الحقيقة أن البلاد تختلف كما أن الزمن أيضاً يختلف البلاد تختلف والزمن يختلف فعلى كل حال نعم
الطالب : ...
الشيخ : ... معروف الزمن ... نهار وليل لكن معناها اختلاف الأزمنة كما قال الله تعالى : (( يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَار )) (( وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ )) فهي تختلف فربما يكون مثلا في مكان أو في زمان اعتاد أهلُه أن يُجمعوا لمثل هذا الأمر فإذا فعله فاعل ما يقال مجنون وقد يكون في زمان أو مكان ما اعتاد أهله ذلك فيُمكن أن يقال إنه مجنون ثم على كل حال الإنسان يجب عليه أن يبذل جده واجتهاده ويدعو إلى الله تعالى بالحِكمة وبالتي هي أحسن والنبي عليه الصلاة والسلام قام في هذا الأمر ولم يبال بما رمي به من الجنون صلى الله عليه وسلم .
" الثالثة عشرة : قولُه للأبعد والأقرب : ( لا أغني عنك من الله شيئاً ) حتى قال : ( يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاً ) فإذا صرح وهو سيد المرسلين بأنه لا يغني شيئاً عن سيدة نساء العالمين وآمن الإنسان أنه لا يقول إلا الحق، ثم نظر فيما وقع في قلوب خواص الناس الآن تبين له التوحيد وغربة الدين " . نعم .
الطالب : عندنا تبين له الترك .
الشيخ : الترك ... .
الطالب : مجانبة ، مجانبة تركه
الشيخ : ترك ، أن يجنبه الترك واحد لكن نحن ما هي بعندنا لا هذه ولا هذه ، صدق رحمه الله فيما قال فإنه إذا كان هذا القائل سيد المرسلين وقاله لسيدة نساء العالمين نعم ثم نحن نؤمن بأن الرسول ما يقول إلا الحق وأنه لا يغني ولا عن ابنته من الله شيئاً تبين لنا الآن أن ما يفعلُه خواص الناس ترك للتوحيد لأن فيه الآن ناس خواص يرون أنفسهم علماء وكذلك مَن حولهم يراهم علماء وأهلا للتقليد نراهم يدعون الرسول عليه الصلاة والسلام دعوة صريحة يدعونه لكشف الضر وجلب النفع دعوة صريحة فيرددون :
" يا أكرم الخلق من لي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم "
وأشباه ذلك من الكلمات التي هي شرك واضح والعياذ بالله وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً وإذا أنكر عليهم منكر قالوا أنت ما تعرف حق النبي عليه الصلاة والسلام ولا تعرف مقام النبي عليه الصلاة والسلام عند الله وأنت ... صلى الله عليه وسلم ، النبي عليه الصلاة والسلام سيد الكون والنبي ما خلق الجن والإنس إلا من أجله والنبي خُلق من نور العرش كيف أنت تقول الكلام هذا ...من هذه الأشياء التي يموهون بها على العامة لأن بعض العامة البسطاء الجهلاء يصدقون بهذا ويش يدريكم ... مثل هذا كبير العمامة طويل اللحية طويل المسواك واسع الكمين وقال هذا الكلام لعوام ماذا يقولون ؟ لو يأتيه كل واحد نعم بكل آية ما تبعوه بل هو السيد المطاع ... ثم إن المؤمن عاطفته ... للرسول عليه الصلاة والسلام أمر لا يُنكر وهذا يجلب العواطف ولكن هل الإنسان مأمور بأن يحكم العاطفة أو العقل ؟ العقل ولهذا نعى الله سبحانه وتعالى على الكفار الذين اتبعوا ما عليه آباؤهم بأنهم لا يعقلون (( صم بكم عمي فهم لا يعقلون )) فالإنسان ما ينبغي له أن يحكم العاطفة ويتبع العاطفة بل يجب عليه أن يتبع العقل الصريح السالم من الشبهات والشهوات فالمهم أن ما قاله المؤلف رحمه الله حق وأن من تأمل ما عليه الناس اليوم تبين له ترك التوحيد وغُربة الدين وأن هذا من الأمور المُشكلة ليس عند بلاد الكفار بل حتى في بلاد المسلمين، في بلاد المسلمين الآن يعلن الشرك إعلانا ظاهرا يرون الناس يفدون من كل فج على هذا الولي يدعونه ويرجونه والعياذ بالله كما يدعون الله ويرجونه ولا أحد من الناس يتكلم وإذا تكلم ما يُقبل قد يوجد من الناس أهل خير وأهل توحيد وأهل إخلاص يدعون وينكرون مثل هذه الأمور لكن ما يُقبل ما دام أن شيخه الذي ... في كبر العمامة طول المسواك واللحية وما أشبه ذلك يقول هذا الكلام ما يقبلون من أحد شيء نعم (( وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ )) هؤلاء لو تأتيهم بكل آية ما يتبعونك نعم .
