تتمة الكلام عن الحالات التي يستخدم فيها الجن .
والحال الثانية : أن يستخدمهم في أمر مباح فهذا أيضاً جائز بشرط أن تكون الوسيلة مباحة
والأمر الثالث أو القسم الثالث: أن يستخدمهم في أمر محرم فهذا محرم ثم إن كانت الوسيلة محرمة أو شركاً كان أعظم وأبلغ وإلا كان محرما ولو كان بوسيلة محرمة ونهب أموال الناس ونهب الجن لأموال الناس هذا أمر معلوم فإنه أحيانا يفقد الناس شيئا من أموالهم أو من أوانيهم ولم يدخل الدار عليهم أحد فيكون الجن قد أخذوها وحدثني إنسان ثقة وأظن قد حدثتكم بها لكن بعضهم لم يسمع عن رجل له صاحبة من الجن تسمى نجمة وكان في البصرة والبصرة قريبة من ... نعم كان في البصرة وكان أحد أصحابه عنده فقال : إني تأخر عني خبر أهلي فأحب أن تقول لنجمة تذهب تسأل عن حالهم فقال طيب فدعاها نجمة نجمة نجمة فقالت نعم لبيك فقال اذهبي إلى أهل فلان في بلده شوفي عنهم شلون حالهم شلون صحتهم وكذا يقول فسمعنا ... يعني مثل صوت الهواء وما مضى يمكن عشر دقائق إلا وقد رجعت وهو في البصرة وأهله في عنيزة فقالت إن أهلك ليس بهم بأس وأنهم يطبخون عشاهم الآن وهذا كان بعد الظهر فقال الرجل لصاحبه هذا الكلام قال : هذا ما تقوله نجمة قال لا هذا كذب يلا شهر نصل عنيزة وهي تروح بعشر دقائق هذا مو بصحيح قال ويش تبي نعطيك علامة قالت إذا كان تبون علامة ففيه ... محطوطة على رف في الموقف موقف المطبخ ... على الرف إذا شئتم أجيبه هسا جئت بها إليكم قال له ما تقول ؟ يقول لصاحبه خليها تجيب هذه قال لا إذا كان الأمر إلى هذا الحد لو تأخذ هذه من عندهم فزعوا قالوا ويش هذا فالمهم أن هذا دليل على أن الجن يمكن ينهبون أموال الناس صح ولا لا ؟ وشاهد هذا في القرآن (( قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك )) يقدر يروح يجيب عرش بلقيس من اليمن ويجيبه للشام نعم فهم عندهم قوة لا شك أن عندهم قوة ونفوذ أقوى من الإنس بكثير ولهذا لهم مقاعد في السماء (( وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع )) مقاعد بحيث يستمعون من أخبار السماء . نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : إي نعم أليس الشيطان الذي جاء إلى التمر الذي استحفظ عليه أبو هريرة رضي الله عنه ما كان يأخذ يأخذ وكذاب يقول إنه بو عيال إنه محتاج نعم إي نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : إي عاد هذا الطريق قد تكون وسيلة محرمة إما من عدوان الجني أحيانا يعتدي الجني على الإنسي فيلابسه يلابسه ثم يكون من هذه الملابسة مطابقة أو عداوة فيقتله يختلفون وقد يكون هذا مثلا الإنسي أعجب الجني في حال من الأحوال التي عليها كعبادة أو كرم في المال أو كرم في النفس شجاع أو كرم في العلم فيألفه من هذا وقد يكون الجني مؤمنا بالله عز وجل فيطيع الإنسي بهذا السبب والمهم أن الأسباب كثيرة وقد يكون هذا والعياذ بالله من انصراف الإنسي عن الدين وإشراكه بالله سبحانه وتعالى فيحصل ما يحصل طيب المهم أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ذكر أن العراف اسم عام يشمل هؤلاء إما بالعموم اللفظي وإما بالعموم المعنوي إما باللفظي أو المعنوي طيب فإذا قال قائل : ما هو الطريق للحفظ من الجن قلنا الطريق علمه النبي عليه الصلاة والسلام أمته وهو قراءة آية الكرسي فمن قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه الشيطان حتى يصبح وهي : (( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )) .
الطالب : ... يقراها بسره ... .
الشيخ : حسب قدرتك تقولها ما استطعتم مثل غيرها من الأعمال .
الطالب : ... .
شرح قول المصنف : وقال ابن عباس -في قوم يكتبون (أبا جاد) وينظرون في النجوم -: ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق.
تعلم مباح بأن يتعلمها لحساب الجمل وما أشبه ذلك هذا لا بأس به وما زال الناس يستعملونها حتى العلماء يؤرخون بها نعم قال شيخنا رحمه الله في تاريخ المسجد الذي هدم ليبنى قال :
" جد بالرضا واعْطِ المنى *** من ساعدوا في ذا البنا
تاريخه حين انتهى *** قول المنيب اغفر لنا "
هذا المسجد الجامع القديم هذه بأي شيء عد تاريخها ؟ بحساب الجمل أبجد هوّز
" والشهر في شوال يا *** رب تقبل سعينا "
نعم اغفر لنا هذه عاد تحتاج الآن نعدها ما في مانع اغفر لنا الهمزة واحد والغين ألف ضظغ أخر ما فيه من الحروف الأبجدية ضظغ غين اغفر لنا الغين بألف والفاء ثمانين أظن ما هي ثمانين أظنه ثمانين أبجد هذه أربعة هوّز هذه سبع حطي هذه عشر كلمن الكاف عشرين واللام ثلاثين والميم أربعين والنون خمسين، سعفص السين ستين والعين سبعين والغين لا لا
الفاء ثمانين طيب اغفر تكون ألف وثمانين هذه ألف وواحد وثمانين الراء مئتين قرشت الراء مئتين ها واللام اللام قلنا كم ؟ ... ثلاثين والميم أربعين خمسين طيب على كل حال هي ألف وثلاثمئة وثلاثة وستين تطلع ألف وثلاثمئة وثلاثة وستين
طيب وللشافعي في تاريخ وفاة الشافعي وللشافعي در ورن لابن حنبل يقول لنعمانهم ... وللشافعي در ورن لابن حنبل نسيت البيت الذي قبله وللشافعي در ورن لابن حنبل كم الدر ؟ الدر كم ؟ ها هذه الحروف أَبَجَدْ هَوَزْ حِطِّيْ كَلَمَن سَعَفَصْ قَرَشَتْ ثَخِذْ ضَظِغٌ شوف تبداها أول بالأفراد ثم بالعشرات ثم بالمئات حتى تصل إلى الألف ... أبجد الهمزة واحد والباء اثنين والجيم ثلاثة والدال أربعة .
قلنا أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( من وافق خطه فذاك ) ولا يمكن العلم بموافقة خطه أو لا ؟ وحينئذ يكون الخط بالأرض محرما لأننا لا يمكن أن نعلم بموافقة خط هذا النبي أو يقال : إن خط النبي بالوحي الرحمني وخط الساحر بالوحي الشيطاني فبينهما فرق ولا يمكن ولا يتصور أن يوجد لغير نبي خط يوافق خط النبي لغير نبي ما يمكن يوجد لأنه ما دام أنه وحي فالوحي خاص بالأنبياء إي نعم .
الطالب : ما فائدة قوله ... .
الشيخ : فائدته لئلا يحتج أحد بهذا لو بلغه من طريق آخر نعم .
بهذا ... منجم وساحر وغيره وسبق لنا أن ابن عباس رضي الله عنه قال في قوم يكتبون أبا جاد وشرحنا أبا جاد وقلنا إنه الحروف الأبجدية وهي مجموعة في قوله فين ؟ هذا مقرر عليكم هذا قرأتموها .
الطالب : أَبَجَدْ هَوَزْ حِطِّيْ كَلَمَن سَعَفَصْ ثَخِذْ ضَظِغٌ .
الشيخ : لا
الطالب : أَبَجَدْ هَوَزْ حِطِّيْ كَلَمَن سَعَفَصْ قرشت ثَخِذْ ضَظِغ .
