قال المؤلف :"وكل نص يدل على وجوب الإيمان بما جاء في القرآن فهو دال على وجوب الإيمان بما جاء في السنة لأن مما جاء في القرآن الأمر باتباع النبي صلى الله عليه وسلم والرد إليه عند التنازع. والرد إليه يكون إليه نفسه في حياته وإلى سنته بعد وفاته. فأين الإيمان بالقرآن لمن استكبر عن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم المأمور به في القرآن؟ وأين الإيمان بالقرآن لمن لم يرد النزاع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد أمر الله به في القرآن؟ وأين الإيمان بالرسول الذي أمر به القرآن لمن لم يقبل ما جاء في سنته؟! ولقد قال الله تعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء}. ومن المعلوم أن كثيراً من أمور الشريعة العلمية والعملية جاء بيانها بالسنة، فيكون بيانها بالسنة من تبيان القرآن."
القرآنيون : يقولون لا نأخذ إلا بما في القرآن .
والسنيون : يعملون بالسنة ويجتهدون في تحقيقها وتحريرها ولكن لا يعرفون القرآن لو سألت عن معنى آية صعب عليه أن يفهمها لكن تجده يكدح ليلا ونهارا في تحقيق السنة من حيث السند من حيث المعنى من حيث اللغة لكن القرآن ما عنده شيء والوسط ما هو ؟ العناية بالقرآن والسنة كل نص يدل على وجوب الإيمان بالقرآن فإنه يدل على وجوب الإيمان بالسنة وجه ذلك لأن مما جاء في القرآن الأمر باتباع النبي صلى الله عليه وسلم والرد إليه عند التنازع والرد إليه يكون إليه نفسه في حياته وإلى سنته بعد وفاته وهذا أمر لا إشكال فيه فالذين قالوا إننا لا نؤمن إلا بما جاء في القرآن نقول إنكم لم تؤمنوا بما جاء في القرآن ولو أنكم آمنتم بما جاء في القرآن لآمنتم بما جاءت به السنة كالذي يقول نحن نعظم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بإحداث الاحتفال بمولده أو بغزواته التي انتصر فيها نقول لو كنتم تعظمون الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم حق التعظيم إيش ؟ لاتبعتموه ولما فعلتم هذا لأنكم إذا فعلتم هذا وأحدثتم في شريعته ما ليس من شريعته فهذا عدوان وهذا تقدم بين يدي الله ورسوله قال : " فأين الإيمان بالقرآن لمن استكبر عن اتباع الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم المأمور به في القرآن " صحيح وأين الإيمان بالقرآن " وأين الإيمان بالقرآن لمن لم يرد النزاع إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقد أمر الله به في القرآن " قال : " وأين الإيمان بالرسول الذي أمر به القرآن لمن لم يقبل ما جاء في سنته " كذا عندكم العبارة ويش عندك العبارة ؟
القارئ : " وأين الإيمان بالرسول الذي أمر به القرآن لمن لم يقبل ما جاء في سنته " .
الشيخ : نعم " وأين الإيمان بالرسول الذي " صفة للإيمان ما هي للرسول والعبارة فيها إيهام إيهام قوي .
" وأين الإيمان بالرسول الذي أمر به القرآن " الذي صفة للإيمان يعني أين الإيمان الذي أمر به القرآن بالرسول صلى الله عليه وسلم لمن لم يقبل ما جاء في سنته ؟! صحيح أين الإيمان إذا كان لا يقبل ما جاء في سنة الرسول فأين الإيمان بالقرآن والقرآن قد أمر باتباعه " ولقد قال الله عز وجل : (( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء )) ومن المعلوم أن كثيراً من أمور الشريعة العلمية والعملية جاء بيانها بالسنة، فيكون بيانها بالسنة من تبيان القرآن " هذا أيضا دليل جيد ونزلنا عليك الكتاب تبينانا لكل شيء لو قال قائل القرآن ليس فيه بيان عدد الركعات ولا عدد الركوع في كل ركعة ولا عدد الرواتب وما أشبه ذلك فكيف يكون تبيانا لكل شيء ؟ الجواب : ما جاء تبيانه بالسنة فهو تبيان بالقرآن لأن الله تعالى أمرنا باتباع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهذا دليل واضح وقوي ثم قال .
