قال المؤلف :"فجوابه: أن هذه الحجة لو كانت مستقيمة لأمكن نفي الإرادة بمثلها فيقال: الإرادة ميل المريد إلى ما يرجو به حصول منفعة أو دفع مضرة وهذا يستلزم الحاجة والله تعالى منزه عن ذلك.
فإن أجيب: بأن هذه إرادة المخلوق أمكن الجواب بمثله في الرحمة بأن الرحمة المستلزمة للنقص هي رحمة المخلوق.
وبها تبين بطلان مذهب أهل التعطيل سواء كان تعطيلاً عاماً أم خاصاً.
وبه علم أن طريق الأشاعرة والماتريدية في أسماء الله وصفاته وما احتجوا به لذلك لا تندفع به شبه المعتزلة والجهمية وذلك من وجهين:"
الشيخ : يعني لو أردنا أن نبطل الرحمة بمثل هذا لأمكن نفي الإرادة بمثلها فيقال : الإرادة ميل المريد إلى ما يرجو به حصول منفعة أو دفع مضرة وهذا يستلزم الحاجة والله تعالى منزه عن ذلك منزه عن إيش ؟ عن الحاجة لا شك وهو الغني الحميد عز وجل " فإن أجيب بأن هذه إرادة المخلوق أمكن الجواب بمثله في الرحمة بأن الرحمة المستلزمة للنقص هي رحمة المخلوق وبهذا تبين بطلان مذهب أهل التعطيل سواء كان تعطيلاً عاماً أم خاصاً، وبه علم أن طريق الأشاعرة والماتريدية في أسماء الله وصفاته وما احتجوا به لذلك لا تندفع به شبه المعتزلة والجهمية وذلك من وجهين " ذكرنا هذه الجملة لأن بعض الناس كتب في الصحف قبل سنوات قال : إنه لم يدفع حجة المعتزلة إلا الأشاعرة وادعوا أن الأشاعرة هم الذين تمسكوا بالعقل وبالشرع أيضا وبالسند وأنه لم يقم أحد لدفع المعتزلة إلا الأشاعرة وهذا من أكذب الدعاوي فالأشاعرة لا يمكنهم التخلص من المعتزلة إذا قال لهم المعتزلة لماذا نفيتم هذه الصفة وأثبتم هذه الصفة ؟ ما يستطيعوا أن يقولون شيئا لا فرق إلا ما يدعون هم من العقل وهذا غير مسلم ويتبين بهذا قال : " وبه علم أن طريق الأشاعرة والماتريدية في أسماء الله وصفاته وما احتجوا به لذلك لا تندفع به شبه المعتزلة والجهمية وذلك من وجهين " .
قال المؤلف :" أحدهما: أنه طريق مبتدع لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولا سلف الأمة وأئمتها والبدعة لا تدفع بالبدعة وإنما تدفع بالسنة.الثاني: أن المعتزلة والجهمية يمكنهم أن يحتجوا لما نفوه على الأشاعرة والماتريدية بمثل ما احتج به الأشاعرة والماتريدية لما نفوه على أهل السنة فيقولون : لقد أبحتم لأنفسكم نفي ما نفيتم من الصفات بما زعمتموه دليلاً عقلياً وأولتم دليله السمعي فلماذا تحرمون علينا نفي ما نفيناه بما نراه دليلاً عقلياً ونؤول دليله السمعي فلنا عقول كما أن لكم عقولاً فإن كانت عقولنا خاطئة فكيف كانت عقولكم صائبة وإن كانت عقولكم صائبة فكيف كانت عقولنا خاطئة وليس لكم حجة في الإنكار علينا سوى مجرد التحكم واتباع الهوى. وهذه حجة دامغة وإلزام صحيح من الجهمية والمعتزلة للأشاعرة والماتريدية ولا مدفع لذلك ولا محيص عنه إلا بالرجوع لمذهب السلف الذين يطردون هذا الباب ويثبتون لله تعالى من الأسماء والصفات ما أثبته لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم إثباتاً: لا تمثيل فيه ولا تكييف وتنزيهاً : لا تعطيل فيه ، ولا تحريف ، {ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور}."
