شرح قول المصنف: " منها أولاً: أن الكتاب والسنة صرحا بالكفر والدعوة إليه لأنهما مملوءان من إثبات صفات الله التي زعم هؤلاء النفاة أن إثباتها تشبيه وكفر "
ويحتمل أن يجيب عنه ويبين أنه ليس بلازم لقوله، وحينئذ لا يكون قولا له، ولا يلزم به، إذا صح أنه لازم.
والثالث : أن يتبين له أنه لازم لقوله وأنه باطل، وحينئذ يرجع عن قوله.
ولذلك نقول : إن لازم القول بالنسبة لغير الله ورسوله، نعم؟ ليس بقول، ليس بقول لما علمتم.
نشوف اللوازم الباطلة الآن التي تلزم على أقوال هؤلاء النفاة، لكنهم ما يلتزمون بها، لكن نحن نرى أنها لازمة وإن لم يلتزموا بها.
أولاً: يلزم على قولهم أن الكتاب والسنة صرحا بالكفر والدعوة إليه، كيف ذلك؟ لأنهم يرون أن ظواهر النصوص تدل على التمثيل، وتمثيل الله بخلقه كفر، فيقولون مثلا (( استوى على العرش )) ظاهره أنه استوى استواء حقيقيا أي: علا عليه كما يعلو السلطان على عرش مملكته، قالوا: وهذا تمثيل وكفر، مع أن هذا هو ظاهر القرآن، هذا هو ظاهر القرآن أن الله استوى على العرش استواء حقيقيا، أي: علا عليه علوا يليق بجلاله، هم يقولون: إن هذا الظاهر ايش؟ كفر، لأنه على زعمهم تجسيم والتجسيم تمثيل، والتمثيل كفر، أعرفتم الآن؟
طيب، فعلى هذا نقول : الكتاب والسنة صرحا بالكفر والدعوة إليه، لأنهما مملوءان من إثبات صفات الله التي زعم هؤلاء النفاة أن إثباتها تشبيه وكفر.
تمثيل عندكم؟ آي، بناء على ما سبق أن الأولى أن نقول تمثيل. لكن هم يقولون: تشبيه.
طيب، إذن هذا اللازم ما تقولون فيه باطل ولا غير باطل؟ باطل معلوم، أن يقول قائل: إن القرآن والسنة يدعوان إلى الكفر، هذا من أبطل الباطل، لكنه على قولهم لازم لهم. يقولون مثلا: إثبات اليد الحقيقية التي بها يخلق ويأخذ ويقبض، إثبات اليد الحقيقية هذه تمثيل. والتمثيل كفر، نقول: إذن الكتاب والسنة فيهما كفر يدلان على الكفر، ولا أحد يتجاسر وهو يدّعي الإسلام يتجاسر أن يقول إن القرآن يدعو إلى الكفر.
1 - شرح قول المصنف: " منها أولاً: أن الكتاب والسنة صرحا بالكفر والدعوة إليه لأنهما مملوءان من إثبات صفات الله التي زعم هؤلاء النفاة أن إثباتها تشبيه وكفر " أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " ثانياً: أن الكتاب والسنة لم يبينا الحق، لأن الحق عند هؤلاء هو نفي الصفات، وليس في الكتاب ولا في السنة ما يدل على نفي صفات الكمال عن الله لا نصاً ولا ظاهراً. وغاية المتحذلق من هؤلاء أن يستنتج ذلك .من مثل قوله تعالى: (هل تعلم له سمياً ).( و لم يكن له كفواً أحد )
هم يقولون مثلا : إن الحق أن الله ليس له رحمة، الحق أن الله لا يغضب، الحق أن الله لا يرضى، الحق أن الله لا يسخط.
هل في القرآن والسنة إن الله لا رحمة له، أو بالعكس؟ ما يخالف، نقول: أنتم الآن تعتقدون إن نفي الرحمة عن الله هو الحق، ونفي الغضب عنه هو الحق، ونفي الرضا عنه هو الحق، ونفي السخط عنه هو الحق، ونفي اليد الحقيقية عنه هو الحق. هذا ما يعتقدون، هل في القرآن والسنة أن الله سبحانه وتعالى لا يرحم؟ يعني: نفى عن نفسه الرحمة؟ ولا الغضب، ولا السخط، ولا الكراهة، ولا البغض، بل إن الكتاب والسنة دلا على ايش؟ إثبات ذلك.
فنقول: هذا الذي زعمتم أنه حق وهو نفي الصفات أرونا في كتاب الله ما يدل على ذلك؟
الوجه الثالث.
" وغاية المتحذلق " إذا طالبناهم قلنا: أرونا في كتاب الله وسنة رسوله ما يدل على نفي الصفات، قالوا: أهلا وسهلا، الباب مفتوح، الفراش مبسوط والقهوة وازنة، نعم، وإن شئتم أتينا بالغداء، عندنا لكم دليل من القرآن والسنة على النفي.
تفضلوا؟
" غاية المتحذلق من هؤلاء " المتحذلق يعني: الذي يدّعي الحذق، والحذق قوة الذكاء والفهم، والمتحذلق بزيادة اللام هو الذي ينسب نفسه إلى الحذق وليس كذلك.
" غاية المتحذلق من هؤلاء أن يستنتج ذلك " عندي: الحاشية أي ما يدعيه من الصفات.
