شرح قول المصنف : الخامسة: قوله: (أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر) بسبب نزول النعمة.السادسة: التفطن للإيمان في هذا الموضع.
الطالب : إلى الله
الشيخ : إلى الله عز وجل فأنت تعتقد أن هذا سبب محض طيب رجل غرق ويسر الله له فخرج فقال : إن الولي الفلاني أنقذني ويش يصير هذا ؟ شرك أكبر ليش ؟ لأنه غير سبب صحيح ثم إن إضافته إليه لا يظهر منها أنه يريد أنه سبب أيضا بل يريد أنه منقذ بنفسه لأن اعتقاد أنه سبب وهذا ولي في قبره هذا غير وارد فهو يرى أنه منقذ بنفسه ولهذا أصحاب الأولياء الكاذبين إذا نزل بهم الشدة من يسألون ؟
الطالب : الله
الشيخ : لا يسألون الأولياء يقولون بعضهم إذا نزل فيه شدة يقول يا فلان بن فلان
الطالب : ...
الشيخ : إي وأما الأمر البسيط فهو يقول يا الله إذا الأمر بسيط يقول يا الله إذا كان أمر شديد يقول يا فلان وهذا أمر مشاهد ولذلك اختلف الفقهاء وإن كان ما هو موضوع الدرس فيمن يعظم أحد من الأولياء هل يجوز أن نحلفه به لأن بعض معظمي هؤلاء الأولياء إذا قلت احلف بالله أعطاك من الأيمان ملء السموات والأرض لكن لو تقول احلف بفلان وليه ما يمكن يحلف إلا وهو صادق
الطالب : ... في السودان
الشيخ : نعم في السودان وغير السودان ها
الطالب : والرافضة
الشيخ : إي نعم والرافضة وغيرهم إذا قيل لهم احلف بوليك ما يمكن يحلف إلا وهو صادق فاختلف الفقهاء في هذه المسألة فمنهم من قال يجوز أن نحلفه بوليه وبعضهم يقول لا ما يجوز ما يجوز أن نحلفه إلا بالله وهو الحق وحنا خليه يحلف ويكذب ويضيع حق صاحب الحق والأمر عليه يوم القيامة وهذا هو الحق ما يمكن أن نأمر بالفحشاء في سطوة شرع الله وحكمه لأن القاضي يحكم بإيش ؟ بما أنزل الله بشرع الله فكيف يأمر بما هو شرك هذا ما يجوز .
السائل : ... .
الشيخ : لا إذا كان جاهل هذا له حكم آخر لكن القاضي العالم ما يجوز له .
السائل : لا الحلف بالولي ولو كان جاهلا يعني ما ..
الشيخ : يحسبه ما يخالف يعني ؟ على كل حال عندنا قاعدة يا آدم "كل من فعل محرما جاهلا نعم فهو إذا لم يقصر فلا إثم عليه اتفاقا" إذا ما قصر فإن قصر في الطلب يسمع أن هذا حرام ولكنه قال لا، (( لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم )) ما أنا بسائل أخاف يقولون حرام وما عاد أقدر أحلف به، فهذا ما يجوز آثم .
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
السائل : الذي يقول بذمتي .
الشيخ : ما فيها شيء ما هو بحلف بالذمة هذا المعنى في ذمتي يمين مثل ما مثل النحويون قالوا : في ذمتي لأفعلن قالوا هذا يمين المعنى في ذمتي يمين لأفعلن طيب
" السادسة : التفطن للإيمان في هذا الموضع " صلح اللي عنده مثل نسختي صلحه .
1 - شرح قول المصنف : الخامسة: قوله: (أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر) بسبب نزول النعمة.السادسة: التفطن للإيمان في هذا الموضع. أستمع حفظ
شرح قول المصنف :السابعة: التفطن للكفر في هذا الموضع. الثامنة: التفطن لقوله: (لقد صدق نوء كذا وكذا). التاسعة: إخراج العالم للمتعلم المسألة بالاستفهام عنها، لقوله: (أتدرون ماذا قال ربكم؟). العاشرة: وعيد النائحة.
" الثامنة : التفطن لقوله : ( لقد صدق نوء كذا ) " هذا قريب من قول : ( مُطرنا بنوء كذا ) لأن الثناء بالصدق على النوء معناه أن المطر بوعده وفعله ولا لا ؟ ها إذا جاء المطر الكثير وقلنا لقد صدق نوء كذا فهذا يتضمن أن هذا المطر ها
الطالب : ...
الشيخ : لا قَبل قَبل بوعده ثم تنفيذ وعده نعم
" التاسعة : إخراج العالم للمتعلم المسألة بالاستفهام عنها " عندكم إخراج ولا استخراج ؟
الطالب : إخراج العالم
الشيخ : إخراج ، نعم ، هذا أن يلقي العالم على المتعلم السؤال لأجل أن ينتبه له وإلا الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أن الصحابة ما يدرون ويش قال الله في تلك الليلة لكن أراد أن ينبههم على هذا الأمر فقال : ( أتدرون ماذا قال ربكم؟ ) ولا شك أن هذا يوجب استحضار قلوبهم
" العاشرة "
الطالب : ...
الشيخ : لا عندنا المتعلم إخراج العالم للمتعلم .
الطالب : للتعليم .
الشيخ : عندكم للتعليم؟
الطالب : للتعليم
الشيخ : لا عندي للمتعلم
" العاشرة : وعيد النائحة " لقوله : ( النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب ) وهذا وعيد عظيم والعياذ بالله والنائحة تقدم من هي نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : النائحة تقدم لنا تعريفها .
الطالب : ...
الشيخ : لا
الطالب : ترفع صوتها على الميت .
الشيخ : إي ، بالبكاء .
2 - شرح قول المصنف :السابعة: التفطن للكفر في هذا الموضع. الثامنة: التفطن لقوله: (لقد صدق نوء كذا وكذا). التاسعة: إخراج العالم للمتعلم المسألة بالاستفهام عنها، لقوله: (أتدرون ماذا قال ربكم؟). العاشرة: وعيد النائحة. أستمع حفظ
شرح قول المصنف : باب : قول الله تعالى : (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله ))
فنقول إن المحبة تنقسم أصلا إلى قسمين : محبة عبادة ومحبة غير عبادة المحبة إما محبة عبادة يعني معناه محبة يقصد بها التعبد والتعظيم وإما محبة سوى ذلك يعني ما هي محبة عبادة فالأول أعني محبة العبادة لا تصح إلا لله عز وجل فمن أحب مع الله غيرَه محبة عبادة فهو مُشرك شركاً أكبر والعبادة كما تقدم لنا هي التذلل والخضوع والتعظيم وأن يقوم في قلب الإنسان من إجلال المحبوب وتعظيمه ما يقتضي أن يمتثل لأمره ويجتنب نهيه هذه محبة العبادة خاصة بالله عز وجل ويعبر عنها بعض العلماء بالمحبة الخاصة ولا تصح إلا لله أما المحبة التي ليست عبادة فإنها تنقسم إلى أقسام :
منها : ما يكون الجالب لها محبة الله عز وجل يعني يكون الحامل على هذه المحبة محبة الله وذلك هي المحبة في الله ولله بأن يحب الإنسان ما يحبه الله من أعمال وأشخاص وأمكنة وأزمان فهذه من فروع الأولى من فروع إيش ؟ الأولى محبة العبادة حطيتوا في بالكم؟
قلنا القسم الثاني أنواع : الأول أن يكون الحامل لهذه المحبة محبة العبادة وذلك في محبة ما يحبه الله من الأعمال والأشخاص والأزمنة والأمكنة هذا النوع يُلحَق بالنوع الأول بقسم إيش؟ العبادة لأن محبة الله بقسم محبة في الله لأنه متفرع عنه ومن ذلك محبة الإنسان للرسل عليهم الصلاة والسلام والأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين ومن ذلك : محبة الإنسان لعمل الخير نعم محبة الإنسان لعمل الخير يحب مثلا الصلاة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( جعلت قرة عيني في الصلاة ) يحب الزكاة نعم يحب الطهارة وما أشبه ذلك كذلك يُحب هذا المكان لأن الله يحبُه كمحبتنا للكعبة وللمساجد ولأحُد وما أشبه ذلك ، كذلك أيضا محبة الإنسان لما يحبه الله تعالى من الأزمان والمراد لما يحب العمل فيه كمحبة الإنسان للأيام العشر ولرمضان وما أشبه ذلك لأنه زمن عبادة فهو كمكان عبادة أقول إن هذا النوع إيش؟ تابع للقسم الأول الذي هو محبة الله سبحانه وتعالى
النوع الثاني: من هذا النوع الذي ليس محبة عبادة النوع الثاني محبة إشفاق ورحمة كمحبة الإنسان لولدِه ومحبة الإنسان للضعفاء من الفقراء والصغار والمرضى والكثرة وما أشبه ذلك فإن الإنسان يحبهم محبة إشفاق وحنو ورحمة عرفتم أو لا؟ طيب .
