معنى قول الناظم: ( وليس في الأمـة بالتـحقيـق في الفضل والمعروف كالـصديـق ) بيان أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الأمم وخير هذه الأمة القرون الثلاثة الأولى وخير الصحابة المهاجرون وأفضل المهاجرين العشرة المبشرين بالجنة وأفضل العشرة الخلفاء الراشدون وأفضلهم أبو بكر الصديق
أما الصحبة في حق غير الرسول فإنها لا تكون إلا بملازمة طويلة يستحق أن يسمى بها صاحبا فمجرد أن يتفق شخص مع آخر في سفر فإذا وصلا إلى المدينة تفرقا لا يعد ذلك صحبة إلا مقيدة فيقال صحبته في السفر الفلاني صحبته في الحج وما أشبه ذلك
يقول " وليس في الأمة بالتحقيق *** في الفضل والمعروف كالصديق " أولا هذه الأمة أفضل الأمم ولله الحمد بالقرآن والسنة (( كنتم خير أمة أخرجت للناس )) وقال النبي عليه الصلاة والسلام ( إنكم توفون سبعين أمة أنتم أكرمها على الله عز وجل ) هذا الحديث أو معناه فهذه الأمة ولله الحمد أفضل الأمم بالقرآن والسنة ثم إن خير هذه الأمة الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) طيب ثم الصحابة المهاجرون أفضل من الأنصار لأن المهاجرين جمعوا بين النصرة والهجرة هاجروا أوطانهم وأموالهم وأهليهم إلى الله ورسوله ونصروا الله ورسوله قال الله تعالى في وصف المهاجرين (( وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون )) فنص على الهجرة ونص على النصرة فهم رضي الله عنهم أفضل من الأنصار وهذا من حيث الجنس كل التفضيل اللي نقول الآن من حيث الجنس ثم بعد ذلك أفضل المهاجرين الخلفاء الأربعة أبوبكر وعمر وعثمان وعلي ثم أفضل هؤلاء الأربعة كما قال المؤلف " وليس في الأمة " أمة محمد عليه الصلاة والسلام " بالتحقيق " أي بالقول المحقق الذي دلت عليه النصوص في الكتاب والسنة
ليس فيها " في الفضل والمعروف كالصديق " الفضل بذل الخير والإحسان من العلم والمال وغير ذلك والمعروف ضد المنكر فهو جامع رضي الله عنه بين العدل الذي هو المعروف وبين الفضل الذي هو الإحسان ويدل لذلك أن الله تعالى لم يصف أحدا من الصحابة بأنه صاحب رسول الله إلا أبو بكر إلا أبابكر هذا الصواب لم يصف أحدا بالصحبة من الصحابة إلا أبا بكر قال الله تعالى (( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا )) ويش بعده
الطالب : (( ثاني اثنين ))
الشيخ : بعده
الطالب : (( إذ هما في الغار ))
الشيخ : بعده
الطالب : (( إذ يقول لصاحبه ))
الشيخ : نعم (( ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا )) وهذه منقبة عظيمة لم ينلها إلا من هو أهل لها وهو أبوبكر (( الله أعلم حيث يجعل رسالته )) وأعلم حيث يجعل فضله فهذا الفضل العظيم لأبي بكر لم ينله أحد وقال النبي عليه الصلاة والسلام ( لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبابكر ) ما قال اتخذت فلان ولا فلان لاتخذت أبابكر ( ولكن إخوة الإسلام ومودته ) وقال ( لا يبقين في المسجد باب ولا خوخة إلا سدت إلا باب أبي بكر )
1 - معنى قول الناظم: ( وليس في الأمـة بالتـحقيـق في الفضل والمعروف كالـصديـق ) بيان أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الأمم وخير هذه الأمة القرون الثلاثة الأولى وخير الصحابة المهاجرون وأفضل المهاجرين العشرة المبشرين بالجنة وأفضل العشرة الخلفاء الراشدون وأفضلهم أبو بكر الصديق أستمع حفظ
شرح حديث: ( إن أمن الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر )
كذلك أيضا الصحبة المنة لمن للرسول عليه الصلاة والسلام والمنة الأولى للجميع لله عز وجل ولهذا لما قال الرسول عليه الصلاة والسلام للأنصار يبين لهم ما منّ الله به عليهم كلما ذكر لهم أن الله هداهم به وأغناهم به وألفهم به ( قالوا الله ورسوله أمنّ الله الله ورسوله أمنّ )
بيان فضل أبي بكر الصديق، وسبب تسميته بالصديق.
