شرح قول المصنف :(......ولا تعجزن . وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت لكان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله .....)
وقوله ( ولا تعجزن ) إذا اجتمع الحرص وعدم التكاسل اجتمع في هذا صدق النية بالحرص وكذلك العزيمة بعدم التهاون أو بعدم التكاسل ، لأن من الناس من يحرص على ما ينفعه ثم يشرع فيه ثم يتعاجز ويتكاسل ويدعه ، وهذا خلاف ما أمر به النبي عليه الصلاة والسلام ، ما دمت عرفت أنه نافع وشرعت فيه فلا تدعه لأنك إذا ودعته خسرت العمل الذي عملت فيه ثم عودت نفسك التكاسل والتدني من حالة النشاط والقوة إلى حالة العجز والكسل ، وكم من إنسان بدأ العمل ولا سيما العمل النافع ونحن نتكلم بالعمل النافع ثم يدخل عليه الشيطان فيثبطه بعض الشيء ، إن تعاجز خسر وإن صمم وعزم ولم يتعاجز كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( لا تعجز ) فإنه يغنم ، لكن لو بدا له في أثناء الوقت أنه ضار لأن الإنسان ما يعلم الغيب قد يظن في هذا الشيء أنه نافع ثم يشرع فيه ويتبين له في أثناء الوقت أنه ضار فهنا ماذا يصنع ؟ يجب عليه الرجوع ، الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل ، لكن ما دام لك لم يتبين له الأمر وقد دخل على أنه نافع له فليستمر ، لأنه من أضر ما يكون على الإنسان أن يبدأ الأفعال ثم يدعها ، يعود نفسه يعود نفسه على هذا الفعل ويبدأ كلما شرع في عمل ... فيه مدة ثم رجع ثم تنقضي عليه الأيام ما يحصل شيئا ، ... في ترجمة الكسائي رحمه الله إمام أهل الكوفة في النحو أنه بدأ في طلب العلم في طلب النحو وصعب عليه يقول إنه وجدا نملة تحمل لها طعاما تريد أن تصعد فيه مع الجدار كلما صعدت قليلا سقطت كلما صعدت سقطت كلما صعدت سقطت حتى نجت وصعدت وبلغت مرامها ، فقال " هذه نملة كابدت العمل اللي هي مصممة عليه إلى أن نجحت فيه لماذا لا أكابد العمل " فكابد فصار إماما في النحو
وهكذا ينبغي للإنسان إذا كان قد شرع في شيء نافع أن لا يعجز أن يستمر ثم إذا قُدر لك خلاف المقصود فماذا تصنع بعد أن حرصت على النافع واستعنت بالله عز وجل وصممت ومضيت لكن جاء الأمر على خلاف ما أردت ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ) هذه المرتبة الثالثة لا قدرة لك فيها
المرتبة الأولى الحرص المرتبة
الثانية المضي في الامر والاستمرار فيه هذه تعود إليك والا لأ ؟
المرتبة الثالثة إذا حصل خلاف المقصود هذا ليس إليك ولهذا قال وإن أصابك شيء يعني مما لا تحبه ولا تريده ومما يعوقك عن الوصول إلى مرامك فيما شرعت فيه من النافع إن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ، مثلا إنسان يريد أن يحفظ القرآن أن يحفظ القرآن فبدأ من أوله بدأ من أوله ثم حصل له مانع يمنعه من إتمامه فقال لو أني بدأت من آخر القرآن لكان أولى ولاستمررت فيه ، نقول هذا غير صحيح ، وكذلك يشرع الإنسان في شيء أو يشتري شيئا أو ما أشبه ذلك ثم يصاب بخلاف قصده فيقول لو أني لم أفعل كذا لكان كذا والرسول صلى الله عليه وسلم يقول لو أني فعلت كذا لكان كذا ، لأن ضد ذلك ضد الفعل الذي شرع فيه أن يتخيل أن فعلا آخر خير منه ، الثاني أن يتخيل أنه لو لم يفعل لكان خيرا له ، فعندنا مسألتان : الأولى أن يتخيل أنه لو فعل كذا لكان أنجح وأنفع الثانية أن يقول لو لم أفعل كذا لكان كذا ، ويمكن أن يكون هذا الأخير أكثر لكن الرسول عليه الصلاة والسلام ذكر الأول لو أني فعلت لأن هذا الرجل مصمم وفاعل وعامل ليس من الناس الكسالى الذين يدعون الأعمال بل هو من أهل العمل إلا أنه عمل ولم يحصل مقصوده ، فالحاصل أن من خالفه القدر ولم يأت على مطلوبه فإما أن يقول لو لم أفعل ما حصل هذه واحدة أو يقول لو فعلت كذا لكان كذا ، والرسول عليه الصلاة والسلام قال في الثاني دون الأول لماذا ؟ لأن هذا الإنسان عامل وفاعل فهو يقول لو أني فعلت الفعل الفلاني دون هذا الفعل لحصّلت مطلوبي ، بخلاف الإنسان الذي لم يفعل وكان موقفه سلبيا من الأعمال فهذا يقول لو لم أفعل ، يقول لو أني فعلت كذا ، كذا يعني يعبر الإنسان بهذا اللفظ أو هي كناية عن شيء مخصوص ؟ هذه كناية لأن الذي يقول سيقول لو أني فعلت كذا وكذا ويعينه لكن هذه كناية عن مبهم مثل قولنا قال فلان لو قال فلان وما أشبه ذلك كناية عن مبهم ، هاه ؟
الطالب : ...
الشيخ : أيه ، هي كناية من حيث المعنى أما إعرابها فإنها مفعول لفعلت مفعول جميع تعرب ، وقوله ( لكان كذا وكذا ) هذه فاعل كان وهي أيضا كناية عن شيء يقدره الإنسان ويعينه
النبي عليه الصلاة والسلام ( ولكن قل قَدر الله ) هذا من جملة الأساليب التي مرت علينا أن الشارع إذا نهى عن شيء فتح بابا آخر ، وهذا كثير في القرآن وفي السنة ، لما قال لا تقل قال إذن وش أقول ؟ ( ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ) قدر خبر مبتدأ محذوف أي هذا قدر الله هذا قدر الله، يعني هذا الذي وقع قدر الله وليس إليّ أما ما إليّ فإني قد بذلت ما أراه نافعا كما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن هذا أمر فوق طاقتي فوق علمي وحسباني ، وقوله ( قدر الله ) قدر هنا بمعنى مقدور لأن قدر الله يطلق على التقدير الذي هو فعل الله ويطلق على المقدور الذي هو المقدر الشيء المقدر ، وهنا الإطلاق هنا على فعل الله أو على مفعوله ؟ على مفعوله لأنه يتحدث عن شيء أصابه عن شيء أصابه ووقع عليه فهو مفعول الله ، ومن المعلوم أن الفعل والمفعول متلازمان كلما حدث الفعل حدث المفعول وكلما وجد المفعول فقد وجد الفعل ، إذن قدر الله أي مقدوره ولا مقدور إلا بتقدير لأن المفعول نتيجة الفعل
وقوله ( قدر الله ) هذا فيه التسليم التام لقضاء الله عز وجل وأن الإنسان إذا بذل المجهود وفعل ما أمر به على وجه الشرع ولم يحصل مقصوده فإنه لا يلام على شيء ويُفوض الأمر إلى من ؟ إلى الله .
1 - شرح قول المصنف :(......ولا تعجزن . وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت لكان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله .....) أستمع حفظ
شرح قول المصنف : (......وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان ) .
