تتمة الشرح من قول المصنف: " الباب الثالث عشر في نزول الله إلى السماء الدنيا ".في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقي ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرنى فأغفر له".
وقد روى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو ثمان وعشرين نفساً من الصحابة رضي الله عنهم، واتفق أهل السنة على تلقي ذلك بالقبول ونزوله تعالى: إلى السماء الدنيا من صفاته الفعلية التي تتعلق بمشيئته وحكمته وهو نزول حقيقي يليق بجلاله وعظمته.
ولا يصح تحريف معناه إلى نزول أمره، أو رحمته، أو ملك من ملائكته، فإن هذا باطل لوجوه: الأول: أنه خلاف ظاهر الحديث، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أضاف النزول إلى الله، والأصل أن الشيء إنما يضاف إلى من وقع منه أو قام به فإذا صرف إلى غيره كان ذلك تحريفاً يخالف الأصل. .
الشيخ : ... يضاف إلى من وقع منه أو قام به أو لا ؟ هذا هو الأصل فإذا قلت قام فلان فالأصل أن القائم فلان الذي وقع منه القيام ، وإذا قلت مات فلان فالأصل أنه هو الذي مات ولهذا شوف قلنا يضاف إلى من وقع منه مثل قام أو قام به مثل مات ، فإنه لا يقال وقع منه الموت ولكن يقال قام به واتصف بالموت ، هذا هو الأصل في اللغة العربية فإذا اذا صرف إلى غيره كان ذلك تحريفا يخالف الأصل.
شرح قول المصنف: " الثاني: أن تفسيره بذلك يقتضي أن يكون في الكلام شيء محذوف والأصل عدم الحذف "
الشيخ :" الثاني أن تفسيره بذلك يقتضي أن يكون في الكلام شيء محذوف والأصل عدم الحذف " ، ينزل ربنا قلت ينزل أمر ربنا إذن معناه أن في الكلام شيئا محذوفا والأصل عدم الحذف.
شرح قول المصنف: " الثالث: أن نزول أمره أو رحمته لا يختص بهذا الجزء من الليل، بل أمره ورحمته ينزلان كل وقت. فإن قيل: المراد نزول أمر خاص، ورحمة خاصة وهذا لا يلزم أن يكون كل وقت.
فالجواب: أنه لو فرض صحة هذا التقدير والتأويل، فإن الحديث يدل على أن منتهى نزول هذا الشيء هو السماء الدنيا وأي فائدة لنا في نزول رحمة إلى السماء الدنيا حتى يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عنها ؟ "
الشيخ :" الثالث أن نزول أمره ورحمته أو رحمته لا يختص بهذا الجزء من الليل بل أمره ورحمته ينزلان كل وقت " أليس هكذا ؟ بلى ، فإن نزول الأمر ونزول الرحمة لا يختص بهذا الجزء من الليل بل هو ينزل كل لحظة ، كل لحظة وأوامر الله عز وجل نازلة وكل لحظة ورحمته سبحانه وتعالى نازلة ، " فإن قيل المراد نزول أمر خاص ورحمة خاصة وهذا لا يلزم أن يكون كل وقت " نعم لو قال قائل المراد بنزول أمره أي أمر خاص غير الأمر العام الذي ينزل كل وقت أو المراد بالرحمة رحمة خاصة في هذا الجزء من الزمن لا الرحمة العامة التي تنزل كل وقت ، " فالجواب أنه لو فرض صحة هذا التقرير والتأويل فإن الحديث يدل على أن منتهى هذا، منتهى نزول هذا الشيء السماء السماء الدنيا " ، نعم هو السماء الدنيا ، أو لا ؟ يعني لو قلنا إنها رحمة خاصة تنزل رحمته إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر وقلنا إنها رحمة خاصة أو أنه أمر خاص ، فهنا نقول " أي فائدة أي فائدة لنا في نزول رحمة إلى السماء الدنيا حتى يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عنها ؟ " ، ويش الفائدة إذا كان لا تصل إلى الأرض وننتفع منها فأي فائدة لنا حتى يخبرنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبطل بذلك أن يكون المراد بالنزول نزول الأمر أو الرحمة.
شرح قول المصنف: " الرابع: أن الحديث دل على أن الذي ينزل يقول:" من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له". ولا يمكن أن يقول ذلك أحد سوى الله تعالى "
الشيخ :" الوجه الرابع أن الحديث دل على أن الذي ينزل يقول : ( من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ) ولا يمكن أن يقول ذلك أحد ولا يمكن أن يقول ذلك أحد سوى الله " ، هل يمكن أن الأمر يقول من يدعوني فأستجيب له أو الرحمة تقول من يدعوني فأستجيب له أو الملك يقول من يدعوني فأستجيب له ؟ وبهذا تبين بطلان هذا التحريف ، وأن الصواب انه، أن الذي ينزل هو الله تبارك وتعالى حقيقة.