وقوله " كالصديق " هذا لقب أبي بكر رضي الله عنه وكنيته أبوبكر واسمه عبدالله وإنما سمي الصديق الصديق فعّيل من الصدق من الصدق لكمال صدقه في المقال والفعال ولتصديقه لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين كذبه الناس ويقال إن أول من سمي، من لقب بهذا اللقب لما حدّث النبي صلى الله عليه وسلم عن المعراج، عن الإسراء والمعراج اتخذ اتخذت قريش هذا فرصة وقالت ( ذهبت إلى أبي بكر وقالت إن صاحبك يحدث بحديث المجانين يزعم أنه ذهب إلى بيت المقدس ورجع إليه ورجع منه ونحن لا نصل إليه إلا في شهر ولا نرجع إلا في شهر فقال إن كان إن كان ما قلتم حقا فهو صادق ) شف هذا الاحتراز لم يقل هو صادق قال ( إن كان ما تقولون ) لأنه يحتمل أنهم كذبوا على رسول الله ( إن كان ما حدثتموني به حقا فهو صادق ) فسمي من ذلك اليوم الصديق ولاشك أنه أصدق هذه الأمة في المقال والفعال والمقاصد وغيرها وأنه أقواها يقينا وتصديقا فهو رضي الله عنه ليس في هذه الأمة مثله لو لم يكن من حسناته على هذه الأمة إلا استخلاف عمر بن الخطاب لكفى بذلك فخر لأنه لا أحد ينكر ما صار لعمر بن الخطاب رضي الله عنه من السياسة الحكيمة والحكم العادل والفتوحات العظيمة وإذلال أهل الشرك فلذلك يعتبر عمر حسنة من حسنات أبي بكر رضي الله عنه على هذه الأمة جمعنا الله وإياكم وإياهم في دار النعيم المقيم نعم
سؤال: كيف نوفق بين قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكرٍ ) ، وقول أبي هريرة : أوصاني خليلي ؟
الشيخ : الخلة من جانبين والا لا؟ الخلة تكون من جانبين زيد خليل لعمرو وعمرو خليل لزيد أليس كذلك؟ الممنوع هو أن الرسول يَتخذ خليلا أما أن يُتخذ هو خليلا فلا بأس بل هو الواجب علينا الواجب علينا أن نجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خليلنا وأحب الناس إلينا نعم
4 - سؤال: كيف نوفق بين قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكرٍ ) ، وقول أبي هريرة : أوصاني خليلي ؟ أستمع حفظ
سؤال:الله سبحانه وتعالى يقول : { لئن أشركت ليحبطن عملك }فيشمل جميع الأعمال، و أخذنا أنه إذا كان الإنسان مسلماً ثم ارتد ثم أسلم فإن أعماله السابقة تقبل ,فكيف الجمع ؟
الشيخ : يعني تبقى على ما هي عليه نعم
السائل : والله سبحانه وتعالى يقول ... فيقبل جميع الأعمال
الشيخ : نعم وهذا عام ظاهره سواء رجعت أم لم ترجع نعم ولكن الذي قال (( لئن أشركت ليحبطن عملك )) والذي قال (( ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون )) فالأول في حق الرسول وهذا في حق الناس هو الذي قال (( ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم )) وعلى هذا فيكون المطلق مقيدا بما إذا مات عليه
السائل : لابد أن يقال ...
