شرح قول المصنف : وقوله "......فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل : اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ، ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك ) .
الطالب : ... .
الشيخ : - لا تروح - أن المعنى لا نتحول من حال إلى حال ولا نقوى على ذلك ها إلا بالله فيكون بهذه الجملة كمال التفويض وإن الإنسان يبرأ من حوله وقوته إلا بما أعطاه الله عز وجل من الحول والقوة طيب إذن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم إذا صح الحديث قد أرشدنا إذا رأينا ما يكره مما يتشاءم به المتشائم أن نقول: ( اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ، ولا يدفع السيئات إلا أنت ) يعني وأما هذه الأشياء فإنها لا تأثير لها ( ولا حول ولا قوة إلا بك ) فأنت صاحب الحول وأنت صاحب القوة وكل الأمور لا تكون إلا بك أنت وحدك .
السائل : المعنيان بينهما تعارض .
الشيخ : لا بينهم اختلاف في المعنى .
السائل : ... .
الشيخ : بس هذاك أحسن مواضعها فيما جاءت به تدل على أن المراد به تبرؤ الإنسان من حوله وقوته وهذا الحديث إذا صح فهي أيضا فالمعنى الأول أوجه من المعنى الثاني، في هذا الحديث المعنى الأول أنك أنت يا ربنا الذي بيدك الحول كله والقوة كلها فهذا المتطير به ليس بشيء
" وله من حديث ابن مسعود وغيره : ( الطيرة شرك الطيرة شرك ) "
الطالب : ... وله
الشيخ : إلا وله .
الطالب : وعنه .
الشيخ : وعنه
الطالب : وعن ابن مسعود
الشيخ : وعن ابن مسعود ويش عندك يا وليد ؟
الطالب : وعن ابن مسعود .
الشيخ : ما بها وله .
الطالب : لا
الطالب : في الأخير ...
الشيخ : إذن معناه له ما لها معنى اشطب عليها إذا عندكم .
1 - شرح قول المصنف : وقوله "......فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل : اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ، ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك ) . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وعن ابن مسعود مرفوعاً : ( الطيرة شرك ، الطيرة شرك . وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل ) رواه أبو داود والترمذي وصححه . وجعل آخره من قول ابن مسعود
" وما من التوكيد لفظي *** يجي مكرراً كقولك ادرجي ادرجي "
ادرج ادرج هذا توكيد لفظي قال : ( الطيرة شرك ) يعني أنها من الشرك وليست الشرك كله، لو كان المراد أنها الشرك كلُّه لقال : الطيرة الشرك فهي إذن من الشرك وعلى هذا فإننا نسأل هل المراد بالشرك هنا الشرك الأكبر المخرج عن الملة أو أنها نوع من أنواع الشرك ؟ نقول إنها نوع من أنواع الشرك كقوله صلى الله عليه وسلم : ( اثنتان في الناس هما بهم كفر ) يعني ليس الكفر المخرج عن الملة ما قال هما بهم الكفر لكن في ترك الصلاة ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) فقال : ( الكفر ) فيجب أن نعرف الفرق بين أل المعرفة أو الدالة على الاستغراق وبين خلو اللفظ منها فإذا قيل مثلاً هذا كفر فالمراد لا يخرج من الملة وإذا قيل : هذا الكفر فهو المخرج من الملة ،طيب إذن هنا نقول هي شرك لكنها لا تُخرج من الملة لو تطير الإنسان بشيء رآه أو سمِعه فإنه يُعد مشركاً شركاً مخرجاً عن الملة لكنه شرك من أي ناحية ؟ من حيث إنه اعتمد على هذا السبب الذي لم يجعله الله سبباً وهذا يُضعف التوكل على الله عز وجل ويوهن العزيمة وقد مر علينا قاعدة أن كل إنسان اعتمد على سبب لم يجعله الشرع سببا فهو مشرك لأنه أوجد سببا لم يجعله الله سببا وهذا نوع الإشراك مع الله إما تشريع إن كان هذا السبب شرعياً وإما في التقدير إن كان هذا السبب كونياً نعم طيب إذن نقول هي شرك لا يخرج من الملة لكن ما رأيكم لو اعتقد هذا المتشائم أو هذا المتطير لو اعتقد أن هذا فاعل بنفسه دون الله يكون شركاً أكبر لأن كل من اعتقد أن شيئاً يشارك الله تعالى في الخلق والإيجاد فإنه مشرك فإن الله تعالى وحده هو الخالق مشرك بأي أنواع الشرك بالألوهية ولا الأسماء والصفات ولا الربوبية ؟
الطالب : الربوبية
الشيخ : الربوبية نعم مشرك في الربوبية
قال : ( وما منا إلا ) نشوف الإعراب إعراب هذه الجملة فيه إشكال من يستطيع أن يعربها والمبتدأ محذوف لكن إن شئت فقدره قبل إلا واجعل ما بعد إلا بدلاً منه وإن شئت فهو الذي نعم اللي بعد إلا إن قدرت ما بعد إلا اسماً فهو له هذان الوجهان إن قدرته فعلاً فإن المبتدأ محذوف لأن المبتدأ ما يكون فعل يعني وما منا أحد إلا تطير أو إلا وقع
والخلاصة الآن أن منا جار ومجرور ها خبر مبتدأ محذوف هذا المبتدأ إما أن يكون قبل إلا إن قدرت ما بعد إلا فعلاً وما منا أحد إلا تطير المبتدأ محذوف بعد إلا يعني ومنا إلا متطير نعم طيب ( وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل ) يعني ما من إنسان يسلم من التطير ما من إنسان يسمع شيئاً فيتشاءم أو يبدأ في فعل من الأفعال فيجد أوله ليس بالسهل فيتشاءم نعم ويترك لكن يقول : ( ولكن الله يُذهبه بالتوكل ) والتوكل هو ها صدقُ الاعتماد على الله سبحانه وتعالى في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة به مع الثقة بالله هكذا فسروه بأنه صِدق الاعتماد على الله في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة به ما يكفي أن تصدق الاعتماد فقط بل تثق به لأنه سبحانه وتعالى يقول : (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )) نعم .
السائل : إيش الفائدة من الحذف .
الشيخ : ها .
السائل : حذف الكلام .
الشيخ : قد يحذف الشيء كراهة لذكره بلفظه ويكون موكولاً إلى ذهن السامع .
السائل : يعني مثل هذا كره ..
الشيخ : كره التصريح نعم قال : "رواه أبو داود والترمذي وصححه وجعل آخره من قول ابن مسعود " أين آخره ؟ ( وما منا إلا ) وهو جدير بأن يكون من قول ابن مسعود وعلى هذا فيكون موقوفاً لكن مدرجة من أقسام المدرج وقد مر علينا في مصطلح الحديث أن المدرج أن يدخل أحد الرواة كلاما من عنده في الحديث بدون بيان وقد يكون في الإنساد وقد يكون في المتن لكن أكثره في المتن ، وتقدم لأجل نستذكر ما مضى تقدم أنه يكون الإدراج في أول الحديث ويكون الإدراج في وسط الحديث ويكون الإدراج في آخر الحديث وهو الأكثر مثاله: في أول الحديث : قال أبو هريرة رضي الله عنه : ( أسبغوا الوضوء ويل للأعقاب من النار ) فأسبغوا الوضوء هذا من كلام أبي هريرة ( وويل للأعقاب من النار ) من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وفي أثنائه قول الزهري في حديث بدء الوحي ( كان الرسول يتحنث في غار حراء والتحنث التعبد ) قد يقول السامع إن هذا من قول عائشة فسرته وهو من قول الزهري ومثلوا له أيضا بحديث لكنه ضعيف في الحقيقة ( من مس ذكره ورسغيه فليتوضأ ) نعم طيب مثاله في آخره هذا الحديث قريب ومنه أيضا الشغار ها .
