.شرح قول المصنف : باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان
الطالب : أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنها وقعت في نفس الشيطان.
الشيخ : نعم.
الطالب : فلما رأى الشيطان الفتح وقع في نفسه
... .
الشيخ : نعم.
الطالب : ثم تحول.
الشيخ : ولا يلزم من هذا أن يكون الواقع موافقا لظنه لظن الشيطان فهمتم؟ نقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن الشيطان يئس لما رأى الفتح ودخول الناس في دين الله أفواجا قال ما عاد يمكن يعبد الشيطان في جزيرة العرب ولكن الواقع لا يلزم أن يكون موافقا لما ظنه الشيطان بل إن الأمر وقع بخلافه.
الطالب : شيخ.
الشيخ : نعم.
الطالب : بس ... .
الشيخ : ما.
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم ما أنكر لأنه ما أعلم ، ما أعلم بما سيكون.
الطالب : ... .
الشيخ : بلى.
الطالب : في سياق.
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : ما يتضمن الإقرار يتضمن الإقرار إخباره عما وقع في نفس الشيطان وهذا أمر واقع الرسول أخبر عما وقع في نفسه أخبر عما وقع في نفسه وأن الناس بعد أن دخلوا في الدين ما يمكن على ظن الشيطان أن يقع بينهم الشرك ولا يلزم من هذا أن يكون الأمر كما ظن الشيطان وكما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنه لأن النبي ما يعلم الغيب صلى الله عليه وسلم قد يقع الأمر على خلاف ما يتوقعه.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم؟
الطالب : ... .
الشيخ : ايش؟
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : لا لا في جزيرة العرب.
الطالب : ... .
الشيخ : لا مو ... يعني يعبد هذا عام مطلق حتى ولو واحدا من الناس ولكن الأمر وقع بخلاف ما ظن. لو قال أن يعبده الناس مثلا لكان يمكن أن ينزل على العموم يعني يمكن أن الشيطان يعني أيس أن يعبدونه جميعا. لكن لما قال يعبد هذا مطلق. طيب. الآن عرفنا إذا قال قائل : لماذا أورد المؤلف هذه الترجمة؟
نقول : لدحض حجة من يقول : إن هذه الأمة لا تعبد الأصنام وأن التقرب إلى أصحاب القبور ودعاء الأولياء لا يعتبر من عبادة الأوثان.
.شرح قول المصنف : وقوله تعالى : (( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ))
ألم تر : الاستفهام هنا للتقرير والرؤية هنا بصرية بدليل أنها عديت بإلى وإذا عديت بإلى صارت بمعنى النظر.
وقوله : (( ألم تر )) الخطاب إما للنبي صلى الله عليه وسلم أو لكل من يصح توجيه الخطاب إليه أي ألم تر أيها المخاطب وقوله : (( إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب )) أعطوا أوتوا بمعنى أعطوا ونصيبا من الكتاب أي منزل وقد ذكروا لذلك مثالا وهو كعب بن الأشرف حين جاء إلى مكة فاجتمع إليه المشركون وقالوا : ما تقولون في هذه الرجل يعني النبي صلى الله عليه وسلم الذي سفه أحلامنا ورأى أنه خير منا فقال لهم : أنتم خير من محمد ولهذا في آخر الآية (( ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا )).
وقوله : (( نصيبا من الكتاب )) ولم يقل أوتوا الكتاب وإنما أوتوا نصيبا منه فليس عندهم العلم الكامل بما في الكتاب.
وقوله : (( من الكتاب )) المراد به التوراة والإنجيل.
وقوله : (( يؤمنون بالجبت والطاغوت )) أي يصدقونه يصدقون به ويقررونه ولا ينكرونه والمراد بالجبت قيل : هو السحر وقيل : إنه الصنم والأصح أنه عام لكل صنم أو سحر أو كهانة أو ما أشبه ذلك.
وقوله : (( الطاغوت )) تقدم لنا في أول الكتاب معناه ما هو؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : من عبد وهو راض.
الشيخ : من عبد وهو راض لا هذا واحد من الطواغيت لأنه فيه معنى عام نعم؟
الطالب : ... .
الشيخ : أي. كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع. ولهذا مأخوذ من الطغيان فكل شيء يتعدى الإنسان فيه حده فإنه يعتبر طاغوتا من معبود فإذا أقر الإنسان هذه الأوثان قلنا إنه مؤمن بالطاغوت أو متبوع من العلماء أهل الضلال فإذا أقر الإنسان هؤلاء المتبوعين على الضلال على ضلالهم فهو ممن آمن بالطاغوت أو مطاع مثل الأمراء فإذا أقر الإنسان الأمراء على ما يأمرون به من معصية الله عز وجل ومخالفة حكمه صار مؤمنا بالطاغوت. إذن فالطاغوت هو كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع والجبت هو الصنم والسحر والكهانة وما أشبه ذلك. طيب.
2 - .شرح قول المصنف : وقوله تعالى : (( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت )) أستمع حفظ
.شرح قول المصنف : وقوله تعالى : (( قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت ))
(( قل )) : أي يا محمد رادا على هؤلاء اليهود والنصارى الذين اتخذوا دين الإسلام هزوا ولعبا قل لهم : (( هل أنبئكم )) أنبئكم بمعنى أخبركم والاستفهام هنا للتقرير للتقرير يعني أنا سأقرر عليكم هذا الخبر وقوله : (( بشر من ذلك )) شر هنا اسم تفضيل وأصلها أشر لكنها حذفت الهمزة منها تخفيفا لكثرة الاستعمال ومثلها كلمة خير ومثلها كلمة الناس مخففة من الأناس ومثلها كلمة الله مخففة من الإله.
وقوله : (( بشر من ذلك )) المشار إليه ايش؟ ما سبق قبل هذه الآية مما عاب به أهل الكتاب المسلمين.
وقوله : (( مثوبة عند الله )) مثوبة ويش إعرابها؟ تمييز تمييز لشر لأن شر اسم تفضيل فما بعده مما يبينه يعتبر تمييزا. ابن مالك يقول :
" اسم بمعنى من مبين نكره *** ينصب تمييزا بما قد فسره ".
فهنا شر شر في أي شيء؟ فسره بقوله : مثوبة والمثوبة من ثاب يثوب إذا رجع ويطلق على الجزاء أي بشر من ذلك جزاء عند الله.
وقوله : (( عند الله )) أي في علمه سبحانه وتعالى وفي جزائه عقوبة أو ثوابا في الخير.
وقوله : (( من لعنه الله )) من اسم موصول خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو من لعنه الله لأن الاستفهام انتهى عند قوله : (( مثوبة عند الله )) (( قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله )) هذا الاستفهام.
الجواب : (( من لعنه الله )) فعلى هذا يكون من اسما موصولا خبرا لمبتدأ محذوف أي هو من لعنه الله. نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : لا. لا ما تكون لأن لأن الجواب مستقل عن السؤال نعم.
الطالب : شيخ الإشارة ... .
الشيخ : وين الإشارة؟
الطالب : ... .
الشيخ : أي هذه علامة الاستفهام.
الطالب : الاستفهام.
الشيخ : إذا شفت هكذا في الخط فهو علامة استفهام.
الطالب : ... .
الشيخ : لا . علامة استفهام. التعجب يحطون خطا وتحته نقطة أو خطين وتحته نقطة.
قال : (( من لعنه الله )) لعنه طرده وأبعده عن رحمته لأن اللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله.
(( وغضب عليه )) أحل عليه غضبه نعم أحل عليه غضبه.
(( وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت )) والكلام على الغضب وكونه صفة من صفات الله تعالى الحقيقية وإنكار تحريفه إلى معنى الانتقام قد سبق الكلام فيه مرارا فلا حاجة إلى تكراره وذكرنا القاعدة العامة عند أهل السنة والجماعة بأن آيات الصفات وأحاديثها تبقى على ظاهرها اللائق بالله عز وجل ما تجعل من جنس صفات المخلوقين وإنما تكون على ما يليق بالله سبحانه وتعالى ولا تحرف فتنفى عن الله فلا نغلو في الإثبات ولا في النفي.
