قال المؤلف "الثالث: أن يسمى الله تعالى بما لم يسم به نفسه، كتسمية النصارى له: (الأب)، وتسمية الفلاسفة إياه (العلة الفاعلة)، وذلك لأن أسماء الله تعالى، توقيفية فتسمية الله تعالى بما لم يسم به نفسه ميل بها عما يجب فيها، كما أن هذه الأسماء التي سموه بها نفسها باطلة ينزه الله تعالى عنها."
الشيخ :" أن يسمى الله تعالى بما لم يسم به نفسه، كتسمية النصارى له الأب، وتسمية الفلاسفة إياه العلة الفاعلة " . هذا أيضا إلحاد أن تسمي الله بشيء لم يسم به نفسه لاسيما إذا كان باطلا مثل النصارى يسمونه إيش ؟ الأب هذا إلحاد لأن الواجب الاقتصار في أسماء الله على ما جاءت به النصوص فإدخال شيء منها، فإدخال شيء ليس منها يعتبر إلحادا في الأسماء الفلاسفة يقولون : العلة الفاعلة، والعلة الفاعلة في الحقيقة هي أمر لا وجود له في الخارج إنما يفرضها الذهن يعني يفرض أن شيئا عاما شمل الخلق أوجد الخلق لكن لا وجود لها في الخارج ومعلوم أنه ما يفرضه الذهن إذا لم يوجد في الخارج فهو تخييل لا حقيقة له وجه كونه إلحادا . " لأن أسماء الله تعالى، توقيفية فتسمية الله تعالى بما لم يسم به نفسه ميل بها عما يجب فيها، كما أن هذه الأسماء التي سموه بها نفسها باطلة ينزه الله عنها " . وجه البطلان في كلام النصارى أنهم إذا سموه الأب اقتضى ذلك أن يكون والدا وهو سبحانه وتعالى لم يلد ولم يولد والفلاسفة سموه علة فاعلة هذه العلة الفاعلة كما قلت لكم ليس لها وجود إلا في الذهن لا في الخارج كالإنسانية مثلا كل بني آدم مشتركون في إيش ؟ في الإنسانية هذه كلية عامة هل هناك شيء يسمى الإنسانية أجيبوا يا جماعة لا ما فيه فيه إنسان لكن ما فيه إنسانية يعني عامة هكذا العلة الفاعلة ليس لها وجود في الواقع لأنها إنما هي تخييل تخيله الإنسان وقال إن هذه الموجودات لا بد أن يكون لها موجد وهذا الموجد ليس رب العالمين ولكنه علة يسمونها علة فاعلة يعني لا بد أن يقع معلولها .
قال المؤلف "الرابع: أن يشتق من أسمائه أسماء للأصنام، كما فعل المشركون في اشتقاق العزى من العزيز، واشتقاق اللات من الإله، على أحد القولين، فسموا بها أصنامهم ."
الشيخ :" الرابع : أن يشتق من أسمائه أسماء للأصنام، كما فعل المشركون في اشتقاق العزى من العزيز، واشتقاق اللات من الإله، على أحد القولين، فسموا بها أصنامهم " نعم إذا أخذ من أسماء الله أسماء للأصنام أسماء الله دالة على إيش ؟ التوحيد أو الشرك ؟ التوحيد فإذا اشتق منها أسماء وجعلها للصنم فهذا إلحاد لأن أسماء الله منافية غاية المنافاة للشرك فكيف يجعلها درجة وسلما إلى الشرك ؟ سموا العزى من العزيز العزيز مذكر والعزى أنثى والحمد لله أنهم يسمون أصنامهم بالإناث اللات فيها قولان : القول الأول أن اللات بتخفيف التاء مشتق من الله فنقلوا اسم الله إلى اسم هذا الصنم مع تغيير يسير فيها أيضا قول آخر أن اللات بتشديد التاء وهو رجل كان يلت السويق للحجاج أي يثريه بالماء والسمن والأقط وما أشبه ذلك حتى يأكله الحجاج فهو محسن لما مات عكفوا على قبره ثم اتخذوه إلها على هذا القول هل تكون من باب الإلحاد في الأسماء على هذا القول ؟ لا لأنه لم ينقلوا اسم الله إلى هذا الصنم بل إنما سموا رجلا أو وصفوه باللات ولما مات عكفوا على قبره ثم عبدوه أنت معنا ويش قلنا هذا على قراءة التخفيف اللات ها وهذا على إيش ؟ التشديد اللات اسم فاعل من لتّ السويق أي ثراه بالماء والسمن والأقط وما أشبه ذلك نعم .
