الشيخ : مكر الله تعالى لأوليائه أعظم من مكر أعدائه بأوليائه . أسئلة الآن وبقية الآيات تأتي إن شاء الله نعم . السائل : الاستفهام هذا هل هم ينكرون اسم الرحمن لا يحلفون به لأن بعض المؤلفين ذكر أن الرحمن ذكر بعض العلماء أن الرحمن اسم أعجمي لم تكن العرب تعرف هذا الاسم . الشيخ : اسم أعجمي ؟ أقول إن الذي قال هذا اسم أعجمي هو الأعجمي لأنه ما يعرف لغة العرب لكن هم أنكروا هذا إنكارا للاسم ولهذا جاءت ما التي يستفهم بها عن الوصف دون من التي يستفهم بها عن التعيين، فهمت من الآن من وما اسم استفهام لكن إن أريد الاستفهام عن العين فهو بمن أو عن الوصف فهو بما يعني من الذي له الرحمة الواسعة لأن الرحمن على وزن فعلان وهي تدل على السعة وقد قال الله تعالى : (( قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى )) نعم .
هل أفعال العباد مخلوقة مع خلقهم أم عند فعلهم لها.؟
السائل : ... ؟ الشيخ : إيش إن أفعال نعم ؟ السائل : العباد مخلوقة مع خلقهم أم أن الله يخلقها عند فعلها عند فعلهم لها ؟ الشيخ : استفهام عجيب يا جماعة إذا قلنا إن أفعال العباد مخلوقة مع خلقهم معناه أن الحمل في بطن أمه يلعب كرة لأن لعب الكرة من الأفعال من يقول هذا ويأكل ويشرب ويدعو قومه ويكشط هو وإياهم أفعال العباد بارك الله فيك ناتجة عن قدرة وعلم وإرادة فهمت هذه القدرة والإرادة والعلم خلقها الله عز وجل يعني صفة من صفات الإنسان لكنها تتدرج شيئا فشيئا (( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا )) من حكمة الله أن الصبي لا يعرف ما حوله من مسرات أو مضرات ولو كان يعلم ما حوله لهلك بيوم واحد لأن جسمه لا يتحمل فتنمو معه هذه الغريزة شيئا فشيئا حتى يتكامل لكن أفعال الإنسان مقدرة من قبل أن يخلق بخمسين ألف سنة واضح إن شاء الله . السائل : يعني مخلوق أصل أو الفعل مخلوق ؟ الشيخ : أصل الإنسان مخلوق بعلم وقدرة وإرادة وهذه تتدرج حتى تكمل وليس الفعل مخلوق مع الإنسان يعني بمعنى الإنسان منذ خلق وهو يفعل لا وإلا ذاك ما نجده في بطن أمه يلعب كرة ولا يظهر الكشتة ولا شيء أتعرف الكشتة سم بالله . القارئ : يقول المؤلف حفظه المولى سبحانه وتعالى : " وإذا كانت الصفة كمالاً في حال ونقصاً في حال لم تكن جائزة في حق الله ولا ممتنعة على سبيل الإطلاق فلا تثبت له إثباتاً مطلقاً ولا تنفى عنه نفياً مطلقاً بل لا بد من التفصيل فتجوز في الحال التي تكون كمالاً، وتمتنع في الحال التي تكون نقصاً وذلك كالمكر، والكيد، والخداع ونحوها " . الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الشيخ : سبق لنا أن الصفة إذا كانت كمالا لا نقص فيها أجب إيش نثبتها ولا ما نثبتها ؟ ليس فيها نقص ؟ الطالب : نثبتها . الشيخ : نثبتها مثاله ما حضرت ؟ إي كيف تهمل هذا القواعد المهمة نعم ها ؟ الطالب : صفة الحياة . الشيخ : نعم صفة الحياة وغيرها نعم طيب وإذا كانت نقصا ؟ الطالب : ... . الشيخ : ما حضرت فهي ممتنعة في حق الله مثل تقدم يا سليم الله يهديك أمامك فرجة ... نعم . الطالب : كالنوم والنسيان والعجز . الشيخ : إذا كانت كمالا في حال دون حال فإنه يوصف بها في الحال التي تكون فيها كمالا ولا يوصف بها في الحال التي تكون فيها نقصا مثاله ذكرنا أمثلة وتقدم الكلام عليها بقي أظن الأدلة .
قال المؤلف:" كقوله تعالى : {ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين }وقوله:{إنهم يكيدون كيداً .وأكيد كيداً}. وقوله: {والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون .وأملي لهم إن كيدي متين}. وقوله: {إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم}. وقوله: {قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون .الله يستهزىء بهم}."
