قراءة الطالب من قول المصنف " الباب العاشر في استواء الله على عرشه الاستواء في اللغة: يطلق على معان تدور على الكمال والانتهاء، وقد ورد في القرآن على ثلاثة وجوه:. 1: مطلق كقوله تعالى: ( ولما بلغ أشده واستوى ). أي كمل. 2 ومقيد بـ" إلى " كقوله تعالى: (ثم استوى إلى السماء ) أي قصد بإرادة تامة. 3 ومقيد بـ " على " كقوله تعالى: ( لتستووا على ظهوره )ومعناه حينئذ العلو والاستقرار.فاستواء الله على عرشه معناه علوه واستقراره عليه، علوًا واستقراراً يليق بجلاله وعظمته، وهو من صفاته الفعلية التي دل عليها الكتاب، والسنة والإجماع.... "
القارئ : " .. تدور على الكمال والانتهاء وقد ورد في القرآن على ثلاثة أوجه : مطلقا كقوله تعالى (( ولما بلغ أشده واستوى )) أي كمل ،ومقيدا بإلى كقوله تعالى (( ثم استوى إلى السماء )) أي قصد بإرادة تامة ، ومقيدا بـعلى كقوله تعالى (( لتستووا على ظهوره )) ومعناه حينئذ العلو والاستقرار " الشيخ : معناه ايش؟ القارئ : ... الاستقرار الشيخ : ... نعم القارئ : " ومعناه حينئذ العلو والاستقرار فاستواء الله على عرشه معناه علوه واستقراره عليه علوًا واستقراراً يليق بجلاله وعظمته ، وهو من صفاته الفعلية التي دل عليها الكتاب والسنة والإجماع . ومن أدلة الكتاب قوله تعالى (( الرحمن على العرش استوى )) ومن أدلة السنة ما رواه الخلال في كتاب السنة بإسناد صحيح على شرط البخاري عن قتادة بن النعمان رضي الله عنه قال ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لما فرغ الله من خلقه استوى على عرشه ) ذكره ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية صفحة اربعا وثلاثين ، وقال الشيخ عبد القادر الجيلاني أنه مذكور .. " الشيخ : إنه القارئ : ... الشيخ : ... مقول القول يجب فيه الكسر (( قال إني عبد الله )) نعم القارئ : " إنه مذكور في كل كتاب أنزله الله على كل نبي انتهى ، وقد أجمع أهل السنة على أن الله تعالى فوق عرشه ولم يقل أحد منهم إنه ليس على العرش ولا يمكن أحدا أن ينقل عنهم ذلك لا نصا ولا ظاهرا. "
شرح قول المصنف: " الباب العاشر في استواء الله على عرشه الاستواء في اللغة: يطلق على معان تدور على الكمال والانتهاء، وقد ورد في القرآن على ثلاثة وجوه:. 1: مطلق كقوله تعالى: ( ولما بلغ أشده واستوى ). أي كمل. 2 ومقيد بـ" إلى " كقوله تعالى: (ثم استوى إلى السماء ) أي قصد بإرادة تامة. 3 ومقيد بـ " على " كقوله تعالى: ( لتستووا على ظهوره )ومعناه حينئذ العلو والاستقرار "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم " الباب العاشر في استواء الله على عرشه " ، وهذا أخص من العلو ، لأن علو الله عز وجل عام ، عالٍ على كل شيء ، وأما الاستواء فإنه خاص بالعرش ، يقال إن الله تعالى علا على السماوات ولا يقال إنه استوى على السماوات ، فالاستواء إذن أخص من العلو ، ولهذا يقر بعض أهل البدع بعلو الله عز وجل ولا يقرون باستوائه على عرشه ، يقول : " الاستواء في اللغة يطلق على معان تدور على الكمال والانتهاء " ، يعني أنه الاستواء كل معانيه تدور على كمال وانتهاء ، وإن كانت قد تختلف في بعض الأماكن عن بعض إما بأداة تخصيص أو تقييد أو ما أشبه ذلك ، وهذا ما يسمى بعلم الاشتقاق ومن أحسن ما رأيت في هذا الباب كتاب مقاييس اللغة لابن فارس موجود في ست مجلدات أو سبعة ، هذا الكتاب يذكر لك المادة ثم يقول أصلها كذا وكذا ثم يأتي بشواهد على هذا ، وهو نافع لطالب العلم ، ودائما نرى في التعريفات عند أهل الفقه يقولون هذا مشتق من كذا ... عليه . فالاستواء يطلق في اللغة على معان متعددة كلها تدور على الكمال والانتهاء ، " وقد ورد في القرآن على ثلاثة وجوه " انتبه لكلام المؤلف ورد في القرآن على ثلاثة وجوه ، لا في اللغة لأنه في اللغة ورد على أربعة وجوه ، الوجوه الثلاثة التي في القرآن ووجه رابع أن يكون مقرونا بالواو يكون مثل قولهم : استوى الماءُ والخشبةَ استوى الماءُ والخشبةَ، هذا ما جاء نظيره في القرآن لكنه مستعمل في اللغة العربية ، استوى الماء والخشبة ويش معناه ؟ يعني تساوى ، تساوى الماء والخشبة ، ... من العلو، في القرآن ورد على ثلاثة أوجه : " الأول مطلق كقوله تعالى (( ولما بلغ أشده واستوى )) - أيش معنى استوى ؟ - أي كمل " ، فإذا جاءت استوى مطلقة فهي بمعنى الكمال ، ولهذا يقال استوى الطعام يعني كمل ونضج " ومقيدة بإلى كقوله تعالى (( ثم استوى إلى السماء )) " فقد وردت في القرآن في كم موضع ؟ مقيدة بإلى الطالب : ... الشيخ : لا مقيدة بإلى الطالب : ... الشيخ : أو في موضعين ، في سورة البقرة الطالب : ... الشيخ : لا ، وفي سورة فصلت ، في سورة البقرة (( ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات )) وفي سورة فصلت (( ثم استوى إلى السماء وهي دخان )) فوردت في موضعين في القرآن معداة بإلى ، واختلف المفسرون فيها فقال بعضهم إن استوى هنا بمعنى " قصد بإرادة جازمة " ، قصد إلى السماء وهؤلاء قيدوا قولهم بوجهين : وجه لفظي ووجه معنوي . الوجه اللفظي قالوا إن استوى هنا عديت بإلى وهي إذا كانت بمعنى العلو بمعنى العلو تعدى بعلى ، فلما عديت بإلى صارت مضمنة معنى يتعدى بإلى يتعدى بإلى، يكون معنى استوى إليها أي قصد إليها على وجه كامل ، نحن قلنا أنها تدور على الكمال والانتهاء أي قصد إلى السماء قصدا كاملا . الوجه الثاني مما أيدوا به تفسيرهم هذا وجه معنوي قالوا بأننا إذا قلنا استوى إلى السماء أي علا إليها لزم من ذلك أن يكون قبل هذا تحت السماء ، إذا قلنا استوى إليها يعني صعد إليها صعد إليها لزم أن يكون حين خلق الأرض تحت السماء وهذا محال ، لأنه ينافي علو الله عز وجل ، وإلى هذا المعنى أي إلى أن المراد باستوى إلى السماء أي قصد إليها ذهب ابن كثير رحمه الله في التفسير . أما ابن جرير فإنه يقول " إن استوى هنا بمعنى علا " قال " لأن هذا هو معناها في القرآن ، كلما عديت بحرف الجر فإنها بمعنى على فإنها بمعنى على " ، ونقول كما نقول في سائر الصفات استوى الله إلى السماء ولا يلزم من ذلك أن يكون السماء فوقه حين خلق الأرض بل إن هذا كما في قوله ( ينزل إلى السماء الدنيا ) ولا يلزم أن تكون السماوات الأخرى فوقه ، وهذا أقرب إلى ظاهر اللفظ ، يكون المعنى استوى إليها أي علا إليها وصعد إليها واقتفى إليها وما أشبه ذلك ، ونقول إن هذا في أمور لا تدركها عقولنا فنبقيها على ظاهر لفظها ، وننزه الله تعالى عما لا عما لا يليق به من كون شيء من مخلوقاته فوقه ، يقول : " ومقيد بعلى كقوله تعالى (( لتستووا على ظهوره )) " الآية هذه قبلها شيء يبين المعنى (( وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره )) ظهور أيش ؟ على ظهور ما تركبون ، تستووا على ظهوره ، معنى تستووا على ظهوره يكون معناه حينئذٍ العلو والاستقرار ، لأن اللي يركب على البعير أو يركب على السفينة مثلا عالٍ عليها والا لا ؟ ومستقر ولهذا قال (( ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين )) أي ما كنا مطيقين له لولا أن الله سخره ، الاستواء في القرآن ورد على ثلاثة وجوه : مطلق مقيد بإلى مقيد بعلى .
شرح قول المصنف: " فاستواء الله على عرشه معناه علوه واستقراره عليه، علوًا واستقراراً يليق بجلاله وعظمته، وهو من صفاته الفعلية التي دل عليها الكتاب، والسنة والإجماع "
الشيخ : لننظر إلى استواء الله على العرش هل ورد بإلى ؟ على العرش ؟ ما ورد بإلى كل المواضع وهي سبعة في القرآن بالنسبة للاستواء على العرش كلها وردت بعلى وعليه " فاستواء الله على عرشه معناه علوه واستقراره عليه علوا واستقرارا يليق بجلاله وعظمته " ، هذا معنى استوى على العرش يعني علا عليه واستقر ، أما علا عليه فقد لا يستنكرها الإنسان لكن استقر استقر عليه أنكرها بعض أهل العلم من أهل السنة مع أنها جاءت عن السلف ، لكن أنكرها قال " ما ينبغي أن نصف الله بأنه استقر على هذا الشيء على العرش لأن الاستقرار على الشيء قد يفهم منه حاجة المستقر إليه " ، وعلى هذا فنقول استوى على العرش أي علا عليه على وجه خاص علوا يليق بجلاله وهو غير العلو المطلق على جميع المخلوقات ، ولكننا نقول إذا كان قد ورد عن السلف فنقول إننا نأخذ به ولا يلزم من استواء الله على العرش بمعنى استقراره عليه أن يكون الله محتاجا إليه لا يلزم لأن العرش وكل المخلوقات محتاجة إلى الله . وقد ذكر ابن القيم في النونية أنه ورد عن السلف تفسيرها بأربعة معانٍ : بمعنى علا وبمعنى ارتفع وبمعنى صعد وبمعنى استقر ، نحن حذفنا صعد وارتفع لأنه يغني عنها علا ، يغني عنها علا ، استقر، علوا يليق بجلاله وعظمته ليس كاستوائنا نحن على الفلك أو على البعير أو على السيارة لأننا نحن إذا استوينا على هذه الأشياء محتاجون إليها ، أليس كذلك ؟ ولو أنها ولو أنها أزيلت من تحتنا لسقطنا لكن الله عز وجل مستوٍ على العرش وهو غير محتاج إليه بل العرش وغيره من المخلوقات محتاج إلى الله ، ويقول " ... ومن صفاته الفعلية " ، صفاته الفعلية لأنه يتعلق بمشيئته وكل شيء يتعلق بمشيئة الله من صفاته فهو من الصفات الفعلية ، لأن الصفات الذاتية لازمة لا تنفك عن الله عز وجل ، والدليل على أن الاستواء من الصفات الفعلية قوله تعالى (( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش )) وجه الدلالة ؟ أن قوله ثم يدل على أن الاستواء كان بعد أن لم يكن ، خلق ثم استوى ، إذا كان بعد أن لم يكن صارت الصفة فعلية.