" من مثل قوله تعالى : (( هل تعلم له سمياً )) (( ولم يكن له كفوا أحد )) (( ليس كمثله شيء )) (( لا تجعلوا لله أندادا )) وما أشبه ذلك مما فيه النفي "، عندك كذا يا حمد؟
الطالب : ...
الشيخ : ويش عندك؟
الطالب : ... .
الشيخ : من مثل قوله تعالى.
الطالب : ... .
الشيخ : ايه، طيب يقول: هذا الدليل، هذا الدليل على النفي، هذا الدليل على النفي، فكر في الموضوع أنت هل فيه دليل؟ هل قال الله أنه لا يرضى لا يغضب لم يستو على العرش لا ينزل إلى السماء الدنيا وما أشبه ذلك ؟ لا، قال : (( هل تعلم له سميا )) أي: هل تعلم له أحدا يساميه ويشابهه؟ (( لم يكن له كفوا أحد )) لا أحد يكافؤه في قوته ولا في سمعه ولا في بصره ولا في غير ذلك من صفاته، هذا معنى الآية الذي لا يحتمل سواه.
2 - شرح قول المصنف: " ثانياً: أن الكتاب والسنة لم يبينا الحق، لأن الحق عند هؤلاء هو نفي الصفات، وليس في الكتاب ولا في السنة ما يدل على نفي صفات الكمال عن الله لا نصاً ولا ظاهراً. وغاية المتحذلق من هؤلاء أن يستنتج ذلك .من مثل قوله تعالى: (هل تعلم له سمياً ).( و لم يكن له كفواً أحد ) أستمع حفظ
شرح قول المصنف " ومن المعلوم لكل عاقل أن المقصود من أمثال هذه النصوص إثبات كمال الله تعالى:، وأنه لا شبيه له في صفاته، ولا يمكن أن يراد بها بيان انتفاء الصفات عنه إذ لا ريب أن من دل الناس على انتفاء الصفات عن الله بمثل هذا الكلام فهو إما ملغز في كلامه "
إذا قلنا (( لم يكن له كفوا أحد )) ويش المعنى؟ يعني ليس له صفة؟ بالعكس، المعنى لا يماثله أحد في صفاته، إذ نفي المماثلة عن الشيء دليل على وجود أصل الشيء، ولو لم يكن أصل الشيء موجودا لكان نفي المماثلة لغوا من القول لا فائدة منه. فهذه الآيات وأشباهها على عكس ما قال هؤلاء، تدل على إثبات الصفات، لكن تدل على الكمال الذي لا يساويه فيه أحد، نعم.
ولهذا لما قال القائل : " ليس كمثل الفتى زهير " ويش يفهم المخاطب؟ إن زهير أصم ؟ أعمى؟ أبكم؟ بخيل؟ جبان؟ زمن؟ مشلول؟ اه؟ ولا بالعكس؟ بالعكس، لا أحد يفهم من مثل هذا التعبير أنه ما في صفات، ما يفهم من هذا التعبير إلا لأنه لكمال صفاته ليس له مثيل، ولا لا يا عبد الرحمن؟
الطالب : ... .
الشيخ : زهير هذا رجل يمدح ممدوح، يقول : ليس كمثل الفتى زهير أحد، يعني: ما مثله أحد، ما مثله أحد بايش؟ بأنه لا صفة له؟ أقول بأنه لا صفة له، أو بأنه كامل الصفات؟
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم، هكذا (( ليس كمثله شيء )) يعني: في كمال صفاته.
" ولا يمكن أن يراد بها بيان انتفاء الصفات عنه، إذ لا ريب أن من دل الناس على انتفاء الصفات عن الله تعالى بمثل هذا الكلام فهو إما ملغز في كلامه أو مدلس أو عاجز عن البيان ".
لو أراد أحد أن يدل الناس على أن الله لا صفات له بمثل هذه العبارة لكان إما ملغزا، تعرفون اللغز؟ ويش هو اللغز؟
الطالب : اللغز هو اللغز.
الشيخ : اللغز هو اللغز؟ لا ما في، اه؟ الإلغاز اه؟ الإلغاز أن يأتي الإنسان بأمر على خلاف الواقع في ظاهره، على خلاف الواقع في ظاهره، نعم، ولكنه عند التأمل يكون حقا.
رجل قال: نهق حمار فبطلت صلاتي، شلون هذا؟ ويش جاب الحمار للصلاة؟ رجل قال: لما نهق الحمار بطلت صلاتي، ها؟ هذا لغز، ها؟
الطالب : هذا انتقض وضوؤه.
الشيخ : كيف انتقض وضوؤه؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا لا .
الطالب : ... .
الشيخ : اه؟ لا.
الطالب : هو يصلي متيمم ... .
الشيخ : نعم، يقول: واحد يجيب الماء على حمار، نعم، الحمار لما أقبل على الرجل وهو يصلي، أحيانا الحمار إذا رأى الرجل ولا سيما إذا صار يجيب له العلف ينهق، لما نهق الخمار والتفت ولا القرب مملوءة عليه تبطل صلاته نعم، تبطل صلاته ليش؟ لأنه إذا وجد الماء ولو في أثناء الصلاة بطلت الصلاة كذا؟ طيب.
