.شرح قول المصنف : وقوله : (( إن رزق الله لا يجره حرص حريص ، ولا يرده كراهية كاره ) .
..شرح قول المصنف : وعن عائشة - رضي الله عنها - : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ، ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ) رواه ابن حبان في صحيحه .
الطالب : لا
الشيخ : تزعل عليه أجيبوا بقوة ولا إذا قالت لا تزر أخوالك إن زرتهم هجرتك قالت هالكلام إن زرتهم هجرتك
الطالب : ما يزور
الشيخ : يزور ولا ما يزور ؟
الطالب : يزورهم
الشيخ : يزورهم لأن زيارتهم من صلة الرحم وصلة الرحم مما يرضي الله ولو سَخطت هي عليك فتكون الآن التمست رضا الله بسخط الناس فما هي إلا مدة يسيرة حتى ينقلب سخطها رضا .
الطالب : الآن صار صلة الرحم وقطعت الرحم هنا .
الشيخ : إي، لكن قطيعة الرحم بغير حق الأم هي التي قطعت أنا ما قطعتها أنا زرت أخوالي وجيت أحب رأسها وقدميها وأقول يا أمي ارضي عني وتقول لا نعم هل أنا قطعتها؟ هي التي قطعتني في الواقع أنا ما رحت أمنع الفضل عنها وأعطيه ذولا، نعم لو فرض أن أنا معي مئة ريال إما أن أصل أمي أو أصل أخوالي أيهم أولى ؟ أمي هذه معصية تقول لا تزرهم لا هذه لا شك أنها ما تطاع في هذا الشيء والله عز وجل يقول : (( وإن جاهداك على أن تُشرك بي ما ليس لك به علم )) جاهداك يعني بذلا الجهد والطاقة لتشرك بالله فلا تطعهما
الطالب : ممكن يزورهم من غير ما تعرفهم
الشيخ : إي دعنا من كونه يستعمل الحكمة لا بأس الحكمة استعمال الحكمة لا بد منها يزورهم في السر ولا حرج لكن الكلام على أنها لو علِمت بهذا أو كان يعلم ... تعلم أنه زارهم فالمهم أننا نقول عموم قوله في الحديث : ( من التمس رضا الله بسخط الناس ) يشمل مثل هذه الحال أو لا؟ لأن الحديث عام ( رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ) أما رضا الله عنه فقد علمتم وجه ذلك لأن الله عز وجل أكرمُ من عبده فمن عمل له جازاه وأما كون الله يُرضي عنه الناس فلأن القلوب بيد الله عز وجل وهو الذي يقلبها كيف يشاء
( ومن التمس رضى الناس بسخط الله ) التمس بمعنى طلب رضا الناس بسخط الله يعني دور طلب ما يرضي الناس ولو كان يُسخط الله النتيجة يعامل بنقيض قصدِه ويُحرم ما يريد ولهذا يقول : ( سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ) هذا هو عقوبة والعياذ بالله من التمس رضا الناس بسخط الله مثل لو أن أحداً أمرك بفعل معصية من المعاصي وخفت أنه إذا لم تُنفذ يزعل عليك وفعلت المعصية إرضاء له معناه أنك التمست رضا الناس بسخط الله ، العقوبة أن الله يسخط عليك ويُسخط عليك الناس هؤلاء الناس يسخطون عليك وهذا أمر مشاهد كم من أناس نكلوا بمن يطيعهم في معصية الله والعياذ بالله أيا كان هذا الذي يأمر بمعصية الله لا تطعه فإن الله تعالى يسخط عليك ويُسخط عليك الناس هذا الحديث مناسبتُه للترجمة ظاهرة في قوله في الجملة الأولى ولا الثانية ؟
الطالب : الثانية
الشيخ : في الثانية الخوف يلتمس رضا الناس خوفا منهم حتى يرضوا عنك خوفا من غضبهم عليه وزعلهم عليه فإن الله يَسخط عليه ويُسخط عليه الناس
وفي هذا الحديث دليل على وجوب طلب المرء ما يرضي الله وإن سخط الخلق لأن الذي ينفعك ويضرك الله عز وجل
وفيه أيضا دليل على أنه لا يجوز للإنسان أن يلتمس ما يُسخط الله من أجل إرضاء الناس كائنا من كان هذا الرجل نعم .
الطالب : ما تُنزل عليه السماء ذهب .
الشيخ : إي لكن رزق الله هو محصور بهذا الشخص أنت تقول ما تُنزل عليه السماء ذهب يعني معناه أنه خليه يداري الناس ولا ...
الطالب : الكافي هو الله
الشيخ : حنا نقول ما يتعين الرزق من هذا الرجل الذي خفت منه ... واجد ... واجد إنما أنت التمس رضا الله ولا يَهمك أحد وفي هذا الحديث دليل على ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة من إثبات الرضا لله والسخَط وقد علمتُم أن أهل التأويل أو بالأصح أهل التعطيل بنكرون ذلك يقولون إن الله ما يمكن يسخط ولا يغضب لأن الغضب معناه غليان دم القلب لطلب الانتقام وهذا لا يليق بالله سبحانه وتعالى ولكنهم أخطؤوا حيث فهموا من النص معنى فاسداً لا يدل عليه فهموا من النص أن غضب الله أو سخط الله مثل غضب المخلوق فأنكروه وهذا لا شك أنه خطَأ منهم لأن هذا التفسير للغضب إنما هو غضب من ؟
الطالب : المخلوقين
الشيخ : غضب المخلوقين ونقول لهم أيضاً نحن الآن يعني نرد عليهم بأمرين : بالمنع ثم النقض المنع بأن نمنع أن يكون معنى الغضب المضاف إلى الله عز وجل كغضب المخلوق أنه غليان دم القلب وبالنقض أن نقول أنتم أثبتم لله الإرادة نحن كلامنا مع من ؟
الطالب : الأشاعرة
الشيخ : مع الأشاعرة أنتم أثبتم لله إرادة والإرادة ميل النفس إلى جلب منفعة أو دفع مضرة والرب عز وجل لا يليق به ذلك فإذا قالوا هم هذه إرادة المخلوق نقول والغضب الذي ذكرتم هو غضب المخلوق وحينئذٍ اعرف أو اعلم أن كل إنسان أبطل ظواهر النصوص بأقيسة عقلية فإن هذه الأقيسة باطلة وأول وجوه بطلانها أنها تعطل دلالة النصوص