الشيخ : الله يقول (( فيمت وهو كافر )) طيب ويش نقول نقول يا ربنا أحبط عمله ولو مات على الإسلام ربما يكون ربما يكون عوده الى الإسلام بعد الردة خيرا كثير من الناس السفهاء عندنا الآن مسلمون هم مسلمون حقيقة وحكما ثم يرتدون بترك الصلاة والفجور وكل الأعمال السيئة ثم يهديهم الله فيكونون أحسن حالا من قبل بكثير نعم
5 - سؤال:الله سبحانه وتعالى يقول : { لئن أشركت ليحبطن عملك }فيشمل جميع الأعمال، و أخذنا أنه إذا كان الإنسان مسلماً ثم ارتد ثم أسلم فإن أعماله السابقة تقبل ,فكيف الجمع ؟ أستمع حفظ
سؤال: هل من مذهب أهل السنة الترضي عن الصحابة ؟
الشيخ : هذا يعني هذا من حقهم علينا وإلا فإن الله عز وجل وصف الذين من بعدهم بأنهم يقولون (( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان )) ولم يذكر الترضي لكن من حقوقهم علينا ومن الأدب ومن الاعتراف بالفضل أن نترضى عليهم وإلا فليس بواجب نعم
سؤال: قال الله تعالى: { ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى } الآية هل هذه المزية لأبي بكر خاصة ؟
الشيخ : ويش هي اقرأ
السائل : قول الله سبحانه وتعالى
الشيخ : نعم
السائل : (( ولا يأتل أولوا الفضل ))
الشيخ : أنت جعلت فيها ياء بالأول نعم
السائل : (( أولي الفضل منكم والسعة )) إلى آخر الآية
الشيخ : نعم
السائل : هل هذه مزية لأبي بكر خاصة كما أعلم أنها وردت في أبي بكر عندما أقسم ألا ينفق على ...
الشيخ : مسطح نعم
السائل : نعم قوله (( أولي الفضل )) هل هي مدح ... رضي الله عنه مزية له خاصة أما أنها ..
الشيخ : لا لا هذه عامة أولوا الفضل يعني أولي العطاء والسعة الغنى والقرينة الآية نزلت في أبي بكر لأن هي القصة وقعت له نعم
السائل : بعض العلماء يا شيخ ...
الشيخ : هو على كل حال الآية نزلت في أبي بكر (( الذي يؤتي ماله يتزكى )) لكن الصحيح أنه له ولغيره ويكون اسم التفضيل إضافيا يعني الأتقى في زمانه أو الأتقى من قومه أو ما أشبه ذلك أو يقال إن اسم التفضيل هنا مسلوب عن التفضيل لكن لا شك أن أبابكر أنه لو جاء أحد وفعل هذا الفعل صدق عليه هذا الوصف
السائل : ...
الشيخ : حنا (( الذي يؤتي ماله يتزكى )) ليس خاص بأبي بكر ولو قلنا لا يجنب النار إلا الأتقى معناه أكثر الناس مو أكثر الناس في النار ما فيه إلا واحد من هذه الأمة فقط إذا قلنا الأتقى إنه وصف اسم تفضيل وخاص بأبي بكر صار لا يجنب النار من هذه الأمة إلا أبابكر وهذا معنى فاسد فالمراد بالأتقى -اسكت يا محمد- فالمراد بالأتقى إما أن يقال سلب عنه اسم التفضيل وإما أن يقال الأتقى باعتبار قومه أو زمنه أو ما أشبه ذلك فعلى الاحتمال الأول يكون وسيجنبها التقي الذي يؤتي ماله يتزكى نعم طيب نقرأ نقرأ في العقيدة طيب
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم
قال المؤلف رحمه الله تعالى
" وبعده الفاروق من غير افترا وبعده عثمان فاترك المرا
وبعده فالفضل حقيق " ..
الشيخ : وبعد ما به هاء
القارئ : نعم
الشيخ : أنت تقول " وبعده فالفضل " ونقول ليس فيه هاء
القارئ : " والبعد فالفضل حقيقا فاسمع مني نظامي للبطين الأنزع
مجلِّد "
الشيخ : مجدِّل
القارئ : " مجدِّل الأبطان ماضيَ العزم "
الشيخ : " ماضي العزم "
القارئ : " ماضي العزم مفرج *** الأوجال وافي الحزم
*** وافي الندى مبديَ الهدى "
الشيخ : " ... مبدِ مبد الهدى "
القارئ : " مبدِ الهدى مرد العَدى "
الشيخ : العِدى
القارئ : " العِدى مَجلى " ..
