شرح قول المصنف: " 7 قول الاتحادية- القائلين بوحدة الوجود - إن كل كلام في الوجود كلام الله كما قال قائلهم: وكل كلام في الوجود كلامه سواء علينا نثره ونظامه وكل هذه الأقوال مخالفة لما دل عليه الكتاب، والسنة، والعقل، ومن رزقه الله علماً وحكمة فهم ذلك "
الشيخ :" قول الاتحادية القائلين بوحدة الوجود " نسأل الله العافية. هؤلاء الاتحادية يقولون: إن المخلوق عين الخالق، وبعضهم يقول: إن المخلوق ليس عين الخالق، لكن اتحد بعين الخالق، كانوا بالأول اثنين ثم صاروا واحدا، والأولون يقولون : أصلا ما في اثنين كل الكون هو الرب والمربوب، نعم. ولهذا قال لهم ابن القيم : " يا جماعة إذا قلتم إن الرب هو هذا الكون فمعنى ذلك أن مربوبكم موطوؤكم ". اه؟ الزوج الي يطأ زوجته من يطأه؟ يطأ ربه والعياذ بالله، ما دام تقولون كل الكون هو الله، فمعنى ذلك أنكم تطؤون ربكم، ولهذا قال : " يا أمة موطوؤها مربوبها *** " نسيت البيت. الطالب : يا أمة معبودها موطوؤها. الشيخ : نعم. " يا أمة معبودها موطوؤها *** تبا لذي العقول والأذهان ". هؤلاء أهل وحدة الوجود، يقول مثلا: أنت رب وأنا رب، والكلب رب والحمار رب، والسماء رب والأرض رب، وكل شيء فهو رب، نعم. هؤلاء يقولون: إذن كل كلام في الوجود فهو كلام الله، ما دام الإنسان رب إذا تكلم فهو كلام الرب، ولهذا يقولون : " كل كلام في الوجود كلامه *** سواء علينا نثره ونظامه " فامرؤ القيس قصيدته كلام الله، وقس بن سعادة خطبته كلام الله، وكل من تكلم فإن كلامه هو كلام الله، يتكلم بالقبيح بالحسن بأي شيء فهو كلام الله. الطالب : وإذا مات ؟ الشيخ : وإذا مات مات جزء من الله، ما يموت يقولون: بس تحول من وصف إلى وصف، نعم. .. مثل ما تحكي الصدى، مثل الصدى يعني، شيء يحكي الكلام حكاية، والعبارة معناه أن الكلام الأول انمحى لكن عبر عنه. باقي واجد ؟. الطالب : ... . الشيخ : زين.
شرح قول المصنف: " فصل في أن القرآن كلام الله مذهب أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، تكلم به حقيقة، وألقاه إلى جبريل فنزل به على قلب محمد صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : ثم قال : " فصل في أن القرآن كلام الله ". وهذا أيضا مما حصل فيه النزاع بين أهل السنة والجماعة وبين المعتزلة وأتباعهم. " فمذهب أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود ". " أن القرأن كلام الله " دليلهم؟ أظنه ذكرنا، نتركها. " منزل غير مخلوق " كلمة غير مخلوق هذه جاءت حين حدث القول بخلق القرآن، وإلا فالمعروف في عهد الصحابة رضي الله عنهم أنهم يقولون القرآن كلام الله منزل. لكن لما حدث القول بأن القرآن مخلوق قال أهل السنة: إنه غير مخلوق، كما قال أهل السنة: إن الله استوى على العرش بذاته، لما حدث القول بأنه بمعنى استولى، بأنه استولى، وقالوا ينزل إلى السماء الدنيا بذاته حين حدث القول بأنه ينزل ملك من ملائكته أو رحمته. قال: " منه بدأ وإليه يعود ". منه بدأ أي من الله، ذكرها المؤلف بعد. " تكلم به حقيقة، وألقاه إلى جبريل فنزل به على قلب محمد صلى الله عليه وسلم " كما قال الله تعالى : (( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين )) فقولهم: إنه كلام الله يعني لا كلام جبريل ولا كلام محمد عليه الصلاة والسلام. فإن قلت : كيف تجمع بين هذا وبين قوله تعالى عن القرآن : (( إنه لقول رسول كريم * ذي قوة عند ذي العرش مكين )) وقوله : (( إنه لقول رسول كريم ** وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون )) فأضاف الله هذا القول إلى الرسول، إلى الرسول الملكي في قوله : (( ذي قوة عن ذي العرش المكين )) وإلى الرسول البشري في قوله : (( وما هو بقول شاعر ))؟ قلنا : هذا هذه الإضافة باعتبار التبليغ، فجبريل بلغه محمدا صلى الله عليه وسلم فيكون بالنسبة إلى محمد صلى الله عليه وسلم قول جبريل، فهو القائل. ومحمد صلى الله عليه و سلم بلغه إلينا، فيكون قوله باعتبار تبليغه إلينا. ويدل لهذا أنه لا يمكن أن يكون القول الواحد قولا لاثنين، وقد قال الله : (( إنه لقول رسول كريم ذي قوة )) وقال : (( إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر )) فلا يمكن أن يكون القول الواحد قولا لاثنين، إذن من هو قول الله؟ قول لله عز وجل كما قال تعالى : (( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله )).
