شرح قول المصنف: " غير أن معية الله لخلقه معية تليق به، فليست كمعية المخلوق للمخلوق بل هي أعلى وأكمل، ولا يلحقها من اللوازم والخصائص ما يلحق معية المخلوق للمخلوق "
1 - شرح قول المصنف: " غير أن معية الله لخلقه معية تليق به، فليست كمعية المخلوق للمخلوق بل هي أعلى وأكمل، ولا يلحقها من اللوازم والخصائص ما يلحق معية المخلوق للمخلوق " أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " هذا وقد فسر بعض السلف معية الله لخلقه: بعلمه بهم، وهذا تفسير للمعية ببعض لوازمها، وغرضهم به الرد على حلولية الجهمية الذين قالوا: إن الله بذاته في كل مكان واستدلوا بنصوص المعية، فبين هؤلاء السلف أنه لا يراد من المعية كون الله معنا بذاته، فإن هذا محال عقلاً، وشرعاً، لأنه ينافي ما وجب من علوه ويقتضي أن تحيط به مخلوقاته وهو محال.
" وغرضهم بذلك الرد على حلولية الجهمية الذين قالوا إن الله بذاته في كل مكان ، واستدلوا بنصوص المعية فبين هؤلاء السلف أنه لا يراد من المعية كون الله معنا بذاته فإن هذا محال عقلا وشرعا ، لأنه ينافي ما وجب من علوه ويقتضي أن تحيط به مخلوقاته وهو أمر محال " ، ولا شك أن هذا معنى باطل وأن الذي يعتقده في ربه كافر ، لأنه إذا اعتقد أن الله في كل مكان لزم من ذلك إما تعدد ذات الله وإما تجزؤها والا لا ؟ نقول إذا زعمتم أن الله بذاته في كل مكان لزم من ذلك أيش ؟ إما أن الله متعدد وإما أن الله متجزئ ، جزء منه هنا وجزء منه هناك ، وهذا محال ، هذا مع مخالفة هذا القول لما توافرت عليه الأدلة النقلية والعقلية والفطرية من أن الله تعالى فوق عرشه عال على جميع خلقه ، ثم قال المؤلف أقسام ، نعم.
2 - شرح قول المصنف: " هذا وقد فسر بعض السلف معية الله لخلقه: بعلمه بهم، وهذا تفسير للمعية ببعض لوازمها، وغرضهم به الرد على حلولية الجهمية الذين قالوا: إن الله بذاته في كل مكان واستدلوا بنصوص المعية، فبين هؤلاء السلف أنه لا يراد من المعية كون الله معنا بذاته، فإن هذا محال عقلاً، وشرعاً، لأنه ينافي ما وجب من علوه ويقتضي أن تحيط به مخلوقاته وهو محال. أستمع حفظ
سؤال: ماهو الفرق بين قولنا يقتضي كذا ويلزم كذا ؟
الشيخ : أي نعم اللازم هو ما يقتضيه ، اللازم معناه هو الذي لا بد أن يكون لا بد أن يكون والذي يقتضيه معناه أنه قد يكون شيء آخر يعني قد يقتضيه وقد لا يقتضيه ، فمعناه إذا قلنا هذا يقتضي كذا وحتما صار لازما وإذا كان يقتضي ذلك ولم نرد بذلك اللازم فإن ما لم يكن لازما فإنه يجوز أن يراد به ولكن لا يتعين.
شرح قول المصنف: " أقسام معية الله لخلقه: تنقسم معية الله لخلقه إلى قسمين: عامة، وخاصة: فالعامة هي التي تقتضي الإحاطة بجميع الخلق من مؤمن، وكافر، وبر، وفاجر في العلم، والقدرة، والتدبير والسلطان وغير ذلك من معاني الربوبية "
4 - شرح قول المصنف: " أقسام معية الله لخلقه: تنقسم معية الله لخلقه إلى قسمين: عامة، وخاصة: فالعامة هي التي تقتضي الإحاطة بجميع الخلق من مؤمن، وكافر، وبر، وفاجر في العلم، والقدرة، والتدبير والسلطان وغير ذلك من معاني الربوبية " أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " وهذه المعية توجب لمن آمن بها كمال المراقبة لله عز وجل، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت ".
