تتمة شرح قول المصنف: " الباب الحادي عشر : في المعية أثبت الله لنفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أنه مع خلقه. فمن أدلة الكتاب: قوله تعالى: ( وهو معكم أين ما كنتم ) ( وأن الله مع المؤمنين ) (إنني معكما )
ثانيا أن معية الخالق للمخلوق ليست كمعية المخلوق للمخلوق نعم، فكما أن بقية صفات الله عز وجل تكون على الوجه اللائق به فهذه الصفة من باب من باب واحد ، فهذه الصفة كبقية الصفات كلها من باب واحد ، ما أضافه الله لنفسه فهو على حسب فهو على ما يليق به سبحانه وتعالى
ثالثا أن نقول حتى بالنسبة للمخلوق مع المخلوق لا تستلزم المعية المشاركة في المكان أبدا ، هل تستلزم المشاركة في المكان ؟ لا ، هذا الضابط يوجه الجند يقول اذهبوا إلى المكان الفلاني وأنا معكم وهو جالس في غرفة القيادة ، أليس كذلك ؟ ويقال مثلا المؤمن مع إخوته المؤمنين وإن كانوا متباعدين في الأقطار ، حتى الصبي كما مثل بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : " الصبي يبكي فيقول له أبوه روح روح المكان الفلاني أنا معك " وهو معه والا في البيت ؟ في البيت ، فإذا تبين هذا فإن المعية هنا معية حقيقية ولا تستلزم المشاركة في المكان ، لا يمكن ، واعلم أن قول الإنسان لا تستلزم في هذا وفي غيره ليست كقوله لا تقتضي أو لا ؟ الفرق بينهما أن الاستلزام معناه أن هذا لازم وأن لا تقتضي معناه أنه ما يمكن أن يكون ذلك ، ففرق بين لا يستلزم وبين لا يقتضي ، لأنك إذا قلت لا يقتضي هذا ممنوع ، لو قلت لك مثلا المعية لا تقتضي المشاركة في المكان صح ؟ لا خطأ ، إذا قلت المعية ما هي معية الله يعني قصدنا أي معية ، المعية لا تقتضي المشاركة في المكان ما تقول ؟ خطأ لأنها قد تقتضيه لأنها قد تقتضيه، لكن لو قلت المعية لا تستلزم المشاركة في المكان ؟ صح لا تستلزمه لكن قد تقتضيه ، فهذا فرق يجب أن نعرفه بين الألفاظ بين الاقتضاء وبين الاستلزام ، نعم
وقال " والله مع المؤمنين والله مع المؤمنين " ، الفرق بين هذه والتي قبلها أن التي قبلها أعم وهذه أخص قال " مع المؤمنين " ، هذه المعية ليست كالأولى الأولى المراد بها معية الإحاطة والعلم والقدرة والسلطان لكن هذه معية تزيد على مقتضى المعية السابقة هذه تقتضي مع الإحاطة النصر والتأييد
وأما المثال الثالث أو الدليل الثالث (( إنني معكما )) هذه أخص من التي قبلها ، المؤلف بدأ بها على الترتيب وهو إنني معكما الخطاب لمن ؟ لموسى وهارون هذه أخص من كونه مع المؤمنين لأنها قيدت بمن ؟ بشخص بشخص يستحق أن يكون الله معه ، وهذه المعية كالمعية التي للمؤمنين تقتضي مع الإحاطة أيش ؟ النصر والتأييد ، ولهذا لما قال موسى عليه الصلاة والسلام عن فرعون (( أخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى )) قال الله تعالى (( لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى )) ولما قال أبو بكر للنبي عليه الصلاة والسلام ( لو نظر أحدهم إلى قدمه لأبصرنا ، قال له النبي عليه الصلاة والسلام : لا تحزن إن الله معنا ) هذه معية أخص من المعية الأولى لأنها خاصة لأونها قيدت بأشخاص ، نعم.
1 - تتمة شرح قول المصنف: " الباب الحادي عشر : في المعية أثبت الله لنفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أنه مع خلقه. فمن أدلة الكتاب: قوله تعالى: ( وهو معكم أين ما كنتم ) ( وأن الله مع المؤمنين ) (إنني معكما ) أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " ...ومن أدلة السنة: قوله صلى الله عليه وسلم " أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت". وقوله صلى الله عليه وسلم لصاحبه أبي بكر وهما في الغار: " لا تحزن إن الله معنا ".
