تتمة شرح قول المصنف " وهؤلاء كانوا يتظاهرون بنصر السنة ويتسترون بالتنزيه، ولكن الله تعالى: هتك أستارهم برد شبهاتهم ودحض حججهم، فلقد تصدى شيخ الإسلام وغيره للرد عليهم أكثر من غيرهم لأن الاغترار بهم أكثر من الاغترار بغيرهم لما يتظاهرون به من نصر السنة "
الشيخ : حقيقة لأن هذا من صفات الأجسام ولا نقول ينزل إلى السماء الدنيا حقيقة لأن هذا من صفات الأجسام، ولا نقول له وجه ويد وما أشبه ذلك لأن هذا من صفات الأجسام، فنحن منزهون لله عما لا يليق به، ونحن ندافع عن عقيدتنا ونبطل أقوال المعتزلة والجهمية والفلاسفة، وما أشبه ذلك، فهم يتظاهرون بماذا؟ بنصر السنة. لكن شيخ الإسلام يقول : " إنهم لا للإسلام نصروا ولا للفلاسفة كسروا ". بل ما ازداد أمرهم إلا شدة، ما ازداد أمرهم إلا شدة، ولم ينتفع الناس بعلومهم.
الشيخ : ومازالوا إلى الآن يقولون : إن أهل السنة ثلاثة : السلفيون والأشعريون والماترديون. وهذا في الحقيقة لا يصح، لأن لقب أهل السنة إنما ينطبق على من؟ على من تمسك بالسنة. والذين يخالفون الرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح في منهاجهم في العقيدة هل يكونون من أهل السنة ؟ لا، ما يصح أن نسميهم أهل السنة في هذه البدعة التي أحدثوها، وإن كانوا من أهل السنة من حيث الجملة، لكن في نفس الأسماء والصفات ليسوا من أهل السنة، بل هم مخالفون للسنة فيما ذهبوا إليه في أسماء الله وصفاته. طيب، يقول : " ولكن، نعم، ولكن الله تعالى هتك أستارهم برد شبهاتهم ودحض حججهم، فلقد تصدى شيخ الإسلام وغيره للرد عليهم أكثر من غيرهم، لأن الاغترار بهم أكثر من الاغترار بغيرهم، لما يتظاهرون به من نصر السنة". ومعلوم أن مدافعة هؤلاء أكثر إلحاحا من مدافعة المعتزلة والجهمية والمعطلة، كيف؟ أو لماذا؟ لأنهم يتسترون على باطلهم، ويتظاهرون بنصر السنة وهذا هو البلاء، يعني المخالف لك إذا قال أنا على خلاف معك، هذا أمر أهون من رجل يقول أنا على الحق، ويحاول أن يجعل نفسه من أهل الحق وهو دعي فيهم، فإن هذا أشد ضررا، ولهذا أكثر العلماء رحمهم الله من الرد عليهم حتى لا يغتر الناس بهم.
سؤال: هل الأشاعرة من أهل السنة والجماعة في الجملة ؟
السائل : كيف نقول إنهم من أهل السنة ؟ الشيخ : نعم. السائل : إنهم من أهل السنة في الجملة ؟ الشيخ : في الجملة، لأنهم في كثير من الأشياء من العقائد كاليوم الآخر وما فيه وافقوا أهل السنة فيه، ولا يمكن أن نخرجهم من أهل السنة إخراجا مطلقا، لأنهم مشكلة، لو أخرجت مثلا النووي وابن حجر وغيرهم من الأشعرية هذا ما أحد يقرك عليه. السائل : لكن أليس هم جبرية في مسألة أفعال العباد؟ الشيخ : لا، ما هم جبرية في الحقيقة، لكن لهم مذهب في الحقيقة لا أصل له، يعني ما له حقيقة، ولا هم خالفوا أهل السنة في القدر وخالفوا في الإيمان لأنهم مرجئة، وخالفوهم في بعض المسائل من اليوم الآخر. إنما نفي كونهم من أهل السنة على سبيل الإطلاق ما أستطيع أن أنفيها.