شرح قول المصنف: " وقد دل على هذا القول الكتاب، والسنة. فمن أدلة الكتاب قوله تعالى: " وإن أحدمن المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله " يعني القرآن وقوله:"كتاب أنزلناه إليك ". " نزل به الروح الأمين . على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين "
الشيخ : قال : " وقد دل على هذا القول الكتاب، والسنة. فمن أدلة الكتاب قوله تعالى : (( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله )) " يعني: ها؟ القرآن، لأنه ليس المعنى حتى يسمع كلام الله من ذات الله، ولكن حتى يسمع كلام الله من طريق كلام الله، وهو القرآن. قال : " وقولِه أو قولُه : (( كتاب أنزلناه إليك )) " فصرح بأن الله أنزله. " وقوله : (( نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين )) " فهذا واضح أنه نزل وأنه غير مخلوق. فإن قلت : لا يلزم من النزول أن يكون غير مخلوق، فهناك أشياء ذكر الله أنه أنزلها وهي مخلوقة، كما في قوله تعالى : (( أنزل من السماء ماء )) ومعلوم أن هذا الماء ها؟ مخلوق، وقال تعالى : (( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد )) ومعلوم أن الحديد مخلوق، وقال تعالى : (( وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج )) ومعلوم أن هذه الثمانية مخلوقة، فلا يلزم من كونه نازلا من الله أن يكون غير مخلوق، لأنا وجدنا أشياء أضيف إنزالها إلى الله عز وجل وهي مخلوقة، فما هو الجواب؟ الجواب : أن يقال إن هذه الأشياء التي أضاف الله إنزالها إليه أعيان قائمة بنفسها أو لا؟ الحديد والماء والأنعام أعيان قائمة بنفسها، فنعلم بأنها مخلوقة، وأما الكلام فإن الكلام لا يقوم بنفسه، بل لا يقوم إلا بمن؟ بالمتكلم به، وإذا كان لا يقوم إلا بالمتكلم به صار من صفاته، وصفات الحالق غير مخلوقة.
شرح قول المصنف: " ومن أدلة السنة قوله صلى الله عليه وسلم وهو يعرض نفسه على الناس في الموقف: " ألا رجل يحملني إلى قومه لأبلغ كلام ربي فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي عز وجل". وقوله صلى الله عليه وسلم ، للبراء ابن عازب: " إذا أويت إلى فراشك فقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت".
الشيخ : قال : " ومن أدلة السنة قوله صلى الله عليه وسلم وهو يعرض نفسه على الناس في الموقف : ( ألا رجل يحملني إلى قومه لأبلغ كلام ربي، فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي عز وجل ) ". واضح أنه يريد بذلك القرآن. " وقوله صلى الله عليه وسلم للبراء ابن عازب : ( إذا أويت إلى فراشك فقل : اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ) " ها؟ الطالب : ... . الشيخ : اي، غلط ( لا ملجأ ) مين الي عنده الطبعة الأخيرة؟ ها؟ .. ( ونبيك الذي أرسلت ). الشاهد قوله : ( بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت ). هذا يقوله الإنسان متى؟ إذا أوى إلى فراشه، يقول هذا الكلام. وقد جاء في الحديث هذا أن البراء لما أعادها على النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( آمنت برسولك الذي أرسلت ) فقال له: ( بنبيك الذي أرسلت ). والمعروف أن كل رسول نبي، لأن الرسول أخص، لكن أجاب شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، فقالوا : إنه إذا قال برسولك الذي أرسلت يحتمل أن يكون المراد به الرسول الملكي، لأنه يسمى رسولا، فإذا قال بنبيك الذي أرسلت ها؟ تعين أن يكون الرسول البشري. هذا من جهة. من جهة أخرى أنه إذا قال برسولك الذي أرسلت دخلت النبوة ضمنا، لكن إذا قال: بنبيك الذي أرسلت دخلت النبوة صراحة، وهذا أوكد، أوكد وأبين. طيب ومن أدلة.
شرح قول المصنف: " وقال عمرو بن دينار: أدركت الناس منذ سبعين سنة يقولون: " الله الخالق وما سواه مخلوق، إلا القرآن فإنه كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود" أ هـ.
الشيخ :" وقال عمرو بن دينار : أدركت الناس منذ سبعين سنة يقولون : الله الخالق، وما سواه مخلوق إلا القرآن فإنه كلام الله غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود ". فإن قلت : لماذا لا تقول : إن القرآن مخلوق والله عز وجل يقول : (( والله خالق كل شيء )) فهل القرآن شيء، ولا ما هو شيء؟ شيء بلا شك، ويش الي يخرجه عن هذا العموم؟ نقول : الذي يخرجه عن هذا العموم أنه من صفات الله، وصفات الله تعالى غير مخلوقة، ولو أخذنا بهذا العموم لقلنا إن الله خالق نفسه أيضا، لأن الله سمى نفسه شيئا، فقال : (( قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم )). إذن فالله خالق كل شيء، يعني: ما عدا ذاته وصفاته. أما ذاته فظاهر، لأنه لا يمكن أن يكون الخالق مخلوقا، أو المخلوق خالقا. وأما صفاته فلأنها صفة في ذاته، فإذا كانت الذات غير مخلوقة كانت الصفات غير مخلوقة.