1 - قال المؤلف :"وكل نص يدل على وجوب الإيمان بما جاء في القرآن فهو دال على وجوب الإيمان بما جاء في السنة لأن مما جاء في القرآن الأمر باتباع النبي صلى الله عليه وسلم والرد إليه عند التنازع. والرد إليه يكون إليه نفسه في حياته وإلى سنته بعد وفاته. فأين الإيمان بالقرآن لمن استكبر عن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم المأمور به في القرآن؟ وأين الإيمان بالقرآن لمن لم يرد النزاع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد أمر الله به في القرآن؟ وأين الإيمان بالرسول الذي أمر به القرآن لمن لم يقبل ما جاء في سنته؟! ولقد قال الله تعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء}. ومن المعلوم أن كثيراً من أمور الشريعة العلمية والعملية جاء بيانها بالسنة، فيكون بيانها بالسنة من تبيان القرآن." أستمع حفظ
قال المؤلف :"وأما العقل فنقول: إن تفصيل القول فيما يجب أو يمتنع أو يجوز في حق الله تعالى من أمور الغيب التي لا يمكن إدراكها بالعقل فوجب الرجوع فيه إلى ما جاء في الكتاب والسنة."
الطالب : " وأن الإيمان بالرسول الذي أمر به القرآن " .
الشيخ : نعم لا لا قصدي بالإيهام لكن إذا أعربنا الذي صفة للإيمان زال الإيهام . نعم
السائل : أحسن الله إليكم إذا قلنا أن النفي الجهة ؟
الشيخ : إذا قلنا .
2 - قال المؤلف :"وأما العقل فنقول: إن تفصيل القول فيما يجب أو يمتنع أو يجوز في حق الله تعالى من أمور الغيب التي لا يمكن إدراكها بالعقل فوجب الرجوع فيه إلى ما جاء في الكتاب والسنة." أستمع حفظ
هل يصح أن نقول أن الله يأتي يوم القيامة من غير تنقل.؟
الشيخ : بغير تنقل غلط هذا لا يجوز ويش معنى يأتي بغير انتقال ؟ من قال لك من قال هذا ؟
السائل : أنا قرأت ... .
الشيخ : لا هذا أخطأ فيه رحمه الله لا يجوز أن نقول بلا تنقل ولا يجوز أن نقول بلا تحرك ينزل السماء إلى الدنيا ما يجوز هذا ولا هذا نقول يأتي كيف شاء .
ما حكم من استكبر عن العمل.؟
الشيخ : إذا استكبر عن العمل إن دل القرآن أو السنة على الكفر فهو كافر كالذي لا يصلي مثلا .
السائل : هل نقول فيه خصلة من خصال اليهود لأنه استكبر عن العمل وعاند ؟
الشيخ : غلطان غلطان نقول به خصلة من خصال إبليس أشد
نعم .
ما حكم من تعمد العمل مع الجهل.؟
الشيخ : كيف الجهل ؟
السائل : يتعمد العمل بالجهل ؟
الشيخ : وشلون يعني كيف ؟
السائل : إنسان يعني يعرف أن هذا جاهل لكن يتعمد ... يعني وقع في الجهل ؟
الشيخ : لا لا الجاهل معذور (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) .
السائل : يتعمد الجهل ؟
الشيخ : يتعمد الجهل الجهل وصف ما هو يتعمد هل يقدر واحد أنه يجهل أنه عالم هذا كلامك تقول تعمد الجهل .
السائل : يتعبد بالشيء هذا بجهل ونقول هذا العلم الحقيقي ويقول لا أعرف الشيء هذا ؟
الشيخ : صار عنده استكبار نعم .
ما معنى العرض.؟
الشيخ : العرض ما قام بغيره مثل اللون الطول القصر البياض نعم السواد وما أشبه ذلك ما لا يقوم بنفسه فهو عرض نعم .
السائل : ... ؟
الشيخ : لا لا العرض الوصف كل وصف فهو عرض كما قال السفاريني :
" فإن يقوم بنفسه بجوهر *** أو لا فذاك عرض " .