يعني الألغاز كثيرة في كتاب اسمه كتاب حل الألغاز " الطراز في حل الألغاز " موجود عندنا في المكتبة مخطوط على أبواب الفقه، يذكر الطهارة مثلا يجيب كل الألغاز الي في الطهارة، في الصلاة، في الصيام، في الجنائز، وما أشبه ذلك. هذه الألغاز.
الطالب : يتعب أهل الظاهر.
الشيخ : أي نعم.
3 - شرح قول المصنف " ومن المعلوم لكل عاقل أن المقصود من أمثال هذه النصوص إثبات كمال الله تعالى:، وأنه لا شبيه له في صفاته، ولا يمكن أن يراد بها بيان انتفاء الصفات عنه إذ لا ريب أن من دل الناس على انتفاء الصفات عن الله بمثل هذا الكلام فهو إما ملغز في كلامه " أستمع حفظ
ما هو الفرق بين التورية والإلغاز ؟
الشيخ : لا، التورية ما أراد الإعجاز.
الإلغاز غالبا يريد الإعجاز إعجاز الخصم، والتورية يريد أن لا يبين له الأمر.
شرح قول المصنف: " أو مدلس، أو عاجز عن البيان، وكل هذه الأمور ممتنعة في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن كلامهما قد تضمن كمال البيان والإرادة، فليس المقصود به إرادة ضلال الخلق والتعمية عليهم، وليس فيه نقص في البيان والفصاحة "
والثالث : عاجز عن البيان، ما يقدر يبينح لأنه عاجز، معه عيّ.
كل هذه الأوصاف الثلاثة : الإلغاز والتدليس والعجز عن البيان، " كل هذه الامور ممتنعة في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن كلامهما قد تضمن كمال البيان والإرادة فليس المقصود به إرادة ضلال الخلق والتعمية عليهم، وليس فيه نقص في البيان والفصاحة ".
بل الأمر بالعكس، والله تعالى يقول : (( يريد الله ليبين لكم )) ويقول : (( يبين الله لكم أن تضلوا )) فهذا ما أراد الله تعالى في كلامه لعباده أراد أن يبين لهم الحق حتى لا يضلوا.
فإذا قلنا إن الله تعالى أراد بقوله : (( ليس كمثله شيء )) أنه لا صفة له، هل هذا بيان؟ هذا عكس البيان.
5 - شرح قول المصنف: " أو مدلس، أو عاجز عن البيان، وكل هذه الأمور ممتنعة في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن كلامهما قد تضمن كمال البيان والإرادة، فليس المقصود به إرادة ضلال الخلق والتعمية عليهم، وليس فيه نقص في البيان والفصاحة " أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " ثالثاً: أن السابقين الأولين من المهاجرين، والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان كانوا قائلين بالباطل وكاتمين للحق، أو جاهلين به، فإنه قد تواتر النقل عنهم بإثبات صفات الكمال لله الذي زعم هؤلاء أنه باطل، ولم يتكلموا مرة واحدة بنفي الصفات الذي زعم هؤلاء أنه الحق وهذا اللازم ممتنع على خير القرون وأفضل الأمة "
وكانوا كاتمين للحق لأنهم لم يبينوا نفي الصفات الذي زعم هؤلاء أنه حق.
أو جاهلين به يعني: ما يدرون عن الحق، فصاروا يتكلمون بالباطل ولا يبينون الحق، لأنهم جاهلون.
أنت إن وصفتم بالجهل أو بالكتمان فكلاهما ايش؟ كلاهما قدح عظيم في الصحابة والتابعين لهم بإحسان إذا قلت إنهم ما يدرون عن الحق، لم يتكلموا بالنفي لأنهم ما يدرون أن هذا هو الحق، أو تكلموا بالإثبات لأنهم ما يدرون أن هذا هو الباطل فهذا كله عيب لهم.
يقول : " أو جاهلين، فإنه قد تواتر النقل عنهم بإثبات صفات الكمال لله الذي زعم هؤلاء أنه باطل ولم يتكلموا مرة واحدة بنفي الصفات الذي زعم هؤلاء أنه الحق، وهذا اللازم ممتنع على خير القرون وأفضل الأمة " فإذا امتنع عليهم جهل الحق وامتنع عليهم القول بالباطل وكتمان الحق دلّ هذا على أن ما قالوه هو الحق وهو إثبات الصفات.
6 - شرح قول المصنف: " ثالثاً: أن السابقين الأولين من المهاجرين، والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان كانوا قائلين بالباطل وكاتمين للحق، أو جاهلين به، فإنه قد تواتر النقل عنهم بإثبات صفات الكمال لله الذي زعم هؤلاء أنه باطل، ولم يتكلموا مرة واحدة بنفي الصفات الذي زعم هؤلاء أنه الحق وهذا اللازم ممتنع على خير القرون وأفضل الأمة " أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " رابعاً: أنه إذا انتفت صفة الكمال عن الله لزم أن يكون متصفاً بصفات النقص، فإن كل موجود في الخارج لابد له من صفة فإذا انتفت عنه صفات الكمال لزم أن يكون متصفاً بصفات النقص، وبهذا ينعكس الأمر على هؤلاء النفاة ويقعون في شر مما فروا منه "
هذا صحيح؟ الله عز وجل موجود، موجود حقيقة، فإذا انتفت عننه صفات الكمال لزم أن يكون متصفا بالنقص.
