العبر المستفادة من حديث الأبرص والأقرع والأعمى .
الطالب : لا ، يلزمه
الشيخ : لا يلزمه الرضى بقضاء الله
الطالب : يلزمه
الشيخ : أي بالمقضي ، لا يلزمه الرضى بالمقضي ها ؟ كذا ؟ بعبارة أوضح لكم أنه لا يلزمه الرضى بالمصائب ها ؟ مايلزمه الرضى بها ؟
الطالب : لا ...
الشيخ : الرضى بالمصائب لا يلزم والصبر يلزم ، الصبر لازم والرضى غير لازم ولهذا هؤلاء الذين أصيبوا قالوا أحب إلينا أن يكون كذا وأن يكون كذا ، والرضى معناه أنه ليس يحب شيئا سوى ما وقع راضٍ به ، وقد سبق لنا أن مقام الانسان عند المصائب أن للإنسان عند المصائب أربعة مقامات : جزع وصبر ورضى وشكر ، كذا ؟ الجزع محرم والصبر واجب والرضى مستحب والشكر أحسن وأطيب الشكر أحسن وأطيب ، وقد سبق أيضا أننا أوردنا كيف يشكر الإنسان ربه على المصيبة وهي لا تلائمه ؟ كونه يشكر على النعمة واضح كونها تلائمه لكن كونه يشكر على المصيبة وهي لا تلائمه كيف ذلك ؟ وقلنا إن الإنسان إذا آمن بما يترتب على هذه المصائب من الأجر العظيم عرف أنها تكون بذلك نعمة والنعمة تشكر هذا وجه كون الإنسان يمكن أن يشكر على المصائب
السائل : لكن يا شيخ
الشيخ : نعم
السائل : الحديث الذي مر معنا إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم
الشيخ : نعم
السائل : فمن رضي فله الرضى ومن سخط فعليه السخط ؟
الشيخ : نعم سبق لنا الكلام عليه وقلنا المراد بالرضى هنا الصبر أو الرضى بأصل القضاء دون المقضي ، لأنه في فرق بين أصل القضاء الذي هو فعل الله يجب الرضى به لأن الله حكيم عز وجل وبين المقضي فقد ذكرنا أنه ينقسم إلى أقسام : مصائب وأحكام الأحكام يجب الرضا بها ، الأحكام الشرعية يجب الرضى بها فترضى بأن هذا الشيء حرام وهذا واجب وهذا مباح وهذا مكروه وهذا سنة مثلا ، تقدم التفصيل فيه ، نعم
السائل : ...
الشيخ : أي استدلال ؟
السائل : ... لا يلزمه الرضى ...
الشيخ : نعم
السائل : اعادة وجه الاستدلال
الشيخ : وجه
السائل : الاستدلال
الشيخ : الفرق بين الرضى والصبر الصبر لا يحب الإنسان أن ذلك حصل ويحب أن ينتقل إلى غيره لكنه لا يجزع ما يجزع لأنه يعرف أنه عبد لله ولا يمكن أن ... عن فعل ربه به ، والرضى لا ، لا يحب سوى هذه الحال التي وقعت ولا يهمه أن تتغير أو ما تتغير هذا الرجل صبر يعني رضي والا ما رضي ؟ ما رضي بالمقضي ولهم الحق في ذلك ، ولهذا الإنسان إذا مرض يسأل الله أن يشفيه من المرض وإذا افتقر يسأل الله تعالى أن يرزقه الغنى وما أشبه ذلك
وفي هذا الحديث أيضا من الفوائد جواز الدعاء المعلق من أين نأخذه ؟
الطالب : إن كنت كاذبا
الشيخ : ( إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت ) ( إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت )، فهذا ما قال صيرك الله إلى ما كنت قال إن كنت كاذبا وهو يعلم أنه كاذب والا ما يعلم ؟ يعلم أنه كاذب لكن هذا من باب التنزل معه ، وفيه أيضا دليل على جواز التنزل مع الخصم فيما لا يقر به المتنزل لأجل إفحام الخصم لأجل إفحام الخصم ، لأن قوله ( إن كنت كاذبا ) الملك يعلم أنه كاذب لكن بناء على قوله إن هذا ما حصل وأن المال ورثته كابرا عن كابر ، وقد ذكرنا أمثلة متعددة للتنزل مع الخصم هاه ؟ (( آلله خير أما يشركون )) فهنا لا تخيير بين الآلهة التي يعبدون من دون الله وبين الله عز وجل ، بل الله تعالى خير لكن هذا من باب التنزل معهم ، (( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين )) ومعلوم أن الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه على هدى وأولئك على ضلال لكن هذا من باب التنزل معهم من باب العدل أي نعم ، وفيه دليل في الحديث دليل على أن بركة الله عز وجل لا نهاية لها ها ؟
الطالب : ...
الشيخ : من قوله بارك الله لك فيها فكان لهذا واد من الإبل ولهذا واد من البقر ولهذا واد من الغنم
هل يستفاد منه أن دعاء الملائكة مستجاب أو أن هذه قضية في عين ؟
الطالب : قضية في عين
الشيخ : نستفيد نستفيد من هذا إذا قلنا بأنه يدل على أن دعاء الملائكة مستجاب صار الرجل إذا دعا لأخيه بظهر الغيب وقال الملك آمين ولك بمثله صار حينئذٍ نعلم أن الدعاء قد استجيب ، ولكن هذا ليس باليقين ، فالظاهر لي أن هذا قضية في عين يعني في هذه المسألة أجاب الله دعاءه للابتلاء الذي سيكون لهؤلاء
ومن فوائد الحديث بيان أن شكر كل نعمة بحسبها ، فشكر نعمة المال أن يبذل المال في سبيل الله ، شكر نعمة العلم أن يبذل العلم لمن سأله بلسان الحال أو المقال ، وشكر نعمة البدن أن يعين الإنسان ببدنه في حاجته يرفع متاعه على دابته أو سيارته أو ما أشبه ذلك ، ونعمة الجاه أن يشفع بحسب جاهه ، شكر كل نعمة بحسبها والشكر الأعم الذي يستحق به الإنسان أن يكون من الشاكرين هو أن يقوم بطاعة المنعم على سبيل الإطلاق ، لأن الإنسان قد يشكر نعمة المال لكن ما يشكر نعمة البدن أو بالعكس ، لكن الشكر المطلق الذي يكون فيه الإنسان من الشاكرين هو أن يقوم الإنسان بطاعة المنعم في كل شيء ، ونظير هذا ما مر من التوبة ، التوبة من كل ذنب بحسبه لكن ما يستحق الإنسان وصف التوبة المطلق إلا إذا تاب من جميع الذنوب ، نعم
طيب ومن فوائد هذا الحديث دليل على جواز التمثيل أن يتمثل الإنسان بحال ليس هو عليها في الحقيقة مثل أن يأتي بصورة مسكين وهو غني أو ما أشبه ذلك للاعتبار ، ما تقولون في هذا هل يمكن ؟
الطالب : ما يمكن
طالب آخر : حسب الحاجة
الشيخ : لكن الملك لا يعمل بمعصية الله
الطالب : ... بأمر الله
الشيخ : طيب إذا كان فيها مصلحة إذا كان فيها مصلحة وأراد أن يختبر إنسان بمثل هذا فله ذلك ؟
الطالب : نعم
الشيخ : فله ذلك نعم
وفيه أيضا دليل على أن الابتلاء قد يكون عاما وظاهرا من أين يؤخذ ؟ من قوله ( فإنما ابتليتم ) فقد قررنا قبل قليل أن هذا دليل على أن المسألة مشهورة بينة
وفيه دليل على فضيلة الورع والزهد وأنه قد يجر صاحبه إلى ما تحمد عقباه بدليل قصة الأعمى فإنه لما كان زاهدا في الدنيا ولا يريد إلا ما تقوم به حاجته كان ... أن كان شكورا لنعمة الله نعم
وفيه دليل على ثبوت الإرث في الأمم السابقة وأن الميراث كما هو في الشريعة الإسلامية فهو أيضا في الشرائع السابقة ، لقوله ( ورثته كابرا عن كابر )، ( ورثته كابرا عن كابر )، فهذا دليل على أن الميراث كان مشهورا في الأمم السابقة.