الشيخ : " مُجلي الصدى "
القارئ : " *** مجلي الصدى يا ويل من فيه اعتدى
فحبه كحبهم حتم وجب *** ومن تعدى أو غلا فقد كذب "
7 - سؤال: قال الله تعالى: { ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى } الآية هل هذه المزية لأبي بكر خاصة ؟ أستمع حفظ
مراجعة في فضل الأمة وأبي بكر خاصة.
سبق لنا بيان فضل هذه الأمة ثم بيان أن خير هذه الأمة القرون الثلاثة ثم بيان أن خير هذه القرون الصحابة ثم بيان أن خير الصحابة المهاجرون ثم بيان أن خير المهاجرين الخلفاء الأربعة ثم بيان أن خير الخلفاء أبوبكر رضي الله عنه وذكرنا شيئا من مناقبه وفضائله رضي الله عنه ومن أراد التوسع في ذلك فليقرأ كتب التاريخ كالبداية والنهاية لابن كثير رحمه الله وغيرها مما ألف على وجه الخصوص في مناقب أبي بكر رضي الله عنه
معنى قول الناظم: ( وبعده الفاروق من غير افتراء وبعده عـثمــان فاترك المـرا ) بيان فضل عمر بن الخطاب، وذكر شيء من عدله في خلافته، وتواضعه واستشهاده رضي الله عنه
وقال فيه النبي عليه الصلاة والسلام ( إنكم فيكم محدثون ) أي ملهمون بالوحي ( كعمر ) وكان رضي الله عنه موفقا للصواب حتى إنه يأتي للوحي أحيانا موافقا لقوله واقتراحه فهو رضي الله عنه فاروق فرّق الله به بين الحق والباطل وكان رضي الله عنه بعد أبي بكر رضي الله عنه في الفضيلة وبعد أبي بكر في الخلافة وعلى هذا أجمع أهل السنة والجماعة على أن هذين الرجلين أبابكر وعمر هما أفضل الأمة وأن أبا بكر أفضل من عمر، عمر رضي الله عنه يلي أبا بكر في الخلافة بتعيين من أبي بكر فإنه عينه وتحمل أبوبكر رضي الله عنه المسؤولية في هذه الأمة حيا وميتا لكنه رضي الله عنه أدى الأمانة ووفق فصار من فضائله على الأمة أن استخلف عمر بن الخطاب ولا يخفى على أحد منصف فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا قرأ سيرته عمر رضي الله عنه تولى الخلافة بعد أبي بكر وقام بأعباء الخلافة خير قيام وكثرت الفتوحات على يده وصار له من الهيبة والعظمة ما خذل الله به أعداءه ومع ذلك فكان متواضعا يقبل الحق من أي شخص كان وكان متواضعا لا يأخذ من بيت المال إلا مثل ما يأخذه أي واحد من الناس ولا يعطي أحدا من أولاده إلا مثل ما يعطي واحدا من الناس بل ربما نقصت وكان رضي الله عنه لم يتخذ لنفسه بوابا ولا قصرا بل كان ينام في المسجد فيجمع الحصى ثم ينام عليها وسادة له وكان عليه رداء مرقع وسيرته عجيبة لا تكاد تصدق بما ينقل عنه ولهذا أعز الله به الإسلام بعد كونه الخليفة وقبل كونه خليفة
وكان له هيبة عظيمة يذكر " أن رجلا من اليهود في الشام كان منزله إلى جنب بيت المال فعرض عليه معاوية أن يشتريه منه قال بع علي البيت من أجل أن ندخله في، مع بيت المال فأبى اليهودي فأعطاه ثمنا أكثر من ثمنه فأبى، معاوية رضي الله عنه رأى أن المصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة فأدخله في بيت المال وقال خذ إذا شئت القيمة أعطيناك ولكن اليهودي أبى فقدم المدينة فجاء إلى عمر يبحث عن عمر فقيل له تجده الآن في المسجد فذهب إلى المسجد فوجد رجلا كأنه فقير رداؤه مرقع نائم على بطحاء عادي صدق أو كذب هل هذا الخليفة الذي يكون معاوية أميرا له؟ أميرا من أمرائه وكان معاوية رضي الله عنه باعتبار أنه في الشام وأنهم يقدسون ملوكهم وأنهم يعظمونهم ويجعل لهم القصور قد اتخذ لنفسه مثل هذا لا حبا في الدنيا ولكن إقامة إقامة للسلطة مقام السلطة الأولى حتى يهابها الناس لأن معاوية لو فعل مثل ما فعل عمر بالمدينة وهو بالشام لن يبالي الناس به فجاء إلى عمر فقص عليه القصة فيقال إنه أخذ عظما من الأرض عظما من الأرض وكتب فيه ليس كسرى بأعدل مني ليس كسرى بأعدل مني ووضع خطا وفوقه خط آخر كالصليب وقال اليهودي اذهب أعطه معاوية فلما جاء به إلى معاوية ومعاوية قطعا بينه وبين عمر إشارة وهي ما يسمى في العرف الحاضر شفرة لما رأى هذا العظم يقال إنه وضعه على رأسه معاوية ثم قال لليهودي ماذا تريد؟ أتريد أن أبني لك بيتا وأعيده من جديد أم تريد أن أعطيك عشرة أمثاله أم ماذا تريد وقال هكذا يكون خلفاؤكم وهكذا يكون أمراؤكم مع خلفائكم مع خلفائكم قال نعم شيء ... قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإن بيتي صدقة للمسلمين " سبحان الله! شف كيف العدل يعني يجعل الناس يستجيبون ولو كانوا كفارا والظلم والاستئثار يجعل الناس لا يستجيبون ولو كانوا مسلمين
فالحاصل أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع كونه ذا سلطة عظيمة وهيبة عظيمة إذا جاءه الإنسان وجده كأنه عادي والقصة المشهورة وإن كان عليها فيه شيء من النظر " لما خطب الناس حين تغالوا في المهور وقال لا يزيد أحد على مهر النبي عليه الصلاة والسلام لأزواجه و بناته إلا جعلت الزائد في بيت المال "
أظنك أنت ما انت معي اقرب اقرب بارك الله فيك اقرب من اتكأ على العمود فإنه ينود اقرب فيه ...
طيب أقول إنا ايش كنا نتكلم؟
الطالب : ...
الشيخ : إيه نعم " أراد أن يتكلم قال انه، لا أحد يزيد على ما مهور، مهر النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته و بناته إلا جعلته في بيت المال فقامت امرأة فقالت مهلا يا أمير المؤمنين ليس ذلك إليك إن الله تعالى يقول (( وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وأتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا )) فأقر الله تعالى إيتاء القنطار للزوجة والقنطار ألف مثقال ذهب وقيل إنه ملء جلد ثور صغير من الذهب كم يجي ملء جلد الثور؟ آلاف فقال: امرأة أفقه من عمر ثم ترك الناس "
فالحديث هذا في في صحته نظر لكنه مشهور عند الناس وعمر رضي الله عنه يكون أكثر من ذلك تواضعا
" وعظ الناس يوما من الأيام فقام إليه سلمان الفارسي وقال: يا أمير المؤمنين كيف تعطي عبدالله بن عمر ثوبين والناس لم تعطهم إلا على ثوب واحد من بيت المال فقال: له قم يا عبدالله يعني رد عليه فقام فرد عليه فقال إن الثوب الثاني ثوب عمر أعطاه إياه وليس زائدا على ما يعطي المسلمين "