الطالب : ( من استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ) .
الشيخ : وكذلك حديث أبي هريرة : ( من استطاع أن يطيل غرته فليفعل ) فإن هذا من كلام أبي هريرة .
طيب حكم المدرج حكم الإدراج ها ... إلا ببيان وحكم الإدراج أنه ضعيف ما ... في الحديث المروي .
2 - شرح قول المصنف : وعن ابن مسعود مرفوعاً : ( الطيرة شرك ، الطيرة شرك . وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل ) رواه أبو داود والترمذي وصححه . وجعل آخره من قول ابن مسعود أستمع حفظ
مراجعة
وتقدم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل لما فيه من تنشيط الهمة والإقدام على ما ينفع.
وسبق أيضا أن الإنسان إذا أصيب بشيء من الطيرة فليعرض عن ذلك نهائياً وليتوكل على الله سبحانه وتعالى ويقول : ( اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا إله غيرك) - اقربوا يا إخوان اقربوا ... - نعم .
الطالب : ( ولا حول ولا قوة إلا بك ).
الشيخ : ( ولا حول ولا قوة إلا بك ) وسبق أن الطيرة شرك وأن هذا الشرك يختلف فقد يكون أكبر وقد يكون أصغر يكون أكبر عيسى متى ؟
الطالب : إذا ردته وبعدين سبب ما جعله الله سبباً .
الشيخ : به يفعل بنفسه فهذا لا شك أنه شرك أكبر لأنه اعتقد أن مع الله خالقا ومحدثا وإن اعتقد أنه سبب فهو شرك أصغر وليس بكفر مخرج عن الملة ثم نبدأ بالدرس الجديد الآن .
.شرح قول المصنف : ولأحمد من حديث ابن عمرو : ( من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك . قالوا : فما كفارة ذلك ؟ قال : أن تقول : اللهم لا خير إلا خيرك ، ولا طير إلا طيرك ، ولا إله غيرك )
وقوله : ( من ردته الطيرة عن حاجته ) الحاجة كله ما يحتاجه الإنسان مما تتعلق به الكمالات وقد تطلق على الأمور الضرورية وقوله : ( فقد أشرك ) يُقال في الشرك هذا يا حسين أكبر ولا أصغر ؟
الطالب : إن كان يعتقد أنه يفعل بنفسه فهو أكبر وإن كان ... فهو أصغر .
الشيخ : يعني إن كان يعتقد أن هذا متشائم به يفعل الشيء بنفسه ويحدث الشر بنفسه فهو كفر سيكون أكبر وإن كان يعتقده سببا فهو شرك أصغر لأنه سبق لنا قاعدة مفيدة في هذا الباب " وهو أن كل من اعتقد في شيء أنه سبب ولم يثبت أنه سبب لا كوناً ولا شرعا فإنه ها من الشرك الأصغر " لأنه ليس لنا أن نُثبت بأن هذا سبب إلا إذا كان الله تعالى قد جعله سبباً كوناً أو شرعاً أما شرعا فمثل القراءة والدعاء ونحو ذلك وأما كونا فمثل هذه الأدوية التي جُربت فنفعت فإنها سبب كوني يتعلق بالخلق ( قالوا : فما كفارة ذلك ؟ ) يعني ما كفارة هذا الشرك أو ما هو الدواء الذي يزيل هذا الشرك ؟ لأن الكفارة قد تطلق على كفارة الشيء بعد فعله وقد تطلق على الكفارة منه قبل الفعل وذلك لأن الاشتقاق مأخوذ من ها الكَفر وهو الستر والستر واق فكفارة ذلك إن وقع وكفارة ذلك إن لم يقع ،كفارة ذلك أن يقول : ( اللهم لا خير إلا خيرك ) فأنت الذي بيدك الخبر فلا خير إلا خيرك المباشر ولا غير المباشر ؟ المباشر وغير المباشر فخير الله المباشر كالذي يأتي بالمطر والنبات وما أشبه ذلك ، وغير المباشر الذي يكون سببا من عند الله عز وجل مثل أن يعطيك إنسان دراهم صدقة أو هدية أو ما أشبه ذلك هذا الخير من الله لكن بواسطة جعلها الله تعالى سببا وإلا فكُل الخير من الله عز وجل وقوله : ( لا خير إلا خيرُك ) الحصر هنا حقيقي ولا إضافي ؟ الحصرُ هنا حقيقي لا خير إلا من الله عز وجل إما من الله مباشرة كما قُلنا في المطر والنبات أو ما أشبهها أو بواسطة بمعنى أن يقدر لك سبباً يوصل الخير إليك ( ولا طير إلا طيرك ) يعني أن الطيور كلها طيوره ملكه فهي لا تفعل شيئا وإنما هي مسخرة كما قال الله تعالى : (( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ )) فيه الطير مسخرات
الطالب : (( أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ )) .
الشيخ : ما ...
الطالب : ألا إنما طائرهم
الشيخ : لا لا المهم أن الطيور أنا نسيت الآية الطيور .
الطالب : (( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ )) .
الشيخ : قرأنا هذه لكن (( الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللَّه )) إن الله بكل شيء عليم، أول الآية نسيتها ، المهم أن الطير مسخر بإذن الله فالله تعالى هو الذي يسخره ويدبره ويحركه يذهب يمينا وشمالا ولا علاقة للحوادث بهذا الطير فالطير طير الله ويحتمل أن يكون معنى قوله : ( ولا طير إلا طيرك ) أنه عبر بالطير عن الأفعال التي تقع مما يضر الناس فيكون هنا أي قوله : ولا طير إلا طيرُك مقابَلا أو مقابِلا لقوله : ( لا خير إلا خيرك ) يعني معنى ذلك أنك أنت الذي تقدر الخير وأنت الذي تقدر الشر لكن سبق لنا أن الشر في فعل الله واقع ولا لا ؟ ليس بواقع فالشر في المفعول لا في الفعل طيب إذن يحتمل أن معنى قوله : ( لا طير إلا طيرك ) أن الطيور ملكُك فأنت الذي تتصرف فيها وتدبرها كما شئت وليس لها أثر أو وليس لها تأثير في الحوادث ، ويحتمل أن المعنى أن يكون المراد بالطير ما يتشاءم منه الإنسان وما يتضرر به نعم كما في قوله : (( ألا إنما طائرهم عند الله )) يعني شؤمهم يعني فكأنه ما يحصل للإنسان من التشاؤم أو من الحوادث المكروهة عنده فإنه من الله كما أن الخير من الله عز وجل وقوله : ( ولا إله غيرُك ) هذه نافية للجنس وإله بمعنى مألوه مثل غراس بمعنى مغروس وبناء بمعنى مبني كذا وفراش بمعنى مفروش فقوله : ( لا إله ) أي لا مألوه والمألوه هو المعبود حبا وتعظيماً يتأله إليه الإنسان محبة له سبحانه وتعالى وتعظيماً له وقوله : ( لا إله غيرُك ) إذا قال قائل : إن هناك آلهة دون الله نعم قال الله تعالى : (( فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ )) الجواب أن هذه الآلهة وإن عُبدت من دون الله فليست آلهة حقا لأنها لا تستحق أن تُعبد من دون الله سبحانه وتعالى فلهذا نقول : إنه لا إله إلا الله لا إله غيره سبحانه وتعالى يُستفاد من هذا الحديث أنه لا يجوز لإنسان أن تَرده الطيرة عن حاجته وإنما يَعتمد ويتوكل على الله ولا يُبالي بما رأى ولا يُبالي بما سمع ولا يبالي بما حدث له عند مباشرته الفعل لأول مرة فإن بعض الناس إذا حصل له ما يكره في أول مباشرة الفعل تشاءم وترَك نقول له ما دمت تعرف أن في هذا مصلحة دينية أو دنيوية فلا تهتم بما حدث ولا تتطير به .