الشيخ : زين ، ضاد وظاء وغين طيب وقلنا إن هذه الحروف استعملت في الحساب أول حرف منها واحد حتى يبلغ عشرة ثم بالعشرات حتى يبلغ مئة ثم بالمئات حتى يبلغ ألفا هذه هي وقد اعتنى بها كثير من العلماء في العصور الوسطى وما بعدها يقال لا تكاد تجد أحدا إلا ويعد بها نعم حتى في القصائد الفقهية والنحوية وغيرها يقول : أبياتها في العد در ، در كم ؟ مئتين وأربعة نعم ويؤرخون أيضاً بها في مواليد العلماء ووفياتهم لكنها الآن قليل فيما أعتقد أنه قل استعمالها إنما ابن عباس ما يريد هذا استخدام هذه الحروف للأعداد والتقاسيم لكنه قال : ( يكتبون أبا جاد وينظرون في النجوم ) والواوا هنا ليست عطفاً لكنها للحال يعني والحال أنهم ينظرون فيربطون ما يكتبون بسير النجوم وحركاتها أما لو كانوا يكتبون أبا جاد وينظرون كل جملة مستقلة فإنه لا يستقيم المعنى لكن المعنى أنهم يكتبون هذه الكتابة مربوطة بإيش ؟ بسير النجوم وحركاتها وطلوعها وغروبها فهم يكتبون وينظرون وقوله : ( ينظرون في النجوم ) ليستدلوا بالموافقة أو المخالفة على ما سيحدث في الأرض إما على سبيل العموم وإما على سبيل الخصوص على سبيل العموم بأن يقولون سيحدث مثلاً جدب أو حرب أو مرض أوبئة عامة وما أشبه ذلك وعلى سبيل الخصوص مثل أن يقولوا لشخص سيحدث لك في هذا سعود أو نحس أو مرض أو فقر أو فقد ولد أو ما أشبه ذلك فهم يربطون هذه بهذه ومعلوم أنه ليس هناك سبب لاختلاف حركات النجوم واختلاف الوقائع في الأرض وقوله : ( ما أُرى ) ويجوز ( ما أَرى ) فما أُرى بالضم أي ما أظن وما أرى أي ما أعلم وقوله : ( ما أرى من فعل ذلك ) أو ( ما أُرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق ) خلاق يعني نصيب وظاهر هذا أنه يرى كفرهم لأن اللي ما له نصيب عند الله هو الكافر إذ لا ينفى النصيب مطلقا عن أحد من المؤمنين المؤمن له نصيب وإن كان له ذنوب عذب بقدر ذنوبه إذا لم يعف له عنها ثم صار آخر أمره إلى النصيب الذي يجده عند الله فيستفاد من كلام ابن عباس رضي الله عنهما أن هذه الطريقة التي يستعملها هؤلاء توجب الكفر ولم يبين المؤلف رحمه الله حُكم الكاهن والمنجم والرمال من حيث العقوبة في الدنيا وذلك لأننا إن حكمنا بكفرهم فالأمر واضح ما حكمهم في الدنيا ؟ أنهم يستتابون فإن تابوا وإلا قُتلوا قتلوا كفارا أما إذا قلنا بعدم الكفر بأن كان سحراً لا يصل إلى الكفر كما سبق أو قلنا بأنهم لا يكفرون لأن المسألة فيها خلاف فإنه يجب قتلهم أيضا يجب قتلهم لدفع مفسدتهم ومضرتهم حتى وإن قلنا بعدم الكفر لأن أسباب القتل ليست مختصة بالكفر فقط له أسباب متعددة متنوعة (( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ )) فكل من أفسد على الناس أمور دينهم أو دنياهم فإنه يُستتاب فإن تاب وإلا قُتل لاسيما إذا كانت هذه الأمور تصل إلى الإخراج من الإسلام
طيب ما حكم النظر في النجوم من حيث هو ؟
النظر إلى النجوم من حيث هو ينقسم إلى أقسام : أولاً : أن يستدل بها أي بحركات النجوم وسيرها على الحوادث الأرضية سواء كانت عامة أم خاصة فحُكم هذا التحريم وقد يصل إلى درجة الكفر أو الشرك الذي دون الكفر حسب ما يقوم بحال الشخص إن كان يعتقد أن هذه النجوم هي المدبرة للأمور أو أن لها شركا في هذا فهو كفر مخرج عن الملة وإن كان يعتقدها سبباً فقط فكُفره لا يخرجه من الملة لكنه يُسمى كفرا لقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ على إثر ...كانت من الليل قال هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مُطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ) وقد سبق لنا أن هذا الكفر ينقسم إلى قسمين بحسب اعتقاد قائله
القسم الثاني : أن يرى في النجوم ويتعلم سيرها وحركاتها ليستدل بها على الفصول وأوقات البذر والحصاد والغرس وما أشبه ذلك فهذا من الأمور المباحة، مباحة لأنه يستعين بذلك على أمور دنيوية فهو من الأمور المباحة
القسم الثالث : أن يتعلمها لمعرفة الأوقات أوقات الصلوات وجهات القبلة وما أشبه ذلك من الأمور المشروعة فالتعلم هنا ها مشروع قد يكون فرض عين المهم أنه مشروع فتبين بذلك أن تعلم النجوم ينقسم إلى هذه الأقسام الثلاثة ويش تقول يا سليم ؟
السائل : الفرق بين ... .
الشيخ : الفرق .
السائل : يعني كلاهما ... .
الشيخ : إي الظاهر اختلاف تعبير فقط اختلاف تعبير .
2 - شرح قول المصنف : وقال ابن عباس -في قوم يكتبون (أبا جاد) وينظرون في النجوم -: ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق. أستمع حفظ
هل أهل القافة يعدون من العارفين ؟
الشيخ : لا هذه القافة أمور حسية ما هي خفية يستدل بالأثر أما هذا الذي يذكر يستدل بأمور معنوية أمور خفية ما هي حسية .
السائل : المقدمات ... .
الشيخ : المقدمات هذه ما هي مقدمات لمعرفة الأثر لأن الأثر حسي المقدمات يعني مثلا هو مثلا يعمل أشياء مثل يخط في الأرض يعقد مثل مثلاً حركات معينة وما أشبه ذلك .
هل قول إبراهيم عليه السلام "هذا ربي هذا أكبر "من الاعتقاد في النجوم ؟
الشيخ : إي نعم هذا من باب التورية للقول ،كان الرسول عليه الصلاة والسلام يوري إذا غزا ورى غزوة ورى بغيرها وهو نظر للنجوم لأنهم يعتقدون إن النجوم آلهة يعبدون النجوم والكواكب فنظر فقال إني سقيم ما هو من باب إنه يعتقد أنها مؤثرة لا مثل قوله : (( هذا ربي )) وهو ما يعتقد أن هذا ربه نعم .
السائل : ما صح عن الرسول أنه سئل عن نبي من الأنبياء .
الشيخ : من وافق .
السائل : ( من وافق خطه فذاك ) فهل يدل على أنه لا بأس بالخط إذا كان ؟.
الشيخ : أجبنا عن هذا أجبنا عنه بجوابين ما هو يا غانم ؟
السائل : نقول إن من وافق خط النبي ما يمكن أن يوافق خطه .
الشيخ : الرسول علقه بأمر لا يمكن الحصول عليه لأنه قال : ( فمن وافق خطه فذاك ) طيب .
السائل : أما الأمر الثاني أن خط النبي بوحي من الرحمن والوحي الشيطاني ... .
الشيخ : إي نعم أن يقال إن الخط إذا كان بالوحي من الله عز وجل كما في حال هذا النبي فلا بأس به إن الله يجعل له علامة ينزل عليه الوحي بها بخطوط يعلمه إياها وأما هذه الخطوط السحرية فهي بوحي الشيطان .
السائل : لكن طريقة الرسول عليه الصلاة والسلام كان يسد الأبواب جميعا خاصة بموضوع الشرك فلماذا لم يقطع هذا الباب ؟
الشيخ : كأن هذا والله أعلم أمر معلوم أن فيه نبي من الأنبياء يخط فلا بد أن يجيب عنه الرسول عليه الصلاة والسلام .
شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: لا يجتمع تصديق الكاهن مع الإيمان بالقرآن. الثانية: التصريح بأنه كفر. الثالثة: ذكر من تكهن له. الرابعة:ذكر من تطير له. الخامسة:ذكر من سحر له. السادسة: ذكر من تعلم أبا جاد. السابعة:ذكر الفرق بين الكاهن والعراف.
الطالب : من قوله : ( فقد كفر بما أنزل على ) .
الشيخ : ( من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ) ما وجه ذلك مصطفى ؟
الطالب : لأنه كذب القرآن
الشيخ : لأنه كذب القرآن والتكذيب من أعظم الكفر طيب " المسألة الثانية : التصريح بأنه كفر " .
الطالب : من قوله : ( فقد كفر بما أنزل على محمد ) .
الشيخ : من قوله : ( فقد كفر بما أنزل على محمد ) نعم " الثالثة : ذكر من تكهن له " .
الطالب : حديث عمران بن حصين : ( ليس منا من تطير أو تُطير له أو تكهن أو تُكهن له ) .
الشيخ : طيب ذكره بإيش؟ المؤلف قال : ذكر من تكهن له .
الطالب : ليس منا .
الشيخ : يعني أنه كالكاهن مثل البراءة منه من تكهن أو تكهن له فذكره بأنه كالكاهن في براءة النبي صلى الله عليه وسلم منه " الرابعة : ذكر من تُطير له " .
الطالب : ( من تطير أو تطير له )
الشيخ : إي نعم " الخامسة : ذكر من سُحر له " .
الطالب : كذلك .
الشيخ : مثلها طيب لماذا أتى المؤلف بهذا الذي قد يبدو للإنسان أمراً بسيطاً ؟ ذكر من تكهن له أو سُحر له أو تُطير له .
الطالب : لأنه قد يعارض فيها معارض .
الشيخ : لأنه قد يعارض يقال هذا في الكهان وهذا في المتطيرين وهذا في السحرة فقال : إن من طلب أن يفعل له ذلك فهو مثلهم إيش ؟
" السادسة : ذكر من تعلم أباجاد " وهذا كما قلنا فيه تفصيل لا يحمد ولا يذم إلا على حسب الحال التي يتنزل عليها
" السابعة : ذكر الفرق بين الكاهن والعراف " نشوف الآن بأن هذه المسألة فيها خلاف بين أهل العلم كما رأيت من قال إن العراف هو الكاهن ها .
الطالب : لا فرق .
الشيخ : فلا فرق بينهم من قال إن العراف هو الكاهن فلا فرق بينهم ومن قال إن العراف هو الذي يستدل على معرفة الأمور يعني أعم من الكاهن ويش يقول ؟ فهو من باب العام والخاص يكون الفرق بينهما أن العراف أعم من الكاهن، لأنه يشمل الكاهن وغيره ومن قال إن العراف الذي يستدل على الأمور بمقدمات وأن الكاهن من يخبر عما في الضمير أو عن المغيبات في المستقبل فالفرق بينهما ويش كذلك ؟ كذلكة ما أدري ويش هي ؟
الطالب : يكون العراف أعم .
الشيخ : اللي يقول العراف هو الذي يخبر عن الأمور بمقدمات يستدل عليها والكاهن الذي يخبر عما الضمير أو عن المغيبات في المستقبل
الطالب : أعم
الشيخ : يعني يكون العراف أعم ولا نقول العراف يختص بالماضي والكاهن بالمستقبل كلام البغوي
الطالب : ...
الشيخ : لأنه قال : المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك فالظاهر أنه في الماضي على كل حال الآن عندنا الآن ثلاثة آراء في هذه المسألة إما أنهما مترادفان أو أنهما الفرق النسبة بينهما العموم والخصوص أو أنهما متباينان إما مترادفان أو متباينان أو النسبة العموم والخصوص لكن ما فيه من يقول إن الكاهن أعم من العراف ما فيه من يقول هكذا .
5 - شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: لا يجتمع تصديق الكاهن مع الإيمان بالقرآن. الثانية: التصريح بأنه كفر. الثالثة: ذكر من تكهن له. الرابعة:ذكر من تطير له. الخامسة:ذكر من سحر له. السادسة: ذكر من تعلم أبا جاد. السابعة:ذكر الفرق بين الكاهن والعراف. أستمع حفظ
شرح قول المصنف : باب ما جاء في النشرة عن جابر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة ؟ فقال : هي من عمل الشيطان ) رواه أحمد بسند جيد ، وأبو داود ، وقال سئل أحمد عنها فقال : ابن مسعود يكره هذا كله
السائل : كيف نتصور ... .
الشيخ : الفرق العقل يكون الإنسان والعياذ بالله مجنون يصل إلى حد الجنون فيبدأ مثلاً يضرب يشتم ولا يصلي ولا المهم يجن أما النفسي فهو ما جن عقله معه لكن يعني مسأنس ولا منشرح الصدر بل هو دائما في هموم في غم في وسواس ما يستريح أبداً
" قال : عن جابر رضي الله عنه : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة ؟ فقال : هي من عمل الشيطان ) " سُئل تُكتب على ألف ؟ على ياء على ياء لأنها مكسورة ولو كان قبلها مضموم لأن حركة الحرف أشد تأثير من حركة ما جاوره ولهذا الراء إذا كانت مكسورة تكون مرققة ولا تسأل عن الذي قبلها لكن إذا سكنت صار كل شيء يحركه المتحرك ما يقدر أحد يحركه لكن الساكن يحركه كل شيء إي نعم سُئل عن النشرة فقال : ( هي من عمل النشرة ) أل في قوله النشرة للعهد العهد الذهني المعروف عندهم التي كانوا يستعملونها في الجاهلية وذلك طريق من طُرق السحر وهي : أي النُشرة بغير المباح تنقسم إلى قسمين : أحدها أن تكون بسحر والثاني أن تكون باستخدام الشياطين فإن كانت باستخدام الشياطين فإنها كما سبق لنا ها قد تكون شركاً إذا كان لا يصل إلى حاجته منهم إلا بالشرك فتكون شركاً أو تكون معصية حسب الحال وإن كانت بسحر فالسحر كما سبق إن كان باستخدام الشياطين فهو كالأول وإن كان بالأدوية والرقى والنفث والعقد وما أشبه ذلك فإنه لا يصل إلى حد الشرك لكنه محرم من ذلك : ما يفعله بعض الناس اليوم يأتون إلى المسحور ويضعون فوق رأسه طست ثم يصبون عليه رصاص طست فيه ماء ويصبون عليه رصاص ويزعمون أن الساحر يبدو وجهه في هذا الرصاص يتصور كوجه الساحر فيستدل بذلك على من سحره وقد سُئل الإمام أحمد رحمه الله عنها عن النشرة فقال : " إن بعض الناس أجازها أو أحل ذلك فقيل له : إنهم يجعلون الشيء الماء في الطست وأنه يغوص فيه وأنه يبدو فنفض يده فقال : ما أدري ما هذا ما أدري ما هذا " فكأنه رضي الله عنه ورحمه توقف في هذا الأمر كيف هذا العمل قال : ما أدري ما أدري قد يكون من الشياطين وقد يكون من غير الشياطين المهم أن هذا نوع من النوع المحرم من النشرة وهذا هو الصحيح في هذه المسألة كما سيأتي إن شاء الله تعالى وخالف فيه بعض أهل العلم قال : " رواه أحمد بسند جيد وأبو داود وقال : سُئل أحمد عنه " سند أبي داود إلى أحمد متصل لأنه قد حدثه وأدركه قال : " سُئل أحمد عنها فقال : ابن مسعود يكره هذا كله " أجاب رحمه الله بقول الصحابي وكأنه ليس عنده فيها أثر صحيح وإلا لو كان عنده أثر صحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام ما كان يستدل بقول ابن مسعود رضي الله عنه قال : " ابن مسعود يكره هذا كله " المشار إليه إيش ؟ كل أنواع النشرة حتى لو كانت على رأي ابن مسعود بالتمائم المعلقة وما أشبهها فإنه يكره ذلك ابن مسعود رحمه الله يكره أن يعلق الإنسان شيئا من القرآن على صدره لأجل أن يستشفي به وقوله هو الصحيح الصحيح أن هذا محرم وقوله : " يكره هذا كله " الكراهة عند المتقدمين بمعنى التحريم وعند المتأخرين بمعنى خلاف الأولى انتبهوا لهذا فلا تظنوا أنه إذا ورد لفظ المكروه في عُرف المتقدمين أو في كلام المتقدمين أنه مثله في كلام المتأخرين لا بل هو يختلف انظر إلى قوله تعالى : (( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً )) وذكر أشياء محرمة ثم قال في آخر الآيات : (( كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً )) لا شك أن المراد بالكراهة التحريم وقوله : " يكره ذلك " كراهة تحريم يكره هذا كله هذا الحديث بين الرسول عليه الصلاة والسلام حُكم النشرة بأنها من عمل الشيطان وهذا يغني عن قوله : إنها حرام بل هو أشد لأن ربطها بعمل الشياطين يقتضي تقبيحها والتنفير عنها فهي إذن محرمة ودلالة النصوص على التحريم ليس معناها أن تقول حُرم هذا بل إذا ذكرت العقوبة أو قرنت بأمر مكروه عند الله دل ذلك على أنه محرم.