فإذا قلنا: لا رحمة له، ولا كلام له، وقلنا على رأي النفاة المحض: لا سمع ولا بصر له ولا حياة له، لأن المعتزلة يقولون : سميع بلا سمع وبصير بلا بصر وما أشبه ذلك، ويش يلزم أن يكون؟ متصفا بالنقص.
إذا قلت: ليس بسميع لزم أن يكون ايش؟ أصم، ولهذا قال إبراهيم لأبيه : (( يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا )).
فأنت إذا نفيت صفات الكمال عن الله لزم أن يكون متصفا بالنقص، لأن كل موجود في الخارج فلابد له من صفة.
كيف كل موجود في الخارج؟ يعني في أوروربا؟
عندنا: التقدير الذهني والوجود العيني.
التقدير الذهني قد يقدر الإنسان ذاتا ليس لها صفات، يعني: ربما تتصور أنه يوجد ذات ما لها صفات ولا لا؟ كما أنك ربما تتصور أن هناك مخلوقا له مائة رجل وله ألف وجه وفي كل وجه ألف عين وفي كل عين ألف سواد، نعم، وهكذا، يمكن تتصور هذا ولا ما تتصور؟ في التصور يمكن تتصور ولا لا؟ ويمكن تتصور ما هو أعظم من ذلك. التصور هذا لا يدل على الوجود، لكن كل موجود في الخارج يعني قائم بعينه فلا بد له من صفات، ولو لم يكن من صفاته إلا أنه موجود لكفى.
" كل موجود في الخارج فلا بد له من صفة، فإذا انتفت عنه صفات الكمال لزم أن يكون متصفا بصفات النقص، وبهذا ينعكس الأمر على هؤلاء النفاة ويقعون في شر مما فروا منه ". هذه اللوازم لا شك أنها لازمة على قول أهل الباطل وأنهم لا محيد لهم عنها.
وبهذا نعرف أن القول الحق هو إثبات ما أثبته الله لنفسه ونفي ما نفاه الله عن نفسه، والله أعلم.
7 - شرح قول المصنف: " رابعاً: أنه إذا انتفت صفة الكمال عن الله لزم أن يكون متصفاً بصفات النقص، فإن كل موجود في الخارج لابد له من صفة فإذا انتفت عنه صفات الكمال لزم أن يكون متصفاً بصفات النقص، وبهذا ينعكس الأمر على هؤلاء النفاة ويقعون في شر مما فروا منه " أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " فصل فيما يعتمد عليه النفاة من الشبهات يعتمد نفاة الصفات على شبهات باطلة يعرف بطلانها كل من رزقه الله علماً صحيحاً وفهماً سليماً. وغالب ما يعتمدون عليه ما يأتي:
" فصل فيما يعتمد عليه النفاة من الشبهات " أنا عندي النفاة بتاء مربوطة، والشبهات تاء مطلقة، صحيح؟ ليش؟ لأن التاء في الشبهات ليس تاء الجمع، ولكنها تاء التأنيث، إذ أن نفاة ليس جمع مؤنت سالما، لكنها جمع نافٍ كغازٍ وغزاة وقاض وقضاة، لكن شبهات جمع مؤنث، إذ أنها جمع شبهة، فالتاء في نفاة للتأنيث، وتاء التأنيث مربوطة، بخلاف تاء الجمع فإن تاء الجمع جمع المؤنث مفتوحة.
وقوله " من الشبهات " هذا باعتبار حقيقتها، أما باعتبارها عند هؤلاء النفاة فهي عندهم دلائل وحجج، لكنها حقيقة شبهات وليست بينات.
وكل إنسان يدعي قولا فإنه يدعي عليه دليلا، لأن قولا بدليل مرفوض من أصله.
ولكن ينظر: هل هذا الدليل حقيقي صحيح، أو ليس بصحيح؟ هذا هو محك النظر والميزان في الأشياء هل تقبل أو ترفض؟
والمراد بالنفاة هنا نفاة صفات الله عز وجل، سواء كانوا من النفاة المطلقين الذين ينكرون كل صفة أو من الصفات المقيدين الذين ينكرون بعض الصفات ويثبتون بعضا.
هؤلاء يقول: " يعتمد نفاة الصفات على شبهات باطلة ". هذه الشبهات التي يعتمدون عليها إما دلائل نقلية وإما دلائل عقلية، يحسبونها عقلية أو يدعونها عقلية.
فالدلائل النقلية تجدهم يستدلون بآيات مجملة، ويدعون الآيات المبينة الموضحة، يتبعون ما تشابه منه، ويدعون المحكم.
فمثلا يقولون : نحن لا نثبت أي صفة الله، لأن أي صفة تثبتها لله فهي مناقضة لقوله تعالى : (( هل تعلم له سميا )) ولقوله : (( ليس كمثله شيء )) ولقوله : (( ولم يكن له كفوا أحد ))، ادعاء منهم أن إثبات الصفة يستلزم ... ؟ التشبيه أو التمثيل.
فيقول مثلا: إذا أثبت لله سمعا أثبت له مثيلا، إذا أثبت له رضا أثبت له مثيلا، وهذا خلاف دلالة القرآن، لأن الله يقول : (( ليس كمثله شيء )) (( هل تعلم له سميا )) (( لم يكن له كفوا أحد )) وما أشبه ذلك، واضح؟ طيب.