وقوله : (( وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت )) نعم (( وجعل منهم القردة والخنازير )) القردة جمع قرد وهو معروف حيوان أقرب ما يكون شبها بالإنسان والخنازير هي جمع خنزير وهو ذلك الحيوان الخبيث المعروف الذي وصفه الله بأنه رجس (( أو لحم خنزير فإنه رجس )) من هؤلاء؟ الإشارة إلى من؟ إلى اليهود فإنهم لعنوا (( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود )) وجعلوا قردة لقوله تعالى : (( كونوا قردة خاسئين )) وخنازير نريد آية تدل على هذا.
الطالب : ... .
الشيخ : اه؟
الطالب : ... .
الشيخ : ما في غيرها؟ طيب. الآن ما أذكر الذي ينبغي إنكم ترجعون المعجم المفهرس للقرآن يمكن يبين فيه آيات ثانية طيب و قوله : (( غضب الله عليهم )) (( وغضب الله عليهم )) في أي آية؟ في قوله : (( غير المغضوب عليهم )) فإنهم اليهود كما هو معروف فإن الله غضب عليهم طيب.
وقوله : (( وعبد الطاغوت )) فيها قراءتان فيها عبدَ وفي الطاغوت.
القراءة التي الآن معروفة في المصحف (( وعبدَ الطاغوتَ )) على أنه فعل ماض معطوف على قوله : (( لعنه الله )) معطوف على قوله : (( لعنه الله )) أي من عبد الطاغوت (( لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت )) يعني ومن عبد الطاغوت فيكون معطوفا على صلة الموصول في من لعنهم وإنما لم يعد من مع طول الفصل لأن هذا ينطبق على موصوف واحد ولو أعيدت من وقيل : ومن عبد الطاغوت لكان يتوهم أنهم جماعة آخرون وهم وهم جماعة واحدة على هذه القراءة نقول عبد فعل ماضي والفاعل مستتر نعم جوازا تقديره هو يعود على من؟ على الضمير في قوله : (( لعنه )) ... وبهذا نعرف اختلاف الفاعل في صلة الموصول وما عطف عليه خليكم معنا الفاعل في صلة الموصول وما عطف عليه مختلف لأن الفاعل في صفة الموصول من؟ الله من لعنه الله والفاعل في هذا المعطوف من؟ نعم يعود على الهاء الذي هو المفعول يعود على المفعول لا على الفاعل واضح يا جماعة؟ طيب. نعم. ... يجوز على من.
وقوله القراءة الثانية : (( وعُبُدَ )) وعبد تقرأ (( وعبد الطاغوت )) ولكنها تكون بالكسر للإضافة عبد مضاف والطاغوت مضاف إليه عبد الطاغوت وهي قيل اسم جمع لعبد وقيل إنها مفرد وعلى كل فالمراد بها عابد الطاغوت عابد الطاغوت ففيها الآن قراءتان (( عبد الطاغوت )) وأما الطاغوت فهي بالكسر في كل حال.
الطاغوت هذا واحد والثاني وعبُد وعبد الطاغوت عبُد بفتح العين وبضم الباء إذن الفرق بين القراءتين في عبد الفتح متفق فتح العين متفق والباء مختلف والدال متفق فإذن الخلاف في الباء فقط فهي على قراءة الفعل مفتوحة وعلى قراءة الاسم مضمومة عبُد الطاغوت.
الطاغوت : مختلفة على القراءتين على قراءة الفعل في عبد تكون مفتوحة وعلى قراءة الاسم تكون مكسورة بالإضافة نعم. وقوله.
الطالب : ... .
الشيخ : ها؟
الطالب : ... .
الشيخ : عبدة؟
الطالب : الطاغوتِ.
الشيخ : لا غلط بس الخلاف في الباء فقط إما بضمها أو فتحها.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم؟
الطالب : ... .
الشيخ : بضم العين؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا هذه ما هي بسبعية ذكروا فيها أربع وعشرين قراءة تركيب عبد مع الطاغوت بالتركيب الأكثر شاذ السبعيات منها (( عبَد الطاغوتَ )) أو (( عبُد الطاغوتِ )) هاتين سبعيتان والباقيات قراءة شاذة ما هي من السلف. طيب.
الطاغوت قلنا إنه ما تجاوز به الإنسان حده من معبود أو متبوع أو مطاع حتى طاعة الأمراء أو العلماء في تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله تعتبر من عبادتهم.
3 - .شرح قول المصنف : وقوله تعالى : (( قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت )) أستمع حفظ
.شرح قول المصنف : وقوله تعالى : (( قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً ))
هذه الآية في سياق أصحاب الكهف أصحاب الكهف قصتهم عجيبة كما قال الله تعالى : (( أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا )). وهم فتية آمنوا بالله وكانوا في بلاد شرك فخرجوا من هذه البلاد إلى الله عز وجل فيسر الله لهم غارا دخلوا فيه وناموا نومة طويلة بلغت ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا ... تسع سنوات وهم نائمون لا يحتاجون إلى أكل وشرب ولا شيئا أبدا لا يحتاجون شيئا أبدا. ومن حكمة الله أن الله تعالى يقلبهم ذات اليمين - يرحمك الله - وذات الشمال لئلا يبقى الدم راسبا في أحد الجانبين حتى يكون دائما يتقلب فيهم الدم لما خرجوا بعثوا بأحدهم إلى المدينة ليشتري لهم طعاما فلما قدموا النقود وإذا النقود قد تغيرت واختلفت آخر الأمر أن أهل المدينة اطلعوا عليهم فقالوا لا بد أن نبني على هؤلاء أي على قبورهم مسجدا وقوله : (( الذين غلبوا على أمرهم )) من المراد بهم؟ الحكام في ذلك الوقت قالوا سنتخذ على هؤلاء مسجدا وبناء المساجد على القبور كما عرفتم من أسباب الشرك ووسائله هذه الآيات نرجع الآن إليها لنأخذ فوائد :
أولا من فوائد الآية الأولى : أن من العجب أن يعطي الله الإنسان الإنسان نصيبا من العلم ثم يؤمن بالجبت والطاغوت لأننا قلنا لم تر للتقرير والتعجب في الواقع للتقرير والتعجب وهذا لا شك أنه من العجب أن يؤتى الإنسان علما ثم يؤمن بالجبت والطاغوت.
ومن فوائد الآية : أن العلم والعياذ بالله قد لا يعصم صاحبه من المعصية منين نأخذه؟ من هؤلاء الذين أوتوا نصيبا من الكتاب آمنوا بالكفر والذي يؤمن بالكفر يؤمن بالمعاصي لأنها دونها.
ومن فوائد الآية : وجوب إنكار الجبت والطاغوت وهو واضح أن الله تعالى ساقه مساق العجب والذم فلا يجوز الإقرار بالجبت والطاغوت بل يجب إنكاره.
ومن فوائد هذه الآية : ما ساقها المؤلف من أجله أن من هذه الأمة من يؤمن بالجبت والطاغوت لأن النبي عليه الصلاة والسلام : ( لتركبن سنن من كان قبلكم ) فإذا وجد في بني إسرائيل من يؤمن بالجبت والطاغوت فإنه سيوجد في هذه الأمة من يؤمن بالجبت والطاغوت.
أما الآية الثانية ففيها من الفوائد :
أولا : تقرير الخصم بما لا يستطيع إنكاره تقرير الخصم بما لا يستطيع إنكاره بمعنى أنك تحتج على خصمك بأمر لا يستطيع أن ينكره فإن اليهود يعرفون أن فيهم قوما غضب الله عليهم ولعنهم وجعل منهم القردة والخنازير يقرون بذلك فإذا كانوا يقرون بذلك وهم يستهزؤون بالمسلمين فنقول : أين محل الاستهزاء؟ الذين جعلت أو حلت عليهم العقوبات أم الذين سلموا منها؟ الجواب : الذين حلت بهم أحق بالاستهزاء والعياذ بالله فإذن يستفاد منها تقرير الخصم بما لا يمكنه دفعه.