6 - شرح قول المصنف : باب ما جاء في النشرة عن جابر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة ؟ فقال : هي من عمل الشيطان ) رواه أحمد بسند جيد ، وأبو داود ، وقال سئل أحمد عنها فقال : ابن مسعود يكره هذا كله أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وفي البخاري عن قتادة : ( قلت لابن المسيب : رجل به طب أو يؤخذ عن امرأته ، أيحل عنه أو ينشر ؟ قال : لا بأس به ، إنما يريدون به الإصلاح ، فأما ما ينفع فلم ينه عنه ) ا.هـ.
الطالب : قتادة
الشيخ : عن قتادة نعم " وفي البخاري عن قتادة : ( قلت لابن المسيَّب ) " أو ابن المسيِّب أيهم ؟ يجوز هذا وهذا وقيل إنه دعا على من قال المسيَّب لأن المسيَّب المتروك والمسيِّب التارك فبينهما فرق " رجل به طب " يعني سُئل ابن المسيب سأله قتادة " رجل به طب " أي سحر الطبّ هو السحر ومعلوم أن الطب هو علاج المرضى فكيف سُمي السحر طباً قالوا إنه من باب التفاؤل كما سموا اللديغ سليماً وسموا الكسير جبيرا وقالوا يمسح على الجبيرة فهذا من باب التفاؤل " أو يؤخذ عن امرأته " يؤخذ عن امرأته يعني يحبس عنها ويش معنى يحبس ؟ يعني لا يصل إلى جماعها هو ليس به بأس ولكنه عندما يريد أهله ما يصل إلى جماعها هذا أيضا نوع من السحر فيه نوع من السحر والعياذ بالله يجعل للإنسان بحيث أنه ما يصل إلى جماع أهله وإن كان في غيره سليماً لكنه في هؤلاء ما يحصل هذا نوع من السحر والعجيب أنه مشتهر عند الناس أنه إذا كان عند العقد وعقد أحد أي عقدة تكون فإنه يحصل هذا لو ما هو بساحر نعم وبالغ بعضهم فقالوا إنه إذا شبك بين أصابعه عند العقد حُبس الزوج عن أهله ولكن هذا ما أعرف له أصلاً .
السائل : لو بدون نية ؟
الشيخ : لو بدون نية لكن هذا لا أعرف له أصلا والحقيقة أن التشبيك ينبغي أن يكون على العكس
الطالب : ربط
الشيخ : ... ربط بينهما بين الزوج والزوجة على العكس من هذا لكن كثيراً ما يقع ونُسأل عن هذه المسألة ويطلبون العلاج وقد ذكر بعض العلماء أن من العلاج أن يطلقها فإذا طلقها ثم راجعها انفكت المسألة ولا أدري أيضا هذه هل تصح ولا ما تصح لكن إن صحت فالطلاق هنا جائز ولا غير جائز ؟ جائز لأنه طلاق للاستبقاء في الواقع يُطلق كعلاج لكني لا أدري عن صحة هذا ولهذا ما نفتيهم في هذا بشيء أقول والله لا نعرف عن هذا شيئا وأنتم إذا قيل لكم شيء .
السائل : ألا يكون ... سببا بلا دليل .
الشيخ : هو إذا جرب لأن الأدلة قد تكون بالتجارب وبالنص فلهذا الأدوية التي اكتُشفت أخيراً كلها بالتجارب .
السائل : ... .
الشيخ : هذه ربما .
السائل : ... .
الشيخ : قصدك من جهة الذين يسحرون هم يعتقدون أن هذه مثل النفاثات في العقد ولهذا يقولون ... ها .
الطالب : حصلت هذه القصة .
الشيخ : ويش حصل ؟
الطالب : حدثني أبي رحمه الله قال أنه تزوج رجل كان فقيل وهذا الرجل يعني غني شوي فالرجل هذا ما معوش يعني شيء .
الشيخ : أيهم ؟
الطالب : الرجل هذا الفقير ما معوش ... غير متزوج
الشيخ : ما معه فلوس
الطالب : ما معه فلوس امرأة قالت له أنت عاوز فلوس انتظر ... وضعها في ... يقول أنه فعل مثلما قالت له هذه المرأة فراح الرجل إلى أهله في الليل فما وجد شيء ....
الشيخ : يمكن هي ساحرة.
الطالب : هذه خرافات يا شيخ
الشيخ : على كل حال إن قوله : ( يؤخذ عن امرأته ) يعني يحبس بسبب السحر .
الطالب : يكون شرك أصغر يعقدون عقدا .
الشيخ : هي إذا كانت سحرا فهي مؤثرة بلا شك ولهذا أمر الله بالاستعاذة من النفاثات في العقد .
السائل : لكن السبب لا شرعا ولا أيضاً ..
الشيخ : لا واقعا ما هي في مسألة النكاح .
السائل : كيف تصل يا شيخ لو كان مثلاً علاج يؤكل جزاك الله خيرا؟
الشيخ : لا تقل كيف يصل لأن العين أيضا هذا العين تؤثر .
الطالب : العين وارد في الشرع .
الشيخ : حتى هذه النفاثات في العقد هو إذا وقع العقد من ساحر فالأمر وارد أنه مؤثر كما قال الله : (( من شر النفاثات في العقد )) ويكون هذا باستعانة الشياطين على أن يبردوا شهوته عند إرادة أهله .
الطالب : ... .
الشيخ : إي نعم .
الطالب : لكن هنا ما توفر إلا عقد .
الشيخ : هو ربما أنهم ينفثون قد يكون ينفثون أو لا إنما على كل حال عند الناس هكذا ولهذا ما ندري عنها وأنا ما أقولها مقررا لها ولكني أقولها حاكياً عن الناس ولا أقول أيضا إنه ينبغي للإنسان أن يخشى من هذا الأمر لا ينبغي أن يخشى نعم .
الطالب : يربطونه .
الشيخ : لا لا ما يربطونه إن شاء الله .
الطالب : بالنسبة ... .
الشيخ : كيف ؟
الطالب : ... إذا جاء الزوج يريد أن يجامع الزوجة ... .
الشيخ : أعوذ بالله على كل حال السحر وطرقه هذه ما نعلم عنها فله طرق ما هي طرق معلومة قد تكون طرق خفية والعياذ بالله .
الطالب : ... .
الشيخ : نشوف الآن .
الطالب : ... اشتهر عند الناس أنهم لا يحضر العقد إلا الخاصين .
الشيخ : الظاهر أنهم يخشون من هذا .
الطالب : ... .