وقد سبق الجواب على هذه الشبهة وبيان أنها باطلة، وأن إثبات الصفات لا يستلزم التمثيل لأنا نقول له سمع ليس كمثل سمعنا، وبصر لا مثل بصرنا، وهكذا. كما أننا نشاهد المخلوقات بعضها لا يماثل بعضا مع اتفاقها في الحدوث، كلها حادثة، واتفاقها في تلك الصفة، فسمع الإنسان ليس كسمع الحيوان الآخر، وبصره كذلك. الطائر يرى الحبة وهو في جو السماء وهي في الأرض، أنت لا تراها، أليس كذلك؟ وهكذا بقية الصفات التي للمخلوقات كلها لا يلزم من اشتراكها في الاسم أن تكون متماثلة في الحقيقة.
وسبق لنا أيضا أنا إذا نفينا عنه الصفات شبهناه بماذا؟ نعم؟ بالمعدومات، شبهناه بالمعدومات، فهمتم؟
وسبق لنا أن بعضهم كابر، وقال: لا أثبت ولا أنفي، فقلنا: إن هذا تشبيه بالممتنعات، لأن الشيء إما ثابت وإما منتف.
المهم الآن انتهينا من الكلام على شبهاتهم النقلية، وهي الدلائل السمعية.
8 - شرح قول المصنف: " فصل فيما يعتمد عليه النفاة من الشبهات يعتمد نفاة الصفات على شبهات باطلة يعرف بطلانها كل من رزقه الله علماً صحيحاً وفهماً سليماً. وغالب ما يعتمدون عليه ما يأتي: أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " 1- دعوى كاذبة مثل أن يدعي الإجماع على قوله، أو أنه هو التحقيق أو أنه قول المحققين، أو أن قول خصمه خلاف الإجماع ونحو ذلك "
فمثلا يقولون، غالب ما يعتمدون عليه ما يأتي: دعوى كاذبة، يعني: يدّعون دعوى، ولكنها ليست بصواب باطلة، مثل: أن يدعي الإجماع على قولهم، فيقول : أجمع أهل الحق على كذا وكذا، أجمع أهل الحق؟! ويدع السلف ومن تبعهم على الجانب الأيسر.
طيب، إلي يسمع كلمة: أجمع أهل الحق على كذا وش يقول؟ يقول : خلاف الإجماع كفر، إذن لا يجوز أن نخالف هذا الإجماع، مادام أجمع أهل الحق.
وفي الحقيقة أن أهل الحق أجمعوا على خلاف ذلك، لكن هو يدّعي، يدّعي هذا الشيء، إما أن يصادف قلبا خاليا من العلوم فتشتبه عليه هذه العبارة ويأخذ بها، أو يصادف قلبا واعيا يعرف الباطل.
أو يقول : هذا هو التحقيق، أو هذا قول المحققين
طيب الي يقرأ الكتاب وما يعرف المذهب المقابل ويش يظن؟ خلاص ما دام هذا التحقيق من هذا المؤلف فيقبل، أو قول المحققين أيضا فيقبل، عرفتم؟
فإن قلت : هذه العبارة أيضا يوجد مثلها في كلام السلف، ويقولون: هذا التحقيق، وهذا هو الحق، وهذا ما أجمع عليه الصحابة وما أشبه ذلك، فهم يقولون أنتم أيضا ادعيتم مثل ما ادعينا، فماذا نصنع؟
نقول : بيننا وبينكم كتاب الله وسنة رسوله، فتفضلوا؟ ولا حقيقة أن دعوانا عليكم كدعواكم علينا.
ولكن نقول : المرجع في هذا إلى كلام الله وكلام رسوله، ولننظر أينا أحق بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
أو يقول عن قول خصمه: إنه خلاف الإجماع، فيقول مثلا عن مذهب السلف: إن هذا خلاف إجماع أهل التحقيق، أو أهل الحق، أو خلاف إجماع العقلاء وما أشبه ذلك.
فالدعوى الأولى لإثبات قوله، والدعوى الثانية لنفي قول غيره ورده.
ومع ذلك فهي دعاوى كاذبة لا أساس لها من الصحة.
9 - شرح قول المصنف: " 1- دعوى كاذبة مثل أن يدعي الإجماع على قوله، أو أنه هو التحقيق أو أنه قول المحققين، أو أن قول خصمه خلاف الإجماع ونحو ذلك " أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " 2- شبهة مركبة من قياس فاسد مثل قولهم: إثبات الصفات لله يستلزم التشبيه، لأن الصفات أعراض والعرض لا يقوم إلا بجسم، والأجسام متماثلة.
شوف الشبهة هذه مركبة من قياس فاسد، كيف قياس فاسد؟ لأنهم يقولون : إثبات الصفات لله يستلزم التشبيه، هذه دعوى معللة بماذا؟ لأن الصفات أعراض، والعرض لا يقوم إلا بجسم. طيب، والأجسام متماثلة.
كل النتائج والمقدمات هذه باطلة، فقولهم: الصفات أعراض هذا غير صحيح، قد تكون الصفات أعراضا وقد تكون لازمة، لأن الأعراض جمع عرض وهو الذي يعرض ويزول كالمرض والشبع والعطش وما أشبهه، فهل الصفات كلها أعراض؟ أبدا، ما هي كلها أعراض.