النوع الثالث من هذا القسم : محبة إجلال وتعظيم لا عبادة ، كمحبة إنسان لوالده ولمعلمه وللكبير من أهل الخير وما أشبه ذلك فهذه محبة إجلال وتعظيم ولكن ليست محبة عبادة ما يشعر الإنسان أنه يحب والده كما يحب ربه بل يجد فرقا بين العبادتين فرقا يذوقه الإنسان في نفسه لا أحد يتكلم وأنا أشرح يذوقه الإنسان في نفسه هذا النوع يُعتبر ليس من نوع العبادة كالنوع الذي قبله
النوع الرابع من القِسم الثاني : محبة تقتضيها الطبيعة ما هي محبة إجلال ولا تعظيم ولا حنو وشفقة كمحبة الإنسان للطعام والشراب والملبس والمسكن والمركب والمنكَح وما أشبه ذلك هذا محبة إيش ؟ محبة تقتضيها الطبيعة ما يَحمل عليها الإجلال والتعظيم ولا الشفقة ولا الحنو لكن لأن طبيعته تميل إلى ذلك محبة الإنسان للنوم عند التعب، المهم لها أفراد كثيرة هذه أربعة أنواع كلها لا تدخل في قسم العبادة لكن أشرفُها هو النوع الأول المحبة لله وفي الله هذا أشرف هذه الأنواع أما البقية فإنها تُعتبر من قسم المباح إن اقترن بها ما يقتضي التعبُد صارت عبادة فحب الإنسان مثلا لوالده إجلالاً وتعظيما إذا اقترن بها أن يتعبد لله بهذا الحب من أجل أن يقوم ببر والده صارت هذه المحبة ها عبادة ونافعة وكذلك محبة الإنسان لولده محبة شفقة وحنان إذا اقترن بها ما يقتضي أن يقوم بأمر الله سبحانه وتعالى بإصلاح هذا الولد وتربيته والقيام بمصالِحه صارت عبادة كذلك المحبة الطبيعية كمحبة الإنسان لمأكلِه ومشربه ومنكحه ومسكنه ومركوبه وصاحبِه أيضا وصديقه إذا كان يقصد بها الاستعانة على عبادة الله عز وجل فإن هذا يعتبر من العبادة ولهذا حُبب إلى النبي عليه الصلاة والسلام من هذه الدنيا شيئان : النساء والطيب حبب إليه لأن ذلك مقتضى الطبيعة ولما يترتب عليه من المصالح العظيمة التي أشار إلى بعضها الحافظ ابن حجر في * فتح الباري * على ترجمة البخاري : " باب كثرة النساء " فإنه تعرض لكثرة نساء الرسول صلى الله عليه وسلم وذكر ما فيها من الفوائد العظيمة كذلك أيضا الطيب يحبه الإنسان لأنه يُناسب النفس الطيبة (( الطيبات للطيبين )) والله طيب لا يقبل إلا طيبا ولأنه ينشط النفس ويريحُها ويشرح الصدر فهذا إذا اتخذه الإنسان على سبيل التقرب إلى الله عز وجل صار عبادة ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى ) هذا ما يحضرني الآن من أقسام العبادة وأنواعها فصار العبادة الأول ما هو ؟ نقسمها إلى قسمين : محبة عبادة ومحبة غير عبادة فأما محبة العبادة فإنها لاتكون إلا لله وحده سبحانه وتعالى ولا يجوز لأحد أن يحب أحداً حُب عبادة وتعظيم عبادة إلا الله وحده لا شريك له أما غير العبادة فإنها على هذه الأنواع الأربعة محبة يقتضيها القسم الأول وهو محبة الله محبة تقتضيها محبة الله وهي الحُب في الله ولله يُذكر لك أن رجلا عابدا محسنا إلى عباد الله في بلد بعيد عنك لا تراه ولا تعرفُه فتحبه هذه المحبة ليش؟ لله عز وجل لله هذه المحبة قلت إنها في الحقيقة من فروع القسم الأول فهي عبادة كما سيأتي إن شاء الله في الأحاديث
والثاني محبة النوع الثاني : محبة شفقة ورحمة وحنان كمحبة الوالد لولده ومحبة الإنسان للضعيف أو لا؟ والفقير واليتيم وما أشبه ذلك
والقسم الثالث : محبة إجلال وتعظيم لكن ما هو عبادة كمحبة الإنسان لوالده ولمعلمه وللشيخ الكبير من المسلمين وما أشبه ذلك
والرابع : النوع الرابع : محبة تقتضيها الطبيعة كمحبة الأكل والشرب واللباس والنكاح وما أشبه ذلك هذه الأشياء قلنا إنها قد تكون عبادة بحسب الغاية والنية وإلا فالأصل فإنها من قسم المباح الذي لا يُحكم عليه بأجر ولا بثواب يعني معصية أو عقاب لكنها مع ذلك إذا قُصد بها التعبد لله والتقرب إليه صارت عبادة .
السائل : يا شيخ ... .
الشيخ : الدليل قول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) فهي عبادة من أجل أنها وسيلة لذلك والعلماء قالوا : " ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب " وقالوا : " الوسائل لها أحكام المقاصد " وهذا أمر متفق عليه طيب نرجع الآن إلى شرح الآيات .
3 - شرح قول المصنف : باب : قول الله تعالى : (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله )) أستمع حفظ
ما هو الدليل على أن حب اليتيم مثلا لأجل أن الله أوصى به من العبادة ؟
الشيخ : لا لا ، أحيانا يجي كافر من أكفر عباد الله ولا شاف هالكسير هالضعيف ولا هالفقير حن عليه ورحمه هذا شيء مشاهد وهو لا يعرف العبادة ولا شيء لا وهذا شيء مشاهد سبحان الله ، لكن عاد المؤمن يستغل هذه الفرصة يجعلها عبادة بأن يكون يرحمه لأن الله تعالى أوصى به وحث على رحمته .
السائل : ... الفرحة تكون من العبادة.
الشيخ : ها .
السائل : الفرحة يعني الواحد يفرح الفرح .
الشيخ : الفرح إذا كان الفرح بالعبادة وبفعل الحسنة فهذا طيب .
السائل : ... .
الشيخ : كيف ؟
السائل : ... بعدين لما قتلوه أنا فرحت بهذا .
بيان مكر اليهود النصارى على الأمة الإسلامية ؟
الطالب : موجود في الرياض الآن نوعين إيطالية وصينية
الشيخ : ويش فيها ؟
الطالب : فيها ... الله .
الشيخ : بالعربي ؟
الطالب : بالعربي الإيطالية بلاستيكية ... ما تروح والثاني لا كتابة ... .
الشيخ : هذا اللي رأيتها مصورة الظاهر أنه بلاستيكة .
الطالب : انعمل عليها بالرياض
الشيخ : انعمل على إيش ؟
الطالب : على منع بيعها.
