سؤال:
الشيخ : نعم.
السائل : ... تدل على العموم، وغالبا العموم يكون للجمع ...
الشيخ : لكن، لكن ما يمنع أن يكون دالا على التثنية، أقول: لا يمنع أن يكون دالا على التثنية، هو إذا أضيف المفرد هو يتناول المفرد ويتناول المثنى ويتناول الجمع، فمثلا إذا قال الرجل: امرأتي طالق، وليس له إلا واحدة تطلق. له اثنتان؟ تطلقان. له ثلاث أو أربع يطلقن، كما ذكر ذلك أهل العلم، قالوا: لأن المفرد المضاف يصلح للواحد والاثنين والثلاثة فأكثر.
السائل : ... .
الشيخ : لا، دعنا من النية، الكلام على دلالة اللفظ، على دلالة اللفظ، ولكن هو إذا قال امرأتي وأراد واحدة فهي واحدة.
السائل : شيخ ... .
الشيخ : نعم؟
السائل : قول اليهود : (( يد الله مغلولة )) واحدة.
الشيخ : ايه.
السائل : ثم قال : (( بل يداه مبسوطتان ))
الشيخ : نعم، وكذلك هذا يدل عليه (( يد الله مغلولة )) فقال: (( بل يداه مبسوطتان )).
شرح قول المصنف: " والجمع بين هذه الوجوه أن يقال: إن الإفراد لا ينافي التثنية، ولا الجمع، لأن المفرد المضاف يعم فيتناول كل ما ثبت لله من يد، أو عين واحدة كانت أو أكثر. وأما الجمع بين ما جاء بلفظ التثنية وبلفظ الجمع: فإن قلنا : أقل الجمع اثنان فلا منافاة أصلاً بين صيغتي التثنية والجمع لاتحاد مدلوليهما، وإن قلنا : أقل الجمع ثلاثة وهو المشهور فالجمع بينهما أن يقال : إنه لا يراد من صيغة الجمع مدلولها الذي هو ثلاثة فأكثر، وإنما أريد بها والله أعلم التعظيم والمناسبة، أعني مناسبة المضاف للمضاف إليه، فإن المضاف إليه، وهو " نا " يراد به هنا التعظيم قطعاً فناسب أن يؤتى بالمضاف بصيغة الجمع ليناسب المضاف إليه فإن الجمع أدل على التعظيم من الإفراد والتثنية، وإذا كان كل من المضاف والمضاف إليه دالاً على التعظيم حصل من بينهما تعظيم أبلغ.
وأما الجمع بين ما جاء بلفظ التثنية ولفظ الجمع. هذا هو الي فيه نوع من الإِشكال، ما جاء بلفظ التثنية مثل : (( بل يداه مبسوطتان )) ولفظ الجمع مثل : (( مما عملت أيدينا أنعاما )) كيف نجمع؟
فإن قلنا : أقل الجمع اثنان فلا منافاة أصلاً، صح؟ السبب؟ لأن أيدينا معناها يدان، أعيننا معناها عينان، فلا ينافي، لا ينافي التثنية، فلا منافاة أصلا بين صيغتي التثنية والجمع لاتحاد مدلوليهما.
وإن قلنا : أقل الجمع ثلاثة وهو المشهور فالجمع بينهما أن يقال : إنه، أن يقال: إنه، هذا الصواب، لأنه مقول القول.
الطالب : مكسور ؟
الشيخ : مكسور، نعم.
أن يقال : إنه لا يراد من صيغة الجمع مدلولها الذي هو ثلاثة فأكثر، وإنما أريد بها والله أعلم التعظيم والمناسبة.
التعظيم، لأن الجمع دال على العظمة كما تعرفون، فالإنسان إذا قال قلت أو قلنا، أيهما أدل على العظمة؟ قلنا، يكون المراد بالتعظيم أو بالجمع المراد به التعظيم.
والمناسبة ايش المناسبة؟ قال : أعني مناسبة المضاف للمضاف إليه، فإن المضاف إليه، وهو " نا " يراد به هنا التعظيم قطعاً فناسب أن يؤتى بالمضاف بصيغة الجمع ليناسب المضاف إليه فإن الجمع أدل على التعظيم من الإفراد والتثنية، وإذا كان كل من المضاف والمضاف إليه دالاً على التعظيم حصل من بينهما تعظيم أبلغ.
فهذا هو وجه الجمع بين التثنية والجمع.
نعود مرة ثانية نقول : ما هو الجمع بين المفرد والمثنى والجمع؟ الجمع بينهما أن يقال : إن المفرد إذا أضيف اه؟ كان دالا على العموم، فيصدق على الواحد والاثنين والأكثر. كذا؟
وأما الجمع بين التثنية والجمع، فإن قلنا: إن أقل الجمع اثنان ها؟ فلا منافاة أصلا، لأن الجمع بمعنى اثنين لاتحاد مدلوليهما، وإن قلنا: بأن أقل الجمع ثلاثة، فإن الجمع هنا لا يراد به المدلول اللغوي، وإنما يراد به التعظيم والمناسبة. التعظيم، لأن دلالة الجمع على العظمة أكثر وأقوى من دلالة المفرد والمثنى، والمناسبة لأنه أضيف إلى ضمير دال على الجمع وهي "نا". فكان من المناسب أن يجمع لأجل أن يكون مثل الضمير نعم.
السائل : بالنسبة ... .
الشيخ : نعم نعم.
الطالب : فربما قد يقول القائل : إذا قلنا الآن عين الإنسان وعين البعير يعني عين الإنسان لا تماثل عين البعير لكن الواقع أنها تشبهها.
الشيخ : نعم.
الطالب : فإذا اخترنا في التعبير يعني عن صفات الخالق.