السائل : لذلك أو ...
الشيخ : أيهم ؟
السائل : ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ : أي ولذلك نعم.
5 - شرح قول المصنف: " وهذه المعية توجب لمن آمن بها كمال المراقبة لله عز وجل، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت ". أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " ومن أمثلة هذا القسم قوله تعالى: ( وهو معكم أين ما كنتم ) " ( هل يقال استوى الله على عرشه بذاته)
الطالب : (( ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات ))
الشيخ : (( ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض )) لا لا هذه اللي في المجادلة (( هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير )) هو الذي خلق السماوات والأرض هو الذي خلق هو نفسه والا غيره ؟ هو نفسه ولهذا قال ابن القيم رحمه الله : " كل ضمير يعود إلى الله فالمراد به هو نفسه " ، ولا حاجة إلى أن نقول بذاته لكن احتاج السلف أن يقولوا بذاته في بعض المسائل من أجل الرد على أهل التعطيل (( هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش )) استوى الضمير يعود على من ؟ الله استوى الله ، بعض العلماء قالوا استوى على العرش بذاته كلمة بذاته من باب التأكيد فقط وقصدهم بذلك الرد على من ؟ على من فسر الاستواء بالاستيلاء ، وإلا معلوم أن الله إذا أضاف الفعل إلى نفسه فالمراد هو نفسه ، يعلم من ؟ الله (( يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم )) من هو ؟ الله (( وهو معكم أينما كنتم )) ولكن هذه النقطة الأخيرة يجب أن تعلم بأن الناس اختلفوا فيها : فمنهم من فسرها بأنه معنا بذاته في أمكنتنا ، وهؤلاء من ؟ الجهمية ، الحلولية من الجهمية وإلا الجهمية بعضهم ينكر وجود الله بالكلية في الحقيقة لأنه يقول " إن الله ليس داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته ولا متصل ولا منفصل " فيصفون الله تعالى بما يقتضي أن يكون معدوما ، بل ممتنع ومن العلماء من فسرها بالمعية، بالعلم فقال (( وهو معكم )) أي علمه معكم وهذا ورد عن كثير من السلف لأجل الرد على من ؟ على ما شاع عند الناس في ذلك الوقت من أقوال هؤلاء الجهمية الذين فسروا كلام الله عز وجل بما لا يراد به بل بما هو ممتنع ، ومنهم من قال " إنها على حقيقتها لكنها معية تليق بالله عز وجل " ويمتنع غاية الامتناع أن يكون المراد بها أنها معنا في الأرض هذا شيء مستحيل ، وقال إنه يمكن أن يكون الشيء معك حقيقة وهو فوقك وضربوا لذلك مثلا بما تقوله العرب : ما زلنا نسير والقمر معنا ما زلنا نسير والجدي معنا ، الجدي أحد النجوم المشهورة المعروفة ، فإنهم يقولون ذلك ويرون أن هذه المعية حقيقة وإن كان هذا الشيء ليس في الأرض ، فإذا كان هذا ممكنا في المخلوق فما بالك في الخالق ، وهذا لا شك أنه هو المعنى الموافق لظاهر الآية ما دمنا أثبتنا معية حقيقية تليق بالله عز وجل ولاتشبهها، ولا يلحقها شيء من اللوازم الباطلة ، وقوله (( والله بما تعملون بصير )) ختام الآية بما يقتضي العلم أيضا.
