تتمة شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: عدم الإيمان بجحد شيء من الأسماء والصفات. الثانية: تفسير آية الرعد. الثالثة: ترك التحديث بما لا يفهم السامع.
" ثانيا: تفسير آية الرعد " ..
من الأمور الخبرية ومن الأمور الحكمية، الخبرية يعني معتمده الإخبار، والعملية ما هو معمول به، كثير من السنن يجهلها بعض الناس وينكرونها، يقول لا تفعل لأنه والله الناس ينكرون ... أو نقول افعل فله الحق. مثال ذلك في الأمور العملية: بعض الناس يقول: لا تسجد للسهو بعد السلام لأن الناس يستنكرون ذلك، طيب، إذا استنكروا ذلك ندع السنة؟ بل إنهم إذا استنكروا ذلك كان فعلها أوكد مما لو كانوا يقرون بذلك، السبب؟ لوجوب البيان حينئذٍ، لأن بيان السنة واجب، بيان السنة غير العمل بالسنة، يعني يجب أن تبين السنة، لكن العمل بالسنة سنة ما هو واجب، فإذا ماتت هذه السنة وجهلت بين الناس وجب علينا أن نفعلها نحن طلبة العلم حتى تتبين للناس ثم من شاء فعلها وأجر، ومن شاء لم يفعلها ولا وزر.
إذن قول علي: ( حدثوا الناس بما يعرفون ) وقول المؤلف رحمه الله: " عدم التحديث بما لا يفهم السامع "، ماذا نقول فيه؟ هو على إطلاقه ؟ ليس على إطلاقه، نعم.
1 - تتمة شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: عدم الإيمان بجحد شيء من الأسماء والصفات. الثانية: تفسير آية الرعد. الثالثة: ترك التحديث بما لا يفهم السامع. أستمع حفظ
شرح قول المصنف : الرابعة: ذكر العلة أنه يفضي إلى تكذيب الله ورسوله، ولو لم يتعمد المنكر. الخامسة: كلام ابن عباس لمن استنكر شيئاً من ذلك، وأنه هلك.
قال المؤلف: " ولو لم يتعمد المنكِر " وش يعني ولو لم يتعمد؟ يعني المنكِر لما كذبها ما هو يقصد تكذيب الله ورسوله، لكن يقصد أن نسبة هذا الشيء إلى الله ورسوله كذب، ففي فرق أن يُكذّب، قد لا يتعمد المنكر الذي لم يبلغ عقله هذا الشيء ما يتعمد أن يكذب الله ورسوله، لكن يكذب أيش؟ نسبة ذلك إلى الله ورسوله، نسبة ذلك، يقول هذا ما يمكن ، وهنا فرق بين الأمرين أو لا؟ هنا فرق، هذا ما كذب الله ما قال نعم الله قال كذا وهذا كذب، الرسول قال هذا ولكن كذب، قال: لا ما يمكن يقوله الله ورسوله، نعم، يريد أن يكذب نسبة ذلك إلى الله ورسوله، ولهذا قال: " ولو لم يتعمد المنكر "، هو ما تعمد أن يكذب الله ورسوله، ولكنه كذب نسبة ذلك إليهما وهو بالتالي يعود إلى رد هذا الخبر، وبالتالي يعود إلى رد هذا الخبر عن الله ورسوله.
" الخامسة: كلام ابن عباس لمن أنكر شيئا من ذلك وأنه هلكه " يعني إنكاره، كلام ابن عباس في قوله: " ما فرق هؤلاء، يجدون رقة عند محكمه ويهلكون عند متشابهه "، يعني: أن المحكم يلينون عنده ويقبلونه، وأما المتشابه فإنهم يهلكون عنده، هذا كلام ابن عباس رضي الله عنه.
الطالب : إذا ما استنكر شيئا ...
الشيخ : نعم.
2 - شرح قول المصنف : الرابعة: ذكر العلة أنه يفضي إلى تكذيب الله ورسوله، ولو لم يتعمد المنكر. الخامسة: كلام ابن عباس لمن استنكر شيئاً من ذلك، وأنه هلك. أستمع حفظ
شرح قول المصنف : باب قول الله تعالى : (( يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها ))
قال المؤلف: " باب قول الله تعالى: (( يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها )) يعرفون نعمة الله، هل المراد يعرفون أن هذه نعمة أو يعرفون أن النعمة من الله؟ هذا هو المراد، أما كونهم يعرفون أن هذه نعمة فقط يعرفون، لكنهم الكلام أنهم يعرفون أن هذه من الله، نعمة مضاف والله مضاف إليه، من باب إضافة الموجَد إلى الموجِد، هم يعرفون أن النعمة من الله يعرفون ذلك، لكنهم ينكرونها بما سيذكر في تفسير الآية. وقوله: (( نعمة الله )) هي واحدة والمراد بها الجماعة، يعني ليست فردا بل هي لا تحصى، كما قال تعالى: (( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )) وقد مر علينا في القواعد الأصولية أن المفرد المضاف يفيد العموم، الدليل (( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )).
وقوله: (( ثم ينكرونها )) أي: ينكرون إضافتها إلى الله، لكونهم يضيفونها إلى السبب، يضيفونها إلى سببها متناسين المسبِّب وهو الله سبحانه وتعالى، هذا معنى قوله: (( ثم ينكرونها )) وليس المعنى أنهم ينكرون هذه النعمة فيقولون مثلا ما جاءنا ولد، ما جاءنا مطر، ما جاءنا صحة، هم ما يقولون هكذا، لكن ينكرونها بإضافتها إلى غير الله إلى سببها، متناسين الخالق الذي خلق السبب فوجد به المسبَّب.
يقول المؤلف: " الآية " أيش معنى الآية؟ يعني إلى آخر الآية، وهي منصوبة بفعل محذوف تقديره أكمل الآية.
قال: (( وأكثرهم )) أيش؟ يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون ، أو الكاذبون؟
الطالب : مكتوبة.
الشيخ : مكتوبة؟ (( وأكثرهم الكافرون ))، طيب، يعني: أكثرهم الكافرون الذين كفروا بالله عز وجل، وقوله: (( وأكثرهم )) بعد قوله: (( يعرفون ))، في الجملة الأولى أضافها إلى الكل، وفي الثانية أضافها إلى الأكثر، وذلك لأن منهم من هو عامي ما يعرف ولا يفهم، لكن أكثرهم يعرفون ثم يكفرون بذلك.
ما مناسبة هذا الباب للتوحيد؟ مناسبته ظاهره: أن من أضاف نعمة الخالق إلى غيره فقد جعل معه شريكا في الربوبية، هذا من وجه، ومن وجه آخر: أنه لم يقم بالشكر الذي هو عبادة، عبادة من العبادات، وترك الشكر مناف للتوحيد، لأن الواجب أن يشكر الخالق المنعم سبحانه وتعالى، فصارت لها مساس أو لها صلة بتوحيد الربوبية وبتوحيد العبادة، فمن حيث إضافتها إلى السبب على أنه فاعل هذا إخلال بتوحيد الربوبية، ومن حيث ترك القيام بالشكر الذي هو العبادة هذا إخلال بتوحيد الألوهية، نعم.
شرح قول المصنف : قال مجاهد ما معناه : ( هو قول الرجل : هذا مالي ، ورثته عن آبائي ) . وقال عون بن عبدالله : ( يقولون : لولا فلان لم يكن كذا ) .
مجاهد هو إمام من أئمة التابعين، عرض المصحف على ابن عباس رضي الله عنهما يقفه عند كل آية ويسأله عن تفسيرها، قال سفيان الثوري : " إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به "، يعني: فهو كافيك، ولكن مع ذلك ليس هو معصوما من كل شيء، قد يخطئ كما يخطئ غيره من الناس، ولكن يقول هو قول الرجل دون المرأة؟
الطلاب : يشمل المرأة، من باب التغليب.
الشيخ : آه، هذا من باب التغليب والتشريف أيضا، لأن الرجل أشرف من المرأة.