قال " وقوله صلى الله عليه وسلم لصاحبه أبي بكر وهما في الغار (( لا تحزن إن الله معنا )) " كلمة لا تحزن هنا هل هي على ظاهرها ؟ والمعروف أن الحزن هو الندم على ما مضى والخوف هو لما يتوقع ، فالحزن فيما مضى والخوف لما يتوقع ، هنا هل المراد بالحزن ظاهره يعني لا تحزن لما مضى أو المراد به الخوف ؟ نعم قال بعض أهل العلم " المراد به الخوف " ، نعم كما قلتم أنتم ، يعني لا تخف علينا لأن الله معنا ، نعم ويمكن أن يراد بالحزن ظاهره والمعنى لا تحزن على ما جرى فإنه لا خوف علينا ، لأن الإنسان قد يحزن على ما حصل ويتمنى أن لم يحصل ، هذا لا شك أنه موافق لظاهر اللفظ لكنه بعيد من حال أبي بكر رضي الله عنه ، أن يكون أبو بكر نادما على ما وقع منهما هذا بعيد والأقرب أن الحزن هنا بمعنى الخوف ، يعني لا تحمل هما للمستقبل لأن الله معنا ، ومن المعلوم أن أبا بكر لم يفهم حين قال له النبي عليه الصلاة والسلام لم يفهم أن الله في نفس الغار أبدا ، ولا يمكن لمن عرف عظمة الله سبحانه وتعالى أن يتوهم بأن الله تعالى مع الخلق في أمكنتهم ، بل هو سبحانه وتعالى فوق عرشه ، لكنه مع ذلك هو معهم لكونه سبحانه وتعالى عالما بهم محيطا بهم سمعا وبصرا وقدرة وتدبيرا وغير ذلك.
2 - شرح قول المصنف: " ...ومن أدلة السنة: قوله صلى الله عليه وسلم " أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت". وقوله صلى الله عليه وسلم لصاحبه أبي بكر وهما في الغار: " لا تحزن إن الله معنا ". أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " ...وقد أجمع على ذلك سلف الأمة وأئمتها "
الطالب : ...
الشيخ : قد يكون متقدمين منهم وقد يكون متأخرين ، في أئمة جاءوا بعد زمن القرون الثلاثة نعم، لكن أئمة الإسلام ما اختلفوا على ثبوت أو ما اختلفوا في ثبوت المعية لله عز وجل لكن على الوجه اللائق به تبارك وتعالى ، وهل الأئمة يمكن أن يكونوا في كل مكان ؟ ما يمكن أن يكونوا في كل مكان ؟
الطالب : ...
الشيخ : أي ما يخالف لكن في أي مكان يمكن ، والا نقول الأئمة لازم في المدينة وفي مكة ، طيب وفي كل زمان ؟ وفي كل زمان ، نعم يمكن ، يمكن أن يمنّ الله عز وجل على شخص في آخر الدنيا فيكون إماما في العلم نعم إماما في العلم
السائل : ...
الشيخ : لا الطائفة غير الإمام ، والمراد بالإمام ليس كما يقوله أهل البدع أنه الإمام المعصوم لأنه لا أحد معصوم إلا النبي عليه الصلاة والسلام نعم ، بل إمام الأئمة عندهم كعلي بن أبي طالب ليس بمعصوم ، وقد أخطأ في عدة أمور لكنه لا شك أنه مأجور على خطئه رضي الله عنه لأنه من الأئمة الذين يجتهدون فقد يصيبون الحق وقد لا يصيبونه ، لكن مرادنا بالأئمة الأئمة الذين وهبهم الله تعالى علما وعبادة بحيث كانوا قدوة للناس في علمهم وفي عبادتهم ، والله عز وجل يقول (( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون )) فالمهم أن أئمة السلف ائمة الأمة غير سلف الأمة نعم، ولكنهم ينصون على سلف الأمة في باب العقائد لأن اختلاف الناس في العقائد إنما حصل بعد القرون المفضلة وإن كان من البدع ما نبغ في عهد الصحابة لكنها ما ظهرت وانتشرت إلا بعد القرون الثلاثة.
