تتمة شرح قول المصنف " وبذلك عرف أن الإيمان يشمل الدين كله، وحينئذ لا فرق بينه وبين الإسلام وهذا حينما ينفرد أحدهما عن الآخر، أما إذا اقترن أحدهما بالآخر فإن الإسلام يفسر بالاستسلام الظاهر الذي هو قول اللسان، وعمل الجوارح، ويصدر من المؤمن الكامل الإيمان، والضعيف الإيمان قال الله تعالى: ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) ومن المنافق لكن يسمى مسلماً ظاهراً ولكنه كافر باطناً "
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين. " ... أحدهما عن الآخر. أما إذا اقترن أحدهما بالآخر فإن الإسلام يفسر بالاستسلام الظاهر الذي هو قول اللسان وعمل الجوارح، ويفسر الإيمان بالاستسلام الباطن الذي هو إقرار القلب وعمله ". إذا اقترنا افترقا، إذا اقترنا صار الإسلام هو الأعمال الظاهرة، والإيمان الأعمال الباطنة. االدليل؟ استمع إلى حديث عمر في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم، في سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان، ماذا قال له في الإسلام؟ ( أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ) وهذا عمل، عمل ظاهر، عمل جوارح. وقال له في الإيمان : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ) وهذا ايش؟ إيمان باطن، هذا من إقرار القلب. فإذا اجتمعا افترقا، وإن افترقا اجتمعا. طيب. الإسلام بهذا المعنى يصدر من المؤمن حقا ومن ضعيف الإيمان، بل ومن المنافق. استمع إلى قول الله تعالى : (( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا )) الأعراب سكان البادية قالوا للرسول عليه الصلاة والسلام آمنا، فقال الله لنبيه : (( قل لم تؤمنوا )) يعني: ما آمنتم (( ولكن قولوا أسلمنا )) فإذا قلتم أسلمنا صدقتم، وإذا قلتم آمنا كذبتم، كيف؟ قال (( ولما يدخل الإيمان في قلوبكم )) لما هنا ايش؟ نافية، يعني لم يدخل الإيمان في قلوبكم لكن لاحظوا أن لما النافية تفيد قرب ثبوت منفيها، تفيد قرب ثبوت المنفي، فهنا لما يدخل لكنه قريبا ما يدخل، قال تعالى : (( بل لما يذوقوا عذاب )) يعني لم يذوقوه ولكن سيذوقونه قريبا. طيب، أظن أن الآية واضحة للتفريق بين الإيمان والإسلام، لأن الله قال : (( لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا )) ثم نفى أن يكون الإيمان دخل قلوبهم. فإن قلت : هذا ينتقض عليك بقوله تعالى : (( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين )) فهنا قال: (( من المؤمنين )) ثم قال: (( من المسلمين )). وهذا يدل على أن الإيمان والإسلام شيء واحد؟ فالجواب : أن هذا لا ينقض علي، بل هذا يشهد لما أقول، لأن الله عز وجل يقول : (( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين )) وهذا حق ما نجى إلا المؤمنون، ولا خرج إلا المؤمنون (( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين )) ما قال ما وجدنا فيها غير مؤمنين أو غير مسلمين. قال : (( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين )). ومعلوم أن زوجة لوط كانت في بيته، وكانت ظاهرا ها؟ مستسلمة، فهي من المسلمين، ومن معها من المؤمنين مسلمون ولا لا؟ نعم، مسلمون مؤمنون، أما هي فمسلمة غير مؤمنة. وهذا واضح أنه ايش؟ أن هناك فرقا بين الإيمان والإسلام. أي نعم.
شرح قول المصنف: " ويفسر الإيمان بالاستسلام الباطن الذي هو إقرار القلب وعمله، ولا يصدر إلا من المؤمن حقاً كما قال تعالى: ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون. الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. أولئك هم المؤمنون حقاً ) وبهذا المعنى يكون الإيمان أعلى. فكل مؤمن مسلم ولا عكس.