الشيخ : طيب ولا سمعنا هنا ، ما أدري هو كتب في الصحف ولا لا ؟ المفروض إنه ما هو بيعلن عنها لا تباع المفروض أنها تصادر وإن الشركات التي وردتها تضمن كل ما دُفع إليها وتُغرم وتكتب في القائمة السوداء في جميع ما تورد هذا المفروض بس لا تبيعوه ما يكفي ما يكفي هذا .
الطالب : الشباشب يسموها أسامي غريبة يسموها زنوبة وخدوجة ...
الشيخ : ... زنوبة يعني زينب ؟
الطالب : إي نعم وخدوجة
الشيخ : خدوجة ... في خدوجة؟.
الطالب : نعم
الشيخ : سمعت أنت خدوجة ؟
الطالب : موجودة
الشيخ : إي لكن تسمى خدوجة
الطالب : نعم
الطالب : هو الاسم أصلا يسمى بالتحريف يعني من زينب يسمونها زنوبة العوام يعني نعم وخديجة يطلق عليها خدوجة لأجل يعني ..
الشيخ : لكن مكتوب على ..
الطالب : لا لا ليس مكتوبا ... خدوجة ... زنوبة لما يكون عاوز ... .
الشيخ : وش الي أخرجنا إلى هذا ، إي الي أخرجنا آدم.
شرح قول المصنف : قول الله تعالى : (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله ))
قال المؤلف رحمه الله تعالى : (( ومن الناس من يتخذُ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله )) قولُه : (( من الناس )) هذه للتبعيض وهي خبر مقدم ومن يتخذ مبتدأ مؤخر أنداداً جمعُ ند في أي شيء ؟ فسر هذه الندية بقوله : (( يحبونهم كحب الله )) في كيفيتهم وفي نوعيتهم كحب الله في الكيفية وفي النوعية إذن شديد وعبادة ولا لا ؟ حب عبادة ولا إيش ؟ حب عبادة لأن مقتضى التشبيه المطابقة إذ أن الشبه موافق لشبيهه والكاف في قوله : (( كحب الله )) لإيش ؟ للتشبيه فهم يحبون هذه الأنداد كحب الله نوعاً وكيفية نوعا أي محبة عبادة وكيفية أي في قوته وشدته نعم حتى إن بعضهم والعياذ بالله يغار لمحبوبه من هذه الأنداد أشد مما يغار على الله عز وجل وحتى إنه يعظم هذا المحبوب من الأنداد أكثر من تعظيم الله لو قيل له احلف بالله لحلف وهو كاذب ولم يبال ولو قيل احلف بالند وهو كاذب ما يمكن يحلف لا يمكن أن يحلف فهذا لا شك أنه شِرك أكبر مخرج عن الملة وقوله : (( كحب الله )) الصحيح في هذه الآية أنها على ظاهرها وأنها مضافةٌ إلى مفعولها أي يحبونهم كحبهم لله وإن كان بعض الناس بعض المفسرين يقول : كحب الله أي كحب الله الصادر من المؤمنين أي كحب المؤمنين لله يعني يحبون هذه الأنداد مثلما يحب المؤمنون الله عز وجل ولكن هذا القول وإن كان اللفظ يحتمله وتقدم أن تكلمنا عليه في التفسير لكن السياق يأباه غاية الإباء لأنه لو كان المعنى يحبون هذه الأنداد كما يحب المؤمنون الله لكان مناقضاً لقوله فيما بعد : (( والذين آمنوا أشد حباً لله )) وعلى هذا فيكون الصواب أن تبقى الآية على ظاهرها وهذا لم نرجحه في التفسير لكن تبين لنا بعد التأمل أنه هو القول الراجح إن لم يكن المتعين على أن المعنى يحبون هذه الأنداد كمحبة الله، يحبونهم كمحبة الله فيجعلونهم شركاء لله في المحبة لكن الذين آمنوا أشد حباً لله منين ؟ من هؤلاء
الطالب : ...
الشيخ : لا من هؤلاء لله أما قلنا يحبونهم كحب الله أن الآية تثبت أن هؤلاء المشركين يحبون الله لكنهم يتخذون أنداد يحبوهم كحب الله فقال : (( والذين آمنوا أشد حباً لله )) من هؤلاء لله لماذا كانت محبتهم لله أشد من حب هؤلاء لله ؟ لأنها محبة خالصة ليس فيها شرك ... لا شك أنها تضعف لكن المحبة الخالصة نعم أقوى طيب يبقى أن نقول والذين آمنوا أشد حباً لله من هؤلاء لله يبقى أنه قد ينقدح في ذهن الإنسان أن المؤمنين يحبون الأصنام ولكن الجواب على ذلك - صلوا ركعتين يا إخوان تحية المسجد لا القبلة على يسارك إي نعم - والذين آمنوا أشد حباً لله قد ينقدح في ذهن الإنسان أن المؤمنين يحبون هذه الأنداد والجواب أنه لا أن اللغة العربية يجري فيها التفضيل بين شيئين وأحدهما خال منه تماما قلنا هذا التفضيل من هذا النوع قال الله تعالى : (( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقراً وأحسن مقيلا )) مع أن أهل النار ما فيه خير مستقرهم ما فيه خير ولا حسن والعياذ بالله وكذلك : (( آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ )) هذه الموازنة ليس في الطرف الآخر منها شيء ولكنها من باب مقابلة الخصم بما يعتقد والحاصل أن هذا المعنى الذي ذكرناه هو الأرجح وذهب بعض المفسرين إلى المعنى الأول يحبونهم كحب الله أي كمحبة المؤمنين لله والذين آمنوا أشد حباً لله تعالى من هؤلاء لأصنامهم ويقولون إنهم كانوا أشد لأن محبتهم محبةٌ مبنية على العلم موافقة للفطرة ومحبة المشركين لأصنامهم مبنية على الوهم ومخالفةٌ للفطرة نعم مناسبة هذه الآية واضحة لباب المحبة وهي منعُ أن يحب الإنسان أحداً إيش ؟ كمحبة الله هذا ممنوع لأنه من الشرك الأكبر المخرج عن الملة وهذا والعياذ بالله ربما تجدُه في بعض الناس في بعض العباد وفي بعض الخدم فبعض العباد الذين يعظمون بعض القبور أو بعض الأولياء يحب هذا الولي نعم مثل محبة الله أو أشد سواء كان حياً أو مقبوراً وبعض الخدم أيضا لخدامهم ورؤسائهم تجدهم أيضاً يحبون هؤلاء الرؤساء أكثر مما يحبون الله ويعظمونهم أكثر مما يعظمون الله (( وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا، رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً )) لكن المؤمن يبني محبته على ما سبق من الأقسام وأن محبة العبادة والطاعة ما تكون إلا لله عز وجل .
قال المؤلف : " وقوله " يعني وقول الله تعالى : (( قل إن كان آباؤكم )) طيب نسينا نعرب أشد حباً حباً ويش إعرابها ؟ تمييز ؟
الطالب : تمييز
الطالب : مفعول مطلق .
الشيخ : لا هذه تمييز إذا جاءت بعد أفعل التفضيل فهي تميز مثل (( خير مستقرا )) هذا تمييز (( أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا )) هذا أيضا تمييز (( وقالوا نحن أكثر أموالاً وأولادا )) كل ما جاء بعد أفعل فهو تمييز .
6 - شرح قول المصنف : قول الله تعالى : (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله )) أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وقوله : (( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله ، فتربصوا حتى يأتي الله بأمره ... ))
فيستفاد من هذه الآية ما أراده المؤلف هذه المحبة في هذه الآية لهؤلاء الأصناف الثمانية من أي القسمين ؟ من محبة العبادة أو غير العبادة ؟
الطالب : غير العبادة
الشيخ : غير العبادة ومع ذلك شف إذا فُضلت على محبة الله صارت سببا للعقوبة يعني إن كان آباؤكم أحب إليكم من الله وبماذا نعرف أن الأب أحب للإنسان من الله ؟ إذا كان يُهمل أوامر الله لأوامر والدِه هذه علامة صحيح ما في القلوب لا نعلمه لكن كل ما في القلب فلَه شاهد في الجوارح يُروى عن الحسن أظن أنه قال : " ما أسر أحد سريرة إلا أظهرها الله تعالى على صفحات وجهه وفلتات لسانه " لا بد أن يظهر ما في القلب الجوارح والأقوال كالمرآة للقلب نعرف أنك تحب أباك أو ما بعده لأنك تقدمها على ما يحب الله طيب إذا قال قائل المحبة في القلب ولا يستطيع الإنسان أن يملكها ولهذا يروى عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : (اللهم هذا قسمي فيما أملك; فلا تلمني فيما لا أملك ) وكيف يُمكن للإنسان أن يحب الشيء وهو يُبغضه وهل هذا إلا من محاولة جعل الممتنع ممكناً؟ فالجواب أن هذا إيراد ليس بوارد فإن الإنسان يحب ما يكرهه بلا شك وتنقلب محبته كراهة إما لوجود أسباب ظاهرة وإما لإرادة قاهرة يكون عنده عزيمة حتى يحب هذا ويكره هذا أنت صديق لهذا الرجل وتحبه فيوماً من الأيام قال إنك سرقت مني وانتهكت حرمة أهلي ماذا تكون المحبة ؟ تنقلبُ كُرهاً بسبب ظاهر وأحياناً يكون بالعزيمة القوية رجل يصاحب صاحب شر وفاسقا فكان يحبه ولكنه أورد على نفسه كيف أحبُ هذا الرجل وعزم على نفسه حتى كرهه ممكن ولا لا ؟
الطالب : ممكن
الشيخ : يمكن، رجل يعتاد أمرا يحبه كشرب الدخان مثلا يحب هذا ، وشارب الدخان يحبونه أو لا ؟ ها
الطالب : لا ما يحبونه
الشيخ : يحبونه ، لا، يحبونه طيب لكن صار عنده عزيمة قوية فأبغضه وتركه يمكن ؟ يمكن أنا ضربت لكم هذا في الأشياء المحسوسة وسأبينه لكم في الأشياء الخبرية الواردة عن الشرع قال عمر رضي الله عنه للنبي عليه الصلاة والسلام : والله يا رسول الله إنك لأحب إلي من
الطالب : من مالي وولدي
الشيخ : مالي وولدي ( أحب إلي من كل شيء إلا نفسي ) (أحب إلي من كل شيء إلا نفسي ) شوف استثنى لأنه صريح رضي الله عنه ( فقال النبي عليه الصلاة والسلام : ومن نفسك، قال : الآن الآن ) شوف ( الآن والله إنك أحب إلي من كل شيء حتى من نفسي ) تغيرت المحبة ولا لا؟
الطالب : نعم
الشيخ : ويش الدليل ؟ الآن الآن ولا شك أن عمر صادق ما قال ذلك نفاقا لو أراد أن ينافق كان ما قال بالأول إلا من نفسي، فهو صادق وأقره النبي عليه الصلاة والسلام على أن الحب قد يتغير وينتقل وهذا صحيح أن الحُب يتغير وينتقل ويزداد وينقص ربما أسمعُ عن شخص شيئاً نسب إليه ، وأنا أحبه وهو عندي بمنزلة عالية فأكرهه وهذه طبعا لها سبب وعندما يتبين لي الأمر وأن ما نسب إليه كذب ترجع المحبة الأولى أو أكثر أليس هكذا ؟ طيب إذن فالمحبة يمكن للإنسان أن يسيطر عليها إما بسبب ظاهر أو بعزم قاهر صحيح أنها فيها صعوبة إنك تحب ما تكره لكن بالعزيمة أو بالأسباب مع التروي والتعقل يمكن أن ينقلب البغض حبا ، أو الحب بغضاً ، وهذا أمر واضح طيب الآية الكريمة : (( إن كان آباؤكم )) يعني الأب للصلب ها الأب للصلب أو حتى الجد ؟ حتى الجد وأبناؤُكم مثلها نعم الابن وابنه وإن نزل وإخوانكم للصلب ها شقيق أو لأب أو لأم .
يتفق هذا الخبر مع الواقع لقوله : (( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين )) .
السائل : يا شيخ الراجح فيها ... .
الشيخ : والله يحتمل كل معناهم ما ينتاقض لأنهم إذا زاغوا وبقوا على الفسق فحكمة الله تأبى أن يهديهم
7 - شرح قول المصنف : وقوله : (( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله ، فتربصوا حتى يأتي الله بأمره ... )) أستمع حفظ
شرح قول المصنف : عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ) أخرجاه .
- فراغ في الشريط -
والقواعد الشرعية تقتضي أن انتفاء هذا الشيء يراد به الانتفاء المطلق فهو للانتفاء المطلق وإذا كان لا يراد به ذلك فهو لانتفاء إيش ؟ لانتفاء الكمال ولكن لا يكون النفي بانتفاء شيء مستحب أبداً فإذا قال : لا صلاة بغير طهور فالمعنى أنها لا تصِح فيكون هذا نفيا للكمال الواجب يعني بمعنى أنه لا يُنفى الشيء إلا لانتفاء أمر واجب فيه ( لا يؤمِن أحدكم حتى أكون أحب إليه من وَلَدِه ) إلى آخره هذا الإيمان المنفي هنا هل هو أصله ؟ أصل الإيمان أو كماله الواجب ؟ كماله الواجب إلا إذا خلا القلب من محبة الرسول صلى الله عليه وسلم إطلاقاً فلا شك أن هذا نفي للإيمان المطلق مطلقا يعني لو لم يكن في قلب الإنسان محبة للرسول صلى الله عليه وسلم فإنه ليس بمؤمن لكن الحديث هنا ليس نفياً للمحبة معلق بإيش؟ بكمال المحبة أن يكون أحب إليه
وقوله : ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من وَلَدِه ) بدأ بالولد لأن تعلق القلب به أشد ومحبة الإنسان لِولده غالباً أشد من محبته لأبيه وقولُه : ( من وَلده ) يشمل الذكر والأنثى وقوله : ( ووالدِه ) يعني أباه وجده وإن علا وأمه وجدته وإن علت وقوله : ( والناس أجمعين ) يشمل إخوتَه وأعمامه وأبناء إخوته وأبناء أعمامه وأصحابه وأصدقاءه ونفسه أيضاً ونفسه ، لماذا يشمل نفسه ؟ لأنه من الناس لأنه هو من الناس إذن لا يتم الإيمان إلا بهذا أن يكون الرسول عليه الصلاة والسلام أحب إليه من كل شيء من المخلوقين نعم ، لماذا ؟ وكيف؟ لماذا نحبه أكثر من هذا ؟ لأنه رسول الله عز وجل وإذا كان الله أحب إليك من كل شيء فرسوله أحب إليك من كل مخلوق
وثانيا : يحب النبي عليه الصلاة والسلام لأمور كثيرة أولاً : لما قام به من عبادة الله وتبليغ رسالته فأنت تحبه لله لأنه ما أحد من البشر قام بمثل ما قام به النبي عليه الصلاة والسلام من تبليغ الرسالة والعبادة فتُحبه على هذا تحبه أيضاً بما جبله الله عليه من مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ولا لا؟ لأننا نحب من اتصف بهذا لو كان غير الرسول صلى الله عليه وسلم تحبه أيضا لما جلبه الله تعالى على يديه من هدايتك وتعليمك وإرشادك وتوجيهك لولا الرسول صلى الله عليه وسلم من أين نعلم هذا العلم ولا لا؟ لكن الله بعثه بالحق فبلغ الرسالة وأدى الأمانة، تحبه أيضاً على صبره على الأذى في دين الله صبر وصابر وأوذي في الله عز وجل فصبر صبر أولي العزم من الرسل عليه الصلاة والسلام فتحبه على كل هذه الخصال وإلا فقد يصعب على الإنسان أن يحب من لا يراه ولكن إذا تأمل الإنسان وتدبر هذه الأمور للرسول صلى الله عليه وسلم أحبه بلا شك ولهذا جاء في الحديث وإن كان ليس بصحيح ( أحبوا الله لما يغذوكم به من النعم ) فأنت تحب الله عز وجل لما يغذوك به من النعم ويدفع عنك من النقم كل نعمة (( وما بكم من نعمة فمن الله ))كل نعمة فيك فهي من الله عز وجل فتُحب هذا المنعم الذي أغدق عليك النعم وأسبغها عليك ظاهرة وباطنة ودفع عنك النقم التي لا.. فكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم نحبه لهذه الأمور ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم من محبة الله ولا لا ؟ نعم من محبة الله لأنها هي النوع الأول من القسم الثاني
يستفاد من هذا الحديث وجوب تقديم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم على محبة الناس أو لا؟
وثانيا : فداء الرسول عليه الصلاة والسلام بالنفس والمال صح؟ نعم يعني يجب أن تقدم محبته على نفسك فإذن تفديه بنفسك وبمالك
وفيه أيضاً إنه يجب على الإنسان أن ينصُر سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ويبذل لها نفسه وماله وكل طاقته لماذا؟ لأنها من كمال محبة الرسول عليه الصلاة والسلام، أنت إذا أحببت شخصاً أحببت أن ينجح في أمره ولا لا؟ ما أظن واحدا منكم يقول أنا أحب فلانا وهو يحب أن يفشل هذا المحبوب أليس كذلك ؟ فإذا كان هكذا فإن من أحب الرسول صلى الله عليه وسلم لا بد أن يحب سنته وشريعته ويدافع عنها كما يدافع عن شخص الرسول صلى الله عليه وسلم ولهذا قال بعض أهل العلم في قوله تعالى : (( إن شانئك هو الأبتر )) أي مبغضك هو الأبتر قالوا وكذلك من أبغض شريعته فإنه أبتر فشانئ الرسول صلى الله عليه وسلم وشانئ شريعته لا شك أنه أبتر مقطوع لا خير فيه ولا بركة .
ومن فوائد الحديث : جواز المحبة التي للشفقة والتي للتعظيم والإكرام من أين تُؤخذ ؟ من قوله : ( أحب إليه من كذا ) فأباح إثبات أصل المحبة لكن أوجب أن تكون محبة الرسول صلى الله عليه وسلم مقدمةً على محبة هؤلاء وهذا أمر طبيعي ما أحد ينكرُه طيب
ومن فوائد الحديث وجوب تقديم قول الرسول صلى الله عليه وسلم على قول كل الناس لأنه من لازم كونه أحب أن يكون قولُه مقدماً على كل أحد حتى على نفسك نعم ؟ نعم حتى على نفسك أنت مثلا تقول شيئا وتهواه وتقول يلا نفذ هذا الشيء افعل هذا الشيء ثم يأتيك رجل ويقول لك هذا الذي قلت وألزمتنا به يخالف قول الرسول صلى الله عليه وسلم كذا وكذا ويش الواجب عليك ؟ إذا كان الرسول أحب إليك من نفسك فأنت تنتصر للرسول صلى الله عليه وسلم أكثر مما تنتصر لنفسك وترد على نفسك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم نعم ولهذا قال بعضهم :
" تعصي الإله وأنت تزعم حبه *** هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته *** إن المحب لمن يحب مطيع "
الطالب : شنيع
الشيخ : لا بديع هذا الذي أحفظه أنا وعلى كل حال هو بديع يعني غريب .
الطالب : ... حسن .
الشيخ : لا البديع يعني معناه الغريب الشيء الذي يستغرب يعني المخالف للقياس
طيب إذن يؤخذ من هذا الحديث وجوب تقديم قول الرسول صلى الله عليه وسلم على قول كل الناس حتى على قول أبي بكر؟
الطالب : نعم
الشيخ : وعمر؟
الطالب : نعم
الشيخ : وعثمان؟
الطالب : نعم
الشيخ : وعلي؟
الطالب : نعم
الشيخ : طيب والأئمة الأربعة؟
الطالب : من باب أولى
الشيخ : من باب أولى ومن بَعدهم من باب أولى (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ )) ولكننا سبق أن قُلنا إذا رأيتم الحديث مخالفاً للأحاديث الأخرى الصحيحة الواضحة أو مخالفا لقول أهل العلم الجمهور منهم فالواجب علينا إيش ؟ التثبت وأن نتأنى في الأمر لأن اتباع الشواذ يؤدي إلى الشذوذ فلهذا يجب علينا إذا رأينا حديثا يخالف ما عليه أكثر الأمة أو يخالف الأحاديث الصحيحة التي كالجبال في رُسوها ما نقول نرده بل يجب علينا أن نتثبت ونطالع ونراجع في سنده حتى يتبين إذا تبين فإنه لا بأس أن يخَصَّص الأقوى بما هو أضعف منه نعم ويمكن أيضاً أن يكون خلاف الأمة أن يكون الحديث ضعيف مخالفاً لقول جمهور الأمة هذا أمر ممكن لكن المهم أن نتثبت في الأمر وهذه القاعدة تنفعك في كثير من الأقوال التي ذُكرت أخيراً وغفل عنها الأقدمون نعم وصارت محل نقاش بين الناس فإنه يجب اتباع هذا الطريق يقال أين الناس من هذه الأحاديث ولو كانت هذه الأحاديث من شريعة الله لكانت محفوظة باقية معلومة نعم مثل ما ذُكر أن الإنسان إذا لم يطُف طواف الإفاضة قبل أن تغرب الشمس يوم العيد فإنه يعود محرماً فإن هذا الحديث وإن كان ظاهر سنده الصحة لكنه ضعيف وشاذ ولهذا ما ذُكر أنه عَمل به إلا كان رجل أو رجلان من التابعين وإلا فالأمة على خلافه فمثل هذه الأحاديث يجب أن يتحرى الإنسان فيها ويتثبت لا نقول تُرَد لأنها قد تكون صحيحة لكن يجب أن يتثبت فيها الإنسان كثيرا .
مناسبة هذا الحديث للباب ظاهرة ويش المناسبة ؟ أنه في باب المحبة محبة الرسول عليه الصلاة والسلام التي محبته من محبة الله نعم .
8 - شرح قول المصنف : عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ) أخرجاه . أستمع حفظ
هل نصر سنة الرسول صلى الله عليه وسلم هي نصر لله تعالى ؟
الشيخ : نعم
السائل : نصرة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم هي نصرة لله ولا للرسول ؟
الشيخ : هي نصر لدين الله لا شك، نصر الله ... نصر دينه أما هو جل وعلا لم يكن له ولي من الذل .
السائل : الرسول قد مات يعني ما ينفعه نصرنا .
الشيخ : لا يا أخي ينفعه بمعنى أنه يكون كل من عمل بهذه السنة فلهُ أجرها للرسول صلى الله عليه وسلم أجرها أجر العامل فأيما أنفع له لو كان الذي فعل بسنته مليونا من الناس أو مليونين ؟
السائل : مليونين .
الشيخ : إذن ينتقفع بذلك .
السائل : لكن عندما يعني يناصر السنة الحين هل ينوي أنها مناصرة لله أو للرسول ؟.
الشيخ : لا هو ينوي أنها نصرة لله عز وجل نصرة لدين الله أيضاً نصرة لدين الله الذي جاء بها هذا الرسول وأنه يعتبر ناصراً للرسول في الحقيقة الآن حتى في الأمور العادية صاحب المبدأ مثلاً صاحب قومية ولا حزبية ولا ما أشبه ذلك حتى بعد موته يقال إن هذا الرجل انتصر له ناصره .
شرح قول المصنف : ولهما عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ) . وفي رواية : ( لا يجد أحد حلاوة الإيمان حتى ... ) إلى آخره .
ثلاث من كن فيه وجد بهن ، أولا : إعراب ثلاثة ويش هي ؟
الطالب : خبر مبتدأ
الشيخ : خبر مبتدأ وين المبتدأ ؟
الطالب : هذه ثلاث
الشيخ : ما ذكره ... هذه
الطالب : مبتدأ
الشيخ : مبتدأ طيب ما وصلنا للخبر إلى الآن مبتدأ لكن كيف يجوز الابتداء بالنكرة ؟ وابن مالك يقول :
" ولا يجوز الابتداء بالنكرة *** ما لم تفد " وهذه مفيدة لا شك " كعند زيد نمرة " ثم هي موصوفة لقوله : ( من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان ) على ظن بعضكم نعم وليست موصوفة في الحقيقة لأن الجملة الشرطية خبر مبتدأ طيب ( من كُن فيه ) مَن هذه شرطية، وكن ، كن فعل ماضي مبني للمجهول
الطالب : ...
الشيخ : إذا قلت شُدّ ويش هي هذه ؟
الطالب : فعل ماضي
الشيخ : فعل ماضي للجهول ردّ كذلك كنّ فعل ماضي مبني للمجهول، هذه أصلها كان أو لا؟ طيب فإذا كان أصلها كان صارت فعل ماضي قاقص ، والنون اسمها وفيه خبرها وقوله : ( وجد بهن ) وجد فعل ماضي مبني على الفتح في محل جزم جواب الشرط ، والجملة من فعل الشرط وجوابه في محل رفعٍ خبر المبتدأ
( ثلاث من كن فيه ) أي من وُجدن فيه ( وجد بهن حلاوة الإيمان ) وجد بهن ، الباء هنا للسببية أي بسببهن وقوله : حلاوة مفعول وجد وجد بهن حلاوة الإيمان ، وهنا كلمة حلاوة هل هي أمر معنوي أو أمر حِسي ؟
الطالب : معنوي
الشيخ : طيب نشوف هذه الحلاوة هي ما يحسه الإنسان بنفسه من الراحة والطمأنينة والانشراح ما هي بحلاوة سكر ها ولا لا ؟ فالحلاوة إذن مدركة بالنفس لا باللعاب والفم نعم فالمعنى إذن وجد بهن الحلاوة القلبية وهي ما يجده من الطُمأنينة والراحة والانشراح الخصلة الأولى
الطالب : حسية أو معنوية
الشيخ : نعم، لا هي حسية لكنها ما هي الحسية التي تذاق بالفم ما هي هذه لكن حسية التي تجعل الإنسان يحس بها بقلبه وليس المعنى أيضاً أن حلاوة الإيمان هي علم، أنها العلم حتى نقول إن المراد أنها معنوية بل هي أمر حسي يذوقه الإنسان بذوقه الباطني ولا الظاهري ؟
الطالب : الباطني
الشيخ : ذوقِه الباطني قال : ( أن يكون الله ) هذه الخصلة الأولى وهي خبر مبتدأ محذوف تقدير الأولى ( أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ) الله ورسولُه المراد بالرسول صلى الله عليه وسلم محمد وكذلك جميع الرسل يجب علينا محبتهم أكثر من غيرهم وقولُه : ( أحبَّ إليه ) أحبَّ فيها إشكال لغوي وهي أنها مفرد مع أن الاسم اسم يكون مثنى اثنين فلماذا أُفردت ؟ لو قلت زيد وعمرو قائم ما صح بل لا بد أن تقول قائمان فهنا ليش أُفردت ؟
الطالب : لوجود حرف العطف
الطالب : لأن ...
الشيخ : على تقدير، هاه تقدير إيش ؟ مِن ، على تقدير مِن، قال ابن مالك : " وإن " في أفعل التفضيل الله يهيئ لي طلبة يحفظون ولا ينسون يلا
" وإن لمنكور أو جُرِّد ألزم تذكيرا *** وإن يوحدا "
نعم مو قال هكذا هذا إذا نويت معنى في البيت الثاني الذي يليه
طيب أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما من الدنيا كلها حتى من نفسه وولده ووالده وزوجه وجميع الناس وسبق لنا أن أسباب المحبة لله ورسوله أن الإنسان إذا تأمل ما أنعم الله به عليه من النعم التي لا تُحصى ومن دفع النقم وتأمل ما عليه النبي عليه الصلاة والسلام من الأخلاق والأعمال والعبادة لله عز وجل وما كابده من الصبر والمصابرة على أعداء الله وما أجراه الله تعالى على يده من هدايته كل ذلك يجلب المحبة لله ورسوله وهنا ما يُقال إن الحديث فيه إشكال من جهة الشرك فإنه جاءت بالواو هو لم يقل ثم رسوله وجاء الخبر لهما جميعاً أحب إليه مما سواهما نقول لأن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم من محبة الله ولهذا جُعِل أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله جُعل ركنين من أركان الإسلام ولا ركنا واحدا ؟
الطالب : ركناً واحداً
الشيخ : ركنا واحدا لأن الإخلاص لا يتم إلا بالمتابعة التي جاءت عن طريق النبي صلى الله عليه وسلم
ثانيا : ( وأن يحب المرء لا يحبُه إلا لله ) يحب المرء المراد به الرجل ولكن هنا يشمل الرجل والمرأة لا يحبُه إلا لله اللام هنا للتعليل يعني إلا من أجل الله عز وجل وإذا كان كذلك فمعلوم أن هذا الرجل المحبوب أحببتَه لله لأنه قائم في طاعة الله عز وجل وحُب الإنسان للمرء له أسباب كثيرة ولا لا؟ يحبه للدنيا يحبه للقرابة يحبه للزمالة يحب المرأة مثلاً زوجته لنيل الشهوة منها ويحب من أحسن إليه لإحسانه إليه، المهم أن أسباب المحبة كثيرة لكن إذا انحصر حب هذا الرجل بهذا الواحد بهذا الشيء الواحد وهو لله لا يحبُه إلا لله فإن هذا من أسباب وجود حلاوة الإيمان نعم
الثالث : ( وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يَكره أن يُقذف في النار ) هذه الجملة الثالثة بعد إذ أنقذه الله منه أن يعود في الكفر تدل على أن الصورة في رجل كان كافرا ثم أسلم فهو يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يَكرَه أن يقذف في النار وإنما ذكر المسألة بهذه الصورة لأن الكافر يألف ما كان عليه أولاً يألفُه فربما يرجع إليه ، أما من لا يعرف الكفر فقد يكون في هذا المقام وقد يكون أنقص وقد يكون نعم ما فيها أزيد، يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يُقذف في النار ولا شك أن كل واحد منا يكره أن يقذف في النار فإذا كره العود في الكفر كما يكره القذف في النار فإنه ... على ما يكون به من حلاوة الإيمان هل الحلاوة .
هل الحلاوة
صلى الله عليه وسلم الجمع هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأما لأجل يُنتفى الشرك في حقه بخلاف غيره وقال بعضُهم إن هذا قاله النبي عليه الصلاة والسلام قبل أن يُنهى عنه فيكون هذا ناقلا عن الأصل لكن الأصح الذي ليس فيه إشكال هو أن يُقال إن مقام الخطبة ينبغي فيه البسط وسياق العبارات الواضحة
طيب قولُه : ( وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله )
وفي رواية : ( لا يجد أحد حلاوة الإيمان حتى ) إلى آخره وفي رواية ( لا يجد أحد ) وإنما أتى المؤلف بهذا لأن انتفاء الوُجدان وجدان الحلاوة بالنسبة للرواية الأولى عن طريق المفهوم - حطو بالكم - وهنا عن طريق المنطوق شوف الحديث الأول : ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان ) هذا المنطوق مفهومه ويش مفهومُه ؟ من لا تكون فيه لا يجد حلاوة الإيمان فيكون دالاً على انتفاء حلاوة الإيمان بفقد هذه الأشياء دالاً عليها بالمفهوم أما ( لا يجد أحد حلاوةَ الإيمان ) فإنه يدل على انتفاء حلاوة الإيمان لمن لم يكن فيه هذه الأحوال الثلاثة بالمنطوق ودلالة المنطوق أقوى من دلالة المفهوم فإذا قال قائل : ما الفائدة من إتيان المؤلف بهذه الرواية؟ قلنا الفائدة بذلك هو ما ذكرنا أن دلالتها انتفاء وجود حلاوة الإيمان صريح بطريق المنطوق والأول بطريق المفهوم والدلالة بالمنطوق أقوى .
10 - شرح قول المصنف : ولهما عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ) . وفي رواية : ( لا يجد أحد حلاوة الإيمان حتى ... ) إلى آخره . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : ( من أحب في الله ، وأبغض في الله ووالى في الله ، وعادى في الله ، فإنما تنال ولاية الله بذلك . ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك ......
الطالب : عبد الله
الشيخ : إي عبد الله بن عباس قال يعني ابن عباس فالحديث ليس بمرفوع ولكنه من قوله قال : ( من أحب في الله ، وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله ، فإنما تُنال وَلاية الله بذلك ) هذه من شرطية وفعل الشرط أحب وجوابه جملة ( فإنما تُنال ولاية الله بذلك ) قوله : ( من أحب في الله ) الفاء يحتمل أن تكون للظرفية ويحتمل أن تكون للسببية ،كونها للظرفية من حيث الحرف واضح لأن الأصل في في الظرفية وكونها للسببية لأن في تأتي للسببية أحيانا كما في الحديث الصحيح ( دخلت النار امرأة في هرة ) أي بسببها قال : ( من أحب في الله ) أي من أجله هذا على القول بأن في للسببية، إذا قلنا إنها للظرفية فالمعنى من أحب في ذات الله أي في دينه وشرعِه ومحبته وما أشبه ذلك فيكون معنى من أحب في ذات الله لا لغرض من الدنيا ( وأبغض في الله ) البُغض هو الكراهة يعني أبغض لله أو أبغض في ذات الله بحيث إذا رأى شخصا قائما بمعصية الله كرهه وأبغضه، وفي الأول إذا رأى أحدا قائما بطاعة الله سبحانه وتعالى أحبه .
السائل : ... السببية والظرفية ... ؟
الشيخ : إي فيه فرق السببية معناها أنه يكون الحامل له على المحبة أو البغضاء هو الله سبحانه وتعالى
السائل : والظرفية
الشيخ : الظرفية معناه أن يكون موضع الحب أو موضع الكراهة هو ما يتعلق بذات الله عز وجل فيُبغض من يبغضه الله ويحب من يحبه الله وهما متلازمان لكن الفرق بالمعنى واضح قال : ( ووالى في الله وعادى في الله ) الموالاة هي المحبة والنصرة والتأييد وما أشبه ذلك هذه الموالاة فيُحب وينصر ويؤيد ويكون معهم في صفهم لأنهم قائمون بطاعة الله ويعادي في الله ويش معنى المعاداة ؟ المعاداة ضد الموالاة أن يبتعد عنهم ويكرههم ويحب خذلانهم وذلهم في الله عز وجل مثل يحب المؤمنين ويواليهم ويبغض الكافرين ويعاديهم يقول رحمه الله : ( فإنما تنال ولاية الله بذلك ) هذا جواب الشرط فإنما تُنال، نلتُ الشيء أي أدركته ووصلت إليه يعني يدرك الإنسان وَلاية الله ويصل إليها بهذا الشيء بكونه يجعل محبته ويجعل بغضه وولايته ومعاداته يجعلها كلها لمن ؟ لله وقوله : ( ولاية ) يجوز في الواو وجهان الفتح والكسر وقال بعضهم : إن الوَلاية معناها النصر كما قال تعالى : (( ما لكم من ولايتهم من شيء )) وأن الوِلاية بمعنى التولية الإمرة يعني النيابة عن الشيء فيقال هذا وال على هذا البلد أي نائب على البلد من قبل السلطان فبعضهم يفرق بين الفتح والكسر بالمعنى يقول هذه لها معنى وهذه لها معنى وبعضهم يقول : المعنى واحد بالفتحة أو بالكسرة قال الله تعالى : (( هنالك الولاية لله الحق )) ويش معنى الولاية ؟ يعني تولي الأمور والنصر ، من لم ينصره الله في ذلك الوقت فلا ناصر له (( وما لكم من ولايتهم من شيء )) أي من ... حتى يهاجروا (( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر )) .
السائل : أقول الآية ... ولا بس الفتح؟.
الشيخ : (( من وَلايتهم )) ما أدري والله إن كان فيها قراءة بالكسر ما أدري
يقول : نعم ( فإنما تنال ولاية الله بذلك ) الباء هنا للسببية أي بسبب ذلك والمشار إليه الحب في الله والبغض فيه والموالاة فيه والمعاداة فيه ( ولن يجد عبدٌ طعم الإيمان وإن كثُرت صلاته وصومُه حتى يكون كذلك ) هذا الخبر كما تعرفون موقوف لكنه في الحقيقة بمعنى المرفوع فإنه بمعنى الحديث الأول، الإنسان لا يجد طعم الإيمان ولذته وحلاوته والأنس به حتى يكون كذلك ولو كثُرت صلاته وصومُه وذلك لأنه إذا كان يوالي أعداء الله فإنه لا يمكن أن يجد طعم الإيمان وكيف يستسيغ عاقل فضلاً عن مؤمن أن يوالي أعداء الله يرى أعداء الله سبحانه وتعالى يُشركون به ويكفرون به ويدعون به النقائص والعيوب ثم يواليهم ويحبهم هذا لو يكون في الروضة كل صلاة ويقوم الليل ويصوم النهار فإنه لا يمكن أن ينال طعم الإيمان لا بد أن يكون قلبك مملوئا من محبة الله والمحبة فيه والموالاة فيه وعلى العكس من ذلك يكون مملوئا ببغض أعداء الله ومعاداتهم وإلا ما يمكن أن يكون هكذا يقول الشاعر بل ابن القيم :
" أتحب أعداء الحبيب وتدعي *** حبا له ما ذاك في إمكان "
وهذا صحيح لو أن صبيا زاعل صبيا آخر تعرفون المزاعلة المزاعلة الهجر تجد كل واحد منهم يقول للصبيان الآخرين أنت معي ولا معه؟ إذا كان مع واحد منهم يلزم منه يعادي الثاني ولذلك لو يقول: أنا معكم ويشوفه ... الثاني اللي مزاعل هو وإياه يزعل قال أنت الآن خنتني كيف تكلمه وأنت تقول أني معك، أقول هذا في الفطر معروف في الفطر إنه ما يمكن أحد يحب أعداء الحبيب أبدا ثم يدعي أنه يحبه قال الإمام أحمد : " إني رأيت النصراني أُغمض عيني عنه " رحمه الله يغمض " كراهة أن أرى بعيني عدو الله " هذا الذي وجد طعم الإيمان أما اللي والعياذ بالله يرى أنهم في الحقيقة الأمر خطير يرى أنهم على دين مرضي والعياذ بالله فهذا من اعتقد هذه العقيدة فهو خارج عن الإسلام اللي يرى أن النصارى أو اليهود على دين مرضي ومقبول عند الله فهو خارج عن الإسلام مكذب لله عز وجل (( ورضيت لكم الإسلام ديناً )) (( إن الدين عند الله الإسلام )) (( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه )) والمسألة يا إخواننا بمناسبة كثرة النصارى عندنا وغير النصارى أيضاً من الوثنيين المسألة صار فيها خطر عظيم وأصبح كثير من الناس الآن لا يفرق بين مسلم وبين كافر .