بيان مسائل الباب: المسألة الأولى: هل يخلو العرش من الله إذا نزل إلى السماء الدنيا ؟
الشيخ : ولكن ها هنا مسائل : " المسألة الأولى هل يخلو العرش من الله عز وجل عند نزوله إلى السماء الدنيا أو لا يخلو ؟ " من العلماء من قال " إنه لا ينبغي لنا أن نتكلم بهذا ، وأنه كما قال الإمام مالك في السؤال عن كيفية الاستواء قال : السؤال عنه بدعة "، فالسؤال هل يخلو منه العرش أو لا يخلو هذا من البدع لأن الصحابة رضي الله عنهم نعم ما سألوا النبي عليه الصلاة والسلام عن ذلك مع أننا نعلم أنه إما أن يكون ورود هذا على القلب حقا أو باطلا فإن كان باطلا فلا ينبغي إيراده وإن كان حقا فإننا نعلم أنه لو كان مما ينبغي أن يتكلم فيه الإنسان لكان الصحابة رضي الله عنهم أولى الناس بأن يتكلموا به ، ولهذا نقول إن الأولى الكف عن هذا السؤال لا تقل يخلو أو ما يخلو قل كما سمعت ينزل ربنا إلى السماء الدنيا وما عليك أن يخلو عرشه منه أو لا يخلو . وقال بعض أهل العلم " إن العرش يخلو منه " وهذا خطأ لأن القول بأن العرش يخلو منه قول بلا علم فإن الأصل أنه مستوٍ على عرشه فلا يمكن أن ننفي عنه هذه الصفة إلا بدليل وليس هناك دليل ، ثم إنك إذا قلت يخلو منه العرش فإنه يوهم أن تكون الأمكنة تحصر الله عز وجل ، فيكون على العرش ثم ينزل إلى السماء فيكون على السماء وهذا شيء مستحيل . ، القول الثالث في المسألة أنه ينزل ولا يخلو منه العرش ، لأن النصوص أثبتت نزوله وأثبتت أنه مستوٍ على العرش فنثبت أنه مستوٍ على العرش وأنه ينزل نعم ولا تناقض في ذلك لأن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء ، وإلى هذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقال " إننا نقول ينزل ولا يخلو منه العرش " ، ولكن عندي أن الأولى هو الكف عن إيراد هذا السؤال مطلقا ونقول الصحابة ما سألوا النبي عليه الصلاة والسلام ولو كان هذا من الأمور التي يجب علينا أن نعتقدها أن نعتقدها إثباتا أو نفيا لبينها الله ورسوله ، نعم.
السائل : ... ؟ الشيخ : نعم .. من الصفات الفعلية لكن من، لكن من الذي يقول إنه سبحانه وتعالى لما نزل إلى السماء الدنيا ترك الاستواء على العرش ؟ السائل : ما ورد فيه ... الشيخ : هاه ؟ السائل : ما ورد فيه ... الشيخ : أي ما نجزم به ، هذا هو ، ولهذا قلت إن أقرب الأقوال الثلاثة هو الإمساك عن هذا الشيء ، إيراد السؤال والجواب عنه ، نعم.
سؤال: إذا كان نزول الله إلى السماء الدنيا نزول حقيقي فهل السماوات والملائكة يكونون فوقه أو تحته ؟
السائل : ... سؤال يا شيخ ... إذا كان النزول حقيقي اذا كان الله ينزل بذاته الشيخ : نعم السائل : ... فهل السماوات والملائكة يكونوا فوقه والا تحت ... ؟ الشيخ : هذا أيضا من الأشياء التي يجب أن نعلم أن الله فوق كل شيء حتى لو نزل إلى السماء الدنيا فإن الله تعالى فوق كل شيء ولا يمكن أن يقاس بخلقه ، نقول ينزل وكل ، وهو فوق كل شيء ، ولذلك بعض العلماء لما خاف من هذه الشبهة قال " إن الله تعالى يرفع السماء الدنيا " يخليها فوق السماء السابعة ، من أجل أن لا يكون فوقه شيء من السماوات ، ولكن هذا خطأ إذا رفع السماء الدنيا ويش صارت ؟ صارت عليا ما هي دنيا ، فالصواب أن نعرض عن هذا كله بقلوبنا وألسنتنا وأن يسعنا ما وسع الصحابة رضي الله عنهم ، ونؤمن بأنه تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كما أخبر عنه رسوله عليه الصلاة والسلام ولا نتجاوز ذلك ، والحمد لله ما كلفنا بهذا ، لأنه لو كان هذا مما نكلف به لكان الله تعالى يبينه بيانا شافيا ، لأنه يتعلق بالعقيدة ولا بد أن تكون العقيدة واضحة مبنية على أمر واضح
شرح قول المصنف: "....فصل في الجمع بين نصوص علو الله تعالى: بذاته، ونزوله إلى السماء الدنيا علو الله تعالى: من صفاته الذاتية التي لا يمكن أن ينفك عنها، وهو لا ينافي ما جاءت به النصوص من نزوله إلى السماء الدنيا والجمع بينهما من وجهين: الأول: أن النصوص جمعت بينهما، والنصوص لا تأتي بالمحال كما تقدم. الثاني: أن الله ليس كمثله شيء في جميع صفاته، فليس نزوله كنزول المخلوقين حتى يقال: إنه ينافي علوه ويناقضه والله أعلم " ( معنى الصفة الذاتية )
