تتمة شرح قول المصنف :وقوله (..... والاستسقاء بالنجوم والنياحة )
ثالثا : وقال : الاستسقاء بالنجوم
الطالب : النياحة
الشيخ : ما هي بعندي النياحة .
النياحة على الميت النياحة قالوا : إنها رفع الصوت بالبكاء قصداً والندب تعداد محاسن الميت وحقيقةً أن النياحة رفع الصوت بالبكاء قصداً لكن ينبغي أن يضاف إليه على سبيل النوح كنوح الحمام تعرفون نوح الحمام ؟ هذا هو النياحة على الميت النياحة على الميت من أمر الجاهلية ولا بد أن تكون في هذه الأمة وإنما كان من أمر الجاهلية لجهل الإنسان إما من الجهل الذي هو ضد العلم أو من الجهالة التي هي السفه وهي ضد الحكمة نعم لماذا ؟ لأن النائح على الميت لا تزيدُه نياحته إلا شدةً وحزناً وعذاباً
وثانيا : لأن النياحة تُنبئ على تسخط من قضاء الله وقدره فهي اعتراض على قضاء الله وقدره
وثالثا : لأن النياحة تهيج أحزان غيره ولهذا ذُكر عن ابن عقيل رحمه الله من علمائنا من علماء الحنابلة أنه خرج في جنازة ابنه عقيل وكان أكبر أولاده وطالب علم فلما كانوا في المقبرة صرخ رجل فقال : (( يا أيها العزيز إن له أباً شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إن نراك من المحسنين )) فقال له ابن عقيل رحمه الله وهو مصاب قال له : " يا هذا إن القرآن إنما نزل لتسكين الأحزان وليس لتهييج الأحزان " وهذا يهيج الإنسان على البكاء فالنائح النائحة أو النياحة على الميت تهيج الأحزان من الغير حتى إن الذي يسمع النائحة هو نفسه ينفعل ويتأثر فلما كان شرها يتعدى إلى غيرها صار هذا أيضاً من الجهل الأمر
الرابع أنه مع هذه المفاسد هل يرد القضاء هل يرفع ما نزل ؟ لا إذن فهو من الجهل هو من الجهل فلذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إنه من أمر الجاهلية ) وقوله هنا : ( النياحة على الميت ) يشمل ما إذا كان من رجل أم امرأة وهو كذلك .
.شرح قول المصنف : وقال : ( النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ، ودرع من جرب ) رواه مسلم .
وقوله : ( تقام يوم القيامة ) منين ؟ من قبرها تقام من قبرها وعليها سربال من قطران السربال مثل الدرع الثوب السابغ يُسمى سربالاً والقطران معروف هو هذا ويش يسمونه عندنا ؟ الزفت وبعضهم قال : إن القطران هو النحاس المذاب والعياذ بالله وعليها درع من جرب الجرب معروف مرض يكون في الجلد يؤرق الإنسان وربما يقتُل الحيوان درع من جرب يعني معناه كل جلدها يكون جرباً بمنزلة الدرع إذا اجتمع والعياذ بالله قطران وجرب نسأل الله العافية زاد البلاء ولا لا ؟ زاد البلاء لأنه يكون الجرب لو يمسه أدنى شيء تأثر به فكيف وفيه قطران تشتعل فيه النار والعياذ بالله هذا يزداد به البلاء والألم والحكمة من ذلك أنها لما لم تُغطي المصيبة بالصبر غُطيت بهذا الغطاء والعياذ بالله ، سربال من قطران ودرع من جرب فكانت العقوبة من جِنس العمل يُستفاد من هذا الحديث :
أولا : ثبوت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم كيف؟
الطالب : أخبر عن أمر غيبي
الشيخ : أخبر عن أمر من أمور الغيب فوقع
ثانيا : التنفير من هذه الأشياء الأربعة الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة على الميت
ثالثا : أن النياحة من كبائر الذنوب لوجود الوعيد وكل ذَنب عليه وعيد في الآخرة فهو من الكبائر
رابعا : أن كبائر الذنوب لا تُكَفر بالأعمال الصالحة لقوله : ( إذا لم تتُب ) والفائدة أيضا نسيت العدد
الطالب : الخامسة
الشيخ : خامساً : أن من شروط التوبة أن تكون قبل الموت لقوله : ( إذا لم تتب قبل موتها ) لقوله تعالى : (( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآن )) ما لهم توبة ولا الذين يموتون وهم كفار
الفائدة السادسة : ما ذكره محمد إسماعيل وهو أن الشرك الأصغر لا يُخرج من الملة وهو كذلك لكن اختلف أهل العلم هل هو داخل تحت المشيئة أو أنه لا يُغفر ، الشرك الأصغر هل هو كغيره من الذنوب داخل تحت المشيئة أو أنه لا يُغفر فمن أهل العلم من قال : إنه داخل تحت المشيئة إن شاء الله عذب عليه وإن شاء غفر ومنهم من قال : إنه ليس بداخل وأنه لا بد أن يعاقب عليه الإنسان وإلى هذا ذهب شيخ الإسلام بإطلاق الآية (( إن الله لا يغفر أن يُشرك به )) فقال : " والشرك لا يغفره الله ولو كان أصغر " وبهذا نعرف خطورة الشرك قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( لأَن أحلف بالله كاذباً أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقاً ) ليش ؟ لأن الحلف بغيره من الشرك والحلف به كاذباً من كبائر الذنوب يمين غموس على قول بعض أهل العلم أو ليست غموساً على القول الثاني المهم أن سيئة الشرك أعظم من سيئة الذنب ولو كان من الكبائر نعم
ومنها : ثبوت الجزاء والبعث وأن الجزاء من جنس العمل
قال : " ولهما عن زيد بن خالد " .
السائل : الراجح ... .
الشيخ : ظاهر في الآية العموم (( لا يغفر أن يشرك به )) .
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
السائل : طيب ... ما يعلم الوعيد هذا ... .
الشيخ : الجاهل بارك الله فيك كل جاهل فإنه لا ذنب عليه (( وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدتم قلوبكم )) وهذه قررناها كثيرا إن جميع الذنوب التي يفعلها الإنسان جهلاً فإنها لا يترتب عليها أثارها حتى اللي في العبادات ما تفسد العبادة به .
السائل : إذا لم تتب .
الشيخ : إذا لم تتب لأنها عالمة قال : " ولهما " .
السائل : بالنسبة للبلاد الإسلامية الآن الذين يعبدون القبور على جهل .
الشيخ : إي نعم
السائل : إيش حكمهم ؟
الشيخ : هؤلاء إذا لم يعلموا ولم يبلغهم أنهم على ضلال فأمرُهم إلى الله عز وجل وهم في أحكام الدنيا على ظاهر حاله .
السائل : نحكم عليهم بالكفر .
الشيخ : نعم نقول إن فعلهم هذا كفر .
السائل : لا هم يعني .
الشيخ : لا هم ما نحكم عليهم بالكفر مع الجهل لكن بشرط أن يكون جهلهم مطبقا بمعنى أنهم ما علموا عن شيء من هذا إطلاقاً أما إذا كانوا يسمعون ويقولون هذول وهابية مثلا ما نقبل كلامهم هذا مو بعذر .