السائل : يا شيخ الشيخ : نعم السائل : ... ؟ الشيخ : لا ، لو شاء الله تعالى لم يستو على العرش لكن الذاتية ما تتعلق بمشيئته متصف بها دائما ، إنما هي باعتبار جنس الفعل فإن جنس الفعل من الصفات الذاتية فإن الله لم يزل ولا يزال فعالا سبحانه وتعالى ، نعم.
سؤال: ما هو الفرق بين العلو والاستقرار، لماذا أنكر بعض السلف تفسير العلو بالاستقرار ؟
السائل : ... ؟ الشيخ : نعم السائل : ... الشيخ : نعم السائل : لماذا ... الشيخ : لماذا لأنهم يقولون إن الاستواء في اللغة العربية تأتي بمعنى الاستقرار تأتي بمعنى الاستقرار، لأن قوله (( لتستووا على ظهوره )) ليس معناه مجرد العلو ، بل العلو ... لأنه ما تتم النعمة إلا إذا استويت على الفلك وعلى الأنعام استواءً باستقرار ، أما لو تعلو عليها ثم ... تسقط ما تمت النعمة ، " يقول دل عليه الكتاب والسنة والإجماع .. "
شرح قول المصنف: " ...فمن أدلة الكتاب: قوله تعالى: ( الرحمن على العرش استوى ) "
الشيخ :" فمن أدلة الكتاب قوله تعالى (( الرحمن على العرش استوى )) " وقد ذكرها الله تعالى في سبعة مواضع من القرآن ولم تأت في القرآن مرة واحدة بلفظ استولى مما يدل على أنها حقيقة في العلو خلافا لمن فسرها ... بالاستيلاء وسيأتي إن شاء الله الرد عليه.
شرح قول المصنف: " ومن أدلة السنة: ما رواه الخلال في كتاب السنة بإسناد صحيح على شرط البخاري عن قتادة بن النعمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لما فرغ الله من خلقه استوى على عرشه ". وقال الشيخ عبد القادر الجيلاني: "إنه مذكور في كل كتاب أنزله الله على كل نبي" أهـ
الشيخ :" ومن أدلة السنة ما رواه الخلال في كتاب السنة بإسناد صحيح على شرط البخاري عن قتادة بن النعمان رضي الله عنه قال ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لما فرغ الله من خلقه استوى على عرشه ) " لما فرغ الله من خلقه يعني انتهى منه ولا يعني ذلك أن الله تعالى شغله شيء عن شيء ولكنه لما انتهى من الخلق فالانتهاء هنا بالنسبة للمخلوق لا للخالق لأن الله عز وجل لم يزل ولا يزال فعالا ولا يشغله شيء عن شيء ، وبهذا يزول الإشكال الذي أورده بعض الناس على قول الله تعالى (( سنفرغ لكم أيها الثقلان )) فقالوا إن هذه الآية ظاهرها يقتضي أن الله كان مشغولا عن محاسبة الثقلين من قبل ، ولكن نقول هذا ليس بصحيح وإنما المعنى أنه باعتبار محاسبة هؤلاء نعم صار تجدد المحاسبة وهو من باب التهديد في قوله (( سنفرغ لكم أيها الثقلان )) ، قال : وروى، " وقال الشيخ عبد القادر الجيلاني : إنه مذكور في كل كتاب أنزله الله على كل نبي " ، وعلى هذا فتكون الملل مجمعة على استواء الله على عرشه.
شرح قول المصنف: " وقد أجمع أهل السنة على أن الله تعالى: فوق عرشه، ولم يقل أحد منهم : إنه ليس على العرش، ولا يمكن لأحد أن ينقل عنهم ذلك لا نصًا ولا ظاهراً "
الشيخ :" وقد أجمع أهل السنة على أن الله تعالى فوق عرشه ولم يقل أحد منهم إنه ليس على العرش " ، أجمع أهل السنة إذا قيل أهل السنة فمن هم ؟ قال السلفيون نحن أهل السنة وقالوا الأشعريون نحن أهل السنة وقال الماتريديون نحن أهل السنة ، وقال بعض الناس كلكم أهل السنة ، مصالحة ، ولكن الصواب الذي لا شك فيه أن أهل السنة لا ينطبق إلا على من ؟ إلا على السلفيين ، المتبعين للسلف ، لأن معنى أهل الشيء هو الملازم للشيء ومن خرج عن السنة بتأويل لم تدل عليه السنة فهو ليس من أهل السنة ، فالصواب أنه إذا قيل أهل السنة لا يعنى بهم إلا السلفيون يعني، أعني المتبعين للسلف . ، قال " أجمع أهل السنة على أن الله تعالى فوق عرشه " ومعلوم أننا لو قلنا إن أهل السنة تشمل الأشعرية والماتريدية لو قلنا بذلك لكان نقل الإجماع هذا غير صحيح لأن الأشاعرة والماتريديين ما يقرون باستواء الله على العرش ، " ولم يقل أحد منهم إنه ليس على العرش ولم يقل أحد منهم نعم، ولا يمكن أحدا أن ينقل عنهم ذلك لا نصا ولا ظاهرا " ، ويش الفرق بين النص والظاهر ؟ النص ما لا يحتمل إلا معنى واحدا ، والظاهر ما يحتمل معنيين هو في أحدهما أظهر.