ومن فوائد هذا الحديث أن الطيرة نوع من الشرك لقوله : الطيرة ( من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك ) ويستفاد منه أن من وقع في قلبه التطير ولكنه لم ترده الطيرة فإن ذلك ها لا يضره لأنه كما سبق في حديث ابن مسعود ( وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل ) لكن اعتمد ودع هذا ولا يضرك .
ومنها أن الأمور بيد الله عز وجل خيرها وشرها ومنها : انفراد الله سبحانه وتعالى بالألوهية كما انفرد بالخلق والتدبير فهو منفرد بالخلق والتدبير وكذلك منفرد بالألوهية .
4 - .شرح قول المصنف : ولأحمد من حديث ابن عمرو : ( من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك . قالوا : فما كفارة ذلك ؟ قال : أن تقول : اللهم لا خير إلا خيرك ، ولا طير إلا طيرك ، ولا إله غيرك ) أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وله من حديث الفضل بن عباس رضي الله عنه ( إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك ) .
الطالب : الأول ذكر أنه ضعيف .
الشيخ : أيهم ؟
الطالب : حديث ابن عمرو .
الشيخ : من ردته الطيرة .
الطالب : إي نعم ذكر أنه ضعيف ... .
الشيخ : شلون، يعني تناقض هو ؟
الطالب : لا ذكر هو بس رواية أحمد ... .
الشيخ : ... صحيح .
الطالب : رواه أحمد وابن السني وما ذكر ابن السني عن عبد الله بن عمرو بسند صحيح وفيه ابن لهيعة لكن الراوي عنه عند ابن السُني هو ابن وهب وهو ممن رواه عن ابن لهيعة قبل اختلاطه وقد صرح ابن لهيعة بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه وقال الهيثمي بعد أن عزاه إلى أحمد والطبراني : " وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات " .
الشيخ : على كل حال حتى ، المعنى صحيح الأول إي نعم إذن هو صحيح سنداً ومتنا .
الطالب : ابن لهيعة إذا حدث عنه العبادلة ... .
الشيخ : إذا حدث عنه العبادلة .
الطالب : ... .
الشيخ : عبد الله بن وهب .
الطالب : الدعاء هذا .
الشيخ : لا بأس أن يجمع بينهما أو يقول هذا مرة وهذا مرة إما أن يجمع بينهما أو يقول هذا مرة وهذا مرة نعم هذا صحيح يجب التنبه له ها .
الطالب : ما يكون ... الأول مقال .
الشيخ : الأول فيه مقال لكن المؤلف صححه بسند صحيح نعم .
5 - شرح قول المصنف : وله من حديث الفضل بن عباس رضي الله عنه ( إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك ) . أستمع حفظ
إذا وقع رجل في الكفر العملي هل يطلق عليه اسم كافر ؟
الشيخ : إذا أطلق عليه الشارع أطلقناه عليه فنقول مثلاً لمن ناح نقول نياحته كفر .
السائل : كفر ، لكن نقول عنه كافر ؟
الشيخ : والله أخشى أنه يكون يفهمون منه إطلاق الكفر الأصلي بل يقال نياحته كفر، كما قال الشارع .
السائل : الطيرة ... بالمشيئة.
الشيخ : كيف ... بالمشيئة .
السائل : يعني يقول مثلاً ذهاب الطيور من هذا المكان إن شاء فيه ... .
الشيخ : لا ولا يقولها .
السائل : ... .
هل الاستدلال باتجاه الطيور على أماكن المياه من الطيرة المنهي عنها ؟
شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: التنبيه على قوله: (ألا إنما طائرهم عند الله) (1) مع قوله: (طائركم معكم) (2). الثانية: نفي العدوى. الثالثة: نفي الطيرة. الرابعة: نفي الهامة. الخامسة: نفي الصفر. السادسة: أن الفأل ليس من ذلك بل مستحب. السابعة: تفسير الفأل. الثامنة: أن الواقع في القلوب من ذلك مع كراهته لا يضر بل يذهبه الله بالتوكل. التاسعة: ذكر ما يقوله من وجده. العاشرة: التصريح بأن الطيرة شرك.الحادية عشرة: تفسير الطيرة المذمومة.
الطالب : التنبيه
الشيخ : التنبيه التنبيه ليتنبه الإنسان وذلك أن ظاهر الآيتين التعارض وليس كذلك فالقرآن والسنة ليس فيهما تعارض فيما بينهما ولا في ذاتهما أيضاً فليس فيهما تعارض ولا بينهما تعارض القرآن والسنة إنما يقع التعارض حسب فهم المخاطب أما من حيث الأصل فلا تعارض بينهما وقد سبق أن الجمع بينهما أن قوله : (( ألا إنما طائرهم عند الله )) هذا من باب أنه المقدر له و(( طائركم معكم )) من باب السبب فطائركم معكم يعني أنتم سببه وطائرهم عند الله هو الذي قدر ذلك وليس موسى ولا غيرُه من الرسل
" الثانية : نفي العدوى " وسبق أن المراد بنفيها نفي تأثيرها بنفسها لا أنها سبب للتأثير فإن الله سبحانه وتعالى قد جعل بعض الأمراض سبب لتأثيرها وانتقالها
" الثالثة : نفي الطيرة "
الطالب : مثلها
الشيخ : مثلها نعم وليس المعنى أنه ما يوجد متطير المتطيرون موجودون لكن هذا التطير لا أثر له
" الثالث : نفي الهامة " ويش هي الهامة ؟ إما مرض أو الطير مرض يُعدي
" والخامسة : نفي الصفر " وهو إما شهر صفر أو داء في بطون الإبل
" السادسة : أن الفأل ليس من ذلك بل مُستحب " لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ويُعجبني الفأل ) وكل ما أعجب النبي صلى الله عليه وسلم فإنه حسن قالت عائشة رضي الله عنها : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيامن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله )
" السابعة : تفسير الفأل " فسَّرها النبي عليه الصلاة والسلام بأنها الكلمة الطيبة لكن هذا التفسير هل هو على سبيل الحصر أو على سبيل المثال؟ تقدم أنه على سبيل المثال وأن الفأل كل ما ينشط الإنسان من قول أو فعل يعني من مرئي أو مسموع
" الثامنة : أن الواقع في القلوب من ذلك مع كراهته لا يضر بل يُذهبه الله تعالى بالتوكل " مع كراهته شرعاً ولا مع كراهة من وقع في قلبه له ؟
الطالب : مع كراهة من وقع في قلبه
الشيخ : هذا المعنى يعني إذا وقع في قلبك وأنت كاره له فإنه لا يضرك ويذهبه الله تعالى بالتوكل لقول ابن مسعود : ( وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل )
" التاسعة : ذكر ما يقول من وجدَه " وسبق أنه نعم شيئان أنه شيئان : ( اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يُذهب السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك ) أو ( اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك )
"العاشرة : التصريح بأن الطيرة شرك " وهو واضح الطيرة شرك "
الحادية عشرة : تفسير الطيرة المذمومة " ما هي ؟ ما أمضاك أو ردك وهذا واضح وتقدم أن الطيرة شرك لكن بتفصيل ويش هي ؟ تقدم أن فيها تفصيل ما هو التفصيل يا إخواننا ؟
الطالب : إن اعتقد تأثيها
الشيخ : إن اعتقد تأثيرها بنفسها فهو شرك أكبر وإن اعتقد أنها سبب فهو شرك أصغر ثم قال المؤلف : " باب ما جاء في التنجيم " التنجيم تفعيل من النجم فمعنى نجّم أي تعلم علم النجوم أو اعتقد تأثير النجوم إن قلنا بالأول تعلم علم النجوم فإنه يحتاج إلى تفصيل لأن بعضه ممدوح ومحمود وبعضه مذموم وإن قلنا بالثاني أنه تأثير النجوم وهو ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية شيخ الإسلام يقول : " إن التنجيم هو الاستدلال بالأحوال " .