الشيخ : قال : " فصل في الجمع بين نصوص علو الله تعالى بذاته ونزوله إلى السماء الدنيا ، أولا : علو الله بذاته من صفاته الذاتية التي لا يمكن أن ينفك عنها وهو لا ينافي ما جاءت به النصوص من نزوله إلى السماء الدنيا " ، فالعلو صفة ذاتية ، ويش معنى ذاتية ؟ أي أن الله لم يزل ولا يزال متصفا بها ، وهو أمر سمعي عقلي فطري كما سبق ، فإذا ورد ما ظاهره ينافي ذلك فإننا نجمع بينهما فنقول في مسألة النزول : " الأول أن النصوص جمعت بينهما والنصوص لا تأتي بالمحال كما تقدم ، الثاني أن الله ليس كمثله شيء في جميع صفاته فليس نزوله كنزول المخلوقين حتى يقال إنه ينافي علوه ويناقضه " ، وبهذا نسلم من كل هذه الإيرادات ، إذا قلنا إن الله ليس كمثله شيء وأن الله أخبرنا بأنه ينزل وأخبرنا بأنه فوق كل شيء فنثبت أنه فوق كل شيء وأنه ينزل ونقول إن هذا أمر أثبته الله لنفسه ولا يثبت الله لنفسه شيئا محالا أبدا ، ونسلم من كل الإيرادات التي يوردها أهل الشبه علينا . مما أورد على حديث النزول أن ثلث الليل الآخر يدور على الكرة الأرضية أليس كذلك ؟ ينتقل باللحظة من هذا المكان إلى هذا المكان ، فهل يستلزم أن الله تعالى يكون نازلا دائما ؟ نقول كما قلنا قبل قليل من كان عندهم ثلث الليل فالنزول الإلهي ثابت في حقهم ومن طلع عندهم الفجر فالنزول الإلهي قد انتهى في حقهم وإن كان موجودا عند آخرين ، لأن الله سبحانه وتعالى ما يقاس بالخلق فقد يكون بالنسبة لهذه المنطقة من الأرض نازلا إلى السماء الدنيا لأنها ثلث الليل الآخر وبالنسبة للمنطقة الأخرى غير نازل لأنها ليست الثلث الآخر من الليل ، وكل الأمر ينبني على التسليم التام لما جاء في النصوص ، فأنت إذا سلمت تسليما تاما وآمنت إيمانا كاملا لم ترد عليك هذه الشبهات والله أعلم ، نعم.
شرح قول المصنف: "....الباب الرابع عشر في إثبات الوجه لله تعالى: مذهب أهل السنة والجماعة أن لله وجهاً حقيقياً يليق به موصوفاً بالجلال والإكرام ".
الشيخ :" الباب الرابع عشر في إثبات الوجه لله تعالى " ، إثبات الوجه لله تعالى هو ما يقول به أهل السنة والجماعة " أن لله وجها حقيقيا يليق به موصوفا بالجلال والإكرام " ، من هم أهل السنة والجماعة ؟ هم الذين اجتمعوا على السنة وأخذوا بها ولم يتفرقوا بها وقد ادّعى بعض المتأخرين أن أهل السنة والجماعة ينطبق على ثلاث طوائف : الأثرية والأشعرية والماتريدية ، وزعموا أن الأشعرية والماتريدية من أهل السنة والجماعة ، ولكن هذا ليس بصحيح لأننا نقول إن الوصف لا ينطبق عليهم ، إذ أنهم أهل السنة وأين السنة من الأشاعرة وأين السنة من الماتريدية ؟! ويقولون أهل الجماعة والآن أنتم معترفون بأن هؤلاء ثلاث فرق والجماعة لا تكون إلا فرقة واحدة ، وعلى هذا فإن هذا الوصف لا يصدق إلا على الأثرية فقط ، ولهذا السفاريني رحمه الله قال في الدرة لما ذكر افتراق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة قال : " وليس هذا النص جزما يعتبر *** في فرقة إلا على أهل الأثر " إلا على أهل الأثر الأثريين لأن الأثريين فرقة واحدة آخذة بالسنة مجتمعة عليها .
السائل : ياشيخ الشيخ : نعم السائل : الماتريدية والآشاعرة ... ؟ الشيخ : الماتريدية يقولون الفرق بينهما أن الماتريدية يزيدون صفة ثامنة وهي الخلق ، نعم ؟ يثبتون الخلق بخلاف الأشاعرة السائل : ... الشيخ : الظاهر ما أدري عنهم ترى كلامه هذا في الصفات لكن قد يختلفون عنهم في أسماء الإيمان والدين والقدر قد يختلفون ، مثل ما أن الجهمية والمعتزلة يتفقون في باب الصفات ويختلفون في باب أسماء الإيمان والدين وفي باب القدر ، نعم.
شرح قول المصنف: "... وقد دل على ثبوته لله الكتاب، والسنة. فمن أدلة الكتاب قوله تعالى: ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) ".
