شرح قول المصنف : وجاء عن إبراهيم النخعي : ( أنه يكره أن يقول : أعوذ بالله وبك ويجوز أن يقول : بالله ثم بك . قال ويقول : لولا الله ثم فلان . ولا تقولوا : ولولا الله وفلان )
إبراهيم النخعي من أين، ما طبقته؟ من التابعين؟ طيب، وهو من فقهاء التابعين، لكنه ذكر حماد بن زيد أنه قليل البضاعة في الحديث، ولكنه فقيه لا شك أنه من الفقهاء، أقاويله كلها تدل على أن الرجل فقيه، يقول: " يكره أعوذ بالله وبك "، أيش معنى العياذ؟ الاعتصام مما يكره هذا العياذ، الاعتصام مما يكره يسمى عياذا، وأما اللجوء إلى الشخص لطلب المحبوب فيسمى لياذا، قال الشاعر:
" يا من ألوذ به فيما أؤمله *** ومن أعوذ به مما أحاذره
لا يجبر الناس عظما أنت كاسره *** ولا يهيضون عظما أنت جابره "
الشاهد في البيت الأول: يا من ألوذ به فيما أؤمله، ومن أعوذ به مما أحاذره، وهذان البيتان يخاطب بهما رجلا، لكنه كما قال ابن كثير رحمه الله يقول : " هذا لا ينبغي أن يكون إلا لله عز وجل ".
قال: إذن أعوذ بالله وبك محرم، لماذا؟ لأنه جمع بين الله وبين المخلوق بحرف يقتضي التسوية وهو الواو، أعوذ بالله وبك، طيب ويجوّز أن يقول بالله ثم بك، لماذا؟ لوجود ثم الدالة على الترتيب والتراخي.
لكن ها هنا إشكال في هذا الكلام، وهو أنه سبق لنا ترجمة في هذا الكتاب ترجمة مستقلة، هاه؟ ما هي؟ بابٌ من الشرك الاستعاذة بغير الله، ما مر علينا؟ الاستعاذة بغير الله مطلقا ولو بثم، المؤلف قال: " باب من الشرك الاستعاذة بغير الله " ومر علينا هذا وأتى بالآية (( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا )) ومقتضى ذلك أن يكون قوله أعوذ بالله ثم بك حراما، حتى ولو بثم، إلا أنه سبق لنا هناك أن الاستعاذة بمن يقدر على أن يعيذك جائزة، وذكرنا قول الرسول عليه الصلاة والسلام في الفتن: ( ومن وجد فيها ملجأ فليعذ به ) فأمر الرسول عليه الصلاة والسلام بأن يعاذ بهذا الملجأ، وقد صرح الشيخ صاحب العزيز الحميد بذلك، يعني صرح بأنه تجوز الاستعاذة بمن يقدر أن يعيذك.
إذن لو قال أعوذ بالله ثم بفلان وهو ميت مقبور، أيش يكون هذا؟
الطالب : شرك
الشيخ : لاحظ شوف العبارة، أعوذ بالله ثم فلان، ثم أتى بثم مثلثة مضمومة الثاء مشددة الميم ثم فلان، يجوز أو ما يجوز؟ لأنه ما يقدر أن يعيذك، فيكون هذا من باب الشرك الأكبر، لأنه يسمونه الاستعاذة بالشيء السري اللي ما هو سبب ظاهر يعيذه.
الطالب : ...
الشيخ : أي ولو كان، حتى ولو كان يطلب الشفاعة.
الطالب : ما يقدر عليها؟
الشيخ : لا، ما يقدر عليها، لأن حتى الشفاعة ما يقدر عليها أحد إلا بإذن الله.
الطالب : ...
الشيخ : الرسول صلى الله عليه وسلم سيد الشفعاء ما يقدر إنه يشفع إلا بإذن الله (( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )).
الطالب : ...
الشيخ : ما يخالف، اللهم شفّع فيّ فلانا لا بأس، مع أنه ما ينبغي أنه يقول اللهم شفع فيَّ فلانا لرجل من الناس حتى المؤذن ما تقدر تحكم بأن هذا يكون شافعا يوم القيامة بعينه، مثل ما مر علينا بأنه لا يجوز أن يقول الإنسان فلانا شهيد، فرق بين المعين وبين العموم، نعم، هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : ... واحد لحقه لص فجاء هذا الرجل الملحوق يركض إلى شخص قوي في المدافعة، وقال شوف هذا لحقني لحقني أعوذ بالله ثم بك منه، يمكن هذا ولا ما يمكن؟ يمكن.
الطالب : ...
الشيخ : لا لا الأولى ... هذا حرام شرك، شرك لأنهم لا يعيذون الآن هم بأنفسهم رفاة ما يستطيعون.
الطالب : ...
الشيخ : نعم؟ هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : ولو كانوا أحياء إذا كانوا ما يستطيعون، هل يستطيع الولي اللي في محل بعيد عنك أن يغيثك أو يعينك، ما يستطيع، هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : إذا كان قادر فلا بأس.
الطالب : ...
الشيخ : لا لا هذا ما يمكن، كيف يقدر وهو.
الطالب : ...
الشيخ : لا بد أن يكون حاضر، لا بد أن يكون حيا حاضرا، نعم، ولهذا اشترطنا أن الاستعاذة بمن يمكن أن يعيذ، أما من لا يمكن ما في فائدة، نعم.
1 - شرح قول المصنف : وجاء عن إبراهيم النخعي : ( أنه يكره أن يقول : أعوذ بالله وبك ويجوز أن يقول : بالله ثم بك . قال ويقول : لولا الله ثم فلان . ولا تقولوا : ولولا الله وفلان ) أستمع حفظ
ما حكم الاستعانة بالجن ؟
الشيخ : لا، ما يستعين بالجن إلا، الجن وش اللي عنده جني الآن؟ فهو أمر سري ما يدري عنه، ثم ما يدريه أن الجني ما يعيذه إلا إذا أشرك به، بخلاف أن يستعيذ برجل حاضر يقول أعذني من فلان.
الطالب : شيخ؟
الشيخ : نعم.
الطالب : هل يلزم أن يقول أعوذ بالله ثم بفلان؟ لو قال مثلا أعوذ بفلان ...؟
الشيخ : الظاهر أنه لا بأس به، لا بأس به، مثل ما سبق لنا أن ذكر السبب وحده إذا كان سببا صحيحا فلا حرج فيه.
شرح قول المصنف : قال ويقول : لولا الله ثم فلان . ولا تقولوا : ولولا الله وفلان )
مثل ما سبق، لولا الله ثم فلان هذه جائزة لأنها جاءت بثم الدلالة على الترتيب والتراخي، وأما وفلان فهي دالة على المساواة بين المعطوف والمعطوف عليه. هذا التقرير الذي ذكرناه في مسألة الاستعاذة ما يشكل فيه عندي إلا قول الإمام أحمد رحمه الله مستدلا على أن القرآن غير مخلوق، قال: " إن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ) وقال إن الاستعاذة لا تكون بمخلوق " فيحمل كلام الإمام أحمد رحمه الله على أن الاستعاذة بكلام ما تكون بكلام مخلوق، وإنما تكون بكلام غير مخلوق، والكلام لا شك أنه تابع للمتكلم به إن كان المتكلم به مخلوقا فهو مخلوق، وإن كان المتكلم به هو الله فهو كلامه غير مخلوق، وإلا فالحديث في صحيح مسلم في الفتن: ( فمن وجد فيها ملجأ فيلعذ به ) هذا لفظ الحديث.
شرح قول المصنف :فيه مسائل الأولى: تفسير آية البقرة في الأنداد. الثانية: أن الصحابة رضي الله عنهم يفسرون الآية النازلة في الشرك الأكبر بأنها تعم الأصغر. الثالثة: أن الحلف بغير الله شرك. الرابعة: أنه إذا حلف بغير الله صادقاً، فهو أكبر من اليمين الغموس. الخامسة: الفرق بين الواو وثم في اللفظ.
من الذي فسرها؟ ابن عباس حيث قال: " إن الأنداد أخفى من دبيب النمل على الصخرة السوداء في ظلمة الليل ".
" الثانية: أن الصحابة يفسرون الآية النازلة في الشرك الأكبر أنها تعم الأصغر " وين؟
الطالب : تفسير ابن عباس.
الشيخ : لأن ابن عباس فسرها بما هو شرك أصغر مع أنها نازلة في الشرك الأكبر يخاطب بها المشركون (( فلا تجعلوا لله أنداد وأنتم تعلمون ))، ولا شك أن الأنداد جمع ند فتشمل النظير المساوي أو المساوي على سبيل الإطلاق، أو المساوي في بعض الأمور.
يقول: " الثالثة: أن الحلف بغير الله شرك " أيش الدليل؟
الطالب : حديث ابن عمر.
الشيخ : حديث ابن عمر، نعم.