طيب، " قول الرجل: هذا مالي ورثته عن آبائي "، هذه الكلمة في ظاهرها ما فيها شيء، لو قالك واحد: من أين لك هذا البيت؟ قال والله هذا بيتي، هالبيت لك ولا مستأجر؟ قال: لا هذا بيتي، من أين؟ ورثته عن آبائي، فيها شيء هذه؟ هذه ما فيها شيء، هذه خبر محض، لكن مراد مجاهد إذا أضاف تملك هذا الشيء إلى السبب الذي هو الإرث متناسيا المسبب الذي هو الله، إرثك إياه بأي وسيلة؟ بشرع الله عز وجل حيث شرع أن ترث ما خلّفه أباك، فإذن تحصيلك إياه بحولك وقوتك؟ لا، ولكنه بشرع الله عز وجل، وبتقديره بالنسبة لآبائك، آباؤك لولا أن الله سبحانه وتعالى أنعم عليهم به وملكوه ما حصّلوه، وأنت لولا أن الله شرع لك إرثهم ما حصلته، ولهذا لو كان فيك مانع من موانع الإرث ما حصلت هذا، فتبين أن وصول هذا المال إليك من الله وإلى الله، من الله تعالى لأنه هو الذي أوجد ذلك البيت، ويسر لآبائك ملكه، وإلى الله يعود إلى حكمه، لأنه هو الذي حكم بأن مال آبائك ينتقل إليك بالإرث، فكيف تتناسى المسبب سبحانه وتعالى بالأسباب القدرية والأسباب الشرعية وتضيف الأمر إلى ملك آبائك وإرثك إياه بعدهم، هذا من هذه الزاوية صار نوعا من كفر النعمة، أما إذا كان الإنسان قصده مجرد الخبر كما مثلنا في الأول، رجل سألك: هل هذا البيت الذي أنت فيه مستأجر أم لا؟ قلت: لا، هو ملكي، من أين جاءك؟ ورثته من آبائي، ما فيها شيء، ولهذا ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قيل له يوم الفتح: ( أتنزل في دارك غدا؟ فقال: وهل ترك لنا عقيل من دار أو رباع ) فبين الرسول عليه الصلاة والسلام أن هذه الدور انتقلت إلى من؟ إلى عقيل بالإرث، وبهذا تبين أن هناك فرقا بين إضافة الملك إلى الإنسان على سبيل الخبر، وبين إضافته إلى سببه متناسيا أيش؟ المسبب وهو الله عز وجل، نعم.
طيب، وقال : " وقال عون بن عبد الله: يقولون لولا فلان لم يكن كذا " يقول: لولا فلان لم يكن كذا، هذه أيضا مثل الأولى، يطلقها الإنسان تارة يريد بها الخبر، ويطلقها الإنسان مريدا بها بيان السبب متناسيا المسبب، حطيتوا بالكم؟ فإذا أطلقها مريدا بها الخبر، وكان الخبر مطابقا صحيحا صدقا، فهي كلمة لا بأس بها، ما فيها شيء، لولا فلان لم يكن كذا، ما فيها شيء، وإذا قصد السبب لولا فلان لم يكن كذا، إذا قصد السبب فإننا ننظر أولا: هل هذا السبب صحيح أم لا؟ إن كان غير صحيح فهو باطل ونوع من الشرك، كما لو قال: لولا الولي فلان وهو مدفون له عشرات السنين لم يكن كذا، نقول: هذا شرك باطل، لأن فلانا المدفون لا يكون سببا في جلب النفع أو دفع الضرر عنك، ونسبة ذلك إليه شرك، وعلى هذا فيكون شركا أكبر، لأنه جعله مدبرا مع الله عز وجل، إذ أن الميت ما ينسب إليه شيء إلا لأن الناسب يعتقد أن له تصرفا في الكون تصرفا سريا خفيا.
طيب، وإن أضافه إلى سبب صحيح ثابت بالشرع أو بالحس يجوز أو لا؟ يجوز، بشرط أن لا يجعل السبب مؤثرا، فإن جعل السبب مؤثرا فإنه يكون من الشرك، هذه اثنين.
الثالث: أن يضيفه إلى سبب غير شرعي، لكنه ليس سببا سريا خفيا كمسألة الميت، فهذا شرك أصغر، مثل التمائم والتولة وما أشبه ذلك إذا لم يعتقد أنها فاعلة بنفسها، فإن اعتقد أنها فاعلة بنفسها فإنه لا يجوز.
فتبين بهذا الآن أن قول الإنسان: لولا كذا لم يكن كذا، نجعله أولا قسمين: إما أن يكون خبرا أو سببا، إن كان خبرا فإن هذا لا بأس به إذا كان صدقا مطابقا للواقع فهو صدق. الثاني: أن يجعله سببا، وهذا له ثلاث حالات : إما أن يكون هذا سببا خفيا لا تأثير له إطلاقا، كأن يقول: لولا الولي فلان ما حصل كذا وكذا، فهذا شرك أكبر، لأنه يعتقد بهذا القول أن لهذا تصرفا في الكون، إذ أنه ميت فهذا تصرف سري خفي.
الثاني: أن يضيفه إلى سبب شرعي أو إلى سبب صحيح ثابت شرعا أو حسا، ما تقولون؟
الطالب : يجوز.
الشيخ : هذا جائز بشرط أن لا يعتقد أن السبب مؤثر بنفسه، أو أن يتناسى المنعم بذلك، وهو الله.
الثالث: أن يضيفه إلى سبب ظاهر، لكنه لم يثبت كونه سببا لا شرعا ولا حسا، فهذا نوع من الشرك الأصغر، مثل أيش؟ مثل التولة والقلائد التي يقلدونها بعض الناس يقولون هذه تدفع العين، وما أشبه ذلك، فهذا من الشرك الأصغر، لأنه ما ثبت لا شرعا ولا حسا.
وقد تقدم لنا أن وجه كونه شركا هو أن هذا الإنسان أثبت سببا لم يجعله الله سببا، فكان مشاركا لله سبحانه وتعالى في إثبات الأسباب، والله تعالى لم يجعلها سببا لا شرعا ولا كونا. ويدل على هذا التفصيل أنه ثبت إضافة لولا إلى السبب، ثبت بقول الرسول عليه الصلاة والسلام حيث قال في عمه أبي طالب: ( لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار )، قال: ( لولا أنا )، النبي عليه الصلاة والسلام لا شك أنه أبعد الناس عن الشرك وأنه أخلص الناس توحيدا لله عز وجل، ومع ذلك قال: لولا أنا فأضاف الشيء إلى سببه، لكنه سبب حقيقي شرعي، ولا لأ؟ نعم، سبب حقيقي شرعي، هو أنه أُذن له في الشفاعة لعمه أبي طالب بأن يخفف الله عنه، فكان والعياذ بالله في ضحضاح من النار عليه نعلان يغلي منهما دماغه، لا يرى أن أحدا أشد منه عذابا، لأنه لو يرى أن أحدا أشد عذابا منه هان عليه التسلي، كما قالت الخنساء في رثاء أخيها صخر قالت:
" ولولا كثرة الباكين حولي *** على إخوانهم لقتلت نفسي
وما يبكون مثل أخي ولكن *** أسلي النفس عنه بالتأسي "
فالحاصل أن إضافة الشيء إلى سببه الشرعي الصحيح، هذا ما فيه بأس، ابن القيم رحمه الله وإن كان قول العالم ليس بحجة، لكنه يستأنس به، ابن القيم قال في القصيدة النونية وهو يمدح الصحابة، قال :
" *** ولولاهم ما كان في الأرض مسلم
ولولاهم كادت تميد بأهلها ولكن *** طوى فيها وأوتادها هم
ولولاهم كانت ظلاما بأهلها *** ولكن هم فيها بدور وأنجم "
فأضاف هذا إلى سببه، إلى سببه الصحيح، ولا شك أنه لولاهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم بمعية الرسول عليه الصلاة والسلام، لأنه لا ارتضاء لهم إلا من الرسول صلى الله عليه وسلم، نعم.
الطالب : ...
الشيخ : هذه الأنواء، قد سبق لنا أننا قلنا إذا قصد أن تكون ظرفا فلا بأس، وأما سببا إن كان يقصد أنها فاعلة بنفسها فهو شرك أكبر، وإن كان يعتقد أنها سبب شرك أصغر.
4 - شرح قول المصنف : قال مجاهد ما معناه : ( هو قول الرجل : هذا مالي ، ورثته عن آبائي ) . وقال عون بن عبدالله : ( يقولون : لولا فلان لم يكن كذا ) . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وقال ابن قتيبة : ( يقولون : هذا بشفاعة آلهتنا ) .