الشيخ : طيب يقول : " وقد دل على ثبوته لله الكتاب والسنة - على ثبوت الوجه لله دل عليه الكتاب والسنة - فمن أدلة الكتاب قوله تعالى (( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )) " يبقى وجه ربك هذا بعد قوله (( كل من عليها فانٍ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )) قال بعض أهل العلم : " ينبغي للإنسان أن يصل بين الآيتين فيقول : (( كل من عليها فانٍ ويبقى وجه ربك )) ، لأجل أن يتبين بذلك الفرق بين الخالق والمخلوق " ، لأنك لو قلت (( كل من عليها فان )) ، وسكتّ لم يكن هناك ارتباط بين الأولى والثانية ، فإذا قلت (( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك )) تبين بذلك كمال ... الخالق وتميزه عن المخلوق . قوله (( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )) ، ذو صفة لرب والا لوجه ؟ لوجه ، ذو الجلال والإكرام ولهذا جاءت بالرفع ، لكن (( تبارك اسم ربك ذي الجلال )) ذي صفة لرب وليست لاسم لأن الذي يوصف بالجلال والإكرام هو الله أو وجه الله ، وقوله (( ويبقى وجه ربك )) ذهب بعض أهل الجهل والسفه أن الله يفنى إلا وجهه ، واستدلوا لذلك بقوله تعالى (( كل شيء هالك إلا وجهه )) ولكن هذا من الخطأ العظيم ، لأن الله تعالى لا يتمدح أو لا يمدح نفسه بأنه يهلك إلا وجهه ليس هناك مدح ، إذا كان الإنسان تأكله الأرض إلا عجب الذنب صار وجه الله مثل أيش ؟ مثل عجب الذنب وهذا لا أحد يقول به والعياذ بالله ، ولكن عبر بالوجه عن الذات عبر بالوجه عن الذات لأن الوجه هو الموصوف بالجلال والإكرام نعم والوجه هو أشرف ما يكون في الإنسان فلهذا عبر الله عن نفسه بالوجه فقال (( ويبقى وجه ربك )) ، وقال (( كل شيء هالك إلا وجهه )) ، وقال بعض العلماء في قوله تعالى (( كل شيء هالك إلا وجهه )) إلا ما أريد به وجهه واستدل لذلك بقوله تعالى (( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا )) قال فكل شيء لا يراد به وجه الله فإنه هالك تالف ، والآية قد نقول إنها تشمل المعنيين . وأما قوله تعالى (( ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله )) فقد اختلف السلف فيها على قولين : منهم من يقول " إن المراد بالوجه هنا الجهة " وجعل قرينة ذلك قوله (( ولله المشرق والمغرب )) فهاتان جهتان فأينما تولوا جهة المشرق أو جهة المغرب فثم جهة الله عز وجل يعني فهي الجهة التي أمرتم بها ، وقيل المراد بوجه الله فثم وجه الله " وجهه الحقيقي وأن الإنسان أينما تولى إلى مشرق أو مغرب فإن الله تعالى قبل وجهه " كما جاء في الحديث الصحيح ( أن الرسول نهى عليه الصلاة والسلام المصلي أن يبصق قبل وجهه وقال إن الله قبل وجهه ) وهذا القول أرجح والقول الأول صحيح فإن الإنسان إذا اشتبهت عليه القبلة وصلى إلى أي جهة فثمت الجهة التي أمر أن يتوجه إليها ، نعم السائل : ... الشيخ : نعم السائل : ... والمعتزلة السائل : ... الشيخ : نعم السائل : ... ماورد ... الشيخ : نعم السائل : ... لغيره الشيخ : لا ، لأنه معروف هذه أساليب لغة عربية والقرآن نزل باللغة العربية فعندما نقول مثلا ويبقى رجل ربك مثلا فلا شك أن تعليق البقاء بهذا الشيء أو بهذه الصفة الخاصة تدل على أنها أكمل من غيرها ، يعني تعليق هذا البقاء الذي هو صفة كمال بهذا الشيء المعين من صفات الله يدل على أنه أفضل من غيره ، حتى من غير باب القياس ، ولكن يقال أنه ليس المراد بلا شك أن الله عز وجل يفنى ويبقى وجهه فقط أو يهلك ويبقى وجهه فقط ، لأن اللغة العربية واسعة تعبر عن مثل هذا . نعم
سؤال: هل تفسير قوله تعالى: "ويبقى وجه ربك " بأن المعنى هو التعبير بالوجه عن الذات يعد تأويلا ؟
السائل : ... ؟ الشيخ : أيهن ؟ السائل : ... الشيخ : والله أنا عندي أنه ما فيها تأويل لأن حتى الآن (( ابتغاء وجه ربهم ))(( والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم )) وما أشبه ذلك دائما يعبر بالوجه عن الذات حتى بمقتضى اللغة العربية ، فهم ما يريدون ... فهم ما يريدون الوجه فقط بل يريدون الذات كلها ، فالظاهر أن هذا ليس من باب التأويل ليس من باب التأويل بل إن هذا هو مقتضى هذا الأسلوب في اللغة العربية السائل : ... الشيخ : ... بالوجه عنها ، أو المراد الوجه فقط والباقي يفنى هذا ما أحد يقول به من أهل العلم إلا فرقة ضالة .