ولا يصاب به .
8 - شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: التنبيه على قوله: (ألا إنما طائرهم عند الله) (1) مع قوله: (طائركم معكم) (2). الثانية: نفي العدوى. الثالثة: نفي الطيرة. الرابعة: نفي الهامة. الخامسة: نفي الصفر. السادسة: أن الفأل ليس من ذلك بل مستحب. السابعة: تفسير الفأل. الثامنة: أن الواقع في القلوب من ذلك مع كراهته لا يضر بل يذهبه الله بالتوكل. التاسعة: ذكر ما يقوله من وجده. العاشرة: التصريح بأن الطيرة شرك.الحادية عشرة: تفسير الطيرة المذمومة. أستمع حفظ
الكلام عن العدوى .
حُدثنا بسنة مرت بأهل نجد يسمونها أهل نجد اسما جيدا يسمونها سنة الرحمة صار فيه وباء الله أعلم أنه هو الكوليرا حدثونا إن بعض اليبوت يدخل عليها الوباء هذا ويموتون إلا واحدا ويخصونهم آل فلان دخل بيتهم وكانوا احدى عشر نفراً مات منهم عشرة وبقي واحد ، طيب هذا مع أنه متعرض للبلاء مع ذلك نجا وحتى العدوى من أمراض سريعة الانتشار لا تكون إلا بإذن الله فأنت اعتمد على الله عز وجل وتوكل عليه وقد رُوي أن الرسول عليه الصلاة والسلام جاءه رجل مجذوم فأخذ بيده النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ( كل ) من الطعام الذي كان يأكل منه الرسول عليه الصلاة والسلام ( كل بسم الله ) لماذا ؟ لقوة توكل الرسول عليه الصلاة والسلام فهذا التوكل القوي مقاوم لهذا السبب المعدي الله أكبر .
ليس تأثيرا ذاتيا لها بحيث لا يتخلف عنها بل إنما هو من الله عز وجل فنفيها إذن نفي لتأثيرها بنفسها .
طيب وهل العدوى ثابتة وجودها يا مصطفى ثابت ؟ ثابت
الطالب : نعم وجودها ثابت .
الشيخ : ويش الدليل ؟
الطالب : هي واقعة أنها تؤثر .
الشيخ : أنها تؤثر تأثيرا ذاتيا بنفسها وكم من إنسان باشر المرضى ولم يصبه عدوى وكم من إنسان بعيد عنه فأصابته وكم من أرض ليس فيها شيء من هذا المرض إطلاقاً نعم فيحدث فيها ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فمن أعدى الأول ؟ ) لما سأله الأعرابي عن الإبل تكون سليمة ما فيها جرب ثم يوجد جرب كثير في لواحدة منها فيعدي الباقي فقال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( فمن أعدى الأول ؟ ) طيب .
كيف الجمع بين حديث "فرمن المجذوم "وحديث "لاعدوى "؟
الشيخ : الجمع بينهما أن المجذوم غير الطاعون الطاعون وباء عام المجذوم هذا وباء خاص في شخص فأنت لا تحرص على مخالطته، ابتعد عنه طيب هذا الجمع الذي أشرنا إليه هو أحسن ما قيل في الجمع بين الأحاديث وبعضهم ادعى النسخ فمنهم من قال : إن الناسخ ( لا عدوى ) والمنسوخ مثل ( فر من المجذوم ) ( ولا يورد ممرض على مصح ) وبعضهم عكس والصحيح أنه لا نسخ ، لأن من شروط النسخ إيش ؟ تعذر الجمع وإذا أمكن الجمع وجب لأن في الجمع إعمال الدليلين وفي النسخ إبطال أحدهما وإعمالهما أولى من إبطال أحدهما لأنا اعتبرناهما وجعلناهما حُجة .
السائل : بعدين الواقع ... .
الشيخ : الواقع يشهد بأنه ليس بمنسوخ .
تتمة الكلام عن مسائل العدوى ومسائل أخرى
الشيخ : الجواب ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام أنها لا تؤثر بنفسها
السائل : ...
الشيخ : هذا إشارة إلى هذا الشيء لأن قوله : ( من أعدى الأول ؟ ) حجة قاطعة مثل قول إبراهيم عليه الصلاة والسلام : (( فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب )) قد يكون الأعرابي لو أنه شُرح له ما تؤثر بنفسها أو ما أشبه ذلك قد لا يعني يُدركه تماما وفي أول وهلة ولكن إذا جيء بالأمر القاطع الذي لا يمكن المنازعة فهو مركب على غيره .
السائل : طيب اللي أعدى الأول العدوى .
الشيخ : لا الذي أوجد المرض في الأول هو الله ولهذا دائماً يجي المرض بدون أي سبب من الله فقط مثل الطاعون أحياناً يكون سببه الإعداء وأحيانا ينزله الله عز وجل من السماء نعم .
السائل : الطاعون النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأنه ( وخز أعدائكم من الجن ) ... ليس بمرض وقال في الحديث الآخر ( الفار من الطاعون كالفار من الزحف ) ليس بمرض لو كان مرض يعني لو خرج واحد لا بأس يخرج واحد من بلد.
الشيخ : لا الرسول قال : ( لا تخرجوا فرارا منه ) ويجوز الخروج من البلد بغير الفرار ؟ يجوز كما قال الرسول.
السائل : لو كان مرضاً يعني ... .
الشيخ : لو كان مرضاً فرارا منه .
السائل : ...
الشيخ : لا لا لأنه إذا خرج فرارا منه معناه أنه نقص في التوكل على الله عز وجل فما دام لك غرض في البقاء في هذا البلد لا تخرج مثل الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فأراد الله أن يبين لهم أنه لا فرار منه قال لهم موتوا ، وأما كونه أنه وخز أعدائنا من الجن فإن هذا لا يمنع أن يكون مرضاً فإن المرض قد يكون سببه اعتداء بعض الناس لو اعتدى عليك إنسي في جسمك مثلا فقد ... محل هذا العداون محل الضربة محل الشجة نعم يتأثر هذا إذا صح الحديث أيضاً يحتاج إلى تصحيحه فإذا صح الحديث فإن الجواب عنه هكذا
السائل : ...
الشيخ : ( إنه وخز أعدائكم من الجن الطاعون ) .
السائل : إذا قلنا نقص في التوكل إذن ( لا يورد مصح على مريض ) فيه أيضاً نقص ..
