قال المؤلف :"وهذا هو المذهب الصحيح، والطريق القويم الحكيم، وذلك لوجهين:الأول: أنه تطبيق تام لما دل عليه الكتاب والسنة من وجوب الأخذ بما جاء فيهما من أسماء الله وصفاته كما يعلم ذلك من تتبعه بعلم وإنصاف."
الشيخ : قال : " انتهى. نقل ذلك عن ابن عبد البر والقاضي شيخ الإسلام ابن تيمية في * الفتوى الحموية * صفحة كذا وكذا ج 5 من * مجموع الفتاوى * لابن قاسم وهذا هو المذهب الصحيح والطريق القويم الحكيم وذلك لوجهين : " هذا يعني إيش ؟ نعم إجرئها على ظاهرا اللائق بالله تبارك وتعالى " هو المذهب الصحيح والطريق القويم الصحيح وذلك لوجهين : الأول : أنه تطبيق تام لما دل عليه الكتاب والسنة من وجوب الأخذ بما جاء فيهما من أسماء الله وصفاته كما يعلم ذلك من تتبعه بعلم وإنصاف " تطبيق تام لما جاء في الكتاب والسنة لأن الله تعالى لم يذكر لنا أسمائهم ولا صفاتهم لمجرد الخبر بل للأخذ بما دلت عليه هذه الأسماء والصفات والعمل بمقتضاها ولا يمكن سوى هذا وإلا لكانت ألفاظا ليس لها معنى وكانت نعم كلمات جوفاء . يقول : " كما يعلم ذلك من تتبعه بعلم وإنصاف "بعلم ضده الجهل، إنصاف ضده الجور وذلك لأن الإنسان لا بد له في الحكم بين الناس من أمرين : العدل والإنصاف نعم العلم والإنصاف فالجاهل لا يجوز أن يحكم لأنه جاهل والجائر لا يقبل حكمه لأنه جاهل . فمن تتبع النصوص بعلم وجمع بينها وأنصف فيما يتدبر وفيما يقول فإنه يعلم علم اليقين أن المذهب الصحيح هو مذهب أهل السنة والجماعة السلف الصالح .
قال المؤلف :"الثاني: أن يقال : إن الحق إما أن يكون فيما قاله السلف أو فيما قاله غيرهم والثاني باطل لأنه يلزم منه أن يكون السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان تكلموا بالباطل تصريحاً أو ظاهراً ولم يتكلموا مرة واحدة لا تصريحاً ولا ظاهراً بالحق الذي يجب اعتقاده. وهذا يستلزم أن يكونوا إما جاهلين بالحق وإما عالمين به لكن كتموه وكلاهما باطل وبطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم فتعين أن يكون الحق فيما قاله السلف دون غيرهم."
الشيخ :" الثاني : أن يقال : إن الحق إما أن يكون فيما قاله السلف أو فيما قاله غيرهم " صح ما هو الدليل على هذا الحصر ؟ الدليل قول الله عز وجل : (( فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ )) وقوله تعالى : (( وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )) ما في قسم ثالث . " فيقال : إما أن يكون الحق فيما قاله السلف أو فيما قاله غيرهم والثاني باطل الثاني ما هو ؟ أن يكون الحق فيما قاله غيرهم هذا باطل لماذا ؟ لأنه يلزم منه أن يكون السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان تكلموا بالباطل تصريحا أو ظاهرا ولم يتكلموا مرة واحدة لا تصريحا ولا ظاهرا بالحق الذي يجب اعتقاده وهذا يستلزم أن يكونوا إما جاهلين بالحق وإما عالمين به لكن كتموه وكلاهما باطل وبطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم فتعين أن يكون الحق فيما قاله السلف دون غيرهم " . قد يكون له أدلة عقلية منطقية واضحة نقول : إما أن يكون الحق فيما قال السلف أو فيما قاله غيره ولا يخرج عن هذا والدليل كما سمعتم (( فماذا بعد الحق إلا الضلال ))(( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين )) ما في غير هذا . الثاني : أن يكون الحق فيما قاله غيرهم باطل لأنه يلزم أن السلف كلهم تكلموا بالباطل تصريحا أو ظاهرا وسكتوا عن الحق فلم يتكلموا به لا تصريحا ولا ظاهرا أفهمتم يا جماعة ما الذي يلزم على هذا ؟ يلزم إما أنهم جاهلون بالحق لا يدرون عنه وإما عالمون عنه كاتمون له وكلاهما باطل لأنه كيف يمكن أن يكون صدر هذه الأمة لا يعلمون الحق فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته هذا لا يمكن لأن لو فرضنا جهلهم لكان من بعدهم من باب أولى أيضا لا يمكن أن يكتموا الحق لحرصهم على نشر العلم وبذله والجهاد في الوصول إلى أهله فلا يمكن أن يكتم الحق وكيف يمكن وهم يتلون قول الله تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ )) .
قال المؤلف :"القسم الثاني: من جعلوا الظاهر المتبادر من نصوص الصفات معنى باطلاً لا يليق بالله وهو: التشبيه وأبقوا دلالتها على ذلك. وهؤلاء هم المشبهة ومذهبهم باطل محرم من عدة أوجه:
الأول: أنه جناية على النصوص وتعطيل لها عن المراد بها فكيف يكون المراد بها التشبيه وقد قال الله تعالى: {ليس كمثله شيء}؟
الثاني: أن العقل دل على مباينة الخالق للمخلوق في الذات والصفات فكيف يحكم بدلالة النصوص على التشابه بينهما؟
الثالث: أن هذا المفهوم الذي فهمه المشبه من النصوص مخالف لما فهمه السلف منها فيكون باطلاً."