الشيخ : ما ننهى عنه نخشى أن له حقيقة والحمد لله هذا من باب أن الإنسان يتقي الأسباب طيب يقول : " أو يؤخَّذ عن امرأته " رجل به طب أي سحر " أو يؤخذ عن امرأته " أو هنا للشك يعني أو قلت يؤخذ ويحتمل أن تكون للتنويع بمعنى أني سألته عن الأمرين عن المسحور وعن الذي يؤخذ عن امرأته قال : " أيُحل عنه أو ينشر ؟ " هذا لا شك أنها على سبيل الشك لأن الحَل هو النشرة كما قلنا إن النشرة هي حل السحر عن المسحور قال : " لا بأس به إنما يريدون به الإصلاح " فابن المسيب رحمه الله يقول : " إنه لا بأس أن يحل عنه " وعلل.
(( فيتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم )) وأن النافع منه لا بأس به هذا ظاهر ما روي عنه وبهذا الظاهر أخذ أصحابنا الفقهاء رحمهم الله وقالوا إنه يجوز حل السحر بالسحر للضرورة فأجازوا ذلك وقال بعض أهل العلم : إنه لا يجوز حل السحر بالسحر وحملوا ما روي عن ابن المسيب أو المسيِّب بأن المراد به ما لا يُعلم عن حاله هل هو سحر أو غير سحر فأما إذا علم فإنه لا يحل ولا شك أن هذا حمل لكلام ابن المسيب على معنى قد يكون هو المراد وقد يكون المراد غيره وأنه يرى رحمه الله الجواز ولكن على كل حال حتى لو كان ابن المسيب ومن فوق ابن المسيب من غير ممن قوله حجة يرى أنه جائز هل معنى ذلك أنه يكون جائزاً في حكم الله أو حتى يُعرض على الكتاب والسنة ؟ حتى يُعرض على الكتاب والسنة وقد سمعتم أن الرسول عليه الصلاة والسلام سئل عن النشرة فقال : ( هي من عمل الشيطان ) ولا عجب أو لا غرو أن يخطئ أحد من التابعين أو من الصحابة أيضاً في أمر من الأمور ويكون بذلك معذوراً فالآن على رأي هؤلاء يكون حل السحر على ثلاثة أقسام :
قسم علمنا أنه بالسحر فهو حرام وقسم علِمنا بأنه بدواء مباح أو أدعية أو قرآن فهذا جائز ومباح وقسم لا ندري هل هو بهذا أو بهذا فحملوا كلام ابن المسيب على هذا النوع اللي ما يُدرى هل هو من المباح أو من المحرم فقالوا : إنه ما دام نافعا ونحن في شك من دخوله في الحرام فإنه يرتفع عنا الشك لأن القاعدة الشرعية : " أن ما لم يكُن الأمر فيه واضحاً فإن الحاجة تبيحه " الشيء اللي ما فيه النصوص واضحة تبيحه الحاجة يعني اللي اجتنابه من باب الورع الحاجة تبيحُه لعدم القطع بالتحريم .
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
السائل : لكن هذا جهلنا حكمه أي عرفنا أمره ثم جهلنا الحكم لكن هذا جهلنا الأمر ظاهر الأمر والأصل المنع من إتيان الساحر .
الشيخ : هم يحملون كلام ابن المسيب على هذا .
السائل : لكن ما يقال يا شيخ في الجواب عن ابن المسيب يقال ساحر يحرم أصلاً الحرمة الدخول عليه والتعالج عنده .
الشيخ : لا مو نحن شككنا الآن لو علمنا أنه بالسحر فهو حرام نعم ظاهر كلام ابن المسيب الجواز كما هو المذهب .
الطالب : ظاهر ... من عمل الشيطان أنه لا يحل الساحر إلا ساحر كما قال الحسن فالظاهر المنع منه إلا إذا علمنا .
الشيخ : إذا علمنا إيش ؟
السائل : إذا علمنا أنه ينشر .
الشيخ : هذا هذا أنا قلت إن هؤلاء أجابوا عن كلام ابن المسيب بهذا الجواب وقالوا إنه يحمل على الشك وإلا فما علمنا بأنه سحر فهو حرام قطعاً.
السائل : ما يحمل كلام ابن المسيب رحمه الله على أنه ..
الشيخ : بيجي عاد كلام ابن القيم في حمل كلام ابن المسيب ما حمله على هذا لكن الشارح هو الذي حمله على هذا الشارح صاحب * تيسير العزيز الحميد * هو الذي حمله على هذا على أن ابن المسيب رحمه الله أراد الشيء المشكوك فيه .
السائل : ... .
الشيخ : كيف ؟
السائل : ... .
الشيخ : لا يقول هذا بيان لحقيقتها يعني معناه أن الشيطان هو الذي يأمر بها فهي من عمله .
السائل : ... .
الشيخ : إي نعم إذا كانت بطريق السحر فهي لازمة .
7 - شرح قول المصنف : وفي البخاري عن قتادة : ( قلت لابن المسيب : رجل به طب أو يؤخذ عن امرأته ، أيحل عنه أو ينشر ؟ قال : لا بأس به ، إنما يريدون به الإصلاح ، فأما ما ينفع فلم ينه عنه ) ا.هـ. أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وروى عن الحسن أنه قال : ( لا يحل السحر إلا ساحر ) . قال ابن القيم : النشرة حل السحر عن المسحور ، وهي نوعان : أحدهما : حل بسحر مثله ، وهو الذي من عمل الشيطان . وعليه يحمل قول الحسن ، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب ، فيبطل عمله عن المسحور . والثاني : النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة . فهذا جائز .
قال ابن القيم : " النشرة بحل السحر عن المسحور ، وهي نوعان : حل بسحر مثله ، وهو الذي من عمل الشيطان . وعليه يحمل قول الحسن ، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب ، فيُبطل عمله عن المسحور . والثاني : النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة . فهذا جائز " وكأنه يرى أنه يحمل عليه كلام ابن المسيب فالحاصل أن النُشرة تنقسم إلى ثلاثة أقسام: على حسب ما شرحه الشيخ سليمان رحمه الله :
ما علمنا بأنه سحر فهي حرام وما علمنا أنه مباح فهي مباحة وما شككنا فيه فهي لنفسها تكون من الحلال وعليه يُحمل كلام ابن المسيب ولكن ابن القيم يرى أنها نوعان فقط والفقهاء رحمهم الله يرون أن حل السحر بالسحر جائز للضرورة نعم .
ما هي النشرة لغة يعني ابن المسيب على هذا طيب حُكم حل السحر بسحرٍ مثله ؟
الطالب : لا يجوز .
الشيخ : لا يجوز ، ولا للضرورة ؟
الطالب : ولا للضرورة .
الشيخ : ولا للضرورة ، طيب ما الدليل ؟ ها .
الطالب : ... .
الشيخ : ما حضرت معذور حضرت .
الطالب : من عمل الشيطان
الشيخ : ما هو الدليل على أنه من عمل الشيطان ؟
الطالب : ... .
الشيخ : وغيره شيء نص في الموضوع هذا .
الطالب : ( النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن النشرة قال : هي من عمل الشيطان )
الشيخ : نعم ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة فقال : هي من عمل الشيطان ) طيب وما هو الدليل على القسم الجائز ؟ نعم اللي بالأدوية والتعوذات وما أشبه ذلك والقراءة على اللديغ من باب النشرة ؟
الطالب : ...
الشيخ : يعني لدغة الحية سحر ها .
الطالب : لا ... بالمعوذات.
الشيخ : بالمعوذات فهذا دليل على جواز بالقراءة والأدعية وما أشبه ذلك وربما يُستدل بقوله : ( لا رقية إلا من عين أو حمة ) فإن العين قريبة من السحر لأنها توصل إلى الإضرار بالغير بسبب خفي ولا لا ؟ طيب أما الأدعية أما الأدوية المباحة فيُستدل بعموم قوله تعالى : (( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً )) لمنافعه وإذا علمنا أن في هذا العمل منفعة فإننا نفعلُه واضح لأن الأشياء الأدوية الحسية يُعلم أنها دواء إما بطريق الوحي أو بطريق التجارب مثال الذي بطريق الوحي قول النبي عليه الصلاة والسلام : ( الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين ) وكذلك العسل كما قال الله تعالى : (( فيه شفاء للناس )) فهذا من الوحي وأما الذي من التجارب فهو كثير جداً كل الأدوية الآن المستعملة غالبها منين ؟ من التجارب إي نعم غانم .