6 - شرح قول المصنف: " ومن أمثلة هذا القسم قوله تعالى: ( وهو معكم أين ما كنتم ) " ( هل يقال استوى الله على عرشه بذاته) أستمع حفظ
سؤال: كيف نرد على من يقول إن الله تعالى معنا بذاته ؟
الشيخ : نعم
السائل : اللي يقول ان الله معكم بذاته؟
الشيخ : نعم
السائل : بماذا نرد عليهم؟
الشيخ : نرد عليهم بالنصوص الكثيرة الدالة على أن الله فوق عرشه ، ونرد عليهم أيضا بدلالة العقل بدلالة العقل نقول ما قال إنسان يا الله يا الله إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو ما يمكن يروح يمين ولا يسار ، ونرد عليهم أيضا بإجماع السلف فإن السلف مجمعون على أن الله تعالى مستو على عرشه فوق جميع خلقه ، والحقيقة أن هذا القول لا يمكن أن يستقيم عليه عاقل أبدا ، لأنه كيف نقول إن الله معنا بذاته في أمكنتنا ما معنى هذا ؟ معناه أن الأمكنة هذه تحيط بالله والا معناه أن هذه الأمكنة في جوف الله نسأل الله العافية والا ويش معنى هذا ؟ فكلامهم غير معقول ، لكنهم كما قال الله تعالى (( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه )) والله عز وجل حكيم جعل في نصوص الكتاب والسنة أشياء فيها نوع من الاشتباه امتحانا وابتلاء للخلق حتى يُعلم من يريد الحق ممن يريد الشبهة والتشكيك ، وهذا من الابتلاء لأنه لو لم يكن هناك آيات متشابهات وكان الأمر كله واضحا ما عُرف الصادق في طلبه والمؤمن من غير الصادق والمؤمن . يقول نعم ..
سؤال: هل ورد عن الصحابة رضي الله عنهم تفسيرهم للمعية بالعلم ؟
الشيخ : نعم
السائل : هل المراد ...؟
الشيخ : ورد في تفسير ابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه قال : ( هو معهم بعلمه ) إما بهذا اللفظ أو قريب منه ، مع أن الشوكاني رحمه الله يقول : إنه لم يرد عن الصحابة تفسير المعية بالعلم أبدا ونفى ذلك ، لكن الظاهر أن نفيه ليس بصحيح أنه ما اطلع على هذا ، إنما بقية الصحابة غير ابن عباس وابن مسعود ما رأيت أحدا منهم قال بهذا ، لأن المعنى عندهم واضح ، يقرأون القرآن على ظاهره وينزهون الله عما لا يليق به ، ثم إن تفسيرهم للمعية بالعلم ليس معناه أنه مقصور على العلم ، ولهذا حتى علماء المسلمين من الخلف يقولون بعلمه وسمعه وبصره وإحاطته ما هو فقط العلم.
شرح قول المصنف: ".. ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ) " ( إعراب ثلاثة وتعريف النجوى )
الطالب : ...
الشيخ : آه نعم إلا و رابعهم ، يكون الله تعالى رابعهم ومعنى رابعهم ليس معناه أنه في مكانهم رابعا لهم بل هو سبحانه وتعالى في مكانه فوق سماواته على عرشه لكنه لكمال إحاطته كأنه معهم لا يخفى عليه شيء من أمرهم ، (( ولا خمسة إلا هو سادسهم ))، ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم ، أدنى من ذلك ما هو ؟ أدنى من الثلاثة وأدنى من الخمسة أو لا ؟
الطالب : من الثلاثة
الشيخ : أدنى من الثلاثة طيب وأدنى من الخمسة ؟ وأدنى من الخمسة ، أي أربعة ، أربعة ويكون الله خامسهم نعم ، ولا أدنى من ذلك ولا أكثر ، أكثر من أين ؟ من الخمسة من الخمسة، لأن اللي ذكره الله عز وجل منتهاه خمسة (( ولا خمسة إلا هو سادسهم )) ، يعني ولا أكثر من الخمسة إلا هو معهم أينما كانوا في أي مكان وفي أي عدد فإن الله عز وجل محيط بهم غاية الإحاطة ، وكما هو موجود في فطركم أيضا لا يمكن أن نتصور بأن الله عز وجل في الأرض ، لأن هذا مما لا يليق بالله سبحانه وتعالى ، وإنما المعنى أنه مع خلقه وهو عالٍ عليهم لكمال صفاته سبحانه وتعالى وإحاطته.
