شرح قول المصنف : فإنا نستشفع بالله عليك ، وبك على الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : سبحان الله ! سبحان الله ! فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه . ثم قال : ويحك ، أتدري ما الله ؟ إن شأن الله أعظم من ذلك . إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه وذكر الحديث ، رواه أبو داود .
الطالب : لا
الشيخ : أقول مو ماضية هذه العصا اللي ... لا ما هي ماضية ، هذا يُعتبر هذا السيف الآن يعتبر سيفا ناقصاً رديئا كيف تقول أمضى من العصا فإذن تنزيه الله عن مماثلة المخلوقين يمكن أن نقول إنه داخل في قولنا تنزيه الله عن كل نقص وعيب
وإنما سبح النبي صلى الله عليه وسلم هنا كما قلت استعظاما للأمر وإنكارا على الرجل ها وتنزيها لله عز وجل عما لا يليق به ( فما زال يُسبح ) يقول سبحان الله سبحان الله سبحان الله ( حتى عرف ذلك في وجوه ) عندي ( صِحابه )
الطالب : أصحابه
الشيخ : ( أصحابه ) ( أصحابه ) ثم قال ويحك إلى آخره
السائل : عندنا ...
الشيخ : صلى الله عليه وسلم : ( سبحان الله سبحان الله فما زال يسبح ) نحنُ عرفنا فيما سبق أن ما زال من أفعال الاستمرار زال إذا دخل عليها ما صارت تدُل على الاستمرار كقوله تعالى : (( وما يزالون مختلفين إلا من رحِم ربك )) وعملها عمل كان ترفع المبتدأ وتنصب الخبر وجملة ( يُسبح ) هذه هي الخبر ( فما زال يسبح حتى عُرف ذلك في وجوه أصحابه ) ( عرف ذلك ) أي أثرُه عُرف أثر هذا التسبيح في وجوه أصحابه وأنهم تأثروا بذلك من كثرة تسبيح الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم علموا أن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يُسبح ويكرر على التسبيح إلا لأمر عظيم ووجه التسبيح هنا أن الرجل ذكر جملة فيها شيء من التنقص لله تعالى فسبح النبيُ صلى الله عليه وسلم ربه تنزيها له عما تُوهِمُه هذه الكلمة، ولهذا ( كان الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه في السفر إذا هبطوا واديا سبحوا ) تنزيها لله تعالى عن السفول الذي كان من صفاتهم وإذا علوا نشزا كبروا تعظيماً لله عز وجل وأن الله تعالى هو الذي له الكبرياء في السماوات والأرض " ثم قال " يعني النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ويحك أتدري ما الله ) ( ويحك ) هذه ويح كلمة منصوبة بعامل محذوف ، تارة تضاف فيقال: ويحَك، وتارة تقطع عن الإضافة فيقال: ويح لك وتارة ترفع وتارة تُنصب أما رفعها فهي على أنها مبتدأ فيقال: ويحه أو ويح له ، والنصب على تقدير فعل محذوف ، التقدير ألزمك الله ويحك وهي وويل وويد وويف كلها تقال الويل ويح ويد ويف ومعناها متقارب معناها متقارب ولكن بعض أهل العلم باللغة يقول: إن ويح كلمة ترحُّم، وويل كلمة وعيد فمعنى ويحَك يعني إني أترحم لك وأحن عليك، ومنهم من يقول لا كلها كلمة تدل على التحذير، فعلى القول بالفرق بين ويل وويح يكون ويح هنا ترحموا لهذا الرجل الذي سبح النبي صلى الله عليه وسلم من قوله هذا التسبيح المكرر فترحموا له كأنهم رحموه لأنه فعل شيئاً عظيما .
وقوله : ( أتدري ما الله ) هذه جملة استفهامية فما المراد بالاستفهام؟ المراد بالاستفهام التعظيم المراد التعظيم يعني أن الله سبحانه وتعالى شأنه عظيم كما بينه فيما بعد ويحتمل أن يكون المعنى ( أتدري ما الله ) أي لا تدري ما الله بل أنت جاهل به فيكون المراد بالاستفهام هنا النفي وقوله : ( ما الله ) هذه جملة استفهامية أيضاً وهي مُعلِّقة لـ ( تدري ) عن العمل لأن درى تنصب مفعولين لكنها تُعلَّق بالاستفهام عن العمل ويكون تكون الجملة في محل نصب سدت مسد مفعولي تدري
ثم قال الرسول عليه الصلاة والسلام: ( إن شأن الله أعظم من ذلك ) ( إن شأن الله ) يعني أمره يعني أمرَه وعظمتَه ( أعظم من ذلك ) أي مما تصورت حيث جئت بهذا اللفظ ( نستشفع بالله عليك ) ثم قال: ( إنه لا يستشفع بالله على أحد ) لماذا ؟ لكمال عظمته وكبريائه والشفيع يكون دون المشفوع إليه غالباً فإذا استشفعت بالله على أحد فمعنى ذلك أنك نزلت رتبة الله عن رتبة ذلك المشفوع إليه وهذا لا شك نقص في التوحيد
قال " وذكر الحديث " أي تمامَه " رواه أبو داود " وهذا الحديث فيه ضعف ولكن معناه معناه صحيح وأنه لا يجوز لأحد أن يقول أستشفع بالله عليك فإن قلت أليس قد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من سألكم بالله فأعطوه ) ( من سألكم بالله ) وهذا دليل على جواز السؤال بالله إذ لو لم يكن السؤال بالله جائزاً لم يكن إعطاؤه واجباً فكيف نجمع بين السؤال بالله وبين الاستشفاع بالله ؟ يقال الجمع بينهما أن السؤال بالله لا يقتضي أن تكون مرتبة المسؤول به أدنى من مرتبة المسؤول بخلاف الاستشفاع بل يدل على أن مرتبة المسؤول .. مرتبة عظيمة بحيث إذا سُئل به إذا سُئل به أُعطي، على أن بعض أهل العلم يقول : ( من سألكم بالله ) أي من سألكم سؤالا بمقتضى شريعة الله ( فأعطوه ) وليس المعنى من قال أسألك بالله ، ولكن المعنى الأول أصح وقد جاء مثله في قول الملك أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والمال فسأل بالله.
1 - شرح قول المصنف : فإنا نستشفع بالله عليك ، وبك على الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : سبحان الله ! سبحان الله ! فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه . ثم قال : ويحك ، أتدري ما الله ؟ إن شأن الله أعظم من ذلك . إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه وذكر الحديث ، رواه أبو داود . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: إنكاره على من قال: نستشفع بالله عليك. الثانية: تغيره تغيراً عرف في وجوه أصحابه من هذه الكلمة. الثالثة: أنه لم ينكر عليه قوله: (نستشفع بك على الله). الرابعة: التنبيه على تفسير (سبحان الله). الخامسة: أن المسلمين يسألونه الاستسقاء.
" الثانية : تغيره تغيراً عُرف في وجوه أصحابه " من قوله: ( فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه ) وكونه يكرر سبحان الله، سبحان الله ، سبحان الله هذا تغير حتى عُرف في وجوه أصحابه من هذه الكلمة وهذا دليل على أن هذه الكلمة كلمة عظيمة منكرة
" الثالثة : أنه لم ينكر عليه قوله: نستشفع بالله عليك "
الطالب : ...