ما معنى سؤال أبي رزين العقيلي النبي صلى الله عليه وسلم:"كيف ينظر إلينا ربنا وهو شخص واحد".؟
الشيخ : لا ما يريد ذلك يعني يريد بيان وجه ذلك على أن الحديث في صحته نظر .
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم :
" القاعدة الثانية : الواجب في نصوص القرآن والسنة إجراؤها على ظاهرها دون تحريف لاسيما نصوص الصفات حيث لا مجال للرأي فيها ودليل ذلك : السمع، والعقل.
أما السمع : فقوله تعالى : (( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسانٍ عربيٍ مبين )). وقوله : (( إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون )). وقوله : (( إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون )) وهذا يدل على وجوب فهمه على ما يقتضيه ظاهره باللسان العربي إلا أن يمنع منه دليل شرعي وقد ذم الله تعالى اليهود على تحريفهم، وبين أنهم بتحريفهم من أبعد الناس عن الإيمان فقال : (( أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعدما عقلوه وهم يعلمون )) وقال تعالى : (( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا )) .
وأما العقل : فلأن المتكلم بهذه النصوص أعلم بمراده من غيره، وقد خاطبنا باللسان العربي المبين فوجب قبوله على ظاهره وإلا لاختلفت الآراء وتفرقت الأمة " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد : فقد سبق القول بأنه يجب علينا أن نؤمن بما جاء في الكتاب والسنة من أسماء الله وصفاته وبينا الأدلة على هذا والآن نأخذ هذه القاعدة الثانية المهمة جدا .
7 - ما معنى سؤال أبي رزين العقيلي النبي صلى الله عليه وسلم:"كيف ينظر إلينا ربنا وهو شخص واحد".؟ أستمع حفظ
قال المؤلف :"القاعدة الثانية: الواجب في نصوص القرآن والسنة إجراؤها على ظاهرها دون تحريف لا سيما نصوص الصفات حيث لا مجال للرأي فيها."
القسم الأول : ما لا يحتمل التأويل بمعنى أنه يكون نصا في الموضوع والنصية ليست لذات اللفظ ولكن للفظ ولما يحيط به من القرائن فقد تكون الكلمة نصا في كلام في سياق وتكون في سياق آخر ليست نصا حسب إيه ؟ حسب السياق والقرائن وقد يكون الكلام محتملا لمعنيين أحدهما أرجح فالواجب الأخذ بالراجح وقد يكون محتملا لمعنيين بدون ترجيح فالواجب التوقف لأنه ما فيه ترجيح والكلام محتمل ولا يجوز أن نحمل الكلام على أحد محمليه دون دليل فيجب علينا أن نأخذ بظاهر الكلام في القسم الأول وهو النص وفي الثاني وهو الظاهر يجب علينا ولا يجوز العدول عن ذلك .
8 - قال المؤلف :"القاعدة الثانية: الواجب في نصوص القرآن والسنة إجراؤها على ظاهرها دون تحريف لا سيما نصوص الصفات حيث لا مجال للرأي فيها." أستمع حفظ
قال المؤلف :"ودليل ذلك: السمع، والعقل. أما السمع: فقوله تعالى: {نزل به الروح الأمين .على قلبك لتكون من المنذرين. بلسانٍ عربيٍ مبين}. وقوله:{إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون}. وقوله: {إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون} وهذا يدل على وجوب فهمه على ما يقتضيه ظاهره باللسان العربي إلا أن يمنع منه دليل شرعي."
