شرح قو ل المصنف : باب لا يقول: عبدي وأمتي في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يقل أحدكم: أطعم ربك، وضىء ربك، وليقل: سيدي ومولاي، ولا يقل: عبدي وأمتي، وليقل: فتاي وفتاتي، وغلامي). فيه مسائل: الأولى: النهي عن قول: عبدي وأمتي. الثانية: لا يقول العبد: ربي، ولا يقال له: أطعم ربك. الثالثة: تعليم الأول قول: فتاي وفتاتي وغلامي. الرابعة: تعليم الثاني قول: سيدي ومولاي. الخامسة: التنبيه للمراد، وهو تحقيق التوحيد حتى في الألفاظ.
( فقال وليقل سيدي ومولاي ) اللام هنا لام الأمر والمراد به الإرشاد وليس المراد به الوجوب ، لأنه لا يجب على العبد أن يقول سيدي لو قال مالكي يجوز والا لأ ؟ يجوز ما هو لازم ، ولو قال مثلا ... مثلا كما يقول العامة يجوز ؟ يجوز المهم أن اللام هنا للإرشاد يعني وليقل بدل الرب إذا قلنا إن اللفظ الأول يشير إلى منع قول العبد ربي سيدي ومولاي ، سيدي هنا سيد مضاف إلى ياء المتكلم وليس السيد على وجه الإطلاق ، فالسيد على وجه الإطلاق لا تكون إلا لله عز وجل لكن سيد مضافة هذه تكون لغير الله للبشر ، طيب سيدي السيادة في الأصل الشرف لأنه من السؤدد وهو الشرف والجاه وما أشبه ذلك ، ولا شك أن مكانة السيد بالنسبة للعبد أشرف من مكانة العبد بالنسبة للسيد فهو سيده ، والسيد يطلق على معان كثيرة منها : الشريف المطاع الوجيه يكون وجيها وعين من أعيان البلد ، ومنه قول الفقهاء رحمهم الله : المؤلفة قلوبهم إنهم هم السادة المطاعون في عشائرهم ، عرفتم ؟ ومنه الزوج يطلق السيد على الزوج لأن له سيادة على زوجته حتى قال الرسول عليه الصلاة والسلام إن النساء عوان عندكم يعني بمنزلة الأسير ، طيب ما هو الشاهد لهذا ؟ الشاهد قوله تعالى (( وألفيا سيدها لدى الباب )) ما المراد بسيدها ؟ زوجها المراد به زوجها ، ويطلق أيضا على المالك كما في هذا الحديث وليقل سيدي ومولاي ، فله ثلاثة إطلاقات ويمكن له إطلاقات أُخَرْ ، طيب سيدي ، بالمناسبة صار مشهورا بين الناس الآن أن النساء يسمَين بهذا الاسم أو يوصفن بهذا الوصف فيقول السيدة فلانة أو إذا أراد أن يعبر عن النساء قال السيدات والله عندي رجال وسيدات ولا ... تجده مكتوب على المراحيض خاص بالسيدات وجنبه خاص بالرجال ، الرجال ما لهم حق من السيادة انعكست الأمور الآن ، الرجال يقال خاص بالرجال والنساء يقال خاص بالسيدات ، ما هو بهذا قلب للحقائق ؟ لأن الأسياد هم الرجال في الحقيقة (( وألفيا سيدها لدى الباب )) لكن أولئك انقلبوا فصاروا لا يتكلمون بامرأة إلا السيدة وأما الرجل فهو رجل نعم، هذه العبارات التي ترد على الألسن من غير أن نشعر بها كنت دائما أنهاكم أو أنبهكم على أنه يجب أن نمحص هذه الكلمات الواردة وننظر هل توافق مع ديننا أو لا توافق فإن وافقت قبلناها لا لأنها وردت علينا من أولئك ولكن لأنها توافق ديننا أو لأن ديننا جاء بها وإن خالفت فيجب أن ننبذها وراء ظهورنا ، أما أن نستمر معهم كأننا صم بكم عمي فهذا غلط ، ولهذا ينبغي لنا أن نقول إذا أردنا أن نعبر عن النساء عبرنا بما عبر الله به عنهن (( الرجال قوامون على النساء )) فالرجال رجال والنساء نساء ، وإذن نقول أن السيد يطلق على ثلاثة أمور : الزوج وصاحب الشرف والسؤدد والثالث والمالك ، وقوله : ومولاي هاه ؟
السائل : ... إذا خاطبهم جماعة قال ...
الشيخ : أي لا هذه قليلة هذه ، قليل ، أنت يمكن ما نظرت إلى بعض الفنادق أو المجتمعات العامة تجد المراحيض هكذا أنا وجدتها رأيتها بعيني أنا رأيتها بعيني ، هاه ؟
السائل : ...
الشيخ : أي لكن رأيت بعيني يقول الرجال والسيدات هذا ظلم لنا ، إذا جعلهن سيدات يجعلنا أسيادا وإلا خلونا رجال وهم نساء
الطالب : ... سيدات وسادة
الشيخ : أي هذا أرضانا من جهة وأزعلنا من جهة ثانية ، يقدمهن علينا ونحن أحق بالتقديم أي نعم
السائل : ... ورد في الشرع ذكر السيدة تطلق على النساء ؟
الشيخ : نعم ما يخالف لكن سيدة فلانة مثل ما ورد السيد فلان
السائل : ...
الشيخ : ما يخالف ( والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة )
السائل : ...
الشيخ : القصد أنه ورد بهذا وهذا لكن كون نجعل أن السيدات اسم جنس أو علم جنس على النساء هذا ما ورد ، السيدة الواحدة ما هي مثل ، وحق لها أن تكون سيدة ، السيدات يشمل الفاجرات والعاهرات والكافرات نعم
وقوله ( ومولاي ) يعني وليقل مولاي كيف مولاي ما بهو المولى هو الله عز وجل ؟ نقول المولى على قسمين : ولاية مطلقة فهذه لله عز وجل كالسيادة المطلقة لأن الله تعالى هو الولي الحميد ، ولي كل أحد نعم ؟ نعم ولي كل أحد بالمعنى العام كما قال الله تعالى (( ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون )) فجعل له ولاية على هؤلاء المفترين ، هذه الولاية العامة فالله سبحانه وتعالى ولي كل أحد ، أما الولاية الخاصة فإنها للمؤمنين (( ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم )) شوف سبحان الله القرآن عظيم (( مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم )) ما قال وليس مولى الكافرين وكان مقتضى السياق أن يقول وليس مولى الكافرين لكن قال لا مولى لهم يعني لا هو مولى ولا أولياؤهم الذين يتخذونهم آلهة مولى ، فصار أعم صار أعم، الحاصل أن الولاية المطلقة لله عز وجل وأما الولاية المضافة المقيدة فهذه تطلق على غير الله عز وجل تطلق على غير الله عز وجل، فإنها ترد بمعان كثيرة في اللغة العربية منها : الناصر ومنها المتولي للأمور ومنها السيد ومنها العتيق المعتق قال الله تعالى (( وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل )) يعني مولاه (( وصالح المؤمنين )) يعني مولاه ، وقال النبي عليه الصلاة والسلام ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) ويقال زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال النبي عليه الصلاة والسلام ( إنما الولاء لمن أعتق ) فالمولى يطلق على عدة معان لكنها ولاية عامة والا ولاية خاصة ؟ ولاية خاصة مقيدة وبهذا نعرف أن استنكار الناس لمخاطبة الملوك بقولنا مولاي أنه لا وجه له لأن المراد مولاي متولي أمري ولا شك أن رئيس الدولة يتولى أمورها ، كما قال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) طيب وليقل سيدي ومولاي ، العبد يقول لمولاه يا مولاي ؟
الطالب : نعم