شرح قول المصنف: " ومعنى قولهم : " منه بدأ " أن الله تكلم به ابتداء ، وفيه رد على الجهمية القائلين بأنه خلقه في غيره. وأما قولهم: "وإليه يعود" فيحتمل معنيين: أحدهما: أنه تعود صفة الكلام بالقرآن إليه بمعنى أن أحداً لا يوصف بأنه تكلم به غير الله، لأنه هو المتكلم به، والكلام صفة للمتكلم. الثاني: أنه يرفع إلى الله تعالى: كما جاء في بعض الآثار أنه يسري به من المصاحف والصدور وذلك إنما يقع والله أعلم حين يعرض الناس عن العمل بالقرآن إعراضاً كلياً فيرفع عنهم تكريماً له والله المستعان.
الشيخ :" ومعنى قولهم : منه بدأ، أن الله تكلم به ابتداء، وفيه رد على الجهمية القائلين بأنه خلقه في غيره . وأما قولهم : وإليه يعود، فيحتمل معنيين : أحدهما : أن تعود صفة الكلام بالقرآن إليه بمعنى أن أحداً لا يوصف بأنه تكلم به غير الله، لأنه هو المتكلم به، والكلام صفة للمتكلم ". إذن إليه يعود وصفا لا يوصف به غيره. " ويحتمل معنى آخر أنه يرفع إلى الله تعالى كما جاء في بعض الآثار أنه يسرى به من المصاحف والصدور، وذلك إنما يقع والله أعلم حين يُعرض الناس عن العمل بالقرآن إعراضاً كلياً فيرفع عنهم تكريماً له والله المستعان ". .. والقرآن شيء، فيلزم أن يكون مخلوقا، ورددنا عليهم قلنا إذن الله مخلوق لأنه شيء، نعم، وبينا أن كل شيء قد يراد بها الخصوص، يعني: كل شيء سواه، كما في قوله تعالى : (( تدمر كل شيء بأمر ربها )) لكن يمكن أنت ما حضرت؟ الطالب : لا، حضرت، ... (( إنا جعلناه قرآنا عربيا )). الشيخ : نعم. الطالب : وجعل بمعنى خلق. الشيخ : لا، هذه شبهة ما هي بصحيحة، أقوى ما يحتجوا به هذه وأما جعلناه صيرناه قرآنا عربيا فهذا معناه أنزلناه بلغة العرب، تفسره الآية الثانية : (( إنا أنزلناه قرآنا عربيا )) نعم. الطالب : ... . الشيخ : نعم.
شرح قول المصنف: " فصل في اللفظ والملفوظ .الكلام في هذا الفصل يتعلق بالقرآن فإنه قد سبق أن القرآن كلام الله غير مخلوق، لكن اللفظ بالقرآن هل يصح أن نقول: إنه مخلوق، أو غير مخلوق، أو يجب السكوت؟
فالجواب أن يقال: إن إطلاق القول في هذا نفياً أو إثباتاً غير صحيح وأما عند التفصيل فيقال: إن أريد باللفظ التلفظ الذي هو فعل العبد فهو مخلوق، لأن العبد وفعله مخلوقان، وإن أريد باللفظ الملفوظ به فهو كلام الله غير مخلوق، لأن كلام الله من صفاته، وصفاته غير مخلوقة، ويشير إلى هذا التفصيل قول الإمام أحمد رحمه الله: " من قال : لفظي بالقرآن مخلوق يريد به القرآن فهو جهمي " فقوله : يريد به القرآن يدل على أنه إن أراد به غير القرآن وهو التلفظ الذي هو فعل فليس بجهمي. والله أعلم.
