تتمة الكلام على الباب الرابع ".... الباب الرابع في بيان صحة مذهب السلف وبطلان القول بتفضيل مذهب الخلف في العلم والحكمة على مذهب السلف فإن من تتبع طريقتهم بعلم، وعدل وجدها مطابقة لما في الكتاب والسنة جملة وتفصيلاً ولا بد "
أحدهما أن مذهب السلف دل عليه الكتاب والسنة ، وما دل عليه الكتاب والسنة فهو الصحيح لا شك ، وما لم يدل عليه الكتاب والسنة فإنه ليس بصحيح .
فإذا قال قائل : كل يدعي وصلا بليلى ، السلف يقولون نحن على الكتاب والسنة والخلف أيضا يقولون نحن على الكتاب والسنة ولهذا يدعون لأنفسهم أنهم من أهل السنة ، فكل يدعي وصلا لليلى ، فما هو الحكم ؟ قال المؤلف : فإن من تتبع طريقتهم بعلم وعدل كلمتان عظيمتان من تتبعها بعلم وعدل ، احترازا ممن تتبعها بجهل ، الجاهل لا يقبل حكمه لأنه ليس بعالم حتى يقبل حكمه في الناس ، وعدل لأن بعض الناس عنده علم ويدري أن مذهب السلف هو الصحيح لكن عنده جور وظلم ما يقر به ، ما يقر بالحق ، لا يمكن لمن أراد أن يحكم إلا أن يكون عنده علم وأيش بعد ؟ وعدل ، فأما مع عدم العلم فكيف يحكم ؟ ومع عدم العدل لا يؤمن على، لايؤمن في حكمه قد يحكم بالباطل لكونه ليس بعدل ، لكن من تتبع طريقة السلف بعلم وقارنها بالكتاب والسنة وبعدل بحيث ما يكون عنده هوى أو جور يقول من تتبعها بذلك وجدها مطابقة لما في الكتاب والسنة جملة وتفصيلا جملة وتفصيلا ولا بد ، يعني لا بد من ذلك لا بد من أن تكون مطابقة للكتاب والسنة جملة وتفصيلا ، لماذا ؟
1 - تتمة الكلام على الباب الرابع ".... الباب الرابع في بيان صحة مذهب السلف وبطلان القول بتفضيل مذهب الخلف في العلم والحكمة على مذهب السلف فإن من تتبع طريقتهم بعلم، وعدل وجدها مطابقة لما في الكتاب والسنة جملة وتفصيلاً ولا بد " أستمع حفظ
شرح قول المصنف:" فإن الله تعالى: أنزل الكتاب ليدبر الناس آياته، ويعملوا بها إن كانت أحكاماً، ويصدقوا بها إن كانت أخباراً، ولا ريب أن أقرب الناس إلى فهمها وتصديقها والعمل بها هم السلف، لأنها جاءت بلغتهم وفي عصرهم، فلا جرم أن يكونوا أعلم الناس بها فقهاً، وأقومهم عملاً "
الطالب : ...
الشيخ : صحيحة ؟ ويش الدليل على صحتها ؟ قوله تعالى (( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته )) هذا التدبر وبالتدبر يكون العلم (( وليتذكر أولوا الألباب )) هذا العمل به إن كان أحكاما والتصديق به إن كان أخبارا ، هذا هو الذي نزل من أجله القرآن ، إذن فالقرآن له معان ؟ يمكن الوصول إليه والا ما يمكن ؟ يمكن الوصول إليها وإلا لما كان فائدة من التدبر ، نقول " ولا ريب أن أقرب الناس إلى فهمها وتصديقها والعمل بها هم السلف " ، حق هذا والا لأ ؟ يعني هل الأولى، هل أقرب الناس إلى فهمها وتصديقها والعمل بها أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود وابن عباس نعم ومعاذ بن جبل وأشباههم أو الأقرب ابن أبي دؤاد وأمثاله ممن جاءوا بعد ذلك ؟ أيهما أقرب ؟
الطالب : الصحابة
الشيخ : الأقرب الأول ، بل نقول :
" ألم تر أن السيف ينقص قدره *** إذا قيل ان السيف أمضى من العصا "
نعم ولا ريب أن السلف ومنهم، وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم أقرب إلى فهمها وإلى تصديقها والعمل بها ، ولا أحد يعارض في ذلك إلا مكابر ، يقول لماذا هم أقرب ؟ " لأنها جاءت بلغتهم " صح ؟ والثاني " في عصرهم " يعرفون الأسباب والملابسات والأحوال التي تعين على الفهم ، وفيه أيضا حقيقة أمر لو زدناه لكان أحسن ، ولأنهم أقوى الناس إيمانا بلا شك والا لأ ؟ فهم جاءت بلغتهم قبل أن تتغير اللغات ، وجاءت بعصرهم يعلمون الأحوال والملابسات التي توجب فهم الآيات ، والثالث عندهم من الإيمان والانقياد التام ما ليس عند غيرهم ، فلذلك لا شك أن مذهبهم هو الصواب .
