شرح قول المصنف : باب الشفاعة
شرح قول المصنف : قول الله عز وجل : (( وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع )) الآية .
وقوله : (( ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع )) هذا محل الشاهد من الآية أي ليس لهؤلاء الذين يخافون الحشر من دون الله ولي ولا شفيع ولي ينصرهم ولا شفيع يتوسط لهم وقوله : (( ليس لهم من دونه ولي )) يفيد أنه لهم بإذنه ولي وشفيع ولا لا؟ كما قال الله تعالى : (( إنما وليكم الله ورسوله )) فهنا ففي هذه الآية نفي الشفاعة من دون الله أي من دون إذنه سبحانه وتعالى ومفهومه أنها ثابتة بماذا ؟ بإذنه وهذا هو المقصود فالشفاعة إذن من دون الله مستحيلة والشفاعة بإذنه مُمكنة وجائزة أما غير الله من الملوك والسلاطين فالشفاعة تكون بإذنهم وبغير إذنهم ولا لا ؟ يعني يمكن لمن كان قريباً من السلطان ألا يشفع إلا بعد أن يستأذن فيقول تأذن لي أن أشفع في فلان ويمكن أن يشفع بدون استئذان يأتي ويجلس إلى السلطان أو إلى الملك ويقول أشفع في فلان وفلان لكن الله عز وجل لا أحد يشفع إلا بإذنه لكمال سلطانه نعم .
2 - شرح قول المصنف : قول الله عز وجل : (( وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع )) الآية . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وقوله : (( قل لله الشفاعة جميعاً )) الآية .
القسم الأول: الشفاعة الخاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام
والقسم الثاني : الشفاعة العامة له ولجميع المؤمنين
أما القسم الأول وهي الشفاعة الخاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام فهي ثلاثة أنواع :
الأول : الشفاعة العظمى في أهل الموقف أن يقضي الله بينهم
والثاني : الشفاعة في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة
والثالث : الشفاعة في عمه أبي طالب أن يخفف الله عنه
فهذه ثلاثة أنواع خاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام أما الشفاعة العظمى فإن الناس يلحقهم يوم القيامة في ذلك الموقف العظيم من الكرب والغم ما لا يطيقون فيقول بعضهم لبعض : اطلبوا لنا من يشفع لنا إلى الله عز وجل فيذهبون إلى آدم أبي البشر ويذكرون له من أوصافه التي ميزه الله بها أن الله خلقه بيده وعلمه أسماء كل شيء وأسجد له ملائكته فيقولوا : اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه فيعتذر آدم بأنه قد عصى الله عز وجل بماذا ؟ بأكله من الشجرة ومعلوم أن الشافع إذا كان هناك شيء يخدش كرامته عند المشفوع إليه فإنه لا يشفع يخجل من ذلك مع أن آدم عليه الصلاة والسلام قد تاب الله عليه واجتباه وهداه حينما تاب إلى ربه لقوله : (( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين )) ثم يذهبون إلى نوح ويذكرون له من أوصافه التي امتاز بها بأنه أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض فيعتذر يعتذر بأنه سأل ما ليس له به علم حين قال : (( رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين )) ثم يذهبون إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام ويذكرون من صفاته ولكنه أيضاً يعتذر بأنه كذب ثلاث كذبات وهي كذبات إلا أنها حق لأنها في ظاهرها كذبات ولكنها حق بحسب مراده ثم يأتون إلى موسى فيعتذر ويذكرون له من أوصافه ما يقتضي أن يَشفع ولكنه يعتذر عليه الصلاة والسلام بأنه قتل نفساً لم يؤمر بقتلها وهي القبطي حين استغاثه الإسرائيلي عليه فوكز موسى القبطي فقتله فقضى عليه ثم يأتون إلى عيسى عليه الصلاة والسلام فيعتذر لكن لا يُقدم ما يكون عذراً إلا أنه يقول : ( اذهبوا إلى محمد عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) فيحيلهم بدون أن يذكر عذراً يحول بينه وبين الشفاعة فيأتون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيشفع إلى الله عز وجل أن يقضي بين عباده فيقضي الله تعالى بينهم هذه شفاعة خاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام ولذلك كل أولو العزم لا يتقدمون إليها حتى آدم أبو البشر لا يتقدم إليها فيتقدم إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا من المقام المحمود الذي وعده الله إياه في قوله : (( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ))
أما الثانية فيشفع في أهل الجنة أن يدخلوها لأن أهل الجنة إذا وصلوا عبروا الصراط ووصلوا إليها يجدوها غير مفتوحة فيطلبون أن يشفعوا لهم فيشفع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله سبحانه وتعالى في فتح باب الجنة لأهل الجنة ويشير إلى ذلك قوله تعالى : (( حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا )) قال : (( وفتحت )) في النار قال : (( حتى إذا جاءوها فتحت )) أما الجنة فقال : (( وفتحت )) لأن هناك شيئاً محذوفا يعني وحصل ما حصل من الشفاعة وفتحت الأبواب
وأما الثالثة : النوع الثالث فشفاعته في عمه أبي طالب أن يخفف الله عنه العذاب وهذه مستثناة من قوله تعالى : (( فما تنفعهم شفاعة الشافعين )) ومن قوله : (( يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً )) فالرسول صلى الله عليه وسلم شفع لعمه أبي طالب في أن الله يخفف عنه العذاب لما لأبي طالب من نصرة للنبي صلى الله عليه وسلم ودفاع عنه ولكن هل خرجَ من النار ونجا منها ؟ لا لكن خُفف عنه حتى صار والعياذ بالله في ضحضاح من نار وعليه نعلان من نار يغلي منهما دماغُه هذه الشفاعة خاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام لا أحد يشفَع في كافر أبداً إلا النبي عليه الصلاة والسلام ومع ذلك لم تُقبل الشفاعة كاملة إنما خفف
أما القسم الثاني : العامة للرسول عليه الصلاة والسلام ولغيره فهو أيضاً أنواع منها : الشفاعة فيمن استحق النار ألا يدخلها وهذه قد يُستدل عليها بقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه ) فإن هذه شفاعة قبل أن يدخل النار فيشفعهم الله تعالى في ذلك .