الشيخ : ثم قال المؤلف رحمه الله : " ويفسر الإيمان " يعني: عند اجتماعهما، " بالاستسلام الباطن الذي هو إقرار القلب وعمله، ولا يصدر إلا من مؤمن حقاً كما قال تعالى : (( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقاً )) " شف (( هم المؤمنون حقا )) يعني: كاملو الإيمان على وجه الحقيقة، كم الأوصاف التي ذكر _ا لأخ _ في الآية؟ الطالب : ... . الشيخ : نعم. هذا واحد. الطالب : ... . الشيخ :(( إذا تليت عليهم آياته ))؟ الطالب : زادتهم إيمانا. الشيخ : نعم، الثالث؟ الطالب : ... . الشيخ : الرابع؟ الطالب : ... . الشيخ : والخامس؟ الطالب : ... . الشيخ :(( ومما رزقناهم ينفقون )). وهذا أعم من إيتاء الزكاة. طيب، هذه الأوصاف الخمسة إذا اجتمعت في الإنسان صار مؤمنا حقا، فإن تخلف بعضها نقص الإيمان. فتش هل يزيد هل يوجل قلبك إذا ذكر الله؟ إذا ذكر الله أي ذكرت عقوبته للمجرمين هل يخاف قلبك؟ نعم؟ فتش ولا تمر دائما بالوعيد بالنار في الكتاب والسنة والقلب ما يتحرك جامد. إذا كان القلب جامدا في هذه الحال فاعلم أنك ضعيف الإيمان جدا. عمر رضي الله عنه لما قرأ قول الله تعالى : (( إن عذاب ربك لواقع )) في سورة الطور (( ما له من دافع )) مرض، وصار الناس يعودونه من أجل هذه الآية. والعجيب أننا نقرأها ونحن في صلاة الفجر ولا غير صلاة الفجر، يتحرك القلب؟ ها؟ إلا من رحم. لكن الواقع أننا في غفلة وقسوة قلوب، أحيانا وأحيانا، صحيح. لكن ما رأينا أحدا قرأها ومرض وجعل الناس يعودونه، على قوة عمر رضي الله عنه في دين الله، لكن خوفه من الله أوجب له أن يصل إلى هذه الحال. (( إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا )) إيمانا بالله عز وجل وبشرعه وزادتهم قبولا له وزادتهم عملا به، لأنها آيات الله عز وجل. (( وعلى ربهم يتوكلون )) لا يعتمدون إلا على الله، فيثبتون في مقام تزل فيه الأقدام، لأنهم معتمدون على الله، ولا يخشون في الله لومة لائم، لأن لومة لائم لأنهم ايش؟ معتمدون على ربهم. (( الذين يقيمون الصلاة )) يعني يأتون بها على وجه مستقيم (( ومما رزقناهم ينفقون )) يعني ينفقون مما أعطاهم الله عز وجل، وأول ما يدخل فيه الزكاة. قال: " وبهذا المعنى يكون الإيمان أعلى. فكل مؤمن مسلم، ولا عكس ". وش معنى لا عكس؟ أي ليس كل مسلم مؤمنا. صح.
شرح قول المصنف: " فصل في زيادة الإيمان ونقصانه: من أصول أهل السنة والجماعة: أن الإيمان يزيد وينقص وقد دل على ذلك الكتاب والسنة فمن أدلة الكتاب قوله تعالى: ( ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم ) ومن أدلة السنة قوله صلى الله عليه وسلم في النساء: " ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ".