الشيخ :" مثل قوله : (( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )) " المكر هو الإيقاع بالخصم من غير شعور به أن توقع بخصمك من غير أن يشعر به هذا مكر وهو من صفات الكمال إذا كان في موضع وإلا فهو نقص يذكر أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه طلب منه المبارزة عمرو بن ود في القتال فبارزه فلما أقبل على علي رضي الله عنه صرخ بأعلى صوته " إنني لم أخرج من أجل أن أبارز رجلين " فالتفت عمرو بن ود ظن أن وراءه رجلا فضربه بالسيف هذه خديعة لكنها في موضعها لأن الرجل إنما خرج ليقتله وهو أراد أن يتوصل إلى قتله بما هو أنكى وأقرب طيب (( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )) ذكرنا البارحة مثالا لهذا " وقوله : (( إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً )) " إنهم يكيدون كيدا أي كيدا عظيما ويعني بذلك كفار قريش وأكيد يعني أنا كيدا أي أعظم منه كما قال الله تعالى : (( والله خير الماكرين )) فإذا كان هؤلاء يكيدون كيدا عظيما فإن الله يكيد كيدا أعظم وتأمل كيف قال وأكيد ولم يقل ونكيد كيدا للإشارة أنه وحده سبحانه قادر على أن يكيد لهم فلا حاجة لذكر ما يدل على التعظيم لأنه وحده كاف لذلك " وقوله : (( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ*وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ )) " نعوذ بالله من ذلك الذين كذبوا بآياتنا هم الكفار (( سنستدرجهم )) أي نتدرج بهم من حال إلى حال (( من حيث لا يعلمون )) بماذا ؟ بإسباغ النعم عليهم ودفع النقم عنهم فيظنون أنهم في رضا من الله عز وجل فيستمرون في تكذيبهم (( وأملي لهم )) أي أمهل لهم إن كيدي متين وفي معنى هذا قوله تعالى : (( وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ )) نسأل الله العافية قال أهل العلم : " وإذا رأيت الله قد أغدق النعم على عبده وهو يبارزه بالمعصية فاعلم أن ذلك إيش ؟ استدراج لأن الله عز وجل أمهل لهم مع معصيتهم فيكون هذا استدراجا " يترقى يتنزل به من سيء إلى أسوأ وأملي لهم إن كيدي متين أي عظيم قوي قال : " وقوله : (( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم )) " يخادعون الله حيث يظهرون أنهم مسلمون بل أنهم مؤمنون وهم كاذبون يفعلون ذلك خداعا لله ورسوله والمؤمنين لأنهم إذا قالوا إنهم مؤمنون كف عنهم المسلمون كفوا عن قتالهم ولهذا لما استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في قتالهم قال : ( لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ) والحمد لله على هذا الحكم البالغ الحكمة لأننا لو أردنا أن نقول نقتل المنافقين لأنهم منافقون لأمكن كل ظالم من ولاة الأمور يقتل أهل الخير ويقول : إنهم منافقون لكن الشرع حسم هذا الباب وقطع وجعل معاملة الناس في الدنيا على حسب الظاهر وفي الآخرة على حسب الباطن نسأل الله أن يصلح بواطننا هؤلاء يخادعون الله والذين آمنوا إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا ونحن معكم وكل شيء يقولونه حتى يأتون يؤكدون لرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنهم يشهدون أنه رسول الله ولكن الله خادعهم يملي لهم ويستر عليهم حتى يتمادوا في هذا النفاق ويستحقوا أن يكونوا في الدرك الأسفل من النار وقوله تعالى : (( إنا معكم إنما نحن مستهزءون )) قال الله تعالى : (( الله يستهزىء بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون ))(( وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ )) بمن ؟ بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه قال الله تعالى : (( اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ )) الشاهد أن مثل هذه الأوصاف هل كمال في حال نقص في حال إن كانت في مقابلة العدو الذي يسخر بك ويخادعك فهي كمال وإلا فهي نقص طيب إذا كانت الصفة نقصا على كل حال ممنوعة على الله عز وجل من ذلك نعم .
قال المؤلف:"ولهذا لم يذكر الله أنه خان من خانوه فقال تعالى: {وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم}. فقال: {فأمكن منهم}، ولم يقل: فخانهم، لأن الخيانة خدعة في مقام الائتمان، وهي صفة ذم مطلقاً."
الشيخ :" ولهذا لم يذكر الله أنه خان من خانوه " وذكر أنه خادع من خادعوه لأن الخيانة وصف ذم مطلقا إذ أنها غدر في محل الائتمان والغدر في محل الائتمان ذم ولهذا كان من علامة النفاق أن المنافق إذا عاهد غدر ولهذا لم يذكر أنه خان من خانه " فقال تعالى : (( وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ )) " يعني يريد خيانة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيما يقولونه ويظهرونه فقد خانوا الله من قبل وذلك بالكفر فأمكن منهم أمكن منهم يعني جعل السيطرة عليهم من الرسول صلى الله عليه وسلم " (( وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )) " لم يقل خانوا الله من قبل فخانهم بل " قال : (( فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ )) " لأن الخيانة وصف ؟ أجب وصف ذم على كل حال نعم لأن الخيانة خدعة في مقام الائتمان، وهي صفة ذم مطلقاً .