السائل : أليس هذا من جهلهم
الشيخ : لا لا ما يخالف ... يجب أن يبحثوا .
السائل : مثلا الآن فيه عوام فيه مشايخ الصوفية يخبرون بأن الوهابية يكرهون الناس ما يحبون النبي .
الشيخ : نعم نعم ما يخالف طيب.
السائل : إيش حكم العوام ؟
الشيخ : حكم العوام أنهم ما دام سمعوا عن الوهابية مثلا الآن ما لأحد حقيقة عذر راديو وجرائد وغيرها والله على كل حال المهم أن من بلغته الدعوة دعوة الحق ولكنه تهاون وأصر نعم فلا شك أنه يحكم له بمقتضى تهاونه وأما الإنسان الجاهل الجهل المُطبق الذي ما يدري عن شيء أبدا عاش على أنه مسلم وهؤلاء المسلمون يعبدون القبور مثلاً فهذا يقال هذا مسلم وأمره إلى الله عز وجل .
السائل : الرجل الذي هو قرأ الآية في حضرة دفن ابن عقيل ذكرت أن ابن عقيل استنكر عليه المناسبة أن القرآن نزل للعمل به وليس للنياحة ولكن هو لم ينكر عليه التأويل يعني .
الشيخ : لا ما أنكر عليه هذا هو أنكر عليه هكذا هذا لأن الرجل أراد بهذا يعني أراد المعنى أنه يعني ... هذا الذي أراد تالي الآية .
2 - .شرح قول المصنف : وقال : ( النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ، ودرع من جرب ) رواه مسلم . أستمع حفظ
.شرح قول المصنف : ولهما عن زيد بن خالد رضي الله عنه قال : ( صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل ، فلما انصرف أقبل على الناس ، فقال : هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ......).
بل تقول اللهم اهدنا لتكون لكم جميعا لأنك تبي تصلي لهم .
الطالب : ...في الكتاب يا شيخ
الشيخ : والله عاد حتى ... يعلم ... يقرأ ها الكتاب وبس نعم طيب
ثانياً : وقيل إن اللام بمعنى الباء والأمر في هذا قريب يعني إن جعلت اللام للتعليل والمعنى صلى لأجل أن نتبعه فهو إمامُنا فصحيح وإن جعلت اللام بمعنى الباء فصحيح وقولُه : ( صلاة الصبح ) أي الفجر وقوله : ( بالحديبية ) فيها لغتان : الحديبيّة والحديبية والتخفيف أكثر وهي اسم بئر سُمي بها المكان أصلها بئر يسمى حديبية وقيل : إن أصلها شجرة حدباء تُسمى حديبية ولكن الأكثر أيضاً على أنها اسم بئر سُمي بها المكان هذا المكان قريب من مكة بعضُه من الحل وبعضه من الحرم ونزل به الرسول صلى الله عليه وسلم في عام ست من الهجرة قدم إلى مكة معتمراً ولكن صده المشركون عن بيت الله الذين ما كانوا أوليائه إن أولياؤه إلا المتقون لكنهم صدوا النبي عليه الصلاة والسلام والقضية مشهورة معروفة يقول : ( على إثر ) هذه الحديبية الآن ويش تسمى عند العامة ؟
الطالب : ...
الشيخ : إي نعم يُسمونها الشميسي معروفة في طريق جدة قال : ( على إثر سماء كانت من الليل ) على إثر عقِب الإثر العقِب والأثر ما يَنتج عن السير ففرق بين إثر الشيء وأَثَر الشيء الأثر مطاف الإنسان مثلا أو البعير أو ما أشبهه هذا يسمى ولهذا قيل الأثر يدل على المسير هذا أعرابي قيل له : أنت تعرف الله ؟ قال : نعم قال بم عرفت الله ؟ قال : " الأثر يدل على المسير والبعرة تدل على البعير " شوف أعرابي ما يعرف إلا بعيره ... قال : " البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج وبحار ذات أمواج ألا تدل على السميع البصير " ويش الجواب ؟ بلى تدل عليه وأعظم دلالة من يخلق هذه البروج في السماء ومن يخلُق هذه الفجاج في الأرض ومن يخلق هذه البحار العظيمة التي أمسكها الله بقدرته قال الله تعالى : (( والبحر المسجور )) قال بعض المفسرين : " المسجور يعني الممنوع عن الفيضان على اليابس من الأرض " لولا قدرة الله عز وجل أمسكت هذا البحر كان يفيض يعني إذا جيت البحر واليابس وجدت فيه حدود أبداً والأرض كروية ولكن الذي أمسكه جل وعلا ... (( والبحر المسجور )) (( إن عذاب ربك لواقع ))
قلنا إن بعض أهل العلم أخذ من ذلك أن التضعيف تضعيف الصلاة لا يختص بالمسجد وذكرنا فيما سبق أن هذا لا دليل فيه يقول : ( صلى بنا صلاة الصبح على إثر سماءٍ كانت من الليل ) ( على إثر سماء ) إثر بمعنى عقب وهناك فرق بين الإثر بالكسر والسكون وبين الأثر بفتحتين الأَثر موضع القدم بالمشي يُسمى أثراً والإثر بمعنى العقب عقب الشيء يعني ما يأتي عقبه وقولُه : ( سماء ) المراد بالسماء هنا المطر المراد بالسماء المطر وهو على رأي المجازيين ها مجاز مُرسل أو لا ويش علاقته ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا
الطالب : المكانية
الشيخ : المحلية نعم عبر بالمحل عن الحال كانت من الليل الظاهر المحلية
الطالب : ...
الشيخ : لا لأنه ما كان سماء المطر ما كان سماء بالأول .
الطالب : ... .
الشيخ : إلا محلها هو العلو محلها العلو لا شك هو ينزل من السماء كما قال الله عز وجل : (( أنزل من السماء ماءً ))
قال : ( كانت من الليل ) الظاهر والله أعلم أن من لابتداء الغاية ويحتمل أن من بمعنى في للظرفية فلما انصرف أقبل على الناس انصرف أي من صلاته وليس المراد انصرف من مكانه بدليل قوله ها أقبل على الناس فقال : ( هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ ) هذا الاستفهام المراد به التنبيه وإلا فالرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أنهم ما يدرون ماذا قال الله لأن الوحي لا ينزل عليهم لكن المراد به التنبيه والتشويق يُشوقهم عليه الصلاة والسلام وينبههم بما سيلقي عليهم وقوله : ( هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ ) هذه بمعنى هل تعلمون ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم وقوله : ( ماذا قال ربكم ؟ ) يريد أن نرجع بعض الشيء إلى إعراب ماذا ؟ من يستطيع يعربها ؟ واحد اثنين ثلاثة أربعة طيب اللي بيعربها نبيه ما يغلط . طيب نعم يا عبد الرحمن يبدأ باليمين .
الطالب : ... مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وما بعده خبر أو نقول: أو نقول ما اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع خبر .
