تتم الكلام على الولاية الخاصة.
أما الوجه الثاني من وجه حديث الولاية فهي ولاية العبد لله وهذه لا تنقسم وإنما هي قسم واحد وهي خاصة بمن ؟ بالمؤمنين الذين هم حزب الله (( ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم المفلحون )) تكون هذه خاصة بالمؤمنين الذين يتولون الله ورسوله فيقومون بطاعة الله إخلاصا له واتباعا لرسوله صلى الله عليه وسلم كلام ابن مسعود هنا إذا صح الأثر عنه فإنما تُنال ولاية الله
الطالب : ابن عباس
الشيخ : ابن عباس نعم ابن عباس ( فإنما تُنال وَلاية الله ) ويش مراده أي الولايتين ؟ الخاصة الولاية الخاصة
فالخلاصة الآن أن الولاية لها وجهان من الله إلى العبد ، ومن العبد لله فالأولى تنقسم إلى قسمين ولاية عامة وولايةٌ خاصة الثانية لا تنقسم إنما هي قسم واحد فقط واعلم أن الولاية لا تُنال بالدعوى بل من ادعى الولاية فهو أبعد من الولاية لأن من ادعى الوِلاية فقد زكى نفسه ووقع فيما حرم الله عليه لأن الله يقول : (( فلا تُزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى )) فمن قال للناس إنه ولي فهو من أبعد الناس عن الولاية ولا يكاد يقع هذا إلا من محرف ومن مغرر بالناس يخدعهم وربما تعينه الشياطين على بعض ما يريد ليصدوا بذلك عن سبيل الله ، نعم ، لكن من ظن في نفسه الولاية ولم يدعها فهل هذا يقدح بولايته ؟
الطالب : لا
الشيخ : هو على كل حال إن أدى ذلك إلى العُجب بنفسه والإدلال على الله تعالى بعملِه فلا شك أن هذا قادح ، أما من استبشر بها اعتقدها في قَلبه مستبشرا بها معترفا بأنها من فضل الله عليه ولكنه يريد أن يُدخل السرور على نفسه والفأل فهذا نعم لا يقدح في إخلاصه ولا في دينه والمسألة هذه كغيرها من أعمال القلوب يعني من أخطر ما يكون أعمال القلوب أعمال القلوب أخطر من الخاطر ، المذياع إذا أردت أن تغيره من موجة إلى أخرى أو من محطة إلى محطة يحتاج إلى عمل لكن خواطر القلوب لا تحتاج مو بلحظة بأدنى أدنى شيء من اللحظة ينصرف الخاطر من الأسفل إلى الأعلى ومن الأعلى إلى الأسفل وربما تتوارد الخواطر وتتزاحم فيكون في القلب خواطر متعددة والمهم أن مدعي الولاية بلفظه يدعيها أمام الناس نقول هذا أبعد من يكون عن الولاية لأنه ليس عنده من تقوى الله ما منعه عما نهى الله عنه في قوله : (( فلا تزكوا أنفسكم )) والولاية ما تكون إلا لمؤمن تقي
بدون أن يحدث به الناس فقلت لكم إن له حالين أن تحمله له على العجب والإدلال على الله بعمله والمنة على الله به فهذا يخدِش في إيمانه ودينه ويضُره الثاني أن يستبشر بها ويرى أنها من نعمة الله عليه ويرى لها آثاراً نعم فيَحمد الله على ذلك ويزداد فرحا وفألاً فهذا لا بأس به وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل .
شرح قول المصنف :وقال ابن عباس في قوله تعالى : (( وتقطعت بهم الأسباب )) [ سورة البقرة : 166 ] قال : ( المودة ) .
الطالب : ...
الشيخ : لا بعد قوله: (( ومن الناس من يتخذُ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله )) لأن الآيتين في سياق واحد (( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ * إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ )) قال المراد بذلك الأسباب يعني المودة يعني مودة المشركين لأصنامهم أما مودة الله عز وجل فإنها تتقطع بالإنسان ؟ أبداً بل موصلة للإنسان وكذلك مودة المؤمنين بعضهم لبعض ترفعهم درجات المتحابين في الله قال الله تعالى : (( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ )) ثم قال المؤلف رحمه الله : " فيه مسائل " .
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
السائل : ...
الشيخ : لا هذه قلناها هذا شرحناه بس حنا كان باقٍ علينا أقسام الولاية .
السائل : قوله : " وعن ابن عباس " ما يدل على أن الحديث أثر ...
الشيخ : وقال ابن عباس .
السائل : لا عندنا وعن ابن عباس .
الشيخ : الأول تعني .
السائل : الأول الأول .
الشيخ : لا هو موقوف إذا لم يرفعه فهو موقوف .
السائل : ... ابن عباس ما يقول هو قال ابن عباس .
الشيخ : لا مو بلازم إذا قال وعن ابن عباس ولم يقل عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو موقوف
السائل : قوله عن ما تدل على ..
الشيخ : ما تدل على أنه مرفوع .
السائل : ... .
الشيخ : إي ما تدل .
2 - شرح قول المصنف :وقال ابن عباس في قوله تعالى : (( وتقطعت بهم الأسباب )) [ سورة البقرة : 166 ] قال : ( المودة ) . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: تفسير آية البقرة. الثانية: تفسير آية براءة. الثالثة: وجوب محبته صلى الله عليه وسلم على النفس والأهل والمال. الرابعة: أن نفي الإيمان لا يدل على الخروج من الإسلام.
المسألة الأولى : تفسير آية البقرة " وهي
الطالب : ومن الناس
الشيخ : (( ومن الناس يتخذ من دون الله أندادا )) وتقدم تفسيرها نعم
" الثاني : تفسير آية براءة " (( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم )) إلى آخره
" الثالثة : وجوب محبته صلى الله عليه وسلم على النفس " كذا عندكم ؟
الطالب : نعم
الشيخ : أنا عندي حاشية يقول : " لعل الصواب وجوب تقديم محبته " وهذا صحيح لأنه هو مقتضى الحديث وأيضا قوله على النفس يدل على أن هناك تقديم " وجوب تقديم محبته صلى الله عليه وسلم على النفس والأهل والمال " من أين تُؤخذ ؟ ( لا يؤمن أحدُكم حتى أكون أحب إليه من ولَده ووالده والناس أجمعين ) النفس .
الطالب : حديث عمر .
الشيخ : عمر
الطالب : نعم
الشيخ : إي بس ما هو موجود
الطالب : تدخل في الناس
الشيخ : تدخل في الناس لأن نفسك من الناس نعم ثم إن الآية أيضاً (( قل إن كان آباؤكم )) (( أحب إليكم من الله ورسوله )) هذه فيها ذكر القرابات وذكر الأموال (( قل إن كان آباؤكم )) الحديث ما فيه ذكر المال فيه ذكر النفس وفيه ذكر الولد والوالد والناس ما فيه ذكر الأموال لكن الآية فيها ذكر الأموال (( وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ))
الشيخ : طيب الثالثة ، طيب وجوب تقديم محبته الرابعة تقدم لنا أن المحبة كسبية ولا لا ؟ وذكرنا فيها دليلا وهو حديث
الطالب : من أحب
الشيخ : هذه من أحب لكن فيه حديث آخر لأن من أحب هذا الأثر ضعيف
الطالب : حديث عمر
الشيخ : حديث عمر لما قال : ( والله إنك لأحب إلي من كل شيء إلا من نفسي فقال له النبي عليه الصلاة والسلام : ومن نفسك قال : الآن أحب إلي من كل شيء حتى من نفسي ) فقوله : ( الآن ) يدل على الخروج من الإسلام نفي الإيمان لا يدل على الخروج من الإيمان .