الشيخ : نعم. إن قلت غير مخلوق أخطأت، وإن قلت مخلوق أخطأت، إذن يجب علينا السكوت ولا ماذا؟ اسمع التفصيل، يقول : " فالجواب أن يقال : إن إطلاق القول في هذا نفياً أو إثباتاً غير صحيح " يعني: لا تقول مخلوق، ولا غير مخلوق، ما يصح الإطلاق. ولهذا ورد عن الإمام أحمد رحمه الله أنه قال : " من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع " إذن ويش الواجب؟ الواجب السكوت، ما نقول على الإطلاق، يعني: الواجب أن لا نطلق، لا نقول على الإطلاق إنه مخلوق، ولا نقول : إنه غير مخلوق، واضح؟ لأنك إذا قلت إنه مخلوق طبل لذلك ودففوا من؟ الجهمية والمعتزلة، قالوا : الحمد لله، هذا رجل منا تفضل. وإذا قلت: غير مخلوق فإنه يطبل لذلك القدرية، نعم القدرية، يقولون : الحمد لله هذا يقول إن فعله غير مخلوق لله، وسبق لنا أن القدرية يرون أن الإنسان مستقل بعمله. فأنت الآن إن أطلقت مخلوق فرح بك الجهمية والمعتزلة، وإن أطلقت غير مخلوق فرح بك القدرية. إذن لا تطلق، يجب أن تفصل، ولهذا قال المؤلف : " وأما عند التفصيل فيقال : إن أريد باللفظ التلفظ، وإن أريد باللفظ الملفوظ به ". أفادنا المؤلف أن اللفظ مصدر، مصدر، والمصدر يصح أن يراد به الفعل الذي هو معنى المصدر، ويصح أن يراد به المفعول الناتج عن المصدر. فمثلا : إذا قلت لفظي في القرآن أو لفظي بالقرآن، إن أردت به التلفظ الي هو فعلك فهذا مخلوق ولا غير مخلوق؟ فهذا مخلوق، وإن أردت به الملفوظ به اسم المفعول فهو غير مخلوق. كون المصدر يراد به معناه شائع كثير في اللغة العربية وهو الأصل. وكون المصدر يراد به اسم المفعول وارد في اللغة العربية وإن كان ليس بكثير، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) يعني مردودا. إذن اللفظ صالح للأمرين، إن أريد به التلفظ الذي هو فعل العبد فهو مخلوق، التعليل؟ لأن العبد وفعله مخلوقان، واضح؟ طيب، أنا عندما أقول: الحمد لله رب العالمين، الصوت وحركات الفم واللسان ها؟ مخلوقة، لأن هذا من أوصافي أنا وأنا مخلوق وصفاتي مخلوقة، لكن المقروء هذا غير مخلوق، وهو الملفوظ بهح لأنه كلام الله. يقول : " وإن أريد باللفظ الملفوظ به فهو كلام الله غير مخلوق، لأن كلام الله من صفاته، وصفاته غير مخلوقة ". كل صفات الله غير مخلوقة حتى الفعلية، حتى الفعلية كالاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنيا وما أشبه ذلك ما نقول إنها مخلوقة، لأنها من صفاته، كل صفاته غير مخلوقة. " ويشير إلى هذا التفصيل قول الإمام أحمد رحمه الله : من قال : لفظي بالقرآن مخلوق يريد به القرآن فهو جهمي ". فقوله : " يريد به القرآن " يدل على أنه إن أراد به غير القرآن وهو التلفظ الذي هو فعل الإنسان فليس بجهمي. وهذه الرواية عن أحمد تبين المطلق من كلامه، لأنه رحمه الله ورد عنه في هذه المسألة روايتان، رواية يقول : " من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال غير مخلوف فهو مبتدع ". هذا مطلق، لكن الرواية الي معنا: " من قال لفظي بالقرآن مخلوق يريد " ايش؟ الإمام أحمد يقول : " يريد القرآن " فهو جهمي، لأن الجهمية يقولون : إن القرآن مخلوق، فيكون المطلق مما ورد عن الإمام أحمد يجب أن يحمل على ايه؟ على المقيد، وهو أن المراد من قال لفظي بالقرآن يريد بذلك ايش؟ القرآن، فإنه في هذه الحال يكون جهميا، يكون جهميا. طيب، إذا قال قائل : البحث في هذا الأمر، أصل البحث في هذا، هل هو من الأمور المطلوبة، ولا من الأمور التي ينبغي أن يعرض عنها؟ نقول : ليس من الأمور المطلوبة، بل هو من الأمور التي ينبغي السكوت عنها والإعراض عنها. الدليل؟ الدليل أن الصحابة رضي الله عنهم وهم أحرص منا على العلم لا سيما فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته، هل كانوا بحثوا في هذا؟ اه؟ لا أبدا، لكن الذي أوجب للسلف أن يبحثوا فيه هو كلام أهل البدع، فإن أهل البدع تكلموا في هذا الشيء، فهل يسوغ لنا عندما يتكلمون في هذا الأمر أن نسكت ونربط أفواهنا وندع هؤلاء يصوولون ويجولون ويتكلمون بما يريدون، أو أن ننزل الميدان ونخوض الغمار؟ ها؟ الطالب : أن ننزل الميدان. الشيخ : هذا هو الواجب. الواجب أن ننزل الميدان ونبين الحق ونبطل الباطل، وأما السكوت لهؤلاء يقولون ما يقولون، ويفعلون ما يفعلون ولا نتكلم معهم في شيء فإن هذا خلاف ما أوجب الله علينا نحن معاشر أهل العلم، ولذلك تكلم الإمام أحمد ومحمد بن يحيي الذهلي والبخاري وغيرهم من أهل العلم في هذه المسألة، لأنهم ابتلوا بها، كما قلنا فيما سبق في مسألة الجسم والحيز والجهة وما أشبه ذلك، كلها مما أحدث القول به، ولكن السلف رأوا أنه لا بد من الكلام وأن لا ندع المجال لهؤلاء يتكلمون كما يشاؤون.
شرح قول المصنف: " الباب التاسع عشر في ظهور مقالة التعطيل واستمدادها شاعت مقالة التعطيل بعد القرون المفضلة الصحابة والتابعين وتابعيهم وإن كان أصلها قد نبغ في أواخر عصر التابعين.