الشيخ : نعم ( نستشفع بك على الله ) ليش؟ لأنه قال: ( إنه لا يُستشفع بالله على أحد ) ولم يقل لا يُستشفع بأحد على الله، فدل هذا على أن المنكر أن يستشفع الإنسان بالله على أحد من خلقه واضح؟
" الرابعة : التنبيه على تفسير سبحان الله " كيف التنبيه ؟ لأن قوله: ( إن شأن الله أعظم ) دليل على أنه منزه عن أيش؟ عن كل ما ينقص تلك العظمة وأنه منزه عن كل نقص
" الخامسة : أن المسلمين يسألونه الاستسقا " لقول الأعرابي: ( نستشفع بالله عليك وبك على الله ) لأي شيء ؟
الطالب : لطلب المطر
الشيخ : للمطر ، للمطر والغيث وقول المؤلف: " أن المسلمين يسألونه " إنما هذا في حال حياته أما بعد وفاته فلا يسألونه، لو سأل الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته أن يغيثهم لكان ذلك شِركا أكبر ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد موته لا يمكن أن يسأل الله انقطع عمله انقطعت عبادته كما قال هو صلى الله عليه وسلم : ( إن الإنسان إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاثة )
طيب ولهذا نعرف أن القصة المروية عن الرجل العتبي الذي جاء إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فأناخ راحلته عند القبر وقال يا رسول الله إن الله يقول: (( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً )) وإنني قد جئت تائبا إلى الله تعالى وتوسل إليه بأن يستغفر له ثم قال أنشد :
" يا خير من دُفنت بالقاع أعظمُه *** فطاب من طيبه الآلاء والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنُه *** فيه العفاف وفيه الجود والكرم "
وأنه رأى في المنام أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه وقال إن الله قد غفر لك فهذه الرواية باطلة لا صحة لها لأن صاحبها مجهول، والرواة الذين رووا عنه أيضا ًكذلك مجهولون ولا يمكن أن تصح لأن الآية (( ولو أنهم إذ ظلموا )) ولم يقل ولو أنهم إذا ظلموا وإذ
الطالب : لما مضى
الشيخ : لما مضى ، بخلاف إذا، والصحابة رضي الله عنهم لما لحقهم الجدب في زمن عمر ما استسقوا بالرسول صلى الله عليه وسلم وإنما استسقوا بالعباس ابن عبد المطلب قال عمر: ( اللهم إنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا قم يا عباس فادعو الله ) طيب ما فوائد بعد ثانية ؟
فيه أنه ينبغي أن يُقدم الإنسان الأوصاف التي تستلزم العطف لقوله : ( نُهكت الأنفس، وجاع العيال، وهلكت الأموال )
وفيه أيضاً: الترحم على المذنب إذا قلنا إن ويحك كلمة ترحم
2 - شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: إنكاره على من قال: نستشفع بالله عليك. الثانية: تغيره تغيراً عرف في وجوه أصحابه من هذه الكلمة. الثالثة: أنه لم ينكر عليه قوله: (نستشفع بك على الله). الرابعة: التنبيه على تفسير (سبحان الله). الخامسة: أن المسلمين يسألونه الاستسقاء. أستمع حفظ
شرح قول المصنف : باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد وسده طرق الشرك عن عبدالله بن الشخير - رضي الله عنه - قال : ( انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلنا : أنت سيدنا . فقال : السيد الله تبارك وتعالى .
الطالب : طولاً
الشيخ : اللي أنا أحفظه ( أفضلنا فضلا ) ها
الطالب : أعظمنا طولاً
الشيخ : ايه ما يخالف ( وأفضلنا فضلاً وأعظمنا طولاً )
الطالب : ...
الشيخ : بقي ... " ( وأفضلنا فضلا وأعظمنا طولا ) " هكذا عندكم ( قولا ) لا بالطاء بالطاء طيب فقال: " ( قولوا بقولكم أو ببعض قولكم ولا يتسجرينكم الشيطان ) رواه أبو داود بسند جيد " يقول : ( انطلقت في وفد بني عامر ) وهذا الوفد الظاهر أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في العام التاسع لأن العام التاسع من الهجرة كثُر فيه الوفود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويُسمى ذلك العام عام الوفود
( فقُلنا أنت سيدنا فقال السيد الله ) السيد هو ذو السؤدد والشرف، والسؤدد معناه العظمة والفضل والفخر وما أشبه ذلك ( قالوا أنت سيدنا ) وسيد صفة مُشَبَّهة على وزن ها
الطالب : فَيعِل
الشيخ : فَيعِل نعم لأن الياء الثانية زائدة فقال ( السيد الله ) تبارك وتعالى ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم سيدكم بل قال: ( السيد الله ) وذلك لأن ال في السيد ال للعموم ومعناه أن الذي له السيادة المطلقة هو الله لكن السيد المضاف يكون سيداً باعتبار المضاف إليه مثل سيد بني فلان سيد البشر، وما أشبه ذلك أما السيادة المطلقة فهي لله عز وجل فإن قُلت السيد إذن من أسماء الله ؟ فالجواب نعم هي من أسماء الله وهي من معاني الصمد، الصمد فإن ابن عباس فسر الصمد بأنه " الكامل في علمه في حلمه في سؤدده "، وما أشبه ذلك
وقوله : ( السيد الله ) لم ينههم عن قولهم أنت سيدُنا نعم ولم يقرهم الإقرار التام فهو ما نهاههم ولا أقرهم ولكنه أشار إلى أنهم لا ينبغي لهم أن يترقوا من السيادة الخاصة إلى السيادة العامة المطلقة لأن سيدنا سيادة خاصة مضافة لكن السيد سيادة عامة مطلقة غير مضافة، فكأنه أرشدهم إلى أن لا يتجرؤوا حتى يترقوا من السيادة الخاصة إلى السيادة العامة فقال: ( السيد الله ) طيب وهل الرسول عليه الصلاة والسلام سيدنا؟ الجواب نعم سيدنا بلا شك لأنه سيد ولد آدم كما أخبر عليه الصلاة والسلام عن نفسِه ولكن المشكلة الآن أن كثيراً من الناس الآن صاروا يُطلقون لفظ السيد على من ليس بسيّد ، يطلقونه على من يصح أن تبدل الدال في حقه بهاء نعم
الطالب : ...
الشيخ : نعم ، هكذا وكذلك أيضا يطلقون السيادة على جنس النسا، فيقول هذه سيدة ويُكتب حمام رجال، حمام سيدات كان مقتضى العدل أن يقول حمام سادة كما قال حمام سيدات أو يقول حمام رجال وبعدها حمام نسا أما يُكتب حمام رجال وإلى جانبه حمام سيدات يَزعلون الرجال نعم لكن هذه جاءتنا من الغرب الذين يسودون النسا نعم وأقول يُسودون لأن هذا سوَّده يُسودهم أي جعله سيداً لأن سيد أصله سيوِد، لكن فيها إعلال، ولكن سبحان الله يوافق يسودونهن حساً ومعناً، الحقيقة أن ترقية النساء إلى مرتبة أعلى من مرتبتهن هذا ضرر عليهن أنفسهن كما أنه يكون على حساب من
الطالب : الرجال
الشيخ : على حساب الرجال نعم طيب قال : ( السيد الله تبارك وتعالى ) وقوله : ( تبارك وتعالى ) ما معنى تبارك؟ قال العلماء معناه كثرت بركاته وخيراته ، ولهذا يقولون إن هذا الفعل لا يضاف إلا إلى الله، أو لا يوصف به إلا الله تبارك ولا يقال فلان تبارك تبارك فلان لا يجوز، لأن هذا الفعل خاص بالله أو هذا الوصف على الأصح، لكن العامة الآن يقولون أنت تباركت علينا لا يريدون بهذا ما يريدونه بالنسبة إلى الله عز وجل وإنما يريدون بقولهم تباركت علينا أي أصابتنا بركة من مجيئِك هذا معناها والبركة يصح إضافتها إلى الإنسان ؟ أي نعم يصح، قال أسيد بن حضير لما نزلت آية التيمم بسبب العقد الذي ضاع لعائشة قال:( ما هذه أول بركتكم يا آل أبي بكر ) أي نعم
وقوله: ( تعالى ) تعالى هي معناها علا ؟ أو هي أبلغ من علا؟ هي أبلغ لأنها تفيد التعالي الذي هو العلو والتعالي الذي هو التنزه ولهذا يقول الله تعالى دائما: (( تعالى الله عما يشركون )) أي علا وتنَزه عما يشركونه به.
3 - شرح قول المصنف : باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد وسده طرق الشرك عن عبدالله بن الشخير - رضي الله عنه - قال : ( انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلنا : أنت سيدنا . فقال : السيد الله تبارك وتعالى . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وقوله "......قلنا : وأفضلنا فضلاً ، وأعظمنا طولاً ، فقال : قولوا بقولكم ، أو بعض قولكم ، ولا يستجرينكم الشيطان ) رواه أبو داود بسند جيد .