الشيخ : اسم إشارة ؟
الطالب : لا اسم موصول
الشيخ : اسم موصول بمعنى الذي نعم
الطالب : خبر
الشيخ : خبر وجملة قال؟
الطالب : صلة الموصول لا محل لها من الإعراب
الشيخ : صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ، هذا وجهين .
الطالب : أو نقول : ما أيضاً مبتدأ وذا ملغاة زائدة لا إعراب لها .
الشيخ : زائدة لا إعراب لها وتقول ما اسم استفهام صح طيب .
الطالب : ... أيها أرجح
الشيخ : الظاهر ما بينها فرق ، يعني زيادة ذا هو أضعفها القول بزيادة ذا هو أضعفها .
وقوله : ( ماذا قال ربكم ) هذه الربوبية الخاصة ولا العامة ؟ هذه الربوبية الخاصة ربوبية الله عز وجل للمؤمن خاصة كما أن عبودية المؤمن له خاصة ولكن الخاصة لا تنافي العامة لأن العامة تشمل هذا وهذا لكن الخاصة تختَص بهذا بالمؤمن ( قالوا : الله ورسوله أعلَم ) وهذه الجُملة تتضمن أنه لا علم عندنا الله ورسوله أعلم وهنا إشكال معنوي وإشكال نحوي، أما الإشكال النحوي فإن أعلم خبر الله ورسوله وهي مفرد أُخبر بها عن اثنين فكيف يصح هذا ؟
الطالب : ... .
الشيخ : إذا نويت معنيين وهذا اسم تفضيل مجرد من أل والإضافة فيلزم فيه ويش يلزم فيه ؟ الإفراد والتذكير إذا نويت معنيين وهذا لا شك أنه نوى معنيين يعني الله ورسوله أعلم منا الإشكال المعنوي أنه هنا جُمع بين الله عز وجل وبين رسوله صلى الله عليه وسلم بالواو مع أن الرسول عليه الصلاة والسلام لما قال له الرجل ما شاء الله وشئت أنكر عليه وقال : ( أجعلتني لله نداً ) وهنا أقرهم النبي عليه الصلاة والسلام على قولهم : ( الله ورسوله أعلم ) فكيف نُوفق بين هذا الحديث والحديث الآخر اللي فيه الإنكار ؟
الطالب : نقول هنا هذا أمر شرعي ونزل الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم والرسول يعلم هذا الأمر وهذا الأمر الذي قال له الرجل ما شاء الله وشئت هذا أمر كوني والرسول ما يعلم الأمور الكونية.
الشيخ : طيب صح يقول ... الكونية أو ما ليس له شأن في الأمور الكونية إي نعم ليس له شأن في الأمور الكونية طيب قال : الله ورسوله أعلم يعني ولا علم عندهم .
3 - .شرح قول المصنف : ولهما عن زيد بن خالد رضي الله عنه قال : ( صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل ، فلما انصرف أقبل على الناس ، فقال : هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ......). أستمع حفظ
.شرح قول المصنف : قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر . فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب . وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا ، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ) .
واختلف أهل العلم هل إنه من قول الله عز وجل لفظاً ومعنىً أو أنه من قول الله تعالى معنى والألفاظ من النبي صلى الله عليه وسلم على قولين لأهل العلم في ذلك أما القرآن فأهل السنة متفقون على أنه قول الله لفظاً ومعنًى
الطالب : ...
الشيخ : نعم إي فالذين قالوا إنه من قول الله لفظاً ومعنى قالوا إن النبي عليه الصلاة والسلام يقول قال والأصل أنه إذا قال قال فإن ما بعده يكون مقولاً له باللفظ وعلى هذا فيكون من قول الله عز وجل والذين قالوا إنه ليس من لفظ الله أجابوا عن ذلك فقالوا لو جعلناه من لفظ الله عز وجل لكان أعلى سندا من القرآن لأن النبي عليه الصلاة والسلام هنا يرويه عن الله والقرآن أخذه عمن ؟ عن جبريل فيكون أعلى سندا وهذا يستلزم أن يكون أثبت من القرآن وإن كان القرآن ثابت ما فيه إشكال لكن حسب علو الإسناد ونزوله لا شك أن العالي أعلى
ثانيا لو كان من كلام الله لفظا ومعنى لكان معجزاً لكان من المعجزات وليس هناك شيء معجز إلا القرآن وإنما نقول ذلك لأن كلام الله عز وجل ليس كلام البشر ولا يمكن أن يأتوا بمثله كسائر صفاته إنما قال الله تعالى : (( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله )) لماذا ؟ لأنه كلامُه وكلامه صفة من صفاته ولا يمكن لصفات المخلوقين أن تشبه صفات الخالق
ثانيا لو كان من كلام الله عز وجل لكان متعبدا بتلاوته ومن المعلوم أنك لو قرأت في الصلاة لو قرأت هذه الأحاديث القدسية يصح ولا ما يصح ؟ ما يصح ولا يشرع ولو كان من كلام الله لشُرع ولكان مثل القرآن وأيضاً أجمع العلماء على أنه يجوز أن يتلوه الإنسان وهو جُنُب وأن يمس الأحاديث القدسية على غير طهارة وأنه يجوز بيعها وشراؤها على خلاف في بيع المصحف وشرائه فلا تثبت له أحكام القرآن
بقي عندنا الدليل الذي استدل به من قال إنه كلام الله لفظا ومعنى وهو نسبة الرسول عليه الصلاة والسلام هذا إلى هذا قال الله يقول الله وما أشبه ذلك وهذا أمر بسيط الجواب عنه لأن الرسول نقله بالمعنى مثلما أن الله تعالى يقول عن موسى قال موسى وقال فرعون وما أشبه ذلك ونحن نعلم علم اليقين أن فرعون وموسى والأنبياء السابقين ما قالوا هذا اللفظ وإنما قالوا معنى هذا اللفظ والله تعالى ينسبه إليهم لأنهم لا يقرؤون باللغة العربية ولا يتكلمون باللغة العربية وعلى كل حال لو أن أحداً قال نحن نقول في الحديث القدسي قال الله تعالى ونسكت ما نتعمق ونقول لفظ أو معنى نعم وإن كان لا شك عندنا أنه ليس كالقرآن إنما هو في منزلة بين منزلتين بين الحديث النبوي وبين القرآن .
السائل : شيخ ... إذا إنسان قال عن مسألة هو لا يعلمها الأحسن يقول الله ورسوله أعلم ؟.
الشيخ : في الأمور الشرعية نعم في الأمور الشرعية تقول الله ورسوله أعلم في الأمور الكونية تقول الله أعلم لأن الرسول لا يعلم لو قال قائل هل ستُمطر غدا ويش تقول ؟
الطالب : الله أعلم .
الشيخ : أو الله ورسوله؟
الطالب : لا
الشيخ : الله أعلم لكن لو قال هل هذا مباح هل هذا واجب ؟ تقول الله ورسوله أعلم .
السائل : ... .
الشيخ : إي لكن الرسول معلومة عند الرسول جميع الأحكام الشرعية معلومة عنده ومنها هذه المسألة .
السائل : أو أحسن يقول الله أعلم ... .