قال المؤلف:"وبذا عرف أن قول بعض العوام: "خان الله من يخون" منكر فاحش، يجب النهي عنه."
الشيخ :" وبذا عرف أن قول بعض العوام : "خان الله من يخون" منكر فاحش، يجب النهي عنه " هذا يقع عند العوام كثير يقول أنا سأئتمنك لكن لا تخونني قال أبدا إن خنتك فالله يخونني هذا حرام لأن الله تعالى لا يوصف بالخيانة مطلقا .
قال المؤلف:"القاعدة الثانية: باب الصفات أوسع من باب الأسماء، وذلك لأن كل اسم متضمن لصفة كما سبق في القاعدة الثالثة من قواعد الأسماء، ولأن من الصفات ما يتعلق بأفعال الله تعالى، وأفعاله لا منتهى لها، كما أن أقواله لا منتهى لها قال الله تعالى: {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحرٍ ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم"."
الشيخ :" القاعدة الثانية " في إيش ؟ من قواعد الصفات : " أن باب الصفات أوسع من باب الأسماء " وجه ذلك قال : " وذلك لأن كل اسم متضمن لصفة كما سبق في القاعدة الثالثة من قواعد الأسماء " هذه واحدة " ولأن من الصفات ما يتعلق بأفعال الله تعالى، وأفعاله لا منتهى لها، كما أن أقواله لا منتهى لها " فهي أوسع من الأسماء " قال الله تعالى : (( وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )) " طيب التعليل الأول واضح كل اسم فهو متضمن لصفة إذا هما متوازنان في هذه الحال هناك صفات لا يسمى الله بها فإذا هي زائدة على ما تقتضيه الأسماء من الصفات ولهذا كانت أوسع منها أوسع من الأسماء كل اسم فهو متضمن لصفة وليس كل صفة يشتق منها اسم أفهمتم هذا ؟ لذلك كانت الصفات أوسع كلمة متكلم صفة لكن ليست اسما فلا يجوز أن يسمي الله بأنه متكلم لكن يجوز أن نخبر عنه بأنه متكلم . التعليل الثاني يقول : من الصفات ما يتعلق بأفعال الله الأفعال ليست كالأسماء الأسماء دالة على العموم وأفعال الله كل فعل له فهو خاص بما فعل فمثلا النزول إلى السماء الدنيا نثبته أو لا صفة نثبته صفة أو لا ؟ نعم هل نقول إن الله نسمي الله بالنازل ؟ لا وبهذا يتبين أن باب الصفات أوسع وقوله : أفعاله لا منتهى لها كما أن أقواله لا منتهى لها فالأفعال لا منتهى لها كل فعل يفعله الله فإنه يصح أن يشتق منه صفة لكن لا يشتق منه اسم قال الله تعالى : (( وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )) سبق الكلام عن هذه الآية .
قال المؤلف:"ومن أمثلة ذلك: أن من صفات الله تعالى المجيء، والإتيان، والأخذ والإمساك، والبطش، إلى غير ذلك من الصفات التي لا تحصى كما قال تعالى: {وجاء ربك}. وقال: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظللٍ من الغمام}. وقال: {فأخذهم الله بذنوبهم}. وقال: {ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذاًه}. وقال: {إن بطش ربك لشديد}. وقال: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا".فنصف الله تعالى بهذه الصفات على الوجه الوارد، ولا نسميه بها، فلا نقول : إن من أسمائه الجائي، والآتي، والآخذ، والممسك، والباطش، والمريد، والنازل، ونحو ذلك، وإن كنا نخبر بذلك عنه ونصفه به."
الشيخ :" ومن أمثلة ذلك : أن من صفات الله تعالى المجيء " اقرأ الآية هذه ؟ اقرأ الآية التي بها إثبات هذه الصفة ؟ اللي أنا قلت . الطالب : ... . الشيخ : هذا يأتي، الثانية الإتيان اتل الآية ؟ الطالب : (( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ )) . الشيخ : نعم (( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ )) والأخذ . الطالب : (( فأخذهم الله بذنوبهم )). الشيخ : نعم لا إله إلا الله نعم والإمساك. الطالب : (( إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا )) . الشيخ : والبطش أحمد ؟ الطالب : (( إن بطش ربك لشديد )) . الشيخ :" إلى غير ذلك من الصفات التي لا تحصى كما قال الله تعالى : (( وجاء ربك )) ما شاء الله هذا الدليل قال الله تعالى : (( وجاء ربك )) وقال : (( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظللٍ من الغمام )) وقال : (( فأخذهم الله بذنوبهم )) وقال : (( ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه )) وقال : (( إن بطش ربك لشديد )) وقال : (( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )) " فهنا نثبت صفة الإرادة " وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ) فنصف الله تعالى بهذه الصفات على الوجه الوارد، ولا نسميه بها، فلا نقول إن من أسماء الله الجائي، والآتي، والآخذ، والممسك، والباطش، والمريد، والنازل، ونحو ذلك، وإن كنا نخبر بذلك عنه ونصفه به ".