الطالب : نعم
الشيخ : طيب ( وأعظمنا طولاً ) أي غنى وشرفاً والطول بمعنى الغِنى كما في قوله تعالى: (( ومن لم يستطع منكم طولاً أن ينكح المحصنات )) ويكون بمعنى العظمة كما في قوله تعالى : (( غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب )) ها (( ذي الطول )) يعني ذو العظمة والإحسان والغنى ( وأعظمنا طولا فقال قولوا بقولكم أو بعض قولِكم ولا يستجرينكم الشيطان ) قال : ( قولوا بقولكم ) الأمر هنا للإرشاد ووجه ذلك أنه لا يجب عليهم أن يقولوا بهذا القول لو قالوا يا رسول الله يا نبي الله وما أشبه ذلك جاز ولا لا؟ جاز لكن هذا للإرشاد إلا أن يقال إن هذا الأمر يتضمن النهي عن الزيادة فيكون بمعنى لا تقولوا أكثر من ذلك فإذا حول إلى هذا المعنى صار إيش؟ للوجوب صار الأمر للوجوب وقوله: ( قولوا بقولكم ) وش هو قولهم؟ ( أنت سيدنا ) أنت أفضلنا فضلاً، أنت أعظمنا طولا ( أو ببعض قولكم ) بأن تقول أنت سيدنا مثلا أو أنت أفضلنا فضلاً ( ولا يستجرينكم الشيطان ) استجراه بمعنى جذبه جذبه وجعله يجري معه فالمعنى لا يستميلنكم الشيطان ويجذبنكم إلى أن تقولوا قولا منكرا غير معروف فأرشدهم الرسول عليه الصلاة والسلام هنا إلى بيان الأمر الذي ينبغي أن يُفعل ونهاههم عن الأمر الذي لا ينبغي أن يُفعل نعم
السائل : ... هل عائشة ...
الشيخ : ايه عائشة لا شك أنها من سيدات النساء، أقول لا شك ..
وبينا أن الحماية تعظُم كلما كانت كلما كانت المعصية تدعو إليها النفوس كثيرا أو كلما كانت المعصية أعظم وأكبر، فإن الشيطان يلقي في قلب الإنسان الوسائل التي توصل إلى هذا الأمر ولهذا تجدون باب الشرك حماه النبي عليه الصلاة والسلام حماية بالغة حتى سد كل طريق يمكن أن يكون ذريعة تجدون باب الزنا فيه حمي حماية عظيمة حتى مُنعت المرأة من التبرج وكشف الوجه وما أشبه ذلك، لأن لا يكون ذلك ذريعة إلى الزنا لأن النفوس تطلبه، في باب الربا أيضا نعم حمي الربا بحماية عظيمة حتى إن الرجل ليعطي الرجل صاعا طيبا من البر بصاعين قيمتهما واحدة ويكون ذلك
الطالب : ربا
الشيخ : رباً محرما مع أنه ما في ظلم فالشرك قد يكون من الأمور التي لا تدعوا إليها النفوس كثيراً لكنه أعظم الظلم فالشيطان يحرص على أن يوصل ابن آدم إلى الشرك فحماه النبي عليه الصلاة والسلام حماية تامة محكمة حتى لا يدخل الإنسان فيه، هذا هو معنى الباب الذي ذكره المؤلف وأظن بيناه قبل.
طيب ما معنى قولهم ( أنت سيدنا ) للسيادة المضافة؟ أجازها الشرع فقال الرسول عليه الصلاة والسلام ها
الطالب : ( أنا سيد ولد آدم )
الشيخ : ( أنا سيد ولد آدم ) وقال: ( قوموا إلى سيدكم ) قاله للأوس وقال في الرقيق المملوك: ( وليقل سيدي ومولاي ) وتقدم لنا هذا ولا لا؟ فكيف الجمع؟ اختف العلماء في الجمع حنا ذكرناها لكم؟ طيب اختلف العلماء في الجمع فقال بعضهم إن النهي على سبيل الكراهة والأدب، والإباحة على سبيل الجواز وأنه ليس النهي للتحريم حتى يعارض الجواز، وقال آخرون بل النهي حيث يخشى منه المفسدة وهو التدرج إلى الغلو والإباحة نعم حيث لا يكون في ذلك محذور، وقال بعضهم: إن النهي في الخطاب أن تخاطب الغير بقولك سيدي أو سيدنا أو ما أشبه ذلك بخلاف الغائب لأنه إذا خُوطب الشخص في هذا الاسم فربما يكون في نفسه عجب وعلو وترفع ثم إن فيه شيئاً آخر وهو خضوع هذا المتسيد خضوع هذا المتسيد له وإذلال نفسه له، بخلاف ما إذا جاء على سبيل الغيبة مثل: ( قوموا إلى سيدكم ) أو مثل ( أنا سيد ولد آدم ) إلا أن هذا الجمع يَرد عليه إباحة النبي صلى الله عليه وسلم للرقيق أن يقول لسيده لمالكِه سيدي سيدي فإن هذا إضافة ، ولكنهم قد يجيبون عن ذلك بأن قول التذلل الرقيق لسيده أمر مطلوب، أمر مطلوب ولهذا يحرم عليه أن يأبى عن سيده وأن يمتنع مما يجب عليه مراعاة سيده فيه فهنا الآن كم من قول؟
الطالب : ثلاثة
الشيخ : ثلاثة الأول أن النهي على سبيل الكراهة ، والثانية على سبيل الجواز بيان أن النهي ليس للتحريم
الوجه الثاني أن النهي حين يُخشى منه مفسدة حين يخشى منه مفسدة بغلو المتسيد بهذا السيد أو نحو ذلك
والثالث أن الإباحة حيث لا يكون المسيّد أو المسوّد مواجها بالتسييد أو بالتسويد ها
الطالب : ...
الشيخ : من ساد يسود ، نعم لأنه إذا خوطب بذلك أدى غلى إعجابه وترفعه وتكبره من وجه وإلى إذلال ها المتسود له من وجه آخر، حيث يخاطبه بوجه يقول أنت أرفع مني ففيه نوع مزالفة واضح يا عبد الله أو لا؟ أما إذا كان على سبيل الغيبة مثل ها سيد بني فلان كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: ( من سيدكم يا بني ) عبد قيس نسيت ( يا بني فلان قالو سيدنا الجد بن قيس إلا أنا نبخله قال: وأي داء أدوء من البخل ) فقال: من سيدكم ، كقوله للأوس : ( قوموا إلى سيدكم ) وكذلك قوله: ( أنا سيد ولد آدم ) وأُوردَ على هذا الجمع إيش؟ ما الذي أورد يا رشاد ما الذي أورد على هذا الجمع ؟
الطالب : أنه قال ...
الشيخ : فيواجهه
الطالب : بأن يقول سيدي
الشيخ : ايه فأباح له أن يواجهه بذلك طيب وأجيب؟
الطالب : ...
الشيخ : من سيده لأ نعم
الطالب : ...
الشيخ : طيب وأن هذا لا بأس به بالنسبة بين السيد ورقيقه، والذي يظهر لي والله أعلم أن هذا جائز لكن بشرط أن يكون هذا الموجَّه إليه السيادة أهلاً لذلك، أما إذا لم يكن أهلا فإنه لا يقال له هذا مثل لو كان فاسقا أو زنديقا أو ما أشبه ذلك، فإنه لا يمكن للمسلم أن يقول له يا سيدي مهما كان حتى لو فُرض أنه أعلى منه رتبة أو جاها أو شرفاً أو ما أشبه ذلك فلا يقول له هذا ، وقد جاء في الحديث: ( لا تقولوا للمنافق سيد فإنكم إذا قلتم ذلك أغضبتم الله ) لأنه ليس بسيد في الواقع، فإذا كان أهلاً لذلك وقاله الإنسان وليس هناك محظور فلا بأس به، لا بأس أن يقول سيدي أو أن يقول يا سيدنا وأما إذا خُشِيَ المحظور فإنه لا يجوز
فإن قلت في قولهم ( أنت سيدنا ) والرسول قال ( السيد الله ) كيف ما هو المحظور الذي يخشى منه؟ يخشى أن هؤلاء ها يغلون في الرسول عليه الصلاة والسلام غلواً كاملا لأنهم كما يبدو حديثوا عهد بإسلام لأنهم جاؤوا وفداً.