الشيخ : ثم قال : " الباب التاسع عشر: في ظهور مقالة التعطيل واستمدادها ". وهذا له ناحية تاريخية. يقول : " شاعت مقالة التعطيل بعد القرون المفضلة الصحابة والتابعين وتابعيهم وإن كان أصلها قد نبغ في أواخر عصر التابعين ". مقالة التعطيل، ويجب أن نعرف ما هو التعطيل؟ التعطيل في اللغة سبق تعريفه في الكتاب في الحقيقة: التخلية. نعم، وأما في الشرع: فهو تعطيل الله تعلى عما يجب له من الأسماء والصفات سواء كان كليا أم جزئيا. فالذين ينكرون الرحمة والمحبة والغضب والكراهة والسخط نسميهم ها؟ معطلة، لأن هذا تعطيل. وكذلك الذين ينكرون جميع الصفات نسميهم معطلة، وكذلك الذين ينكرون الأسماء والصفات، نعم، نسميهم معطلة، وكذلك الذين لا يصفون الله إلا بالنفي نسميهم معطلة، وكذلك الذين لا يصفون الله لا بالنفي ولا بالإثبات نسميهم أيضا معطلة. والحاصل أن التعطيل هو تخلية الله عز وجل عما يجب له من الأسماء والصفات.
شرح قول المصنف: " وأول من تكلم بالتعطيل الجعد بن درهم فقال: إن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكلم موسى تكليماً "
الشيخ : أول من تكلم بالتعطيل الجعد بن درهم. الجعد بن درهم هو من تكلم بالتعطيل فعليه وزر هذه البدعة ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة والعياذ بالله، وما أكثر الذين عملوا بها فما أكثر أوزار هذا الرجل نسأل الله السلامة والعافية نعم؟ قال : " إن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكلم موسى تكليما ً". شف مقالة التعطيل ظهرت في أصلين في الكلام والمحبة، لأن عليهما مدار الشرع كله، فالكلام هو الوحي وهو الشرع، والمحبة عليها أساس العبادة، إذ لا يمكن للإنسان أن يعبد الله إلا وهو يحبه، وعلى هذا أقول : نفى صفتين من صفات الله عز وجل فقط، لكن هاتين الصفتين عليهما مدار الشرع كله، كيف ذلك؟ لأنه إذا نفى أن الله يتكلم نفى الوحي وإذا نفى أن الله يحب ويحب ويش نفى؟ نفى العبادة، لأن العبادة مبنية على المحبة، لولا محبة الله ما عبدناه ولا لا؟ فحينئذ يكون هذا أو يكون هذان الأصلان من أخبث الأصول والعياذ بالله، ومع ذلك هل اقتصر متبعوه على نفي المحبة ونفي الكلام؟ لا، نفوا كثيرا من الصفات، لكن هذا أول ما قال. طيب قيل له : كيف تقول إن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، وقد قال الله : (( واتخذ الله إبراهيم خليلا )) ؟ أنت الآن مكذب للقرآن؟ قال : لا، حاشا أنا لا أكذب القرآن، ولكني أقول إن المراد بالخلة الفقر، الفقر بمعنى الاختلال، فهو محتاج إلى الله عز وجل، هل هذا صحيح؟ ها؟ صحيح؟ لا، لو كان هذا هو المراد بالخليل لكان الشيطان وإبراهيم، اه؟ سواء، كلهم محتاج إلى الله عز وجل أو كلاهما محتاج إلى الله، ولكان أفسق الناس نعم؟ وإبراهيم على حد سواء، وهذا لا يمكن أن يقوله عاقل . طيب، قال: الكلام، يقول لم يكلم موسى تكليما، طيب في القرآن (( وكلم الله موسى تكليما )) تنكر؟ قال: لا، ما أنكر، لكن المراد بالتكليم الجرح الجرح، وعندي شاهد من الحديث، ويش الشاهد؟ قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( ما من مكلوم يكلم في سبيل الله ) ويش معنى مكلوم يكلم؟ يعني مجروج يجرح، فمعنى كلم الله موسى يعني جرّحه، طيب ويش معنى جرحه؟ موسى صار كله دماء؟ قال : لا، جرّحه بمخالب الحكمة، نعم؟ جرّحه بمخالب الحكمة، شو الكلام هذا معقول؟ هذا على سبيل التخييل كما قال الشاعر: " وإذا المنية أنشبت أظفارها *** ألفيت كل تميمة لا تنفع " . لكن وش معنى جرحه بمخالب الحكمة، والله عز وجل يقول : (( وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا ))؟ لكن الضلال هو الضلال والعياذ بالله ما ينفع (( ما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون )) على هذا يكون أصل هذه المقالة مأخوذة من رجل يقال له الجعد بن درهم وسيأتي إن شاء الله بيان حالة هذا الرجل.