قال المؤلف:"القاعدة الثالثة: صفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين ثبوتية وسلبية: فالثبوتية: ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه، أو على لسان رسوله، صلى الله عليه وسلم، وكلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه، كالحياة والعلم، والقدرة، والاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والوجه، واليدين، ونحو ذلك."
الشيخ :" القاعدة الثالثة " من قواعد الصفات " صفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين ثبوتية وسلبية " الثبوتية واضحة سمع وبصر علم حكمة قدرة السلبية يعني المنفية لأنها من السلب تقول : سلب الثوب أي تخلى عنه ولكن قلنا هذا تبعا لغيرنا وإلا فالأولى أن يقال ثبوتية ومنفية لأن منفية أوضح وهي التي جاء بها القرآن كقوله (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) . " فالثبوتية ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلها صفات لا نقص فيها بوجه من الوجوه، كالحياة والعلم، والقدرة، والاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والوجه، واليدين، ونحو ذلك " . هذه نسميها صفات إيش ؟ صفات ثبوتية .
الشيخ : ثم الصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين : صفات معنوية يعني دالة على معنى وهنا لم يقسمها صفات معنوية تدل على معنى، وصفات خبرية جاء بها الخبر ولكنها لا تدل على معنى كما يدل عليه القسم الأول ولنا أن نقول هي التي نظيرها فينا أبعاض وأجزاء هذه نسميها صفات خبرية لأن العقل لا يدل عليها لم يثبتها إلا مجرد الخبر ولأنها ليست معنى من المعاني ولذلك الذين فسروها بمعنى من المعاني أخطأوا وضلوا الذين قالوا اليد هي القدرة والوجه هو الذات وما أشبه ذلك هؤلاء أخطأوا بلا شك . طيب لنا أن نقول : الثبوتية نوعان : الأول : ما يدل على معنى . والثاني : ما يدل على مسمى هو بالنسبة لنا هو أبعاض وأجزاء لكن بالنسبة لله لا نقول هكذا بل نقول هي يد حقيقية وجه حقيقي عين حقيقية قدم حقيقي ساق حقيقي وما أشبه هذا .
قال المؤلف:"فيجب إثباتها لله تعالى حقيقة على الوجه اللائق به بدليل السمع والعقل. أما السمع: فمنه قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً}. فالإيمان بالله يتضمن: الإيمان بصفاته، والإيمان بالكتاب الذي نزل على رسوله يتضمن الإيمان بكل ما جاء فيه من صفات الله، وكون محمد صلى الله عليه وسلم رسوله يتضمن الإيمان بكل ما أخبر به عن مرسله، وهو الله ـ عز وجل."
الشيخ :" فيجب ـ يعني في الثبوتية ـ إثباتها لله حقيقة على الوجه اللائق به بدليل السمع والعقل أما السمع " وسبق لنا أن المراد بالدليل السمعي الكتاب والسنة " أما السمع فمنه قوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً )) فالإيمان بالله يتضمن الإيمان بصفاته، والإيمان بالكتاب الذي نزل على رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتضمن الإيمان بكل ما جاء فيه من صفات الله، وكون محمد صلى الله عليه وسلم رسوله يتضمن الإيمان بكل ما أخبر به عن مرسله، وهو الله عز وجل " هذا وجه الدلالة من الآية في الآية اختلاف تعبير قال : (( والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل )) فهذا التفريق اللفظي هل يقتضي التفريق المعنوي ؟ الجواب : نعم قال أهل العلم : نزّل تدل على تنزل الشيء شيئا فشيئا كما قال عز وجل : (( ويوم تشقق السماء بالغمام ونزّل الملائكة تنزيلا )) لأنهم يأتي ملائكة السماء الدنيا ثم الثانية ثم الثالثة وهكذا وأما إذا قيل أنزل فهو دفعة واحدة الكتب السابقة نزلت دفعة واحدة ولهذا قال الكافرون محتجين على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (( لولا نزّل عليه القرآن جملة واحدة )) يعني كما نزل من قبل فقال الله تعالى كذلك يعني أنزلناه دفعات (( لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا )) إذا الدليل من السمع على وجوب الإيمان بالصفات الثبوتية قوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل )) .