4 - شرح قول المصنف : وقوله "......قلنا : وأفضلنا فضلاً ، وأعظمنا طولاً ، فقال : قولوا بقولكم ، أو بعض قولكم ، ولا يستجرينكم الشيطان ) رواه أبو داود بسند جيد . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : وعن أنس - رضي الله عنه - : ( أن أناساً قالوا : يا رسول الله ، يا خيرنا ، وابن خيرنا ، وسيدنا وابن سيدنا . فقال : يا أيها الناس ، قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان ، أنا محمد عبدالله ورسوله ، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل ) رواه النسائي بسند جيد .
الطالب : لا
الشيخ : هذا غير صحيح لأن أب الرسول صلى الله عليه وسلم ليس بمسلم ولكن إن أرادوا بالخيرية خيرية القبلية فهذا صحيح لأن أب الرسول صلى الله عليه وسلم من بني هاشم وهم من أشراف قريش وأسيادهم وكذلك نقول في " سيدنا وابن سيدنا فقال: ( يا أيها الناس قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان ) " قولوا بقولكم الذي خاطبتموني به أولاً وهو
الطالب : يا رسول الله
الشيخ : " يا رسول الله " الدليل قوله : ( أنا محمد عبد الله ورسوله ) وقوله : ( ولا يستهوينكم الشيطان أي لا يستميلنكم الشيطان ) فتهووه وتتبعوا طرقه ونظير ذلك قوله تعالى: (( كالذي استهوته الشياطين في الأرض )) نعم قال ( أنا محمد عبد الله ورسوله ) صلى الله عليه وسلم وهذان الوصفان أبلغ وأكرم وأحسن وصف يتصف به الرسول عليه الصلاة والسلام ولذلك ذكر الله تعالى وصف نبيه صلى الله عليه وسلم بالعبودية في أعظم المقامات فذكره في مقام الإنزال إنزال القرآن عليه كقوله : (( تبارك الذي نزّل الفرقان على عبده )) وذكر ذلك في مقام الإسراء (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى )) وذكره في مقام المعراج (( ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ، فأوحى إلى عبده ما أوحى )) وذكره في مقام الدفاع عنه فقال: (( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا )) نعم ووصف الله أنبياءه بذلك بالعبودية في مقام الثناء عليهم (( ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكوراً )) ولا شك أن العبودية لله من أجل أوصاف الإنسان لأن الإنسان إما أن يعبد الله أو يعبد الشيطان قال الله عز وجل في سورة يس : (( ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين )) وش يقابله؟ (( وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم )) فالإنسان لا بد أن يتعبد لشيء إما لله وإما للشيطان، كما أنه لا بد أن يقاتل إما في سبيل الله وإما في سبيل الطاغوت والشيطان، قال ابن القيم في النونية رحمه الله :
" هربوا من الرق الذي خلقوا له *** فبلوا برق النفس والشيطان "
نعوذ بالله الرق الذي خُلقوا له وهو عبادة الله هربوا منه لكن هل تحرروا؟ أبداً، بلوا برق النفس والشيطان نسأل الله العافية فإذن أشرف أوصاف الإنسان أن يكون عبداً لله أسأل الله أن يجعلني وإياكم من عباده الصالحين
الطالب : آمين
الشيخ : هذا أشرف وصف للإنسان والشاعر يقول في معشوقتِه :
" لا تدعني إلا بـ يا عبدها *** فإنه أشرف أسمائي "
شف أعوذ بالله يقول لا تقول يا فلان يا عبد الله يا محمد يا خالد يا سليمان لا قل يا عبد فلانة ما ندري ويش معشوقته اسمها نعم " فإنه أشرف أسمائي " إذن عرفنا أن التعبد للمحبوب أنه من الأوصاف التي يحبها العابد أليس كذلك؟ وهي بالنسبة لله أشرف وصف للإنسان يكون عبدا لله
قال: ( ورسوله ) هذا أيضا من أشرف أوصافه لأن رسول الله عز وجل في قمة الطبقات الصالحة (( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين )) والنبيين يدخل فيهم الرسل بل هم أفضلهم وأفضل الرسل أولو العزم وأفضل أولي العزم رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد، هل يمكن أن نجد وصفاً أشرف من هذين الوصفين عبد لله ورسول لله واختاره الله عز وجل من بين سائر الخلق ليبلغ هذه الرسالة العظيمة والله يقول (( الله أعلم حيث يجعل رسالته )) فالرسل أهل للرسالة لأن عندهم من العبادة لله والتحمل على أذى عباد الله ما ليس عند غيرهم فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول أنا ما أحب أنا محمد عبد الله أنا محمد هذا اسمه العلم ، عبد الله وصفه ورسوله أيضاً وصفه، ومن عبارات المؤلف رحمه الله الشيخ محمد بن عبد الوهاب شيخ الإسلام يقول: " إنه عبد لا يعبد ورسول لا يكذب " نعم وقد تطرف في حق الرسول عليه الصلاة والسلام طائفتان طائفة غلت فيه حتى عبدته وأعدته للسراء والضراء، وصارت تعبده من دون الله وتدعوه من دون الله وطائفة أخرى كذبته وأنكرته وزعمت أنه كاذب ساحر كاهن شاعر مجنون وتوسط من أنعم الله عليهم وقالوا إنه عبد الله ورسول الله ، فهو عبد لا يعبد ورسول لا يكذب ثم قال عليه الصلاة والسلام: ( ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله بها ) ( التي أنزلني الله عز وجل ) ما نافية والمفعول ( أُحب ) أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول أحب، يعني ما أحب رفعتكم إياي فوق منزلتي لا في الألفاظ ولا في الألقاب ولا في الأحوال أبداً لا تجعلوني مع الله إلهاً أكشف الضر وأجلب الخير ولا تنزلوني فوق منزلتي في الألقاب والأسماء والأوصاف ولهذا نهى أن نغلو فيه كما غلت النصارى في المسيح بن مريم وقوله: ( أن تنزلوني فوق منزلتي التي أنزلني الله ) يستفاد منها أن الله عز وجل هو الذي يجعل الفضل في عباده فيُنزلهم منازلهم أو لا؟ ( الذي أنزلني الله ) وهذا واضح الحديث في أن الرسول صلى الله عليه وسلم حمى جانب التوحيد غاية الحماية حتى في الألفاظ.
مناسبة الباب للتوحيد لكتاب التوحيد ظاهرة ها وشو المناسبة ؟
الطالب : حماية التوحيد
الشيخ : حماية التوحيد ، والتوحيد أن يحمى من كل وجه حتى في الألفاظ نعم
ثم قال: " باب ما جاء في قول الله تعالى" ، لا فيه فيه مسائل .
5 - شرح قول المصنف : وعن أنس - رضي الله عنه - : ( أن أناساً قالوا : يا رسول الله ، يا خيرنا ، وابن خيرنا ، وسيدنا وابن سيدنا . فقال : يا أيها الناس ، قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان ، أنا محمد عبدالله ورسوله ، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل ) رواه النسائي بسند جيد . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: تحذير الناس من الغلو. الثانية: ما ينبغي أن يقول من قيل له: أنت سيدنا. الثالثة: قوله: (ولا يستجرينكم الشيطان) مع أنهم لم يقولوا إلا الحق. الرابعة: قوله: (ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي).
الطالب : ...
الشيخ : ها ( ولا يستهوينكم ولا يستجرينكم الشيطان ) وجه التحذير المؤلف ما قال نهي الناس وجه التحذير: أن الرسول صلى الله عليه وسلم أضاف هذا إلى الشيطان والإنسان يجب عليه أن يحذر من كل ما كان من طرق الشياطين (( يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر )) ولهذا نُهينا أن نأكل باليسار أو نشرب باليسار ليش ؟
الطالب : ...
الشيخ : لأن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ولكن أنا آكل طعام وأبي أشرب إذا أخذت الإناء باليد اليمنى تلوث بالطعام ثم أتعب الناس الذين يغسلونه بعدي وش الحيلة ؟
الطالب : يلوث... ولا نلوث السنة
الشيخ : ها
الطالب : يعني أنه يوسخ ... ولا يوسخ السنة .