شرح قول المصنف: " فقتله خالد بن عبد الله القسري الذي كان والياً على العراق لهشام بن عبد الملك، خرج به إلى مصلى العيد بوثاقه ثم خطب الناس وقال: أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضحٍ بالجعد بن درهم إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكلم موسى تكليماً ثم نزل وذبحه وذلك في عيد الأضحى سنة 119 هـ. وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله في النونية
ولأجل ذا ضحى بجعد خالد الـ ـقسري يوم ذبائح القربان إذ قال: إبراهيم ليس خليله كلا ولا موسى الكليم الداني شكر الضحية كل صاحب سنة لله درك من أخي قربان
الشيخ : يقول : " فقتله خالد بن عبد الله القسري الذي كان والياً على العراق لهشام بن عبد الملك، خرج به إلى مصلى العيد بوثاقه ". وكان ذلك يوم عيد الأضحى، خرج به موثقا بالحديد، ثم خطب الناس، وقال : " أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضحٍ بالجعد بن درهم " نعم؟ جزاه الله خيرا، نعم، الناس يضحون بالغنم بالشاة والبعير والبقر، وهذا ضحى بأخبث منها، شر منها، فإنه شر من الإبل والبقر والغنم والحمير والكلاب والخنازير، لأن الله يقول : (( إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية ))(( إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا )). وإني أسألكم الآن: البعير عن سبع، والبقرة عن سبع، وهذا الرجل عن كم؟ لا، عن آلاف الآلاف، عن كثير، يعني وقى الله به شرا كثيرا، نعم، لكن بعض الناس والعياذ بالله يقولون : إن هذا العمل من خالد القسري ما هو ديني، ولكنه سياسي سياسي. ونقول لهم: هذا كذب، لأن الرجل صرح أمام الناس أنه قتله من أجل هذه البدعة قال : " لأنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ولم يكلم موسى تكليماً ". ثم نزل وذبحه، وذلك في عيد الأضحى سنة 119 هـ. وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله في النونية : " ولأجل ذا " عندكم: لأجل؟ الطالب : نعم. الشيخ : لا، ولأجل ذا. " ولأجل ذا ضحى بجعد خالد الـ *** ـقسري يوم ذبائح القربان ". القسري، ها؟ " ولأجل ذا ضحى بجعد خالد الـ *** ـقسري يوم ذبائح القربان ". ها؟ القربان القربان. " إذ قال إبراهيم ليس خليله *** كلا ولا موسى الكليم الداني ". يقول ابن القيم : " شكر الضحية كل صاحب سنة *** لله درك من أخي قربان ". من يعني؟ خالد بن عبد الله. لله درك من أخي قربان أي: من صاحب قربان، فإن ذبح هذا تقربا إلى الله أعظم من ذبح الشاة والبعير تقربا إلى الله عز وجل لما في ذلك من النكال بأصحاب البدع وإتلافهم.
شرح قول المصنف: " ثم أخذها عن الجعد رجل يقال له:الجهم بن صفوان وهو الذي ينسب إليه مذهب الجهمية المعطلة،لأنه نشره فقتله سلم بن أحوز صاحب شرطة نصر بن سيار وذلك في مرو سنة 128 هـ "
الشيخ :" ثم أخذها عن الجعد رجل يقال له: الجهم بن صفوان، وهو الذي ينسب إليه مذهب الجهمية المعطلة، لأنه نشره فقتله سلمة " اه؟ سالم، ما هي بواضحة عندي. المعروف أنه سالم أو أي نعم. سلمة؟ طيب. المعروف أنا أعرف سلم، سلم بالميم، سلم بن أحوز صاحب شرطة نصر بن سيار، سلم بدون تاء، بن أحوز صاحب شرطة نصر بن سيار شرطة وذلك في خراسان سنة 128ه. كم بينهما؟ تسع سنوات، نعم؟ الطالب : ما الذي ... ؟ الشيخ : لأنهم دعاةكفر. الطالب : يعني فارقوا الجماعة. الشيخ : إي نعم، ودعاة كفر أيضا لأنهم كذبوا القرآن.
شرح قول المصنف " وفي حدود المائة الثانية عربت الكتب اليونانية والرومانية فازداد الأمر بلاء وشدة. ثم في حدود المائة الثالثة انتشرت مقالة الجهمية بسبب بشر بن غياث المريسي وطبقته الذين أجمع الأئمة على ذمهم وأكثرهم كفروهم أو ضللوهم. وصنف عثمان بن سعيد الدارمي كتاباً رد به على المريسي سماه " نقض عثمان بن سعيد على الكافر العنيد فيما افترى على الله من التوحيد" من طالع هذا الكتاب بعلم وعدل تبين له ضعف حجة هؤلاء المعطلة، بل بطلانها، وأن هذه التأويلات التي توجد في كلام كثير من المتأخرين كالرازي، والغزالي، وابن عقيل وغيرهم هي بعينها تأويلات بشر. وأما استمداد مقالة التعطيل فكان من اليهود والمشركين وضلال الصابئين والفلاسفة. فإن الجعد بن درهم أخذ مقالته على ما قيل من أبان بن سمعان عن طالوت عن لبيد بن الأعصم اليهودي الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم.