قال المؤلف:"وأما العقل: فلأن الله تعالى أخبر بها عن نفسه، وهو أعلم بها من غيره، وأصدق قيلاً، وأحسن حديثاً من غيره، فوجب إثباتها له كما أخبر بها من غير تردد، فإن التردد في الخبر إنما يتأتى حين يكون الخبر صادراً ممن يجوز عليه الجهل، أو الكذب، أو العي بحيث لا يفصح عما يريد، وكل هذه العيوب الثلاثة ممتنعة في حق الله - عز وجل - فوجب قبول خبره على ما أخبر به. وهكذا نقول فيما أخبر به النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الله تعالى، فإن النبي، صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بربه وأصدقهم خبراً وأنصحهم إرادة، وأفصحهم بياناً، فوجب قبول ما أخبر به على ماهو عليه."
الشيخ :" وأما العقل فلأن الله أخبر بها ـ بإيش ؟ بالصفات الثبوتية ـ أخبر بها عن نفسه، وهو أعلم بها من غيره " أعلم بنفسه بها أي بنفسه من غيره " وأصدق قيلاً، وأحسن حديثاً من غيره " أصدق قيلا لأنه لا يمكن أن يعتريه الكذب خبر الله لا يمكن أن يكون فيه كذب أحسن حديثا يعني في أسلوبه وبلاغته وفصاحته ولذاذته على القلب هو أحسن فجمع بين الصدق والحسن نعم قال : " فوجب إثباتها له كما أخبر بها من غير تردد، فإن التردد في الخبر إنما يتأتى حين يكون الخبر صادراً ممن يجوز عليه الجهل، أو الكذب، أو العي بحيث لا يفصح عما يريد، وكل هذه العيوب الثلاثة ممتنعة في حق الله عز وجل فوجب قبول خبره على ما أخبر به " واضح يا جماعة هذا دليل إيش ؟ عقلي نحن لا نعلم الغيب ولا نعرف عن الغيب إلا من أخبرنا الله به وقد أخبرنا عن نفسه بأنه يتصف بكذا وكذا فوجب إيش ؟ وجب قبوله لأننا لا سنتطيع أن نقول إنه صادر عن جهل ولا نستطيع أن نقول إنه كذب ولا نستطيع أن نقول إنه عيي ليس فصيحا كل هذا لا نستطيعه فإذا يجب أن نؤمن بمقتضاه لأنه صادر عن علم بلا شك وصادر من صادق بلا شك بل أصدق الصادقين وبلغة وبيان فصيح لا يمتري في ذلك عاقل فوجب اعتقاد مدلوله سواء يا إخواننا سواء علمنا أن ذلك مما يقره العقل أو لا يقره مع أن العلماء يقولون الشرع لا يأتي بما تحيله العقول استمع للكلمة لا يأتي الشرع بما تحيله العقول لكن يأتي بما تحار فيه العقول يعني تعجز عن إدراك حكمته ولهذا أعطى الله سبحانه وتعالى من شاء من خلقه العقل التام والفهم الثاقب حتى إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال في كتابه * درء تعارض العقل والنقل * المسمى بإيش ؟ بالعقل والنقل قال : " لا يأتي أحد بحجة شرعية يحتج بها على باطل إلا كانت هذه الحجة حجة عليه " كلام عجيب أي إنسان يحتج على أحد بحجة شرعية من القرآن والسنة لكن على باطل فإن هذا سيكون إيش ؟ حجة عليه لأن الله يقول : (( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه )) حجة عليه فإذا قال معطل إن الله يقول : (( ليس كمثله شيء )) إذا لا صفات له نقول الحمد لله تقر بالآية قال نعم هذا كلام الله نقول هذه حجة عليك لأن نفي المثلية يدل على ثبوت أصل الصفة فنفي المثل لا شك أنه يدل على ثبوت أصل لا يمكن التماثل فيه بين الآدمي والخالق عز وجل وهذا الذي قاله صحيح لكنه يحتاج إلى فهم ثاقب وإيمان صريح وكلما قوي إيمان العبد قوي فهمه لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم طيب . " وهكذا نقول فيما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، عن الله تعالى فإن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بربه " تكتب صح ولا غلط ؟ صح أعلم الناس بربه طيب " وأصدقهم خبراً " صح " وأنصحهم إرادة " صح ما من نبي بعثه الله إلا دل أمته على خير ما يراه خيرا لهم وحذرهم مما يراه شرا فهم أنصح الخلق " وأفصحهم بياناً " صح ؟ صح لا شيء من كلام البشر أفصح من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ولهذا يستدل بعض العلماء النقاد الذين جرت السنة في دمائهم ومخهم وعظامهم يحكمون على الحديث بأنه باطل وإن لم يعرفوا سنده بإيش ؟ لأن كلام النبي صلى الله عليه وسلم فصيح بين ظاهر بمجرد ما تسمعه ويقع في أذنك تعرف أنه كلام الرسول حتى إن بعض الناس آتاه الله تعالى من حسن النطق ما يشابه كلام الرسول عليه الصلاة والسلام ولا أعلم أحدا أشبه كلاما بكلام الرسول من عبد الله بن مسعود، عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إذا تكلم كأنما يتكلم عن نبوة نعم .