الشيخ : لا، بينهما فرق لأن لا يورد ممرض مثل قوله : ( فلا تدخلوها ) .
السائل : ... يخرج عنها ولا يبقى .
الشيخ : هذ ينبني عاد يجوز الخروج عنها لأن ليسي هذا من الوباء العام مثلما أجبنا به الأخ عيسى، فالوباء العام لا تخرج منه فرارا وأما الوباء الشخصي فهذا الرسول قال : ( فِر من المجذوم فرارك من الأسد ) فأنت تُبعد عنه على أنه يحتمل أن معنى فر من المجذوم يعني لا تجالسه فلا يشمل من كان جالساً معه فيقوم عنه يحتمل هذا وإن كان الظاهر العموم فِر منه لا تأتي إليه وإذا أتى إليك فاحرص أن تبتعد .
السائل : الفرار يا شيخ ، قوله ( فر منه ) ما يحتمل أنه مثل لا يورد ..
الشيخ : هذا إذا قلنا فر منه يعني لا تُجالسه لكن الحديث ظاهره العموم فِر منه لا تجالسه وإذا جلس إليك فقم عنه على أن هذا الأمر أيضاً يختلف باختلاف الناس ففي الناس من هو قوي التوكل يكون عنده هذا السبب المؤثِر ليس بشيء فقوة توكله بمنزلة الدرِع الذي يلبسه المقاتل لا تؤثر فيه السهام وهذا أمر حتى عند الناس الآن بالنسبة للعين تعرفون العين يقولون إنها لا تصيب إلا الذي يخاف منها أما الإنسان الذي ما يهتم بها وربما يتحدى العائن تحدياً فإنها لا تصيبه وذلك لقوة ما في نفسه من الدفع وقد ذكروا أن خالد بن الوليد رضي الله عنه أكل السم فلم يتأثر به فالمهم أن القوة التي تتعلق بالقلب أو التي تتعلق بالبدن قد يجعل الله فيها مانع حتى الأمراض الطبيعية العادية قد يدخل هذا المكروب في بدن إنسان فيتأثر به يكون قابلاً له وقد يدخل في بدن آخر فيهلك ويموت هذا المكروب اللي كان بالأول بالنسبة للشخص الثاني أهلكَه وهذا شيء مشاهد فالأمور القوة المادية والمعنوية قد تدفع ضرر العدوى وهذا المرض عندك الآن الأطباء يعالجون أمراضاً معدية لا شك في هذا لكن لقوة نفوسهم بحيث يشعر الواحد منهم أن يريد قتل هذا المرض قد يعصم منه ولا ينال به لأنه عنده من القوة النفسية ما يدفع هجوم هذا المرض وإذا تأمل الإنسان هذه الأمور وهذه الأسباب الحسية والنفسية والمعنوية يتبين بذلك حكمة الله عز وجل وأن من الأسباب ما يُؤثر إذا كان المحل قابلاً ومنه ما لا يؤثر إذا كان غير قابل حتى القلم المداد الآن تكتب على ورق فينطبع لكن تكتب على شيء فيه دهن أو أملس جدا ما يمكن فالأشياء لا بد لها من محل قابل ولو كانت مؤثرة في محل آخر .
السائل : شيخ ما يحتمل أن قول النبي عليه الصلاة والسلام : ( فلا تخرجوا منه ) ... بالطاعون ..
الشيخ : لفظ الحديث في البخاري ( فلا تخرجوا منها فراراً منه ) بهذا اللفظ ولا بعض المتأخرين قال هذا من باب الحماية والحجر الصحي لئلا يعدي البلاد الأخرى لكن الرسول غلب جانب التوكل والاعتماد على الله عز وجل قال : ( فراراً منه ) فلو خرج الإنسان مثلا لحاجة أو كان أتى لهذا البلد لحاجة وانتهت حاجته ويريد أن يرجع إلى بلده ولو كان قد وقع فيها الطاعون فلا يدخل في النهي .
السائل : الجمع ، الجمع بين الأدلة ذكره ابن حزم رحمه الله قال بأن ( لا عدوى ) هذا يعني يعتمد أنه لا عدوى ، والأدلة الأخرى تحمل على يعني حتى لا يقع يعني لا قدر الله عز وجل وقع مرض حتى لا يقع في نفس يعني .
الشيخ : الإنسان أنه من العدوى.
السائل : الإنسان الآخر الذي جاءه المرض، أنه أعداه هذا فيجتنب هذا الأمر .
الشيخ : قال هذا لكن ما هو صحيح .
السائل : وحديث ( فروا من المجذوم ) قال هذا من باب قوله تعالى : (( افعلوا ما شئتم )) .
الشيخ : لا غلط هذا ، هذا غلط أما الأول فوجه غلطه الواقع ، وجه غلطه الواقع.
السائل : حديث الأعرابي الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الأبل ، من الذي أعدى الأول .
الشيخ : نعم الرسول عليه الصلاة والسلام بين أن العدوى منتقلة بأن الله جعل هذا المرض سببا للانتقال نفس هذا المرض ينتقل لكن من الذي جعله ينتقل؟ هو الله عز وجل كما جعل المرض ينزل بدون أن يكون هناك شيء يعدي ، المسألة كلام ابن حزم على ظاهره رحمه الله كما تعرفون ظاهريا لكن الصواب ما قاله ابن القيم في هذه المسألة وهو ما أشرنا إليه وهو المعتمد لأن الشرع ما يمكن يخالف الواقع ولو أنك قلت إن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول : إنه ما يمكن فيه مرض يعدي لو قلته الآن لكان في ذلك ضجة عظيمة ضد الإسلام، لأن الآن الأطباء يشوفون بأعينهم العدوى فلا يمكن لكن إذا قلت هذه العدوى الذي نقلها من هذا المريض إلى هذا السليم والذي أوجَد هذا المرض أولا هو الله زال الإشكال ونقول كل شيء بقضاء الله وقدره نعم طيب هذه ( لا عدوى ) وأظن إن شاء الله الأمر فيها واضح والجمع بين الأدلة واضح جداً وقلنا أيضا إن الأسباب المادية والمعنوية أو النفسية إنما تكون أسباب مؤثرة بإذن الله عز وجل وبوجود محل قابل فإذا لم يكن هناك محل قابل فإنها لا تؤثر وقد علمنا سابقا إن جميع الأمور الكونية والشرعية لا بد فيها من وجود الشروط وانتفاء الموانع حتى الأسباب الشرعية أسباب الإرث إذا وجد مانع أثرت ولا لا ؟ ما تؤثر إي نعم فهذا من الحكمة أن الكون والشرع سبحان الله العظيم ما يتنافران كلاهما على نظام واحد ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ولا تجد في شرعه من تناقض إي نعم .
السائل : الأخ ... نقل كلام ابن حجر وليس ابن حزم.
الشيخ : لا أظنه ابن حزم .
السائل : لا هو ابن حجر يا شيخ.
الشيخ : يمكن ناقله عن ابن حزم .
السائل : أنا قرأت ابن حزم باب قوله تعالى.
الشيخ : لا اعملوا ما شئتم ما أدري عنها لكن كلامه الأول هو من كلام ابن حزم، الكلام الأول هو من كلام ابن حزم لكن يمكن ابن حجر نقله عنه، إنما على كل حال سواء ابن حجر أو ابن حزم أو أي إنسان هذا القول ما هو بصحيح ولا ينبغي .
السائل : إذا قلنا المحل القابلة الحين البهائم تصيبها العين ... وهي ما تدري .