ومن فوائد هذه الآية أيضا : اختلاف الناس في المنزلة عند الله لقوله : (( بشر من ذلك مثوبة عند الله )) ولا شك أن الناس يختلفون في زيادة الإيمان ونقصانه وما يترتب عليه من الجزاء.
ومن فوائد الآية : سوء حال اليهود الذين حلت بهم هذه العقوبات اللعن والغضب والمسخ وعبادة الطاغوت. كل هذا والعياذ بالله من العقوبات التي من أسوأ ما يكون من العقاب.
ومن فوائد الآية : إثبات أفعال الله الاختيارية أنه يفعل سبحانه وتعالى ما يشاء لقوله : (( لعنه الله )) فإن اللعن من صفات الأفعال. ومنها إثبات الغضب لقوله : (( وغضب عليهم ))ومنها إثبات القدرة (( وجعل منهم القردة والخنازير )) وهل المراد بالقردة والخنازير هذه الموجودة؟ الجواب : لا لأنه ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أن كل أمة مسخت لا يبقى لها نسل فإنه لا يبقى لها نسل وعلى هذا فليس هذا الموجود من القردة والخنازير ليس هو بقية أولئك الممسوخين نعم.
ومن فوائد الآية : أن العقوبات من جنس العمل من أين تؤخذ؟ لأن هؤلاء الذين قلبوا قردة والقرد أقرب ما يكون شبها بالإنسان قلبوا إلى ذلك لأنه فعلوا فعلا ظاهره الإباحة والحل وهو محرم ما هذا الفعل؟ أنهم اعتدوا في السبت فإنه حرمت عليهم حرم عليهم الصيد يوم السبت فابتلاهم الله عز وجل وصار إذا جاءهم السبت امتلأ البحر حيتانا وظهرت الحيتان على سطح الماء وفي غير هذه الأيام تختفي هذه الحيتان ولا يأتي منها شيء فطال عليهم الأمد وقالوا كيف هذه الحيتان ولا يمكن أن نصطاد في يوم الجمعة فماذا نصنع؟ قالوا اصنعوا شبكا ضعوا شبكا في الماء في يوم الجمعة ودعوه حتى تأتي الحيتان وتدخل في الشبك وإذا كان يوم الأحد تأتون وتصطادونه وتكونون بذلك لم تصيدوا يوم السبت هذه حيلة ويش ظاهرها؟ الحل لكن معناها الوقوع في الإثم تماما ولهذا قلبوا في حيوان يشبه الإنسان وليس بإنسان القردة (( قلنا لهم كونوا قردة خاسئين )). وهو يفيد أن الجزاء من جنس العمل ويدل عليه صراحة قوله تعالى : (( فكلا أخذنا بذنبه )) (( أخذنا بذنبه )).
ومن فوائد الآية : أن هؤلاء اليهود صاروا يعبدون الطاغوت لقوله : (( وعبد الطاغوت )) (( وعبد الطاغوت )). ولا شك أنهم إلى الآن يعبدون الطاغوت لأنهم عبدوا الشيطان وأطاعوه وعصوا الله ورسله.
في الآية أيضا نكتة نحوية ما ذكرناها وهي عليه ومنهم. (( من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة )) الضمير في لعنه الهاء وغضب عليه مفرد ومنهم جمع مع أن المرجع واحد و هو " من ".
ويش الجواب؟
أنه روعي في الإفراد اللفظ وروعي في الجمع المعنى وذلك أن من اسم موصول صالحة للمفرد وغير المفرد أو لا؟ قال ابن مالك :
" ومن وما وأل - يلا - تساوي ما ذكر "
لما ذكر الأسماء الموصولة للمفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث قال :
" ومن وما وأل تساوي ما ذكر ".
إذن منهم عاد على من باعتبار المعنى؟ ولعنه وغضب عليه عاد إليه باعتبار اللفظ نعم. ثم إنه قال : من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم و لم يقل وجعلهم. السبب : لأن اللعن والغضب عام والعقوبة بقلبهم إلى قردة وخنازير خاصة ليس شاملا لكل بني إسرائيل.
يستفاد من الآية الثالثة يستفاد من الآية الثالثة :
ما في ضمن سياق هذه الآية من القصة العجيبة من أصحاب الكهف وما تضمنته من الآيات الدالة على كمال قدرة الله تعالى وحكمته.
ومنها : أن من أسباب بناء المساجد على القبور الغلو في أصحاب القبور لأن الذين غلبوا على أمرهم قالوا : نبنوا عليهم المساجد لأنهم صاروا عندهم محل الاحترام والإكرام فغلوا فيهم فأسباب بناء المساجد على القبور هي الغلو فيها.
نستفيد منها : أن الغلو في القبور وإن قل قد يؤدي إلى ما هو أكبر منه ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام حين بعث علي : ( ألا تدع قبرا مشرفا إلا سويته )) ... كثيرة ثم يأتي من بعدنا ويضعون أكبر ... وضع البناء.
باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان
قال أن بعض هذه الأمة لا كل هذه الأمة فإن كل هذه الأمة لا يمكن أن تعبد الأوثان لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم ). وقوله : " تعبد ". وفي نسخة : " يعبد ". فأما يعبد فهو باعتبار المضاف المضاف إليه أو المضاف؟ المضاف مذكر وأما تعبد فهو باعتبار المضاف إليه قال ابن مالك في الألفية :
" وربما أكسب ثان أولا *** تأنيثا إن كان لحذف موهلا " ومثل لذلك بقولهم :
" قطعت بعض أصابعه " فالتأنيث هنا من أجل أصابعه لا من أجل بعض.
وقوله : " تعبد الأوثان " الأوثان جمع وثن وهو كل ما عبد من دون الله من شجر أو حجر أو صنم أو غير ذلك فإنه وثن.
وقوله : " تعبد الأوثان " أي تتذلل لها بالعبادة سواء كانت العبادة من باب الدعاء أو من باب العمل والتقرب والركوع والسجود هذا من باب التقرب بالعمل والدعاء من باب التعبد بالدعاء والدعاء عبادة كما قال الله تعالى : (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم )) فمن أتى إلى القبر وقال يا فلان يا ولي الله أو يا نبي الله وما أشبه ذلك أغثني أنقذني فهذا شرك وعبادة وكذلك من وقف خلف القبر ركع له أو سجد فإن ذلك أيضا عبادة.
قال : " وقول الله تعالى : (( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت )) " ألم تر : هذا الاستفهام للتقرير والتعجيب والتعجب فإن الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ينبغي أن يكونوا أبعد الناس عن الإيمان بالجبت والطاغوت.
وقوله : " نصيبا " النصيب الحظ.
ومعنى : " أوتوا " أي أعطوا.
وقوله : " من الكتاب " من الكتاب المنزل ولم يعطوا جميع الكتاب وإنما نصيب منه لأنهم حرموا بعضه بسبب معصيته.
وقوله : (( يؤمنون بالجبت والطاغوت )) الجبت والطاغوت الجبت : قيل إنه السحر والطاغوت : قيل إنه الشيطان. ويحتمل المراد بالجبت كل ما لا خير فيه وبالطاغوت كل ما تجاوز الإنسان به حده من معبود أو متبوع أو مطاع فلا يختص بالشيطان والمعنى أن هؤلاء الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ما آمنوا بالله آمنوا بما لا يفيدهم وبما تجاوزوا به حدهم من الأوثان وغيرها وهذا الاستفهام المراد به تقرير مع التعجب والإنكار يعني أنه ينكر على هؤلاء الذين أعطاهم الله تعالى نصيبا من الكتاب ثم بعد ذلك يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون لآخر الآية (( ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا )) فإن المشركين أرسلوا إليهم يسألونهم يقولون : أينا أهدى نحن أم محمد؟ فقالوا : أنتم أهدى ، أهدى من محمد وهم أي اليهود صادقون أو كاذبون؟ نعم كاذبون غاية الكذب وهم يعلمون ذلك أيضا أي يعلمون أنهم كاذبون وأن الهدى مع النبي صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى : (( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون )).