الشيخ : نعم يقول يا مولاي وإذا سئل من مولاك ؟ قال مولاي فلان ولا حرج ، ( ولا يقل أحدكم عبدي وأمتي ) ، هذا خطاب لمن ؟ للسيد ، لا يقل عبدي ولا أمتي لأننا جميعا عباد لله ونساؤنا إماء لله قال النبي عليه الصلاة والسلام ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ) فلا يقول الإنسان لمملوكه عبدي وأمتي لماذا ؟ أولا لأنه إذا قال عبدي فإنه تشبه بالله عز وجل ولو من حيث ظاهر اللفظ لأن الله عز وجل يخاطب عباده بكلمة عبدي كما في الحديث ( عبدي استطعمتك فلم تطعمني ) وما أشبه ذلك ، إذا قال الإنسان عن مملوكه عبدي صار مشاركا لله عز وجل حيث جعل هذا المخلوق عبدا له ولو باللفظ وإن كان السيد لا يريد بقوله عبدي ما يريده الله تعالى بقوله عبدي ، وإنما يريد السيد بقوله عبدي أيش ؟ يعني مملوكي الذي أملكه لكن مع ذلك هذا من باب - صل ركعتين يا أخي - من باب التنزه في اللفظ والبعد عما يقتضي الإشراك ، ولكن لو قالها على سبيل الخبر بأن قال له قال من هذا من هو عبد له هذا ؟ فقال هذا عبدي جائز والا لأ ؟ جائز أو يقول مثلا بعت عبدي فلانا أو زوجت عبدي فلانا أو اشتريت كذا وكذا لعبدي وما أشبه ذلك فهذا لا بأس به ، لكن الخطاب يا عبدي أو يقول أنت عبدي هذا هو الذي نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام ، قال ( ولا يقل أمتي )، الأمة الأنثى من المملوكات تسمى أمة وتسمى أيضا جارية لكن جاريتي لا بأس به أما أمتي فلا ، لأن أمتي فيها إشعار بالعبودية فهي مقابل عبدي ، وأما جاريتي فهو مقابل غلامي وغلامي لا بأس به وكذلك جاريتي لا بأس به
وليقل عبدي نعم ( وليقل فتاي وفتاتي وغلامي يعني وجاريتي )، من الذي يقول هذا ؟ السيد يقول يا فتاي يا فتاتي يا غلامي يا جاريتي وما أشبه ذلك أو هذا غلامي هذه جاريتي هذا فتاي هذه فتاتي أو ما أشبه ذلك من الكلمات ، وكل هذا من باب حماية التوحيد ، كل هذا الذي نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام حماية للتوحيد وبعدا عن التشريك حتى في اللفظ ، ولهذا ذهب بعض أهل العلم ومنهم شيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله أن النهي في هذا الحديث ليس على سبيل التحريم وإنما هو على سبيل الأدب والفضل والأكمل والأفضل ، وعلى كل حال فما ذكرناه من التفصيل يتبين به الحكم وأنه إذا أدى إلى إذلال هذا الرجل وإلى استكبار سيده كان ذلك على سبيل التحريم ، وإن كان الأمر لا يعدو أن يكون تشريكا في اللفظ من غير قصد للمعنى فهو أهون بلا شك
وفي هذا الحديث من الفوائد حسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام وأنه إذا نهى عن شيء فتح للناس ضده فتح للناس ما يباح لهم ، قال ( لا يقل عبدي وأمتي وليقل فتاي وفتاتي )، وهذه كما هي طريقة النبي عليه الصلاة والسلام فهي طريقة القرآن أيضا كما بينا في التفسير في قوله
الطالب : يا أيها الذين آمنوا
الشيخ : (( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا )) وهكذا ينبغي أيضا لأهل العلم وأهل الدعوة إذا سدوا على الناس بابا محرما أن يفتحوا لهم الباب المباح حتى لا يضيقوا على الناس ويسدوا الطرق أمامهم ، لأن في فتح الباب فائدتين عظيمتين :
الفائدة الأولى تسهيل ترك المحرم على هؤلاء والا لأ ؟ لأنهم إذا عرفوا أن هناك شيئا بديلا أن هناك شيئا بديلا هان عليهم
والشيء الثاني بيان أن الدين الإسلامي فيه سعة للناس وأن ما يحتاج الناس إليه فإن الدين الإسلامي يسعه ، ما يحجر على الناس أن لا يتكلموا بشيء أو أن لا يفعلوا شيئا إلا ... ما يغني عنه ... ، عن قول عبدي وأمتي من أين تؤخذ ؟ سامي
الطالب : لا يقل أحدكم أطعم
الشيخ : يعني لا يقول أطعم ربك والنهي عن قول عبدي وأمتي
الطالب : ...
الشيخ : المصنف ما يحتج بقوله ، يحتج لقوله لا بقوله
الطالب : ( ولا يقل أحدكم عبدي وأمتي وليقل ... )
الشيخ : اصبر ، حددها
الطالب : ( ولا يقل أحدكم عبدي وأمتي )
الشيخ : ولا يقل أحدكم عبدي وأمتي نعم ، صح ، طيب لئلا نكون مثل الذي يقول ما حكم .. ، من باب التأدب في الألفاظ والبعد عن مشابهة التشريك حتى في اللفظ عرفتم ؟ ثم إذا اقترن به ما يقتضي التحريم صار حراما من استعلاء السيد واستذلال العبد ... في حق الله عز وجل كما في أطعم ربك وضئ ربك صار ... محرما وإلا فإنه من باب التنزه فقط ، وذكرنا لكم في السبت الماضي أن هذا هو اختيار شيخنا عبد الرحمن السعدي رحمه الله أن هذا من باب التأدب في الألفاظ ، طيب بقي عندنا وليقل مولاي وليقل سيدي ومولاي نعم، وليقل سيدي ومولاي أليس قد ورد أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال ( السيد الله ) نعم؟ كيف يقول سيدي هنا ؟
الطالب : هنا ... مطلقة
الشيخ : نعم
الطالب : أما السيادة المضافة إلى العبد
الشيخ : أحسنت فهي خاصة أما السيادة المطلقة فهي لله ، وأما السيادة المقيدة فإنها جائزة قال النبي عليه الصلاة والسلام ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ) صلى الله عليه وسلم ، ... السيادة له على جميع بني آدم ، وقال تعالى (( وألفيا سيدها لدى الباب )) وما زال العلماء يقولون إذا قال السيد لعبده كذا وكذا نعم وإذا قال العبد لسيده كذا وكذا ويتكلمون بها من غير نكير ، طيب مولاي ما تقول فيها جائزة والا لأ ؟
الطالب : جائزة
الشيخ : جائزة ؟ يعني وليقل سيدي ومولاي بدل ربي ، هي جائزة هي من الجائز نعم ، طيب كيف تجوز والمولى هو الله عز وجل ؟
الطالب : ...
الشيخ : كيف ؟
الطالب : ...
الشيخ : كيف تجوز أن نقول لهذا السيد مولاي مع أن الولاية لله عز وجل ؟
الطالب : الولاية المطلقة لله
الشيخ : نعم
الطالب : وهذه ولاية خاصة ... ولي الأمر ...
الشيخ : أي ولا بأس بها ؟ طيب ، صح ، يقال الولاية المطلقة لله وأما الولاية المقيدة فهي تكون لمن أضيفت له نعم، قال الله تعالى (( فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) الحاصل أن المولى إذا أضيفت فلا بأس بها لأنها تطلق على معان كثيرة ، حتى يمكن أن نقول للذي يتولى مال اليتيم إنه مولى اليتيم والا لأ ؟ أو لأ ؟ وما زال الناس يقولون مولى فلان للعتيق ويقال مولى فلان للمعتق ، والفرق بينهما عندهم يعني المعتق يسمى مولى والعتيق يسمى مولى لكن ما هو الفرق ؟ إذا كان المراد المعتِق قيل المولى من أعلى وإذا كان المراد العتيق قيل المولى من أسفل المولى من أسفل، لأجل يفرقون بين هذا وهذا ، نعم
السائل : ...