شرح قول المصنف: " .. وقال رجل للإمام مالك رحمه الله: يا أبا عبد الله ( الرحمن على العرش استوى ) كيف استوى؟ ! فأطرق مالك برأسه حتى علاه الرحضاء ( العرق ) ثم قال: " الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعاً " ثم أمر به أن يخرج.وقد روي نحو هذا عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ مالك. فقوله: " الاستواء غير مجهول" أي غير مجهول المعنى في اللغة فإن معناه العلو والاستقرار. وقوله: " والكيف غير معقول" معناه أنا لا ندرك كيفية استواء الله على عرشه بعقولنا، وإنما طريق ذلك السمع، ولم يرد السمع بذكر الكيفية فإذا انتفى عنها الدليلان العقلي، والسمعي كانت مجهولة يجب الكف عنها "
الشيخ :" وقال رجل للإمام مالك رحمه الله : يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى ، كيف استوى ؟ " كلمة كيف استوى يحتمل أنه سؤال عن الكيفية مع الإقرار به بالاستواء ، ويحتمل أن يكون الاستفهام للإنكار يعني وشلون استوى على العرش ؟ هذا لا يمكن ، أليس كذلك ؟ فصيغة الاستفهام هنا يحتمل أنها استفهام عن الكيفية مع الإقرار بأصل الاستواء ويحتمل أنها إنكار للاستواء يعني يقول كيف أن الله يستوي على العرش وهو خالق للعرش ؟! الإمام مالك رحمه الله " أطرق مالك برأسه حتى علاه الرحضاء يعني العرق ثم قال : الاستواء غير مجهول " ويش معنى غير مجهول ؟ الطالب : ... الشيخ : يعني غير مجهول المعنى فهو معلوم المعنى ، " والكيف غير معقول " يعني أننا، ان عقولنا لا تدرك الكيف ، وليس المعنى أنه لا كيفية لاستواء الله على العرش خلافا لمن زعم ذلك لأننا لو قلنا إن المعنى أنه لا كيفية للاستواء صار معناه نفي الاستواء نفي الاستواء، لأن كل موجود فلا بد له من كيفية أليس كذلك ؟ فإذا قلت لا كيفية لاستواء الله على العرش صار المعنى نفي الاستواء ، لكن مراد السلف بقولهم الكيف غير معقول يعني أننا نحن لا نعقل هذه الكيفية وإلا فإن له كيفية لا يعلمها إلا الله عز وجل. " والإيمان به واجب " ، الإيمان بماذا ؟ بالاستواء واجب " والسؤال عنه بدعة " ، السؤال عن الكيفية ما هو عن الاستواء بدعة ، " وما أراك إلا مبتدعا ثم أمر به أن يُخرج " ، يعني ما أظنك إلا مبتدعا ... أُراك بضم الهمزة ويصلح ما أَراك أي ما أعلمك ، هاه ؟ يصلح ما أعلمك إلا مبتدعا ؟ في هذا التركيب لا يصلح لأن مالكا رحمه الله ما يعلم ويتيقن أن هذا الرجل مبتدع ، وقبولنا نحن هذا عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ مالك " وقوله الاستواء غير مجهول أي غير مجهول المعنى في اللغة فإن معناه العلو والاستقرار ، وقوله والكيف غير معقول معناه أننا لا ندرك كيفية استواء الله على العرش بعقولنا ، وإنما طريق ذلك السمع ولم يرد السمع بذكر الكيفية فإذا انتفى عنها الدليلان العقلي والسمعي كانت مجهولة يجب الكف عنها " أظن واضح المعنى ؟ يقول أن الكيف غير معقول لا نعقله ولا ندركه بعقولنا إذا كنا لا ندركه بعقولنا فإلى أي شيء نرجع ؟ إلى الكتاب والسنة إلى السمع وهل ورد السمع بذكر الكيفية ؟ لا إذن تبقى الكيفية مجهولة لأنه انتفى عنها الدليلان العقلي والسمعي . ولهذا قال بعض أهل العلم " إذا قال لك الجهمي إن الله ينزل إلى السماء فكيف ينزل ؟ فقل له إن الله أخبرنا أنه ينزل ولم يخبرنا كيف ينزل ، فلا نتجاوز ما أخبر الله به عن نفسه " واضح ؟ وقال آخر " إذا قال لك الجهمي إن الله ينزل إلى السماء الدنيا فكيف ينزل ؟ فقل له أخبرني كيف ذاته فسيقول لك الذات مجهولة الكيفية فقل له إن الصفات فرع عن الذات ، فإذا جهلت كيفية الذات جهلت كيفية الصفات " ، فالأمر واضح الحمد لله ، نعم.
سؤال: هل الإجماع في باب الأخبار مثل الإجماع في باب الأحكام ؟
السائل : ياشيخ الشيخ : نعم السائل : ... الشيخ : صحيح ، الإجماع في مجال العقائد مثل الإجماع في مجال الأحكام السائل : ... الشيخ : أي نعم إلا ، لأن المراد بالإجماع إجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان ، هؤلاء لا يعتبر قولهم في الإجماع.