قال المؤلف "وذلك لأن أسماء الله تعالى مختصة به، لقوله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها}. وقوله: {الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى}. وقوله: {له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض }فكما اختص بالعبادة وبالألوهية الحق وبأنه يسبح له ما في السموات والأرض فهو مختص بالأسماء الحسنى، فتسمية غيره بها على الوجه الذي يختص بالله - عز وجل - ميل بها عما يجب فيها. والإلحاد بجميع أنواعه محرم لأن الله تعالى هدد الملحدين بقوله: {وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون}. ومنه ما يكون شركاً، أو كفراً حسبما تقتضيه الأدلة الشرعية."
الشيخ :" فسموا بها أصنامهم وذلك لأن أسماء الله تعالى مختصة به لقوله تعالى : (( وَلِلَّهِ الأسماء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا )) وقوله : (( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الأسماء الْحُسْنَى )) وقوله تعالى : (( لَهُ الأسماء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض )) فكما اختص بالعبادة وبالألوهية الحق وبأنه يسبح له ما في السموات والأرض فهو مختص بالأسماء الحسنى، فتسمية غيره بها على الوجه الذي يختص بالله عز وجل ميل بها عما يجب فيها " . فالأقسام الآن أو الأنواع أربعة وكلها يقول المؤلف : " والإلحاد بجميع أنواعه محرم لأن الله تعالى هدد الملحدين بقوله : (( وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) " . الطالب : ... . الشيخ : مو موجود ألحقوه ألحقوه لأن الله هدد الملحدين بقوله (( وذروا الذين يلحدون في أسمائه )) كلمة ذروا فعل أمر والمراد به التهديد كما يقول القائل للشخص الذي أمسك مجرما قال خلوا خلوا خلوا عنك يريد إيش ؟ أن يفتك به يريد أن يفتك به فقوله : (( ذروا الذين )) يعني اتركوهم أنا أعاقبهم ولهذا قال : (( سيجزون ما كانوا يعملون )) والسين هذه للتنفيس ولا للتسويف ؟ للتنفيس يعني للذي يأتي بقربة واعلم أن السين تفيد معنيين : المعنى الأول : التحقيق. والمعنى الثاني : التقريب. نعم (( سيجزون ما كانوا يعملون )) . " ومنه ما يكون من الإلحاد ما يكون شركاً، أو كفراً حسبما تقتضيه الأدلة الشرعية " إذا هو محرم هذا الأصل وقد يكون شركا وقد يكون كفرا حسب ما تقتضيه الأدلة الشرعية طيب القاعدة انتهت القواعد في الأسماء صارت سبعة قواعد والحمد لله .
قال المؤلف "قواعد في صفات الله تعالى:القاعدة الأولى: صفات الله تعالى كلها صفات كمال، لا نقص فيها بوجه من الوجوه، كالحياة،والعلم , والقدرة والسمع، والبصر، والرحمة، والعزة، والحكمة، والعلو، والعظمة، وغير ذلك. وقد دل على هذا السمع، والعقل، والفطرة."
الشيخ :" القواعد في صفات الله : القاعدة الأولى : صفات الله تعالى كلها صفات كمال، لا نقص فيها بوجه من الوجوه " هذه متفق عليها كل المسلمين يقولون إن صفات الله كاملة ليس فيها نقص بوجه من الوجوه ولكن الكمال هل يوزن بالشرع ولا يوزن بالعقل ؟ أهل التعطيل يزنونه بالعقل ويجعلون التلقي لصفات الله تعالى بالعقل فقط ! ولا شك أن هذا قول باطل وأنه حكم على الله وليس رضا بحكم الله . أما نحن فنقول : إن الكمال يتلقى من الشرع والعقل قد يسنده العقل قد يسند الشرع وقد يعجز عن إدراك الحسن لقصوره وقد يظن ما كان حسنا وليس بحسن أفهمتم الآن فالآن العقل يكون مساندا للشرع فيثبت ما أثبته الشرع من الحسن ولا يكون مستقلا بمعرفة الحسن والقبيح بالنسبة لأسماء الله وصفاته لأن هذا أمر يدرك بالشرع . قال : " لا نقص فيها بوجه من الوجوه كالحياة، والعلم، والقدرة والسمع، والبصر، والرحمة، والعزة، والحكمة، والعلو، والعظمة، وغير ذلك " . كل الصفات كلها صفات كاملة ليس فيها نقص سمع الله تعالى لا يلحقه نقص يعني لا يمكن أن يأتي يوم من الدهر لا يسمع أبدا يسمع عز وجل وسمعه محيط بكل شيء حياته كاملة لا يمكن أن يأتي يوم من الدهر يكون فيها نقص في القوة أو في الصحة أو ما أشبه ذلك كاملة من كل وجه وعلى هذا فقس .