الشيخ : لا
السائل : ...
الشيخ : أي صح يعني لو أنني ... لظلمته
السائل : ... الضمير يعود على ...
الشيخ : أنه الملك أي نعم ، طيب فيه مسائل غير هذه التي ذكرها المؤلف في الباب والا لأ ؟ فيه مسائل منها :
حسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام وأنه لما منع قولا أرشد إلى قول آخر ، لما قال لا يقول قال وليقل أو لا ؟ ومنها أن الأمر يأتي للإباحة الأمر يأتي للإباحة ، من أين يؤخذ يا رشيد ؟
الطالب : ...
الشيخ : ما هي هذه اللام لام الأمر ؟
الطالب : ...
الشيخ : ما هي للاستحباب
الطالب : ...
الشيخ : صح ؟ أي نعم وهي للإباحة
الطالب : للإرشاد للإرشاد
الشيخ : أي للإرشاد هذه بدل عن هذه ، أرشده إلى أمر مباح ، طيب ما هو العلامة أن يكون الأمر للإباحة لأنه مشكل الآن أحيانا نقول الأمر للوجوب وأحيانا للاستحباب وأحيانا نقول للإباحة ؟ يقول العلماء إنه إذا جاء في مقابلة أمر ممنوع صار للإباحة ، إذا كان في مقابلة أمر ممنوع صار للإباحة ، هنا في مقابلة أمر ممنوع فيكون هذا للإباحة ، (( وإذا حللتم فاصطادوا )) في مقابلة أمر ممنوع فيكون للإباحة ، تستأذن على رجل في بيته ... تقرع الباب فيقول لك ادخل الأمر للإباحة ولهذا لو لم تدخل ما تعد عاصيا لأن الأمر هنا للإباحة ، فإذا كان في مقابل أمر ممنوع يعني في استباحة شيء ممنوع صار للإباحة أي نعم
السائل : ...
الشيخ : لا لا هذا إرشاد هذا استحباب
السائل : ما هو عن هذا ما هو ... للاباحة
الشيخ : لا للإرشاد للاستحباب مستحب
السائل : ... للتحريم
الشيخ : كيف ... للتحريم
السائل : يعني ... للكراهة والتنزيه
الشيخ : هذه حسب القرائن
السائل : ما هو من نفسها
الشيخ : لا لا ما هو من نفسها ، أيش سؤالك ؟
السائل : قوله اللفظ عام ما يقول عبدي وأمتي ... قلنا إذا كان ... للإخبار ...
الشيخ : المؤلف رحمه الله يقول أن هذا لا يقال على سبيل الإرشاد الإطلاق يراد به الإرشاد يعني لا تقل هذا مطلقا ، هذا على سبيل الإرشاد والتعدد ولهذا أشار إليه قال التنبيه للمراد وضعه ، فالمؤلف أراد رحمه الله أن يتجنب هذه الأشياء على سبيل البعد عما يشبه الشرك ولو باللفظ ثم عاد هل يمنع أو ما يمنع يشوف أيش يترتب عليها
السائل : ... الفرق بين المحرم والمحتمل
الشيخ : أيهم ؟
السائل : ...
الشيخ : نعم ظاهر كلام المؤلف أنه ما في فرق ظاهر كلام المؤلف أنه ما في فرق ، ... لأن حتى قول الغلام ربي قد يشعر بنوع من الذل له وتذليل ... منزلة لايستحقها
1 - شرح قو ل المصنف : باب لا يقول: عبدي وأمتي في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يقل أحدكم: أطعم ربك، وضىء ربك، وليقل: سيدي ومولاي، ولا يقل: عبدي وأمتي، وليقل: فتاي وفتاتي، وغلامي). فيه مسائل: الأولى: النهي عن قول: عبدي وأمتي. الثانية: لا يقول العبد: ربي، ولا يقال له: أطعم ربك. الثالثة: تعليم الأول قول: فتاي وفتاتي وغلامي. الرابعة: تعليم الثاني قول: سيدي ومولاي. الخامسة: التنبيه للمراد، وهو تحقيق التوحيد حتى في الألفاظ. أستمع حفظ
شرح قو ل المصنف :باب لا يرد من سأل بالله .
السائل : ... ويحرم عليهم الخبائث ...
الشيخ : لا لا هذه شريعة الرسول عليه الصلاة والسلام
السائل : ... من قبله ، اختلاف في الأحكام
الشيخ : نعم
السائل : جميع الشرائع ...
الشيخ : أي نعم صحيح ، على قول من يقول إنها ... أي لكن هذه ما هي في أصل العقيدة لأن هذه من باب التأدب في اللفظ ، من باب التأدب باللفظ يعني ما هي شرك ما هي شرك ، لو كانت شركا لكانت الشرائع متفقة فيها ، كل الشرائع متفقة على تحريم الشرك لكن هذه من باب التأدب في اللفظ كما قلنا فيما سبق يقولون هذا وهو بعيد عن أذهانهم ان يكونوا يريدون الإشراك ، وعلى كل حال هي مقولة من الأفضل تركها ، الأفضل والأدب أن تترك
السائل : ...
الشيخ : والله هو على كل حال الذي أجاب به أجاب به بعض أهل العلم قال أن هذا في شريعة من قبلنا ، نعم
السائل : طيب السجود جائز في ...
الشيخ : أي نعم نعم ، السجود جائز في حقهم ... شريعتنا هذا نقول فيه مثل ما قلنا إنهم يسجدون لا على سبيل التعبد لكن على سبيل الإكرام ، ما هو على سبيل التعظيم والتعبد إنما هي صفة تحية يُكرمون بها
السائل : لكن محرمة في شرعنا
الشيخ : أي نعم في شرعنا ما تجوز ولهذا الرسول قال ( لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ) أي لكن مشكلتنا الآن كما قال الأخ أن هذه من باب الشرك كيف تجوز في الشرائع الأولى ؟
السائل : السجود ما هو شرك ؟
الشيخ : بلى لكن هم ما يريدون التقرب للمسجود اليه للمسجود له والتعظيم إنما هي تحية عندهم معروفة كالإكرام فقط
بابٌ لا يردُ من سأل بالله السؤال بالله ينقسم إلى قسمين : أحدهم السؤال بالله بالصيغة بأن يقول أسألك بالله ومثاله ما مر علينا في حديث الثلاثة حيث قال الملك ( أسألك بالذي أعطاك الجلد الحسن واللون والمال بعيرا ) نعم ومثل أن تقول أسألك بالله كذا
والسؤال الثاني بالله السؤال بالحكم ما هو بالصيغة بأن يسألك الإنسان سؤالا أمرك الله بإجابته كالسؤال عن مسألة من مسائل العلم وسؤال الفقير من الصدقة وما أشبه ذلك نعم ، ..