الطالب : هل إذا مات الإنسان على شرك أصغر هل يغفره الله عز وجل ...؟
الشيخ : هذا فيه خلاف بين أهل العلم، شيخ الإسلام يقول إن الله لا يغفره لعموم قوله تعالى: (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ))، وبعض العلماء يقول: إن المراد بالشرك في الآية الشرك الأكبر، فهو على كل حال المشرك ولو شركا أصغر على خطر، ولكن الشرك الأصغر أعظم من الكبائر، كما قال ابن مسعود: " لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا "
الطالب : الآية اللي ... شفاعة أليست خاصة باليوم الآخر؟
الشيخ : أي نعم، (( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )) ما يمكن ...، عام.
الطالب : ...
الشيخ : والله أنا إذا نظرت إلى إطلاق الآية (( إن الله لا يغفر أن يشرك به )) يترجح عندي ما قال الشيخ رحمه الله، وإذا نظرت إلى أن هذا دون الشرك الأكبر، لأن الله قال: (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا ))، وقال في الآية الأخرى (( ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما )) فهذا يدل على أن المراد بالشرك الشرك الأكبر، فأقول: إن المشرك شركا أصغر على خطر، ويجب عليه أن يتوب، نعم.
يقول: " وقال: يقولون هذا بشفاعة آلهتنا "، إذن هذا أبطل من الذي قبله، لأن فيه محذورين: إثبات سبب غير صحيح، والثاني الشرك بهذه الأصنام، وهذا من أبطل ما يكون من القول.
شرح قول المصنف : وقال أبو العباس - بعد حديث زيد بن خالد الذي فيه : أن الله تعالى قال : ( أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ... ) الحديث وقد تقدم - وهذا كثير في الكتاب والسنة ، يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره ويشرك به . قال بعض السلف : هو كقولهم : كانت الريح طيبة ، والملاح حاذقاً ، ونحو ذلك مما هو جار على ألسنة كثير .
قال أبو العباس بعد حديث زيد بن خالد الذي فيه ( أن الله تعالى قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ) الحديث وقد تقدم، وين تقدم فيه؟
الطالب : ...
الشيخ : في الأنواء؟ نعم.
يقول " وهذا كثير في الكتاب والسنة " وهذا المشار إليه إثبات الكفر لمن أضاف النعم إلى السبب متناسيا المسبب، أو إلى سبب غير صحيح، كما في الاستسقاء بالأنواء، فإن هذا السبب غير صحيح.
يقول : " وهذا كثير في الكتاب والسنة يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره ويشرك به " فهذا الذي يضيف إنعام الله إلى غيره مستحق للذم؟ نعم، مستحق للذم، إذا كنت لو أتى إليك عبدُ فلان بهدية منه من فلان، فشكرت العبد دون السيد، وش يعتبر هذا؟ سوء أدب، سوء أدب مع السيد وكفران لنعمة السيد، أليس كذلك؟
الطالب : بلى.
الشيخ : ونسبة هذا المملوك إلى سيده أكثر من نسبة الأسباب إلى الخالق عز وجل، فإذا أضفت الشيء إلى السبب دون الخالق فهذا أقبح مما إذا أضفت هذه الهدية إلى العبد دون سيده، وهي من سيده، فالله عز وجل هو الخالق للأسباب، فلا تضف النعم إلى أسبابها، لماذا؟ أولا: لأن خالق هذا السبب من هو؟
الطالب : هو الله.
الشيخ : فكان الواجب هو الذي يشكر وتضاف النعمة إليه. ثانيا: أننا نجد الأسباب قد لا تؤثر، مع أنها أسباب يحصل بها الشيء لكنها لا تؤثر، ثبت في صحيح مسلم أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( ليس السنة أن لا تمطروا بل السنة أن تمطروا ثم لا تنبت الأرض ) المطر سبب للنبات، لكن أحيانا لا يجعله الله سببا، تبطل السببية، إذن لو كان المطر مؤثرا بنفسه هل يحصل المطر بدون نبات؟ ما يحصل، إذن فالله عز وجل هو خالق السبب، وقادر على أن لا يكون هذا السبب سببا، ولا لأ؟ قادر، قادر سبحانه وتعالى أن يجعل هناك موانع تمنع من نفوذ هذا السبب شرعا أو قدرا، أليس كذلك؟ كما لو فرض أن هذا الوادي الذي يسقي هذه الروضة وجد فيه حواجز، حواجز تمنع، أو وجد فيه حفر تبلع الماء، هل يصل إلى هذه الروضة أو ما يصل؟ ما يصل، لماذا؟ لوجود مانع، ومن عرف الأسباب وموانعها عرف أن كل شيء بيد الله عز وجل، فالأسباب أولا الخالق لها هو الله، ثانيا: أن السبب قد لا يؤثر، ثالثا: أن السبب قد يكون له مانع يمنع من تأثيره، فكيف يليق بك أن تضيف الشيء إلى سببه وتنسى الخالق تنسى المسبب وهو الله عز وجل.
إذن يقول ابن تيمية رحمه الله يقول : " إن الله تعالى يذم من يضيف إنعامه إلى غيره ويشرك به "، والذي يضيف إنعام الله إلى غيره ويشرك به جدير بأن يذم، نعم، شرعا وعقلا.
" قال بعض السلف : هو كقولهم كانت الريح طيبة والملاح حاذقا ونحو ذلك مما هو جار على ألسنة كثير " كانت الريح طيبة هذا في السفن، السفن الشراعية تجري بماذا؟ بالريح (( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها )) فهي تجري بالريح، إذا كانت الريح طيبة يعني ما هي بهادئة فتقف السفينة ... السفينة يكون السفر مريحا ولا لأ؟ يكون مريحا، كذلك إذا كان الملاح حاذقا جيدا، يعرف كيف يساير الرياح، لا يستقبلها استقبالا هذا أيضا يكون ... هذا ما هو صحيح ... الله سبحانه وتعالى لو شاء سبحانه وتعالى ... ولو شاء لأعمى ... الملاح ...
أيش معنى معرفة المعنى؟ .. صار الإنسان كافرا إما أن يطلقوا عليه اسم الكفر كما تقوله المعتزلة، وإما أن يكون لا مؤمن ولا كافر، فهو في منزلة بين المنزلتين، ولكن الصواب ما قاله المؤلف وهو مذهب أهل السنة والجماعة، إذ لا مانع يكون في الإنسان من هذا ومن هذا، نعم إذا وجد الكفر الذي دل الشرع على أنه لا إيمان معه صار كفرا لا يجتمع مع ... نعم.
الطالب : ... هل تعبيره هنا صحيح ، ولا لو عبر بمعنى آخر ...
الشيخ : ... لكن هو قصده ... بمعنى باعتبار انفراد كل واحد، كل واحد ضد للثاني، لكن الصحيح قد يقال أن التعبير لو قال المؤلف اجتماع الخلافين في القلب، لكن على كل حال يتساهلون في التعبير.
الطالب : ...
الشيخ : أي نعم، هذا اصطلاح المناطقة أهل المنطق يقولون الضدان اللذان لا يرتفعان ولا يجتمعان.
الطالب : صحيح هذا؟
الشيخ : صحيح.
طيب، إذن الصواب ما قاله المؤلف من أن الكفر والإيمان قد يجتمعان، نعم.
الطالب : هل ...؟
الشيخ : لا لا شيء واحد، ... ما في إشكال، يعني أنه قد يكون كافرا كفرا محضا ومؤمنا إيمانا محضا هذا ما فيه إشكال، لكن اجتماعهما بمعنى وجودهما في آن واحد هذا هو محل الخلاف، والصواب أنهما قد يجتمعان، لكن إذا كان الكفر أكبر لا يمكن يجتمع مع الإيمان، وكذلك الإيمان الكامل وهذا نادر أن يكون الإنسان عنده إيمان لا كفر معه، لا بد من المعاصي. طيب، تقدم لنا الحكم في قول لولا، وذكرنا أن هذا أقسام، نعم، القسم الأول ابدأ.