وثانياً : أنها تقوُل على الله بغير علم لأن الذي يرسل ظاهر النص يؤوله إلى معنى آخر فنقول له من الذي أدراك أن الله أراد هذا المعنى دون ظاهر النص، ثم إن فيه أيضاً جناية على النصوص حيث اعتقد أنها دالة على التشبيه لأنه ما أول إلا علشان هذا يكون معناه ما فهم من كتاب الله وسنة رسوله إلا ما هو كفر وضلال أو ما تصورتم هذا؟ هم ما فهموا من ذلك إلا ما هو كفر وضلال وهو تشبيه الخالق بالمخلوق فمن أجل هذا الفهم الباطل يؤولون إلى هذه المعاني ثم إن فيها أيضاً طعناً بالرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين لأننا نقول هذه المعاني التي صرفتم إليها النصوص هل الرسول عليه الصلاة والسلام يعلمونها أو لا يعلمونها ؟ إن قالوا لا يعلمون فقد اتهموهم بالقصور وإن قالوا يعلمون لكن ما بينوها للناس فقد اتهموهم بالتقصير والخيانة ولذلك لا تستوحش من نص دل على صفة لله سبحانه وتعالى لا تستوحش أن تثبتها لله بس إنما يجب عليك أن تتجنب أمرين وهما : التمثيل والتكييف ولا لا تستوحش نعم إذا أثبت الله لنفسه قَدماً لا تقوم والله أنا ما أقدر أثبت هذا الشيء، إذا قال الله تعالى : ( من أتاني يمشي أتيته هرولة ) لا تقل والله صعب إني أثبت الهرولة لله شلون الله يهرول والهرولة هي المشي السريع لا تَستوحش من ذلك لأن الذي نقل ها الكلام عن الله من ؟ الرسول صلى الله عليه وسلم والرسول أصدق الخلق وأعلم الخلق بالله وأعلم الخلق بما يقول وأنصح الخلق للخلق وأبلغ الخلق أيضاً هذا مسلّم ولا لا ؟
الطالب : مسلم
الشيخ : مسلّم فهو أصدق الخلق ما يمكن يقول على الله شيئا ما قاله الله أبداً وهو أيضا أعلم الخلق بما يقول يدري ويش معنى هرولة ؟ وهو أعلم الخلق بالله في منازع لهذا ولا لا؟
الطالب : لا
الشيخ : وهو أنصح الخلق للخلق هذه أربع وهو أصدق الخلق هذه خمسة أمور كلها ثابتة بما يخبر به النبي عليه الصلاة والسلام عن ربه فأي إنسان يقول كيف يصير هذا وكيف أننا نثبت هذا الشيء هذا تقشعر منه الجلود وتقف منه الشعور نقول ما يقشعر منه إلا جلد إنسان في قلبِه مرض أما الذين آمنوا فإنه تقشعر منه جلودهم ثم تلين إلى ذكر الله وتطمئن صحيح أن الشيء في أول وهلة قد يجد الإنسان منه بعض الشيء لكنه عندما يرجع إلى نفسه يلين ويُذعن ويُقر بالحق ونحن والحمد لله ما كُلفنا أكثر مما بلغنا إذا كان القاضي وهو يقضي بين خصمين ويش يقضي بنحو ما يسمع وهو في قرش أو فلس من المال كيف نحن لا نقضي لله بما نسمع ونحن نعلم أن هذا الكلام صادر عن علم وفقه وبيان والله تعالى أعلم بنفسه من غيره وهو أصدق حديثاً من غيره وأحسنُ حديثا من غيره سبحانه وتعالى وهو يريد لعباده البيان (( يريد الله ليبين لكم )) ما يريد يعمي عليهم الأمر يقول أنه يمشي يهرول وهو ما يهرول يقول يغضب وهو ما يغضب هذا خلاف البيان
فالحاصل أن هذا الأمر يجب على المؤمن أن يُؤمن بما جاء عن الله على مُراد الله لكن جاء عن الله الإثبات وجاء عنه النفي أو لا؟ (( لا تضربوا لله الأمثال )) (( ليس كمثله شيء )) وإذا انتشلت هذا المعنى الفاسد مما يظهر لك من النصوص أثبتها على ما يليق بالله نعم .
السائل : ... ألا ... .
الشيخ : لا لأننا نقول (من أتاني يمشي) على ظاهره والعبادات فيها ما يحتاج إلى المشي وفيها ما لا يحتاج فأنت إذا مشيت والمشي قد يكون من ذات العبادة وقد يكون من وسائلها فالماشي إلى المسجد يمشي إلى المسجد وسيلة والساعي والطائف بالبيت يمشي عبادة هذه عبادة نحن نطلق هذا على ما قال الله عز وجل من أتاني يمشي أما الساجد فهو ما أتى يمشي لكنه خر ساجداً بين يدي ربه نعم أتى من بيته مثلا أتى من محل وضوئه أتى يمشي صحيح .
السائل : ... .
الشيخ : إي المسألة ما هي في التوبة المسألة ما جاءت بالتوبة
السائل : ... أتى إلى الله
الشيخ : إي لكن الحديث ما هو في التوبة حتى نقول أن هذا الإتيان أن هذا مجاز الحديث عام نعم .
السائل : ... .
الشيخ : ما نقول يأتي مشياً
السائل : ما يدخل
الشيخ : ما يدخل في هذا الحديث لكن نقول هذا الرجل أقبل على الله ومن أقبل على الله أقبل الله عليه .
السائل : هذا الرجل ... .
الشيخ : نعم يقبل الله توبته لكن ما نقول إنه أتى ربه مشياً ما نقول أتى ربه مشياً لا ما يجوز أبدا شوف لاحظوا أحاديث الصفات يجب أن نكون فيها ظاهريين تماماً أحاديث الأحكام هي التي تخضع للقياس يمكن نُؤولها لما يقتضيه القياس مثلاً معنى الواجب في النصوص كلها إجراؤها على ظاهرها لكن مسألة الأحاديث وغيرها من الأخبار من النصوص العلمية ، النصوص العلمية لا مجال للاجتهاد فيها أبداً ولا مدخل للعقل ما فيه إلا التصديق فقط والحمد لله أنه ما كلفنا شيئا ما وراء ذلك (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) لأن الخطر اللي يأتيك من التأويل أعظم من الخطر الذي يأتيك في التصديق بل أنت بالتصديق سالم لكن بالتأويل يقول لك الله ما الذي أدراك أني أريد كذا ما تدري .
2 - ..شرح قول المصنف : وعن عائشة - رضي الله عنها - : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ، ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ) رواه ابن حبان في صحيحه . أستمع حفظ
ما معنى الحديث الذي فيه أن الله يوصف بالهرولة ؟
الشيخ : أيهم ؟
السائل : ... .
الشيخ : الشبهة نقول الحمد لله نمشي على ظاهر الحديث ( من أتاني يمشي أتيته هرولة ) لكن من تعبد الله وهو جالس ما يدخل في الحديث هذا.
السائل : المقصود بيمشي .
الشيخ : يمشي على قدميه
السائل : يمشي إلى أين
الشيخ : يمشي إلى عبادة الله مشى من بيته إلى المسجد هذا يمشي طاف بالبيت هذا يمشي سعى بين الصفا والمروة هذا يمشي .
السائل : يعني نقول أن هذا الحديث مقصور على العبادة اللي فيها المشي بس .
الشيخ : نعم نعم نأخذ ظاهر اللفظ تماما نأخذ بظاهر النص فيه بعض الناس أول ها الحديث بالذات وهو من أهل السنة والجماعة لكن أنا رأيي أن الأليق والأسلم والأليق بمذهب السلف نأخذ على ظاهره والحمد لله ونقول من تقرب إلى هذا ،من تقرب إلى شوف هذا عام بأي قربة فإن الله يتقرب إليه (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان )) .
بيان منهج السلف في نصوص الصفات .
