شرح القواعد المثلى-03b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القواعد المثلى
الحجم ( 5.16 ميغابايت )
التنزيل ( 1352 )
الإستماع ( 167 )


3 - قال المؤلف "وذلك لأن أسماء الله تعالى مختصة به، لقوله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها}. وقوله: {الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى}. وقوله: {له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض }فكما اختص بالعبادة وبالألوهية الحق وبأنه يسبح له ما في السموات والأرض فهو مختص بالأسماء الحسنى، فتسمية غيره بها على الوجه الذي يختص بالله - عز وجل - ميل بها عما يجب فيها. والإلحاد بجميع أنواعه محرم لأن الله تعالى هدد الملحدين بقوله: {وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون}. ومنه ما يكون شركاً، أو كفراً حسبما تقتضيه الأدلة الشرعية." أستمع حفظ

7 - قال المؤلف "ولهذا أظهر الله تعالى بطلان ألوهية الأصنام باتصافها بالنقص والعجز. فقال تعالى: {ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون} . وقال تعالى :{والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون . أمواتٌ غير أحياءٍ وما يشعرون أيان يبعثون}. وقال عن إبراهيم وهو يحتج على أبيه: {يا أبت لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً} وعلى قومه: {أفتعبدون من دون الله مالا ينفعكم شيئاً ولا يضركم . أفٍ لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون}." أستمع حفظ

9 - قال المؤلف "وأما الفطرة: فلأن النفوس السليمة مجبولة مفطورة على محبة الله وتعظيمه، وعبادته، وهل تحب وتعظم وتعبد إلا من علمت أنه متصف بصفات الكمال اللائقة بربوبيته وألوهيته؟ وإذا كانت الصفة نقصاً لا كمال فيها فهي ممتنعة في ق الله تعالى كالموت والجهل، والنسيان، والعجز، والعمى، والصمم ونحوها لقوله تعالى: {وتوكل على الحي الذي لا يموت}. وقوله عن موسى: {في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى}. وقوله: {وما كان الله ليعجزه من شيء في السموات ولا في الأرض}. وقوله: {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الدجال: "إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور". وقال: "أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم، ولا غائبا"." أستمع حفظ

19 - قال المؤلف "وإذا كانت الصفة كمالاً في حال ونقصاً في حال لم تكن جائزة في حق الله ولا ممتنعة على سبيل الإطلاق فلا تثبت له إثباتاً مطلقاً ولا تنفى عنه نفياً مطلقاً بل لابد من التفصيل: فتجوز في الحال التي تكون كمالاً، وتمتنع في الحال التي تكون نقصاً وذلك كالمكر، والكيد، والخداع ونحوها فهذه الصفات تكون كمالاً إذا كانت في مقابلة من يعاملون الفاعل بمثلها لأنها حينئذ تدل على أن فاعلها قادر على مقابلة عدوه بمثل فعله أو أشد، وتكون نقصاً في غير هذه الحال ولهذا لم يذكرها الله تعالى من صفاته على سبيل الإطلاق وإنما ذكرها في مقابلة من يعاملونه ورسله بمثلها.كقوله تعالى :{ ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين }. " أستمع حفظ