الشيخ : ايه تمام يقول نوسخ الإناء ولا نوسخ السنة صحيح؟ طيب على أنه يمكن أن لا توسخ الإناء ما يمكن؟ تضعه مثلا على راحتك ها والغالب أن الإنسان أن راحته ما تتلوث بالطعام أو نقول أيضاً نزل مسكة الإناء يأخذه إذا كان كأساً من أسفل نعم ضم عليه بإبهامك وسبابتك ويمكن التلويث قليلا والمهم أن نشعر بأنه حرام حرام مهو مكروه نحن إذا شعرنا أنه حرام عرفنا كيف نتخلص ولا لا؟ لأن الحرام ما يجوز إلا عند إلا عند الضرورة أي نعم طيب ومن فوائد
"المسألة الثانية : ما ينبغي أن يقول من قيل له أنت سيدنا" وش يقول ؟
الطالب : السيد الله
الشيخ : أقول السيد الله كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم حتى لا يكون في نفسي شيء شيء ينفخني فأعلو وأستكبر وحتى لا يذل هذا الرجل أمامي طيب
" الثالثة قوله ( ولا يستجرينكم الشيطان ) مع أنهم لم يقولوا إلا الحق " نعم ظاهر كلام المؤلف أن قولهم هذا من استجراء الشيطان نعم لأن الرسول قال: ( السيد الله قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم ) فهذه الكلمة يحتمل أن المعنى أن ما قلتم من استجراء الشيطان ويحتمل أن المعنى قولوا بهذا القول ولكن إياكم أن تغلو فيحملكم على الغلو فإن هذا من استجراء الشيطان ، وظاهر كلام المؤلف على المعنى الأول نعم
6 - شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: تحذير الناس من الغلو. الثانية: ما ينبغي أن يقول من قيل له: أنت سيدنا. الثالثة: قوله: (ولا يستجرينكم الشيطان) مع أنهم لم يقولوا إلا الحق. الرابعة: قوله: (ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي). أستمع حفظ
تتمة شرح مسائل باب ما جاء في ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم الثانية :الإرشاد إلى أقل الأمرين خطرا ,الثالثة قوله "اغزوا بسم الله في سبيل الله " الرابعة قوله :قاتلوا من كفر بالله " الخامسة قوله استعن بالله وقاتلهم السادسة الفرق بين حكم الله وحكم العلماء .
الطالب : ...
الشيخ : لأن سب الله أعظم أعظم من السكوت عن سب آلهتهم فنسكت وإن كان في هذا السكوت شيء من المفسدة لكن نسكت على هذا لئلا نقع في مفسدة أعظم، وكذلك أيضا فيه قاعدة مقابلة وهي
الطالب : ...
الشيخ : لا، أن، نعم ، "جلب أعلى المصلحتين بترك أدناهما" يعني إذا اجتمعت مصلحتان فخذ بأعلاهما وإذا اجتمعت مفسدتان فخذ بأدناهما وهذا يدل عليه الشرع والعقل أيضا طيب
قال المؤلف " الثالثة قوله : ( اغزو بسم الله في سبيل الله ) " وش الفائدة منها
الطالب : في سبيل الله
الشيخ : وجوب الغزو مع الاستعانة بالله والإخلاص له والتمشي على شرعه أو لا ؟ ( اغزو بسم الله في سبيل الله )
" الرابعة : قوله: ( قاتلوا من كفر بالله ) " وش المسألة هذه؟
الطالب : ...
الشيخ : وجوب القتال وجوب قتال الكفار نعم وأن علة قتالهم الكفر، طيب هل معنى ذلك أنه لا قتال إلا بالكفر؟ لا، فالكفر سبب للقتال لكن هناك أسباب أُخر أُخر للقتال فإن من منعوا الزكاة
الطالب : يقاتلون
الشيخ : يقاتلون وإذا ترك صلاة العيد أهل بلد قوتلوا ، وإذا تركوا الأذان والإقامة قوتلوا أيضا وإذا اقتتلت طائفتان وأبت إحداهما أن تفيء إلى أمر الله فإنها تُقاتل إذن لا يلزم من القتال الكفر لكن الكُفر سَبب للقتال فالقتال له أسباب متعددة
طيب " الخامسة قوله: ( استعن بالله وقاتلهم ) " ها وجوب الاستعانة بالله وأن لا يَعتمد الإنسان على حوله وقوته ترى وقت الأسئلة جاء ها
الطالب : ...
الشيخ : نكمل طيب " السادسة الفرق بين حكم الله وحكم العلماء " لأن الحكم الله مصيب بلا شك حكم العلماء قد يصيب وقد لا يصيب هذه واحدة . ثانيا : تنزيل أهل الحصن على حكم الله ها ممنوع إما في عهد الرسول فقط أو حتى في عهدنا هذا وأما على حكمه حكم الأمير فهو جائز .
طيب هل يؤخذ من الحديث أنه لا ينبغي عند الاستفتاء أن تقول: ما رأي الإسلام في كذا. كما يوجد الآن عند الناس، ها أو مثلا واحد يكتب كتاب يقول حكم الإسلام كذا وكذا وهو قد لا يكون حُكم الإسلام نعم نقول هكذا إلا فيما هو نصٌ واضح صريح فلا بأس مثل أن يقول قائل ما حُكم الإسلام في أكل الميتة فتقول حكم الإسلام في أكل الميتة أنها حرام .
" السابعة في كون الصحابي يحكم عند الحاجة بحُكم لا يدري أيوافق حكم الله أم لا " ها
الطالب : ...
الشيخ : لكن تقييد المؤلف الصحابي بحكم لا يدري أيصيب الحكم أم لا ؟
الطالب : ...
الشيخ : إي أقول هل هو ظاهر أنه خاص بالصحابة أو حتى مَن بعدهم
الطالب : حتى مَن بعدهم
الشيخ : الظاهر حتى مَن بعدهم حتى مَن بعدهم فإنه يجوز أن يحكم عند الحاجة بما يرى أنه حكم وليس من باب أولى خلافا لعبد الرحمن بن داود
الطالب : ...
الشيخ : لأن الصحابة أقرب إلى الصواب من غيرهم فقد نجوِّز لهم الحكم ما لا نجوِّز لغيرهم لكن قصد عبد الرحمن أنه إذا جاز الخطأ على الصحابي
الطالب : من باب أولى
الشيخ : فغيره من باب أولى هكذا تريد ؟
الطالب : أي نعم
الشيخ : أي نعم طيب
السائل : شيخ
الشيخ : انتهى
7 - تتمة شرح مسائل باب ما جاء في ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم الثانية :الإرشاد إلى أقل الأمرين خطرا ,الثالثة قوله "اغزوا بسم الله في سبيل الله " الرابعة قوله :قاتلوا من كفر بالله " الخامسة قوله استعن بالله وقاتلهم السادسة الفرق بين حكم الله وحكم العلماء . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : باب ما جاء في الإقسام على الله
والإقسام على الله معناه أن تحلف على الله أن يفعل أو أن تحلف على الله أن لا يفعل هذا معناه أن تحلف على الله وتقول والله لا يفعل الله كذا أو تقول والله ليفعلن الله كذا وهذا القسم على الله ينقسم إلى أقسام في الواقع:
القسم الأول: أن تُقسم على ما أخبر الله به ورسوله من نفي أو إثبات فهذا لا بأس به وغاية ما فيه أنه يدل على يقينك بما أخبر الله به ورسوله، مثل أن تقول والله لَيشفعن والله لَيُشفّعن الله نبيه في الخلق يوم القيامة إيش هذا؟
الطالب : جائز
الشيخ : هذا جائز؟ لأنه معناه قوة اليقين من الحالف على ما أخبر الله به عن نفسه أو تقول والله لا يغفر الله لمن أشرك به إيش هذا؟
الطالب : جائز
الشيخ : صح
الطالب : صح
الشيخ : ليش لأنه مطابق لما أخبر الله به وغاية ما فيه أنك أبرزته بصفة اليمين لقوة يقينك به وهذا لا جدال فيه ولا إشكال فيه .