الشيخ :" أحدهما : أنه طريق مبتدع لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا سلف الأمة وأئمتها والبدعة لا تدفع بالبدعة وإنما تدفع بالسنة " صحيح لا يمكن أن يدفع باطل بباطل وإنما يدفع الباطل بالحق ولهذا ضل من ضل من الناس الذين قالوا يجب أن نقيم الأفراح والسرور في يوم عاشوراء ضد الرافضة الذين يظهرون الأحزان في هذا اليوم هذا غلط نقول إذا أردت أن تدفع البدعة فادفعها بالسنة وإلا كنت متناقضا وأيضا لا يمكن أن تدفع حجة الخصم بالبدعة. " الثاني : أن المعتزلة والجهمية يمكنهم أن يحتجوا لما نفوه على الأشاعرة والماتريدية بمثل ما احتج به الأشاعرة والماتريدية لما نفوه على أهل السنة " الأشاعرة والماتريدية احتجوا على أهل السنة بأن إثبات الصفات منافي للعقل ويستلزم التشبيه يستطيع أن يقول المعتزلة للأشاعرة وإثباتكم أيضا لما أثبتم من الصفات منافي للعقل ومستلزم للتشبيه " ويقولون : لقد أبحتم لأنفسكم نفي ما نفيتم من الصفات بما زعمتموه دليلاً عقلياً وأولتم دليله السمعي فلماذا تحرمون علينا نفي ما نفيناه بما نراه دليلاً عقلياً ونؤول دليله السمعي فلنا عقول كما أن لكم عقولاً فإن كانت عقولنا خاطئة فكيف كانت عقولكم صائبة وإن كانت عقولكم صائبة فكيف كانت عقولنا خاطئة وليس لكم حجة في الإنكار علينا سوى مجرد التحكم واتباع الهوى " هذه واضح ولا غير واضح ؟ نعم طيب لعل الله أن يعينكم ويعيننا على تفهيمكم يقول : المعتزلة معروف أنهم أنكروا الصفات جملة وقالوا إن الله لا يوصف بصفات فهل يمكن للأشاعرة أن يحتجوا عليهم ؟ الجواب : لا لأن المعتزلة والجهمية سيقولون أنتم أولتم في صفات ظننتم أن العقل لا يدل عليها مثل إيش ؟ مثل الرحمة الضحك النزول المجيء العجب وما أشبه ذلك تقولون إن العقل لا يدل عليها ونحن أيضا أنكرنا الصفات لأن العقل لا يدل عليها أو يدل على نفيها فأي فرق بيننا وبينكم أنتم لو أثبتم الجميع فلكم حجة علينا ولو نفيتم الجميع لوافقتونا أما أن تثبتوا بعضا وتتركوا بعضا بحجة العقل فنحن أيضا نثبت الأسماء ولا نثبت الصفات بحجة العقل فلماذا تحرمون علينا نفي ما نفيناه وتبيحون لأنفسكم أن تنفوا مثله وهل هذا إلا عدوان ؟ عدوان على الناس وتناقض في الأقوال فإذا كان لكم عقول فلنا عقول إن كانت عقولنا خاطئة فعقولكم خاطئة وإن كانت عقولنا صائبة فعقولكم صائبة أما أن تقولون عقلونا صائبة وعقولكم خاطئة فهذا غير مقبول قال : " وهذه حجة دامغة وإلزام صحيح من الجهمية والمعتزلة للأشعرية والماتريدية ولا مدفع لذلك ولا محيص عنه إلا بالرجوع لمذهب السلف الذين يطردون هذا الباب ويثبتون لله تعالى من الأسماء والصفات ما أثبته لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم إثباتاً لا تمثيل فيه ولا تكييف وتنزيهاً لا تعطيل فيه ، ولا تحريف (( ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور )) ".
قال المؤلف :" (تنبيه) علم مما سبق أن كل معطل ممثل، وكل ممثل معطل.أما تعطيل المعطل فظاهر وأما تمثيله فلأنه إنما عطل لاعتقاده أن إثبات الصفات يستلزم التشبيه فمثل أولاً، وعطل ثانياً كما أنه بتعطيله مثله بالناقص.وأما تمثيل الممثل فظاهر وأما تعطيله فمن ثلاثة أوجه:
الأول: أنه عطل نفس النص الذي أثبت به الصفة، حيث جعله دالاً على التمثيل مع أنه لا دلالة فيه عليه وإنما يدل على صفة تليق بالله عز وجل.
الثاني: أنه عطل كل نص يدل على نفي مماثلة الله لخلقه.
الثالث: أنه عطل الله تعالى عن كماله الواجب حيث مثله بالمخلوق الناقص."
الشيخ :" تنبيه : علم مما سبق أن كل معطل ممثل، وكل ممثل معطل أما تعطيل المعطل فظاهر وأما تمثيله فلأنه إنما عطل لاعتقاده أن إثبات الصفات يستلزم التشبيه فمثل أولاً، وعطل ثانياً كما أنه بتعطيله مثل الله بالناقص. وأما تمثيل الممثل فظاهر وأما تعطيله فمن ثلاثة أوجه : الأول : أنه عطل نفس النص الذي أثبت به الصفة، حيث جعله دالاً على التمثيل مع أنه لا دلالة فيه عليه وإنما يدل على صفة تليق بالله عز وجل " إذا هو معطل معطل لنفس النص بل يداه مبسوطتان إذا قال يدان مثل أيدي المخلوقين فقد عطل النص لأن اليد التي أثبتها الله لنفسه والنص الذي ثبتت به لا يدل على التمثيل أبدا وإنما يدل على يد لائقة بالله . " ثانيا : أنه عطل كل نص يدل على نفي مماثلة الله لخلقه " فلا وزن عند الممثل لقول الله تعالى : (( ليس كمثله شيء )) . " الثالث : أنه عطل الله تعالى عن كماله الواجب حيث مثله بالمخلوق الناقص " واضح ثم ذكر المؤلف أشياء شبه بها أهل التعطيل على أهل السنة فقال : " فصل اعلم أن بعض أهل التأويل أورد على أهل السنة شبهة في نصوص من الكتاب والسنة في الصفات ادعى أن أهل السنة صرفوها عن ظاهرها " انتهى الوقت نأخذ أسئلة .