" الرابعة: أنه إذا حلف بغير الله صادقا فهو أكبر من اليمين الغموس " وش هي اليمين الغموس؟ أن يحلف بالله كاذبا، وهذا هو المذهب مذهب الحنابلة أن اليمين الغموس أن يحلف بالله كاذبا، وقال بعض العلماء: إن اليمين الغموس أن يحلف كاذبا ليقتطع بها مال امرئ مسلم، وهذا هو الصحيح، أن اليمين الغموس هي التي يحلف بها كاذبا ليقتطع به مال امرئ مسلم.
" الخامسة: الفرق بين الواو وثم في اللفظ " وش الفرق؟ أن الواو تقتضي المساواة فتحرم، وثم تقتضي الترتيب والتراخي فتحل. نعم، والله أعلم.
4 - شرح قول المصنف :فيه مسائل الأولى: تفسير آية البقرة في الأنداد. الثانية: أن الصحابة رضي الله عنهم يفسرون الآية النازلة في الشرك الأكبر بأنها تعم الأصغر. الثالثة: أن الحلف بغير الله شرك. الرابعة: أنه إذا حلف بغير الله صادقاً، فهو أكبر من اليمين الغموس. الخامسة: الفرق بين الواو وثم في اللفظ. أستمع حفظ
. شرح قول المصنف : باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله عن ابن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تحلفوا بآبائكم ، من حلف بالله فليصدق ، ومن حلف له بالله فليرض ، ومن لم يرض فليس من الله ) رواه ابن ماجه بسند حسن .
ثم اعلم أن من لم يقنع بالحلف بالله إما أن يكون ذلك من الناحية الشرعية، وإما أن يكون ذلك من الناحية الحسية. أما من الناحية الشرعية فإنه يجب الرضا بالحلف بالله فيما إذا توجهت اليمين على المدعى عليه فحلف، فإنه يجب الرضا بهذا الحكم الشرعي. وأما من الناحية الحسية فلا يخلو، إما أن يكون الحالف موضع صدق وثقة فإنك ترضى بيمينه، وإما أن لا يكون كذلك فلا حرج عليك أن ترفض الرضا بيمينه، ولهذا لما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام في قصة عبد الله بن سهل حويصة ومحيصة قال: ( تبرؤكم يهود بخمسين يمينا، قالوا: كيف نرضى يا رسول الله بيمين يهود؟ أو قالوا لا نرضى بذلك ) فأقرهم النبي عليه الصلاة والسلام. فالحاصل أنه إذا كان الحالف محل ثقة وأمانة فإن المطلوب منك أن ترضى بذلك، أما إذا لم يكن محل ثقة وأمانة فلا حرج عليك أن ترفض.
فصار الحلف بالله له جهتان، الجهة الأولى: أن يكون في محاكمة بحيث تتوجه اليمين على من أنكر، فيجب الرضا، يجب الرضا بالحكم الشرعي، لأنه ليس له إلا يمينه فقط.
مثاله: ادعى شخص على آخر بمئة درهم، فتخاصما إلى القاضي، فقال القاضي للمدعي: هل لك بينة؟ قال: لا، إذن يوجه اليمين إلى من؟ إلى المدعى عليه بطلب الخصم، إذا قال: ترضى بيمينه؟ قال: أرضى بيمينه خله يحلف، فإذا حلف وجب الرضا بذلك، ما هو الرضا من أجل أنه حلف، ولكن من أجل أن هذا مقتضى الحكم الشرعي، ويكون المدعى عليه حينئذٍ قد انتهى من الخصومة وبرئ منها.
أما الجهة الثانية فأن يكون من الناحية الحسية، فهذه إن كان الحالف محل ثقة فإنك ترضى بيمينه، وإن لم يكن كذلك فلا حرج عليك أن ترفض يمينه، وليس رفضك ليمينه هنا من أجل عدم تعظيم الله، ولكن من أجل أن الحالف ليس بثقة فقد يحلف وهو كاذب.
ثم قال المؤلف : " عن ابن عمر "، نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم، لأن إذا شئت لا تطلب، إذا طلبت اليمين وقال القاضي احلف وحلف يجب أن ترضى بهذا الحكم الشرعي، نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم نعم
الطالب : ولكن مثلا أنا واثق أني أوفيت هذا المال ... هو حلف حسب ظنه غالب ظنه ...
الشيخ : لا لا، هذا حكم شرعي، من ناحية شرعية اللي تقوله هذا، ما هو من ناحية حسية، الناحية الحسية مثلا إني إن يجي واحد يحلف لي أنه رأى فلانا، أو أن فلانا قدم، أو ما أشبه ذلك، أما من ناحية الحكم بين الناس فيجب أن ترضى بالحكم الشرعي، يجب أن ترضى به، أما عاد فيما بينه وبين الله فالظاهر أنك لك أن تطالب ذلك في الآخرة، أما في الدنيا فترضى وينتهي الموضوع.
عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تحلفوا بآبائكم ).
لا ناهية، ولهذا جزم الفعل بها، والآباء جمع أب يشمل الأب والجد وإن علا، فلا يجوز الحلف بهؤلاء للنهي عنه، وقد سبق أنه نوع من الشرك.
( من حلف بالله فليصدق ) هذا موجه للحالف ( ومن حلف له بالله فليرض ) هذا موجه لمن؟ للمحلوف له.
لكن لاحظ أن هنا أمران: الأمر الأول للحالف أن يكون صادقا فليصدق والصدق هو الإخبار بما يطابق الواقع، هذا الصدق، الإخبار بما يطابق الواقع، ضده؟ ضده الكذب أن يحلف أو أن يخبر بما يخالف الواقع، فمن أخبر بما يطابق الواقع فهو صادق، ومن أخبر بما يخالفه فهو كاذب، فمن حلف بالله فليصدق، أي: فليكن صادقا في يمينه. وهل يشترط أن يكون مطابقا للواقع بحسب الواقع أو يكفي الظن؟ يكفي الظن، فله أن يحلف على ما يغلب على ظنه، وقد سبق لنا من ذلك أمثلة. وقوله: ( فليصدق ) اللام لام الأمر.
أما الأمر الثاني فقال: ( ومن حُلف له بالله فليرض )، إذا قرنت الجملتين، أو إذا قرنت هذين الأمرين بعضهما ببعض فإن الأمر الثاني ( من حلف له بالله فليرض ) ينزل على ما إذا كان الحالف صادقا، لأنه جمع أمرين، أمر موجه للحالف وأمر موجه للمحلوف له، فإذا كان الحالف صادقا وجب الرضى. فإذا قال قائل: إذا كان الحالف صادقا فإنك تصدقه وترضى وإن لم يحلف؟ قلنا: لكن اليمين تزيده توكيدا.
وقوله: ( ومن حلف له بالله فليرض ) تقدم لنا التفصيل في هذه المسألة، وأنه في باب الحكم الشرعي يجب أن يرضى، لأنه حكم الله ورسوله. في الأمر الحسي قلنا إذا كان ثقة فإنك تقبل مأمور بأن ترضى، وإلا فلا، ترضى حملا له على ظاهره وأنه لم يحلف إلا على صدق.
( ومن لم يرض فليس من الله ) من لم يرض بماذا؟ بالحلف إذا حلف له، فليس من الله، وهذه براءة منه، فتدل على أن عدم الرضى من كبائر الذنوب، ولكن لا بد من ملاحظة ما سبق، وقد أشرنا أن في حديث القسامة دليلا .. غير الثقة فلك أن ترفض الرضى به، لأنه غير ثقة، لو أن أحدا حلف قال: والله إن هذه الحقيبة لمن خشب، هذه من جلد، يجوز أن لا ترضى به؟ أي يجوز لأنك قاطع بكذبه، ومثل هذا لا ترضى به وأدّبه، قل أنت حلفت بشيء كاذب فيه يقينا، والشرع لا يأمر بشيء يخالف الحس والواقع، ما يأمر إلا بشيء يستحسنه العقل ويشهد له بالصحة والحسن، وإن كان العقل لا يدرك أحيانا، أحيانا لا يدرك مدى حسن هذا الشيء الذي أمر به الشرع، ولكن يعلم علم اليقين أن الشرع لا يأمر إلا بما هو حسن، لأن الله يقول: (( ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون )) فإذا اشتبه عليك حسن شيء من أحكام الشرع فاتهم نفسك إما بالقصور وإما بالتقصير، أما أن تتهم الشرع فهذا لا يمكن أبدا، ما صح عن الله ورسوله فإنه حق وهو أحسن ال... .
وخلاصة هذا الباب أن يقال أن فيه أسئلة، أولا: ما مناسبته لكتاب التوحيد؟
وثانيا: المحلوف له بالله ينقسم إلى قسمين: أحدهما في المحاكمة والمخاصمة والمرافعة الشرعية إلى الشرع، والثاني في الأمور الحسية بدون محاكمة.