السائل : حديث ( لا رقية إلا من عين أو حمة ) حصرها في العين والحمة والسحر غير العين .
الشيخ : أقول إنه ربما يستدل به لأن العين تشبه السحر من حيث إنها سبب خفي يضر بالمعين .
السائل : العين والسحر
الشيخ : إي يتقاربان الساحر الآن يتوصل إلى العمل في المسحور بأشياء خفية إما بطريق الشياطين مثلا أو ما أشبه ذلك ولهذا قرن الله بينهما في سورة الفلق (( من شر النفاثات في العُقد ومن شر حاسد إذا حسد )) قال العلماء : " الحاسد العائن إذا عان " .
السائل : قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء ) لكن هذا السحر لازم له من دواء ... .
الشيخ : وهو هذا أيضا يستدل به نعم .
السائل : ما هي الكمأة يا شيخ ؟.
الشيخ : الكمأة هي الكمأة . الكمأة الفقع الكمأة الفقع ... .
السائل : ... .
الشيخ : الكمأة الفقع ، نعم عرفتها الآن عرفتها ولا لا ؟
الطالب : ... يتبع المطر .
الشيخ : إي هذا هي هذه هي .
الطالب : غيرها يا شيخ
الشيخ : هاه
الطالب : الكمأة غيرها .
الشيخ : لا هي الفقع .
الطالب : أنواع .
الشيخ : بس أنها أنواع .
الطالب : الكمأة غير الفقع
الشيخ : وش هي ؟
الطالب : مثل هذه ... .
الشيخ : لا نوع قال الشاعر :
" ولقد جنيتك أكمؤًا وعساقلاً *** ولقد نهيتك عن بنات الأوبر "
الأوبر بنات الأوبر يسمونها عندنا باللغة العامية أوبر والعساقل يسمونه الخلاسي والكمأة يسمونها الزبيدي لأنها مثل الزبدة أما عند العامة العامة مرة فهو كله فقع ما يفرقون عامة الناس ما يفرقون إلا أهل نظر وبصيرة طيب نعم .
الطالب : لكنه خاص بالزبيدي .
الشيخ : نعم
الطالب : ...
الشيخ : يحتمل أنه خاص بالزبيدي ويحتمل أنه عام المقصود هذا والله أعلم
السائل : ...
الشيخ : أيهم ؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا الزبيدي كبيرة طيب .
أظن انتهى الكلام على ... النشرة، فهل هل النشرة بالسحر قال بعض العلماء هل فيها خلاف يا أحمد ؟
الطالب : يرى بعض العلماء بالجوز يعني النشرة ... .
الشيخ : للضرورة .
الطالب : للضرورة .
الشيخ : للضرورة فإذا أمكن بغيره فلا يجوز لكن إذا كان للضرورة فهذا جائز لأنهم يريدون به الإصلاح.
8 - شرح قول المصنف : وروى عن الحسن أنه قال : ( لا يحل السحر إلا ساحر ) . قال ابن القيم : النشرة حل السحر عن المسحور ، وهي نوعان : أحدهما : حل بسحر مثله ، وهو الذي من عمل الشيطان . وعليه يحمل قول الحسن ، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب ، فيبطل عمله عن المسحور . والثاني : النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة . فهذا جائز . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : فيه مسألتان: الأولى:النهي عن النشرة. الثانية:الفرق بين المنهي عنه والمرخص فيه مما يزيل الأشكال.
" الثاني : الفرق بين المنهي عنه والمرخص فيه مما يزيل الإشكال " الفرق بين المنهي عنه والمرخص فيه مما يزيل الإشكال ، نعم من أين يؤخذ ؟ منين يؤخذ يا حسين؟ من أين يؤخذ؟ ... يا حسين انتبه انتبه انت ما شاء الله ذكي لو تحط بالك . نعم يا فهد .
الطالب : ...
الشيخ : السؤال يقول المؤلف : " الفرق بين المنهي عنه والمرخص فيه مما يزيل الإشكال " منين يؤخذ هذا؟ يقول هذا مو من المسائل التي في الباب نعم نعم صالح منين يؤخذ؟ الفرق بين هذا وهذا ؟
الطالب : من كلام ابن القيم .
الشيخ : صح من كلام ابن القيم هو ما قال إنه فيه دليل يقول الفرق بين هذا وهذا وهذا يؤخذ من كلام ابن القيم وتفصيله رحمه الله نعم .
السائل : الشيخ الفقهاء أجازوا النشرة للسحر رغم أن الساحر ما يجوز ... .
الشيخ : للضرورة .
السائل : نعم للضرورة لكن الساحر لا يجوز ... كيف يجمع بين قولهم ؟
الشيخ : لا عندهم الساحر اللي ما يكفر لكن يجب تركه صح يعني مثلا إذا قدر إن هذا ساحر مثلاً ما يستطاع قتله أو أن ولاة الأمور أبقوه أو ما أشبه ذلك وإلا نعم هذا يجب قتله ، فيه إشكال لكن يقال إنه قدر أنه بقي أو يقال إن الساحر الذي لا يضر وإنما ينفع الناس يترك ما دام قُلنا بجواز عمله هذا فلا وجه لكونه يقتل تحتاج المسألة إلى تحرير أكثر . سم ، اقرأ الباب .
9 - شرح قول المصنف : فيه مسألتان: الأولى:النهي عن النشرة. الثانية:الفرق بين المنهي عنه والمرخص فيه مما يزيل الأشكال. أستمع حفظ
شرح قول المصنف : باب ما جاء في التطير
" باب ما جاء في التطير " قال : وقول الله تعالى : (( ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون ))
((ولكنّ أكثرهم لا يعلمون )) قال وقوله .
الشيخ : اصبر صعب عليك معك المتن عيسى ؟
الطالب : إي نعم
الشيخ : اقرأ .
القارئ : " باب ما جاء في التطير "، وقوله الله تعالى : (( ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون )) وقوله : (( قالوا طائركم معكم )) الآية .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا عدوى ولا طيرة )
الشيخ : ولا طِيرة
القارئ : ( ولا طِيرة ولا هامة ولا صفر )
الشيخ : ولا هامة
القارئ : ( ولا هامة ولا صفر ) أخرجاه ، زاد مسلم : ( ولا نوء ولا غَول ) .
الشيخ : ولا نوءَ
القارئ : ولا نوءَ ولا غَول
الشيخ : غُول
القارئ : ( ولا غُول ) ولهما عن أنس; قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا عدوى، ولا طَيرة )
الشيخ : طِيرة ، ولا طِيرة
القارئ : ( ولا طِيرة ويعجبني الفال . قالوا: وما الفالُ ؟ قال : الكلمة الطيبة ) . ولأبي داود بإسناد صحيح عن عقبة بن عامر; قال : ( ذُكرت الطيرة عند رسول الله )
الشيخ : الطِيرةُ
القارئ : ( الطِيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أحسنُها الفال، ولا ترد مسلما، فإذا رأى أحدكم ما يكره; فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفعُ السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك ) .
الشيخ : إلا بك
القارئ : إلا بك
وعن ابن مسعود، مرفوعا : ( الطيرة شرك الطيرة شرك وما منا إلا ولكن الله يذهبه )
الشيخ : ولكن الله
القارئ : ( ولكن الله يذهبه بالتوكل ) رواه أبو داود .