الثانية : الشفاعة فيمن دخل النار أن يُخرج منها وهذه أيضاً ثبتت فيها الأحاديث بل تواترت فيها الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وأجمع الصحابة عليها واتفق عليها أهل الملة ما عدا طائفتين وهما المعتزلة والخوارج فإن المعتزلة والخوارج يُنكرون الشفاعة في أهل المعاصي مطلقا لأنهم يرون أن فاعل الكبيرة مخلد في النار ومن استحَق الخلود فلا ينفع فيه الشفاعة فهم ينكرون أن النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره يشفع في أهل الكبائر ألا يدخلوا النار أو إذا دخلوها أن يُخرجوا منها وقولهم هذا باطل بالنص والإجماع
وأما الثالث من الأنواع العامة فهي الشفاعة في رفع درجات المؤمنين وهذه أيضاً تؤخذ من الدعاء دعاء المؤمنين بعضهم لبعض فإنها تكون في رفع الدرجات كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في أبي سلمة : ( اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجتَه في المهديين، وافسح له في قبره، ونور له فيه، واخلُفه في عقبه ) فدعا له الرسول عليه الصلاة والسلام بأن يرفع الله درجته في المهديين والدعاء شفاعة كما أشرنا إليه آنفاً في قوله الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه ) . وهؤلاء يدعون فإن قلت : قد سبق قبل قليل أن الشفاعة لا تكون إلا بإذن الله فكيف يسمى دعاء الإنسان لأخيه شفاعة وهل استأذن الإنسان من ربه في ذلك ؟ الجواب : نعم بل قد أمره الله بذلك، أمر الله بذلك أن يدعو الإنسان لأخيه الميت وأمره بالدعاء إذن أو من ؟ إذن بل إذن وزيادة فهذه أنواع الشفاعة فصارت الشفاعة بمجموعها ستة أنواع : ثلاثة خاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام وثلاثة عامة له ولغيره من المؤمنين عليه الصلاة والسلام
أما الشفاعة الباطلة فهي الشفاعة الشركية وهي شفاعة الأصنام لعابديها هذه شفاعة باطلة لأن الله لا يرضى عن الشافع ولا عن المشفوع له فلا يأذن الله لا لهذا ولا لهذا طيب إذن قوله تعالى : (( قل لله الشفاعة جميعا )) تفيد الآية إلى أن الشفاعة واحدة ولا متعددة ؟ متعددة كما علمتم .
شرح قول المصنف : وقوله : (( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ؟ ))
وقوله : (( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )) عند الله عز وجل والعِندية تفيد أن الله سبحانه وتعالى في العلو لأن عند ظرف مكان ... الله تعالى في العلو فلا يشفع أحد عنده ولو كان من المقربين إليه كالملائكة المقربين لا يشفعون إلا بإذنه سبحانه وتعالى الإذن الكوني ولا الشرعي ؟ الإذن الكوني لكن لا يكون إلا إذا رضي الشفاعة سبحانه وتعالى أفادتنا الآية الكريمة والآية الأولى أنه يشترط في الشفاعة إيش ؟ إذن الله تعالى، لماذا لا أحد يشفع إلا بإذنه ؟ لكمال سلطانه جل وعلا فإنه كلما كمُل سلطان الملك فإنه لا أحد يتكلم عنده ولا من أهل الخير إلا بعد أن يأذن ولذلك يُعتبر اللغط في مجلس الكبير يُعتبر إهانة له ودليلاً على أنه ليس كبيرا في نفوس من عنده كان الصحابة مع الرسول عليه الصلاة والسلام كأن على رؤوسهم الطير من الوقار وعدم الكلام إلا إذا فتح الكلام فإنهم يتكلمون فالحاصل أن الله سبحانه وتعالى لا يشفع عنده إلا بإذنه لماذا ؟ لكمال سلطانه فخذ هذا شرطا في ثبوت الشفاعة الإذن .