سؤال: هل يفهم من إشارته عليه الصلاة والسلام إلى عينه وأذنه لما قرأ قوله تعالى " إن الله كان سميعا بصيرا " التمثيل ؟
السائل : ... أشار بيده الشيخ : نعم السائل : ... كيفية ... ؟ الشيخ : لا ، هذا من باب التحقيق ، فمثلا ( لما قرأ (( إن الله كان سميعا بصيرا )) وضع إبهامه على عينه وسبابته على أذنه ) أو بالعكس ، وليس المعنى أن الرسول عليه الصلاة والسلام يريد أن هذه العين وهذه، وأن لله أذن لا يريد هذا لكن يريد التحقيق ، مثل قوله ( إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر )
شرح قول المصنف: " ..وقوله: " الإيمان به واجب"، معناه: أن الإيمان باستواء الله على عرشه على الوجه اللائق واجب، لأن الله أخبر به عن نفسه فوجب تصديقه والإيمان به. وقوله: " والسؤال عنه بدعة" معناه أن السؤال عن كيفية الاستواء بدعة، لأنه لم يكن معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه "
الشيخ :" وقوله الإيمان به واجب معناه أن الإيمان باستواء الله على عرشه على الوجه اللائق به على الوجه اللائق واجب - لماذا ؟ - لأن الله أخبر به عن نفسه فوجب تصديقه والإيمان به " ، إذن الإيمان واجب بماذا ؟ بالاستواء والا بالكيف ؟ بالاستواء ، نعم ؟ السائل : ... الصحابة ما سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الشيخ : صلى الله عليه وسلم السائل : الصحابة ما سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا ... كيف استوى الله الشيخ : أي ما سألوا ، ... يجي طيب . ، " وقوله والسؤال عنه بدعة معناه أن السؤال عن كيفية الاستواء بدعة لأنه لم يكن معروفا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه " ، ما سألوه كيف استوى لأنهم يعلمون معنى الاستواء ويعلمون أنهم لن يدركوا كيفيته لأن الله يقول (( ولا يحيطون به علما )) فإذا كنا لا ندرك كنه ذاته فلا يمكن أن ندرك كنه صفاته ، لأن الكلام عن الصفات فرع عن الكلام في الذات.
سؤال: هل قول الإمام مالك للرجل الذي سأله عن الاستواء "ما أراك إلا رجلا مبتدعا " لأجل خوضه في هذا الباب أو لأجل سؤاله عن الكيفية ؟
السائل : ياشيخ الشيخ : نعم السائل : السؤال عن الكيفية ... ؟ الشيخ : لا الظاهر أن البدعة هو السؤال عن الكيفية هذا ظاهر السياق لأن الرجل سأل عن الكيفية وأما الخوض في باب الأسماء والصفات فإن الصحابة يسألون الرسول أحيانا عن أسماء الله وصفاته ، قالوا مثلا ( أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض ) وقال أبو وديع العقيلي ( يا رسول الله كيف يحاسبنا الله تعالى ونحن جميع وهو واحد ) ... يسألون عن هذا الشيء لكن سؤالهم عن الكيفية وعن ما لا يمكن إدراكه ما يسألون السائل : ... الشيخ : لا هو قال ما أراك إلا مبتدعا السائل : ... انت مبتدع الشيخ : قال ما أراك إلا مبتدعا لأن هذا كان من ديدن أهل البدع في عهد مالك والأئمة كان أهل البدع يمشون على أهل العلم ثم يريدون ... مثل هذه الشبهة فكان ذلك ديدنهم السائل : ... الشيخ : نعم السائل : يمكن أن يقال أنه جربه في أمور أخرى ... أعظم من السؤال هذا الشيخ : لا هم يسألون مثل هذه الأسئلة ، أهل البدع يمشون على الناس يقولون مثلا كيف كذا وكيف كذا علشان يشككون في هذا في عقائدهم أو يحاولون منهم أن يدعوا هذه العقائد إلى ما يعتقدوا هؤلاء هذا ديدنهم كان ، وهذا اللي ذكره الإمام مالك رحمه الله.
شرح قول المصنف: " .. فإن قال قائل: إذا كان استواء الله على عرشه بمعنى العلو عليه لزم من ذلك أن يكون أكبر من العرش، أو أصغر، أو مساوياً وهذا يقتضي أن يكون جسماً، والجسم ممتنع على الله. فجوابه أن يقال: لا ريب أن الله أكبر من العرش، وأكبر من كل شيء، ولا يلزم على هذا القول شيء من اللوازم الباطلة التي ينزه الله عنها.