والسؤال الثاني أو الثالث: الحلف بالآباء حكمه؟ أنه محرم، بل من الشرك كما سبق، إما أن يكون أصغر وإما أن يكون أكبر.
والسؤال الرابع: أن الرسول عليه الصلاة والسلام قرن في هذا الحديث بين أمرين، أمر وجهه إلى الحالف، وأمر وجهه إلى المحلوف له، أما الحالف فأمره أن يصدق، وأما المحلوف له فأمره أن يرضى، نعم محمد؟
الطالب : ...
الشيخ : من لم يرض فليس من الله هذا وعيد.
الطالب : في حديث القسامة ما حلف ...
الشيخ : أي نعم، لا فرق بينهما، حتى لو حلف وأنا ما أرضى، لأنه لو حلف بدون طلب مني فأنا ما يلزمني أن آخذ بقوله، وإن طلبت وجب علي الرضى به.
الطالب : ...
الشيخ : ما يجب عليه الرضى إلا إذا كان الحلف بقسم، وإلا ما يجب عليه الرضى، بل إنه إذا علم كذبه له أن ... وأن يؤدبه إذا تمكن.
الطالب : ... التزمنا بحديث القسامة...
الشيخ : نعم، التزمنا لأنهم قالوا كيف نرضى بأيمان قوم يهود قوم كفار، فدل هذا على أن مناط الحكم أنهم ليسوا محلا للثقة.
الطالب : ... المرافعات الشرعية؟
الشيخ : ما ترافعوا، لأن المرافعة الشرعية ما يوجه اليمين إلى الخصم حتى يسأله ذاك، حتى إن الفقهاء رحمهم الله قالوا: لو أن القاضي وجه اليمين إلى المدعى عليه بدون طلب المدعي ما اعتدّ بها.
5 - . شرح قول المصنف : باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله عن ابن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تحلفوا بآبائكم ، من حلف بالله فليصدق ، ومن حلف له بالله فليرض ، ومن لم يرض فليس من الله ) رواه ابن ماجه بسند حسن . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: النهي عن الحلف بالآباء. الثانية: الأمر للمحلوف له بالله أن يرضى. الثالثة: وعيد من لم يرض
" الثانية: الأمر للمحلوف له بالله أن يرضى " لقوله: ( ومن حلف له بالله فليرض ).
" الثالثة: وعيد من لم يرض " من أين يؤخذ؟ ( فليس من الله ).
بقي الرابعة أغفلها المؤلف، وهي؟ أمر الحالف أن يصدق، وهذه مهمة، لأن الصدق واجب في غير اليمين، فكيف باليمين، وقد سبق لنا أنه من حلف على يمين كاذبا فهو آثم، وقد قال بعض العلماء: إنها اليمين الغموس، وقال آخرون: اليمين الغموس هي التي يقتطع بها مال امرئ مسلم.
السائل : غير الثقة ربما يكون صدق الآن في هذا.
الشيخ : نعم ربما.
الطالب : لماذا لا نصدقه و... ؟
الشيخ : ما يلزمنا.
الطالب : لأنه في وعيد.
الشيخ : أي في وعيد على من لم يرض، لأنه إذا كنت يترجح عندي عدم ثقته ما يلزمني أن أرضى، فالمسألة لا تخلو من حالات، الأولى: أن أعلم كذبه فلا أحد يقول إنه يلزمني التصديق، واضح؟
الثانية: أن يترجح عندي كذبه، فكذلك لا يلزمني التصديق. الثالثة: أن يتساوى عندي الأمران فهذه يجب علي أن أصدق. الرابعة: أن يترجح عندي صدقه، فيجب أن أصدقه، أو لا؟ الخامسة: أن أعلم صدقه ما هو يترجح، أعلم أنه صادق لأن عندي قرائن تؤيد كلامه، فهذا يكون من باب أولى أن أصدقه إذا حلف.
الطالب : شيخ الثالثة قلت إذا تساوى الأمران ما أنظر إلى حال الرجل إذا تساوى الأمران؟
الشيخ : إذا تساوى الأمران إذا نظرت إلى حاله فترجح عندك أحدها صار من المرجح، إما هذا وإما هذا، لكن إذا كان ما أستطيع أني أحكم على حاله أو لا يمكنني الآن أن أنظر لكون المسألة تقتضي الفورية، فيجب علي أن أرضى، يقال هذا في الأمور الحسية، أما الأمور الشرعية في باب التحاكم فيجب أن أرضى وألزم ويبرأ المدعى عليه، نعم.
الطالب : ...
الشيخ : هو عيسى عليه الصلاة والسلام الظاهر أنه لما حلف له ذلك أنه صار عنده شك في نفسه، شك في نفسه، وقال: هذا الرجل ما حلف إلا صادق، فلما صار عنده الشك كذّب، قطع بكذب نفسه.
الطالب : ...
الشيخ : أي ربما ظن أنه أخطأ.
الطالب : ...
الشيخ : والله ما أظن هذا ... تعظيم الله إذا كان هذا الرجل ما عظم الله أعرف أنه، يغلب على ظني أنه ما عظم الله، كيف لو أننا فتحنا هذا الباب مشكلة.
الطالب : ...
الشيخ : يلزمك تعظيما للحلف، ولا وجد مرجح ينافي هذا التعظيم حتى نقول إن هناك مرجح يرجح أن لا تصدق، لأن هذا الرجل امتهن عظمة الله عز وجل فلا حرمة ليمينه.
الطالب : ...
الشيخ : الحسية لأن الحكم الشرعي يجب عليك أن ترضى به، سواء وافق هواك أو لم يوافق، حتى لو حلف خصمي أنه بريء مما أدعي به وأنا أعلم أنه كاذب يجب علي أن أرضى، ما أقول هذا حكم جور، أو هذا حكم ظلم، أو أكرر عليه الطلب ... .
6 - شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: النهي عن الحلف بالآباء. الثانية: الأمر للمحلوف له بالله أن يرضى. الثالثة: وعيد من لم يرض أستمع حفظ
شرح قول المصنف : باب قول ما شاء الله وشئت عن قتيلة : ( أن يهودياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إنكم تشركون . تقولون : ما شاء الله وشئت ، وتقولون : والكعبة ، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا : ورب الكعبة ، وأن يقولوا : ما شاء الله ثم شئت ) رواه النسائي وصححه .
مناسبة هذا الباب للتوحيد ظاهرة جدا، وهي أن قول ما شاء الله وشئت من الشرك إما أكبر وإما أصغر، فإن اعتقد أن هذا المعطوف مساو لله عز وجل فهو شرك أكبر، وإن زعم أنه دونه لكن أشرك به في اللفظ فهو شرك أصغر.
وقد ذكر بعض أهل العلم من جملة الضوابط للشرك الأصغر: أن ما كان وسيلة للأكبر فهو أصغر، إذا كان وسيلة فهو شرك أصغر، وهذا أحد الضوابط، وإلا ضوابط الشرك الأصغر كثيرة منها هذا المسألة.
" عن قتيبة: ( أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون، تقولون ما شاء الله وشئت، وتقولون والكعبة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة، وأن يقولوا ما شاء الله ثم شئت ) رواه النسائي وصححه " اليهودي هو المنتسب إلى شريعة موسى عليه الصلاة والسلام، وسموا يهودا إما من قوله تعالى: (( إنا هدنا إليك )) يعني رجعنا، وإما لأن جدهم اسمه يهودا بن يعقوب، فعلى الأول تكون النسبة من أجل عمل، وعلى الثاني تكون من أجل النسب والقرابة، ولا يبعد أن يكون لهذا ولهذا.
يقول: أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون، يعني أنتم أيها المسلمون تشركون، يعني يقع فيكم الشرك، بين، تقولون ما شاء الله وشئت، وتقولون والكعبة، أما الأول فالشرك فيه من ناحية أنه جعل هذا المعطوف مساويا لله عز وجل، ما شاء الله وشئت، وأما الثاني والكعبة فلأنه حلف بغير الله سبحانه وتعالى، والنبي عليه الصلاة والسلام لم ينكر ذلك ما قال: لسنا نفعل، ولا قال ليس بشرك، ولكنه أمرهم أن يصححوا هذا الكلام، أمرهم أن يقولوا: ورب الكعبة، فيكون الإقسام حينئذٍ بمن؟ يكون بالله عز وجل، وأمرهم أن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت، فيكون بذلك الترتيب بين مشيئة الله تعالى ومشيئة هذا المخلوق، وبذلك يكون اللفظ صحيحا، أما الأول فلأن الحلف صار بالله، وأما الثاني فلأنه جعل بلفظ يتبين به تأخر أيش؟ مشيئة العبد عن مشيئة الله، وأنه لا مساواة بينهما.
في هذا الحديث فيه فوائد وفيه إشكال، أما الفوائد: ففيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على هذا اليهودي مع أن ظاهر كلام اليهودي أنه ليس لله، وإنما قصده بذلك اللوم والذم للنبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه، ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام لما كان ما قاله حقا لم ينكر عليه.