ما وجه المناسبة في هذه الآية للباب : وجه المناسبة ما تأتي إلا بعد ذكر سبب الحديث وهو : ( لتركبن سنن من كان قبلكم ) الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت وأن من هذه الأمة من ... سببه من كان قبله ويش يلزم من هذا؟ أن يكون في هذه الأمة من يؤمن بالجبت والطاغوت فتكون الآية مطابقة للترجمة تماما.
قال : وقوله تعالى :
الطالب : سبق ... .
الشيخ : لا بأس الإعادة لا بأس. وقوله : (( هل أنبئكم من شر من ذلك مثوبة عند الله )) الاستفهام هنا للتشويق أو للتقرير يعني هل أخبركم بشر من ذلك مثوبة عند الله من ذلك المشار إليه من؟ المشار إليه ما كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه فإن اليهود يزعمون أنهم هم الذين على الحق وأن الرسول عليه الصلاة والسلام ليسوا على الحق. فقال الله تعالى : (( قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة )) وقوله : مثوبة إعرابها؟ تمييز لشر لأن شر اسم تفضيل وما جاء مميزا لاسم التفضيل فإنه ينصب على التمييز. هل أشار إلى ذلك ابن مالك؟
الطالب : ... .
الشيخ : تعجبا .
الطالب : ... .
الشيخ : ... تعجب نعم؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم؟ وبعد ... إذا أضفتها نعم. هو أشار إليها لكني نسيتها أشار إليها بأن ما جاء بعد أفعل تفضيل فإنه يكون منصوبا على التمييز وقوله : " مثوبة " المثوبة معناه المعاد والعاقبة من لعنه الله هؤلاء هم شر مثوبة من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت والعياذ بالله وهؤلاء من؟ اليهود هذا الوصف ينطبق على اليهود إذن اليهود شر مثوبة عند الله من المؤمنين. والشاهد من هذا قوله : (( وعبد الطاغوت )) فإذا كان من اليهود من عبد الطاغوت وهذه الأمة ستركب سنن من كان قبلها لزم من ذلك أن يوجد في هذه الأمة من يعبد الطاغوت.
قال : وقوله تعالى : (( قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا )) الجملة هنا مؤكدة بالقسم واللام ونون التوكيد وغلبوا على أمرهم أي الذين لهم السلطة عليهم وهم الأمراء والرؤساء و القصة هنا أو الآية في قصة من؟ أصحاب الكهف قالوا لنتخذن عليهم مسجدا أي على قبورهم وهذه الأمة ستتخذ على القبور مساجد كما اتخذ من كان قبلها بدليل الحديث الآتي حديث أبي سعيد.
.شرح قول المصنف : عن أبي سعيد رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ، ......)
وقوله : سنن فيها روايتان : سَنن و سُنن أما سنن فهي بضم السين جمع سنة وهي الطريقة وأما سنن بالفتح فهي مفرد وليست جمعا وهي بمعنى الطريق هي بمعنى الطريق فعل تأتي مفردة كثيرا مثل فنن جمعها أفنان وسبب جمعها أسباب فسنن هنا بمعنى طريق مفرد وقوله : ( من كان قبلكم ) منين؟ من الأمم لتركبن سنن من كان قبلكم.
وقوله عليه الصلاة والسلام : ( لتركبن ) الخطاب لمفرد وإلا جماعة؟ لجمع ما قال لتركبن لو قال لتركبن صار لمفرد .... فهو لجماعة وهذا هو الفرق بين نون التوكيد التي اتصلت بضمير الجمع أو بالمفرد.
وقوله : ( لتركبنن سنن ) لتتبعن نعم لتتبعن ليس على ظاهره بل هو عام مخصوص عام مخصوص لأننا لو أخذنا بظاهره لكانت هذه الأمة كلها تتبع سنن من كان قبلها ولكننا نقول : إنه عام مخصوص لأن في هذه الأمة من لا يتبع وقد يقال : إن الحديث على عمومه وأنه لا يلزم أن نتبع الأمم السابقة في جميع سننها وطرقها بل من هذه الأمة من يتبعها في شيء ومن الأمة من يتبعها وبعض الأمة يتبعها في شيء آخر وحينئذ لا يقتضي أن تكون الأمة تخرج من الإسلام وهذا أولى هذا أولى من أن نقول : إنه عام مخصوص وأن نبقي على عمومه ونقول : هذه الأمة كلها بمجموعها تتبع سنن من كان قبلها ولكن منهم من يأخذ بكذا ومنهم من يأخذ بكذا ومنهم من يأخذ بكذا نعم.
ومن المعلوم أن من طرق من كان قبلنا لا يخرج من الملة بعض الطرق ما يخرج من الملة مثل أكل السحت والربا ، الحسد ، البغي ، الكذب كل من سنن من كان قبلنا ومع ذلك منه ما لا يخرج من الملة عبادة الأوثان؟ ها؟ من سنن من كان قبلنا وهو مخرج من الإسلام.
وقوله : سنن من كان قبلكم على لفظ الجمع السنن هي الطرائق وهي متنوعة منها ما هو اعتداء في حق الخالق ومنها ما هو اعتداء في حق المخلوق كلها يجمعها هذا اعتداء في حق الخالق أو في حق المخلوق.
لنستعرض معكم شيئا من هذه السنن :
عبادة القبور والصالحين موجودة في الأمم السابقين ؟ موجودة (( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا )) الخ وجدت في هذه الأمة؟ نعم وجدت وجدت في هذه الأمة. طيب. الغلو في الصالحين موجود في السابقين ووجد في هذه الأمة. دعاء غير الله موجود في السابقين ووجد في هذه الأمة بناء المساجد على القبور موجود في السابقين ووجد في هذه الأمة وصف الله تعالى بالنقائص والعيوب موجود في السابقين ووجد في هذه الأمة اليهود قالوا يد الله مغلولة والعياذ بالله نعم وقالوا إن الله فقير وقالوا إن الله تعب من خلق السماوات والأرض ووجد في هذه الأمة من قال بذلك أو أشد منه وجد في هذه الأمة من وصفوه بالنقائص وجد في هذه الأمة من قالوا ليس له يد ووجد في هذه الأمة من قالوا إنه لا يستطيع أن يفعل ما يريد فلم يستو على العرش ولم ينزل ولا ينزل إلى السماء الدنيا ولا يتكلم وجد من ينتسب إلى الملة الإسلامية ويقول بذلك بل وجد في هذه الأمة من يقول إنه لا داخل العالم ولا خارج العالم ولا متصل بالعالم ولا بائن عن العالم أين يكون؟ ها؟ لا شيء يكون عدما وجد في هذه الأمة من ينتسب إلى الإسلام.
قال شيخ الإسلام : " وهذا قول الأشاعرة " شوف الآن الأشعرية التي بدأت للأسف تنتشر في أوساطنا هذا مذهبهم أن الله سبحانه وتعالى لا داخل العالم ولا خارجه ولا متصل ولا بائن عن العالم ولا تجوز الإشارة الحسية إليه ولا يفعل ولا يرضى ولا يغضب ولا يحب الخ. نعم تعالى الله عن قولهم.
الحاصل أنه مثل ما وصف الله بالعيوب عند الأمم السابقين وصف أيضا فيمن ينتسب إلى هذه الملة.
طيب نأتي إلى أكل السحت وجد في الأمم السابقين من يأكل السحت أو لا؟ ووجد في هذه الأمة من يأكل السحت ما أكثر من يأكل الرشوة من هذه الأمة! أليس كذلك؟ وجد في الأمم السابقين من يأكل الربا ووجد في هذه الأمة من يأكله وجد في الأمم السابقين من يتحيل على محارم الله ووجد في هذه الأمة من يتحيل على محارم الله. وجد في السابقين من يقيم الحدود على الضعفاء ويرفعها عن الشرفاء ووجد في هذه الأمة وإلا لا؟ وجد في هذه الأمة.