الشيخ :" استواء الله على عرشه بمعنى العلو عليه لزم من ذلك أن يكون أكبر من العرش أو أصغر أو مساويا " ، هذا اللزوم صحيح ؟ كل شيء على شيء فإما أن يكون هذا الذي فوق أكبر من اللي تحت والا أصغر والا مساويا ، صح ؟ أي نعم هذا صحيح ، هذا لزوم عقلي ، فنقول في الجواب نقول وهذا شوف بقية الإيراد " وهذا يقتضي أن يكون جسما والجسم ممتنع على الله " ، شوف هذا الطاغوت المعول الخارب يمشي عليه كل من أنكر الصفات ، كل اللي ينكرون الصفات يقولون لأن إثباتها يستلزم أن يكون جسما ثم يقولون الأجسام متماثلة فإذا كانت الأجسام متماثلة وهذا يستلزم التجسيم لزم أن يكون الله مماثلا للخلق ، لكن هذا المعول أظنه سبق لنا بيان أنه معول لا يستقيم بل معول لا يفيد ، الجواب نعم " أن يقال لا ريب أن الله أكبر من العرش وأكبر من كل شيء " هذا حق والا لأ ؟ لأن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر بأن الله يقبض السماوات بيمينه وكذلك الأرض نعم وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما ( أن السماوات السبع والأرضين السبع في كف الرحمن كخردلة في كف أحدنا ) وعلى هذا فالله أكبر من كل شيء ، وهذا ليس فيه أي محذور " ولا يلزم على هذا القول شيء من اللوازم الباطلة التي ينزه الله عنها " ، هل يلزم في هذا محذور ؟ إذا قلنا إن الله أكبر من كل شيء ، نحن نقول في كل صلاة نقول الله أكبر ، وإن كان الذي يتبادر في قولنا الله أكبر في الصلاة وفي الأذان أنه أكبر من الكبرياء والعظمة هذا هو المتبادر ولكن مع ذلك أيضا هو أكبر من كل شيء حتى بذاته ، والدليل على هذا ما أشرنا إليه قبل قليل ، والله عز وجل فوق العرش وليس محتاجا إلى العرش كما سبق ليس محتاجا إليه ، فحينئذٍ ما فيه مضرة ولا فيه محذور. " وأما قوله إن الجسم ممتنع على الله فجوابه أن الكلام في الجسم وإطلاقه على الله او واطلاقَه على الله نفيا أو إثباتا من البدع التي لم ترد في الكتاب ولا في السنة وأقوال السلف " ، أليس كذلك ؟ دوّر في القرآن أن الله نفى أن يكون جسما أو أثبت أنه جسم ، ما تجد ، هل في السنة أن الرسول أثبت أن الله جسم أو ليس بجسم ؟ ما تجد هذا ، في أقوال السلف ما تجد هذا ، ما حدث القول في الجسم إلا بعد حدوث البدع ولهذا نقول هذا ليس بموجود وإطلاقه " من البدع التي لم ترد في الكتاب والسنة وأقوال السلف وهو من الألفاظ المجملة التي تحتاج إلى تفصيل " ، لأن كلمة جسم إذا قلت هل لله جسم والا لا يحتاج إلى تفصيل ، فنقول أولا أما بالنسبة للفظه فلا نلتزم بالإثبات ولا بالنفي لماذا ؟ لعدم ورود ذلك ما ورد أن الله أثبته ولا نفاه ، فحقنا أن نمسك عما أمسك الله عنه ، بالنسبة للمعنى أن نقول إن أريد بالجسم الشيء المحدث المركب المفتقر كل جزء منه إلى الآخر فهذا ممتنع على الله ، نحن مثلا في أجسامنا بقية الجسم مفتقر للرأس لو زال الرأس لا فائدة من الجسم واضح ؟ مفتقرين إلى الأمعاء والمعدة والقلب والكبد لو أزيلت هذه منا ما بقينا ، بالنسبة للرب عز وجل ما يمكن أن يكون هكذا ، ما يمكن أن نقول إن الله جسم بهذا المعنى أبدا ، لأن ذلك يستلزم الحدوث والنقص العظيم ويستلزم أن للخالق خالقا أحدثه ، وإن أريد بالجسم ما يقوم بنفسه ويتصف بما يليق به فهذا غير ممتنع على الله تعالى ، فإن الله قائم بنفسه متصف بالصفات الكاملة التي تليق به ، لأنك لو لم تصف الله بهذا معناه أنه ليس بموجود ، لو قلت ليس قائما بنفسه ولا متصفا بالصفات إذن هل يمكن أن يكون موجودا ؟ لا ، بل هذا كقولهم " إن الله ليس فوق العالم ولا تحت العالم ولا يمينه ولا شماله ولا متصل بالعالم ولا منفصل عن العالم " ويش يكون ؟ لا شيء فأنت إذا آمنت بالله عز وجل بذات متصفة بالصفات اللائقة بها فهذا هو الحق ، ولا يلزم على هذا شيئا من اللوازم الباطلة أبدا ، أي نعم.