أما السمع : فقوله تعالى : (( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين )) " ذكر الله عز وجل أن هذا القرآن نزل به الروح الأمين الروح الأمين هو جبريل ووصفه بالأمانة لئلا يقول قائل لعله خان فأخفى شيئا أو زاد شيئا أو غير لأن المقام مقام عظيم مقام إبلاغ كلام الرب عز وجل إلى من ؟ إلى عباده فلا بد أن يكون المرسل به أمينا لا بد أن يكون أمينا وإلا لحصل الشك والتردد فأثبت الله عز وجل أمانة الواسطة بينه وبين الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو جبريل أنه أمين ثم ذكر محل النزول هل هو على السمع فقط ؟ أو على القلب الذي هو محل الوعي ؟ الجواب : الثاني على قلبك لأن الإنسان قد يرد على سمعه شيء ثم لا يفقهه تماما لكن إذا كان ينزل على القلب الذي هو محل الوعي والحفظ والإدراك صار هذا أقوى في ثبوته ثم بين العلة من هذا الإنزال يعني الحكمة قال : (( لتكون من المنذرين )) ولسنا بصدد بيان فوائد الآية لأن المقصود الاستدلال بها على هذه القاعدة (( بلسانٍ عربيٍ مبين )) بلسان هذه متعلقة بنزل أو متعلقة بقوله : (( وإنه لتنزيل )) .
بلسان عربي اللسان يعني اللغة العربية التي ينطق بها العرب لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعث في العرب وقد قال الله عز وجل : (( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم )) فكان القرآن بلسان عربي .
مبين هل مبين بمعنى بين أو مبين بمعنى مظهر أو كلاهما ؟ كلاهما لأن أبان تكون لازمة وتكون متعدية فيقال أبان الصبح أي بان ويقال أبان الخفي أي أوضحه وأظهره فهو بين في نفسه مبين لما يخفى بلسان عربي مبين وموضح للشيء وإذا كان نزل بلسان عربي فما الواجب إذا تلونا القرآن الكريم أن نحمل آياته على ما يدل عليه اللسان العربي أجيبوا يا جماعة ؟ نعم فإن لم نفعل فقد حرفنا الكلم عن مواضعه " وقال الله عز وجل : (( إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون )) ـ وقولُه بالضم عطفا على قوله ـ أما السمع وقوله : (( إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون )) " أنزلناه قرآنا عربيا الضمير في أنزلناه مفعول وقرآنا عربيا حال يعني حال كونه قرآنا عربيا منسوب للغة العرب فلا يمكن أن ينسب إلى غيرها ولا يمكن أن يظهر به عما تدل عليه هذه اللغة العربية أنزلناه قرآنا عربيا الضمير في أنزلناه مفعول وقرآنا عربيا حال يعني حال كونه قرآنا عربيا منسوب للغة العرب فلا يمكن أن ينسب إلى غيره ولا يمكن أن يظهر عما تدل عليه هذه اللغة العربية وكفى باللغة العربية فخرا أن ينسب القرآن الكريم إليها قرآنا عربيا .
الآية الثانية (( إنا جعلناه قرآنا عربيا )) الهاء في قوله إنا جعلناه مفعول أول وقرآنا عربيا مفعول ثاني لأن جعل هنا بمعنى صير أي صيرناه باللغة العربية ليش ؟ لحكمة قال : (( لعلكم تعقلون )) أي تعقلون معناه وتفهمون معناه على أي شيء يحمل هذا المعنى ؟ على ما يقتضيه اللسان العربي .
استدل الجهمية بقوله تعالى : (( إنا جعلناه قرآنا عربيا )) على أن القرآن مخلوق ولكن هذا الاستدلال غير صحيح لأن معنى صيرناه باللغة العربية أي جعلناه بهذا اللسان العربي وهو كلام ولا غير كلام ؟ كلام وكلام الخالق غير كلام المخلوق فلا دليل فيه لما قالوا نعم .
" وهذا يدل على وجوب فهمه على ما يقتضيه ظاهره باللسان العربي إلا أن يمنع منه دليل شرعي " أفهمت ؟ معلوم ما دام نزل باللسان العرب وجعله الله قرآنا عربيا لنعقله إذا يجب أن نحمله على ما يقتضيه اللسان العربي حسب الظاهر إلا أن يدل عليه دليل يمنع منه دليل شرعي فإن منع منه دليل شرعي وجب حمله على ما يدل عليه الدليل مثال ذلك الصلاة مثلا الصلاة في اللغة الدعاء في الشرع عبادة ذات أقوال وأفعال معلومة، الزكاة في اللغة النماء والزيادة وفي الشرع حق خاص في أموال مخصوصة طيب، وكذلك الحج في اللغة القصد وفي الشرع قصد مكة لأداء المناسك وهلم جرا فما نقله الشرع عن معناه الأصلي في اللغة فإنه حقيقة في ما نقله الشرع إليه ولهذا استثنينا فقلنا إلا أن يمنع منه دليل شرعي .