الطالب : التشبيه
الشيخ : في التشبيه والتمثيل لكن نؤمن أن الهرولة هي المشي السريع لكن كيف كان ؟ ما نعلم وهذا هو الذي يسلم به المرء حتى إنه هو الذي يستطيع أن يجب به ربه يوم القيامة لأن الله سيسأله لماذا صرفت كلامي عن كذا إلى كذا ويش دليلك؟ نعم لك أن تقول أنا أومن بأنك سبحانك وبحمدك فعلت كذا لكن لا على فعلنا ولا يُشبه فعلنا هذه حجة ولا ما هي حجة ؟ هذه حجة ونسلم ولهذا في الحقيقة هذه المسألة أنا أتعجب من علماء كبار ذهبوا إلى التأويل مع أنهم لا نشك في إخلاصهم لكن التبس عليهم الأمر يعني لو سألتُكم يقولون إن الإرادة دل عليها العقل ودليل العقل عليها التخصيص كيف التخصيص ؟ يعني كون الله يجعل السماء سماء بهذا الشكل والأرض الأرض وبهذا الشكل والإنسان إنسان وبهذا الشكل والبعير بعير وبهذا الشكل كونه يخصص هذا بكل ما يختص به ويش يدل عليه ؟ على الإرادة لا شك لأنه ما اختلفت الأشياء إلا بإرادة الخالق هذا دليل واضح لكن دلالة الإحسان إلى الخلق بجلب المنافع لهم ودفع المضار عنهم تدل على الرحمة ولا ما تدل ؟ هل الرحيم يغيث الخلق إذا استغاثوا به ؟ نعم ومن لا رحمة عنده ما يهمه طيب دلالة الإنعام على الخلق والإحسان على الرحمة أيها أوضح وأجلى من دلالة التخصيص على الإرادة ؟ دلالة الإنعام أولى أوضح العامي بالسوق تقول ما شاء ها المطر وهاالربيع وقال هذه الحمد لله رحمة الله لكن تجي تقول له دلني على أن الله ثابتة له الإرادة بالعقل بواسطة التخصيص يمكن ما يدري يعني بعض طلبة العلم اللي نحن نعلم ما يفهمون دلالة التخصيص على الإرادة فكيف من يقول الرحمة المراد بها الإرادة أو المراد بها الإحسان اللي هو مخلوق نعم ولا نثبت الرحمة هذا صعب كيف ماذا تقابل الله به يوم القيامة ولهذا هذه المسائل والحمد لله مذهب السلف فيها قوي ومستقيم ولا فيه تعب ولا يُحس الإنسان بمسؤولية أمام الله عز وجل لأنه يقول يا رب بَلغَني عنك كذا إما في كتاب الله أو فيما أخبر به الرسول عنه ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها وكما قلت لكم قبل قليل إذا كان القاضي إنما يقضي ... بالنسبة للمسائل العلمية الميزان يوم القيامة ميزان حقيقي ولا لا ؟
الطالب : نعم
الشيخ : لكن قال المعتزلة لا ما في ميزان حقيقي ميزان حقيقي عند العياش والتمار وما أشبه ذلك الميزان يوم القيامة هو إقامة العدل بين الناس أما ميزان له كفتان يوزن به الحسنات والسيئات فهذا مو صحيح إيش رأيكم بهذا ؟
الطالب : باطل
الشيخ : هذا ما فيه شك أنه باطل لكن كيف الجناية أمر طريقه العلم المحض فقط تروح تقيسه تقول ما فيه وهو على كل شيء قدير ولو أن الله سبحانه وتعالى أراد أنه بس يُظهر عدله لكان هو سبحانه وتعالى حكم عدل وبدون موازين وبدون كتاب وبدون شيء وبدون شهادة الجلود والأعضاء هو يقول فعلت يا عبدي كذا وينتهي الموضوع لكن كل هذا إظهاراً للعدل للعيان حتى يشهد الناس ويشهد الخلق كلهم على هذا العدل فالمهم أن إدخال العقول في المسائل العِلمية الخبرية هذه سبب الضلال أنت في المسائل العلمية الخبرية موقفك إيش ؟ التسليم ما تتحرج وأنا أقول كونوا ظاهريين في مسألة العقيدة نعم في العقيدة يجب أن يكون الإنسان على ظاهر النصوص ولا يتعرض لأي شيء أبدا .
السائل : ... .
الشيخ : إي نعم النزول ما نقول بهرولة ولا بغير هرولة ما نعلم نقول ينزل سبحانه وتعالى نزولا حقيقيا لكن ما نقول بهرولة .
السائل : في * القواعد المثلى * حديث النفس للرحمان ... .
الشيخ : إيش ؟
السائل : أنه يأتي نفس الرحمن ....
الشيخ : إي نعم صح .
السائل : هذا ليس محمول على ظاهره.
الشيخ : لا لا هذا هو ظاهره لأن ظاهر اللفظ ما دل عليه السياق، فهنا الحديث فيه وجهين الوجه الأول: أن نفس اسم مصدر نفّس ينفّس والمصدر
الطالب : تنفيساً
الشيخ : ما هو المصدر تنفيساً ، ونفس اسم مصدر مثل فرج يفرج تفريجاً وفرجاً فإذاً معنى نفس الرحمن أي تنفيسه من قبل اليمن هذه واحدة
الشيء الثاني : إن نفس الرحمن لو فرض أنه نفس وأن الحديث يدل عليه لكان ما يأتي من قبل اليمن منين يأتي ؟ من قبل السماء ففي اللفظ ما يمنع أن يكون المراد به صفة نعم وأنت كلما تأملت لا يمكن إلا أن النصوص دلالتها حق ومن أشكل ما يكون لكن الله بين سبحانه وتعالى ( عبدي جُعت ) ( وعبدي مرضت ) لكن الله بينه في نفس الحديث وكما تعلمون هذا مما يدل على أنه لو كان ظاهر النصوص باطلا لكان الله يبينه حتى لا يعتقد العباد فيه ما لا يليق به وهذا أكبر دليل على أن جميع النصوص المحرفة كلها على غير جادة سليمة لأن الله لو أراد بها خلاف ظاهرها لكان يبينها للعباد ما يخلي العباد في عمى إذا كان الله يا جماعة ، إذا كان الله بين لنا أشياء بسيطة (( يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم )) فالقرآن كلام الله ما رأيكم بهذا الأدب بالنسبة للعقيدة اللي هي أصل الإيمان هذا ما هو بشيء بسيط ؟ شيء بسيط مع ذلك ما تركه الله لنا ما ترك نصيب الزوجة ثمن من المال ونصيب الأم سدس من المال حتى بينه وقسمه كيف ما يبين ما يجب في ذاته وما يمتنع وما يجوز وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم كما ( قال الرجل المشرك لسلمان الفارسي قال : علمكم رسولكم حتى الخراءة ) علمنا كيف نجلس لقضاء الحاجة .
شرح قول المصنف : فيه مسائل: الثانية: تفسير آية براءة الثالثة: تفسير آية العنكبوت. الرابعة: أن اليقين يضعف ويقوى. الخامسة: علامة ضعفه، ومن ذلك هذه الثلاث. السادسة: أن إخلاص الخوف لله من الفرائض. السابعة: ذكر ثواب من فعله. الثامنة: ذكر عقاب من تركه.
القارئ : " الثالثة : تفسير آية العنكبوت " .
الشيخ : وهي (( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ )) فيفِر من دين الله عز وجل خوفاً من أذية الناس وهذا وجه المناسبة للباب إي نعم .
القارئ : " الرابعة : أن اليقين يضعف ويقوى " .
الشيخ : من أين تؤخذ ؟
الطالب : من الحديث
الشيخ : من الحديث ( إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله ) وقد سبق لنا أن هذا هو الواقع أن اليقين يضعف ويقوى بسبب ما قام بالعبد من أسباب القوة ومن أسباب الضعف وأظن أننا استشهدنا بقول إبراهيم عليه الصلاة السلام : (( بلى ولكن ليطمئن قلبي )) نعم .
السائل : ... .
الشيخ : لا نقول هو يقينه ضعيف .
السائل : هاه
الشيخ : نقول هو يقينه ضعيف
السائل : قلنا أن اليقين أعلى مرتبة ...
الشيخ : نعم فنقول إن اليقين يضعف ويقوى كما دل عليه الحديث وكذلك الإيمان يضعف ويقوى .
السائل : ... .
الشيخ : لا حتى ولو لم يضعف واقع ، حتى إذا وصل إلى أعلى الدرجات فقد يكون هذا العليا درجات أيضاً نعم .
القارئ : " الخامسة : علامة ضعفِه، ومن ذلك هذه الثلاث " .
الشيخ : وهي نعم
الطالب : ...
الشيخ : وأن تحمدهم على رزق الله وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله هذه الثلاثة نعم .
القارئ : " السادسة : أن إخلاص الخوف لله من الفرائض " .
الشيخ : منين نأخذه ؟
الطالب : لم يخشى إلا الله
الشيخ : لا لا إخلاص الخوف لله من الفرائض إخلاص من قوله : ( من التمس ) الظاهر
الطالب : من الحديث
الشيخ : من الحديث .
القارئ : " السابعة : ذكر ثواب من فعله " .
الشيخ : الله أكبر وهو
الطالب : رضي الله عنه
الشيخ : رضا الله عنه ورضا الناس عليه فتكون له العاقبة الحميدة بخلاف الأول الذي يرجو الناس ويعلق رجاءه بهم حتى يلتمس رضاهم بسخط الله فإن الأمور تنقلب عليه ولا ينال مقصوده بل يسخط الله عليه ويُسخط عليه الناس إي نعم .
القارئ : " الثامنة : ذكر عقاب من تركه " .
الشيخ : كما أشرنا إليه
وخلاصة الباب: أنه يجب على المرء أن يجعل خوف الله عز وجل فوق كل مخوف وألا يبالي بأحد في شريعة الله سبحانه وتعالى وأن يعلم أنه إذا التمس رضا الله سبحانه وتعالى وإن سخط الناس عليه فالعاقبة له وأنه إذا تعلق بالناس والتمس رضاهم ولم يهتم برضا الله انقلبت عليه الأحوال ولم ينل مقصوده بل يحصل له عكس مقصوده يَسخط الله عليه ويُسخط عليه الناس نعم .