6 - شرح قول المصنف : وقال أبو العباس - بعد حديث زيد بن خالد الذي فيه : أن الله تعالى قال : ( أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ... ) الحديث وقد تقدم - وهذا كثير في الكتاب والسنة ، يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره ويشرك به . قال بعض السلف : هو كقولهم : كانت الريح طيبة ، والملاح حاذقاً ، ونحو ذلك مما هو جار على ألسنة كثير . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : باب : قول الله تعالى : (( فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون ))
لا تجعلوا له أندادا في أسمائه وصفاته؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، لأنهم هم قد يصفون غير الله بأوصاف الله عز وجل، كاشتقاق العزى من العزيز، وهم أيضا يسمون رحمن اليمامة، فيعطونه وصفا لا يليق إلا بالله.
وقوله: (( وأنتم تعلمون )) الجملة هنا حالية في موضع نصب حال من فاعل تجعلوا، يعني: والحال أنكم تعلمون، المعنى تعلمون أنكم جاعلون لله أندادا، أو تعلمون أنه لا ند له؟
الطالب : كلاهما.
الشيخ : فلا فرق بين الأمرين، فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون أنكم جاعلون له أندادا، فأما إن جعلتم أندادا وأنتم جاهلون بذلك فافعلوا؟
الطالب : لا.
الشيخ : إذن ما يستقيم المعنى، كذا؟ ما يستقيم؟ طيب، وأنتم تعلمون أيش ؟ أنه لا أنداد له، لأن هذا محط التقبيح من هؤلاء، أنهم يجعلون أندادا وهم يعلمون أنه لا أنداد له، في ماذا؟
الطالب : في الربوبية.
الشيخ : في الربوبية، أما في الألوهية فيجعلون له أندادا، ولهذا قالوا للنبي عليه الصلاة والسلام (( أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب )) ويقولون في تلبيتهم " لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك " وش هالقول الخربان، إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك، طيب إذا كان مملوك كيف يكون شريك؟ ولهذا نعى الله عليهم عقولهم في قوله: (( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون )).
إذن الأنداد بالمعنى العام بقطع النظر عن كونه يخاطب أقواما يقرون بالروبية يشمل الأنداد في الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، طيب، وأنتم تعلمون أنه لا ند له.
شرح قول المصنف : قال ابن عباس في الآية : ( الأنداد : هو الشرك ، أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل . وهو أن تقول : والله وحياتك يا فلان ،
يقول رضي الله عنه: " هو الشرك " هذه الأنداد، فإذن الند الشريك المشارك لله تعالى فيما يختص به وفيما يجب له.
" أخفى من دبيب النمل على صخرة سوداء في ظلمة الليل " أخفى من دبيب، المراد بالدبيب هنا ليس فعل النمل، المراد بالدبيب أثر النمل، أثر دبيبها، لأن الدبيب إذا أردنا أن نضرب به الوصف في الخفاء ما نجيب له ...، دبيب النمل على ... أبين من دبيبها على التراب.
الطالب : إلا
الشيخ : إلا ، إذا أردنا بأن الدبيب صوت قرع أقدامها، فإذن المراد أيش؟
الطالب : الأثر.
الشيخ : الأثر، أثر، أخفى من دبيب النمل يعني مثلا الآن أنت تشوف ... تقول هذا دبيب نمل يعني أثر دبيبه على الصخرة السوداء من اللي يشوفها؟
الطالب : ...
الشيخ : في ظلمة الليل، ولهذا يقولون ما هو أخفى من هذا؟ أولا: دبيب نمل، أثر الصغار ولا الكبار؟ أيه خف البعير؟ ولا شيء، ثانيا: على صخرة ليس على تراب، فهو أخفى، والثالث الصخرة سوداء، لو هو على بيضاء قد من كثرة ترداده تلوث البياض، والرابع: في ظلمة الليل، هذا من أبلغ ما يكون من الخفاء. إذا كان أن الشرك في قلوب بني آدم أخفى من هذا، نسأل الله أن يعين على التخلص منه، ولهذا قال بعض السلف: " أنا ما عالجت نفسي معالجتها على الإخلاص "، ويروى عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه لما قال مثل هذا قالوا يا رسول الله كيف نتخلص؟ قال قولوا ( اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك ونحن نعلم ونستغفرك لما لا نعلم ) لأنه الحقيقة هذا مسألة الشرك خفي خفي جدا للغاية، ونحن دائما نسأل الله يصلح لنا ولكم القلوب، دائما نقول أن الإنسان يجب عليه أن يعتني بإصلاح قلبه، ربما يكون فيه شبه من الشرك من المشركين بالشرك، شبه من اليهود بالحسد، شبه من المنافقين بالغل والحقد وهكذا، فعليه أن يطهر قلبه دائما يكون مثل صاحب الشجرة المنجل دائما في يده يقطع هذه الأغصان الرديئة حتى يبقى قلبه خالصا والله المستعان.
إذن لاحظوا هذا الوصف من ابن عباس رضي الله عنهما تجدون أنه أيش؟ أخفى شيء، ما بعده أخفى منه، يقول " وهو أن تقول والله وحياتك يا فلان وحياتي "، والله وحياتك يا فلان، هذه جمعت بين نوعين من الشرك، الأول: حلف بغير الله وحياتك، والثاني: إشراك مع الله بقوله والله وحياتك، فجعل القسم بحياة المخاطب كالقسم بالله، كقوله: ما شاء الله وشئت، ففيها نوعان من الشرك، هما؟ الحلف بغير الله، وهذا وحده شرك، لو قال وحياتك فهو شرك، الثاني: ضمها إلى الله بماذا بالواو المقتضية للتسوية، ففيها هذه الجملة نوعان من الشرك، مثل أن تقول خافوا الله وحياتك يا فلان وحياتك يا سيدي، ما فعلت كذا وكذا، هذا شرك، هل هو أكبر ولا أصغر ؟ حسب ما يكون بقلب المقسم ..
ولهذا يقع السؤال: هل يجوز أن يحلف هذا الرجل بالولي اللي هو يعظم، لأني لو أحلّفه وأنا أطالبه بالله يحلف؟ يحلف ... عنده لي مليون ريال وكتمهن جحدهن ما عندي شهود أو عندي وثيقة وضاعت، حضرنا عند القاضي، فقال القاضي للمدعي: عندك بينة؟ قال ما عندي بينة، وش يتوجه؟ اليمين على المدعى عليه، قال له: تحلف بالله ما عندك له شيء؟ قال نعم، كم تريد من يمين، أحلف بالله وأعطيك والله العلي العظيم ... الواحد القهار ما عندي له شيء، قال له: تحلف بالولي الفلاني اللي يعظم؟ قال: لا، إذا صارت ببطني يقول لا، هل نحلفه هنا استخراجا للحق منه، أو لا نحلفه، لأننا لو حلفناه لأقررنا الشرك؟
الطالب : لا نحلفه.
الشيخ : أي، ما نحلفه، لأننا لو حلفناه بغير الله أقررنا الشرك وتوصلنا إلى شيء مباح بطريق محرم، فنحلفه بالله، وإذا حلف بالله كاذبا فسيجد جزاءه.
الطالب : ... تحلف بالولي وإذا شفناه كر على اليمين عرفنا أنه فاعل، وإذا جاء يحلف ما نخليه يحلف؟
الشيخ : لا ما نقول هكذا، لأننا إذا قلنا احلف حتى نمتحنه فإذا توقف عن الحلف حكمنا عليه، فمعناه أننا وجهنا عليه طلبنا منه شركا، فأصل هذا الطلب محرم وإلا نعم قد يقول قائل نوجه اليمين عليه ونشوف، إذا أراد يحلف عرفنا أنه صادق وقلنا خلاص احلف بالله، وإذا عيا عرفنا أنه كاذب فحكمنا عليه، ولكن الظاهر أنه لا يجوز حتى في هذه الحال، لأن مجرد توجيه الحلف بغير الله أو طلب الحلف بغير الله لهذا الشخص هذا إقرار للشرك، وإذا ضاع حقك تلقاه يوم القيامة.
الطالب : إذا بين بعد أن قال له احلف بغير الله ... قال الحلف بغير الله كذا وكذا؟
الشيخ : لا لا أبدا، مجرد إقراره ما يجوز.
طيب، وحياتي، وحياتي أيش ... يعني الآن تقول وحياتي القسم بغير الله حكمه؟ إن اعتقد أن المقسم به بمنزلة الله في العظمة ... وإلا فهو شرك أصغر.