السائل : شيخ. الشيخ : نعم. السائل : ... . الشيخ : لا لا. السائل : الأشاعرة يمكن نقول أنهم ليسوا من أهل السنة، لكن النووي وابن حجر ... لأنه قد لا يكون مذهبهم هو مذهب الأشاعرة، يعني. الشيخ : لا لا، في باب الصفات هم مذهب الأشاعرة ماشين عليه تأويل. السائل : لكن خالفوا الأشاعرة في كثير. الشيخ : في، ابن حجر في الواقع متذبذب ولا سيما في فتح الباري، متذبذب أحيانا يؤيد مذهب السنة وأحيانا يؤيد مذهب. لكن بقطع النظر عن الرجلين جئت بهما مثلا. إنما هذا المذهب من حيث هو بعضه صحيح وبعضه ليس بصحيح، لكن في باب الصفات ليس بصحيح، حتى ما أثبتوه من الصفات لا يثبتونه على ما يثبته أهل السنة والجماعة، انظر إلى قولهم في الكلام مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة. السائل : لكن المنهج يا شيخ الي صاروا عليه. الشيخ : نعم. السائل : بصرف النظر عن تطبيقهم في مسألة الصفات. الشيخ : نعم. السائل : لكن أصل منهجهم تقديم العقل. الشيخ : نعم. السائل : يعني مو ... التطبيق في الصفات. الشيخ : لا لا، لكن تقديم العقل في باب الصفات، أما في الأمور العملية فهم موافقون، في الأمور العملية موافقون، ما يجعلون للعقل مجال فيما لا مجال له فيه. على كل حال يجب أن نزن بقسط، فمن معه حق قلنا معك حق والباطل معك باطل، ومن كان على غير حق قلنا إنك لست على حق في كل ما تقول.
شرح قول المصنف: " فصل مذهب أهل التأويل في نصوص المعاد: الإيمان بها على حقيقتها من غير تأويل، ولما كان مذهبهم في نصوص الصفات صرفها عن حقائقها إلى معانٍ مجازية تخالف ظاهرها، استطال عليهم أهل التخييل فألزموهم القول بتأويل نصوص المعاد كما فعلوا في نصوص الصفات "
الشيخ :" فصل: مذهب أهل التأويل في نصوص المعاد : الإيمان بها على حقيقتها من غير تأويل ". انتبه لهذه القضية، مذهب أهل التأويل في نصوص المعاد الإيمان بها على حقيقتها من غير تأويل، يعني: فيؤمنون بالبعث والجزاء والجنة والنار، وما أشبه ذلك، يقولون: هذا حق على حقيقته، والناس سيبعثون ويحاسبون ويجزون ويعاقبون أو يثابون لا نشك في هذا، وهذا حق ولا باطل؟ هذا حق. طيب. " ولما كان مذهبهم في نصوص الصفات صرفها عن حقائقها إلى معانٍ مجازية تخالف ظاهرها، استطال عليهم أهل التخييل " استطال عليهم يعني تطاولوا عليهم واستعلوا عليهم، وقالوا لهم تعالوا أنتم تقولون : إنه لا يراد بنصوص الصفات ظاهرها، وإنما يراد بها معان أخرى، وتنكرون علينا إذا قلنا إنه لا يراد بنصوص المعاد ظاهرها، وإنما هي تخييل. الآن بيصير نزاع بين من؟ بين أهل التخييل وأهل التأويل في ماذا؟ في باب الأسماء والصفات. يقولون تعالوا أنتم تؤولون في الصفات ولا تؤولون في المعاد، ونحن نؤول في البابين، نقول: كلها ليست على حقيقتها، ولا يراد بها الحقيقة. عرفتم الآن؟ فالنزاع بينهما في باب؟ في باب الصفات، لأجل أن يلزمهم أهل التخييل بإنكار المعاد. شوف يقول : " استطال عليهم أهل التخييل فألزموهم القول بتأويل نصوص المعاد كما فعلوا في نصوص الصفات ". هم قالوا : إنكم أنتم يا أهل التأويل تقرون بنصوص المعاد على حقيقتها، ما تؤولون، صح ولا لا؟ وهكذا كان حال أهل التأويل؟ حال أهل التأويل بالنسبة للمعاد على أنه حق على حقيقته؟ طيب، في المعاد يا أخي؟ يؤمنون بالبعث وبالجزاء وبالجنة وبالنار وبالثواب وبالعقاب يؤمنون بها. طيب. في باب الصفات لا يؤمنون بها يؤولونها. قال لهم أهل التخييل: أولوا في نصوص المعاد، لأن العقل يستبعد وقوع هذا الشيء، يستبعد إذا مزق الإنسان كل ممزق أن يبعث خلقا جديدا، هذا بعيد، بعيد أن يكون في جنة ونار ما تفنى أبدا، هذا ما يمكن، فأنتم يجب عليكم أن تؤولوا في نصوص المعاد كما أولتم في نصوص الصفات.