9 - شرح قول المصنف: ".. ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ) " ( إعراب ثلاثة وتعريف النجوى ) أستمع حفظ
شرح قول المصنف: "...وأما الخاصة فهي التي تقتضي النصر والتأييد لمن أضيفت له وهي مختصة بمن يستحق ذلك من الرسل وأتباعهم. وهذه المعية توجب لمن آمن بها كمال الثبات والقوة. ومن أمثلتها قوله تعالى: ( وأن الله مع المؤمنين ) ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) ( إنني معكما أسمع وأرى ) . وقوله عن نبيه صلى الله عليه وسلم: ( لا تحزن إن الله معنا ). ( هل صح وضع العنكبوت والحمام على الغار الذي كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر )
الطالب : ...
الشيخ : معينين بصفاتهم والا بأشخاصهم ؟
الطالب : بصفاتهم
الشيخ : بصفاتهم نعم ، ثانيا (( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون )) كذلك بصفاتهم ،لا (( إنني معكما أسمع وأرى )) بأشخاصهم ، وهذا قالها الله عز وجل لموسى حين قال (( ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى )) يعني فرعون قال (( لا تخافا إنني معكما أسمع )) ما يقول وما تقولون له (( وأرى )) ما يفعله بكما فلا تخافا ، وكذلك قوله عن نبيه صلى الله عليه وسلم (( لا تحزن إن الله معنا )) هذه أي نعم لكن معينة بالصفات والا بالشخص ؟
الطالب : بالشخص
الشيخ : بالشخص ، وهذه قالها النبي عليه الصلاة والسلام لأبي بكر ( وكانا في الغار في غار ثور قد اختفيا عن طلب قريش ، وبقيا في الغار ثلاثة أيام ، فلما وقفوا على الغار قال أبو بكر للنبي عليه الصلاة والسلام يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى قدميه لأبصرنا ) يعني فأنا أخاف ( قال لا تحزن إن الله معنا ) لا تحزن إن الله معنا ، لما قال هذا فإن أبا بكر سوف يطمئن ويثبت ويعرف أنهم لن يدركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صاحبه ، وهذا هو الواقع ، وأما ما اشتهر عند بعض الناس من أن العنكبوت وضعت نسيجا من العش على الغار فهذا لا صحة له ، وكذلك ما ذكروا من أن حمامة وقعت أيضا على الغار على باب الغار على شان إذا شافوا الحمامة قالوا لو فيه رجال ما وقعت الحمامة عليه فهذا أيضا لا أصل له ، ولهذا يتساءل الناس كثيرا عن قتل العنكبوت هل يجوز والا ما يجوز ؟ إذا قلت لهم يجوز قالوا كيف يجوز ؟! ما تخاف الله هذه حمت الرسول صلى الله عليه وسلم وضعت عليه العش وجزاءها أننا نقتلها ، وهل هذا إلا كما قال الشاعر :
" جزى بنوه أبا الغيلان عن كبر *** وحسن فعلٍ كما يجزى سنمّارُ "
نعم ولكن نقول هذا ليس بصحيح ولهذا قتل العناكب لا بأس به بل ورد في حديث ( أن الرسول أمر بقتلها ) لكنه ضعيف ، لا بأس به إذا آذت لأن هي في بعض الأحيان تؤذي لا سيما في المكاتب ، تجي في مكتبة تعشش على الكتب نعم إلا إن كان نقول إنها إذا عششت على الكتب نعطيها هدية لأن هذه تقول لا تغفلوا عنها ، هاه ؟
الطالب : ...
الشيخ : ههه تحميها أو تقول لا بد أنك تلاحظها بالمطالعة.