كذلك أيضا وجد في السابقين من حرفوا كلام الله عن مواضعه لفظا ومعنى ووجد في هذه الأمة من حرفوا أيضا. قيل لليهود ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة ماذا صنعوا؟ دخلوا على قفاهم على ... وقالوا حنطة ما قالوا حطة ما قالوا احطط علينا ذنوبنا قالوا لا أعطنا نأكل والعياذ بالله قالوا حنطة وجد في هذه الأمة من فعل كذلك
قال الله تعالى : (( الرحمان على العرش استوى )) و قالوا هم : الرحمان على العرش استولى.
قال ابن القيم : " إن اللام في ... ".
أحكامه أيضا فقال : إن الله أحل كذا وحرم كذا والله تعالى لم يحله ولم يحرمه وجد في الأمم السابقين من اتخذوا أحبراهم ورهبانهم من دون الله ووجد في هذه الأمة؟ وين ؟ ها؟
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم وجد تقول لبعض الناس قال النبي عليه الصلاة والسلام كذا وكذا لكن قال العالم الفلاني كذا وكذا فإذا تأملت كلام النبي عليه الصلاة والسلام وجدته مطابقا للواقع ( لتتبعن سنن من كان قبلكم ) لكن يبقى هذا النظر هل هذا الحديث للتحذير أو هذا الحديث للإقرار؟ لا شك أنه للتحذير النبي عليه الصلاة والسلام ما أخبرنا من أجل أن نقول : إن ... نحن نبي نعتدي على الخلق لأن الرسول قال هكذا نبي نصدق الرسول عليه الصلاة والسلام لو قال هكذا إنسان ماذا نقول له؟ ايش نقول له يا جماعة؟
الطالب : ... .
الشيخ : نقول هذا لا شك أنه للتحذير لأنه قال اليهود والنصارى قال : فمن؟ ثم نقول لهم : إن الرسول أيضا أخبر بأشياء ستقع ومع ذلك أخبر هل هي حرام بنص القرآن أخبر بأن الإنسان يقصي أباه ويدني صديقه وهذا جائز في القرآن وإلا لا؟ لا وبأن الإنسان يكرم زوجته ويعق أمه وهذا ليس جائز بنص القرآن عقوق الأمهات وتقطيع الأرحام لكن هذا القصد منه ايش؟ التحذير من هذا العمل التحذير من هذا العمل والحاصل أنك لا تجد معصية في هذه الأمة إلا وجدت لها أصلا في الأمم السابقة وجدت لها أصلا في الأمم السابقة وجد في الأمم السابقة من يقول للمؤمنين هؤلاء لضالون ووجد في هذه الأمة من يقول : هؤلاء لرجعيون. أليس كذلك؟ موجود فالمسألة المعاصي لها أصل في الأمم على حسب ما سبق ولكن من وفقه الله للهداية اهتدى.
قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم ) هل يدخل مناسبة الحديث للباب واضحة أنه لما عبدت الأمم الأصنام والأوثان فسيكون في هذه الأمة من يعبد الأصنام والأوثان.
وقوله : ( حذو القذة بالقذة ) حذو بمعنى محاذي وهي منصوبة على الحال. الحال من فعل تتبعن أي حال كونكم محاذين لهم حذو القذة بالقذة.
ماهي القذة؟ القذة هي ريشة السهم السهام له ريش لا بد أن تكون متساوية تماما إذا لم تكن متساوية صار الرمي به مختلا فلا بد أن تكون ريشه متساوية وأنا ما عندي معرفة تامة للسهام لأنها ما هي موجودة لنعرف ما هي الريشة التي توضع لكن هم يقولون لا بد أن تكون متساوية الريشتان وإلا اختل الرمي به.
5 - .شرح قول المصنف : عن أبي سعيد رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ، ......) أستمع حفظ
شرح قول المصنف : حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه . قالوا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟ ) أخرجاه .
قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ يجوز فيها وجهان :
اليهودَ والنصارى على أنه مفعول لفعل محذوف التقدير : أتعني اليهود والنصارى؟
ويجوز الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف والتقدير : أهم اليهود والنصارى؟ أهم اليهود والنصارى؟ وعلى كل تقدير فالجملة هنا إنشائية وإلا خبرية؟ ما تقول يا حسين؟ إنشائية ولا خبرية؟
الطالب : إنشائية.
الشيخ : ويش السبب؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا. ما تقول يا رشيد؟ إنشائية وإلا خبرية؟
الطالب : إنشائية.
الشيخ : لماذا؟
الطالب : ... .
الشيخ : يعني معناه أنها استفهامية والاستفهام تقدم لنا في باب البلاغة أنه من باب ايش؟ الإنشاء فهي على تقدير مرة الاستفهام يعني أهم اليهود والنصارى أو أتعني اليهود والنصارى واليهود أتباع موسى والنصارى أتباع عيسى. وسموا يهودا لماذا يا عبد الله؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : إسحاق طيب أو.
الطالب : ... .
الشيخ : لأنهم هادوا إلى الله ورجعوا إليه بالتوبة من عبادة العجل طيب أما النصارى فهي قيل إنها نسبة إلى بلد تسمى الناصرة وقيل إنها من النصرة كما قال : (( من أنصاري إلى الله )).
قال قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( فمن؟ ) فمن ؟ من : هنا ويش إعرابها؟ اسم استفهام والمراد به التقرير المراد به التقرير أي فمن أعني غير هؤلاء أو فمن هم غير هؤلاء نعم إذن الصحابة رضي الله عنهم لما حدثهم بهذا الحديث كأنهم حصل في نفوسهم بعض الغرابة بعض الغرابة وقالوا هل هؤلاء الناس الذين - صل ركعتين يا ولد صل ركعتين صل ركعتين بارك الله فيكم - فلما سألوا قرر النبي عليه الصلاة والسلام لأنهم اليهود والنصارى.
يستفاد من هذا الحديث :
ما أراد المؤلف بسياقه وهو أن بعض هذه الأمة كملوا يعبد الأوثان لأن ذلك من سنن من قبلنا وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنا سنتبعهم.
ويستفاد أيضا من فحوى الكلام التحذير من متابعة من كان قبلنا في معصية الله في معصية الله
ويستفاد من ذلك أيضا أنه ينبغي أن نعرف ما كان عليه من قبلنا لأجل أن نحذره لأجل أن نحذره لأننا ماذا يدرينا إذا عملنا عمل ونحن لا ندري هل هم عليه أو لا إلا بما نعلم وغالب ما خالف فيه الحق من سبقنا غالب والحمد لله موجود في القرآن وفي السنة ما يحتاج إلى نلجأ إلى فلان وفلان في التاريخ بل هو موجود في القرآن والسنة.
ومنها : أيضا استعظام هذا الأمر لدى الصحابة لقولهم : اليهود والنصارى ؟ فإن هذا الاستفهام للاستعظام استعظام الأمر أن نتبع سنن من كان قبلنا بعد أن جاءنا الهدى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنها : أن كل ما طال العهد بن الإنسان وبين الرسالة فإنه يكون أبعد من الحق منين نأخذه؟ ها؟
الطالب : ... .
الشيخ : منين نأخذ؟ نبي شيء بين كلما طال الأمد الرسالة فإن الإنسان بينه وبين زمن الرسالة كان أقرب إلى االمعاصي والفسوق.
الطالب : ... .
الشيخ : ها؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : وغيره؟
الطالب : ... .