الشيخ : نعم.
الطالب : لا تماثل
الشيخ : ايه.
السائل : ... التشابه ربما يتوهم الواهم إن الفرق الحاصل يعني.
الشيخ : بين عين، بين صفة.
السائل : بين عين المخلوق والخالق.
الشيخ : أي نعم.
السائل : مثل القدر الحاصل بين بعض المخلوقين بين بعضها.
الشيخ : أي، هذا ما يمكن سلمك الله، لأننا نعرف أنه كما أن الفرق الحاصل بين عين الإنسان وعين الطير ليس كالفرق الحاصل بين عين الإنسان وعين الخروف وعين الذرة إن كان لها عين.
2 - شرح قول المصنف: " والجمع بين هذه الوجوه أن يقال: إن الإفراد لا ينافي التثنية، ولا الجمع، لأن المفرد المضاف يعم فيتناول كل ما ثبت لله من يد، أو عين واحدة كانت أو أكثر. وأما الجمع بين ما جاء بلفظ التثنية وبلفظ الجمع: فإن قلنا : أقل الجمع اثنان فلا منافاة أصلاً بين صيغتي التثنية والجمع لاتحاد مدلوليهما، وإن قلنا : أقل الجمع ثلاثة وهو المشهور فالجمع بينهما أن يقال : إنه لا يراد من صيغة الجمع مدلولها الذي هو ثلاثة فأكثر، وإنما أريد بها والله أعلم التعظيم والمناسبة، أعني مناسبة المضاف للمضاف إليه، فإن المضاف إليه، وهو " نا " يراد به هنا التعظيم قطعاً فناسب أن يؤتى بالمضاف بصيغة الجمع ليناسب المضاف إليه فإن الجمع أدل على التعظيم من الإفراد والتثنية، وإذا كان كل من المضاف والمضاف إليه دالاً على التعظيم حصل من بينهما تعظيم أبلغ. أستمع حفظ
سؤال: لماذا كان التعبير بنفي التماثل أولى من التعبير بنفي التشابه ؟
الشيخ : المحذور يقول شيخ الإسلام إن المحذور أن هؤلاء الجماعة الذين حرفوا، قالوا: إن أدنى مشابهة تقتضي النفي، يعني: أدنى مشابهة بين الخالق والمخلوق يجب أن تنفى.
السائل : أحسن نرفض هذه المقدمة.
الشيخ : لا، أحسن نمشي على ما جاء في القرآن، هذا الأحسن (( ليس كمثله شيء )).
مناقشة ما سبق الكلام عليه من صفتي اليدين والعينين .
الطالب : ما سمعنا الجواب يا شيخ؟
الشيخ : ايه؟
الطالب : الجواب ما سمعناه.
الشيخ : الجواب يقول إن الجمع في قوله : (( مما عملت أيدينا أنعاما )) للتعظيم، الجمع هنا للتعظيم والمناسبة. أما كونه للتعظيم فلأن الجمع أدل على العظمة مما دونه، وأما كونه للمناسبة فلأننا في قوله : (( أيدينا )) للتعظيم فناسب أن يجمع ما أضيف إليه حتى يكونا متناسبين.
لكنا نقول الآن: لو قال قائل : لماذا لا تؤمنون بأن الله له أيد كثيرة، لأن من آمن بأيد كثيرة يدخل فيه الإيمان بالواحدة والثنتين؟ ما تقولون عن الجواب عن هذا الإيراد؟ نعم؟
الطالب : نقول الصحيح إذا رجح أنه سبحانه وتعالى له يدان فلا نقول له أكثر.
الشيخ : نعم؟
الطالب : نقول الصحيح إذا رجح بأنه سبحانه وتعالى له يدان، فكيف نؤمن بأكثر من ذلك.
الشيخ : كيف نؤمن بأكثر من ذلك؟ لأن الله يقول : (( مما عملت أيدينا أنعاما )).
الطالب : "نا" هذه من باب التعظيم.
الشيخ : آي، نحن قلنا من باب التعظيم من أجل الجمع فقط، يعني: ألجئنا إلى أن نقول بهذا، نعم؟
الطالب : ... .
الشيخ : طيب، ما يخالف، لكن جاء عنه زيادة؟ أنا لو أقول: عندي شاتان، ثم بعد ذلك أقول عندي شياه كثيرة، عندي شياه، ما هو كثيرة.
نقول: يتعين أنهما ثنتان، لأن الله تعالى قال في الرد على اليهود، والمقام مقام تمدح بكثرة العطاء، قال : (( بل يداه مبسوطتان )) ولو كان له أيدي كثيرة لناسب أن يقول: بل أيديه مبسوطة، لأن المقام يقتضي كثرة العطاء والمنح، وهذا يكثر بكثرة ما يكون العطاء به، هذا دليل، هذا من القرآن.
أما من السنة فكثيرة، مثل قوله عليه الصلاة والسلام : ( اخترت يمين ربي )، قول آدم : ( اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة ) وقال : ( إن الله يقبض السماوات بيمينه وبيده الأخرى الأرض ) هذا أو معناه.
فدل ذلك على أن الله ليس له إلا يدان اثنتان فقط. نعم.
كم وجه وردت عليه صفة العين، عبد الرحمن؟
الطالب : ثلاثة.
الشيخ : نعم.
الطالب : المفرد.
الشيخ : نعم.
الطالب : والتثنية والجمع.
الشيخ : والتثنية والجمع، طيب الإفراد؟
الطالب : قوله تعالى : (( لتصنع على عيني )).
الشيخ : والجمع؟
السائل : (( تجري بأعيننا )).
الشيخ : والتثنية؟
الطالب : ورد في الحديث ... .