بالله سأل بالله ، السؤال بالله له معنيان : أحدهما أن يسأل بشرع الله أحدهما أن يسأل بشرع الله عز وجل يعني يسأل سؤالا يبيحه الشرع والثاني السؤال بالصيغة السؤال بالله بالصيغة مثل أن يقول أسألك بالله كذا وكذا ، وحكم رد من سأل بالله حكمه الكراهة أو التحريم على حسب ما يكون المسؤول ، والبحث هنا هل يجوز للإنسان أن يسأل بالله أو لا يجوز ثم إذا سأل هل يجب إعطاؤه أو لا يجب ؟ عندنا الآن مسألتان : أما المسألة الأولى فإن المؤلف رحمه الله لم يتكلم عليها وهي هل يجوز أن يسأل بالله أو لا يجوز ، وأما الثانية فهي التي تكلم عليها وهي التي موضوع الحديث الذي ساقه
ونحن نتكلم عن المسألة الأولى وهي هل يجوز للإنسان أن يسأل بالله أو لا ؟ فنقول أولا السؤال من حيث هو مكروه ولا ينبغي للإنسان أن يسأل أحدا شيئا إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك ، ولهذا كان مما بايع النبي صلى الله عليه وسلم عليه أصحابه أن لا يسألوا الناس شيئا حتى إن عصا أحدهم ليسقط منه وهو على راحلته فلا يقول لأحد ناولني إياه بل ينزل هو ويأخذه ، والمعنى يقتضيه لأنك إذا أعززت نفسك ولم تذلها لسؤال الناس بقيت محترما عند الناس ، وصار لك منعة من أن تذل وجهك لأحد لأن من أذل وجهه لأحد فإنه ربما يحتاجه ذلك الأحد لأمر يكره أن يعطيه إياه ولكنه إذا كان قد سأله اضطر إلى أن يجيبه ، فالسؤال أصلا نقول إنه مكروه إلا لحاجة ، أما سؤال المال سؤال المال لأنه عندنا سؤال مال وسؤال معونة فسؤال المال محرم لا يجوز لأحد أن يسأل من أحد مالا إلا إذا دعت الضرورة إلى ذلك ، وقال الفقهاء رحمهم الله إلا إذا أبيح له أخذ ذلك الشيء ولهذا ذكروا في باب دفع الزكاة من أبيح له أخذ شيء أبيح له سؤاله ، ولكن فيما قالوه نظر فإن الرسول عليه الصلاة والسلام حذّر من السؤال وقال ( إن الإنسان لا يزال يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وما في وجهه مزعة لحم ) والعياذ بالله ، وهذا يدل على التحريم ، فالصواب أن سؤال المال محرم إلا للضرورة أما مع الضرورة فلا بأس ، وأما سؤال المعونة بالجاه أو المعونة بالبدن فهذه هي التي قلت إنها مكروهة إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك
أما رد السائل فهو موضوع بابنا هذا ، السائل إما أن يسأل سؤالا مجردا بأن يقول يا فلان أعطني وإما أن يسأل سؤالا مقرونا بالله مثل أن يقول أسألك بالله ، أما الأول فإن كان ما سأله مما جعله الشارع له فإنك تعطيه مثل أن يسأل الفقير شيئا من الزكاة وأنت عندك زكاة وتعرف أنه محتاج تعطيه والا لأ ؟ تعطيه لأنه سأل بالله فإن هذا مما أباحه الشارع له فأعطه حقه ، وأما الثانية إذا سأل بالله بالصيغة بأن قال أسألك بالله فإنك تعطيه وإن لم يكن مستحقا لذلك ما لم يسأل إثما ما لم يسأل إثما، جاء رجل إليك وقال أسألك بالله أن تعطيني كذا وكذا فإنك مأمور بإعطائه لماذا ؟ لأنه سأل بالله عز وجل والسؤال بالله سؤال بعظيم ، فإذا سأل بعظيم فإن من تعظيمك لذلك العظيم أن تجيبه وأن تعطيه إلا إذا سأل شيئا محرما كما لو قال أسألك بالله أن تعطيني عشرة ريالات لأشتري بَكَتا من الدخان ماذا تقول ؟ أقول لا ، ليش ؟ لأن في ذلك إعانة على المحرم فلا يجوز أن تعطيه حتى لو سأل بالله ، وسؤاله هو بالله آثم لأنه ليس له أن يسأل ما يكون إثما ، وكذلك لو سألك بالله في أمر يضرك تمكينه منه مثل أن يقول اسألك بالله أن تخبرني ماذا قال لك فلان ، أمر سري ، يعني تجيب على هذا ؟ لا يجب ولو قلنا بذلك لكان كل واحد يقف عليك يقول تعال أسألك بالله وش أنت تسوي ببيتك نعم ، أسألك بالله وش معاشك أسألك بالله وش عمل كذا وكذا ، وهذا فيه إحراج والشريعة لا تأتي بمثل هذه الإجابة لما فيها من هتك أسرار المسلمين ولما فيها من الإغراء إغراء هؤلاء الظلمة الذين يلحون على الناس ويحرجونهم ، إذن يكون الأمر مقيدا بأن لا يسأل محرما وأن لا يكون في إجابته ضرر على من ؟ على المسؤول ، فإن كان فيه ضرر فإنه لا يمكن أن يتضرر الإنسان لإجابة هذا الظالم ، طيب وإذا سأل ما يستحقه مقرونا بالله يعني أتى بالأمرين بالصيغة وبالمعنى يزداد ذلك تأكدا.
شرح قو ل المصنف :عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من سأل بالله فأعطوه ، ومن استعاذ بالله فأعيذوه ، ومن دعاكم فأجيبوه
وهل يشترط ان يسال بلفظ الجلالة بالله او حتى بما يختص به الله من الأسماء نعم نقول عام المراد بالله بكل ما يختص بالله ولهذا الملك الذي جاء الى الأبرص والأقرع والأعمى قال لهم اسالك بالذي اعطاك كذا وكذا بالذي اعطاك وسبق لنا انه عدل عن قوله بالله تنبيها له على ما أنعم الله به عليه
قال ( فأعطوه ) الأمر هنا ماذا تقولون فيه للوجوب والا للاستحباب ؟ نقول على القاعدة المعروفة عند أهل العلم أن الأصل في الأمر الوجوب لكنه مقيد بالشروط التي ذكرناها : أن لا يسأل إثما وأن لا يسأل ما يتضمن ضررا على المسؤول فإن سأل ذلك فإن سأل على هذا الوجه فإنه لا تجب إجابته ، بل ينصح ، الثانية قال ( ومن استعاذ بالله فأعيذوه ) استعاذ بالله بأن قال أعوذ بالله منك فإنه تجب إعاذته لماذا ؟ لأنه استعاذ بعظيم ولهذا ( قالت ابنة الجون للرسول عليه الصلاة والسلام أعوذ بالله منك فقال لها عليه الصلاة والسلام لقد عذت بعظيم - أو بمعاذ - الحقي بأهلك ) فإذا استعاذ أحد بالله وجب عليك أن تعيذه إلا أن يستعيذ من أمر واجب عليه فإنه لا يجب عليك إجابته كما لو أردت أن تلزم شخصا بصلاة الجماعة قلت يلا امشِ احضر قال فكني من شرك أعوذ بالله منك تعيذه ؟ لا ، الله عز وجل ما يعيذ ظالما إذا كان الله نفسه سبحانه وتعالى لا يعيذه فإنك أنت لا تعيذه فإذا استعاذ بالله من إلزامه بأمر واجب عليه أو إلزامه بالإقلاع عن أمر محرم عليه تعيذه ؟ لا ، لأنك إذا أعذته فقد أعنته على الإثم والعدوان وربما نقول فيمن استعاذ بالله مثل ما قلنا فيمن سأل بالله يعني من استعاذ بملجأ صحيح يقتضي الشرع أن يعيذه وإن لم يقل أستعيذ بالله منك فإنه يجب عليك أن تعيذه ، ولهذا قال أهل العلم لو أن أحدا جنى جناية تستلزم الحد ثم لجأ إلى الحرم فإنه لا يجوز أن يقام عليه الحد في الحرم ، وكذلك لو وجب عليه قصاص فإنه لا يقتص منه في الحرم إذا لجأ إليه ، ولكن ماذا يُصنع به ؟ قال العلماء إنه يضيق عليه لا يبايع ولا يشارى وإذا عرف أنه لا يبايع ولا يشارى ولا يؤجر بيتا ولا يلتفت له إطلاقا فإنه سوف يخرج بخلاف من انتهك حرمة الحرم ففعل الجرم في نفس الحرم فإن الحرم لا يعيذه لأنه هو الذي انتهك حرمته ، والحاصل أنه ربما نقول أنه من استعاذ بالله أي بما جعله الله تعالى معاذا سواء كان بالصيغة أو كان بغير الصيغة ، وقوله ( ومن دعاكم فأجيبوه ) من دعاكم هذه من مِن ألفاظ العموم لأنها شرطية فأجيبوه ، دعاكم إلى أي شيء ؟ الظاهر أن المراد بالدعوة الدعوة المعروفة وهي الدعوة إلى الإكرام أو التكرمة ما هو من دعاك إلى أي شيء يعني لو صوّت لك إنسان قال يا فلان يا فلان هذه دعوة لكن الظاهر أن المراد بها في الحديث الدعوة للتكرمة في البيت فأجيبوه يعني لا تعتذروا منه ، وقوله ( فأجيبوه ) ظاهره الوجوب وظاهر مَنْ العموم وعلى هذا فستكون الإجابة واجبة في كل دعوة وهذا مذهب أهل الظاهر أن كل من دعاك وجبت عليك إجابته ، ولكن جمهور أهل العلم لا تجب الإجابة إلا في دعوة العرس لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال فيها ( شر الطعام طعام الوليمة يدعى إليها من يأباها ويمنعها من يأتيها ومن لم يجب فقد عصى الله ورسوله ) فهنا صرح في دعوة العرس أن من لم يجب فقد عصى الله ورسوله ولم يرد مثل ذلك في غيرها من الدعوات ، وأيا كان سواء قلنا بالوجوب أو الاستحباب فإنه يشترط لذلك شروط :
الشرط الأول قال العلماء أن يكون الداعي ممن لا يجب هجره اويسن
3 - شرح قو ل المصنف :عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من سأل بالله فأعطوه ، ومن استعاذ بالله فأعيذوه ، ومن دعاكم فأجيبوه أستمع حفظ
شرح قول المصنف : باب قول اللهم اغفرلي إن شئت في الصحيح عمن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا يقل أحدكم اللهم اغفرلي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ليعزم المسألة , فإن الله لا مكره له " ولمسلم "وليعظم الرغبة ,فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه .
ثم قال عليه الصلاة والسلام مبتدأ درس اليوم ( ليعزم المسألة ) اللام لام الأمر ليعزم ومعنى عزم المسألة أن لا يكون في تردد بل يعزم بدون تردد وبدون تعليق ، وقوله ( المسألة ) أي السؤال أي ليعزم في سؤاله فلا يجعله مرددا بقوله إن شئت ، ثم علل قال ( فإن الله لا مكره له ) أي لا أحد يكرهه على ما يريد أو ما لا يريد يعني لا أحد يكره الله على شيء لا يريده فلا يفعل أو على شيء يريده فيمنعه منه ، والمعنى واضح ، وقوله ( فإن الله لا مكره له ) تعليل لقوله لا يقل اللهم اغفر لي إن شئت ولقوله ( وليعزم المسألة ) ، ووجه كونه تعليلا له أن قول القائل إن شئت يشعر بأن وراء الله تعالى من يستطيع أن يمنعه ، فيقول إن كان ودّك نعم فافعل والله عز وجل لا يفعل الشيء إلا وهو يريده وهو يشاؤه ما يكرهه أحد على أن يشاء حتى يفعل أو أن يشاء فلا يفعل ، والحاصل أن هذا القول اللهم اغفر لي إن شئت يشعر بأنه كأن أحدا وراء الله تعالى أيش ؟ يكرهه على أن يفعل فيقول أنا لا أكرهك إن شئت فاغفر وإن شئت فلا تغفر ، هذا تعليل
التعليل الثاني قال ولمسلم ( وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه ) وليعظم الرغبة يعني ليسأل ما شاء من قليل وكثير ولا يقل هذا كثير لا أسأل الله إياه ولهذا قال ( فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه ) أي لا يكون الشيء عظيما عنده حتى يمنعه ويبخل به سبحانه وتعالى ، كل شيء يعطيه الله أحدا فإنه ليس عظيما عند الله ، البعث بعث الخلق بكلمة واحدة عظيم والا لأ ؟ (( قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبئن بما عملتم وذلك على الله يسير )) ليس بعظيم ، كل شيء يعطيه الله عز وجل أحدا من الخلق فليس بعظيم ، لا يتعاظمه يعني لا يكون الشيء عظيما عنده حتى لا يعطيه بل كل شيء عنده هين هذا تعليل آخر ، لأن قوله ان شئت قول القائل إن شئت كأنه يرى أن هذا أمر عظيم على الله فقد لا يشاؤه لكونه عظيما عنده ، ونظير ذلك أن تقول لشخص من الناس والمثال للصورة بالصورة لا للحقيقة بالحقيقة أن تقول لشخص أعطني مليون ريال إن شئت فإنك إذا قلت له أعطني مليون ريال ربما يكون الشيء في نفسه عظيما يتثاقله فتقول إن شئت نعم لأجل أن تهوّن عليه المسألة ، فالله عز وجل لا يحتاج أن تقول له إن شئت لأنه سبحانه وتعالى لا يتعاظمه شيء أعطاه نعم، كل شيء يعطيه الله تعالى فهو عنده هين
الأمر الثالث من المحذور في هذا التعليق أنه يشعر باستغناء الطالب عن الله باستغناء الطالب عن الله، كأنه يقول أعطني كذا إن كان ودك وإلا ما يهمني نعم ، وهذا يدل على أن هذا السائل ليس معظما للرغبة ليس معظما للرغبة كأن الأمر عنده ليس بحاجة إليه إن شئت فاغفر وإن شئت فلا تغفر أنا لا يهمني ، ولهذا قال وليعظم الرغبة أي يسأل برغبة عظيمة ، والتعليق ينافي ذلك والا لأ ؟ نعم ينافي ذلك لأن المعلق للشيء المطلوب يشعر أنه مستغن عنه وهذا محذور ، والإنسان الداعي ينبغي أن يدعو الله تعالى وهو يشعر بأنه مفتقر إليه غاية الافتقار وأن الله تعالى قادر على أن يعطيه ما سأل ، وأن ما سأله فليس بعظيم على الله عز وجل بل هو هين عليه ، إذن من آداب الدعاء من آداب الدعاء أن لا يدعو الإنسان بمثل هذه الصيغة لأن فيها محاذير ثلاثة :
المحذور الأول أنها تشعر بأن الله يُكره له مكره على الشيء فتقول أنا لا أكرهك إن شئت فاغفر
المحذور الثاني أنه يشعر بأن الإنسان يرى أن ذلك عظيم على الله وكبير عنده فهو يقول إن شئت وإلا ما أكلّفك لأنه عظيم فيقول إن شئت على شان ما يتكلف ويقع في حرج هذا محذور آخر
المحذور الثالث أنه يشعر بأن الإنسان الطالب مستغن عن الله كأنه يقول إن شئت فافعل وإن شئت فلا تفعل فالأمر لا يهمني نعم، ولهذا لو أن أحدا قال تحب أهدي عليك كذا وكذا ؟ قال إن كان ودّك ، وش يدل عليه هذا ؟ الاستغناء يعني أنه ما يهمني إن أعطيتني وإلا ما يهمني ، ولهذا لا تقل اللهم اغفر لي إذن اجزم ، فمن آداب الدعاء أن تجزم تقول اللهم اغفر لي اللهم ارحمني اللهم وفقني لما تحب وترضى وما أشبه ذلك تجزم بدون بدون تردد ، ولكن هل تعزم أو هل تجزم بالإجابة ؟ إن كان الأمر عائدا إلى قدرة الله فإنك تجزم لأن الله قادر وقد وعد ادعوني استجب لكم - ... الا ان كان ظهرك يوجعك
الطالب : ...