ما معنى أن اختلاف المخلوقات وتخصيص بعضها بما يختص به من ذات أو وصف دليل على الإرادة.؟
السائل : ... . الشيخ : إي نعم الآن بارك الله فيك الآدمي آدمي صفته معروفة والفرس فرس صفته معروفة ما الذي ميز هذا عن هذا إرادة الله عز وجل أراد أن يكون الفرس على هذا الوجه وأن يكون الآدمي على هذا الوجه وهذا يدل على إيش ؟ على الإرادة واضح أراد الله عز وجل أن تكون اليد على هذا الشكل والرجل على هذا الشكل هذا يدل على الإرادة أيضا . السائل : ذكرنا أن الأشاعرة يبنون إثبات الصفات على العقل عبرنا قلنا أثبتوا صفة الإرادة لدلالة السمع والعقل ؟ الشيخ : هذا بالنسبة لنحن وهم أيضا يرون أن السمع دل عليها . الطالب : لما قلنا ... نثبت الرحمة للفعل أو إرادة الفعل فسروا الرحيم بالمنعم ... ؟ الشيخ : يعني معناه رحم أي أنعم أو أراد الإنعام يلا يا سليم . السائل : عفا الله عنك يا شيخ من أنكر الرحمة ما نحتج عليه برحمة البهايم والطيور وما خلق الله سبحانه وتعالى لعياله ومن الحكمة أن البهائم إذا فطم ولدها عنها ... . الشيخ : ما إيش ؟ السائل : أقول رحمة البهايم والطيور لعيالها يا شيخ منين تجي ؟ كيف يصورونها ويكف يؤولونها ؟ الشيخ : أقول من لم يجعل الله له نورا فما له من نور الأدلة والحمد لله واضحة والعقل يدل على إثبات الرحمة والواقع كذلك نعم .
هل كل الصفات الثابتة بالكتاب والسنة يمكن الإستدلال عليها بالعقل.؟
السائل : كل صفات الله عز وجل التي أثبتها في كتابه وفي سنة رسوله يمكن الاستدلال عليها بالعقل ؟ الشيخ : لا بعضها ما يدركها الإنسان بالعقل بعضها لا يدركها بعقله وإلا لو كان يدركها بعقل لقلنا إن العقل يدرك بالتفصيل ما يجب لله لكن العقل لا ينافيها ولهذا كان من قواعد أهل السنة أن النصوص تأتي بما تحار فيه العقول لا بما تحيله العقول نعم .
إذا خالف أحد في مسألة فرعية في العقيدة هل يخرج بذلك عن مذهب أهل السنة والجماعة.؟
السائل : أحسن الله إليكم إذا خالف إنسان في مسألة فرعية في العقيدة ؟ الشيخ : إذا إذا . السائل : إذا خالف أحد في مسألة فرعية في العقيدة هل يعد يا شيخ خارجا عن مذهب أهل السنة والجماعة.؟ الشيخ : لا هذا يسأل يقول إذا خالف إنسان أهل السنة في مسألة من مسائل العقيدة هل يقال إنه مثلا أشعري ؟ لا ما يقال، على الإطلاق ما يقال لكن يقال أشعري في كذا فيقيد ودليل ذلك الذي يوضحه أن المذاهب الأربعة الآن لو أن أحدا من الحنابلة اختار في مسألة من المسائل هل نقول أنه شافعي ؟ ما نقول شافعي على الإطلاق نقول شافعي في هذه المسألة . السائل : هل يكون خالف مذهب أهل السنة في هذا ؟ الشيخ : لا لا هذا المراد المعنى الذي سلكه المعتزلة .
الشيخ : حتى الإمام أحمد قال مثل هذه الكلمة قال : " نؤمن بها لا كيف ولا معنى " قال شيخ الإسلام رحمه الله في * الفتوى الحموية * : " أراد المعنى المبتدع الذي ابتدعه المعتزلة وأشبابههم " .