الشيخ : ( إذا قام أحدكم يصلي فإنه بين عيني الرحمن ). فأثبت هنا عينين اثنتين.
فيفيد هذا الحديث كما ذكرنا في الكتاب أنه ما عزاه ابن القيم لأحد، ولا ندري عن صحته، لكن ما في أحاديث صحيحة تدل على ذلك؟
الطالب : قول النبي صلى الله عليه وسلم في الدجال: ( إنه أعور، وإن الله ليس بأعور ).
الشيخ : نعم.
السائل : ... لا يوصف الإنسان بالعور إلا إذا كان له عينان.
الشيخ : نعم، طيب، صحيح هذا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، لأنه لو كان لله ثلاثة أعين مثلا أو أكثر لقال النبي عليه الصلاة والسلام: إن لربكم ثلاثة أعين فـأكثر.
وبهذا يحصل التمييز، بهذا يحصل التمييز، ويكون أيضا أدل على الكمال لله عز وجل، لأنه ما في شك أنه الثلاث فأكثر في مقام يقتضي أن يكون الكمال بها أفضل من ذكر الثنتين. وعلى هذا فنقول: إن الله عز وجل ليس له إلا عينان اثنتان. ونجمع بين المفرد والجمع كما جمعنا ذلك في اليدين، نعم.
شرح قول المصنف: " الباب الثامن عشر في كلام الله سبحانه وتعالى: اتفق أهل السنة والجماعة على أن الله يتكلم، وأن كلامه صفة حقيقية ثابتة له على الوجه اللائق به. وهو سبحانه يتكلم بحرف وصوت، كيف يشاء، متى شاء "
وهذا الموضوع من أكثر ما كان فتنة بين المسلمين، أو بعبارة أصح: بين السلف والأئمة وبين أهل البدع، كلام الله، لأن كلام الله تعالى عليه مدار الشرع كله، فإن كلام الله سبحانه وتعالى هو الوحي الذي أنزله على الرسل، والوحي الذي أنزله على الرسل هو الدين كله.
كلام الله يقول : " اتفق أهل السنة والجماعة على أن الله يتكلم، وأن كلامه صفة حقيقية ثابتة له على الوجه اللائق به ".
هذا ما اتفق عليه أهل السنة، وقد نقل اتفاقهم على ذلك كل من صنف في هذا الباب.
" وهو سبحانه وتعالى يتكلم بحرف وصوت، كيف شاء، متى شاء ".
ولكن اعلم أن صوت الله عز وجل لا يشبه أصوات المخلوقين أبدا، لكن الحرف الذي يتكلم به هو الحرف الذي يتكلم به الناس. أما الصوت فإنه لا يشبه أصوات المخلوقين أبدا، لا في قوته ولا في هيئته ولا في أي شيء مما يتعلق به، لا يماثله. الدليل على أنه لا يماثل أصوات المخلوقين قوله تعالى : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )).
وقوله : " يتكلم كيف شاء " هذا الكيفية، نحن لا نعرف كيف يتكلم الله لكن نعرف أنه يتكلم، هذه الجلود تنطق يوم القيامة، والأرض تحدث أخبارها، هل نحن نعلم كيف تنطق، ولا ما نعلم؟ ما نعلم، ولا نعلم كيف تحدث الأرض أخبارها.
وعلى هذا فنقول: إن كيفية كلام الله غير معلومة.
5 - شرح قول المصنف: " الباب الثامن عشر في كلام الله سبحانه وتعالى: اتفق أهل السنة والجماعة على أن الله يتكلم، وأن كلامه صفة حقيقية ثابتة له على الوجه اللائق به. وهو سبحانه يتكلم بحرف وصوت، كيف يشاء، متى شاء " أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " فكلامه صفة ذات باعتبار جنسه، وصفة فعل باعتبار آحاده. "
لأنه يتعلق بالمشيئة، وكل صفة تتعلق بالمشيئة فهي صفة فعل، فالكلام في أصله صفة ذات، لأن الله لم يزل ولا يزال متكلما، ما مرّ عليه زمن يكون فيه عاجزا عن الكلام أبدا، بل هو سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال متكلما.
أما باعتبار آحاده فإنها صفة؟ فإنه صفة فعل.
كيف باعتبار آحاده؟
نحن نعلم أن الله تعالى يوجد الأمور شيئا فشيئا، وهو يقول : (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) متى تكون كلمة كن؟ عند إرادة الفعل. إذن فهذه الكلمة التي هي كن حدثت بعد أن لم تكن ولا كائنة بالأول؟ هذه حدثت بعد أن لم تكن.
فآحاد كلام الله عز وجل صفة فعل، لأنه حادث بعد أن لم يكن. نعم.
وقد اختلف العلماء هل يجوز أن نطلق عليه اسم حادث أو نقول : إنه محدَث، لقوله تعالى : (( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث ))، ولكن إذا فهمنا المعنى وأن معنى حادث، أي: أنه كائن بعد أن لم يكن زال الإشكال، فعبر كما شئت محدَث أو حادث.
سؤال: ما معنى حديث " كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك " ؟
الشيخ : نعم.
السائل : قوله : سلسلة.
الشيخ : نعم.
السائل : السلسلة ... .
الشيخ : أي نعم، مو معناه إن صوت الله عز وجل كذلك، بعضهم يقول: إنه صوت الملك أو صوت الوحي، وبعضهم يقول ( كأنه سلسلة على صفوان ) في الإفزاع فقط لا في الكيفية.