شرح قول المصنف: " ....والمعية في اللغة: مطلق المقارنة والمصاحبة لكن مقتضاها ولازمها يختلف باختلاف الإضافة وقرائن السياق والأحوال: فتارة تقتضي اختلاطاً، كما يقال: جعلت الماء مع اللبن. وتارة تقتضي تهديداً وإنذاراً، كما يقول المؤدب للجاني: اذهب فأنا معك. وتارة تقتضي نصراً وتأييداً، كمن يقول لمن يستغيث به: أنا معك، أنا معك
4 - شرح قول المصنف: " ....والمعية في اللغة: مطلق المقارنة والمصاحبة لكن مقتضاها ولازمها يختلف باختلاف الإضافة وقرائن السياق والأحوال: فتارة تقتضي اختلاطاً، كما يقال: جعلت الماء مع اللبن. وتارة تقتضي تهديداً وإنذاراً، كما يقول المؤدب للجاني: اذهب فأنا معك. وتارة تقتضي نصراً وتأييداً، كمن يقول لمن يستغيث به: أنا معك، أنا معك أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " ...إلى غير ذلك من اللوازم والمقتضيات المختلفة باختلاف الإضافة والقرائن والأحوال، ومثل هذا اللفظ الذي يتفق في أصل معناه ويختلف مقتضاه وحكمه باختلاف الإضافات والقرائن يسميه بعض الناس مشككاً لتشكيك المستمع هل هو من قبيل المشترك الذي اتحد لفظه واختلف معناه نظراً لاختلاف مقتضاه وحكمه؟ أو هو من قبيل المتواطئ الذي اتحد لفظه ومعناه نظراً لأصل المعنى؟
السائل : ...
الشيخ : ويش ال...
السائل : ...
الشيخ : أي نعم نعم لكن عشان التقسيم ، في مثلا مشترك ومتواطئ ، إذا اتفق اللفظ ومعناه فإنه متواطئ وإذا تعدد المعنى واتحد اللفظ فإنه مشترك مشترك ، لاشتراك المعنيين في لفظ واحد وأما ما اتفق لفظه ومعناه فسمي متواطئا لتواطئ اللفظ والمعنى ما يزيد أحدهما عن الآخر ، لا يزيد أحدهما على الآخر لا يزيد أحدهما على الآخر.
طيب نشوف الآن يقول : " هو من قبيل المشترك الذي اتحد لفظه واختلف معناه ؟ " مثاله المشترك ؟ كالعين مثلا كلمة عين لفظ لكن معناه مشترك بين معان متعددة ، العين يراد بها عين الإنسان التي يبصر بها ويراد بها العين النابعة من الأرض (( وفجرنا الأرض عيونا )) ويراد بها الذهب يراد بها الذهب ولهذا يقال : عين مورودة وعين منقودة نعم، طيب تقول مثلا واحد صاحب أعيان فيقول المخاطب هل هي أعيان منقودة أو أعيان مورودة ؟ يعني هل عنده ذهب والا عنده بساتين نعم ؟
طيب إذن العين لفظ مشترك بين معان متعددة ، هذه الألفاظ مثل المعية التي لها معان مختلفة باختلاف الأحوال هل نقول أنه من باب المشترك نعم؟ ونقول مثلا المعية تقتضي نصرا وتأييدا وتقتضي تهديدا وتقتضي إحاطة ثلاثة معاني للفظ واحد هل هي على هذا التقدير من باب المشترك ؟ شوف المؤلف يقول إن بعض العلماء يسميها مشككة ما نقول مشترك والا نقول متواطئ ، ويش نسميه ؟ مشكك وعلى هذا فتكون الألفاظ متواطئة مشتركة مشككة .
يقول " هذه من قبيل المشترك الذي اتحد لفظه واختلف معناه نظرا لاختلاف مقتضاه وحكمه أو من قبيل المتواطئ الذي اتحد لفظه ومعناه نظرا لأصل المعنى " ، فالمعية إذا نظرنا إلى أن أصل معناها أيش ؟ أيش أصل معناها ؟ المصاحبة والمقارنة هذا الأصل لكن تختلف بحسب الإضافات ، إذا نظرنا إلى الأصل قلنا إنها من قبيل من قبيل المتواطئ لأن كل هذه المعاني تتفق في أصل واحد ، فهي إذن من قبيل المتواطئ ، وإذا نظرنا إلى أن معانيها تختلف بحسب القرائن والإضافات قلنا إنه من باب المشترك لأن معنى قوله تعالى (( وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول )) ليس كمعنى قوله (( والله مع المؤمنين )) والا لا ؟ فرق عظيم بين المعيتين ، فيرى بعض العلماء أن هذه لما كانت مشككة هل ... من الألفاظ المشتركة أو من الألفاظ المتواطئة سموها مشتركة ، قال المؤلف
السائل : ...