9 - قال المؤلف :"ودليل ذلك: السمع، والعقل. أما السمع: فقوله تعالى: {نزل به الروح الأمين .على قلبك لتكون من المنذرين. بلسانٍ عربيٍ مبين}. وقوله:{إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون}. وقوله: {إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون} وهذا يدل على وجوب فهمه على ما يقتضيه ظاهره باللسان العربي إلا أن يمنع منه دليل شرعي." أستمع حفظ
قال المؤلف :"وقد ذم الله تعالى اليهود على تحريفهم، وبين أنهم بتحريفهم من أبعد الناس عن الإيمان. فقال: {أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعدما عقلوه وهم يعلمون}. وقال تعالى: {من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا}."
نسأل الله السلامة لأن الإنسان إذا بنى عقيدته على ما يقتضيه كتابه فإنه يبعد أن ينتقل عن هذا بخلاف الجاهل الجاهل يسهل أن تنقله مما هو عليه إلى ما تريده منه لكن الذي يبني عقيدته على كتاب مقدس عنده فإنه يبعد أجيبوا ؟ أن يتحول وهم حرفوا التوراة تحريفا ظاهرا حتى حرفوا أمر الله عز وجل حين أمرهم إذا فتحوا البلاد أن يقولوا حطة أن يدخلوا الباب سجدا وأن يقولوا حطة فماذا فعلوا ؟ قال المفسرون إنهم دخلوا على أستاههم يعني على أذنابهم وعلى وراء أيضا على ورا عكس السجود، السجود يسجد الإنسان ويضع جبهته على الأرض كما هو معروف لكن هم لا جعلوا يمشون ورا على أستاههم وماذا قالوا في حطة ؟ قالوا حنطة، حطة يعني حط عنا ذنوبنا لكنهم قوم يريدون الأكل قالوا حنطة فحرفوا النص على أهوائهم ولهم تحريفات كثيرة أيضا لما حرفوه قال الله عز وجل مخاطبا هذه الأمة " : (( أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون )) " هؤلاء يبعد أن يهتدوا ليش ؟ لأنهم يرون أنهم على صواب ومن كان كذلك بعد جدا أن يتحول عما كان عليه " وقال الله تعالى : (( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا )) " كلمة يحرفون تشكل على الطالب لأن الجار والمجرور لا يصح أن يكون متعلقا بها فيقال القرآن أبلغ ما يكون فصاحة فإذا كان الكلمة لو حذفت لاستغني عنها فإنها تحدث في بعض المواضع مثل هذا (( من الذين هادوا يحرفون )) المبتدأ محذوف والتقدير من الذين هادوا قوم يحرفون الكلم عن مواضعه ومثل هذا قوله تعالى : (( ومن أهل المدينة مردوا على النفاق )) لا يمكن أن تجعل مردوا مبتدأ والتقدير ومن أهل المدينة قوم مردوا على النفاق فانتبه لهذه الفائدة يقول عز وجل : (( يحرفون الكلم عن مواضعه )) والكلم يعني كلام الله عن مواضعه (( ويقولون سمعنا وعصينا )) نسأل الله العافية سمعنا وعصينا مجاهرة بالكبرياء والرد والرفض (( واسمع غير مسمع )) يعني اسمع لا أسمعك الله فهو دعاء عليه أفهمت اسمع غير مسمع إيش معنى غير مسمع ؟ لا أسمعك الله كما تقول اسمع أصم الله أذنيك .
وراعنا يقولون للرسول راعنا ويقصدون الرعونة واسمع وانظرنا (( واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين )) ولهذا نهى الله سبحانه وتعالى المسلمين أن يقولوا راعنا حتى وإن أرادوا معنى صحيحا حتى لا يشبهوا اليهود في مقصدهم فقال : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا )) .