الطالب : (( وهو سريع الحساب ))
الشيخ : (( وهو سريع الحساب )) ، طيب إذن ما شاء فعل وقد سبق لنا قاعدة في هذا الباب وهو أن كل فعل علق بالمشيئة فإنه مقرون بالحكمة ، فإن الله لا يفعل شيئا ولا يشرع شيئا إلا لحكمة يعني ما هناك شيء معلق بالمشيئة المجردة أبدا ، بل كل فعل فهو واقع بمشيئة الله لكنها مشيئة تابعة للحكمة ، الإنسان قد يفعل الشيء بمشيئة لكن بدون حكمة ، أما الله عز وجل فكل أفعاله لحكمة ولهذا نقول ما شاء فعل لكن فعلا مرتبطا بالحكمة ، طيب إذن نفهم أن المشيئة يلزم منها وقوع المُشاء أو لا ؟
الطالب : نعم
الشيخ : نعم ولهذا كل المسلمين يقولون ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، هل الإرادة يلزم فيها وقوع المراد ؟
الطالب : ...
الشيخ : إن قلتم لا خطأ ها
الطالب : ...
الشيخ : على التفصيل ، الإرادة الشرعية لا يلزم فيها وقوع المراد والإرادة الكونية يلزم فيها وقوع المراد ، الإرادة الشرعية التي بمعنى يحب هذه ما يلزم فيها وقوع المراد فإن الله تعالى قد يريد شيئا ولا يقع أو لا ؟ وش مثاله ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا ، نريد مثال من القرآن في إرادة شرعية
الطالب : ...
الشيخ : المشيئة ، الإرادة
الطالب : ...
الشيخ : نعم صح ، (( والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما )) يريد أن يتوب عليكم بمعنى يحب لا بمعنى يشاء ، لو كانت بمعنى يشاء لتاب الله على الناس جميعا لكن معناه يحب ، وكذلك قوله تعالى (( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )) وقوله (( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج )) فهذه إرادة منفية والآيتان السابقتان إرادة مثبتة شرعية نعم
الطالب : ...
الشيخ : الحديث في مسلم
السائل : ...
الشيخ : ما دام ما ورد إلا قدر الله نتبع اللفظ ، نعم فإن لو لما بين النبي عليه الصلاة والسلام الحكم بين العلة قال ( فإن لو تفتح عمل الشيطان ) من يعرب لي لو ؟
الطالب : اسم إن
الشيخ : اسم إن ؟ كيف حرف الحرف لا يقع عليه الإعراب
الطالب : اللفظ
الشيخ : ها قُصد لفظها طيب ، لكن قصد لفظها وإلا حكيت يعني لو قلت لفظها فقال فإن لوً كما قال المؤلف باب ما جاء في اللو لكن قصد حكايتها ، يعني فإن هذا اللفظ تفتح عمل الشيطان ، ما عمله ؟ عمله ما يلقيه في قلب الإنسان من الحسرة والندم والحزن لأن الشيطان يا إخواننا يحب من الإنسان أن يحزن ويحب منه أن يندم ويحب منه أن تضيق عليه الأمور ، قال الله تعالى (( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله )) حتى في المنام يأتي إلى الإنسان في نومه ويريه أحلاما مفجعة مخيفة كله من أجل أن يعكر عليه صفوه لأن الإنسان إذا تشوش فكره ما تفرغ للعبادة على ما ينبغي وعلى ما يطلب منه لأن الإنسان بشر ولهذا نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الصلاة في حال تشوش الفكر لأنه ما يمكن يؤدي الصلاة على ما ينبغي ( لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان ) والحاصل أن العمل الذي أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا هو ما يلقيه في قلب الإنسان من الحسرة والندم والحزن ، فإذا رضي الإنسان بالله ربا وقال هذا قضاء الله وقدره ولا يمكن أبدا أن يقع الأمر على خلاف الواقع ، يعني مهما كان لا تفكر إلا أن الأمر وقع على ذلك ، فإذا علمت هذا اطمأننت ، حتى لو فرض أنه ليس عندك الإيمان الكافي بالقدر فإنك بعقلك تقول لا يمكن أن يقع الأمر على خلاف ما جرى عليه أبدا ولا تفكر ، إذا آمنت بهذا اطمأننت وانشرح صدرك وعرفت أن المقام الآن هو مقام الصبر والتسليم ، ولا مقام سوا ذلك ، ويستفاد من هذا الحديث عدة فوائد كثيرة منها : إثبات المحبة لله عز وجل قوله
الطالب : ...
الشيخ : قوله ( خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف )
ومنها اختلاف الناس في قوة الإيمان وضعفه لقوله القوي والضعيف ، ومنها زيادة الإيمان ونقصانه نعم لأن القوي زيادة القوة زيادة والضعف نقص ، وهذا هو القول الصحيح الذي عليه عامة أهل السنة أن الإيمان يزيد وينقص وإن كان بعض أهل السنة يقول يزيد ولا يقول ينقص لكنه قول ضعيف ، يقول يزيد لأنه جاء في القرآن (( ويزداد الذين آمنوا إيمانا )) (( ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم )) ولا يقول ينقص لأنه ما جاء في القرآن ينقص ولكنا نقول إن الزيادة والنقصان متقابلان لا يمكن وجود أحدهما بدون الآخر ، فإذا زاد هذا على هذا لزم أن ينقص هذا عن هذا ، ولا يمكن أن تعقل زيادة بدون نقص هذا من الناحية العقلية
أما من الناحية الأثرية فقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال للنساء ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ) فأثبت نقصان الدين وهذا هو القول الراجح من أقوال أهل العلم أن الإيمان يزيد وينقص ولكن هل يزيد بالكمية أو يزيد بالكيفية أو بهما ؟ نعم يزيد بهما وهل الذي لا يزيد الأعمال الظاهرة كأقوال اللسان وأعمال الجوارح أو حتى الأعمال الباطنة كأعمال القلوب ؟
الطالب : ...
الشيخ : كلاهما ؟ طيب أعمال القلوب تختلف تزيد وتنقص ، هل أقوال القلوب وهي إقرارات القلب كذلك ؟
الطالب : نعم
الشيخ : أي نعم ؟ متأكدون ؟ إذن معناها الإيمان من كل نواحيه يزيد وينقص فالإيمان الذي هو التصديق تصديق القلب وإقراره لا شك أنه يزيد وينقص أليس كذلك ؟ إيمانك بالشيء الذي تشاهده ليس كإيمانك بالشيء الذي تُخبر عنه ، أيهما أقوى ؟ الذي تشاهده ولهذا قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام (( رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي )) والإنسان إذا أخبره ثقة بخبر ما ثم أخبره آخر بنفس الخبر ازداد يقينه فإذا جاء الثالث ازداد يقينا ، ولهذا قال أهل العلم : إن المتواتر ان الخبر المتواتر يفيد العلم اليقيني يفيد العلم اليقيني وبعضهم قال القطعي فهذا دليل على أن القلوب تتفاوت بالتصديق ، أما الأعمال فأمرها ظاهر فمن صلى ركعتين فمن صلى أربع ركعات أزيد ممن صلى ركعتين ومن سبح مئة مرة أزيد ممن سبح ثمانين مرة مثلا أي نعم
السائل : ...
الشيخ : ومن فوائد الحديث أن المؤمن وإن ضعف إيمانه فهو خير أو ففيه خير لقوله ( وفي كل خير )
ومن فوائد الحديث أن الشريعة جاءت بتكميل المصالح وتحقيق المصالح لقوله ( احرص على ما ينفعك ) يعني هذا شريعة أنت إذا حرصت على ما ينفعك فإنك امتثلت أمر الرسول عليه الصلاة والسلام فهو عبادة إذن فالدين جاء بتكميل المصالح وتحقيق المصالح
ومن فوائد الحديث أنه لا ينبغي للعاقل أن يمضي جهده فيما لا ينفعه ، يؤخذ من قوله احرص على ما ينفعك
ومنها من فوائد الحديث أنه ينبغي للإنسان الصبر والمصابرة وعدم الملل لقوله ( ولا تعجزن ) فالذي ينبغي أن تصبر وتصابر ما دمت على أمر ينفعك لا تعجز ،
ومن فوائد الحديث أن ما لا قدرة للإنسان فيه فله أن يحتج عليه بالقدر هاه ؟ لقوله ( وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل )، فالشيء الذي لا يمكنك لك أن تحتج به بالقدر لكن الذي يمكنك لا حجة في القدر لا تحتج بالقدر ، فإن قلت ما تقول في احتجاج آدم وموسى ، تحاجّ آدم وموسى فلام موسى آدم عليه الصلاة والسلام وقال له ( لماذا أخرجتنا ونفسك من الجنة ؟ فقال أتلومني على شيء قد كتبه الله علي ؟! ) فهل هذا احتجاج بالقدر أم لا ؟
الطالب : ...