10 - شرح قول المصنف: "...وأما الخاصة فهي التي تقتضي النصر والتأييد لمن أضيفت له وهي مختصة بمن يستحق ذلك من الرسل وأتباعهم. وهذه المعية توجب لمن آمن بها كمال الثبات والقوة. ومن أمثلتها قوله تعالى: ( وأن الله مع المؤمنين ) ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) ( إنني معكما أسمع وأرى ) . وقوله عن نبيه صلى الله عليه وسلم: ( لا تحزن إن الله معنا ). ( هل صح وضع العنكبوت والحمام على الغار الذي كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ) أستمع حفظ
شرح قول المصنف: "...الباب الثاني عشر في الجمع بين نصوص علو الله بذاته ومعيته "
شرح قول المصنف: " قبل أن نذكر الجمع بينهما نحب أن نقدم قاعدة نافعة أشار إليها المؤلف رحمه الله في كتاب ( العقل والنقل ) " هل في قول العلماء نذكر ونقدم يعتبر تعظيم لنفوسهم، والكلام على كتاب العقل والنقل
يقول " نشير إلى قاعدة ذكرها شيخ الإسلام رحمه الله المؤلف في كتابه العقل والنقل " ، العقل والنقل هذا عبارة اختصار لاسم الكتاب وإلا فاسمه " درء تعارض العقل والنقل " " درء تعارض العقل والنقل " ، أو اسم آخر له " بيان موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول " ، والكتاب هذا أثنى عليه ابن القيم رحمه الله ثناء عظيما حتى قال " إنه ما في الوجود له نظير ثاني "
" وله كتاب العقل والنقل الذي *** ما في الوجود له نظير ثاني "
ومراده ما في الوجود له نظير ثاني في محاجة أولئك المتكلمين والفلاسفة ونحوهم ، وإلا فلا شك أن في الوجود ما هو أفضل منه بكثير لكنه يعني في هذا الباب نعم
السائل : في الفتاوى يا شيخ، في الفتاوى وإلا مستقل؟
الشيخ : لا مستقل كتاب كبير الآن أظنه بلغ والله ما أدري أظن إحدى عشر مجلد ، هاه ؟ إحدى عشر مجلد كبير.
12 - شرح قول المصنف: " قبل أن نذكر الجمع بينهما نحب أن نقدم قاعدة نافعة أشار إليها المؤلف رحمه الله في كتاب ( العقل والنقل ) " هل في قول العلماء نذكر ونقدم يعتبر تعظيم لنفوسهم، والكلام على كتاب العقل والنقل أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " وخلاصتها: أنه إذا قيل بالتعارض بين دليلين فإما أن يكونا قطعيين، أو ظنيين، أو أحدهما قطعياً والآخر ظنياً فهذه ثلاثة أقسام: "
وأما الظني فهو الذي يترجح عند الإنسان وليس بالأمر المقطوع به إذ من المحتمل أن يكون الأمر خلافه خلافَه ، كما لو تدلت الشمس للغروب وكان فيه قطع من السحاب فغلب على الظن أنها غربت قد تكون لم تغرب لكن الذي يغلب على ظنك أنها قد غربت نقول هذا ظن ، فالأدلة إما أن يكونا قطعيين أو ظنيين أو أحدهما قطعيا والثاني ظنيا ، فالأول " فهذه ثلاثة أقسام. "
13 - شرح قول المصنف: " وخلاصتها: أنه إذا قيل بالتعارض بين دليلين فإما أن يكونا قطعيين، أو ظنيين، أو أحدهما قطعياً والآخر ظنياً فهذه ثلاثة أقسام: " أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " الأول: القطعيان: وهما ما يقطع العقل بثبوت مدلولهما، فالتعارض بينهما محال، لأن القول بجواز تعارضهما يستلزم إما وجوب ارتفاع أحدهما وهو محال، لأن القطعي واجب الثبوت، وإما ثبوت كل منهما مع التعارض وهو محال أيضاً، لأنه جمع بين النقيضين. فإن ظن التعارض بينهما فإما أن لا يكونا قطعيين، وإما أن لا يكون بينهما تعارض بحيث يحمل أحدهما على وجه، والثاني على وجه آخر، ولا يرد على ذلك ما يثبت نسخه من نصوص الكتاب والسنة القطعية، لأن الدليل المنسوخ غير قائم فلا معارض للناسخ "