شرح قول المصنف: " وقد دل على هذا القول الكتاب، والسنة: فمن أدلة الكتاب قوله تعالى: ( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه ) وقوله: ( إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ) قوله ( وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيًا ) .ففي الآية الأولى: إثبات أن الكلام يتعلق بمشيئته، وأن آحاده حادثة. وفي الآية الثانية: دليل على أنه بحرف فإن مقول القول فيها حروف. وفي الآية الثالثة: دليل على أنه بصوت إذ لا يعقل النداء والمناجاة إلا بصوت "
متى كان الكلام؟ ها؟ حين جاء، قبل ما كان كلام.
ويذكر أن بعض أهل البدع كان يقرأ :وكلم اللهَ موسى تكليما، كلم اللهَ موسى تكليما، علشان أن يكون الكلام من موسى لا من الله.
فقال له بعض الحاضرين ما تقول في قوله تعالى : (( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه ))؟ ما قال وكلم ربه، قال : (( وكلمه ربه ))، ويش الجواب؟ اه؟ فبهت، وما استطاع أن يجيب.
قال : " وقوله : (( إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ))، وقوله : (( وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيًا )) ". هذه ثلاثة آيات كل آية لها اتجاه.
قال : " ففي الآية الأولى : إثبات أن الكلام يتعلق بمشيئته، وأن آحاده حادثة ". ما وجهه؟ أن الكلام بعد ما جاء، ومجيء موسى بمشيئة الله ولا لا؟ بمشيئة الله، فيكون كلامه أيضا بمشيئته، وتكون آحاده حادثة.
" وفي الآية الثانية: دليل على أنه بحرف فإن مقول القول فيها حروف ". شوف : (( وإذ قال الله )) ماذا قال؟ (( يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي )) وهذه الجملة حروف ولا غير حروف؟ حروف (( يا عيسى )) إلى آخره، فهي حروف. فدل هذا على أن كلام الله تعالى بحرف.
" وفي الآية الثالثة : دليل على أنه بصوت " (( وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا )).
وجه الدلالة : إذ لا يعقل النداء والمناجاة إلا بصوت، لكن المناجاة بصوت قريب خفي، نعم، والمناداة بصوت مرتفع.
8 - شرح قول المصنف: " وقد دل على هذا القول الكتاب، والسنة: فمن أدلة الكتاب قوله تعالى: ( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه ) وقوله: ( إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ) قوله ( وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيًا ) .ففي الآية الأولى: إثبات أن الكلام يتعلق بمشيئته، وأن آحاده حادثة. وفي الآية الثانية: دليل على أنه بحرف فإن مقول القول فيها حروف. وفي الآية الثالثة: دليل على أنه بصوت إذ لا يعقل النداء والمناجاة إلا بصوت " أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " ومن أدلة السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم: " يقول الله تعالى: يا آدم. فيقول: لبيك وسعديك. فينادي بصوت إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار ".
وهذا يوم القيامة يقول الله: يا آدم، فيوجه إليه النداء بالحروف، يا آدم، سمعه ولا ما سمعه؟ سمعه إذن فهو بصوت.
" ( يا آدم فيقول : لبيك وسعديك ) "
ويش معنى لبيك؟ أي: إجابة وثبوتا على طاعتك، فإن معنى التلبية الإجابة والدوام والثبوت على الشيء.
نقول: معنى لبيك أي إجابة لما دعوتني له.
سعديك؟ قالوا: إن سعديك اسم مصدر بمعنى إسعاد، أي: أطلبك أن تسعدني إسعاد.
وقيل: إن معنى الإسعاد المعاونة، معناه المعاونة، ومنه قولهم في النياحة في الجاهلية: فلانة أسعدت فلانة، يعني: أعانتها على نياحتها.
وقوله : " ( فينادي بصوت ) " ينادي بصوت، شوف قال ينادي بصوت، كلمة بصوت بالنسبة لعاملها على الفعل، اه؟ مؤكد فقط، لأن المناداة لا تكون إلا بصوت.
يقول : " ( إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار ) " فيخرجهم ولا لا؟ يخرجهم، لكن كيف يعلمهم؟ يعلمهم بسيماهم، لأن سيما الكفار والعياذ بالله يوم القيامة تتميز وتتبين.
هل في هذا الحديث دليل على أن كلام الله بمشيئته؟
الطالب : إذا أراد شيئا قال له كن فيكون .
الشيخ : لا، أنا أريد في الحديث؟ ( يا آدم )، كيف ذلك؟ لأنه يتكلم في القيامة، فيتعلق بمشيئته.
وهل فيه دليل على أنه بحرف؟ نعم، لأن مقول القول ( يا آدم ) حروف.
وهل فيه دليل على أنه بصوت؟ ( فينادي بصوت ) واضح، ولكن هذا الصوت لا يشبه أصوات المخلوقين.
9 - شرح قول المصنف: " ومن أدلة السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم: " يقول الله تعالى: يا آدم. فيقول: لبيك وسعديك. فينادي بصوت إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار ". أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " وكلامه سبحانه هو اللفظ والمعنى جميعاً، ليس هو اللفظ وحده أو المعنى وحده هذا هو قول أهل السنة والجماعة في كلام الله تعالى، أما أقوال غيرهم فإليك ملخصها من مختصر الصواعق المرسلة:
نعم؟ هاه؟ فإليك ملخصها، إلى هذه اسم فعل أمر بمعنى خذ. طيب، من مختصر الصواعق المرسلة.
أصل الصواعق لابن القيم "الصواعق المرسلة على غزو الجهمية والمعطلة ". العنوان ما شاء الله ضخم، صواعق مرسلة على أهل الغزو. إذا أرسلت على الغزو تدمرهم ولا لا؟ معلوم، صواعق تدمرهم، ولهذا يعتبر كتابه هذا من أحسن ما كتب في الموضوع، لكن الكتاب الأصل ما هو مطبوع إلى الآن، وهو موجود مخطوطا لكنه غير مطبوع، وأما المختصر ها؟
الطالب : كله؟
الشيخ : والله ما أدري عاد هو كله أو جزء كبير منه، في مجلدان كبيران موجودان.