السائل : ... . الشيخ : لا تقول هكذا لأن الجهمية يقولون القرأن مخلوق فإذا قلت رب القرآن أوهمت أن تكون جهميا فهل ترضى لنفسك أن يظن الناس بك أنك جهمي نعم .
السائل : شيخ ما صحة العبارة التي يقولها العامة من " وضع عينه في عين الله لم يخب " ؟ الشيخ : إيش ؟ الطالب : من وضع عينه في عين الله لم يخب ؟ الشيخ : لم أسمع بهذه الكلمة أسمعتم بها ؟ الطالب : سبحانه وتعالى ... . الشيخ : لا نعم . الطالب : ... . الشيخ : يقول حط عينك بعين الله تفلح هذه منكر هذه منكرة بدلا منها أن نقول كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) نعم .
الطالب : عزوا هذا القول إلى ابن عبد البر ابن عبد البر قال : قاله الإمام مالك ؟ الشيخ : ما يصير هذا أبدا هذا كذب الإمام مالك رحمه الله سئل عن الاستواء فأجاب بالجواب المعروف لكن لماذا لا تقول إن من قال إن الله ليس في السماء يجب أن يقطع لسانه لأنه مكذب للقرآن أما من أشار إلى السماء فقد أشار إليه أعلم الخلق بالله وخطبة عرفة في أكبر مجتمع قال : ( اللهم اشهد يرفع أصبعه إلى السماء ) رفع طيب نعم .
السائل : هل كل فعل يؤخذ منه صفة على الإطلاق ؟ الشيخ : إي نعم لا مو على الإطلاق كل الصفات ما تكون على الإطلاق تكون على حسب ما جاء في القرآن والسنة إي ما يخالف إذا جاء مطلقا يطلق . نعم يا سليم .
السائل : ... . الشيخ : لا صفات الكمال . السائل : صفات الكمال وأهل الكلام يطلقونها عن الله سبحانه وتعالى بالكلية هذا تكذيب يا شيخ والملك الملك الضعيف من الناس لو يتكلم عن نفسه بشيء يريده هو يتكلم عن الناس ما يقدروا الناس يكذبونه كيف كذب الله سبحانه وتعالى اللي هو يصف نفسه ؟ الشيخ : هو بارك الله فيك أهل التعطيل إذا كان تكذيبهم للصفة الحقيقية تكذيب تأويل فهذا قد يعذرون فيه لأنهم بزعمهم يريدون الحق لكن ضلوا عنه . وأما إذا كان تأويلهم تكذيبا يعني جحدوا جحد تكذيب مثل أن يقولوا إن الله لم يستوي على العرش فهذا كفر ردة عن الإسلام لكن هم لا يقولون إنه لم يستو على العرش لو قالوا هذا كفروا ولا إشكال إنما يقولون إن الله مستو على العرش لكن معنى الاستواء الاستيلاء إن الله له يد لكن معنى اليد النعمة أو القدرة لو أنهم جحدوا جحد إنكار وتكذيب كفرناهم ولا نبالي بهم لكن لكونهم يتأولون ويدعون أنهم ينزهون الله فننظر عاد في تأويلهم هل يحتمل ولا لا يحتمل ويحكم عليه بما يقتضيه . الطالب : العقل هم يحكمون العقل والعقل ما يقر هذا لأن الله سبحانه وتعالى ... الله سبحانه وتعالى يصفونه بما في عقولهم والله سبحانه وتعالى يخبر عن نفسه هو بنفسه . الشيخ : نعم صحيح . الطالب : وهم ما يروا الله سبحانه وتعالى حتى إنهم يعطلونه بتعبيرهم هذا . الشيخ : صحيح نحن نقول لهم رجوعكم إلى العقل مخالف للعقل صراحة وجه ذلك أنهم يحكمون عقولهم في الأمور الغيبية الأمور الغيبية ما يمكن للإنسان أن يحيط بها فرجوعهم إلى ما ليس بدليل هذا لا شك أنه خلاف العقل .
هل الأسماء الواردة في الكتاب والسنة محدودة أومعدودة.؟
السائل : شيخ بارك الله فيكم الأسماء التي وردت في الكتاب والسنة محدودة أم معدودة ؟ الشيخ : لا هي معدودة لكن المشكل اختلاف العلماء فيها رحمهم الله لأنه لم يرد عن المعصوم صلى الله عليه وسلم تعيينها فلذلك اختلف العلماء في تعيينها كثيرا . السائل : هل فيه ضوابط ؟ الشيخ : لا ما يستطيع الواحد يحط ضوابط لأن هذه أمور غيبية تتوقف على ما ورد به النص . السائل : صفات ذات الخبر ... إن الله تعالى أخبر بها عن نفسه وهو أعلم بها ما ذكرنا أنصحهم إرادة كما ذكرنا في الثانية ؟ الشيخ : لعلنا رأينا العدول عنها بالنسبة لله عز وجل أقول لعلنا عدلنا عنها والإنسان كل ساعة له استحضار انتهى الوقت نرجع إلى الدرس .