الشيخ : قال : " باب ما جاء في التطير " التطير تفَعُّل مصدر تفعَّل وأصله في اللغة مأخوذ من الطير، الطيور المعروفة وذلك لأن العرب كانوا يتفاءلون بها أو يتشاءمون بها على الطرق المعروفة عندهم يزجر الطير ثم ينظر هل يذهب يمينا أو شمالاً ، - حط الكتاب يا غانم خلك معنا - ينظر هل يذهب يميناً أو شمالاً أو ما أشبه ذلك إن ذهب إلى الجهة التي فيها التيامن أقدم أو فيها التشاءُم أحجم وترك هذا في الأصل أما في الاصطلاح فإنه أعم من اللغة إذ أنه التشاؤم بمرئي أو مسموع وهذا من الأمور النادرة لأن الغالب أن اللغة أوسع من الاصطلاح هذا الغالب إن الاصطلاح يُدخل على الألفاظ قيودا يخصها مثل الصلاة مثلا في اللغة الدعاء وفي الاصطلاح أخص من الدعاء وكذلك الزكاة وغيرها الغالب أن الاصطلاحات أخص من المدلول اللغوي لكن أحيانا الاصطلاح أعم وهنا الاصطلاح أعم لأنه التشاءم بمرئي أو مسموع وإن شئت فقل بمرئي أو مسموع أو معلوم أعم .
الطالب : شيخ ، كل ما ... الطير على اليمين كانوا يتفاءلون
الشيخ : لا لا عندهم اصطلاح لهم اصطلاح فيه يروح يمين مثلا يتفاءل يسار يتشاءم يروح قدام يروح خلف حسب اصطلاحاتهم التي يكونون عليها هذا التشاؤم ، يكون التشاؤم بمرئي كما لو رأى طيرا موحشا فتشاءم أراد مثلا أن يخرج إلى مكان ما أو أن يسافر أو ما أشبه ذلك فرأى شيئا يوحشه فتشاءم هذا مرئي أو مسموع مثل همّ بأمر فلما خرج ومشى في هذا الأمر سمع واحد يقول لثاني يقول يا خايف أنت يا خسران أو سمع أحد يقول والله فلان كفر وما أشبه ذلك فيتشاءم وهنا التشاؤم ها بمسموع سمع صوتا تشاءم منه أو يتشاءم بمعلوم لا يُسمع ولا يرى كالتشاؤم ببعض الأيام والتشاؤم ببعض الشهور والتشاؤم ببعض السنوات وما أشبه ذلك كل هذا داخل في التطير كله داخل في التطير واعلم أن التطير ينافي التوحيد ووجه منافاته له أن المتطير قطع توكله على الله وتعلق بهذا السبب الذي لا حقيقة له لأن هذا السبب لا حقيقة له ولا علاقة بين أن تسمع شيئا تكرهه أو ترى شيئا تكرهه أو تكون في شهر كذا أو في يوم كذا لا علاقة له بالحوادث فأنت الآن علقت قلبك بشيء نعم لا حقيقة له وقطعت التوكل والاعتماد على الله سبحانه وتعالى وهذا لا شك أنه يخل بالتوحيد لأن التوحيد عبادة واستعانة (( إياك نعبد وإياك نستعين )) (( فاعبده وتوكل عليه )) التوكل هو روح الاستعانة في الحقيقة فالحاصل أن هذا أعني التطير ينافي التوحيد من وجهين :
الوجه الأول : أن الإنسان قطع توكله على الله واعتمد على غيره . ثانياً : أنه تعلق بما لا حقيقة له تعلق بأمر لا حقيقة له فأي رابطة بين هذا الأمر وبين ما يحصل لك ولهذا عائشة رضي الله عنها كانت تقول : ( إن النبي عليه الصلاة والسلام تزوجها في شوال وبنى بها في شوال وكانت أحظى نسائه إليه ) وأحب نسائه إليه وكان العرب يقولون : إن الإنسان إذا تزوج في شوال فإنه لا يفلح في زواجه يتشاءمون بهذا الشهر ولا حقيقة له هذا لا حقيقة له كما علمتم نعم .
السائل : ... .
الشيخ : لا أبدا ... .
السائل : ما لها علاقة
الشيخ : لا ما لها علاقة نعم .
الطالب : الطيرة عند العرب ...
الشيخ : نعم
السائل : قولهم : (( إنا تطيرنا بكم )) قبل العرب .
الشيخ : اصبر بارك الله فيك نعم .
السائل : دلوقتي الغايب في مصر الغراب عدى وقال ... إذا كان واحد غيب يقول الغايب جاي.
الشيخ : نعم من هذا النوع ، من هذا النوع .
طيب إذن الطيرة حكمها محرمة وهي منافية للتوحيد من وجهين كما عرفتم والمتطير في الحقيقة لا يخلو من حالين إما أن يُحجم ويستجيب لهذه الطيرة ويدع العمل وهذا من أعظم التشاؤُم والتطير، وإما أن يمضي لكن في قلق وهم وغم يخشى منين ؟ تشاؤُم هذا المتطير يخشى من تأثير هذا المتطير به وكلا الأمرين نقص في التوحيد وضرر على العبيد أيضا فهو نقص في التوحيد وضرر على العبيد، انطلق إلى ما تريد بانشراح صدر وتيسير واعتماد على الله عز وجل نعم ولا تسيء الظن بربك ولا تسيء الظن بالله عز وجل .
شرح قول المصنف : وقول الله تعالى : (( ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون )) وقوله : (( قالوا طائركم معكم )) .
الطالب : فرعون
الشيخ : إلا فرعون هو ربهم فلا يعلمون أن هناك إلها ربا مدبرا وأن ما أصابهم فمن الله وليس من موسى وقومه .
السائل : قولهم : (( إنا تطيرنا بكم )) ..
الشيخ : نعم نعم هم قالوا (( إنا تطيرنا بكم )) يعني تشاءمنا قطعا .
السائل : كانوا قبل العرب .
الشيخ : إي نعم قبل العرب لكن هم عبر الله عنهم بالتطير لأن العرب يجعلون التشاؤم تطيراً لأنهم كانوا يستعملون الطيور أكثر ما يستعملونه في هذا الشيء .
السائل : يعني هم ما لفظوا إنا تطيرنا بكم؟ .
الشيخ : لا ، يقينا ما لفظوا بها لأن لغتهم ليست عربية حكى الله عنهم ما قالوا والقرآن عبر باللغة العربية فيجوز أنهم قالوا هذا المعنى فقط وهذا قطعاً لأن جميع من حكى الله أقوالهم من غير العرب فقد حكاها بالمعنى قال : " وقوله : (( قالوا طائركم معكم )) " قالوا مَن ؟ الرسل ؟ لا الذين أرسلوا إلى القرية (( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ * قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ * قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ * وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ * قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ )) طيب (( قالوا طائركم معكم )) رداً على قولهم (( إنا تطيرنا بكم )) يعني تشاءمنا بكم وأننا لا نرى أنكم تدلوننا على الخير بل تدلوننا على الشر وما فيه هلاكنا فقالوا : (( طائركم معكم )) أي مصاحب لكم أي ما يحصل لكم فإنه منكم ومن أعمالكم ولا منافاة بين هذه الآية والتي قبلها لأن الآية الأولى تدل على المقدر لهذا الشيء وهو الله وهذه الآية تُبين سببه وهو أنه منهم، فهم في الحقيقة طائرهم معهم يعني الشؤم إن كان هناك شؤم فهو معكم مصاحب لكم ملازم لكم ، لأن أعمالكم توجب ذلك كما قال الله عز وجل : (( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )) يستفاد من هاتين الآيتين أن التطير كان معروفاً من قبل العرب وفي غير العرب أيضاً لأن الأول في فرعون وقومه والثاني في أصحاب القرية ثم إن هؤلاء الذين تطيروا هل تطيرهم حقيقة أو للتمويه ؟ للتمويه وإلا فهو كاذب يعني في الحقيقة أنهم ليسوا هم الذين جلبوا لهم الشر ولكن الذي جلب لهم الشر أعمالهم فقدر الله عليهم ما يسؤوهم جزاء سيئة بمثلها طيب وقال : (( أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ )) لأنه قال الآية (( أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ )) هنا ينبغي أن نقف (( قالوا طائركم معكم أئن ذُكرتم )) ثم تقول : (( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ )) لأن إن ذكرتم جملة شرطية جواب الشرط فيها محذوف والتقدير أئن ذكرتم تطيرتُم بل أنتم قوم مسرفون وعلى هذا فلا تصلها بما بعدها بل تقول : (( أئن ذكرتم )) ثم تقول : (( بل أنتم قوم مسرفون )) وقوله : (( بل أنتم قوم مسرفون )) بل هنا للإضراب الإبطالي أو الانتقالي ؟ الإبطالي يعني بل ما أصابكم ليس مني وإنما هو من إسرافكم (( بل أنتم قوم مسرفون )) ومعنى مسرفون متجاوزون للحد الذي يجب أن تكونوا عليه .