قول الملك في حديث الأقرع والأبرص والأعمى "مسكين ...." أليس هذا كذب ؟
الشيخ : هذا يعني معناه أني أتمثل بصورة رجل مسكين هذا هو التمثيل
السائل : طيب يعني لو تمثل بهذا يعني مثل
الشيخ : للمصلحة ما في بأس للمصلحة ما في بأس
السائل : ما يعد كذب
الشيخ : ما يعد كذب ، لأنه ما يقول أنا فلان بن فلان اللي هو نفسه إنما يقول أنا أمثل صورة هذا الرجل أو هذا الفلان أو ما أشبه ذلك
السائل : لا قوله أني مسكين وانقطعت بي السبيل وكذا
الشيخ : نعم يعني قصده والله أعلم في هيئة رجل وإلا هو الملك ما هو بيسافر نعم ولا هو يحتاج إلى الأكل والشرب والا لأ ؟
السائل : نعم
الشيخ : الملائكة صمد ما لهم أجواف ما يأكلون ولا يشربون وإنما يسبحون الليل والنهار لا يفترون ، لكن هذا من باب أنه مثل نفسه بهذا الرجل من باب التمثيل وإلا هو يعلم ، ولولا هذا كان ذاك لو يجيه في صورة الملك ويقول أعطني نعم يمكن يعطيه كل الذي يريد إذا خاف أنه ملك إذا خالفه يعاقب .
هل تتشكل الملائكة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ : وفيه نعم
السائل : الملائكة تتشكل بعد الرسالة
الشيخ : بعد رسالة من ؟
السائل : بعد رسالة النبي عليه الصلاة والسلام
الشيخ : يعني بعد موته أو بعد الرسالة ؟
السائل : بعد موته
الشيخ : الله أعلم ما ندري ربما تتشكل وربما لا تتشكل قد يكون يقيض الله ملكا من الملائكة يدل أحدا على طريق يتيه كما يذكر في قصص كثيرة ربما تقع هذه وقد يكون من صالحي الجن تشكل بصورة رجل فدله على الطريق أي نعم ، نعم
السائل : ... الأعمى والأبرص والأقرع ... على صورته الأقرع ..
الشيخ : أي نعم ييجي ، أي نعم في المسألة الأخيرة جاء الأبرص بصورة الأبرص وبصورة الرجل الفقير وقال هالكلام هذا.
تتمة العبر المستفادة من الحديث .
الطالب : الكونية يلزم وقوعها ... محبوبة لله
الشيخ : يلزم وقوع المراد بها ولا يلزم أن يكون محبوبا لله ، طيب والشرعية ؟
الطالب : لا يلزم ...
الشيخ : لا يلزم وقوع المراد بها ويلزم ؟
الطالب : أن تكون محبوبة
الشيخ : أن يكون محبوبا لله ، فإذا قال لك قائل : هل الله يريد الخير ؟ هاه
الطالب : ...
الشيخ : كونا أو شرعا ؟ الخير الواقع مراد لله كونا وشرعا ، يعني العمل الصالح إذا وقع فهو مراد لله كونا وشرعا وإن لم يقع فهو مراد شرعا غير مراد كونا ، والعمل السيء إذا وقع فهو مراد لله كونا غير مراد شرعا ، وإن لم يقع فهو غير مراد لا شرعا ولا كونا ، واضح ؟ هاه ؟
السائل : ماني فاهم يا شيخ يعني شنو كونا ...
الشيخ : كونا يعني خلقا وتقديرا تكوين يعني او التقدير، هذا معناه مثلا العمل الصالح إذا وقع فهو مراد كونا وشرعا يعني أراد الله أن يكون فكان هذا الكوني ، وشرعا لأنه محبوب لله فإن لم يقع فهو مراد شرعا غير مراد كونا
السائل : شرعا كيف.
الشيخ : شرعا أن الله أراده أراد منا أن نفعل يعني أحبه ، إذا العمل السيء
الطالب : كونا
الشيخ : نشوف ، العمل السيء إذا وقع فهو مراد كونا لا شرعا ، مراد كونا لأنه وقع لا شك أن الله أراده غير مراد شرعا لأن الله لا يحبه فان لم يقع فليس بمراد كونا ولا شرعا ، ولهذا نقول الإرادة الشرعية بمعنى المحبة والإرادة الكونية بمعنى المشيئة بمعنى المشيئة، نعم طيب
فيه أيضا إثبات الرضى الرضى فقد رضي الله عنه وهو موجود في عدة آيات في القرآن ، أهل السنة والجماعة يقولون إن الرضى صفة من صفات الله عز وجل ، صفة من صفات الله حقيقة لكنه ليس كرضى المخلوق بل هو صفة تليق بالله عز وجل لا تنتفي معه الحكمة ، بخلاف رضى المخلوق رضى المخلوق قد تنتفي معه الحكمة فإن الإنسان إذا رضي عن شخص مثلا فإن رضاه عنه قد تحمله العاطفة على أن يرضى منه بكل شيء ولا يضبط نفسه في معاملته لشدة رضاه عنه أو لا ؟ ولهذا يقول الشاعر :
" وعين الرضى عن كل عيب كليلة *** كما أن عين السخط تبدي المساويا "
لكن رضى الله عز وجل لا ، رضى مقرون بالحكمة كما أن غضب المخلوق نعم ليس كغضب الخالق ، لأن غضب المخلوق قد يخرجه عن الحكمة لشدة غضبه أما غضب الخالق فلا ، طيب السخط كذلك نقول إن السخط صفة من صفات الله عز وجل وهو حقيقة وأما من فسر الرضى بالثواب أو بإرادة الثواب وفسر السخط بالعقاب أو بإرادة العقاب فإن قوله مردود عليه ، كيف مردود عليه ؟ لأنه على رأيه يصح أن نقول إن الله لا يرضى والا لأ ؟ نعم لأنه قال معنى رضي أي أراد أن يثيب معناه ما يرضى وأن نقول أن الله لا يسخط وهم لايقولون بذلك ، لو قالوا إن الله لا يرضى لكفروا لو قالوا إن الله لا يسخط لكفروا لأنهم جحدوا ما أخبر الله به عن نفسه لكنهم أولوها تأويلا ، لكن هذا التأويل حقيقته أنه يستلزم جواز نفي الرضى ، لأن المجاز معناه أنه ينفي الحقيقة ، وهذا أمر خطير جدا ولهذا ابن القيم رحمه الله وقبله شيخه ابن تيمية في كتاب " الإيمان " له بينا جزاهما الله خيرا أنه لا مجاز في القرآن بل لا مجاز في اللغة العربية كلها ، خلافا لمن قال إن كل قول يقوله الإنسان فهو مجاز كل قول نعم، حتى إذا قلت قال محمد كذا وكذا يقول هذا مجاز نعم، صنعت كذا هذا مجاز وكل شيء في اللغة فهو مجاز ، هذان طرفان لكن الطرف الأول أنه لا مجاز في اللغة هو الحقيقة هو الصواب
وقوله ( وسخط على صاحبيك ) فيه دليل على أن الصحبة تطلق على المشاكلة في شيء من الأشياء ولا يلزم أن تكون المصاحبة مقارنة لا يلزم نعم، فإن الصاحب معناه الذي يشبه هذا الشيء فصاحب هنا بمعنى من يشبه حالك في أن الله تعالى أنعم عليه بعد البؤس ثم حصل ما حصل منه ،نعم نعم
السائل : في بعض ال... يعني يستدلون يقولون إن شيخ الإسلام بن تيمية نفى كل المجاز
الشيخ : نفى
السائل : يعني نفى المجاز اللي قلت عنه هذا ، الكل يردد هذه العبارة فيستدل على أنه ما يجوز تنفي المجاز كله ...، يستدل باية (( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ))
الشيخ : نعم
السائل : فكيف يتعاملون شيخ الإسلام ابن تيمية معه لازم ...