الشيخ : يقول : " القسم الثاني " من الذين استدلوا بالأدلة " من جعلوا الظاهر المتبادر من نصوص الصفات معنى باطلاً لا يليق بالله وهو التشبيه وأبقوا دلالتها على ذلك وهؤلاء هم المشبهة ومذهبهم باطل محرم من عدة أوجه " . نسأل الله السلامة هؤلاء قالوا نجري آيات النصوص وأحاديثها على ظاهرها ولكن ظاهرها إيش ؟ التشبيه أن تكون مماثلة لما للمخلوق والجواب عنهم أو الرد عليهم من وجوه : " الأول : أنه جناية على النصوص وتعطيل لها عن المراد بها فكيف يكون المراد بها التشبيه وقد قال الله تعالى : (( ليس كمثله شيء )) ؟ " لو أن المراد بها التشبيه لكان القرآن يكذب بعضه بعضا لأن الله يقول (( ليس كمثله )) فإذا كان يقول ليس كمثله كيف تقول أنت إن الصفات الواردة في القرآن تدل على التشبيه . " ثانيا : أن العقل دل على مباينة الخالق للمخلوق في الذات والصفات فكيف يحكم بدلالة النصوص على التشابه بينهما ؟ " وهذه دلالة عقلية العقل المجرد يدل على أن الخالق لا بد أن يكون أقوى من المخلوق في علمه وقدرته وغير ذلك فكيف يصح أن نجعلهما سواء نعم . " الثالث : أن هذا المفهوم الذي فهمه المشبه من النصوص مخالف لما فهمه السلف منها فيكون باطلاً " لمخالفته الإجماع هل أحد من السلف ونعني بالسلف الصحابة وأئمة المسلمين من بعدهم هل أحد منهم قال بالتمثيل ؟ الجواب : لا ومن ادعى ذلك فعليه الدليل فكيف يحجب الله الحق عن هؤلاء ليدخره لأهل التمثيل .
قال المؤلف :"فإن قال المشبه: أنا لا أعقل من نزول الله، ويده إلا مثل ما للمخلوق من ذلك، والله تعالى لم يخاطبنا إلا بما نعرفه ونعقله فجوابه من ثلاثة أوجه:
أحدها: أن الذي خاطبنا بذلك هو الذي قال عن نفسه: {ليس كمثله شيء}. ونهى عباده أن يضربوا له الأمثال، أو يجعلوا له أنداداً فقال: {فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون} وقال: {فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون}. وكلامه تعالىكله حق يصدق بعضه بعضاً، ولا يتناقض.}
الشيخ :" فإن قال المشبه : أنا لا أعقل من نزول الله، ويده إلا مثل ما للمخلوق من ذلك، والله تعالى لم يخاطبنا إلا بما نعرفه ونعقله فجوابه " . وهذه شبهة قوية للممثل يقول إن الله خاطبنا في القرآن بما نعقل ونفهم لأن الله قال : (( لعلكم تعقلون )) ونحن لا نعقل ولا نفهم إلا ما نشاهد فإذا أخبرنا الله عن الغائب وجب يا عبد الله ؟ الطالب : ... . الشيخ : وجب أن يحمل على المشاهد لأن الله إنما يخاطبنا بما نعقل وهذه شبهة قوية لكنها ليست والحمد لله شبهة على من تأمل وجوابها أن نقول : نعم فإن قال : أنا لا أعقل إلا كذا فجوابه من ثلاثة أوجه : " أحدها : أن الذي خاطبنا بذلك هو الذي قال عن نفسه : (( ليس كمثله شيء )) " فكيف نحمل كلامه على المماثلة وهو يقول : (( ليس كمثله شيء )) هذا لا يمكن ونهانا سبحانه وتعالى أن نضرب الأمثال فقال : (( فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون )) وقال : (( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون )) وكلامه تعالى حق كله حق يصدق بعضه بعضا ولا يتناقض أظن واضح . الآن نرد عليه من كلام الذي استدل بكلامه هو استدل بقول الله مثلا : (( بل يداه مبسوطتان )) وقوله : (( ثم استوى على العرش )) وقال الاستواء المعلوم لنا استواء المخلوق نحمله على ما نعلم وكذلك يقال في بقية الصفات . الجواب : أن نقول إن الذي قال ذلك هو الذي قال : (( ليس كمثله شيء )) ونهانا أن نضرب له الأمثال أو أن نجعل له الأنداد فقال : (( ليس كمثله شيء )) وقال : (( فلا تضربوا لله الأمثال )) وقال : (( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون )) .
قال المؤلف :"ثانيها: أن يقال له: ألست تعقل لله ذاتاً لا تشبه الذوات؟ فسيقول: بلى! فيقال له: فلتعقل له صفات لا تشبه الصفات، فإن القول في الصفات كالقول في الذات ومن فرق بينهما فقد تناقض!.
ثالثها: أن يقال: ألست تشاهد في المخلوقات ما يتفق في الأسماء ويختلف في الحقيقة والكيفية؟ فسيقول: بلى!. فيقال له: إذا عقلت التباين بين المخلوقات في هذا، فلماذا لا تعقله بين الخالق والمخلوق، مع أن التباين بين الخالق والمخلوق أظهر وأعظم، بل التماثل مستحيل بين الخالق والمخلوق كما سبق في القاعدة السادسة من قواعد الصفات."