الشيخ : الأحسن والأسوأ هذا شيء آخر إنما يجوز أن تقول الله ورسوله أعلم في الأمور الشرعية في الأمور الكونية ما يجوز وأيضا أنت الآن لو سُئلت هل أنت أعلم أم الرسول في الحكم الشرعي ؟
الطالب : الرسول أعلم
الشيخ : الرسول أعلم إذن فالله ورسوله أعلم أعلم مني وأعلم منك .
السائل : ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام ... .
الشيخ : إي نعم صحيح لكن الله قال : (( اليوم أكملت لكم دينكم )) جميع ما يتعلق بالدين الآن كامل ما يحتاج إلى شرع ينزل كامل
السائل : الأشياء الجديدة
الشيخ : الأشياء الجديدة لا بد لها أصل فيما علمه الرسول عليه الصلاة والسلام لا بد أن لها أصلا في الشريعة بما علمه النبي عصلى الله عليه وسلم، لأن الله أنهى الأمر (( اليوم أكملت لكم دينكم )) .
السائل : جميع الأنبياء غير الرسول صلى الله عليه وسلم ما كانوا يتكلمون بالعربي؟
الشيخ : ما فيه أحد نبي عربي إلا محمد عليه الصلاة والسلام والبقية كلهم ما هم بعرب .
السائل : إبراهيم .
الشيخ : إبراهيم تكلم بغير العربية .
السائل : إسماعيل يا شيخ.
الشيخ : إسماعيل إي نعم إسماعيل يتكلم بالعربية نعم الظاهر أنه يتكلم بالعربية لأنه جاءه عرب ونزلوا عنده وتكلم بها .
السائل : ... .
الشيخ : ما أدري والله ، ما أدري إنما العرب المستعربة ما فيهم إلا الرسول صلى الله عليه وسلم (( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم )) واللغات السابقة العربية الأصلية ما ندري عاد هي بمثل لغتنا هذه اللغة العربية أو تختلف قد تختلف في بعض الكلمات نعم
( قالوا الله ورسوله أعلم قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ) أصبح من عبادي مؤمن هذه صفة لموصوف محذوف التقدير عبد مؤمن وعبد كافر نعم ويش إعراب أصبح من عبادي عبد أو مؤمن؟ أصبح من أخوات كان ومؤمن يكون
الطالب : فاعل
الشيخ : وراه لأن المعنى صار مؤمن صار من عبادي مؤمن لأن المراد التحول من حال إلى حال ، ما هو المراد أصبح زيد بمعنى دخل في الصباح لأن هذا وصف فما دام وصف فمعناه انتقال من حال إلى حال نعم
السائل : ...
الشيخ : على ما
السائل : ...
الشيخ : وهو .
السائل : ... .
الشيخ : لا ما فيه هذا، حتى أصبح مؤمنا وأصبح كافرا نفس الشيء يعني أصبح مثل ما جاء في الحديث ( يمسي الرجل مؤمنا ويصبح كافراً ويصبح مؤمنا ويمسي كافراً ) لا الظاهر أنها ناقصة و... مؤمن اسمها ومن عبادي خبرها يعني أصبح عبد مؤمن كائناً من عبادي ويجوز أن يكون أصبح فعل ماضي ناقص واسمها ضمير الشأن يعني أصبح الشأن ونجعل من عبادي خبر مقدم ومؤمن مبتدأ مؤخر يعني أصبح شأن الناس منهم مؤمن ومنهم كافر
ثم فصل فقال : ( فأما من قال : مُطرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ) فأما من قال : بلسانه وقلبه مُطرنا بفضل الله الباء هنا للسببية ورحمته الفضل بمعنى العطاء والزيادة والرحمة معروفة هي صفة من صفات الله سبحانه وتعالى يكون بها الإنعام والإحسان إلى الخلق فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب مؤمن بي لأنه نسب هذا المطر إلى أي شيء؟ إلى الله عز وجل إلى فضله ورحمته كافر بالكوكب لأنه لم ينسبه إليه ولم ير للكوكب تأثيراً في نزوله بل إنما نزل بفضل الله ورحمتِه ( وأما من قال : مُطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ) اللي يقول مُطرنا بنوء الباء هنا للسببية بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب، كافر بي لأنه أنكر نعمة الله ونسبها إلى سبب لم يجعله الله سبباً فتعلقت نفسه الآن بالله ولا بهذا السبب ؟
الطالب : بهذا السبب
الشيخ : بهذا السبب ونسي نعمة الله عز وجل وهذا الكفر ليس كفراً مخرجاً عن الملة لأنه كفر دون كفر إذ أن المراد به نسبة المطر إلى النوء وليس، إلى النوء على أنه سبب وليس إلى النوء على أنه فاعل لأنه شوف قال : مُطرنا بنوء ما قال أنزل علينا المطرَ نوء كذا لأن من الناس من قال : إن هذا لا يدل على تحريم نسبة المطر إلى النوء نسبة سبب وإنما المراد نسبة المطر إلى النوء نسبة إيجاد وهذا غلط لأنه لو كان نسبة إيجاد لقال : أَنزل المطر النوء ما قال مُطرنا لأن المطر معروف أن الذي ينزله الله لكن جعل مطرنا بنوء جعل الباء للسببية فعُلم أن المراد بالحديث من أقر بأن الذي خَلق المطر وأنزله هو الله لكن النوء جعله سبباً وعلى هذا فيكون من باب الكفر الأصغر الذي لا يُخرج من الملة وقد سبق لنا في أول الباب أن الاستسقاء بالأنواء له ثلاثة أقسام
وما المراد بالكوكب ؟ المراد به النجوم النجم وكانوا ينسبون الأمطار إليها فيقولون إذا سقط النجم الفلاني جاء المطر إذا طلع النجم الفلاني جاء المطر وما أشبه ذلك وليسو ينسبونه إلى هذا نسبة وقت لكن نسبة سبب الوجود فصارت النسبة في الحقيقة إلى الأنواء نسبة خلق وإيجاد ونسبة سبب ونسبة وقت فنسبة الخلق والإيجاد تقدم أنها شرك أكبر ونسبة السبب شرك أصغر ونسبة الوقت فهذه جائزة بمعنى أنه جاءنا في هذا النوء ولهذا قال العلماء : " يحرم أن يقول مطرنا بنوء كذا ويجوز في نوء كذا " وفرقوا بينهما بأن الباء للسببية وفي للظرفية ومن ثم قال بعض أهل العلم إنه إذا قال مُطرنا بنوء جاعل الباء للظرفية فإن هذا جائز وهذا وإن كان له وجه من حيث المعنى لكن لا وجه له من حيث اللفظ لأن لفظ الحديث ( من قال مطرنا بنوء كذا ) والباء للسببية أظهر منها للظرفية صحيح أنها تأتي للظرفية مثل قوله تعالى : (( وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل )) يعني في الليل لكن كونها للسببية أظهر والعكس بالعكس ففي للظرفية أظهر منها للسببية وإن كانت تأتي للسببية كما في قوله : ( دخلت النار امرأة في هرة لها حبستها ) والحاصل أن الأقرب المنع من مطرنا بنوء كذا ولو قَصد الظرفية لكن إذا كان الإنسان المتكلم لا يعرف من الباء إلا الظرفية مطلقا ولا عنده أنها سببية فهل نقول إن هذا جائز يعني هو ما يعرف أبداً إلا أنها للظرفية مثلاً عندنا العامة الآن يقول جانا السيل ... مربعانية أو لا؟ جانا السيل ... ما عنده إلا الباء هنا ظرفية يعني في هالوقت جاءنا في هذا الوقت نقول هذا جائز لأنه لا يدور في خيالهم أنها للسببية ومع ذلك الأولى أن نقول لهم قولوا في في المربعانية لكن كأني بأهل القصيم يقولون حطيتونا من أهل الجنوب نعم نقول ما يخالف ما دام أن هذا هو الموافق للألفاظ العربية الفصحى فالحمد لله المقصود أن نعبر تعبيراً لا شبهة فيه إنما العامة ما نقول لمن قال مُطرنا بالمربعانية و... وبالعقارب وما أشبه ذلك ما نقول إن هؤلاء مشركون ولا شركاً أصغر لأن السببية عندهم هنا مفقودة أصلاً ولا يعرفونها ما يريدون أبداً إلا الظرفية إطلاقاً إنما الأولى أن نقول قل في ولهذا الفقهاء رحمهم الله في باب الاستسقاء ذكروا يجوز في نوء كذا ويحرم بنوء كذا نعم .