8 - شرح قول المصنف : قال ابن عباس في الآية : ( الأنداد : هو الشرك ، أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل . وهو أن تقول : والله وحياتك يا فلان ، أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وقوله (......وحياتي ، وتقول : لولا كليبة هذا لأتانا اللصوص . ولولا البط في الدار لأتانا اللصوص وقول الرجل لصاحبه : ما شاء الله وشئت : وقول الرجل : لولا الله وفلان . لا تجعل فيها فلاناً ، هذا كله به شرك ) رواه ابن أبي حاتم .
" وحياتي، وتقول لولا كليبة هذا لأتانا اللصوص " لولا كليبة هذا لأتانا اللصوص، كليبة تصغير كلبة، والكلب يحرس ثلاثة أشياء، ولا شيئين؟
الطالب : ثلاثة أشياء.
الشيخ : لا، شيئين الماشية والحرث، ويزيد شيئا ثالثا أو لا؟
الطالب : ... مثل الدار
الشيخ : ... هؤلاء، المهم أنه لولا كليبة هذا تحرس الغنم لأتى اللصوص، هذه الكلمة لولا كليبة هذا قد يكون فيها شرك والإنسان لا يدري، وذلك بأن ينظر إلى هذا السبب دون المسبب، وهو الله عز وجل، فيقع في شيء من الشرك، هذا شرك خفي، وأما الاعتماد على السبب الشرعي أو الحسي المعلوم فقد تقدم أنه لا بأس به، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ) لكن قد يقع في قلب الإنسان إذا قال لولا كذا لحصل كذا أو لما كان كذا، قد يقع في قلبه شيء من الشرك بالاعتماد على السبب بدون نظر إلى المسبب وهو الله عز وجل.
" ولولا البط في الدار لأتى اللصوص " شوف البط وش هو؟ نوع من الطيور، والبط من عادته أنه إذا دخل شخص غريب على أهل البيت فإنه يصرخ، ويكون له أصوات، يقول: " لولا البط في الدار لأتى اللصوص "، إذا دخل اللص وفي بط قام يصرخ فينتبه أهل البيت، نعم.
الطالب : كليبة تصغير كلب ولا كلبة؟
الشيخ : كلبة، نعم.
" ولولا البط في الدار لأتى اللصوص، وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت ".
بالمناسبة " لولا البط في الدار لأتى اللصوص " يقولون: إن شارب الدخان ما يقرب بيته اللصوص أبدا محروس، ولا يقربه الكلب أيضا، ما يقرب لصاحب الدخان، ما يقربه الكلب، وهذه منفعة عظيمة، نعم تشجع على شرب الدخان أن اللصوص ما يطلبون بيته، وأن الكلاب ما تقربه، في خصلة ثالثة نسيتها هاه؟
الطالب : يموت دون هرم.
الشيخ : نعم يموت ولا يهرم، يموت من غير هرم.
الطالب : ...
الشيخ : أي نعم هاه أي ، قال ليش؟ قال: لأنه بيته ما تأتيه اللصوص لأنه كل الليل يكح، وإذا كان كل الليل يكح معناه أن اللص إذا عرف أن في البيت أحد مستيقظ يدخل البيت ولا لأ؟ ما يدخل البيت، أما الكلب ما يقربه، لأنه ما يمشي إلا على عصا ...، والكلب ما يقرب اللي معه عصا، كذا؟ وأما أنه يموت ولا يهرم فلأن الموت أسرع من الهرم عنده، إذن هذا تحذير ولا تشجيع؟ لما فسر صار تحذير.
" وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت " هذا فيه نوع من الشرك، ما نوعه؟ تشريك غير الله مع الله بماذا؟ بالواو، فهذا شرك، ثم ما نوع هذا الشرك؟ إن اعتقد أنه مساو لله عز وجل في التدبير والمشيئة فهو شرك أكبر، وإن لم يعتقد ذلك بل هو يرى أن مشيئة الله تعالى فوق كل شيء فإنه شرك أصغر يجب الحذر منه.
قال " وقول الرجل: لولا الله وفلان " مثل ما شاء الله وشئت، نوع الشرك فيها؟ أنه أشرك غير الله مع الله بالواو التي تقتضي التسوية.
" لا تجعل فيها فلانا " وش يقول؟ لولا الله، نعم.
" والله لولا الله ما اهتدينا *** ولا تصدقنا ولا صلينا "
فتقول لولا الله لا تجعل فيها فلانا.
" هذا - المشار إليه ما سبق - كله - كل الجمل - به - بالله - شرك " يعني هذا كله شرك بالله، فمنه ما هو شرك أصغر ومنه ما هو شرك أكبر، حسب ما يقوم بقلب الشخص من نوع هذا التشريك.
" رواه ابن أبي حاتم " الحديث فيه ضعف، نعم.
الطالب : لكن لو قال قائل: إن ابن عباس تكلم أول الأمر قال إنه خفي كله ...
الشيخ : أي نعم.
الطالب : وبعض ... ظاهرة مثل الحلف بغير الله، ظاهر.
الشيخ : هو ظاهر من حيث اللفظ، لكن إذا وصل إلى حد الكفر إلى حد الشرك الأكبر يكون خفيا، لأن بعضه قد يصل إلى حد الشرك الأكبر، نعم.
الطالب : ...
الشيخ : يأتينا إن شاء الله.
9 - شرح قول المصنف : وقوله (......وحياتي ، وتقول : لولا كليبة هذا لأتانا اللصوص . ولولا البط في الدار لأتانا اللصوص وقول الرجل لصاحبه : ما شاء الله وشئت : وقول الرجل : لولا الله وفلان . لا تجعل فيها فلاناً ، هذا كله به شرك ) رواه ابن أبي حاتم . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من حلف بغير الله فقد كفر ، أو أشرك ) رواه الترمذي ، وحسنه وصححه الحاكم .
قوله: ( من حلف بغير الله )، من شرطية فتكون للعموم، وبغير الله عام أيضا، ( فقد كفر أو أشرك ) أو هذه للشك من الراوي، هل قال النبي عليه الصلاة والسلام فقد كفر أو قال فقد أشرك، والذي يناسب المقام أن يكون الصواب فقد أشرك. قوله: ( من حلف بغير الله ) يشمل كل مخلوق، سواء بالكعبة، أو بالرسول صلى الله عليه وسلم، أو بالمصاحف، أو بالشمس، أو بالقمر، أو بأي شيء بغير الله، وهل يشمل الحلف بصفة الله؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا ما يشمل، الحلف بصفات الله جائز لأن الصفة تابعة للموصوف، فتقول مثلا: وعزة الله وحكمة الله وقدرة الله هذا جائز، فالحلف بصفة من صفات الله من الحلف بالله. طيب، ( من حلف بغير الله ) هل المراد بغير هذا الاسم أو المراد المسمى؟ المراد المسمى، فإذا حلف بالله أو بالرحمن أو بالسميع أو بالبصير أو ما أشبه ذلك من أسماء الله تعالى فهو حلف بالله.
وقوله: ( فقد كفر أو أشرك ) قلنا: الظاهر أن صواب الحديث أو أشرك، لأن الحلف كما هو معروف عند أهل العلم تأكيد الشيء بذكر معظم بصيغة مخصوصة بالواو أو الباء أو التاء، أحرف القسم ثلاثة: الباء والواو والتاء، كذا؟ والباء هي أعمها، لأنها تدخل على الظاهر والمضمر، وعلى اسم الله وغيره، ويذكر معها فعل القسم ويحذف، أو لا؟ اللام هي أعمها، اللام هي أعمها من حيث أنها تدخل على الظاهر والمضمر.
الطالب : الباء.
الشيخ : أي أنا أقول الباء.
الطالب : ...
الشيخ : سبحان الله العظيم، الباء هي أعم حروف القسم، لأنها ثلاثة حروف القسم الباء والواو والتاء، والباء أعمها، لأنها تدخل على الظاهر والمضمر، هذه واحدة، وعلى لفظ الجلالة الله وغيره، ويذكر معها فعل القسم ويحذف، (( وأقسموا بالله جهد أيمانهم )) أقسموا بالله ذكر فعل الحلف ولا لأ؟
طيب، وتقول: بالله لأفعلن بدون فعل القسم، وتقول الله تعالى عظيم جليل أحلف به لأفعلن، وتدخل على الضمير، وتقول بالله أحلف بالرحمن أحلف بالسميع أحلف وما أشبه ذلك، فتدخل على كل اسم من أسماء الله.