الشيخ :" ثانيا : أن يقال له : ألست تعقل لله ذاتاً لا تشبه الذوات ؟ فسيقول : بلى " لأن سبحان الله الممثلة يقرون بأن ذات الله ليس لها مثيل فيقال إن كنت تعقل ذاتا ليس لها مثيل فلتعقل صفات ليس لها مثيل ولهذا نقول : فلتعقل له أي لله صفات لا تشبه الصفات، فإن القول في الصفات كالقول في الذات ومن فرق بينهما فقد تناقض وهذا إلزام له بإيش ؟ بما يعتقد وبما يقول هو بنفسه . " ثالثها : أن يقال : ألست تشاهد في المخلوقات ما يتفق في الأسماء ويختلف في الحقيقة والكيفية ؟ فسيقول : بلى " كيف ؟ أين العقل وين عقولكم ؟ إذا قال ألست تشاهد أن في المخلوقات ما يتفق في الأسماء ويختلف في الصفات هل معقول هذا مشاهد متأكدون طيب الحمد لله . " فسيقول : بلى فيقال له : إذا عقلت التباين بين المخلوقات في هذا، فلماذا لا تعقله بين الخالق والمخلوق، مع أن التباين بين الخالق والمخلوق أظهر وأعظم، بل التماثل مستحيل بين الخالق والمخلوق كما سبق في القاعدة السادسة من قواعد الصفات " . الحمد لله أهل الباطل مخصومون مغلوبون لأن العزة لمن ؟ لله ورسوله وللمؤمنين وهذا معنى واضح في الرد أن نقول لا شك أنك تشاهد في المخلوقات ما يتفق في الاسم والصفة ويختلف في الحقيقة هل أثبت الله عز وجل أن الإنسان سميع بصير ؟ نعم أين ؟ (( إنا هديناه السبيل إما شاكرا )) .
المعنى الصحيح لقوله تعالى:{ إنا خلقنا الإنسان من نطفةٍ أمشاجٍ نبتليه فجعلناه سميعًا بصيرًا (2)إنا هديناه السبيل إما شاكرًا وإما كفورً }.
الشيخ : لا (( إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا )) الآية الأخيرة يخفى معناها على كثير من الناس فما معناها ؟ (( ِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا )) المعنى أننا دللناه على الحق سواء كان شاكرا أو كان كافرا ثم بين جزاء هذا وهذا يعني أن الله هداه السبيل على أي حال كان وذلك بما أرسل به الرسل من الكتب وما أودع الإنسان من الفطرة ومع ذلك انقسم الناس إلى شاكر وكفور . طيب هل السمع الذي أثبته الله للإنسان كالسمع الذي أثبته لنفسه ؟ لا، طيب الإنسان له قوة والفيل له قوة هل القوتان سواء ؟ لا أيهما أقوى ؟ الفيل أقوى طيب للنملة جسم وللبعير جسم أيهما أكبر ؟ البعير ما فيه شك فإذا كان هذا التباين العظيم بين المخلوقات بعضها لبعض فكيف لا تعقل أيها الممثل التباين العظيم بين الخالق والمخلوق فإذا جاز أن تتماثل المخلوقات كما هو الواقع فإن البشر سواء والإبل سواء والغنم سواء إذا جاز أن تتماثل المخلوقات فإن ذلك لا يجوز بالنسبة للخالق لأنه عز وجل ليس له نظير وليس له شبيه وليس له ند فكيف يحمل ما أخبر به عن نفسه على المماثلة والحاصل أن أهل التمثيل خالفوا المعقول والمنقول طيب .
قال المؤلف :"القسم الثالث: من جعلوا المعنى المتبادر من نصوص الصفات معنى باطلاً، لا يليق بالله وهو التشبيه، ثم إنهم من أجل ذلك أنكروا ما دلت عليه من المعنى اللائق بالله، وهم أهل التعطيل سواء كان تعطيلهم عاماً في الأسماء والصفات، أم خاصاً فيهما، أو في أحدهما، فهؤلاء صرفوا النصوص عن ظاهرها إلى معانٍ عينوها بعقولهم، واضطربوا في تعيينها اضطراباً كثيراً، وسموا ذلك تأويلاً، وهو في الحقيقة تحريف."