السائل : يقال إنهم مشركين ولا مخلصين العبادة للرسول
الشيخ : مخلصين الدعاء للرسول
السائل : ... .
الشيخ : إي نعم أشد
السائل : أشد من الشرك
الشيخ : أشد من الشرك نعم .
7 - شرح قول المصنف : العاشرة: لعنه المعين في القنوت. الحادية عشرة: قصته صلى الله عليه وسلم لما أنزل عليه: (وأنذر عشيرتك الأقربين)(50). الثانية عشرة: جده صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر، بحيث فعل ما نسب بسببه إلى الجنون، وكذلك لو يفعله مسلم الآن. الثالثة عشرة: قوله للأبعد والأقرب: (لا أغني عنك من الله شيئاً) حتى قال: (يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاً) فإذا صرح صلى الله عليه وسلم وهو سيد المرسلين بأنه لا يغني شيئاً عن سيدة نساء العالمين، وآمن الإنسان أنه صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا الحق، ثم نظر فيما وقع في قلوب خواص الناس الآن ـ تبين له التوحيد وغربة الدين. أستمع حفظ
شرح قول المصنف : باب قول الله تعالى : (( حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق ، وهو العلي الكبير ))
هذا أيضاً نقول فيه مثل ما قلنا في الترجمة السابقة هذا من البراهين والأدلة على أنه لا أحد يستحق أن يكون شريكا مع الله لأن الملائكة وهم الملائكة وهم أقرب ما يكون من الخلق إلى الله عز وجل ما عدا خواص بني آدم وهم الذين تزعُمهم المشركون بنات الله، هؤلاء انظر ماذا يصدر منهم عند كلام الله عز وجل (( حتى إذا فُزع عن قلوبهم )) فُزع عن ما قال فزعت قلوبهم قال : (( فُزع عن )) وعن تُفيد المجاورة المعنى جاوز الفزع قلوبهم أي أزيل الفزع عن قلوبهم والفزع كما تعرفون هو إيش؟ لكن خوف مفاجئ الخوف المفاجئ ... لكن هو أصله ... من الخوف خاف ففزع يعني قام وهرب وما أشبه ذلك وقوله : (( عن قلوبهم )) أي قلوب الملائكة لأن الضمير يعود على الملائكة والدليل على ذلك ما سيُذكر في الحديث الصحيح الآتي لأن النبي صلى الله عليه وسلم فسره ولا أحد أعلى من تفسير الرسول عليه الصلاة والسلام للقرآن وقوله : (( قالوا ماذا قال ربكم )) قالوا : جواب إذا أي قال بعضهم لبعض وإنما قُلنا ذلك لأجل أن يمكن وجود قائل ومقول له إذ لو جعلنا الواو في قوله قالوا عائداً على الجميع فأين المقول له فحينئذ قالوا أي قال بعضهم لبعض ماذا قال ربكم يعني أي شيء قال الله ؟ إعراب ماذا ؟ نريد أن يتذكر ما مضى من ألفية ابن مالك ، من يعربها لنا ؟
الطالب : نقول: ما اسم موصول وهو مبتدأ .
الشيخ : لا .
الطالب : ما .
الشيخ : إي
الطالب : استفهامية
الطالب : ...
الطالب : ما اسم استفهام مبتدأ وذا اسم موصول خبر .
الشيخ : بمعنى .
الطالب : بمعنى الذي ، هذا إعراب أو أن نعرب ماذا كلها استفهام.