أما الواو فإنها لا يذكر معها فعل القسم ما تقول أحلف والله، ولا تدخل على الضمير.
وأما التاء فإنه لا يذكر معها فعل القسم وتختص بالله ورب كما قال ابن مالك : والتاء لله ورب، مع الله أكثر.
المهم أن الحلف تعريفه: تأكيد الشيء بذكر معظم بصيغة معروفة بالباء أو بالواو أو التاء، هذا القسم هذا الحلف.
هذا لا يجوز أن يحلف الإنسان بغير الله مهما كان ذلك الغير، أو بصفة من صفاته سبحانه وتعالى، فإن فعل فقد أشرك، لأنه جعل مرتبة المخلوق في مرتبة الخالق في التعظيم.
طيب، ثم نقول فقد أشرك أشركا أكبر؟ حسين؟ أشركا أكبر إذا حلف بغير الله يشرك شركا أكبر أو أصغر؟ أكبر؟
الطالب : أكبر.
الشيخ : توافقون؟
الطالب : إن اعتقد أنه مساو لله في التعظيم.
الشيخ : في التعظيم؟
الطالب : في التعظيم فهو شرك أكبر.
الشيخ : نعم
الطالب : وإن لم يعتقد ذلك.
الشيخ : فهو أصغر، إذن لا بد من التفصيل، إن اعتقد أن المحلوف به مساو لله عز وجل في التعظيم وفي العظمة، فإنه مشرك شركا أكبر، وإلا فهو شرك أصغر.
طيب، قوله: ( فقد كفر أو أشرك ) معلوم أن الشرك محرم ولو كان أصغر، وهل يغفره الله؟
اختلف في هذا أهل العلم، فقال بعض العلماء: إن قوله تعالى (( إن الله لا يغفر أن يشرك به )) يعني الشرك الأكبر (( ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) الشرك الأصغر والكبائر والصغائر أيضا.
وقال شيخ الإسلام: " إن الشرك لا يغفر ولو كان أصغر "، لأن قوله: (( أن يشرك به )) مصدر مؤول فهو نكرة في سياق النفي، إذ أن التقدير لا يغفر شركا به، أو إشراكا به، وهذا نكرة في سياق النفي، فيكون عاما. فإذن الشرك ولو كان أصغر فإنه لا يغفر إلا بتوبة.
طيب، فإذا قال قائل: هذا يفيد أن الحلف بغير الله شرك وأنه يجب الحذر منه، فما جوابكم عن قوله تعالى: (( والشمس وضحاها )) (( لا أقسم بهذا البلد )) (( والليل إذا يغشى )) وما أشبه ذلك من المخلوقات التي أقسم الله بها ؟
فالجواب: أن هذا القسم من الله عز وجل، ولله تعالى أن يقسم بما شاء من خلقه، وهو حاكم لا محكوم عليه، وسائل لا مسؤول (( لا يسئل عما يفعل وهم يسألون )) وما علينا إلا أن نستسلم ولا نعترض، هذا السجود لغيره كفر وفي مرة من المرات صار ترك السجود لغيره كفرا ولا لأ؟ لأن الأمر كله لله عز وجل (( وإليه يرجع الأمر كله )) هذا جواب.
جواب آخر: أن الإقسام بهذه المخلوقات هو في الحقيقة تعظيم لله عز وجل، يعظم به نفسه ويمدح به نفسه، لأن هذه الآيات التي أقسم بها الآيات الكونية كلها آيات تدل على عظمته، فكأنه أثنى بالقسم على نفسه بما تتضمنه هذه الآيات من الدلالة على عظمته وقدرته، فكأنه ثناء على نفسه بهذا بطريق القسم بها الدال على تعظيمها. أما نحن لو قال قائل: إذن لماذا لا نفعل نحن هكذا؟ قلنا: لأننا نهينا عنه، فصار القسم بهذه الآيات العظيمة صار القسم لا يرد علينا، وش الجواب؟
الجواب من وجهين، الأول: أن هذا من فعل الله والله تعالى لا يسأل عما يفعل، وله أن يقسم سبحانه وتعالى بما شاء من خلقه، وهو سائل غير مسؤول وحاكم غير محكوم عليه، تمام؟ ثانيا: أن نقول إن ما أقسم الله به من هذه الآيات كلها دال على عظمته وعلى تمام قدرته وحكمته فيكون في القسم بها الدال على تعظيمها ورفع شأنها يكون فيه ثناء على الله عز وجل بما تتضمنه من أيش؟ من الدلالة على عظمته.
فإذا قال قائل: هذا المعنى الأخير لماذا لا نفعله نحن ونثني على الله تعالى بالإقسام بها؟ قلنا: لأننا نهينا عنه، فعلينا أن نقول سمعنا وأطعنا.
طيب، فإن قال قائل: هذا النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) وقال: ( من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ) وقال: ( لا تحلفوا بآبائكم )، فما هو الجواب عن قوله صلى الله عليه وسلم: ( أفلح وأبيه إن صدق ) وهذا ثابت في صحيح مسلم، ( أفلح وأبيه إن صدق ) أقسم الرسول صلى الله عليه وسلم بأبي هذا الرجل، فما هو الجواب؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، يقول وأبوه، أبوه كافر ما ندري مفلح ولا ما هو مفلح.
الجواب على هذا من عدة أوجه، لنستعرضها لننظر ماذا يصح منها وما لا يصح.
قال أنكر بعضهم هذه اللفظة، وقال: إنها لا تثبت في الحديث، لماذا ؟ لأنها مخالفة مناقضة للتوحيد، كيف النبي صلى الله عليه وسلم يفعل شيئا مناقضا للتوحيد؟! فإذن يكون مدلول هذه الكلمة في الحديث مناقضا لما علم بالضرورة من دين الإسلام وهو خالص التوحيد، وما كان مناقضا لذلك فهو عند أهل العلم
الطالب : شاذ
الشيخ : شاذ أو باطل، باطل موضوع/ فلهذا أنكرها، هذه واحد.
وقال بعضهم: إن ( وأبيه ) تصحيف من الرواة، وإن أصلها أفلح والله إن صدق، لكن كانوا في الزمن السابق ما يشكلون الكلمات، أبيه إذا حذفت منها النقاط السفلى تشبه الله ولا لأ؟ تشبه الله، نعم بس إنها تعرف شوي النبرات، فقالوا إنها تصحيف، وأصلها أفلح والله إن صدق، لكن الراوي صحف وقال أفلح وأبيه إن صدق، هذا اثنين.
الوجه الثالث: أن هذا مما يجري على الألسنة بغير قصد، وقد قال الله تعالى: (( لا يؤآخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤآخذكم بما عقدتم الأيمان )) وهذا ما نوى، فلا يؤآخذ، هذه ثلاثة أوجه.
الرابع: أن هذا وقع من النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي عليه الصلاة والسلام أبعد ما يكون عن الشرك بخلافنا نحن، فنحن منهيون عن هذا، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما هو منهي، لماذا؟ قولوا؟
الطالب : ...
الشيخ : لأنه لا يتصور في حقه الشرك، أبعد الناس عن هذا، هذه أربعة.
الوجه الخامس: أن هذا منسوخ، الحلف بغير الله منسوخ، وأن النهي هو الناقل عن الأصل فيكون هو المعتمد، كم هذه؟ خمسة أوجه، نشوف أيهن أصح.
الوجه الأول إنكار أن تكون ثابتة، وهذا لا يمكن، لأن الحديث صحيح، ولا يمكن إنكاره، وما دام يمكن أن تحمل الألفاظ المروية على وجه صحيح فإنه لا يجوز إنكارها.
الثاني أنه تصحيف، طيب الثاني أنه تصحيف، نقول هذا وإن أمكن على بعد في قوله: ( أفلح وأبيه إن صدق ) لكن لا يمكن في قول الرسول عليه الصلاة والسلام لمن سأله أي الصدقة أفضل، فقال: ( أما وأبيك لتنبأنه ) يمكن التصحيف هنا؟ ما يمكن، إذن سقط هذا، سقط اثنين.