الشيخ :" القسم الثالث : من جعلوا المعنى المتبادر من نصوص الصفات معنى باطلاً لا يليق بالله وهو التشبيه ثم إنهم من أجل ذلك أنكروا ما دلت عليه من المعنى اللائق بالله وهم أهل التعطيل سواء كان تعطيلهم عاماً في الأسماء والصفات أم خاصاً فيهما أو في أحدهما، فهؤلاء صرفوا النصوص عن ظاهرها إلى معانٍ عينوها بعقولهم، واضطربوا في تعيينها اضطراباً كثيراً، وسموا ذلك تأويلاً، وهو في الحقيقة تحريف " . القسم الثالث الآن من جلعوا المعنى المتبادر معنى باطلا لا يليق بالله ثم من أجل ذلك أنكروا ما دلت عليه مثال ذلك : قال الأشاعرة : إن قوله تعالى : (( لما خلقت بيديّ )) ظاهره أن لله يدين وإثبات اليدين يستلزم التشبيه فماذا نصنع ؟ قالوا حرف قل المراد باليدين النعمتين المراد باليدين النعمتان الصواب طيب (( جاء ربك )) لو أثبتنا جاء ربك مجيئا حقيقيا لكان مشابها للمخلوق إذا حرف قل المراد جاء أمر ربك فتأمل الآن أن التعطيل مبني على التمثيل شوف سبحان الله التعطيل مبني على التمثيل ولهذا يجوز أن تقول كل معطل فهو ممثل ممثل باعتبار البداية ومعطل باعتبار النهاية لأن هؤلاء المعطلين لو سألتهم لماذا ؟ لأن ظاهر التمثيل وإذا كان هذا الظاهر محالا وهو التمثيل وجب أن يصرف عن ظاهره وهذا لا شك أنه نقص في العقل والدين : أما الدين فإنه لم يكن على طريق السلف الصالح، وأما العقل فإن من المعلوم بالضرورة أن الشيء قد يتشابهان في الأصل ولكن يختلفان في الحقيقة ولنعد إلى كلام المؤلف . يقول : " ثم إنهم من أجل ذلك أنكروا ما دلت عليه من المعنى اللائق بالله، وهم أهل التعطيل سواء كان تعطيلهم عاماً في الأسماء والصفات، أم خاصاً فيهما، أو في أحدهما " هذه الجملة شملت الأشاعرة والمعتزلة والجهمية والفلاسفة شملت كل من عطل الله عن صفاته عز وجل " فهؤلاء صرفوا النصوص عن ظاهرها إلى معانٍ عينوها بعقولهم، واضطربوا في تعيينها اضطراباً كثيراً، وسموا ذلك تأويلاً، وهو في الحقيقة تحريف " لكن سموه تأويلا فرارا من إطلاق التحريف عليه . ونحن نقول كل تأويل لا يدل عليه القرآن فهو تحريف نعم .
قال المؤلف :"ومذهبهم باطل من وجوه: أحدها: أنه جناية على النصوص حيث جعلوها دالة على معنى باطل غير لائق بالله، ولا مراد له.
الثاني: أنه صرف لكلام الله تعالى وكلام رسوله، صلى الله عليه وسلم عن ظاهره، والله تعالىخاطب الناس بلسان عربي مبين، ليعقلوا الكلام ويفهموه على ما يقتضيه هذا اللسان العربي، والنبي، صلى الله عليه وسلم، خاطبهم بأفصح لسان البشر فوجب حمل كلام الله ورسوله على ظاهره المفهوم بذلك اللسان العربي غير أنه يجب أن يصان عن التكييف، والتمثيل في حق الله ـ عز وجل ـ."
الشيخ :" ومذهبهم باطل من وجوه : أحدها : أنه جناية على النصوص حيث جعلوها دالة على معنى باطل غير لائق بالله، ولا مراد له " . ما هو المعنى الباطل ؟ التشبيه جعلوا هذه الدلالة أولية ثم لما ظنوا هذا حرفوها إلى معنى يليق بالله على زعمهم نعم . " الثاني : أنه صرف لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ظاهره " . لأنا لو سألنا سائل ما ظاهر قوله تعالى (( وجاء ربك )) إيش ؟ أنه جاء نفسه سبحانه وتعالى فهم صرفوه عن الظاهر وقالوا جاء أمره " والله تعالى خاطب الناس بلسان عربي مبين ".
السائل : المشبهة قلنا أن المشبهة الممثل ... قول الله تبارك وتعالى : (( ليس كمثله شيء )) ما الفرق بين التشبيه والتمثيل ؟ الشيخ : ذكرناه فيما سبق ذكرناه قلنا التمثيل : يقتضي المساواة من كل وجه إذا قلت هذا مثل هذا يعني مساوي له . والتشبيه : للمقارنة شبيه به فقول ملكة سبأ (( كأنه هو )) لا يدل على أنها جعلته مثله من كل وجه كأنه هو يعني يقاربه . الثاني : أن التمثيل هو الذي جاء به القرآن (( ليس كمثله )) ولم يقل : ليس كشبهه . الثالث : أن التشبيه اختلف العلماء في مدلوله فمنهم من قال كل إثبات صفة فهو تشبيه حتى أطلقوا على المثبتة أنهم مشبهة واضح فإذا قلت من غير تشبيه ظن الظان أي من غير إثبات لأن من أهل البدع من يرى أن الإثبات تشبيه أيضا التشبيه إن نفيته مطلقا فهو لغو لا فائدة فيه لأنه ما من أحد يقول إن الخالق مشابه للمخلوق على وجه الإطلاق وإن أردت ألا تشبيه في أصل المعنى فهو غلط أيضا لأنه لا بد من اتفاق في أصل المعنى فصار القول بنفي التمثيل أولى نعم . السائل : نقول يا شيخ وهم هؤلاء الممثلة يعني ؟ الشيخ : إي هذا أحسن لكن نحن مشينا على هذا التعبير مشينا في هذا التعبير على ما عليه أكثر المصنفين .
قال الله تعالى:{فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون } ثم ضرب بعدها مثلا فقال: {ضرب الله مثلًا عبدًا مملوكًا}فكيف الجمع.؟
السائل : شيخ بارك الله فيكم أشكل علي قوله تعالى : (( فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون )) ثم بعدها أتى الله عز وجل بمثال ؟ الشيخ : نعم ما هو ؟ السائل :(( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ )) ؟ الشيخ : المراد بالأمثال هنا ليست الأمثال التي تقرب المعاني المراد بالأمثال النظراء والأنداد فهي مثل قوله : (( فلا تجعلوا لله أندادا )) نعم .