وأما المختصر فموجود، هذا ملخص من المختصر. إذن هو ابن الإبن نعم؟
الأول : قول الكرامية، والثاني : قول الكلابية، والثالث : قول الأشعرية، والرابع : قول السالمية، والخامس : قول الجهمية، والسادس : قول الفلاسفة المتأخرين، والسابع : قول الاتحادية.
10 - شرح قول المصنف: " وكلامه سبحانه هو اللفظ والمعنى جميعاً، ليس هو اللفظ وحده أو المعنى وحده هذا هو قول أهل السنة والجماعة في كلام الله تعالى، أما أقوال غيرهم فإليك ملخصها من مختصر الصواعق المرسلة: أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " 1 قول الكرامية: وهو كقول أهل السنة إلا أنهم قالوا: " إنه حادث بعد أن لم يكن " فراراً من إثبات حوادث لا أول لها "
وهؤلاء أقرب ما يكون لأهل السنة، يقولون: كلام الله بحرف وصوت ويتعلق بمشيئته، لكنه حادث بعد أن لم يكن، يعني: كان الله بالأول ما يتكلم، ثم صار يتكلم.
وهذا الأخير باطل، لأننا نقول: إذا كان الله لا يتكلم قبل أن يتكلم، هل هو عاجز؟ فقد وصفتموه بالعجز، أو قادر، فإذا كان قادرا فإنه يتكلم، ما الذي يمنعه من الكلام؟
فالصواب خلاف ما قالوه، لكن هم أقرب الناس إلى أهل السنة والجماعة، نقبل كلامهم؟ نقبل ما أصابوا فيه، ونرد ما أخطأوا فيه.
11 - شرح قول المصنف: " 1 قول الكرامية: وهو كقول أهل السنة إلا أنهم قالوا: " إنه حادث بعد أن لم يكن " فراراً من إثبات حوادث لا أول لها " أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " 2 قول الكلابية: " إنه معنى قائم بذاته لازم لها كلزوم الحياة، والعلم فلا يتعلق بمشيئته، والحروف والأصوات حكاية عنه خلقها الله لتدل على ذلك المعنى القائم بذاته، وهو أربعة معان: أمر، ونهي، وخبر، واستخبار "
هذا كقول الأشعرية الذي يأتي إن شاء الله إلا أنه بينهما فرقا.
يقول: " إن كلام الله هو معنى قائم بذاته لازم لها كلزوم الحياة والعلم ".
وهذا القول ليس بصحيح، لأننا نقول: إن كلام الله لفظ ومعنى، ما هو معنى فقط، ثم هو ليس بلازم كلزوم الحياة والعلم، بل هو يتعلق ها؟ بمشيئته، أما الحياة والعلم فإنها لا تتعلق بالمشيئة.
طيب. وثانيا يقول : " هو أربعة معان : أمر، ونهي، وخبر، واستخبار ". يكون على هذا على رأيه: أن هذا المعنى مركب من أربعة معان، هي: الأمر والنهي والخبر والاستخبار.
وهل كلام الله منحصر في هذه الأربع؟ لا، في كلام الله ما هو للتمني وما هو للترجي، فلا يكون هذا التقسيم حاصرا.
12 - شرح قول المصنف: " 2 قول الكلابية: " إنه معنى قائم بذاته لازم لها كلزوم الحياة، والعلم فلا يتعلق بمشيئته، والحروف والأصوات حكاية عنه خلقها الله لتدل على ذلك المعنى القائم بذاته، وهو أربعة معان: أمر، ونهي، وخبر، واستخبار " أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " 3 قول الأشعرية: وهو كقول الكلابية إلا أنهم يخالفونهم في شيئين: أحدهما: في معاني الكلام فالكلابية يقولون : إنه أربعة معانٍ. والأشعرية يقولون: إنه معنى واحد فالخبر، والاستخبار، والأمر، والنهي كل واحد منها هو عين الآخر وليست أنواعاً للكلام، بل صفات له، بل التوراة والإنجيل، والقرآن كل واحد منها عين الآخر لا تختلف إلا بالعبارة. الثاني: أن الكلابية قالوا: " إن الحروف والأصوات حكاية عن كلام الله ". وأما الأشعرية فقالوا: " إنها عبارة عن كلام الله ".
أحدهما : في معاني الكلام، فالكلابية يقولون : إنه أربعة معانٍ. والأشعرية يقولون: إنه معنى واحد ".
وهذا شر غير معقول، كلام واحد " فالخبر، والاستخبار، والأمر، والنهي، كل واحد منهما هو عين الآخر، وليست أنواعاً للكلام بل هي صفات له، بل التوراة والإنجيل والقرآن كل واحد منها عين الآخر، لا تختلف إلا بالعبارة ".
شوف هذا المذهب أعتقد أن تصوره كاف لرده، يقولون : إن كلام الله قائم بنفسه لازم له، ويسمونه الكلام النفسي، ولا يؤمنون بأن الله يتكلم بحرف وصوت، يقولون: إن هذه الحروف والأصوات خلقها الله لتعبر عن كلامه، أما أنه هو سبحانه وتعالى يتكلم، لا، كلامه معنى قائم في نفسه.