الشيخ : أو نعرب ماذا كلها اسم استفهام أو ما اسم استفهام وذا زائدة قال ابن مالك :
" ومثل ما ذا بعدما استفهام *** أو من إذا لم تُلغ في الكلام "
طيب (( ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير )) قالوا الحق أي قال المسؤولون قال الحق فالحق مفعول لفعل محذوف تقديره ها قالوا قال الحق لأن الله سبحانه وتعالى هو الحق ولا يصدر عنه إلا الحق ولا يقول إلا الحق ولا يفعل إلا الحق سبحانه وتعالى والحق هو الصدق فيما كان خبراً والعدل فيما كان حُكما كما قال الله تعالى : (( وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً )) طيب وقولهم : (( قالوا الحق )) لا تقولوا هل يُفهم منه أنه قد يقول باطلا يعني معيناً ؟ نقول لا ولكن هذا بيان للواقع إذا قيل إذا كان بياناً للواقع فلماذا الاستفهام ؟ ما دام معروفا عند الملائكة كلهم أنه لا يقول إلا الحق نقول هذا من باب الثناء لما قالوا قالوا الحق من باب الثناء على الله بما قال وأنه سبحانه وتعالى ما قال إلا الحق
ثم قال : (( وهو العلي الكبير )) قال الحق مع أنه سبحانه وتعالى هو العلي الكبير العلي في ذاته وصفاته علو الذات وعلو الصفات الكبير يعني العظيم سبحانه وتعالى الذي لا أعظم منه لأنه إذا كان مُنفردا بالعظمة والكبرياء فيجب أن يكون مفرداً بالعبادة كل هذه الأبواب التي ذكرها المؤلف كلها تعتبر أصولا يسوق فيها الأدلة على عظمة الله سبحانه وتعالى وإذا كان بهذه العظمة العظيمة فإنه يجب أن تكون العبادة له وحده .
السائل : فرق بينه وبين الأبواب الأولى ... .
الشيخ : كلما زادت الأدلة ازداد اليقين لأن كل دليل بمنزلة الشهادة والشهادات كلما كُررت كان المشهود به ... وسبق أن معنى قوله : (( حتى إذا فزع عن قلوبهم )) غانم
الطالب : نعم
الشيخ : ويش معنى فُزع عن قلوبهم ؟
الطالب : إذا راح عنهم الفزع الخوف .
الشيخ : فزع عن قلوبهم أزيل عنها .
الطالب : أزيل عنها الفزع .
الشيخ : الفزع وهو الخوف وقوله : (( عن قلوبهم )) يعود إلى الملائكة
وقوله : (( قالوا )) أي الملائكة (( ماذا قال ربكم )) فيكون الجواب (( قالوا الحق )) يعني القول الحق قال القول الحق وسبق أن الحق في قول الله عز وجل هو المتضمن للصدق في الأخبار والعدل في الأحكام وسبق أن هذه الآية فيها وهو العلي الكبير وأن العلو ينقسم إلى قسمين : علو الذات وعلو الصفات وأن علو الصفات قد أجمع عليه كل من ينتسب إلى الإسلام حتى الجهمية يقولون بعلو صفات الله عز وجل ولكن علو الذات أنكره كثير من المنتسبين إلى الإسلام مثل الجهمية والأشاعرة غير المحققين منهم فإن المحققين منهم أثبتوا علو الذات
وسبق لنا أن علوه سبحانه وتعالى لا ينافي ما ذكر من كونه مع الخلق وكونه يعلمهم ويسمعهم ويراهم لأن الله تعالى ليس كمثله شيء في جميع صفاته وسبق أن الكبير معناه ذو الكبرياء وهو العظمة التي لا يدانيها شيء
وفي هذه الآية دليل على أن الملائكة يخافون الله كما قال تعالى : (( يخافون ربهم من فوقهم )) وقوله : (( حتى إذا فزع عن قلوبهم ))
وفيها أيضا إثبات القلوب لهم للملائكة وأن لهم قلوباً وفيها أيضاً إثبات أنهم أجسام وليسوا أرواحاً مجردة من الجسمية وهذا أمر معلوم بالضرورة قال الله تعالى : (( جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ )) فالنبي عليه الصلاة والسلام رأى جبريل له ستمئة جناح قد سد الأفق فالقول بأنهم أرواح فقط إنكار لهم في الواقع لكنهم لا يأكلون ولا يشربون إنما أكلهم وشربهم التسبيح يسبحون الليل والنهار لا يفترون