شرح قول المصنف: "... ومن أدلة السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء المأثور: " وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك ".
الشيخ : قال : " ومن أدلة السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء المأثور ( أسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك ) " أسألك لذة النظر إلى وجهك هذا فيه دليل على أن الإنسان يرى الله عز وجل وأن ألذ شيء عليه النظر إلى وجه الله ، ففي قوله تعالى عن الجنة (( وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين )) نقول لا لذة للعين أكمل من لذة النظر إلى وجه الله عز وجل ، ولهذا سأل النبي عليه الصلاة والسلام ربه لذة النظر إلى وجهه ، وفي سؤال النبي صلى الله عليه وسلم لذة النظر إلى وجه الله دليل على أن ذلك ممكن وأن رؤية الله ممكنة ، خلافا لمن ؟ لأهل التحريف من الأشعرية وغيرهم الذين يقولون إن الله تعالى لا يرى بالعين وإنما يرى بالقلب أو يرى ثوابه أما ذات الله عز وجل فعندهم أنه انه لا يرى ، ولكنهم نسأل الله العافية حرموا أنفسهم هذه اللذة العظيمة التي هي أعلى نعيم الجنة حرموا أنفسهم إياها مع دلالة الكتاب والسنة على ثبوتها ، فوجه الله تعالى من صفاته الذاتية.
السائل : ... ؟ الشيخ : نعم الشوق إلى لقائك معروف الشوق إلى لقاء الله يعني معناه محبة الوصول إلى الله عز وجل نعم السائل : ... الشيخ : نعم السائل : ... الشيخ : لا ، لا ليس المعنى أن يحب الموت المعنى أن يحب لقاء الله ، ولهذا لما قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ، قالت عائشة يا رسول الله كلنا يكره الموت ، قال ليس بذاك ولكن المؤمن إذا احتضر بشر بالجنة فأحب لقاء الله فأحب الله لقاءه ) وأما الكافر فبالعكس
شرح قول المصنف: " فوجه الله تعالى من صفاته الذاتية الثابتة له حقيقة على الوجه اللائق به. ولا يصح تحريف معناه إلى الثواب لوجوه منها: أولاً: أنه خلاف ظاهر النص، وما كان مخالفاً لظاهر النص فإنه يحتاج إلى دليل، ولا دليل على ذلك "
السائل : ... الشيخ :" .. تحريف معناه إلى الثواب " ، هل أحد قال بذلك ؟ نعم أهل التعطيل قالوا إن المراد بوجه الله ثواب الله كل من عليها فان ويبقى ثواب ربك ذو الجلال والإكرام ، نقول هذا لا يصح : " أولا أنه خلاف ظاهر النص ، وكل معنى يكون خلاف ظاهر النص فاننا، فإنه يحتاج إلى دليل ، ولا دليل على ذلك " ، فكل أحد صرف النص عن ظاهره فإننا نقول له هات الدليل وإلا فالأصل أن دلالة النصوص على ظاهر النصوص ، فإن جاء بدليل وإلا وجب أن نجعل النص دالا على ما يقتضيه ظاهره ، ولكن المشكلة الآن أن بعضهم يقول إن ظاهر النص هذا مستحيل على الله ، هذه المشكلة ، ولذلك يلبسون يقولون الاستواء على العرش ظاهره أن الله استوى عليه يعني علا عليه واستقر لكن هذا محال لأنه لو كان كذلك لزم أن يكون الله محتاجا إلى العرش ، فنقول لهم هذا ليس بلازم هذا الاستواء إنما يلزم في استواء أو هذا المعنى إنما يلزم في استواء المخلوق هو الذي إذا استوى على شيء وخر الشيء سقط أما الخالق فلا ، فهؤلاء الذين يقولون إننا لو أثبتنا لله وجها لزم أن يكون له جزءا او أن يكون له جزء ولهذا يقولون سبحان من تنزه عن الأغراض وأيش بعد ؟ والأبعاض وأيش بعد ؟ والأعراض ، سبحان من تنزه عن الأبعاض والأغراض والأعراض ، والله كلمة زينة هذه ، اللي يسمعه يقول ما شاء الله هذا ملهمون ويش يريدون بهذا ؟ سبحان من تنزه عن الأبعاض يقولون ما له يد ولا له وجه ولا له عين ولا له قدم لأن هذه أبعاض ، والله منزه عن الأبعاض ، عن الأغراض عن الحكمة لأن الله تعالى يفعل الشيء لا لحكمة هكذا يفعله ارتجالا لأنه لو فعله لحكمة لكان محتاجا إلى هذا الغرض الذي يريده ، فهو منزه عن الأغراض ، والثالث عن الأعراض ، الأعراض الصفات الفعلية يقول لأنها عرض يأتي ويزول وهو منزه عن النزول إلى السماء الدنيا منزه عن الاستواء على العرش منزه عن الضحك منزه عن الإتيان يوم القيامة وما أشبه ذلك ، لماذا ؟ قال لأن هذه أعراض والأعراض لا تقوم إلا بأجسام والأجسام متماثلة ، وقد سبق لنا بيان بطلان هذا الدليل ، أي نعم. طيب