10 - قال المؤلف :"وقد ذم الله تعالى اليهود على تحريفهم، وبين أنهم بتحريفهم من أبعد الناس عن الإيمان. فقال: {أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعدما عقلوه وهم يعلمون}. وقال تعالى: {من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا}." أستمع حفظ
من الحكمة في الدعوة أنه من نهى أحدا عن شيئ أن يذكر له البديل مما أحل الله.
ومن ذلك أيضا قول لوط لقومه : (( أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ )) فهو يدلهم على شيء محلل وينهاهم عن شيء محرم .
ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له الرجل : ( ما شاء الله وشئت قال : أجعلتني لله ندا بل ما شاء الله وحده ) .
ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين قدموا له تمرا طيبا من أين هذا قالوا : ( يا رسول الله نأخذ الصاع من هذا بالصاعين والصاعين بالثلاثة قال : هذا عين الربا ولكن بيعوا الرديء بالدراهم واشتروا بالدراهم طيبا ) هذا معنى الحديث المهم أنتم إن شاء الله دعاة إلى الله إذا ذكرتم تحريم شيء يحتاج الناس إليه فلا بد أن تذكروا لهم البديل الحلال لا تسدوا على الناس الطريق فإنكم إن سددتم الطريق إيه ؟ كسروا الباب وتسوروا الجدار نعم .
وقال تعالى : (( ومن الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا )) نسأل الله العافية .
قال المؤلف :"وأما العقل: فلأن المتكلم بهذه النصوص أعلم بمراده من غيره، وقد خاطبنا باللسان العربي المبين فوجب قبوله على ظاهره وإلا لاختلفت الآراء وتفرقت الأمة."
12 - قال المؤلف :"وأما العقل: فلأن المتكلم بهذه النصوص أعلم بمراده من غيره، وقد خاطبنا باللسان العربي المبين فوجب قبوله على ظاهره وإلا لاختلفت الآراء وتفرقت الأمة." أستمع حفظ
أين إجماع الصحابة على أن المراد بنصوص الصفات ظاهرها.؟
فالجواب : إن سكوتهم عن تفسيرها بما يخالف ظاهرها يدل على إجماعهم إذ لو كان لهم رأي لهم يخالف الظاهر لبينوه فإجماعهم على السكوت عن تفسيرها بخلاف الظاهر يدل على إجماعهم بالقول بما تدل عليه وهذه طريقة أيضا قل من يتفطن لها .
صحيح أن المبطل قد يبهتك ويقول هات دليل أين قول أبي بكر عمر عثمان علي ابن مسعود ابن عباس وغيرهم أين هذا ؟ إيش الجواب ؟
الجواب : أنه لم يرد عنهم ما يخالف هذا الظاهر فكان سكوتهم عن مخالفته دليلا على أنهم مجمعون على ذلك هذه القاعدة يمكن أن نجعلها أصلا في الرد على من ؟ على كل معطل من الأشعرية والمعتزلة والجهمية وغيرها .
هل إجماع الصحابة على أن المراد بنصوص الصفات ظاهرها سلاح لأهل التمثيل.؟
الوجه الأول : أنه لا يمكن أن يكون ظاهر ما أخبر الله به عن نفسه هو التمثيل هذا لا يمكن لأن الله أضاف هذه الصفات لمن ؟ لنفسه فلا بد أن تكون الصفة مناسبة للموصوف واضح واضح يا جماعة إذا ليس ظاهر النصوص التمثيل قطعا لأن الله لم يذكر صفة مطلقة حتى نقول إن المطلق يشمل جميع أفراده على وجه البدل بل وذكر صفة مضافة إلى نفسه فلزم أن تكون على حسب المضاف إليه .
ثانيا : لو فرضنا فرض الممتنع أن هذا الظاهر فإن هذا الظاهر مصروف بما هو نص واضح في قوله : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) وبهذا يبطل والحمد لله قول الممثلة وقول المعطلة .
قال المؤلف :"القاعدة الثالثة: ظواهر نصوص الصفات معلومة لنا باعتبار ومجهولة لنا باعتبار آخر فباعتبار المعنى هي معلومة، وباعتبار الكيفية التي هي عليها مجهولة."