ثانيا فيه من فوائده: مشروعية الرجوع إلى الحق وإن كان الذي نبه عليه ليس محقا، من أين يؤخذ؟ من أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يغيروا ذلك.
وفيه أيضا، أنه، من فوائده: أنه ينبغي أن يغير الشيء إلى شيء قريب منه، بأن يقال: ورب الكعبة، ما أمرهم ما قال احلفوا بالله وما أشبه ذلك، قال ورب الكعبة، لأنه أقرب إلى اللفظ الذي كانوا يعتادونه، وهو لفظ صحيح ولا لأ؟ صحيح، وكذلك ما شاء الله ثم شئت، ما قال: قولوا ما شاء الله وحده كما قال في الرجل الذي قال ما شاء الله وشئت، قال: ( أجعلتني لله ندا، قل: ما شاء الله وحده )، بل قال: ما شاء الله ثم شئت، وهو أقرب إلى قولهم: ما شاء الله وشئت، من قوله ما شاء الله وحده.
أما الإشكال فأن يقال: كيف كان هذا الحكم أو كيف كان هذا العمل مقررا ولم ينبه عليه إلا هذا اليهودي؟ ما هو الجواب؟ كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم كان ساكتا عليه؟ والصحابة نعم والصحابة كانوا يقولونه؟ هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : أما بالنسبة للرسول عليه الصلاة والسلام فالجواب كما قال عيسى، يمكن أن يكون لم يسمعه ولا علم به، لكن هذا الاحتمال يرد عليه إشكال، وهو إذا كان الرسول لم يعلم بهم ولم يسمعهم، أو إذا كان لم يسمعهم ولم يرهم هو ولم يعلم.
الطالب : ...
الشيخ : لا يا أخي، فالله يعلم، فيبقى الإشكال واردا ..
ما هو الإشكال وما جوابه؟ عبد الله؟
الطالب : ...
الشيخ : أي، وما جوابه؟
بالنسبة للرسول عليه الصلاة والسلام فإنه قد يكون غير عالم بذلك ربما لا يعلم، وأما بالنسبة إلى إقرار الله عز وجل لهذا فهو قد يكون لحكمة، لأن هذا ليس من باب الشرك الأكبر، لكنه من باب الشرك الأصغر، ويكون لحكمة وهو ابتلاء هؤلاء اليهود الذين انتقدوا المؤمنين بهذه اللفظة، مع أنهم هم يشركون شركا أكبر، فلا يرون عيبهم وهم ينكرون على المسلمين هذا، قد يكون هذا من الحكم والله أعلم، إنما نقول إن الجواب عن الأول الذي هو إقرار الرسول عليه الصلاة والسلام هو أن النبي صلى الله عليه وسلم يحتمل أنه لم يعلم بهذا الاستعمال وأنه شائع، وأما بالنسبة لإقرار الله سبحانه وتعالى له فقد يكون لحكم منها هذا الذي علمناه.
طيب، لماذا اختار النبي عليه الصلاة والسلام أن يقولوا: ورب الكعبة دون والله؟
وله أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما: ( أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت ). قبل أن نبدأ الدرس يمكن يكون لبعضكم شغل في الليلة القادمة والتي وراءها والتي وراءها، نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : أي نعم الظاهر أنه رح يكون في شغل.
الطالب : ...
الشيخ : لا، أنا أقول لبعضكم ما هو لكلكم.
7 - شرح قول المصنف : باب قول ما شاء الله وشئت عن قتيلة : ( أن يهودياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إنكم تشركون . تقولون : ما شاء الله وشئت ، وتقولون : والكعبة ، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا : ورب الكعبة ، وأن يقولوا : ما شاء الله ثم شئت ) رواه النسائي وصححه . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وله أيضاً عن ابن عباس - رضي الله عنهما - : ( أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم . ما شاء الله وشئت ، فقال : أجعلتني لله نداً ؟ بل ما شاء الله وحده ) .
هذا الرجل يظهر لي أنه قال ذلك تعظيما لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ما شاء الله وشئت تعظيما له، وأنه أي هذا الرجل جعل الأمر مفوضا إلى مشيئة الرسول عليه الصلاة والسلام ومشيئة الله، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم المبعوث بتحقيق التوحيد أنكر عليه ذلك، وش قال؟ قال: ( أجعلتني لله ندا ؟ ) والاستفهام هنا للإنكار وقد يكون مضمنا معنى التعجب، يعني كيف تجعلني لله ندا؟ فهو جامع بين الإنكار والتعجب، لأن أي إنسان يجعل المخلوق مثل الخالق فلا شك أنه أتى شيئا عجابا.
وقوله: ( ندا ) أيش معنى الند؟ الند النظير والمساوي، يعني أجعلتني لله تعالى مساويا في هذا الأمر. ( بل ما شاء الله وحده ) يعني: أرشده إلى أن يقول ما شاء الله وحده، لأجل أن يقطع ما يمكن أن يجعله شركا، ما أرشده إلى ما شاء الله ثم شئت، بل إلى ما شاء الله وحده، حتى يقطع عنه كل ذريعة وإن بعدت إلى الشرك.
فيستفاد من هذا الحديث: أن تعظيم النبي عليه الصلاة والسلام تعظيما يساوي الخالق شرك، فإن كان يعتقد المساواة فهو شرك أكبر، وإن كان يعتقد دون ذلك فهو شرك أصغر، إذا كان هذا الأمر شركا فكيف بمن يجعلون حق الخالق للرسول عليه الصلاة والسلام؟! يكون هذا أشد وأعظم، إنهم يرددون قول القائل:
" يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم "
يرددون هذه في ليال يعتقدون أنها من أشرف الليالي وأشدها قربة إلى الله عز وجل، وكأنما يتقربون إلى الله بالإشراك به، نعم، والعياذ بالله، وهذا من أعظم، بل في الحقيقة ما هو إشراك به، أشد من الإشراك به.
" ما لي من ألوذ به سواك " يعني: ولا رب العالمين،
" عند حلول الحادث العمم "، وهذا البيت من أكذب ما يكون، لماذا؟ أعتقد أن أي واحد يصاب بحادث عمم أو خاص لو التجأ للرسول صلى الله عليه وسلم ينفعه الرسول؟ أبدا، لا ينفعه، لو يدعو إلى يوم القيامة ما نفعه الرسول عليه الصلاة والسلام، إذا كان الله يقول له (( قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ))، (( قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا ))، (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك )) فكيف يكون المصاب بالحادث العمم أو الخاص لا يجيره إلا الرسول عليه الصلاة والسلام وهو ميت في قبره صلى الله عليه وسلم، وإن كان حيا حياة برزخية، فهذا البيت من أكذب الحقائق، أو من أكذب الأقوال، ومن أبطل المعاني، ومن أظلم الظلم والعياذ بالله، ومع ذلك يُتغنى به في ليلة يعتقدون أنهم يتقربون إلى الله بإحيائها، وهي ليلة المولد، ويقول :
" إن لم تكن آخذا يوم المعاد يدي *** فضلا وإلا فقل يا زلة القدم "
نسأل الله العافية، ثم قال :
" فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم "
قال بعض أهل العلم: إنه لم يبق لله شيئا، وهذا حق، إذا كانت الدنيا وضرتها وهي الآخرة من جوده، وليست كل جوده أيضا، من جوده، وعلم اللوح والقلم من علمه، وش بقي لله عز وجل؟ ما بقي لله شيء، وإني لأعجب كيف .. وكوّن في رحم أمه وخرج عليه الصلاة والسلام كما يخرج الناس، وارتضع كما يرتضع الناس، ويجوع كما يجوع الناس، ويعطش كما يعطش الناس، ويتألم كما يتألمون، ويمرض أكثر مما يمرضون، ويوعك كما يوعك الرجلان منا، وينسى كما ننسى، كل الأحوال البشرية منطبقة عليه، ويستعد للدفاع عن نفسه، لو كان له شيء من خصائص الربوبية لقال للشيء كن فيكون، لكنه يستعد يلبس الدرع، وفي أُحد ظاهر بين درعين عليه الصلاة والسلام، ويحمل السلاح ويلبس اللأمة، هل بالله عليكم هل هذا مما يقتضي أن يكون له حق في الربوبية؟ أبدا، بل إن هذا مما يحقق الخصائص البشرية للرسول عليه الصلاة والسلام، ولكنه صلى الله عليه وسلم أعطاه الله سبحانه الفضل على البشر بما أوحى إليه من هذا الشرع العظيم الذي ما شرُع للعالم مثله ولن يشرع، هذا هو الذي تميز به (( قل إنما أنا بشر مثلكم )) شوف البشرية مثلنا، بشر وأكدت البشرية بقوله: (( مثلكم )) ثم جاء التمييز بينه وبين الخلق بقوله: (( يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد )) ولا شك أن الله أعطاه من الأخلاق الفاضلة التي بها الكمالات من كل وجه أعطاه ذلك، أعطاه الصبر العظيم، وأعطاه الكرم، وأعطاه الجود، لكنها كلها في حدود البشرية، أما أن تصل إلى الخصائص الربانية فهذا أمر لا يمكن، إلى خصائص الربوبية هذا أمر لا يمكن، ومن ادعى ذلك فقد كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم، وكفر بمن أرسله. فالمهم أننا لا نغلو في الرسول عليه الصلاة والسلام فننزله في منزلة هو ينكرها، ولا نهضم حقه الذي يجب أن يكون، بل الذي كان له علينا، فنعطيه ما يجب له، ونسأل الله أن يعيننا على القيام بحقه، ولكننا لا ننزله منزلة الرب عز وجل، والله تعالى هو الذي يأمره أن يقول كما ذكرنا آنفا: (( قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا ))، (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك )) (( قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون )). نعم، قال: ( بل ما شاء الله وحده ).