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
السائل : ولكن
الشيخ : لا إنما الأعمال بالنيات فهذا ما دام ما طرأ على بالهم هذا بس نعدل الألفاظ ونقول ينبغي أنك تقول في .
4 - .شرح قول المصنف : قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر . فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب . وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا ، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ) . أستمع حفظ
.شرح قول المصنف : ولهما من حديث ابن عباس بمعناه ، وفيه : ( قال بعضهم : لقد صدق نوء كذا وكذا .
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
السائل : وهذا يوجد عند بعض العامة في البادية يقول ... .
الشيخ : إي ما يجوز .
السائل : ... .
الشيخ : إي لا ما يجوز لأنه واضح المعنى .
السائل : إي لكن يعني شرك أو ؟..
الشيخ : شرك أصغر نعم شرك أصغر نعم .
السائل : ولو قال بإذن الله ؟.
الشيخ : ولو قال بإذن الله لا يقوله مطلقا لأن اللي يعتقدون أنه سبب يعتقدون أنه بإذن الله لأن كل الأسباب من الله عز وجل .
السائل : ... .
الشيخ : لا هذا الظاهر ما فيه بأس لأنه في بعض الأحيان بإذن الله يكون البروق البرق ... برق لكن ما فيه ماء يمكن برق من غمام خفيف جداً ما تجد فيه ماء فهو إذا قصد بهذا المعنى ما فيه بأس صادق يعني أنه من غمام يحمل ماءً .
السائل : قال : ( مُطرنا بفضل الله ورحمته ) ... .
الشيخ : قال : ( فأنزل الله تعالى هذه الآية ) والمراد بالآية (( فلا أقسم بمواقع النجوم * وإنه لقسم لو تعلمون عظيم * إنه لقرآن )) فقال بعضهم : إنها نافية وقال بعضهم إنها للتنبيه الذين قالوا إنها للنفي قالوا إن المنفي محذوف وقال آخرون إن المنفي هو القسم فانقسم القائلون بأنها للنفي إلى قسمين قسم قالوا إن هذا ... على منفي ... قسم آخر قالوا إنها نافية للقسم ، لا أقسم يعن ما أنا بمقسم نعم الذين قالوا إنها داخلة على منفي محذوف قالوا إن التقدير لا صحة لما تزعمون من أن القرآن كذب وسِحر وشِعر وكهانة أقسم بمواقع النجوم إنه لقرآن كريم فجعلوا المنفي ها إيش ؟ محذوفاً ويش التقدير؟ لا صحة لما تذكرون من أن هذا القرآن ها أو تزعمون من هذا القرآن سحر وكهانة وشعر أقسم إنه لقرآن كريم يصير أقسم ما لها علاقة بلا ما لها علاقة إطلاقاً أفهمتم الآن طيب والقول الثاني أن لا نافية وأنها داخلة على أقسم فالمنفي القسم يعني لا أُقسم ولا أنا بمقسم ليش ؟ لأن الأمر أبين من أن يحتاج إلى قسم لا أقسم على أن القرآن قرآن كريم تنزيل من رب العالمين ما ني بمقسم على هذا ليش ؟ لأن الأمر أبين وأوضح من أن يحتاج إلى قسم فهمتم ولا لا؟ وهذا الأخير ضعيف جدا والأول له بعض الشيء له بعض الوجهة وإن كان قد لا يتأتى في كل ما كان على هذه الصيغة
القول الثاني في المسألة أن لا للتنبيه ما هي للنفي وهذا هو الصحيح وعلى هذا فالجملة بعدها مثبتة ولا منفية ؟ ها مثبتة لأن لا بمعنى انتبه أقسم بمواقع النجوم إلى آخره وهنا أقسم المقسم من ؟ الله عز وجل وهو سبحانه وتعالى صادق فيما يخبر به أقسم أم لم يُقسم أليس كذلك طيب إذن ما الفائدة من القسم ؟ لأنه إن كان الإنسان مؤمناً فيصدق بدون قسم وإن كان جاحداً ها فلو أتيته بكل آية ما آمن ويش الفائدة نعم ...
5 - .شرح قول المصنف : ولهما من حديث ابن عباس بمعناه ، وفيه : ( قال بعضهم : لقد صدق نوء كذا وكذا . أستمع حفظ
.شرح قول المصنف : فأنزل الله هذه الآيات : (( فلا أقسم بمواقع النجوم ....
الطالب : ... قول إبراهيم : (( قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي )) .
الشيخ : طيب .
الطالب : أقول إن إقسام الله عز وجل بمواقع النجوم ثم ذكر القرآن يدل على عظم هذا الشأن يعني على أن الأمر ليس ... .
الشيخ : إي .
الطالب : ... للمؤمنين زيادة يقين .
الشيخ : زيادة يقين مثل ما قال محمد .
الطالب : إي نعم
الشيخ : طيب
الطالب : وللكافرين تقوم عليهم الحجة ... .
الشيخ : طيب .
الطالب : نقول إن الإقسام إما يكون جاء للتأكيد للمنكر رد المنكر أو للتأكيد حتى لخالي الذهن ... .