" فلا جرم أن يكونوا أعلم الناس بها فقها وأقومهم عملا " ، وأظن هذا مسلّم ، وهذا الدليل دليلٌ شرعي حسي ، دليل شرعي حسي على أن السلف هم أعلم الناس بماذا ؟ بأسماء الله وصفاته وأقواهم إيمانا بها.
2 - شرح قول المصنف:" فإن الله تعالى: أنزل الكتاب ليدبر الناس آياته، ويعملوا بها إن كانت أحكاماً، ويصدقوا بها إن كانت أخباراً، ولا ريب أن أقرب الناس إلى فهمها وتصديقها والعمل بها هم السلف، لأنها جاءت بلغتهم وفي عصرهم، فلا جرم أن يكونوا أعلم الناس بها فقهاً، وأقومهم عملاً " أستمع حفظ
شرح قول المصنف:"....الثاني: أن يقال: إن الحق في هذا الباب إما أن يكون فيما قاله السلف، أو فيما قاله الخلف. والثاني باطل، لأنه يلزم عليه أن يكون الله ورسوله، والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، قد تكلموا بالباطل تصريحاً، أو ظاهراً، ولم يتكلموا مرة واحدة بالحق الذي يجب اعتقاده لا تصريحاً ولا ظاهراً فيكون وجود الكتاب والسنة ضرراً محضاً في أصل الدين، وترك الناس بلا كتاب ولا سنة خيراً لهم وأقوم، وهذا ظاهر البطلان.
نقول الآن عندنا مذهبان : مذهب الخلف وهو التأويل والتحريف ومذهب السلف وهو الإيمان بها على ظاهرها ، فعندنا الآن طريقتان ، الحق إما أن يكون فيما قاله السلف وإما أن يكون فيما قاله الخلف ، أليس كذلك ؟
الطالب : بلى
الشيخ : طيب أنا ما أحب أن تقولوا بلى على طول ، لأنه قد يقول قائل منكم أو فيما لم يقله هؤلاء ولا هؤلاء ، لأن القسمة العقلية ما تقتضي انحصار الحق في هذا وهذا فقط ، قد يكون في قول ثالث غير قول السلف وغير قول الخلف ، أو لا ؟ نعم ربما يقول هذا قائل لكن الجواب عليه أن نقول ليس هناك قول ثالث ، ما فيه قول ثالث ، الواقع أنه ما فيه قول ثالث ، وأن المفاضلة الآن بين طريقة السلف والخلف فقط ، يعني بالإجماع أن ما هناك طريق ثالث لا سلفي ولا خلفي ، والكلام حنا نبي نتكلم مع الذين فضلوا طريقة الخلف وقالوا إنها أعلم وأحكم ، فنقول لهم الآن الحق إما أن يكون فيما قال السلف أو فيما قال الخلف ، لو قال قائل أو في قول ثالث غير القولين ويش نقول ؟ نقول هاته ، ما في قول ثالث ما في قول ثالث لأن الواقع أن المسألة منحصرة إما في مذهب السلف وإما في مذهب الخلف ، هاه ؟
السائل : ... ما يمكن ... قول ثالث؟
الشيخ : أي ما يمكن ما كان
الطالب : ... إذا كان مخالف يكون من الخلف
الشيخ : نعم لكن قد يكون مثلا مذهب السلف التأويل ويجي واحد يقول لا أؤول ولا آخذ بالظاهر ، نعم ... نقول هذا ما أحد وجد بهذا كلهم إما أن يقولوا بهذا أو بهذا ، ما في إلا مذهب سلف أو مذهب خلف على كل حال ، نعم
" الثاني باطل " ويش الثاني ؟ أن يكون الحق فيما قاله الخلف لا فيما قاله السلف لا فيما قاله السلف ، لماذا يكون باطلا ؟
" لأنه يلزم عليه أن يكون الله ورسوله والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار قد تكلموا بالباطل تصريحا أو ظاهرا ولم يتكلموا مرة واحدة بالحق الذي يجب اعتقاده لا تصريحا ولا ظاهرا " ، صح ؟ مذهب السلف دل عليه الكتاب والسنة ، إذا قلنا إن الحق فيما قاله الخلف لزم أن يكون القرآن والسنة وكلام السلف كلها ما تكلمت بالحق الذي يجب اعتقاده ، إذا قلنا إن الحق الذي يجب اعتقاده ما كان عليه الخلف وهو ما هو موجود لا في القرآن والا في السنة ولا في كلام الصحابة ويش يلزم ؟ يلزم أنهم ما تكلموا بالحق لا القرآن ولا السنة ولا الصحابة نعم، وإذا كانوا لم يتكلموا بالحق وقد تكلموا بالباطل لأنه (( ماذا بعد الحق إلا الضلال )) ، إذا لم يتكلموا بالحق فقد تكلموا بالباطل فيكون القرآن والسنة وكلام الصحابة مملوءا بالباطل خاليا من الحق ، هل أحد يمكن أن تستقر له قدم على هذا اللازم ؟ هل أحد يمكنه أن تستقر له قدم على هذا اللازم فيقول نعم أنا ألتزم أن القرآن والسنة وكلام الصحابة كله مملوء بالباطل خال من الحق ، أحد يستقر على هذا ؟ ما أحد يستقر ، ولذلك لو أن أحدا استقر قوله على هذا