الشيخ :" وفي حدود المائة الثانية عربت الكتب اليونانية والرومانية فازداد الأمر بلاء وشدة. ثم في حدود المائة الثالثة انتشرت مقالة الجهمية بسبب بشر بن غياث المريسي وطبقته الذين أجمع الأئمة على ذمهم، وأكثرهم كفروهم أو ضللوهم ". والله أعلم. .. على يد المأمون، المأمون الذي الآن الأدباء يمدحون عصره مدحا عظيما ويسمونه العصر الذهبي، مع أن شيخ الإسلام يقول : " ما أظن أن الله يغفر للمأمون على ما أدخل على الأمة الإسلامية من البلاء ". نعم، فهذا الرجل والعياذ بالله كما تعرفون حصل على يده من الأذى لأئمة أهل السنة ما هو معلوم، ومن أكبر من آذى الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، ها نعم؟ الطالب : هناك من هو قبله ... . الشيخ : لا، التقى به، في عهد ابن أبي دؤاد كان هو الذي يتولى هذا الشيء. في حدود المائة الثالثة أيضا تطورت هذه المقالة بسبب من؟ بسبب بشر بن غياث المريسي، هذا الرجل من علماء الكلام وعنده فلسفة وعنده إقناع يعني حجة باطلة لكنه صاحب بيان. الذين أجمع الأئمة يقول شيخ الإسلام: " على ذمهم وأكثرهم كفروهم أو ضلولهم " فكان الناس بالنسبة إليهم ما بين مضلل ومكفر. وهذا التنوع يظهر أنه باعتبار حال المبتدع، إن كان داعية فإنهم يكفرونه، وإن كان مقلدا فإنهم يضللونه. " وكتب صنف عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله كتاباً رد به على على المريسي سماه: نقض عثمان بن سعيد على الكافر العنيد فيما افترى على الله من التوحيد "، وهذا الكتاب موجود ومطبوع، وهو كتاب جيد ومفيد لطالب العلم، وأسلوبه على الأساليب السابقة في الرد والأخذ والمناقشة. " من طالع هذا الكتاب بعلم وعدل تبين له ضعف حجة هؤلاء المعطلة بل بطلانها. وأن هذه التأويلات التي توجد في كلام كثير من المتأخرين كالرازي والغزالي وابن عقيل وغيرهم هي بعينها تأويلات بشر. وأما استمداد مقالة التعطيل فكان من اليهود والمشركين وضلاّل الصابئين والفلاسفة ". وبئس المدد من اليهود ومن المشركين وضلال الصابئين والفلاسفة، وجه ذلك؟ قال : " فإن الجعد بن درهم أخذ مقالته على ما قيل من أبان بن سمعان، عن طالوت عن لبيد بن الأعصم اليهودي الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم ". وهذا وجه استمدادها منين؟ من اليهود، وهذه سلسلة العطب والعياذ بالله ما هي سلسلة الذهب، فإن كلها شر، وكان وكان.
شرح قول المصنف " ثم إن الجعد كان على ما قيل من أرض حران وفيها خلق كثير من الصابئة والفلاسفة، ولا ريب أن للبيئة تأثيراً قوياً في عقيدة الإنسان وأخلاقه "
الشيخ :" ثم إن الجعد كان على ما قيل من أرض حران، وفيها خلق كثير من الصابئة والفلاسفة، ولا ريب أن للبيئة تأثيراً قوياً في عقيدة الإنسان وأخلاقه ". نعم؟ الطالب : ... . الشيخ : كيف؟ الطالب : ... . الشيخ : وفيها خلق كثير من الصابئة والفلاسفة. الطالب : من المشركين والصابئة. الشيخ : من المشركين والصابئة؟ يمكن عندنا ساقطة. " والصابئة والفلاسفة، وكان " شوف الكلام على، انظر إلى مذهبهم والعياذ بالله.
شرح قول المصنف: " وكان مذهب النفاة من هؤلاء أن الله ليس له صفات ثبوتية، لأن ثبوت الصفات يقتضي على زعمهم أن الله مشابه لخلقه، وإنما يثبتون له صفات سلبية، أو إضافية، أو مركبة منهما "
الشيخ :" وكان مذهب النفاة من هؤلاء أن الله ليس له صفات ثبوتية، لأن ثبوت الصفات يقتضي على زعمهم أن الله مشابه لخلقه، وإنما يثبتون له صفات سلبية أو إضافية أو مركبة منهما ". يقولون: لا يمكن أن نثبت لله صفاتا ثبوتية، وش مثال الصفات الثبوتية؟ كالسمع والبصر والكلام والقدرة والعلم والخلق، وما أشبه ذلك. يقولون : ما نثبت هذه الصفات، لماذا؟ قالوا : لأن إثباتها يستلزم أن يكون مشابها للمخلوق ومماثلا له، وهذا ممتنع. شوف حجتهم. وبعضهم يقول : لأن هذه الصفات أعراض، والأعراض لا تقوم إلا بأجسام، والأجسام متماثلة، فيلزم إذا أثبت هذه الصفات أن تكون قد مثلت الله تعالى بخلقه، واضح؟ هذا نقول لهم، سيأتي الرد عليهم إن شاء الله فيما بعد.