الشيخ : يعني كأنك تقول هذا أسلوب من أسلوب العرب في تأكيد ما ينبغي تأكيده نعم والقرآن نزل بلسان عربي مُبين فجرى على أسلوب العرب فعندنا الآن الإقسام الجواب عن هذا الإيراد من عدة أوجه ؟
الوجه الأول : أن هذا أسلوب عربي تأكيد الأشياء بالقسم وإن كانت معلومة عند الجميع أو كانت منكرَة عند المخاطب إنه يؤكد بالقسم هذا جريا على إيش ؟ على الأسلوب العربي والقرآن كما هو معلوم للجميع نزل بلسان عربي مبين
ثانيا : بالنسبة للمؤمن يزداد يقيناً بذلك ولا مانع من زيادة المؤكدات التي تزيد في يقين العبد ومن ذلك ها قول إبراهيم : (( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ))
الوجه الثالث : أن ما يُقسم الله به عز وجل فإنه إنما يُقسم بأمور عظيمة دالة على كمال قدرته وعِلمه وحكمته وعظمته فكأنه يقيم بهذا المقسم به البراهين على صحة ما أقسم عليه كل ما يقسم الله به فهو أمر عظيم فيكون في ذلك دلالة على صحة ما أقسم عليه بواسطة عظم ما أقسم به
الوجه الرابع : التنويه بحال المقسم به لأنه ما يقسم إلا بشيء عظيم وهذه فائدة لا تعود إلى تصديق الخبر بل تعود إلى ذكر الآيات التي أُقسم بها تنويها لها وتنبيها على عظمها فيكون هذه الفائدة منين ؟ من أي ناحية ما هو من أجل تأكيد الخبر فقط ، لكن من أجل التنبيه على ما في هذا المقسم به من الدلالة على عظمة الله ووحدانيته وغير ذلك فتبين أن القسم إذن فيه فائدة على كل حال مهما كان هذه أربع فوائد بل أربعة أوجه يُرد بها على من قال إنه إذا كان الخطاب لمؤمن فلا حاجة للقسم وإن كان لكافر مُكذب لم ينفعه القَسم
وقوله تعالى : (( فلا أقسم بمواقع النجوم )) بمواقع تقدم لنا أن الله سبحانه وتعالى يتحدث عن نفسه بضمير المفرد وبضمير ولا يتحدث بضمير المثنى أبداً لأن المثنى محدود محصور باثنين والواحد يدل على الانفراد والله واحد سبحانه وتعالى والجمع يَدل على العظمة ما يدل على التعدد ويدل على التعدد بالقرائن (( أقسم بمواقع النجوم )) الباء هي حرف قسم ومواقع جمع موقع والنجوم اختلف المفسرون فيها فقيل إنها النجوم المعروفة نجوم السماء وعلى هذا فيكون مواقعها مساقطها يعني مساقط غروبها نعم ويحتمل وهذا هكذا قال المفسرون وربما نقول ومواقع النجوم أيضا مطالعها ما هي مساقطها المساقط والمطالع لأن كلاً منها موقع وأقسم الله بها لما تدل عليها من كمال القدرة لهذا الانتظام العجيب البديع ولما فيها من المناسبة بين المقسم به والمقسم عليه وهو القرآن المحفوظ بواسطة
الطالب : ...
الشيخ : لا، المحفوظ بواسطة الشهب المنطلقة من هذه النجوم فإن السماء مُلئت عند نزول الوحي حرسا شديدا وشهباً فيكون هناك مناسبة بين المقسم به والمقسم عليه هذا على القول بأن المراد بالنجوم نجوم السماء وقيل المراد بالنجوم الآجال يعني آجال نزول القرآن ومنه قولهم : نزل القرآن منجماً ومنه قولهم : المُكاتب قول الفقهاء يجب أن يكون دين المكاتب مؤجلاً بنجمين فأكثر فعلى هذا يكون الله أقسم بمواقع أي مواقيت نزول القرآن وقد سبق لنا قاعدة في التفسير " أنه إذا كان المعنيان لا يتنافيان تُحمل الآية على كل منهما وإن كانا يتنافيان طُلب المرجِح " ورجحنا ما يترجح .
.شرح قول المصنف : قوله تعالى ( .....وإنه لقسم لو تعلمون عظيم . إنه لقرآن كريم . في كتاب مكنون . ...
الطالب : ...
الشيخ : أنا ما هي عندي ، وإنه لقسم عظيم
قسم خبر إن شوف هذا القسم أكد الله عظمته بإن ويش بعد ؟ واللام قسم عظيم والتنويه بالمُقسم به وتعظيمه تنويه بالمقسم عليه وتعظيمِه أو لا ؟
الطالب : نعم
الشيخ : طيب (( لو تعلمون )) هذا مؤكد ثالث بإن واللام لكنه على غير الطريق المعهود المألوف في التأكيد لأن قول لو تعلم كأنه يقول ينبغي أن تعلم ولا تجهل هذا الأمر وهو أمر أعظم من أن يكون بسيطا بل يحتاج إلى علم وانتباه ولهذا ما أحسن قول هذه جملة المعترضة بين قوله (( لقسم )) وقوله : (( عظيم )) يعني لو تعلم حق العلم لعرفت عظمته فانتبه واعلم فيكون في هذا توكيد ثالث لهذا القسم الله أكبر ما أعظم القرآن شوف قسم من رب العالمين وتنويه بهذا القسم وعظمته نعم (( إنه لقرآن كريم )) هذا المُقسم عليه مؤكد بإن واللام وعظمة القَسم المؤكدة بماذا ... (( إنه لقرآن كريم )) قرآن تقدم لنا أنه مصدر مثل الغُفران والشكران لكنه بمعنى اسم المفعول أو بمعنى اسم الفاعل قيل بمعنى اسم المفعول أي : مقروء لأنه يُقرأ وقيل : إنه بمعنى اسم الفاعل أي : قارئ أي : جامع لأن القرء بمعنى الجمع ومنه القرية سميت بذلك لأنها جامعة للناس الساكنين فيها فعليه يكون القرآن جامعا لكل ما تتضمنه الكتب السابقة من المصالح والمنافع (( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ )) كل ما في الكتب السابقة من مصالح ومنافع للخلق في معاشهم ومعادهم فإن هذا القرآن الكريم نعم جامع لها إذن قرآن ويش نقول فيه ؟ مصدر بمعنى اسم الفاعل واسم المفعول ، كريم الكريم يطلق على عدة معاني فيطلق على كثير العطاء كثير العطاء يقال له كريم تقول : رجل كريم ويش معنى كريم ؟ كثير العطاء، يُطلق على البهاء والحسن الشيء البهي الحسن يقال كريم ( إياك وكرائم أموالهم ) البهية منها والحسنة هذان المعنيان أحدهما كمال في الذات والثاني كمال في العطاء متعد للغير هذان المعنيان موجودان في القرآن ولا لا؟
الطالب : موجودان في القرآن
الشيخ : موجودان، القرآن بذاته لا أحسن منه (( وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً )) القرآن فيما يعطي أهله من الخيرات والبركات الدينية والدنيوية، الجسمية، والقلبية هذا أمر لا ينكره إلا من مات قلبه واضح ؟ إذن القرآن في ذاته على أكمل ما يكون من الحُسن والبهاء والكمال وكذلك بالنسبة لما يعطيه أهلَه من البركة والخير والنفع والمصالح قال الله للرسول عليه الصلاة والسلام : (( فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً )) القرآن سلاح وأي سلاح لمن تمسك به لكن يحتاج إلى نتمسك به حقاً في العقيدة والقول والعمل ما تكفي العقيدة لأن العقيدة هوية بطاقة ، العقيدة الصادقة لا بد أن يُصدقها العمل لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كلُّه، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب )
نعود إلى الآية الكريمة القرآن الكريم كذا ليش ؟ لكماله في ذاته ولكثرة خيراته وعطائه لمن تمسك به شوف وصف القرآن بهذا بأنه قرآن كريم وفي آية أخرى (( مجيد )) والمجد صفة العظمة والعزة والقوة فهو جامع بين الأمرين قوة وعظمة وكذلك خيرات كثيرة متوافرة وإحسان لمن تمسك به (( إنه لقرآن كريم * في كتاب مكنون * لا يمسُّه إلا المطهرون )) (( في كتاب مكنون )) كتاب تقدم لنا معناه كثيرا وأنه فِعال بمعنى مفعول وهذه أبنية معروفة في اللغة العربية يأتي فعال بمعنى مفعول مثل كتاب بمعنى مكتوب وفِراش بمعنى مفروش وكساء بمعنى مكسو بناء بمعنى مبني غراس بمعنى مغروس طيب مكنون المكنون المحفوظ قال الله تعالى : (( كأنهن بيض مكنون )) هذا الكتاب المكنون اختلف فيه المفسرون على قولين أحدهما : أنه اللوح المحفوظ الذي كتب الله فيه كل شيء
والثاني : أنه الصحف التي في أيدي الملائكة كما قال الله تعالى : (( كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ، فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ، فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ، مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ، بِأَيْدِي سَفَرَةٍ )) فقوله : (( بأيدي سفرة )) يرجح أن المراد به الكُتب التي في أيدي الملائكة لأن قوله : (( لا يمسه إلا المطهرون )) يعني الملائكة فهو يوازن قوله : (( بأيدي سفرة )) وإلى هذا ذهب ابن القيم رحمه الله أن المراد بالكتاب المكنون هي الكُتُب التي في أيدي الملائكة وعلى هذا فيكون المراد بالكتاب هنا الجنس لا الواحد.