قال المؤلف "أما السمع: فمنه قوله تعالى: {للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم}. والمثل الأعلى هو الوصف الأعلى."
الشيخ :" وقد دل على هذا " على إيش ؟ " على أن صفات الله كمال قول الله تبارك وتعالى : (( لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ )) " الله أكبر مثل السوء يعني العيب والنقص للذين لا يؤمنون بالآخرة كما وصفهم الله بقوله : (( إن هم إلا كالأنعام )) إيش ؟ (( بل هم أضل سبيلا )) فالذين لا يؤمنون بالآخرة لهم مثل السوء أما الله عز وجل قال : (( وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )) . المثل يعني الوصف الأعلى الأكمل في السموات والأرض يعني كل من في السموات والأرض يعتقدون هذا أن لله المثل الأعلى (( وهو العزيز الحكيم )) . قال المؤلف : " والمثل الأعلى هو الوصف الأعلى " فالمثل بمعنى الوصف المثل يطلق على ما ذكره المؤلف على الوصف ومنه قوله الله تبارك وتعالى : (( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ )) إلى آخره مثل الجنة أي وصفها وليس المراد التمثيل لأن ما فيه ممثل وممثل به طيب المثل الأعلى يعني الوصف والأعلى بمعنى الأكمل لكنه واضح .
قال المؤلف "وأما العقل: فوجهه أن كل موجود حقيقة، فلابد أن تكون له صفة. إما صفة كمال، وإما صفة نقص. والثاني باطل بالنسبة إلى الرب الكامل المستحق للعبادة."
الشيخ :" وأما العقل : فوجهه أن كل موجود حقيقة، فلا بد أن تكون له صفة " كل موجود لا بد أن يكون له صفة موافقون على هذا ؟ سبحان الله كل موجود له صفة ما يقول يحي كل موجود له صفة ؟ ها ها . الطالب : ... . الشيخ : كل موجود له صفة ؟ الطالب : نعم . الشيخ : وماذا يقول جمعة كل موجود له صفة ؟ الطالب : ... . الشيخ : لازم نشوف الوسط صالح هارون كل موجود له صفة ؟ الطالب : ... . الشيخ : كل موجود ؟ الطالب : ... . الشيخ : تأمل ما بقي إلا أنت الآن ؟ نعم . الطالب : نعم نص عليه . الشيخ : نص عليه ما يكفي نص عليه نص عليه ما هو بدليل يستدل له ولا يستدل به . أقول : كل موجود لا بد له من صفة لو لم يكن من صفته إلا صفة الوجود ثم هذا الوجود هل هو وجود واجب أو وجود ممكن يعني يجوز أن يعدم هذا أيضا صفة ثانية لا بد منها إذا كل موجود حقيقة وقولنا : حقيقة احترازا مما يوجد في الذهن ويفرضه الذهن الذهن قد يفرض أشياء لا يمكن أن تقع وهي مستحيلة لكن الموجود حقيقة لا بد له من صفة " فلا بد أن تكون له صفة إما صفة كمال، وإما صفة نقص " صح ؟ صحيح ما دام أقررنا بأنه لا بد له من صفة " فإما أن تكون صفة كمال وإما أن تكون صفة نقص والثاني باطل بالنسبة إلى الرب الكامل المستحق للعبادة " الثاني باطل وإذا بطل الثاني لزم الأول أنه لا بد أن يكون لله صفات كاملة .
قال المؤلف "ولهذا أظهر الله تعالى بطلان ألوهية الأصنام باتصافها بالنقص والعجز. فقال تعالى: {ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون} . وقال تعالى :{والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون . أمواتٌ غير أحياءٍ وما يشعرون أيان يبعثون}. وقال عن إبراهيم وهو يحتج على أبيه: {يا أبت لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً} وعلى قومه: {أفتعبدون من دون الله مالا ينفعكم شيئاً ولا يضركم . أفٍ لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون}."