الشيخ : المشككة ، لا الذين يتكلمون في البلاغة وما يتعلق بها.
5 - شرح قول المصنف: " ...إلى غير ذلك من اللوازم والمقتضيات المختلفة باختلاف الإضافة والقرائن والأحوال، ومثل هذا اللفظ الذي يتفق في أصل معناه ويختلف مقتضاه وحكمه باختلاف الإضافات والقرائن يسميه بعض الناس مشككاً لتشكيك المستمع هل هو من قبيل المشترك الذي اتحد لفظه واختلف معناه نظراً لاختلاف مقتضاه وحكمه؟ أو هو من قبيل المتواطئ الذي اتحد لفظه ومعناه نظراً لأصل المعنى؟ أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " ....والتحقيق أنه نوع من المتواطئ، لأن واضع اللغة وضع هذا اللفظ بإزاء القدر المشترك، واختلاف حكمه ومقتضاه إنما هو بحسب الإضافات والقرائن لا بأصل الوضع، لكن لما كانت نوعاً خاصاً من المواطأة فلا بأس بتخصيصها بلفظ
السائل : عندي سؤال يا شيخ اريد مثال على ...
الشيخ : هي نفس هذه كلمة المعية اللي هي محل البحث هذا المثال ، الآن عندما نقول الماء مع اللبن ونقول فلان أو الأمير مع جنده بينهم فرق والا لا ؟ الأمير مع جنده معلوم ما خالطهم بل هو بائن منهم وقد لا يكون ولا في مكانهم أيضا ، لكن الماء مع اللبن مقتضٍ لماذا ؟ للاختلاط ، هل تقول الآن ان مع من باب المشترك لأنها دلت على معنى يباين المعنى الآخر ؟ طيب هل تقول من المتواطئ ؟ المتواطئ متى ، كلمة إنسان كلمة إنسان هذه متواطئة متواطئة، كلمة إنسان متواطئة لأنها تشمل كل إنسان مع الآخر على حد سواء والا لا ؟ زين إذا كان كذلك فإننا نقول هل تجعل المعية من باب المشترك؟ ، هل تجعلها من باب المتواطئ ؟ ما تجعلها من باب المتواطئ لأن حقيقة الأمر أن معانيها ما اتفقت ، لكن شيخ الإسلام يقول " الصواب انها من المتواطئ لأنها اشتركت في أصل المعنى وهو المقارنة والمصاحبة " ، لكنها اختلفت بحسب الإضافات ، هذا الاختلاف بحسب الإضافات لا يعني الاختلاف في أصل المعنى ، انتبه ، لكن يقول شيخ الإسلام رحمه الله " لما كانت معانيها لما كانت معانيها تختلف بحسب السياقات وقرائن الأحوال فلا مانع من أن نحدث لها اسما جديدا وهو المشكك " ، فما هو الدليل على ذلك من القرآن يا سالم.