" لكان لكان وجود الكتاب والسنة ضررا محضا في أصل الدين وترك الناس بلا كتاب ولا سنة خيرا لهم وأقوم وهذا ظاهر البطلان "
أنتم فاهمين الصورة هذه زين ؟ نقول لمن قال إن مذهب الخلف أعلم وأحكم تعال هذا مذهب السلف وهذا مذهب الخلف ، الحق لا يخرج عنهما ، أو لا ؟ إما أن يكون فيما قاله السلف أو فيما قاله الخلف نريد أن نتنزل معه ، إن قلت أنه فيما قاله الخلف ويش يلزم على قولك ؟ أن يكون الكتاب والسنة وكلام الصحابة وأئمة الأمة كله باطل لأنك ترى أن الحق فيما سواه ، وأنهم لم يتكلموا مرة واحدة بالحق الذي يجب اعتقاده أليس كذلك ؟ إذن فما قيمة الكتاب والسنة الآن ؟
الطالب : لا قيمة لهما
الشيخ : ما هو لا قيمة لهما ، قيمتهما ضرر على الأمة ، لأنه حصل بهما إثبات الباطل والخلو من الحق ، فأصبح وجود الكتاب والسنة ضررا في أصل الدين الذي هو توحيد الله تعالى بأسمائه وصفاته ، كذا ؟ وأن ترك الناس بلا كتاب ولا سنة أحسن ، ما دام أنه كله يثبت أنه باطل ولا يقول بالحق فكوننا نسلم منه أحسن ولا أظن مؤمنا بالله واليوم الآخر يستقر قدمه على هذا الأمر ، أبدا ،نعم لو أن أحدا قال بهذا اللازم لأعلن على نفسه بالكفر ، وهذا أمر واضح ، يقول العلماء بطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم ، بطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم ، وإذا تبين لنا أن هذا اللازم باطل علمنا يقينا أن الملزوم وهو كون مذهب الخلف أعلم وأحكم باطل ، باطل بكل حال ، طيب هذان وجهان ، الوجه الأول دليل حسي شرعي والوجه الثاني دليل عقلي نظري ، ما أحد يقدر يتخلص منه أبدا. هذا نعم
3 - شرح قول المصنف:"....الثاني: أن يقال: إن الحق في هذا الباب إما أن يكون فيما قاله السلف، أو فيما قاله الخلف. والثاني باطل، لأنه يلزم عليه أن يكون الله ورسوله، والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، قد تكلموا بالباطل تصريحاً، أو ظاهراً، ولم يتكلموا مرة واحدة بالحق الذي يجب اعتقاده لا تصريحاً ولا ظاهراً فيكون وجود الكتاب والسنة ضرراً محضاً في أصل الدين، وترك الناس بلا كتاب ولا سنة خيراً لهم وأقوم، وهذا ظاهر البطلان. أستمع حفظ
سؤال: هل يمكن أن يجمع بين مذهب السلف ومذهب الخلف ؟
الشيخ : أنا لا أنكر الماء ولا النار ، أنا أقول الماء حق والنار حق لكن أبجمع بينهما ، هاه ويش رأيك ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا يمكن ، كيف تجمع بين قولين أحدهما يقول إذا قلت أن لله يدا حقيقية فأنت كافر ؟! ، أهل التأويل يقولون اللي يثبت لله يدا حقيقية كافر لأنه مجسم ممثل مكذب لقوله تعالى (( ليس كمثله شيء )) ... هذا لا يمكن أن يكون إلا كما قال بعضهم ينبغي أن نوفق بين الشيوعية والمذهب الاقتصادي الإسلامي نعم، وذهب ... بينهما ، حتى إني أنا رأيت كلام لبعضهم والعياذ بالله يقول إن طريقة الإسلام الاقتصادية هي طريقة الماركسية الشيوعية لا فرق بينهمانعم ، ويروح يحلل ويعلل بعلل علة عليه نعم، فلا يمكن يا أخي أبدا أن يجتمع حق وباطل إطلاقا ، بل إن الحق عدو للباطل ، (( بل نقذف بالحق على الباطل )) فيقبّله
الطالب : (( فيدمغه ))
الشيخ : هاه ؟ يقبله ويسالمه والا لا ؟ (( فيدمغه )) ضربة على الدماغ ، وبعدين إذا يدمغه يقعد يتلوى وربما يشفى ، لا (( فيدمغه فإذا هو زاهق )) وليس بعد ميت زاهق على طول ، نعم (( ولكم الويل مما تصفون )) إذن لا يمكن أن يجتمع حق وباطل يا جماعة لا يلبس عليكم لا يمكن أبدا أن يجتمع حق وباطل ، الحق حق والباطل باطل وكلاهما ضدان عدوان كل منهما يحب أن يقضي على الآخر ولكن الغلبة مع من ؟ مع الحق يقذف به من هو على كل شيء قدير القوي المتين جل وعلا يقذف بالحق على الباطل قذف رمي فإذا هو