هل لو سلمنا بالمجاز في قوله: {واسأل القرية}وقوله:{يد الله فوق أيديهم} لم نحتج إليه فالذهن يفهم المعنى بدونه.؟
السائل : إذا سلمنا لهم بالمجاز فما يمنع أن نقول أن في القرآن ... مثال في قوله تعالى : (( واسأل القرية )) هل يصح أن نقول إنهم لم يسألوا القرية يعني جدرانها إنهم سألوا أهلها وكذلك في قوله :(( يد الله فوق أيديهم )) نقول إن المراد يد الرسول ... ؟ الشيخ : هذا تكلمنا عليه أمس أو قبل أمس قلنا إن الكلمة في سياقها حقيقة اسأل القرية كل إنسان يعرف أن يعقوب ما أراد أن يأتي على الجدران يسألونها إذا هي حقيقة في سؤال أهل القرية (( وكم أهلكنا من قرية كانت ظالمة )) نعرف أن المراد ذلك أهل القرية وهذا الذي ذكرنا لكم من أجل أن يعرف توجيه كلام شيخ الإسلام ابن تيمية حتى (( واخفض لهم جناح الذل من الرحمة )) وهو أشكل من واسأل القرية هذا أيضا حقيقة في مكانه المعنى ذل لهما لأن أصل الجناح للطيران والطيران علو وتعالى فيقول هذه العزة التي أنت تعلو بها اخفض لهما جناح الذل أي جناح الذليل من الرحمة أنت إذا أخذت بهذا سهل عليك جدا التخرج مما يورده القائلون بأن القرآن فيه مجاز أو اللغة العربية فيها مجاز . " إذا المنية أنشبت أظفارها *** ألفيت كل تميمة لا تنفع " هل أحد يعني يتصور أن المراد أن الموت سبع ما حد يعرف هذا ما حد يعتقد هذا يعرف المراد نعم . الطالب : ... . الشيخ : هو في الحقيقة .
الشيخ : الشنقيطي رحمه الله نفى أن يكون في القرآن مجاز وعلل ذلك بأن المجاز يصح نفيه وقال ليس في القرآن ما يصح نفيه لكن كلام شيخ الإسلام رحمه الله أقعد وأبين وأوضح وهو يقول رحمه الله : الألفاظ قوالب للمعاني فإذا تعين أن يكون المعنى كذا وكذا في هذا اللفظ فهو حقيقة وننتهي انتهى الوقت . القائلين بذلك الدليل ما وجدوا شيئا دليلا والحمد لله نعم إيش ؟ الطالب : ... . الشيخ : جئت به ها بعد . الطالب : ... .
الشيخ : على كل حال بعض الإخوان أتانا بضبطه في كتب اللغة كلسان العرب والقاموس وكلها بلفظ سَتير ستير على وزن فعيل كسميع اقرأ . القارئ : قال المؤلف حفظه الله تعالى : " فصل: اعلم أن بعض أهل التأويل أورد على أهل السنة " الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد : فإننا بدراستنا ما سبق عرفنا أشياء كثيرة من قواعد الأسماء والصفات .
الشيخ : وخلاصتها أننا نتجنب التمثيل والتكييف ونتجنب التحريف والتعطيل ونتجنب الخوض فيها بتعمق لا حاجة له ونسكت عما سكت عليه الصحابة رضي الله عنه لأننا نعلم أنهم أشد منا حرصا على معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته هذه واحدة . ونعلم أنهم عندهم من إذا سألوه أسد الناس جوابا ونعلم أنهم أورع الناس بترك ما لا فائدة فيه ثم إننا نحمل النصوص على ظواهرها لكن بشرط أن يكون هذا الظاهر لائقا بالله عز وجل ولا بد أن يكون هو الظاهر يعني لا يمكن أن يكون ظاهر النصوص في الأسماء والصفات معنى لا يليق بالله هذا شيء محال بعدئذ أهل الباطل لا بد أن يشبهوا على باطلهم ويوردوا عليه إيرادات من أجل إفحام خصومهم من أهل الحق وهذا ما ذكرناه في هذا الفصل .