الشيخ :" ولهذا أظهر الله بطلان ألوهية الأصنام باتصافها بالنقص والعجز فقال عز وجل : (( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون )) " أجب السؤال من أضل يقول لك ربك من أضل من هذا الذي يدعو من لا يستجيب له إلى يوم القيامة لو بقي إلى يوم القيامة يدعوه لا يستجيب له فمن أضل ؟ لا أحد أضل من هذا لأن العاقل لا يمكن أن يتعب نفسه فيما فائدته معدومة فلا أحد أضل " ولقول الله تبارك وتعالى : (( والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون )) " إذا هم موجودون بعد العدم والرب لا يجوز أن يكون معدوما من قبل وأيضا هم عاجزون لا يخلقون شيئا وشيئا نكرة في سياق النفي تعم أي شيء وقد تحدى الله تبارك وتعالى كل الخلق فقال : (( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له )) يجب أن نستمع لهذا المثل (( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ )) كل الذين يدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا والذباب من أخف المخلوقات وأخس المخلوقات ولو اجتمعوا له ما يستطيعون هذه أصنام لا يخلقون شيئا وهم يخلقون (( أمواتٌ غير أحياءٍ )) يعني أن الأصنام ميتة ما فيها حياة حتى تنفع أو تنتفع (( غير أحياءٍ وما يشعرون أيان يبعثون )) يعني ليس عندهم شعور في المستقبل فكيف تدعى من دون الله وقال عز وجل " وقال عن إبراهيم وهو يحتج على أبيه : (( يا أبت لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً )) " يا أبت كلمة رقيقة من ابن مشفق على أبيه لم تعبد ؟ الاستفهام هنا للإنكار أو للتعجب أو للبيان ؟ نعم هل مراد إبراهيم أن يبين حال المعبودات التي يعبدها أبوه أو المراد التعجب كيف تعبد ما لا ينفعك أو ينكر عليه ؟ كل هذا كلها محتملة يحتمل أن إبراهيم عليه السلام أراد أن يبين لأبيه أن هذه الأصنام لا تسمع ولا تبصر ولا تنفع ويحتمل أنه قال ذلك تعجبا كأن يقول سبحان الله كيف تعبد هذا ويحتمل أنه إنكار لكن قد يبدو للإنسان أن الإنكار في هذا المقام في مقام الدعوة الرقيقة غير وارد نعم وقال تعالى عن إبراهيم أيضا محتجا " على قومه : (( أفتعبدون من دون الله مالا ينفعكم شيئاً ولا يضركم )) " هذا للإنكار لا شك قال : (( أفتعبدون من دون الله مالا ينفعكم شيئاً ولا يضركم )) ينكر عليهم " (( أفٍ لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون )) " هذه واضحة أنه أراد بذلك الإنكار حيث قال أتضجر منكم ومما تعبدون من دون الله وأنعى عليكم العقل في قوله (( أفلا تعقلون )) وفي هذا دليل على أن العقل الصريح ينافي الكفر القبيح منافاة كاملة العقل الصريح يعني الخالي من الجهل والخالي من إرادة السوء هذا هو العقل الصريح ولهذا قلنا الصريح بمعنى خالص .
قال المؤلف "ثم إنه قد ثبت بالحس والمشاهدة أن للمخلوق صفات كمال، وهي من الله تعالى، فمعطي الكمال أولى به."
الشيخ :" ثم إنه قد ثبت بالحس والمشاهدة أن للمخلوق صفات كمال، وهي من الله عز وجل، فمعطي الكمال أولى به " هذا أيضا دليل عقلي لكنه ليس كالأول أضعف من المعلوم أن في المخلوق كمالا مثل العلم والقدرة والسمع والبصر والقوة وغير ذلك فيه كمال من الذي أودع فيه هذا الكمال ؟ الله عز وجل قال العلماء : فمعطي الكمال أولى بالكمال يعني معطي الكمال تفضلا أولى بالكمال وهذا الدليل وإن كان فيه شيء من الضعف لكنه من حيث الأصل واضح أنه كيف لا يكون كاملا وهو يعطي الكمال لولا كماله ما أعطى الكمال .
قال المؤلف "وأما الفطرة: فلأن النفوس السليمة مجبولة مفطورة على محبة الله وتعظيمه، وعبادته، وهل تحب وتعظم وتعبد إلا من علمت أنه متصف بصفات الكمال اللائقة بربوبيته وألوهيته؟
وإذا كانت الصفة نقصاً لا كمال فيها فهي ممتنعة في ق الله تعالى كالموت والجهل، والنسيان، والعجز، والعمى، والصمم ونحوها لقوله تعالى: {وتوكل على الحي الذي لا يموت}. وقوله عن موسى: {في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى}. وقوله: {وما كان الله ليعجزه من شيء في السموات ولا في الأرض}. وقوله: {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الدجال: "إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور". وقال: "أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم، ولا غائبا"."