الشيخ : لا لا ، يتعامل مع هذا
السائل : ...
الشيخ : لا أبدا ما هي مجاز يقول حقيقة ، يقول حقيقة ... يكون الله على العرش ولا يلزم من كون المعية حقيقة أن يكون الله في مكان ... هذا القمر نقول معنا وهو في السماء.
شرح قول المصنف :فيه مسائل: الأولى: تفسير الآية. الثانية: ما معنى: (ليقولن هذا لي)( . الثالثة: ما معنى قوله: (أوتيته على علمٍ عندي). الرابعة: ما في هذه القصة العجيبة من العبر العظيمة.
الطالب : قوله تعالى ... (( ليقولن هذا لي ))
الشيخ : نعم ، (( ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي )) وسبق لنا تفسيرها وأن المراد بقوله أذقناه الضمير يعود على الإنسان باعتبار الجنس ، طيب قوله هذا لي اللام أيش معناها يا عبد الرحمن ؟
الطالب : اللام للاستحقاق
الشيخ : للاستحقاق نعم يعني أني حقيق به وجدير به ، طيب الثانية - يقول - ما معنى قوله ليقولن هذا لي فهمناه ، ما معنى قوله (( إنما أوتيته على علم )) مصطفى ؟
الطالب : على علم ... هذا قول وعلى علم ... بأنني أستحقه
الشيخ : فيكون على المعنى الأول هاه ؟
الطالب : يعني العلم يعود إليه
الشيخ : إليه هو فجحد نعمة الله عليه به ، وجعل هذا من كسبه وكده وفهمه وعلمه ، وعلى الثانية ؟
الطالب : أن الله هو العليم و...
الشيخ : نسبه إلى الله لكنه ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا
الطالب : ...
الشيخ : صح يكون مدلي على الله بعمله كأنه يقول إن الله أعطاني يعني لا تفضلا منه ولكن لأني مستحق لذلك ، وعلى الوجهين جميعا ففيه كفران للنعمة ، " الرابعة ما في هذه القصة العجيبة من العبر العظيمة " يعني قصة الثلاثة وقد سبق لنا فيها ذكر عِبرٍ كثيرة والذي ذكرناه ليس استيعابا ، من ذلك الفرق بين الأبرص والأقرع والأعمى ، اذكر وجها من الفروق ؟ الفروق بين هؤلاء الثلاثة ؟
الطالب : أول وجه من الفروق أن هؤلاء طلبوا ... الجلد الحسن وأعلى شيء والأعمى طلب الكفاية حتى يبصر الناس
الشيخ : الكفاية صح هذه واحدة ، الثانية حيدر ؟
الطالب : الثانية اعترف بنعمة الله ...
الشيخ : وهم ؟
الطالب : وهم جحدوا نعمة الله
الشيخ : طيب
الطالب : الثالثة أنهم طلبوا من أعلى الأموال من الإبل والبقر وهو طلب ...
الشيخ : دون ذلك ، طيب صح ، أيضا الرابع ؟
الطالب : ... قال خذ ما شئت يدل على جوده وكرمه
الشيخ : وإخلاصه ، لأنه قال لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله عز وجل ، طيب بخلاف أولئك فإنهم كانوا أشحاء بخلاء منكرين نعمة الله
وفيها من العبر اختبار الله عز وجل العباد بما أنعم الله به عليهم
وفيها أن الملائكة قد تتشكل وتتلون لكن بأمر الله سبحانه وتعالى نعم
وفيها أن التذكير بالأحوال يكون بالأقوال ويكون بالأفعال والهيئات لأن هذا الملك ذكّرهم بحالهم هاه ؟ بالأقوال والهيئات بالأقوال والهيئات ، وفيها أنه يجوز أن ينسب الإنسان نفسه أو ينسب إلى نفسه شيئا لم يكن من أجل الاختبار ، في قوله الملك إنه فقير وابن سبيل انقطعت به الحبال
وفيه أن هذه القصة كانت معروفة مشهورة ولهذا قال ( قد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك )، أما مناسبتها للتوحيد فظاهرة لانها لأن هذا الباب إذا كان الإنسان أضاف النعمة إلى عمله وكسبه ففيه نوع من الإشراك في الربوبية وإذا كان أضافها إلى الله لكن زعم أنه مستحق لذلك وأن ما أعطاه الله تعالى ليس محض تفضل ولكن لأنه أهل ، ففيه نوع من التعلي أو .. بجانب العبودية هذا إن كان من عباد الله.
5 - شرح قول المصنف :فيه مسائل: الأولى: تفسير الآية. الثانية: ما معنى: (ليقولن هذا لي)( . الثالثة: ما معنى قوله: (أوتيته على علمٍ عندي). الرابعة: ما في هذه القصة العجيبة من العبر العظيمة. أستمع حفظ
شرح قول المصنف باب : قول الله تعالى : (( فلما ءاتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون )) [ سورة الأعراف ، الآية : 190 ] .