شرح قول المصنف: " فقال أهل التأويل لهم: نحن نعلم بالاضطرار أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بإثبات المعاد، وقد علمنا فساد الشبهة المانعة منه فلزم القول بثبوته. وهذا جواب صحيح وحجة قاطعة تتضمن الدفاع عنهم في عدم تأويلهم نصوص المعاد وإلزامهم أهل التخييل أن يقولوا بإثبات المعاد وإجراء نصوصه على حقائقها، لأنه إذا قام الدليل، وانتفى المانع وجب ثبوت المدلول "
الشيخ : استمع للجواب جواب أهل التأويل، فقال أهل التأويل لهم : " نحن نعلم بالاضطرار أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بإثبات المعاد، وقد علمنا فساد الشبهة المانعة منه فلزم القول بثبوته ". انتهى. شوف الجواب مركب من إيجاب وسلب. " علمنا بالاضطرار " ويش معنى بالاضطرار؟ أي أن علمنا بذلك علم ضروري يقيني ما في اشتباه عندنا أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء بإثبات المعاد في الكتاب وفي السنة، وقامت الأدلة والبراهين على إثباته. " وقد علمنا فساد الشبهة المانعة منه ". ويش هي الشبهة؟ الشبهة ما قاله زعيمهم : (( من يحيي العظام وهي رميم )) هذه الشبهة، هذه الشبهة فاسدة ولا غير فاسدة؟ ها؟ فاسدة، لأنا نقول (( يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم )) فالشبهة المانعة الآن من القول بالحقيقة فاسدة، فوجب علينا أن نقول بأنه حقيقة، كذا ولا لا؟ الجواب هذا صحيح ولا غير صحيح؟ يقول : " وهذا جواب صحيح وحجة قاطعة تتضمن الدفاع عنهم في عدم تأويلهم نصوص المعاد وإلزام أهل التخييل أن يقولوا بإثبات المعاد وإجراء نصوصه على حقائقها، لأنه إذا قام الدليل وانتفى المانع وجب ثبوت المدلول "، والله أعلم. ها؟ كيف؟ الطالب : ... . الشيخ : وين وإلزاما؟ الطالب : ... . الشيخ : نعم، نصوص المعاد وإلزام أهل التأويل.
قراءة الطالب من قول المصنف: " وقد احتج أهل السنة على أهل التأويل بهذه الحجة نفسها ليقولوا بثبوت الصفات وإجراء نصوصها على حقيقتها فقالوا لأهل التأويل: نحن نعلم بالاضطرار أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بإثبات الصفات لله ، وقد علمنا فساد الشبهة المانعة منه فلزم القول بثبوتها، وهذا إلزام صحيح وحجة قائمة لا محيد لأهل التأويل عنها، فإن من منع صرف الكلام عن حقيقته في نصوص المعاد يلزمه أن يمنعه في نصوص الصفات التي هي أعظم وأكثر إثباتاً في الكتب الإلهية من إثبات المعاد، وإن لم يفعل فقد تبين تناقضه وفساد عقله "
القارئ : والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد: " وقد احتج أهل السنة على أهل التأويل بهذه الحجة نفسها ليقولوا بثبوت الصفات وإجراء نصوصها على حقيقتها، فقالوا لأهل التأويل : نحن نعلم بالإضطرار ". الشيخ : بالاضطرار، لأنها همزة وصل. القارئ : " نحن نعلم بالاضطرار أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بإثبات الصفات لله. وقد علمنا فساد الشبهة المانعة منه فلزم القول بثبوتها. وهذا إلزام صحيح وحجة قائمة لا محيد لأهل التأويل عنها، فإن من منع صرف الكلام عن حقيقته في نصوص المعاد يلزمه أن يمنعه في نصوص الصفات التي هي أعظم وأكثر إثباتاً في الكتب الإلهية من إثبات المعاد، وإن لم يفعل فقد تبين تناقضه وفساد عقله ".