شرح قول المصنف: " فالسلبية: ما كان مدلولها عدم أمر لا يليق بالله عز وجل مثل قولهم: " إن الله واحد " بمعنى أنه مسلوب عنه القسمة بالكم، أو القول ومسلوب عنه الشريك "
الشيخ :" فالصفات فالسلبية: ما كان مدلولها عدم أمر لا يليق بالله مثل قولهم: إن الله واحد ". كلمة واحد نحن نرى أنها صفة ثبوتية. هم يقولون: إنها صفة سلبية، كيف ذلك؟ يقولون: بمعنى، نعم، " بمعنى مسلوب عنه القسمة بالكم أو القول، ومسلوب عنه الشريك ". ها؟ الطالب : ... . الشيخ :" بمعنى أنه مسلوب عنه القسمة بالكم أو القول ومسلوب عنه الشريك "، ويش معنى؟ الطالب : ... . الشيخ : ويش الي عندك؟ الطالب : ... . الشيخ : نعم. الطالب : ... . الشيخ : نعم . الطالب : ... . الشيخ : طيب. الطالب : ... . الشيخ : كالعلم؟ أي. الطالب : العلم بصفات الله وهو أمر ثبوتي ... فيقولون معناه رفع الجهل عنه ... . الشيخ : فرق، نحتاج نغير هذا كله، أقول المثال الي عندك أوضح، المثال الي عندي نشرحه أولا ثم نشرح المثال الي عندك. يقولون : إن الله واحد، وليس معنى واحد ثبوت صفة الوحدانية له، لا، واحد بمعنى أنه مسلوب عنه القسمة، سواء كان ذلك بالتعدد أو بالتجزؤ، ومسلوب عنه الشريك، يعني: أنه لا يقبل القسمة بالتجزؤ ولا بالتعدد بالكمية، يعني: ما هو اثنين، ولا هو بواحد يتجزأ، عرفتم؟ فصار الآن: الواحد عندهم ليس معناه من ثبتت له الوحدانية، ولكن معناه ايش؟ من سلب عنه القسمة، يعني ما يتقسم ولا يتجزأ، لا بالكم بحيث يكون واحد اثنين ثلاثة أربعة، ولا بالقول بحيث يكون له نصف وربع وثمن وما أشبه ذلك وكذلك مسلوب عنه الشريك يعني أنه لا شريك له. والمثال الثاني الذي عند حمد يقولون : إن الله له علم لكن ليس معنى العلم، إن الله عالم، لكن ليس معنى العالم من كان متصفا بالعلم، ولكن عالم أي: ليس بجاهل، عالم يعني ليس بجاهل، يقولون أيضا قدير ليس بعاجز وليس معناه إثبات صفة القدرة. ومعلوم أن هذا الكلام لا يعقل، لأنه إذا لم يكن جاهلا ها؟ فهو عالم، لأن العلم والجهل متناقضان، إذا انتفى أحدهما ثبت الآخر، وإذا ثبت أحدهما انتفى الآخر. " أما الإضافية فهي التي لا يوصف الله بها على أنها صفة ثابتة له " ها؟ اه؟ الطالب : ... . الشيخ : طيب، ويش الي عندنا الآن يختلف.
شرح قول المصنف " والإضافية: هي التي لا يوصف الله بها على أنها صفة ثابتة له، ولكن يوصف بها باعتبار إضافتها إلى الغير كقولهم عن الله تعالى: " إنه مبدأ وعلة " فهو مبدأ وعلة، باعتبار أن الأشياء صدرت منه لا باعتبار صفة ثابتة له هي البداء والعلية "
الشيخ :" الإضافية : هي التي لا يوصف الله بها على أنها صفة ثابتة له، ولكن يوصف بها باعتبار إضافتها إلى الغير كقولهم عن الله تعالى : " إنه مبدأ وعلة " فهو مبدأ وعلة باعتبار أن الأشياء صدرت منه، لا باعتبار صفة ثابتة له هي البداءة والعلية ". أولا هؤلاء، هذا المثال مثالهم، يقولون: إن الله سبحانه وتعالى هو المبدأ والعلة، ولهذا يسمونه العلة الفاعلة ومبدأ الأكوان والأشياء. ما معنى المبدأ والعلة؟ هل معناه ثبوت البداءة له والعلية؟ لا، حتى على هذه التسمية الباطلة لا يجعلونها ثبوتية. يقولون: معناه أن الأشياء صدرت منه، فهو بالإضافة إلى غيره، وكذلك الذي عندك الخلق، يقولون: إن الله تعالى له صفة الخلق، لكن لا بمعنى أنه متصف به ولكن بمعنى أن له ايش؟ مخلوقا.
شرح قول المصنف: " والمركبة منهما هي: التي تكون سلبية باعتبار، وإضافية باعتبار، كقولهم عن الله تعالى: : " إنه أول " فهي سلبية باعتبار أنه مسلوب عنه الحدوث إضافية باعتبار أن الأشياء بعده. فإذا كان هذا هو ما تستمد منه طريقة النفاة فكيف تطيب نفس مؤمن أو عاقل أن يأخذ به ويترك سبيل الذين أنعم الله عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء ، والصالحين؟
الشيخ :" أما المركبة منهما فهي : التي تكون سلبية باعتبار وإضافية باعتبار كقولهم عن الله : إنه أول " كذا عندك؟ طيب. " إنه أول، فهي سلبية باعتبار أنه مسلوب عنه الحدوث، إضافية باعتبار أن الأشياء بعده. فإذا كان هذا هو ما تستمد منه طريقة النفاة فكيف تطيب نفس مؤمن أو عاقل أن يأخذ به ويترك سبيل الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟ " هذا الفصل يعتبر فصلا تاريخيا، لكنه مع ذلك يبين أن أصل أو أن مبدأ هؤلاء النفاة كله باطل، لأنه كما رأيتم مأخوذ من الفلاسفة واليهود وضلال المشركين، فلا يمكن أن يكون مبنى لعقيدة إسلامية يدين المرء بها لله تعالى نعم. الطالب : ... . الشيخ : لا.