قال المؤلف :" فصل:اعلم أن بعض أهل التأويل أورد على أهل السنة شبهة في نصوص من الكتاب والسنة في الصفات ادعى أن أهل السنة صرفوها عن ظاهرها ليلزم أهل السنة بالموافقة على التأويل أو المداهنة فيه،وقال: كيف تنكرون علينا تأويل ما أولناه مع ارتكابكم لمثله فيما أولتموه؟"
الشيخ : ولهذا قال : " فصل : اعلم أن بعض أهل التأويل أورد على أهل السنة " وقولنا أهل التأويل نرجو الله تعالى أن يعفو عنا بهذا التعبير لأن الصواب أهل التحريف لأن التأويل الذي بمعنى التفسير سواء وافق الظاهر أو خالف الظاهر ليس مذموما بل هو محمود بل واجب لكن التأويل الذي لا دليل عليه يجب أن نسميه بما يستحق من الأسماء وهو إيش ؟ التحريف لكننا قد نصانع بعض الناس فيما يطلقونه خوفا من النفور لأنك لو قلت للأشعري مثلا أنت محرف للكتاب والسنة فإنه سوف ينفر منك ولا يقبل هذا اللقب إطلاقا فمصانعة الناس فيما يطلقونه من الألفاظ إذا لم يكن فيه محذور شرعي لا بأس بها . وقولنا : إذا لم يكن فيه محذور شرعي بمعنى أننا نبين ما يقول حتى يستحق الوصف اللائق وهو التحريف يقول : " أورد على أهل السنة شبهة " أورد بالإفراد أيجوز الجمع ؟ نعم يجوز لأن كلمة بعض تشمل الواحد والجماعة " في نصوص من الكتاب والسنة في الصفات ادعى " أي هذا البعض " أن أهل السنة صرفوها عن ظاهرها " لأحد أمرين " ليلزم أهل السنة بالموافقة على التأويل " حتى يعذرهم أهل السنة بتأويلهم يعني مثلا يقول : أنتم أولتم كذا فاعذرونا إذا أولنا أنتم أهل السنة أولتم في كذا بدليل عندكم اعذورنا نحن فيلزم أهل السنة بالموافقة على التأويل " أو المداهنة فيه " المداهنة فيه بمعنى أن اسكت عني وأسكت عنك كما قال عز وجل : (( ودوا لو تدهن فيدهنون )) يعني اسكت ونحن نسكت وسمي مداهنة مأخوذ من الدهن لأن الدهن يلين القاسي فكأن الإنسان إذا داهن غيره كأنه لان معه وسكت عن باطله " وقال : كيف تنكرون علينا تأويل ما أولناه مع ارتكابكم لمثله فيما أولتموه ؟ " هذه في الواقع ليست حجة ولكنها شبهة لأن أهل السنة أولوا ما أولوا بدليل من الشرع وإذا كان ذلك بدليل من الشرع فإن هذا التأويل الذي هو صرف للدليل عن ظاهره يعتبر إيش ؟ تفسيرا يعتبر تفسيرا ولهذا تجد ابن جرير رحمه الله إذا أراد أن يفسر الآية يقول : " القول في تأويل قوله تعالى " أي في تفسيرها .
قال المؤلف :" ونحن نجيب ـ بعون الله تعالى ـ عن هذه الشبهة بجوابين مجمل، ومفصل.أما المجمل فيتلخص في شيئين:
أحدهما: أن لا نسلم أن تفسير السلف لها صرف عن ظاهرها فإن ظاهر الكلام ما يتبادر منه من المعنى، وهو يختلف بحسب السياق، وما يضاف إليه الكلام، فإن الكلمات يختلف معناها بحسب تركيب الكلام، والكلام مركب من كلمات، وجمل، يظهر معناها ويتعين بضم بعضها إلى بعض."
الشيخ :" ونحن نجيب بعون الله تعالى عن هذه الشبهة بجوابين مجمل ومفصل " والفرق بينهما أن المجمل يشمل جميع المسائل والمفصل يتكلم عن كل مسألة بعينها أيهما أنفع لطالب العلم ؟ المجمل لأن المجمل يأخذ منه قاعدة تفيده في المسألة المعينة وغيرها المعين أبلغ في إفحام الخصم وفتله وإدحاض حجته فلننظر " أما المجمل فيتخلص في شيئين أحدهما : أن لا نسلم أن تفسير السلف لها صرف عن ظاهرها فإن ظاهر الكلام ما يتبادر منه من المعنى، وهو يختلف بحسب السياق، وما يضاف إليه الكلام، فإن الكلمات يختلف معناها بحسب تركيب الكلام، والكلام مركب من كلمات وجمل، يظهر معناها ويتعين بضم بعضها إلى بعض " هذا واحد يعني إذا قالوا لنا أنتم صرفتم هذا عن ظاهره فإنا نقول لا لم نصرفه لأن الذي يعين الظاهر أو ينفي الظاهر هو السياق والتركيب فكم من كلمة صار لها معنى في سياق ولها معنى آخر في سياق آخر فنحن لم نصرفه عن ظاهره هذه واحدة .
قال المؤلف :" ثانيهما: أننا لو سلمنا أن تفسيرهم صرف لها عن ظاهرها، فإن لهم في ذلك دليلاً من الكتاب والسنة، إما متصلاً، وإما منفصلاً وليس لمجرد شبهات يزعمها الصارف براهين وقطعيات يتوصل بها إلى نفي ما أثبته الله لنفسه في كتابه، أو على لسان رسوله، صلى الله عليه وسلم."