" وكان رضي الله عنه إذ أمر الناس بشيء أو نهاهم عن شيء جمع أهله وقال لهم إن الناس ينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحم " والطيور تنظر إلى اللحم إيش نظر شره تريد أن تبتلعه فا " وإني قد أمرت بكذا أو نهيت عن كذا فلا أجد أحدكم " يعني مخالفا " إلا أضعفت عليه العقوبة " كل هذا من باب إيش؟ العدل والتخويف وإلا كان العدل أيضا ألا يضعف العقوبة عليهم لكنه رضي الله عنه له غور في الفقه
قال إن أقرباء السلطان يخالفون بسلطة قربهم منه انتبهوا بسلطة قربهم منه فيتوصلون إلى المخالفة بقربهم من ولي الأمر فرأى رضي الله عنه أن هذه نوع مخالفة مع المخالفة الأصلية فيجمع عليهم بين عقوبتين
ومآثره رضي الله عنه كثيرة وكان آخر أمره أنه " سأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقه الشهادة في سبيله والموت في بلد رسوله "
الشهادة في سبيله والموت في بلد رسوله فكان الناس يتعجبون المدينة بلد إسلامي ما فيها قتال كيف يكون يجتمع أنه شهيد في سبيل الله ميت في مدينة رسول الله؟ فصار فاستجاب الله دعوته وقتل شهيدا في بلد الرسول عليه الصلاة والسلام وهو لم يقتل لعداء شخصي لكنه لعداء إيش؟ ديني لأن القاتل له أبو لؤلؤة المجوسي غلام المغيرة بن شعبة " وكان رضي الله عنه عمر ينهى أن تكثر العلوج يعني هؤلاء الأرقاء من الفرس وغيرهم في المدينة ولكن كان أمر الله مفعولا هذا الخبيث لما قتل عمر رضي الله عنه في خنجر له وجهان والإمساك بالوسط وكان قد سقى كل جانب منه السم فلما طعن عمر رضي الله عنه وهو يصلي الناس بالفجر قال أكلني الكلب فزع الناس فلحقوا هذا الرجل الخبيث الهارب فقتل أظن ثلاثة عشر نفرا فلما رأى أنه قد أدرك وألقى عليه أحد الصحابة بساطا غمه فيه لما رأى أنه قد أدرك قتل نفسه " فالحمدلله رب العالمين أنه قتل نفسه على هذا الوجه وهو لم يسجد لله سجدة فكان والعياذ بالله آخر أمره أن قتل نفسه والذي يظهر لنا أنه كان، قتل نفسه على الكفر هذا آخر اخر ما حصل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ومن أراد المزيد من ذلك فليقرأ ما كتب عنه في البداية والنهاية وغيرها
9 - معنى قول الناظم: ( وبعده الفاروق من غير افتراء وبعده عـثمــان فاترك المـرا ) بيان فضل عمر بن الخطاب، وذكر شيء من عدله في خلافته، وتواضعه واستشهاده رضي الله عنه أستمع حفظ
معنى قوله: ( وبعده عثمان فاترك المرا ) بيان فضل عثمان بن عفان، وأيهما أفضل عثمان أو علي ؟
ومنهم من قال " أبو بكر ثم عمر ثم عثمان وسكت " ومنهم ما مشى عليه المؤلف أخذ بما مشى عليه المؤلف وهو أن الأفضل عثمان ثم علي
قال شيخ الإسلام رحمه الله " وهذا هو الذي استقر عليه أمر أهل السنة والجماعة أن ترتيبهم في الفضيلة كترتيبهم في الخلافة "
10 - معنى قوله: ( وبعده عثمان فاترك المرا ) بيان فضل عثمان بن عفان، وأيهما أفضل عثمان أو علي ؟ أستمع حفظ
بيان كيفية تولي عثمان للخلافة ، والرد على الرافضة في طعنهم خلافة الثلاثة.