5 - شرح قول المصنف : فيه مسائل: الثانية: تفسير آية براءة الثالثة: تفسير آية العنكبوت. الرابعة: أن اليقين يضعف ويقوى. الخامسة: علامة ضعفه، ومن ذلك هذه الثلاث. السادسة: أن إخلاص الخوف لله من الفرائض. السابعة: ذكر ثواب من فعله. الثامنة: ذكر عقاب من تركه. أستمع حفظ
.شرح قول المصنف : باب قول الله تعالى : ((وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ))
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
قال رحمه الله تعالى : " باب قول الله تعالى : (( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين )) " أولاً مناسبة هذا الباب لما قبله ظاهرة لأن الإنسان إذا أفرد الله سبحانه وتعالى بالخوف فإنه يعتمد عليه في حصول مطلوبه وزوال مكروبه لا يعتمد على غيره فالباب مع الأبواب السابقة ظاهر المناسبة .
الطالب : ... .
الشيخ : لأن الإنسان إذا تم خوفه لله سبحانه وتعالى وأفرد الخوف لله صار اعتماده على الله في حصول المطلوب وزوال المكروه واعلم أن التوكل عرّفه كثير من أهل العلم بتعريفات كثيرة منهم من عاد تعريفُه له على ثمرته ومنهم عاد تعريفه له على أسبابه ومنهم من عاد تعريفه له على أحكامه على حكم التوكل وأقرب تعريف للتوكل أن يُقال : هو الاعتماد على الله سبحانه وتعالى في حصول المطلوب وزوال المكروه مع فعل الأسباب المأذون فيها ، صدق الاعتماد على الله في حصول المطلوب وزوال المكروه مع فعل الأسباب المأذون فيها، فلا بد من هذين الأمرين أن يكون اعتمادك على الله تعالى صادقا اعتمادا حقيقيا والشيء الثاني أن تفعل الأسباب المأذون فيها فمن جعل اعتماده أكثر اعتماده على الأسباب نقص توكلُه على الله ومن جعل اعتماده أكثره على الله ملغيا الأسباب فقد طعن في حكمة الله عز وجل فيكون الأول الذي اعتمد على الأسباب أكثر قادحاً في كفاية الله سبحانه وتعالى والثاني قادحا في حكمة الله لأن الله سبحانه وتعالى جعل لكل شيء سببا فمن اعتمد على الله اعتمادا مجردا وقال أنا لا أفعل الأسباب لأني معتمد على ربي قُلنا لهم هذا طعن في حكمة الله عز وجل لأن الله تعالى حكيم يربط الأسباب بمسبباتها وأنت لو قال لك أدنى واحد من الناس: اعتمد على الله في حصول الولد ولا تتزوج، لكان هذا القول أضحوكة لك الولد ينبت علي من فوق الكتفين ولا ينبت من الرأس ولا ينبت من الظهر ؟ ما هو معقول هذا لا بد من فعل السبب ولو أنك اعتمدت على الأسباب فقط لكان ذلك قدح في كفاية الرب وكأنك جعلت السبب وحده هو العُمدة فيما تصبو عليه في حصول المطلوب وزوال المكروه، فلا بد من الأمرين جميعاً ولهذا نحن لا نشك أن أفضل المتوكلين وأعظمهم توكلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك كان يفعل الأسباب كان يحمل الزاد في سفره وكان يلبس الدرع في حربه وكان يستعين بالذين يدلونه على الطريق إلى غير ذلك مما هو ظاهر معلوم للجميع فهل قال أنا بخرج من مكة مهاجرا وأتوكل على الله ولا أصطحب معي من يدلني على الطريق ؟ لا بل استأجر رجلا يدله على الطريق عليه الصلاة والسلام ولما خرج إلى أُحد ماذا صنع ؟ ظاهر بين درعيه يعني لبس درعين اثنين كل ذلك أخذا بالأسباب وكان عليه الصلاة والسلام يتقي البرد ويتقي الحر ويتقي الضار نعم ويفعل جميع الأسباب المأذون فيها شرعاً وهل نقص ذلك من توكله ؟ ما نقص لكن إذا ترك الأسباب قيل له إن هذا طعن في حكمة الرب وتوكلك ضعيف ولهذا يذكر عن عمر رضي الله عنه أنه جيء إليه بقوم من أهل اليمن قدموا للحج بدون زاد فسألهم فقالوا : نحن المتوكلون على الله فقال : ( لستم من المتوكلين على الله بل أنتم المتواكلون ) نعم وهذا صحيح واحد يخرج إلى البادية أو إلى السفر بدون زاد ولا مزاد ثم يقول والله أنا متوكل على الله مو صحيح هذا لا شك أنه طعن في حكمة الرب
إذن تعريف التوكل هو صدق الاعتماد على الله عز وجل في جلب المنافع ودفع المضار مع فعل الأسباب المأذون فيها ولا بد من هذا حتى نكون آخذين بالكفاية وآخذين بالحكمة جميعا لا يفوتنا هذا ولا هذا
واعلم أن التوكل نصف الدين التوكل نصف الدين في الواقع ولهذا نحن نقول في صلاتنا في كل صلاة (( إياك نعبد وإياك نستعين )) فنطلب منه العون اعتماداً عليه سبحانه وتعالى لأنه سيعين ونعبُده وقال الله عز وجل للرسول صلى الله عليه وسلم : (( فاعبده وتوكل عليه )) وقال : (( عليه توكلت وإليه أنيب )) إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الدين شطرين أو شطران ، عبادة وتوكل ولا يمكن تحقيق العبادة في الحقيقة إلا بالتوكل على الله عز وجل لأن الإنسان لو وُكل إلى نفسه وكل إلى ضعف وعجز ولم يتمكن من الفعل فإذن هو يشعر حين يقوم في العبادة أنه معتمد على الله عز وجل فينال بفعل العبادة أجرين أحدهما أجر التوكل والثاني أجر العبادة ولكن ليت شعري ماذا نحن في هذا الأمر هل الإنسان يشعر منا عندما يريد أن يفعل فعلا من العبادة أو العادة أنه معتمد على الله في ذلك أو أن الإنسان ينسى وما هو إلا دولاب يدور ويفعل ما يريد أن يفعل ؟ نعم أجيبوا بالصراحة بصدق الغالب الثاني الغالب أنه الثاني وأن مقام التوكل عندنا ناقص جداً ما نشعر عندما نفعل الفعل أننا معتمدون على الله عز وجل وبمعونته وإمداده وإعداده ننال هذا الفعل عندنا نقص عظيم في التوكل في الحقيقة لأننا نعتمد في الغالب على الأسباب الظاهرة وننسى ما وراء ذلك فيفوتنا خير كثير ما الذي يفوتنا ؟ يفوتنا أولاً ثواب هذه العبادة التي هي التوكل هذا واحد وهذا حرمان عظيم يفوتُنا أيضا أننا قد لا نوفق لكمال العبادة كما هو الغالب كثيرا لا نوفق لكمالها نعم سواء حصل لنا عوارض توجب انقطاعها أو عوارض توجب نقصها وهذا أمر معلوم والإنسان يشهده من نفسه لذلك يجب علينا من الآن أن نصحح مقام التوكل وأن نكون في عباداتنا وعاداتنا وجميع أحوالِنا متوكلين على الله عز وجل آخذين بالأسباب النافعة التي أذن الله فيها واضح وبعد هذا ونحن الآن نتكلم على التوكل على أنه منزلة من منازل السائرين إلى الله وأنه ينبغي للإنسان أن يحققه تماماً بعد هذا نرجع إلى الأحكام التكليفية بالنسبة للتوكل فنقول التوكل ينقسم إلى ثلاثة أقسام : أحدهما بل أحدها توكل عبادة وهو الاعتماد المطلق على المتوكَل عليه بحيث يعتقد أن هذا المتوكَل عليه بيده جلب الخير ودفع الضر فهذا النوع يجب إخلاصُه لله ومن صرفه لغير الله فهو مشرك شركاً أكبر لأنه ليس أحد يملك ذلك إلا الله وحده لا شريك له فإذا اعتمد على أحد في هذا الأمر سواء كان حيا أو ميتا فإنك مشرك شركا أكبر وهذا في الحقيقة لا يعتمد الإنسان عليه إلا وهو يعتقد أن هناك سبب خفي يوجب جلب المنفعة له أو دفع المضرة عنه فهذا هو الشرك أكبر ...