7 - .شرح قول المصنف : قوله تعالى ( .....وإنه لقسم لو تعلمون عظيم . إنه لقرآن كريم . في كتاب مكنون . ... أستمع حفظ
.شرح قول المصنف : وقوله "......لا يمسه إلا المطهرون ....
(( وإنه لقسم لو تعلمون عظيم * إنه لقرآن كريم * في كتاب مكنون * لا يمسُّه إللا المطهرون )) أولاً: قوله تعالى : (( فلا أقسم ))
بنجمين فأكثر وما أشبه ذلك طيب .
الطالب : ...
الشيخ : يعني معناه أنه لازم يؤجل مرتين مثلا دين الكتابة عشر آلاف خمسة تحل بعد ستة أشهر وخمسة بعد ستة أشهر ثانية
طيب ما هي المناسبة بين المُقسم به
لأنه أقرب مذكور ولأنه قال المطهَّرون ولم يقل المطَّهِرون ولأنه خبر وليس نهياً قال : (( لا يمسه )) والأصل في الخبر أن يبقى على ما هو عليه والذين قالوا إنه ... المصاحف التي بأيدينا يقول إنه خبر بمعنى النهي وعلى خلاف ظاهر اللفظ فلهذا الصواب أن المراد به الكتاب المكنون أما كون مصحفي يمسه الطاهر أو ما يمسه فهذا شيء يُنظر في أدلة أخرى طيب استنبط شيخ الإسلام من هذه الآية (( لا يمسه إلا المطهرون )) استنبط معنى لطيفا ما هو ؟
الطالب : أن فيه إشارة إلى أنه يستفيد من القرآن من معانيه يكون طاهر القلب من المعاصي وأن المعاصي تحجب عن فهم القرآن .
الشيخ : عن فهم القرآن صحيح ؟ صحيح إي نعم وهو كذلك فإن المعاصي كما قال الله عز وجل : (( كلا بَل ران على قلوبهم بما كانوا يكسبون )) من هم الذين ران على قلوبهم بما يكسبون ؟ هم الذين إذا تُتلى عليهم آياتنا قالوا أساطير الأولين، لأنهم والعياذ بالله ما يصلون إلا معانيه وأسراره حتى يستنيروا به فيقول هذا سواليف ما هو شيء لأنهم والعياذ بالله ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون وذكرنا سابقاً أن بعض أهل العلم قال ينبغي لمن استفتي أن يقدم بين يدي الفتوى الاستغفار لمحو أثر الذنوب من قلبه حتى يتبين له الحق وأنه استنبطه من قوله : (( إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً، وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً )) .
طيب (( تنزيل من رب العالمين )) هذا الذي وقفنا عليه أظن
الطالب : إي نعم
.شرح قول المصنف :وقوله (...... تنزيل من رب العالمين أفبهذا الحديث أنتم مدهنون . وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون ))
الطالب : غير مخلوق
الشيخ : غير مخلوق لأنه من صفاته وصفات الله عز وجل غير مخلوقة كل صفات الله حتى الصفات الفعلية ما يجوز أن نقول إنها مخلوقة حتى الصفات الفعلية ما نقول إنها مخلوقة وإن كانت هي تحدث لكنها ليست مخلوقة بل هي فعلُه وليست خلقَه لأن الخلق مفعول وليس فعلا أو لا ؟
الطالب : نعم
الشيخ : الخلق مفعول وليس فعلاً فمثلا السموات نقول إنها خلق الله ؟ نقول إنها خلق الله أي مخلوقة فهي مخلوقة لكن نفس إيجادها ماذا نقول فيه ؟ نفس الإيجاد والتكوين نقول هو فعل الله وفعل الله غير مخلوق فصفات الله الفعلية والذاتية كلها غير مخلوقة وكذلك القرآن كلام الله عز وجل هو غير مخلوق بل هو منزل فإذا قال قائل : هل كل منزل غير مخلوق ؟ فالجواب : لا لكن كل مُنزل يكون وصفاً مضافا إلى الله فهو غير مخلوق وإلا فقد قال الله تعالى : (( وأنزلنا الحديد )) الحديد مخلوق (( أنزل من السماء ماء )) والمطر مخلوق (( أنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج )) والأنعام مخلوقة لكن إذا كان المنزل من عند الله عز وجل صفة صفة لا تقوم بذاتها وإنما تقوم بغيرها لزم أن يكون ذلك المنزل غير مخلوق لأنه صفة الله عز وجل ثم قال تعالى : (( أفبهذا الحديث أنتم مدهنون )) أظن شرحنا هذه الآية ؟
السائل : المراد بالعالمين .
الشيخ : أي آية
السائل : العالمين
الشيخ : الملائكة كل شيء العالم كل ما سوى الله فهو عالم نعم .
السائل : هل المراد رحمة ... أم رحمة المخلوق.
الشيخ : لا الرحمة مخلوقة لأن أنزل رحمة من رحمتك على هذا الوجه المراد آثارها وقوله : (( أفبهذا الحديث )) الاستفهام ذكرنا أنه شرحنا الآية؟
الطالب : ...