الشيخ :" وأما الفطرة : فلأن النفوس السليمة مجبولة مفطورة على محبة الله وتعظيمه، وعبادته، وهل تحب وتعظم وتعبد إلا من علمت أنه متصف بصفات الكمال اللائقة بربوبيته وألوهيته؟ " أبدا لا يمكن كل النفوس مجبولة على ذلك على محبة الله وتعظيمه كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( كل مولود يولد على الفطرة ) لولا ما يحيط بالإنسان من البيئة السيئة لكان على فطرته مستقيما على دين الله لكن البيئة السيئة تؤثر كما قال في الحديث ( فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) طيب " وإذا كانت الصفة نقصاً لا كمال فيها فهي ممتنعة في حق الله تعالى كالموت والجهل، والنسيان، والعجز، والعمى، والصمم " هذه إشارة إلى ما قلناه قبل أتذكرونه قلنا ما ينسب إلى الله له ثلاث حالات هنا ذكرها المؤلف إذا كانت الصفة نقصا لا كمال فيها فهي ممتنعة في حق الله تعالى كالموت الموت نقص . والثاني : الجهل والنسيان والعجز والعمى والصمم ونحوها " لقول الله تبارك وتعالى : (( وتوكل على الحي الذي لا يموت )) " الشاهد قوله : (( لا يموت ))" وقوله : (( في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى )) " لا يضل يعني لا يجهل ولا ينسى لا ينسى ما علمه أولا فعلم المخلوق يا إخوة محفوف بآفتين هما : الجهل السابق على العلم، والنسيان اللاحق للعلم أما علم الله فهو منزه عن هذا وهذا " وقال الله تبارك وتعالى : (( وما كان الله ليعجزه من شيء في السموات ولا في الأرض )) " هذا نفي إيش ؟ العجز " وقال تعالى : (( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون )) " هذا نفي الصمم " وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الدجال : ( إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور ) " الشاهد إن ربكم ليس بأعور فإنه يفيد بأن له عينين كذلك أيضا " قوله وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم، ولا غائبا ) " هذا قاله حينما رفع الصحابة أصواتهم بالتسبيح والتكبير لكن رفعا مزعجا قال : ( أيها الناس اربعوا على أنفسكم ) أي هونوا عليها ( فإنكم لا تدعون أصم، ولا غائبا ) من الذي يرفع له الصوت بشدة ؟ الأصم أو الغائب ولو كان يسمع إذا كان غائبا فإنه ليس فيه صمم لكن لا يسمعك ولهذا قال : ولا غائبا . " وقد عاقب الله تعالى الواصفين له بالنقص " . إي نعم ولله المثل الأعلى في السموات والأرض ما هي موجودة في نسخة موجودة ؟ ألحقوها لأنها في سورة النحل (( ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم )) . نعم نعم إيش ؟
السائل : ... . الشيخ : في إيش ؟ أن معطي الكمال أولى به أي أننا ربما يوجد إنسان مثلا يعطي أحدا أو يعين أحد وهو أقل منه رتبة وأقل منه قوة وما أشبه ذلك نعم إيش ؟
الشيخ : إيش ؟ السائل : صفة العمى . الشيخ : إيش ؟ السائل : صفة العمى عن الله سبحانه وتعالى استدللتم بأنه . الشيخ : أعور . السائل : ليس أعور وجه الدلالة . الشيخ : وجه الدلالة أن قوله : ( ليس بأعور ) يقتضي ثبوت العينين كلتيهما . السائل : أعور ... . الشيخ : الأعور من ليس له إلا عين واحدة . السائل : والأعمى هو الذي لا يرى شيئا وجه الدلالة يا شيخ أن ... . الشيخ : متساوي ؟ السائل : أعور العين اليسرى . الشيخ : بلى لأن وجود عينين يقتضي أنه ليس بأعمى إذا انتفى العور فالعمى من باب أولى .
السائل : ... والصحيح في السنة اللحد عندنا في البلاد اللحد يكون في نصف القبر مافي إشكال ؟ الشيخ : إي ويش السبب ؟ يعني الأرض رملية تنهال على الميت ولا شلون ؟ السائل : الأصل أنه يحفر في النصف يشق . الشيخ : هذا يسمى الشق وهو عند بعض العلماء أفضل من اللحد . والصواب أن اللحد هو الأفضل وهو الذي كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قال عمرو بن العاص : ( الحدوا لي لحدا وانصبوا علي اللبن نصبا ) والشق الذي تقول ما يمكن أن ينصب عليه اللبن اللبن يكون عليه مسطح فهو السنة اللحد نعم .