شرح قول المصنف: " ثانياً: أن هذا الوجه ورد في النصوص مضافاً إلى الله تعالى: والمضاف إلى الله: إما أن يكون شيئاً قائماً بنفسه، وإما أن يكون غير قائم بنفسه، فإن كان قائماً بنفسه فهو مخلوق وليس من صفاته كبيت الله، وناقة الله، وإنما أضيف إليه إما للتشريف، وإما من باب إضافة المملوك والمخلوق إلى مالكه وخالقه "
الشيخ :" ثانيا أن هذا الوجه ورد في النصوص مضافا إلى الله - وجه الله - والمضاف إلى الله إما أن يكون شيئا قائما بنفسه وإما أن يكون غير قائم بنفسه " ، الذي أضافه الله إلى نفسه لا يخلو إما أن يكون قائما بنفسه أو غير قائم ، إن كان قائما بنفسه فهو مخلوق وإن كان غير قائم بنفسه فهو من صفات الله وليس بمخلوق ، ولهذا قال : " فإن كان قائما بنفسه فهو مخلوق وليس من صفاته مثاله بيت الله ، ناقة الله " ، وين بيت الله ؟ (( وطهر بيتي للطائفين )) وقال النبي عليه الصلاة والسلام ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ) فإذا كان قائما بنفسه فهو من صفات الله كبيت الله وناقة الله ، وين ناقة الله؟ (( فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها )) طيب البيت هل هو شيء مستقل قائم بنفسه ؟ نعم إذن يكون مخلوقا ، الناقة كذلك شيء قائم بنفسه فيكون مخلوقا ، واضح ؟ وغيره ؟ مساجد الله ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ) المساجد أشياء قائمة بنفسها فلا تكون مخلوقة ، (( وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه )) منه ، السماوات والأرض الذي فيها، عين أعيان قائمة بنفسها والا لا ؟ طيب قوله منه ليس المعنى أنها جزء من الله وإنما إضافتها إلى الله إضافة خلق أو تشريف أو تكريم ، " وإنما أضيف إليه إما للتشريف وإما من باب إضافة المملوك والمخلوق إلى مالكه وخالقه " ، نعم.
السائل : تسمية القرآن بكتاب الله ... ؟ الشيخ : لا السائل : كتاب الشيخ : بمعنى المكتوب السائل : ... الشيخ : لا ... لأن المكتوب هو قول الله عز وجل ، هو الآن صحيح بعد أن وضع في هذه الأوراق فالأوراق مخلوقة والمداد مخلوق وعمل الكاتب مخلوق لكن المكتوب غير مخلوق . طيب يقول
شرح قول المصنف: " وإن كان غير قائم بنفسه فهو من صفات الله، وليس بمخلوق كعلم الله، وقدرته، وعزته، وكلامه، ويده، وعينه ونحو ذلك، والوجه بلا ريب من هذا النوع فإضافته إلى الله من باب إضافة الصفة إلى الموصوف "
الشيخ :" وإن كان غير قائم بنفسه فهو من صفات الله وليس بمخلوق " مثال ذلك " علم الله " ، قال الله تعالى (( ولا يحيطون بشيء من علمه )) هذا مخلوق والا لا ؟ غير مخلوق وقال تعالى (( لكن الله يشهد بما انزل اليك أنزله بعلمه )) كذلك قدرة الله ، وردت قدرة الله مضافة إلى الله ؟ الطالب : ... الشيخ : أي هل وردت مضافة إلى الله ؟ الطالب : ... الشيخ : لا ، له حق قدري ، ويش تقولون ؟ الطالب : قدر الله الشيخ : قدَر الله أو قدّر الله هذا التقدير ، القدرة الطالب : ... الشيخ :( أعيذك بعزة الله أو أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ) طيب عزته ؟ هاه ؟ هذا الذي قال عبد الله الطالب : ... الشيخ : لا ذيك أوضح ، طيب كلامه كلامه الطالب : ... الشيخ :(( حتى يسمع كلام الله )) ويده الطالب : ... الشيخ :(( يد الله فوق أيديهم )) و (( بل يداه مبسوطتان )) وعينه (( تجري بأعيننا ))(( ولتصنع على عيني ))" ونحو ذلك ، والوجه بلا ريب من هذا النوع " ، فإن وجه الله عز وجل صفة من صفاته غير بائن منه ، والوجه لا يقوم بنفسه ، الوجه إنما يقوم بما هو وجه له فلا يقوم بنفسه ، يقول فلهذا نعم " فإضافته إلى الله من باب إضافة الصفة إلى الموصوف " ، ما تقولون في قوله تعالى (( ونفخت فيه من روحي )) ؟ الطالب : ... الشيخ : أي لكن هل هو عين قائمة بنفسها ؟ نعم لأن الروح عين قائمة بنفسها تُقبض وتكفن وتعذب فهي عين قائمة بنفسها فتكون مخلوقة.