الشيخ : إي لأن ما عندها قوة مانعة لأن المحل القابل مو معناه أن يكون هناك خوف مثل ما قلت، بل العين تصيب الأحجار وتكسرها وتهدم المباني وتوقف سيارات نعم حُكي لنا أن جماعة يشتغلون هنا في الوادي فمرت بهم سيارة بعد الظهر ونحن نقول هذه لأنها طريفة ...تنشطكم شوية كأنكم، يقول مرت بعد الظهر قال بعضهم لبعض ليت هذه ما مرت إلا عقب ما انتهينا حتى نركب بها إلى ... فيهم واحد والعياذ بالله عائن قال لا لا تهمكم ما هي برايحة إي نعم المهم يعني مشت حوالي ثلاثة أذرع أو أربعة أذرع وقفت، السواق نزل ناظر فكر وقدر وكل شيء سواه عيي تمشي عيي تقوم أصلا هم ... إلى شغلهم وأذن العصر وصلوا وتهجروا الناس بالأول مو يتهجرون يأكلون تمر بعد العصر ... راحة طمأنينة ، طلعوا من المشغل وقالوا جاؤوا لراعي السيارة قالوا له عسى ما شر، ... يا ابن الحلال قال والله ما أدري عنها وقفت وكل شيء ناظرت وما في شيء قالوا : إنسان يدفها ... توصلنا إلى عنيزة قال ... قالوا اركب ... يدفها معك نعم فعلا دفوا معه وهو حاول ومنين شغلها اشتغلت وركبوا ونزلوا سبحان الله العظيم عجائب إي معروف لكن ما ودنا أذكره .
السائل : ... .
الشيخ : نعم .
السائل : الدخول على بلد فيها الطاعون لماذا لا لا يكون من التوكل ؟
الشيخ : لا هذا من توقي الأسباب، من توقي الأسباب كما أنك تجتنب النار وتجتنب محل الهدم وما أشبه ذلك فإن هذا من باب توقي الأسباب، هذا مما يدل على أن له تأثيرا.
السائل : الفرق بينه وبين الخروج ؟
الشيخ : فرق بينها لأن الخروج نزل به الأمر ونحن مر علينا فيما سبق قاعدة فقهية تتنزل على هذا ، مرت علينا يمكن قبل البارحة أو البارحة البارحة " الدفع أهون من الرفع " فمدافعة الشيء قبل نزوله أهون من رفعه بعد نزوله .
طيب ( ولا طيرة ) تقدم لنا أن الرسول قوله : ( لا طيرة ) هذا نفي لكنه هل هو نفي على بابه أو هو نفي بمعنى النهي لأن النفي قد يأتي بمعنى النهي اختلفوا في ذلك كما اختلفوا في قوله تعالى : (( ذلك الكتاب لا ريب فيه )) هذا مبتدأ الدرس الليلة؟
الطالب : لا أخذناه
الشيخ : لا يا شيخ طيب هذا ما يخالف نمر عليه ، هذا كاختلافهم في قوله تعالى : (( ذلك الكتاب لا ريب فيه )) هل هو نفي أو نفي بمعنى النهي والصواب أنه نفي لوجهين :
الوجه الأول : أنه ظاهر اللفظ أن هذا هو ظاهر اللفظ ولا ينبغي أن نعدل عن ظاهر اللفظ إلا بدليل
وثانيا : أن النفي أبلغ من النهي لأن النفي يقتضي انتفاء الوجود والنهي يقتضي المنع وفرق بين الأمرين فرق بين شيء يقتضي الانتفاء رأسا وبين شيء يقتضي النهي عن الفعل فإذا قلنا إنه نفي بمعنى النهي صار المعنى النهي عن الفعل وهو التطير وإذا قلنا إنه نفي على بابه فهو ينفي التطير طيب هذا النفي هل هو نفي لوجوده أو نفي لتأثيره ؟ ها نفي لتأثيره أما الوجود فقد وجد من يتطير لكنه نفي لتأثيره فالطيرة لا تؤثر في الحقيقة الطيور إذا راحت يمينا أو شمالا أو أماما أو خلفا هل لها أثر في الوجود أو في الإعدام في الإيجاد أو في الإعدام؟ لا فلا طيرة ( ولا هامة ) ذكرنا أن الهامة فسروها بتفسيرين : أحدهما أنها داء في البطن فيكون عطفها على قوله : ( لا عدوى ) من باب عطف الخاص على العام والقول الثاني : أن الهامة طائر يقال إنها البومة أو تشبهها وأنها تنعق إذا نعقت على دار أحدهم قال: سأهلك أو يهلك أحد من عائلته وما أشبه، فهذا لا تأثير له وقيل إن الهامة دودة تُخلق على دعواهم ما هي حقاً دودة يزعمون أنها تخلق من روح المقتول وأنها تطير وتصيح حتى يقاد من القاتل نعم حتى يقاد من القاتل وكل هذا من الأمور الجاهلية لا حقيقة لها نعم أما إذا كانت الهامة مرضاً في البطن ينتقل إلى الصحيح فقولنا فيها كقولنا في لا عدوى أما إذا كانت هذا الطير أو إذا كانت دودة تخرج من قبر المقتول وتخلق من روحه وتدعو أهله إلى الأخذ بالثأر فهذا وهم لا حقيقة له إطلاقا يقول في قول الشاعر :
" يا عمرو إلا تدع " ويش يقول ؟ " شتمي نعم ومنقصتي *** أضربك حتى تقول الهامة اسقوني " الشاهد هذا " حتى تقول الهامة اسقوني " معناه أضربك حتى تموت
وقوله : ( ولا صفر ) أيضاً اختلفوا في تفسيره على ثلاثة أقوال : القول الأول: إنه لا صفر أنه نهي عن النسيئة وكانوا في الجاهلية ينسؤون محرم من الأشهر الحرم فإذا اجتمعوا فيه للقتال استباحوه وأخروا ... إلى شهر صفر، فهذا النسيء الذي ذكره الله عز وجل فيحلون ما حرم الله هذا قول وهذا القول ضعيف ويضعفه أن الحديث في سياق التطير وليس في سياق ... وقيل إن صفر داء يخرج أيضاً في البطن فيمرض منه وينتقل وقيل إن صفر هو صفر الشهر وأنه كانوا يتشاءمون به في الجاهلية من هذا الشهر ومعلوم أن الأزمان لا دخل لها في التأثير وفي تقدير الله عز وجل طيب إذن هذا القول هو أقرب شيء أن صفر يعني الشهر يعني لا شؤم فيه وهو كغيره من الأزمان يقدر فيه الخير ويقدر فيه الشر ، أنا أسمع أن بعض الناس يؤرخ فيقول : انتهى في يوم خمسة وعشرين صفر الخير فما رأيكم في هذا ؟ هذا غلط هذا من باب مداواة البدعة ببدعة والجهل بالجهل فهو ليس شهر خير ولا شهر شر ، هو كغيره من الشهور ولهذا أنكر السلف على من إذا سمع البومة تنعق يقول : خير خير إن شاء الله أنكروا عليه وقال : لا تقول خير ولا شر هي تنعق مثلما تنعق بقية الطيور .
السائل : شيخ قولهم في شهر رمضان شهر الخير والبركة كأنه شهر يعني .
الشيخ : لا هذا لا بأس الخير مرادهم بالخير العبادة ، ولا شك أنه شهر خير .
السائل : يقولون مثلاً رجب المعظم ... رجب المعظم .