القسم الثاني : الاعتماد على الشخص في رزقه ومعاشه وما أشبه ذلك فهذا قال أهل العلم : إنه من الشرك الأصغر وبعضهم قال : من الشرك الخفي مثل اعتماد كثير منا على المالية في إيش ؟ في الراتب ولذلك تجد الإنسان يشعر من نفسه أنه معتمد على هذا اعتماد افتقار معتمداً عليه اعتماد افتقار فتجد في نفسه من المحاباة لمن يكون هذا الرزق على يده ما هو ظاهر، هذا لا شك أن فيه نوع من الشرك الخفي كأن الإنسان لم يعتقد أنه سبب مجرد بل هو جعله فوق السبب المجرد ومن ثم صار فيه نوع من الشرك
القسم الثالث : أن يتوكل على شخص فيما فوض إليه التصرف فيه كما لو وكلت شخصاً يبيع لي شيئا أو يشتري شيئا لي أو يتولى لي أمراً من الأمور فهذا لا شك أنه معتمد عليه لكن اعتمادي عليه هل هو كاعتمادي على الراتب الذي يأتي من قبل الدولة ؟ لا أنا أعتمد عليه وكأني أشعر بأن لي المنزلة العليا فوقه لأني جعلته نائباً عني فأنا أعتمد عليه مع شعوري بأني أنا صاحب السلطة وأن منزلته تحت منزلتي بيدي إن شئت وكلت أبقيت الوكالة وإن شئت فسختُها لكن المسألة الثانية اللي هي القسم الثاني ليس كذلك بل إني أشعر بالحاجة إلى هذا والافتقار فهو توكل افتقار واعتماد وحاجة هذا الأخير جائز ولا لا ؟ هذا الأخير هو جائز وقد صدر من النبي عليه الصلاة والسلام فوكل علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن ينحر ما بقي من هديه أو لا ؟ ووكل أبا هريرة على حفظ الصدقة ووكل عُروة بن الجعد أن يشتري له أضحية وهكذا وهذا جائز ولا شيء فيه ما دام في تصرف مأذون فيه أما ما لو وكلته في محرم فهو حرام حسب عاد الموَكل فيه فصار التوكل والاعتماد ينقسم إلى ثلاثة أقسام : توكل عبادة وتوكل حاجة وتوكل تولية ، توكل عبادة ويش حكمه يجب إخلاصه لله لا يكون إلا لله وحده وصرفه لغيره شرك أكبر، وتوكل الحاجة هذا قال أهل العلم أنه نوع من الشرك الأصغر أو الشرك الخفي فأنت حتى لو كان لك راتب من بيت المال لا تشعر بأنك بحاجة وأنك كأنك دون هذا وتجعل قلبك متعلقا بهذه الجهة مثلاً لا ، حتى يكون اعتمادك على الله وحده ، والقسم الثالث ويش قلنا ؟
الطالب : تولية
الشيخ : نعم توكل التولية بمعنى أن تولي شخصا على أمر لك التصرف فيه تفوِّض إليه التصرف فيه فهذا جائز لأنه ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه فعله وقد أجمع المسلمون على جواز الوكالة فيما يصح التصرف فيه ، وأشرنا إلى الدواء قبل قليل قلنا ينبغي للإنسان أن يعتمد بأن هذا سبب محض ولا يعلق قلبَه به وأن يعتمد على الله عز وجل لأن الله هو الذي سخر لك هؤلاء يجعلون لك هذا المعاش وما أشبهه لا تعتمد عليه واعلم أن هذا الذي حصل لك على يد فلان أو يد فلان من الذي ساقه إليه ؟
الطالب : الله
الشيخ : الله سبحانه وتعالى لو شاء لصرف قلوبهم عنك ولو شاء لما أعلمهم بك إي نعم .
السائل : بعض الناس يعني يقول الرزاق الله لكنه عند فقدان هذه يفزع وقد ... ولكن اللسان ..
الشيخ : اللسان شيء واحد يقول تعال يا ولد أنا بعطيك المئة بمئة وعشرة اللهم اغفر لي من الربا ويجي للثاني تعال بعطيك ويقول اللهم اغفر لي من الربا ما ينفع هذا إذا لم يصدق الفعل القول فالقول لا فائدة منه ولهذا يعني مقام التوكل فيه شيء من الصعوبة على النفوس فيه شيء أولاً أن النفوس كثير منها تغفل عنه إطلاقا ما كأنه شيء من العبادات والشيء الثاني أن مقامه دقيق جداً ولهذا قال المؤمنون : (( وما لنا ألا نتوكل على الله )) ويش بعد ؟ (( وقد هدانا سُبلنا )) فهو نتيجة الهداية ونتيجة الهداية معناه أنه أمر في الذروة نعم .
هل اعتماد الرجل على قريبه ممن له سلطة في الدولة في تخليصه من العقوبه إذا ارتكب بعض المحاذيريكون خادشا في التوكل ؟
الشيخ : إي هذا نوع من الشرك الخفي أو الشرك الأصغر لأنه الآن علق رجاءه به لكن إذا نزلت النازلة فلا بأس أنك تستعين بإخوانك في قضائه .
السائل : لا قبل أن تنزل .
الشيخ : لا قبل أن تنزل لا تجعل الأمر إلا بالله عز وجل ثم إن هذا بعد فيه مشكلة إذا كان أن الإنسان يبي يستعمل جاه هذا الرجل وسلطة هذا الرجل في أمر باطل ليس من حقه هذه بعد مشكلة جينا طريق آخر لأن بعض الناس والعياذ بالله يستعمل سلطته في التوجه للمجرمين وغيرهم وهذا حرام .
7 - هل اعتماد الرجل على قريبه ممن له سلطة في الدولة في تخليصه من العقوبه إذا ارتكب بعض المحاذيريكون خادشا في التوكل ؟ أستمع حفظ
إذا كان سبيل الله واحد فما قولكم في الآية الكريمة "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا "الآية ؟
الشيخ : نعم
السائل : السبل كيف (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبلنا )) السبل هذه وهي سبيل واحد إيش ... ؟
الشيخ : السبل شرائع الدين يعني منها الصلاة سبيل ، الزكاة سبيل، الصوم سبيل، الحج سبيل، ولكن كلها يجمعها شيء واحد وهو الإسلام .
السائل : كيف يهديهم ؟
الشيخ : يعني يوفقهم للعمل بها بعد بيانها ووضوحها يعني يهديهم الله هداية علمية ثم هداية عملية .
8 - إذا كان سبيل الله واحد فما قولكم في الآية الكريمة "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا "الآية ؟ أستمع حفظ
هل الكي ينفع ؟
السائل : هل من توكل الشيخص بالنسبة . ذكرتم الاكتواء أنه إذا كان له ... أصيب بمرض ويمنع أنهم يكووه هل هذا من توكل الشيخص؟ .
الشيخ : لا لا ما ينبغي هذا لأن الكي في أشياء واضحة فائدتها جدا والرسول صلى الله عليه وسلم كوى سعد بن معاذ رضي الله عنه لأن الفائدة متحققة كواه لأجل أن ينقطع العرق عرق الدم حتى لا ينزف وهنا كي يعني فيه احتمال أنه ينفع أو ما ينفع فمثلا عندنا من المعروف عند الناس أن ذات الجنب ينفع فيها الكي يعني يكون بإذن الله كالرقعة حتى إن الرجل يمكن ما ينزف وربما يُغمى عليه فإذا كوي بإذن الله ووافق الكي كأنما قام من النوم وهو يفرق بين الأشياء الي لسبب نافع الواضح وبين الشيء ما هو بواضح . نعم
السائل : ... .