الشيخ : من خصال من قبلنا أنه لما طال عليهم الأمد قست قلوبهم قال الله تعالى : (( ألم يئن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق و لا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم )) فإذن إذا كان طول الأمد فيما قبلنا سبب لقسوة القلوب فإنه سيكون كذلك سببا لنا ويشهد لهذا الحديث أو لهذا المعنى ما صح في البخاري من حديث أنس رضي الله عنه أنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا يأتي على الناس زمان إلا وما بعده شر منه حتى تلقوا ربكم ) ( حتى تلقوا ربكم ) ومن تتبع أحوال هذه الأمة وجد أن الأمر كذلك ولكن يجب أن نعرف يا إخواننا الفرق في الحكم بين الجملة والأفراد فإنه لا يعني أن الزمن المتأخر لا يكون فيه أحد أبدا خيرا من أهل الزمن الذي قبله. ولكن الكلام على على الجملة والكلام على الجملة وهذه مسألة ينبغي أن نتنبه لها أن حديث أنس رضي الله عنه حديث صحيح سندا ومتنا المتن ليس فيه شذوذ والسند في البخاري ولكنه لا نقيس الحكم بالأفراد ولذلك يوجد في أتباع التابعين من هو خير من كثير من التابعين من التابعين فلا تيأس لا تقول إذن ما يمكن أن يوجد في زماننا هذا من يكون مثل من سبقهم لأننا نقول : مثل هذا الحديث نقول إن مثل هذا الحديث يعنى به أي شيء؟ الجملة وإذا شئتم أيضا أن نتضح الأمر فانظروا إلى جنس الرجال وجنس النساء أيهما خير؟ جنس الرجال (( وللرجال عليهن درجة )) لكن هل معنى ذلك أنه لا يوجد في النساء امرأة تكون خيرا من بعض الرجال؟ هل معنى أن ذلك أنه ما يوجد امرأة تكون خيرا من بعض الرجال؟ لا بل يوجد في بعض النساء من هو خير من كثير من الرجال فيجب علينا أن نعرف الفرق بين الجملة والأفراد نعم نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : ها؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : أي لكن لكن إذا إذا إذا أخذنا باعتبار مجموع القرن كله وجدنا أن ما بعده أن ما بعده شر منه باعتبار القرن كله لا باعتبار الأفراد ولا اعتبار مكان دون مكان أيضا قد يكون مثلا في بعض الجهات يرتفع الناس من حسن إلى أحسن كما لو نشأ فيهم علماء نعم و نفع الله بهم فإنهم يكونوا أحسن ممن سبقهم لكن الكلام على الجملة جملة القرن.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : الصحابة ما حد يساويهم في منزلة الصحبة ولهذا مثلنا في التابعين وفي أتباع التابعين.
الطالب : في أفراد الصحابة؟
الشيخ : لا أفراد الصحابة حتى أفراد الصحابة ما يمكن حد يساويهم في الصحبة أبدا مهما بلغ من الفضل من التابعين فإنه لن يدرك الصحبة نعم.
6 - شرح قول المصنف : حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه . قالوا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟ ) أخرجاه . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : ولمسلم ، عن ثوبان - رضي الله عنه - : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله زوى لي الأرض ، فرأيت مشارقها ومغاربها . وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها وأعطيت الكنزين : الأحمر والأبيض . وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة ، وأن لا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم ، فيستبيح بيضتهم . وإن ربي قال : يا محمد ،
زوى بمعنى ايش؟ جمع وضم جمع له الأرض وضمها فرأيت مشارقها ومغاربها رأيت بعيني وإلا بعلمي؟ رؤية علمية وإلا عينية ؟ رؤية عينية رأيت مشارق الأرض ومغاربها وليس ذلك على الله بعزيز فإن الله تعالى على كل شيء قدير أن يزوي الأرض ويجمعها حتى يشاهد النبي صلى الله عليه وسلم ما سيبلغ ملك أمته منها وهل المراد هنا بالزوي أن الأرض زويت وجمعت أو أن الرسول عليه الصلاة والسلام قوي نظره حتى رأى البعيد؟ أيهما أقرب إلى ظاهر اللفظ؟ الأقرب الأول أن الأرض هي التي حصل فيها التغير وليست وليس بصر النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعض العلماء إن المراد بصر النبي عليه الصلاة والسلام أن الله أعطاه قوة حتى أبصر مشارق الأرض ومغاربها ولكن الأول هو ظاهر اللفظ ونحن إذا أردنا أن نقرب هذا الأمر نجد أن صورة الكرة الأرضية الآن صورة الكرة الأرضية مجموعة مجموعة الصورة يشاهد الإنسان ايش؟ مشارق الأرض ومغاربها والله على كل شيء قدير يجمع الله الأرض حتى تكون صغيرة يدركها في مشارقها ومغاربها
فإذا قال قائل : هذا في الحقيقة إن حمل على الواقع فليس بموافق للواقع لأنه لو حصرت الأرض بحيث تكون مدركة لبصر النبي صلى الله عليه وسلم المجرد أي يذهب الناس الأرض فيها بحار فيها بحار عظيمة وفيها صحارى واسعة فيها آدميون وفيها غير آدميين وإلا لا؟ كيف تصغر؟
نقول : نحن في هذه الأمور الغيبية لا يجوز لنا أن نورد ايش؟ كيف ولم نقول إن الله زواها وهو على كل شيء قدير زواها حتى رآها النبي صلى الله عليه وسلم والأمور الغيبية التي لا ندركها لا يجوز أن نورد عليها كيف لأن قوة الله عز وجل أعظم أعظم من قوتنا وأعظم من أن نحيط بها ولهذا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم هل يجوز أن نقول كيف يجري مجرى الدم قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) كيف يجري مجرى الدم؟ نقول والله أعلم هذه المسائل ما يمكن ندركها يجب علينا التسليم المحض لها ولهذا نقول : نحن في باب الأسماء والصفات ظاهرية أو كالظاهرية في باب الأحكام يعني ما نأخذ إلا ايش؟ بالظاهر وهذا ما اتفق عليه أهل السنة والجماعة أنهم يأخذون بظاهرها لكنهم يأخذون بهذا الظاهر منزها عن التكييف والتمثيل ولا يفهمونها على أنها تمثيل لصفات الله تعالى بصفات خلقه
طيب يقول : زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها يعني أماكن الشرق منها وأماكن الغرب وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها إن أمتي أي الأمم؟ من المراد بالأمة هنا؟ الإجابة وإلا الدعوة ؟ أمة الإجابة أمة الإجابة التي أجابت الرسول عليه الصلاة والسلام وصدقته وآمنت به سيبلغ ملكها ما زوي للرسول صلى الله عليه وسلم منها وهذا هو الواقع فإن ملك هذه الأمة اتسع من المشرق و من المغرب اتساعا بالغا جدا لكنه من الشمال والجنوب كان أقل أقل بكثير فالأمة الإسلامية وصلت إلى الشرق إلى السند والهند وما وراء ذلك ومن المغرب وصلت إلى ما وراء المحيط نعم وهذا يحقق رؤيا النبي عليه الصلاة والسلام.
قال : ( وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض ) أعطيت الكنزين : من الذي أعطاه الله؟ من الذي أعطاه؟ الله.
وقوله : ( الكنزين : الأحمر والأبيض ) هما الذهب والفضة كنوز قيصر وكسرى فالذهب عند قيصر والفضة عند كسرى وكل منهما عنده ذهب وفضة ولكن الأغلب على كنوز قيصر الذهب والأغلب على كنوز كسرى الفضة وقوله : ( أعطيت ) هل هو أعطيها صلى الله عليه وسلم في حياته وإلا بعد مماته؟ بعد مماته. بعد موته أعطيت ذلك أمته لكن ما أعطيت أمته فهو كالمعطى له لأن امتداد ملك الأمة لا لأنها أمة عربية كما يقول هؤلاء الجهال بل لأنها أمة إسلامية أخذت بما كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام.
( لتتبعن سنن من كان قبلكم ) كما أنه جاء في الأمم السابقين من يعبد الأصنام فإن في هذه الأمة من يعبد الأصنام.
وسبق لنا أنه ما من عمل سيء عملته الأمم السابقة إلا وكان في هذه الأمة شيء منه. أليس كذلك؟ نعم لهذا الحديث فإذا قيل ما هي الحكمة من أنه تبتلى هذه الأمة في هذا الأمر وأن يكون فيها من كل مساوئ من سبقها؟ قلنا : الحكمة ليتبين بذلك كمال الدين فإن الدين يعارض كل هذه الأخلاق كل هذه الأخلاق فإذا كان يعارضها دل هذا على أن كل نقص في الأمم السابقة فإن هذه الشريعة جاءت بتكميله كيف ذلك؟ لأن الأشياء ما تتبين إلا بضدها كما قيل : " وبضدها تتبين الأشياء " هذه النكتة يجب يجب أن يحافظ عليها المرء وجوابها ما ذكرناه جوابها ما ذكرناه.
السؤال الآن : ما هي الحكمة في أن هذه الأمة تبتلى بمساوئ من قبلها؟ فيكون فيها مو في جميع الأمة في مجموع الأمة من يعمل هذه المساوئ؟
الطالب : ... .
الشيخ : وأنها تحارب كل الأخلاق المنكرة والأعمال السيئة من جميع الأمم نعم لأن بضدها تتبين الأشياء فإن الشريعة جاءت في مقابل ذلك بالتمام والكمال وسبق لنا أن الصحابة رضي الله عنهم سألوا النبي عليه الصلاة والسلام سؤال تعجب من الأمم؟ فقال : لما سألوه هل هم اليهود والنصارى قال فمن؟
وسبق لنا في حديث ثوبان أن الله سبحانه وتعالى زوى للنبي عليه الصلاة والسلام الأرض فرأى مشارقها ومغاربها وقلنا إن في هذا الزوي أو في هذا الزي نقول الزي وإلا الزوي؟
الطالب : الزوي.
الشيخ : ها طيب ما تقولون في طوى؟
الطالب : طي.
الشيخ : في زوى؟
الطالب : ... .
الشيخ : زي هذا القياس القياس أن يقال زي وشوى شيا وإلا شويا ؟ شويا هذه لغة العامة يقال شيا نعم طيب إذن نقول في هذا الزي آية من آيات الله وآية من آيات النبي صلى الله عليه وسلم نعم وسبق هل هذا الزيّ حقيقي بمعنى أن الأرض جمعت أو هذا على سبيل التصوير أو أن الرسول عليه الصلاة والسلام زيد في نظره وبصره حتى أبصر جميع مشارق الأرض ومغاربها؟ فقلنا : الأقرب أن الزي للأرض وليس معناه أن بصر الرسول عليه الصلاة والسلام امتد ونحن نقول بهذا ولا نقول كيف وكيف ونقول هذا من أمور الغيب.
وقوله سبق أيضا أن هذه الأمة سيبلغ ملكها ما زوي للرسول صلى الله عليه و سلم والمعنى أنها ستسيطر على ما زوي للنبي عليه الصلاة والسلام.
وسبق أنه أعطي الكنزين : الأحمر والأبيض الأحمر كنز من؟
الطالب : قيصر.
الشيخ : والأبيض
الطالب : كسرى.
الشيخ : نعم.
قال : - هذا قسم جديد - ( وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة ) هذا مما سأله النبي عليه الصلاة والسلام ربه أن لا يهلك الأمة بسنة بعامة هكذا في الأصل. وفي رواية - في بعض النسخ - : ( أن لا يهلكها بسنة عامةً ) والسنة بمعنى الجدب والقحط الجدب والقحط يهلك ويدمر. قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( اللهم اجعل عليهم سنين كسني يوسف ). وقال تعالى : (( وقد أخذنا آل فرعون بالسنين )) وقوله : ( بسنة ) أي بجدب وقحط ( وعامة ) أي عموما تعمهم هذه دعوة.
( وأن لا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم ، فيستبيح بيضتهم )
( لا يسلط عليهم عدوا ) والعدو ضد الولي وهو المعادي المبغض الحاقد وعدو المسلمين هم الكفار ولهذا قال : ( من سوى أنفسهم ) نعم ( فيستبيح بيضتهم ) ويش معنى يستبيح؟ أي يستحل والبيضة ما يوضع على الرأس وقاية من السهام والمراد يظهر عليهم ويغلبهم. يظهر عليهم ويغلبهم.
7 - شرح قول المصنف : ولمسلم ، عن ثوبان - رضي الله عنه - : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله زوى لي الأرض ، فرأيت مشارقها ومغاربها . وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها وأعطيت الكنزين : الأحمر والأبيض . وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة ، وأن لا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم ، فيستبيح بيضتهم . وإن ربي قال : يا محمد ، أستمع حفظ
شرح قول المصنف : إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد . وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة . وأن لا أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم . ولو اجتمع عليهم من بأقطارها ، حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً ، ويسبي بعضهم بعضاً ) ورواه البرقاني في صحيحه . . وزاد : ( وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين .
الطالب : ... .
الشيخ : ( يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ) قوله تعالى : ( إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ) اعلم أن قضاء الله نوعان : قضاء شرعي وقضاء كوني فالقضاء شرعي قد يرد قد يرد من يرده؟
الطالب : ... .
الشيخ : الكفار يرده الكفار ولا يقبلونه والقضاء الكوني لا يرد القضاء الكوني لا يرد ولا بد أن ينفذ وكلا القضاءين قضاء بالحق وقد جمعهما قوله تعالى : (( والله يقضي بالحق )) يقضي بالحق.
مثال القضاء الشرعي : قوله تعالى : (( وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه )) هذا القضاء يا جماعة الشرعي لأنه لو كان كونيا لكان كل الناس لا يعبدون إلا الله لكنه قضاء شرعي وقوله تعالى : (( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا )). هذا قضاء كوني لأن الله لا يقضي شرعا بالفساد لكن يقضي به كونا وإن كان يكرهه سبحانه وتعالى. إن الله لا يحب الفساد ولا المفسدين وعلى هذا فقوله تعالى هنا في الحديث القدسي : ( إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ) المراد الكوني ما حد يستطيع أن يرده مهما كان من الكفر والفسوق والفجور فإنه لا يستطيع أن يرد قضاء الله ولهذا تجدون قضاء الله نافذا إلى أكبر الناس نفوذا واستكبارا نفذ على فرعون وأغرق في الماء الذي كان يفتخر به ونفذ على طواغيت بنبي آدم فأهلكهم الله وذكرهم إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وفي هذا من تمام سلطان الله عز وجل وكمال ربوبيته فإنه ظاهر لأنه كل من ملك سوى الله عز وجل إلا يمكن أن يرد ما قضى به إلا الله سبحانه وتعالى لماذا؟ لكمال سلطانه وتمام ربوبيته سبحانه وتعالى واعلم أن قضاء الله كمشيئته مقرون بالحكمة مقرون بالحكمة فهو لا يقضي قضاء إلا والحكمة تقتضيه كما لا يشاء شيئا إلا والحكمة تقتضيه وتدبر قول الله تعالى : (( وما تشاؤون إلا يشاء الله إن الله كان عليما حكيما )) يتبين لك أنه لا يشاء شيئا إلا عن علم وحكمة سبحانه وتعالى ليس لمجرد المشيئة خلافا لمن أنكر حكمة االله من الجهمية وغيرهم وقال : إن الله لا حكمة له وإنما يفعل الأشياء لمجرد المشيئة فجعلوا على زعمهم جعلوا المخلوقين أكمل تصرفا من الله لأن كل عاقل يا أحمد ويش الي قبله؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا.
الطالب : ... .
الشيخ : الي أتنكروا.
الطالب : ... .
الشيخ : وقلنا إن قولهم يستلزم ها؟
الطالب : ... .
الشيخ : يستلزم أن من المخلوقين من هو أكمل تصرفا من الله عز وجل لأن كل عاقل من المخلوقين ما يتصرف إلا بحكمة ولهذا الذي يتصرف بسفه ماذا يصنع به؟ يحجر عليه (( ولا تأتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما )). فنحن نقول : إن الله جل و علا لا يفعل شيئا ولا يحكم بشيء إلا لحكمة ولكن هل يلزم من الحكمة أن نحيط بها علما؟ لا لأننا أقصر من أن نحيط علما لكل حكم الله صحيح أن بعض الأشياء نعرف حكمتها ولكن كثيرا من الأشياء لا نعرفها تعجز العقول عن إدراكها
قال : ( إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ) نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : كله؟
الطالب : ... .
الشيخ : أن نحيط بها.
الطالب : ... .
الشيخ : لا نحيط بكل الحكم نعرفها ولا نعرفها إطلاقا وإلا ما ... كل شيء.
الطالب : ... .
الشيخ : صحيح.
الطالب : يعني إذن.
الشيخ : ايه بعض ندرك أن هذا الحكمة منه ولكن ليس يعني أن ما أدركناه من الحكمة هو كل الحكمة. قد تكون هناك حكم أخرى ما ندري عنها أيضا لكن ... من بعض الأشياء.
وقوله : ( فإني إذا قضيت فإنه لا يرد ) المقصود من هذه الجملة يبين الله عز وجل ما قاله لنبيه. المقصود من ذلك هو بيان أن من الأشياء التي سألها الرسول عليه الصلاة والسلام ما لا يعطاها قد يسأل االنبي عليه الصلاة والسلام شيئا ولا يعطى إياه لماذا؟ لأن الله قضى بعلمه وحكمته كذا ولا يمكن أن يرد ما قضاه الله عز وجل فهذا هو الفائدة من تقديم هذه الجملة فإذا قضيت قضاء فإنه لا يرد نعم.
الطالب : هل يؤخذ من هذا أن الدعاء لا يرد القضاء؟
الشيخ : لا ما نأخذ منه قد يكون الدعاء سببا للقضاء يعني قد يتوقف القضاء على دعائك بل إن كل القضاء أو أكثر القضاء له أسباب دخول الجنة ما يمكن إلا بسبب يترتب دخول الجنة ويتوقف على العمل الصالح فلا بد من عمل صالح كذلك حصول المطلوب قد يكون منعه حتى يسأل لكن من الأشياء ما لا تقتضي الحكمة وجوده فحينئذ يجازى الداعي بما هو أكمل أو يؤخر له ويدخر عند الله عز وجل وإلا يصرف عنه ما هو أعظم.
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : ربما أي. إذا لم يوجد إذا كان الدعاء تامة فيه شروط القبول ولا شفي فإنه نجزم أنه أدخر له.
قال : ( وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة بعامة ).
الطالب : عامة.
الشيخ : فيها نسختان صحيح ( أن لا يهلكهم بسنة بعامة ) هذه واحدة. وثانيا : ( وأن لا أسلط عليهم عدواً من أنفسهم من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها حتى يكون ) قيد هذا هذه الإجابة قيدت ( حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا ) فإذا وقع ذلك منهم فقد يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم فكان إجابة الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في الجملة الأولى بدون بدون استثناء وفي الجملة الثانية باستثناء ( حتى يكون بعضهم ) وهذا هو الحكمة من تقديم الجملة الأولى وهي : ( إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ) فصارت إجابة الله تعالى لرسوله عليه الصلاة والسلام في الجملة الثانية مقيدة هذه من نعمة الله عز وجل أن هذه الأمة لن تهلك بسنة بعامة أبدا كل من يدين بدين الرسول عليه الصلاة والسلام فإنه لن يهلك وإن هلك قوم في جهة بسنة فإنه لا يهلك الآخرون.
ثم الجملة الثانية فإنه يقول لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم إلا إذا صار بعضهم يقتل بعضا ويسبي بعضهم بعضا وهذا وقع كما أجاب الله عز وجل.
فالأمة الإسلامية حين كانت أمة واحدة عونا على الحق عونا في الحق ضد الباطل كانوا أمة مهيبة ما أحد يجرأ على أن يتسلط عليها ولما تفرقت وصار بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا سلط عليهم عدوا من أنفسهم من سوى أنفسهم وأعظم من سلط فيما أعلم التتار فإنه التتار سلطوا على المسلمين تسليطا لا نظير له ماذا صنعوا؟ قتلوا الخليفة ويقال إنهم قتلوا في بغداد وحدها في يوم واحد أكثر من خمسمائة عام و هذا شيء عظيم في الإسلام والكتب الإسلامية وضعوها في دجلة والعياذ بالله وجعلوها جسرا يطؤونه بأقدامه ويفسدها الماء لأنها تكتب بالمداد الذي يمحى. وكانوا يأتون إلى الحوامل والعياذ بالله ويبقرون بطنها ويخرجون أولادها يتحركون أمامها ويقتلونهم وهي حية تشاهد ثم تموت.
وكان الواحد منهم يقول ابن الأثير في النهاية يقول : " إني مضى علي حين أقدم رجلا وأؤخر أخرى هل أذكر هذا التاريخ الأسود المظلم - هو ما قال الأسود المظلم لكن أنا أقول - هذا المفزع العظيم أو لا أذكره ثم بدا لي أن أذكره حفظا للتاريخ ". فذكره لكن كان يقول : " إن المسلمين أصيبوا بذل عظيم حتى إن الواحد من التتر يدخل الزقاق السكة الضيقة الصغيرة ويقول لأهل البيوت أخرجوا ثم يقول : ضعوا حجرا ثم يقول لواحد اجعل رأسك على هذا الحجر ويقول لأخيه اضربه بالحجر فيرض رأسه بين حجرين وذلك الرجل يتفرج التتري ". وهذا أمر عظيم من الله عز وجل تسليط لأنهم كانوا يقتل بعضهم بعضا ويسبي بعضهم بعضا وفي هذا دليل على تحريم القتال بين المسلمين وإهلاك بعضهم بعضا وسبي بعضهم بعضا وأنه يجب أن يكون أمة واحدة حتى تبقى هيبتهم بين الناس وتخشاهم الأمم.
طيب إذن ما هو الشاهد في هذا الحديث للترجمة ؟ ها؟
الطالب : ( إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ).
الشيخ : ايه ايش وجهه؟
الطالب : ... .
الشيخ : ها؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم؟
الطالب : ... .
الشيخ : ورواه البرقاني في صحيحه وزاد : ( وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين و إذا وقع عليهم السيف لم يرفع إلى يوم القيامة ) بين الرسول عليه الصلاة والسلام أنه ما يخاف على الأمة إلا الأئمة المضلين.
الأئمة : جمع إمام والإمام قد يكون إماما في الخير وقد يكون إماما في الشر قال الله تعالى عن آل فرعون : (( وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون )) وقال تعالى في أئمة الخير : (( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون )) وفي هذا الحديث من النوع الأول أو الثاني؟
الطالب : الأول.
الشيخ : الأول. الأئمة المضلين الذي يوقعون الناس في الضلال وصدق نبينا صلى الله عليه وسلم إن هذا أعظم ما يخاف على الأمة أن يوجد أئمة مضلون وهذا الذي أضل الناس الأئمة المضلون والعياذ بالله يكون رجلا إماما فيتبع كرؤساء الجهمية والمعتزلة وغيرهم ممن كانوا أئمة لكنهم يضلون الناس والعياذ بالله فحصل تفرق الأمة بسبب هؤلاء الأئمة أئمة الشر والفساد نسأل الله العافية.
وقوله عليه الصلاة والسلام : ( الأئمة المضلين ) يراد به أئمة الذين يقودون الناس للشر والأئمة الذين يقودون الناس.
8 - شرح قول المصنف : إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد . وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة . وأن لا أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم . ولو اجتمع عليهم من بأقطارها ، حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً ، ويسبي بعضهم بعضاً ) ورواه البرقاني في صحيحه . . وزاد : ( وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين . أستمع حفظ