هل قول البعض "أربعوا على أنفسكم "بعد الصلاة لمن يرفع صوته بالذكر صحيح.؟
السائل : بعض الناس يقولون اربعوا على أنفسكم بعد الصلاة لا تذكر التسبيح بصوت عالي فما هو الرد عليهم ؟ الشيخ : الرد عليهم الحديث كانوا مع رسول الله في سفر فكانوا يكبرون ويسبحون يرفعون أصواتهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف قضاء صلاته إلا بالتكبير وكان رفع الصوتب بالذكر عقب الصلاة على عهده . السائل : ... . الشيخ : نقول أولا هات الدليل الثاني الحالة التي قالها الرسول عليه الصلاة والسلام في السفر ما قالها في الصلاة . السائل : يقولون هذه في آخر غزواته ( يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائب ). الشيخ : متى آخر غزوة سنة كم ؟ السائل : السادسة . الشيخ : لا التاسعة التاسعة بقي ثلاث سنوات الرسول عليه الصلاة والسلام حي وكان الناس يرفعون أصواتهم بالذكر عقب الصلاة لكن هذا يدلك على التعصب الأعمى هذا من التعصب الذي ابتلي به بعض العلماء نسأل الله العافية حديث صحيح صريح خاص في الصلاة رفع الصوت بالذكر على عهد النبي صلى اله عليه وسلم ونروح نأتي بشيء قاله الرسول في السفر ولا شك أنهم متكلفون وفي الصلاة ما هم متكلفون لأن قوله ( اربعوا على أنفسكم ) معناه هونوا عليها معناه كانوا يرفعون أصواتهم بشدة عظيمة أذكر الله في نفسي وأذكر الله بلساني وأرغم أنفك نعم يا سليم أذنا لسليم .
بيان سفاهة عقول المشركين في اتخاذهم من دون الله آلهة.
الطالب : يا شيخ النور ... الدلالة عليه من وجهين من وجه المشركين قبل الرسالة يعبدون الأصنام هم بأنفسهم ويعبدونها هم يعبدونها والمفروض المعبود الذي خلق هو الذي يعبد، والثانية قريش عمل قريش قبل الإسلام يدرون كلام الرسول صلى الله عليه وسلم والرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي يتكلم بهذا الكلام وهو الذي يدلهم على الصواب وقبل الإسلام ما يسمعون به ولا يهتدون بهداه وبعد ما يسلم واحد من قريش بالخصوص ما يمكن يتحول عن الإسلام . الشيخ : الأخير ما فهمته . الطالب : يعني أن الإسلام نور ينور الله . الشيخ : معلوم هذا لا شك أنه نور . الطالب : لأنه ما يتنور الإنسان للهداية والبصيرة إلا بعد الإسلام . الشيخ : ما فيه شك يقين . الطالب : لأن الإنسان لو يفكر يعمل الصنم هو بنفسه ويروح يعبده . الشيخ : إي ولجاع ياكله ما علمت يا سليم أنه يصنع صنما من العجوة التمر ويسجد لهذا التمر ويركع نعم وإذا جاع أكله الحمد لله انتهى الوقت . الطالب : في القرآن ما فيه في السموات والأرض . الشيخ :(( ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم )) هذه ما فيها السموات والأرض بس أجل يشطب على قول في السموات والأرض لأن (( ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم )) نعم كيف ؟ الطالب : ... . الشيخ : سبحان الله (( لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) هذه الآية يعني اشطبوا على قوله في السموات والأرض ما هي موجودة خلاص الحمد لله يمكن طيب . يقول : " وإذا كانت الصفة نقصا لا كمال فيه فهي ممتنعة في حق الله كالموت " إلى آخره .
قال المؤلف "وقد عاقب الله تعالى، الواصفين له بالنقص، كما في قوله تعالى: {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء}."
الشيخ :" وقد عاقب الله، الواصفين له بالنقص، كما في قوله تعالى : (( وقالت اليهود يد الله مغلولة )) "وهذا وصف بالنقص ومعنى مغلولة عندهم أي محبوسة عن الإنفاق لأن اليهود أهم شيء عندهم المال لا يعدلون به شيئا " قال الله تعالى : (( غلت أيديهم )) " أي أن الله غلها فصاروا أشد الناس بخلا وصاروا يأمرون الناس بالبخل أعاذنا الله وإياكم من ذلك " (( ولعنوا بما قالوا )) " فجوزوا عن المعصية بمثلها حيث غلت أيديهم وجوزوا باللعن لأنهم افتروا على الله كذبا بما قالوا فقالوا يد الله مغلولة ويد الله ملآى سحاء الليل والنهار " (( بل يداه مبسوطتان )) " بل للإضراب الإبطلالي يعني بل باطل ما سبق " (( يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء )) " .
إجماع أهل السنة أن لله يدين , ومعنى قوله تعالى:{مما عملت أيدينا}.