الطالب : من الإسلام .
الشيخ : إي من الإسلام نعم منين نأخذه ؟ لو قال قائل : لا يؤمن إنه خارج من الإسلام هذه دعوى نعم .
الطالب : ... من حديث عمر .
الشيخ : طيب الآن نشوف اللي معنا ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ) ( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان ) يؤخذ من هذا الحديث، لأن حلاوة الإيمان أمر زائد على أصله أمر زائد على أصله ، فهمتم ؟ فهذا دليل على أن، لا بس يقول أن نفي الإيمان يا إخوان أن نفي الإيمان نعم معناه أن الدليل مركب من الدليلين ( لا يؤمن ) هذا نفي إيمان لا يخرج من قوله : ( وجد بهن حلاوة الإيمان ) .
الطالب : ... خالف مذهب الخوارج ...
الشيخ : لا لا المهم الآن عندنا لا يؤمن ما يمكن لأحد أن يدعي أي لا يؤمن الإيمان الكامل ما يمكن أن يدعي أحد إذا ادعى قلنا جيب ويش الدليل نحن نقول لا يؤمن ينتفي عنه الإيمان لأن الأصل نفي الفعل يدل على عدم وجوده لكننا نقول الحديث الثاني ( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسولُه أحب إليه مما سواهما ) يدل على أن الإيمان لم ينتف أو لا ؟ لأن وجود الحلاوة أمر زائد على أصل الإيمان .
السائل : ما تؤخذ من قوله : ( أحدكم ) لأنه يخاطب المؤمنين ( لا يؤمن أحدكم ) .
الشيخ : لا لأنك أنت ما تنفي الإيمان إلا عما كان مؤمناً .
السائل : لأن النبي عليه الصلاة والسلام يخاطب المؤمنين .
الشيخ : إي نعم نعم يخاطب المؤمنين فيقول لا تؤمنون حتى يكون الله ورسوله أحب إليكم ما سواهما فمعنى ذلك أنكم إذا لم يفعلوا ذلك فلستم بمؤمنين المهم الدليل مركب من الدليلين هذا ما فيه اشتباه ولا فيه معارضة وقد سبق لنا أن نفي الشيء له ثلاث حالات الأصل أنه نفي لوجوده فإن مَنع مانع من نفي الوجود فهو نفي للصحة فإن منع مانع من نفي الصحة فهو لنفي الكمال أو لا؟ مر علينا؟ ويش مثال النفي الذي هو لنفي الوجود ؟ لا إيمان لعابد صنم يصلح ؟ إي نعم لا إيمان لعابد صنم هذا يصلح يعني ما عنده إيمان بالكلية مثال نفي الصحة ( لا صلاة بغير وضوء ) لأن الإنسان ربما يصلي يصلي قدامنا يقوم ويركع ويسجد ويقرأ إلى آخره لكن نقول ليست صلاته صحيحة مثال نفي الكمال ( لا صلاة بحضرة طعام ) هذا لنفي الكمال وليس للصحة لأنه لو صلى ما بطلت صلاته طيب هنا ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون ) من أي الأقسام ؟ نفي الكمال الواجب ولا الكمال المستحب ؟ نفي الكمال الواجب وهذه قاعدة جديدة يقول شيخ الإسلام : " إنه لا ينفى الشيء إلا لانتفاء واجب فيه ما لم يمنع من ذلك مانع " فإذن نقول نفي الإيمان هنا ليس نفيا للكمال الأفضل بل هو نفي للكمال الواجب الذي لا بد منه إي نعم طيب . المسألة الرابعة .
3 - شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: تفسير آية البقرة. الثانية: تفسير آية براءة. الثالثة: وجوب محبته صلى الله عليه وسلم على النفس والأهل والمال. الرابعة: أن نفي الإيمان لا يدل على الخروج من الإسلام. أستمع حفظ
شرح قول المصنف : الخامسة: أن للإيمان حلاوة قد يجدها الإنسان وقد لا يجدها. السادسة: أعمال القلب الأربعة التي لا تنال ولاية الله إلا بها، ولا يجد أحد طعم الإيمان إلا بها. السابعة: فهم الصحابي للواقع: أن عامة المؤاخاة على أمر الدنيا. الثامنة: تفسير: (وتقطعت بهم الأسباب) (80) . التاسعة: أن من المشركين من يحب الله حباً شديداً. العاشرة: الوعيد على من كانت الثمانية أحب إليه من دينه. الحادية عشرة: أن من اتخذ نداً تساوي محبته محبة الله فهو الشرك الأكبر.
" السادسة : أعمال القلب الأربعة التي لا تُنال ولاية الله إلا بها "وهي الحُب والبغض والولاء والعداء أربعة ما تنال الولاية إلا بها نعم ، والإنسان وإن كثرت صلاته وصومه إذا والى أعداء الله ما ينال ولاية الله مثل ما قال ابن القيم :
" أتحب أعداء الحبيب وتدعي حبا له *** ما ذاك في إمكان "
وذكرنا في أثناء الشرح أن هذا لا يقبله حتى الصبيان أن توالي من عاداه حتى الصبيان في أنفسهم ما يقبلون ذلك إطلاقاً نعم يقول : " ولا يجد أحد طعم الإيمان إلا بها " لقول ابن عباس طيب " ولا يجد أحد طعم الإيمان " .
السائل : تكون ضوم الواو يا شيخ وُلاية ؟
الشيخ : وُلاية لا بالفتح والكسر .
السائل : كأنك قلت وُلاية
الشيخ : يمكن ... مكرفون نعم
" السابعة : فهم الصحابي للواقع " الصحابي يعني به
الطالب : ابن عباس
الشيخ : ابن عباس رضي الله عنه " أن عامة المؤاخاة على أمر الدنيا " وهذا في زمنه وفي زمننا الآن من باب أولى إي نعم
" الثامنة : تفسير : (( وتقطعت بهم الأسباب )) " أنه فسرها بالمودة ولكن اعلم أن تفسير الصحابي للآية إذا كانت ألفاظها من صيغ العموم لا يعني أن تُقصر على هذا التفسير وإنما يكون هذا التفسير كالتمثيل نعم لأن العبرة بنصوص الكتاب والسنة بأي شيء ؟ بعموماتها العبرة بعموماتها فإذا جاء تفسيرهم فرداً من أفراد هذا العموم فإنما يقصد به التمثيل يَقصد به المفسر التمثيل يعني مثل المودة ولا حتى الأسباب الأخرى التي يتقربون بها إلى الله وليست بصحيحة فإنها تتقطع بهم ولا ينالون منها خيراً ثم
قال رحمه الله تعالى " التاسعة : أن من المشركين من يحب الله حباً شديداً " منين نأخذه ؟
الطالب : (( والذين آمنوا أشد حباً لله ))
الشيخ : والذين آمنوا
الطالب : حبهم ...