ثم قولهم: العرض لا يقوم إلا بجسم، غير صحيح، لأن العرض يكون للجسم ولغير الجسم، فنحن نقول: اليوم يوم طويل، والحر حر شديد، وما أشبه ذلك، وهل هذه أجسام؟ لا، اليوم زمن، والحر حالة للجو، ما هي عرض، ليست أجساما، ومع ذلك وصفت بالعرض.
وقولهم: الأجسام متماثلة أيضا غير صحيح، بطلانه ظاهر، فنجد الأجسام غير متماثلة، وهم يقرون بذلك أيضا، لا يمكن أن يقولوا أن جسم البعير كجسم الذرة أو لا؟ ولا أن جسم الزبدة كجسم الحديدة مثلا.
الحديدة ألين من الزبدة، ها؟ أو بالعكس؟ بالعكس، المهم أن قولهم: إن الأجسام متماثلة ليس يصحيح.
فصارت هذه الشبهة، لكن إذا قرأها القارئ ربما تشتبه عليه، ويظن أن هذا تعليل صحيح وقياس صحيح، لكنه عند التأمل يتبين أنه ليس بصواب.
وهذا موجود في كتبهم، الآن قد تقولون: كيف يقولون هذا الكلام؟ كيف يقدمون على هذا الكلام الذي يعرف بطلانه كل شخص؟
نقول: هذا موجود في كتبهم، وهو إما ملتبس عليهم، أو هم ملبسون على غيرهم، الله أعلم.
10 - شرح قول المصنف: " 2- شبهة مركبة من قياس فاسد مثل قولهم: إثبات الصفات لله يستلزم التشبيه، لأن الصفات أعراض والعرض لا يقوم إلا بجسم، والأجسام متماثلة. أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " 3- تمسك بألفاظ مشتركة بين معان يصح نسبتها إلى الله تعالى: ومعان لا يصح نسبتها إليه مثل: الجسم والحيز "
مثال ذلك الجسم، يقولون : إن الله تعالى ليس له جسم، ويريدون بذلك أن ينكروا علو الله بذاته ونزوله بذاته ويده ووجهه وعينه وقدمه وساقه، وما أشبه ذلك.
يقولون: كل هذه تدل على أن الله جسم والله تعالى منزه عن الجسمية.
عندما يأتيك هذا الكلام لأول وهلة تقول: هؤلاء هم الذين نزهوا الله تعالى عن النقص، قالوا: ليس بجسم، ولكن الحقيقة أنهم هم الذين جعلوا الله لا شيء، جعلوا الله لا شيء، وإنما جعلوه معنى معقولا يدرك بالخيال فقط.
ونحن نقول لهم كما سبق: إن عنيتم بالجسم الجسم المركب الذي يفتقر بعضه إلى بعض في التركيب والقيام فهذا اه؟ منتف عن الله، ولا نثبته لله تعالى جسما بهذا المعنى.
وإن أردتم بالجسم القائم بنفسه المتصف بما يستحقه من الصفات، الذي له أفعال تحت مشيئته وإرادته، فهو يأخذ ويرضى ويغضب ويضحك ويستوي ويجيء وينزل، إن أردتم بالجسم هذا المعنى فهو ايش؟ فهو حق، ومع هذا لا نطلق لفظ الجسم لا نفيا ولا إثباتا، ما نقول: إن لله جسما ولا نقول إنه ليس له جسم، هذا باعتبار اللفظ، أما باعتبار المعنى فيجب أن نستفصل، إن أردنا بالجسم المعنى الأول فهذا ممتنع على الله، وإن أردنا بالجسم المعنى الثاني أنه ذات مقدسة تقوم بها الأفعال وله يد ووجه وعين وما أشبه ذلك فهو ايش؟ حق، بل واجب، يجب علينا أن نعتقد ذلك.
ولكن يجب علينا أن نحذر من تخيل هذه الذات، يجب علينا أن نحذر، لأنك مهما تخيلت فإنك لن تدرك هذا، إذا كان الله تعالى لا يدرك بالقوى الحسية فكيف يدرك بالقوى المعنوية العقلية؟! قال الله تعالى : (( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار )) وقال تعالى : (( ولا يحيطون به علما )).
فإياك أن تتخيل أن الله تعالى على جسم معين تقدره، لأن هذا يؤدي بك إلى مفاوز تعجز عن الخلاص منها، ولكن أنت تؤمن بأن الله عز وجل له ذات مقدسة عظيمة، أما أن تتصور لها كيفية معنية، فهذا لا يجوز.
كذلك الحيز، الحيز، هل تقول : إن الله تعالى له حيز؟ أو لا؟ هم يقولون : إنك إذا أثبت أن الله فوق عرشه بذاته لزم من ذلك التحيز، لزم من ذلك التحيز، والتحيز ممنوع، لأنه يقتضي أن يكون الله محصورا، والله تعالى واسع عليم، فيجب أن تنكر علوه بذاته لئلا تقع في هذه الشبهة.
وسبق لنا أن قلنا: إن الحيز اه؟ إن أريد به أن الله تحوزه المخلوقات وتحيط به فهذا باطل، كيف يمكن هذا وقد وسع كرسيه السماوات والأرض؟ وكرسيه موضع القدمين.