الطالب : زاهق
الشيخ : (( فيدمغه فإذا هو زاهق ))، ما أحسن هذه الضربة على الدماغ ، (( فإذا هو زاهق )) إذا الفجائية ما يبي ولا لحظة حتى يزهق ويذهب فإذن ما يمكن يا أخي لا تفكر ، هؤلاء الذين يقولون مثل هذا القول يريدون أن نداهنهم (( ودوا لو تدهن فيدهنون )) نعم أو على الأقل يعني يريدون منا أحد أمرين : إما أن نوافقهم أو نداهنهم وكلاهما لا يمكن ، ما يمكن أبدا أن نداهن في الحق ، الواجب على المؤمن أن يقول الحق ويقول لمن خالفه أنت مبطل مهما كنت ، ادخل في الحق وعلى العين والرأس وأنت أخونا وصاحبنا ، ومع ذلك أيضا فإن بدعتك إذا لم تخرجك من الإيمان فأنت أخونا ، لكن نقول أنت أخ خالفت الحق في هذا الأمر ، نعم
السائل : شيخ
الشيخ : نعم
السائل : عبارتهم في البداية يقولون إن مذهب السلف أسلم
الشيخ : نعم
السائل : معناه أنهم ما هم مسلمين يعني
الشيخ : اسمع هذا ، معك كتاب الآن ؟
شرح قول المصنف:"....هذا وقد قال بعض الأغبياء: طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم. ومنشأ هذا القول أمران: أحدهما: اعتقاد قائله- بسبب ما عنده من الشبهات الفاسدة - أن الله تعالى: ليس له في نفس الأمر صفة حقيقية دلت عليها هذه النصوص. الثاني: اعتقاده أن طريقة السلف هي الإيمان بمجرد ألفاظ نصوص الصفات من غير إثبات معنى لها، فيبقى الأمر دائراً بين أن نؤمن بألفاظ جوفاء لا معنى لها وهذه طريقة السلف على زعمه- و بين أن نثبت للنصوص معاني تخالف ظاهرها الدال على إثبات الصفات لله وهذه هي طريقة الخلف، ولا ريب أن إثبات معاني النصوص أبلغ في العلم والحكمة من إثبات ألفاظ جوفاء ليس لها معنى، ومن ثم فضل هذا الغبي طريقة الخلف في العلم والحكمة على طريقة السلف.
السائل : ...
الشيخ : اللي ما يعرف غبي فهو فعيل إما بمعنى مفعول مغبى عنه الأمر وإما بمعنى أنه غاب خاف عن الأمور ما يعرف الأمور .
" قال بعض الأغبياء طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم " ، شوف الفارق إذا قرأتها قلت هذه والله عبارة محكمة جيدة ، طريقة السلف أسلم الحمد لله على السلامة ، لكن تجي طريقة الخلف أعلم وأحكم مشكلة معناه أن طريقة السلف فيها جهل وسفه جهل ضد العلم وسفه ضد الحكمة نعم، ويش منشأ هذا القول ؟ يعني لا بد أن هذا القول له منشؤه ما السبب الذي حملهم على أن يقولوا هذه الكلمة الجائرة الكاذبة ؟ " منشأه أمران : أحدهما اعتقاد قائله أن الله ليس له - ترى في جملة معترضة خليه - اعتقاد قائله أن الله ليس له في نفس الأمر صفة حقيقية دلت عليها هذه النصوص "
السائل : ... اعتقاد قائله بسبب ما عنده من الشبهات الفاسدة أن الله ليس له في نفس ...
الشيخ : أي أنا قلت لكم اتركوا هذه جملة معترضة ... عليها ، السبب أن قائل هذا القول يعتقد أن الله ما له صفة حقيقية دلت عليها النصوص ، يعتقد أن الله ما له يد حقيقية أن الله لم يستو حقيقة على العرش أن الله ليس له وجه حقيقي أن الله ليس له عين حقيقية وما أشبه ذلك ، هو يعتقد هذا ، السبب أنه يعتقد هذا نقول " بسبب ما عنده من الشبهات الفاسدة " ، أظنه واضح إن شاء الله الأمر ؟ حطوا بالكم ، هذا الذي قال إن طريقة الخلف أعلم وأحكم ليش قال هذا الكلام ؟ قال لأني أعتقد أن الله ليس له صفة حقيقية دلت عليها النصوص ، أعتقد أن الله لم يستو حقيقة على العرش أعتقد أن الله ليس له يد حقيقية أعتقد أن الله ليس له عين حقيقية أعتقد أن الله ليس له وجه حقيقي نعم ، وهكذا ، ويعتقد هذا الاعتقاد ، عرفتم ؟ هذا الاعتقاد صحيح ولا باطل ؟ باطل ، لماذا اعتقد هذا الاعتقاد ؟ لأن عنده شبهة فاسدة يقول إني إذا أثبت هذه الأمور كنت مجسما ممثلا ، إذا أثبت هذه الأمور كنت مجسما ممثلا إذن فأنفي هذه الأمور ، لأن التجسيم والتمثيل باطل واللازم الباطل يدل على بطلان الملزوم ، فلا أقر بذلك ، عرفتم الآن السبب الأول .
