ذكر مراتب القدر
الطالب : الجبرية
الشيخ : يسمون الجبرية ، ما رأيهم ؟
الطالب : ...
الشيخ : يقولون إن الله قدر كل شيء وخلق كل شيء وعلم كل شيء وجعل وجعلوا متعلق قدرة الله بفعل العبد أنه مجبر على فعله ، ليس له اختيار ، هؤلاء الجبرية من هم يعني إلى أي طائفة ينتسبون أو ما هو الاسم العام لهم ؟
الطالب : الجهمية
الشيخ : الجهمية صحيح ، أما أهل السنة والجماعة فتوسطوا بين الطائفتين آمنوا بعلم الله وكتابته ومشيئته وخلقه وآمنوا بأن للعبد اختيارا وقدرة على فعله ، فجمعوا بين النصوص ووافقوا المعقول والمنقول ، واضح ؟ طيب
مراتب القدر مراتب القدر أربع هذا مبتدأ درس الليلة إن شاء الله تعالى ، مراتب القدر أربع كلها يجب على الإنسان أن يؤمن بها : المرتبة الأولى العلم وذلك بأن تؤمن بأن الله تعالى علم كل شيء جملة وتفصيلا ، علم ما كان وما يكون لو كان كيف يكون ، كل شيء علمه الدقيق والجليل ، ودليل ذلك في الكتاب كثير منها قوله تعالى (( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين )) الأوراق التي تتساقط ميتة أي ورقة كانت صغيرة أو كبيرة في بر أو بحر أو حضر فإن الله تعالى يعلمها ، والورقة التي تخلع ؟ يعلمها من باب أولى ، شوف سعة علم الله عز وجل وإحاطته ما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض يعني إلا يعلمها إلا يعلمها في ظلمات الأرض ، لنفرض أننا في ليلة مظلمة ما فيها قمر وفيها سحاب متراكم ونحن في بحر في قاع البحر ، حبة في قاع البحر في باطن أرض القاع كم ظلمة عليها ؟
الطالب : ظلمات بعضها فوق بعض
الشيخ : ظلمات متعددة ، ظلمة الطبقة الأرضية ثم البحر ثم المطر ثم السحاب المتراكم ثم ظلمة الليل كل هذا داخل في قوله (( ولا حبة في ظلمات الأرض ))، ثم جاء العموم المطلق قال (( ولا رطب ولا يابس ))، والأشياء كلها إما رطبة وإما يابسة (( إلا في كتاب مبين ))، ولا كتب إلا بعد أن علم ما كتب إلا بعد أن علم، ففي هذه الآية الكريمة إثبات العلم وإثبات الكتابة ، وقال تعالى (( ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير )) ففي الآية أيضا إثبات العلم وإثبات الكتابة ، هذان مرتبتان ، المرتبة الثالثة مرتبة المشيئة وهذه أيضا عامة فما من شيء في السماوات والأرض إلا وهو كائن بإرادة الله ومشيئته كل شيء ، (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) وما من شيء إلا وهو مراد له لا يكون في ملكه ما لا يريد أبدا ، فإذن مشيئة الله تعالى عامة ، أما فيما يفعله سبحانه وتعالى بنفسه فالأمر ظاهر وأما ما يفعله المخلوق من آدمي أو بهيم فهو كذلك كائن بمشيئة الله ، قال الله تعالى (( لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين )) وقال تعالى (( ولو شاء ربك ما فعلوه )) إذن فهم فعلوه بماذا ؟ بمشيئة الله (( ولو شاء الله ما فعلوه )) آية ثانية ، إذن فما فعلوه فبمشيئة الله ، (( ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد )) إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة الدالة على أن مشيئة الله عامة فما من شيء كائن إلا بمشيئة الله لا يكون في ملكه ما لا يريد أبدا
(( لله ملك السماوات والأرض )) وهذا الملك لا يكون فيه شيء لا يريده الله ، المرتبة الرابعة الخلق وهو أنه ما من شيء في السماوات ولا في الأرض إلا الله خالقه ومليكه ومدبره وذو سلطانه سبحانه وتعالى ، قال الله تبارك وتعالى (( الله خالق كل شيء )) خالق كل شيء وهذا العموم لا مخصص له ، كل شيء فالله خالقه ، طيب الآدمي مخلوق والا لأ ؟
الطالب : نعم
الشيخ : طيب فعله ؟ كذلك مخلوق ، لأن فعل العبد من صفاته ولهذا جعلنا صفات الله فعلية وذاتية ، فعل العبد من صفاته لأن فعل العبد ناتج عن أمرين : عن إرادة جازمة وقدرة مدركة أو وقدرة تامة ، إرادة جازمة وقدرة تامة فلولا الإرادة لولا الإرادة من الإنسان ما فعل ولولا القدرة ما فعل ، أليس كذلك ؟ لو أن رجلا لم يرد أن يسافر ما سافر ولو أراد السفر لكن ما عنده مال ما سافر إذن ففعله ناتج عن أمرين الإرادة الجازمة والقدرة التامة ، من الذي خلق فيك الإرادة الجازمة والقدرة التامة ؟ الله عز وجل ، لو شاء الله تعالى ما أردت ولو شاء ما قدرت ، وكم من مرة يريد الإنسان شيئا فلا يدري إلا والله صارفه عن إرادته بدون أي سبب ، وقد يكون بأسباب يقدرها الله عز وجل وقد يكون بموانع تمنعه من إرادة ذلك الشيء ، " قيل لأعرابي بم عرفت ربك ؟ فقال بصرف الهمم بصرف الهمم " وهذا أمر واضح أن الإنسان قد يريد ثم ينثني عزمه ، إذن فعل العبد يكون مخلوقا لله والا غير مخلوق لله ؟ يكون مخلوقا لله ولكن تعلق بفعل العبد شيئان : خلق ومباشرة عمل مباشر ، فالعمل المباشر لمن ؟ للإنسان نفسه ولكن الخلق للخالق ، ففعلك في الحقيقة يتعلق به شيئان أحدهما فيما يتعلق بالله عز وجل فهو خالقه والثاني فيما يتعلق بالمباشرة بفعلك وهذا ينسب إليك ، وكما قال الله تعالى في القرآن (( جزاء بما كانوا يعملون )) (( ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون )) وما أشبه ذلك عرفت ؟ ولولا هذا لولا أنك ينسب إليك الفعل ما كان هناك فائدة للثناء على المؤمن المطيع وإثابته وعقوبة العاصي الكافر ، ولكن الإنسان يفعل بإرادته كما هو ظاهر معلوم ، فتبين الآن بأن مراتب القدر أربع : العلم والكتابة والمشيئة والخلق ، وأن أهل السنة والجماعة يؤمنون بكل هذه المراتب الأربعة وأدلتها كما علمتم ، وقد جمعت هذه المراتب الأربع في بيت أنشدناه لكم قديما من يحفظه ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا ، وخلقه وهو إيجاد وتكوين ،
" علم كتابة مولانا مشيئته *** وخلقه وهو إيجاد وتكوين "
هذه المراتب الأربعة طيب إذا كانت هذه المراتب الأربع هي مراتب الإيمان بالقدر هل هناك مراتب أخرى ؟ الجواب نعم هناك تقديرات أخرى لكنها نسبية
فيه تقدير عمري يكون والإنسان في بطن أمه حين يبلغ أربعة أشهر ويرسل الله إليه ملكا ينفخ فيه الروح ويكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد
وفيه أيضا الكتابة الحولية وهي التي تكون في ليلة القدر ، يكتب فيها ما يُقدر في السنة
قال بعضهم وفيه كتابة يومية واستدل لها بقول الله تعالى (( يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن )) فهو كل يوم يغني فقيرا ويفقر غنيا ويوجد معدوما ويعدم موجودا ويبسط الرزق ويقدره وينشئ السحاب والمطر وغير ذلك كل يوم ، كل يوم هو في شأن جل وعلا ، في شأن شؤون عظيمة كثيرة نعم، فهذه مراتب القدر أربع.