أبو عبيدة عامر بن الجراح لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إنه أمين هذه الأمة ) سبحان الله لا ينظرون إلى شرف قبيلة ولا إلى صلتهم بالقوم ينظرون إلى المعاني الشرعية فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ( أمين هذه الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح ) قال عمر " لو كان حيا لاستخلفته " ولكنه مات قبل عمر ثم جعل الأمر شورى بين الستة الذين توفي عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ فلما توفي جلس هؤلاء للتشاور واستقر الأمر على عثمان وكان أكثر أهل المدينة يختارون عثمان فبويع عثمان بالخلافة مبايعة شرعية بايعه عليها عمر، علي بن أبي طالب وبقية أصحاب الشورى وغيرهم وأجمعت الأمة على ذلك وصار الخليفة الثالث بإجماع المسلمين ولهذا قال الإمام أحمد " من طعن في خلافة واحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله "
أما الرافضة فقد طعنت في خلافة الجميع إلا علي بن أبي طالب فضلت بهذا عن الأمة وعن الحق بل وعن ما مشى عليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فإنه بايع أبابكر وعمر وعثمان اختيارا لا اضطرارا
والعجب أن غلاة الرافضة قالوا " إن عليا فاسق لماذا يرضى بالظلم فكونه رضي بالظلم وبايع هذه مداهنة والمداهنة في الحق ضلال وفسق " فتعجب كيف وصل بهم الحال إلى هذا إلى هذا السفه والمنصف من يعرف منهم أنه على ضلال هم يقولون نحن شيعة وهؤلاء أهل سنة وأيهما أولى بالحق أهل السنة أو الشيعة المتعصبين لأشخاص معينين؟ كل يعرف أن أهل السنة هم اللي على حق لأنهم على سنة وكونهم يقولون هذولا سنة ونحن شيعة اعترافا منهم بأنهم ليسوا على سنة وإذا كان كذلك فيقال اتقوا الله ارجعوا إلى السنة ما دمتم الآن تعترفون بأن هؤلاء أهل سنة وأنتم اهل شيعة ثم نقول من أحق الناس تشيعا لآل البيت من أهل السنة نحن نحب آل البيت المؤمنين منهم لكونهم مؤمنين ولكونهم من قرابة الرسول عليه الصلاة والسلام نفضلهم على غيرهم بهذا المعنى لكن لا نعطيهم الفضل المطلق بل ننزلهم منزلتهم وهم أعني آل البيت يرضون بهذا غاية الرضى وكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وهو إمام أهل البيت كان رضي الله عنه يقول على منبر الكوفة يعلن " خير هذه الأمة بعد نبيها أبوبكر ثم عمر " وأحيانا يقول " ثم عثمان " وأحيانا يسكت فعلى هذا نقول إن عثمان رضي الله عنه يلي عمر بن الخطاب في الفضيلة فهو الثالث في الفضل في هذه الأمة 0
معنى قول الإمام أحمد: ( من طعن في خلافة واحدٍ من هؤلاء الثلاثة فهو أضل من حمار أهله )
وسألت مرة الشيخ عبدالرزاق العفيفي رحمه الله، رضي الله عنه وعافاه قال " إنما كان الحمار أدل ما يكون الى مآواه ومبيته لأنه بليد لا يشغل مخه مخه شيء من التفكير فيكون معتمدا على المظاهر الخارجية " لأن ذهنه مافي مخ يفكر نعم وهذه مناسبة غريبة لذلك تجد الإنسان الذي مع السائق لا يركب سيارة إلا بسواق ولا يجي إلا بسواق ما يعرف الأسواق ولا يعرف البيوت لو يتردد عليها عشر مرات والسائق يعرف من أول مرة لأنه قد وضع ذهنه لهذا الشيء الحمار ما يهمه إلا المبيت والمأوى والأكل والشرب وأما غيره ما عنده تفكير
فالحاصل أن نقول إن الإمام أحمد قال " من طعن في خلافة واحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله " قال ذلك لإيش هاه لأن أبلد ما يكون من الحيوانات الحمار طيب انتهى الوقت اظن استغفر الله وأتوب إليه تسميع عندنا
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم
قال المؤلف رحمه الله
" وبعد فالفضل حقيقا فاسمع نظامي " ..
الشيخ : " فاسمعِ "
القارئ : " فاسمعِ نظامي هذا "
الشيخ : " للبَطين "
القارئ : ...