الشيخ : هذا احتجاج بالقدر لكن ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن هذا - لحظة - الذين لا يحتجون بالقدر كالقدرية ينكرون هذا الحديث رأسا يقولون هذا ما يصح الحديث وهذا مكذوب على الرسول عليه الصلاة والسلام ، لأن من عادة أهل البدع أن ما يخالف بدعهم إن كان مما يمكن تكذيبه كذبوه ولو كان الإمكان عقليا ، وإن كان مما لا يمكن حرفوه فهذا قالوا ليس من القرآن اتركوه هذا حديث مكذوب ، لكن الصحيح ثابت الحديث ثابت في الصحيحين وغيرهما ، إلا أن شيخ الإسلام رحمه الله يقول " إن موسى ما احتج على آدم بالمعصية التي هي سبب الخروج ، احتج عليه بالخروج نفسه " نعم يعني معناه أن فعلك صار سببا لخروجنا وإلا فإن موسى عليه الصلاة والسلام أبعد من أن يلوم والده على ذنب تاب منه فهو والده وتاب من الذنب واجتباه ربه وهداه بعد ذلك كيف أنه يلومه ؟! هذا بعيد ، فإذن هو يلومه أو يعني يعترض على هذه المصيبة التي حصلت ، وآدم عليه الصلاة والسلام قد لا يعلم أنه بمعصيته هذه يخرج من الجنة قد يظن أن العقوبة تكون دون ذلك فلا يكون فاعلا سببا يتيقن أنه يخرجه من الجنة ، ولهذا وكل الأمر إلى القضاء والقدر فيقول شيخ الإسلام " إن هذا من باب الاحتجاج بالقدر على المصائب لا على المعائب "، وعلى رأي شيخ الإسلام يكون المسألة تنطبق على هذا الحديث ( ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ) هذه مصيبة ما أردتها ، أما ابن القيم فذهب إلى وجه آخر في الحديث وقال " إن آدم عليه الصلاة والسلام احتج بقدر بعد أن تاب منه لأنه قد فرغ ليس كحال الذين يحتجون بالقدر على أن يبقوا على معصية الله "، فالمشركون لما قالوا (( لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا )) نعمهم ما يحتجون على شيء مضى ويقولون تبنا إلى الله لكن يحتجون على الاستمرار والبقاء فلهذا كذبهم الله عز وجل ، فالحاصل أن العلماء اختلفوا في تخريج هذا الحديث لكن على أحد التخريجين وهو تخريج شيخ الإسلام ابن تيمية يكون من باب قدر الله وما شاء فعل ما هو هذا الذي أردنا
ويستفاد من هذا الحديث أن للشيطان تأثيرا على بني آدم لقوله ( فإن لو تفتح عمل الشيطان ) ولا شك أن له تأثيرا على بني آدم حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( إنه يجري من ابن آدم مجرى الدم ) شوف كيف يجري مجرى الدم يعني مجاري الدم الآن الشيطان يدخل فيها يدخل فيها وإن كان بعض العلماء قال إن هذا من باب الوساوس يعني يلقي الوساوس في قلب الإنسان وتجري هذه الوساوس في عروقه ولكن ظاهر الحديث أن الشيطان نفسه يجري من ابن آدم مجرى الدم ، وهذا ليس ببعيد على قدرة الله عز وجل ، الروح تجري منك مجرى الدم وهي جسم والدليل على أنها جسم أنها إذا قبضت تكفن وتحنط ويصعد بها وتقبض وتتوفى نعم فالحاصل أن الشيطان له تأثير على قلب ابن آدم ، لكن من نعمة الله أن هذه القوة لها ما يضادها وهي لمة الملك فإن للشيطان في قلب ابن آدم لمة وللملك لمة والإنسان إذا وفق نسأل الله لي ولكم التوفيق يكون لمة الملك تغلب على لمة الشيطان ، فهما يتصارعان دائما نفس مطمئنة ونفس أمّارة ونفس لوامة أو لا ؟ النفوس ثلاث أمارة بالسوء ومطمئنة ولوامة ، أيهن اللوامة ؟ هاه ؟ الأمارة بالسوء هي اللوامة أو المطمئنة ؟
الطالب : المطمئنة
الشيخ : آه ، .. النفسين جميعا ، اللوامة ... النفسين جميعا ...
شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: تفسير الآيتين في آل عمران. الثانية: النهي الصريح عن قول: لو، إذا أصابك شيء. الثالثة: تعليل المسألة بأن ذلك يفتح عمل الشيطان الرابعة: الإرشاد إلى الكلام الحسن. الخامسة: الأمر بالحرص على ما ينفع مع الاستعانة بالله. السادسة: النهي عن ضد ذلك وهو العجز.
الشيخ : هذه واحدة والثانية الثانية ؟
القارئ : (( يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ))
الشيخ : لا (( لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا )) شوف يا عبد الرحمن جيب لنا ... ، طيب وقد سبق أنهم يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا يعني ما خرجنا ولا قتلنا ولكن الله تعالى أبطل ذلك بقوله (( قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم )) الثانية يقولون (( الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا )) هل هذا صحيح ؟
الطالب : لا
الشيخ : أبدا ، لو أطاعوهم فإنهم لن يسلموا من الموت لا بد أن يموتوا ولكن لو أطاعوهم وتركوا الجهاد لكانوا على ضلال مبين نعم
القارئ : " والثانية النهي الصريح عن قول لو إذا أصابك شيء "
الشيخ : عيسى أين النهي الصريح ؟
الطالب : قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( فإن لو تفتح عمل الشيطان )
الشيخ : لا
الطالب : ...
الشيخ : لا
الطالب : فلا تقولوا ...
الشيخ : نعم
الطالب : ...
الشيخ : لا
الطالب : في الحديث ( فإن أصابك شيء فلا تقل لو كان كذا )
الشيخ : ( لو أني فعلت كذا لكان كذا ) نعم هذا النهي ، ( إن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ) نعم
القارئ : " الثالثة تعليل المسألة بأن ذلك يفتح عمل الشيطان "
الشيخ : ما هي المسألة ؟
الطالب : لو
الشيخ : في النهي عن قول لو ، ما هو علتها ؟
الطالب : أنها تفتح عمل الشيطان
الشيخ : أي نعم ، ما هو عمل الشيطان ؟
الطالب : ... والندم والتحسر على ما فات
الشيخ : أي نعم ، مع أنه لن يغني شيئا
السائل : ...
الشيخ : نعم ؟ ربما يدخل في هذا لكن أكثر ما يكون تحسرا ... نعم
القارئ : " الرابعة الإرشاد إلى الكلام الحسن "
الشيخ : في أي شيء ؟
الطالب : في أن يقول قدر الله وما شاء فعل
الشيخ : ولكن قل قدر الله وما شاء فعل نعم
القارئ : " الخامسة الأمر بالحرص على ما ينفع مع الاستعانة بالله "
الشيخ : من أين تؤخذ يا رشيد ؟
الطالب : ...
الشيخ : ( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ) نعم
القارئ : " السادسة النهي عن ضد ذلك وهو العجز "
الشيخ : من أين تؤخذ يا عبد الله ؟
الطالب : في الحديث قال ( ولا تعجزن )
الشيخ : ولا تعجزن ، طيب إذا قال قائل العجز ليس باختيار الإنسان قد يصاب الإنسان بمرض فيعجز فكيف نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن أمر لا قدرة للإنسان فيه ؟
الطالب : ... نهي عنه فالعجز إذا الإنسان أراد أن يعمل الشيء من الخير فلا يقول مثلا هذا لا أستطيع عمل هذا الشيء فيعجز عن الشروع في هذا العمل
الشيخ : ... ماذا يكون المراد بالعجز ؟
الطالب : العجز يعني أن الإنسان يقول أنه ليس لي طاقة بهذا العمل مثلا ويجلس ولا يعني ..
الشيخ : يعني قصده التهاون
الطالب : نعم
الشيخ : التهاون والتكاسل عن فعل الشيء
الطالب : نعم
الشيخ : لأنه هو الذي في مقدور الإنسان ، طيب. نعم
3 - شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: تفسير الآيتين في آل عمران. الثانية: النهي الصريح عن قول: لو، إذا أصابك شيء. الثالثة: تعليل المسألة بأن ذلك يفتح عمل الشيطان الرابعة: الإرشاد إلى الكلام الحسن. الخامسة: الأمر بالحرص على ما ينفع مع الاستعانة بالله. السادسة: النهي عن ضد ذلك وهو العجز. أستمع حفظ
شرح قول المصنف : باب النهي عن سب الريح عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تسبوا الريح ، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا : اللهم إنا نسألك من خيره هذه الريح ، وخير ما فيها ، وخير ما أمرت به ، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها ، وشر ما أمرت به ) صححه الترمذي . .
الشيخ : من خير هذه الريحُ ؟
القارئ : من خير
الشيخ : من خير هذه الريحُ بالضم ؟يلا وين النحو ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا
الطالب : بالجر
الشيخ : بالجر ؟ ليش ؟
الطالب : ... والخير مضاف وهذه مضاف إليه والريح بدل من ...
الشيخ : صحيح ؟
الطالب : نعم
الشيخ : بالجر ؟
الطالب : بالجر
الشيخ : هاه ؟ الجر ، هاه ؟
الطالب : ...
الشيخ : خير هذه الريح
الطالب : بدل بدل ، بدلية
الشيخ : مثل ما قال مثل ما قال الأخ صحيح اعرابها ، ... نعم
القارئ : " ( اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت .. )
الشيخ : وخيرِ وخيرِ ما فيها
القارئ : ( وخير ما فيها وخير ما أمرت به ، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به ) صححه الترمذي "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
قال رحمه الله تعالى " باب النهي عن سب الريح "، المؤلف رحمه الله أطلق النهي ولم يفصح بهذا النهي هل هو نهي تحريم أو نهي كراهة ، ولكنه سيتبين من الحديث أيكون نهي تحريم أم نهي كراهة ؟
يقول والريح هو هذا الهواء الذي يصرفه الله عز وجل وجمعه رياح وأصول الرياح أربعة : الشمال والجنوب والشرق والغرب ، وما بينهما وما بينهن يسمى النكباء لأنها ناكبة عن الاستقامة في الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب ، فتصريفها من آيات الله عز وجل تكون شديدة أحيانا وضعيفة أحيانا وباردة أحيانا وحارة أحيانا ، وعالية أحيانا ونازلة أحيانا ، كل هذا بقضاء الله وقدره لو أن الخلق اجتمعوا كلهم على أن يصرفوا الريح عن جهتها التي جعلها الله عليها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ، ولو اجتمعت جميع المكائن العالمية النفاثة على أن توجد هذه الريح الشديدة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ، نعم ولكن الله عز وجل بقدرته يصرفها كيف يشاء يصرفها كيف يشاء على ما يريد ، أحيانا تكون الرياح شديدة تزعج الناس تقلع الأشجار وتهدم البيوت وتدفن الزروع ويحصل معها فيضانات عظيمة فهل يحق للمسلم أن يسب هذه الريح ؟ لا لأن هذه الريح مسخرة مدبرة ، وكما أن الشمس أحيانا تضر بإحراقها بعض الأشجار ومع ذلك فإنه لا يجوز لأحد أن يسبها ولهذا قال : عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا تسبوا الريح ) لا ناهية والفعل مجزوم بحذف النون والواو فاعل والريح مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة ، لا تسبوا السب هو الشتم والعيب والقدح واللعن وما أشبه ذلك فلا يجوز لنا أن نقول لعن الله هذه الريح أتعبتنا اليوم أو بئس هذه الريح قلعت الأشجار ودفنت الزروع وما أشبه ذلك ، لماذا ؟ لأن سب المخلوق سبٌ لخالقه ولهذا لو أنك وجدت قصرا مبنيا وفيه عيب في البناء والتصميم وعبت هذا العيب فالعيب ينصب في الحقيقة على من ؟ على من صنعه ومن بناه ، فكذلك إذا سببت الريح ، الريح مسخرة مدبرة يسخرها الله عز وجل كما يشاء على ما تقتضيه حكمته ، فإذا سببتها فإن سبك إياها يرجع في الحقيقة إلى سب الخالق ، ولكن ماذا نصنع إذا كانت الرياح شديدة مزعجة مقلقة ؟ أرشدنا النبي عليه الصلاة والسلام الذي جمع الله له بين طب القلوب والأبدان فقال ( فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ) خير هذه الريح نفسها فإن الريح نفسها فيها خير وفيها شر ، وخير ما فيها أي ما تحمله لأنها قد تحمل خيرا وقد تحمل شرا ، قد تحمل ما فيه تلقيح الثمار وقد تحمل رياحا طيبة طيبة الشم وقد تحمل عكس ذلك ما يكون فيه دمار الثمار وقد تحمل ميكروبات تضر الإنسان والبهائم وقد تحمل شرورا مدمرة ، ولهذا قال خير ما فيها وهذا غير خيرها هي يعني مثلا خيرها هي أن لا تضرنا وخير ما فيها أن يكون الذي فيها والذي حملته إلينا يكون خيرا
( وخير ما أمرت به )، قد تؤمر بخير وقد تؤمر بشر ، تؤمر بخير بحيث تثير السحاب وتسوقه إلى حيث شاء الله فهذا خير وتؤمر بشر بأن تدمر كل شيء كما أمرت ريح عاد (( تدمر كل شيء بأمر ربها ))
( ونعوذ بك من شر هذه الريح ) نعوذ بمعنى نعتصم ونلجأ لأن العياذ معناه الاعتصام بالشيء ، نعوذ بك من شر هذه الريح عكس خير هذه الريح ، وش مثال شرها ؟
الطالب : ...
الشيخ : قلع الأشجار دفن الزروع
الطالب : ...
الشيخ : لا ، هدم البيوت لأنها تهدم البيوت ، هذا شرها هي بنفسها ، وشر ما فيها أي شر ما تحمله لأنها قد تحمل أشياء ضارة مثل أن تحمل الأنتان والقاذورات أو أن تحمل الميكروبات أو أن تحمل بعض الأشياء التي نعم تدمر كأوبئة الحيوان والنبات وما أشبه ذلك ، وشر ما أمرت به لأنها قد تؤمر بشر مثل أيش ؟
الطالب : ...
الشيخ : تؤمر بإهلاك قوم تؤمر بتيبيس الأرض من الأمطار تؤمر بأتربة تدفن الزروع والمحاصيل وتطمس الآثار والطرقات فالمهم أنها قد تؤمر بشر والذي يأمرها بذلك من ؟ الله عز وجل لحكمة بالغة قد نعجز عن إدراكها
ففي هذا الحديث آداب وتوجيه ، الآداب النهي عن سب الريح لأن سبها في الحقيقة سب لمن أرسلها وخلقها
أما الآداب ففي أنه ينبغي أن تدعو بهذا الدعاء : ( اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أمرت به )، هذا الدعاء هل ينافي جعل الأسباب الحسية التي تقيك من شرها ؟
الطالب : لا
الشيخ : لا ما تمنع فإنك تدعو الله عز وجل ومع ذلك تفعل الأسباب مثلا تذهب وتتقي هذه الريح بالجدران أو بالجبال أو بالأشجار أو ما أشبه ذلك ، فإن الأسباب الحسية التي جعلها .. الله فإن محله هناك أنسب من محله هنا لأن ذاك سب للدهر وهذا سب للريح
4 - شرح قول المصنف : باب النهي عن سب الريح عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تسبوا الريح ، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا : اللهم إنا نسألك من خيره هذه الريح ، وخير ما فيها ، وخير ما أمرت به ، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها ، وشر ما أمرت به ) صححه الترمذي . . أستمع حفظ
ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في الريح "اللهم إني أعوذ بك من شرها وشر ما أمرت به ....."الحديث ؟
الشيخ : نعم
السائل : ... من شرها ، الزرع ... قلنا أنه ما أمرت به
الشيخ : نعم حتى هي شرها مأمورة به
السائل : ... قسمين ...
الشيخ : كيف لا نقول هي تؤمر بالشر وتؤمر بالخير فإذا كان فيها مصلحة فهي مأمورة بالخير وإذا كان فيها مضرة فهي مأمورة بشر
السائل : ( من شرها وشر ما أمرت به )
الشيخ : نعم شر ما امرت به من التدمير ومنها أن تدمر المنازل والأشجار وما أشبه ذلك نعم
السائل : ... شرها وشر ما أمرت به ..
الشيخ : هي ما يكون فيها شر إلا وهي مأمورة به ، وربما نقول إن الشر الذي ينتج عنها بذاتها قد يخففه الله عز وجل فيكون قد وقانا الله تعالى شر ما أمرت به ، نعم.
5 - ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في الريح "اللهم إني أعوذ بك من شرها وشر ما أمرت به ....."الحديث ؟ أستمع حفظ
هل أمر الله تعالى للريح هو أمر حقيقي ؟
الشيخ : نعم حقيقي يأمرها أن تهب ويأمرها أن تتوقف
السائل : ...
الشيخ : نعم
السائل : يأمرها ... يجعل فيها ...
الشيخ : كل شيء فإنه فيه إدراك بالنسبة لأمر الله (( فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين )) وقال للقلم ( اكتب قال ربي وماذا أكتب ؟ قال اكتب ما هو كائن ) فكل المخلوقات بالنسبة لله عز وجل فإن لها إدراكا.
هل صحيح أن عواصف الريح هي غبار الجن ؟
الشيخ : أيش ؟
السائل : ... هذه عجاج الجن
الشيخ : الجن
السائل : أي نعم العاصوف هذا الدائري يقولوا عجاج الجن
الشيخ : ما له أصل ما له أصل هذا لأن الظاهر أن هذه رياح تتقابل وتتدافع حتى تعلو فلهذا أحيانا تشيل الشيء الثقيل تحمل الشيء الثقيل ، ولذلك على ما قال الأخ ابراهيم اعتقاد أنها عجاج الجن وأن هذه غبارهم يقولون إنك إذا دخلت في وسطها وقلت عشاكم مالح تفرقوا وزال هذا العاصوف نعم، لكن ما له أصل هذا ، تصرخ بأعلى صوتك تقول عشاكم مالح والا شاييكم مُر ما ..
السائل : أنا جربت يا شيخ التهليل
الشيخ : اه
السائل : التهليل وذكر الله جربتها كثيرا
الشيخ : أنت ؟
السائل : إذا أقبل العاصوف هذا إذا ذكرت الله جمّد
الشيخ : نعم سبحان الله
السائل : والله جربتها أكثر من مرة
الشيخ : الله أكبر ، لا إله إلا الله نعم
هل للريح ملك مكلف بها يسيرها بأمر الله تعالى ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : الريح ... ملك مكلف بها ؟
الشيخ : لا أعلم ذلك.
شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: النهي عن سب الريح. الثانية: الإرشاد إلى الكلام النافع إذا رأى الإنسان ما يكره. الثالثة: الإرشاد إلى أنها مأمورة. الرابعة: أنها قد تؤمر بخير وقد تؤمر بشر
الطالب : للتحريم
الشيخ : النهي للتحريم
" الثانية الإرشاد إلى الكلام النافع إذا رأى الإنسان ما يكره " بأن يقول ( اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أمرت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أمرت به )
" الثالثة الإرشاد إلى أنها مأمورة " من قوله ( ما أمرت به )
" الرابعة أنها قد تؤمر بخير وقد تؤمر بشر " لقوله ( خير ما أمرت به وشر ما أمرت به )، والحاصل أن على الإنسان أن لا يعترض على قضاء الله وقدره وأن لا يسب قضاء الله وقدره وأن يكون مستسلما لأمره الكوني كما يجب أن يكون مستسلما لأمره الشرعي ، لأن هذه المخلوقات لا تملك أن تفعل شيئا إلا بأمر الله سبحانه وتعالى
السائل : يا شيخ العوام ... يسبها ...
الشيخ : أي ما يجوز يجب ان ينهوا عن ذلك ويبين لهم أن هذا حرام
السائل : ... على سبيل ال ... هذا
الشيخ : كيف ؟
السائل : ...
الشيخ : وش يقول ؟
السائل : يقول ...
الشيخ : لا هذا خبر لكن ما يقول جاءت به من شديدة الله يلعنها الله يفعل بها هذا ما يجوز ولو كان قد مضى ، وأما أن يقول هذا ريح شديد أو ريح دمرت كثيرا فهذا ما فيه شيء نعم
السائل : ...
الشيخ : أي نعم ، الشرور كلها في الغالب شرور نسبية ، كل ما خلق الله من الشر فإنه شر نسبي قد يكون خيرا للإنسان نفسه الذي قُدّر عليه.
9 - شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: النهي عن سب الريح. الثانية: الإرشاد إلى الكلام النافع إذا رأى الإنسان ما يكره. الثالثة: الإرشاد إلى أنها مأمورة. الرابعة: أنها قد تؤمر بخير وقد تؤمر بشر أستمع حفظ
شرح قول المصنف : باب قول الله تعالى : (( يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله ))
أما الأول فإنه له متعلقان : المتعلَّق الأول متعلقه بالنسبة لما يفعل بك والمتعلق الثاني بالنسبة لما يفعله في هذا الكون ، أما الثاني فيجب عليك أن تظن بالله أحسن ظن فيما يفعله سبحانه وتعالى في هذا الكون بحيث تعتقد أنه ما فعله إلا لحكمة بالغة قد تصل العقول إليها وقد لا تصل ، فإذا جعلت جميع أفعال الله التي تشاهدها في الكون مبنية على حسن الظن به فإنه يتبين لك بذلك عظمة الله عز وجل وحكمته في تقديرها، لا تظن أن الله إذا فعل شيئا في الكون فقد فعله لإرادة سيئة بل عليك أن تظن به سبحانه وتعالى أحسن الظن ، وأما المتعلق بك فالظن بالله سبحانه وتعالى يجب أن يكون مبنيا على أحسن ظن لكن بشرط أن يكون لديك السبب الذي يوجب ذلك الظن الحسن فإن ظننت بالله حسنا مع إهمالك وتفريطك وعدم قيامك بواجبه فإن هذا ليس ظنا حسنا بالله بل هو ظن المتهاون المتهالك ، وليس هذا من الظن الحسن بالله لأنك لو ظننت أن الله يثيبك مع إقامتك على معصيته هل هذا من حسن الظن بالله ؟ لا ، هذا من سوء الظن بالله إذ أن حكمة الله تأبى مثل ذلك فلو ظننت وقلت بأحسن الظن بالله وأفرط في الواجبات وأفعل المحرمات وأحسن الظن بالله بأنه سيغفر لي ويرحمني إلى آخره قلنا هذا ظن في غير محله بل هو ظن سوء بالله عز وجل لأنك تريد أن الله سبحانه وتعالى يخالف مقتضى الحكمة ، ولكن إذا فعلت الفعل الذي تؤمر به وتركت ما تنهى عنه فهذا هو محل حسن الظن بالله ، إذا عبدت الله تعالى على مقتضى شريعته مع الإخلاص له فلديك الآن احتمالان : احتمال أن الله يقبل منك واحتمال أن الله لا يقبل فما هو الظن الحسن في هذا ؟ أن تظن أن الله تعالى يقبل ، ما دمت قد عملت على حسب ما شرعه لك مع الإخلاص له سبحانه وتعالى فحينئذٍ يأتي مقام حسن الظن ، فعليك أن تحسن الظن بالله وأن لا تسيء الظن لا تقول والله أنا لست أهلا بأن يقبل الله مني غلط هذا ، لا تنظر إلى نفسك انظر إلى رحمة الله عز وجل وأحسن الظن به ، فعلت ذنبا عظيما وتبت منه فلديك الآن أمران احتمال أن الله قبل منك واحتمال أن الله ما قبل فما هو حسن الظن بالله ؟ أنه قبل منك لأنك عملت بما أوجب عليك من الإقلاع عن هذه المعصية والتوبة إلى الله تعالى منها ، هذا حسن الظن بالله عز وجل بالنسبة لما يفعله بك ، أما بالنسبة لما يفعله بالخلق فقد ذكرنا قبل قليل أن كل ما يفعله فهو يجب أن تحسن به سبحانه وتعالى الظن وأنه ما فعله إلا لحكمة وفي الحديث الصحيح أن الله تعالى قال ( أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ) نعم
السائل : ...
الشيخ : نعم نعم يحمل على سوء الظن بأنفسهم لا بالله على أنهم قد يرون أنهم مفرطون لم يقوموا بالواجب عليهم ، يخشون أنهم ما قاموا بالواجب ، وأما إذا كان الإنسان قد فعل ما يجب ما أوجب الله عليه فإنه ينبغي أن يحسن الظن بالله ، نعم
السائل : ... الله سبحانه وتعالى على ...
الشيخ : أي نعم لها علامات من علاماتها انشراح القلب واطمئنانه ومحبة الخير وكراهة الشر نعم وسهولة الطاعة على الإنسان كل هذه من علامات القبول ، طيب إذن الإحسان بالله كيف نقسمه ؟ نقول إحسان بالله فيما يتعلق بفعله العام فهذا يجب علينا أن نحسن الظن بالله في كل ما يفعله حتى فيما يقدره من الأمور التي تعتبر شرا بالنسبة لنا كالنكبات والكوارث وما أشبه ذلك ، لأننا نعلم أنه فعله لحكمة عظيمة فهو بهذا الاعتبار يكون حسنا أما بالنسبة لما يفعله بنا باعتبار الخاص فإنه إذا كان إذا كان من باب القضاء والقدر كالأول يجب أن نحسن الظن بالله حتى لو أصبنا مثلا بالفقر أو بالمرض أو بفقدان مال أو بفقدان أهل يجب أن نحسن الظن بالله في هذا وأن الله ما قدره علينا إلا لحكمة ، لكن ما كان من باب الجزاء في الأعمال فهذا هو الذي يحتاج إلى أيش ؟ إلى تفصيل إن كان الإنسان قد قام بما ينبغي أن يقوم به في ذلك فهو مأمور بماذا ؟ بإحسان الظن بالله أما إذا لم يقم فإنه كيف يحسن الظن بالله عز وجل بأن يثيبه وهو لم يعمل ؟! بل إن حسن الظن في مثل هذه الحال بالله هو أن تعتقد بأنك لست أهلا لأن يثيبك لست أهلا لثوابه وإلا لكان كل إنسان يتهاون ويقول الله غفور رحيم أنا أحسن الظن بالله ، طيب افعل ما يكون سببا لحسن الظن نعم
السائل : كيف الجمع الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر عمر أنه من أهل الجنة
الشيخ : نعم
السائل : وهو يخاف ...
الشيخ : أي يخاف أن الرسول يخاف أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبره بناء على حالته في تلك الأيام ثم طرأ له ما يوجب أن يخاف معه النفاق ولهذا عمرو بن العاص رضي الله عنه ذكر أن له أحوالا ثلاثة : حالة الكفر وحالة الإيمان والحالة الثالثة حين فتحت عليهم الدنيا فكان يخاف على نفسه لما فتحت الدنيا ، فعمر رضي الله عنه يقول الرسول عليه الصلاة والسلام أخبرني بذلك بناء على ما علمه من حالي فيما قبل ولكن الآن توليت توليت الأمة وشؤونها وكنت مسؤولا عنها فأخشى أن يكون عندي نفاق نعم
السائل : طيب قلنا أنه أحسن العمل وأدى ما عليه فينبغي أن يحسن الظن بالله أنه تقبل
الشيخ : نعم
السائل : وهؤلاء الصحابة أحسن الناس إتقانا للعمل كيف يقولون مثل هذه الأقوال ...
الشيخ : هم لأنهم يتهمون أنفسهم
السائل : طيب ما هو الحد الذي يعرف الإنسان من نفسه أنه يتهم أو لا يتهم
الشيخ : مثلا إذا قمت وتوضأت للصلاة وضوءا مشروعا ودخلت في الصلاة وأقمتها على حسب المشروع فحينئذٍ أحسن الظن بالله ، وكذلك لو دعوت الله عز وجل دعاء طلب مسألة فإنني أحسن الظن بالله بأنه سيجيبني لأنه من وفق للدعاء فقد وفق للإجابة (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم )) ولولا هذا الرجاء الذي يكون للإنسان من الله عز وجل لكان الإنسان ما ينشط للعمل لكنه يحسن الظن بالله سبحانه وتعالى ، ولهذا قال ... ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه ) نعم
السائل : هل يستثنى من ... إذا كان الواقع مثلا ...
الشيخ : نعم
السائل : هل يستثنى ... زوال هذا ال...
الشيخ : لا ، يُعمل يعمل لأن الله تعالى كما قال يريك عزته ويبدي لطفه ويريك سبحانه وتعالى الحكمة فيما يلقيه عليك من الشرور ولكنه أيضا يريك لطفه فيما يقدر من الأسباب التي تخفف هذا الشيء.
10 - شرح قول المصنف : باب قول الله تعالى : (( يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله )) أستمع حفظ
ما معنى قول الله تعالى "والذين هم من عذاب ربهم مشفقون "؟
الشيخ : نعم من عذاب ايش ؟
السائل : (( والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ))
الشيخ : نعم من
السائل : يعني وش معناها ؟
الشيخ : يعني يخافون من عذاب الله فيعملون ما ينجيهم من هذا العذاب
السائل : يعني هذه ما يصير إن سؤال الصحابة مطابق للآية
الشيخ : هو مثل ما قلت لك أنا مع أن الصحابة رضي الله عنهم لقوة لقوة اتهامهم لأنفسهم يخشون أنهم فرطوا
السائل : يا شيخ
الشيخ : نعم يا محمد
السائل : قوله تعالى (( الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة )) ما تشكل على هذا ، الإنسان إذا عمل ..
الشيخ : ما تشكل لأنهم ليست قلوبهم وجلة من حيث ما وعد الله به من الثواب لكن من حيث أنهم مقصرون يخافون من التقصير ، فعندنا فعل الإنسان له ناحيتين : من ناحية فعله ومن ناحية ثواب الله عز وجل ، فمن ناحية ثواب الله ينبغي أن يحسن الظن بالله أما من ناحية فعله فكل إنسان يخشى التقصير أي نعم.
هل يجوز أن يخبر عن الريح مثلا بأنها شديدة ؟
الشيخ : أي هذا لوط
السائل : وش يقصد يسب هذا اليوم ولا كيف ؟
الشيخ : لا ، يخبر بأنه يوم شديد ما هو يسبه هذا من باب الإخبار وليس من باب السب
السائل : طيب نخبر أن هذه الريح أو أي شيء ..
الشيخ : نعم يجوز أن نقول ريح شديدة ريح دمرت ريح أفسدت الزروع على سبيل الخبر ما هو على سبيل الذم.
هل يتهم الإنسان نفسه بالتقصير والتفريط و يقول هو منهج الصحابة رضوان الله عليهم ؟
الشيخ : نعم
السائل : نقل ابن القيم ... اتهام النفس أشياء كثيرة عن السلف
الشيخ : نعم
السائل : ذكر منها عن أحدهم أنه يقول في يوم عرفة ظننت أن الله يقبل من هذا لولا أني فيهم ...
الشيخ : والله هذا ، هذا يحمل على اتهام النفس لكن ما ينبغي ، هذا ما ينبغي أبدا بل الذي ينبغي قوة الرجاء ما دام فعلت السبب فقوّي الرجاء في الله ، أما نعم الإنسان اللي ما فعل السبب ويخشى ... على الوجه الأكمل ، أما الذي ما فعل السبب لا وجه لحسن الظن ، لو قال أن الله يثيبه وهو ما فعل هذا طعن بالله عز وجل وسوء ظن به
السائل : ... الصحابة هم أكثر من بذل الأسباب في هذا بعد الأنبياء
الشيخ : نعم
السائل : وإذا كانوا يشكون في ذلك فنحن من باب أولى يعني
الشيخ : والله هذه ترجع ترجع لحال الإنسان نفسه قد يكون الإنسان من قوة يقينه بالله عز وجل ومن قوة إدراكه أن الأمر خطير يخشى على نفسه أنه ما قام بالواجب فالناس يختلفون ، كان بعض الصحابة رضي الله عنه إذا أكل طعاما مشتبها فيه تقيأ حتى يخرجه وبعض الصحابة ... ذلك ، فلكل مقام مقال ، إنما يجب علينا نحن إذا عملنا العمل الصالح حسب ما وجهنا به أن نحسن الظن بالله وإلا فإنه تضيع أعمالنا ، نعم.
هل يحسن المسلم الظن بالله تعالى عند الموت إذا كان من المفرطين ؟
الشيخ : إذا تاب يحسن الظن بالله ، عند موته مثلا لو ندم على ما فرط وتاب إلى الله فليحسن الظن بالله سبحانه وتعالى بأن الله تعالى يقبل توبته ويعفو عما سلف
السائل : ... يكون عنده ... في الرجاء أما الخوف فيكون ..
الشيخ : هذا مسألة الخوف والرجاء ما هو حسن الظن بالله ، الخوف والرجاء هل أنك تخاف تغلب جانب الخوف أو جانب الرجاء تقدم لنا أن العلماء اختلفوا في ذلك فأما الإمام أحمد فقال ينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه واحدا فأيهما غلب على صاحبه هلك ، وأن بعض العلماء قال ينبغي في حال المرض أن يغلب جانب الرجاء وفي حال الصحة أن يغلب جانب الخوف ، وبعضهم قال ينبغي عند العمل الصالح أن يغلب جانب الرجاء وعندما تطلب نفسه منه أن يعمل عملا سيئا يغلب جانب الخوف ، وبعضهم يقول يغلب جانب الرجاء في حق الله وجانب الخوف في حق المخلوق ، المهم أنهم اختلفوا في هذا اختلافا كثيرا وكل إنسان كل إنسان في الحقيقة يمكن أن يكون طبيب نفسه فيغلب جانب الخوف إذا رأى من نفسه الانهماك في المعاصي والتفريط في الواجبات والاعتماد على الرجاء
السائل : ...
الشيخ : نعم والإنسان إن شاء الله يؤمل الخير إذا عمل صالحا
السائل : ولكن يسيء الظن بنفسه ...
الشيخ : هذه إذا رأى الإنسان إلى عمله خاف وإذا رأى إلى فضل الله رجا
السائل : الحجاج بن يوسف إذا صحت هذه عند احتضاره قال يقولون إنك إن لم تقتلني فلن يقتلني أحد هل هذا
الشيخ : والله ما أدري يمكن يمكن ، أما العامة فإنهم يقولون إنه عند احتضاره قال لابنه شق من بيتي إلى المقبرة اهدم البيوت خله تمشي الجنازة على وجه مستقيم وأنه لما فعل ذلك ابنه بعد موته قال الناس الله يحل الحجاج عند ولده على شان أنه يحلونه .. ، والتمني كما يقول العوام رأس مالهم قليل ، اللي يتمنى على الله الأماني ما ينتفع كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ) طيب.
شرح قول المصنف : وقوله (......يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله )
قال الله تعالى (( قل إن الأمر كله لله )) فإذا كان الأمر كله لله فلا وجه لاحتجاجكم على قضاء الله وقدره وأن تقولوا هل لنا من الأمر من شيء فإذا كان الأمر كله لله فالله عز وجل يفعل ما شاء من النصر والخذلان وقوله (( قل ان الأمر )) المراد بالأمر هنا واحد الأمور لا واحد الأوامر يعني الشأن كل الشأن ، شأن الذي يتعلق بأفعال الله عز وجل والذي يتعلق بأفعال المخلوقين كله لمن ؟ لله سبحانه وتعالى فهو الذي يقدر العز والخذلان والذي يقدر العز والذل ويقدر النصر والخذلان ويقدر الخير والشر لكن الشر كما مر علينا كثيرا ليس إلى الله سبحانه وتعالى ، وإنما الشر في المفعولات لا في الفعل الذي هو فعل الله ، (( قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك )) هؤلاء المنافقون من شأنهم عدم الصراحة وعدم الصدق ، يخفي في نفسه ما لا يبديه لغيره لأنه يرى من جبنه وخوفه أنه لو أخبر بالحق لكان ذلك لكان في ذلك هلاكه ، فهو يخفي في نفسه ما لا يبدي للرسول عليه الصلاة والسلام وهكذا شأن المنافقين في كل زمان وفي كل مكان يخفي في نفسه ما لا يبدي لغيره لأنه لو تمكن من ابداء ما في نفسه لوجدت عنده أمرا عظيما من الكفر والفسوق والعصيان ، (( يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا )) يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا والمراد بقوله (( ما قتلنا )) يعني الذين قتلوا في أحد لكن كما زعموا محمدٌ صلى الله على وسلم خالف رأينا ومشورتنا فلم يكن الأمر بأيدينا ، لأنه من المعروف أن عبد الله بن أبي المنافق بل رأس المنافقين لما خرج النبي عليه الصلاة والسلام إلى أحد رجع بنحو ثلث الجيش ، رجع بهم ثم قال " إن محمدا يعصيني ويطيع " أيش ؟ " الصغار والشبان " ، (( يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا )) قل إن الأمر ، هاه ؟
(( قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ))، يعني هذا الاحتجاج الذي تقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا هذا احتجاج لا حقيقة له لماذا ؟ لأنه إذا كُتب القتال أو القتل على أحد ما نفعه تحصنه حتى لو كان في قعر بيته ، ولهذا قال (( لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ))
وقوله (( كُتب )) المراد بالكتابة هنا الكتابة الكونية لأن الكتابة قسمان : كتابة شرعية وكتابة كونية فالكتابة الشرعية لا يلزم منها الوقوع والكتابة القدرية يلزم منها الوقوع ، مثال الكتابة الشرعية قوله تعالى (( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا )) وقوله (( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم )) كتب هنا كتابة شرعية ولهذا يتخلف عن الصيام من يتخلف ، وأما الكتابة الكونية فمثل قوله تعالى (( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز )) ومثل قوله تعالى (( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون )) ومنها هذه الآية (( قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم )) ما تحصنهم بيوتهم ، أيش بعده ؟
الطالب : ...