الشيخ : لا بأس ليس على المريض حرج نعم- طيب الثاني ماذا قلت ؟
الطالب : الجزم بالإجابة
الشيخ : أي الجزم إذا كان الجزم بالإجابة من حيث قدرة الله عز وجل فهذا يجب أن تجزم به لأن الله قادر وهو قال ادعوني أستجب لكم ، أما من حيث دعائك من حيث دعاؤك أنت باعتبار ما عندك من الموانع وقد لا تتوفر الأسباب فهذا الإنسان يتردد لكن مع ذلك ينبغي أن يحسن الظن بالله يحسن الظن بالله عز وجل وأنه عز وجل إذا قال (( ادعوني أستجب لكم )) وأن الذي وفقك للدعاء سيمن عليك بالإجابة لأنه هو الموفق أولا وآخرا ، فينبغي أن تحسن الظن بالله لا سيما إذا كنت قد أتيت بأسباب الإجابة وتنحيت عن الموانع
ومن الموانع الاعتداء في الدعاء بأن يدعو الإنسان بإثم أو قطيعة رحم
ومنها أن يدعو الإنسان بما لا يمكن شرعا أو قدرا ، الذي لا يمكن شرعا مثل ؟
الطالب : اجعلني نبيا
الشيخ : يقول اللهم اجعلني نبيا هذا لا يمكن أو قدرا أيش مثل هاه ؟ الملك ممكن نعم ؟ أن يدعو الله تعالى بأن يجمع بين المتناقضين والجمع بين المتناقضين هذا أمر لا يمكن مستحيل ، فالاعتداء في الدعاء مانع من إجابة الدعاء بل هو محرم وهو أشبه ما يكون بالاستهزاء بالله سبحانه وتعالى
ما مناسبة هذا الباب للتوحيد ؟ مناسبة هذا الباب للتوحيد من وجهين :
أولا من جهة الربوبية فإن من أتى بما يشعر أن الله له مكره لم يؤمن بتمام ربوبيته لأن من تمام ربوبية الله عز وجل أنه لا مكره له بل أنه لا يُسأل عما يفعل كما قال الله تعالى (( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون )) وكذلك فيه نقص من ناحية الربوبية من جهة أخرى أن الله تعالى يتعاظم يتعاظمه الأشياء يتعاظمه الأشياء التي يعطيها فكأن في ذلك قدحا في جوده وكرمه ، أما من حيث العبد فإنه يشعر باستغنائه عن ربه وهذا نقص في توحيد الإنسان سواء من جهة الألوهية أو من جهة الربوبية بل ومن جهة الأسماء والصفات فهذا وجه المناسبة لهذا الباب في كتاب التوحيد ولهذا ذكره المؤلف رحمه الله في باب فيما يتعلق بالأسماء والصفات لأن هذا تنقص في حق الله عز وجل ، فإن قلت ما جوابك عما ورد في دعاء الاستخارة وما ورد أيضا في الحديث المشهور ( اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي ) وفي الاستخارة تقول ( اللهم إني أسألك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنت علام الغيوب اللهم إن كان هذا الأمر خيرا لي ) إلى آخره ، إن كان هذا الأمر فالجواب ، الجواب من وجهين
أنني لم أعلق ذلك بالمشيئة ما قلت فاغفره لي إن شئت بل لما دعوت اقدره لي بدون إن شئت لكن أنا لا أعلم هل هذا خير لي أم لا والله تعالى يعلم فأقول إن كنت تعلم أن هذا خير لي فاقدره لي نعم لو كان لفظ الحديث فاقدره لي إن شئت صار معارضا لهذا الحديث لكن لما لم يكن وإنما التعليق فيه لأمر مجهول عندي ما أدري هو خير لي أو لا ، وكذلك نقول في حديث ( أحيني ما علمت الحياة خيرا ) لي لأن الإنسان ما يعلم هل طول حياته خير له أم شر ، ولهذا كره أهل العلم أن تقول للشخص أطال الله بقاءك قالوا لأن هذا دعاء ما يعلم وجهه قد يكون طول البقاء خيرا له وقد يكون شرا له ، ولكن تقول أطال الله بقاءك في طاعته أو على طاعته أو ما أشبه ذلك حتى يكون الدعاء خيرا بكل حال ، وعلى هذا فلا يكون في هذا الحديث معارضة لحديث الاستخارة ولا لحديث ( اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرا لي ) ، لأن الدعاء مجزوم به ما هو معلق بالمشيئة والنهي إنما هو عما كان معلقا بالمشيئة
لكن لو قال اللهم اغفر لي إن أردت ما هو إن شئت هاه ؟ نفس الشيء ؟ لماذا ؟ لأن الإرادة هنا كونية فهي بمعنى المشيئة يعني فالخلاف في اللفظ لا يعتبر مؤثرا في الحكم ،
السائل : يا شيخ
الشيخ : نعم
السائل : ما يمكن نقول أيضا ... التعليق من باب ... ما يتعلق بالله عز وجل
الشيخ : نعم
السائل : ... في الاستخارة فهو متعلق بالعبد نفسه
الشيخ : كيف ؟
السائل : يعني قال إن كان خيرا لي إن كانت الحياة خيرا لي فهذا متعلق بالعبد نفسه
الشيخ : لكن اقدره
السائل : لكن هناك من باب نهي الإنسان متعلق بالله عز وجل إن شئت أنت ...
الشيخ : لا حتى اغفر لي مثل اقدر لي ، لو كان اغفره لي إن شئت صار مثله بالضبط حتى لو قال إن كنت تعلم أن هذا خير لي فاقدره لي إن شئت صار منهيا عنه نفس الشيء ، نعم
السائل : ... وجه التعارض
الشيخ : قلنا أن الوجه الأول أن هذا معلق بعلمك وأنت لا تدري فليس معلقا بمطلوبك لست تقول اقدره لي إن شئت
الوجه الثاني أن دعاء الاستخارة وأحيني ما علمت الحياة خيرا لي الخير فيه مجهول ما هو معلوم وأما اغفر لي وارحمني فالخير معلوم الخير معلوم، فلماذا تجعله معلقا ؟ نعم
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
السائل : قول بعض الناس طول الله عمرك ...
الشيخ : أيه نفس الشيء إذا قال طول الله عمرك قل له على طاعته على طاعته، يعني على طاعة الله
السائل : ...
الشيخ : والله حنا دائما إذا قال أحد طول الله عمرك نقول على طاعته ، نعم ؟
السائل : ...
الشيخ : نفس الشيء لأن يا طويل العمر إن كان خبرا قلنا كذبت ما تدري هو طويل العمر والا قصير العمر وإن كان دعاءً فقد يكون خيرا له وقد يكون شرا له ، تقول يا طويل العمر أرجو أن تكون طويل عمرك على طاعة الله إلا إذا كان طويل العمر تخاطب إنسان له مئة سنة يعني أن عمره طويل هذا صح نعم خبر يكون خبرا صادقا ، نعم
السائل : حكم دعاء ...
الشيخ : أيهن ؟
السائل : هذا ال..
4 - شرح قول المصنف : باب قول اللهم اغفرلي إن شئت في الصحيح عمن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا يقل أحدكم اللهم اغفرلي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ليعزم المسألة , فإن الله لا مكره له " ولمسلم "وليعظم الرغبة ,فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : فيه مسائل الأولى النهي عن الاستثناء في الدعاء الثانية بيان العلة في ذلك الثالثة قوله :(ليعزم المسألة ) الرابعة إعظام الرغبة الخامسة :التعليل لهذا الأمر .
" ما استثنت إلا مع تمام ينتصب "
فأداة الاستثناء إلا والحديث ما فيه إلا ، الحديث فيه إن شئت فكيف هذا ؟ نقول إن الشرط استثناء الشرط استثناء ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لضباعة بنت الزبير ( حجي واشترطي فإن لك على ربك ما استثنيت ) ( فإن لك على ربك ما استثنيت ) ووجه كون الشرط استثناء أنك إذا قلت أكرم زيدا إن أكرمك فإنه استثناء في الحقيقة كأنك تقول أكرم زيدا إلا أن لا يكرمك إلا أن لا يكرمك ، مثلا قلت أكرم زيدا إن اكرمك المعنى أكرم زيدا إلا أن لا يكرمك فهذا وجه كون الشرط استثناء ، فالمؤلف إذا قال قائل أين الاستثناء في الحديث ؟ نقول إن الشرط استثناء لأنه استثنى من العموم ما يخالف ذلك الشرط ، هذا وجه كونه استثناء
طيب النهي عن الاستثناء في الدعاء وظاهر كلام المؤلف مطلقا ولا يرد عليه ما قاله الأخ محمد في إن كنت تعلم أن حصول هذا الشيء لي خير فاقدره لماذا ؟ لأن هذا الاستثناء ليس في الدعاء ولكنه فيما يتعلق به علم الله هل هو خير لي أم لا ولهذا لما قلت إن كنت تعلم أنه خير فاقدره وش صار ؟ صار دعاء مستثنى فيه والا لأ ؟ فاقدره ؟ لا لأن الدعاء جاء بكلمة اقدره واقدره ما فيها استثناء ما أقول اقدره إن شئت فكلام المؤلف على عمومه كلام المؤلف على عمومه نعم
" الثانية بيان العلة في ذلك " ، العلة في ذلك ذكرنا أنها ثلاث علل :
أنها تشعر بأن الله له مكره والأمر ليس كذلك
أنها تشعر بأن هذا أمر عظيم على الله قد يثقل عليه ويعجز عنه والأمر ليس كذلك
الأمر الثالث أنها تشعر باستغناء الإنسان عن الله عن مسؤوله وهذا غير لائق غير لائق وليس من الأدب
" الثالثة قوله ليعزم المسألة " وهو أمر فإذا سألت فاعزم لا تتردد ، في الحديث ( أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ) نعم هذا صححه بعض أهل العلم وضعفه بعضهم قالوا إنه ضعيف ما هو صحيح وكما قلت بالنسبة لقدرة الله يجب أن تكون موقنا بأن الله قادر على ذلك ، لكن بالنسبة لما قد يكون من تخلف الأسباب أو وجود الموانع فالإنسان يبقى مترددا لأن الإنسان قد لا يجاب لا يجاب لفوات سبب أو لوجود مانع
" الرابعة إعظام الرغبة " ها ؟ لقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( ليعظم الرغبة ) يسأل ما بدا له ليس شيء على الله تعالى عزيزا أو ممتنعا ، يقولون إن فيه واحد يطوف بالبيت يقول اللهم إني أسألك نحوا كنحو ابن هشام وفقها كفقه شيخ الإسلام نعم هذا ممكن ؟
الطالب : ممكن
الشيخ : ممكن الله على كل شيء قدير ، اللي أعطى هؤلاء او هذين يعطيك لا تقل أن هذا أمر لا يمكن ، شيخ الإسلام مثلا الذين قبله أقل منه نعم أبوه أقل منه علما وجده أقل منه علما وجده أعلى من أبيه نعم ولهذا يقال إن عبد الحليم أبو شيخ الإسلام إنه كوكب بين قمرين نعم بين قمرين، فالحاصل أن الله عز وجل لا يتعاظمه شيء اسأل الله ما بدا لك وأنت لا ملجأ لك إلا الله عز وجل ،
" الخامسة التعليل لهذا الأمر " التعليل من أين ؟ من قوله صلى الله عليه وسلم ( لا يتعاظمه ) ( ولا مكره له ) وقوله ( ليعظم الرغبة )
وفيه أيضا من المسائل : حسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام وأنه إذا ذكر الحكم قرنه بالعلة لأن قرن الحكم بالعلة يفيد فائدتين أو ثلاثا إذا كان في الأحكام نعم
الفائدة الأولى سمو هذه الشريعة وأنه ما من شيء تحكم فيه إلا وله حكمة وعلة
الثاني زيادة طمأنينة الإنسان لأن الإنسان إذا فهم العلة مع الحكم لا شك أنه يطمئن أكثر ولهذا لما سئل الرسول عليه الصلاة والسلام عن بيع التمر بالرطب ما قال حلال ولا حرام قال ( أينقص إذا جف ؟ قالوا نعم فنهى عنه ) على شان يتبين الحكمة من النهي و( الرجل الذي قال إن امرأتي ولدت غلاما أسود ) ما قال الولد لك ولا تفكر بهذا الأمر أيش قال له ؟ قال ( هل لك من إبل ؟ قال نعم قال ما ألوانها ؟ قال حمر قال هل فيها من أورق ؟ قال نعم قال من أين أتاه ؟ قال لعله نزعه عرق - كل الإبل حمر إلا هذا الأورق ، الأورق الأشهب اللي بين البياض والسواد نعم- قال لعل ولدك نزعه عرق ) الآن الرجل طابت نفسه أو لا ؟ طابت نفسه فاطمأن تماما للحكم وعرف أن هذا هو الواقع وسكت ، والحاصل أن قرن الحكم بالعلة يوجب الطمأنينة بلا شك ويوجب محبة الشريعة والرغبة فيها
الأمر الثالث قلنا القياس إذا كانت المسألة في حكم من الأحكام ، القياس على ما شارك هذا في العلة يُلحق به ، نعم نعم.
5 - شرح قول المصنف : فيه مسائل الأولى النهي عن الاستثناء في الدعاء الثانية بيان العلة في ذلك الثالثة قوله :(ليعزم المسألة ) الرابعة إعظام الرغبة الخامسة :التعليل لهذا الأمر . أستمع حفظ
شرح قو ل المصنف : باب لا يقول: عبدي وأمتي (شرح بداية الباب ،إعادة )
الوجه الأول أن يقول ذلك بحضرته بحضرة العبد أو الأمة
والثانية أن يقولها في غيبته فإذا قالها في غيبته فهي جائزة ، إذا قال لإنسان مثلا تشتري عبدي تشتري أمتي أو مثلا عبدي بعد موتي حر نعم وما أشبه ذلك هذا جائز ولا إشكال فيه وليس مما جاء به الحديث بالنهي عنه
والثانية والوجه الثاني أن يقوله لعبده خبرا بحضرته بحضرة من ؟ العبد فيقول هذا عبدي هذه أمتي فهذا ينظر إن ترتب على ذلك مفسدة بأن ترتب على ذلك استطالة العبد، استطالة السيد أو إذلال العبد فهذا ممنوع فهذا ممنوع ، لا لذاته ولكن لأنه أدى إلى مفسدة وهي الاستطالة على عباد الله وإذلال هذا العبد أو هذه الأمة ، أفهمتم الآن ؟ أما إذا قاله على سبيل الدعاء يا عبدي ويا أمتي فهذا لا يجوز
فصارت الأقسام تقسم أولا إلى قسمين : أن يضيفه القائل إلى نفسه وأن يضيفه إلى غيره ، إن أضافه إلى غيره فهو جائز ، إن أضافه إلى نفسه فله صورتان : الصورة الأولى أن يقع بصفة الدعاء يا عبدي الدعاء يعني النداء يا عبدي يا أمتي وهذا لا يجوز للنهي عنه كما سيأتي إن شاء الله ، والثانية أن يقوله بلفظ الخبر وهذا له وجهان : إما أن يقوله بحضرة العبد أو الأمة أو بغيبته ، إن قاله بغيبته فهذا لا بأس به وهذا لا محذور فيه ، وإن قاله في حضرته فإنه ينظر إن ترتب عليه مفسدة تتعلق بالعبد أو بالسيد منع منه وإلا فلا بأس به ، طيب وإلا فلا بأس به لأن القائل هذا عبدي أو هذه أمتي ما يقصد العبودية التي هي الذل لكن يقصد بالعبودية أنه ملكه ومملوك لي لا يقصد أنه ذليل كعبادة الإنسان لربه
قال في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا يقل أحدكم أطعم ربك وضئ ربك ) لا يقل أحدكم هذه مسألة غير الترجمة لا يقل أحدكم لمن ؟ للعبد أو الأمة ، أطعم ربك وضئ ربك لا يقول هذا ، ليش لا يقوله ؟ لأن فيه محذورين : المحذور الأول نسبة الإطعام إلى الرب فظاهره أن الرب قد يحتاج إلى الإطعام والرب من أسماء الله ، والله عز وجل يُطعم ولا يُطعَم ففيه إيهام عظيم أن الله عز وجل يصح أن يتوجه الأمر بإطعام غيره له أطعم ربك
الثاني أنك إذا قلت أطعم ربك تخاطب هذا العبد فإنك في الحقيقة تخدش من كرامته حيث جعلته مربوبا وذاك ربا ، ففيه محذوران محذور من جهة الصيغة أطعم ربك وضئ ربك ومحذور من جهة المعنى أنك تشعر هذا العبد أو الأمة بالذل لأنه إذا كان ربا كان العبد أو الأمة مربوبا وهذا كما يقول العامة يكسر خواطرهم ويجعلهم في حالة سيئة ، فعلى هذا يكره ، أما لو قاله الإنسان في غيبة العبد غير مخاطب له فلا بأس به ، لو قال مثلا رب الغلام فلان بن فلان هذا لا بأس به ، قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح في أشراط الساعة ( أن تلد الأمة ربها ) ( أن تلد الأمة ربها ) وقال يوسف عليه الصلاة والسلام لصاحبي السجن ( أذكرني عند ربك ) ( أذكرني عند ربك ) فهذا لا بأس به لأن قصة يوسف ما فيها صيغة توهم النقص في ... اذكرني عند ربك ما فيها شيء يوهم النقص ، ويرى بعض أهل العلم في الجواب عن قصة يوسف بأن هذه .. ورد شرعنا بخلافه ولكن عند التأمل يتبين أنه فرق بين ... ان هناك فرقا بين الاصطلاحين والله أعلم.