الشيخ : ثم قال : " فصل: في زيادة الإيمان ونقصانه. من أصول أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص وقد دل على ذلك الكتاب والسنة ". أظنه لا يخفى عليكم أن الأعمال تدخل في الإيمان أو لا؟ طيب، فإذا زادت الأعمال زاد الإيمان بلا شك، وإذا نقصت نقص. " من أدلة الكتاب قوله تعالى : (( ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم )) "(( ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم )) وقال تعالى : (( فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا )). " ومن أدلة السنة قوله صلى الله عليه وسلم في النساء : ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ) ". وصدق الرسول عليه الصلاة والسلام. الإنسان يرغب مثلا في الفرس، يرغب في السيارة، يرغب في البعير، يرغب في البيت، لكن لا تستولي تلك الرغبة على مشاعره وعلى عقله وفطرته، لكن يرغب في امرأة، نعم؟ فتستولي على مشاعره وعقله حتى يتصرف في سبيل الوصول إلى هذه المرأة تصرفا لو تصرفه غيره لأنكر عليه، نعم؟ وهذا مصداق قول النبي عليه الصلاة والسلام : ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ). تجد هذا والعياذ بالله تروق في نفسه امرأة فيتتبعها في الأسواق ويحرص على أن يسمع كلامها وما أشبه ذلك. وهذا لا شك أنه نقص في العقل ونقص في الدين، فالرسول يقول عليه الصلاة والسلام - يا عبد الرحمن - : ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب ) لب بمعنى؟ عقل ( الرجل ) ما هو أي رجل ( الرجل الحازم ) الذي عنده من الحزم والعقل ما يمنعه من التصرف السيء، ومع ذلك يذهب عقله في جانب النساء. والشاهد من هذا الحديث قوله : ( من ناقصات عقل ودين ) الشاهد في دين ولا عقل؟ دين. النساء رضي الله عنهن قلن: يا رسول الله ويش نقصان العقل ويش نقصان الدين؟ نعم؟ قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( أليست شهادة المرأتين بشهادة الرجل الواحد؟ ) أو قال : ( شهادة الرجل بشهادة المرأتين؟ ) قلن: بلى، قال : ( هذا نقصان العقل ). ( أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟ ) قلن: بلى. قال: ( هذا نقصان الدين ) لأن عملها الآن صار أقل من عمل الرجال، فهذا نقص دين. أسأل: هل قام أولئك النسوة يصرخن في وجه النبي عليه الصلاة والسلام ظلمت وجرت، النساء شقائق الرجال، ليش تصفهم بنقص العقل والدين، ها؟ أو قلن : رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا، هكذا الي حصل، هذا هو الي حصل. لكن أئمة الكفر وأتباع أئمة الكفر الآن وقبل الآن يقولون: هذا أمر منكر، ولا نوافق، ولا نسلم أن المرأة ناقصة عقل ودين، بل يقولون: الدين ما هو عندنا بشيء، ولتكن ناقصة الدين ما يهم، لكن عقل ما نسمح أبدا تقول إنها ناقصة عقل، ناقصة عقل أختك من أمك وأبوك ناقصة عقل؟ نعم؟ شقائق الرجال وبنات آدم ما تخاف الله؟ تقول: ناقصات عقل. يجب أن تكون مساوية للرجل في كل الأعمال حتى في أمور السياسية والتدبير والحرب وغير ذلك مع أنه لو كانت بالحرب لو غمز لها واحد جميل قالت هذا الرأي عند هذا الرجل، خلاص هذا رجل موفق وحكيم، ما قال فهو الحق، وإن كان عندها نوع من العقل سكتت لكن وافقته في مجلس آخر، قالت برأيه. فمثل هذه المرأة الي عندها هذه العاطفة وهذا أمر لا ينكر، ما يمكن أحد ينكره، كيف نقول: إنها مثل الرجل الحازم العاقل الثابت الراسخ؟! أشد من ذلك الآن، عندما يلقون الكلمات والخطابات يقولون: سيداتي وسادتي، بعضهم يقولون لي في أبواب الحمامات: حمام للسيدات، جنبه حمام للرجال، قولوا للسادة، مادام قلته للسيدات، العدل قولوا للسادة، ولا ما دمتم قلتو للرجال، قولوا للنساء، لكن كل هذا من التقليد الأعمى للغرب سواء قالوه عن جهل أو قالوه لأنهم معجبون بما عندهم من الثقافة البائدة التي الآن كما أخبرنا االثقات، الآن يتمنون أن يتخلصوا مما هم فيه، لكنهم عاجزون، فبدأ رفاة العظام البالية من الثقافات بدأ بعض المسلمين الآن يلتهمونها، بقطع النظر عما فيها من الديدان والخبث والأنجاس نعم. وهذا أمر دفاعه على كاهل الشباب، كاهل الشباب المسلم المثقف ثقافة دينية متلقاة من كتاب ربه وسنة نبيه. ولا حرج علينا أن نقول كلمة الحق بدون عنف، فنعرض الحق ونبينه، ونحن والحمد لله واثقون من صحة ما نقول بأن المرأة ناقصة عقل ودين، ومن أجل هذا الاعتقاد المبني على كتاب الله وسنة رسوله، من أجل ذلك كنا نرحمها أكثر مما يرحمها أولئك، وكنا نحميها أكثر مما يحميها أولئك، وكنا ننزلها في المنزلة اللائقة بها من الرأفة والرفق واللين أكثر مما ينزلها أولئك، حتى قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( رفقا بالقوارير ) يعني بالنساء، فشبههن بالقارورة التي تنكسر مع الحركة والرجّ. ونحن نشهد الله عز وجل وملائكته ومن سمع كلامنا هذا أننا نقول ونرى أنه يلزم أن يقول كل مؤمن بما قاله النبي عليه الصلاة والسلام : إنهن ( ناقصات عقل ودين )، وأن من السفه والخطأ والخطر والخطل أن يوكل إليهن تدبير المسلمين العام. أما تدبير المنازل والبيوت فهذا إليهن، لأن المرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها.