وفي هذا الحديث من الفوائد: إنكار المنكر ولو كان في أمر يتعلق بك، من أين يؤخذ؟ من أن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على هذا، قال: ( أجعلتني لله ندا ) مع أنه فعل هذا تعظيما له، وعلى هذا فإذا قابلك شخص وانحنى لك عند التسليم فالواجب عليك أن تنكر عليه، لا تقول والله أستحي هذا إنسان أكرمني أستحي أن أقول له هذا حرام، لا، قل هذا حرام، ولا تأخذك في الله لومة لائم، ولا يضرك ذلك شيئا.
وفي هذا الحديث دليل على أنه من حسن الدعوة إلى الله عز وجل أنك إذا ذكرت ما يمنع فاذكر ما يباح، حتى لا تسد الباب أمام على الناس، لأنه لما منعه من ما شاء الله وشئت أرشده إلى الجائز، وهذا دليل من عدة أدلة من القرآن والسنة على أنه إذا ذُكر الممنوع للناس فإن من تمام الدعوة أن يذكر لهم ما يكون بدله من الحلال، فمن القرآن عيسى؟
الطالب : (( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا ))
الشيخ : نعم، (( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا )) هذا منع من هذا اللفظ، بعده؟ (( وقولوا انظرنا )) هذا المباح بدله (( واسمعوا ))، وفي السنة؟
الطالب : هذا الحديث.
الشيخ : هذا الحديث وحديث بلال في التمر البرني، قال: ( بع الجمع بالدراهم ثم اشتر بالدراهم جنيبا )، نعم.
8 - شرح قول المصنف : وله أيضاً عن ابن عباس - رضي الله عنهما - : ( أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم . ما شاء الله وشئت ، فقال : أجعلتني لله نداً ؟ بل ما شاء الله وحده ) . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : ولابن ماجه : عن الطفيل - أخي عائشة لأمها - قال : ( رأيت كأني أتيت على نفر من اليهود ، قلت : إنكم لأنتم القوم ، لولا أنكم تقولون : عزيز بن الله . قالوا : وإنكم لأنتم القوم ، لولا أنكم تقولون : ما شاء الله وشاء محمد : ثم مررت بنفر من النصارى فقلت : إنكم لأنتم القوم ، لولا أنكم تقولون : المسيح ابن الله . قالوا : وإنكم لأنتم القوم ، لولا أنكم تقولون : ما شاء الله وشاء محمد . فلما أصبحت أخبرت بها من أخبرت . ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، قال : هل أخبرت بها أحداً ؟ قلت نعم . قال : فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد فإن طفيلاً رأى رؤيا أخبر بها من أخبر منكم ، وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها ، فلا تقولوا ، ما شاء الله وشاء محمد ، ولكن قولوا : ما شاء الله وحده ) .
( فقلت : إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون عزير ابن الله )، لأنتم القوم يعني هذه كلمة مدح، مثل ما تقول: هؤلاء هم الرجال، هؤلاء هم القوم، هذه كلمة ثناء، ( لولا أنكم تقولون عزير ابن الله ). طيب هذه لولا أنكم تقولون عزير بن الله، هذه كفر ولا لأ؟ نعم، ادعاء أن لله ولدا كفر، وعزير تقدم أنه رجل صالح ادّعى اليهود أنه ابن الله، وهذا من كذبهم وافترائهم، قد يقول قائل: هل اليهود ليس لهم مثلبة إلا هذه؟
الطالب : ...
الشيخ : لهم مثالب كثيرة، لكن لماذا خص هذه؟
الطالب : أعظمها.
الشيخ : هذه من أعظمها، ولعلها أيضا مشهورة عندهم وكثيرة فيما بينهم.
( قالوا: وأنتم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد )، انتقدوا عليه بأنا نقول: ما شاء الله وشاء محمد، وهذا شرك أصغر، لأن الصحابة الذين يقولون ذلك لا شك أنهم لا يعتقدون أن مشيئة الرسول صلى الله عليه وسلم مساوية لمشيئة الله، طيب، إذن انتقدوا هذه الجملة، والذي انتقدوا إثبات المشيئة للرسول صلى الله عليه وسلم ولا تسويتها بمشيئة الله؟ تسويتها، أما مشيئة الرسول عليه الصلاة والسلام فله مشيئة، كل أحد له مشيئة وله إرادة.
( ثم مررت بنفر من النصارى فقلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون المسيح ابن الله ) المسيح من؟ عيسى ابن مريم، وسمي مسيحا بمعنى ماسح فهو فعيل بمعنى فاعل، لأنه كان لا يمسح ذا عاهة إلا برئ، يبرئ الأكمه والأبرص، إذا مسحهما برئا بإذن الله فسمي المسيح، وهم يقولون إن المسيح ابن الله لأن الشيطان لعب بهم، قال كيف يأتي واحد بدون أب، إذن فهو ابن الله، ابن لله والعياذ بالله، لا سيما إذا كان في الإنجيل كما في القرآن (( ونفخنا فيه من روحنا ))، (( ونفخنا فيها من روحنا )) (( فنفخنا فيها من روحنا )) فهم يقولون هذا جزء من الله عز وجل، من روحنا إضافة، إلى من؟ إلى الله، روحنا، نا، قالوا: إذن فهو جزء من الله، والجزء هو الابن، أنا أقول الآن لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في فاطمة: ( إنها بضعة مني ) أي جزء، وكما قال الله تعالى: (( وجعلوا له من عباده جزءا )) قالوا: إذن يكون هو بعض الله وجزء من الله والعياذ بالله، لأن الله قال: (( روحنا )) نفخت فيه من روحي، فيها من روحي؟
الطالب : في آدم.
الشيخ : في آدم، فيها هي من روحنا، ولكننا هذا الاشتباه من هذه الإضافة من الشيطان، والجواب عليها سهل جدا، فإن الله تعالى إذا أضاف شيئا إلى نفسه، حطوا بالكم، إذا أضاف شيئا إلى نفسه فإما أن يكون ذاتا منفصلة بائنة عن الله، وإما أن يكون صفة لا يتصف بها أحد، فإن كان المضاف صفة فإنه من صفاته، وليس بمخلوق، مثل كلام الله، وسمع الله، وقدرة الله، وعزة الله، وما أشبهها. وأما إذا كان المضاف إلى الله ذاتا بائنة أو صفة في تلك الذات، فإنه ليس من صفات الله، بل هو مخلوق بائن من الله عز وجل، بائن عنه وليس منه، مثل: ناقة الله، وبيت الله، ومساجد الله، وما أشبهها، نعم؟
الطالب : وعباد الله.
الشيخ : وعباد الله، كثير، هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : وكذلك أيضا لو كان صفة في ذات منفصلة، فإنه لا يكون من صفات الله عز وجل، بل هو من صفات تلك الذات. الروح قال بعض الناس إنها صفة في الجسد، ولكن هذا القول خلاف الراجح عند أهل السنة والجماعة، وأن الروح ذات، لكنها ذات لطيفة، وتدخل في الجسم وتحل فيه كما يحل الماء في الطين اليابس، تدخل فيه دخولا، ولهذا عند الموت يقبضها الملك وتكفن ويصعد بها إلى الله ويراها الإنسان عند موته، فالصحيح أنها ذات، وإن كان بعض الناس يقول إنها صفة ولكنه ليس كذلك، الحياة صحيح صفة الإنسان حيا أو ميتا هذه صفة، لكن الروح لا، الروح ذات، هذا القول الراجح عند أهل العلم.