الشيخ : وهذه الآية نص في أن يدي الله اثنتان لا غير وهو إجماع أهل السنة وأما قوله تعالى : (( مما علمت أيدينا أنعاما )) بالجمع فالمراد بالأيدي هنا النفس كقوله : (( بما كسبت أيديكم )) أي بما كسبتم . يقول : (( ينفق كيف يشاء )) وكل شيء من أفعال الله معلق بالمشيئة فاعلم أنه مقرون بإيش ؟ بالحكمة فهو تعالى يعطي لحكمة ويمنع لحكمة .
قال المؤلف "وقوله:{لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق}."
الشيخ :" وقوله تعالى : (( لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ )) " من هم ؟ اليهود قالوا إن الله فقير ما يعطي ونحن أغنياء ولكن نقول أنتم أغنياء بخلاء والله غني حميد يعطي عز وجل يده ملأى سحاء أي كثيرة العطاء الليل والنهار قال : " (( سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا )) " هذا وعيد " (( وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ )) " نكتبه أيضا وقوله : " (( بِغَيْرِ حَقٍّ )) " بيان للواقع أي أن قتلهم للأنبياء بغير حق إيش ذنب الأنبياء ؟ الأنبياء دعاة إلى الخير دعاة إلى الإصلاح رسل من عند الله فقتلهم بغير حق " (( وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ )) " متى يقوله ؟ يوم القيامة أي ذوقوا عذاب النار التي كلها حريق والعياذ بالله اللهم أجرنا من النار .
قال المؤلف "ونزه نفسه عما يصفونه به من النقائص، فقال سبحانه: {سبحان ربك رب العزة عما يصفون. وسلام على المرسلين .والحمد لله رب العالمين}. وقال تعالى: {ما اتخذ الله من ولدٍ وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون}."
الشيخ :" ونزه نفسه عما يصفونه به من النقائص، فقال سبحانه : (( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ* وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) " . سبحان ربك أي تنزيها له عز وجل عن كل ما لا يليق به ومنه ما يصفونه به من قولهم الملائكة بنات الله ونحو ذلك (( رب العزة )) أي الغلبة والقهر والسلطان والرب هنا يتعين أن تكون بمعنى صاحب ولا يجوز أن نفسرها بمعنى خالق رب السموات نقول خالق السموات رب العزة ما نقول خالق العزة لأن العزة صفة من صفات الله وصفات الله غير مخلوقة إذا فيتعين أن تكون رب هنا بمعنى صاحب فإن قال قائل : أوردوا لنا شاهدا من اللغة العربية على أن الرب تكون بمعنى صاحب فنقول هذا كثير قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في لقطة الإبل : ( دعها فإن معها سقاءها وحذاءها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يجدها ربها ) المراد بالرب هنا من ؟ صاحبها سواء كان مالكا أو مستأجرا أو مستعيرا أو غير ذلك فالمهم أنه هنا يتعين أن نقول رب العزة أي صاحب العزة ولا يجوز أن نقول خالق لأن العزة من صفات الله وصفات الله كلها غير مخلوقة (( عما يصفون )) أي عما يصفون الله به من النقص (( وسلام على المرسلين )) سلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من العيب والنقص فهم ما قالوا إلا حقا (( والحمد لله رب العالمين )) ختم هذه الآية بالحمد الدال على الكمال " وقال تعالى : (( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ )) " ما اتخذ الله من ولد من زائدة للتوكيد أي ما اتخذ الله ولدا لنفسه وهذا تكذيب لثلاثة طوائف من بني آدم كلهم زاغوا عن الصراط المستقيم في هذا الباب على اليهود والنصارى والمشركين، اليهود قالوا عزير ابن الله والنصارى قالوا المسيح ابن الله والمشركون قالوا الملائكة بنات الله فنفى الله تعالى عن نفسه أن يكون اتخذ ولدا ردا على هؤلاء المفترين ولم يذكر في هذه الآية دليلا على انتفاء الولد ولكنه ذكر في آيات أخرى في أي آية ؟ في سورة الإخلاص (( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد )) هذا أيضا حكم لكن نريد الدليل على أنه يمتنع عليه الصاحبة في سورة الأنعام نعم (( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ )) فكيف يكون له ولد (( وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) وفيه آيات أخرى لكن هنا ذكر دليل عقلي في نفي الشريك قال : (( إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ )) فلننظر هل الكون متنافر أو منسجم بعضه مع بعض ؟ الثاني بلا شك لو كان هناك إله آخر لانفرد كل إله بما خلق كل واحد له ملكه وحينئذ لا بد أن كل واحد يريد أن يكون الملك له وحده، فإما أن يتقابلا وإما أن ينتصر أحدهما على الآخر فإن تقابلا أي عجز كل واحد عن الآخر لم يصح أن يكونا إلهين السبب العجز كلاهما عاجز وإن انفرد أحدهما بالعلو صار الإله واحدا فعادت المسألة الآن إلى أن يكون للخلق إله واحد وهو الله عز وجل ولهذا قال : (( سبحان الله عما يصفون )) أي تنزيها لله عما يصفه به هؤلاء المشركون .