6 - شرح قول المصنف: " ....والتحقيق أنه نوع من المتواطئ، لأن واضع اللغة وضع هذا اللفظ بإزاء القدر المشترك، واختلاف حكمه ومقتضاه إنما هو بحسب الإضافات والقرائن لا بأصل الوضع، لكن لما كانت نوعاً خاصاً من المواطأة فلا بأس بتخصيصها بلفظ أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " ...إذا تبين ذلك فقد اتضح أن لفظ المعية المضاف إلى الله مستعمل في حقيقته لا في مجازه، غير أن معية الله لخلقه معية تليق به، فليست كمعية المخلوق للمخلوق بل هي أعلى وأكمل، ولا يلحقها من اللوازم والخصائص ما يلحق معية المخلوق للمخلوق "
ولهذا يقول " مستعمل في حقيقته لا في مجازه غير أن معية الله تعالى لخلقه معية تليق به فليست كمعية المخلوق للمخلوق بل هي أعلى وأكمل " نعم، كما نقول في سائر صفاته كما أننا نقول إن سائر الصفات بالنسبة لله حقيقة وإن كانت تماثل أو تشارك المخلوق في اللفظ ، فقدرة الله حق وقدرة المخلوق حق لكن تختلف القدرتان بحسب إضافتهما ، كذلك بالنسبة للمعية نقول معية الله حق ومعية المخلوق حق لكنهما تختلفان بحسب الإضافة ، نحن مثلا عندما نقول إن القمر معنا وهو في السماء ليس كما إذا قلنا إن الله معنا وهو في السماء بينهما فرق عظيم ، " ولا يلحقها - كما قال المؤلف - من اللوازم والخصائص ما يلحق معية المخلوق للمخلوق " ، مثلا إذا قال الأب لابنه اذهب اذهب اشتر لنا حاجة من السوق ، وقال أخاف يعتدون علي الصبيان ، قال أبدا أنا معك رح أنا معك ، هذه معية تقتضي النصر نعم والتأييد ، وربما تقتضي أيضا المراقبة قد يتبعه مثلا وهو لا يشعر به يشوفه لا أحد يخطئ عليه
الطالب : أو مع النافذة
الشيخ : أو مع النافذة ، لكن هل إن مراقبة الإنسان هذا لابنه ونصره إياه وتأييده إياه كمراقبة الله عز وجل لخلقه ؟ أبدا لأن الله عز وجل لا يفوته شيء (( إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء )) لكن هذا الإنسان الذي قال لابنه أنا معك ربما يفوته وربما أيضا لا ينصره ربما يعتدى عليه قبل أن يصل إلى نصرته ، أليس كذلك ؟ لكن الله عز وجل ليس كذلك فتبين بهذا أنه لا يلزم من قولنا إن المعية حقيقة كما قال شيخ الإسلام رحمه الله في كتبه لا يلزم من ذلك أن تكون مماثلة لماذا ؟ لمعية المخلوق للمخلوق كسائر الصفات ، كما نقول لله سمع وللإنسان سمع لكن يختلف وللإنسان قدرة ولله قدرة لكن تختلف ، وقد ذكر رحمه الله ابن القيم، ابن تيمية أمثلة كثيرة في أول التدمرية في أشياء اتفقت في الاسم لكن اختلفت في الحقيقة نعم، فقال إن الله سمى الإنسان سميعا وبصيرا وسمى نفسه سميعا بصيرا وليس السميع كالسميع ولا البصير كالبصير ، وأثبت للإنسان علما وأثبت لله علما وليس العلم كالعلم ، قال تعالى (( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء )) (( ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما )) وقال في علم الإنسان (( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )) ففرق بين هذا وهذا وعلى هذا فقس ، نعم
7 - شرح قول المصنف: " ...إذا تبين ذلك فقد اتضح أن لفظ المعية المضاف إلى الله مستعمل في حقيقته لا في مجازه، غير أن معية الله لخلقه معية تليق به، فليست كمعية المخلوق للمخلوق بل هي أعلى وأكمل، ولا يلحقها من اللوازم والخصائص ما يلحق معية المخلوق للمخلوق " أستمع حفظ
سؤال عن المعية ؟
الشيخ : نعم
السائل : ...
الشيخ : نعم
السائل : ...
الشيخ : ليش ؟
السائل : ما وجه إطلاق كلمة حقيقة عليها مع أنها ... باعتبار ما يضاف اليه
الشيخ : نعم لكنها حقيقة فيما أضيفت له ، فإذا قلت الماء مع اللبن فهو حقيقة معه ، اصبر ، وإذا قلت هذا الإنسان مع هذا الإنسان بالنصر والتأييد فهو حقيقة ، حقيقة نعم
السائل : ... بين شيئين
الشيخ : أي الفرق واضح بين أضيفت إلى هذا وأضيفت إلى هذا ، التفريق هنا بحسب الإضافات يعني بحسب ما أضيفت إليه ، كما أن الفرق بين قدرة الخالق وقدرة المخلوق ظاهر جدا بحسب ما أضيفت إليه ، وإلا فالقدرة من حيث هي قدرة هي فعل الشيء بدون عجز ، لكنها تختلف بحسب الإضافة نعم
السائل : نقول هي معية حقيقية وبس أو نفصل فيها؟.