15 - قال المؤلف :"القاعدة الثالثة: ظواهر نصوص الصفات معلومة لنا باعتبار ومجهولة لنا باعتبار آخر فباعتبار المعنى هي معلومة، وباعتبار الكيفية التي هي عليها مجهولة." أستمع حفظ
قال المؤلف :"وقد دل على ذلك: السمع والعقل. وأما السمع فمنه قوله تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب}. "
أما السمع : فمنه قوله تعالى : (( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ )) " .
" وقد دل على ذلك السمع والعقل أما السمع فمنه قوله تعالى : (( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ )) " كتاب أنزلناه إليك مبارك كتاب هذا خبر مبتدأ محذوف والتقدير هذا كتاب وجملة أنزلناه صفة للكتاب أنزلناه إليك مبارك سبق قريبا جدا أن مبارك ليش ؟ يحي نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : أحسنت تمام قلها يا آدم ؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا في آثاره لحقت بها بعد طيب وسبق شرح هذا الكلام .
ليدبروا آياته : اللام للتعليل أي لأجل أن يدبروا آياته هذه واحدة ولأجل أن يتذكر أولو الألباب شوف القرآن سبحان الله التدبر ما قال يتدبر أولو الألباب لأنه قد يتدبر آياته من هو كافر والكافر له عقل ؟ لا ما له عقل الكافر له عقل إدراك يتعلق به التكليف لكن ليس له عقل رشد بحيث يعقل كيف يتصرف لهذا سمي العقل عقلا لأنه يعقل صاحبه عما يضر .
إذا التدبر مطلق كيف مطلق ؟ لكل من بلغه الكتاب ليدبروا آياته التذكر من ؟ أصحاب العقول وليتذكر أولو الألباب ولهذا ربما تجد من يصنفون في اللغة العربية نصارى ويشرحون معاني الكلمات ويفهمونها لكنهم لا يتذكرون لأنه ليس لهم عقول طيب .
16 - قال المؤلف :"وقد دل على ذلك: السمع والعقل. وأما السمع فمنه قوله تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب}. " أستمع حفظ
تنبيه مهم على أن أفعال الله معللة وبيان نفاتها من الجبرية.
نفاة العلة هم الجبرية ومن تفرع منهم من الأشاعرة قالوا : إن الله عز وجل يفعل ما يشاء بدون حكمة ويشرع ما يشاء بدون حكمة لأنك لو قلت إنه لحكمة لكمل بهذه الحكمة فكمل بغيره وصار له غرض ولهذا من كلماتهم الرائعة لفظا الفاسدة معنى : " سبحان من تنزه عن الأغراض والأبعاض والأعراض سبحان من تنزه عن الأبعاض ـ وإيش ؟ ـ والأغراض والأعراض " إذا سمع الإنسان كلمات لها رنين لكن القصد منها فاسد باطل سبحان من تنزه عن الأبعاض : يريدون أن ينكروا الصفات الخبرية كلها الوجه واليدين وما أشبهها هذا الأبعاض .
عن الأعراض : كل الصفات اللي فيها فعل كالنزول إلى السماء الدنيا وما أشبه ذلك .
والثالث : الأغراض يعين الحكمة ما الحكمة ؟ فيقال سبحان الله أيشرع للعباد أمرا ونهيا بلا فائدة ؟ الجواب : لا ما يمكن بل لا بد من فائدة قد تكون معلومة وقد تكون غير معلومة انتبه لهذا فقل بلسانك وشفتيك إن أفعال الله تعالى إيش ؟ معللة أي لها علة وإن شئت وهو أحسن قل لها حكمة كلها حكمة وليتذكر أولو الألباب الشاهد من هذا الحديث نعم الشاهد من هذه الآية قوله : (( ليدبروا آياته )) لأنه لا يمكن أن نتدبر الآيات إلا لأجل الوصول إلى معناها وإلا لم يكن للتدبر فائدة واضح يعني الله عز وجل إنما أنزل هذا القرآن لتدبره يعني للوصول إلى معناه ولولا أن له معنى يفهم بالتدبر لكانت هذه العلة لا قيمة لها طيب .