ثم أبطل من ذلك أن يقولوا: إنه معنى واحد، كل الكلام معنى واحد، الخبر والاستخبار والاستفهام والأمر والنهي، كلهن شيء واحد. بل نزيد على ذلك ونقول : إن التوراة والإنجيل والقرآن شيء واحد شيء واحد عندهم، فمثلا قوله تعالى : (( ولا تقربوا الزنى )) هو عين قوله تعالى : (( أقيموا الصلاة )) ايش تقولون؟ هذا معقول ؟ أبدا ليس بمعقول، يعني: لولا أنه يذكر هذا لقلنا ما يمكن أن يقوله أي إنسان عاقل، أن يجعل الخبر هو عين الاستخبار وعين الاستفهام، وأن يجعل الأمر هو عين ها؟ النهي، والأمر والنهي هما عين الخبر والاستخبار، لأنهم يقولون: إنه معنى واحد، معنى واحد لا يتجزأ.
كل هذا على زعمهم أنه لو كان يتجزأ للزم قيام الحوادث بالله عز وجل، والحوادث لا تقوم ها؟ إلا بحادث، وهذه مقدمات كلها باطلة لا دليل عليها.
لكن شوف الآن ويش يخالفون الكلابية بماذا؟ الكلابية يقولون : إنه أربعة معان وهؤلاء يقولون إنه معنى واحد.
الثاني: أن الكلابية قالوا : إن الحروف والأصوات حكاية عن كلام الله، وأما الأشعرية فقالوا : إنها عبارة عن كلام الله. ويش الفرق بينهما؟
الحكاية أن يحكى لفظ الصوت، والعبارة أن يعبر عنه بمعنى آخر، ما هو يحكى لفظ الصوت.
فمثلا لو قلت أنا: إن فلانا يقول كذا وكذا وكذا، وما حكيت كلامه، أكون الآن معبرا، لكن لو حكيت كلامه بالضبط، لكنت حاكيا.
هم يقولون : إن القرآن عبارة عن كلام الله، وليس كلام الله، ولكنه خلقه الله ليعبر عما في نفسه، فموسى حينما سمع : (( وما تلك بيمينك يا موسى )) هل الله تكلم بها؟ لا، لأن كلامه معنى قائم بنفسه من الأصل، لكنه خلق صوتا سمعه موسى تعبيرا عن كلام الله عز وجل.
وهذا المعنى أيضا باطل كما تشاهدون نعم.
13 - شرح قول المصنف: " 3 قول الأشعرية: وهو كقول الكلابية إلا أنهم يخالفونهم في شيئين: أحدهما: في معاني الكلام فالكلابية يقولون : إنه أربعة معانٍ. والأشعرية يقولون: إنه معنى واحد فالخبر، والاستخبار، والأمر، والنهي كل واحد منها هو عين الآخر وليست أنواعاً للكلام، بل صفات له، بل التوراة والإنجيل، والقرآن كل واحد منها عين الآخر لا تختلف إلا بالعبارة. الثاني: أن الكلابية قالوا: " إن الحروف والأصوات حكاية عن كلام الله ". وأما الأشعرية فقالوا: " إنها عبارة عن كلام الله ". أستمع حفظ
سؤال عن تعريف الأشاعرة لكلام الله تعالى وما فيه من تناقض ؟
الشيخ : كيف؟
السائل : إذا قالوا معنى واحد كيف يفسرون الأمر والنهي؟
الشيخ : أي نعم، هو يقول : الأمر مقتضاه الأمر، والنهي مقتضاه الترك، أو الأمر مقتضاه الفعل، والنهي مقتضاه الترك. لكن هما شيء واحد، لأنه ما عندهم أن الله تعالى يجزأ كلامه، نفس الكلام هذا هو الكلام هذا، لكن اختلفت الصورة بحسب ما سمع الناس من هذا التعبير.
السائل : هم يفسرونه على أن قاله.
الشيخ : أي، هو يقول لك هذا أمر، (( أقم الصلاة )) أمر (( لا تقربوا الزنى )) نهي، لكن هذا هو عين هذا.
ولذلك كلامهم ما يتصوره الإنسان أبدا، كيف يكون الأمر عين النهي؟ يقول: نعم، لأنه ما يمكن نقول إن الله تكلم بكلامين، قال : (( أقم الصلاة )) (( ولا تقربوا الزنى ))، لأن الكلام عندهم ما يمكن يتجزأ إطلاقا. فكما أن العلم الذي وصف به نفسه ما يتجزأ كذلك الكلام، لأنهم يرون أنه معنى قائم بالنفس. وهذه الأشياء الأمر والنهي والخبر والاستخبار أشياء خلقها الله تعالى لتعبر عما في نفسه، والله أعلم.
مراجعة ما سبق الكلام عليه حول كلام الله تعالى واختلاف الفرق الإسلامية فيه .
الطالب : الذاتية.
الشيخ : الذاتية الفعلية، فباعتبار أصله من الصفات الذاتية، وباعتبار آحاده من الصفات الفعلية.
وسبق لنا أن أهل السنة يقولون: إن كلام الله ليس المعنى القائم بنفسه، ولكنه كلام يسمع بحروف وأصوات ويتعلق بمشيئته متى شاء تكلم بما شاء سبحانه وتعالى.
وسبق لنا شيء من أقوال المخالفين لهؤلاء، منها: قول الكرامية، وهم يوافقون أهل السنة إلا أنهم قالوا إنه حادث بعد أن لم يكن، فجعلوه من الصفات الفعلية المحضة، نعم.
والثاني : قول الكلابية، يقولون: إنه معنى قائم بنفس الله، وليس شيئا يسمع، بل هو معنى قائم بذات الله كقيام الحياة والعلم، مثل: ما أن الله حي وعليم هو متكلم، فهو صفة معنوية قائمة بذات الله عز وجل لازمة لحياته، وما سُمع من كلامه فهو اه؟ مخلوق حكاية عنه، وهو كم من نوع ؟ أربعة، أمر ونهي وخبر واستخبار.