شرح قول المصنف: " ففي الآية إثبات زيادة الإيمان، وفي الحديث إثبات نقص الدين. وكل نص يدل على زيادة الإيمان فإنه يتضمن الدلالة على نقصه وبالعكس، لأن الزيادة والنقص متلازمان لا يعقل أحدهما بدون الآخر "
الشيخ : طيب يقول : " ففي الآية إثبات زيادة الإيمان، وفي الحديث إثبات نقص الدين. وكل نص يدل على زيادة الإيمان فإنه يتضمن الدلالة على نقصه وبالعكس، لأن الزيادة والنقص متلازمان لا يعقل أحدهما بدون الآخر ". وقال، نعم، " وقد ثبت لفظ الزيادة ". الطالب : ... . الشيخ : نعم؟ الطالب : ... . الشيخ : العبارة؟ الطالب : ... . الشيخ :" كل نص يدل على زيادة الإيمان فإنه دال على نقصه " لأننا إذا قلنا الإيمان يزيد هل تعقل زيادة بدون نقص؟ إذن كلمة يزيد معناه هناك نقص، كل نقص يدل على النقصان فهو دال على الزيادة، لأن النقص معناه أن فوقه شيئا فعلى هذا نقول : إن القرآن دلّ على نقص الإيمان، لأن فيه التصريح بزيادته، والسنة دلت على زيادته، لأن فيها التصريح بنقصه. وأما من توقف في إطلاق النقص في الإيمان لأنه لم يذكر في القرآن فإن هذا توقف في غير محله، لأنه ما دام ثبتت الزيادة فيلزم منها النقص، نعم؟ الطالب : ... . الشيخ : أبدا. أي. طيب، إذا قلنا يزيد معناه هذا الزائد معناها مقابله ناقص، ما يمكن الزيادة إلا بنقص، وحتى لشخص واحد، وحتى لأشخاص. الآن مثلا لو صليت أربع ركعات وصليت ستا. لما صليت ستا زاد فهو باعتبار الصلاة الأولى زائد والعمل الأول بالنسبة للثاني أي ناقص، ما في شك.
شرح قول المصنف: " وقد ثبت لفظ الزيادة والنقص منه عن الصحابة ولم يعرف منهم مخالف فيه، وجمهور السلف على ذلك قال ابن عبد البر: وعلى أن الإيمان يزيد وينقص جماعة أهل الآثار والفقهاء أهل الفتيا في الأمصار. وذكر عن مالك روايتين في إطلاق النقص إحداهما: التوقف. والثانية: موافقة الجماعة "
الشيخ : قال : " وقد ثبت لفظ الزيادة والنقص منه عن الصحابة ولم يعرف عنهم مخالف فيه وجمهور السلف على ذلك قال ابن عبد البر : وعلى أن الإيمان يزيد وينقص جماعة أهل الآثار والفقهاء أهل الفتيا في الأمصار. وذكر عن مالك روايتين في إطلاق النقص إحداهما : التوقف. والثانية : موافقة الجماعة ". التوقف يعني أقول: لا أقول إنه ينقص، ولكن أقول إنه يزيد. أو التوقف أنه يقول: أقول لا ينقص؟ أين التوقف؟ عندنا عبارتان الآن، لا أقول إنه ينقص، أقول إنه لا ينقص. بينهما فرق؟ ها؟ بينهما فرق؟ إذا قال أقول إنه لا ينقص، فهذا صرح بالنفي ولا لا؟ صرح بنفي النقصان. إذا قال: لا أقول إنه ينقص فمعناه نفى القول، أي: أني أتوقف ولست أقول بنفي النقصان.