الشيخ : إي بناء على أنه من الأشهر الحرم
طيب إذن هذه الأربعة التي نفاها الرسول عليه الصلاة والسلام تبين لنا أن كلها مبنية على وجوب التوكل على الله عز وجل وصدق العزيمة وألا يهم الإنسان أمام هذه الأمور لأن الإنسان في هذه الأمور إذا ألقى باله لها فلا يخلو من حالين إما أن يستجيب لها وحينئذٍ يكون علق أفعاله بما لا أصل له يستجيب لها يعني فيقدم أو يحجم أو ما أشبه ذلك فيكون علق أفعاله على ما لا حقيقة له وإما ألا يستجيب لهذا الأمر لكن يبقى في نفسه حزازة وهم وغم يعني يكون عنده نوع من التوكل ويُقدم ولا يبالي لكِن يكون في نفسه شيء فنقول له أيضا هذا وإن كان أهون من الأول لكنه يجب أيضا ألا يستجيب لداعي هذه الأمور التي نفاها الرسول عليه الصلاة والسلام وأن يكون معتمدا على الله عز وجل بعض الناس مثلا قد يفتش المصحف لطلب الفأل يقول بشوف أول ما أشوف ، ثم إذا شاف فيه ذكر النار قال والله هذا فأل ما هو بزين وإن شاف فيه ذكر الجنة قال هذا فأل زين هذا أيضاً غلط هذا مثل الجاهلية مثل الذي يستقسم بالأزلام فالحاصل أنا نقول لا تجعل على بالك مثل هذه الأمور إطلاقاً الأسباب المعلومة الظاهرة توقى أسباب الشر توقها وأما الأسباب الموهومة التي لم يجعلها الشرع سببا بل نفاها فلا يجوز لك أن تتعلق بها ، احمد الله على العافية وقل ربنا عليك توكلنا وسيأتي إن شاء الله دواء الطيرة أيضا .
السائل : طيب يا شيخ المصحف ... هذا تفاؤل ما هو تشاؤم إذا كان تشاؤم ما ألقى لها بال..
الشيخ : أبداً ولا يتفاءل لأن هذا من البدع فعله بعض أهل العلم لكنه بدعة الصحيح، الصحيح أنه من البدع وكون الإنسان يعتمد على هذه الأمور أيضاً على التفاؤل والتطير دائما هذا يؤثر على مجرى حياتِه يبدأ إذا لم يصادفه ما يتفاءل به استحسر وقال والله اليوم ما شفنا شيئا نتفاءل به نعم.
السائل : وقول الرسول : ( يعجبني الفأل ) .
الشيخ : ما يخالف يعجبني الفأل لكن ما كان الرسول يتفاءل بكل شيء يعجبني الفأل إذا سمع الإنسان شيئا يسرُه أو ما أشبه ذلك لا شك أن الإنسان يُسر به مثلما قدم سهيل في قصحة الحديبية قال : ( سهل من أمركم ) وما أشبهها أما أن يكون الإنسان يجعل هذه الأمور على باله ويتقصدها هو تقصداً فهذا لا من البدع نعم .
السائل : ... .
الشيخ : لا هذا أيضاً غلط هذا غلط لأن الجاهلية أيضا يتشاءمون به في النكاح وغيره لكن يوم الأربعاء خاصة يتشاءمون به في النكاح
السائل : ...
الشيخ : لا لا ما ينبغي الرسول ما هدانا لهذا ولا فعله بنفسه ولا فعله ... ولهذا نقول لا هو بخير ولا شر، ليس بخير ولا بشر نعم لو فرض أن هذه العقيدة شاعت في الناس وصاروا يتشاءمون فأراد أحد أن يبين لهم أنه لا حقيقة لهذا الأمر وتزوج في صفر من باب بيان أو من باب تحقيق خبر الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله : ( ولا صفر ) لكان هذا له وجه ، هذا له وجه ، فتكون هذه المسألة في قضية خاصة لا في العموم .
رجع الشيخ فشرح قوله:زاد مسلم : ( ولا نوء ، ولا غول ) .
الطالب : ...
الشيخ : إنما النوء لا أثر النوء وقت تقدير نقول طلع هذا النجم مثل ما نقول طلعت الشمس فليس له إلا طلوع وغروب وهو مما يدل على دخول الفصول فقط أما أن يكون له تأثير في نزول المطر أو في الجفاف هذا لا أثر له وقد ذهب هذا النوء الجاهلي وجاءنا نوء قرن العشرين وهو الضغط الجوي والمنخفض الجوي في الأيام الماضية كان أمطار قالوا هذا منخفض جاءنا فيه واحد من السودان هذا منخفض جوي جاءنا من السودان إي وفيه واحد ثاني جاءنا من السودان ويش اللي جاب السودان هنا سبحان الله هذا وإن كان قد يكون حقيقيا من ناحية السبب الطبيعي لكن لا ينبغي أن يُفتح للناس هذا الأمر هم خلهم يأخذون يعقبون لكن على فرض أن هذا أمر يبعثه الله من الجهة هذه لماذا لا نقول مطرنا بفضل الله وهذا من رحمة الله وهذا من نعمة الله أنا أعتقد أن العامة بعد سنوات يبدؤون كل يوم يشوفون السودان يتوجهون إلى السودان متى يجينا المنخفض الجوي متى يجي هذا غلط الحقيقة لكن هؤلاء جهال اللي يتكلمون بهذا جهال جداً ولا يدرون لا عن الأمور الشرعية ولا عما سيحدث في الناس بمثل هذا الكلام والواجب علينا أن نقول مطرنا بفضل الله وهذا هو والله الذي بعثه (( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ )) (( اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً )) راحت الأنواء ... المنخفضات الجوية ... التي تصرف الإنسان عن تعلقه ... الله أكبر
( ولا غول ) الغول جمع غولة أو غولة ونحن بلغتنا العامية نسميها الهولة لأنها تهول الإنسان وبعض الناس يقولون : أبو سلعانة نعم هذه العرب كانوا إذا سافروا أو ذهبوا يمينا وشمالا تغولت لهم الشياطين يعني تلونت بألوان مفزعة مخيفة فتدخل في قلوبهم الروع والخوف فتجدهم يكتئبون ويستحسرون عن الذهاب إلى هذا الوجه الذي أرادوه وهذا لا شك أنه يضعف التوكل ولكن الرسول نفاه عن الأمة ولم ينف الوجود قد يوجد لكنه نفى أن يؤثر كأنه يقول عليه الصلاة والسلام لا تؤثر عليكم هذه الغول إن وجدت وذلك لأن الشيطان حريص على إدخال الحزن والخوف والقلق على الإنسان بقدر ما يستطيع قال الله تعالى : (( إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ )) فهذه الغول نفاها الرسول عليه الصلاة والسلام والمراد النهي عن اعتبارها أو أن المراد تأثيرها وأنها لا تهمكم ولو أنها أوحشتكم أو خوفتكم أو سمعتم منها أقوالاً فلا تلتفوا إليها ولذلك أكثر ما يبتلى الإنسان في هذه الأمور إذا كان قلبُه معلقاً بها أما إذا كان متوكلا على الله عز وجل معتمداً عليه غير مبال بها فإنها لا تضره ولا تمنعه عن وجهة نظره أو وجهة قصده .