الشيخ : للبطين قل ما قلت لك للبطين
القارئ : " نظامي هذا للبطين الأنزع مجدل "
الشيخ : " للبطين الأنزع "
القارئ : " الأنزع "
الشيخ : نعم
القارئ : " مُجدَل "
الشيخ : " مُجدِّل "
القارئ : " مجدل الأبطان ماضي العزم *** مفرج الأوجال وافي الحزم
وافي الندى مبدي الهدى *** مردي العدى مجلِّي الصدى "
الشيخ : مُجْلي مُجْلي
القارئ : " مُجْلي الصدى يا ويل من فيه اعتدى
فحبه كحبهم حتما وجب *** ومن تعدى أو قلَّا "
الشيخ : " قلَى قلَى "
القارئ : " أو قلى فقد كذب "
الشيخ : عندكم قلى بالياء والا بالألف؟
القارئ : ...
الشيخ : بالياء قلى يقلي نعم
القارئ : " وبعد فالأفضل " ..
12 - معنى قول الإمام أحمد: ( من طعن في خلافة واحدٍ من هؤلاء الثلاثة فهو أضل من حمار أهله ) أستمع حفظ
معنى قول الناظم: ( وبعد فالفضـل حقيقاً فاسـمع مني نظامـي للبـطيـن الأنـزع )
الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
قال المؤلف رحمه الله تعالى السفاريني في عقيدته المنظومة قال
" وبعد فالأفضل وبعد فالفضل حقيقا فاسمع *** نظامي هذا للبطين الأنزع "
بعد أي بعد الثلاثة الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان بعد ذلك " فالفضل حقيقا " أي حقيقة أو حقيقا بمعنى جدير جديرا كما في قوله تعالى (( حقيق على ألا أقول على الله إلا الحق )) فهي صالحة لهذا وهذا " حقيقا فاسمع نظامي هذا " وأمر بسماع النظام للتأكيد والتنبيه " للبطين " خبر قوله " فالفضل " أي فالفضل كائن للبطين الأنزع.
البطين يعني واسع البطن، الأنزع الذي انحسر شعر مقدم رأسه هذا الأنزع والبطين ضده الضامر الذي بطنه ليس واسعا والأنزع ضده الأفرع الذي نزل شعر رأسه إلى جبهته
طيب إذن وصف هذا المذكور بوصفين أولا أنه بطين وثاني أنه أنزع وهل أراد المؤلف رحمه الله الذم أو أراد التعريف؟ الثاني قطعا أراد التعريف لأنه لا يريد أن يذم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بهذا الوصف أرد أن يعرفه، وكان رضي الله عنه بطين أي واسع البطن وقد علم بهذا الوصف الأنزع أي كان منحسر شعر الرأس من الأمام وهذا لا يدل على شيء إنما هو خلقة ويكون عند الكبر كثيرا كما هو معروف مشاهد
معنى قول الناظم: ( مـجدل الأبطال ماضي العزم مفرج الأوجال وافـي الـحـزم )
" ماضي العزم " ماضي العزم يعني أنه ذو عزيمة ماضية لا ينثني كم هذا من وصف؟ أربعة
" مفرج الأوجال " الأوجال جمع وجل وهو الخوف يعني أنه يفرج الخوف من شجاعته رضي الله عنه ولا شك أنه من أشجع الناس " وافي الحزم " يعني أنه ذو حزم وافي أي كامل وهذه ستة أوصاف
معنى قول الناظم: ( وافي الندي مبدي الهدى مردي العدى مـجلي الصدى يا ويل من فيه اعتدى )
" مبدي الهدى " مظهر الهدى وهو العلم وقد اشتهر علي بن أبي طالب بسعة علمه وذكائه
" مردي العدا " مردي أي مهلك كما قال تعالى (( وما يغني عنه ماله إذا تردى )) أي إذا هلك والعدا جمع عدو هذه ثلاث أوصاف بالإضافة إلى ما سبق تكن تسعة أوصاف طيب
" مجلي الصدى " مجلي أي مذهب والصدى في الأصل هو الوسخ الذي يكون على الحديد لطول مكثه أو لكونه حول الماء فهذا يجلوه ويزيله
" يا ويل من فيه اعتدى " يا ويل هذه ياء للندبة ويل أي هلاك من فيه اعتدى أي من اعتدى في علي بن أبي طالب رضي الله عنه