الطالب : نعم
الشيخ : " باب قول الله تعالى (( فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما )) الآية " فلما آتاهما الضمير يعود على ما سبق ولهذا ينبغي أن نشرح الآية من أولها ، (( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها )) خلقكم من نفس هل المراد من نفس أي من عين واحدة وهو آدم أو المراد من جنس وصنف واحد ؟ في ذلك لأهل العلم قولان : القول الأول أن المراد بالنفس الواحدة العين الواحدة يعني شيء معين وهو آدم عليه الصلاة والسلام ، (( وجعل منها زوجها )) منها من للتبعيض لأن حواء خلقت من ضَلَع آدم
والقول الثاني أن المراد بالنفس الجنس أي من جنس واحدة وجعل من هذا الجنس زوجه ليسكن إليه لم يجعل زوجه من جنس البقر أو الإبل أو الضأن أو الملائكة بل من جنسها ، والنفس قد يراد بها الجنس كما في قوله تعالى (( هو الذي ... )) لا (( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم )) أي من جنسهم من الجنس ، ندع هذا حتى نعرّج عليه بعد ذلك ، (( وجعل منها زوجها ليسكن إليها )) ليسكن أي الزوج إليها أي هاه ؟ إلى الزوجة ، وسكون الرجل إلى زوجته أمر ظاهر لانه لأن بينهما من المودة والرحمة ما يقتضي الأنس والاطمئنان والقرار والاستقرار بينهما ، بل إن الإنسان الشاب عند زواجه لا شك أنه يقلق ويضطرب ويتكلف من معاناة الشهوة حتى يتزوج فإذا تزوج سكن فيكون السكون هنا من ناحيتين : من ناحية سكون الشعور الذي يجده الإنسان حتى يتزوج ومن ناحية أنه إذا تزوج سكن إليها سكونا خاصا لا يوجد له نظير ولا بين الأم وابنها ، وقوله (( ليسكن إليها )) هذا تعليل لماذا ؟ لكونها من جنسه أو منه إذا قلنا إن النفس هو المعين ، (( فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به )) تغشاها يعني جامعها ، وعبارة القرآن والسنة عن الجماع والكناية عنه أمر مطلوب كأن الاستحياء من ذكره بصريح اسمه أمر فطري نعم، ولهذا تعبيرات القرآن (( أو لامستم النساء )) (( من قبل أن تمسوهن )) (( اللاتي دخلتم بهن )) (( وقد أفضى بعضكم إلى بعض )) (( فلما تغشاها )) (( فالآن باشروهن )) وما أشبه ذلك ، كل هذا لأن الطباع السليمة تستكره أن تذكر هذا الشيء بخاص اسمه إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك فإنه قد يصرّح به كما في قول الرسول عليه الصلاة والسلام لماعز بن مالك وقد أقر عنده بانه زنا قال له ( أنكتها لا تكني ) لأن الحاجة هنا داعية إلى التصريح حتى يتبين الأمر جليا لأن الحدود تدرأ بالشبهات
وقوله (( فلما تغشاها )) أظن أن تشبيه علو الرجل للمرأة عند الجماع بالغشيان أمر ظاهر ، كما أن الليل يستر الأرض بظلامه (( والليل إذا يغشاها )) ولكنه لم يقل فلما غشيها بل قال فلما تغشاها لأن هذا تغشٍ فيه شيء من المعالجة كما جاء في الحديث ( إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها ) شوف الجلوس بين الشعب الأربع هذا غشيان ، لكن ثم جهدها هذا تغشّي وأنه أبلغ ابلغ من قوله غشيها
وقوله سبحانه وتعالى (( حملت حملا خفيفا فمرت به )) حملا خفيفا لأن الحمل في أوله خفيف نطفة ثم علقة ثم مضغة كل هذا خفيف ولهذا قال فمرت به والمرور بالشيء معناه تجاوزه من غير تعب ولا إعياء ، كما تقول مررت بزيد أي تجاوزته ، المعنى أنها تجاوزت هذا الحمل الخفيف بدون تعب ولا إعياء فمرت به (( فلما أثقلت )) ومتى يكون الإثقال ؟ في آخر الحمل ، (( فلما أثقلت دعوا الله ربهما )) لماذا لم يقل دعوُ بل قال دعوَا ؟ لأنهما اثنين ، لماذا لم يقل دعيا كما في اللغة العامية ؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم لأن الفعل واوي ... واوي ، فعاد إلى أصله فصار دعوا لا دعيا ، (( دعوا الله ربهما )) أتى بالألوهية والربوبية لأن الدعاء عبادة ، وإيصال المطلوب من جانب أيش ؟ الربوبية فالدعاء يتعلق به جانبان : الألوهية من جهة من ؟ من جهة العبد أنه داع والدعاء عبادة ، ويتعلق به جانب الربوبية أيضا لأن في الدعاء تحصيل للمطلوب او تحصيلا للمطلوب بهذا يكون متعلقا بجانب بجانب الربوبية ، لأن الرب عز وجل هو الخالق المالك المدبر ، فلهذا قال (( دعوا الله ربهما )) فقالا اللهم ربنا اللهم ربنا هذا هو الظاهر ويحتمل أن يكون بصيغة أخرى غير تلك ولكن هذا بيان للواقع أنهم دعوا إلها ربا سبحانه وتعالى
(( لئن آتيتنا )) هذا المطلوب لئن آتيتنا ، آتيتنا بمعنى أعطيتنا أما أتيتنا فهي بمعنى جئتنا ، (( لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين )) ، الجملة هنا فيها جواب و، فيها قسم وشرط ، قسم متقدم وشرط متأخر ، والجواب فيها لأيهما ؟ للقسم ، ولهذا جاء مقرونا باللام (( لئن آتيتنا صالحا لنكونن ))
وقوله (( صالحا )) هل المراد صلاح الدين أو المراد صلاح البدن أي لئن آتيتنا بشرا سويا ليس فيه عاهة ولا نقص أو صالحا صلاح دين بأن يكون تقيا قائما بالواجب أو يشمل الأمرين ؟
الطالب : يشمل الأمرين
طالب آخر : ما يشمل الأمرين
الشيخ : لا ، يشمل الأمرين يشمل الأمرين بل إن كثيرا من المفسرين لم يذكر إلا الأمر الأول وهو الصلاح البدني لكن لا مانع من أن يكون شاملا للأمرين جميعا ،(( فلما آتاهم صالحا )) نعم (( لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين )) (( لنكونن من الشاكرين )) أي من القائمين بشكر هذا الولد الصالح ، (( فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما )) الذين يرجحون أن المراد بالصلاح صلاح البدن يقولون إنه قال (( فلما آتاهما صالحا جعلا له ))، والشرط متعقب، والجواب متعقب بالشرط وهذا يدل على أن إشراكهما وقع متى ؟ حين الإتيان وهو صحيح ، ومثل هذا لا يُعرف أيصلح في المستقبل أم لا يصلح ، ولهذا أكثر المفسرين على أن المراد بالصلاح الصلاح البدني نعم، (( فلما آتاهما صالحا )) حصل المطلوب والا لأ ؟ ولكن النتيجة بالعكس ما حصل الشكر الذي وعدا الله به ، (( جعلا له شركاء فيما آتاهما ))، وشوف سبحان الله معاهدة الإنسان ربه أن يفعل العبادة مقابل تفضل الله عليه الغالب أنها لا تكون ، في سورة التوبة (( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون )) وفي هذه الآية (( لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء )) فكانوا من المشركين لا من الشاكرين ، وبه تعرف سر نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن النذر يعني النذر معاهدة لله عز وجل ، فقد نهى عن النذر وقال ( إنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل ) وقد ذهب كثير من أهل العلم إلى تحريم النذر وظاهر كلام شيخ الإسلام أنه يميل إلى ذلك إلى تحريم النذر لأن الرسول عليه الصلاة والسلام نهى عنه ونفى أن يأتي بخير ، فإذن ما الذي نستفيد من أمر نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام وأخبرنا أنه لا يأتي بخير ، ما نستفيد إلا المشقة على أنفسنا وإلزام أنفسنا بما نحن في عافية منه ، ولهذا القول بتحريم النذر قول قوي جدا نعم، ولا يعرف مقدار وزن هذا القول إلا من عرف أسئلة الناس وكثرتها يقولون إننا نذرنا إذا حصل كذا أن نفعل كذا ثم يحصل ما نذروا عليه ولا يفون ، يذهبون إلى كل عالم لعلهم يجدون خلاصا مما نذروا ، المهم هذه مسألة جئنا بها استطرادا ، يقول (( جعلا له شركاء فيما آتاهما )) ، فيما آتاهما يكون الذي آتاهما وهو الولد هو محل الشرك هو محل الشرك ، كيف شركاء فيما آتاهما هل عبدا الولد ؟ لننظر هذا الولد الذي آتاهما الله عز وجل وهو صالح كيف جعلا في هذا الولد شركا بالله بل شركاء ؟ نقول هذا على ثلاثة أوجه :