المنشأ الثاني " اعتقاده أن طريقة السلف هي الإيمان بمجرد ألفاظ نصوص الصفات من غير إثبات معنى لها " ، ترى هذا اللي أفهمه كثير من أهل التأويل يفهمون أن مذهب السلف الإيمان بمجرد الألفاظ بدون إثبات معنى بدون إثبات معنى ، يقول مذهب السلف يقول أنا أؤمن بأن لله يد ، ويش معنى اليد ؟ ما في شيء ، أقرأ (( يداه مبسوطتان )) وبس ، أؤمن بأن الله استوى على العرش ، ويش معنى استوى ؟ ما أدري ويش معنى استوى ، يظنون هذا مذهب السلف ، هل هذا صحيح ؟ لو كان هذا مذهب السلف لوافقناهم على أن مذهب الخلف أعلم وأحكم ، لأن مذهب الخلف يقول أنا أدري ويش معنى اليد ؟ معناها النعمة والقوة وأدري ويش معنى استوى على العرش ؟ معناه استولى عليه وأدري ويش معنى وجه ربك ؟ أي ثوابه وهكذا ، واللي يدري عن المعنى أو اللي ما يدري عن المعنى أيهما أعلم ؟ اللي يدري أعلم وأحكم ، أعلم لأنه أثبت المعنى وأحكم لأنه رأى أنه ما يمكن أن الله يخاطبنا بألفاظ ما لها معنى ، المخاطبة بألفاظ ما لها معنى ويش يعتبر سفه والا حكمة ؟ سفه ، فلهذا يكون مذهب الخلف أعلم وأحكم ، شوف هذا الاعتقاد الباطل في مذهب السلف ، ما هو هذا مذهب السلف ، واحد قام يخاطب عند الناس ثم صعد المنبر فقال ألف با تا ثا جيم حا خا دال ذا را زاي والسلام عليكم ، وشلون الخطبة هذه ؟
الطالب : ...
الشيخ : مؤثرة ، هذه مالها معنى ، هم يقولون إن الكلام في أسماء الله وصفاته عند أهل السنة عند السلف مثل هذا ، مثل ألف با تا ثا مالها معنى ، لا يمكن أن يتكلم السلف بمعناها إطلاقا هذا رأيهم في اهل السلف، في السلف ، فإذا كانوا لا يعتقدون لله صفة حقيقية حتى يؤمنوا بها هم ولا يعتقدون أن السلف يثبتون معنى ويش بقيت طريقة الخلف ؟ أعلم وأحكم لأنهم أثبتوا معاني ولم يثبتوا الحقائق التي يقول عنها هؤلاء إنها باطلة ، ولهذا عندنا الآن هاه ؟
الطالب : ...
الشيخ : نشوف الآن ، يأتي كلام المؤلف ، يقولون أسلم لأنك إذا سألت إنسان عن شيء ما يدري عنه وقال ما أدري يسلم والا ما يسلم ؟ يسلم ، هم يقولون ما يدري ويش معنى هذه الصفات ، فإذا قالوا والله ما نثبت لها معنى سلموا أي نعم، ولكنه سيبين هذا الخطأ
السائل : شيخ إذا قال ... المعنى سلموا ... قولنا أسلم يجمع بين العلم وال ...
الشيخ : يأتينا الآن يأتينا الآن، نعم يقول فيبقى الأمر ، شوف بناء على هذين المنشأين وأظن أنكم إن شاء الله فهمتوهن زين ، صار منشأ القول بتفضيل طريقة الخلف على طريقة السلف في العلم والحكمة ويش منشأه ؟ أمران :
الأمر الأول أن الخلف يعتقدون أن الله ليس له صفة حقيقية والأمر الثاني يعتقدون أي الخلف أن السلف لا يثبتون معاني لنصوص الصفات وإنما يؤمنون بمجرد اللفظ فقط أما معنى مؤول أو على وجه الحقيقة ما يعتقدونه ، " يبقى الأمر دائرا بين أن نؤمن بألفاظ جوفاء لا معنى لها وهذه طريقة السلف على زعمه وبين أن نثبت للنصوص معاني تخالف ظاهرها الدالة على إثبات الصفات لله وهذه هي طريقة الخلف " ، أن نثبت للنصوص معاني تخالف ظاهرها الدالة على إثبات صفات الله وهذه طريقة الخلف
" ولا ريب أن إثبات معاني النصوص أبلغ في العلم والحكمة من إثبات ألفاظ جوفاء ليس لها معنى ، ومن ثم فضل هذا الغبي طريقة الخلف في العلم والحكمة على طريقة السلف " ، يكفينا الصفحة هذه وأرجو أنكم تضبطوها تماما نعم وأن تحرصوا على هذه الأمور لأننا في زمن نخشى على أنفسنا من كثرة أهل التأويل فيما بيننا الآن ، أهل التأويل فيما بيننا الآن كثروا وصاروا يلبسون وصاروا يؤلفون بما يسمونه بالثقافة الإسلامية فإذا أتوا على مسألة الصفات قرروا تقريرا تاما مذهب أهل التأويل ، في مدارسنا الآن بعض المعاهد ما هي التابعة لجامعة الإمام تقرر هذا المذهب والطالب اللي ما قرأ مذهب السلف قراءة جيدة من قبل ماذا يقول ؟ يلتبس عليه الأمر فيقف إما حيران ما يدري إلى هؤلاء أو إلى هؤلاء أو يقول ما علينا منكم لا أنتم ولا مجادلاتكم نبي نقرأ قرآن ونسكت أو أن يقر بما قاله هؤلاء وقرروه من التأويل الذي هو في الحقيقة تحريف .