هل يمكن للإنسان أن يدرك اسما لله تعالى ليس في الكتاب والسنة.؟
السائل : شيخ أحسن الله إليك هل يمكن أن يدرك الإنسان اسما لله سبحانه وتعالى ليس في الكتاب والسنة ؟ الشيخ : هل يجوز هل يجوز هل يجوز ؟ هل يمكن ؟ السائل : هل يصل الإنسان إلى اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى ليس موجودا في الكتاب والسنة هناك أسماء استأثر الله سبحانه وتعالى بعلمها وقلنا ( أو علمته أحدا من خلقك ) فإن البعض يدعون أن لله أسماء سبحانه وتعالى ليست في الكتاب والسنة ؟ الشيخ : أن الله علمهم هل يدعون النبوة ؟ الطالب : لا . الشيخ : طيب هل يمكن أن ينال أحد ذلك إلا بالنبوة والوحي ؟ الطالب : لا ندري . الشيخ : هاه لا ندري ما يمكن من أين يأتي به ؟ الطالب : الله سبحانه وتعالى يعلم من شاء من عباده . الشيخ : بأي طريق ؟ الطالب : الكشف . الشيخ : هاه كل إنسان يدعي أنه مكشوف له كل هذه الظاهر من عندكم أنتم نعم .
السائل : أحسن الله إليك يا شيخ سؤالي في المجاز هل سيأتي معنا تفصيلا أم أسأل الآن ؟ الشيخ : كيف ؟ الطالب : المجاز هل سيأتي معنا تفصيلا أم أسأل الآن ؟ الشيخ : ما أدري والله يأتي ولا لا لكن ما أظنه يأتي هذه ما هي أصول فقه . السائل : أحسن الله إليك للذين نفوا المجاز من أهل السنة هل نفوه مطلقا أم منهم من نفاه في القرآن فقط ؟ الشيخ : هم انقسموا منهم من نفاه في القرآن فقط كالشيخ الشنقيطي رحمه الله ومنهم من نفاه مطلقا كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما والكلام مبسوط في * مختصر الصواعق المرسلة * مبسوط بسطا كاملا .
السائل : أحسن الله إليك نفي المجاز لم يسبق إليه شيخ الإسلام وتلميذه ؟ الشيخ : طيب نقول لهم وتقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز لم يعرف في عهد الصحابة والتابعين لهم لأن تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز حدث متأخرا . نعم السائل : شيخ بارك الله فيكم يكثر في العامة تفسير الرؤيا ؟ الشيخ : حتى إنهم ذكروا عن الإمام أحمد في قوله تعالى : (( إنا نحن )) وما أشبه ذلك من الضمائر التي تدل على الجمع وهو واحد عز وجل قال : " هذا من مجاز اللغة " فظنوا أن الإمام أحمد أثبت المجاز لكن أجاب عن ذلك شيخ الإسلام وقال معنى قوله من مجاز اللغة أي مما تجيزه اللغة أن يعبر الإنسان المعظم نفسه بتعبير الجمع نعم .
السائل : شيخ يكثر في العامة تفسير الرؤيا وهم لا يعرفون بتفسير الرؤيا لا هبة ولا اكتسابا فما يحصل منهم من تفسير الرؤيا فهل هذا يعني يعتبر اعتداء أو يعتبر ؟ الشيخ : نعم دخول الإنسان في التعبير في الرؤيا بدون دليل ما يجوز لأن هذا حكم والرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة . السائل : أحيانا يا شيخ يرى الإنسان مثلا رؤيا صالحة فيفسرها له مثلا أبوه أو أخوه بما يظهر له بأنها خير ؟ الشيخ : هذا ظن ظن . السائل : فيه بأس ؟ الشيخ : لا ينبغي بل ينبغي الإطلاق يقول هذا خير ولا يفصل أحسن والشر إذا عرض عليه يعني الرؤيا المكروهة ينصح الرائي ويقول ننصحك إذا رأيت رؤيا مكروهة فيك أو في غيرك أن تقول أعوذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأيت ولا تخبر أحدا . المشكل أن العابرين يختلفون تجد الواحد يقص رؤياه على شخص ويقول المعنى كذا وعلى الآخر وتكون بضده لكن هي للعابر الأول إذا عبرها على سوء وقعت سوءا وإن عبرها على خيرا . السائل : ... ؟ الشيخ : لا لا أنا أحب ألا يتعلق الإنسان بالمرائي أبدا لأنه إذا علق قلبه بالمرائي لعب به الشيطان وقد قص رجل على النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا وقال : ( يا رسول الله رأيت في المنام أن رأسي قد قطع وهرب فذهبت جريا وراءه ) يقطع رأسه ويهرب عنه ويلحقه قال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تحدث الناس بتلاعب الشيطان بك في منامك ) فالذي أرى ألا يتعلق الإنسان بالمرائي وأن يتناساها لأنه إن أتبعها نفسه يعني تعب تعبا عظيما نعم .