الوجه الأول أن يعتقدا أن هذا الولد من الولي الفلاني أو الصالح الفلاني هو الذي أتى به إلى هنا ، فهذا شرك فما نوع هذا الشرك ؟ شرك أكبر لأنهما أضافا الخلق إلى غير الله فهذا شرك أكبر لا شك فيه ، وهذا ما عند بعض الأمم الإسلامية الآن تجد المرأة إذا كانت لا يأتيها الولد تأتي إلى قبر الولي الفلاني كما يزعمون أنه ولي والله أعلم بولايته ، ثم تقول له يا سيدي يا فلان يا فلان يا فلان أنا ما يأتيني الولد أعطني الولد نعم، لكن يضيف أسباب سلامته ووقايته إلى الأطباء وإرشاداتهم وإلى القوابل وما أشبه ذلك ، يقولون مثلا سلم هذا الولد من الطلق لأن القابلة امرأة متقنة جيدة ، إلى غير الله إلى السبب وهذا نوع من الشرك وإن كان لا يصل إلى حد الشرك الأكبر لأنه أضاف النعمة إلى السبب ونسي المسبب وهو الله عز وجل
ثالثا لا يشرك به من ناحية الربوبية يؤمن بأن هذا الولد خرج سالما بفضل الله عز وجل ورحمته لكن يشرك به من ناحية العبادة ، فيقدم محبته لهذا الولد على محبة الله ورسوله ويلهيه الولد عن طاعة الله ، وفي هذا يقول الله عز وجل (( يا أيها الذين آمنوا ... فأولئك هم الخاسرون )) نعم كذا ؟ (( إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم )) هذا نوع من الشرك بالولد الذي رزقك الله إياه بشرا سويا صالحا ، فتشرك بالله في كونك جعلته ندا لله في المحبة وربما قدمت محبته على ما يحبه الله عز وجل ، هذا مضمون قوله جعلا له شركاء فيما آتاهما ، وتأمل النقد اللاذع في هذه العبارة فيما آتاهما كيف يجعلان شركا مع المتفضل به ، وكان الأجدر بهما أن لا يجعلا له شركا لأنه هو الذي تفضل به ، هذا الشرك الذي جعلته معه ما له فضل بهذا الولد أبدا ، فكيف تجعله شركا مع الذي آتاك ، ثم قال الله تعالى (( فتعالى الله عما يشركون )) تعالى عز وجل بمعنى ترفّع وتقدس عما يشركون به من هذه الأصنام وغيرها ، الآية إذن صريحة وواضحة وهي على القول بأن قوله (( خلقكم من نفس واحدة )) أي من جنس واحد ليس فيها تعرض لآدم وحواء بوجه من الوجوه ، أو لا ؟ ويكون السياق فيها جاريا على الأسلوب العربي الفصحي الذي له نظير في القرآن خلقكم (( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم )) أي من جنسهم ، وبهذا التفسير الواضح البين يسلم الإنسان من إشكالات كثيرة
أما على القول بأن قوله (( من نفس واحدة )) أي من شخص واحد وهو آدم وجعل منها زوجها وهي حواء فهنا نمشي مع الآية خلقكم من آدم وحواء فلما جامع آدمُ حواء نعم (( حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوَا )) أي آدم وحواء (( دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين ، فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما ))، فأشرك آدم وحواء أشركا بالله لكن يقولون إشراك طاعة لا إشراك عبادة ، (( فتعالى الله عما يشركون ))، وهذا التفسير منطبق على ما سيذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وسنبين إن شاء الله تعالى وجه ضعفه وبطلانه
والقول الثالث يقول الآية في آدم وحواء (( خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها فلما تغشاها )) انتقل الكلام من العين إلى النوع من العين أيش ؟ اللي هو آدم وحواء إلى النوع الذي هو جنس بني آدم ، أي فلما تغشى الإنسان الذي تسلسل من آدم وحواء فلما تغشى زوجته حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما إلى آخره ، واستدل لذلك بقوله (( فتعالى الله عما يشركون )) بالجمع ولم يقل عما يشركان فيكون هنا انتقل الضمير من العين إلى الجنس ، قالوا ولهذا نظائر في القرآن منها قوله تعالى (( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين )) جعلناها أي المصابيح والا الشهب الخارجة منها ؟ الشهب الخارجة منها رجوما للشياطين ، وقوله تعالى (( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة )) جعلناه من ؟ الإنسان بالعين أو الإنسان بالنوع ؟ الإنسان بالنوع ، لأن الإنسان بالعين وهو آدم المخلوق من سلالة من طين ما هو يكون يرجع ويصير في الأرحام ، وإنما يكون نوع هذا الإنسان في الأرحام ، قالوا فالآية في أولها لآدم وحواء ثم انتقلت من أين ؟ من العين إلى النوع ، انتقلت من العين إلى النوع ، هذا التفسير له وجه وفيه تنزيه لآدم وحواء من الشرك لكن فيه شيء من الركاكة ، ما هي الركاكة اللي فيه ؟ تشتت الضمائر تشتت الضمائر، (( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها )) تقول فلما تغشاها أي شيء آخر غير الأول نعم، فيه نوع من القلق فيه نوع من القلق، ولكنه على كل حال أهون ممن يقول إن الآية كلها بجملتها في آدم وحواء بلا شك ، كما سنبين إن شاء الله ، فأقرب قول عندي هو أن الآية الكريمة في الجنس لا في العين من أصلها ، خلقكم من جنس واحد وجعل من هذا الجنس زوجه نعم ليسكن إليه إلى آخره ، ويكون قوله (( فتعالى الله عما يشركون )) جُمع لأن المراد بالمثنى الجنس أو الاثنين من هذا الجنس فصح أن يعود الضمير عليهم مجموعا كما في قوله تعالى (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا )) ولم يقل اقتتلتا لأن الطائفتين جماعة نعم ، نرجع الآن إلى كلام المؤلف رحمه الله
6 - شرح قول المصنف باب : قول الله تعالى : (( فلما ءاتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون )) [ سورة الأعراف ، الآية : 190 ] . أستمع حفظ
قال ابن حزم افقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله كعبد عمرو،وعبد الكعبة ، وما أشبه ذلك حاشا عبد المطلب " وعن ابن عباس في الآية قال : لما تغشاها آدم حملت فأتاهما إبليس فقال إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة لتطيعاني أو لأجعلن له قرني إيل ،فيخرج من بطنك ، فيشقه ولأفعلن يخوفهما سمياه عبد الحارث فأبيا أن يطعاه فقخرج ميتا .ثم حملت فأتاهما فذطر لهما فأدركهما حب الولد فسمياه عبد الحارث ، فذلك قوله "جعلا له شركاء فيما ءاتاهما "رواه ابن أبي حاتم .وله بسند صحيح عن قتادة قال "شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته " وله بسند صحيح عن مجاهد في قوله "لئن ءاتاهما صالحا " قال "أشفقا أن لا يكون إنسانا " وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما .
الطالب : مثل عبد البيت
الشيخ : أي نعم ، عبد السيارة ها ؟ عبد الحسين عبد الرسول
الطالب : عبد الزوجة
الشيخ : عبد الزوجة ههه ، طيب ، زين ، بقي أن يقال هذا الإجماع ألا يعارضه قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة ) هذا معبد لغير الله ؟ يقال الجواب أن هذا وصف ، الأخير وصف وليس علما وإنما هو وصف شُبّه المنهمك بمحبة هذه الأشياء المقدم لها على ما يرضي الله بمن ؟ بالعابد ، فعبد الدينار كقولك عابد الدينار فهو وصف فلا يعارض هذا الإجماع ، قال : " حاشا عبد - أنا بقولها ... - عبد المطلب " صححوا
الطالب : عبدَ
الشيخ : عبدَ وعبدِ كذا ؟
الطالب : نعم
الشيخ : لكن لو قال ما حاشا لقال عبدَ المطلب والا يقال عبدِ المطلب ، إذن حاشا الاستثنائية إذا دخلت عليها ما وجب نصب ما بعدها وإلا جاز فيما بعدها النصب والجر ، طيب حاشا عبد المطلب ، نعم ؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم أي نعم ، تصحبهما لكن ابن مالك يقول ما تصحبهما ، وغيره قال أنها تصحب ، طيب حاشا عبد المطلب ، عبد المطلب يعني أنهم لم يجمعوا على تحريمه ولكن أيش ؟ ولكن اختلفوا ولكن اختلفوا وليس المعنى لم يجمعوا ولكن أجمعوا على حله لأن هذا مستثنى من الإجماع فيكون مختلفا فيه فيكون مختلفا فيه ، أعرفتم ؟ زين
يقول " حاشا عبد المطلب فلم يجمعوا عليه " لماذا لم يجمعوا عليه ؟ الذين قالوا بالجواز قالوا لا يمكن أن نقول بالتحريم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب أنا ابن عبد المطلب) نقول الرسول فعل محرما ؟ ما فعل محرما إذن فهو جائز ، فهو جائز أن يعبّد للمطلب لأن النبي صلى الله عليه وسلم قاله وما قاله النبي صلى الله عليه وسلم فلا يجسر أحد أن يقول إنه حرام اللهم إلا بنص ، هذا تقرير كلام ابن حزم رحمه الله ولكن الصواب أن عبد المطلب حرام وأنه لا يجوز التعبيد للمطلب فلا يجوز أن يسمي أحد ابنه عبد المطلب نعم، وذلك لأن ما استدل به من يجيزه لا دليل له فيه ، الرسول عليه الصلاة والسلام ما سمى أحدا عبد المطلب ولا أقر أحدا من أصحابه على تسميته بعبد المطلب ، والكلام في الحكم لا في الأخبار او في الحكم لا في الإخبار والرسول عليه الصلاة والسلام هنا أخبر أن له جدا اسمه عبد المطلب فقط ما أقره ، لكن هو اشتهر بهذا الاسم فانتسب إليه ، ففرق بين الإخبار وبين الإنشاء والإقرار ، فالإخبار شيء والإنشاء شيء آخر ، ولهذا قال ( إنّا بنو هاشم وبنو عبد مناف شيء واحد ) عبد مناف أيضا قال هل نقول يجوز التسمي بعبد مناف ؟ ما يجوز فباب الإنشاء غير باب الخبر ، فيكون قول الرسول عليه الصلاة والسلام عن ابن عبد المطلب من باب الإخبار وليس من باب الإنشاء ، وقد قال العلماء : " إن حاكي الكفر ليس بكافر " فالرسول عليه الصلاة والسلام إنما يتكلم عن شيء وقع وانتهى ومضى فالصواب أنه لا يجوز أن يعبد لغير الله مطلقا لا عبد المطلب ولا غير عبد المطلب ، وعليه فيكون التعبيد لغير الله من باب الشرك ، لو سميت ولدك بعبد المطلب صار هذا نوعا من الشرك أو بعبد الرسول صار نوعا من الشرك ، أو بعبد علي صار نوعا من الشرك أو بعبد الحسين صار نوعا من الشرك ، وكل هذا لا يجوز ، قال : " وعن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية " أي آية ؟ فلما آتاهما صالحا نعم
السائل : ...
الشيخ : نعم
السائل : ... طلب منه أن يجعل ... اسمه عبد المطلب بن الحارث ...
الشيخ : لا ، الصحيح أن اسمه المطلب هذا الصحيح
السائل : ...
الشيخ : لا ما صح ، الصحيح أن اسمه المطلب وليس عبد المطلب
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
السائل : الذي ذكرته ... عبد مناف
الشيخ : نعم
السائل : في الحديث ( إنا بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد )
الشيخ : لا ، وعبد مناف ، لأن المطلب يقال أن اسمه عبد مناف ، نعم
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
السائل : ... هل يقال أن ... ( انا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ) للمباهاة
الشيخ : لا أبدا ، المهم أن الرسول ، المهم ان الرسول عليه الصلاة والسلام ما سمى أحدا بعبد المطلب لكنه ذكر أن من أجداده من يسمى بهذا ولكنه لم ، نعم إذا قال قائل لماذا لم يقل أنا ابن عبد الله وإنما قال أنا ابن عبد المطلب ؟ لأن عبد المطلب أشهر من عبد الله
قال : " وعن ابن عباس في الآية قال لما تغشاها آدم " تغشى من ؟ حواء ، " تغشاها آدم قال حملت فأتاهما إبليس " إبليس فعليل من أبلس إذا يئس لأنه يائس من رحمة الله ، أتاهما إبليس " فقال إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة " شوف الكلام يعني القصة تستدل على أنها كذب من سياقها ، قال " إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة " يريد بهذا الكلام أن يقبلا كلامه الذي يأمرهما به ، وهل هذا وسيلة لأن يقبلا كلامه أو لأن يردا كلامه ؟
الطالب : يرد كلامه
الشيخ : هذا وسيلة لأن يردا كلامه ، كيف يقول أن اللي أخرجتكم من الجنة وحصّلت المصيبة العظيمة عليكما فاقبلا كلامي ، لو كان هذا كان يقول أنا ناصح كما قال تعالى (( وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين )) ما يجي يقول أخطأت عليكم في الأول وسأخطئ عليكم في الثاني نعم، يقول " قال أنا صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة لتطيعاني - هذه جملة قسمية - أو لأجعلن له قرني أيل فيخرج من بطنك فيشقه " لتطيعاني وإن كان ما اطعتموني ما أطعتماني أيش يكون ؟ أجعل له قرني أيل والأيل ذكر الأوعال فيخرج من بطنك فيشقه ، ما يتصور أحد أن آدم وحواء يصدقان بأن إبليس يقدر أن يخلق للجنين قرونا تشق بطنها ، ما يمكن يصدقون هذا أبدا ، لو آمنا بذلك لكان الأمر عظيما والا لأ ؟ نعم ، " فيشقه ولأفعلن يخوفهما " - أيش المطلوب الذي يقول أطيعاني فيه - " سمياه عبد الحارث "" سمياه عبد الحارث " لماذا اختار عبد الحارث ؟ قيل لأن إبليس اسمه الحارث فأراد أن يعبداه لنفسه ، " سمياه عبد الحارث فأبيا أن يطيعاه يقول فخرج ميتا " هذا أهون من أن يكون له قرون يشق البطن نعم، خرج ميتا هل ما هددهما به من التهديد الأول لأجعلن له قرني أيل هل حصل ذلك ؟ لا ، يجوز أن يكون قوله ولأفعلن من جملة ما هددهما أنه قال ولأخرجنه ميتا يمكن لكن الذي نص عليه وهو أن يجعل له قرني أيل ما حصل ، يقول " فخرج ميتا ثم حملت فأتاهما فذكر لهما فأدركهما حب الولد فسمياه عبد الحارث فذلك قوله تعالى (( جعلا له شركاء فيما آتاهما )) رواه ابن أبي حاتم " هذا تفسير الآية فيما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما ، لكن هذه الرواية ضعيفة ، بل قال ابن حزم إنها خرافة موضوعة مكذوبة ، خرافة موضوعة مكذوبة ما تصح ، هذا يقول : " فذلك قوله تعالى (( جعلا لها شركاء فيما آتاهما )) ، رواه ابن أبي حاتم وله بسند صحيح عن قتادة - " له لمن ؟ لابن أبي حاتم " بسند صحيح عن قتادة - قال : شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته " " شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته "، يعني أنهما أطاعاه فيما أمرهما به لا في العبادة ، هم ما عبداه لكن عبّدا الولد لغير الله لكن عبّدا الولد لغير الله، وفرق بين الطاعة والعبادة ، لو أن أحدا أطاع شخصا في معصية الله وفعل المعصية هل جعله شريكا مع الله في العبادة ؟ لا لكن في الطاعة حيث أطاعه فيما حرم الله عليه
" وله بسند صحيح عن مجاهد في قوله (( لئن آتيتنا صالحا )) قال أشفقا أن لا يكون إنسانا " أشفقا الضمير يعود على آدم وحواء أن لا يكون إنسانا ، أشفقا بمعنى خافا وش يكون ؟ يكون حيوان والا جني والا ، (( فقالا لئن آتيتنا صالحا ))
" وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما " لكن الصحيح عن الحسن رحمه الله أن المراد بالآية غير آدم وحواء أن المراد بها المشركون من بني آدم هذا هو الصحيح عن الحسن ، ويأتي إن شاء الله بقية الأدلة على أن هذا القول لا يصح في الآية
الوجه الأول أنه ليس في ذلك ليس في ذلك خبر صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ، وهذا من الأخبار التي لا تتلقى إلا بوحي ، وقد قال ابن حزم عن هذه القصة " إنها رواية خرافة مكذوبة موضوعة "
ثانيا أن نقول هذه القصة لو كانت في آدم وحواء لكانت حالهما إما أن يتوبا من هذا الشرك أو يبقيا على هذا الشرك ، أليس كذلك ؟
الطالب : بلى
الشيخ : فإن قلنا إنهما بقيا على هذا الشرك فمعنى ذلك أن آدم وهو نبي من الأنبياء وحواء ماتا على الشرك وهذا أمر لا يمكن ، لو قلنا بذلك لكان هذا أعظم من قول بعض الزنادقة في آدم وحواء :
" إذا ما ذكرنا آدما وفعاله *** وتزويجه بنتيه بابنيه في الخنا
علمنا بأن الخلق من نسل فاجر *** وأن جميع الناس من عنصر الزنا "
أعوذ بالله ، هذا اللي يجوّز أن آدم عليه الصلاة والسلام وهو أحد الأنبياء يموت على الشرك أعظم من ذلك ، أقول إما أن يكونا قد تابا منه او لم يتوبا فإن كانا لم يتوبا فقد ماتا على الشرك وهذا فرية عظيمة ، وإن كانا قد تابا منه فإن ذلك لا يمكن أن يتفق مع كمال حكمة الله وعدله ورحمته لأنه لو لم يتوبا منه، لو تابا منه لكان الله تعالى قد ذكر خطيئتهما ولم يذكر توبتهما وهذا شيء مستحيل ، والله عز وجل إذا ذكر ما جرى لبعض أنبيائه ورسله من خطيئة ذكر توبتهم منها ، فيمتنع غاية الامتناع أن يذكر الله الخطيئة من آدم وحواء وقد تابا منها ولم يذكر توبتهما
الوجه الثالث أننا لو قلنا بذلك لجوزنا الشرك على الأنبياء والأنبياء معصومون من الشرك باتفاق أهل العلم
الوجه الرابع أنه قد ثبت في حديث الشفاعة ثبت في حديث الشفاعة أن الناس يأتون إلى آدم يطلبون منه الشفاعة فيعتذر بماذا ؟ بأكله من الشجرة والأكل من الشجرة معصية أهون من الشرك ولو كان قد وقع منه شرك لكان اعتذاره به أعظم وأولى وأحرى
الوجه الخامس في هذه القصة التي ذكرت عن ابن عباس أن الشيطان جاء إليهما وقال " أنا صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة " نعم فهل مثل هذا يقوله من يريد أن يغويهما ؟ لا لأن الذي يريد أن يطيعاه لا يأتي بشيء ينفر بل يأتي بشيء يقرب من قبول قوله ، فإذا قال أنا صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة سيعلمان علم اليقين أنه عدو لهما فلا يقبلان منه لا صرفا ولا عدلا ، الوجه السادس أنه في هذه القصة يقول " لأجعلن له قرني أيّل فيخرج من بطنك فيشقه " وحينئذٍ إما أن يصدق آدم وحواء بأن ذلك ممكن في حقه أو لا يصدقا ، أليس كذلك ؟ فإن صدقا أنه ممكن في حقه فهذا شرك في الربوبية لأنهما صدقا بأنه يمكن أن يخلق ولا خالق إلا الله ، وإن كانا لم يصدقاه في أنه يمكن أن يفعل فإنه لا يمكن أن يقبلا قوله وهما يعلمان أن ذلك لا يمكن في حقه ، هذه ستة أوجه
ومنها أيضا أنا نقول إن الله قال في آخر الآية (( فتعالى الله عما يشركون )) بضمير الجمع ولو كان آدم وحواء لقال عما يشركان بإشراكهما أو عن إشراكهما أو ما أشبه ذلك ، فدل هذا على أنه لا يراد به آدم وحواء ، فهذه الوجوه تدل على أن هذه القصة من أساسها باطلة وأنه لا يجوز أن يعتقد في آدم وحواء أن يقع منهما شرك بأي حال من الأحوال ، والشرك منزه عنه الأنبياء مبرأون منه باتفاق أهل العلم ، وعلى هذا فيكون تفسير الآية كما أسلفنا في الدرس الماضي أنها عائدة إلى بني آدم الذين أشركوا شركا حقيقيا فإن منهم مشرك ومنهم موحد ، وأما قوله.
7 - قال ابن حزم افقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله كعبد عمرو،وعبد الكعبة ، وما أشبه ذلك حاشا عبد المطلب " وعن ابن عباس في الآية قال : لما تغشاها آدم حملت فأتاهما إبليس فقال إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة لتطيعاني أو لأجعلن له قرني إيل ،فيخرج من بطنك ، فيشقه ولأفعلن يخوفهما سمياه عبد الحارث فأبيا أن يطعاه فقخرج ميتا .ثم حملت فأتاهما فذطر لهما فأدركهما حب الولد فسمياه عبد الحارث ، فذلك قوله "جعلا له شركاء فيما ءاتاهما "رواه ابن أبي حاتم .وله بسند صحيح عن قتادة قال "شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته " وله بسند صحيح عن مجاهد في قوله "لئن ءاتاهما صالحا " قال "أشفقا أن لا يكون إنسانا " وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما . أستمع حفظ
شرح قو ل المصنف :فيه مسائل: الأولى: تحريم كل اسم معبد لغير الله. الثانية: تفسير الآية. الثالثة: أن هذا الشرك في مجرد تسمية لم تقصد حقيقتها. الرابعة: أن هبة الله للرجل البنت السوية من النعم. الخامسة: ذكر السلف الفرق بين الشرك في الطاعة، والشرك في العبادة.