طيب يقول : " ولا يرد على ذلك ما يثبت نصه - أو ما ثبت عندكم ؟- ما يثبت نصه من نصوص الكتاب والسنة القطعية لأن الدليل المنسوخ غير قائم فلا معارض للناسخ " ، في مثلا نصوص قطعية موجودة ومتعارضة لكن أحدها منسوخه ، مثل قوله تعالى (( إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين وإن يكن منكم مئة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون )) هذا نص قطعي والا لا ؟ قطعي محدد بعدد ، جاءت الآية التي بعدها (( فإن يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين )) قطعي هذا في دلالته والا لا ؟ قطعي في دلالته ، مناقض للأول والا غير مناقض ؟ مناقض ، إذن كيف نعمل ؟ نقول لأن الثاني ناسخ ، لأن الله قال (( الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين )) فتبين الآن أن الثاني ناسخ للأول ، حينئذٍ يكون الثاني قائما وليس له معارض ليس له معارض ، لأن النص المنسوخ قد نسخ حكمه وألغي ، فحينئذٍ لا يكون للناسخ معارض معارض فلا يقع التعارض ، فالقاعدة إذن سليمة كل قطعيين فإنه لا يمكن التعارض بينهما ، أو لا ؟ لماذا ؟ لأن القول بجواز التعارض يستلزم إما ارتفاع أحدهما وإما اجتماعهما وكلاهما محال ، أما ارتفاع أحدهما فمحال لأنه قطعي وأما اجتماعهما فمحال لأنه جمع بين النقيضين ، ولا يرد على هذا النسخ لما علمت ، لكن لو فرض أن الإنسان أبى إلا أن يكون بينهما تعارض وهما قطعيان ولم يتوصل إلى جمع فإننا نقول هذا إصرار خاطئ والواجب عليك إذا لم تعلم الجمع وأنك ما زلت مصرا على التعارض أن تقول آمنت بالله ورسوله وأن لا تعتقد هذا التعارض.
14 - شرح قول المصنف: " الأول: القطعيان: وهما ما يقطع العقل بثبوت مدلولهما، فالتعارض بينهما محال، لأن القول بجواز تعارضهما يستلزم إما وجوب ارتفاع أحدهما وهو محال، لأن القطعي واجب الثبوت، وإما ثبوت كل منهما مع التعارض وهو محال أيضاً، لأنه جمع بين النقيضين. فإن ظن التعارض بينهما فإما أن لا يكونا قطعيين، وإما أن لا يكون بينهما تعارض بحيث يحمل أحدهما على وجه، والثاني على وجه آخر، ولا يرد على ذلك ما يثبت نسخه من نصوص الكتاب والسنة القطعية، لأن الدليل المنسوخ غير قائم فلا معارض للناسخ " أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " الثاني: أن يكونا ظنيين إما من حيث الدلالة، وإما من حيث الثبوت فيطلب الترجيح بينهما ثم يقدم الراجح. "
15 - شرح قول المصنف: " الثاني: أن يكونا ظنيين إما من حيث الدلالة، وإما من حيث الثبوت فيطلب الترجيح بينهما ثم يقدم الراجح. " أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " الثالث: أن يكون أحدهما قطعياً، والآخر ظنياً، فيقدم القطعي باتفاق العقلاء، لأن اليقين لا يدفع بالظن. إذا تبين هذا فنقول: لا ريب أن النصوص قد جاءت بإثبات علو الله بذاته فوق خلقه "
الطالب : ...