الشيخ : (( يحبونهم كحب الله )) هم يحبون الأنداد حباً شديدا فإذا كانوا يحبونهم كحب الله لزم من هذا أنهم يحبون الله حباً شديدا لكن ساووا الأصنام بالله في المحبة .
السائل : ... يا شيخ التشبيه يعني أن ... دليل على أن محبتهم لله أشد من محبتهم للأصنام ولا لما تشبه شيء بشيء معناه أن ... .
الشيخ : لا الأصل في التشبيه التساوي وإلا نعم الأصل في التشبيه التساوي أو إلحاق المشبه بالمشبه به وإن كان ظهور هذا المعنى في المشبه به أبين إي نعم .
السائل : نقول ... أن من يحب الله حبا شديدا مع أنه قد جاء في الآية أن المؤمنين أشد حبا لله .
الشيخ : إي أشد .
السائل : إي لكن محبتهم منقسمة الآن .
الشيخ : إي نعم نعم صحيح لكن يحبونهم حبا شديدا.
السائل : كيف يحبونه ؟
الشيخ : هكذا يحبون الله ويحبون أصنامهم
السائل : هم يحبون الأصنام
الشيخ : ويحبون الله أيضاً لكن هذه المحبة ما نفعتهم .
السائل : محبة ضعيفة .
الشيخ : لا ، ما نفعتهم لأن الله يقول : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ).
السائل : ... يحبون الله كيف يحبون الله ؟ ... .
الشيخ : ما هم يحبون الله ولا يلزم من قوله : (( والذين آمنوا أشد حبا لله )) أن تكون محبتهم للأصنام ليست بشديدة بل هذا مما يؤيد أنها شديدة لأن اسم التفضيل يقتضي المشاركة في الوصف مع الزيادة فمعنى أشد يعني وهناك فيه شدة ولا لا ؟ ها ها
الطالب : ما انتبت لك
الشيخ : أقول الذين آمنوا أشد ما هي باسم تفضيل اسم التفضيل ويش يدل عليه في المعنى ؟
الطالب : الزيادة
الشيخ : يدل على الإشراك في أصل المعنى مع الزيادة، فأشد معناه أنهم اشتركوا في شدة الحب لكن الذين آمنوا أشدُّ حبا لله إي نعم .
السائل : ما يكون تفسير الآية ، (( يحبونهم كحب الله )) يعني يحبون أصنامهم كحب الذين آمنوا لله .
الشيخ : كحب الله .
السائل : يحبون أصنامهم كحب الذين آمنوا لله
الشيخ : فيه وجه لهذا لكن ذكرنا في أثناء الشرح أن هذا ما هو مستقيم هذا الوجه لأنه مخالف لظاهر الآية .
" العاشرة : الوعيد على من كانت الثمانية أحب إليه من دينه " الثمانية ويش هي ؟ (( قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا )) هذه الثمانية (( أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وجاهد في سبيله فتربصوا )) الوعيد في قوله : (( فتربصوا )) فأفادنا المؤلف رحمه الله أن الأمر هنا للوعيد نعم
" الحادية عشرة : أن من اتخذ نداً تساوي محبته محبة الله فهو " إيش؟
الطالب : الشرك الأكبر
الشيخ : "الشرك الأكبر " نعم لقوله : (( يحبونهم كحب الله )) ثم بين في سياق الآيات أن هؤلاء مشركون شركاً أكبر بدليل ما لهم من العذاب نعم .
4 - شرح قول المصنف : الخامسة: أن للإيمان حلاوة قد يجدها الإنسان وقد لا يجدها. السادسة: أعمال القلب الأربعة التي لا تنال ولاية الله إلا بها، ولا يجد أحد طعم الإيمان إلا بها. السابعة: فهم الصحابي للواقع: أن عامة المؤاخاة على أمر الدنيا. الثامنة: تفسير: (وتقطعت بهم الأسباب) (80) . التاسعة: أن من المشركين من يحب الله حباً شديداً. العاشرة: الوعيد على من كانت الثمانية أحب إليه من دينه. الحادية عشرة: أن من اتخذ نداً تساوي محبته محبة الله فهو الشرك الأكبر. أستمع حفظ
شرح قول المصنف : باب قوله الله تعالى : (( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ))
الرأي الثالث : يقول ينبغي في حال المرض أن يُغلب جانب الرجاء وفي حال الصحة أن يُغلب جانب الخوف ، في جانب المرض لأجل أن ينتقل من الدنيا وهو يحسن الظن بالله فيغلب جانب الرجاء وفي وقت الصحة يغلب جانب الخوف حتى يمنعه من المعاصي وقال الإمام أحمد : " ينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه واحداً فأيهما غلب هلك صاحبه " يعني ما يغلب لا هذا ولا هذا يجعلهما كجناحي الطائر والجناحان للطائر إذا لم يكونا متساويين سقط الطائر لو قصيت الريش من أحد الجناحين وخليتو يطير ما يطير لو أن الجناح الثاني كامل، ولكن القول الذي يترجح عندي أنه في جانب الطاعة يغلب جانب الرجاء نعم وفي جانب المعصية يغلب جانب الخوف هذا أقرب شيء ولا هو بذاك القريب الكامل لأن الله تعالى يقول : (( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون )) يعني يخافون ألا يُقبل منهم ولكن يقال أيضاً هذه الآية تعارضها آيات أخرى أو أحاديث أخرى مثل قوله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي : ( أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني ) وعلى كل حال فإن الخوف أحد ركني أو أحد أساسين يحملان على عبادة المرء لله الأساس الأول : المحبة، والأساس الثاني: الخوف ولا بد لكل عابد منهما وإلا لاختلت عبادته نعم .
السائل : ... الثاني ... في حال الصحة يغلب جانب الخوف وفي حال المرض
الشيخ : حتى في حال المرض لأن الإنسان المريض ما نقول يغلب جانب الرجاء لأن أخشى أنه يحمله على الأمن من مكر الله إذا غلب جانب الرجاء .
السائل : ... يحسن الظن بالله .
الشيخ : إحسان الظن بالله إذا عمل عملا صالحا ونرجع إلى القول الذي اخترنا
طيب فيه الخوف خوف الله عز وجل أيضا درجات ما هو درجة واحدة من الناس من يغلو في خوفه ومن الناس من يفرط في خوفه ومن الناس من يعتدل في خوفه فالخوف العدل هو الذي يردعك عن محارم الله فقط هذا الخوف لا تزد على هذا الخوف اجعله يحملك أو اجعله حارساً لك عن معاصي الله فقط إن زدت على ذلك فإنه يرشدك إلى اليأس من روح الله والقنوط من رحمته، فالخوف العدل المعتدل السليم هو الذي يمنع صاحبه عن محارم الله فقط لا أنه يحملك إلى أن تخاف من كل شيء فتقع في القنوط من رحمة الله ومن الناس من يُفرط في الخوف لا يُفرِط فيه، يُفرِّط فيه كلما نهيته عن معصية قال : (( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم )) ويكون كالذي قال : (( فويل للمصلين )) ما يقرأ الآية التي بعدها ويش الآية التي بعدها (( وأن عذابي هو العذابُ الأليم )) كثير من الناس تنصحه ويقول هذا الكلام إن الله غفور رحيم نعم فهذا أيضا خوفه ضعيف جدا والصحيح مثل ما قلت لكم وهذا هو الذي ذكره شيخ الإسلام وابن القيم أن الخوف العدل السوي هو ما منعك عن محارم الله لا ما أقنطك من رحمته، اعمل العمل الصالح وامتنع عن المحرم وكن واثقاً بالله عز وجل، لأن وعد الله لا يخلفه نعم.