شرح قول المصنف: " وخالف في هذا الأصل طائفتان: إحداهما: المرجئة الخالصة الذين يقولون: إن الإيمان إقرار القلب وزعموا أن إقرار القلب لا يتفاوت فالفاسق والعدل عندهم سواء في الإيمان "
الشيخ : قال : " وخالف في هذا الأصل " ويش الأصل؟ الزيادة والنقص، " طائفتان : إحداهما : المرجئة الخالصة الذين يقولون : إن الإيمان إقرار القلب، وزعموا أن إقرار القلب لا يتفاوت، فالفاسق والعدل عندهم سواء في الإيمان ". المرجئة تقدم الكلام عليهم، وأن هذا اللفظ مأخوذ من الرجاء أو من الإرجاء. من الرجاء، لأنهم يرجُّون الفاسق، فيقولون: أنت ما عليك عقوبة. أو من الرجاء، لأنهم أرجؤوا الأعمال عن الإيمان وأخروها عنه، فلا يدخلونها فيه. طيب، يقولون هؤلاء: إن الإيمان إقرار القلب، والمراد المرجئة الخالصة وهم مرجئة الجهمية. الإيمان إقرار القلب، ويدعون أن الإقرار ايش؟ أن الإقرار لا يزيد. فهذا مبني على أمرين: أن الإيمان الإقرار، وأنه لا يزيد. ويأتي إن شاء الله الرد عليهم.
شرح قول المصنف: " الثانية: الوعيدية من المعتزلة والخوارج الذين أخرجوا أهل الكبائر من الإيمان وقالوا: إن الإيمان إما أن يوجد كله، وإما أن يعدم كله، ومنعوا من تفاضله "
الشيخ : الثانية أظن مبتدأ درس اليوم. " الثانية : الوعيدية من المعتزلة والخوارج ". الوعيدية ضد المرجئة، لأن المرجئة يعملون بنصوص الرجاء، ويعرضون عن نصوص الوعيد، والوعيدية بالعكس يأخذون بنصوص الوعيد، ويدعون نصوص الرجاء. " وهم - أي الوعيدية - الذين أخرجوا أهل الكبائر من الإيمان ". هذا مذهبهم، يقولون: صاحب الكبيرة ليس بمؤمن، من قتل نفسا خرج من الإسلام، من زنى خرج من الإسلام، من شرب الخمر خرج من الإسلام، من أكل الربا خرج من الإسلام، إلى آخره. كل كبيرة إذا فعلها الإنسان كان خارجا من الإيمان. لكن يختلفون، فالمعتزلة يقولون : إنه في منزلة بين منزلتين. والخوارح يقولون: إنه كافر. طيب، وهذا ليس لنا فيه تعلق. المهم أنهم يقولون : إن فاعل الكبيرة خارج من الإيمان، وقالوا : إن الإيمان إما أن يوجد كله، وإما أن يعدم كله، ومنعوا من تفاضله. نعم، قالوا الإيمان إما أن يوجد كله وإلا يعدم كله. وهم يرون أن الكبيرة إذا فعلها الإنسان خرج من الإيمان، لأنه ما يمكن يكون في إيمان وكفر، إما إيمان وإما كفر.
شرح قول المصنف: " وكل من هاتين الطائفتين محجوج بالسمع والعقل. أما السمع فقد تقدم في النصوص ما دل على إثبات زيادة الإيمان ونقصه.
وأما العقل فنقول للمرجئة: قولكم: " إن الإيمان هو إقرار القلب، وإقرار القلب لا يتفاوت" ممنوع في المقدمتين جميعاً.
أما المقدمة الأولى: فتخصيصكم الإيمان بإقرار القلب مخالف لما دل عليه الكتاب والسنة من دخول القول والعمل في الإيمان.