الشيخ : كيف ما هي حقيقة ؟ نعم نقول هي معية حقيقية وأنها مستعملة في معناها الحقيقي لا في المعنى المجازي
السائل : باعتبار ما تضاف اليه
الشيخ : باعتبار ما تضاف إليه ، كما أنها إذا أضيفت إلى بعض المخلوقات تكون حقيقة فيما أضيفت إليه في هذه الناحية وحقيقة فيما أضيفت إليه في الناحية الأخرى
السائل : هذا ... لابد منه
الشيخ : أيه
السائل : الأخير
الشيخ : وهو ؟
السائل : ... باعتبار ما تضاف إليه
الشيخ : معلوم ضروري ، اما قلنا الآن أنه حقيقة لكنها تليق به ، وإنما وانما صار شيخ الإسلام رحمه الله إلى هذا وصرح بأنها حقيقة حتى لا ينفتح علينا باب يحتج به من ؟ الأشاعرة ، لأن الأشاعرة قالوا إنكم تنكرون علينا المجاز وتقولون كل ما أضاف الله إلى نفسه فهو حقيقة ليش أنكم تقولون في المعية أنها مجاز ؟ فأهل السنة والجماعة أجابوهم عن ذلك بأحد وجهين :
منهم من قال " إنها مجاز لكن دل الدليل عليه ، ونحن لم ننكر عليكم التأويل مطلقا إنما أنكرنا عليكم التأويل الذي لا دليل عليه "
ومنهم من قال " لا ما نسلم انها مجاز بل نقول هي حقيقة ولكنها تليق بالله عز وجل ، ولا يمتنع أن يكون الشيء مع الشيء وهو بعيد عنه " نعم، وضرب شيخ الإسلام لهذا مثلا قال " إنهم يقولون ما زلنا نسير والنجم معنا وما زلنا نسير والقمر معنا ومع ذلك فهو بعيد عنا في السماء " ، ويطلق عليه أنه معنا حقيقة لغة عربية في اللغة العربية ، وهذه يعني مسار شيخ الإسلام رحمه الله على هذا المسار لا شك أنه يوصد الباب أمام الذين يحتجون علينا في مسألة التأويل في مسألة التأويل ، لكن إذا اضطررنا إلى أن نسلم بأنه تأويل فإننا نقول لنا دليل ، وإذا دل الدليل على التأويل فعلى العين والرأس ، كما أننا نتفق معكم في قوله تعالى (( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم )) لو أخذنا بظاهر اللفظ لكان المعنى بعد القراءة لكن المعنى بلا شك قبل القراءة كما تفسره السنة ، وحينئذٍ إذا دل الدليل، دل دليل على التأويل فإنه يكون هو المعنى المراد لأن الذي فسر هذا اللفظ بهذا المعنى الذي هو تأويل من هو ؟ صاحبه الذي تكلم به ، ولهذا لما أراد الله التأويل سبحانه وتعالى في قوله ( عبدي جعت فلم تطعمني او استطعمتك فلم تطعمني ومرضت فلم تعدني ) لما أراد الله خلاف ظاهره ويش قال ؟ بين ذلك قال ( أما علمت أن عبدي فلان استطعمك فلم تطعمه ومرض فلم تعده تعده ) فالحاصل أن التأويل إذا دل عليه الدليل هذا واجب أن نقول به ويكون هذا تفسيرا للكلام من من؟ تكلم به ، فأنا لو قلت مثلا أكرم زيدا وفي مثلا أربعة زيود وقلت أريد هذا واضح ؟ ما يمكن يحتمل يراد زيد الثاني والثالث والرابع ما يمكن يراد ، فإذا فسر المتكلم كلامه بمراده فهذا في الحقيقة لا ينكر وليس بتأويل ، فنحن نجيب كل من احتج علينا بمثل هذه النصوص نجيبه بأحد أمرين : إما بمنع أن يكون ذلك تأويلا ويحمل اللفظ على الحقيقة التي تليق بالله عز وجل ، وإما إذا دل الدليل على التأويل نقول لا مانع منه لا مانع منه نعم، ولهذا التأويل لا يذم مطلقا ولا يعني لا يقبل مطلقا ولا يرد مطلقا ، منه مقبول ومنه مردود ، وتفسير اللفظ بخلاف ظاهره بمقتضى دلالة الشرع على ذلك لا يعد جناية على النصوص بل هو موافق للنصوص ولا بد منه ، والله أعلم.