الوجه الثالث أنه مما يجري على اللسان بغير قصد، وما كان جاريا على اللسان بغير قصد فإنه لا يؤاخذ به، وهذا أيضا ليس بصحيح، لأن النهي وارد مع أنهم كانوا يجري على ألسنتهم هذا، مثل ما جرى على لسان سعد، فنهاه النبي عليه الصلاة والسلام، يجري على ألسنتهم، وكوننا نقول لمن تكلم بكلمة شرك أننا لا ننهاه لأن هذا مما يجري على لسانه، نقول أيضا لمن فعل فعل شرك لا ننهاه لأن هذا من عادته، كذا؟ وهذا ليس بصحيح، فهو إذن باطل.
الرابع أن هذا صادر من الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو أبعد الناس عن الشرك، فيجوز له أن يحلف بغير الله، لأنه لو حلف ما قصد تعظيم المحلوف به، وهذا أيضا باطل. كيف الرسول يقول الشرك لأنه ما يمكن يشرك؟ لكن يمكن على تسليم هذا أن يقوله لأنه لا يمكن يشرك، لكن يقتدى به، أو لا؟ يقتدى به، فإذا فعل الرسول شيئا اقتدت به الأمة، فيكون هذا باطلا، يمنعه التأسي به.
وش يبقى عندنا؟ الخامس وهو أنه منسوخ، وهذا هو الذي، هو أقرب الأقوال، أقرب الأقوال أنه منسوخ، لأن النهي ناقل عن الأصل، والظاهر أنه منسوخ، هذا هو الظاهر. ولو قال قائل مثلا: نحن نقلب عليكم الأمر ونقول إن المنسوخ هو النهي، نقول المنسوخ هو النهي لأنهم لما كانوا حديثي عهد بشرك نهوا أن يشركوا بالقسم كما نهي الناس حين كانوا حديثي عهد بشرك عن زيارة القبور، ثم أُذن لهم فيها، أيش تقولون؟
الطالب : ...
الشيخ : أي، نعم.
الطالب : ورد النهي فعرفنا أنه ...
الشيخ : أي، لكن إذا قال لا أنا ما أقول متأخر ..
بأنه شرك هذا باقٍ، ولا لأ؟ والشرك لا يجوز لا لمن كان حديث عهد بشرك ولا لمن كان بعيد عهد بشرك، لكن زيارة القبور بين النبي عليه الصلاة والسلام الحكمة من الإذن فيها، وهي أنها تذكر الآخرة.
فالمهم أنه لا شك عندي في أن المتأخر هو النهي، هو النهي عن الحلف بغير الله، وأن ما ذكر فإنه يجاب عنه بما سمعتم.
السائل : ... يعني ما يجوز كونهم حديثي عهد لأنه ما قال ... يسلمون كل يوم يعني فيرد قولهم هذا أنهم كانوا في أول الأمر حديثي عهد بإسلام ...؟
الشيخ : على كل حال العلماء عللوا ذاك القول بهذا، كونهم حديثي عهد، والمراد الجملة، أما الواحد والعشرة والمئة، الصحابة كانوا مئة وأربعة وعشرين ألف، فلا يدركوا بالواحد والإثنين. المهم على كل حال الآن فهمنا أن الأحاديث الواردة والحمد لله أمكن الجمع بينها وبين غيرها، أو التأليف على الأصح بأن يقال أن الصواب هو أنها منسوخة، هذا هو الصواب، وإن كان النووي رحمه الله ارتضى أن هذا مما يجري على اللسان بغير قصد، لكنه كما رأيتم ضعيف ما يمكن القول به.
الطالب : التاريخ؟ ما في تاريخ؟
الشيخ : ما في تاريخ، لا ما في تاريخ، نعم.
الطالب : ...
الشيخ : أي هذا اللي قاله الإخوان قبل قليل، ولهذا يقول، هاه؟
الطالب : يقول ما يعرف العطف
الشيخ : العطف أيش؟
السائل : ...
الشيخ : لا لا لا، ما يصلح ما يصلح هذا، هو لو قال وأباه قلنا يمكن العطف على لغة من؟ من يلزمون الألف مطلقا، أو على أنه مفعول معه، لكن وأبيه ما، لا لا لا، هاه؟
الطالب : ما نقول إنها شاذة اللفظة هذه؟
الشيخ : قلنا الحديث في مسلم أيضا، لما سأله أي الصدقة أفضل قال: ( أما وأبيك لتنبأنه ) في مسلم هذا صحيح، وبين أفضل الصدقة أن تتصدق وأنت بخيل شحيح تأمل البقاء وتخشى الفقر.
الطالب : يعني اللفظة ما تصير شاذة أو تصحيف؟
الشيخ : وأبيك، التصحيف في وأبيك ما يمكن، لكن القول بإنكار اللفظة هذا نعم، لكن متى نقول بإنكارها والرواة عدول؟ إذا لم نجد لها مخرجا، أما إذا وجدنا لها مخرجا فإننا لا نوهم الرواة.
الطالب : ... أنه جاء نهي ثم أمر، أما الحلف فجاء نهي فقط ...
الشيخ : أي أي لا بأس ، لكن فعل الشيء يدل على الجواز
الطالب : ...
الشيخ : أي فرخص في الأول، هم يقولون كان في الأول النهي ثم الترخيص، مثل زيارة القبور.
10 - شرح قول المصنف : وعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من حلف بغير الله فقد كفر ، أو أشرك ) رواه الترمذي ، وحسنه وصححه الحاكم . أستمع حفظ
هل يمكن أن يرتكب النبي صلى الله عليه وسلم الشرك الأصغر قبل النسخ أو قبل النبوة ؟
الشيخ : لا، ما يمكن.
السائل : إذن يجب أن نحكم أنها ليست بشرك.
الشيخ : لا ما فيه، نقول الرسول عليه الصلاة والسلام فعل هذا وقال: ( أفلح وأبيه ) على أنها شيء عند العرب لا يرونها شركا، ثم لما ... للرسول عليه الصلاة والسلام حكم بأنها شرك، وهذا الإيراد الأخير يمكن يقوي القول بأنها شاذة أو أنها منكرة، هذا القول الأخير يقوي بأنها منكرة، نعم.
شرح قول المصنف : وقال ابن مسعود : ( لأن أحلف بالله كاذباً أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقاً ) .
قوله: ( لأن ) اللام هذه لام الابتداء، وأن مصدرية، فيكون قوله: أن أحلف يكون مؤولا بمصدر مبتدأ، التقدير لحلفي بالله، لحلفي، وأما قوله: أحب إلي فهذه خبر المبتدأ، هل لها نظير في القرآن؟ نعم، قوله تعالى: (( وأن تصوموا خير لكم )) فإن أن تصوموا هذه مبتدأ أولت بمصدر لدخول أن المصدرية عليه، وخير خبر المبتدأ، يقول: لأن أحلف بالله كاذبا حال من أحلف، يعني: أحلف حال كوني كاذبا، أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا، وقوله: ( أحب إلي ) هذا من باب التفضيل الذي ليس فيه شيء من الجانبين، وهذا نادر في الكلام، لأن التفضيل في الأصل يكون المعنى ثابتا في المفضل، ويش بعد؟ والمفضل عليه، وأحيانا يكون منزلة المفضل دون المفضل عليه، وأحيانا يكون غير موجود لا في هذا ولا في هذا، فابن مسعود لا يحب لا هذا ولا هذا، لكنه أهون عليه ذلك، أهون عليه أن يحلف بالله كاذبا من أن يحلف بغيره صادقا.
الحلف بغير الله كاذبا محرم من وجهين، الوجه الأول: أنه كذب والكذب في ذاته محرم. الوجه الثاني: أنه قرن به اليمين، واليمين تعظيم لله عز وجل، وإذا ربطت بكذب صار معنى ذلك أن الحالف لديه تنقص لله عز وجل حيث جعل اسمه العظيم مؤكدا لأمر كذب، ففيه شيء من الاستهزاء، ولهذا كان الحلف بالله كاذبا كان عند بعض أهل العلم من اليمين الغموس التي تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار، عرفتم؟
إذن الحلف بغير الله كاذبا محرم من وجهين، الأول: أنه كذب، والكذب حرام. الثاني: أنه قرن باليمين لتأكيده، وتأكيد الشيء باسم الله الأعظم وهو كذب نوع من الاستهزاء والسخرية وتنقص لله عز وجل.
وأما قوله: ( مِن أن أحلف بغيره صادقا ) هذا فيه محذور واحد وهو؟ الشرك، أما الخبر فهو صدق، الخبر صدق، ما فيه محذور، لكن المحذور الشرك، وهذا دليل على أن ابن مسعود رضي الله عنه يرى أن سيئة الشرك أعظم من سيئة الكذب، وأعظم من سيئة الحلف بالله على وجه كذب، وأعظم من اليمين الغموس إذا قلنا إن هذا من اليمين الغموس، لأن سيئة الشرك لا تغفر: (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) وما أرسل الرسل وأنزلت الكتب إلا لدحض الشرك وإبطال الشرك، فهو أعظم الذنوب (( إن الشرك لظلم عظيم ))، وسئل النبي عليه الصلاة والسلام أي الذنب أعظم؟ قال: ( أن تجعل لله ندا وهو خلقك ) نعم.
فيستفاد من كلام ابن مسعود رضي الله عنه أن الحلف بغير الله حرام ولا لأ؟ حرام، وأعظم من الكبائر، ومثال ذلك: رجل قال والله لقد قدم فلان وهو ما قدم، ها؟ هذا حلف بالله كاذبا، ورجل آخر قال: وحياتي أن فلان قدم وهو قادم، هذا شرك، هو صادق قادم، لكنه حلف بغير الله فيكون مشركا.
12 - شرح قول المصنف : وقال ابن مسعود : ( لأن أحلف بالله كاذباً أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقاً ) . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وعن حذيفة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقولوا : ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن قولوا : ما شاء الله ثم شاء فلان ) رواه أبو داود بسند صحيح .
ولكن هل هو شرك أكبر أو أصغر؟ سبق لنا أن فيه تفصيلا، فإن قصد أن المعطوف مساوٍ لله عز وجل، فهو شرك أكبر، وإن لم يقصد ذلك وفي قلبه أن المعطوف أقل من المعطوف عليه، لكنه أتى بهذه العبارة فهو شرك أصغر، لأنه شرك في اللفظ، وليس شركا في المعنى، فيكون شركا أصغر. طيب، وإن اعتقد أن المعطوف أعلى من المعطوف عليه، لكنه أتى بالمعطوف عليه تزلفا كما يأتي من بعض المنافقين مثلا اللي يقولون هذا الكلام وفي قرارة نفوسهم أن المعطوف أعظم، أشد هذا ، أشد من، يعني جعل غير الله أعظم من الله والعياذ بالله، فالمراتب إذن ثلاث: أن يعتقد أن المعطوف أعظم، أو أنه مساو، أو أنه أقل، وفي كل الحالات هو شرك لكن في الحالين الأولين يكون شركا أكبر مخرجا عن الملة مبيحا للدم والمال، وفي الأخيرة يكون شركا أصغر.
( ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان )، لما نهى بين الطريق المباح، قال: ( ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان )، لماذا جاء بهذه الكلمة؟ لأن ثم للترتيب والتراخي، فتفيد أن المعطوف أقل مرتبة من المعطوف عليه بكثير ولا بقليل؟ بكثير، لأن هذا مقتضى ثم للتراخي.
بقي أن يقال: ما حكم قول ما شاء الله فشاء فلان بالفاء؟
قلنا: هذه مرتبة بين مرتبتين، بين مرتبة الواو ومرتبة ثم، فهي تختلف عن ثم بأن ثم للتراخي، وتوافقها بأنها للترتيب، أو لا؟ وأما الفاء فإنها للترتيب لكن للتعقيب معاقبة، فالذي يظهر لي أنها جائزة لكن التعبير بثم أولى، لأنها اللفظ الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم، ولأنها أبين في إظهار الفرق بين الخالق وبين المخلوق.
يستفاد من هذا الحديث زيادة على موضوعه الذي ساقه المؤلف من أجله إثبات المشيئة للإنسان، أو لا؟ ثم شاء فلان، والذين نفوا المشيئة عن العبد من هم؟
الطالب : القدرية.
الشيخ : لا، الجبرية، الجبرية نفوا المشيئة عن العبد، وقالوا: إن العبد يفعل بدون مشيئة وبدون اختيار وبدون قدرة، بل هو مجبر على عمله مسلوب الإرادة والقدرة، والذي ينزل من السطح مع الدرج كالذي يسقط من السطح بالريح، كلاهما سواء. وتقدم لنا عدة مرات مناقشة هذا الرأي وبيان أنه من أبطل الأقوال.
طيب، ويستفاد من هذا الحديث فائدة هامشية كما يقولون ما هي من الموضوع الذي من أجله ساقه المؤلف، أنه ينبغي لمن سد عن الناس بابا محرما أن يفتح لهم باب المباح، وش وجهه؟ ( ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان )، فسد الباب المحرم ولكن فتح الباب المباح، ونظير ذلك في القرآن قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا )) بعده؟ (( وقولوا انظرنا )) أرشدهم إلى اللفظ الجائز، (( وقولوا انظرنا ))، وكذلك في المعاملات قال الرسول عليه الصلاة والسلام لما جيء إليه بتمر جيد وأخبره الآتي به أنه يأخذ الصاع منه بالصاعين والصاعين بالثلاثة، قال: ( لا تفعل، ولكن بع الجمع بالدراهم، ثم اشتر بالدراهم جنيبا ) يعني تمرا جيدا، فأرشده إلى المباح، وهكذا ينبغي لكل إنسان ينهى الناس عن شيء هم واقعون فيه أن يبين لهم المخرج، أما يقول هذا حرام ولا يجوز، طيب افتح لهم باب، نعم، ولهذا ينبغي لكل داعية وكل ناصح أن يبحث أولا عن البديل، ابحث أولا عن البديل، ثم انه عنه، هذا هو الأفضل والحكمة، افرض أننا نجد رجلا على رأس العمل قائم، لكن ما في خير، فأردنا أن نكلم عنه من يزيله عن هذا العمل، ماذا نصنع؟ نقول وخر فلان فقط؟ نجيب واحد، نقول هذا خير منه، لأجل أن يسد هذا بهذا، أما أن نترك الناس على، وهم محتاجين لهذا الشيء نسده عليهم، ثم لا نفتح لهم الباب المباح، وفي الأبواب المباحة والحمد لله ما يغني عن هذا، نعم.
الطالب : ... يرد على طائفة ال
الشيخ : من؟
السائل : القدرية والجبرية ما شاء الله ثم شئت.
الشيخ : أي، وفيه أيضا إذا قلنا ما شاء الله إذا صار مما يتعلق بأفعال العباد ما شاء الله ففيه رد على القدرية، لكن قد يكون متعلق بفعل الله، نعم.
13 - شرح قول المصنف : وعن حذيفة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقولوا : ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن قولوا : ما شاء الله ثم شاء فلان ) رواه أبو داود بسند صحيح . أستمع حفظ
ما حكم من حلف على شيء يظن أنه هو الواقع (غالب الظن )؟
الشيخ : إذا حلف الإنسان على شيء بالله يظن أنه هو الواقع فلا حرج عليه ولو تبين الأمر بخلافه، إذا حلفت على شيء بناء على ظنك فلا إثم عليك ولو تبين الأمر بخلافه، ولهذا الرجل الذي جاء يشكو أنه جامع زوجته في نهار رمضان، وقال: ( خذ هذا فتصدق به )، قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أعلى أفقر مني، والله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر مني، حلف هو راح يعد في البيوت كلها؟ ما راح يعد البيوت كلها، وأقره النبي صلى الله عليه وسلم، كذلك في باب القسامة في باب الدماء، يمكن تعرفونه باب القسامة يحلف المدعون خمسين يمينا بأن فلانا هو الذي قتل صاحبنا، وهم ما شهدوه ولا رأوه، لكن بناء على القرائن، أي نعم.
السائل : ...
الشيخ : نعم، نقول: البديل أنك بدل أنك تتعامل بالربا تتعامل بغير الربا، ما أكثر البيوع اللي أضعاف أضعاف الربا مباحة
السائل : عنده أموال طائلة إذا ترك الربا راحت كلها.
الشيخ : خلها تروح، عندنا الحمد لله ربما يشتري السلعة اليوم بقيمة، وبعد أسبوع أو أسبوعين تزيد ... .