الشيخ :" ثانيهما : أننا لو سلمنا أن تفسيرهم أي السلف صرف لها عن ظاهرها، فإن لهم في ذلك دليلاً من الكتاب والسنة إما متصلاً وإما منفصلاً وليس لمجرد شبهات يزعمها الصارف براهين وقطعيات يتوصل بها إلى نفي ما أثبته الله لنفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم " يعني إذا سلمنا جدلا أن الكلام مصروف عن ظاهره فإنما هو لدليل وإذا كان لدليل فصرفه حق فنحن لا ننكر التأويل مطلقا إنما ننكر التأويل الذي إيش ؟ ليس عليه دليل أما ما عليه الدليل فإننا نقر به ونجعله تفسيرا لكلام فصار الجواب من وجهين : الوجه الأول : المنع أي منع أن نكون صرفناها عن ظاهرها وجهه ؟ أن ظاهر الكلام ما يتبادر إلى الذهن من معناه وهذا يختلف باختلاف التركيبات واختلاف الجمل . ثانيا : سلمنا جدلا أنا صرفناه عن ظاهره فإننا لم نصرفه عن ظاهره إلا لدليل وإذا كان صرفه عن ظاهره لدليل لم يكن مذموما بل هو واجب ولم يكن تحريفا بل هو تفسير فصار المنع والثاني التسليم نرده بالمنع تارة وبالتسليم تراة أخرى .
قال المؤلف :"وأما المفصل فعلى كل نص ادعى أن السلف صرفوه عن ظاهره.ولنمثل بالأمثلة التالية فنبدأ بما حكاه أبو حامد الغزالي عن بعض الحنبلية أنه قال: إن أحمد لم يتأول إلا في ثلاثة أشياء: "الحجر الأسود يمين الله في الأرض". "وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن". "وإني أجد نفس الرحمن من قبل اليمن". نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية ص398جـ5: من مجموع الفتاوي وقال: هذه الحكاية كذب على أحمد."
الشيخ :" أما المفصل فعلى كل نص ادعى أن السلف صرفوه عن ظاهره " يعني نجيب على كل نص الأحسن أن نقول فعن كل نص لأن الجواب إذا عدي بعلى فهو جواب سؤال سائل وإذا عدي بعن فهو دفع شبهة مشبه فإذا كنت تريد أن ترد على شخص فقل الجواب عن كلامك من وجهين وإذا كنت تريد أن تجيب سائلا فقل الجواب على السؤال كذا وكذا إذا في الامتحانات ماذا نقول ؟ أجب عن السؤال أو على ؟ أجب على السؤال . طيب هنا نقول لو قيل فعن كل نص ادعى أن السلف صرفوه عن ظاهره لكان أحسن لكن على إذا كان السياق يبين المعنى أرجو ألا يكون فيه بأس " ولنمثل بالأمثلة التالية فنبدأ بما حكاه أبو حامد الغزالي عن بعض الحنبلية أنه قال : إن أحمد لم يتأول إلا في ثلاثة أشياء : الأول : ( الحجر الأسود يمين الله في الأرض ) . والثاني : ( وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ) . والثالث : ( وإني أجد نفس الرحمن من قبل اليمن ) ". عرفتم يقول إن الإمام أحمد لم يتأول والتأويل صرف الكلام عن ظاهره إلا في ثلاثة أشياء الأول ( الحجر الأسود يمين الله في الأرض ) ادعى أهل الشبهة أهل التأويل أن ظاهر الحديث أن الحجر الأسود الذي في الكعبة وهو حجر هو يمين الله عز وجل التي هي يده الكريمة في الأرض لاصقة في الكعبة هل يمكن لأي عاقل أن يظن أن هذا هو الظاهر أجيبوا لا والله لا يمكن يعني حجر في جدار هي يمين الله هذا لا يمكن فكيف يقول هؤلاء إن هذا ظاهر اللفظ إلا لمجرد التشنيع والتشويه . الثاني يقول : ( قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ) قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن هم يقولون إن ظاهر اللفظ أن جميع القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن فتكون أصابع الرحمن في صدر كل إنسان هكذا زعموا زعموا هذا ظاهر اللفظ إذا كان كل قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن هم يقولون إن ظاهر اللفظ أن جميع القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن فتكون أصابع الرحمن في صدر كل إنسان هكذا زعموا زعمهم هذا ظاهر اللفظ إذا كان كل قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن قالوا يلزم على هذا أن تكون يد الله الكريمة وأصابع الله الكريمة في صدر كل إنسان قالوا هذا الظاهر ولا شك أن هذا ليس الظاهر بدليل آخر الحديث ( يقلبها كيف يشاء ) . الثالث يقول : ( وإني أجد نفس الرحمن من قبل اليمن ) قالوا ظاهر الحديث أن الله له نفس وأنه يأتي من قبل اليمن هكذا زعموا ومعلوم أن من عرف الله حق المعرفة لا يمكن أن يتصور هذا المعنى الذي زعموه ظاهر اللفظ لأن النفس لا شك يحتاج إلى جوف يدفع النفس ويتلقاه والله عز وجل صمد لا يطعم ولا يحتاج إلى نفس ولا شيء . هذه ثلاثة أشياء زعم الغزالي أن الإمام أحمد تأول فيها وصرفها عن ظاهرها فلنجب نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية صفحة 398جـ5 : من * مجموع الفتاوي * وقال : " هذه الحكاية كذب على أحمد " الحمد لله كذب إذا يحتاج نجيب عنها ولا ما يحتاج يعني عن نسبتها إلى أحمد ولا ما يحتاج ؟ ما يحتاج ما دام هي كذب فقد انهار البنيان .