السائل : ...
الشيخ : نعم
قراءة الطالب من قول المصنف: " ....أقسام معية الله لخلقه: تنقسم معية الله لخلقه إلى قسمين: عامة، وخاصة: فالعامة هي التي تقتضي الإحاطة بجميع الخلق من مؤمن، وكافر، وبر، وفاجر في العلم، والقدرة، والتدبير والسلطان وغير ذلك من معاني الربوبية. وهذه المعية توجب لمن آمن بها كمال المراقبة لله عز وجل، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت ". ومن أمثلة هذا القسم قوله تعالى: ( وهو معكم أين ما كنتم ) ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ) . وأما الخاصة فهي التي تقتضي النصر والتأييد لمن أضيفت له وهي مختصة بمن يستحق ذلك من الرسل وأتباعهم. وهذه المعية توجب لمن آمن بها كمال الثبات والقوة. ومن أمثلتها قوله تعالى: ( وأن الله مع المؤمنين ) ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) ( إنني معكما أسمع وأرى ). وقوله عن نبيه صلى الله عليه وسلم: ( لا تحزن إن الله معنا ). فإن قيل: هل المعية من صفات الله الذاتية أو من صفاته الفعلية؟ فالجواب: أن المعية العامة من الصفات الذاتية، لأن مقتضياتها ثابتة لله تعالى: أزلاً وأبداً، وأما المعية الخاصة فهي من الصفات الفعلية، لأن مقتضياتها تابعة لأسبابها توجد بوجودها وتنتفي بانتفائها.
الشيخ : ... عن
القارئ : " وقوله عن نبيه صلى الله عليه وسلم : (( لا تحزن إن الله معنا )) فإن قيل : هل المعية من صفات الله الذاتية أو من صفاته الفعلية ؟ فالجواب : أن المعية العامة من الصفات الذاتية ، لأن مقتضياتها ثابتة لله تعالى أزلاً وأبداً ، وأما المعية الخاصة فهي من الصفات الفعلية "
الشيخ : من الصفات بالكسر
القارئ : " فهي من الصفات الفعلية لأن مقتضياتها تابعة لأسبابها توجد بوجودها وتنتفي بانتفائها. "
9 - قراءة الطالب من قول المصنف: " ....أقسام معية الله لخلقه: تنقسم معية الله لخلقه إلى قسمين: عامة، وخاصة: فالعامة هي التي تقتضي الإحاطة بجميع الخلق من مؤمن، وكافر، وبر، وفاجر في العلم، والقدرة، والتدبير والسلطان وغير ذلك من معاني الربوبية. وهذه المعية توجب لمن آمن بها كمال المراقبة لله عز وجل، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت ". ومن أمثلة هذا القسم قوله تعالى: ( وهو معكم أين ما كنتم ) ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ) . وأما الخاصة فهي التي تقتضي النصر والتأييد لمن أضيفت له وهي مختصة بمن يستحق ذلك من الرسل وأتباعهم. وهذه المعية توجب لمن آمن بها كمال الثبات والقوة. ومن أمثلتها قوله تعالى: ( وأن الله مع المؤمنين ) ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) ( إنني معكما أسمع وأرى ). وقوله عن نبيه صلى الله عليه وسلم: ( لا تحزن إن الله معنا ). فإن قيل: هل المعية من صفات الله الذاتية أو من صفاته الفعلية؟ فالجواب: أن المعية العامة من الصفات الذاتية، لأن مقتضياتها ثابتة لله تعالى: أزلاً وأبداً، وأما المعية الخاصة فهي من الصفات الفعلية، لأن مقتضياتها تابعة لأسبابها توجد بوجودها وتنتفي بانتفائها. أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " ...إذا تبين ذلك فقد اتضح أن لفظ المعية المضاف إلى الله مستعمل في حقيقته لا في مجازه، غير أن معية الله لخلقه معية تليق به، فليست كمعية المخلوق للمخلوق بل هي أعلى وأكمل، ولا يلحقها من اللوازم والخصائص ما يلحق معية المخلوق للمخلوق "