الشيخ : إلا أول الباب ما قرأناه ذكرنا أنها للإنكار والتوبيخ وقوله : بهذا الحديث المشار إليه القرآن (( أنتم مذهنون )) ما معنى المدهن ؟ المدهن الخائف من غيره الذي يحابيه في قوله وفعله يعني أتدهنون في هذا الحديث وتخافون وتستخفون ؟ لا لا ينبغي لكم هذا بل ينبغي لمن معه القرآن أن إيش ؟ أن يصدع به وأن يبينه وأن يظهره وأن يجاهد به (( وجاهدهم به جهادا كبيرا )) لا يدهن به نعم أنتم مدهنون (( وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون )) تجعلون رزقكم ماذا قلنا في رزقكم ؟ قلنا : إنه على حذف مضاف عند أكثر المفسرين أي : شكر رزقكم أي ما أعطاكم الله من أي شيء ؟ من المطر ومن إنزال القرآن لأن الآيات في سياق إنزال القرآن يعني تجعلون شكر هذه النعمة العظيمة أن تكذبوا بها فهو وإن كان النبي عليه الصلاة والسلام ذكرها في المطر فإنها تشمل ذلك وغيره حتى الرزق الذي رزقنا الله عز وجل من هذا الوحي العظيم من الناس من جعل هذا الرزق ويش جعله ؟ تكذيباً ومنهم من قال : إن الآية ليس فيها حذف وإن المعنى تجعلون شكركم تكذيبا وقال إن الشكر رزق وهذا صحيح أن الشكر رزق ؟ نعم من أكبر الأرزاق نعم ولهذا يقول الشاعر :
" إذا كان شكري نعمة الله نعمة *** علي له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله *** وإن طالت الأيام واتصل العمر "
إذا أنعم الله عليك نعمة فهذه ثم إذا شكرتها فهي نعمة أخرى هذه النعمة الأخرى تحتاج إلى شكر شكر ثاني إذا شكرت ثانية فهو نعمة يحتاج إلى شكر ثالث وهكذا أبداً ولهذا يقول الله عز وجل : (( إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )) فالإنسان لو كان ليلاً ونهارا بقدر أنفاسه ولحظاته يشكر الله ما بلغ نعمة الله ولهذا ذكر الشاعر هذا المعنى بقوله : " فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله " ويش بعد ؟ " وإن طالت الأيام واتصل العمر " ليت عندنا وعي أهل الجاهلية لا أعوذ بالله هذه نعمة الوعي يقول أهل الجاهية يجي الإنسان يقول قصيدة مئة بيت فإذا انصرف وإذا الناس قد حفظوها حنا الواحد نعم .
الطالب : ... ما فيها خير
الشيخ : لا واللي فيها خير المهم أن الوعي والحفظ هبة من الله عز وجل لكن أنا أتعجب كيف حفظنا ساء إلى هذا الحد بالنسبة للأزمنة المتأخرة الإنسان منا لو سألته عما فعله بالأمس قام يتفطن وزين إن فطن نعم
الحاصل أن الآية الكريمة (( وتجعلون رزقكم )) أن بعض أهل العلم يقول لا تحتاج إلى تقدير مضاف بل المعنى تجعلون رزقكم أي : شكركم والشكر رزق وقوله : (( أنكم تكذبون )) هذه أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول تجعلون الثاني أي تصيرون شكركم تكذيبا ولا شك أن هذا من السفه أن يقابل الإنسان نعمة ربه بالتكذيب إن كانت وحيا كذب خبره ولم يمتثل أمره ولم يجتنب نهيه وإن كان عطاء رزقا تنمو به الأجسام نسبه إلى غير الله وقال هذا من النوء أو قال هذا من عملي مثلما قال قارون : (( إنما أوتيته على علم عندي )) نسأل الله السلامة والعافية
طيب انتهى الكلام على هذه الآية العظيمة وهي عظيمة جدا لمن تأملها وينبغي لنا دائما أن نتأمل القرآن الكريم لأن فيه من المعاني العظيمة ما ينشرح به الصدر ويجلو الهم وأن نحرص عليه غاية الحرص لأنه كلام الله عز وجل أنا أعتقد ولله المثل الأعلى لو أن ملكاً من الملوك أصدر مرسوما تجد حاشيته والذين يحبونه ماذا يصنع بهذا المرسوم ؟ يكررونه وينظرونه ويشرحونه بل لو أنك درست كتاب طب كتاب طب تدرسه ودك تكون طبيب ودرست كتاب طب تعبر كلماته عبورا ولا تبحث عن معناها وتسأل أيهم ؟ الأخير فكلام الله عز وجل أعظم من أن يعتنى به ويحرص عليه نعم .
9 - .شرح قول المصنف :وقوله (...... تنزيل من رب العالمين أفبهذا الحديث أنتم مدهنون . وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون )) أستمع حفظ
شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: تفسير آية الواقعة. الثانية: ذكر الأربع من أمر الجاهلية. الثالثة: ذكر الكفر في بعضها. الرابعة: أن من الكفر ما لا يخرج عن الملة.
" الثانية : ذكر الأربع التي من أمر الجاهلية " يعدها لنا زيد .
الطالب : الأربعة
الشيخ : الي من أمر الجاهلية
الطالب : ... .
الشيخ : لو ما قرأت الحديث عدهم علينا هذه أربعة الشاهد منها للباب .
الطالب : الشاهد ... .
الشيخ : " الثالثة : ذكر الكفر في بعضها " أيهن يا رشيد ؟ ذكر الكفر في بعضها في بعض الأربعة ذُكرت في بعضها أنه كفر إي هذه وحدة طيب .
الطالب : ... المراد بالنياحة قال في الحديث ( النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة ) .
الشيخ : لا هذا وعيد وليس فيها لفظ الكفر طيب المهم إذن الاستسقاء بالأنواء الباب الذي معنا ما ذكر إلا الاستسقاء بالأنواء نعم
" الرابعة : أن من الكفر ما لا يخرج عن الملة " من أين يُؤخذ ؟
الطالب : ( أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ) .
الشيخ : والمراد بالكفر هنا
الطالب : الذي لا يخرج عن الملة
الشيخ : الذي لا يخرج عن الملة طيب ، وقد ذكرنا أن الاستسقاء بالأنواء أظنه بعضه كفر وبعضه مو بكفر طيب ويش ذكرنا ؟
الطالب : ذكرنا أن من جعل الاستسقاء بالأنواء سبب يعني أن الاستسقاء بالأنواء ... .
الشيخ : " الخامسة : قوله: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر " ها بسبب نزول النعمة أصبح بي مؤمن بي وكافر بسبب نزول النعمة من أين يؤخذ يا آدم ؟
نعم نعم رحمه الله يعني يجب أن الإنسان يتفطن للإيمان في هذا الموضع إذا جاءته النعم فلا يضيفها إلى أسبابها مجردة عن الله بل يعتقد أن هذا سبب محض إذا كان حقا سببا فليجعله سبباً لكن يجعله سببا محضا مثال ذلك : رجل سقط في ماء يُغرقه فيسر الله سبحانه وتعالى من ينتشله .