طيب، إذن نقول لهؤلاء الجماعة إن الله أضاف روح عيسى إليه كما أضاف الناقة والبيت وما أشبه ذلك على سبيل أيش؟ التشريف والتعظيم، ولا شك أن المضاف إلى الله يكتسب شرفا حتى إن بعض الشعراء يقول في معشوقته، يقول:
" لا تدعني إلا بيا عبدها *** فإنه أشرف أسمائي "
لا تقل يا محمد يا علي يا بكر يا خالد، لا، قل يا عبد ليلى مثلا، إذا كان هو مجنون ليلى، قل يا عبد ليلى، قل يا عبد فلانة، هذا أشرف أسمائي، مسكين لأنه إذا جاء اسمها يتلذذ لهذا الاسم، اللهم عافنا.
يقول: ( قالوا: وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد، فلما أصبحت أخبرت بها من أخبرت )، قوله: أخبرت من أخبرت، كيف الكلام: هذا أخبرت من أخبرت؟ أليس هذا كقول القائل:
" كأننا والماء من حولنا *** قوم جلوس حلوهم ماء "
أو أننا وقفنا والسماء فوقنا والأرض تحتنا، أخبرت من أخبرت، معلوم أنه ما هو مخبر إلا من أخبر، ماذا تقولون؟
الطالب : ...
الشيخ : يعني؟
الطالب : يعني أخبرت أناسا.
أخبرت أناسا، وهذا هو أحسن شيء أن نقول إن المقصود بهذا الإبهام، أخبرت من أخبرت، الإبهام، وهذا كقوله تعالى (( فغشيهم من اليم ما غشيهم )) غشيهم ما غشيهم! قد تقول هذا تحصيل حاصل، معلوم أنه ما غشيهم إلا اللي غشيهم، فنقول: هذا من باب الإبهام، لكنه يختلف أحيانا يكون الإبهام للتعظيم وأحيانا يكون للتقليل وأحيانا يكون للتحقير حسب السياق، فغشيهم من اليم ما غشيهم، أي: غشيهم شيء عظيم من اليم.
( أخبرت بها من أخبرت، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: هل أخبرت بها أحدا؟ قلت: نعم ) سأل النبي صلى الله عليه وسلم هذا السؤال لأنه لو قال لم أخبر أحدا فالمتوقع أن الرسول عليه الصلاة والسلام سيقول له لا تخبر أحدا، هذا هو الظاهر، أن الرسول سأله لأنه لو قال لم أخبر سيقول لا تخبر أحدا، ثم يبين له الحكم عليه الصلاة والسلام، لكن لما قال إنه أخبر صار لا بد من بيانها للناس عموما، لأن الشيء إذا انتشر يجب أن يعلن عنه، بخلاف إذا كان خاصا فهذا يخبر من وصله الخبر.
ثم قال: ( قلت: نعم، قال: فحمد الله وأثنى عليه ) والظاهر والله أعلم من القصة أنه أخبر النبي عليه الصلاة والسلام وعنده أحد ولا لأ؟ عنده أحد.
( فحمد الله وأثنى عليه )، الحمد ما هو؟ وصف المحمود بالكمال، والثناء تكرار ذلك الوصف، حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ( أما بعد فإن طفيلا رأى رؤيا أخبر بها من أخبر منكم ) أما بعد تقدم لنا أنها بمعنى مهما يكن من شيء بعدُ، أي بعد ما ذكرت فكذا وكذا.
( فإن طفيلا رأى رؤيا أخبر بها من أخبر منكم، وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها ) كأن الرسول عليه الصلاة والسلام مطلع على ذلك، ( قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها )، فما هو الذي يمنعه من ذلك؟ يمنعه الحياء، كما في رواية أخرى، ولكن ليس الحياء من إنكار الباطل، الحياء من أن ينهى عنها دون أن يؤمر بذلك، يعني يستحي من الله تعالى أن يأمر بشيء لم يأمر الله بإنكاره، هذا الذي يجب أن تحمل عليه اللفظة إن كانت محفوظة، أن الحياء الذي يمنعه ليس الحياء من الإنكار، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يستحي من الحق، ولكن الحياء من أن ينكر شيئا قد درج على الألسنة وألفه الناس قبل أن يؤمر بالإنكار، مثل ما الخمر بقي الناس سنين وهم يشربونها حتى حرمت في سورة المائدة، وهي من آخر ما نزل، فالرسول صلى الله عليه وسلم لما لم يؤمر بالنهي عنها سكت، فلما حصل التنبؤ بإنكار هؤلاء اليهود والنصارى رأى أنه لا بد من أن ينكرها، لأنها الآن دخل فيها اللوم على المسلمين وإنكارها.
يقول: ( فلا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا ما شاء الله وحده ) نهاهم عن المحذور، وبين لهم المباح والجائز، ( لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد ولكن قولوا ما شاء الله وحده ).
9 - شرح قول المصنف : ولابن ماجه : عن الطفيل - أخي عائشة لأمها - قال : ( رأيت كأني أتيت على نفر من اليهود ، قلت : إنكم لأنتم القوم ، لولا أنكم تقولون : عزيز بن الله . قالوا : وإنكم لأنتم القوم ، لولا أنكم تقولون : ما شاء الله وشاء محمد : ثم مررت بنفر من النصارى فقلت : إنكم لأنتم القوم ، لولا أنكم تقولون : المسيح ابن الله . قالوا : وإنكم لأنتم القوم ، لولا أنكم تقولون : ما شاء الله وشاء محمد . فلما أصبحت أخبرت بها من أخبرت . ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، قال : هل أخبرت بها أحداً ؟ قلت نعم . قال : فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد فإن طفيلاً رأى رؤيا أخبر بها من أخبر منكم ، وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها ، فلا تقولوا ، ما شاء الله وشاء محمد ، ولكن قولوا : ما شاء الله وحده ) . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: معرفة اليهود بالشرك الأصغر. الثانية: فهم الإنسان إذا كان له هوى. الثالثة: قوله صلى الله عليه وسلم: (أ جعلتني لله نداً؟) فكيف بمن قال: يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك . . . . والبيتين بعده.
القارئ : " الثانية: فهم الإنسان إذا كان له هوى "
الشيخ : يعني معناه أنه إذا كان له هوى فهم شيئا وإن كان هو يرتكب مثله أو أشد منه، فاليهود أنكروا على المسلمين قولهم: ما شاء الله وشئت، وهم يقولون أعظم من هذا وأفدح، يقولون إن عزيرا ابن الله، وهذه الكلمة " فهم الإنسان إذا كان له هوى " يعني أن بعض الناس يفهم النصوص على حسب هواه، وهذا كثيرا ما يقع فيمن قلد، تجده يحمل النصوص على ما يوافق مذهبه، ويحمّلها من الدلالات ما لا تحتمل، وكذلك أيضا بعض العصريين الآن الذين يحملون النصوص ما لا تحتمله حتى توافق ما اكتشفه العلم الحديث في الطب والفلك وغير ذلك، كل هذا من الأمور التي لا يحمد الإنسان عليها، فالإنسان يجب أن يفهم النصوص على ما هي عليه، ثم يكون فهمه تابعا لها، لا أن يخضع النصوص لفهمه أو لما يعتقده، ولهذا يقولون: " استدل ثم اعتقد، ولا تعتقد ثم تستدل " لأنك إذا اعتقدت ثم استدللت فربما يحملك اعتقادك على أن تحرف النصوص إلى ما تعتقده، كما هو ظاهر في جميع الملل والمذاهب المخالفة لما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام، تجدهم يحرفون هذه النصوص لتوافق ما هم عليه.
والحاصل أن الإنسان إذا كان له هوى فإنه يحمل النصوص ما لا تحتمله من أجل أن توافق هواه، نعم.
الطالب : شيخ أليس مقصد الشيخ أن صاحب الهوى يفهم الحق ويعزب عنه؟
الشيخ : ويدخل هذا، يدخل في العبارة، أنه يفهم الحق ولكنه يرتكب ما هو أشد منه، فيفهم شيئا ويعمه الله عن شيء.
الطالب : ...
الشيخ : لتجدن
الطالب : ...
الشيخ : للذين آمنوا الذين قالوا
الطالب : الذين قالوا إنا نصارى، فيقولون إن النصارى أقرب من اليهود ...
الشيخ : إذا كان هذا الأمر واقعا في النصارى، فهم أقرب مودة، ما هو معناه إنا نحن نودهم، نحن ما نودهم أبدا لا مودة قريبة ولا بعيدة، لكن هم أقرب الناس مودة للذين آمنوا، أقرب الناس مودة للذين آمنوا، المودة من أين حاصلة؟ منهم لنا لا منا لهم، نحن لا يجوز أن نودهم مهما كان الأمر، لكن هم أقرب الناس مودة للذين آمنوا لهذا السبب، لأن منهم قسيسين ورهبانا، فإذا وجد ذلك منهم فإنه يدل على أنهم أقرب الناس مودة للذين آمنوا، أما إذا لم يوجد منهم ذلك كما هو الواقع الآن فإنهم كاليهود، ولهذا قال الله عز وجل: (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض )) أي، نعم.
الطالب : اللي يقربهم الآن ويودهم لأنهم ...