11 - شرح قول المصنف : وقول الله تعالى : (( ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون )) وقوله : (( قالوا طائركم معكم )) . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا عدوى ولا طيرة . ولا هامة ولا صفر ) أخرجاه
أخرجاه الضمير المثنى يعود على مَن ؟ البخاري ومسلم أولا قال رسول الله صلوات الله وسلامه عليه : ( لا عدوى ) ولا هذه نافية للجنس وتعرفون أن نفي الجنس أعم من نفي الواحد والاثنين والثلاثة والأربعة لأنه نَفي للجنس كله فنفى رسول الله صلى الله عليه وسلم العَدوى قال : ( لا عَدوى ) والعدوى انتقال المرض من المريض إلى الصحيح هذه العدوى انتقال المرض منين؟ من المريض إلى الصحيح وكما يكون ذلك في الأمراض الحسِية يكون أيضاً في الأمراض المعنوية الخُلقية ولهذا أخبر النبي عليه الصلاة والسلام ( أن جليس السوء نعم كنافِخ الكير إما أن يُحرقك وإما أن تجد منه رائحة كريهة أو قال يحرق ثيابك وإما أن تجد منه رائحة كريهة ) هذه عدوى فقوله : ( لا عدوى ) يعني يشمل العدوى الحسية والعدوى المعنوية وإن كانت في الحسية أظهر ثاني : ( ولا طيرة ) طيرة اسم مصدر تطير لأن المصدر منه تطير واسم المصدر طيرة مثل الخيرة اسم مصدر اختار (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ )) يعني الاختيار أو التخير فهنا الخيرة نقول فيها الطيرة ها اسم مصدر من تَطير والمصدر منه تطيراً واسم المصدر يوافق المصدر في المعنى يعني هو المصدر في المعنى ولهذا تقول : كلمته كلاماً بمعنى كلمتُه تكليماً وسلمت عليه سلاما بمعنى سلمت عليه تسليما لكنه لما كان يخالف المصدر في البناء سموه اسم مصدر نعم، طيب الطيرة تقدم لنا أنها التشاؤم بمرئي أو مسموع أو معلوم نعم ( ولا هامة ) ولا هامة الهامة فُسرت بتفسيرين أحدُهما : أنها داء يُصيب المريض وينتقل إلى غيره وعلى هذا التفسير يكون عطفها على العدوى من باب عطف الخاص على العام والتفسير الثاني أن الهامة تزعم العرب الهامة طير معروف يسمى هامة تزعم العرب أنه إذا قتل القتيل فإن هذه الهامة نعم تأتي إلى أهله وتنعق عندهم على رؤوسهم إلى أن يأخذوا بثأره وربما اعتقد بعضهم أنها روحُه تكون في صورة الهامة وهي نوع من الطيور وهي تشبه البومة نعم .
الطالب : هي البومة .
الشيخ : أو هي البومة المهم أنها تأتي إلى أهل الميت القتيل على ما يقولون وتنعاه وتؤذيهم بالصراخ حتى يأخذوا بثأره وبعض العرب يقول الهامة هي الطير لكنهم يتشاءمون بها فإذا وقعت على بيت أحدهم ونعقت قالوا إنها الآن تنعق به ليموت ويعتقدون إن هذا دليل على قرب أجله وكل هذا لا شك أنه عقيدة باطلة .
الطالب : طير غير البومة ... .
الشيخ : ما نعرف لغتهم المهم طير يتشاءم به العرب
الطالب : يتكتك
الشيخ : يتكتك ولا ما يتكتك ، طير يتشاءم به العرب نعم الرسول نفى ذلك طيب
وقولُه : ( ولا صفَر ) صفر أيضاً قيل إنه الشهر شهر صفر وكان العرب يتشاءمون به وقيل : إن الصفر داء في البطن يصيب الإبل وينتقل من هذه البعير إلى بعير أخرى وعلى هذا فعطفه على العدوى من باب عطف الخاص على العام هذا النفي الذي ثبت به الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام في هذه الأمور الأربعة هل هو نفي للوجود أو نفي للتأثير ؟ ها إي نعم يجب أن نعرف أنه ليس نفياً للوجود لأنها موجودة فالعدوى موجودة والهامة موجودة والطيرة موجودة ولا لا ؟ كثير ممن يتطير ، وصفر موجود فالرسول عليه الصلاة والسلام لا ينفي وجود شيء موجود لكن المعنى أن هذه الأشياء لا تأثير لها إنما المُؤثِّر هو الله فما كان منها سببا معلوما فهو سبب صحيح ، وما كان منها سببا موهوما فهو سبب باطل ويكون نفياً لتأثيره ولسببيته لتأثيره بنفسه ولسببيتِه واضح؟
الطالب : نعم
الشيخ : طيب نعيد مرة ثانية لأن هذا مهم، هذا النفي هل هو نفي للوجود ؟ لا لماذا ؟ لأنها موجودة وكلام الرسول عليه الصلاة والسلام حق لا يخالف الواقع إذن نفيٌ لتأثيرها ثم إن كان شيء منها له تأثير معلوم فهو نفي لتأثيره بنفسه نعم وإن كان شيء منها لا تأثير له فهو نفي لتأثيره الموهوم أيضاً ، لأنه ما له أصل طيب الآن لا عدوى نبدأ بالأول لا عدوى ، العدوى موجودة ؟ ها العدوى موجودة ويدُل لوجودها قول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( لا يورد ممرض على مصح ) لا يورِد ممرض صاحب الإبل المريضة على مُصح على صاحب إبل صحيحة لماذا؟ ها لئلا تنتقل العَدوى وقولُه : ( فِر من المجذوم فرارك من الأسد ) والجُذام نسأل الله العافية مرض خبيث معدي يُتلف صاحبه ويعدي بسرعة حتى إن بعضهم قال هو الطاعون فيقول : ( فر من المجذوم فرارك من الأسد ) لماذا ؟ لئلا تقع العدوى منه إليك وهذا إثبات للعدوى لتأثيرها إثبات لتأثيرها ولكن هل تأثيرها هذا أمر حَتمي بحيث تكون هي عِلةً فاعلة أو لا ؟ الجواب لا ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بأن نفر من الأسد ونهى أن يورد ممرض على مصح من باب تجنب الأسباب لا من باب تأثير الأسباب بنفسها الأسباب ما تؤثر بنفسها لكن ينبغي لنا أن نتجنب إيش؟ الأسباب التي تكون سبباً للبلاء (( ولا تُلقوا بأيديكم إلى التهلكة )) ولا يمكن أن نقول إن الرسول عليه الصلاة والسلام يُنكر تأثير العدوى وأنها سبب لانتقال المرض لأن مثل هذا أولاً يُبطله الأحاديث الأخرى وثانياً : يبطله الواقع لكن قد يقول قائل منكم : إن الرسول صلى الله عليه وسلم لما قال : ( لا عدوى ) قال له رجل يا رسول الله : الإبل تكون صحيحة معنى كلامه تكون صحيحة مثل الظباء فيدخلها الجمل الأجرب فتُجرَب ؟ كيف تقول فقال النبي عليه الصلاة والسلام جوابا مُقنعاً قال له : ( من أعدى الأول ) ها مقنع هذا ؟ مقنع إذن الذي ينقل مرض هذا إلى الصحيحات من هو ؟ الله بتدبير الله عز وجل فهذا المرض الذي نزل على أول واحد ما فيه عدوى نزل من عند الله عز وجل فالشيء قد يكون له سبب معلوم وقد لا يكون له سبب معلوم فجرب الجمل الأول معلوم ولا لا ؟ ما هو بمعلوم إلا أنه بتقدير الله عز وجل وجرب الذي بعده له سبب معلوم لكن لو شاء الله تعالى ما جرب ولهذا أحيانا تصاب الإبل بالجرب ثم ...