والآن نرجع إلى أقسام الخوف عند أهل العلم يقولون : إن الخوف ينقسم إلى أقسام :
خوف عبادة وتعظيم وهو ما يسمى بخوف السر هذا يصلح إلا لله عز وجل ومن أشرك فيه مع الله غيره فهو مشرك شركاً أكبر مثل أولئك الذين يخافون الأصنام أو يخافون الأموات أو يخافون مَن يزعمونهم أولياء نعم يقول تراه يشور فيك الولي فلان لو أنه بالمشرق وأنت بالمغرب نعم هذا يقول أهل العلم : إنه من الشرك الأكبر وهو خوف العبادة والتذلل والخضوع كما يفعل أولئك الذين يعبدون القبور وغيرها يخافون من صاحب القبر أكثر مما يخافون من رب العالمين والعياذ بالله، ويزعمون أنه قادر على أن يضرهم وأن ينفعهم
الخضوع والطاعة وأما هذا الباب فهو في باب المخافة والخوف وما أحسن تعقيب المؤلف ذاك الباب في هذا الباب وقد سبق لنا أن الإنسان ينبغي له أن يكون خوفه ورجاؤه على حد سواء إلا أنه إذا عمل الطاعة فينبغي أن يُغلب جانب الرجاء وإذا عمل المعصية أو إذا هم بالمعصية فيُغلب جانب الخوف وسبق لنا ذكر خلاف العلماء في هذه المسألة، واعلم أن الخوف على نوعين خوف عبادة وخوف عادة فأما خوف العبادة فأن يكون هذا الخوف خوفاً باطنياً سرياً يوجب لمن قام به أن يتألى ويتعبد ويتقرب لهذا المخوف كما يفعل ذلك بالله عز وجل ، وذلك كخوف الأموات والأولياء وما أشبه ذلك ممن يخوَّف بهم الإنسان فهذا الخوف عبادة كما علمتم وصرفه لغير الله من باب الشرك الأكبر المخرج عن الملة مثل أن يخاف إنسان من ولي مقبور مثلاً كما يفعل بعض الجهال العوام الذين يؤلهون هؤلاء الأولياء يقول إن الأولياء له سر سيقضي عليك إذا لم تعبده مثلاً فيوجب هذا الخوف التعبدي السري يوجبُ للخائف أن يتعلق قلبه بهذا المخوف كما يتعلق بالله عز وجل فما حكم هذا النوع ؟ هذا شرك أكبر مُخرج عن الملة
أما النوع الثاني فهو الخوف الطبيعي الذي يكون بمقتضى الطبيعة والِجبلة فهذا الخوف إن حمل على ترك واجب صار محرماً وإن حمل على فعل محرم كان محرماً وإن لم يَستلزم إلا شيئاً مباحاً كان إيش؟ كان مباحا فيكون هذا الخوف الطبيعي على حسب ما يؤول إليه وعلى حسب ما يُوصِل إليه إن تُوصل به إلى محرم فهو محرم سواء كان ذلك بفعل المعصية أو ترك الواجب وإن توصل به الإنسان إلى أمر مباح له فهذا لا بأس به مثال ذلك رجل خاف من شيء خوفاً طبيعياً ومن أجل هذا الخوف ترك الصلاة مع وجوبها يعني بحيث أن هذا الخوف لا يؤثر عليه فهذا نقول له حرام عليك أن تخاف هذا الخوف الذي يؤدي بك إلى ترك الواجب بل اخرج ودافع بقدر ما تستطيع أو قال له إنسان : افعل هذا المحرم وإلا فعلتُ بك كذا وكذا وهو لا يستطيع أن ينفذ ما هدده به فهذا أيضاً خوف لا يجوز لأنه يوقعه في المحرم بدون أن يكون له عذر، خوف طبيعي رأى ناراً تشتعل في مكان ما فهرب منها ونجا بنفسه فهذا جائز ولا لا ؟ هذا جائز وقد يكون واجباً إذا كان يتوصل به إلى إنقاذ نفسه
هناك خوف ثالث يمكن أن يسمى خوفا وليس بخوف وهو الوهم الذي يتوهم الإنسان وجود مخوف وليس كذلك مثل أن يرى ظل شجرة تهتز فيقول يظن أن هذا عدو يتهدده نعم هذا ما ينبغي للمؤمن أن يكون كذلك بل ينبغي للإنسان أن يطارده عن نفسه لأن جميع الأوهام التي ترد على النفوس ولا حقيقة لها إذا لم تطاردها فإنها تهلكك وهذا عام في هذه المسألة وغيرها فالأوهام التي لا حقيقة لها لا يليق بالإنسان أن يخضع لها بل الذي ينبغي له أن يطردها فإن أوقعته في شيء محرم أو في ترك الواجب صارت محرمة صار الخضوع لها محرما فهذا الخوف ، إذن الخوف الحقيقي ينقسم إلى قسمين أما الثالث فهذا قلنا إنه وهم ولا ينبغي للإنسان أن يؤثر عليه إطلاقاً
الخوف الأول ها خوف العبد من التأله وهو الخوف السري الذي يكون في القلب بحيث يكون في القلب الخوف من هذا المخوف والخشية منه كما يخاف من الله عز وجل هذا قلنا إنه
الطالب : شرك أكبر
الشيخ : شرك أكبر مخرج عن الملة لأن الخوف من العبادات من أجلِّ العبادات
القسم الثاني : الخوف الطبيعي وقلنا إنه لا يلام الإنسان عليه إلا إذا كان مفضياً إلى ترك واجب أو فعل محرم وإلا فلا يُلام عليه الإنسان لأنه بمقتضى الطبيعة وقلنا إن هذا النوع قد يجب أحياناً متى يجب؟ يجب إذا كان يترتب عليه إنقاذ نفسه من الهلاك نعم طيب واحد مثلا يقول لا تخاف من النار، لو أنها النار تشتعل ومقبلة عليك لا تخاف قال لا كيف ما أخاف إلا أخاف وأنقذ نفسي أيضاً وأهرب وأعمل بمقتضى هذا الخوف
وأما الوهم فقلنا إنه وإن عُد خوفا فهو لا حقيقة له ليس بخوف ولا ينبغي للإنسان أن يخضع له أو أن ينقاد له لأنه يُوقعه في أمور كثيرة لا في هذه المسألة ولا في مسألة بعض الواردات التي ترد على القلوب ولا في مسألة الوساوس في الصلاة أو في الوضوء أو في المعاملات أو في غيرها كل هذا الذي لا حقيقة له ينبغي للإنسان أن يطارده وألا يخضع له أبداً ، طيب الآن عرفنا أن الخوف وجه مناسبته التوحيد واضحة جدا لأن من أقسامه ما يكون شِركاً منافيا لإيش ؟ للتوحيد وهذا الكتاب وُضع لتحقيق التوحيد والخلاص مما ينافيه .