القسم الثاني : أن يُقسم الإنسان على ربه لقوة رجائه به سبحانه وتعالى لقوة الرجاء وحسن الظن به فهذا أيضا جائز لإقرار النبي صلى الله عليه وسلم إياه، الرسول عليه الصلاة والسلام أقر ذلك في قصة الرُّبيع بنت النضر بن الحارث عمة أنس بن مالك رضي الله عنه كسرت ثنية لجارية من الأنصار فاحتكموا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالقِصاص أمر بالقِصاص القِصاص أن تكسر ثنية الرُّبيع فعرضوا عليهم الصلح أبوا قالوا: نصالحكم نعطيكم دية نعطيكم ما تريدون أبوا قالوا إلا القصاص فقام أنس بن النضر رضي الله عنه فقال: يا رسول الله أتُكسر ثنية الرُّبيع يعني لأنها غالية عنده والله لا تُكسر ثنية الرُّبيع يريد به رد الحكم الشرعي ؟
الطالب : لا
الشيخ : لا ، ( قال له الرسول عليه الصلاة والسلام: يا أنس كتاب الله قصاص السن بالسن ما يمكن قال والله ما تكسر ثنية الرُّبيع ) غرضه بذلك أنه لقوة ما عنده من التصميم على أن لا تُكسر ولو أن يبذل كل غال ورخيص فعل، هذا معنى كلامه يعني كأنه يقول الصلح الذي أبوه أنا لا يهمني أنا أعطي كل ما أملك ولا تُكسر ونحن نعلم علم اليقين أنه لا يريد أن يقصد رد حُكم الله ورسوله أبداً، كيف وقَد قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( لما قال هذا وعرفوا أن الرجل مصمم ألقى الله في قلوبهم العفو في قلوب الأنصار العفو فعفوا ) سبحان الله قوة رجائِه بالله عز وجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره ) الله أكبر شف هذا الرجل لقوة رجاءِه بالله عز وجل وحسن ظنه ألقى الله في قلوب هؤلاء الذين كانوا قد صمموا أمام الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أن يقتصوا ألقى الله في قلوبهم العفو فعفوا الرسول عليه الصلاة والسلام أثنى عليه وهذه شهادة من الرسول أن الرجل من عباد الله وأن الله تعالى أبر قسمه ولين له هذه القلوب المصممة على القصاص وكيف لا وهو الذي قال إنه يجد ريح الجنة دون أُحد وهو الذي لما استُشهد رضي الله عنه وجد به بضع وثمانون ما بين ضربة برمح وسيف وما أشبه ذلك قيل إنه لم يَعرفه إلا أخته ببنانه ، على كل حال إذا كان الحامل على الإقسام على الله قوة الرجاء به وحسن الظن بالله فإن هذا جائز ويشهد له هذا الحديث وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام: ( رُب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره ) ( أشعث أغبر مدفوع بالأبواب ) لا ينظر له ولا يدخل على الناس لاحتقارهم له لكنه عند الله ذو جاه عظيم ( لو أقسم على الله لأبره )
القسم الثالث من الإقسام على الله : أن يكون الحامل له أي للإقسام على الله هو الإعجاب بالنفس وتحجر فضل الله عز وجل وسوء الظن به تبارك وتعالى فهذا لا شك في تحريمه وأنه وشيك بأن يحبط الله عمل هذا المقسم من أنت حتى تتحجر فضل الله عز وجل ومن أنت حتى تُدل على الله بعملك والله ما عملت من عمل صالح إلا ولله فضل عليك به بخصوصه يحتاج إلى حكم مهو يحتاج إلى أن تنفخ روحك وتقول أنا من أنا (( يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان )) انظر من على يمينك وعن يسارك من كافر وفاسق وفاجر وكاذب ومنافق واحمد الله أن عافاك مما ابتلاهم به، انظر إلى من ابتلوا من الناس بالتحريف تحريف النصوص وصرفها عن ما أراد الله بها فهي سواء كانت عقدية أو فقهية واحمد الله أن عافاك منها من هذه البلية فلله عليك نعمة إذا هداك ووفقك فلا تتألى على الله وتقول أنا من أنا، ولا تتحجر فضل الله واعلم أن القلوب بيد الله عز وجل وكم من إنسان كان على جانب كبير من الفجور والفسق حتى أيس الناس من هدايته ولكن الله عز وجل يمن عليه فيهديه وهذا شيء مشاهد مجرب واقع نسمع به خبراً ونشاهده بأعيننا نظرا فإذن هذا القسم الثالث ما حكمه؟ حكمه أنه حرام ولا يجوز للإنسان أن يقسم على الله تعالى إذا كان الحامل له على القسم هذا السبب وهذا هو الذي هذا هو الذي ساق المؤلف الحديث من أجله والترجمة الترجمة الصالحة لأنه لم يحكم على المقسِم على الله بشيء بل قال : " باب ما جاء في الإقسام على الله " ولكن سياقه للحديث يدل على أنه أراد ها الرابع ولا الثالث
الطالب : الثالث
الشيخ : الثالث أراد القسم الثالث وعلى هذا فنقول ما وجهُ مناسبة الحديث أو الباب لكتاب التوحيد؟ وجهه أن هذا الذي تألى على الله عز وجل أساء الأدب مع الله وتحجر فضل الله وأساء الظن به وكل هذا ينافي كمال التوحيد، بل قد ينافي التوحيد كله وبهذا نعرف وجه المناسبة وأن شأن الله عز وجل أعظم من أن يقسم عليه أحد من خلقه، في ظني أنك لو أقسمت على ملك من ملوك الدنيا وقلت له تفضل قال اصبر قلت والله لتدخل هالحين ملك وش ماذا يعد هذا؟ ها يعد هذ سوء أدب يمكن ينصرف ويقول للسجان اسجنه وللجلاد اجلده نعم ليش؟ لأنه حلف علي، فهذا دليل على أن التألي على من هو عظيم يُعتبر تنقصا في حقه نعم طيب
شرح قول المصنف : عن جندب بن عبدالله - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قال رجل : والله لا يغفر الله لفلان ، فقال الله عز وجل : من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان ؟ إني قد غفرت له ، وأحبطت عملك ) رواه مسلم . وفي حديث أبي هريرة : ( أن القائل رجل عابد . قال أبو هريرة : تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته ) .