قال المؤلف "وإذا كانت الصفة كمالاً في حال ونقصاً في حال لم تكن جائزة في حق الله ولا ممتنعة على سبيل الإطلاق فلا تثبت له إثباتاً مطلقاً ولا تنفى عنه نفياً مطلقاً بل لابد من التفصيل: فتجوز في الحال التي تكون كمالاً، وتمتنع في الحال التي تكون نقصاً وذلك كالمكر، والكيد، والخداع ونحوها فهذه الصفات تكون كمالاً إذا كانت في مقابلة من يعاملون الفاعل بمثلها لأنها حينئذ تدل على أن فاعلها قادر على مقابلة عدوه بمثل فعله أو أشد، وتكون نقصاً في غير هذه الحال ولهذا لم يذكرها الله تعالى من صفاته على سبيل الإطلاق وإنما ذكرها في مقابلة من يعاملونه ورسله بمثلها.كقوله تعالى :{ ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين }. "
الشيخ :" وإذا كانت الصفة كمالاً في حال ونقصاً في حال لم تكن جائزة في حق الله ولا ممتنعة على سبيل الإطلاق فلا تثبت له إثباتاً مطلقاً ولا تنفى عنه نفياً مطلقاً بل لابد من التفصيل : فتجوز في الحال التي تكون كمالاً، وتمتنع في الحال التي تكون نقصاً وذلك كالمكر، والكيد، والخداع ونحوها فهذه الصفات تكون كمالاً إذا كانت في مقابلة من يعاملون الفاعل بمثلها لأنها حينئذ تدل على أن فاعلها قادر على مقابلة عدوه بمثل فعله أو أشد، وتكون نقصاً في غير هذه الحال " يعني إذا لم يكن لها سبب تكون نقصا إذا لم يكن لها سبب " ولهذا لم يذكرها الله تعالى من صفاته على سبيل الإطلاق وإنما ذكرها في مقابلة من يعاملونه ورسله بمثلها كقوله تعالى : (( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )) " يمكرون يعني من الدهى والمخادعة والمماراة يمكرون لكن هناك مكر فوق مكرهم (( ويمكر الله والله خير الماكرين )) ومن ذلك ما حصل من كفار قريش من المكر بالنبي عليه الصلاة والسلام عجزوا عن إخماد دعوته اجتمعوا في دار تسمى دار الندوة الدهاة منهم والأذكياء ويش نفعل لهذا الرجل ؟ سفه أحلامنا وأضل نسائنا وأبنائنا ماذا نفعل به ؟ فصار رأيهم يدور على ثلاثة أشياء ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك فقال بعضهم : احبسوه هذا معنى ليثبتوه أي ليحبسوه احبسوه ولا يتصل به أحد ولا يتصل بأحد فقالوا ما يصلح . قالوا أخرجوه قالوا ما يصلح إذا أخرجناه اجتمع عنده أصحابه قالوا إذا اقتلوه قالوا كيف نقتله إن قتلته قبيلة قامت عليهم قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم ومن يفك منهم قالوا اجمعوا عشرة من الشبان الأقوياء من قبائل متفرقة عشر قبائل وأعطوا كل واحد سيفا صارما بتارا فيضرب محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم هم ما قالوا صلى الله عليه وسلم نحن نقوله، يضربوا محمدا ضربة رجل واحد فيضيع دمه في القبائل فلا يستطيع بنو هاشم أن يطالبوا ويقال إن الذي جاء بهذا الرأي إبليس هو إبليس قالوا هذا الرأي وصوتوا عليه بالإجماع هذا الرأي يلا اجتمعوا فاجتمعوا عشرة ينتظرون خروج النبي صلى الله عليه وسلم ولكن النبي صلى الله عليه وسلم إما بوحي أو بغير وحي شعر بهم وأمر علي بن أبي طالب أن يبقى في منامه وهو خرج في الليل هم ينتظرونه كلما رأوا الفراش وجدوه عليه نائما قالوا إلى الآن ما بعد صحي انتظروا حتى طلعت الشمس هذا المكر صار أعظم من مكرهم بل إن بعض المؤرخين يبالغ في هذه المسألة ويقول إنه خرج من بينهم يذر على رؤوسهم التراب ويقرأ : (( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلقهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون )) فعلى كل حال مكر الله تعالى لأوليائه أعظم من مكر أعداءه بأوليائه . أسئلة الآن بقية الآيات تأتي إن شاء الله نعم .