بيان أن القدر لا يعارض الشرع و الرد على من يحتج بالقدر على المعاصي
فإن قلت إذا قررت ذلك لزمك أن تجعل العاصي معذورا بمعصيته لأنه يقول أنا عاصي بقدر الله فما الجواب ؟ الجواب لا ، فإن احتجاج العاصي بالقدر باطل بالشرع والنظر أما بطلانه بالشرع فقد قال الله عز وجل (( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء )) كلام جميل صحيح أو لا ؟ لو شاء الله ما أشركوا ولكنهم ما قالوا ذلك على سبيل الإيمان بالقدر لكن على سبيل الاحتجاج بالقدر على معصية الله فماذا قال الله فيهم ؟ قال الله تعالى (( كذلك كذّب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا )) ولو كانت حجتهم صحيحة ما أذاقهم الله بأسه ، (( قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون )) هذا دليل واضح على بطلان احتجاج العاصي بالقدر على معصيته
فيه دليل آخر وهو قوله تعالى (( رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل )) فهنا أبطل الله الحجة على الناس بإرسال الرسل ، ولو كان القدر حجة ما انتفت بإرسال الرسل لأن القدر باق حتى مع إرسال الرسل أليس كذلك ؟ فهذا أيضا دليل على بطلان احتجاج العاصي على معصيته بقدر الله ، وأما النظر فإننا نقول هذا الاحتجاج باطل باطل يا أخا القدر كيف باطل ؟ نقول الآن نشر في الجريدة الرسمية أن فيه وظيفة مرتبتها عشرة آلاف ريال وفي وظيفة مرتبتها خمسة آلاف ريال وفي وظيفة مرتبتها ثلاثة آلاف ريال نعم هل تذهب تسابق والا لأ ؟ إلى وين ؟ إلى اللي بعشرة آلاف ريال ، إذا ما حصلت ينزل إلى الخمسة إذا ما حصلت ينزل إلى الثلاثة إذا ما حصلت قال أنا اللي مفرط نعم انا اللي مفرط ليش ما تقدمت مع أول الناس ، عندنا وظائف دينية الصلوات الخمس كفارة لما بينهم الصلوات الخمس كنهر على باب أحدنا يغتسل فيه في كل يوم ، الصلاة مع الجماعة كم ؟ ( أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة ) وين أنت عن هذا ؟ لماذا لا تروح إلى الوظائف هذه ؟ ليشت تترك هذه الوظائف احتجاجا بالقدر وتروح تلهث للعاصمة من أقصى البلاد على شان عشرة آلاف ريال المرتبة ثم الخمس ثم الثلاث ؟! وهذا واضح جدا ، ومن العجب أنه مصلحة لمن ؟ للإنسان سواء في الدنيا أو في الآخرة يعني سواء في الأعمال الدنيوية المراتب الوظائف اللي قلنا أو في اعمال الآخرة المصلحة لك فكيف تحتج بالقدر على ما يتعلق بأمور الآخرة ولا تحتج بالقدر على ما يتعلق بأمور الدنيا
رجل آخر قال والله عسى الله يرزقني بولد صالح طالب علم عابد غني كريم نعم، قلنا طيب كل فرد يسأل الله هذا السؤال ، نقول تزوج حتى يأتيك ولد قال الله يرزقني الولد الصالح كل ما جئته قال الله يرزقني الولد الصالح ، يجيه الولد والا ما يجيه ؟ لكن إذا تزوج بمشيئة الله عز وجل فإنه قد يرزق هذا الولد ، هذا الذي يقول أسأل الله الجنة والنجاة من النار لكن ما عمل عمله يمكن ينجو من النار ويدخل الجنة ؟ ما يمكن ، إذن فبطل الاحتجاج بالقدر على معاصي الله بالأثر والنظر والأمر والحمد لله واضح
ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم أعطى كلمة جامعة مانعة نافعة لما قال ( ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار ، قالوا يا رسول الله أفلا ندع العمل ونتكل ؟ - أيش قال ؟ - اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) لو أراد أكبر المؤلفين يكتبون مثل هذه العبارة الجامعة المانعة النافعة ما استطاعوا ، تلقى هؤلاء الجيدين اللي يقال أنهم فلاسفة أو متفلسفة يكتب على مثل هذه الجملة البسيطة يكتب صفحات فإن قيل فالجواب فإن قيل فالجواب فإن قيل فالجواب والرسول صلى الله عليه وسلم أعطانا كلمة واحدة أيش قال ؟ ( اعملوا ) كلمة اعملوا فعل أمر ( فكل ميسر لما خلق له )، لو مشينا على هذا هل ترد علينا هذه الإيرادات التي يوردها مثل هؤلاء ؟ لا والله ما ترد ما ترد ، فالحاصل أن الإيمان بالقدر ليس حجة على العاصي، ليس حجة للعاصي على معصيته .
ذكر فوائد الإيمان بالقدر وبيان أن القدر فيه خير وشر .
أنه تكميل لتوحيد الربوبية ونحن مطالبون بأقسام التوحيد وتكميلها
ومنها أنه يوجب صدق الاعتماد على الله عز وجل إذا علمت أن كل شيء بقضاء الله وقدره صدق اعتمادك على الله
ومنها أنه يوجب للقلب الطمأنينة إذا علمت أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ها أيش تقولون ؟ تطمئن إذا أصابك السوء تقول هذا مكتوب علي تطمئن
ومنها أن الإنسان لا يعجب بعمله إذا عمل عملا يشكر عليه لأن الله هو الذي منّ عليه وقدّره له ، وقد أشار الله إلى هذا بقوله (( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكي لا تأسوا على ما فاتكم )) لكي لا تأسوا هذا الطمأنينة اللي قلنا (( لكي لا تأسوا على ما فاتكم )) ايش بعده؟ (( ولا تفرحوا بما آتاكم )) يعني فرح بطر وإعجاب بالنفس
ومنها أي من الإيمان بالقدر أن الإنسان يفعل الأسباب وهذا إنما يتأتى حيث يؤمن الإنسان بحكمة الله عز وجل وأنه جل وعلا لا يقدر الأشياء إلا مربوطة بأسبابها لأن هذا هو تمام الحكمة ، وأهم شيء هو طمأنينة القلب وعدم إعجابه بما صنع واعتماده على الله سبحانه وتعالى وتكميل أيش ؟ توحيد الربوبية ، كل هذا من فوائد الإيمان بالقدر
ثم اعلم أن القدر يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيه ( الإيمان بالقدر خيره وشره ) وإذا كان القدر من الله فكيف نقول القدر خيره وشره ؟ كيف نقول الإيمان بالقدر خيره وشره ؟ وهل الشر إلى الله هل ينسب الشر إلى الله ؟ كلا لا ينسب إليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( والشر ليس إليك ) فلا ينسب الشر إلى الله لا فعلا ولا تقديرا ولا حكما لا ينسب إليه أبدا ، إنما يكون الشر في المفعولات لا في فعل الله والفرق بين الفعل والمفعول ظاهر ، عندما يشتكي ولدك ويحتاج إلى كي فتكويه فالنار سوف تحرقه وتؤلمه هذا شر فالمفعول الآن شر لكن فعلي خير لأني أريد مصلحته فهناك فرق بين الفعل والمفعول فالشر إنما هو في مخلوقات الله
ثم إنه مع ذلك ليس شرا محضا ، أتظن أن الذي يقدره الله عليك من الشرور أتظنه شرا محضا ؟ لا بل هو قد يكون شرا في محله في زمنه فقط يعني شر محدود في محله وفي زمنه ، فقولنا في محله لأنه قد يكون شرا لك لكن خير بالنسبة للآخرين ، فإذا رأينا رجلا ظالما تمادى في ظلمه فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر صار ذلك شرا بالنسبة له لكن خير بالنسبة للآخرين الذين يتعظون بما صنع الله به ، كما قال تعالى في القرية التي التي اعتدت في السبت قال (( فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين )) ثم إنه شر في زمنه أيضا ما هو شر مطلق شر في زمنه لأنه قد يعقبه خير قد يعقبه خير ، فإن الإنسان إذا استمرت النعم عليه قد تحمله أيش ؟ على الأشر والبطر بل إذا استمرت الحسنات ولم يحصل منه سيئة تكسر من حدة نفسه قد يعرض عن التوبة ويغفل ينساها ، وكم من إنسان أذنب ذنبا ثم تذكره فاستغفر له وصار بعد التوبة خيرا منه قبلها او خير منه قبلها، لأنه كلما ذكر معصيته هانت عليه نفسه وتطامنت وحد من علوائها أو من عليائها ، أليس كذلك ؟ وانظر إلى آدم عليه الصلاة والسلام هل حصل له الاجتباء والتوبة والهداية قبل أن يأكل من الشجرة ؟ لا لكن لما أكل وندم (( وقالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين )) نعم قال الله تعالى (( ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى )) انظر إلى حال الثلاثة الذي خلفوا بعد المعصية وبعد المصيبة التي أصابتهم حتى ضاقت عليهم أنفسهم وضاقت عليهم الأرض بما رحبت وصاروا ينكرون الناس حتى أقاربهم صار قريبه يشوفه كأنه رجل أجنبي من شدة ما في نفسه حتى تنكرت نفسه عليه نعم، بعد هذا الضيق العظيم وش صار لهم ؟ صار لهم بعد التوبة فرح ما له نظير أبدا ، وصارت حالهم أيضا بعد التوبة بعد أن تاب الله عليهم أكمل من قبل وصارت ذكراهم بعد التوبة أكبر من قبل ، لو خرجوا مع الناس إلى تبوك ومشوا ذكروا بأعيانهم ؟ (( ... وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم )) ... نقدر القيمة في هذه الآيات العظيمة التي تتلى في محاريب المسلمين ومنابرهم إلى يوم القيامة هذا شيء عظيم ، أقول إن الإيمان بالقدر يوجب للإنسان مثل هذه الأمور العظيمة وأن الشر الذي في قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( الشر ليس إليك ) شر محدود في ... محله وزمنه ، شر محدود في محله وزمنه ، على أنه ليس شرا في فعل الله ولكن شر في مفعولاته سبحانه وتعالى . نعم
بيان زيغ أهل البدع في باب القدر .