وإن أريد بالحيز أنه منحاز عن الخلائق بائن منها، فهذا؟ هذا حق وصحيح. ومع هذا لا نطلق هذا اللفظ لا نفيا ولا إثباتا، لأنه لم يرد في الكتاب والسنة إثباته لله ولا نفيه عنه، فعلينا أن نتأدب وأن لا نتقدم بين يدي الله ورسوله، لكن مع هذا لا يمكن أن نتخذ من نفي هذا الاسم، نعم؟ نفي ما وصف الله به نفسه من الأفعال والصفات.
طيب، نحن: لا نقول بالحيز، ولا نقول بعدم الحيز؟ لا لا، شوف العبارتين: هل نحن نقول بعدم الحيز أو لا نقول بالحيز؟
الطالب : الأخير.
الشيخ : اه، لا نقول بالحيز على سبيل الإطلاق، لأننا لو قلنا بعدم الحيز لكنا قد نفيناه، ففرق بين أن يقول الإنسان بالنفي، وبين أن ينفي القول.
انتبهوا لهذه النقطة، نفي القول ليس قولا بالنفي، فأنا لا أقول إنه حيز، بخلاف إذا ما قلت: أقول إنه ليس بحيز، واضح يا جماعة؟
إذن لو سألت: هل أنت تقول بنفي الحيز أو لا تقول بالحيز؟ اه؟ لا أقول بالحيز، لأنه فرق بين نفي القول، وبين القول بالنفي، نعم، طيب.
11 - شرح قول المصنف: " 3- تمسك بألفاظ مشتركة بين معان يصح نسبتها إلى الله تعالى: ومعان لا يصح نسبتها إليه مثل: الجسم والحيز " أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " والجهة فهذه الألفاظ المجملة يتوصلون بإطلاق نفيها عن الله إلى نفي صفاته عنه "
الجهة، يقولون : إن الله تعالى ليس بجهة، يقولون إن الله ليس في جهة، والذين قالوا : إن الله ليس في جهة انقسموا إلى قسمين : قسم قالوا إن الله تعالى في كل جهة وفي كل مكان. وهذا يقول به قدماء الجهمية، وكل من يقول بالحلول من المعتزلة وغيرهم، يقولون : إن الله في كل مكان، وحينئذ تنتفي الجهة ولا لا؟ تنتفي الجهة، لأنك إن قلت أمام أخطأت، إن قلت فوق أخطأت، إن قلت تحت أخطأت، إن قلت يمين أخطأت، إن قلت شمال أخطأت، بل هو في كل شيء، لا تقيد.
أو يقولون الذين ينكرون الجهة يقولون : إن الله تعالى ليس في جهة إطلاقا، فليس فوق العالم، ولا تحته، ولا يمين، ولا شمال، ولا أمام، ولا خلف، فهمتم؟
إذن يصح أن نقول بأنه معدوم، لأنه إذا كان موجودا فلا بد أن يكون في أحد هذه الجهات، فإذا قلت ليس في هذه الجهات فمعناه العدم، ولهذا قال بعض العلماء: لو قيل لنا صفوا العدم ما وجدنا أدق من هذا الوصف، العدم من ليس داخل العالم ولا خارجه، ولا متصل ولا منفصل، ولا يمين ولا شمال، ولا فوق ولا تحت، ولا خلف ولا أمام، هذا العدم.
فإذن الذين ينكرون الجهة صاروا ينقسمون إلى حمد؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : ينفون كل جهة كذا ولا لا؟ طيب.
وقد سبق لنا أيضا بطلان هذا القول الثاني والأول. طيب. فماذا نقول نحن في الجهة؟
لو قال لك قائل : هل تقول إن الله في جهة؟
إن قلت: نعم أخطأت، وإن قلت لا أخطأت، وإن فصّلت أصبت.
فإذا قلت في جهة أي أنه سبحانه وتعالى فوق السماوات وما حوله عدم لا يحيط به شيء، كل الخليقة تحته، والفوق جهة عدمية لا يحده شيء من أي مخلوقات فهذا ؟ هذا صحيح، لأن الله تعالى فوق كل شيء، لا يحاذيه شيء أبدا.
وإن أردت بالجهة جهة تحيط به، جهة تحيط به، فهذا باطل، لأن الله لا يحيط به شيء من مخلوقاته.
وإن أردت جهة سفل فهو أيضا باطل، لأن الله تعالى فوق. والدليل على ذلك على ثبوت الجهة فوق لكنه جهة عدمية بمعنى أنه لا يحيط بالله شيء في مكانه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل الجارية، قال لها: أين الله؟ ) وأين يستفهم بها اه؟ عن المكان. ( قالت : في السماء. قال : أعتقها فإنها مؤمنة ) والغريب أن المنكرين لهذا منهم من يرد الحديث ورد النصوص عندهم سهل إذا لم تكن متواترة.
ومنهم من يقول : إن الاستفهام هنا عن الذات، يعني أين الله؟ وش هو؟ وش الله؟ وهل يعقل أن تكون أين في مثال السياق للذات الاستفهام عن الذات؟ أبدا، الرسول صلى الله عليه وسلم أعلم بالخلق باللغة العربية وسألها بلفظ أين؟ ولو كان أراد الاستفهام عن الذات، لقال : من الله؟ ولم يقل : أين الله؟ طيب.
يقول المؤلف : " فهذه الألفاظ المجملة يتوصلون بإطلاق نفيها عن الله إلى نفي صفاته عنه ".