شرح قول المصنف : وقوله : (( وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى ))
الطالب : ومناة
الشيخ : (( ومناة الثالثة الأخرى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنْثَى * تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى * إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى * أَمْ لِلإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى فَلِلَّهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى * وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى )) فإذا كانت الملائكة وهي في العلو في السموات لا يشفعون لا تُغني شفاعتُهم إلا إذا أذن الله لمن يشاء ورضي فكيف باللات والعُزى التي هي في الأرض ولهذا أتى بقوله : (( وكم من ملك في السماوات )) مع أن الملائكة تكون في السموات والأرض لكن أراد الملائكة التي في السموات العلى وهي عند الله سبحانه وتعالى (( كم من ملك في السماوات )) حتى الملائكة المقربون من حملة العرش (( كم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى )) واللات والعزى هذه الأصنام المنحطة السافلة في المكان السافلة في الصفة هل تغني بدون إذن الله ؟ أبداً فإذا كان الملائكة المقربون الذين في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى فما بالكم بهذه الأصنام التي عبدتموها وزعمتم أنها شفعاء لكم عند الله لا تُغني شفاعتهم شيئاً والشفاعة كما عرفتُم من قبل التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى شرطان أن يأذن الله فيأذن عز وجل لمن يشاء من الملائكة أن يشفع ويَرضى أي يرضى حال المشفوع له كما قال تعالى في الآية الثانية : (( ولا يَشفعون إلا لمن ارتضى )) فلا بُد من إذن الله تعالى للشافع ورضاه عن المشفوع له ولا يمكن أن يأذن إلا بعد أن يرضى عز وجل للمشفوع عليه، وإلا فلا يمكن أن يأذن ما عدا مسألة واحدة سبقت وهي شفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام لأبي طالب .
5 - شرح قول المصنف : وقوله : (( وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى )) أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وقوله : (( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض )) . الآيتان
الطالب : من باب أولى
الشيخ : لا ما هو من باب لأولى لكن الشيء إذا قصد به المبالغة قلة أو كثرة فلا مفهوم له المراد الحكم العام فمثلا قوله تعالى : (( إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم )) المعنى مهما بلغت في الاستغفار فلن يغفر الله لهم هنا نقول لا يملكون مثقال ذرة ذُكر مثقال الذرة لماذا ؟ للمبالغة في التقليل وعلى هذا فلا يملكون شيئاً لا مثقال لا ذرة ولا أكبر ولا أقل لأن هذا التقدير للمبالغة والتقدير الذي للمبالغة وجوده كالعدم فهم لا يملكون شيئا صح ولا لا ؟ طيب ولا يرد على هذا أن الله تعالى أثبت المُلك للإنسان لأن المُلك الذي للإنسان ملك قاصر وغير شامل ومتجدد وزائل وحادث ليس كمُلك لله (( وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ )) يعني لا يملكونه انفراداً ولا مشاركة وما لهم فيهما من شِرك يعني ما لهؤلاء الذين تدعون من دون الله فيهما في السموات ولا في الأرض من شرك ومن شرك هذه مبتدأ مؤخَر دخلت عليه من الزائدة لفظا لكنها للتوكيد معنى، يعني لا يملكون أي مشاركة بأي وجه من الوجوه انتفى الانفراد وانتفت المشاركة واضح؟ طيب إذا قُلتم اضرب لنا مثلا يوضح الفرق بين الانفراد والمشاركة هذا بيت مشتمل على حجرة وقهوة وحوش
هذه الأصنام لا تملك لا هذا ولا هذا لا تملك شيئاً على سبيل الانفراد ولا مثقال ذرة ولا تملك مشاركة شوف كلمة من شرك أتت من الدالة على المبالغة في النفي وأنه ليس هناك شرك ولا قليل ولا كثير
ثالثا : (( وما له منهم من ظهير )) ما له الضمير في له يعود على الله منهم من هذه الأصنام التي تدعون من ظهير من حَرف جر زائدة وظهير مبتدأ مؤخر وظهير بمعنى معين كما قال تعالى : (( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا )) وقال الله تعالى : (( والملائكة بعد ذلك ظهير )) أي مُعين يعني ما لهذه الأصنام لله عز وجل مُعين يعينه في أموره وفي أفعاله إذا انتفى عن هذه الأصنام كلما يتعلق بها العابدون ،كل ما يتعلق به العابدون فقد انتفى فهم لا يملكون شيئا على سبيل الانفراد ولا على سبيل المشاركة ولا على سبيل الإعانة ، لأن من يعينك وإن كان غير شريك لك له منة عليك وربما تراعيه وتحابيه في إعطائه ما يريد أليس كذلك ؟ ها نعم إذن نقول انقطعت الأسباب الثلاثة بقي سبب رابع قد يكون مع عدم المشاركة والانفراد والمعاونة وهي الشفاعة أبطلها الله قال : (( ولا تنفعُ الشفاعة عنده إلا لمن أذن له )) لا تنفع الشفاعة عند الله إلا لمن أذن له ومعلوم أن هذه الأصنام لا يأذن الله لها فانقطعت جميع العرى عن المشركين كل ما يتعلق به المشركون في أصنامهم نعم انقطعت الوسائل والأسباب واضح وهذه من أكبر الآيات الدالة على أن هذه الأصنام باطلة لأنها لا تنفع عابديها شيئاً لا استقلالاً ولا مشاركة ولا مساعدة ولا شفاعة فهي إذاً عبادتها باطلة وعبادتها سفه وضلال ولهذا قال الله سبحانه وتعالى : (( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ )) حتى العُقلاء الذين يدعون ولهذا قال من ولم يقل ما حتى العقلاء الذين يُدعون لا يمكن أن يستجيبوا إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون ويش بعد ؟ (( وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ))
فكل هذه الآيات يا إخوتي تدل على أن الإنسان يجب أن يقطع جميع تعلقاته إلا بمن ؟ إلا بالله عز وجل عبادة ورجاءً وخوفاً واستعانة ومحبة وتعظيماً حتى يكون عبداً حقيقاً عبدا لله حقيقة يكون هواه وإرادته وحبه وبغضه وولاؤه وعِداؤه كله لله عز وجل، لله وفي الله لا يتعلق بشيء لأنه مخلوق لشيء واحد فقط وهو العبادة (( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ )) والله لو كنا في هذه الدنيا ما خلقنا إلا لنأكل ونشرب ونلبس ونخطب ونتزوج نعم ... في الدنيا ثم المآل إلى الموت فقط لو كان الأمر كذلك لكان هذا عين العبث عين العبث ولكن هناك شيء وراء ذلك وهو عبادة الله سبحانه وتعالى في هذه الدنيا لننال بها الثواب في الآخرة (( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً )) يعني لا نأمركم ولا ننهاكم ولا تأتوننا (( وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ )) فنُجازيكم إذا كان هذا إسلامكم فإنه إسلام ضلال قال الله تعالى : (( وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ )) .
6 - شرح قول المصنف : وقوله : (( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض )) . الآيتان أستمع حفظ
شرح قول المصنف : قال أبو العباس : نفي الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون ، فنفى أن يكون لغيره ملك أو قسط منه ، أو يكون عونا لله . ولم يبق إلا الشفاعة . فبين أنها لا تنفع إلا لمن أذن له الرب ، كما قال : (( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى )) [ سورة الأنبياء ، الآية : 28 ] . فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة ، كما نفاها القرآن وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنه يأتي فيسجد لربه ويحمده ) ( لا يبدأ بالشفاعة أولاً ) . ثم يقال له : ( ارفع رأسك ، وقل يسمع ، وسل تعط ، واشفع تشفع ) .
في الآية التي ساقها المؤلف (( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له )) ونحن نعلم من آيات أخرى أنه لا يأذن إلا لمن ارتضى ومن المعلوم أن الله سبحانه وتعالى لا يرتضي هذه الأصنام ولا يقبلها بل هو سبحانه وتعالى يقول إنها باطلة وغير نافعة وليست حقاً والله تعالى لا يرضى بالباطل أبداً وحينئذ تكون شفاعتها منتفية ولا ثابتة ؟ منتفية فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرآن نعم فالله سبحانه وتعالى قد نفى أن تنفعهم أصنامُهم (( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم )) حتى الأصنام لا تنفع نفسها ولا يشفع لها فكيف تكون شافعة بل هي في النار هي وعابدوها (( أنتم لها واردون * لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون ))
طيب إذن لا تنفعهم الشفاعة قال : " كما نفاها القرآن وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم " يعني وكما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أو نجعل الواو استئنافية وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يأتي فيسجد لربه ويحمدُه لا يبدأ بالشفاعة أولاً وإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام وهو أعظم الناس جاها عند الله لا يشفع إلا بعد أن يحمد الله ويُثني عليه بمحامد وثناء لم يكن يعلمُه الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل يفتح عليه محامد عظيمة وتعظيم للرب سبحانه وتعالى محامد عظيمة وتعظيماً للرب لم يكن يعرفه من قبل ويطول سجوده حتى يقال له : ( ارفع رأسك ، وقُل يُسمع ، وسل تُعط ، واشفع تُشفع ) اللهم صل وسلم عليه ارفع رأسك منين ؟ من السجود وقل يُسمع والذي يسمع الله عز وجل والجزمُ هنا يُسمعْ لأنه جواب الأمر نعم ، وسل تعط مثله وهنا تعط مجزومة بحذف حرف العلة وهي الألف واشفعْ تشفع وحينئذ يشفع النبي صلى الله عليه وسلم في الخلائق أن يُقْضى بينهم نعم .