السائل : فلا يقع الأمر إلا بمشيئة الله كما قال الشافعي ...
الشيخ : طيب إذن نقول إذا أثبتم أن الإنسان مستقل بعمله فقد أثبتم وجود شيء في ملك الله لا يريده الله وهذا إشراك به ، ولهذا سمى النبي صلى الله عليه وسلم هذه القدرية سماهم مجوس هذه الأمة ، هذه واحدة
ثانيا نقول لهم والمراد به ... غلاتهم نقول هل تقرون بعلم الله ؟ سيقولون نقر نعم ، فنقول هل وقع هذا الشيء على خلاف معلومه والا على وفق معلومه ؟ إن قالوا على خلاف معلومه فقد أنكروا العلم وإن قالوا على وفقه فقد أقروا أنه بإرادته لأنه معناه أنه أوقعه الله على ، لأنك أنت الإنسان ما تعلم ما أراد الله ما تعلم فإذا وقع على مقتضى علم الله كان ذلك بتقديره لأنك أنت حينما فعلت لا تعلم أن الله عز وجل قدّر لك ذلك ، أما الجبرية
السائل : ما اتضحت
الشيخ : نعم ؟
السائل : ما اتضحت
الشيخ : نقول هل ما وقع منه على وفق معلوم الله والا على خلافه ؟ إن قال على خلافه أنكر العلم وإن قال على وفقه نقول هذا دليل على أنه بإرادته
السائل : ...
الشيخ : كيف ذلك ؟ نقول لأنك أنت حينما فعلت ما تعلم أن الله تعالى أراد ذلك فجعلته موافقا لمعلومه وإنما جرى على وفق معلوم الله تعالى بإرادة الله فيكون هذا دليلا على أنك على ان ما فعلت فهو مراد لله عز وجل ، وعلى هذا قول الشافعي المشهور : " ناظروهم بالعلم فإن أنكروه كفروا وإن أقروا به خصموا " ، بالنسبة للجبرية عندهم أدلة عندهم أدلة ما هي أدلة الجبرية ؟ أنت
الطالب : قوله تعالى (( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ))
الشيخ : طيب (( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى )) فنفى الفعل عن النبي وأثبته لله هذه واحدة
الطالب : قوله تعالى (( ليس لك من الأمر شيء ))
الشيخ : (( ليس لك من الأمر شيء ))؟
الطالب : نعم
الشيخ : وجه الدلالة ؟
الطالب : أن الأمر ليس بيدك تصرف به أنت مجبر فالأمر كله بيد الله
الشيخ : ما هو بواضح ، نعم
الطالب : (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله ))
الشيخ : (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله )) ، توافقون على هذا الدليل ؟
الطالب : نعم
الشيخ : نعم
الطالب : (( ومن يرد الله أن يهديه ))
الشيخ : (( ومن يرد الله أن يهديه ))
الطالب : (( يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا ))
الشيخ : (( ضيقا حرجا ))، طيب
الطالب : (( ... إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم ))
الشيخ : نعم هذه الأدلة ومن الأدلة أيضا أدلة إخوانهم المشركين أدلة إخوانهم المشركين، (( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء )) صحيح كلامهم ؟ أي لو شاء الله ما أشركنا ولكنه شاء أن نشرك فأشركنا إجبارا ، ولكن هذه قلنا فيما سبق أن هذه كلمة حق أريد بها باطل صحيح لو شاء الله ما أشركوا كما قال تعالى (( ولو شاء الله ما أشركوا )) ولكن هم ما أرادوا هذا أرادوا بذلك الاحتجاج على المعاصي بالقدر وإلا لو قالوا والله هذا بقضاء الله وقدره والذي أصابنا هذا بقضاء الله وقدره لكان لهم وجه ، وقد أبطل الله حجتهم هذه بقوله (( كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا )) وما كان الله تعالى ليذيقهم بأسه وهم على حق وصواب فيما قالوا ، طيب فيه أيضا أدلة عقلية للجبرية ؟
الشيخ : نعم أدلة عقلية
الطالب : قالوا لو قلنا بأن العبد ... للزم من هذا إثبات خالقين ، والخالق واحد فالعبد يخلق فعله والله يخلق العبد فهذان خالقان
الشيخ : أي يعني لو قلنا أن الإنسان مختار لو قلنا أن الإنسان مختار لزم أن يكون في ملك الله عز وجل ما لا يريده بل يكون مستقل ، وهذا إذا كانوا يجاوبون من ؟ القدرية هذا صحيح كلامهم في الرد على القدرية ، فإذن بماذا نرد عليهم بالأدلة النقلية والعقلية نعم
الطالب : نقول لو لكان كلامكم صحيح
الشيخ : نعم
الطالب : لكان إرسال الرسل عبث وهذا يستحيل أن يرسل الله سبحانه وتعالى الرسل عبثا
الشيخ : كيف ذلك ؟
الطالب : لأن إذا قلتم أن الإنسان مجبور
الشيخ : نعم
الطالب : على عمله فمعنى ذلك أن طاعة الرسل ما فيها ...
الشيخ : أي ، يعني أن إرسال الرسل لا تقوم به الحجة لأن القدر لا يزال موجودا حتى بعد إرسال الرسل ، وقد نفى الله عز وجل الحجة بعد إرسال الرسل فقال (( رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل )) ولو كان الإنسان مجبرا لقال يا رب وماذا تريد من الرسل نعم، هذا دليل نعم ...
الطالب : لو قلنا بالإجبار ..
الشيخ : لا لا نريد لو قلنا نريد أدلة ما هو تعليل
الطالب : دليل عقلي
الشيخ : لا لا ما بعد وصلنا إلى العقل نعم
الطالب : قوله تعالى (( منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة )) ...
الشيخ : لا هذا في الرد عليهم ، لا ، نريد إثبات حجتهم ما هو هذا الذي نريد ؟
الطالب : لا ، الرد عليهم
الشيخ : آه أحسنتم إذن هات اللي عندك
الطالب : قوله تعالى (( منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة )) فأثبت للعبد إرادة
الشيخ : صح ، وكذلك قوله (( لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين )) طيب بماذا نرد عليهم بالأدلة العقلية ؟
الطالب : نقول أن هناك فرق يعلم بالضرورة بين الأفعال الاختيارية واللا اختيارية
الشيخ : نعم
الطالب : وأنه لو قلنا يعني أن هذا وهذا سواء لما كان هناك فرق بين المطيع والعاصي
الشيخ : نعم
الطالب : ولكان من العبث أن يجازى هذا وأن يعاقب هذا ولكان هذا طعن في حكمة الله عز وجل
الشيخ : نعم ، كذا ؟ سمعتم الآن ؟ يقول لو قلنا بكلامهم هذا وأن الإنسان مجبر على العمل لم يكن هناك فرق بين المطيع والعاصي ولم يستحق المطيع الثواب ولا العاصي العقاب
الشيخ : نعم
الطالب : مع أنهم كل منهم يستحق جزاء عمله ، وهناك فرق يعلم بالضرورة بين الأشياء التي يفعلها الإنسان باختياره والأشياء التي يفعلها مجبرا عليها ، فواحد مثلا يقود السيارة وجاء على الجدار وصدم هذا السياج وواحد غصب عليه انفلتت منه السيارة وعجز عن قيادتها ، بينهم فرق والا لأ ؟ وبين واحد ينزل من الدرج باختياره درجة درجة وواحد دفعه شخص من أعلى حتى أيش حتى أيش ؟
الطالب : تكسر
الشيخ : لا ما تكسر لو تكسر ما مشى لا ، حتى تدحرج فبينهما فرق والا لأ ؟ كلٌ يعلم ذلك وكل يعرف أيضا أن الإنسان يذهب ويجيء ويقوم ويقعد ويصلي ويصوم ويزكي ويدع هذه الأشياء باختياره ما يرى أن أحدا أجبره ، نعم
الطالب : دليل عقلي
الشيخ : نعم
الطالب : لأنهم هم لا يعفون عمن أساء إليهم ، لو صفعه صافع
الشيخ : نعم
الطالب : لطلب حقه
الشيخ : نعم
الطالب : ولو احتج بالقدر ما رضي
الشيخ : أي نعم كذلك هم أيضا ما يقولون بهذا ، لو أن واحدا منهم صفعه صافع من الناس وقال ليش تعتدي علي ؟ قال والله هذا بالقضاء والقدر ، يرضى ؟ ما يرضى لكن لو أنه ... الثاني هذا المظلوم ... يقول أي هذا بالقضاء والقدر ، ولهذا يقال أن أمير المؤمنين عمر رفع إليه سارق وثبتت عليه السرقة فأمر بقطع يده فقال مهلا يا أمير المؤمنين والله ما سرقت إلا بقدر الله فقال له أمير المؤمنين نحن لا نقطع يدك إلا بقدر الله أيضا ، صح والا لأ ؟ وأمير المؤمين رضي الله عنه أجابه بمثل دليله وإلا هناك أيضا دليل آخر أقوى من دليل ذاك ، لأننا نحن نقطعه بقدر الله وشرع الله وهو يسرق بقدر الله لا بشرع الله نعم.
ثمرات الإيمان بالقدر (المناقشة ).
الطالب : أنه تكميل لتوحيد الربوبية ...
الشيخ : أنه تكميل لتوحيد الربوبية هذا واحد ثانيا ؟
الطالب : الاطمئنان وعدم التحسر
الشيخ : الاطمئنان وعدم التحسر ، ما هو دليل ذلك من القرآن عبد الرحمن ؟
الطالب : ... ما أستحضر
الشيخ : أنا أردت غيرك لكن خير إن شاء الله
الطالب : في سورة الحديد
الشيخ : ما هو ؟
الطالب : (( لكي لا تأسوا على ما فاتكم ))
الشيخ : اقرأ الآية ...
الطالب : ...
الشيخ : (( على ما فاتكم )) صح ، (( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور ))
الطالب : فيه فائدة أن الإنسان لو ظلم لو ظلم يطمئن أن هناك أن الله سيجازي خصمه بما يستحق فيأخذ حقه من خصمه
الشيخ : واضح ؟
الطالب : لا
الشيخ : ما هو بواضح ، هذا يتعلق باليوم الآخر ، نعم نشوف الإخوان دولا
الطالب : فيه دليل عقلي
الشيخ : نعم
الطالب : أنهم يطلبون ...
الشيخ : أي قصدك هذا في الرد عليهم ؟
الطالب : أي
الشيخ : أي
الطالب : ... يقدر لك شيء فهو يأتيك وأنت ما طلبته ...
الشيخ : صحيح هذا مما يرد به عليهم ، لكن أنا ما أريد تجيب لي فوائد الإيمان بالقدر أعطني فائدة ، فوزي
الطالب : أن الله يقدر الشيء لحكمة
الشيخ : كيف هذا ؟ كيف هذا ؟ أن الله يقدر الشيء للحكمة هذه من فوائد الإيمان بالقدر أيش هذا ، اشرح هذه يا فوزي
الطالب : ... الحكمة تفيد هذا الإنسان أن الله يقدر له شيء
الشيخ : ما هو بواضح ما هو بواضح
الطالب : ...
الشيخ : هذه لا بأس ، أن الإيمان بالقدر يقوي الاعتماد على الله سبحانه وتعالى وأن الإيمان بالقدر يعرف به الإنسان قدر نفسه كما قال الله تعالى (( ولا تفرحوا بما آتاكم ))
الطالب : عدم إعجاب الإنسان بنفسه
الشيخ : عدم اعجاب ايش ؟
الطالب : عدم إعجاب الإنسان بنفسه
الشيخ : أي نعم هذه عدم الإعجاب بنفسه
الطالب : ...
الشيخ : أن يقوم بفعل الأسباب ؟
الطالب : أن ...
الشيخ : أي نعم ، أيش تقولون بهذا ؟ يقول من فوائد الإيمان بالقدر أن الإنسان يفعل الأسباب ، هذه له أو عليه ؟
الطالب : له
طالب آخر : عليه
الطالب : ... لأنها من تقدير الله ...
الشيخ : نعم ، من تقدير الله فعل الأسباب والدليل على ذلك قول أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه لأبي عبيدة حينما قرر رضي الله عنه الرجوع عن السفر إلى الشام لما وقع الطاعون قال " يا أمير المؤمين أفرارا من قدر الله ؟ " فقال له عمر " لو غيرك قالها يا أبا عبيدة نحن نفر من قدر الله إلى قدر الله " نعم
الطالب : يا شيخ
الشيخ : نعم
الطالب : التسليم والانقياد لله
الشيخ : أي هذا هو الاعتماد على الله بس اختلف اللفظ
الطالب : شيخ
الشيخ : ما نقتصر على هذا ؟
الطالب : ...
الشيخ : أيضا نفس الشيء ، نكتفي بهذا وأظن أنا ذكرنا في كتابنا المختصر هذا عقيدة أهل السنة والجماعة ذكرنا فوائده نعم ، نرجع إليه بعد ، يمكن فاتنا شيء ، هاه ؟
الطالب : طبع في الجامعة
الشيخ : الإيمان بالقضاء والقدر ؟
الطالب : أي
الشيخ : ما رأيته
الطالب : ...
الشيخ : ايش ؟
الطالب : ...
الشيخ : وش هي ؟ ما شرح لي في هذا ، أنا ما ..
الطالب : ... قال الآخر ما نظن بالله ظن السوء يعني أنا استغربت
الشيخ : أي ، لا هذا ما يتعلق بهذا ما يتعلق بهذا لأن هذا قد يكون من الحكمة ، قد يكون من الحكمة إرادة التنزل قد يكون من الحكمة أن هذا ... الطيش الذي حصل للناس حتى تعدوا الحدود أنه ... لا شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال ( ما الفقر أخشى عليكم وإنما أخشى أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها ) فإذا حصلت هذه المنافسة ماذا يكون الخير في فتح الدنيا والا في إغلاقها ؟
الطالب : في إغلاقها
الشيخ : أي في إغلاقها ، المهم أن هذا الرجل أخطأ لأن نقص الرواتب أو نقص الترف اوما أشبه ذلك قد يكون خيرا نعم
الطالب : قاعدة عامة يعني في أمور الدنيا ..
الشيخ : القاعدة أنه إذا ظن ما لا يليق بالله هذه القاعدة سواء في أمور الدنيا أو في أمور الآخرة ، ولكنا مع ذلك لا نقول إن كل مكروه يكرهه الإنسان فهو من ظن السوء بالله يظنه الإنسان ، قد يكون هذا المكروه أنا أكرهه لكن الله عز وجل يفعله لحكمة عظيمة .
شرح قول المصنف :وإنما كان هذا ظن السوء لأنه ظن غير ما يليق به سبحانه ، وما يليق بحكمته وحمده ووعده الصادق . فمن ظن أنه يديل الباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معها الحق ، أو أنكر أن يكون ما جرى بقضائه وقدره ، أو أنكر أن يكون قدره لحكمة بالغة يستحق عليها الحمد ، بل زعم أن ذلك لمشيئة مجردة . فذلك ظن الذين كفروا ، فويل للذين كفروا من النار . وأكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم ، وفيما يفعله بغيرهم ، ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله وأسماءه وصفاته ،
" أو أنكر أن يكون ما جرى بقضائه وقدره "، نعم وقد ظن به ظن السوء ، ووجه ذلك أنه ظن أن يكون في ملكه ما لا يريد ، ومن ظن أن يكون في ملك الله ما لا يريد فقد ظن بالله ظن السوء ، لأن كل ما يكون في ملكه فإنه بإرادته ، " أو أنكر أن يكون قدره لحكمة بالغة يستحق عليها الحمد " صح إذا أنكر أن يكون ما قدره الله عز وجل إما يحمد عليه مما يكرهه الإنسان أو يحبه من أنكر أن يكون ذلك لحكمة بالغة فقد ظن بالله ظن السوء ، لأننا نعلم علم اليقين أن الله لا يقدر شيئا ولا يشرع شيئا إلا لحكمة لكن هل هذه الحكمة معلومة لنا ؟ لا ، قد تكون معلومة وقد تكون غير معلومة وذلك لأن عقولنا قاصرة عن إدراك حكمة الله عز وجل ، فكم في الأمور المشروعة من حكم كثيرة تفوتنا ، ولهذا يختلف الناس في علل الأحكام الشرعية اختلافا كبيرا بحسب ما عندهم من معرفة حكمة الله سبحانه وتعالى ، يقول : " بل ... بل زعموا أن ذلك لمشيئة مجردة " وهذا رأي من ؟
الطالب : ...
الشيخ : أي نعم ، من طوائف المعتزلة أو الجهمية أو من ؟
الطالب : الجهمية
الشيخ : الجهمية أي نعم الجهمية والجبرية يقولون إن الله عز وجل يقدر الأشياء لغير حكمة ، بل مجرد مشيئة عكس المعتزلة يقولون إنه لا يقدره إلا لحكمة ويفرضون على الله تعالى ما يشاءون ، وقد ذكر صاحب " مختصر التحرير " الفتوحي رحمه الله ذكر أن في المسألة قولين في المذهب فقال : وفعله وإرادته لا لا لمشيئة، لالحكمة في قول يعني يفعل الشيء ويريده لغير حكمة بل لمجرد مشيئة كالذي يظن بالله عز وجل أنه لا يقدر الأشياء لحكمة وإنما يقدرها لمجرد المشيئة ، شاء ففعل ، قال ليش ؟ قال هذه مشيئة الله لأن الله (( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ))، فهو سبحانه وتعالى يقدر الأشياء ويشرع الأشياء لا لحكمة بالغة ، ولا شك أن هذا يعتبر من أكبر الطعن في الله لأن الإنسان الذي يتصرف الإنسان البشر المخلوق إذا تصرف تصرفا لغير حكمة ماذا يسمى ؟
الطالب : مجنون
الشيخ : سفيه يسمى سفيها ولا رشد عنده ، فإذا كان كذلك فما بالك بالخالق العظيم جل وعلا الذي لا يقدر الشيء إلا لحكمة لكننا قد لا ندرك هذه الحكمة أي ، قال : " فذلك ظن الذين كفروا ، فويل للذين كفروا من النار " نعم كما قال تعالى (( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا )) وش يشير إليه ؟ يعني القول بأنها خلقت باطلا لا لحكمة بالغة عظيمة ظن الذين كفروا وقال تعالى في آية أخرى (( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق )) الذي هو ضد الباطل ، وهؤلاء يقولون إن الله عز وجل خلق هذه السماوات والأرض باطلا لغير حكمة ، قال الله عز وجل (( ذلك ظن الذين كفروا )) هم الذين يظنون أن الله خلق السماوات والأرض باطلا وعبثا ولهوا ولعبا وما أشبه ذلك ، ثم قال (( فويل للذين كفروا من النار )) ويل إعرابها يا مشرف ؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم إعرابها آه ؟
الطالب : مبتدأ
الشيخ : مبتدأ إعرابها مبتدأ وساغ الابتداء بها وهي نكرة ها ؟
الطالب : ...
الشيخ : لأنها للتعظيم
الطالب : ...
الشيخ : لا ...
الطالب : سلام على ...
الشيخ : أي هذيك حتى هذيك فيها نظر ، المهم هذا خبر من الله أن ... ويل لك لواحد يريد أن يعمل سيئا أما إذا كان من الله فهو خبر كيف يدعو ؟ الله يدعو من ؟ (( فويل للذين كفروا من النار )) أين خبر المبتدأ ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا ، الجار والمجرور للذين كفروا ، ومن النار بيان لويل يعني ويل لهم من النار ، وفي هذا دليل على أن ويل كلمة وعيد وليست كما قيل واد في جهنم ، وإنما هي كلمة يقصد بها الوعيد ، تقول ويل لك من النار وويل لك من فلان وويل لك من البرد وويل لك من الجوع وما أشبه ذلك فهي إذن كلمة وعيد ، ولهذا يقول الإنسان يقول من يتوجع : يا ويلي يا ويلي ويلاه يا ويلي ويلاه هو يتوعد نفسه بالنار ؟
الطالب : لا
الشيخ : لا فالمهم أن هذه الكلمة ليست واديا في جهنم كما قيل وإن كان قد يكون هناك وادٍ في جهنم اسمه ويل لكن في مثل هذه الآية (( فويل للذين كفروا من النار )) هي كلمة وعيد ، ...
أن نظن بالله ما لا يليق به لماذا وصف الله ذلك بأنه ظن الجاهلية او ظن الجاهلية ؟
الطالب : ...
الشيخ : وأكثر الناس ، حيدر ؟
الطالب : يعتبر ظنهم هذا من تكذيب القرآن
الشيخ : من تكذيب
الطالب : القرآن
الشيخ : من تكذيب القرآن
الطالب : ... ما يعتبر تكذيب للقرآن أن الله لا ينصر الرسول ؟
الشيخ : إلا إلا كيف ، قال : " وأكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم ، وفيما يفعله بغيرهم " قوله أكثر الناس لا يريد أكثر الناس من المؤمنين ، أكثر الناس من بني آدم لأن أكثر الناس من المؤمنين ما يظن هذا الظن ، لكن أكثر الناس من بني آدم يظنون بالله ظن السوء يعني ظن العيب فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم ، فيما يختص بهم مثلا إذا ابتلاهم الله عز وجل بشيء ظنوا بالله ظن السوء ، إذا تعبدوا لله عز وجل بمقتضى شريعته ظنوا أن الله لا يقبل منهم وهذا ظن سوء ، إذا دعوا الله عز وجل بالدعاء على الوجه المشروع يظنوا أن الله لا يجيب دعاءهم هذا ظن سوء ، كذلك فيما يفعله بغيرهم مثل أن يروا أحدا مبتلى ابتلاه الله عز وجل بشيء من المرض البدني أو فقد المال أو فقد الأهل فيظنون بالله فيظنون بالله ظن السوء فيما فعله بهذا الرجل ، أو مثلا رأوا أن الكفار انتصروا على المسلمين في معركة من المعارك فظنوا أن الله يديل هؤلاء الكافرين دائما على المسلمين فهذا ظن السوء ، ولهذا يجب على الإنسان أن يظن بالله عز وجل ظن الحق دائما نعم وأن يحسن الظن بالله مع وجود الأسباب التي تقتضي إحسان الظن بالله ، نعم يا ... ؟
السائل : ... والناس يعني ... مسكين ما يستاهل ...
الشيخ : هذا من الاعتراض على القدر ، هذا من الاعتراض على قدر الله
السائل : تمكين الناس أنهم يقتلون بعض الرسل كيف يعني يقتلون بعض الرسل ؟
الشيخ : أي نعم هذا لحكمة ، لحكمة أن يقتلوا بعض الأنبياء
السائل : أيش العلة ؟
الشيخ : الحكمة من ذلك لأجل تمادي هؤلاء في طغيانهم ولأجل أن ينال أولئك الذين قتلوا منزلة الشهداء والصابرين على البلاء
السائل : يا شيخ
الشيخ : نعم
السائل : كثير من ..
الشيخ : أنا أرى أن نمنع السؤال ، في حالة الشرح نمنع السؤال ، أولا ... نسجل الآن وكون التسجيل يتقطع هذا ما هو صحيح
ثانيا أن الإنسان مرتب أفكاره وهو يشرح إذا جاء سؤال كذا وسؤال كذا يتشتت الذهن هذا بالنسبة للملقي وبالنسبة للملقى عليهم أيضا تتشتت أذهانهم ولهذا تجدهم إذا سأل السائل التفتوا إليه ، ولهذا أرى أنه يمنع السؤال حتى ينتهي الشرح واللي عنده سؤال يبقيه ، نعم
طيب يقول المؤلف : " أكثر الناس يظنون ظن السوء فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم ولا يسلم من ذلك - أي من ظن السوء - إلا من عرف الله وأسماءه وصفاته وموجَب حكمته وحكمه " صدق رحمه الله ما يسلم من ظن السوء إلا من عرف الله عز وجل وما له من الحكم والأسرار فيما يقدره وفيما يشرعه سبحانه وتعالى ، فإذا عرف الإنسان ربه وعرف أسماءه وصفاته معرفة حقة ليس معرفة تحريف وتأويل ، ولهذا أولئك المحرفون والمؤلون حجبوا والله عن معرفة أسماء الله وصفاته فتجد غالبا قلوبهم مظلمة ، تجدهم غالبا قلوبهم مظلمة تحاول دائما أن تورد الإشكالات والتشكيك والجدل أما من أبقى أسماء الله وصفاته على ما دلت عليه وسلك في ذلك مذهب السلف فإنك تجد قلبه لا يرد عليه هذه الاعتراضات التي ترد على أولئك المحرفين ، لأن المحرفين إنما أتوا من جهة ظنهم بالله ظن السوء حيث ظنوا أن الكتاب والسنة دل ظاهرهما على التمثيل والتشبيه فأخذوا يحرفون الكلم عن مواضعه وينكرون ما أثبت الله لنفسه ، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " إن كل معطل ممثل وكل ممثل معطل " أما كون كل معطل ممثل فإن وجهه أن هذا الذي عطل إنما عطل لكونه ظن أن دلالة الكتاب والسنة تقتضي التمثيل فلما ظن هذا الظن السيء بنصوص الكتاب والسنة أخذ يحرفها ويصرفها عن ظاهرها فمثل أولا نعم وعطل ثانيا ، وعلى هذا فالذي يعرف أسماء الله وصفاته معرفة على ما جرى عليه سلف هذه الأمة وأئمتها.
6 - شرح قول المصنف :وإنما كان هذا ظن السوء لأنه ظن غير ما يليق به سبحانه ، وما يليق بحكمته وحمده ووعده الصادق . فمن ظن أنه يديل الباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معها الحق ، أو أنكر أن يكون ما جرى بقضائه وقدره ، أو أنكر أن يكون قدره لحكمة بالغة يستحق عليها الحمد ، بل زعم أن ذلك لمشيئة مجردة . فذلك ظن الذين كفروا ، فويل للذين كفروا من النار . وأكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم ، وفيما يفعله بغيرهم ، ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله وأسماءه وصفاته ، أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وموجب حكمته وحمده ، فليعتن اللبيب الناصح لنفسه بهذا ، وليتب إلى الله ، وليستغفره من ظنه بربه ظن السوء . ولو فتشت من فتشت لرأيت عنده تعنتاً على القدر وملامة له ، وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا . فمستقل ومستكثر . وفتش نفسك ، هل أنت سالم . فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة *** وإلا فإني لا أخالك ناجياً
" وليتب إلى الله وليستغفره من ظنه بربه ظن السوء "، يتب أي يرجع إلى الله لأن التوبة معناه الرجوع من معصية الله إلى طاعته ، وليستغفره يطلب منه المغفرة ، واللام فيهما لام الأمر نعم، وليتب إلى الله وليستغفره من ظنه بربه ظن السوء ، هل يرد على قلوبكم مثل هذا ؟ هل تظنون بالله أحيانا ظن السوء ؟
الطالب : حاشا
الشيخ : ربما ، ربما يرد على القلب لكنه لا يُبعد بعيدا فعلى هذا يجب أن يمحص الإنسان قلبه من ذلك وأن يعلم أن الله سبحانه وتعالى لا يقدر شيئا ولا يشرع شيئا إلا لحكم عظيمة ، ونحن لا ندرك كل الحكم التي يجري الله تعالى أحكامه الكونية وأحكامه الشرعية عليها لأننا قاصرون ، قال الله تعالى (( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )) نعم ، يقول رحمه الله : " ولو فتشت من فتشت لرأيت عنده تعنتا على القدر وملامة له " يعني لو فتشت في الناس وجدت عندهم ملامة، تعنتا على القدر وملامة له ، قدر من ؟
الطالب : قدر الله
الشيخ : قدر الله ، " وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا " ، إذا قدر الله شيء تجده مثلا يسخط على القدر ويلوم القدر ويقول كان ينبغي أن ننتصر كان ينبغي أن يأتي المطر كان ينبغي أن يوسع لنا في الرزق كان ينبغي أن لا تصيبنا الجوائح وما أشبه ذلك ، وهذا نوع من ظن السوء بالله عز وجل ، فإن الله سبحانه وتعالى ما قدر هذا الشيء إلا لحكمة تعجز أنت عن إدراكها
يقول : " فمستقل ومستكثر " مستقل أيش إعرابها ؟
الطالب : ...
الشيخ : خبر مبتدأ محذوف ؟ وش التقدير
الطالب : ...
الشيخ : أو فمن الناس مستقل ومن الناس مستكثر نعم ، طيب نقف عند هذا قليل شوي في الإعراب ، فمنهم مستقل ومنهم مستكثر كيف تعرب مستكثر ؟ الواو حرف عطف ، مستكثر ؟
الطالب : معطوف
الشيخ : لا
الطالب : خبر لمبتدأ
الشيخ : ما هو خبر ، مبتدأ خبره محذوف يعني ومنهم مستكثر ، نظير ذلك قوله تعالى (( فمنهم شقي وسعيد )) (( فمنهم شقي وسعيد )) اعرب وسعيد ؟ تقول الواو حرف عطف وسعيد معطوفة على شقي ما يصلح لأنك إذا قلت فمنهم شقي وسعيد فمعناه الوصفان لموصوف واحد لكن التقدير فمنهم شقي ومنهم سعيد أي نعم هذه مثلها
الناس يعني في ظنهم بالله عز وجل منهم من يظن بالله ظن السوء على وجه كثير ومنهم من يظن به ظن السوء على وجه قليل
" وفتش نفسك هل أنت سالم " وهذا ينبغي أن يكون ليس في هذه المسألة فقط بل في جميع المسائل ، كل ما أوجب الله عليك فتش نفسك هل أنت سالم من التقصير فيه كل ما حرم الله عليك فتش نفسك هل أنت سالم من الوقوع فيه ؟ نعم أظننا والله مقصرون ، أظننا والله مقصرين في هذا الأمر هل نحن نحاسب أنفسنا على الواجبات هل قمنا بها ؟
الطالب : لا
الشيخ : اصدقوني القول
الطالب : لا
الشيخ : لا إلا أن يشاء الله ، هل نحن نحاسب أنفسنا في المحرمات هل اجتنبناها ؟ الجواب تستطيع القول أنا ... عن نفسي وأنا غافل في هذا والناس كلهم أكثرهم على هذا النحو ، ما نحاسب لكن نأتي نعامل إنسان بالمال نعم نعطيه دراهم بضاعة يبيع ويشتري فيها نحاسبه ؟
الطالب : نحاسبه
الشيخ : أو اللي يعطينا نأخذه واللي ما يعطينا نقول خله يمشي ؟ نحاسبه على البارة والهللة كما يقولون نعم، كذلك أيضا يُقدم لنا الطعام الغداء بالأمس كان الذي قُدم الغداء فيه ثلاثة أصناف واليوم فيه صنفين فقط وش نقول لأهل البيت ؟ نقول ليش ما جبتم اللي أمس ورا ما جبتم هذا الصنف الثالث ؟ نحاسب لكن في مسائل الأمور الهامة وهي الأعمال تجدنا غافلين نسأل الله أن يعاملنا بالعفو ، ولهذا يقول المؤلف : " فتش نفسك هل أنت سالم "
يقول : " فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة " " فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة " تنج منها من أيش ؟ أي من هذه الخصلة وهي ظن السوء بالله ، تنج من ذي عظيمة تنج الثانية والأولى ليس فيهما واو لماذا ؟ حذفت للجزم حذفت للجزم الأول فعل الشرط والثاني جوابه ، وقوله " من ذي عظيمة " أي من أمر ذي عظيمة أي ذي بلية عظيمة أو نحوها ، " وإلا - تنج - فإني لا إخالك ناجيا " إخالك بمعنى أظنك وهو فيما يحضرني الآن هو الفعل الوحيد الذي تكسر همزته ، المضارع تعرفون همزته تفتح أو لا ؟ أظن أقوم وتضم في الرباعي مثل أكرم لكن هذا إخالك ما هي أخالك ، إخالك بمعنى أظنك وهي تنصب مفعولين الكاف الأول وناجيا الثاني
كلام ابن القيم يقول إن نجوت من هذا الأمر نجوت من أمر عظيم وإن لم تنج منه فلست بناج وصدق رحمه الله ، ففتش يا أخي نفسك في هذا الباب وفي غيره هل أنت سالم هل أنت تحتاج إلى تقوية ، الإنسان كل يوم أو كل أسبوع يغير الثوب لأجل أن يكون ثوبه نظيفا لكن ثياب الأعمال الصالحة متى تغير ؟
الطالب : لعلها بالحول
الشيخ : أي نعم يمكن في السنة مرة أنهم يغيرونها بعض الناس ، فلذلك يجب أن الإنسان يلاحظ هذه المسألة ، أنا أقول لكم هذا وأنا أكثر منكم ذنوبا نسأل الله السلامة والعافية لكني أرجو من الله عز وجل إذا قلت لكم هذا أنني أتذكر أنني قلت لكم حتى يعينني على الفعل نعم، فالحاصل أن الأمور هذه يجب أن الإنسان يحاسب نفسه ، وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله عمر بن عبد العزيز رحمه الله الذي اعتبره بعض العلماء من الخلفاء الراشدين وهو صحيح من الخلفاء الراشدين قال : " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا "" حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا " قال المؤلف فيه مسائل ، الآن من عنده سؤال فليسأل.
السائل : ...
7 - شرح قول المصنف : وموجب حكمته وحمده ، فليعتن اللبيب الناصح لنفسه بهذا ، وليتب إلى الله ، وليستغفره من ظنه بربه ظن السوء . ولو فتشت من فتشت لرأيت عنده تعنتاً على القدر وملامة له ، وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا . فمستقل ومستكثر . وفتش نفسك ، هل أنت سالم . فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة *** وإلا فإني لا أخالك ناجياً أستمع حفظ
شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: تفسير آية آل عمران. الثانية: تفسير آية الفتح. الثالثة: الإخبار بأن ذلك أنواع لا تحصر. الرابعة: أنه لا يسلم من ذلك إلا من عرف الأسماء والصفات وعرف نفسه.
" ثانيا تفسير آية الفتح " قوله (( الظانين بالله ظن السوء )) وهم المنافقون والمشركون
" الثالثة الإخبار بأن ذلك أنواع لا تحصر " الإخبار بأن ذلك أنواع لا تحصر بأن ذلك يعني ظن السوء أنواع لا تحصر، من اللي أخبر بهذا ؟
الطالب : ابن القيم رحمه الله
الشيخ : أي ابن القيم ، ولهذا لو قال المؤلف رحمه الله بيان أن ذلك أنواع لا تحصر لأنه قد يتبادر إلى ذهن الإنسان أن كلمة الإخبار أنها آثار آثار عن الشرع ، لكنها هي من كلام ابن القيم ، والضابط في هذه الأنواع ما هو ؟ أن يظن بالله ما لا يليق به ، طيب
" الرابعة أنه لا يسلم من ذلك إلا من عرف إلا من عرف الأسماء والصفات وعرف نفسه " ابن القيم ذكر إلا من عرف الله وأسماءه وصفاته وموجب حكمته وحمده ، ولكنه أشار إلى ابن القيم أشار إلى معرفة النفس بقوله " فتش نفسك "، فالإنسان لا يسلم من هذا إلا من عرف الله عز وجل بأسمائه وصفاته وموجب حكمته وحمده وعرف نفسه وأنه في الحقيقة هو محل السوء وهو محل النقص أما الرب جل وعلا فإن له الكمال المطلق ولا يعتريه نقص بوجه من الوجوه ، هذا الباب ما مناسبته للتوحيد ؟
الطالب : الإيمان بقضاء الله وقدره
الشيخ : وين ؟
الطالب : ظن السوء بالله ينافي كمال التوحيد
الشيخ : صح ظن السوء بالله ينافي كمال التوحيد وينافي الإيمان بالأسماء والصفات لأن الإيمان بالأسماء والصفات قال الله فيه (( ولله الأسماء الحسنى )) ، الحسنى اسم تفضيل فإذا ظُن بالله ظن السوء ما كانت اسماؤه حسنى وقال في الصفات (( ولله المثل الأعلى )) إذا لم يكن مثل أعلى يعني وصف أعلى لله عز وجل فهذا هو ظن السوء.
السائل : يا شيخ
الشيخ : نعم
السائل : ... الأسماء والصفات
الشيخ : أي نعم
8 - شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: تفسير آية آل عمران. الثانية: تفسير آية الفتح. الثالثة: الإخبار بأن ذلك أنواع لا تحصر. الرابعة: أنه لا يسلم من ذلك إلا من عرف الأسماء والصفات وعرف نفسه. أستمع حفظ
شرح قول المصنف : باب ما جاء في منكري القدر وقال ابن عمر : ( والذي نفس ابن عمر بيده ، لو كان لأحدهم مثل أحد ذهباً ثم أنفقه في سبيل الله ما قبله الله منه ، حتى يؤمن بالقدر . ثم استدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته ، وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ) رواه مسلم . وعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أنه قال لابنه : ( يا بني ، إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن أول ما خلق الله القلم ، فقال له : اكتب فقال : رب ، وماذا أكتب ؟ قال : اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة . يا بني ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من مات على غير هذا فليس مني ) . وفي رواية لأحمد : ( إن أول ما خلق الله تعالى القلم . فقال له : اكتب ، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة ) . وفي رواية لابن وهب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره : أحرقه الله بالنار ) . وفي المسند والسنن عن ابن الديلمي قال : ( أتيت أبي بن كعب فقلت : في نفسي شيء من القدر . فحدثني بشيء لعل الله يذهبه من قلبي ، فقال : لو أنفقت مثل أحد ذهباً ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر ، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك . ولو مت على غير هذا لكنت من أهل النار . قال : فأتيت عبدالله بن مسعود ، وحذيفة بن اليمان ، وزيد بن ثابت ، فكلهم حدثني بمثل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ) حديث صحيح . رواه الحاكم في صحيحه .
الطالب : حذفت النون ...
الشيخ : يمكن جاءت هذه لأنه جمع جمع وأصله منكرين لكن حذفت النون للإضافة كما يحذف التنوين أيضا للإضافة ، قال الشاعر :
" كأني تنوين وأنت إضافة *** فأين تراني لا تحل جواري "
هو يقول لا تحل مكاني لكن ينبغي أن تقول لا تحل جواري ، إذن نون المثنى ونون جمع المذكر السالم عند الإضافة - عيسى بن صالح -
الطالب : تحذف
الشيخ : تحذف ، طيب زين ، فيه أيضا يقول :
" كأني من أخبار إن ولم يُجز *** له أحد في النحو أن يتقدما "
هذا واحد يقول ليش أنت دائما تتأخر ؟ قال كأني من أخبار إن ولم يجز له أحد في النحو أن يتقدما ، لكن يجيز النحويون أن يتقدم إذا كان جر ، إذا كان جار ومجرور يتقدم أي نعم
فإذن منكري القدر ما هو القدر ؟ القدر هو تقدير الله عز وجل ، تقدير الله تعالى للكائنات هذا هو القدر ، وهو أي القدر سر مكتوم لم يُطلع الله عليه أحدا لا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا نعرف قَدر الله إلا إذا وقع أليس كذلك ؟ ومكتوم عنا سواء كان من الأمور اللي فيها الخير أو من الأمور اللي فيها الشر ، ولا نعلمه إلا إذا وقع ولهذا قال بعض أهل العلم " إن القدر سر الله عز وجل في خلقه "، لأنه ما هو معلوم
ثم اعلم أن القدر يأتي بمعنى التقدير ويأتي بمعنى المقدر كما أن الخلق يأتي بمعنى التخليق والتكوين ويأتي بمعنى المخلوق ، فمثلا تقول هذا تقدير الله واحد أصيب بحادث مثلا أو بمرض تقول هذا تقدير الله بمعنى المقدر أي ما قدره وتقول هذا قدر الله، وتقول إن قدر الله للأشياء سابق نعم يعني تقديره لها تقديره لها ، هذه واحدة التقدير إذن يأتي بمعنى فعل الله عز وجل وبمعنى مفعول الله عز وجل
ثانيا التقدير يكون مصاحبا للفعل ويكون سابقا له فالمصاحب للفعل هو الذي تتعلق به القدرة والسابق هو الذي قدره الله تعالى في الأزل ، مثال ذلك هذا رجل خلقه الله عز وجل ، خلق الله هذا الجنين في بطن أمه في تقدير سابق تقدير علمي متى يكون ؟
الطالب : قبل خلق ...
الشيخ : قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وفيه تقدير مقارن للخلق والتكوين هذا هو الذي تتعلق به القدرة يعني تقدير الله لهذا الشيء عند خلقه هذا تتعلق به القدرة ، الإيمان بالقدر يتعلق بتوحيد الربوبية أو بتوحيد الألوهية أو بتوحيد الأسماء والصفات ؟ أخص ما يكون له من الأنواع توحيد الربوبية وله تعلق بتوحيد الأسماء والصفات له تعلق بتوحيد الأسماء والصفات، لأنه من كمال صفات الله عز وجل .