الشيخ : وهذه مسألة ينبغي للإنسان عند المناظرة إذا أورد الخصم دليلا منقولا أن يقول له أثبت هذا أولا افهم هذا انتبه لها ستفيدك ولهذا تجدون شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه * منهاج السنة * في رده على الرافضي تجدون أول ما يجيب المسألة يقول الجواب عن هذا من وجوه أولا : أننا نطالبك بصحة الدليل بصحة النقل قصدي بصحة النقل هذه أول شيء قد يعجز عن إقامة الدليل على صحة النقل إذا عجز انتهى ما بقي شيء فإذا كان هذا النقل عن الإمام أحمد إذا كان النقل كاذبا كفينا إياه ومع ذلك أجبنا عنها .
قال المؤلف :" المثال الأول: "الحجر الأسود يمين الله في الأرض". والجواب عنه: أنه حديث باطل، لا يثبت عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال ابن الجوزي في العلل المتناهية: هذا حديث لا يصح . وقال ابن العربي: حديث باطل فلا يلتفت إليه، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، بإسناد لا يثبت أ.هـ وعلى هذا فلا حاجة للخوض في معناه. لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والمشهور ـ يعني في هذا الأثر ـ إنما هو عن ابن عباس قال: "الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن صافحه وقبله، فكأنما صافح الله وقبل يمينه". ومن تدبر اللفظ المنقول تبين له أنه لا إشكال فيه فإنه قال: "يمين الله في الأرض" ولم يطلق فيقول: يمين الله وحكم اللفظ المقيد يخالف حكم المطلق، ثم قال: "فمن صافحه وقبله، فكأنما صافح الله وقبل يمينه" وهذا صريح في أن المصافح لم يصافح يمين الله أصلاً، ولكن شبه بمن يصافح الله فأول الحديث وآخره يبين أن الحجر ليس من صفات الله تعالى كما هو معلوم عند كل عاقل ا.هـ ص398 جـ 6مجموع الفتاوي."
الشيخ : قال " المثال الأول : ( الحجر الأسود يمين الله في الأرض ) والجواب عنه : أنه حديث باطل، لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال ابن الجوزي رحمه الله في * العلل المتناهية * : هذا حديث لا يصح. وقال ابن العربي : حديث باطل فلا يلتفت إليه. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، بإسناد لا يثبت انتهى . وعلى هذا فلا حاجة للخوض في معناه " إذا سبيله سبيل الأول أنه إيش ؟ لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم بل وموضوع باطل والحمد لله وفي بطلان هذا الحديث فائدة من الناحية العملية غير العقدية وهي ألا يعتقد العامة التبرك به كما نشاهده تجد الواحد منهم يكون معه طفله يطوف به فيقف على الحجر الأسود ثم يمسح الحجر ثم بعد ذلك يمسح الطفل من هامه إلى إبهامه على إيش ؟ عشان إيه ؟ البركة تنزل البركة وكذلك رأيتهم في الركن اليماني يمسح الركن اليماني ثم يمر يده على الصبي هذه عقيدة باطلة ليس في هذه الأحجار بركة باعتبار ذاتها ولهذا صرح أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يقبل الحجر الأسود فقال : ( إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ) رضي الله عنه هكذا التوحيد ( إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ) إذا فتقبيلنا إياه تأس برسول الله صلى الله عليه وسلم لا غير والتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم عبادة لا شك واضح يا جماعة زين إذا الحمد لله هذا الحديث باطل فلا نكلف بالإجابة عنه من حيث العقيدة ونسلم من حيث الاعتقاد الباطل بأن فيه بركة ذاتية هو حجر من الأحجار وقد ورد أنه نزل من الجنة أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم لكن الأحاديث الواردة في هذا تحتاج إلى تحرير طيب . " لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية : والمشهور يعني في هذا الأثر إنما هو عن ابن عباس رضي الله عنه قال يعني ابن عباس : ( الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن صافحه وقبله، فكأنما صافح الله وقبل يمينه ) " إذا هو مروي عن ابن عباس فيكون من قول صحابي من قول ابن عباس وابن عباس على رأي أهل المصطلح ممن عرف عن الأخذ من بني إسرائيل وهذا الكلام لا يقال بالرأي فيكون له حكم الرفع لولا هذه العلة أن ابن عباس ممن عرف بالأخذ عن بني إسرائيل ولكن هذا القول من علماء المصطلح لا صحة له لأن ابن عباس رضي الله عنهما ممن ينكر إنكارا بالغا عن الأخذ عن بني إسرائيل ويقول كيف تأخذون عنهم وهم لا يأخذون من كتابكم كلمة واحدة وينكر عن من يأخذ عنهم فينظر أولا في سنده لابن عباس هل يثبت أو لا يثبت ثم إذا ثبت فقد يكون ابن عباس قاله عن اجتهاد لأنه لا يعلم معنى لاستلامه وتقبيله إلا هذا أنه كمن صافح الله وقبل يمينه . يقول : " ومن تدبر اللفظ المنقول تبين له أنه لا إشكال فيه فإنه قال : ( يمين الله في الأرض ) ولم يطلق فيقول : يمين الله وحكم اللفظ المقيد يخالف حكم المطلق " كل هذا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية قال يمين الله في إيش ؟ في الأرض قيدها ما قال يمين الله مطلقا حتى نقول إن الحجر يمين الله نعم والمقيد يخالف المطلق " ثم قال : ( فمن صافحه وقبله، فكأنما صافح الله وقبل يمينه ) " شوف فكأنما وكأنما للتشبيه " وهذا صريح في أن المصافح لم يصافح يمين الله أصلا ولكن شبه بمن يصافح الله فأول الحديث وآخره يبين أن الحجر ليس من صفات الله كما هو معلوم لكل عاقل انتهى صفحة 398 جـ 6 * مجموع الفتاوي * " الحمد لله الآن الجواب عن هذا : أولا : أنه لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم . ثانيا : أنه روي عن ابن عباس ومعناه لا يدل على أننا نؤوله إذا قلنا إن من صافح هذا الحجر الذي هو حجر كمن صافح الله عز وجل لأن مصافحة الحجر الذي هو حجر مجرد تعبد لله وتذلل له فكأن الإنسان لما تذلل لله عز وجل حتى صافح وقبل حجرا من الأحجار كأنما صافح الله وقبل يمينه لكمال التذلل والتعبد هذا متى ؟ إذا صح وحينئذ إذا قلنا إن الحجر ليس من صفات الله وليس يمين الله الحقيقية فإننا لم نصرفه عن ظاهره لأن ظاهره لا يفيد هذا المعنى حتى يقال إننا صرفناه .
قال المؤلف : "المثال الثاني: "قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن". والجواب: أن هذا الحديث صحيح رواه مسلم في الباب الثاني من كتاب القدر عن عبدالله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي، صلى الله عليه وسلم يقول: "إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك".
الشيخ :" المثال الثاني : ( قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ) " اللهم ثبتنا " الجواب : أن هذا الحديث صحيح رواه مسلم في الباب الثاني من كتاب القدر عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد ) " الله أكبر من يحصي القلوب وهي بالنسبة لله عز وجل كقلب واحد بين أصبعين من أصابعه نعم " ( يصرفه حيث يشاء ) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك ) " اللهم صل وسلم عليه هذا وهو رسول عليه الصلاة والسلام يخاف من انعكاس القلب فيسأل الله أن يصرف قلبه على طاعته في هذا الحديث قال : ( حيث يشاء )( يصرفها حيث يشاء ) فهل هذه المشيئة مشيئة مجردة أو مشيئة مبنية على الحكمة ؟ الجواب : الثاني لأن الله قال : (( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم )) والله لا يمكن أن يزيغ الله قلب إنسان أقبل على ربه بصدق وإخلاص لأن الله تعالى أكرم من عباده من تقرب إليه شبرا تقرب إليه ذراعا ومن تقرب ذراعا تقرب إليه باعا ومن أتاه يمشي أتاه هرولة فالله أكرم من عبده أن يخذله مع صدق معاملته مع الله وصدق نيته هذا لا يمكن لكن قد يكون في القلب شعرة من شعرات النفاق أو الاستكبار أو ما أشبه ذلك مما يعيقه عن السلامة فيزاغ القلب بهذا (( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم )) يقول : ( إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن ) تأمل أصبعين من أصابع إذا له أكثر من اثنين منين نأخذه ؟ كلمة أصابع جمع ثم أضافها إلى اسمه الكريم الرحمن ليفيد أنه سبحانه وتعالى لا يعامل العباد إلا بمقتضى الرحمة وفي قوله : ( كقلب واحد ) بيان على سعة علمه وسلطانه وتصرفه بعباده يصرفه كيف يشاء ثم قال : ( اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك ) ينبغي أن يكون هذا ديدنك دائما أن تسأل الله أن يصرف قلبك على طاعتك وألا يزيغه وقد أخذ السلف أهل السنة بظاهر الحديث وقالوا : إن لله أصابع حقيقة نثبتها له كما أثبتها له رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أفهمتم يجب علينا أن نؤمن بذلك أن لله تعالى أصابع حقيقة ولكننا لا نحدها بعدد ولا نعلم عن عددها إلا ما أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم .