تتمة شرح قول المصنف :وعن ابن مسعود : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ألا هل أنبئكم ما العضه ؟ هي النميمة : القالة بين الناس ) رواه مسلم .
الطالب : نعم
الشيخ : تجد هذين الرجلين صديقين فإذا جاء هذا الرجل النام والعياذ بالله النمام قال هذا الرجل يسبك كيف تصاحبه وهو يقول فيك كذا وكذا سواء صادقا أم كاذبا ، بعد هذه المودة تكون العداوة بينهما ، تكون العداوة بينهما، فيُفرق هذا يشبه السحر وهو نوع منه، نوع من السحر بماذا يشبه السحر ؟
الطالب : بالتفريق
الشيخ : ها بالتفريق (( فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه )) فالنميمة تشبه السحر من حيث التفريق بين الناس والنميمة من كبائر الذنوب ومن أسباب عذاب القبر ومن أسباب حرمان دخول الجنة قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( لا يدخل الجنة قتات ) أي نمام ، وفي حديث ابن عباس المتفق عليه : ( أنه مر بقبرين يعذبان أحدهما يمشي بالنميمة ) فالنميمة إذن من كبائر الذنوب وهي في الحقيقة خُلق ذميم ولا ينبغي للإنسان أن يطيع النمام مهما كانت حاله لا يطيعه مهما كانت حالُه لقوله تعالى : (( ولا تطع كل حلاف مهين * هماز مشاء بنميم )) واعلم أن من نمّ إليك نمّ فيك أو منك اللي ينقل كلام الناس فيك يبي ينقل كلامك في الناس فاحذره هذه النميمة إذن نوع من السحر ووجه النوعية فيها إيش ؟ التفريق بين الناس أما حُكمها فإنها من كبائر الذنوب الدليل أن فيها وعيدا في الآخرة وعذابا في القبر وما كان ذلك وكذلك فلا شك من كبائر الذنوب وهي أيضاً من إفساد المجتمع لأن هذا النمام والعياذ بالله إذا أراد أن يُسلَّط على كل صديقين متحابين يفرق بينهما بنميمته فسد المجتمع، المجتمع كما تعرفون مكون من أفراد لو تفرقت صار كما قال الله عز وجل : (( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )) إذا لم يكن المجتمع كإنسان واحد فإنه لا يمكن أن يكون مجتمعا في الواقع فهو أفراد متنافرة نعم والأفراد المتنافرة ما لها قوة ولهذا يقول الشاعر :
" لا تخاصم بواحد أهل بيت *** فضعيفان يغلبان قويا "
" لا تخاصم بواحد أهل بيت *** فضعيفان يغلبان قويا "
وهذا صحيح ضعيفان يغلبان قوي إلا عاد بمدد من الله سبحانه وتعالى لا طاقة لأحد به فهذا شيء آخر نعم وقال الآخر :
" تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا *** فإذا افترقن تكسرت أفرادا "
فالحاصل أن النميمة فساد للمجتمع توجب أن يتفرق المجتمع أفرادا ويتباغض المجتمع ونحن لو تأملنا النصوص الشرعية وجدنا أنها تحرم كل ما يكون سببا للتفرق والقطيعة ( لا يبع بعضكم على بيع بعض ) ( لا تناجشوا ) ( لا يخطب الرجل على خطبة أخيه ) وما أشبه ذلك كل هذا من أجل دفع ما يوجب العداوة والبغضاء بين الناس نعم .
السائل : ... .
الشيخ : نعم
السائل : فأحدهما مثلاً يمشي في ...
الشيخ : في .
السائل : ... يعلمهم عادات ...
الشيخ : إي نعم
السائل : ... بدع وخرافات وأشياء فهل يجوز ... .
الشيخ : هذا يجب التحذير من طريقته عموماً ما أجي يمك وأقول يسبك مثلا هذا التحذير غير مسألة النميمة، النميمة يقصد بها التفريق بين اثنين ولهذا قال : ( القالة بين الناس ) لكن هذا يُقصد به النصح والتحذير من هذا الخطأ الذي ارتكبه هذا الشخص وهذا واجب ، هذا واجب أن الإنسان يبين ما يدعو إليه هذا الداعية من فسق أو فجور أو بدعة أو غير ذلك.
السائل : من دون التعرض له مثلاً ... التعرض لنفس الشخص، مثلاً قالوا أن هذا الشخص ..
الشيخ : قال : احذروا هذا الشخص مثلا
السائل : نعم
الشيخ : فإنه يدعو إلى البدعة ما فيه مانع هذا لا بد منه وإلا ويش يدريهم قد لا يفهم بعض الناس أن هذا الرجل يدعو إلى بدعة إذا لم يذكر بعينه نعم .
ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما نعم .
السائل : ( النميمة القالة ) ... .
الشيخ : إي قال : ( هي النميمة ) هذه واضحة مبتدأ وخبر والقالة خبر آخر أو عطف بيان للنميمة لأنها تفسير لها ولهما .
الطالب : ... .
الشيخ : أيهم ؟
الطالب : ( من عقد عقدة ثم نفث فيها ومن تعلق شيئا وكل إليه ) .
الشيخ : ويش يقول؟
الطالب : يقول : " رواه النسائي وهو حديث ضعيف والفقرة الأخيرة ( ومن تعلق شيئا وكل إليه ) لها شاهد من حديث عبد الله بن عكيم رضي الله عنه عند الترمذي"
الشيخ : عُكَيم
الطالب : عُكيم
الشيخ : نعم
الطالب : "عند الترمذي وفي سنده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو سيء الحفظ ولكنه يصلح شاهداً ... " .
الشيخ : غاية ما فيها أنه حسن لغيره أما من تعلق شيئا وكل إليه فهو صحيح المعنى بلا شك وإن كان في السند وأما الأول فهو أيضاً له شاهد في القرآن ( من عقد عُقدة ثم نفث فيها فقد سحر ) (( ومن شر النفاثات في العقد )) وأما قوله : ( ومن سحر فقد أشرك ) فقد سبق لنا أن السحر في أحد أنواعِه من الشرك فالحديث وإن كان ضعيف السند لكن من حيث المعنى صحيح تشهد له النصوص الأخرى .
1 - تتمة شرح قول المصنف :وعن ابن مسعود : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ألا هل أنبئكم ما العضه ؟ هي النميمة : القالة بين الناس ) رواه مسلم . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : ولهما عن ابن عمر - رضي الله عنهما - : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن من البيان لسحراً ) .
الطالب : ... .
الشيخ : إذن من للتبعيض تكون أو لا ؟ تكون من للتبعيض يعني بعض البيان وهو البيان الكامل الي هو الفصاحة سحر، أما إذا جعلنا البيان بمعنى الفصاحة فقط ولم نقسمه صارت من لبيان الجنس سحر وجه ذلك : أن البيان يأخذ بلب السامع ويصرفه أو يعطفه ولهذا دائماً يجي إنسان يتكلم يتكلم بكلام معناه باطل لكن لقوة فصاحته وبيانه يحسبه السامع حقاً فينصرف إليه ودائماً يتكلم إنسان بليغ يحذر من حق ولفصاحته وبيانه يظن السامع أن هذا الحق باطل فينصرف عنه وهذا من السحر اللي يسمونه العطف ويش بعد ؟ والصرف البيان يحصل به عطف وصرف لا شك في هذا ولذلك دائماً خصوصا في كلام ابن القيم وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا جاؤوا بمسألة يناقشونها ثم ذكر دليل لجماعة دليل وتعليل وصار يسوق الأدلة والعلل تقول هذا القول هو الصحيح ولا لا؟ وتنحاز إليه ، ثم يأتي بالقول الثاني الذي يضاده ويذكر أدلته وما أجاب به عن أدلة الأول فتنعطف إليه ولا تكتفي بالأول تنعطف إليه وهذا أمر مشاهد فالبيان بالحقيقة البيان بمعنى الفصاحة لا شك أنها تفعل فعل السحر وابن القيم يقول عن الحور العين يقول :
" حديثها السحر الحلال " ... حلال إي نعم البيان الآن البيان سحر فهل هذا على سبيل الذم أو على سبيل المدح؟ أو لبيان الواقع ثم يُنظر الأثر؟
الطالب : لبيان الواقع
الشيخ : الأخير الحديث في الحقيقة ليس للذم ولا للمدح لكنه لبيان الواقع ثم يُنظر ما هو الأثر ، إن كان هذا البين فصيحا يتكلم لرد الحق وإثبات الباطل فلا شك أن بيانه ها مذموم وأنه استعمل نعمة الله في معصية الله وأما إذا كان هذا البيّن الفصيح يريد ببيانه إثبات الحق وإبطال الباطل فهذا ها محمود ومدح وثناء فالبيان من حيث هو بيان لا يُحمد ولا يذم ولكن ينظر أثره والمقصود به إنما حقيقة البيان أنه سحر يؤثر في الإنسان الإقبال أو الانصراف، طيب لو سألك سائل أيما أحب إليك ؟ أن تكون ذا بيان أو ذا عي ؟ أقول إذا كان البيان أستعمله في طاعة الله وفي الدعوة إلى الله نعم فهذا أحب إلي لكن إذا كان والعياذ بالله ابتلي الإنسان ببيان ليصد الناس عنه عن دين الله فهذا لا خير فيه هذا العي خير منه إنما البيان لا شك أنه نعمة ولهذا امتن الله به على العبد فقال : (( علمه البيان )) .
2 - شرح قول المصنف : ولهما عن ابن عمر - رضي الله عنهما - : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن من البيان لسحراً ) . أستمع حفظ
وجه مناسبة الحديث للباب.
السائل : ... .
الشيخ : لا السياسة قد يكون المتكلم بالسياسة إنسان ما عنده فصاحة وقد يكون إنسان قوي الكلام ، كثيرا مثلاً من بعض الناس الذين يتكلمون تجده إذا تكلم تقول ليته ما تكلم فالبيان قد يقول به السياسي وغير السياسي حتى مثلما قلت ... مثل ما أشرنا إلى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ... .
المناقشة .
الطالب : لا .
الشيخ : كلها من السحر الفصاحة والبيان لكن هل هو سحر مباح ولا حرام ؟
الطالب : فيه مباح وفيه حرام
الشيخ : نعم حسب ما يراد إثباته بهذا الكلام -يلا كل واحد يأخذ قسم - مذمومة الفصاحة في إثبات الحق مذمومة ؟ محمودة والفصاحة في إثبات الباطل مذمومة فيستفاد منه أن من أنواع السحر ما هو محمود وما هو مذموم وذلك في الفصاحة خاصة .
الطالب : نوع من أنواع السحر حقيقة .
الشيخ : تأثيرها حقيقي لكن ما هي بحرام .
شرح قول المصنف : باب ما جاء في الكهان ونحوهم
هل الأخبار عن وقت الكسوف يكون من الكهانة ؟
الطالب : لا
الشيخ : لا لأنه أيضا يستند إلى أمور حسية وهي تكيف الجو، أن الجو يتكيف على صفة معينة يعرفونها بالموازين الدقيقة عندهم ويكون صالحا لأن يمطر أو لا يمطر، ونظير ذلك في العلم البدائي أننا إذا رأينا السماء قد غامت وصار الرعد والبرق وثقل السحاب نقول يوشك أن ينزل المطر، ويكون ذلك حرياً بنزول المطر فالمهم أن ما استند إلى شيء محسوس فليس من علم الغيب وإن كان بعض العامة يظنون أن مثل هذه الأمور من علم الغيب ويقولون إن التصديق بها تصديق بالكهان وأنه لا يجوز أن نصدق بها هذا أمر لا ينبغي أن يكون فالشيء الذي يدرك بالحس إنكاره مثل ما مر علينا في العقيدة عقيدة السفاريني إنكاره قبيح في الحجا يعني في العقل :
" فكل شيء معلوم بحس أو حجا *** فنُكرُه جهل قبيح في الحجا "
ما مر علينا هذا؟ فالذي يعلم بالحس ما يمكن إنكاره ولو أن أحداً أنكره مستنداً بذلك إلى الشرع لكان ذلك طعناً في الشرع ، لكان ذلك طعناً في الشرع ، يطعن في الشرع ما هو بالعامة يطعن في الشرع من يعرف حقيقة هذه الأمور وأنها مبنية على أمور ها محسوسة مدروسة يعني يتيقنونها كما نتيقن الشمس عند بروزها وخروجها نعم .
السائل : طيب الكسوف أتى على وقت الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يعلم به كيف ...؟.
الشيخ : إي لأن النبي عليه الصلاة والسلام ما تطورت الأحوال أحوال الحساب كما قال الرسول : ( إنا أمةٌ أمية ما نقرأ ولا نكتب الشهر هكذا وهكذا وهكذا ) فكان الرسول عليه الصلاة والسلام في وقته ما انتشرت هذه العلوم ما انتشرت هذه العلوم إلا بعد مدة طويلة من انتشار الإسلام ثم إن هذا الآن بالآلات قرّبت الشيء الكثير وعثروا على أشياء كثيرة ما كانت معلومة في الأول .
السائل : لو فيها خير علمها الرسول .
الشيخ : لا هي ما فيها خير ولا شر ، الكلام على أن هل الإخبار عن هذا الأمر يعتبر من الكهانة ويجب تكذيبه ويكون تصديقه كفراً، هذا هو الكلام أما مسألة أن الإنسان يعني يتعلمها أو ما يتعلمها هذا شيء آخر ونحن قد تكلمنا في حلقة من الحلقات على * نور على الدرب * في * نور من الدرب * على هذه المسألة أظن أو قريب منها في مسألة دوران الأرض أو دوران الشمس وقلنا إن دوران الأرض ما فيه دليل من الشرع يدل عليه وأن الخطر ما هو مسألة دوران الأرض أو عدم دورانها هذه مسألة قلنا إنها من فضول العلم، إنها من فضول العلم، ما هي بيعني ذات أهمية إلا أن بعض الناس قالوا إنها بالوقت الحاضر لها أهمية عظيمة باعتبار الطيران وباعتبار القذائف الموجهة وأنها مهم أن ندرس هذا الأمر وننظر هل إنها تدور أو ما تدور نعم ، فعلى كل حال أقول إننا نحن قد لا نرى في هذا العلم شيئاً كثيراً ونرى أنه من الأمور التي مضيعة الوقت، لكن فيه أناس يرون أن له شأن كبير للوصول إلى ما يريدون، فالأقمار الصناعية الآن والمحطات الفضائية وما أشبه ذلك كلها مبنية على مثل هذه الأشياء والحسابات .
الطالب : فيه رسالة ... .
الشيخ : كيف ؟
الطالب : فيه رسالة مطبوعة الصعود إلى القمر.
الشيخ : في إيش ؟
الطالب : في الصعود إلى القمر .
الشيخ : نعم في
الطالب : ...
الشيخ : إي صحيح .
الطالب : ... بيعت في السوق طُبعت يعني.
الشيخ : طبعوها أظن دار طيبة ويبيعونها .
السائل : ... .
الشيخ : إي نعم لا، يقال هذا خطأ لأن لاسيما أنها من أفعال الله يعني تقول بمشيئة الله إي نعم.
السائل : إذا اعتقد ذلك لا ... .
الشيخ : لا ... هو يعتقد أنه من الله ما هو يعتقد أنه من نفسه .
السائل : لا، يجزم بذلك أنه سيحدث هذا .
الشيخ : نعم يجزم بذلك أنه سيحدث بناء على السنن الكونية التي أجراها الله سبحانه وتعالى ولا تختلف إي نعم يجزم بهذا لهذا السبب .
السائل : لا يأثم بذلك ؟
الشيخ : ما أظن يأثم لكن يقال الأولى أن تبين هذا لأجل ألا يغتر العامة فيظن أن المسائل طبيعة تمشي بنظام ولا لها منظم نعم .
ما حكم كلام الفلكين في الكون ؟
الشيخ : كيف ؟
السائل : يعني كلام الفلكيين ... .
الشيخ : كلام الفلكيين فيه شيء تُدركه عقولنا نصدقه وفيه شيء ما تدركه عقولنا ما نصدقه ولا نكذبه، وفيه شيء يخالف القرآن فنكذبه ، الذي يخالف القرآن والسنة نكذبه ولهذا نحن نقول إن الشمس هي التي تدور على الأرض وبها يكون الليل والنهار ، هذا ظاهر الكتاب والسنة فنحن نبقى على هذا الظاهر ولا نتعداه حتى يتبين لنا عن طريق يقين محسوس بأن الأمر خلاف ذلك وحينئذٍ يمكن أن تتأول الآيات كما تأولها هؤلاء هؤلاء الآن يقولون الآيات صحيحة ما ننكرها ولا الحديث لكنها تطلع في رأي العين وإلا في الحقيقة نحن طالعين عليها وتغرب في رأي العين ها وإلا هي ما تغرب نحن اللي نغرب عنها لأن الأرض تدور كذا ثم تغرب عنا المهم هذا رأيهم هم لكنا نقول هذا رأي مرفوض ولا نقبله ما نقبله لأنه خلاف ظاهر القرآن خلاف ظاهر كلام من خَلق هذه الأشياء سبحانه وتعالى فهل نصدق هؤلاء وإلا نصدق القرآن ؟ نصدق القرآن طبعاً إلا لو يجي أمر محسوس مثلا كروية الأرض كان بالأول كثير من أهل العلم ينكرها والآن ما أحد يُنكرها أصبح العلم بذلك أمراً بدهيا ما أحد ينكرها لأنك الآن لو تركب طائرة من مطار جدة إلى الغرب تطلع الآن تطلع على الشرق ترجع إلى جدة من جهة الشرق ولهذا اللي يجون من الغرب إلى الشرق يختصرون الوقت يصير الوقت قصير عندهم والعكس بالعكس واحد صلى ... في جدة وراح إلى أمريكا ووصل لأمريكا بعد ثلاثة عشر ساعة نعم يقول وصلنا قبل الفجر معنى ذلك صار بين صلاة العشاء والفجر ثلاثة عشر ساعة ، واللي يجي بالعكس يختصر الوقت لأنه النهار مقبل عليه وهو مقبل على النهار فيختصر بدلاً أن يكون بينهم ثلاثة عشر ساعة يمكن يكون بينهم ثلاث ساعات إي نعم هذا أمر الآن أصبح أمرا بدهيا أن الأرض كروية ولا أحد ينكره ما أحد ينكر هذا الشيء وكان بالأول يقولون هذا خلاف ظاهر القرآن والله يقول : (( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت * وإلى السماء كيف رفعت * وإلى الجبال كيف نصبت * وإلى الأرض كيف سطحت )) نعم ويقول نعم سطحت ويقول : (( جعل لكم الأرض فراشا )) والفراش متساوي فيقولون اللي يقول كروية هذا مخالف لظاهر القرآن والحقيقة الآن تبين أنها كروية كذا وتبين إن ظاهر القرآن يدل على أنها كروية كذا منين ؟ من قوله : (( إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت * وإذا الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت وأذنت لربها وحقت )) إذا الأرض مدت متى ؟ يوم القيامة فالآن هي غير ممدودة وفسر ذلك النبي عليه الصلاة والسلام بقوله : ( أنها يوم القيامة تمد مد الأديم ) كقوله تعالى : (( لا ترى فيها عوجا ولا أمتا )) وكذلك أيضا قوله تعالى : (( يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل )) والتكوير تدوير مثل كرة العمامة ومعلوم أن الليل والنهار يتعاقب على الأرض إذن فالأرض كروية فالأرض كروية ونجيب عن قوله : (( سُطحت )) أن سطحها لكبرها يكون من رآها كأنها سطح لأنها واسعة فلا يتبين انحناؤها من أجل سعتها وحينئذٍ يتبين أن القرآن لا يخالف الواقع وأنا أقول لكم اعلموا علم اليقين بأنه لا يمكن أن يتعارض أمران قطعيان أبداً فهمتم أو لا؟ ما يمكن يتعارض أمران قطعيان لأن تعارضهما يبطل كونهما قطعيين لأن تعارضهما يستلزم إبطال أحدهما للآخر ومعنى ذلك أنهما ليسا قطعيين ومتى وجدنا دلالة قطعية في القرآن فاعلم أنه لا يكذبها الحس ومتى وجدنا دلالة قطعية في الحس فاعلم أن القرآن لا يكذبها أبداً وإذا صار في ذهنك أن القرآن يكذبها فهذا لسوء نعم لسوء فهمك أو قصور علمك وهذا أمر ما أحد يشك فيه هذه قاعدة مسلمة عند أهل العلم وقد أشار إليها شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه * العقل والنقل * قال : " إنه لا يمكن يتعارض دليلان قطعيان أبداً سواء كانا عقليين أو شرعيين أو حسيين " لا يمكن يتعارض وصدق رحمه الله أو أحدهما شرعي والثاني حسي أو أحدهما حسي والثاني عقلي المهم لا يتعارض دليلان قطعيان أبدا كما قلنا أن القول بتعارضهما يستلزم إبطال أحدهما واستلزام إبطال أحدهما يدل على أنهما غير قطعيين .
السائل : ... .
الشيخ : ها أحسنت هذا من الدليل على قدرة الله عز وجل .
السائل : ... .
الشيخ : القدرة مثل أن السماء بغير عمد .
السائل : لكن الدوران سهل .
الشيخ : أقول أنه كما أمسك االله السماء بغير عمد أمسك هذا .
السائل : ... فيه عمد.
الشيخ : بغير عمد ترونها ، فيه خلاف ، أقول فيه خلاف ولكن الصحيح أنها بغير عمد .
المناقشة
الطالب : قوم في أحياء العرب .
الشيخ : (( فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين )) فهنا هذا شيء واقع فسماه الله تعالى غيبا فما الجواب عن هذه الآية ؟
الطالب : الجن لا يعلم الغيب يا شيخ
الشيخ : إي لكن هذا شيء وقع نحن قلنا الغيب المراد به الشيء المستقبل اللي ما يعلم أما ما وقع فيمكن العلم به لأنه يخفى عمن لم يره ويكون مشاهداً لمن ها لمن يراه أليس كذلك ؟ الآن الي يمشي في السوق أنا ما أعلمه لكن الواقف في الشارع يعلمه ولا لا ؟ طيب
الطالب : نقول ما يشترط أن يعلم كل مسألة وقعت، يعلم بعضا وبعضا لا يعلمه .
الشيخ : لكن سماه الله غيباً هنا .
الطالب : لا يشترط أنه يعلمه كله .
الشيخ : يعني هذا من الغيب الواقع .
الطالب : إي نعم
الطالب : هذا باعتبار حالهم غيب لأنه لم يظهر لهم بعد
الشيخ : لم
الطالب : لم يظهر لهم بعد فلما خر عاد تبين لهم فلو كانوا يعلمون الغيب لعلموا ... .
الطالب : ما يعلم الغيب إلا الله ما هو من الأمر اللي يعلم به ... .
الشيخ : هذا أسباب اختلاف العلماء نعم .
الطالب : الروح هذه أخذها كأنه غيب، لأنه ما اطلعوا عليه ، موجود ... والله جعلها ... ما يعرفونه .
الشيخ : يعني ولهيبتهم له ما كانوا يقربون حوله حتى يتحققوا من موته أو عدمه هذا والله أعلم الأقرب وإلا هو أمر واقع لاشك ولهذا لما أكلت الأرض العصا وخر وسقط علموا به فيقال إن هؤلاء الجن لهيبتهم ما كانوا يأتون إليه ويبحثون عنه أو يفحصونه يتمكنون به فهو غيب لأن الغيب مصدر غاب يغيب غيبا فكل ما غاب عنك فهو غيب حتى اللي واقع الآن وأنت ما تدري عنه فهو بالنسبة إليك غيب لا تعلمه هذا والله أعلم أقرب ما يكون نعم .
شرح قول المصنف : روى مسلم في صحيحه، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه،
الطالب : فسأله
الشيخ : نعم ( فسأله ) ( من أتى عرافاً ) عرافاً باعتبار بنيتها في الصرف
الطالب : ما شرحناها ...
الشيخ : عجيب ما شرحناها زين ، أولاً قال : ( من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه ) كلمة ( فصدقه ) هذه ليست في * صحيح مسلم *الذي في * صحيح مسلم * ( فسأله لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة ) وأربعين يوما بمعناها فقوله : ( من أتى عرافا ) من هذه من أسماء الشرط فهي للعموم وقوله : ( من أتى عرافا فسأله ) العراف: جمع أو لا ؟
الطالب : لا
الشيخ : انتبه ، صيغة مبالغة من العارف أو نسبة يعني من ينتسب إلى العِرافة فمن هو العراف ؟ قيل : إن العراف هو الكاهن وهو الذي يخبر عن المستقبل وقيل إن العراف هو اسم عام للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يستدل على معرفة الغيب بمقدمات يستعملها، وهذا المعنى أعم ، أعم المعاني ويدل عليه الاشتقاق لأنه مشتق من المعرفة فيشمل كل من تعاطى هذه الأمور وادعى معرفتها وقوله : ( فسأله لم تقبل له ) فسأله أنا النسخة اللي معي ... لكن نحن ... ( فسأله لم تقبل له ) ظاهر الحديث الذي معنا أن مجرد سؤاله يوجب عدم قبول صلاته أربعين يوما، هذه مجرد سؤال ولكنه ليس على إطلاقه فالسؤال ينقسم سؤال العراف ونحوه ينقسم إلى أقسام :
القسم الأول : أن يسأله فيصدقه، لتصديقه واعتبار قوله ، أن يسأله لتصديقه واعتبار قوله فهذا حرام ولا يجوز لأن تصديقه في علم الغيب تكذيب للقرآن نعم فلا يجوز أن يصدقه
الثاني : أن يسأله ليختبره هل هو صادق أو كاذب لمجرد اختبار لا لأجل أن يعتبر بقوله أو يأخذ به فهذا لا بأس به ولا يدخل في الحديث وقد سأل النبي عليه الصلاة والسلام ابن صياد قال : ( ماذا خبأت لك ؟ قال : الدخ فقال : اخسأ فلن تعدو قدرك ) فهنا سأله النبي عليه الصلاة والسلام عن شيء أضمره له الدخ الدخان عن شيء أضمره له فأخبره به لأجل يختبر عنه وعما عنده
القسم الثالث : أن يسأله ليظهر عجزه وكذبه فيمتحنه في أمور فهذا قد يكون واجبا وقد يكون مطلوبا لا يصل إلى الوجوب على حسب الحال لأن هذا ويش يريد ماذا يريد هذا السائل الأخير ؟ يريد إيطال قوله وإبطال قول الكهنة لا شك أنه أمر مطلوب وقد يكون واجبا فصار السؤال هنا ليس على إطلاقه بل يفصل بهذا التفصيل حسب ما دلت عليه الأدلة الشرعية الأخرى
وقد كانوا كما حكى شيخ الإسلام عنهم كان الجن يخدمون الإنس في أمور لمصلحة الإنس وقد يكون للجن فيها مصلحة وقد لا يكون له مصلحة ولكنه يحب هذا الإنسي في الله ولله ولا شك أن من الجن مؤمنين يحبون المؤمنين من الإنس ولا لا ؟ لأنه يجمعهم الإيمان بالله فيقول شيخ الإسلام : " إنه ربما يخدمونه في أمور لمصلحتهم أو لمحبتهم لهم في الله وقد يخدمونهم في أمور لطاعة الإنس لهم فيما لا يرضي الله عز وجل إما في الذبح لهم أو في عبادتهم أو ما أشبه ذلك " بل الأغرب من ذلك أنه ربما يخدمون الإنس الإنسية لأمر محرم من زنا أو لواط فإن هذا أيضا قد يقع قد تستمتع الجنية بالإنسي عشقا وتلذذا باتصالها به أو بالعكس وهذا أمر معلوم مشهور حتى إنه ربما إن الجني الذي في الإنسان ينطق بذلك كما يعلم من الذين يقرؤون على المصابين بالجن فعلى كل حال لا نقول إن مجرد خدمة الجن للإنس تكون محرمة بكل حال بل هي على حسب الحال ولا شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم حضر إليه الجن وخاطبهم وأرشدهم نعم ووعدهم بعطاء لا نظير له فقال لهم : ( كل عظم ذكر اسم الله عليه تجدونه أوفر ما يكون لحما وكل بعرة فهي علف لدوابكم ) وكذلك أيضا ذكر أن في عهد عمر بن الخطاب امرأة كان لها رئي من الجن وكانت توصيه بأشياء حتى إنه تأخر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذات يوم فأتوا إليها فقالوا : ابحثي لنا عنه نعم أحسن من الطائرة هيلوكبتر أو لا؟ فذهب إلى هذا الجن اللي فيها وبحث وجا وأخبرهم بأنه في مكان كذا وأنه يعني ما فيه شيء وانه كان يسم إبل الصدقة إي نعم فالحاصل أن الكهان سؤالهم ينقسم إلى كم ؟ إلى ثلاثة أقسام .
9 - شرح قول المصنف : روى مسلم في صحيحه، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه، أستمع حفظ
شرح قول المصنف : لم تقبل له صلاة أربعين يوماً".
وقوله : ( أربعين يوما ) هذه لا يمكننا أن نعللها أنا لا أعلم علتها لأن الشيء المقدر بعدد لا يستطيع الإنسان غالباً نعم يعرف حكمته فكون الصلاة خمسين صلاة أو خمس صلوات لا نعلم لماذا خصت بالخمس أو الخمسين فهذا من الأمور الذي يقصد به التعبد والتعبد لله بما لا تعرف حكمته أبلغ من التعبد له بما تعرف حكمته صحيح أن ما تعرف حكمته يطمئن الإنسان إليه أكثر لكن ما لا تعرف حكمته كون الإنسان ينقاد له وهو لا يعرف الحكمة دليل على إيش ؟ على كمال الانقياد والتعبد لله عز وجل فهو من حيث العبودية أبلغ وأكمل واضح؟ أما ذاك فهو من حيث الطمأنينة إلى الحكم يكون أبلغ لأن النفس إذا علمت بالحكمة في شيء اطمئنت إليه بلا شك وازدادت أخذاً له وقبولاً لكن إذا لم تعلم الحكمة ثم انقادت مع عدم علمها للحكمة صار ذلك أتم في الانقياد والعبودية فهناك أشياء مما عينه الشرع بعدد أو كيفية ما نعلم ما الحكمة فيه ولكننا سبيلنا أن نقول كما قال الله عن المؤمنين أو نكون كما قال الله عن المؤمنين : (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ )) فعلينا التسليم والانقياد وتفويض الأمر إلى عالمه
يؤخذ من هذا الحديث : تحريم إتيان العراف وسؤاله أو لا؟ تحريم إتيانه وسؤاله لما في ذلك من المفاسد عظيمة التي تترتب على ذلك من تشجيعهم على هذا العمل وإغراء الناس بهم وهم في الغالب يأتون بأشياء كلها باطلة وعلمنا أن كلمة سأله ليست على إطلاقها بل إن سؤاله ينقسم إلى ثلاثة أقسام نعم .
الطالب : ... هذه الأقسام ... .
الشيخ : أيهم ؟ لا ما عاد، لا أخبر ما خبأه له الرسول عليه الصلاة والسلام .
الطالب : هو الذي خبأه وهو الذي ظهر.
الشيخ : إي .
الطالب : ما فهمت .
الشيخ : الكلام أنه عرف أصله ولهذا قال : ( اخسأ فلن تعدو قدرك ) .
الطالب : قوله اخسأ يدل على أنه ما عرف.
الشيخ : بينه بينه صحيح ما كمل اللفظ ... لكن عرف أنه شيء من هذا النوع .
الطالب : إذن ما يمكن أن نقول أنه عرف، يعني قدراً عرف ... .
الشيخ : لا لا لا ما ... لكن عرف أن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه خبأ له هذا الشيء فقال الرسول : ( هذا الدخان ) هو الذي يناسبك لأنه لا أصل له ولأنه هباء منثور يعني يطير ولا حقيقة له هذا الذي يظهر والمسألة قد يقال إن هذا الرجل ما استطاع أن يتمكن تمكنا تاما من العلم وحينئذ يكون الرسول سأله لإظهار عجزه يمكن هذا هذا الذي ذكرت يحتمل .
الطالب : ... مو معصية هذا .
الشيخ : لا إذا كان أنه ما هو مصدقه ولو صدق بس يبي يشوفه صحيح هذا الرجل ربما أنه إذا عرف أنه صحيح يحذر منه أو إذا كان له سلطة يؤدبه أو ما أشبه ذلك قد يكون لغرض مقصود ولهذا قلنا هذا من القسم المباح فقط الذي إذا قصد به خير إذا سأله ليشوف إذا كان صحيح أنه يتكهن أدبه وعزره أو حذر منه فيكون هذا المباح ينقلب إلى أمر مطلوب أما إذا كان المقصود إظهار عجزه من الأصل ليخزيه أمام الناس ويبين فشله فهذا أمر مطلوب .
الطالب : ... .
الشيخ : الظاهر والله أعلم أن المؤلف إما أن النسخة التي نقل منها بهذا اللفظ الشيخ محمد رحمه الله أنه صدقه أو أن هناك رواية في غير مسلم فعزاه إلى مسلم باعتبار أصله ما عندكم شيء فيها ؟.
القارئ : يقول : " رواه مسلم عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ولفظه : ( من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ) وجملة ( فصدقه بما يقول ) ليست عند * صحيح مسلم * وإنما هي عند أحمد في * المسند * عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ولفظها عند أحمد ( من أتى عرافا فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين يوما ) " .
الشيخ : كأن المؤلف رحمه الله إذا لم يكن هناك نسخة في مسلم فكأنه أخذ من هذا وهذا فأخذ من مسلم فسأله وأخذ من أحمد فصدقه لأن سأله ما هي موجودة عند أحمد وموجودة عند مسلم نعم .
الطالب : ( جملة صدقه بما يقول ) ما تحدد سؤال أنه سؤال محرم ... .
الشيخ : لا ، هو إذا أثبتنا فصدقه صار ما لك إلا قسما واحد إي نعم لكن ما هي ، الرواية ... .
السائل : إذا صحت الرواية يكون التقسيم هذا لا ينطبق .
الشيخ : لا بس ما يؤخذ من هذا الحديث لكن من الأدلة العامة مقطوع
السائل : يعني باقي؟
الشيخ : باقي التقسيم باقي على كل حال لكن الكلام على الحديث إن كان فيه فسأله فقط فهو ينطبق عليه التقسيم أن نجعل هذا المطلق فسأله هذا المطلق مقيدا بالأحوال الثلاثة.
هل لولي الأمر أن يأمر بقتل الكاهن ؟
الشيخ : إي نعم إذا رأى أن المفسدة لا تندفع إلا بقتله قتله .
السائل : ... متزوج ميرحش لمراته وطلقها وحاجات ... .
الشيخ : إي إذن مفسدة عظيمة هذه مفسدة عظيمة .
شرح قول المصنف : وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم" رواه أبو داود.
الطالب : نعم
الشيخ : حيث أن الرسول يرويه عن ربه مباشرة والقرآن بواسطة جبريل ولأنه لو كان الحديث القدسي من كلام الله تعالى لفظاً لثبتت له أحكام القرآن أو لا لأن الشرع لا يفرق بين المتماثلين وقد علم أن أحكام القرآن لا تنطبق على الحديث القدسي فهو لا يتعبد بتلاوته ولا يقرأ في الصلاة ولا يعجز لفظه
ولو كان من كلام الله لكان معجزا لأن كلام الله لا يماثله كلام البشر أيضاً باتفاق أهل العلم فيما أعلم أنه لو جاء مشرك يستجير ليسمع كلام الله وأسمعناه جميع الأحاديث القدسية هل يصح أن نقول إنه سمع كلام الله ؟ ها لا فدل هذا على أنه ليس من كلام الله وهذا هو الصحيح وللعلماء في ذلك قولان : هذا أحدها والثاني أنه من قول الله لفظا فإذا قال قائل : كيف تصححون هذا والنبي عليه الصلاة والسلام يقول : قال الله تعالى ؟ فينسب القول إلى الله ومقول القول ما هو ؟ هذا الحديث المسوق قلنا هذا كما قال الله تعالى عن موسى وعن فرعون وعن إبراهيم قال إبراهيم وقال فرعون وقال موسى مع أننا نعلم أن هذا اللفظ ما هو كلامهم ولا قولهم ليس كلامهم ولا قولهم نعلم أنه ليس كلامهم ولا قولهم لأن لغتهم ليست اللغة العربية، ليست هي اللغة العربية وإنما نُقل نقلا عنهم ويدل لذلك دلالة واضحة أن القصص في القرآن تختلف ولا لا ؟ في الطول والقصر والألفاظ مما يدل على أن الله سبحانه وتعالى ينقلها بإيش ؟ بالمعنى نعم .
السائل : من أي أقسام الوحي الحديث القدسي ؟
الشيخ : في مرتبة بين الحديث النبوي والقرآن .
السائل : الوحي العام.
الشيخ : هو الظاهر والله أعلم يعني يكون عام لكن مباشر
وقوله : ( بما أنزل على محمد ) ذكر أهل العلم أهل السنة رحمهم الله أن كل كلمة فيها أُنزل في القرآن فهي دالة على علو الله سبحانه وتعالى بذاته لماذا ؟ لأن القرآن كلام الله لا شك فيه والنزول يكون من أعلى فدل ذلك على علو الله سبحانه وتعالى وقوله : ( كفر بما أنزل على محمد ) وجه ذلك : أن ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم قال الله فيه : (( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ )) وهذا حصر من أقوى طرق الحصر لأنه يفيد النفي والإثبات (( لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ )) ها فإذن يكون الذي يصدق الكاهن بعلم الغيب كافر بهذا ؟ بهذا القول ولا لا ؟ كافر بهذا القول ثم إن كان حين صدقه يعلم هذا لأنه قد يكون جاهلا ما يعرف فلا شك أنه كفر مخرج عن الملة لأنه تكذيب صريح للقرآن إذ ادعاه إذا صدق أن هذا يعلم الغيب فهو كفر صريح كفر أكبر مخرج عن الإسلام لأنه تكذيب للقرآن وكل ما كان تكذيبا للقرآن فهو كفر وإن كان جاهلا ولا يعتقد أن القرآن فيه شيء كذب فهذا يكون كفره كفراً دون كفر، والغالب فيما يظهر لي والله أعلم أن الذين يفعلون ذلك غالبهم جاهل ما كان يخطر بباله أنه ما يعلم الغيب إلا الله نعم وقد يقال : الأمر بالعكس، لأن من عاش في بيئة إسلامية فهم ها يعلمون إنه ما يعلم الغيب إلا الله ، العامة الآن في مجالسهم وفي أسواقهم وفي مساجدهم يقول ما يعلم الغيب إلا الله نعم .
السائل : إذا ادعى هذا الرجل بأن علم الغيب هذا ثبت من الله تبارك وتعالى ... .
الشيخ : هذا أكفر أشد كفر لأنه معناه ادعى أنه نبي .
السائل : لا ، يقول كرامة .
الشيخ : أبداً الكرامة الوحي ما يصير كرامة .
السائل : بالنسبة للعامي إذا صدقه .
الشيخ : نفس الشيء اللهم إلا إذا كان ما عنده علم جاهل مرة لأنه ترى بعض العوام جاهل مرة ما يعرف شيئا أبدا أما إنسان عاش في البيئة ويعرف مثل هذه الأمور فهو كافر .
السائل : إذا رأى رؤيا أراد يلبس ... رأيت رؤية.
الشيخ : الرؤيا كما نعلم ( جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ) وقد تكون حقا وهي حق إذا كانت الرؤيا حق فهي حق ، لكن ليس معنى ذلك أننا إذا صدقنا هذا الرائي فهو تصديق الكاهن لأن هذا الرأي له شاهد من السنة أن الرؤيا تصدق وتتبين وهو رجل صالح يقول : رأيت في المنام كذا وكذا ثم يقع ما هو يدعي الغيب، فالكاهن يدعي أن عنده علم الغيب أما هذا ما يقول هذا يقول أنا رأيت في الرؤيا وهو رجل صالح يُصدق فلا يدخل في هذا الشيء .
السائل : إذا أولها يا شيخ . يؤولها على غير اللي رأى تأويله يقع ... .
الشيخ : إي ما يجوز هذا تأويل الرؤيا بغير معناه حرام ولا يجوز .
السائل : تأويل المعنى لكن ما هو بلفظها أو بالذي رأى
الشيخ : هي أصلا الرؤيا أحيانا تكون مطابقة للمرئي تماما بأن يرى أن هذا الرجل وُلد له ولد فيولد وأحيانا تكون أمثال مضروبة ما هي مطابقة للواقع لكنها أمثال مضروية يستدل بها على الواقع مثلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم السوارين من الذهب فأولهما بكذابين ومثلما رأى صاحب السجن ويش رأى ؟ (( سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات )) هذه لو رأى الرائي لو أراد إنسان يؤولها على ظاهرها كان يقول بكرة فت للسوق تبي تلقى بقر سمان وبقر عجاف وهذول يأكلن، لكن الرؤيا تكون أحيانا أمثالاً مضروبة ومثلما رأى النبي عليه الصلاة والسلام سيفه فهزه فصار فيه ثُلمة في غزوة أُحد إي نعم .
السائل : طيب مثل هذا ... ما فيه شيء ؟
الشيخ : ما فيها شيء لا لأن ( الرسول عليه الصلاة والسلام أخبر بأنها جزء من ستة وأربعين جزءا ) من النبوة فهي حق نعم .
السائل : نوعية الكفر؟
الشيخ : ذكرنا أنه كفر أكبر إذا كان يعرف القرآن وأنه لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله لأنه تكذيب للقرآن وإلا فهو كفر دون كفر.
السائل : وإذا كان جاهل لا يعرف ؟.
الشيخ : إذا كان جاهل يكون هذا القول كفرا ولا يكون هذا الرجل كافرا .
السائل : المصدق له ... إذا كان جاهلا .
الشيخ : إذا كان جاهل ما يكفر نقول هذا التصديق كفر ولا يلزم من القول الكفر أن يكون القائل كافراً مثلما ذكر أهل العلم أنه لو جحد وجوب الصلوات أو جحد تحريم الربا وهو تو ناشئ في الإسلام قالوا إنه لا يكفر مع أن فرض تحريم الربا في القرآن نص صريح أو لا ؟ وكذلك فرض الصلوات (( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتاً )) فلو كان جاهلا يعني تو مسلم ما يدري عن هذا الشيء ما يكفر وبهذا تقدم لنا مراراً وتكراراً أنه لا يجوز الحكم بتكفير الشخص هاه إلا بعد وجود الشرط وانتفاء المانع إي نعم .
يقول : وعن أبي هريرة رضي الله عنه نعم قبلها " وللأربعة، والحاكم وقال : صحيح على شرطهما عن أبي هريرة : ( من أتى عرافا أو كاهنا، فصدقه بما يقول; فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ) ولأبي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود مثله موقوفا "
12 - شرح قول المصنف : وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم" رواه أبو داود. أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وللأربعة، والحاكم وقال: صحيح على شرطهما
شرح قول المصنف : عن أبي هريرة من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم". ولأبي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود موقوفاً.
الطالب : للتنويع
الشيخ : يحتمل أن تكون للتنويع ويحتمل أن تكون للشك نشوف إذا رأينا الحديث الأول ولا هو بلفظ عراف وإذا رأينا الثاني فإذا هو بلفظ كاهن فإذا رأينا الثالث قُلنا جمع بينهما فتكون أو ايش؟ للتنويع تكون أو للتنويع
قال : ( فصدقه بما يقول ) سبق الكلام عليه ( فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ) فإذا قائل : لماذا جاء المؤلف بهذا الحديث مع أن الأول والثاني مغنٍ عنه ؟ قلنا : كثرة الأدلة مما يقوي المدلول أرأيت لو أن رجلاً أخبرك بخبر فوثقت إليه ثم جاء آخر وأخبرك به ها تزداد يزداد توثيقه قوة وهكذا إذا جاء الثالث والرابع والخامس ولهذا فرق الشارع بين أن يأتي الإنسان بشاهد واحد أو بشاهدين اثنين نعم قال : " ولأبي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود مثله موقوفاً " وظاهر صنيع المؤلف أن حديث أبي هريرة : ( من أتى عرافاً أو كاهناً ) ظاهر صنيعه أنه إيش ؟ موقوف لأنه قال عن أبي هريرة ما قال عن النبي صلى الله عليه وسلم فظاهر صنيعه أنه موقوف لكن لما قال في الذي بعده مثله موقوفاً ترجح عندنا أن الحديث الذي قبله مرفوع .
14 - شرح قول المصنف : عن أبي هريرة من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم". ولأبي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود موقوفاً. أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وعن عمران بن حصين رضي الله عنه مرفوعاً: "ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) رواه البراز بإسناد جيد، ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن من حديث ابن عباس دون قوله: "ومن أتى.." الخ.
( من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول ) قرأنا هذا طيب الحديث بعده نقرأ الدرس الجديد وعن عمران بن حصين رضي الله عنه مرفوعاً : ( ليس منا من تطير ) مرفوعا يعني إلى النبي صلى الله عليه وسلم ( ليس منا من تطير أو تُطير له ) سبق أن التطير هو التشاؤم بمرئي أو مسموع أو معلوم أعم معلوم من مسموع أو مرئي أو غير ذلك هذا هو التطير وأصله من الطيور لأن العرب كانوا يتشاءمون أو يتفاءلون بها فصار كل من تشاءم بشيء قيل له : متطير
تطير هو بنفسه مثل زجر طيره فلما راح إلى الشمال وكان بالأول يبي يسافر قال خلاص هذا السفر مشؤوم لا أسافر نعم هذا السفر مشؤوم فلا أسافر ومنه ما يحصل لبعض الناس إذا شرع في عمل ثم حصل له في أوله شيء تشاءم وتركه فهذا لا يجوز بل اعتمد على الله وتوكل عليه وما دمت ترى أن في هذا العمل خيرا فامض فيه ولا تتشاءم لأنك ما وفقت فيه لأول مرة كم من إنسان لم يوفق في العمل لأول مرة ثم وفق في الثاني في ثاني مرة وفي ثالث مرة ويقولون إن الكسائي إمام النحو المشهور إنه طلب النحو عدة مرات ولم ويوفق فيه فرأى نملة وهي التي تسمى عندنا ... يحمل نواة تمر وهي التي تسمى عندنا ... نعم فيحملها ويصعد بها إلى الجدار فيسقط ثم يحملها فيصعد أكثر من قبل ويسقط عدة مرات حتى صعد بها إلى الجدار ومضى لحاجته فقال : سبحان الله العظيم هذا المخلوق هذه الحشرة تكابد هذه النواة وتكابدها حتى نجحت إذن أنا أبي أكابد علم النحو حتى أنجح فيه فكابده فنجح وصار إمام أهل الكوفة في النحو فأقول لا تتطير إذا لم توفق بأول عمل لأول ما تبتدئ عمل تتطير أوما يفعله بعض الناس إذا أصبح ومشى في السوق وصار أول ما لاقاه ما يكرهه تطير وتشاءم وقال : هذا اليوم يوم نحس والعياذ بالله كل هذا لا يجوز والرسول صلى الله عليه وسلم تبرأ من فاعله أو تُطير له ها تطير بالبناء للمفعول أي : أمر من يتطير له مثل أن يأتي لشخص ويقول أنا سوف أسافر إلى المكان الفلاني وأنت صاحب طير فأريد منك أن تزجر طيرك لأنظر هل هذه الوجهة مباركة أو مشؤومة فمن فعل ذلك فقد تبرأ منه الرسول عليه الصلاة والسلام وقوله : ( من تطير ) يشمل من تطير لنفسه أو تطير لغيره
قال : ( أو تكهن أو تُكهن له ) الكهانة سبق لنا أنها إيش ؟ ادعاء علم الغيب غيب في المستقبل واحد يتكهن ويخرف كما يقول أهل العلم يقول سيكون كذا وكذا سيكون كذا وكذا ربما يصادف أن قوله يقع هذا متكهن هذا متكهن ومن الغريب أن هذه الكلمة هذه اللفظة شاعت الآن في أسلوب الناس تكهن فلان بيجي تكهن كذا فيطلقون هذا اللفظ الدال على عمل محرم يطلقونه على إيش ؟ على أمر مباح وهذا ما ينبغي، لأنه إذا أطلق على أمر مباح معلوم إباحته ظن العامي الذي لا يفرق بين الأمور أن الكهانة مباحة كلها بدليل هذا اللفظ الذي كان يطلقه الإنسان على الشيء المباح معلوم إباحته وقوله : ( أو تُكهن له ) يعني طلب من الكاهن أن يتكهن له بأن يكون مثلا يذهب إلى كاهن يقول ما ترى ماذا يصيبني مثلا غداً أو بعد غد أو الشهر الفلاني أو في السنة الفلانية هذا متكهن له تبرأ منه الرسول عليه الصلاة والسلام
( أو سحر أو سُحر له ) والسحر تقدم تعريفه أنه إيش ؟ أنه قسمين : إما رقى وعقد وإما الاستعانة بإيش؟ الاستعانة بالشياطين وكله تبرأ منه الرسول عليه الصلاة والسلام
( أو سحر له ) أي طلب من الساحر أن يسحر له ومنه : النشرة عن طريق السحر فإنها داخلة في قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( أو سُحر له ) وكانوا يستعملونها على وجوه متنوعة منها أنهم يأتون بالطست فيه ماء ويصبون فيه رصاصاً فيتكون هذا الرصاص في وجه الساحر يعني يكون صورة ساحر تُرى في هذا الرصاص ويسمونه العامة عندنا : صب الرصاص أو الصب هذا أيضاً من أنواع السحر وهو محرم وتبرأ منه الرسول صلى الله عليه وسلم ( ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ) رواه البزار بإسناد جيد
الشاهد من هذا الحديث قولُه : ( ومن أتى كاهنا ) إلى آخره قال : " ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن من حديث ابن عباس رضي الله عنه دون قوله : ( ومن أتى ) إلى آخره " فيكون هذا مقوياً للأول .
15 - شرح قول المصنف : وعن عمران بن حصين رضي الله عنه مرفوعاً: "ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) رواه البراز بإسناد جيد، ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن من حديث ابن عباس دون قوله: "ومن أتى.." الخ. أستمع حفظ
شرح قول المصنف : قال البغوي: العراف: الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك وقيل: هو الكاهن والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل وقيل: الذي يخبر عما في الضمير. وقال أبو العباس ابن تيمية: العراف: اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق.
" قال أبو العباس ابن تيمية : العراف : اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق " ظاهر كلام الشيخ رحمه الله أن شيخ الإسلام جزم بهذا ولكن شيخ الإسلام قال : وقيل العراف فذكره بقيل نعم ومعلوم أن ما ذُكر بقيل ليس مما يجزم بأن المؤلف يقوله صحيح أنه إذا نقله ولم ينقضه فهو دليل على أنه - يرحمك الله - أنه ارتضاه إنما على كل حال شيخ الإسلام ساق هذا القول وارتضاه
ثم قال : " ولو قيل إنه اسم خاص لبعض هؤلاء " يعني الرمال والمنجم ونحوه فإنهم يدخلون فيه بالعموم المعنوي لأنه عندنا عموم معنوي وهو ما ثبت عن طريق القياس وعموم لفظي وهو ما دل عليه اللفظ بحيث يكون اللفظ شاملاً هذا يسمى عموما لفظيا ودلالته على النظير يسمى عموماً معنوياً لاتفاقهما في العلة الشاملة لهذا ولهذا وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله أن استخدام الإنس للجن له ثلاث حالات : تارة يستخدمونه في طاعة الله تارة يستخدمون الجن في طاعة الله عز وجل مثل أن يكون نائباً عنه في تبليغ الشرع يكون هذا له صاحب من الجن مؤمن يأخذ العلم عنه ويتلقى منه وهذا شيء ثبت أن الجن قد يتعلمون من الإنس فيستخدمه في تبليغ الشرع لنظرائه من الجن نعم أو في المعونة على أمور مطلوبة شرعاً يقول فهذا لا بأس به بل إنه قد يكون أمراً محموداً ومطلوباً وهو من الدعوة إلى الله عز وجل
ثانيا : أن يستخدم الجن في أمور مباحة مثل أن يطلب منهم العون على شيء من الأشياء قال : فهذا جائز بشرط أن لا تكون الوسيلة محرمة الوسيلة هي هذه الخدمة محرمة فإن كانت محرمة صار حراماً لو كان الجن ما يساعده في أموره إلا إذا ذبح له أو سجد له أو ما أشبه ذلك كان ذلك حراماً أو شركاً حسب ما تكون هذه المعصية وتارة يستخدم الجن في الظلم والعدوان يستخدمهم في الظلم والعدوان كنهب أموال الناس وترويعهم وما أشبه ذلك فهذا حكمه محرم ثم إن كانت وسيلته شركاً صار شركاً ، وإن كانت وسيلته غير شرك صار معصية كما لو كان هذا الجني الفاسق يألف هذا الإنسي الفاسق ويتعاون معه على الإثم والعدوان فهذا يكون إثماً وعدواناً ولا يصل إلى حد الشرك قسمهم ثلاثة أقسام ثم قال : " إن من يسأل الجن أو يسأل مَن يسأل الجن ويصدقهم في كل ما يقولون فهذا معصية وكُفر" يصدقهم في كل ما يقولون فهذا معصية وكفر ، ثم ذَكر ما ذُكر عن عمر رضي الله عنه أنه تأخر ذات مرة في سفرِه فأبو موسى رضي الله عنه اشتغل فِكره من تأخر أمير المؤمنين فقالوا له : إن امرأة من أهل المدينة لها صاحب من الجن فلو أمرتها أن تُرسل صاحبها يبحث عن عمر ففعل فذهب الجني ثم رجع وقال : إن أمير المؤمنين ليس به بأس فإنه كان يَسِم إبل الصدقة في المكان الفلاني ثم قدم عمر رضي الله عنه بعد ذلك ، فهذا استخدام في إيش ؟ في أمر مباح استخدام في أمر مباح .
16 - شرح قول المصنف : قال البغوي: العراف: الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك وقيل: هو الكاهن والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل وقيل: الذي يخبر عما في الضمير. وقال أبو العباس ابن تيمية: العراف: اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق. أستمع حفظ