مراجعة ومناقشة فيما سبق الكلام عليه من بيان مذهب أهل التأويل في نصوص المعاد .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين سبق لنا أن هناك فرقا بين أهل التأويل وأهل التخييل بالنسبة لنصوص المعاد، فما هو الفرق يا محمد؟ الطالب : أهل التأويل يثبتونها. الشيخ : على حقيقتها نعم. الطالب : وأهل التخييل انتقدوا على. الشيخ : ويش يقولون عنها؟ الطالب : يقولون بأنها ثابتة على حقيقتها وقد علموا شبهة مانعة. الشيخ : اصبر اصبر، أهل التخييل ويش يقولون عن نصوص المعاد؟ الطالب : أهل التخييل؟ الشيخ : أي؟ الطالب : لا يعترفون بها. الشيخ : ويش يقولون عن نصوص المعاد؟ الطالب : ليست على حقيقتها. الشيخ : نعم، وأنها تخييلات لا حقيقة لها، كذا؟ الطالب : نعم. الشيخ : ويصرفون النصوص الدالة على إثباتها يصرفونها عن ظاهرها. الطالب : نعم. الشيخ : طيب استرح. يلا ياسر. بماذا أجاب أهل التأويل لأهل التخييل؟ الطالب : أجاب أهل التأويل. الشيخ : لما ألزموهم قالوا يلزمكم أن تقولوا أن نصوص المعاد ليست على حقيقتها. الطالب : أجاب أهل التأويل أن الرسل لما بعث وبين المعاد في الأحاديث الصريحة ... .
شرح قول المصنف: " وقد احتج أهل السنة على أهل التأويل بهذه الحجة نفسها ليقولوا بثبوت الصفات وإجراء نصوصها على حقيقتها فقالوا لأهل التأويل: نحن نعلم بالاضطرار أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بإثبات الصفات لله ، وقد علمنا فساد الشبهة المانعة منه فلزم القول بثبوتها، وهذا إلزام صحيح وحجة قائمة لا محيد لأهل التأويل عنها، فإن من منع صرف الكلام عن حقيقته في نصوص المعاد يلزمه أن يمنعه في نصوص الصفات التي هي أعظم وأكثر إثباتاً في الكتب الإلهية من إثبات المعاد، وإن لم يفعل فقد تبين تناقضه وفساد عقله.
الشيخ :" احتج أهل السنة على أهل التأويل بهذه الحجة نفسها ليقولوا - أي أهل التأويل - بثبوت الصفات وإجراء نصوصها على حقيقتها، فقالوا لأهل التأويل : نحن نعلم بالاضطرار أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بإثبات الصفات لله، وقد علمنا فساد الشبهة المانعة منه فلزم القول بثبوتها ". احفظ العبارة هذه لأنها مفيدة جدا ومختصرة، واضحة ومختصرة. " وهذا إلزام صحيح وحجة قائمة لا محيد لأهل التأويل عنها، فإن من منع صرف الكلام عن حقيقته في نصوص المعاد يلزمه أن يمنعه في نصوص الصفات التي هي أعظم وأكثر إثباتاً في الكتب الإلهية من إثبات المعاد ". شيخ الإسلام رحمه الله يقول : " إن نصوص الصفات في الكتب الإلهية أكثر بكثير من نصوص المعاد ". وصدق رحمه الله، لأنه ما من آية في القرآن إلا وتجد فيها صفة من صفات الله، كل آية فهي كلام الله، وكل كلام الله فهو صفة من صفاته. لكن قارن بين نصوص المعاد ونصوص الصفات، أيها أكثر؟ نعم، نصوص الصفات أكثر بكثير، فإذا امتنع تأويل نصوص المعاد مع قلتها بالنسبة لنصوص الصفات فامتناع نصوص الصفات من باب أولى. نعم. " فصل : وأما أهل التجهيل ". الطالب : بقي شيء. الشيخ : استمع له. الطالب : وإن لم. الشيخ : نعم، " وإن لم يفعل فقد تبين تناقضه وفساد عقله ". صح. يعني إذا أجاز التأويل في الصفات ولم يجزه في المعاد فقد تناقض.
شرح قول المصنف: " فصل وأما أهل التجهيل فهم كثير من المنتسبين إلى السنة وأتباع السلف وحقيقة مذهبهم أن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من نصوص الصفات ألفاظ مجهولة لا يعرف معناها حتى النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم بأحاديث الصفات ولا يعرف معناها ".