السائل : ... ؟ الشيخ : إيش ؟ السائل : ... ؟ الشيخ : إي نعم لأن الله قال هذا . السائل : ... . الشيخ : إيش ؟ السائل : ... . الشيخ : لا يستقيم . السائل : ... . الشيخ : ألست إذا نزلت عندك ألا أكون ضيفا لك ؟ السائل : ... ؟ الشيخ : ها كلمة ضيف يعني هذه ضيف مما يتساوى فيها المفرد والجمع مثل فلك فلك تصلح جمع وتصلح للإفراد قال الله تعالى : (( ألم تر أن الفلك تجري في البحر )) الفلك تجري هذه مفرد ولا جمع ؟ الطالب : مفرد . الشيخ : الكلام فلك الآن هل المراد المفرد ولا الجمع ؟ المفرد لأنه قال : (( تجري )) وقال عز وجل : (( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم )) هذه جمع لأنه أعاد إليها الضمير مجموعا قال : (( جرين بهم )) فهمت إذا في اللغة كلمات تصلح للجماعة والمفرد ولما قال الفقهاء : " إن الأحدب إذا أراد أن يركع ينوي الركوع " أحدب كالراكع تماما ينوي الركوع صح ولا لا ؟ ينوي الركوع ولا لا إي نعم لأنه ما هو براكع الحين راكع قال ابن عقيل : " هذا كفلك في اللغة العربية " تصلح للجماعة وتصلح للمفرد هذا الأحدب يصلح أن يكون قائما وأن يكون راكعا نعم نعود إلى الدرس يقول : الثالث الثاني .
قال المؤلف :"الثاني: أنه صرف لكلام الله تعالى وكلام رسوله، صلى الله عليه وسلم عن ظاهره، والله تعالى خاطب الناس بلسان عربي مبين، ليعقلوا الكلام ويفهموه على ما يقتضيه هذا اللسان العربي، والنبي، صلى الله عليه وسلم، خاطبهم بأفصح لسان البشر فوجب حمل كلام الله ورسوله على ظاهره المفهوم بذلك اللسان العربي غير أنه يجب أن يصان عن التكييف، والتمثيل في حق الله ـ عز وجل ـ.
الثالث: أن صرف كلام الله ورسوله عن ظاهره إلى معنى يخالفه، قول على الله بلا علم وهو محرم، لقوله تعالى: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}. ولقوله ـ سبحانه ـ: {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً}."
الشيخ :" الثاني : ومذهبهم باطل من وجوه : أحدها : أنه جناية على النصوص حيث جعلوها دالة على معنى باطل غير لائق بالله، ولا مراد له " فيه أيضا جناية أخرى على النصوص أنهم صرفوها عن المراد بها فعطلوها عن دلالتها إلى معاني ابتكروها فأخطؤوا من وجهين الأول تفي ما دلت عليه والثاني ابتكار معاني لم يردها الله ورسوله نعم الثاني نعم ذكر ما شاء الله . " الثاني : أنه صرف لكلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم عن ظاهره، والله تعالى خاطب الناس بلسان عربي مبين ليعقلوا الكلام ويفهموه " على إيش ؟ " على ما يقتضيه هذا اللسان العربي، والنبي صلى الله عليه وسلم خاطبهم بأفصح لسان البشر فوجب حمل كلام الله ورسوله على ظاهره المفهوم بذلك اللسان العربي غير أنه يجب أن يصان عن التكييف، والتمثيل في حق الله تبارك وتعالى " واضح يا جماعة نمشي طيب . " الثالث : أن صرف كلام الله ورسوله عن ظاهره إلى معنى يخالفه، قول على الله بلا علم وهو أي القول على الله بلا علم محرم، لقوله تعال : (( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ )) " وسبق الكلام على هذه الآية . " ولقوله سبحانه : (( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاًً )) فالصارف لكلام الله تعالى ورسوله عن ظاهره عن معنى يخالفه قد قفا ما ليس له به علم وقال على الله ما لا يعلم من وجهين : " . فإن قال قائل : ألستم قد صرفتم كلام الله عن ظاهره في نصوص كثيرة منها قول الله تعالى : (( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله )) ويش ظاهره ؟ أن الاستعاذة بعد القراءة وهذا غير مراد بلا شك وكما في قول الله تعالى : (( أتى أمر الله فلا تستعجلوه )) والمراد يوم القيامة وعبر عنه بأتى. والجواب : أننا صرفنا هذا الكلام عن ظاهره لوجود دليل الأول إذا قرأت القرآن ما الدليل على أن التعوذ قبل ؟ فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهذا تفسير للقرآن . الثاني : قوله تعالى : (( أتى أمر الله فلا تستعجلوه )) ما الدليل على أن المراد يأتي قوله : (( فلا تستعجلوه )) إذا هو لم يأت بعد ونحن لا ننكر التأويل الذي دل عليه الدليل إنما ننكر التأويل الذي لا دليل عليه.
قال المؤلف :" فالصارف لكلام الله تعالى ورسوله عن ظاهره إلى معنى يخالفه قد قفا ما ليس له به علم. وقال على الله مالا يعلم من وجهين:
الأول: أنه زعم أنه ليس المراد بكلام الله تعالى ورسوله كذا، مع أنه ظاهر الكلام."
الشيخ :" فالصارف لكلام الله تعالى ورسوله عن ظاهره إلى معنى يخالفه قد قفا ما ليس له به علم وقال على الله ما لا يعلم من وجهين : الأول : أنه زعم أنه ليس المراد بكلام الله تعالى ورسوله كذا، مع أنه ظاهر الكلام " مثاله (( وجاء ربك )) قال المراد جاء أمره فصرف الكلام عن ظاهره وهو مجيء الله نفسه إلى معنى يخالف الظاهر ولا يمكن أن يتعين الأمر قد يقول قائل : جاء ربك أي عذابه نعم فالصارف للكلام عن ظاهره يكون في متاهات لأنه يحتمل احتمالات عديدة .