شرح قول المصنف: " ثالثاً: أن الثواب مخلوق بائن عن الله تعالى، والوجه صفة من صفات الله غير مخلوق ولا بائن، فكيف يفسر هذا بهذا! "
الشيخ :" ثالثا أن الثواب مخلوق بائن عن الله عز وجل والوجه صفة من صفات الله تعالى غير مخلوق ولا بائن فكيف يفسر هذا بهذا " ، يعني إذا قلت بأن قوله تعالى (( ويبقى وجه ربك )) إذا قلت بأن المراد ثوابه ، الثواب مخلوق أليس كذلك ؟ وبائن عن الله والا من صفاته ؟ بائن عنه ، لأن الله تعالى يخلق هذا الثواب أو هذا العقاب نعم، بل هذا الثواب لأن الكلام على الوجه ، فكيف يفسر هذا بهذا ، نعم
شرح قول المصنف: " رابعاً: أن ذلك الوجه وصف في النصوص بالجلال والإكرام، وبأن له نوراً يستعاذ به، وسبحات تحرق ما انتهى إليه بصر الله من خلقه، وكل هذه الأوصاف تمنع أن يكون المراد به الثواب. والله أعلم "
السائل : ... الشيخ : نعم .. ذلك الوجه ، أنا عندي إن ذلك الوجه ، والصواب أن ، حتى ... أن السائل : إن والا ؟ الشيخ : أن بفتح الهمزة السائل : ... الشيخ : لا، الصواب الفتح ، " ثالثا أن ذلك الوجه وصف في النصوص بالجلال والإكرام " وهل يوصف الثواب بالجلال والإكرام ؟ لا ، ويبقى (( وجه ربك ذو الجلال )) ولم يقل ذي الجلال فدل هذا على أن الصفة تابعة للوجه ، والثواب لا يمكن أن يوصف بأنه ذو الجلال والإكرام لأن الثواب ... وهذا يقول ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ، وبأن له ، ووصف هذا الوجه " بأن له نورا يستعاذ به " ، من أين نأخذها ؟ الطالب : ( أعوذ بنور وجهك ). الشيخ : نعم الطالب : ( أعوذ بنور وجهك ... ) الشيخ :( أعوذ بنور وجهك الذي أشرق عليه الظلمات وصلحت، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ) وبأن له " سبحات تحرق ما انتهى إليه بصره من خلقه " ، لقوله عليه الصلاة والسلام ( حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ) فهل يمكن أن يقال سبحات الثواب ؟ لا يمكن ، " وكل هذه الأوصاف تمنع أن يكون المراد به الثواب ، والله أعلم " ، نعم. السائل : ...
الشيخ : والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، سبق لنا أن مذهب أهل السنة والجماعة إثبات الوجه لله وأنه قد دل على ذلك كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فما هو الدليل من كتاب الله ؟ الطالب : ... الشيخ : أي بل وجهه مبسوط ، نتكلم عن الوجه ، الماضي الطالب : ... (( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )) الشيخ : نعم ، ومن السنة غانم السنة ؟ الطالب : قول النبي عليه الصلاة والسلام ( أسالك ) .. الشيخ : لذة النظر الطالب : ... الشيخ : والشوق إلى لقائك ، نعم وأجمع السلف على أن لله تعالى وجها ، فما هذا الوجه الذي أجمع السلف عليه ؟
شرح قول المصنف: " الباب الخامس عشر في يدي الله عز وجل مذهب أهل السنة والجماعة أن لله تعالى: يدين، اثنتين، مبسوطتين بالعطاء والنعم. وهما من صفاته الذاتية الثابتة له حقيقة على الوجه اللائق به "
الشيخ :" .. يدي الله عز وجل ، مذهب أهل السنة والجماعة أن لله تعالى يدين اثنتين " ، يدين بالنصب لأنها اسم اسم أن مؤخر ، " مبسوطتين بالعطاء والنعم " ، والدليل على ذلك قوله تبارك وتعالى (( وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان )) بل يداه ثنتين ، ولو كان له أكثر من ثنتين لقال بل أيديه مبسوطة ، لأن المقام مقام تمدح بكثرة العطاء ، وكلما كثرت آلة العطاء كان العطاء أكثر ، فلما ذكر الله اليدين اثنتين فقط دل على أنه ليس له ليس له أكثر من اثنتين ، وسيأتينا إن شاء الله تعالى أن الله قال (( مما عملت أيدينا أنعاما )) فأثبت الجمع وسيأتي إن شاء الله الجواب عليه أو الجواب عنه . قال : " وهما من صفاته الذاتية الثابتة له حقيقة على الوجه اللائق به " ، الصفات الذاتية ما هي الصفات الذاتية ؟ هي التي لم يزل ولا يزال متصفا بها ، لكننا سبق أن قلنا إن الصفات الذاتية إما معنوية وإما خبرية ، المعنوية مثل السمع والبصر والعلم والقدرة والخبرية مثل الوجه و اليد والعين والقدم والساق والساعد وما أشبهها ، هذه من الصفات الذاتية الخبرية. وقوله " الثابتة له حقيقة على الوجه اللائق به " ، قولنا حقيقة خلافا لمن قال مجازا ، فإنها حقيقة ثابتة لله عز وجل له يدان اثنتان حقيقيتان ، وهل يلزم من إثبات ذلك حقيقةً أن يكون الله تعالى مشابها للخلق ؟ لا يلزم حقيقة لا يلزم لأننا نقول لمن ألزمنا بذلك وقال إذا أثبتم لله يدا حقيقية لزمكم أن يكون مماثلا للمخلوق ، نقول له وبكل بساطة وخلافا لمن ينعس نعم ، نقول له بكل بساطة أيش ؟ هل تثبت لله ذاتا ؟ سيقول سيقول نعم ، هل لزم من إثباتك الذات أن تكون ذاته مماثلة للمخلوقين ؟ لا ، إذا كنت تقول هكذا فلماذا فلماذا لا تثبت صفات لا تشبه صفات المخلوقين ؟! لأن القول في الصفات فرع عن القول في الذات ، وهذا جواب بسيط وجواب مقحم مقنع لا خلاص منه ، هذه واحدة . ثانيا نقول لا يلزم من تساوي الشيئين في الاسم أن يتساويا في الحقيقة أليس كذلك ؟ سيقول بلى إن قال لا يلزم من تساويهما في الاسم تساويهما في الحقيقة نقول بسم الله الرحمن الرحيم هل لك عين هل لك عين ؟ سيقول نعم لي عين ، هل للجمل عين ؟ سيقول نعم له عين ، هل عينك كعين الجمل ؟ أيش بيقول ؟ والا بقول حط عينه كبر هذا نعم، سيقول لا ، نقول هل لك يد ؟ سيقول نعم ، هل للهر يد ؟ سيقول نعم ، طيب هل يدك كيد الهر ؟ نعم والا لا ؟ سيقول لا ، وإلا كان يتشعبط بالجدار ويرقى بدون أبواب ، والا لا؟ إذن نقول هذا الرجل نرد عليه من وجهين : الوجه الأول أنك تثبت لله ذاتا وتؤمن بأنها لا تشبه ذوات المخلوقين والكلام على الصفات كالكلام عن الذات ثانيا أنك أنت الآن تعترف بأن الشيئين إذا تساويا في الاسم لا يلزم أن يتساويا في الحقيقة أليس كذلك ؟ إذن ما المانع من أن تقول إن لله يدا حقيقية لا تشبه أيدي المخلوقين ويش المانع ؟ وأقول الأصح أيضا أن لا نعبر ...، نحن عبرنا بتشبه ... ؟ الأصلح أن نقول لا تماثل أيدي المخلوقين لأن هذا هو التعبير القرآني (( ليس كمثله شيء )) عرفت ؟ ولأن المشابهة من بعض الوجوه لا بد أن تكون فيما اتفقا في الحقيقة لا بد أن يكون هناك تشابه من بعض الوجوه ، فالسمع لله والسمع للإنسان فيه نوع من التشابه والا لا ؟ في إدراك المسموع يتشابهان لكن في الحقيقة ما يتشابهان ، في الحقيقة والقدر ما يتشابهان بلا شك ، لكننا نقول التعبير بعدم المماثلة هو الأولى لأنه التعبير القرآني ولأنه منتفٍ قطعا بكل حال ، طيب إذن نقول للأخ أو لهذا الذي يحرف نقول له أنت تشبه ، ليش ما تثبت لله يد حقيقية لاتشبه أو بالأصح ... لاتشبه، لا تماثل أيدي المخلوقين ؟ والا لا ؟ هل في ذلك من عيب أن نقول لله يد عظيمة جليلة مبسوطة بالعطاء والنعم السماوات السبع والأرضين السبع في كف الرحمن كخردلة في كف أحدنا هل في ذلك نقص أسألكم بالله انه في نقص ؟ الطالب : لا ما في الشيخ : ما في نقص ما في نقص ، إذا لم يكن فيه نقص لماذا ننكر ما أثبته الله لنفسه ونقول نحن أعلم بك منك يا ربنا ؟! نعم، ترى حقيقة الأمر أن الذين ينكرون ما وصف الله به نفسه ترى لسان حالهم يقول نحن أعلم بك منك يا ربنا ، والا لا ؟ والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( سبحانك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) نقول لا حنا اللي نعرف الثناء عليك أنت تقول لك يد ولكن ما لك يد ، المراد بيدك ها النعم اللي حنا نأكلها ونشربها ونلبسها هذا المراد بيدك ، نسأل الله السلامة.
شرح قول المصنف: " وقد دل على ثبوتهما الكتاب، والسنة. فمن أدلة الكتاب قوله تعالى: ( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ) "
الشيخ : يقول : " من أدلة الكتاب قوله تعالى (( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي )) " يخاطب الله من ؟ يخاطب إبليس يقول أي شيء منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ؟ وما خلقه الله بيده الكريمة فهو له زيادة الشرف والفضل ، وقال بيديّ أي بيدي الثنتين ، هم يقولون لما خلقت بيدي يعني بنعمتيّ أو بقدرتيّ ، سبحان الله الله ما له إلا قدرتين ؟! وين القدرتين لله ؟ القدرة قدرة عظيمة ما لها نهاية ، ولا لله قدرتين له قدرة واحدة لكن لا نهاية لها ، وتعدد المقدور لا يلزم ..