الشيخ :" وأما أهل التجهيل فهم كثير من المنتسبين إلى السنة وأتباع السلف" حتى إن بعض الناس قال : إن هذا هو مذهب السلف التجهيل. " وحقيقة مذهبهم أن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من نصوص الصفات ألفاظ مجهولة لا يُعرف معناها، حتى النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم بأحاديث الصفات ولا يعرف معناها ". هذا مذهب من؟ أهل التجهيل، يعني الذين يدّعون أو يصفون الخلق بالجهل، يجهلون الخلق، يقول: مثلا الرسول صلى الله عليه وسلم ما يدري ويش معنى آيات الصفات. لو سألته ما معنى (( استوى على العرش )) قال: ما أدري، لو سألته حين قال : ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى الثلث الأخر ) ويش معنى ينزل؟ قال: والله ما أدري. لو سألته ما معنى قوله تعالى : (( ويبقى وجه ربك )) قال ما أدري. ويش معنى (( لما خلقت بيدي )). قال ما أدري، مين يقوله؟ الرسول، من الذي يقول لا أدري؟ الرسول عليه الصلاة والسلام. يقولون: كل الناس لا يعرفون معاني آيات الصفات، وإنما هي عندهم بمنزلة أ ب ت ث ج ح خ إلى آخره. أسألك الآن ويش معنى أ؟ ما لها معنى، نعم؟ ما لها معنى، هم يقولون : (( استوى على العرش )) مثل أ ب ت ث ما ندري ويش معناها. وهذا في الحقيقة إذا تأملته وجدت أنه من شر أقوال الناس، لأنه يقتضي إن هذه الآيات العظيمة والأحاديث الكثيرة في صفات الله كلها نزلت لهوا ولعبا ما لها معنى، ويش الفائدة تكلم إنسان بكلام ما يعرف معناه، ويش الفائدة من هذا؟ لو جاءنا واحد الآن غير عربي، وقام يخطب خطبة فصيحة، ونعرف إنها مؤثرة بأنه ينفعل ويمد إيده ويرده ويكوش بوجهه ويفتحه، نعم، وهو يخطب بأعلى صوته، لكن نحن عرب ما نعرف لغته، استفدنا ولا ما استفدنا؟ ما استفدنا، ما استفدنا إلا أننا رأينا انفعاله وحركاته قلنا هذا رجل خطيب وفصيح، أما أن نعرف مدلول خطبته ما نعرف. هم يقولون: هذه الألفاظ العربية باللسان العربي المبين هي بلسان عربي غير مبين. ما نعرف. شيخ الإسلام يقول: " هؤلاء أضر على الإسلام من جميع الطوائف " لأنهم هم الذين فتحوا الباب للفلاسفة والمناطقة فدخلوا، لما رأوا هؤلاء يتكلمون بالقرآن والسنة ولا يعرفون وش معناها. قال: روح أنا اللي أوريك المعنى. إذا سألتك ويش معنى اليد؟ قلت: والله ما أدري، قال: أن الي أدري، أنا الي بخلي لكلام الله معنى. المراد باليد القوة. ومعلوم أن من أثبت معنى خير ممن لم يثبت، بلا شك، لأن هذا معه علم وهذا ليس معه علم، عاد سواء صح ما أثبته أو لم يصح، إنما المهم أنه لا يمكن أن ينزل قرآن بدون معنى أو سنة بدون معنى. فتجد هؤلاء هم أهل التجهيل ويسمون أنفسهم تلبيسا وتزويرا بأهل التفويض، لأنه معلوم إذا قال هذا مفوض أهون من إذا قيل هذا مجهل، إذا قيل هذا مجهل يجهل الرسول وأصحابه ما هو مثل الي يقول هذا مفوض يفوض أمرهم إلى الله. والحاصل أن هذا هو مذهب أهل التجهيل.
شرح قول المصنف: " وحقيقة مذهبهم أن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من نصوص الصفات ألفاظ مجهولة لا يعرف معناها حتى النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم بأحاديث الصفات ولا يعرف معناها.
الشيخ : يقول : " حقيقة مذهبهم أن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من نصوص الصفات ألفاظ مجهولة لا يُعرف معناها، حتى النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم بأحاديث الصفات ولا يعرف معناها ". سبحان الله! أن نصف الرسول عليه الصلاة والسلام محمدا بهذا الوصف، يتكلم بالكلام وهو لا يدري معناه؟ لا أظن أحدا يتكلم بكلام لا يدري ما معناه إلا سكران أو مجنون أو مبرسم، وكل هذه في حق الرسول منفية قطعا، كيف يتكلم بكلام ولا يدري ويش معناه؟ طيب.