الشيخ : ... بعد ذلك " .. فقد اتضح أن لفظ المعية المضافة إلى الله مستعمل في حقيقته لا في مجازه " ، أي نعم لفظ المعية المضاف إلى الله مستعمل في حقيقته لا في مجازه كما هو القول في سائر صفات الله عز وجل أنها مستعملة في حقيقتها لا في مجازها ، فإن معية الله عز وجل وإن كانت تتفق مع معية المخلوق في أصل المعنى وهو المصاحبة والمقارنة لكنها تختلف عنها في أنها معية تليق بالله عز وجل ، كما نقول في السمع والبصر والقدرة والقوة فالله تعالى موصوف بهذه الصفات تتفق مع صفات المخلوقين في أصل أيش ؟ في أصل المعنى لكن تختلف بحسب الإضافات فإن سمع الله عز وجل ليس لا يشبه سمع المخلوقين ولا بصرهم ولا قوتهم ، ولهذا لما حكى الله عن عاد أنهم قالوا (( من أشد منا قوة )) لم ينكر الله عز وجل أن يكون لهم قوة بل أثبت أن لهم قوة إلا أنه قال إلا أنه قال (( أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة )) فمثلا أنا إذا قلت : أنا معك لشخص من الناس ، فإن هذا ربما يكون المعنى أني معك في مكانك أو أني معك في النصر والتأييد كما يقول الصبيان بعضهم لبعض إذا تزاعل طائفة مع أخرى يقول أحد الصبيان لطرف ثالث أنت مع دولا والا معي ؟ وأيش المراد ؟ بالنصر والتأييد والتثبيت ، ولكن إذا قلنا إن الله مع خلقه هل معناه أنه في مكانهم ؟ لا ، لا يمكن هذا لأننا نقول إن المعية تختلف بحسب أيش ؟ بحسب الإضافات والقرائن فلا يمكن أن تتساوى جميع أفرادها في معانيها ، وعلى هذا فإذا قلنا إن معية الله لخلقه مستعمل في حقيقته لا في مجازه فإننا نسد على أنفسنا أو نسد على أولئك الذين يحتجون علينا لبدعتهم في التأويل لأن الأشاعرة وغيرهم من المعتزلة يقولون أنتم تجعلون المعية مجازا في حق الله عز وجل ، ثم تنكرون علينا أن نجعل اليد مجازا والعين مجازا والوجه مجازا ، نعم وهذا ظلم منكم ان تفعلوا أن تبيحوا لأنفسكم ما تحرمونه علينا ، فنقول لهم نحن لا نقول بذلك بل نقول إن المعية حقيقة في معناها بالإضافة إلى الله عز وجل ، لكنها سالمة مما لا يليق بالله ، كأن يقول قائل إن الله معنا في مكانه في مكاننا فإن هذا لم يقل به إلا الحلولية من الجهمية وغيرهم ونحن لا نقول به ، فإن قال قائل كيف تقول إن الله معنا حقيقة ولا تقول أنه في الأرض ؟ وهل يتصور أن يكون معنا حقيقة وهو في السماء ونحن في الأرض ؟ فالجواب نعم يتصور وسيأتي إن شاء الله ذلك في بيان الجمع بين علو الله تعالى ومعيته ، وانظر الآن يعني قدرة الله عز وجل ما تقاس بقدرات الخلق نحن مثلا جماعة نصلي كل منا يقول الحمد لله رب العالمين ونقولها بكلمة واحدة وفم واحد وإلا ربما أنت في أول الفاتحة وأنا في آخرها والثالث في وسطها أليس كذلك ؟ ومع هذا فكل واحد منا يناجيه الله عز وجل أنت تقول (( الحمد لله رب العالمين )) فيقول الله حمدني عبدي والثاني يقول (( مالك يوم الدين )) فيقول الله له مجدني عبدي والثالث يقول (( اهدنا الصراط المستقيم )) في آن واحد والله يقول هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ، فالله عز وجل لا يمكن أن يكون مثل المخلوق بل هو لا يدرك لا في الذهن ولا في العقل ولا في الحس يعني لا يحاط به ، وأما الإيمان بوجوده فهذا معروف أنه أمر فطري عقلي شرعي ، إذا تبين هذا فإن لفظ المعية المضاف إلى الله تعالى مستعمل في حقيقته لا في مجازه ..