قال المؤلف :" الثاني: أنه زعم أن المراد به كذا لمعنى آخر لا يدل عليه ظاهر الكلام. وإذا كان من المعلوم أن تعيين أحد المعنيين المتساويين في الاحتمال قول بلا علم فما ظنك بتعيين المعنى المرجوح المخالف لظاهر الكلام؟!.مثال ذلك قوله تعالى لإبليس: {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي}. فإذا صرف الكلام عن ظاهره، وقال: لم يرد باليدين اليدين الحقيقيتين وإنما أراد كذا وكذا. قلنا له: ما دليلك على ما نفيت؟! وما دليلك على ما أثبت؟! فإن أتى بدليل ـ وأنى له ذلك ـ وإلا كان قائلاً على الله بلا علم في نفيه وإثباته."
الشيخ :" الثاني أنه زعم أن المراد به كذا لمعنى آخر لا يدل عليه ظاهر الكلام وإذا كان من المعلوم أن تعيين أحد المعنيين المتساويين في الاحتمال قولا بلا علم " قولا غلط ويش الصواب ؟ قول لأن خبر أن كيف ؟ تصحيح عندك ويش يقول ؟ هو قول على الله " قول على الله بلا علم فما ظنك بتعيين المعنى المرجوح المخالف لظاهر الكلام " يكون من باب أولى إذا كان تعيين أحد المعنيين المحتملين قولا على الله بلا علم إيش ؟ فتعيين المرجوح أبلغ من أن يكون قولا على الله بلا علم . " مثال ذلك : قول الله تبارك وتعالى لإبليس: (( مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَي )) " أي شيء منعك مع أن الله أمره بهذا " فإذا صرف الكلام عن ظاهره، وقال: لم يرد باليدين اليدين الحقيقيتين وإنما أراد كذا وكذا. قلنا : ما دليلك على ما نفيت ؟! وما دليلك على ما أثبت ؟! " ويش اللي نفى ؟ اليدين نقول ما الدليل على أن المراد غير اليدين مع أن ظاهر الكلام أنهما يدان حقيقيتان أيضا ما دليلك على ما أثبت وهو أن المراد بها النعم فإن أتى بدليل وأنى له ذلك وإلا كان قائل على الله بلا علم في نفيه وإيش ؟ وإثباته في نفيه أن يراد بها اليدان الحقيقيتان وفي إثباته أن المراد بها النعم .
قال المؤلف :" الوجه الرابع: في إبطال مذهب أهل التعطيل أن صرف نصوص الصفات عن ظاهرها مخالف لما كان عليه النبي، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، وسلف الأمة وأئمتها، فيكون باطلاً، لأن الحق بلا ريب فيما كان عليه النبي، صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها."
الشيخ :" الوجه الرابع : في إبطال مذهب أهل التعطيل أن صرف نصوص الصفات عن ظاهرها مخالف لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها فيكون باطلاً، لأن الحق بلا ريب فيما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها " وهذا يؤيد ما سبق أن مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة لا شك أنه هو الباطل والضلال .
قال المؤلف :" الوجه الخامس: أن يقال للمعطل:هل أنت أعلم بالله من نفسه؟. فسيقول: لا.ثم يقال له: هل ما أخبر الله به عن نفسه صدق وحق؟ فسيقول: نعم.ثم يقال له: هل تعلم كلاماً أفصح، وأبين من كلام الله تعالى؟ فسيقول: لا.ثم يقال له: هل تظن أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ أراد أن يعمي الحق على الخلق في هذه النصوص ليستخرجوه بعقولهم؟ فسيقول: لا.
هذا ما يقال له باعتبار ما جاء في القرآن."
الشيخ :" الوجه الخامس : أن يقال للمعطل : هل أنت أعلم بالله من نفسه ؟ " الجواب لا " فسيقول : لا. ثم يقال له : هل ما أخبر الله به عن نفسه صدق وحق ؟ فسيقول : نعم. ثم يقال له : هل تعلم كلاماً أفصح، وأبين من كلام الله تعالى ؟ فسيقول : لا. ثم يقال له : هل تظن أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يعمي الحق على الخلق في هذه النصوص ليستخرجوه بعقولهم ؟ " الجواب لا إذا لا حجة له إطلاقا وهذا التقرير هو حقيقة تقرير وتحدي " هذا ما يقال له باعتبار ما جاء في القرآن " .
قال المؤلف :" أما باعتبار ما جاء في السنة فيقال له:هل أنت أعلم بالله من رسوله، صلى الله عليه وسلم؟. فسيقول: لا.
ثم يقال له: هل ما أخبر به رسول الله عن الله صدق وحق؟ فسيقول : ةنعم.
ثم يقال له: هل تعلم أن أحداً من الناس أفصح كلاماً، وأبين من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فسيقول: لا . ثم يقال له: هل تعلم أن أحداً من الناس أنصح لعباد الله من رسول الله؟ فسيقول: لا."
الشيخ :" أما باعتبار ما جاء في السنة فيقال له : هل أنت أعلم بالله من رسوله صلى الله عليه وسلم ؟ الجواب : سيقول : لا. ثم يقال له : هل ما أخبر به رسول الله عن الله صدق وحق ؟ فسيقول : نعم. ثم يقال له : هل تعلم أن أحداً من الناس أفصح كلاماً، وأبين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فسيقول : لا. ثم يقال له : هل تعلم أن أحداً من الناس أنصح لعباد الله من رسول الله ؟ فسيقول : لا " . تمام إذا تمت هذه الشروط والإقرارات فإنه بلا شك مهزوم لأن كلام الله ورسوله الآن اشتمل على أعلى أنواع العلم والصدق والفصاحة والإرادة ومتى تمت هذه الأوصاف الأربعة في كلام وجب أن يحمل على ما دل عليه ظاهره بدون تحريف نعم . هل ما أخبر به رسول الله حق وصدق ؟ فسيقول نعم اللي عندي أنا نعم . الطالب : ... . الشيخ : نعم وهي . الطالب : ... . الشيخ : هي الرابعة في الواقع أنت أعلم الصدق الفصاحة الإرادة موجودة كل الأربعة عدلها عدلها نعم .