7 - شرح قول المصنف : قال أبو العباس : نفي الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون ، فنفى أن يكون لغيره ملك أو قسط منه ، أو يكون عونا لله . ولم يبق إلا الشفاعة . فبين أنها لا تنفع إلا لمن أذن له الرب ، كما قال : (( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى )) [ سورة الأنبياء ، الآية : 28 ] . فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة ، كما نفاها القرآن وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنه يأتي فيسجد لربه ويحمده ) ( لا يبدأ بالشفاعة أولاً ) . ثم يقال له : ( ارفع رأسك ، وقل يسمع ، وسل تعط ، واشفع تشفع ) . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وقال له أبو هريرة - رضي الله عنه - : ( من أسعد الناس بشفاعتك ؟ قال : من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه ) فتلك الشفاعة لأهل الإخلاص ، بإذن الله ، ولا تكون لمن أشرك بالله . وحقيقته : أن الله سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع ، ليكرمه وينال المقام المحمود . فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك ، ولهذا أثبت الشفاعة بإذنه في مواضع . وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أنها لا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص . انتهى كلامه .
وقوله : ( خالصاً من قلبه ) خرج بذلك من قالها نفاقا فإن من قالها نفاقا لا حظ له في الشفاعة ولا تنفعه الشفاعة المنافق يقول لا إله إلا الله يقول أشهد أن محمدا رسول الله ولكن الله عز وجل قابل شهادتهم هذه بشهادته فقال : (( وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ )) لكاذبون في أن محمداً رسول الله ولا في شهادتهم ؟
الطالب : ي شهاتهم
الشيخ : في شهادتهم كاذبون قولهم لا إله إلا الله المنافقون كاذبون أيضاً لا كاذبون في قولهم لا إله إلا الله يعني أننا نشهد أن لا إله إلا الله فهم كاذبون لأنهم لو شهدوا ذلك ما نافقوا فأبطنوا الكفر قال : " فتلك الشفاعة لأهل الإخلاص ، بإذن الله ولا تكون لمن أشرك بالله " لأن من أشرك بالله قال الله فيهم : (( فما تنفعهم شفاعة الشافعين )) وحقيقته أن الله سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص فيغفر لهم بواسطة من أذن له أن يشفع بواسطة دعائهم من أذن له أن يشفع ليكرمه وينال المقام المحمود يعني حقيقة الشفاعة إذا قال قائل : ويش الفائدة منها ؟ نقول الله عز وجل أراد أن يغفر للمشفوع له أراد أن يغفر له ولكن المراد هذه الواسطة هي من الشافع لماذا جعل هذه الواسطة ؟ بين الحكمة من ذلك قال : " ليُكرمه وينال المقام المحمود " ولو شاء الله تعالى لغفر لهؤلاء بلا شفاعة ولكنه سبحانه وتعالى أراد أن يبين أو أن يظهر فضل هذا الشافع ويكرمه أمام الناس ومن المعلوم أن من قبل الله شفاعته فهو عند الله بمنزلة عالية فيكون في هذا إكرام للشافع من وجهين :
أولا : ظهور فضله ها على المشفوع له
وثانيا : ظهور جاهه عند الله سبحانه وتعالى وأن الله أكرمه وقبل شفاعته ، وقوله : " وينال المقام المحمود
الطالب : ...
الشيخ : " إي المشفوع له .
الطالب : الشافع .
الشيخ : فضل على المشفوع له ويكرم الشافع لكونه قبل شفاعته وقوله : " وينال المقام المحمود " يعني بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه عليه الصلاة والسلام وعدَه الله أن يبعثه المقام المحمود ومن المقام المحمود أن الله سبحانه وتعالى يقبل شفاعته بعد أن يتراجع الأنبياء أولو العزم عنها "فالشفاعة التي نفاها القرآن " هذا كلام من ؟ شيخ الإسلام ابن تيمية " التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك " ما نافية ولا اسم موصول ؟ اسم موصول يعني التي كان فيها شرك " وقد أثبت الشفاعة بإذنه في مواضع " يعني من القرآن مثل قوله في آية الكرسي : (( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )) وقوله في الآية التي سبقت (( وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )) (( وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى )) أثبتها الله بإذنه في مواضع ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم بين هذه المواضع بل القرآن أيضا بينها أنها لا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص أما أهل الشرك فإنها لا تكون لهم لأن شفاعتهم التي يتوصلون بها أصنام وأنداد باطلة وهذا لا ينفعهم انتهى كلامه عن الشفاعة ووجه إدخاله في كتاب التوحيد ظاهر جدا لأن الشفاعة الشركية تنافي التوحيد والبراءة منها هو حقيقة التوحيد ومطابقته للتوحيد وأظن الكتاب كله الآن منقول .
الطالب : مسائل
الشيخ : مسائل ...
الطالب : موجودة المسائل
الشيخ : المسائل بسيطة نقرأها فيه مسائل الأولى : تفسير الآيات كم من آية ؟
الطالب : خمس آيات
الشيخ : خمس واحد إثنين ثلاثة أربعة خمسة طيب وسبق تفسيرها
الثانية : صفة الشفاعة المنفية .
الطالب : الأخيرة آياتين
الشيخ : الأخيرة آيتين لكنها تعتبر آية واحدة لأنها دليل واحد
قال الثانية : صفة الشفاعة المنفية ما هي ؟ ما كان فيها شرك كل شفاعة فيها شرك فإنها منفية طيب
الثالثة : صفة الشفاعة المثبتة وهي شفاعة أهل التوحيد بشرط ثان إذن الله انتهى الكلام على الشفاعة . ووجه إدخاله في كتاب التوحيد ظاهر جدا لأن الشفاعة الشركية تنافي التوحيد والبراءة منها هو حقيقة التوحيد ومطابقته للتوحيد وأظن الكتاب كله الآن منقول . مسائل طيب .
8 - شرح قول المصنف : وقال له أبو هريرة - رضي الله عنه - : ( من أسعد الناس بشفاعتك ؟ قال : من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه ) فتلك الشفاعة لأهل الإخلاص ، بإذن الله ، ولا تكون لمن أشرك بالله . وحقيقته : أن الله سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع ، ليكرمه وينال المقام المحمود . فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك ، ولهذا أثبت الشفاعة بإذنه في مواضع . وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أنها لا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص . انتهى كلامه . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : فيه مسائل:الأولى: تفسير الآيات.الثانية: صفة الشفاعة المنفية. الثالثة: صفة الشفاعة المثبتة.الرابعة: ذكر الشفاعة الكبرى، وهي المقام المحمود.الخامسة: صفة ما يفعله صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يبدأ بالشفاعة أولاً، بل يسجد، فإذا أذن الله له شفع السادسة: من أسعد الناس بها؟. السابعة: أنها لا تكون لمن أشرك بالله. الثامنة: بيان حقيقتها.
الشيخ : ...
الطالب : موجودة المسائل
الشيخ : المسائل بسيطة نقرأها " فيه مسائل الأولى : تفسير الآيات " كم من آية ؟ خمس واحد اثنين ثلاثة أربعة خمسة طيب وسبق تفسيرها "
الثانية : صفة الشفاعة المنفية " .
الطالب : الأخيرة آيتين
الشيخ : الأخيرة آيتين لكنها تعتبر آية واحدة لأنها دليل واحد
قال " الثانية : صفة الشفاعة المنفية " ما هي ؟ ما كان فيها شرك كل شفاعة فيها شرك فإنها منفية طيب .
" الثالثة : صفة الشفاعة المثبتة " وهي شفاعة أهل التوحيد بشرط ثاني إذن الله سبحانه وتعالى .
" الرابعة : ذكر الشفاعة الكبرى وهي المقام المحمود " وهي ما أشار إليها الحديث الذي ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
" الخامسة : صفة ما يفعلُه صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يبدأ بالشفاعة أولاً بل يسجد فإذا أذن الله له شفع " .كما قال شيخ الإسلام رحمه الله وهو ظاهر .
" السادسة : من أسعد الناس بها ؟ " من ؟ أهل التوحيد والإخلاص يعني من قال لا إله إلا الله من أهل التوحيد خالصاً من قلبه ولا إله إلا الله معناها لا معبود حق إلا الله وليس المعنى لا معبود إلا الله لأنه لو كان كذلك لكان الواقع يكذب هذا إذ أن هناك معبودات من دون الله تُعبد وتسمى آلهة نعم
طيب وعلِمنا أن لا إله إلا الله تتضمن نفياً وإثباتا وهذا هو التوحيد لأن الإثبات المجرد لا يمنع المشاركة والنفي المجرد تعطيل محض لو قلت لا إله معناه عطلت كل إله ولو قلت الله إله ما وحدت نعم ولهذا قال الله تعالى : (( وإلهكم إله واحد )) لما جاء الإثبات فقط أُكد بقوله : واحد إي نعم
قال : " السابعة أنها لا تكون لمن أشرك بالله " ويش الدليل ؟ ...
الطالب : ...
الشيخ : قوله : (( فما تنفعهم شفاعة الشافعين )) وغير ذلك مما نفى الله الشفاعة الشركية.
" الثامنة : بيان حقيقتها " حقيقتها أن الله سبحانه وتعالى يتفضل على أهل الإخلاص فيغفر لهم بواسطة من أذن له أن يشفع ليكرمه وينال المقام المحمود.
9 - شرح قول المصنف : فيه مسائل:الأولى: تفسير الآيات.الثانية: صفة الشفاعة المنفية. الثالثة: صفة الشفاعة المثبتة.الرابعة: ذكر الشفاعة الكبرى، وهي المقام المحمود.الخامسة: صفة ما يفعله صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يبدأ بالشفاعة أولاً، بل يسجد، فإذا أذن الله له شفع السادسة: من أسعد الناس بها؟. السابعة: أنها لا تكون لمن أشرك بالله. الثامنة: بيان حقيقتها. أستمع حفظ
المناقشة
الطالب : له ولغيره
الشيخ : له ولغيره طيب الشفاعة الخاصة به ...
الطالب : نعم
الشيخ : ما هي الشفاعة الخاصة به ؟
الطالب : مثل الشفاعة لأهل الجنة أن يدخلوا الجنة شفاعته لعمه أبي طالب .
الشيخ : نعم في قسم ثالث .
الطالب : شفاعته لعمه .
الشيخ : ذكرها.
الطالب : شفاعته ... .
الشيخ : الثالث شفاعته في أهل الموقف أن يقضى بينهم بعد أن يتراجع الأنبياء آدم وإبراهيم وموسى وعيسى مفهوم؟ طيب لماذا أو ما الحكمة في أن الله أذن له أن يشفع لعمه أبي طالب مع أنه كافر ... ؟
الطالب : لأن أبي طالب .
الشيخ : لأن أبي طالب ؟
الطالب : لأن أبا طالب
الشيخ : نعم
الطالب : ... .
الشيخ : طيب لأن ... ما هو لأنه عمه لكن لأنه دافع عن الدين وعن الرسول صلى الله عليه وسلم ومع ذلك ما نجا من النار ما ما قُبلت الشافعة
قوله تعالى : (( وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ )) الضمير يعود على أي شيء يا حسين ؟
الطالب : نعم
الشيخ : (( وأنذر به )) الضمير من يعود عليه ؟
الطالب : يعود على القرآن .
الشيخ : يعود للقرآن ومعنى الإنذار ؟
الطالب : ... .
الشيخ : ... هذا إنذار ؟
الطالب : ... .
الشيخ : ... .
الطالب : الإنذار الإعلام بتخويف .
الشيخ : الإعلام بتخويف يعلمهم بتخويف طيب قوله : (( وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ )) كيف نجمع بينها وبين قوله تعالى : (( ليكون للعالمين نذيراً )) للعالمين كل العالمين ؟
الطالب : ... .
الشيخ : يكون المراد هنا إذا ... إنذار ... فالمراد ... أما ذاك فهو عام
قوله : (( ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع )) ما وجه مناسبتها للباب ؟ الباب باب الشفاعة وش مناسبة الآيات للباب ... ثلاث آيات.
الطالب : ما حضرت .
الشيخ : ما حضرت نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : مناسبة الباب للتوحيد مثلما قلت لكن مناسبة هذه الآية لباب الشفاعة (( الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ )) .
الطالب : ... .
الشيخ : الشاهد قوله : (( ولا شفيع )) الشاهد قوله : (( ليس من دونه ولي ولا شفيع )) يعني وأما منه نعم فلهم شفاعة لأنهم مؤمنين
طيب قوله تعالى : (( قل لله الشفاعة جميعا )) ما وجه اختصاص الشفاعة بالله محمد
الطالب : نعم
الشيخ : (( لله الشفاعة جميعا )) جاء بها على سبيل الاختصاص .
الطالب : كونه تعالى هو الذي يأذن للشافع وهو الذي يأذن ... .
الشيخ : صح لأنه يتوقف على إذنه وقبوله ولهذا كانت له الشفاعة كلها طيب قوله : (( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )) من ذا استفهامية ؟
الطالب : استفهامية لا يشفع عنده أحد إلا بإذن الله .
الشيخ : ما المراد بالاستفهام ... النفي .
الطالب : (( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )) .
الشيخ : ويش الدليل على أن المراد بالاستفهام النفي ؟
الطالب : الدليل لا شفيع إلا الله يعني ليس ..
الشيخ : هذا المعنى لكن ما الدليل على أن المراد بالاستفهام النفي، الدليل اللفظي في الآية .
الطالب : قوله : (( بإذنه )) .
الشيخ : كيف إلا بإذنه ؟
الطالب : يعني لا يشفع عنده إلا بإذنه.
الشيخ : لقوله : (( إلا بإذنه )) هذه الحكمة طيب ما الحكمة يا آدم في أن الاستفهام يأتي بمعنى النفي؟ ويش الحكمة في أن الاستفهام يأتي للنفي يعني لماذا لم يُقل لا أحد يشفع إلا بإذنه بل جاءت من ذا الذي .
الطالب : ... .
الشيخ : إلا بإذن الله أحسنت إي نعم نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : لأن فيه معنى التحدي لأنك إذا قلت لا أحد يشفع بإذن ... لا أحد يعرف هذا الشيء لا أحد يعرفه لا هذا خبر نفي لا أحد يعرفه لكن قلت من ذا الذي يعرفه؟ معناه أني أتحداكم ، صار أبلغ فالاستفهام الذي يكون بمعنى النفي أبلغ من النفي المجرد لأنه مُشرب معنى التحدي أو متضمنٌ معنى التحدي وهذا قلناه لكم مرارا وهذا يوجد كثير في القرآن
طيب قوله : (( وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ )) ... .
الطالب : ... .
الشيخ : لا تغني شفاعتهم شيئاً ... (( وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ )) ... كم من ملك ؟ ما المراد بكم هنا استفهامية ولا خبرية؟ هل كم هنا استفهامية ولا خبرية ؟
الطالب : خبرية
الشيخ : ... طيب ما الفرق بين الخبرية والاستفهامية ؟
الطالب : العدد .
الشيخ : كلهم للعدد ، من يعرف ؟
الطالب : ... .