وقد اختلف العلماء رحمهم الله في إمكان الإجماع ثم اختلفوا بعد إمكانه هل هو حجة ، والصحيح أن الإجماع ممكن وأنه إذا حصل فهو حجة لقوله تعالى (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول )) وإن هذه شرطية ما تدل على وقوع التنازع بل إن فرض أن يقع تنازع فالمرد إلى الله والرسول فعلم من ذلك أننا قد نجمع ، وأننا إذا أجمعنا فإجماعنا حجة ولهذا عند الإجماع ما قال الله ردوه إلى الله والرسول لأن الإجماع حجة نعم ، المهم أن هذا ليس موضع بسط الأدلة على أن الإجماع حجة ، والصواب أنه ممكن وأنه حجة ، لكن ادعاء الإجماع هو الذي يحتاج إلى بينة ، ادعاء الإجماع هو الذي يحتاج إلى بينة ولهذا قال شيخ الإسلام رحمه الله : " الإجماع الذي ينضبط ما كان عليه السلف الصالح إذ بعدهم كثر الاختلاف وانتشرت الأمة " والإمام أحمد لما قيل له إن فلانا يقول أجمعوا على كذا أنكر ذلك وقال : " وما يدريه لعلهم اختلفوا ، فمن ادعى الإجماع فهو كاذب " ولعل هذه الكلمة من الإمام أحمد رحمه الله لأن المعتزلة وأهل التعطيل كانوا يتذرعون لإثبات تعطيلهم وشبههم بدعوى الإجماع فيقولون هذا قول المحققين هذا إجماع المحققين وما أشبه ذلك نعم، طيب إذن الدليل إجماع العلماء ، المؤلف رحمه الله قال " تحريم كل اسم معبد لغير الله " مع أن الإجماع فيه استثناء وهو حاشا عبد المطلب ، وسبق لنا أن الصحيح أنه لا يجوز التسمية بعبد المطلب ، وأن قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( أنا ابن عبد المطلب ) ليس إقرارا ولا إنشاء ولكنه إخبار ، والإنسان له أن ينتسب لأبيه وجده وما أشبه ذلك وإن كانوا معبدين لغير الله نعم، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ( يا بني عبد مناف ) الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( يا بني عبد مناف ) وهذا تعبيد لغير الله ولكنه من باب الإخبار
" الثانية تفسير الآية " وقد عرفتموه
" الثالثة أن هذا الشرك في مجرد تسمية لم تقصد حقيقتها " وهذا بناء على القصة التي ذكرت عن ابن عباس رضي الله عنه والصواب أن هذا الشرك حق وحقيقة وأنه شرك من أشرك من بني آدم ، ولهذا قال الله تعالى في نفس الآية (( أيشركون ما لا يخلق شيئا )) نعم (( وهم يخلقون )) فهو الشرك الحقيقي الواقع من بني آدم ، طيب
" الرابعة أن هبة الله للرجل البنت السوية من النعم " بناء على ثبوت القصة وأن المراد بقوله صالحا أي سويا بشرا سويا ، ولكن لماذا جاء المؤلف بالبنت دون الابن ؟ لأن بعض الناس يرون أن هبة الله البنتَ من النقم (( وإذا بشر أحدهم بالأنثى )) نعم (( ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب )) قال الله تعالى (( ألا ساء ما يحكمون )) وإلا فهبة الله الولد الذكر السوي من باب النعم بل هو أكبر نعمة من البنت وإن كان البنت أيضا فيها أجر فيمن كفلها ورباها وقام عليها
" الخامسة ذكر السلف الفرق بين الشرك في الطاعة والشرك في العبادة " أولا لا بد أن نعرف الفرق بين الطاعة وبين العبادة ، أما بالنسبة للطاعة المنسوبة إلى الله فلا فرق بينها وبين العبادة فإن عبادة الله طاعة الله ، كذا ؟ وأما الطاعة المنسوبة لغير الله فإنها غير عبادة ، نحن نطيع الرسول عليه الصلاة والسلام ولكن ما نعبده ، والإنسان قد يطيع أباه وهو لا يعبده وقد يطيع ملكا من الملوك وهو لا يعبده بل يكرهه نعم، وأما الطاعة المنسوبة إلى الله فإنها هي عبادة ، ولهذا فسر كثير من أهل العلم العبادة بالطاعة نعم، وعلى كل حال الشرك في الطاعة أنني أطعته لا حبا وتعظيما وذلا كما أحب الله وأتذلل لله وأعظم الله ولكن طاعة أي اتباعا لأمره فهذا هو الفرق بين الطاعة وبين العبادة ، وبناء على القصة فإن آدم وحواء أطاعا الشيطان تعبدا ؟ طاعة لا عبادة لا عبادة ، وهذا مبني على صحة القصة .
8 - شرح قو ل المصنف :فيه مسائل: الأولى: تحريم كل اسم معبد لغير الله. الثانية: تفسير الآية. الثالثة: أن هذا الشرك في مجرد تسمية لم تقصد حقيقتها. الرابعة: أن هبة الله للرجل البنت السوية من النعم. الخامسة: ذكر السلف الفرق بين الشرك في الطاعة، والشرك في العبادة. أستمع حفظ
شرح قو ل المصنف باب : قول الله تعالى : (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ، وذروا الذين يلحدون في أسمائه ))
وقد سبق لنا بحث قيم في أسماء الله ولعلنا نعيده لئلا يفوت من لم يحضر ، قلنا إن أسماء الله تعالى فيها مباحث :
البحث الأول هل أسماء الله تعالى أعلام أو أوصاف ؟ ويجيب عن ذلك محمد إسماعيل
الطالب : هي أعلام ...
الشيخ : كيف ذلك ؟
الطالب : هي باعتبار دلالتها على ذات الله سبحانه وتعالى هي أعلام وباعتبار دلالتها على صفاته التي تدل عليه ... الرحمة والعلم وغيرها هي صفات
الشيخ : صح ، يقول هي أعلام وأوصاف فباعتبار دلالتها على الذات وأنها علم على ذات الله عز وجل هي أعلام وباعتبار ما تحتوي عليه من المعاني هي أوصاف
المبحث الثاني هل أسماء الله مترادفة أو متباينة ؟ ولاحظوا ترى المباحث هذه ما هي بس مجرد أن نعرف لأن فيه من يقول أن أسماء الله جامدة ما هي أوصاف ما تدل على وصف مثل المعتزلة يقولون إنه عليم بلا علم وسميع بلا سمع وبصير بلا بصر إلى آخره
المبحث الثاني هل أسماء الله متباينة أو مترادفة ؟ عبد الرحمن
الطالب : باعتبار دلالتها على الصفات فهي متباينة
الشيخ : نعم
الطالب : وباعتبار دلالتها على ذات الله عز وجل فهي مترادفة فهي أسماء لمسمى واحد
الشيخ : واوصاف وباعتبار الأوصاف كل واحد يدل على صفة صح ، إذن باعتبار دلالتها على ذات الله مترادفة لأنها لمسمى واحد ، وباعتبار ما تشتمل عليه من المعاني متباينة لأنها كل واحد منها له معنى كل واحد منها له معنى، وقال بعض أهل التعطيل من غلاة المعتزلة والجهمية إنها أسماء مترادفة فالسميع والبصير والعليم والحكيم شيء واحد ، ولا شك أن هذا ضلال مبين
المبحث الثالث هل أسماء الله غيره أو أسماء الله هي الله ؟