شرح قول المصنف: " ثم هم مع ذلك يقولون: ليس للعقل مدخل في باب الصفات. فيلزم على قولهم أن لا يكون عند النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأئمة السلف في هذا الباب علوم عقلية ولا سمعية وهذا من أبطل الأقوال "
الشيخ : ثم هم مع ذلك يقولون : ليس للعقل مدخل في باب الصفات. مشكلة. النصوص ما تثبت الصفات والعقول ما لها مدخل في الصفات، شف. طيب، " فحينئذ يلزم على قولهم أن لا يكون عند النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأئمة السلف في هذا الباب علوم عقلية ولا سمعية " وهذا من أبطل الأقوال صح ولا لا؟ السمع معزول عن دلالته، والعقل معزول عن تدخله. إذن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأئمة الأمة ليس عندهم علوم عقلية في باب الصفات ولا علوم سمعية، ليش؟ لأن العلم السمعي متعذر حيث إنهم يقرؤون ولا يفهمون، ومن قرأ ألفاظا بلا معنى فهو جاهل بلا شك، والعلوم العقلية أيضا عندهم ها؟ منتفية لأن العقل ما له مجال في باب الصفات. على العكس من أهل التأويل، أهل التأويل يقولون العقل ايش؟ له مدخل في باب الصفات؟ نعم، بل هو الأصل عندهم، عند أهل التأويل يرجعون في باب الأسماء والصفات إلى العقل. هذا اللي يقول ما في عقل ولا في فهم للمعنى، فالأمة معزولة عن معاني أسماء الله وصفاته بالعقل ويش بعد؟ والسمع. ما لها مدخل.
شرح قول المصنف: " وطريقتهم في نصوص الصفات إمرار لفظها مع تفويض معناها ومنهم من يتناقض فيقول: تجرى على ظاهرها مع أن لها تأويلاً يخالفه لا يعلمه إلا الله. وهذا ظاهر التناقض فإنه إذا كان المقصود بها التأويل الذي يخالف الظاهر وهو لا يعلمه إلا الله فكيف يمكن إجراؤها على ظاهرها؟ "
الشيخ :" وطريقتهم في نصوص الصفات إمرار لفظها مع تفويض معناها ". يقول اللفظ نثبته نقرأ : (( ثم استوى على العرش )) نقرأ ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ) ونثبت هذا لكن ويش معناه؟ ها؟ ما نثبه، وحرام عليك أن تثبت أن معنى استوى علا، أو أن معنى النزول النزول الحقيقي، حرام عليك، وحرام عليك تأول ها؟ حرام علي أؤول، لأن العقل ما له مدخل. إذن ويش أقول؟ اقرأ واسكت، لا تقول شيء، خلك مثل العجوز الي ما تدري وش تقول، اقرأ ولا تتكلم في المعنى إطلاقا، وكل ما قيل لك فقل ها؟ الله أعلم. كل ما قيل لك قل الله أعلم. نعم طيب. هل هذا يمكن أن يبني الإنسان عقيدته عليه؟ على جهل؟ ما يدري ويش أسماء المعبود ولا صفات المعبود، هذا لا يمكن أبدا. والحقيقة كلما تأملت هذا المذهب وجدته من أفسد المذاهب. نعم. شف يقول : " ومنهم من يتناقض فيقول : تجرى على ظاهرها مع أن لها تأويلاً يخالفه لا يعلمه إلا الله ". شف الكلام ما هو تناقض هذا؟! يقول: تجرى على ظاهرها، طيب إذا كان تجرى على ظاهرها خلها على ظاهرها، يقول: لا، لها تأويل لا يعلمه إلا الله. وجه التناقض؟ " فإنه إذا كان المقصود بها التأويل الذي يخالف الظاهر وهو لا يعلمه إلا الله فكيف يمكن إجراؤها على ظاهرها؟ " شف إذن نقول : إن الذي جاء بهذه العبارة لا يريد إلا المداهنة فقط، يقول تجرى على ظاهرها ثم يقول لها تأويل هو المراد لا يعلمه إلا الله، فإذا كانت تجرى على ظاهرها ولها تأويل لا يعمله إلا الله وهو المراد منها فكيف يتفق هذا وهذا؟! نقول: لا شك أن هذا تناقض. قال: " وطريقتهم في نصوص الصفات " لا، نعم.