قال المؤلف:"والصفات السلبية: ما نفاها الله سبحانه عن نفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلها صفات نقص في حقه كالموت، والنوم، والجهل، والنسيان، والعجز، والتعب."
الشيخ : قال " والصفات السلبية ما نفاها الله سبحانه عن نفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلها صفات نقص في حقه " كل ما نفاه الله عن نفسه فهو صفات نقص في حقه انتبه لهذا القيد لأن قد تكون في حق المخلوق كمالا وهي في حق الخالق نقص مثال ذلك الموت، والنوم، والجهل، والنسيان، والعجز، والتعب، هذه منفية عن الله عز وجل لماذا ؟ لأنها كلها نقص في حقه الموت نقص في حقه وهو في حق الآدمي قد يكون كمالا من جهة أنه إذا كان مؤمنا ينتقل من حسن إلى أحسن، النوم نقص في حق الله وفي حق الآدمي كمال ولهذا إذا مرض الإنسان ما ينام فهو في حقه كمال لكن مع ذلك هو في حقه كمال دال على النقص سبحان الله دليل كمال يدل على نقص عجيب هذا كذلك يا يحي ؟ الطالب : ... . الشيخ : آه تمام يدل على أن الإنسان ناقص يحتاج إلى استراحة بالنوم عن تعب ماضي وإلى تجديد نشاط لعمل مستقبل طيب الجهل والنسيان الجهل عدم العلم والنسيان نسيان ما علم أيهما السابق والاحق للعلم ؟ الجهل سابق والنسيان لاحق، والعجز والتعب ؟ العجز عدم القدرة بالكلية والتعب هو القدرة مع تعب ضد التعب القوة وضد العجز القدرة فالله تعالى منزه عن هذه الصفات لأنها صفات نقص .
قال المؤلف:"فيجب نفيها عن الله تعالى ـ لما سبق ـ مع إثبات ضدها على الوجه الأكمل."
الشيخ :" فيجب نفيها عن الله تعالى لما سبق مع إثبات ضدها على الوجه الأكمل " النقطة هنا يعني المعطلة يفرحون إذا قلنا بصفات النفي أقول المعطلة يفرحون إذا قلنا بصفات النفي لماذا ؟ لأن أصل مذهبهم النفي إلا ما أثبته العقل على قاعدتهم فهل النفي الذي نحن ننفيه عن الله هل هو مجرد نفي كما يقول المعطلة أو هو نفي لثبوت كمال ضده ؟ الثاني نعم هم يفرحون بالنفي لأنهم يقرون بالنفي المجرد لكن نحن نقول لا يمكن أن يوجد في صفات الله نفي مجرد لا بد أن يكون هذا النفي لإثبات الكمال إذا قلت مثلا فلان قوي لا يضعف عن حمل هذه الصخرة ليش ؟ لكمال قوته يعني لأنها قوة لا يلحقها نقص نعم لا يلحقها ضعف كل صفات الله المنفية كلها تتضمن كمالا أي تضمن أمرا ثبوتيا هو الكمال وبذلك يحصل الفرق بيننا وبين من ؟ المعطلة لأن المعطلة يصفون الله بصفات النفي المحض أما نحن فلا بل نقول إن الصفة التي نفاها الله عن نفسه تعني إثبات كمال الضد ويجب أن تعتقد هذا فتقول مثلا في قول الله تعالى : (( وما مسنا من لغوب )) أي من تعب وإعياء إن الله لا يتعب ولا يعي يعني يعجز بس لكمال قوته لا بد يجب أن تعتقد هذا وإلا نحن نقول الجدار هذا ما يتعب أو يتعب ؟ أبدا حط عليه ماتحط لا يتعب وإن كان في آخر أمره ينهدم لكن هو حال حمل الثقيل لا يتعب .