أما الأشاعرة، فقالوا نحوا من هذا القول: إنه هو المعنى القائم بنفس الله عز وجل، وأنه لازم لذاته كلزوم الحياة والعلم، ولا يتعلق بمشيئته، وأن ما يسمع من كلام الله ليس كلام الله، ولكنه عبارة عنه.
ثم جاؤوا بالطامة الكبرى بأن كلام الله كله معنى واحد، فالأمر عين النهي، والخبر عين الاستخبار.
ولا شك أن هذا كلام لا يعقل، ما يعقله إلا من فسد عقله وقال به.
شرح قول المصنف: " 4 قول السالمية: " إنه صفة قائمة بذاته لازمة لها كلزوم الحياة، والعلم، فلا يتعلق بمشيئته، وهو حروف وأصوات متقارنة لا يسبق بعضها بعضاً، فالباء والسين والميم في البسملة مثلاً كل حرف منها مقارن للآخر في آن واحد ومع ذلك لم تزل ولا تزال موجودة ".
لكن يقولون : " إنها متقارنة لا يسبق بعضها بعضا ". ها؟ " متقارنة لا يسبق بعضها بعضا " فقوله تعالى : (( بسم الله الرحمن الرحيم )) بسم الله الباء والسين والميم كلها كما يقال ولله المثل الأعلى طلعت جميعا. ما يعقل، ما خرجت مترتبة، لماذا؟ قالوا: لأنه لو خرجت كلمات الله مترتبة لزم أن تقوم الحوادث به، لزم أن تقوم الحوادث به، إذا جاءت السين بعد الباء معناها أنها حدثت بعدها، إذا جاءت الميم بعد السين والباء فقد حدثت بعدها، وقيام الحوادث عندهم في ذات الله ممتنع. ولكن الممتنع ما ذكروه، من يمكن أن يقول : (( إن بسم الله الرحمن الرحيم )) التي في أول الفاتحة هي وقوله : (( من الجنة والناس )) خرجت، كل القرآن خرج مرة واحدة، بل أبلغ من ذلك كل كلمات الله عز وجل التي لا يمكن أن تنفذ كلها اه؟ كلها متقارنة شيئا واحدا.
ولا شك أنه أنه كما قال شيخنا رحمه الله في توضيح الكافية الشافية، قال: " تصور هذا المذهب كاف في رده ".
أنت إذا تصورت هذا المذهب عرفت أنه باطل، لا يمكن القول به.
فهم شوف وافقوا أهل السنة والجماعة في كونه حروفا وأصواتا، لكنهم خالفوهم في كونه معنى قائم بنفسه، لازم لها كلزوم الحياة والعلم، وفي كونه متقارنا، من يعقل هذا؟
شو يا عيسى بن ...؟
الطالب : ... وش معناها؟
الشيخ : ايه، قيام الحوادث معناها الأفعال، يعني مثل : (( استوى على العرش )) ( ينزل إلى السماء الدنيا ) يتكلم، هذه الأشياء حادثة، وقيام الحوادث بذات الله ممنوع، لأن الحادث لا يقوم إلا بحادث، فأنت على زعمهم إذا أثبت أن الله تقوم به الحوادث لزم من ذلك أن يكون الله تعالى حادثا.
وهذا ليس بصحيح، الله سبحانه وتعالى الأول الذي ليس قبله شيء، ومع ذلك فإنه يفعل ما يشاء. نعم.
16 - شرح قول المصنف: " 4 قول السالمية: " إنه صفة قائمة بذاته لازمة لها كلزوم الحياة، والعلم، فلا يتعلق بمشيئته، وهو حروف وأصوات متقارنة لا يسبق بعضها بعضاً، فالباء والسين والميم في البسملة مثلاً كل حرف منها مقارن للآخر في آن واحد ومع ذلك لم تزل ولا تزال موجودة ". أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " 5 قول الجهمية والمعتزلة: " إنه مخلوق من المخلوقات وليس من صفات الله ". ثم من الجهمية من صرح بنفي الكلام عن الله، ومنهم من أقر به وقال: إنه مخلوق "
الجهمية والمعتزلة تصادقا في مسألة الكلام وتوافقا بينما هما - الجهمية والمعتزلة - يختلفان في أسماء الإيمان والدين، ويختلفان أيضا في مسائل القدر، الجهمية جبرية، والمعتزلة قدرية.
في باب أسماء الإيمان والدين الجهمية يقولون: إن الأعمال
لا تدخل في مسمى الإيمان، وأن الإيمان هو العرفان، إنك تعرف إن الله واحد مثلا.
والمعتزلة يقولون : إن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان، وأن الإنسان لو فعل كبيرة خرج من الإيمان، لكن لم يدخل في الكفر، في منزلة بين منزلتين.
شوف الفرق، الجهمية يقولون : ازن واسرق وتلوط واشرب الخمر واقتل النفس، نعم، وافعل كل محرم لا يخرجك من الإسلام وأنت مؤمن كامل الإيمان، ولا نقول: أنت مؤمن كامل الإيمان فقط، نقول: كل الناس في الإيمان سواء حتى إيمان أفسق الناس وإيمان جبريل على حد سواء.
والإيمان عندهم هو المعرفة، وابن القيم رحمه الله في النونية رد عليهم قي ذلك ردا قويا ومقنعا، قال : "
إذا كان الإيمان هو المعرفة بالله عز وجل فاسأل إبليس هل هو يعرف ربه ولا لا؟ اه؟ يعرف ربه؟ أي نعم، حتى عند العامة يقولون إبليس يعرف ربه، طيب، ولهذا يسأل : (( رب أنظرني )) واسأل كل أولئك الذين فعلوا معاصي هل يعرفون الله؟ الجواب : يعرفونه، فهم عند جهم، يقول: عند جهم كامل الإيمان ".