شرح قول المصنف: " وقد قال الشيخ رحمه الله عن طريقة هؤلاء في كتاب ( العقل والنقل) ص 121 ج1: " فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد " أ هـ.
الشيخ : وقد قال الشيخ رحمه الله عن طريقة هؤلاء في كتاب " العقل والنقل " ص 121 ج1 ترا في الطبعة التي على هامش منهاج السنة، ما هي الطبعة الأخيرة، لأن هذا مكتوب قبل الطبعة الأخيرة، يقول : " فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد ". العجيب أن كثيرا من الناس الذين لا يدرون عن مذهب السلف يقولون: إن أهل السنة ينقسمون إلى قسمين لا ثالث لهما. انتبه، أهل التأويل وأهل التفويض، أهل التأويل وأهل التفويض، ويعنون بالتفويض تفويض المعنى الذي هو التجهيل في الواقع. إذا قلنا إن أهل السنة لا يخرجون عن هذين القسمين معناه أن السلف ليسوا من أهل السنة، السبب؟ لأن السلف يثبتون المعنى ولا يؤولون، فهم ليسوا مفوضة كأهل التجهيل وليسوا مؤولة كأهل التعطيل. فهناك نقول قسم ثالث تركتموه وهم أهل السنة، وهم الذين يفوضون الكيفية ويقرون بالمعنى، وهم السلف. يقول: نحن نعلم معنى الاستواء، ولكن نجهل كيفيته، نعلم معنى اليد لكن نجهل كيفيتها، ولهذا لما سئل الإمام مالك عن الاستواء فقيل له : (( الرحمن على العرش استوى ))كيف استوى؟ فقال : " الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة " ويش معنى الاستواء غير مجهول؟ أي أنه معلوم المعنى في اللغة العربية، كل يعرف معنى استوى علا الشيء. والكيف غير معقول، يعني لا ندركه بعقولنا، وهل هو معلوم بالنص؟ الكيف؟ ها؟ غير معلوم، فاستوى عنه الدليلان العقلي والسمعي فوجب التوقف فيه، أي: في الكيف، والإيمان به واجب الإيمان بالاستواء على حقيقته واجب، والسؤال عنه أي عن كيفيته بدعة، " وما رأك إلا مبتدعا ". وهكذا نقول في بقية الصفات، النزول إلى السماء الدنيا غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وهكذا نقول في بقية الصفات.
شرح قول المصنف: " والشبهة التي احتج بها أهل التجهيل هي وقف أكثر السلف على ( إلا الله ) من قوله تعالى: ( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا )
الشيخ : يقول: " والشبهة التي احتج بها أهل التجهيل هي وقف أكثر السلف على (( إلا الله )) من قوله تعالى : (( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا )) ". هذه الآية الكريمة اختلف السلف فيها على قراءتين : القراءة الأولى : (( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به )) وهذه قراءة الوصل. والقراء الثانية : (( وما يعلم تأويله إلا الله )) فيقف ثم يقول : (( والراسخون في العلم يقولون آمنا به )) ؟ أي القراءتين في المصحف؟ الطالب : ... . الشيخ : لا، في المصحف؟ مصحفكم أنتم؟ الطالب : عاصم؟ الشيخ : أي نعم. الطالب : الوقف. الشيخ : فيها ميم. الطالب : نعم. الشيخ : وينها؟ الطالب : ... . الشيخ : موجود؟ جيب المصحف يا أبو يحيى. أما الطبعة الأخيرة طبعة الملك فهي ما فيها ميم ولا لا، ما فيها شيء ها؟. الظاهر أن ما فيها شيء. الطالب : ... الشيخ : على (( إلا الله ))؟ ها؟ الطالب : قلى. الشيخ : في (( إلا الله )) قلى؟ الطالب : نعم. الشيخ : أي نعم الوقف أولى فقط، ليش؟ لأن الوقف أو الوصل مبني على معنى التأويل، إن كان المراد بالتأويل التفسير يعني: تفسير المعنى وإيضاح المعنى فالوصل أولى، وإن كان المراد بالتأويل الحقيقة التي عليها الشيء فالقطع أولى، لأن.