.شرح قول المصنف : لهما عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل ، قالوا : وما الفأل ؟ قال : الكلمة الطيبة ) . ولأبي داود ، بسند صحيح عن عقبة بن عامر قال : ( ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أحسنها الفأل ، ولا ترد مسلماً ،
الطالب : البخاري ومسلم
الشيخ : البخاري ومسلم عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا عدوى ولا طيرة ) تقدم الكلام عليه ( لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل ) يعجبني يسرني الفأل وبينه ( قالوا : وما الفأل ؟ قال : الكلمة الطيبة ) بينها فالكلمة الطيبة يسمعها تسرُّه عليه الصلاة والسلام ، لأن الكلمة الطيبة على وصفها طيبة فهي تُعجبه لماذا ؟ لما فيها من إدخال السرور على الإنسان والانبساط والمضي قُدما فيما يريد الاتجاه إليه وليس هذا من الطيرة بل هذا مما يشجع الإنسان لأنها لا تؤثر عليه بل تزيده إيش ؟ طمأنينة وتزيده إقداما ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يعجبه الفأل حتى ظاهر الحديث ( الكلمة الطيبة ) في كل شيء فإن الكلمة الطيبة في الحقيقة تفتح الطيب وتكون سببا لخيرات كثيرة حتى إنها تُدخل المرء في جملة ذوي الخلاق الحسنة أن يلقى أخاه بوجه طلق أو أن يسمع أخوه منه كلمة طيبة ، في هذا الحديث جمع النبي عليه الصلاة والسلام بين محذورين ومرغوب ما هما المحذوران ؟ العدوى والطيرة ومرغوب وهو الفأل وهذا من حسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام لأن كل شيء يُذكر مرهوباً ينبغي أن يُذكر حوله أو عنده ما يكون مرغوباً ولهذا كان القرآن مثاني إذا ذكر الله أوصاف المؤمنين ذكر أوصاف الكافرين أو بالعكس إذا ذكر الجنة ذكر النار إذا ذكر العقوبة ذكر المثوبة وهكذا نعم .
السائل : الفأل هل المقصود ... .
الشيخ : إي نعم هذا هو .
السائل : ما هو مثل التشاؤم بطريقة معاكسة .
الشيخ : إي لأن هذه مثلما سمعت هذه تزيد الإنسان طمأنينة فيما كان معتمدا عليه من قبل معتمدا فعله من قبل ، لكن الطيرة يتشاءم ويرى أنه سيُصاب مثلا أو سيخيب أما هذا فإنها تدخل السرور وقد قلنا قبل قليل إن إدخال السرور على المؤمنين هذا مما جاء به الإسلام ومما يدعو إليه الإسلام انشراح الصدر وانطلاق الإنسان في أموره ومهامه التي تنفعُه طبعا هذا لا شك أنه مما يرغب للإنسان أحسن من كون الإنسان يستحسر وفيه شيء يجعله على باله ولا ... شيء أبدا .
السائل : يستلزم من هذا يا شيخ أن نقول إن الباب هذا يعني ... أو ... في الطيرة ما هو من باب الشرك ولكن من باب التنشيط أو ..
الشيخ : لا لا من باب التوكل ، التطير يضعف التوكل، لأن الإنسان المتطير لو اعتمد على الله حق الاعتماد ما ذهب إلى هذا التطير ولا أثر فيه كون هذا الطير يروح يمين أو شمال ويقول إن في اتجاهي إلى هذا الاتجاه معناه أني أنا فاشل في هذه الوجهة
السائل : طيب مثل التفاؤل
الشيخ : لا يا أخي ما هو مثله هذا الرجل قاصد من الأصل قاصد ورائٍ في ذلك خيرا ولكن هذا يزيده إقداما.
السائل : ويش العلاقة بينهم ؟
الشيخ : الفرق تقول ويش الفرق ولا ويش العلاقة ؟ العلاقة ما بينها علاقة .
السائل : لا ويش العلاقة بين أن أشوف يسرني وبين الإقدام؟
الشيخ : العلاقة أني إذا شفت شيئا يسرني فأنا أتفاءل بأن هذا خير مثل ما تفاءل الرسول عليه الصلاة والسلام لما جاء سهيل قال : ( قد سهل من أمركم ) هذا شيء طبيعة حتى الإنسان إذا بدأ في شغل من الأشغال وشاف أنه من الأصل متيسر وماشٍ الشغل على ما ينبغي، يتفاءل ولا لا ؟ يتفاءل وينشط لكن بالعكس لو يعاكس هذا الشغل من أول مرة تجده يتشاءَم لكنه لا ينبغي له أن يُحجم إذا كان يرى أن فيه خيرا بل يعتمد على الله ولا يضره أن يفشل في أول مرة هذا شيء تدعو إليه النفوس يأتي الإنسان هكذا .
السائل : لو أن الإنسان ... هل فيه شيء.
الشيخ : ما فيه شيء أبداً، هذا مثل رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري هذا مضمونه ما دام انشرح صدر الإنسان لما يصيبه من خير أو من شر هذه نعمة كبيرة يبقى دائما مسرورا كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ) فالمؤمن في الحقيقة دائما مسرور حتى لو أصيب لأنه يرى أن هذه المصيبة فيها من الخير الكثير إما تكفير سيئات أو تكفير ورفعة درجات فيسر بهذا ، قال : الحمد لله هذا أمر مقدر علي وأجره الذي يصيبني أحب إلي مما فاتني
قال : " ولأبي داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر قال : ( ذُكرت الطيرة ) " عندكم أظن في الشرح تنبيه على هذا ويش يقول ؟
القارئ : " الصواب عن عروة بن عامر كذا أخرجه أحمد وأبو داود وغيرهما " .
الشيخ : إذن اللي ما معه الشرح يعلقه عليه .
الطالب : إسناده ضعيف .
الشيخ : إسناده ضعيف لماذا ؟
القارئ : يقول : عروة بن عامر مختلف في صحبته.
الشيخ : طيب وبعدين انتهى ؟
القارئ : انتهى
الشيخ : هذا كلام ابن حجر .
الطالب : وعزا المصنف الحديث إلى أحمد صفحة كذا في ... .
الطالب : في التيسيير
الشيخ : آه هذا التيسير اللي عندنا لأبي داود فقط
الطالب : بس أبو داوود
الشيخ : في مسألة الاختلاف في كون عروة صحابي هذا ما يضر إذا قال المؤلف إن إسناده صحيح لأنه معناه أنه أثبت أن عروة صحابي لكن المشكل الحديث أنه مدلس ومعنعن في هذا الحديث ثم إن ابن حجر يقول الظاهر أنه لم يلقه هذه علة ما ذكر الشارح شيئاً لماذا صححه المؤلف؟ ما تكلم طيب قال : ( ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أحسنها الفأل ، ولا ترد مسلماً ) فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل : اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك ) مشى هذا الحديث بناء على أنه صحيح نعم قال : ( ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ) وهذا الذكر إما أنه ذُكر شأنها أو ذُكر أن الناس يفعلونها ما نعلم المهم أنه لما ذكرت قال عليه الصلاة والسلام : ( أحسنُها الفأل ) وقد سبق أن الفأل ليس من الطيرة لكنه شبيه بالطيرة من حيث الإقدام فإنه يزيد الإنسان نشاطا وإقداما فيما توجه إليه فهو يشبه الطيرة من هذا الوجه وإلا فبينهما فرق لأن الطيرة توجب تعلق الإنسان بالمتطير به وضعف توكله ورجوعه عما هم به من أجل ما رأى لكن الفأل يزيده ثباتا ونشاطا وإقداما فالشبه الذي بينهما التأثير في كل منهما وقوله عليه الصلاة والسلام : ( ولا ترد مسلما ) .