قال المؤلف:"وذلك لأن ما نفاه الله تعالى عن نفسه فالمراد به بيان انتفائه لثبوت كمال ضده، لا لمجرد نفيه، لأن النفي ليس بكمال، إلا أن يتضمن ما يدل على الكمال، وذلك لأن النفي عدم، والعدم ليس بشيء ، فضلاً عن أن يكون كمالاً، ولأن النفي قد يكون لعدم قابلية المحل له، فلا يكون كمالاً كما لو قلت: الجدار لا يظلم. وقد يكون للعجز عن القيام به فيكون نقصاً، كما في قول الشاعر:
قبيلة لا يغدرون بذمةٍ ولا يظلمون الناس حبة خردل
وقول الآخر: لكن قومي وإن كانوا ذوي حسب ليسوا من الشر في شيء وإن هانا
الشيخ : طيب نرجع يا إخوان نشوف الموضوع . يقول : " على الوجه الأكمل وذلك لأن ما نفاه الله عن نفسه فالمراد به بيان انتفائه لثبوت كمال ضده، لا لمجرد نفيه " هذا التعليل ما نفى الله عن نفسه ليس المراد بذلك أن نعلم أنه منتف عن الله ولكن لنعلم أن الله إيش ؟ موصوف بكمال ضد هذا الشيء أو بضد هذا الشيء على الكمال طيب . " ولا يمكن أن يكون لمجرد نفيه لأن النفي ليس بكمال، إلا أن يتضمن ما يدل على الكمال " . هذه قاعدة ذكرها أهل العلم وهي واضحة النفي لا يكون مدحا على الكمال إلا نعم لا يكون كمالا إلا إذا تضمن ما يدل على الكمال هذه قاعدة خذها معك في صفات الله وغيرها " وذلك لأن النفي عدم " شوف لم يقم زيد الآن قيام معدوم ولا موجود ؟ معدوم كل نفي فهو عدم " لأن النفي عدم والعدم ليس بشيء فضلاً عن أن يكون كمالاً " وهذا واضح النفي المجرد عدم محض والعدم ليس بشيء هو عدم على اسمه وإذا لم يكن شيئا لم يكن كمالا أصله غير موجود حتى نقول كمال أو غير كمال ولذلك قال لم يكن " فضلا أن يكون كمالا ولأن النفي قد يكون لعدم قابلية المحل له، فلا يكون كمالاً " صحيح النفي إذا لم يرد إثبات كمال ضده قد يكون لعدم القابلية ويش قابلية ؟ قابلية المدح ما يقبل أن يمدح أو أن يذم " كما لو قلت : الجدار لا يظلم " صحيح هذا ولا لا ؟ يعني لا يمكن لأحد أن يمدح الجدار بأنه لا يظلم يعني لا يمكنك أن تقول والله الجدار اللي عندنا ابن حلال حفي ما يظلم يستظل بفيئه الصغير والكبير والمرأة والرجل والكافر والمسلم حبيب عندهم مرونة تعطيهم مكيال الثناء ما لا يحصى يصح هذا ولا ما يصح ؟ ليش يا إخواني ؟ لأنه لا يقبل أصلا لا يقبل المدح والثناء فهمت ؟ نعم لك أن تقول هذا الجدار قوي يمكن إذا كان بناؤه محكما لكن تريد أن تنفي عنه صفة نقص لإثبات كمال الضد لا يمكن . فالحاصل النفي المجرد قد يكون لعدم القابلية بل قد يكون للعجز عن هذه الصفة المنفية فيكون ذلك نقصا سبحان الله نفي العيب يكون نقص أجيبوا يا جماعة نعم ربما يكون مع أن الأصل أن نفي العيب مدح وكمال طيب لكن قد يكون نقصا مثاله " وقد يكون للعجز عن القيام به فيكون نقصاً، كما في قول الشاعر : قبيلة لا يغدرون بذمةٍ *** ولا يظلمون الناس حبة خردل " شوف الكلام قبيّلة لا يغدرون بذمة يعين إذا عاهدوا وفوا زين هذا ولا لا ؟ زين ولا يظلمون الناس حبة خردل إذا عاملوا الناس ما يمكن يظلمونهم أبدا ما شاء الله ما أحسنه ويش يريد بهذا الذم ولا المدح ؟ الذم والدليل أنه يريد الذم قوله : " قبيلة " للتصغير يعني ما هي بشيء قبيلة . قد يقول قائل : إنه قد يراد بالتصغير التمليح والتودد مثل ما تقول لخادمك يا غليم تعال تريد بذلك التلطف معه والتحبب إليه وقد روي أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لابن عباس : ( يا غليم إني أعلمك كلمات ) بدل يا غلام فقد يقول قائل : إن المراد بهذا إيش ؟ تمليح نقول الأصل في التصغير التحقير هذا الأصل الأصل في التصغير إيش ؟ التحقير فلا نعدل عن الأصل إلا بدليل ولا دليل هنا يدل على أن المراد التمليح واضح يا جماعة ؟ واضح طيب دائما في الخصومات إذا بغى يعني يتدرج في الخصومة إلى أكثر صغر المخاطب قال : هذا قولك يا حميّد حميد تصغير حمد ولا لا ؟ تصغير حمد والي كان عبد الله قال عبد الله هذا قولك يا عبيد ويش أنت ويش قولك يريد بذلك التحقير . وقول الآخر : " لكن قومي وإن كانوا ذوي حسب ـ وفي رواية ذوي عدد ـ *** ليسوا من الشر في شيء وإن هانوا " .