والناس في القدر ثلاثة أقسام : غلاة في إثباته وغلاة في نفيه ووسط ، والمؤلف هنا تكلم على منكريه وهم الغلاة في نفيه ، الغلاة في إثباته أثبتوا القدر لكنهم نفوا قدرة الإنسان واختياره وإرادته ، وهؤلاء هم الجبرية ، الجبرية قالوا نؤمن بقدر الله والله مقدر كل شيء لكن الإنسان ليس له قدرة ولا اختيار ما له قدرة ولا اختيار ، يقولون مثلا أنت الآن قدم لك الغداء أو العشاء قال طيب قدم بدأ يأكل ، باختياره والا بغير اختيار ؟
الطالب : باختيار
الشيخ : لا ، يقولون بغير اختيار ، يأكل بغير اختيار وينتهي من الأكل بغير اختيار وينام على فراشه بغير اختيار كأنه أعمى ما يدري ما يفعل جاء يصلي قال أنت جئت تصلي باختيار والا بغير اختيار ؟ قال بغير اختيار ، كيف يصير لك أجر وأنت جائي بغير اختيار ، واحد فعل معصية فعلت المعصية باختيار والا لأ ؟ قال لا بغير اختيار نعم، كيف يصير عليه إثم ، شلون يأثم المسكين وهو غصب عليه بدون اختيار وبدون قدرة وبدون إرادة ؟! قال نعم هل تنكر أن الله خالق كل شيء ؟
الطالب : لا
الشيخ : ما تنكر (( الله خالق كل شيء )) وفعلك من الأشياء فالله هو الذي خلقه ، نعم (( خلقكم وما تعملون )) إذن ما لك قدرة ولا اختيار ولا شك أن هذا القول باطل يبطله الكتاب والسنة والعقل وإجماع السلف ، فالكتاب والسنة أثبتا للإنسان قدرة واختيارا أو لا ؟
الطالب : نعم
الشيخ : وش مثال الاختيار ؟ (( منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة )) (( تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة )) (( لمن شاء منكم أن يستقيم )) وفي القدرة (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) (( فاتقوا الله ما استطعتم )) إذن فأثبت للإنسان إرادة وقدرة هل أثبت له فعلا ؟ نعم أثبت له فعلا وأثبت له عملا (( والله خبير بما تفعلون )) أو لا ؟ إذا كان الآية كذا أو ما أعرف لفظها بالضبط الآن (( إن الله خبير بما تعملون )) وفيها بما تفعلون ، فأثبت للإنسان فعلا وأثبت له عملا وأثبت له قولا أو لا ؟ (( يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم )) أما السنة فكذلك دلت على أن للإنسان إرادة وله قدرة ، قال النبي عليه الصلاة والسلام ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) وأحاديث كثيرة تمر عليكم ... هل تريد كذا ، قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( إن لأحلف على يمين وأرى غيرها خيرا منها إلا تحللت من يميني وأتيت الذي هو خير ) وأمثال هذا كثير
العقل أيضا يدل على أن الإنسان يفعل باختيار ؟ نعم يدل على أن الإنسان يفعل باختيار والا لأ ؟ ويفرق بين الفعل الاختياري والفعل غير الاختياري ، سبحان الله رجل في أعلى الدرجة قلنا له استرح قليلا قال والله بأنزل أنا عندي شغل وبدأ ينزل من الدرجة على درجة درجة إلى أن وصل أسفله هذا باختيار أو بغير اختيار ؟
الطالب : باختيار
الشيخ : رجل قلنا له استرح قليلا عندنا قال لي شغل مسكناه ودفيناه إلى أن تدربع إلى آخر الدرج باختيار والا بغير اختيار ؟
الطالب : بغير اختيار
الشيخ : الفعلان عند الجبرية على حد سواء ، ولا أحد يشك بأن بينهما فرقا ، ذكروا أن سارقا جيء به إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأمر بقطع يده فقال السارق " مهلا يا أمير المؤمنين والله ما سرقت هذا إلا بقدر الله "، صحيح ؟
الطالب : نعم
الشيخ : " والله ما سرقت هذا إلا بقدر الله " قال " ونحن لا نقطع يدك إلا بقدر الله "، حجّه والا لأ ؟ مع أن قطع أمير المؤمنين يده فيه القدر والشرع وسرقة السارق فيها القدر دون الشرع ، الشرع ما يأمره بأن يسرق لكن يأمرنا بأن نقطع يده ، فالحاصل أن هذا القول ، القول بالجبرية القول بالجبر والعياذ بالله قول باطل ويترتب عليه من ظن السوء بالله شيء كبير ، يترتب عليه أن الله يظلم العباد أو لا ؟ حيث يعاقبهم على أمر ليس باستطاعتهم ، يترتب عليه أن الله يثيب الإنسان بدون فعل منه وهذا سفه لأن المطيع ما أطاع بنفسه إنما أطاع جبرا عليه ، فكونه نثيبه ونعطيه وهو ما فعل باختياره هذا سفه ، يترتب عليه أنه يقتضي انتفاء حكمة الله تعالى في الشرع لأن الله يقول (( ليبلوكم أيكم أحسن عملا )) فإذا كان الإنسان اللي يحسن العمل واللي ما يحسن العمل كلاهما سواء فأين الحكمة ؟! فهو إذن قول باطل
الطرف الثاني قالوا نحن الذين عندنا العلم أنتم جهال ما تعرفون ولا عندكم عقل ولا نظر ، النظر عندنا الإنسان حر يفعل باختياره وليس من به سلس البول كمن يبول بانتظام أو لا ؟ الجبرية يقولون أنهم كلهم سواء ، هؤلاء قالوا أبدا ما يمكن نوافقكم على هذا ، أنتم كلامكم هذا سفه وجنون الإنسان حر هذا كلام الذين ينكرون القدر الإنسان حر يفعل باختيار يأكل باختيار ويشرب باختيار وينام باختيار ويصلي باختيار ويصوم باختيار أو لا ؟
الطالب : نعم
الشيخ : طيب ، ها ؟
الطالب : ويموت باختيار ؟
الشيخ : لا الموت ليس من فعله ، فهم يقولون كل هذا فإذا كان كذلك فإن الإنسان مستقل بعمله ما لله فيه قدرة ولا لله فيه اختيار ، ثم انقسموا إلى قسمين : منهم من قال إن الله يعلم ما سيصنعه العبد وإن الله تعالى مقدره ومنهم من قال إن الله لا يعلمه ولا يقدره ، واتفقوا جميعا على أن الله تعالى لم يشأه ولم يخلقه ، فعندنا أربعة أمور : أن الله علمه وقدره وشاءه وخلقه ، القدرية اللي ينكرون القدر اتفقوا على أن الله تعالى لم يشأ أفعال العبد ولم يخلقها ثم اختلفوا هل علمها وقدرها أم لا ، فقال غلاتهم وقدماؤهم إن الله لم يعلمها ولم يقدرها وقالوا إن الأمر أُنُف يعني مستأنف وإن الله لا يعلم من أفعال العباد إلا ما وقع ، ما يدري وش يبي يسوي العبد لكن إذا وقع علم به نعم، وهؤلاء كفرهم السلف وقالوا إنهم كفار لأنهم أنكروا عموم علم الله عز وجل ، لكن استقر أمر القدرية على إثبات العلم والتقدير وعلى نفي المشيئة والخلق ، قالوا إن الله لم يشأ أفعال العباد ولم يخلقها ولكنه علمها وقدرها ، طيب علمها وقدرها إذا كان علمها وقدرها هل وقعت على مقتضى علمه وتقديره أم لا ؟ إن قالوا لا ما صاروا مؤمنين بذلك وإن قالوا على مقتضى علمه وتقديره صارت واقعة ..
9 - شرح قول المصنف : باب ما جاء في منكري القدر وقال ابن عمر : ( والذي نفس ابن عمر بيده ، لو كان لأحدهم مثل أحد ذهباً ثم أنفقه في سبيل الله ما قبله الله منه ، حتى يؤمن بالقدر . ثم استدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته ، وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ) رواه مسلم . وعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أنه قال لابنه : ( يا بني ، إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن أول ما خلق الله القلم ، فقال له : اكتب فقال : رب ، وماذا أكتب ؟ قال : اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة . يا بني ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من مات على غير هذا فليس مني ) . وفي رواية لأحمد : ( إن أول ما خلق الله تعالى القلم . فقال له : اكتب ، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة ) . وفي رواية لابن وهب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره : أحرقه الله بالنار ) . وفي المسند والسنن عن ابن الديلمي قال : ( أتيت أبي بن كعب فقلت : في نفسي شيء من القدر . فحدثني بشيء لعل الله يذهبه من قلبي ، فقال : لو أنفقت مثل أحد ذهباً ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر ، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك . ولو مت على غير هذا لكنت من أهل النار . قال : فأتيت عبدالله بن مسعود ، وحذيفة بن اليمان ، وزيد بن ثابت ، فكلهم حدثني بمثل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ) حديث صحيح . رواه الحاكم في صحيحه . أستمع حفظ