الشيخ : (( لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم )) ليبتلي بمعنى يختبر ، يختبر ما في صدوركم من الإيمان بقضاء الله وقدره والإيمان بحكمته وأنه بتقدير هذا الأمر الفاجع المؤلم إنما كان لحكمة أرادها الله عز وجل ، فيختبر الله تعالى ما في قلب العبد بما يقدره عليه من الأمور المكروهة حتى يتبين من استسلم لقضاء الله وقدره ولحكمته سبحانه وتعالى ممن لم يكن كذلك ، وقوله (( وليمحص ما في قلوبكم )) هذا يكون بعد الابتلاء ، إذا حصل الابتلاء فقوبل هذا الابتلاء بالصبر صار في ذلك تمحيص لما في القلب أي تطهير له وإزالة لما يكون قد علق به من بعض الأمور التي لا تنبغي ، ولقد حصل الابتلاء والتمحيص في قصة أحد ويدلك لهذا أن الصحابة رضي الله عنهم لما ندبهم الرسول عليه الصلاة والسلام حين قيل له (( إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ))، خرجوا إلى حمراء الأسد لكنهم لم يجدوا لم يجدوا غزوا فرجعوا (( فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ))، وقوله (( والله عليم بذات الصدور )) هذه الجملة الخبرية فيها إثبات أن الله عز وجل عليم بذات الصدور أي بصاحبة الصدور وما المراد بها ؟
الطالب : ...
الشيخ : بذات الصدور القلوب كما قال الله تعالى (( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )) فهو سبحانه وتعالى عليم بما في قلب العبد ، لا يخفى عليه شيء من حاله بل إنه جل وعلا يعلم حتى ما لا يكون في قلب الإنسان يعلم متى يكون وكيف يكون ولهذا قال (( والله عليم بذات الصدور )) ، انتهت الآية .
شرح قول المصنف : وقوله : (( الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء ))
الطالب : الأول
الشيخ : الأمران جميعا مراد يعني أن السوء محيط بهم من كل جانب كما تحيط الدائرة بما في جوفها ، وكذلك أيضا عليهم تدور الدوائر عليهم تدور دوائر السوء فهم وإن ظنوا أن الله تعالى تخلى عن رسوله وأن أمر رسوله سيضمحل فإن الواقع أن الدائرة هي راجعة إليهم
قال (( وغضب الله عليهم ولعنهم )) غضب الله عليهم الغضب صفة من صفات الله عز وجل صفة فعلية والا ذاتية ؟
الطالب : فعلية
الشيخ : فعلية لأنها تتعلق بمشيئته ، وكل صفة تتعلق بمشيئة الله فإنها تسمى عند أهل العلم الصفات الفعلية ، والغضب قيل هو الانتقام وقيل إرادة الانتقام وقيل صفة ليست الانتقام ولا إرادة الانتقام بل هي صفة يترتب عليها الانتقام أي هذه الأقوال أصح ؟ الصفة الأخير أن الغضب صفة نعم يترتب عليها الانتقام ، والذين أنكروا ذلك وقالوا إن الله لا يغضب قالوا لأن الغضب غليان القلب بطلب الانتقام ولذلك يفور دمه وتنتفخ أوداجه ويحمر وجهه وعينه وينتفش شعره من قوة الغضب ، وكما قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( إنه جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم ) ، قالوا ان الغضب الحقيقي غليان دم القلب والرب عز وجل هل إذا غضب معناه غلى دم قلبه ؟ لا ، فنقول لهم إن هذا التفسير الذي تفسرون به الغضب إنما هو حقيقة غضب الإنسان ، أما الله عز وجل فإن غضبه يليق به ولا يلزم إذا كان يوافق غضب الإنسان في المعنى أن يوافقه في الكيفية والمثلية لأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، ويدل على أن الغضب ليس هو الانتقام قوله تعالى (( فلما آسفونا انتقمنا منهم )) آسفونا يعني أغضبونا انتقمنا منهم ، فجعل الانتقام مرتبا على الغضب فدل ذلك على أنه غيره
وقوله (( ولعنهم )) ما هو اللعن ؟ هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله ، وأعد لهم جهنم يعني هيأها لهم وجعلها سكنا لهم والعياذ بالله ، (( وساءت مصيرا )) مصيرا إعرابها يا أخ ؟
الطالب : تمييز
الشيخ : تمييز ؟ صح ؟ نعم ... تمييز والفاعل مستتر يعني ساءت النار مصيرا يصيرون إليه ، وهذا ذم من الله عز وجل لهذه النار التي هي مصير هؤلاء الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء ، وعلى هذا فكل من ظن بالله ما لا يليق به فإنه مشبه للمشركين ومن ؟ والمنافقين ، قال ابن القيم في الآية الأولى ، نعم
السائل : ...
الشيخ : نعم مناسبة ... لانه ينافي في كمال التوحيد بإثبات الصفات الكاملة العليا فإن هذا يقتضي إثبات الصفات الناقصة.
هل حسن الظن بالله تعالى من كمال التوحيد ؟
الشيخ : نعم يعتبر من كمال التوحيد
السائل : لم يذكره المؤلف في هذا الباب لم يذكره المؤلف في هذا الباب
الشيخ : لأنه بضدها تتبين الأشياء ، فإذا كان ظن السوء محرما فحسن الظن يكون واجبا ، نعم
السائل : ... يظنون بالله غير الحق هؤلاء المنافقون
الشيخ : نعم
السائل : وقوله ...
الشيخ : هذا من باب الالتفات
السائل : ... الضمير يرجع إلى ..
الشيخ : أقول من باب الالتفات من باب الالتفات والكلام كما عرفت يكون فيه الالتفات من قول إلى قول ومن خطاب إلى خطاب
السائل : شيخ ولما آسفونا لماذا أولنا أنه الغضب
الشيخ : لأن الأسف الذي هو الحزن ما يليق بالله ما يليق بالله عز وجل ، ولهذا ممنوع عنه أن يوصف الله بالحزن أو بالأسف الذي هو التأسف والتحزن ، نعم
السائل : قوله ما قتلنا ها هنا ...
الشيخ : المراد ما قتل إخوانهم لأن الإنسان قد يضيف الشيء إلى نفسه ويعني به قبيلته أو عشيرته أو ما أشبه ذلك.
شرح قول المصنف : قال ابن القيم في الآية الأولى : فسر هذا الظن بأنه سبحانه لا ينصر رسوله ، وأن أمره سيضمحل ، وأن ما أصابه لم يكن بقدر الله وحكمته . ففسر بإنكار الحكمة ، وإنكار القدر ، وإنكار أن يتم أمر رسوله وأن يظهره الله على الدين كله . وهذا هو ظن السوء الذي ظنه المنافقون والمشركون في سورة الفتح . وإنما كان هذا ظن السوء لأنه ظن غير ما يليق به سبحانه ، وما يليق بحكمته وحمده ووعده الصادق .
الطالب : عبث
الشيخ : عبث وسفه ، أيش الفائدة من أن يرسل رسول ويؤمر بالقتال وإتلاف الأموال وإتلاف الأنفس ثم تكون النتيجة أن يضمحل أمره ويهزم ، هذا بعيد بعيد ولا سيما رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو خاتم النبيين فإن الله تعالى قد أذن بأن شريعته ستبقى إلى يوم القيامة ، قال رحمه الله تعالى - ابن القيم - : " وهذا هو ظن السوء الذي ظنه المنافقون والمشركون في سورة الفتح " وش الظن ؟
18 - شرح قول المصنف : قال ابن القيم في الآية الأولى : فسر هذا الظن بأنه سبحانه لا ينصر رسوله ، وأن أمره سيضمحل ، وأن ما أصابه لم يكن بقدر الله وحكمته . ففسر بإنكار الحكمة ، وإنكار القدر ، وإنكار أن يتم أمر رسوله وأن يظهره الله على الدين كله . وهذا هو ظن السوء الذي ظنه المنافقون والمشركون في سورة الفتح . وإنما كان هذا ظن السوء لأنه ظن غير ما يليق به سبحانه ، وما يليق بحكمته وحمده ووعده الصادق . أستمع حفظ