الشيخ : مثل ما قلت لك إذا كان يعتقده سببا محضا ولا يعلق رجاءه إلا بالله فهذا صحيح ولا بد الإنسان ما يمكن يعطل الأسباب أما إذا كان يعتقد أن هذا الراتب يعتمد عليه اعتماداً بيّن ويعلق رجاءه به فهذا نوع من الشرك ، ولهذا المسألة هذه المسألة مما تشين الإنسان الوظائف وتجعل العمل الحر أكمل لأن العمل الحر يعتمد كثيراً على الله
الطالب : أقرب إلى التوكل
الشيخ : أقرب إلى التوكل تجعله يعتمد على الله عز وجل وإن كان العمل الحر فيه بعد بعض الأشياء لكن على كل حال ما من شيء إلا فيه بلاء لكنه لا شك أنه من جهة التوكل أنه أبلغ ولهذا جاء في الحديث الصحيح : ( لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً ) يعني تروح أول في النهار جائعة ( وتروح بطاناً ) تروح تدور رزق على ربها عز وجل وهي خالية البطون ما ترجع إلا هي ملآنة والله أكبر نعم .
هل التطعيم ضد الأمراض ينافي التوكل ؟
الشيخ : التطعيم ضد الأمراض إذا كان مما هو معلوم النفع فهذا من الأسباب مثل ما أن الإنسان يتوقى البرد قبل أن ينزل به وأما إذا كان أوهام فقط أو خيالات فلا يُعتمد عليها طيب .
بيان أهمية التوكل .
شرح قول المصنف : قول الله تعالى : ((وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ))
الطالب : هذه في المائدة
الشيخ : هذه المائدة ذي؟
الطالب : نعم
الشيخ : إذن في (( يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ))
الطالب : (( قال رجلان من الذين ))
الشيخ : (( قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )) فتكون الفاء هنا عاطفة ويحتمل أن تكون الفاء هنا لتحسين اللفظ لأن الفاء قد تأتي زائدة إعراباً لكنها لتحسين اللفظ وأن الأصل وعلى الله توكلوا وهذا الوجه يؤيده أن لدينا حرف عطف وهو الواو ولا يمكن نعطف جملة بعاطفين لو قلت وفعلى الله وفتوكلوا على الله يستقيم الكلام ؟ لا يستقيم فتكون الفاء لتحسين اللفظ كهي في قوله تعالى : (( بل الله فاعبد )) والتقدير بل الله اعبد
وقوله : (( فتوكلوا إن كنتم مؤمنين )) إن شرطية وفعل الشرط كنتم وجواب الشرط قيل إنه محذوف دل عليه ما قبله وأن تقدير الكلام إن كنتم مؤمنين فتوكلوا وقيل إنه بمثل هذا الترتيب لا يحتاج إلى جواب اكتفاء بما سبق فيكون ما سبقه كأنه فعل معلق بهذا الشيء وهذا أرجح لأن الأصل إيش ؟ عدم الحذف الأصل عدم الحذف وما دام التقدير لا نُلجأ إليه فإن الأولى عدمه
قوله عليه الصلاة والسلام أعني موسى قوله أصحاب موسى (( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين )) تفيد بأن التوكل من الإيمان ومن مقتضيات الإيمان كما لو قلت إن كنت كريماً فأكرم الضيف ويش يقتضي ؟ أن إكرام الضيف من الكرم واضح؟ إن كنت مؤمنا فتوكل فيقتضي أن التوكل من مقتضيات الإيمان ولوازمه وأن الإيمان ينتفي بانتفائِه لكنه ينتفي كمالُه إلا أن يحصل اعتماد على الله عز وجل وشرك أكبر فهذا ينتفي كله (( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين )) .
.شرح قول المصنف : وقوله : (( إنما االمؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ))
ثانيا : (( وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً )) إذا تليت عليه آياتهم أي تلاها أحد زادتهم إيماناً وهذا فيه دليل على أن الإنسان قد ينتفع بقراءة غيره أكثر من انتفاعه بقراءة نفسه إذا تليت عليهم الآيات ازدادوا إيمانا بالله عز وجل كما أمر النبي عليه الصلاة والسلام عبد الله بن مسعود أن يقرأ القرآن عليه فقال : ( كيف أقرأُه عليك وعليك أنزل عليك يا رسول ؟ قال : إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأ عليه من سورة النساء فلما بلغ : (( فكيف إذا جِئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً )) قال : ( حسبُك ) يعني قف قال : ( فنظرت فإذا عيناه تذرفان ) عليه الصلاة والسلام المهم أنه إذا تُليت عليهم الآيات زادتهم إيماناً بالله فينتفعون بها وكذلك أيضاً إذا تلوها هم إذا تلوها يزدادوا إيمانهم بذلك الوصف الثالث وهو الشاهد للباب (( وعلى ربهم يتوكلون )) على ربهم قدم المعمول لإفادة الحصر يعني يعتمدون على الله عز وجل لا على غيره وهم مع ذلك يفعلون الأسباب ما يدعونها، الأسباب المأذون فيها يفعلونها لا يدعونها نعم
(( الذين يقيمون الصلاة )) يأتون بها مستقيمة كاملة والصلاة اسم جنس تشمل الفرائض والنوافل
(( ومما رزقناهم ينفقون )) من للتبعيض أو للجنس نعم أيهما ؟ يحتمل إن قلنا مما يزقناهم ينفقون للتبعيض صار الله يمدح من أنفق بعض مالِه لا من أنفق كل ماله وإذا قُلنا للجنس صارت تشمل صار الثناء يشمل من أنفق البعض ومن أنفق الكل وقوله : (( مما رزقناهم ينفقون )) يدخل فيه الزكاة ولا لا ؟ تدخل فيه من باب أولى هي على رأس ما يُنفق هذه الصفات الخمس أقول إذا كانت من للتبعيض فالثناء على من أنفق البعض وأبقى لنفسه البعض وإذا كانت للجنس فالثناء يشمل من أنفق الكل ومن أنفق البعض إي نعم طيب هذه الصفات الخمس جعل الله الإيمان منحصراً فيها فقط وهاهنا سؤالان :
السؤال الأول : هل من لم يكن على هذا الوصف لا يكون مؤمناً ؟ السؤال الأول يتوجه على هذا سؤال الآن الحصر واضح، حصر الإيمان فيمن اتصف بهذه الصفات الخمس فالسؤال الآن هل الإيمان مُنحصر بهذه الخمس وهل من لم يقم بها لا يكون مؤمنا ؟ يعني سؤالان الآن هل تفيد الآية أن من لم يتصف بهذه الصفات لم يكن مؤمناً هذه واحدة ؟
ثانيا : هل انحصر الإيمان بهذه الخمس؟ نعم طيب إن قلنا في جواب السؤال الأول نعم فما أدري من يكون منا مؤمناً أو لا؟ إذا قلنا أن المؤمن هو الذي يتصف هذه الصفات لازم (( إنما المؤمنون )) فلا أظن أحداً إلا من شاء الله أن يتصف بهذا في زماننا لكننا نقول إن الإيمان يُطلق ويراد به الإيمان الكامل ويُطلق ويراد به مطلق الإيمان فمثلاً قوله تعالى : (( فتحرير رقبة مؤمنة )) هذا المراد مطلق الإيمان لو ما هو بكامل الإيمان، وهذه الآية المراد كامل الإيمان وإن شاء الله نجيب على السؤال الثاني .
(( وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا )) نحن ما تكلمنا على الآيات كلها؟ إذا تليت عليهم يعني قُرئت عليهم زادتهم إيماناً يعني يزدادوا إيمانهم بالله سبحانه وتعالى ويقينهم به وتصديقهم بالقرآن وهو دليل على ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وهل فيه دليل على أنه ينقص؟ من الآية نفسها إذ أن تقابل الزيادة والإيمان من باب تقابل المتضايفين بمعنى أنه ما يتصور زيادة إلا بنقص ولهذا كمن تحرز من السلف من قولهم : " إننا نقول الإيمان يزيد ولا نقول ينقص " هذا فيه نظر هذا التحرز كما يذكر عن مالك رحمه الله فيه نظر وذلك من وجهين :
الوجه الأول : أن الزيادة لا تعقل إلا في مقابلة نص فإثبات الزيادة مستلزم لثبوت النص
ثانيا : إنه قد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله : ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين ) فأثبت النقصان في الدين ولهذا الصواب الذي عليه جمهور أهل السنة والجماعة أنه يُقال أن الإيمان يزيد ووينقص وقوله : (( وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا )) هذا أمر مجرب أن الإنسان قد يخشع عند سماع قراءة غيره أكثر مما يخشع إذا قرأ فيزداد إيمانُه بسماع القرآن ولهذا طَلب النبي عليه الصلاة والسلام من ابن مسعود رضي الله عنه أن يقرأ عليه القرآن فقال : ( كيف أقرأه وعليك أُنزل قال : إني أحب أن أسمعَه من غيري ) وهذا لا يدل على أن الرسول عليه الصلاة والسلام ما يخشع إذا قرأ لنفسه لا لكن يريد عليه الصلاة والسلام أن يسمعه من غيره لمعرفة إتقان الصحابة رضي الله عنهم للقرآن أحب أن أسمعه من غيري فقرأ حتى إذا بلغ قوله تعالى : (( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً )) قال : ( حسبُك ) قال : ( فرأيت النبي عليه الصلاة والسلام وعيناه تذرفان ) اللهم صلى وسلم عليه وقوله : (( وعلى ربهم يتوكلون )) هذا الشاهد يعني لا يعتمدون في جلب المنافع ودفع المضار إلا على من ؟ إلا على الله سبحانه وتعالى ومن جلب المنافع لئلا تظنوا إن المنافع هي المنافع الدنيوية فقط من جلب المنافع إتقان العبادات فيعتمد الإنسان على ربِه في إتقان عبادتِه إذا دخل في الصلاة يعتمد على الله سبحانه وتعالى يتوكل عليه في أن يأتي بهذه الصلاة على وجه كامل فإذا شعرت عند دخولك في الصلاة أنك عابد متوكل فهذا مما يزيدك في حضور قلبك في الصلاة وجرب تجد بخلاف الإنسان الي يدخل في الصلاة على أنه فاعلها بقدرته بل ادخل فيها على أنك فاعلُها بإيش ؟ بالاعتماد على الله حتى تجمع بين العبادة والتوكل وهكذا بقية العبادات كالصيام والزكاة والحج والجهاد وغيرها نعم .
السائل : ... .
الشيخ : لا وفي إحسانها أيضاً حتى إحسانها أهم والقبول عند الله عز وجل لكن إحسانها أهم كلما كان أحسن فهي أحب إلى الله .
السائل : شيخ ... .
الشيخ : إي الإمام مالك رحمه الله يقول أنا ما أقول ينقص لأنه ما ورد ويمكن للرواية هذه توافق الجماعة وقوله : (( الذين يقيمون الصلاة )) يأتون بها قائمة أي مستقيمة وهذا يستلزم أن يأتوا بشروطها وأركانها وواجباتها ويتموها بمكملاتها (( ومما رزقناهم ينفقون )) من يحتمل أن تكون للتبعيض ويحتمل أن تكون لبيان الجنس فعلى الأول يكون الإنسان يُمدح إذا أنفق بعض مالِه لا كله، وعلى الثاني يكون المدح شاملا لمن أنفق البعض أو الكل نعم والصواب في هذه المسألة: أن إنفاق الكل يمدح عليه الإنسان إذا دعت الحاجة إليه وكان عنده من الاعتماد على الله عز وجل وفعل الأسباب ما يمكنه أن يأتي برزق لنفسِه وأهله مثل ما فعل من ؟
الطالب : أبو بكر
الشيخ : أبو بكر رضي الله عنه أما إذا كان ليس هناك حاجة للمنفق عليه يعني ما هناك حاجة تستوعب ماله أو أنني أنا وأهلي في حاجة وسبب رزقي ضعيف فهنا ما ينبغي أن نقصر على أنفسنا ونعطي غيرنا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ابدأ بنفسك ثم بمن تعول ) .
.شرح قول المصنف : وقوله : (( يا أيها النبي حسبك الله ومن أتبعك من المؤمنين )) [ سورة الأنفال : 64 ] وقوله : (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ))
الطالب : فاعل ولا فعيل ؟
الشيخ : فاعل ومُفعِل بمعنى فعيل مُفعل بمعنى فعيل بمعنى ، هي فعيل بمعنى فاعل ومُفعل أنا لخبطت فيها فعيل بمعنى مُفعَل وبمعنى مُفعِل ففعيل بمعنى مُفعَل أي مُنَبَّأ وبمعنى مفعِل أي مُنْبِئ والرسول عليه الصلاة والسلام مُنَبّأ مُنبِئ ولا لا ؟ مُنبَّأ من قبل من ؟
الطالب : الله
الشيخ : من قِبل الله مُنبِئ لعباد الله مُبلِغ لهم الرسالة
وقوله : (( حسبك الله )) أي كافيك الحسب بمعنى الكافي ومنه أعطني درهما فحسب أي فهو الكفاية فالحسبُ بمعنى الكافي وقوله : (( حسبُك الله )) ما إعرابها ؟ حسب خبر مُقدم نعم والله مبتدأ مُؤخر ويجوز العكس يعني يكون المعنى ما حسبُك إلا الله وعلى هذا فتكون حسب مبتدأ والله خبر أما على الأول فالمعنى ما الله إلا حسبُك إذا قلنا الله حسبك الله وحده حسبك طيب وقولُه : (( ومن اتبعك من المؤمنين )) ومَن اتبعك من هذه اسم موصول وهي مبنية على السكون ولا تظهر عليها الحركة فهل هي معطوفة على الكاف ؟ لقوله : (( حسبك الله )) أو معطوفة على اسم الجلالة الله؟ نعم
الطالب : على الكاف
الشيخ :إي نعم فيها رأيان لأهل العلم فقال بعضهم : حسبك الله وحسبك من اتبعك من المؤمنين فجعلوا مَن معطوفة على الله قالوا لأنه أقرب نعم ولأنه لو كان معطوفاً على الكاف في حسبُك لوجب إعادة الجار أو لا؟ ابن مالك يقول :
" وعود خافض لدى عطف على *** ضمير خفض لازما قد جعل "
لكن ... وليس عندي لازما وهو الصحيح نعم
طيب قوله ثم قالوا : إن هذا كقوله تعالى : (( هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين )) فقالوا إن الله أيد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين فيكونون حَسباً له كما كان الله تعالى حسبا له لكن هذا القول ضعيف ولا يصح والجواب عما استدلوا به :
أولا : قولهم : إن العطف على ... مذكور ليس بصحيح فقد يكون العطف على شيء سابق كما في نظائره وهي كثيرة حتى إن النحويين قالوا لو تعددت المعطوفات يكون العطف على أي شيء ؟ على الأول
وثانيا : إنه لو عُطف على الكاف لوجب إعادة الجار قُلنا : هذا ليس بلازم لأنه كما قال ابن مالك :
" إذ قد أتى في النظم والنثر الصحيح مثبتاً " وشواهده تقدمت لنا في النحو وأما استدلالهم بقوله : (( هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين ))التأييد بهم غير كونهم حسبه لأن معنى كونهم حسبه أنه يعتمد عليهم لكن معنى كونهم يؤيدونه أنهم ينصرونه مع استقلاله بنفسه فبينهما فرق ولا لا ؟ فالحَسب هو الكافي يعني يكفيك حتى عن نفسِك لكن التأييد بالغير معناه أنه المؤيد له هاه له استقلال لكن هذا مؤيد مساعد ويدل على هذا أن الله سبحانه وتعالى حينما يذكر الحسب يخلِصه لله مثل قوله تعالى : (( وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ )) وقال تعالى : (( قُل حَسبي الله عليه يتوكل المتوكلون )) فكما أن التوكل على الله لأنه الحسب فغيرُه لا يمكن أن يكون حسبا إذ لو كان حسباً لكان التوكل عليه جائزا ولكن الحسب هو الله وهو الذي عليه يتوكل المتوكلون فالصواب أنه معطوف على إيش؟
الطالب : الكاف
الشيخ : على الكاف في قوله : (( حسبُك )) يعني وحسب من اتبعك من المؤمنين فتوكلوا عليه جميعا أنت ومن اتبعك ثم إن في قوله : (( ومن اتبعك )) هذا اللفظ فيه ما يمنع أن يكون الصحابة حسباً للرسول صلى الله عليه وسلم وجه ذلك : أنهم تابعون أتباع فكيف يكون التابع حسباً للمتبوع هذا لا يستقيم أبدا فالصواب المتعيّن أن الآية معناها حسبُك وحسب من اتبعك فالله تعالى كافي الجميع قال : وقوله: (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )) هذه جملة شرطية تفيد بمنطوقها معنى وتفيد بمفهومها معنى آخر المنطوق أن من يتوكل على الله فإن الله يكفيه مهماته وييسر له أمره ولم يقل الله تعالى ومن يتوكل على الله فإنه لا يجد من يؤذيه قال : (( فهو حسبه )) كافيه ما أهمه حتى لو حصل عليه بعض الأذية من أعدائه فإن الله تعالى يكفيه شره فلا يصلون إلى الغاية وإلا فالرسول صلى الله عليه وسلم سيد المتوكلين ومع ذلك يصيبُه الأذى لكن الله حسبه كافيه حتى لو حصل الأذى ما تحصل المضرة لا بد أن تكون النتيجة ... الذي اعتمد على الله .
أما مفهوم الآية من توكل على غير الله خُذِل لأن غير الله لا يكون حسبا ًكما تقدم لنا قبل قليل فقد توكلتَ على غير صواب وعلى غير عمدة فمن توكل على غير الله خُذل ومن توكل على غير الله ابتعد عن الله بمقدار توكله على غيره لأن النفس البشرية إذا اعتمدت على شيء اتكلت عليه ونسيت ما سواه فلهذا من توكل على الله تخلى الله عنه ، من توكل على غير الله تخلى الله عنه والعياذ بالله، وصار موكولاً إلى هذا الشيء ومن وُكل إلى غير الله فإنه ضائع ولا يحصل له المقصود فصار في الآية حُكمان منطوق ومفهوم .
14 - .شرح قول المصنف : وقوله : (( يا أيها النبي حسبك الله ومن أتبعك من المؤمنين )) [ سورة الأنفال : 64 ] وقوله : (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )) أستمع حفظ
.شرح قول المصنف : وعن ابن عباس ـ رضي الله تعالى عنهما ـ قال : ( حسبنا الله ونعم الوكيل , قالها إبراهيم -عليه السلام - حين ألقى في النار , وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له : ( إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم , فزادهم إيماناً وقالوا : حسبنا الله ونعم الوكيل ) [ آل عمران : 173 ] رواه البخاري والنسائي
أما كون محمدا صلى الله عليه وسلم قاله فهذا بنص القرآن أو لا ؟ قال الله تعالى : (( الذين قال لهم الناسُ إن الناسَ قد جمعوا لكم فاخشوهم ، فزادهم إيماناً )) فمَن الناس الذين قالوا هذا القول ؟ إن الناس قد جمعوا لكم هم الركب الذي أوصاهم أبو سفيان أن يبلغوا الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه قد جمع لهم وكان أبو سفيان بعد أن انصرفوا من أحد أراد أن يرجع إلى النبي عليه الصلاة والسلام حتى يقضي عليهم بزعمه فلقي ركباً فقال : إلى أين تذهبون ؟ قالوا : نذهب إلى المدينة قال : بلغوا محمداً وأصحابه أنا راجعون إليهم فقاضون عليهم فجاء الركب إلى المدينة فبلغوهم فقال الرسول عليه الصلاة والسلام ومن معه : (حسبنا الله ونعم الوكيل ) وخرجوا بنحو سبعين راكبا حتى بلغوا حمراء الأسد فماذا حصل ؟ أبو سفيان تراجع عن رأيه وانصرف إلى مكة شوف الكفاية من الله عز وجل وإلا كان بإمكانه أن يرجع ولكن الله سبحانه وتعالى صرف قلبه لأن الصحابة اعتمدوا على ربهم سبحانه وتعالى قالوا : (( حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ )) طيب إذن قال لهم الناس ، الناس الأولى من المراد بها ؟ الركب (( إن الناس )) من المراد بهم ؟ أبو سفيان ومن معه كلمة الناس يمثل بها الأصوليون للعام الذي أريد به الخصوص هذا عام الناس ما هم كل الناس أو لا؟
الطالب : نعم
الشيخ : ها (( إن الناس قد جمعوا لكم )) كل الناس جمعوا لهم؟
الطالب : لا
الشيخ : لا فهو عام أريد به الخصوص وقد مر في أصول الفقه أن العام هناك عام مخصوص وعام أريد به الخصوص ولكن ليس هذا موضع ذكر الفرق بينهما (( فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ )) كافينا (( وَنِعْمَ الْوَكِيلُ )) نعم فعل ماضي والوكيل فاعل والمخصوص محذوف ويش التقدير ؟ هو أي الله ، نعم الوكيل هو والوكيل هنا المعتمد عليه سبحانه وتعالى واعلم أن الله سبحانه وتعالى يُطلق عليه اسم وكيل وهو أيضاً مُوكِل فهو وكيل وموكِل كيف وكيل مُوكل أما الوكيل فهو مثل هذه الآية (( نعم الوكيل )) وكذلك قال الله تعالى : (( وكفى بالله وكيلاً )) وأما الموكِّل فقال تعالى : (( فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ )) ولكن يجب أن تعلم أنه ليس المراد بالتوكيل هنا الإنابة أو ليس المراد بالتوكيل الإنابةُ عن الغير فيما يحتاج إلى الاستنابة فيه أو لا؟ هاه فاهمين هذا ؟ ليس توكيل الله لهم أنه من حاجة إليهم لأنا نعلم أن الله تعالى هو الغني الحميد لكن توكيلهم بمعنى أنه سبحانه وتعالى استخلفهم في الأرض لينظر كيف تعملون، جعلهم هم الذين يقومون بها فقد وكلنا بها قوما يعني يقومون بها وليس ذلك لحاجة له لأن العمل ... بيعمل يعمله الإنسان لنفسه لا لربه سبحانه وتعالى طيب ما هو الدليل لابن عباس على أن إبراهيم قالها ؟ ويش الدليل ؟ نقول ابن عباس قال قولاً لا مجال للرأي فيه والصحابي إذا قال قولا لا مجال للرأي فيه فحكمُه حُكم الرفع يسمونه مرفوعاً حكماً، فإذا قال قائل : إنهم اشترطوا في هذا ألا يكون القائل ممن يروي عن الاسرائيليات وابن عباس رضي الله عنهما ممن عُرف بذلك أفلا يجوز أن يكون قد أخذه عن الاسرائيليات، نقول هذا وارد ويمكن أن يكون قاله أخذه من الاسرائيليات ، لكن يُبعدُه أنه لم يكن ليجزم به هذا الجزم فيكون أخذه من بني إسرائيل فجزمُه بهذا وقَرنُه بما قاله النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابُه عندي أنه يُبعِد أن يكون مما أخذه عن بني إسرائيل ويتعلق في قضية إبراهيم عليه الصلاة والسلام يتعلق مسألتان أُحب أن أنبه عليهما وإن كانتا ليستا من موضوع الدرس
المسألة الأولى : أنه يقال : إن إبراهيم لما .
15 - .شرح قول المصنف : وعن ابن عباس ـ رضي الله تعالى عنهما ـ قال : ( حسبنا الله ونعم الوكيل , قالها إبراهيم -عليه السلام - حين ألقى في النار , وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له : ( إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم , فزادهم إيماناً وقالوا : حسبنا الله ونعم الوكيل ) [ آل عمران : 173 ] رواه البخاري والنسائي أستمع حفظ