ولهذا أنا أحب منكم طلبة العلم أن تحرصوا على هذا الأمر وتولوه عناية ولا تقولوا هذا أمر انقرض ، صحيح أننا في هذه البلاد قبل عشرات السنوات عندنا هذا الأمر لا يوجد ولا نسمع به ولا نعرفه إلا في بطون الكتب أما الآن فأصبحنا نعرفه في بطون فصول المدارس نعم، فلذلك يجب علينا أن نعتني بهذا الأمر حتى ندركه وندرك مآخذ أولئك الذين حرفوا نصوص كتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام عن معانيها اللائقة بالله ، ...
5 - شرح قول المصنف:"....هذا وقد قال بعض الأغبياء: طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم. ومنشأ هذا القول أمران: أحدهما: اعتقاد قائله- بسبب ما عنده من الشبهات الفاسدة - أن الله تعالى: ليس له في نفس الأمر صفة حقيقية دلت عليها هذه النصوص. الثاني: اعتقاده أن طريقة السلف هي الإيمان بمجرد ألفاظ نصوص الصفات من غير إثبات معنى لها، فيبقى الأمر دائراً بين أن نؤمن بألفاظ جوفاء لا معنى لها وهذه طريقة السلف على زعمه- و بين أن نثبت للنصوص معاني تخالف ظاهرها الدال على إثبات الصفات لله وهذه هي طريقة الخلف، ولا ريب أن إثبات معاني النصوص أبلغ في العلم والحكمة من إثبات ألفاظ جوفاء ليس لها معنى، ومن ثم فضل هذا الغبي طريقة الخلف في العلم والحكمة على طريقة السلف. أستمع حفظ
مراجعة ما سبق من الكلام على قول بعض المتكلمين أن طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم .
الطالب : الأول
الشيخ : الأول أعلم وأحكم ، أعلم لأنه أثبت معنى وأحكم لأنه قال انه ما يمكن أن تأتي هذه الألفاظ من الرب عز وجل بدون معنى أبدا.
6 - مراجعة ما سبق من الكلام على قول بعض المتكلمين أن طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم . أستمع حفظ
شرح قول المصنف:"...وقول هذا الغبي يتضمن حقاً وباطلاً: فأما الحق فقوله: " إن مذهب السلف أسلم" وأما الباطل فقوله: " إن مذهب الخلف أعلم وأحكم " وبيان بطلانه من وجوه: الوجه الأول: أنه يناقض قوله: ( إن طريقة السلف أسلم ) فإن كون طريقة السلف أسلم من لوازم كونها أعلم وأحكم، إذ لا سلامة إلا بالعلم والحكمة، العلم بأسباب السلامة، والحكمة في سلوك تلك الأسباب وبهذا يتبين أن طريقة السلف أسلم، وأعلم، وأحكم، وهو لازم لهذا الغبي لزوماً لا محيد عنه.
إذا قال قائل أنتم ادعيتم أن قول هذا الرجل ان طريقة الخلف أعلم وأحكم ادعيتم أنها باطلة أعطونا دليل على البطلان ، وإلا فهي حق ليست باطلة ، الدليل
أولا " أنه يناقض قوله إن طريقة السلف أسلم " ، ويش اللي يناقض قوله ؟ إن طريقة الخلف أعلم وأحكم ، تناقض إن طريقة السلف أسلم ، تناقضها ، ومعلوم أن الكلام المتناقض باطل ، ما وجه المناقضة ؟ قال فإن كون طريقة السلف أسلم من لوازم كونها أعلم وأحكم ، متى أقررت بأن طريقة السلف أسلم فإن هذا مضمونه أنها أعلم وأحكم ، ويش وجه ذلك ؟
قال : " إذ لا سلامة إلا بالعلم والحكمة ، العلم بأسباب السلامة والحكمة في سلوك تلك الأسباب " ، وهذا صحيح ، ما يمكن أحد يسلم إلا بعلم وبحكمة أيضا ، بعلم بأسباب السلامة وبحكمة في اتباع سلوكها ، لو أن رجلا سقط في ماء سقط في ماء يغرقه هل يسلم منه والا ما يسلم ؟ ما يسلم إلا بأمرين : أن يكون عنده علم بالسباحة والثاني أن يتصرف بمقتضى هذا العلم أليس كذلك ؟ هذا عندنا ثلاثة رجال رجل سقط في ماء يغرقه ولكنه غير متعلم وقام يخبط ويلبط لعله ينجو ولكن غرق ، ليش ؟ لأنه جاهل ما عنده علم بالأسباب أسباب السلامة ، والثاني سقط في ماء يغرقه وهو متعلم لكنه ما استعمل علمه نعم، ركد على الماء ولا تحرك أبدا ويش مآله ؟ الغرق ، مآله أن يغرق ، والرجل الثالث سقط في ماء يغرقه وهو متعلم فتحرك حسب علمه ينجو والا لأ ؟ ينجو ويسلم حتى سلم ونجا ، إذن لا يمكن أن يوجد سلامة إلا بعلم وحكمة علم بأسباب السلامة وحكمة في سلوك تلك الأسباب ، فما دمت قلت إن طريقة السلف أسلم فإن هذا مضمونه إقرارك بأنها أعلم وأحكم ، إذ لا سلامة إلا بعلم وحكمة ، جيد هذا والا لأ ؟ ترى هذا الكلام الذي قاله شيخ الإسلام هذا موجود في بطون الكتب ، حتى مثلا عند النووي رحمه الله وعند كثير من العلماء الذين يتكلمون على مذهب الأشاعرة يقولون هذه العبارة يقولون طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم ، نعم
7 - شرح قول المصنف:"...وقول هذا الغبي يتضمن حقاً وباطلاً: فأما الحق فقوله: " إن مذهب السلف أسلم" وأما الباطل فقوله: " إن مذهب الخلف أعلم وأحكم " وبيان بطلانه من وجوه: الوجه الأول: أنه يناقض قوله: ( إن طريقة السلف أسلم ) فإن كون طريقة السلف أسلم من لوازم كونها أعلم وأحكم، إذ لا سلامة إلا بالعلم والحكمة، العلم بأسباب السلامة، والحكمة في سلوك تلك الأسباب وبهذا يتبين أن طريقة السلف أسلم، وأعلم، وأحكم، وهو لازم لهذا الغبي لزوماً لا محيد عنه. أستمع حفظ
شرح قول المصنف: الوجه الثاني: أن اعتقاده أن الله ليس له صفة حقيقية دلت عليها هذه النصوص اعتقاد باطل، لأنه مبني على شبهات فاسدة ولأن الله تعالى: قد ثبتت له صفات الكمال عقلاً، وفطرة، وشرعاً "
من جملة ما يقولون : يقولون إن هذه الصفات لو ثبتت حقيقة للزم أن يكون الله مشابها للخلق ، والتشبيه ممتنع فتكون هذه الصفات ممتنعة ، ولهذا أنكروا اليد قالوا لا كان لله يد ولا كانت جارحة ولا كان جسما ولا كان مشابها للمخلوق ، وكل هذا باطل كما سيأتي إن شاء الله تعالى بيانه .
" ولأن الله تعالى قد ثبت له صفات الكمال عقلا وفطرة وشرعا " ، صح ؟ الله عز وجل ثبتت له صفات الكمال بالعقل والفطرة والشرع ، ثلاثة أدلة كل واحد من جنسٍ.
8 - شرح قول المصنف: الوجه الثاني: أن اعتقاده أن الله ليس له صفة حقيقية دلت عليها هذه النصوص اعتقاد باطل، لأنه مبني على شبهات فاسدة ولأن الله تعالى: قد ثبتت له صفات الكمال عقلاً، وفطرة، وشرعاً " أستمع حفظ
شرح قول المصنف:"... فأما دلالة العقل على ثبوت صفات الكمال لله فوجهه أن يقال: إن كل موجود في الخارج فلابد أن يكون له صفة إما صفة كمال، وإما صفة نقص، والثاني باطل بالنسبة إلى الرب الكامل المستحق للعبادة
السائل : ...
الشيخ : يفرض كل شيء الذهن يفرض كل شيء، الآن مثلا نجيب المثال الأول اللي مثلنا به وهو واضح لو وضعت جمرة في ماء ويش تكون تطفأ ؟ ذهنك ما يفرض أنه يوجد جمرة تتلهب في ماء ولا تطفأ ؟ يمكن ، الآن أنت ما يمكن يفرض ذهنك أن فيه سيارة رقت على الهواء ؟ سيارة سيارة اللي أنت معك الآن شغلتها وقلت على طول تمشي على الهواء ، المهم تفرض هذا والا لا ؟
الطالب : فرق بين الواقع والخيال
الشيخ : فرضا فرضا ، أنت ما تتخيل ما تتخيل أنتم الآن ما تتخيلون أن فيه الآن ألف طيارة فوقنا ؟ يمكن لكن في الخارج ما فوقنا شيء إلا سقف المسجد نعم، يتصور الإنسان أنه يوجد واحد يمشي على رأسه من هنا إلى مكة تخيل والا لا ؟ لا أنت الظاهر فهمت أن الواقع شيء والفرض شيء آخر
السائل : ...
الشيخ : لا ، يمكن ، يمكن ، طيب قال الله عز وجل (( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا )) هل تتخيل ذلك والا لا ؟
الطالب : لا
الشيخ : لا، يمكن ، كيف الله يخبر عن شيء ما نتخيله ؟!
الطالب : ...