عندما تقول : أنا أومن بأن الله ينزل إلى السماء الدنيا، قال: إذن آمنت بأن الله جسم، فيلزمك بهذا فماذا تجيبه؟ اه؟
الطالب : ليس بلازم .
الشيخ : أقول أولا : إن أردت بالجسم الجسم المركب المفتقر بعضه إلى بعض كافتقار الرأس إلى الجسد وافتقار الجسد إلى الرأس وإلى القلب وإلى اليد وما أشبه ذلك. إن أردت بهذا إن أردت هذا المعنى بالجسم فهذا باطل، ولا ألتزمه ولا يلزمني أيضا، وإن أردت بالجسم الذات القائمة بنفسها المتصفة بما يليق بها فهو حق وأنا ألتزم به وليس في هذا شيء.
وكذلك لو قال إذا قلت ينزل معناه أنه في جهة، فأقول كما قلت الجهة إذا أردت بها كذا فهي حق وإذا أردت بها كذا فهي باطل ولا تلزم. أي نعم.
12 - شرح قول المصنف: " والجهة فهذه الألفاظ المجملة يتوصلون بإطلاق نفيها عن الله إلى نفي صفاته عنه " أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " ثم هم يصوغون هذه الشبهات بعبارات مزخرفة طويلة غريبة يحسبها الجاهل بها حقًا بما كسيته من زخارف القول فإذا حقق الأمر تبين له أنها شبهات باطلة كما قيل: حجج تهافت كالزجاج تخالها حقاً وكل كاسر مكسور "
حجج تهافت كالزجاج تخالها *** حقا وكل كاسر مكسور ".
الزجاج هل يقوم للحجر والحديد؟ اه؟ أبدا، بل ولا يقوم بعضه لبعض، كل كاسر ومكسور، لو ضربت الزجاجة بأخرى انكسرت، أيهما الي كاسر الثاني؟ كل واحد كاسر ومكسور هذه حجج أهل الباطل، هذه حجج أهل الباطل.
تظن أنها حق ولكنها باطلة، تتهافت أمام الحق، وكل واحد منها يكسر الأخرى، لو رجعت إلى كتبهم لوجدت التناقض العظيم بينهم، حتى إن الواحد منهم يبطل ما قاله من قبل، لكنه يبطله بحجة باطلة، لأنه لا يبطله بحق، فهي كلها باطلة.
13 - شرح قول المصنف: " ثم هم يصوغون هذه الشبهات بعبارات مزخرفة طويلة غريبة يحسبها الجاهل بها حقًا بما كسيته من زخارف القول فإذا حقق الأمر تبين له أنها شبهات باطلة كما قيل: حجج تهافت كالزجاج تخالها حقاً وكل كاسر مكسور " أستمع حفظ
شرح قول المصنف: " والرد على هؤلاء من وجوه: الأول: نقض شبهاتهم وحججهم، وأنه يلزمهم فيما أثبتوه نظير ما فروا منه فيما نفوه. الثاني: بيان تناقض أقوالهم واضطرابها، حيث كانت كل طائفة منهم تدعي أن العقل يوجب ما تدعي الأخرى أنه يمنعه ونحو ذلك، بل الواحد منهم ربما يقول قولاً يدعي أن العقل يوجبه، ثم ينقضه في محل آخر، وتناقض الأقوال من أقوى الأدلة على فسادها "
الأول : نقض شبهاتهم وحججهم وأنه يلزمهم فيما أثبتوه نظير ما فروا منه فيما نفوه ".
وهذا مهم جدا، نقض الشبهات والحجج.
مثال ذلك، نأخذ مثالا لهذا:
إذا قالوا: المراد باليد القوة دون الحقيقة، لأننا لو أثبتنا لله يدا حقيقية لزم أن يكون مماثلا للمخلوق حيث إن للمخلوق يدا، عرفتم؟
نقول لهم بكل بساطة: وللمخلوق قوة أو لا؟ فإذا أثبتم أن لله قوة لزم على قاعدتكم أن يكون مماثلا للمخلوق، لأن القوة عندكم مماثلة، كما أن الأيدي عندكم متماثلة، فيلزمكم إذن فيما أثبتموه نظير ما يلزمكم فيما نفيتموه، بل شر منه، لأنه يلزمكم على هذا الوقوع فيما فررتم منه وزيادة تحريف النص. وأما الذين قالوا بظاهره فهم على تسليم أن ذلك تشبيه لم يقعوا إلا في ايش؟ في التشبيه فقط، أما أنتم فوقعتم في التشبيه وفي تحريف النصوص.
وهذا هو معنى قول " يلزمهم فيما أثبتوه نظير ما فروا منه فيما نفوه ". فالقول بانه يلزمهم زيادة على ذلك.
14 - شرح قول المصنف: " والرد على هؤلاء من وجوه: الأول: نقض شبهاتهم وحججهم، وأنه يلزمهم فيما أثبتوه نظير ما فروا منه فيما نفوه. الثاني: بيان تناقض أقوالهم واضطرابها، حيث كانت كل طائفة منهم تدعي أن العقل يوجب ما تدعي الأخرى أنه يمنعه ونحو ذلك، بل الواحد منهم ربما يقول قولاً يدعي أن العقل يوجبه، ثم ينقضه في محل آخر، وتناقض الأقوال من أقوى الأدلة على فسادها " أستمع حفظ