هل رأى أحد ربه في المنام غير النبي صلى الله عليه وسلم.؟
السائل : هل كلم الله سبحانه وتعالى أحدا في المنام ؟ الشيخ : في المنام نعم الله ذكر الأقسام في سورة الشورى بدون هذا (( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا )) لكن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه في المنام وكلمه هذا هو الظاهر نعم . السائل : هل رأى غير النبي ؟ الشيخ : يعني هل أحد من الناس غير النبي ما أظن لا أعلم هذا .
السائل : المجسمة والحشوية على من تطلق يا شيخ ؟ الشيخ : تطلق عند أهل التعطيل على كل من أثبت الصفات لله عز وجل سموهم حشوية قالوا إنهم حشو في الناس ما لهم قيمة وليسوا بشيء لأنه ما عندهم العقول التي لأهل التعطيل من المتكلمين وغيرهم . السائل : ... يقول في هذا رد على الحشوية . الشيخ : إي نعم هذا المثبتة على المثبتة .
الآية:{إنا هديناه السبيل } هل المراد أن الله تكفل بالبلاغ ولا بلاغ علينا.؟
السائل : شيخ يقول الله عز وجل : (( إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كافورا )) هل هذا يقتضي ... ولا نتكلف ؟ الشيخ : لا المراد (( إنا هديناه السبيل )) يعني بيناه له كل أمة خلا فيها نذير وبين لها لكن منهم من اهتدى ومنهم من لم يهتد قال الله عز وجل : (( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى )) لا بد أن الله يرسل لكل أحد رسولا وإلا لم تقم عليهم الحجة ها . السائل : هل نحن مكلفين بإيصال الدعوة ؟ الشيخ : إي معلوم يجب علينا أن نوصل الدعوة نعم .
المعلوم أن باب الإخبار أوسع أليس إذا أخبرنا نكون قد وصفنا.؟
السائل : ثم ذكرنا أن باب الإخبار أوسع أشكل علي أنه ليس إذا أخبرنا نكون قد وصفنا ؟ الشيخ : هذا الإشكال لا شك أنه وارد لكن ما ذكرنا أن التوقيفية المحضة هي الأسماء أما الصفات فإنه لا منتهى لها فيجوز أن تخبر عن الله بكل صفة لا تنافي كماله وإن لم يرد ما دام داخلة في نطاق اللائق بالله فلا بأس لكن مثلا بعض الناس الكتاب المتأخرين يقولون عن الله عز وجل إنه مهندس الكون مهندس ما تقولون في هذه العبارة أرى أنها لا تجوز المهندس تقتضي أنه تعلم حتى أعطي شهادة دكتوراه صار مهندسا فمثل هذه العبارة ما تصلح لكن لو قال صانع الكون يصلح ؟ نعم . السائل : قال ليس في القرآن صفة .. ؟ الشيخ : إلا .
ليس في القرآن صفة إلا وقد دل العقل الصريح عليها هل هذا الكلام صحيح.؟
السائل : قال ليس في القرآن صفة إلا وقد دل العقل الصريح عليها فهذا على إطلاقه ؟ الشيخ : الظاهر على الإقرار بها وإثباتها وإلا العقل لا يهتدي إلى تفصيل ما يجب لله من الصفات فلعل مراده أي دل على إقرارها وإثباتها ولا ينكرها . السائل : إذا ثبت ... ؟ الشيخ : إي معلوم العقل يقر بها لا شك هذا خلاف للآخرين الذين يقولون إن العقل دل على أنه لا يتصف بكذا ولا يتصف بكذا مما وصف الله به نفسه في القرآن فنقول هذا غلط منكم كل ما وصف الله به نفسه في القرآن فإنه لا ينافي العقل .
كيف الجمع بين كون صفات الله توقيفية وكون بابها مفتوح ليس بمغلق.؟
السائل : أشكل علي على الكلام الذي قبل قليل قولنا في القاعدة في قواعد الصفات أن صفات الله توقيفية ما التوفيق بين إن صفات الله توقيفية وأن بابها مفتوح ... ؟ الشيخ : نعم الفرق أما من جهة الخبرية فإنها توقيفية لا شك الخبرية توقيفية وأما الصفات الذاتية والفعلية غير الخبرية فكلما صح أن يضاف إلى الله فإنه جائز لأن أفعال الله لا منتهى لها . القارئ : قال شيخنا حفظه الله تعالى : " فيقال له : إذا كنت تقر بذلك فلماذا لا يكون عندك الإقدام والشجاعة في إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه، وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، على حقيقته وظاهره اللائق بالله ؟ وكيف يكون عندك الإقدام والشجاعة في نفي حقيقته تلك، وصرفه إلى معنى يخالف ظاهره بغير علم ؟ فلعل المراد يكون على تقدير جواز صرفها غير ما صرفتها إليه ". الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين سبق لنا المناقشة مع أهل التعطيل الوجه الخامس أن يقال له : هل أنت أعلم بالله من نفسه ؟ فالجواب يا محمد خليل ؟