الشيخ : ما فهم القرآن، أنت الآن وش تفهم؟ (( ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا )) وش تفهم منها؟ أننا نودهم أو هم يودوننا؟
الطالب : ...
الشيخ : أي، لكن الذين آمنوا صاروا مؤمنين، زال عنهم وصف النصرانية، الكلام على النصارى من حيث هم نصارى، (( لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ))، ما قال: لتجد أقرب مودة للمؤمنين للذين قالوا إنا نصارى، لو كان كذلك لكان معنى ذلك أن مودتنا لهم أقرب من مودة غيرهم، لكن قال: (( أقربهم مودة للذين آمنوا ))، هم يقربون لنا، أي نعم، نعم.
القارئ : " الثالثة: قوله صلى الله عليه وسلم ( أجعلتني لله ندا ) فكيف بمن قال: مالي من ألوذ به سواك، والبيتين بعده ؟ "
الشيخ : أجعلتني لله ندا، وهو ما قال إلا ما شاء الله وشئت، فكيف بمن نسي الله عز وجل في جانب الرسول عليه الصلاة والسلام، وقال هذا الكلام الذي قاله الشيخ رحمه الله: مالي من ألوذ به، ويشير إلى بيتين للبوصيري في " البردة " القصيدة المشهورة، يقول :
" يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم "
البيتين بعده ما هما؟
" إن لم تكن آخذا يوم المعاد يدي *** فضلا وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم "
هذا جعل الرسول لله ندا؟
الطالب : أعظم.
الشيخ : ما هو أعظم، ما جعل لله شيئا أبدا، ما جعل لله شيء، جعل الشيء كله للرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا والعياذ بالله غاية ما يكون من الكفر، نعم.
الطالب : ...
الشيخ : لا غير صحيح.
الطالب : عند حلول الحادث العمم
الشيخ : عند حلول الحادث العمم، أي نعم، هذا غير صحيح، لأن قوله: مالي من ألوذ به سواك، حتى الله ليس له، والشفاعة ما تكون إلا بعد إذن الله، أي نعم، يؤولونه مع أن الحديث عام، ثم الرسول عليه الصلاة والسلام ما هو بيأخذ بيده هو ولا غيره حتى يشفع له، هذا والعياذ بالله غلو، ودواء ذلك أن الله تعالى يجعل في قلب العبد تعظيما لله سبحانه وتعالى ومحبة لله، وأن يعلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام ما نال الشرف إلا لأنه رسول الله، لا لأنه محمد بن عبد الله، إنما نال ذلك لأنه رسول الله، فلكونه رسول الله صار له هذه المنزلة العظيمة، نعم، نعم؟
الطالب : طيب، بماذا يحكم على من قال بهذا القول؟
الشيخ : يحكم عليه بأنه منكر لرب العالمين، وأنه كافر بالله عز وجل، كافر بالله، يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافرا، نعم، هاه؟
الطالب : قائل القصيدة؟
الشيخ : قائله مثل ما قلنا كثيرا أن تكفير المعين ما يمكن يكفّر حتى تقوم عليه الحجة، نعم.
10 - شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: معرفة اليهود بالشرك الأصغر. الثانية: فهم الإنسان إذا كان له هوى. الثالثة: قوله صلى الله عليه وسلم: (أ جعلتني لله نداً؟) فكيف بمن قال: يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك . . . . والبيتين بعده. أستمع حفظ
شرح قول المصنف : الرابعة: أن هذا ليس من الشرك الأكبر، لقوله: (يمنعني كذا وكذا). الخامسة: أن الرؤيا الصالحة من أقسام الوحي.
الشيخ : ما وجهه؟ وجهه لو كان من الشرك الأكبر ما منعه شيء عن إنكاره عليه الصلاة والسلام، لكن لما كان من الشرك الأصغر صار كأنه والله أعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم منعه الحياء من أن ينكر، لأن الشرك منهم بعيد من الصحابة، فمنعه الحياء منهم أن يقول إنكم أشركتم، ولكن لما كانت هذه الرؤيا رأى أنه لا بد من الإنكار، نعم.
الطالب : نحن قلنا يا شيخ في المرة الماضية عن الحياء يعني يستحي أن ينهى عن شيء ولم يؤمر به من قبل الله.
الشيخ : هذا هو الذي مشى عليه صاحب " تيسير العزيز الحميد "، لكن الأخ عبد الله السعد يقول إن رواية ( يمنعني الحياء منكم ) إنها صحيحة، وإذا كان كذلك فإنه لعدم، يكون المانع له أنه ما أمر بذلك فاستحيى منهم أن ينهاهم عن شيء لم يؤمر به ولم يكن من الشرك الأكبر، لأن الشرك منهم بعيد
الطالب : ...
الشيخ : أي وش يقول؟
الطالب : ... أنه لم يكن الله أوحى إليه ...
الشيخ : أي بلا شك لو أمر أن ينهاهم ما استحيى منهم أبدا، لكنه لم يؤمر بذلك، ولما لم يؤمر صار كأنه إذا نهاهم ربما جوز عليهم أن يكونوا مشركين بهذا الشيء، فيستحي أن ينهاهم عن أمر ويقول إنه شرك وهو يستبعد أن يقع منهم ذلك على وجه الشرك.
القارئ : " الخامسة: أن الرؤيا الصالحة من أقسام الوحي"
الشيخ : من أين تؤخذ؟
الطالب : من حديث الطفيل.
الشيخ : من حديث الطفيل، والرؤيا الصالحة لا شك أنها من أقسام الوحي كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ( الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ) وقد أثبت الله تعالى بها الأحكام في رؤيا الأنبياء وفي رؤيا غيرهم أيضا، فإبراهيم عليه الصلاة والسلام رأى في المنام أنه يذبح ابنه فقال (( إني أرى في المنام أني أذبحك )) فقال له ابنه (( افعل ما تؤمر )) فجعل هذه الرؤيا أمرا، لأن التنفيذ وما قال إني رأيت أني أؤمر بذلك، قال رأيت أني أذبحك والابن قال افعل ما تؤمر، كيف عرف أن ذلك أمر؟ عرف أنه لا يقدم على الذبح الذي يستلزم قتل النفس المعصومة إلا بأمر، فلهذا قال افعل ما تؤمر، وإلا فهو رأى أنه يذبحه. والنبي عليه الصلاة والسلام أثبت رؤيا عبد الله بن زيد رؤيا الأذان أثبتها، وقال: إنها رؤيا حق. وأبو بكر أثبت رؤيا ثابت بن قيس بن شماس أنه رؤي في المنام وأنه أوصى بوصية، وقال للذي رآه إنكم ستجدون درعي تحت برمة وعندها فرس يستن، فلما أصبح الرجل ذهب إلى هذا المكان وأخبر خالد بن الوليد فرأوا الدرع تحت هذه البرمة وعندها الفرس، فلما رأى أن في هذه الرؤيا قرائن تدل على صدقها نفذها.
والمهم أن الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة وكما أن هذا ما أخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام فهو قد وافق الواقع بالنسبة للوحي الذي أوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لأن أول ما أتاه الوحي هي الرؤيا الصالحة، وكانت ابتدأت في ربيع الأول، وفي رمضان أنزل عليه القرآن، كم يكون؟ ستة أشهر بين ربيع ورمضان، ستة أشهر انسِبها إلى بقية زمن الوحي كم يكون؟ جزءا من ستة وأربعين جزءا من النبوة، لأن زمن الوحي لأن زمن الوحي كان ثلاثا وعشرين سنة، ستة أشهر نصف سنة، فيكون جزءا من ستة وأربعين جزءا من النبوة.
لكن ما معنى الصالحة، أيش معنى الرؤيا الصالحة؟ هي الرؤيا الصالحة تتضمن صلاح الرجل وتتضمن أنها رؤيا ما هي بأضغاث أحلام، أضغاث الأحلام تأتي مشوهة وغير منظمة، يمكن الإنسان يرى أنه في البحر ما يدري إلا وهو في الطيارة، ما يدري إلا وهو فوق المنارة، ومرة يكون في الخلوة، وما أشبه ذلك، مشوشة، مثل الرؤيا التي قصها رجل على النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( يا رسول الله إني رأيت أن رأسي قد قطع، وأني جعلت أشتد وراءه سعيا - رأسه مقطوع و... - فقال النبي عليه الصلاة والسلام: لا تحدث الناس بتلاعب الشيطان بك في منامك ) هذه ما تكون رؤيا صالحة، الرؤيا الصالحة تكون رؤيا منظمة ولها مغزى ويشعر الإنسان بشيء حينما يراها، ثم إن المرائي أيضا الغالب أن المرائي المكروهة أنها من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله، ولهذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام إذا رأى الإنسان ما يكره أن يتفل عن يساره أو ينفث ثلاث مرات، ويقول: أعوذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأيت، وأن يتحول إلى الجانب الآخر، وأن لا يخبر بها أحدا، وفي رواية أخرى أنه أمره أن يتوضأ وأن يصلي، وإلا فبعض المرائي يعني لو أن الإنسان إنساب وراءها لكان يمرض ويصير عليه هم وغم، لكن الحمد لله لكل داء دواء، نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : ما هو شرط أن ينام على طهارة، ليس بشرط، لا ليس بشرط، أيش؟
الطالب : ...
الشيخ : لا أبدا ما هو شرط.
الطالب : ...
الشيخ : لا ما هو شرط، لكن نعم الغالب أنه إذا حفظ الإنسان نفسه بالأوراد أن الشيطان ما يتلاعب به.
الطالب : ...
الشيخ : ليس بشيء، الرسول يقول: ( من رآني ) لم يقل من رآني أو بعضي، قال: ( من رآني ) ولا بد أيضا أن يكون يراه على حسب الوصف المعروف في السير والتاريخ، أما أن يقع في ذهنه هذا هو الرسول عليه الصلاة والسلام فهذا ما يمكن، حتى تنطبق الصفة التي رأى على الوصف المعروف للرسول صلى الله عليه وسلم.
الطالب : ... ما تفتح باب ... فعل كذا وفعل كذا في مسائل خلافية فيرى ...
الشيخ : على كل حال هو الرجل صادق، شيخ الإسلام ابن تيمية لا شك أنه من الثقات، والنبي عليه الصلاة والسلام أخبر بأن من رآه في المنام فقد رآه، فإذا أخبر أنه رأى النبي عليه الصلاة والسلام وقال له هذا، ووجدنا أن هذا الذي قاله لا ينافي الشرع، الشرع ورد بمثله
الطالب : ورد في الشرع.
الشيخ : أي نعم ورد بمثله.
الطالب : ...
الشيخ : ربما تكون قد غابت عنه، إنما هذه المسألة بعينها ما ورد بها الشرع، لكن ورد بمثلها في قصة اللعان. (( والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين )) والمرأة (( أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين )) هذا في الدعاء، وفي الشرع
السائل : وجه الدلالة؟
الشيخ : وجه الدلالة أنه علق هذا الدعاء، علق الدعاء بشرط إن كان من الكاذبين وإن كان من الصادقين، وكذلك أيضا في الأحكام الشرعية ورد حديث ضباعة بنت الزبير، قال: ( حجي واشترطي ) فهذا له أصل في الشرع، أما لو جاء إنسان مثلا يريد أن يتحدث عنا بشيء نعرف أنه مخالف للشرع فهذا ما نقبل منه مهما كان.
الطالب : ليس مخالف، لكن يعني ... فرأى النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ...
الشيخ : والله على كل حال إذا كان هذا الرجل ثقة وش المانع؟ فإنه إما أن يكون الله أكرمه بأن رأى النبي عليه الصلاة والسلام وبين له أن الصواب هو القول الثاني هذا.
الطالب : هذا ما يكون فيه فتح باب.
الشيخ : فتح باب لإيش؟
الطالب : يتمثل الشيطان مثلا ...
الشيخ : لا لا أبدا، ما يتمثل الشيطان بصورة الرسول صلى الله عليه وسلم.
الطالب : ...
الشيخ : لا ما يقع، لا بد أن يكون منطبق على الوصف، ولهذا اشترطنا أن يكون منطبقا، ولهذا ليس كل من رأى رجلا ووقع في ذهنه أنه رسول الله يكون هو رسول الله.
11 - شرح قول المصنف : الرابعة: أن هذا ليس من الشرك الأكبر، لقوله: (يمنعني كذا وكذا). الخامسة: أن الرؤيا الصالحة من أقسام الوحي. أستمع حفظ
هل يتمثل الشيطان بالصحابي في المنام ؟
الشيخ : لا، الصحابي ربما يتمثل به الشيطان، يعني: لو رأى أبا بكر أو عمر أو أي أحد من الناس ربما يتمثل به الشيطان ...
الطالب : ... الشيخ عبد الرحمن السعدي بنى عليها.
الشيخ : على أيش؟
الطالب : عندما رأى عائشة.
الشيخ : لا ما بنى عليها أبدا، لما رآها ذهب ينظر في رأيها فوجدها ترى هذا الرأي، لكن ما قال أن هذا رأي عائشة، نعم؟
الطالب : أقول ما رجح قول عائشة؟
الشيخ : لا ما أدري عن الترجيح، لكن الكلام على أنه ذهب ورجع عن هذا رجع، نعم؟ من؟
هل يجدد الشرع بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ : أبدا أولا يجب أن نعرف أنه ما يمكن أن يحدث تجديد شرع في هذه المسألة أبدا، يعني ما يمكن يحدث تجديد شرع بعد الرسول عليه الصلاة والسلام أبدا، لكن قد يكون تنبيه على مسألة تدخل في ضمن الأدلة الشرعية، ويكون هذا الإنسان مثلا ما انتبه لها، أو تنبيه على أن هذا القول الراجح ويكون النص الذي جاء في الشرع محتملا له، أما أن نقول: يرى الرسول ويخبر بأشياء جديدة، مثلا لو نفرض أنه رأى الرسول وقال سبح كذا وكذا في وقت كذا وكذا، هذا نعلم أنه كذب ما هو صحيح، لأن الشرع كامل ما يمكن يحدث أي تشريع بعد موت الرسول عليه الصلاة والسلام.
الطالب : ... يعني إذا رأى أنه يؤيد أحد القولين، يكون ملزم لغيره من الناس؟
الشيخ : لا ما أظن، ما أظن هذا يلزم لأن هذا ... من جنس الوحي الذي في اليقظة، فلا يلزم، ولذلك ما أظن أن أحدا يقول بهذا القول، لكن فيه كرامة لهذا الرجل أنه زاده طمأنينة.
الطالب : الصحابة والسلف ما كانوا يشترطون مع أنه ... مع أن أغلبهم ما كان ما يعرف المنافقين.
الشيخ : ما نعرف ما نعرف عن هذا شيئا، هل كانوا يشترطون، ربما ما تشكل عليهم المسألة، ويأخذون المنافق بظاهر حاله.
الطالب : علم وجود منافقين في المدينة ...
الشيخ : نعم، أي لكن ما أحد يعلم عينه إلا الذين أسر فيهم النبي عليه الصلاة والسلام إلى حذيفة.
الطالب : ...
الشيخ : أي، أبدا هذا لا أصل له، يعني الشائع بين الناس الآن أن الذي يرى النبي صلى الله عليه وسلم ما يتكلم إلا إذا طلعت الشمس، هذا قول لهم، والقول الثاني: ما يتكلم إلا إذا جاء الوقت الذي رآه فيه، يعني يبقى أربعة وعشرين ساعة، هذان قولان، القول الثالث الذي قلت أنه يصوم ثلاثة أيام، وهذه الأقوال الثلاثة كقول من يقول: إن الإنسان إذا دخل الكعبة يجب عليه أن يمشي حافيا طول دهره، هذه اختراعات عامية ما لها أصل، نعم.
الطالب : ...
الشيخ : ...
الطالب : ...
الشيخ : ... هي أن تكون رؤيا صالحة، ما قال أن يكون الرائي صالحا، الرؤيا الصالحة، نعم.
شرح قول المصنف : السادسة: أنها قد تكون سبباً لشرع بعض الأحكام.
الشيخ : وقد تقدم لشرعه مثل أيش؟
الطالب : كالأذان.
الشيخ : كالأذان، وهذا الحديث أيضا.
الطالب: شرع ولا شرح؟
الشيخ : هاه؟
الطالب : شرع ولا شرح ؟
الشيخ : شرع، شرع بالعين، حاء؟
الطالب : بالعين بس هو قرأها بالحاء.
الشيخ : لا هي بالعين، ... بالحاء؟ أجل ... في شرع بعض الأحكام، بالعين، نعم.
شرح قول المصنف : باب من سب الدهر فقد آذى الله
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم، هذا مبتدأ درس اليوم
الطالب : شيخ؟
الشيخ : نعم؟
الطالب : بالنسبة للقسم بالله.
الشيخ : القسم بالله.
الطالب : ...
الشيخ : القسم بالعمر يعني؟ هذا لا بأس به ، لا بأس به لأنه ما هو من صيغ القسم المعروفة.
الطالب : شيخ بالنسبة لصيغ القسم المعروفة عندنا ...
الشيخ : لا ما هو قسم هذا، ما هو قسم، المقصود هذا بذمتك يعني بعهدك، وكذلك بصلاتك يعني معناه إن كنت كاذبا فصلاتك ... هذا ما يقصده العامة، ما يقصدون بصلاتك، نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : لا لا ... .
طيب، " باب من سب الدهر فقد آذى الله " أولا كلمة سب ما معنى السب؟ هو الشتم والتقبيح والذم واللعن وما أشبه ذلك، هذا هو السب. والدهر هو الزمان، والزمان هو الوقت.