وفيه دليل أيضا على أن لهم عقولاً إذ أن القلوب هي محل العقل خلافاً
ما أدري كيف لا يعقلون وهم يسبحون الليل والنهار لا يفترون ويقرؤون ويكتبون ويطوفون بالبيت المعمور وغير ذلك
وفيه أيضاً إثبات القول لله عز وجل وأن الله تعالى يقول وأن قوله متعلق بمشيئته لأنه جاء بالشرط (( إذا فُزع )) وإذا الشرطية تدل حدوث المشروط حدوث الشرط والمشروط ففيه دليل على أن الله يتكلم بكلام مُتعلق بمشيئته خلافا لمن ؟ للأشاعرة الذين يقولون إن الله لا يتكلم بمشيئته وأن كلام الله سبحانه وتعالى هو المعنى القائم بنفسه فهو قائم أزلي أبَدي كقيام العلم والقدرة والسمع والبصر ولا ريب أن هذا كلام باطل لأن حقيقته إنكار كلام الله ولهذا يقولون إن الله سبحانه وتعالى يتكلم بكلام نفسي أزلي أبدي فإنهم يقولون هذا الكلام الذي سمعه موسى وسمعه النبي عليه الصلاة والسلام ونزل به جبريل على الرسول صلى الله عليه وسلم هذا شيء مخلوق للتعبير عن كلام الله القائم بنفسه هذا في الحقيقة هو قول الجهمية كما قال بعض المحققيهم : إننا ليس بيننا وبين الجهمية فرق فإننا اتفقنا على أن هذا الذي بين دفتي المصحف مخلوق لكن نحن قلنا عبارة عن كلام الله وهم قالوا : كلام الله . فالجهمية خير منهم في كونهم يقولون : هذا كلام الله لكنهم شر منهم في كونهم يصرحون بأن كلام الله مخلوق .
طيب وفيه أيضا في هذه الآية الكريمة : إثبات أن الله يقول الحق وهذا أيضاً جاء في القرآن (( والله يقول الحق وهو يهدي السبيل )) قال : (( فالحق والحق أقول لأملأن جهنم )) فالله تعالى لا يقول إلا حقا لأنه هو الحق ولا يصدر عن الحق إلا الحق .
السائل : يقول على أساس أن العقل في القلب نشوف في عبارة في مقرر في الصف الإبتدائي : عقلي في رأسي، هذا أيضا لا دليل عندهم فيه ، عقلي في رأسي .
الطالب : ... عقلي في رأسي
الشيخ : عجيب
الطالب : في الصف الأول ابتدائي ... (( أم لهم قلوب يعقلون بها ))
الشيخ : لا غلط .
السائل : ... الدليل على .
الشيخ : الدليل العلماء ذكروا هذا لكن الدليل أخذوه من قوله تعالى : (( يسبحون الليل والنهار )) ما قال في ، يعني أن ليلهم ونارهم مستوعَب كله تسبيح ولهذا جاء في الليل ما قال يسبحون في الليل يعني دائماً وأبدا في تسبيح ولا ما أذكر الآن نصا صريحا أنهم لا يأكلون ولا يشربون ما أذكر هذا ... من هذه الآية
السائل : ...
الشيخ : لأنه هو الظاهر دائما يسبحون التسبيح في الأصل في اللسان في المقال.
السائل : حديث (طعامهم التسبيح ) .
الشيخ : طعام من ؟ الملائكة ما أدري على كل حال إذا صح الحديث فهو واضح وإذا ما صح فالآية الكريمة تشير إلى هذا .
السائل : ... .
الشيخ : ... .
السائل : ... .
الشيخ : لا لا بعض الناس قسموا المخلوقات إلى ثلاثة أقسام المهم على كل حال هذا أمر معروف عند أهل العلم أنهم لا يأكلون ولا يشربون صُمد شيخ الإسلام صرح بأنهم صمد يعني ما لهم أجواف .
السائل : ... .
الشيخ : لا ، هو معناه الحقيقي إذا قيل فُزع عن كذا أي أزيل عنه الفزع أما إذا قال فُزع فلان فمعناه ... ما يفزع منه .
السائل : ...
الشيخ : يتعدى إذا أريد به الإزالة يتعدى بعن .
السائل : ... .
الشيخ : تصلح للأمرين جميعا الكبر والكبرياء أيضاً تصلح للأمرين جميعا .
8 - شرح قول المصنف : باب قول الله تعالى : (( حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق ، وهو العلي الكبير )) أستمع حفظ