السائل : مثل الخوف من الشيخ ..
الشيخ : الخوف من الشيخ هذا من الشرك لأن الشيخ .
السائل : خوف يعني من يعلمه .
الشيخ : من السلطان هذا خوف حقيقي طبيعي .
السائل : لا مو سلطان .
السائل : منك مثلاً ، فضيلتك بتعلم ...
الشيخ : إن كان تخاف أضربك فهذا خوف طبيعي نعم
السائل : ...
الشيخ : إي نعم ... الآن المهم هذا من . الخوف من الأمور الظاهرة هذا من الخوف الطبيعي الخوف من الأمور الظاهرة هذا من الخوف الطبيعي يعني مثلا واحد فوقه السقف مايل للسقوط وخاف أنه يسقط عليه ، خاف فيبتعد يخاف من هذا ويش يكون هذا ؟ هذا خوف عبادة ولا طبيعي؟ هذا طبيعي لأنه يخاف من أمر ظاهر واضح لكن يخاف من الشيخ المدفون اللي له مئة سنة عظامُه قد بليت يخاف منه هذا خوف سر، لأنه مو بشيء طبيعي شيء ظاهر يُرى حتى يخاف ولهذا تجد الذين في قلوبهم هذا الخوف تجدهم يخافون من هذا الشيء خوفاً سرياً ما يُطّلع عليه مفضيا إلى التعبد والتأله وتعلق القلب به أكثر من تعلقه بالله عز وجل إي نعم .
5 - شرح قول المصنف : باب قوله الله تعالى : (( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين )) أستمع حفظ
شرح قول المصنف : قوله الله تعالى : (( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ))
ولهذا قال عز وجل : (( فلا تخافوهم )) لا ناهية لا تخافوهم الضمير يعود على من الهاء ؟ على أولياء الشيطان فلا تخافوهم وهذا النهي للتحريم بلا شك يعني بل امضوا فيما أمرتكم به وفيما أوجبته عليكم في الجهاد ولا تخافوا هؤلاء وإذا كان الله تعالى مع الإنسان فإنه لا يغلبُه أحد لكن نحتاج في الحقيقة إلى صدق النية والإخلاص والتوكل التام ولهذا قال : (( إن كنتم مؤمنين )) فلا تخافوهم وقوموا بما أوجبتُ عليكم وعُلم من هذه الآية الكريمة أن للشيطان وساوس يليقها في قلب بني آدم منها التخويف من أعدائه وهذا ما وقع فيه كثير من الناس فريسةً لأعداء الله حيث كانوا يخافونهم كخوف الله بل ربما أشد من خوف الله فكانوا فريسة لأعداء الله وأولياء الشيطان وإلا لو اتكلوا على الله عز وجل وخافوا الله قبل كل شيء لكان الناس يخافونه ولهذا يقال في المثَل : " من خاف الله خافه كل شيء ومن اتقى الله اتقاه كل شيء ومن خاف من غير الله خاف من كل شيء " نعم فالإنسان يجب عليه أن يكون معتمدا على ربه نسأل الله أن يعيننا وإياكم على هذا قال : (( إن كنتم مؤمنين )) وفُهم من الآية الكريمة أن الخوف من الشيطان وأوليائه منافٍ للإيمان ولكن هل هو مناف لكماله أو منافٍ لأصله ؟ على حسب الحال إن أدى إلى ما يقتضي الشرك فهو منافٍ لأصل الإيمان وإلا فهو مناف لكماله نعم .
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
السائل : ...
الشيخ : هذا خوف طبيعي ولهذا لما قال : (( لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى )) زال عنهم هذا الشيء فالخوف الطبيعي من أمر ظاهر هذا ما أحد يلام عليه قال الله عن موسى : (( فخرج منها خائفاً يترقب )) خائفا من هؤلاء أن يدركوه فيقتلوه نعم .
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
السائل : عندما ذكرنا أن الشيطان يكون بدل، بدل من اسم الإشارة ؟.
الشيخ : عطف بيان .
السائل : لا عندما قلنا بدل
الشيخ : لا عطف بيان
السائل : ما تصح بدل يا شيخ ؟.
الشيخ : تصلح لأنه ما هو بعندكم قاعدة " ما صح أن يكون عطف بيان صح أن يكون بدل إلا في مسائل مستثناة " .
السائل : تصير بدل منين يا شيخ ؟
الشيخ : من اسم الإشارة .
السائل : يا شيخ بالنسبة لإطلاق الشرك على هؤلاء الذين يخافون الأولياء مأخوذ من مفهوم المخالفة؟ .
الشيخ : إي نعم مأخوذ من قوله : (( إن كنتم مؤمنين )) مع أن الآية ما تنطيق على مسألة الحقيقة الآيات ما تنطبق عليها ... لكنه قِسم مستقل لأن هذاك خوف سر من أمر باطن ما له حقيقة لكن هذا قد يكون له حقيقة لكنه يوقع الإنسان هذا ينبني على القسم الثاني الخوف الطبيعي الذي يقتضي ترك إيش؟ ترك الواجب .
6 - شرح قول المصنف : قوله الله تعالى : (( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين )) أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وقوله : (( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله ))
الطالب : من المهتدين
الشيخ : من المهتدين؟
الطالب : إي نعم
الشيخ : نعم ، قال : (( إنما يعمر مساجد الله )) أي ما يعمرها فإنما هذه أداة حصر وقوله : (( يعمُر مساجد الله )) المراد العمارة المعنوية أو الحسية ؟ المعنوية وكذلك الحسية باعتبار النفس لأن من لا يؤمن بالله واليوم الآخر لو عمرها عمارة حسية فهو ما عمرها في الحقيقة لعدم انتفاعه بها فالعِمارة النافعة الحسية والمعنوية إنما تكون ممن ؟ ممن آمن بالله وهذا لما افتخر المشركون بعمارة المسجد الحرام قال الله تعالى : (( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر )) وقولُه : (( مساجد الله )) أضافها إلى نفسه تبارك وتعالى لأنها موضع عبادته الناس يتعبدون ويسجدون لله تعالى فيها فأضافها الله إلى نفسه تشريفاً .
السائل : ... .