الطالب : بالعكس
الشيخ : أبدا بل تدل على العكس اليأس من روح الله وتدل أيضا على احتقار عباد الله وتتضمن إعجب هذا الإنسان بنفسه لأنه لو كانت حاله مثل حال هذا الرجل من المعاصي ما قال هذا الكلام لو قال هذا الكلام لكان يشهد على نفسه أن الله ما يغفر له بل هذا يدل على أن الرجل القائل كان على جانب من العبادة وهذا الرجل كان على جانب من المعاصي ولهذا قال ( والله لا يغفر الله ) والمغفرة سبق لنا مرارا أن معناها ستر الذنب
الطالب : والتجاوز عنه
الشيخ : والتجاوز عنه نعم وأن أصلها من المغفر الذي يغطى به الرأس وهو صفحة من الحديد يغطى بها الرأس عند الحرب ففيها وقاية وستر فقال الله عز وجل: ( مَن ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان؟ ) ( مَن ) اسم استفهام و ( ذا ) ملغاة و ( الذي ) خبر مبتدأ اسم موصول خبر مبتدأ و ( يتألى ) بمعنى يحلف يتألى بمعنى يحلف علي أن لا أغفر لفلان أي من ذا الذي يتحجر فضلي ونعمتي أن لا أغفر لمن أساء من عبادي؟ والاستفهام ظاهر فيه أنه إيش؟ للإنكار ( من ذا الذي يتألى عليه أن لا أغفر لفلان ) وقد ورد الحديث مبسوطا في رواية أبي هريرة : (أنه كان رجل له صاحب وكان هذا الرجل عابدا والآخر مُسرف على نفسه وكان يراه عن المعصية ويزجره وينهاه ويقول له أجُعلت علي رقيبا خلي بيني وبين ربي ثم يأتيه من الغد ويقول له كما قال وهو يقول الثاني : أجعلت عليه رقيبا خلي بيني وبين ربي ) وهذا يدل على أن الرجل عنده حسن ظن بالله عز وجل ( وفي المرة الثالثة لما رآه على هذا الحال قال والله لا يغفر الله لك ) مع أن الرجل المسرف على نفسه كان عنده حُسن ظن ورجاء بالله ولعله كان يفعل الذنب ويتوب فيما بينه وبين ربه لأنه قال خلي بيني وبين ربي والإنسان إذا فعل الذنب ثم تاب توبة نصوحا ثم غلبته نفسه عليه مرة أخرى فإن توبته الأولى تبطل ولا لا؟ ما تبطل توبته الأولى صحيحة فإذا تاب من الثانية فتوبتُه صحيحة لأننا نقول من شرط التوبة أن يعزم على أن لا يعود وليس من شرط التوبة أن لا يعود ، أن يعزم على أن لا يعود . المهم أن هذا الرجل والعياذ بالله أطلق هذه الكلمة ( فقال الله : من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان إني قد غفرت له وأحبطت عملك ) ونحن نعلم علم اليقين أن هذا الرجل الذي غفر الله له أنه قد وُجدت منه أسباب المغفرة بالتوبة أو أن ذنبه هذا كان دون الشرك فتفضل الله عليه فغفر له أما لو كان شركا وبدون توبة فإنه لا يُغفر له لأن الله يقول : (( إن الله لا يغفر أن يشرك به )) لكن إما أن هذا الذنب دون الشرك وفضل الله واسع تجاوز الله عنه وإما أنه فوق الشرك يعني شرك وإما أن شرك أو كفر ولكن الله من عليه بالتوبة وأيا كان فإن الله قال: ( إني قد غفرت له ) واضح لأنه حصل منه أسباب المغفرة إن كان ذنبه مما لا يدخل تحت المشيئة أو فضل الله عليه بالمغفرة إن كان ذنبه مما هو داخل تحت المشيئة لكن ( وأحبطت عملك ) هذه هي التي تحتاج إلى جواب لأنه قد يتولد فيها إشكال ( أحبط عملك ) فما هو السبب بأن الله أحبط عمله وهل المراد عمله كله كما هو ظاهر الإضافة أو المراد عمله الذي كان يفتخر به على صاحبه ؟ نعم
الطالب : الثاني
الشيخ : ظاهر الحديث الأول ظاهر الحديث الأول لأن الأصل في المفرد المضاف أن يكون عاما فهذا ظاهر الحديث وحينئذٍ لا بد أن نلتمس حسب علمنا وفهمنا ما هو السبب الذي أبطل الله سبحانه وتعالى عمل هذا الرجل به أما على الاحتمال الثاني أنه أحبط عمله الذي كان يفتخر به على هذا الرجل فالأمر في هذا أهون وظاهر ولكن الإشكال الذي يرد ما وجه إحباط الله عمل هذا الرجل على سبيل العموم نحن على حسب فهمنا والعلم عند الله عز وجل أن هذا الرجل كان يتعبد لله وفي نفسه إعجاب إعجاب بعمله وإدلال على الله بما عمل كأنما يمن على ربه بعمله وحينئذ فإنه يفتقد ركنا عظيم من أركان العبادة لأن العبادة مبنية على إيش؟ على الذل والخضوع ، على الذل والخضوع هذا الرجل الذي يقول مثل هذا الكلام إذا كان يرى في نفسه الإعجاب والإدلال على الله عز وجل أين الذل والخضوع؟ أنت لا بد أن تكون عبدا لله عز وجل بما تعبدك به وبما بلغك من كلامه وهذه الأخيرة مسألة كثير من الذين يتعبدون لله بما تعبدهم به قد لا يتعبدونه بوحيه قد يصعب عليهم أن يرجعوا عن رأيهم إذا تبين لهم الخطأ من كتاب الله وسنة رسوله ويركبون رأيهم ويحرفون النصوص من أجله وهذه مسألة صعبة يعني قد تجد الرجل عابدا مقيما للصلوات مؤتيا للزكاة قائماً بالصوم على الوجه الذي يستطيع وكذلك الحج لكنه لا يعبد الله بالنسبة لما بلغه من وحيه والواجب أن تكون لله عبدا ذليلاً بكل شيء حتى فيما بلغك من وحيه بحيث تخضع له خضعانا كاملا نعم حتى تحقق العبودية فالذي يبدو والله أعلم أن هذا الرجل يا جماعة أن هذا الرجل كان مُدلا على الله بعمله وافقتقد من نفسه الركن الأعظم في العبادة وهو ها الذل والخضوع ، ولا شك أنه إذا لم تكن عبادة مبنية على الذل والخضوع أنها لا تصلح أنت إذا لم تشعر أنك تقوم بالعبادة لأنك عبد لله رقيق بين يديه فإن عبادتك ناقصة وقد تكون باطلة هذا وجهه والله أعلم أما إذا قلنا إن المراد العمل الذي حصلت فيه الإساءة فالأمر الأمر واضح سهل لأن العمل إذا حصلت فيه الإساءة بطل ونظير هذا مما يحتمل العموم أو الخصوص قوله صلى الله عليه وسلم في حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده فيمن منع الزكاة قال : ( فإنا آخذوها وشطر ماله عَزمة من عزمات ربنا ) ( آخذوها وشطر ماله ) هل المراد بماله كل المال أو ماله الذي منع زكاته؟ فمثلا إذا كان عنده عنده عشرون من الإبل وزكاتها كم من الغنم كم زكاة عشرين من الإبل من الغنم؟
الطالب : أربعة
الشيخ : أربع شياه فمنع الزكاة هل نأخذ عشرين من الإبل فقط أو إذا كان عنده أموال أخر كبقر وغنم ونقود نأخذ نص المال كله اختلف في هذا أهل العلم منهم من قال إنه لا يؤخذ إلا نصف ماله الذي وقعت فيه المخالفة ، ومنهم من قال يؤخذ جميع المال والراجح: أن هذا يرجع إلى رأي الإمام إذا رأى أن من المصلحة أن يؤخذ نصف ماله كله أخذه أو نصف المال اللي حصلت فيه المخالفة أخذه، وهذا الحديث عاد ... محل البحث فيه هل نسخ ولا بقي حكمه أم لا؟
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
السائل : ...
الشيخ : في حديث أبي هريرة أن القائل رجل عابد وقد أشرنا إليه من قبل في الدرس الماضي أن هذا الرجل كان حريصا على العبادة قائما بها لكن عنده غرور أو لكن عنده غرورا بنفسه والعياذ بالله وإعجابا بعمله فحبط بذلك عمله قال أبو هريرة: ( تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته ) ( أوبقت ) بمعنى أهلكت ومنه الحديث ( اجتنبوا السبع الموبقات ) أي المهلكات وقوله: ( دنياه وآخرته ) أما كونها أوبقت آخرته فالأمر ظاهر لأنه كان من أهل النار والعياذ بالله ولكن كيف أحبطت دنياه لأن دنيا الإنسان حقيقة هي ما اكتسب بها عملا صالحاً فإذا لم يكتسب فيها عملا صالحا فهي خسارة ودليل ذلك قوله تعالى : (( والعصر إن الإنسان لفي خُسر )) (( الإنسان )) كل الإنسان (( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )) وقال الله عز وجل: (( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين )) فالحقيقة أن الذي لم يوفق في هذه الدنيا للإيمان والعمل الصالح فإنه قد خسرها والعياذ بالله وفاتت عليه لأن هذه الدنيا مهما طالت بالإنسان ومهما زخرفت له ومهما أتته على ما يريده فمآلها إيش ؟ الفناء والزوال وهذا الفناء والزوال إذا حصل ما كأن شيئا جرى على هذا الرجل من النعيم والترف واعتبر ذلك بحالك اليوم كل ما جرى عليك حتى بالأمس القريب كأنه شيء لم لم يكن
الطالب : ...
الشيخ : إن كل إنسان لم يوفق في الدنيا للعمل الصالح فإنه خاسر ، لأن هذه الدنيا مهما كانت مآلها للفناء وكل شيء فان فإنه كـ لا شيء وقلت اعتبر هذا بما حصل لك مما سبق تجده مر عليك وكأنه لم يكن وهذا من حكمة الله عز وجل في أن الإنسان في هذه الدنيا يكون حاله هكذا لئلا يركن إليها لأن الركون إلى الدنيا خطير على الإنسان في آخرته وقول أبي هريرة : ( تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته ) الحديث من رواية جندب بن عبد الله لكن المؤلف أشار إلى حديث آخر رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
9 - شرح قول المصنف : عن جندب بن عبدالله - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قال رجل : والله لا يغفر الله لفلان ، فقال الله عز وجل : من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان ؟ إني قد غفرت له ، وأحبطت عملك ) رواه مسلم . وفي حديث أبي هريرة : ( أن القائل رجل عابد . قال أبو هريرة : تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته ) . أستمع حفظ
شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: التحذير من التألي على الله. الثانية: كون النار أقرب إلى أحدنا من شراك نعله. الثالثة: أن الجنة مثل ذلك. الرابعة: فيه شاهد لقوله (إن الرجل ليتكلم بالكلمة) الخ.. الخامسة: أن الرجل قد يغفر له بسبب هو من أكره الأمور إليه.