المعتزلة والجهمية توافقوا في مسألة الصفات، كلهم نفاة معطلة، لكن يختلفون في الغلو، الجهمية أشد غلوا في النفي من المعتزلة. في الكلام اتفقوا على أن القرآن على أن كلام الله مخلوق، مخلوق من المخلوقات.
أما الله عز وجل فلا يتكلم لكن يخلق كلاما، أين يخلقه؟ يمكن يخلقه في الشجرة، كما في قوله تعالى عن موسى نعم، (( من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين )). قالوا: خلق الله كلاما في الشجرة فسمعه موسى فقال هذا كلام الله.
أو يخلقه الله تعالى في الهواء ويسمع، أما أن الله يتكلم بكلام هو صفته فلا.
ويقول ثم من الجهمية، إذا كان مخلوقا هل يتعلق بمشيئته؟ الجواب : نعم، فهم يوافقون أهل السنة في كون الكلام، في كون الكلام متعلقا بمشيئته، لكن يخالفونه في كونه مخلوقا.
لننظر الآن أيما أشد في مسألة الكلام قول الأشعرية ولا قول الجهمية؟
الأشعرية يقولون : إن الكلام هو المعنى القائم بالنفس.
والجهمية والمعتزلة يقولون الكلام هو هذا الذي نسمع، هذا كلام الله، الذي في المصحف كلام الله لفظه ومعناه.
أولئك يقولون ليس كلام الله بلفظه ومعناه، كلام الله بمعناه فقط، وأما اللفظ فإن الله تعالى خلق أصواتا ليعبر بها عما في نفسه.
إذن الأشعرية يقولون : ما في المصحف ليس كلام الله، ولكنه عبارة عنه.
والجهمية يقولون: إنه كلام الله، كلام الله حقيقة ليس عبارة عنه، فالجهمية من هذا الوجه خير من الأشعرية.
نأتي إلى الخلق، الأشعرية يقولون هذه الحروف الي في القرآن والأصوات التي سمعها الرسول وسمعها جبريل يقولون إنها مخلوقة.
والجهمية يقولون أيضا إنها مخلوقة.
ولهذا قال بعض المحققين منهم : إنه ليس بيننا وبين الجهمية والمعتزلة فرق، لأننا كلنا متفقون على أن ما بين دفتي المصحف مخلوق، لكن نحن نقول مخلوق وهو كلام الله، وأنتم تقولون مخلوق وهو عبارة عن كلام الله.
قال : " ثم من الجهمية من صرح بنفي الكلام عن الله، ومنهم من أقر به، وقال : إنه مخلوق ".
يعني منهم من صرح وقال إن الله لا يتكلم، لكن يخلق كلاما، ومنهم من قال إنه يتكلم ولكن الكلام مخلوق.
17 - شرح قول المصنف: " 5 قول الجهمية والمعتزلة: " إنه مخلوق من المخلوقات وليس من صفات الله ". ثم من الجهمية من صرح بنفي الكلام عن الله، ومنهم من أقر به وقال: إنه مخلوق " أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " 6 قول فلاسفة المتأخرين أتباع أرسطو: " إنه فيض من العقل الفعال على النفوس الفاضلة الزكية بحسب استعدادها وقبولها فيوجب لها تصورات، وتصديقات بحسب ما قبلته منه، وهذه التصورات والتصديقات المتخيلة تقوى حتى تصور الشيء المعقول صوراً نورانية تخاطبها بكلام تسمعه الآذان "
الطالب : الخوارج ... .
الشيخ : ما أعرف عنهم شيئا.
الطالب : ... .
الشيخ : ما أدري.
" قول فلاسفة المتأخرين أتباع أرسطو : أنه فيض من العقل الفعال على النفوس الفاضلة الزكية ".
والعقل الفعال عندهم هو الذي خلق الكون وليس الله، ولهذا يعبرون عن الله بأنه العلة الفاعلة، أو العقل الفعال أو ما أشبه ذلك.
هذا العقل الفعال على رأيهم إلكتروني، يقولون : " إنه يفيض على النفوس الفاضلة الزكية بحسب استعدادها وقبولها فيوجب لها تصورات وتصديقات بحسب ما قبلته منه ".
الفرق بين التصور والتصديق أن التصور يعرف الإنسان الصورة، والتصديق يحكم عليها، فالتصديق بمعنى الحكم على الشيء. " هذه التصورات والتصديقات المتخيلة تقوى حتى تصور الشيء المعقول صورا نورانية تخاطبها بكلام تسمعه الآذان ". ويش هذا الطويل العريض؟
يقولون: عندنا عقل فعال هو الذي يدبر الكون، يفيض على النفوس الفاضلة الزكية، يفيض عليها مما عنده، ما نقول مما أعطاه الله، لأنه هو الله عندهم، يفيض عليها تصورات وتصديقات، نعم، بحسب استعدادها، فلقوة التصور والتصديق يتخيل هذا الذي أعطي هذه التصورات والتصديقات يتخيل أن أحدا يخاطبه بكلام تسمعه الآذان.
هذا المتخيل عندهم هو الله الذي يتكلم.
وهذا في الحقيقة كما رأيتم قول باطل، أولا: لأن العقل الفعال غير موجود، وثانيا: أن هذه التصورات والتخيلات إذا أردنا أن نطبقها على الواقع نقول: هؤلاء مجانين، مثل: ما يتصور الإنسان أن جنا يخاطبه أو يتكلم معاه، فهذه أقرب، مع أنهم يرون، هي أقرب هذه.