الشيخ : بيان لأنه ممتنع لكن فرضا ؟ يمكن والا ما يمكن ؟ فرضا ، لكن على سبيل الفرض ممكن ، لو كان ذلك لفسدتا ، فتبين أن الله صور لنا شيء محال أنه يوجد في الخارج لكن الذهن قد يتصور أن هناك إلهين ، ذهنا لكن واقعا ما يمكن ، فيجب أن نعرف أن الذهن يفرض أشياء لا يمكن أن توجد في الخارج ، فهمت ؟ ما هو معناه أنه ما يفرض إلا الواقع ، لا ، يفرض شيء ما يمكن أن يوجد أبدا أي نعم
السائل : يتخيل نفسه أنه عالم ...
الشيخ : المهم أن هذا شيء ، المهم أنك تخيل تتخيل شيء موجود ما له صفة يمكن تخيل هذا ، لكن هل يوجد شيء أمامنا في الخارج ما له صفة ؟ كل شيء موجود كل شيء موجود لا بد له من صفة ، لو لم يكن من صفته إلا أنه موجود لكان كافيا .
فنقول الآن هل الخالق موجود والا غير موجود ؟ نقول للذين ينكرون الصفات أولا نسألهم هل الرب موجود والا لا ؟ فسيقولون موجود ، لو أنكروا وجود الرب كفروا ، نقول إذا كان موجودا فكل موجود فلا بد أن يكون متصفا بصفة ، أو لا ؟ يقدرون يقولون لا ؟ ما يقدرون لأنهم لو قالوا لا قلنا أول ما يدمغ رؤوسكم صفة الوجود وأنتم الآن تقولون انه موجود ، فمعنى موجود متصف بصفة الوجود ، فلا بد لكل موجود من صفة أليس كذلك ؟ قد يكون جسم وقد يكون غير جسم ، صح والا لا ؟ السواد والبياض والطول والقصر موجود وهو جسم والا غير جسم ؟
الطالب : غير جسم
الشيخ : غير جسم ، طيب وقد يكون جسما ثخينا أو جسما رقيقا ، صح والا لأ ؟ حديد جسم ثقيل ، الزبد رقيق ، فإذن كل موجود لا بد له من صفة ، فإذا كان كذلك نقول فلا بد أن يكون له صفة إما صفة كمال وإما صفة نقص ، الرب موجود فلا بد له من أين ؟ من صفة إما صفة كمال وإما صفة نقص ، والثاني ما هو ؟ صفة النقص باطل بالنسبة إلى الرب الكامل المستحق للعبادة ، نعم الثاني باطل بالنسبة الى الرب الكامل المستحق للعبادة وهو الله عز وجل والرب من أسماء الله والا لا ؟
الطالب : نعم
الشيخ : الرب من أسماء الله ، قال النبي عليه الصلاة والسلام ( أما الركوع فعظموا فيه الرب ) وهو في صحيح مسلم ( عظموا فيه الرب ) ، فإذن نقول النقص بالنسبة إلى الله ممتنع لا يمكن.
9 - شرح قول المصنف:"... فأما دلالة العقل على ثبوت صفات الكمال لله فوجهه أن يقال: إن كل موجود في الخارج فلابد أن يكون له صفة إما صفة كمال، وإما صفة نقص، والثاني باطل بالنسبة إلى الرب الكامل المستحق للعبادة أستمع حفظ
تتمة الكلام على الباب الرابع ".... الباب الرابع في بيان صحة مذهب السلف وبطلان القول بتفضيل مذهب الخلف في العلم والحكمة على مذهب السلف فإن من تتبع طريقتهم بعلم، وعدل وجدها مطابقة لما في الكتاب والسنة جملة وتفصيلاً ولا بد "
ثانيا نقول : ثم إنه قد ثبت بالحس والمشاهدة أن للمخلوق صفات كمال أو لا ؟ أو ما للمخلوق صفات كمال ؟ له صفات كمال له علم وقدرة وسمع وبصر وحياة وقوة وعزة وحكمة إلى آخره ، أليس كذلك ؟ كل هذا للمخلوق وهي صفة كمال ، ومن الذي أعطاه هذا الكمال ؟ الله ، فمعطي الكمال أولى بالكمال ، معطي الكمال أولى بالكمال ، هل يمكن أن يكون الناقص يعطي غيره شيئا كاملا ؟ ما يمكن ؟ أبد ؟ نعم العاجز قال والله أنا عاجز أبي أعطي غيري قدرة ، ويش نقول ؟ يمكن ؟ ما يمكن ما عندك قدرة حتى تعطي غيرك القدرة ، الإنسان الفقير قال أنا بعطي غيري مال يشري به بيت علشان يكتفي به عن الأجرة ... بهذا ، يمكن ؟ ما يمكن ما يمكن أبدا ، فالناقص على اسمه ناقص لا يمكن أن يكون كاملا بتكميل غيره ، فمعطي الكمال إذن معطي الكمال أولى بالكمال ، فمن أعطى السمع يمكن أن يكون أصم ؟ أبدا ، من أعطى المال يمكن أن يكون فقيرا ؟ لا يمكن ، من أعطى غيره قدرة وقوة لا يمكن أن يكون عاجزا لأنه بمجرد إيصاله الخير إلى هذا الإنسان يدل على كماله ، فتبين الآن أن صفات ..