سؤال: هل التوقف في الألفاظ المجملة يشمل التوقف في معانيها ؟
السائل : يا شيخ الشيخ : نعم السائل : ... الشيخ : نعم السائل : اذا قال قائل الألفاظ هي أوعية المعاني الشيخ : نعم السائل : الأصل لما رفضنا اللفظ توقفنا فيه الشيخ : نعم السائل : ... اللفظ وما ينبني عليه ؟ الشيخ : نعم السائل : ... فينبغي .. الشيخ : لكن هذا المعنى ثابت بأن الله تعالى قائم بنفسه متصف بالصفات اللائقة به والا لا ؟ السائل : إلا ثابت الشيخ : إذن نثبته السائل : إذن نثبته لكن لا على أنه مضطر لاثبات اللفظ الشيخ : لكن مسألة أن نقول إنه جسم هذا ما نقول ، ما نقوله تحاشيا للفظ لأنك لو قلت إن الله جسم أولا أن الجسم كما تعرف موهم لمعنى باطل وكل شيء يوهم معنى باطلا فالله لا يتصف به ، أي نعم السائل : أنا أقصد ... الشيخ : نعم السائل : نقول نحن نقبل منك هذا الثناء لكن ليس على دل على أن الله جسم لأنه أصلا ... الشيخ : أي نعم ما نقول ، اللفظ نرفضه لكن هم الآن إذا قالوا إن الله ليس بجسم يعنون أنه ما له ذات تتصف بالصفات ، ولهذا حقيقة الأمر عند هؤلاء المعطلة أن الله عز وجل ما هو إلا معنى من المعاني فقط وليس ذاتا يستوي على العرش أو ينزل أو يأتي للفصل بين عباده كل هذا ممتنع عندهم ، ولهذا يفسرون الاستواء بالاستيلاء ويفسرون النزول بنزول الأمر ويفسرون الإتيان يوم القيامة بإتيان أمره ، وما أشبه ذلك السائل : ... بالتناقض ... الشيخ : ما يصفونا بالتناقض بارك الله فيك لأننا نقول إننا تحاشينا هذا اللفظ لعدم وروده فقط وإلا حقيقة الأمر أننا إذا أردت أن معنى جسم أي أنه قائم بذاته متصف بالصفات فنحن نقول إنه جسم بهذا المعنى ، لكن ما نثبت اللفظ فقط نتحاشاه لعدم وروده ، وأنت إذا أردت بالجسم بهذا المعنى فهو جسم بهذا المعنى إلا أننا لا نتلفظ به يعني نتحاشى اللفظ أما في المعنى فنؤمن بهذا ، وهو ينكر هذا الشيء ولهذا يقولون إن الصفات ما تقوم إلا بأجسام فيجب أن ننكر الصفات كما هو طريقة بعض المعتزلة من الغلاة.
سؤال حول أثر ابن عباس " ما السموات والأرض في كف الرحمان ..." ؟
السائل : ... ؟ الشيخ : نعم السائل : ... الشيخ : نعم وهي ؟ السائل :( السماوات والأرض كخردلة في يد أحدكم ) الشيخ : نعم السائل : قد يقول أن السماوات والأرض كحلقة ملقاة في فلاة كذلك الشيخ : نعم السائل : بالنسبة للعرش ... ؟ الشيخ : أي ، وهذا كل واحد أكبر من الثاني السائل : ... الخردلة بالنسبة ليد الإنسان الشيخ : نعم السائل : يعني أكبر من كون الكرسي بالنسبة للعرش كحلقة ملقاة في فلاة الشيخ : أي لكن السماوات السبع كخردلة في يد أحدنا يعني أنت تقول نسبة الخردلة إلى الكف مو لازم هذا ، هذا ما يلزم ، المهم أننا نعرف من هذا أن الله أكبر من كل شيء وأما أن نقول نسبة السماوات السبع إلى الكرسي كحلقة في فلاة من الأرض وهذا معناه أن الكرسي نسبة كبره إلى السماوات السبع أكبر من نسبة كبر يد الله إلى الخردلة هذا ما يلزم هذا ما يلزم، بل نقول إن المهم يدل على أن الله أكبر من كل شيء ، نعم السائل : ...
شرح قول المصنف: " .. لكن لما كان لفظ الجسم يحتمل ما هو حق، وباطل بالنسبة إلى الله صار إطلاق لفظه نفياً، أو إثباتاً ممتنعاً على الله. وهذه اللوازم التي يذكرها أهل البدع ليتوصلوا بها إلى نفي ما أثبته الله لنفسه من صفات الكمال على نوعين: الأول: لوازم صحيحة لا تنافي ما وجب لله من الكمال، فهذه حق يجب القول بها وبيان أنها غير ممتنعة على الله. الثاني: لوازم فاسدة تنافي ما وجب لله من الكمال، فهذه باطلة يجب نفيها، وأن يبين أنها غير لازمة لنصوص الكتاب، والسنة، لأن الكتاب حق ومعانيها حق، والحق لا يمكن أن يلزم منه باطل أبداً.
الشيخ :" لكن لما كان لفظ الجسم يحتمل ما هو حق وباطل بالنسبة إلى الله صار إطلاق لفظه نفيا أو إثباتا ممتنعا على الله " ، لأن كل لفظ يحتمل معنى باطلا فإنه لا يجوز إثباته لا يجوز إثباته إلا على سبيل الإطلاق ، لا يجوز إثباته إلا على سبيل الإطلاق ولا نفيه على سبيل الإطلاق ، ومن هذا صفة المكر مثلا لو قلت هل الله ماكر ؟ إن قلت نعم أخطأت وإن قلت لا أخطأت ، وإن قلت ماكر بمن يمكر به وبرسله أصبت أي نعم قال : " وهذه اللوازم التي يذكرها أهل البدع ليتوصلوا بها إلى نفي ما أثبته الله لنفسه من صفات الكمال - هذه اللوازم - على نوعين : الأول لوازم صحيحة لا تنافي ما وجب لله من الكمال فهذه حق يجب القول بها وبيان أنها غير ممتنعة على الله " نعم ، مثل إذا قالوا إنه يلزم من استوائه على العرش أن يكون ذاتا متميزة مثلا تستوي وتنزل وما أشبه ذلك ويش نقول في هذا اللازم ؟ نقول هذا اللازم حق هذا اللازم حق، لو قالوا إنه يلزم من كلام الله تعالى إذا قلتم أنه بحرف وصوت يلزم أن يكون مسموعا يلزم ان يكون هذا الكلام مسموعا خارجا من ذاته ؟ هذا حق ويش المانع ، هم يقولون هذا ممتنع لأنه يلزم قيام الحوادث بذات الله وقيام الحوادث بذات الله ممتنع ، فهذه اللوازم نقول إذا كانت هذه اللوازم لا تنافي ما يجب لله من صفات الكمال فإنها ، فإننا نلتزم بها ولا حرج . " الثاني لوازم فاسدة تنافي ما وجب لله من الكمال فهذه - أيش ؟ - باطلة ، يجب نفيها وأن يبين أنها غير لازمة لنصوص الكتاب والسنة " إلى آخره ، إذا ذكروا لوازم قالوا هذا اللازم باطل فإننا نبين لهم أن هذا اللازم لا يلزم مما أثبته الله لنفسه ، لأن كل معنى لا يليق بالله لا يمكن أن يكون لازما لشيء مما أخبر الله به عن نفسه ، عرفتم ؟ مثلا إذا قالوا إنه يلزم من إثبات الصفات أن يكون جسما والأجسام متماثلة ، ماذا نقول ؟ نقول لا يلزم هذا لأن من الأشياء ما يكون صفة ويوصف وهو صفة ، يوصف وهو صفة أو لا ؟ تقول هذا اليوم حره شديد والحر صفة والا ذات ؟ صفة فلا يلزم من الصفة أن لا تكون قائمة إلا بجسم ، ثم نقول لهم على تقدير أنها لا تقوم إلا بجسم فمن يقول إن الأجسام متماثلة ؟! نعم فكل لازم يكون باطلا فإنه لا يمكن أن يكون لازما لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، والعلة " لأن الكتاب والسنة حق ومعانيهما حق والحق لا يمكن أن يلزم منه باطل أبدا. "
شرح قول المصنف: " ... فإن قال قائل: إذا فسرتم استواء الله على عرشه بعلوه عليه، أوهم ذلك أن يكون الله محتاجاً إلى العرش ليقله. فالجواب: أن كل من عرف عظمة الله تعالى وكمال قدرته، وقوته، وغناه فإنه لن يخطر بباله أن يكون الله محتاجاً إلى العرش ليقله، كيف والعرش وغيره من المخلوقات مفتقر إلى الله، ومضطر إليه لا قوام له إلا به، ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره؟!
الشيخ :" فإن قال قائل إذا فسرتم استواء الله على عرشه بعلوه عليه أوهم ذلك أن يكون الله محتاجا إلى العرش ليقله " ، وهذا وارد والا لأ ؟ إذا قلتم استوى على العرش يعني علوه عليه واستقراره عليه فهذا يوهم أن الله محتاج إلى العرش ليقله كما أننا إذا استوينا على السرير فإننا محتاجون إليه " فالجواب أن كل من عرف عظمة الله وكمال قدرته وقوته وغناه فإنه لن يخطر بباله أن يكون الله محتاجا إلى العرش ليقله كيف والعرش وغيره من المخلوقات مفتقر إلى الله ومضطر إليه لا قوام له إلا به (( ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره )) " وأظن هذا واضح والحمد لله أنه مستوٍ عليه بدون حاجة .
شرح قول المصنف: " فإن قيل: هل يصح تفسير استواء الله على عرشه باستيلائه عليه كما فسره به المعطلة فراراً من هذه اللوازم؟ فالجواب: أنه لا يصح وذلك لوجوه منها: - 1إن هذه اللوازم إن كانت حقًا فإنها لا تمنع من تفسير الاستواء بمعناه الحقيقي، وإن كانت باطلاً فإنه لا يمكن أن تكون من لوازم نصوص الكتاب والسنة، ومن ظن أنها لازمة لها فهو ضال "
الشيخ :" فإن قيل هل يصح تفسير استواء الله على عرشه باستيلائه عليه كما فسره به المعطلة فرارا من هذه اللوازم ؟ " هذا الآن محط العراك بين أهل السنة والجماعة وبين المعطلة ، المعطلة يقولون استوى بمعنى استولى وأهل السنة والجماعة يقولون استوى بمعنى علا ، هل يصح تفسيرهم استوى بمعنى استولى ؟ لا يصح ، لأننا نقول لهم أولا ما دليلكم على أن الاستواء يأتي بمعنى الاستيلاء ويش الدليل ؟ سيقولون عندنا شاهد من اللغة العربية وهو قول الشاعر : " قد استوى بشر على العراق *** من غير سيف أو دم مهراق " ويش معنى استوى على العراق ؟ استولى عليها فهمتم ؟ فما جوابنا على ذلك ؟ جوابنا على ذلك أن أولا قائل هذا البيت مجهول وإذا كان مجهولا هل يحتج به ؟ ما يحتج به ، يجوز أن يكون واحد من ها العفاريت المعطلة صنع هذا البيت وقال هذا الشاهد نعم، هذه واحدة . ثانيا نقول إننا نمنع أن يكون استوى بشر على العراق نمنع أن يكون متعينا أنه بمعنى استولى إذ من الجائز استوى على العراق يعني علا عليه لكن علوا معنويا علوا معنويا ثالثا أن نقول على فرض أن استوى في هذا البيت بمعنى استولى فإننا فسرناه به لأنه لا يمكن أن يكون استوى عليه كاستواء الإنسان على السرير ، العراق مساحة كبيرة يمكن يجي واحد يركب عليه والا ما يمكن ؟ ما يمكن فعلى كل حال بطل استدلالهم بهذا البيت ، فإذا بطل استدلالهم بهذا البيت رجعنا إلى معنى الاستواء الوارد في كتاب الله وجدنا أن الآيات السبع كلها ما جاءت في آية واحدة بلفظ استولى.