الشيخ : لأن الله إذا أضاف الشيء إلى نفسه فالمراد إليه ذاته ، (( هو الذي خلق السماوات والأرض )) من هو ؟ هو ذاته هو ذاته ، ما حاجة يقول هو الذي خلق بذاته السماوات والأرض نعم، (( أنزل من السماء ماء )) من الذي أنزل ؟ الله ذاته ما حاجة يقول أنزل بذاته ، (( وهو العلي )) (( هو العلي العظيم )) من ؟ الله ذاته ، أي ما حاجة يقول وهو العلي بذاته لأن هذا شيء يعرفه أي واحد يعرف اللغة العربية يعرف أن المراد إلى الشيء يراد به ذات الشيء ، فإذا لم يرد به ذات الشيء فلا بد أن تدل قرينة ، واضح يا جماعة ؟ طيب (( هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام )) من ؟ الله ، خلق الله ، استوى على العرش الله ذاته ، ولهذا لما أنكر بعض الناس على بعض العلماء قولهم استوى على العرش بذاته وقال هذا لا يجوز أن تقول استوى على العرش بذاته لأن هذا زيادة في النص ، قال له أنا ما زدت وغاية ما هنالك أنني بينت وأوضحت لأدفع قول من يقول استوى على العرش أي استولى عليه فلا يكون استوى عليه بذاته ولكن استوى عليه بقدرته نعم ، فأنا أريد أن ابين ان أرد هذا القول الباطل ، ولهذا قال " وانه معه " نعم " انه بذاته فوق خلقه وأنه معهم " ، وأيضا نحتاج في مسألة العلو أن نقول بذاته لأن من الناس من يقول إنه عالٍ بصفاته عالٍ بصفاته لا بذاته ، ونحن نقول إنه عالٍ بذاته وبصفاته ، نعم.
16 - شرح قول المصنف: " الثالث: أن يكون أحدهما قطعياً، والآخر ظنياً، فيقدم القطعي باتفاق العقلاء، لأن اليقين لا يدفع بالظن. إذا تبين هذا فنقول: لا ريب أن النصوص قد جاءت بإثبات علو الله بذاته فوق خلقه " أستمع حفظ
سؤال: ألا يكفي أن نقول إن الله تعالى عال بصفاته من غير زيادة لفظة "بذاته" ؟
الشيخ : نعم
السائل : يعني التقييد بالذات ليس له حاجة ؟
الشيخ : لا ، هو ما له حاجة أصلا ، أصلا ما له حاجة لكنه إذا بلينا بمن يحرف ويخرجها عن حقيقتها لا بد أن نبين الحقيقة ، والعلي بصفاته لا يستلزم لا يستلزم أن يكون عاليا بذاته ، فقد يكون الملك هنا والجنود في السقف فهو بذاته ليس بعال لكن بصفاته فوق الذين فوقه في السطح.
شرح قول المصنف: " وأنه معهم، وكل منهما قطعي الثبوت والدلالة وقد جمع الله بينهما في قوله تعالى: ( هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير ). ففي هذه الآية أثبت الله تعالى: استواءه على العرش الذي هو أعلى المخلوقات وأثبت أنه معنا وليس بينهما تعارض فإن الجمع بينهما ممكن وبيان إمكانه من وجوه:
ولكن كيف نفهم هذه المعية ؟ فهمها أهل الحلول والعياذ بالله على أنه معنا مختلطا بنا ، وقالوا عنه إذا كنا بلغ 42و52 في المسجد فهو في المسجد إذا كنا في السوق في السوق في البيت في البيت في الأماكن الطاهرة في أماكن طاهرة في أماكن قذرة في أماكن قذرة ، فجعلوا الله عز وجل والعياذ بالله جعلوه عضين متفرقا ، ولا ريب أن هذا القول باطل تنكره العقول لأول وهلة وهو يستلزم إما أن يكون الله متعددا أو متجزءا وكلاهما باطل ، ولا أحد عاقل لم تجتله الشياطين يمكن أن يقبل ذلك ، والغريب أن هؤلاء الذين يقولون بذلك لو أن أحدهم سأل ربه لقال يا رب كذا ، يا رب والا لا ؟ والا يارب ..
18 - شرح قول المصنف: " وأنه معهم، وكل منهما قطعي الثبوت والدلالة وقد جمع الله بينهما في قوله تعالى: ( هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير ). ففي هذه الآية أثبت الله تعالى: استواءه على العرش الذي هو أعلى المخلوقات وأثبت أنه معنا وليس بينهما تعارض فإن الجمع بينهما ممكن وبيان إمكانه من وجوه: أستمع حفظ