وأما المقدمة الثانية فقولكم: "إن إقرار القلب لا يتفاوت" مخالف للحس، فإن من المعلوم لكل أحد أن إقرار القلب إنما يتبع العلم ولا ريب أن العلم يتفاوت بتفاوت طرقه فإن خبر الواحد لا يفيد ما يفيده خبر الاثنين وهكذا، وما أدركه الإنسان بالخبر لا يساوي في العلم ما أدركه بالمشاهدة فاليقين درجات متفاوتة وتفاوت الناس في اليقين أمر معلوم، بل الإنسان الواحد يجد من نفسه أنه يكون في أوقات وحالات أقوى منه يقيناً في أوقات وحالات أخرى "
الشيخ : ويقول : " وكل من هاتين الطائفتين محجوج بالسمع والعقل ". محجوج يعني أي مغلوب، مغلوب ومردود عليه حجته، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( فحج آدم موسى ) أي: غلبه بالحجة. " أما السمع فقد تقدم في النصوص ما دل على إثبات زيادة الإيمان ونقصه ". فنقول للمرجئة: أنتم تقولون إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص والله عز وجل يقول : (( ليزداد الذين آمنوا إيمانا )). وكذلك نقول للخوارج والمعتزلة: أنتم تقولون إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، والله تعالى قد أثبت الزيادة له. " وأما العقل فنقول للمرجئة : قولكم إن الإيمان هو إقرار القلب، وإقرار القلب لا يتفاوت " ويش النتيجة؟ الطالب : ... . الشيخ : لا، في عندنا مقدمتين الآن، الإيمان إقرار القلب، وإقرار القلب لا يتفاوت. النتيجة؟ الإيمان لا يزيد ولا ينقص هذه النتيجة. نقول : " أما المقدمة الأولى : وهي قولكم إن الإيمان إقرار القلب فتخصيصكم الإيمان بإقرار القلب مخالف لما دل عليه الكتاب والسنة من دخول القول والعمل في الإيمان ". وهذا مرّ علينا ولا لا؟ نعم، مر علينا أن الأعمال الصالحة من الإيمان، فإذا قلتم إن الإيمان إقرار القلب خالفتم النص. " أما قولكم، وأما المقدمة الثانية، فقولكم : إن إقرار القلب لا يتفاوت مخالف للحس ". كذا يا ياسر ؟ " قولكم إن إقرار القلب لا يتفاوت مخالف للحس والواقع ". كيف ذلك؟ قال : " فإن من المعلوم لكل أحد أن إقرار القلب إنما يتبع العلم، ولا ريب أن العلم يتفاوت بتفاوت طرقه، فإن خبر الواحد لا يفيد ما يفيده خبر الاثنين وهكذا ". الآن إقرار القلب بالشيء وتصديقه به واطمئنانه به ويش يتبع؟ العلم، والعلم يتفاوت بحسب طرقه، فمثلا إذا جاءك شخص ثقة، وقال: إن فلانا قدم من السفر، تؤمن بهذا ولا لا؟ تؤمن، لأنه ثقة، فإذا جاء آخر، وقال مثل هذا القول، تزداد ثقتك ولا لا؟ ولا كله واحد؟ تزداد، وإذا قال ثالث مثل هذا القول ازددت أيضا، حتى تصل إلى درجة اليقين. إذن إقرار القلب يتفاوت ولا ما يتفاوت؟ يتفاوت، وهذا كل أحد يشهد به. إبراهيم عليه الصلاة والسلام قال : (( رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي )). فتبين بهذا أن القلب تتفاوت طمأنينته بحسب ما حصل له من العلم. طيب، يقول : " فإن خبر الواحد لا يفيد ما يفيده خبر الإثنين وهكذا. وما أدركه الإنسان بالخبر لا يساوي في العلم ما يدركه بالمشاهدة. وما أدركه الإنسان بالخبر لا يساوي في العلم ما أدركه بالمشاهدة ". ويش عندكم؟ الطالب : ... . الشيخ : ... طيب، انتبه. ما تدركه بالخبر ليس كالذي تدركه بالمشاهدة، ولهذا قال إبراهيم : (( رب أرني كيف تحيي الموتى )) مع أنه يؤمن. لكن إذا شاهد فليس إدراكه لما شاهده كإدراكه لما أخبر عنه. ولهذا جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( ليس الخبر كالمعاينة ) فبينهما فرق. ويقول : " فاليقين درجات متفاوتة، وتفاوت الناس في اليقين أمر معلوم. بل الإنسان الواحد يجد من نفسه أنه " عندكم أنه؟ الطالب : ... . الشيخ : يجد في نفسه أن يكون أنه، أحسن أحسن أنه. .. حالات أقوى منه يقيناً في أوقات وحالات أخرى. نعم، وقد جاء ذلك في حديث حنظلة الذي رواه مسلم أنهم إذا كانوا عند النبي عليه الصلاة والسلام يحدثهم يكون كأنهم يرون الجنة والنار رأي عين، فإذا ذهبوا وعافسوا النساء واشتغلوا بالأولاد نسوا أو غفلوا. فقال.