من قوله ( وليقل سيدي ومولاي )، ... ؟ طيب لا يقل عبدي وأمتي لا دقيقة ، ( لا يقل أحدكم أطعم ربك وضئ ربك )، الإضافة إضافة الرب إما أن تكون إلى ضمير مخاطب أو إلى ضمير المتكلم أو إلى ضمير الغائب أو إلى اسم ظاهر ، كم الأقسام ؟ أربعة ضمير المتكلم وضمير المخاطب وضمير الغائب والرابع ؟ إلى اسم ظاهر ، واضح ؟ طيب ، الحديث اللي معنا من أي الأقسام الأربعة ؟ من إضافته إلى المخاطب فلا يقل أطعم ربك وضئ ربك لأن الرسول عليه الصلاة والسلام نهى عنه ومن أجل العلتين اللتين ذكرهما خالد من أن هذا يوهم معنى فاسدا بالنسبة إلى الرب الى كلمة الرب وإن كان ما في شك أن الرب هنا غير الرب الذي يطعم ولا يطعم
والثاني أنه قد يحصل بذلك إذلال للذي قيل له أطعم ربك وضئ ربك ، واستعلاء للسيد الذي سمي ربا في لفظ الخطاب ، أما إذا كان بلفظ الغيبة إذا أضيف إلى ضمير الغائب فإن هذا لا بأس به لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال في حديث جبريل الذي فيه أشراط الساعة ( أن تلد الأمة ربتها ) وفي لفظ ( أن تلد الأمة ربها ) أما على اللفظ الأول ربتها فلا إشكال فيه لوجود الفارق بين رب وبين ربة ، وش الفارق ؟ التاء تاء التأنيث فلا يمكن أن يكون في ذلك إشراك مع الله في اللفظ ، لأن الله تعالى إنما يقال له رب ولا يقال له ربة ، لكن على اللفظ الثاني ( أن تلد الأمة ربها ) وهذا في البخاري حينئذٍ يقع الاشتراك يقع الاشتراك ، نعم فنقول إنه لا بأس به لأنه فرق بين ربك وبين ربها بالكاف بين ربك بالكاف وبين ربها بهاء الغيبة ، وقد جاء في حديث اللقطة ( حتى يجدها ربها ) ( حتى يجدها ربها ) وهو حديث متفق عليه ، إلا أن بعض أهل العلم قال إن حديث اللقطة إنما هو في بهيمة لا تتعبد كما يتعبد الإنسان ولا يحصل لها او منها من الذل مثل ما يحصل من الإنسان ، ولكن الصحيح أن هذا ليس بفارق لأن البهيمة تعبد الله والا لأ ؟ لكن عبادة خاصة بها (( ولله يسجد من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب )) أما العباد فقال (( وكثير من الناس )) ما هم كلهم (( وكثير حق عليه العذاب )) نعم فإذن نقول إذا كانت بضمير الغائب فلا بأس به
طيب الثالث أن تكون بضمير المتكلم بأن يقول العبد هذا ربي هذا ربي مثلا فهل يجوز أو لا يجوز ؟ قد يقول قائل إن هذا يجوز لأن هذا من العبد لسيده وقد قال الله تعالى عن صاحب يوسف (( إنه ربي أحسن مثواي )) يعني سيدي ولأن المحذور من قول ربك الذي يقتضي إذلال هذا العبد منتف والا لأ ؟ منتفٍ لأنه هو بنفسه يقول هذا ربي هو بنفسه يقول هذا ربي، أفهمتم ؟
الرابع أن تضاف إلى الاسم الظاهر فيقال رب فلان هذا رب الغلام هذا ، هذا رب الغلام هذا رب الأمة وما أشبهها فما تقولون فيه ؟ ظاهر الحديث إذا أخذنا باللفظ فقط ربك أنه جائز وهو كذلك ما لم يتضمن محذورا فإن تضمن محذورا فإنه يمنع منه ، لو كان يتضمن أن من سمع مثل هذا الكلام ظن أن السيد رب حقيقي خالق فإنه حينئذٍ يمنع لهذا المحذور وإلا فالأصل الأصل الجواز ، وإذا قلنا بالجواز فلا يعني أنه يساوي كلمة سيد فلان لأ ، السيد أهون بكثير كما سيأتي ، لكننا نقول ليس بممنوع لأننا ما نستطيع أن نقول بالمنع وهو لم يرد فيه النهي بل قد ورد ما يدل على جواز إضافة الرب إلى ضمير الغيبة كما في الحديث الذي أشرنا إليه ، فصارت الأحوال كم ؟ أربعة الأحوال أربعة
وأما قوله ( وليقل سيدي ومولاي ) كيف وليقل سيدي ومولاي ؟ وليقل سيدي ومولاي كان المتوقع أن يقول وليقل سيدك ومولاك لأن الحديث يقول ( لا يقل أحدكم أطعم ربك وضئ ربك وليقل )، فكان الذي أرشد إليه مقتضى الحال أن يكون مناسبا للذي نهي عنه ، الذي نهي أن يقال بلفظ الخطاب والذي أرشد إليه أن يقال بضمير المتكلم وليقل سيدي ومولاي ، فهل نقول إن في هذا إشارة إلى أنه إذا كان غير العبد قد نهي أن يقول أطعم ربك فإن العبد من باب أولى أن يقول هذا ربي أو هذا لربي أو هذه سيارة ربي أو ما أشبه ذلك ، هذا هو الذي فهم منه الشيخ كما سيأتي في المسائل انه ينهى عن ذلك أنه إذا كان ينهى الغير أن يقول للعبد أطعم ربك وضئ ربك فإن العبد منهي عن ذلك من باب أولى ، ولهذا وُجّه الإرشاد إلى من ؟