الطالب : ... .
الشيخ : هذا ... المهم إننا خلونا على المرتبة اللي ما يكفهر منه والعياذ بالله ولا يبالي ولا كأنه عدو لله عز وجل بل وهو عدو له (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ )) هم أعداء لنا وإن تظاهروا بالصداقة مهما كان الأمر قال الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )) أقول بهذه المناسبة الآن أصبحنا في مِحنة في الواقع لأنه يخشى على بني جِنسنا وبني قومنا الذين يدعون أنهم منا يُخشى عليهم أن يركنوا إلى هؤلاء وأن يودوهم وأن يحبوهم نعم حتى إن الشيطان لعب بهم وقال : إن غير المسلمين أتقن في الشغل وأخلص وأقوم وما أشبه ذلك وهذا كله من وساوس الشيطان والشيطان يزين للإنسان الفحشاء كما يزين له الفجور والزنا وشرب الخمر يزين له المسألة هذه بل هذه تكون أخطر على القلب من مسألة الزنا وشُرب الخمر وما أشبه ذلك فالمسألة هذه عظيمة جدا ونسأل الله تعالى أن يخلص هذه البلاد منهم وهذه البلاد بالذات يقول فيها الرسول عليه الصلاة والسلام : ( لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلماً ) ويقول : ( أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب ) ويقول : ( أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ) كل هذا لئلا يشتبه الأمر على الناس إي نعم
طيب إذن يعني إلى حد بعض الناس يعني بعض الجهال إذا قلت مثلا هذا نصراني مهو مسيحي يقول عجيب يعني يظن أن المسيحي غير النصراني لأنه ينتسب إلى عيسى عليه الصلاة والسلام فيظن أن دينه حق وصحيح ولهذا يستغرب لهذا الأمر .
السائل : شيخ الحديث وعن ابن عباس ... .
الشيخ : قال قال ما قال قال رسول الله نعم .
السائل : عن ابن عباس من أحب في الله.
الشيخ : كيف ؟
السائل : الموالاة ... اعتقادي وعملي .
الشيخ : ويش معنى اعتقادي وعملي ؟
السائل : يعني الموالاة كفر ... .
الشيخ : ما فهمت ويش معنى الموالاة الاعتقادية الموالاة الاعتقادية اللي يحب انتصارهم مثلاً انتصارهم على المسلمين وما أشبه ذلك وإن لم يناصرهم تقصد هذا ؟
11 - شرح قول المصنف : وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : ( من أحب في الله ، وأبغض في الله ووالى في الله ، وعادى في الله ، فإنما تنال ولاية الله بذلك . ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك ...... أستمع حفظ
شرح قول المصنف وقوله : وقد صارت عامة مؤخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يجدي على أهله شيئا)
الطالب : فيه بعض المسلمين الي هم غالب الناس عندهم ... .
الشيخ : ( مؤخاة الناس على أمر الدنيا ) ما هي عندكم أنا أحفظها ( وقد صارت عامة مؤخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يجدي على أهله شيئا ) رواه ابن جرير . صارت عامة يعني أكثر مؤاخاة الناس يعني موادتهم ومصاحبتهم على أمر الدنيا هذا يقوله من ؟ ابن عباس وأظنه ليس بعيد العهد أو بعيد العهد ؟
الطالب : بعيد
الشيخ : بعيد العهد إذا كان الناس قد تغيروا في زمنه فما بالك بأزماننا اليوم؟ الآن صارت مؤاخاة الناس إلا النادر على أمر الدنيا بل صار أعظم من ذلك يبيعون دينهم بدنياهم والعياذ بالله ، كما تشاهدون الرشاوي وغيرها هذه معناه أن الإنسان باع أمانته ودينه من أجل هذه الرشوة ولهذا قال الله عز وجل : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ )) ولما كان غالب ما يحمل على الخيانة هو المال وحب الدنيا أعقبها بقوله : (( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ))
يستفاد من أثر ابن عباس رضي الله عنهما يستفاد منه ثبوت الولاية لقولِه : (فإنما تنال ولاية الله) ولا ريب أن لله تعالى أولياء وهو ثابت بنص القرآن (( الله ولي الذين آمنوا )) (( ومن يتول الله ورسولَه والذين آمنوا )) وقال تعالى : (( إنما وليكم الله ورسولُه والمؤمنون )) وقال تعالى : (( ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا )) وقال : (( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ )) فلله أولياء يكون هو ولياً لهم وهم يكونون أولياء لله فهم يتولون أمره ويقيمون دينَه وهو يتولاهم بالمعونة والتسديد والكلاءة والحفظ والتوفيق ولكن الشأن كل الشأن في صدق هذه الوِلاية لأن "كلاً يدعي وصلاً لليلى" وكل يقول أنا ولي ولكن هنا ميزان قسط مستقيم وهو قوله تعالى : (( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ )) فكما قال شيخ الإسلام رحمه الله : " من كان مؤمنا تقيا كان لله وليا " فهؤلاء الذين يدعون الولاية في جهات العالم الإسلامي نقول الحمد لله هذه دعوى لها ميزان ولها بينة إن شهدت بها فهي حق وإلا فهي باطل ننظُر إلى حال الرجل هو مؤمن هو تقي هو دجال كاذب فاجر ماذا نقول ؟ إذا كان من الصنف الأول مؤمِن تقي فهو ولي لكن اعلم أن الولي ما يمكن أن يذهب إلى الناس يقول أنا من أولياء الله ويزكي نفسه ، هو بهذا تسقط ولايته لأنه لم يتق الله فإن الله يقول : (( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى )) فإذا زكى نفسه عصى الله وبمعصيته لله تزول التقوى فتزول الوِلاية لكن الولي لله هو المؤمن التقي الخفي الغني الذي لا يبالي بالناس التفتوا إليه أم لم يلتفوا إليه هذا هو الولي ، الله تعالى له أولياء وهم الذين اتصفوا بالإيمان والتقوى " من كان مؤمنا تقيا كان لله وليا " .
الله صلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ما معنى قوله : ( من أحب في الله )؟ حسين ويش معنى قوله : ( من أحب في الله ) ما معنى قوله يا حمد : ( ووالى في الله ) ؟
الطالب : الموالاة هي النصرة والتأييد والمحبة.
الشيخ : والإعانة
الطالب : والإعانة
الشيخ : طيب ومعنى في الله ؟
الطالب : أي ...
الشيخ : فتكون في للسببية كالأول أو في ذات الله
الطالب : تكون ظرفية
الشيخ : تكون للظرفية طيب قوله : ( ولاية الله بذلك ) هذه أظننا ما شرحناها طيب كم أقسام الولاية يا خلف ؟
الطالب : أقسام الولاية
الشيخ : نعم
(فإنما تنال ولاية الله بذلك) الولاية لها وجهان: ولاية من الله للعبد وولاية من العبد لله لها وجهان ولاية من الله للعبد وولاية من العبد لله قال الله تعالى : (( الله ولي الذين آمنوا والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت )) هذه وِلاية من الله للعبد وقال : (( ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا )) هذه ولاية منين ؟ من العبد لله ولهذا (( ومن يتول اللهَ )) بالفتح على أنه مفعول به الولاية التي من الله للعبد تنقسم إلى قسمين عامة وخاصة فالولاية العامة هي الولاية على العباد بالتدبير والتصريف وهذه تشمل المؤمن والكافر وجميع الخلق، فالله سبحانه وتعالى هو الذي يتولى عباده بالتصريف والتدبير والسلطان وغير ذلك قال الله تعالى : (( ثم رُدوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرعُ الحاسبين )) هذه من أي الولايتين ؟ من الولاية العامة لأنه للكفار فيكون هذا من الولاية العامة
القسم الثاني : الولاية الخاصة وهو أن يتولى اللهُ العبدَ بعنايته وتوفيقه وهدايته .