الشيخ : يصح يصح ، وكذلك يقول : (( مساجد الله من آمن )) مَن ويش إعرابها ؟ فاعل يعمُر (( من آمن بالله واليوم الآخر )) تقدم أن الإيمان بالله يتضمن الإيمان بأربعة أمور بوجوده وربوبيته وألوهيتِه وأسمائه وصفاته فهذه الأركان الأربعة للإيمان بالله لا بُد منها الإيمان بوجوده وبربوبيته وبألوهيته وبأسمائه وصفاتِه أما الإيمان باليوم الآخر فاليوم الآخر هو يوم القيامة وسمي يوم آخر لأنه لا يوم بعده هو يوم مستمر إلى ما لا نهاية له قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " ويدخل في الإيمان باليوم الآخر كل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت " مثل فتنة القبر وعذاب القبر لأن حقيقة الأمر أن الإنسان إذا مات قامت قيامتُه، انتهى من الدنيا وارتحل إلى دار الجزاء، ويقرن الله تعالى دائماً بين الإيمان به وباليوم الآخر لأن الإيمان باليوم الآخر يحملُ الإنسان إلى العمل فإنه إذا آمن بأن هناك بعثاً وجزاء على العمل المحسن بالإحسان والمسيء بإساءته إذا عَلم بذلك وآمن به يحدوه إلى أي شيء ؟ يحدوه إلى العمل لهذا اليوم لكن من لا يؤمن باليوم الآخر ما هو بعامل ، الذي لا يؤمن باليوم الآخر لا يمكن أن يعمل له وكيف يمكن أن يعمل له وهو لا ... به فلهذا يقرن الله تعالى دائماً بين الإيمان به واليوم الآخر لأن الإيمان به ابتداء واليوم الآخر غاية قال : (( من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة )) أقامها يعني قال قد قامت الصلاة
الطالب : لا
الشيخ : لا أقامها يعني أتى بها على وجه قويم صحيح ليس فيه نقص وإقامة الصلاة نوعان : إقامة واجبة وهي التي تشتمل على فعل الشروط والأركان والواجبات وإقامة مُستحبة وهي ما تشتمل على فعل ما يجب وما يستحب
((وآتى الزكاة)) آتى تنصب مفعولين الزكاة المفعول الأول والمفعول الثاني محذوف تقديره مستحقَها وآتى الزكاة مستحقها، والزكاة معروفة لكم وهي المال الذي أوجبه الشارع في الأموال الزكوية وتختلف المقادير حسب ما تقتضيه حكمة الله عز وجل (( ولم يخش إلا الله )) هذه فيها حصر ولا لا ؟ فيها حصر ؟
الطالب : نعم
الشيخ : ويش طريقه ؟ النفي والإثبات لم يخش نفي إلا الله إثبات، يعني أن خشيته انحصرت في الله عز وجل ما يخشى غيره والخشية نوع من الخوف لكنها أخص منه أخص من الخوف لأنها تكون مع العِلم بالمخشي وحاله لقوله تعالى : (( إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ )) فهي تكون مع العلم بحال المخشي وتكون أيضاً أي الخشية بسبب عظمة المخشي بخلاف الخوف، الخوف قد يكون من الجاهل والخوف أيضاً قد يكون من ضعف الخائف لا من قوة المخوف بخلاف الخشية ظهر لكم الفرق بينهما هذا رجل ضعيف صبي صغير خاف من صبي أكبر منه كلاهما ضعيف ولا لا؟ لكن لماذا وقع الخوف من الصغير لضعف الخائف لا لقوة المخوف لكن الخوف من الرب عز وجل هذا إذا صدر من عالم به سبحانه وتعالى صار خشية لقوة المخوف حتى ولو كان مع قوة الخائف أو الخاشي فإنه إذا كانت الخشية تكون لقوة المخشي والخوف يكون لضعف الخائف، وإن كان المخوف غير قوي فهذان فرقان بين الخشية والخوف قال الله تعالى : (( فعسى أولئِك أن يكونوا من المهتدين )) عسى ويش معناها ؟ معناها التعليل ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( عسى من الله واجبة ) لكنها جاءت بصيغة الترجي لئلا يأخذ الإنسانَ الغرور بأنه حصل على هذا الوصف فلهذا قال : (( فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين )) حتى لا يغتر الإنسان ويقول خلاص أنا أومن بالله واليوم الآخر وأقيم الصلاة وآتي الزكاة ولا أخشى إلا الله فإذن أنا مهتد وهذا كقوله تعالى : (( إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً، فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً )) ونحن نعلم أنه سبحانه وتعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً يعذبون ؟ لا ولهذا عسى تكون للتعليل بالنسبة لخبر الله عز وجل إلا أنها مع ذلك جاءت بصيغة الرجاء لئلا يأخذ الإنسان الغرور فيغتر وهذا من حكمة القرآن وبلاغتِه طيب الشاهد من هذه الآية قولُه : (( ولم يخش إلا الله )) ولهذا قال الله : (( فلا تخشوا الناس واخشون )) وهذا من علامات صدق الإيمان أن يكون الإنسان ما يخشى إلا الله بكل ما يفعل وفي كل ما يقول وإذا أردت أن تصحح هذا المسير فتأمل قول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ) فأنت اصدق المعاملة مع الله عز وجل يحصل لك الخير في الدنيا والآخرة سؤالك محمد .
السائل : قوله تعالى (( بالله واليوم الآخر )) اليوم الآخر... .
الشيخ : اليوم الآخر اليوم الآخر .
السائل : يعني قصد به الآخرة؟.
الشيخ : إي
السائل : تخصيصه بالذكر
الشيخ : تخصيصه بالذكر لما قُلنا من أنه يحمل الإنسان على العمل لأن من لا يؤمن باليوم الآخر فإنه لا يعمل اللي ما يؤمن بأن هناك بعثا وجزاء ما هو بعامل فلا بد منه .
السائل : ... ذكره في القرآن لأن الكفار ينكرون البعث
الشيخ : لأن
السائل : لأن كفار قريش ينكرون البعث .
الشيخ : لا ولهذا السبب أيضاً، أيضا كفار قريش يكذبون بالرسل فيه تكذيب بالرسل أيضا وإن كانوا يؤمنون بالقدر لو شاء الله يقولون : لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا .
السائل : طيب في قوله تعالى : (( يعمر مساجد الله )) ... .
الشيخ : يمكن يمكن أن يعمروها .
السائل : ...عمال ... .
الشيخ : نعم يجوز أن يباشر إذا كان التنفيذ من مسلم ، يعني الي يوجه البناء مسلم، هؤلاء مجرد عمال يأخذون الزنبيل ويحملون اللبن وما أشبه ذلك أما أن يُجعل لهم التنفيذ بحيث يصممونها على ما يريدون فهذا لا يجوز لأنه ما تؤمن عاقبته ولا يُؤمَن إنهم يجعلونها كالكنائس مثلاً كما وقع في بعض الأحيان نعم عندك سؤال ؟ فيه واحد طيب ...