الطالب : من قول الرجل : والله لا يغفر الله لك .
الشيخ : لا، نعم عمار
الطالب : ... وأحبطت عملك ...
الشيخ : نعم وإحباط العمل لا شك أنه أمر يجب الحذر منه ثم إن قوله: ( من ذا الذي ) الاستفهام هنا للإنكار
طيب " المسألة الثانية كون النار أقرب إلى أحدنا من شراك نعله
والثالثة أن الجنة مثل ذلك " من أين تؤخذ يا عادل؟
الطالب : الرجل قد يدخله الجنة . فلما قال ...
الشيخ : طيب شراك النعل ما هو ؟
الطالب : ... النعل
الشيخ : النعل هو اللي ... شراكه
الطالب : ...
الشيخ : ايه يعني السير اللي يكون بين الإبهام والأصابع هذا الشراك طيب هذا المثل وش يقصد به يا سامي؟ إنه أقرب من شراك النعل
الطالب : ...
الشيخ : أو التقريب تقريب الجنة وأنها قد تكون قريبة للإنسان وهو لا يشعر وكذلك النار وهذا الذي ذكره المؤلف رحمه الله هاتان المسألتان الثانية والثالثة هما حديث ثبت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك )
طيب " الرابعة فيه شاهد لقوله "
الطالب : السلام عليكم
الشيخ : عليكم السلام
لقوله ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة ) إلى آخره ما هو الحديث الذي يشير إليه المؤلف ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا ما ذُكر الحديث لكن في حديث آخر
الطالب : ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا تهوي به في جهنم سبعين خريفاً )
الشيخ : إي نعم أو ( أبعد ما بين المشرق والمغرب ) وهذا فيه الحذر من مزلة اللسان لأن اللسان قد يزل فيهلك به الإنسان ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من يضمن لي ما بين لحييه ورجليه ) أو قال : ( فخذيه أضمن له الجنة ) لأن هذا اللسان خطره عظيم قال معاذ للرسول عليه الصلاة والسلام لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( أفلا أخبرك بملاك ذلك كله قلت : بلى يا رسول الله فأخذ بلسان نفسه - أمسكه - وقال: كف عليك هذا، قلت يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ، قال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم، - أو قال : على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم ) ففيه الحذر الشديد من مزلة اللسان ولا سيما إذا كان هذه الزلة إذا كانت سببا للاقتداء به والأسوة به كما يحدث من بعض دعاة الضلال والعياذ بالله فإن ذلك يكون أشد إثما لأنه يكون عليه وزره ووزر من تابعه إلى يوم القيامة
" الخامسة : أن الرجل قد يغفر له بسبب هو من أكره الأمور إليه " نعم
الطالب : حين قال الرجل قال له ..
الشيخ : إنه غُفر له بسبب هذا التأنيب، وهذه المسألة ما هي ظاهرة لي جدا أقول لا يظهر لي وجهها من الحديث، إنما لا شك أن الإنسان قد يغفر له بشيء من أكره الأمور إليه مثل الجهاد في سبيل الله (( كتب عليكم القتال وهو كُره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم )) هذا أمر مسَلم لكن أخذه من هذا الحديث هو الذي فيه ثقَل عندي
10 - شرح قول المصنف : فيه مسائل: الأولى: التحذير من التألي على الله. الثانية: كون النار أقرب إلى أحدنا من شراك نعله. الثالثة: أن الجنة مثل ذلك. الرابعة: فيه شاهد لقوله (إن الرجل ليتكلم بالكلمة) الخ.. الخامسة: أن الرجل قد يغفر له بسبب هو من أكره الأمور إليه. أستمع حفظ
شرح قول المصنف : باب لا يستشفع بالله على خلقه .
" ... بالله على خلقه "
استشفع بالشيء أي جعله شافعا له والشفاعة في الأصل جعل الفرد شَفعاً وعرفوها بأنها التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة هذه الشفاعة أن تتوسط لغيرك بجلب منفعة له أو دفع مضرة عنه مثالها بجلب منفعة : لو توسطت لإنسان بأن يوظف في وظيفة يرغبها هذه شفاعة بماذا؟ بجلب منفعة بدفع مضرة لو أن أحداً ألزم بدفع مال ظُلماً فشفعت إلى هذا الذي ألزمه بأن يسمح عنه ويعفو عنه كان هذا من باب دفع المضرة، الاستشفاع بالشيء على الشيء لا شك أن المشفوع إليه أعلى درجة من الشافع غالباً أليس كذلك؟ الشافع يكون أدنى مرتبة في الغالب من المشفوع إليه وإذا كان كذلك فإن الاستشفاع بالخلق على الله جائز
الطالب : ...
الشيخ : جائز والاستشفاع بالله على الخلق مُحرم لأنا قلنا إن درجة الشافع أو مرتبة الشافع أدنى من مرتبة المشفوع إليه ولننظر الاستشفاع بالله على خلقه هذا تنقص لله عز وجل حيث جعلت مرتبة الله أدنى من مرتبة من مرتبة المشفوع إليه لأنه لو كان أعلى مرتبة ما احتاج أن يشفع عنده لكان يأمره أمراً ويقول افعل كذا والله عز وجل لا يشفع لأحد من خلقه إلى أحد، لأن ذلك تنقص وهذا هو وجه وضع هذا الباب في كتاب التوحيد لأن الاستشفاع بالله على خلقه يستلزم تنقص الله سبحانه وتعالى وهذا مناف للتوحيد
شرح قول المصنف : عن جبير بن مطعم - رضي الله عنه - قال : ( جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، نهكت الأنفس ، وجاع العيال ، وهلكت الأموال ، فاستسق لنا ربك
( ونستشفع بك على الله ) هذا صحيح يعني نطلب منك أن تكون شافعا لنا عند الله فتدعو الله لنا نعم هذا لا بأس به.
قال الرواي : ( فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سبحان الله سبحان الله ) " قال ذلك استعظاما لهذا القول وإنكاراً له وتنزيها لله عز وجل عما لا يليق به من جعله شافعاً بين الخلق وبين الرسول صلى الله عليه وسلم ( سبحان ) اسم مصدر منصوب على أنه مفعول مطلق ما نقول ... مصدر لأنه ليس مصدرا بل هو وصف مصدر من سبح يسبح والمصدر تسبيحا وإذا جاءت الكلمة بمعنى المصدر وليس فيها حروف المصدر يسمونها اسم مصدر يسمونها اسم مصدر مثل كلام اسم مصدر التكليم سلام اسم مصدر تسليم (( أنبتكم من الأرض نباتا )) (( نَباتا )) هذي اسم مصدر مع أنها لو جاءت من نبت لكانت مصدراً لو جاءت من نبت ينبت نباتا صارت مصدرا لكن لما جاءت من أنبت يُنبت صارت اسم مصدر لأنها لم تتضمن حرف الفعل هنا نقول (( سبحان )) منصوب على أنه مفعول مطلق وهو لازم النصب ما يأتي إلا منصوبا ما يأتي مجرورا ، ولا يأتي مرفوعا ، ولازم حذف العامل أيضا يعني ما يمكن يأتي معه الفعل ما يمكن تقول سبحت الله سبحانا اللهم إلا نادرا أو في شعر ونحوه ، وإلا فإنه لا يجمع بينه وبين فعله فما معناه قالوا إن معنى التسبيح التزيه تنزيه الله عز وجل تنزيهه عن ما لا يليق به من نقص أو عيب أو مماثلة للمخلوق وما أشبه ذلك والذي ينزه الله عنه أمران أحدهما النقص والعيب والثاني : مماثلة المخلوق وإن شئت فأدخِل