الشيخ : الاستفهام وش هو إما طلب العلم بالشيء ، ... معاني الاستفهام طلب العلم بالشيء فالاستفهامية معناه أن المتكلم يطلب العلم بعدد هؤلاء مثل لو قال : كم مالك ؟ ويش تقول ؟ عشرة ريالات كذا ؟ طيب لكن هذه يخبر بها عن عدد وهي تفيد التكثير نعم واضح؟ طيب .
الطالب : ... .
الشيخ : ... طيب قوله : (( لا تغني شفاعتهم )) ... الإعراب ها .
الطالب : ... .
الشيخ : ... من بعده .
الطالب : خبر .
الشيخ : خبر إيش ؟ خبر المبتدأ كم ، نعم صح طيب نمشي ...
قال : (( لا تغني شفاعتهم شيئاً )) تُغني شيئاً تغني يجوز أن تكون بمعنى تكسب ويجوز أن تكون بمعنى تمنع فهو الشفاعة توسطهم بجلب خير أو منفعة أو دفع مضرة لا تغني شيئاً نعم ويش قُلنا معنى لا تغني؟ لا تكسب شيئاً أو لا تمنع شيئاً، تغني شيئا تغني يجوز أن تكون بمعنى تُكسب ويجوز أن تكون بمعنى تَمنع فهو الشفاعة توسطهم بجلب خير أو منفعة أو دفع مضرة لا تغني شيئاً نعم ويش قلنا معنى لا تغني؟ لا تكسب شيئا أو لا تمنع شيئا (( إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى )) إلا من بعد وأتى بمن لتأكيد البعدية لم يقل إلا بعد ، قال : من بعد أن يأذن اللهُ إذناً شرعيا أو قدرياً ؟ هذه إذن قدري، إلا من بعد أن يأذن يعني إذنا قدريا لمن يشاء من هؤلاء الملائكة أو لمن يشاء من المشهود لهم، إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء من هؤلاء الملائكة هو الأقرب لأنه ما قال فيمن يشاء ويحتمل أن يكون المعنى إلا من بعد أن يأذن الله بشفاعتهم لمن يشاء فتكون عائدة على المشفوع له
وقوله : (( لمن يشاء )) مر علينا كثيراً بأن كل شيء يُعلق على مشيئة الله فإنه مَقرون بالحِكمة لأن الله تعالى ما يشاء الشيء إلا لحكمة حيث قال : (( وهو العزيز الحكيم )) فكل أفعاله حكمة وكل أفعاله صادرة عن مشيئة إذن فكل مشيئة فإنها بحكمة
وقوله : (( ويرضى )) يعني للشافع أو المشفوع له على حسب ما قلنا في (( لمن يشاء )) فتُفيد الأمرين رضاه عن الشافع والمشفوع له وإذنه في الشفاعة، إذا كان هذا في ملائكة في السموات فكيف بهذه الأصنام هل يمكن أن تشفع لأهلها ؟ لا لا يمكن أن تشفع لأن الله لا يمكن أن يأذن لها وكيف يأذن لمن قال عنه : (( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم )) أي تحصبون فيها ترمون فيها كما تُرمى الحصباء (( حصب جهنم أنتم لها واردون )) هل هذه الأصنام تشفع ؟ لا ولهذا هذه الآية تُبطل كل طمع يتعلق به المشركون في آلهتهم أنها تشفع لهم عند الله لأنهم يعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله كيف شفعاء ؟ الله ما يرضاها كيف عاد يرضاها تشفع لكم وقوله : (( إلا من بعد أن يأذن الله )) قُلنا إن الإذن هنا كوني فيه إذن شرعي ؟
الطالب : (( قل آلله أذن لكم ))
الشيخ : نعم (( قل آالله أذن لكم أم على الله تفترون )) (( شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )) ما هو ما لم يأذن به قدراً لأنه واقع وما وقع فقد أذن فيه قدرا لكن ما لم يأذن به الله شرعاً نعم يا محمد .
الطالب : ... .
الشيخ : قلنا فيما سبق قاعدة في التفسير وهي : " إذا احتمل اللفظ أمرين لا يتنافيان وجب حمله عليهما " لأن القرآن أوسع من أفهامنا
الطالب : ...
الشيخ : ينطبق ... الآية جامعة للشروط الثلاثة إذن الله ورضاه عن الشافع والمشفوع له .
الطالب : ... لا يرضى عنهم الله .
الشيخ : ما ... لكن لأجل التعميم يعني معناه حتى هؤلاء الملائكة ما يمكن إلا برضا ومن المعلوم أنه راضياً عنهم .
الطالب : ... .
الشيخ : ... قال : وقوله يعني وقول الله تعالى : (( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله )) إلى آخره قُل الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام ادعوا من الدعوة وهي السؤال يعني اسألوهم ادعوهم شوفوا هل يستجيبون ولا لا نعم والأمر هنا لأي شيء ؟ للإرشاد؟
الطالب : للتحدي
الشيخ : ها للتحدي نعم للتحدي يتحداهم يقول الله : ادعوا هؤلاء (( قل ادعوا الذين )) .