السائل : ...إنما يخشى اللهُ من عباده العلماء
الشيخ : إنما يخشى اللهَ
السائل : (( إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء)) الخشية العلماء اللي يخشوا من الله أو الله سبحانه وتعالى عاوز توضحها لنا لأن فيها لبس كتير عليها أي واحد يقول لك ((إنما يخشى الله من عباده العلماء))
الشيخ : لما قال : (( إنما يخشى اللهَ )) اللهَ هو المخشي ولهذا صار في فتح (( اللهَ )) لو كان الله هو الذي يخشاهم لقال : إنما يخشى اللهُ من عباده العلماء
السائل : إنما يخشى اللهَ
الشيخ : بالفتح ، ولهذا قال العلماءُ فاعل مرفوع لكن من هم العلماء ... لو الآية ما هي معنا العلماء بالصنائع ؟ رجل لما قيل إن واحد يقال له جاجارين من الروس صعد إلى القمر وشهد الأرض وهو في القمر وقال أنا أومن بأن هذا الكون لا بد له من مدبِر ما يمكن هذا الكون العظيم بدون مدبر قال رجل الله أكبر (( إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء )) نعم فجعل هذا الرجل من العلماء الذين يخشون الله وهو ما أقر إلا بقضية عقلية كل أحد يقر بها كل أحد يقر بأنه لا بد للحادث من محدِث ما أحد ينكر هذا إلا من سُلب عقله لكن هذا ما يكفي لا بد أن تعترف وتؤمن بأن خالق الكون هو الله وحده ما يكفي أن يقول أن الحادث لا بد له من محدث، فالحاصل إن العلماء هم العلماء بالله لأن هذا هو متعلق الخشية (( إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء )) به لأنهم خشوه بسبب علمِهم به تبارك وتعالى وأنت بمقتضى الأمر الطبيعي ما تخشى شيئاً إلا وأنت تعلم أنه أهلٌ لأن يخشى نعم لو قال لك واحد خف من الهر ،خف من الفأر تخاف؟ لكن لو قال خف من الأسد أنا أعلم الأسد ... أخشى منه فأنا ما يمكن أحد يخشى شيئاً إلا وهو عالم فإذن العلماء بالله .
7 - شرح قول المصنف : وقوله : (( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله )) أستمع حفظ
.شرح قول المصنف : وقوله : (( ومن الناس من يقول آمنا بالله ، فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله )) [ سورة العنكبوت : 10 ][ في نسخة القارئ : ذكر الآية كاملة ] .
وقوله : (( فإذا أوذي في الله )) في هنا للسببية أي بسبب الله أي بسبب الإيمان به وإقامة دينه إذا أوذي فيه جعل ويجوز أن تكون في للظرفية على تقدير فإذا أوذي في شرع الله أي إيذاءً في هذا الشرع الذي تمسك به فإذا أوذي في الله جعلَ محلها من الإعراب الجزم جواب إذا،
الطالب : ...
الشيخ : لا لأن إذا غير جازمة إذا أوذي في الله جعل بمعنى صيّر فتنة الناس أي فتنة الناس له وذلك والمراد بالفتنة هنا الإيذاء وسماه الله تعالى فتنة لأن الإنسان قد يفتتن بهذا الإيذاء فيَصد عن سبيل الله كما قال تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا )) بماذا يفتنونهم ؟ بالإيذاء حتى يصدوهم عن دين الله فهنا فتنة الناس أي إيذاءَهم الذي به افتتانهم وإضافة الفتنة هنا إلى الناس من باب إضافة المصدر إلى فاعله طيب (( جعل فتنة الناس كعذاب الله )) ومعلوم أن الإنسان يَفر من عذاب الله بموافقة أمر الله أليس كذلك ؟ ها الإنسان يفر من عذاب الله بماذا ؟ بموافقة أمر الله حتى لا يقع في العذاب فهذا يجعل هذا الإيذاء كعذاب الله فيفر من إيذائهم بموافقة أهوائهم وأمرهم جَعلا لهذه الفتنة مثل العذاب فحينئذٍ يكون قد خاف هؤلاء كخوفِه من الله لأنه جعل إيذاءهم إيش ؟ كعذاب الله ففر منه بموافقته وحينئذٍ يكون مطابقة الآية للترجمة ظاهرة جداً حيث جعل هذا الرجل الذي أوذي في الله جعل هذا الإيذاء بمنزلة عذاب الله فخافهم كما يخاف من الله عز وجل فوافقهم كما يوافق أمرَ الله بالخوف منه (( جعل فتنة الناس كعذابِ الله )) واضح الآية أو لا ؟ أو ما هو بواضح؟
الطالب : واضح
الشيخ : طيب إذن الآية مطابقة للترجمة تماما المطابقة أنه خاف الناس كخوفه من الله فوافق أمرهم مخالفاً لأمر الله عز وجل وفي هذه الآية من الحكمة العظيمة وهو ابتلاء الله عز وجل العبد ابتلاؤُه سبحانه وتعالى نعم لما تقتضيه حكمته وابتلاء الله العبد من أجل أن يمحص إيمانَه يكون على قسمين : تارة بما يقدره هو نفسه تبارك وتعالى على العبد وتارة بما يقدره على أيدي الخلق الآية التي معنا من أي النوعين ؟ من النوع الثاني وهو ما يقدره الله تعالى على أيدي الخلق من إيذاء هذا المؤمن اختباراً وامتحاناً أما ما يقدره الله على العبد ففي قوله تعالى : (( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ )) (( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ )) لكن بعض الناس ما يصبر على هذا إذا أصابته المصائب والعياذ بالله كفر وارتد أحياناً يرتد ارتدادا كاملا وأحيانا يكفر بما خالف فيه أمر الله عز وجل بموقفه تجاه تلك المصيبة وهذه مسألة ينبغي للإنسان أن يتَفطن لها وهي امتحانه إياه عندما يؤمن بتسليط أحد من أعداء الله عليه أو بأن يفُوته ما يحب من أمر الدنيا أو يحصل له ما يكره من أمر الدنيا ، كثير من الناس يصاب مثلاً بأحد من أهله فتجده يقول في نفسه والعياذ بالله حرج بما قضى الله عليه وينقص إيمانه بذلك نقصاً عظيما وهذا من الامتحان الذي يمتحن الله به العبد فأنت يا أخي تفطن لهذا الشيء واجعل نفسك على حذر لأن الله حكيم جل وعلا يمتحن العباد بما يتبين به تحقق الإيمان (( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ))
قال المؤلف : " الآية " ويش معنى الآية ؟ أكمل الآية نعم نكملها (( فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ )) طيب كعذابِ الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولُن إنا كنا معكم يدّعون هذا بما إيش ؟ يدعون ذلك بما يحصل معهم من الإيمان الذي كان فيه فإذا جاء نصر من الله وانتصر المسلمون قالوا نحن معكم فنريد أن يصيبنا ما أصابكم من غنيمة وغيرها (( أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ )) هنا الواو حرف عطف عاطفة على محذوف على رأي أو على ما سبقها على تقدير أن الهمزة بعدها على رأي آخر وقوله : (( أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ )) لماذا قال لم يقل بأعلمِ لأن الباء حرف جر ؟
الطالب : ممنوع من الصرف .
الشيخ : والمانع من الصرف الوصفية ووزن الفعل (( بأعلَم بما في صدور العالمين )) أعلم بما في صدور العالمين من العالمين أنفسهم ولا من غيرهم ؟ الجميع
الطالب : نعم الجميع
الشيخ : نعم الجميع فالله تعالى أعلم بما في نفسك منك وأعلم بما في نفس غيرك منك لأن الآية عامة (( بأعلم بما في صدور العالمين )) والمراد ما في قلوبهم لأن القلب في الصدر فهو سبحانه وتعالى أعلم وكلمة أعلم هنا اسم تفضيل، بعض المفسرين رحمهم الله ولاسيما المتأخرين منهم إذا جاؤوا على مثل هذا قالوا أعلم بمعنى عالم فراراً من أن يقع التفضيل بين الخالق والمخلوق وهذا التفسير الذي ذهبوا إليه كما أنه خلاف اللفظ ففيه فساد المعنى لأنك إذا قلت أعلم بمعنى عالم فإن كلمة عالم تكون للإنسان وتكون لله ولا تدل على التفاضل فالله عالم والإنسان عالم ولا تدل على التفاضل ففيها إفساد المعنى أما تحريف اللفظ فظاهر حيث حرفوا اسم التفضيل الدال على ثبوت المعنى وزيادة إلى اسم فاعل لا يدل على ذلك والصواب أن أعلم أنها على بابها وأنها اسم تفضيل وإذا كانت اسم تفضيل فهي دالة دلالة واضحة على عدم تماثل علم الخالق وعلم المخلوق وقوله تعالى : (( بما في صدور العالمين )) من المراد بالعالمون أو بالعالمين ؟
الطالب : كل من سوى الله
الشيخ : كل من سوى الله كل من سوى الله فهو عالَم قالوا : لأنهم علم على خالقهم لأنهم علم على خالقهم وهو كذلك فإن جميع المخلوقات آية من آيات الله عز وجل تدل على كماله وقدرتِه وما تقتضيه ربوبيتُه .
السائل : قوله : (( في صدور )) ... من كان له صدر.
الشيخ : ...
السائل : ما يحمل مثلاً الكواكب ، الكواكب عالَم
الشيخ : إي
السائل : ما تشملها هذه الآية
الشيخ : يعين قصدك تفسير العالمين أي نعم صحيح العالمين إذن كل من يكون في صدره إرادة .
السائل : والملائكة تخرج أيضاً
الشيخ : نعم
السائل : خروج الملائكة من الآية لأنا لا نعرف هل لهم صدر أو ..
الشيخ : لا لا نعرف أن لهم أجساماً وهم من العالمين ولهم إرادة فالله تعالى يعلم كلما في صدور العالمين يعني مما يمكن أن يكون في قلبِه علم أو عنده عِلم فالله تعالى أعلم به وهنا فيه التحذير من أن يكون الإنسان على طرف فيقول بلسانه ما ليس في قلبه فنقول له احذر فإن الله تعالى أعلم بما في قلبك ولهذا انظر إلى ثمر الإيمان كعب بن مالك لما جلس للرسول صلى الله عليه وسلم حينما قدم من تبوك وقد تخلف كعب بدون عذر قال : ( إني أوتيت جدلاً ولو أني جلست عند غيرك من ملوك الدنيا لخرجت منه بعذر نعم لكن ما يمكن أن أقول شيئا تعذرني فيه الآن فيفضحني الله فيه ) شوف الإيمان ولا كان يقدر كعب بن مالك أنه يقول للرسول صلى الله عليه وسلم كذا وكذا من الأعذار مثل ما فعل المنافقون لكن هو يعلم أن الله يعلم ما في قلبه وما في صدره ولإيمانه بهذا أخبر بالصدق قال ما عندي عذر إطلاقاً وإني ما كنت أحسن من هذه الغزوة عندي راحلتين ، طيب ، إذاً الشاهد من هذه الآية (( فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ )) .
قال : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً .
السائل : الخوف هذا الي في الآية يا شيخ هذا خوف إيش هذا ما يحمل على الخوف الطبيعي الي يكون بسبب؟
الشيخ : إلا هذا من الخوف الطبيعي الذي بسبب إلا إذا كان والظاهر أنه من هذا النوع أنه من الخوف الطبيعي الذي لسبب .
السائل : ... .
الشيخ : لأن الخوف عام نحن قلنا هذا الباب يشمل كل الأقسام .
8 - .شرح قول المصنف : وقوله : (( ومن الناس من يقول آمنا بالله ، فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله )) [ سورة العنكبوت : 10 ][ في نسخة القارئ : ذكر الآية كاملة ] . أستمع حفظ
.شرح قول المصنف : عن أبي سعيد - رضي الله عنه - مرفوعاً : ( إن من ضعف اليقين : أن ترضى الناس بسخط الله ، وأن تحمدهم على رزق الله ، وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله ، إن رزق الله لا يجره حرص حريص ، ولا يرده كراهية كاره ) .
الطالب : أباه
الشيخ : أباه فلو حمد الطفل فقط لعُد ذلك سفها لأن الطفل ما هو إلا مُرسل فقط وعلى هذا فنقول إنك إذا حمدتهم على رزق الله ناسياً ما يجب لله عز وجل من الحمد والثناء فهذا هو الذي من ضعف اليقين أما إذا حمدتهم على أنهم سبب من الأسباب وأن الحمد كله لله عز وجل فهو إيش ؟ فهو حق وصحيح
قال : ( وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله ) وهذه عكس الأولى تحمدهم وذاك تذمهم على ما لم يؤتك الله، إنسان مثلا جاء إلى شخص يوزع دراهم فلما مر به ترك ما أعطاه قام يسب هذا اللي بيه ... الجائر الظالم الفاعل يذمه هذا غلط لأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فلا تذمه على شيء الله عز وجل منعك إياه بحكمته بل إن كان هؤلاء قد قصروا في واجب عليهم فنعم ذمهم من أجل التقصير بالواجب لا من أجل أنهم لم يعطوك مثل لو كان هذا صاحب بيت المال وهو يعطي المستحقين وأنت منهم ثم منعك لغرض شخصي تذُمه لا لأنه ما أعطاك ولكن لأنه قصّر في الواجب أما من حيث القدر فلا تذُمه لأن الله تعالى لو قدر ذلك لوُجدت الأسباب التي بها يصل إليك هذا الشيء ولكن الله ما قدره فلا تذمهم على ما لم يؤتك الله ولكني أقول لكم الآن تذمهم إذا كانوا قد قصروا... على ترك الشرع ولا على عدم القيام بما يقتضيه القدر؟ نقول على ترك الشرع أما ما لم يقتضه قدر الله فلا تذمهم لأن ذمهم في الحقيقة يعود ذماً لله سبحانه وتعالى .
9 - .شرح قول المصنف : عن أبي سعيد - رضي الله عنه - مرفوعاً : ( إن من ضعف اليقين : أن ترضى الناس بسخط الله ، وأن تحمدهم على رزق الله ، وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله ، إن رزق الله لا يجره حرص حريص ، ولا يرده كراهية كاره ) . أستمع حفظ
المناقشة .
الطالب : ومن الناس إذا ، أن الله يبتلي المؤمنين بقدر إيمانهم ... .
الشيخ : من الناس أي وبعض الناس .
الطالب : يبتليهم الله .
الشيخ : بعض الناس يقول .
الطالب : ... إذا حصلت له فتنة .
الشيخ : بخلاف الحمد تذمهم على ما لم يؤتك الله يعني على الذي لم يؤتِك الله وهنا لم يؤتك مجزوم وعلامة جزمة الكسرة نيابة عن السكون .
الطالب : حذف الياء .
الشيخ : حذف الياء والكسرة قبله دليل عليه طيب ما لم يؤتك الله يؤتك بمعنى يعطك والمفعول الثاني محذوف ولا لا ؟ التقدير على ما لم يؤتِكه على الذي لم يؤتكه الله فهو محذوف لأنه فضلة يعني إذا لم يُقدر لك الله أمرا ... على الشيء الذي لم يقدره الله لك وجعلت هذا الأمر .