قال المؤلف : " وقد أخذ السلف أهل السنة بظاهر الحديث وقالوا : إن لله تعالى أصابع حقيقة نثبتها له كما أثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يلزم من كون قلوب بني آدم بين أصبعين منها أن تكون مماسة لها حتى يقال : إن الحديث موهم للحلول فيجب صرفه عن ظاهره. فهذا السحاب مسخر بين السماء والأرض وهو لا يمس السماء ولا الأرض ويقال: بدر بين مكة والمدينة مع تباعد ما بينها وبينهما فقلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن حقيقة ولا يلزم من ذلك مماسة ولا حلول."
الشيخ : أن يصرف قلبك على طاعته وألا يزيغه وقد أخذ السلف أهل السنة بظاهر الحديث وقالوا : إن لله أصابع حقيقة نثبتها له كما أثبتها له رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أفهمتم يجب علينا أن نؤمن بذلك أن لله تعالى أصابع حقيقة ولكننا لا نحدها بعدد ولا نعلم عن عددها إلا ما أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم . " ولا يلزم من كون قلوب بني آدم بين أصبعين منها أن تكون مماسة لها حتى يقال إن الحديث موهم للحلول فيجب تركه عن ظاهره فهذا السحاب مسخر بين السماء والأرض وهو لا يمس السماء ولا الأرض " هذا باعتبار مسافة العلو " ويقال بدر بين مكة والمدينة " باعتبار تباعد المكان " مع تباعد ما بينها " كذا عندكم ؟ نعم ما بينها أي بين بدر وبينهما أي مكة والمدينة " فقلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن حقيقة ولا يلزم من ذلك مماسة ولا حلول " ما يلزم والمثال واضح السحاب مسخر بين السماء والأرض كما في القرآن الكريم هل هو يماس السماء ؟ لا، يماس الأرض ؟ لا الذي ينزل منه المطر فوق ومع ذلك يقال بين السماء والأرض . بدر يقال إنها بين مكة والمدينة لكن في الواقع هذا ليس تحديدا تاما لأن بين مكة والمدينة مسافة إنما يعلم أنها في هذا البقعة ورأينا في * معجم البلدان * قال : " عنيزة بين البصرة ومكة " وين بين البصرة ومكة ؟ فرق كبير مين يلقاها في المكان هذا لكن مسألة تفهم أنها في هذه المنطقة . على كل حال الحمد لله بين أصبعين من أصابع الرحمن لا يلزم المماسة ولا الحلول كل يعلم هذا طيب .
هل يجوز أن نمثل بالإشارة إذا قلنا "قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن".؟
الشيخ : طيب هل يجوز أن نمثل بالإشارة إذا قلنا ( بين أصبعين من أصابع الرحمن ) ؟ لا يجوز حرام يعني ما يمكن نقول هكذا ولا هكذا ولا هكذا ولا هكذا حرام لأن هذا إيش ؟ تكييف والتكييف لا يجوز بل هذا تمثيل والتمثيل لا يجوز بل نقول بين أصبعين من أصابع الرحمن والله أعلم عن الكيفية هذا الواجب وهذا هو السلامة أما ما سمعنا عن بعض الناس الذين يدعون أنهم من السلف وأنهم يريدون إثبات الحقيقة فتجد الواحد منهم يقول : بين أصبعين ويأخذ شيئا معه بين أصبعين بين أصبعين نعم حرام هذا هذا تمثيل واضح ثم من الذي قال لك إن الأصبعين الإبهام والسبابة مثلا أنا لو أقول لك عندي حبة فصفص أضعها بين أصبعي وآكلها تقدر تعرف أن هذه أو هذه ؟ أجيبوا يا جماعة ؟ ما تقدر لأنه جائز يمسكها بالسبابة والإبهام وبالسبابة والوسطى وبالسبابة والبنصر وبالسبابة والخنصر فهمت يمكن يمسكها بالوسطى والسبابة ؟ يمكن بعض الناس شاطر جدا ورأينا من الناس من يأكل الرز بالأعواد الرز تعرفونه يأكل الرز بالأعواد يعني حبة الرز يأخذه بين عودين ويأكله . الطالب : لا يشبع . الشيخ : لا بس بسرعة عظيمة يعني شيء عجيب يعني ليس أخذه باليدين مثل الدجاجة تأخذ الحبة أشد بسرعة عظيمة جدا على كل حال لا يحل لإنسان يؤمن بعظمة الله وجلال الله أن يمثل كيف تكون القلوب بين أصبعين من أصابع الله ثم هو أيضا إذا مثل لا بد أن يكون هناك مماسة أليس كذلك ؟ معناه أنك الآن أثبت أن أصابع الرحمن عز وجل في صدور الناس وهذا محذور آخر إن علينا إذا أردنا الإيمان بالله واليوم الآخر واتباع الصحابة بإحسان ألا نتجاوز ما لم يفعلوه ألا نتجاوز ما فعلوه بمعنى أن نسكت عما سكتوا عنه والله كفى بنا فخرا بهذا طيب الحمد لله انتهى الجواب عن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن .
قال المؤلف : " المثال الثالث: "إني أجد نفس الرحمن من قبل اليمن".والجواب: أن هذا الحديث رواه الإمام أحمد في المسند من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -قال: قال النبي، صلى الله عليه وسلم،: "ألا إن الإيمان يمان، والحكمة يمانية، وأجد نفس ربكم من قبل اليمن". قال في مجمع الزوائد "رجاله رجال الصحيح غير شبيب وهو ثقة" قلت: وكذا قال في التقريب عن شبيب ثقة من الثالثة وقد روى البخاري نحوه في التاريخ الكبير. وهذا الحديث على ظاهره والنفس فيه اسم مصدر نفس ينفس تنفيساً، مثل فرج يفرج تفريجاً وفرجاً، هكذا قال أهل اللغة كما في النهاية والقاموس ومقاييس اللغة. قال في مقاييس اللغة: النفس كل شيء يفرج به عن مكروب فيكون معنى الحديث أن تنفيس الله تعالىعن المؤمنين يكون من أهل اليمن. قال شيخ الإسلام ابن تيمية : "وهؤلاء هم الذين قاتلوا أهل الردة، وفتحوا الأمصار، فبهم نفس الرحمن عن المؤمنين الكربات". ا.هـ ص398جـ6 مجموع فتاوي شيخ الإسلام لابن قاسم."
الشيخ :" المثال الثالث : ( إني أجد نفس الرحمن من قبل اليمن ) " المثال الثالث منين ؟ من الأمثلة التي سنسوقها لكن بدأنا بهذا لأن الغزالي نقله عن الإمام أحمد " المثال الثالث : ( إني أجد نفس الرحمن من قبل اليمن ) " والجواب : أن هذا الحديث رواه الإمام أحمد في المسند من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا إن الإيمان يمان، والحكمة يمانية، وأجد نفس ربكم من قبل اليمن ). " قال في * مجمع الزوائد * : رجاله رجال الصحيح غير شبيب وهو ثقة قلت : وكذا قال في * التقريب * عن شبيب ثقة من الثالثة وقد روى البخاري نحوه في * التاريخ الكبير * " . إذا ليس في الصحيحين ولا في أحدهما لكنه لا بأس به لكن كيف نجيب عنه ؟ " وهذا الحديث على ظاهره والنفس فيه اسم مصدر نفس ينفس تنفيساً، مثل فرج يفرج تفريجاً وفرجاً " الحمد لله نفس بمعنى تنفيس وليس بمعنى الهواء الذي يخرج من الرئة طيب وهل نفس تأتي بمعنى تنفيس ؟ نقول نعم اسمع فرج المضارع يفرج المصدر تفريجا اسم المصدر فرجا نفس المصارع ينفس المصدر تنفيسا اسم المصدر نفس إذا نفس بمعنى تنفيس نعم قال : لا إله إلا الله " هكذا قال أهل اللغة كما في * النهاية * و* القاموس * و* مقاييس اللغة * قال في * مقاييس اللغة * : النفس كل شيء يفرج به عن مكروب " ومنه نفساء فالنون والفاء والسين دالة على التفريج وإزالة الكرب " فيكون معنى الحديث أن تنفيس الله تعالى عن المؤمنين يكون من أهل اليمن ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وهؤلاء هم الذين قاتلوا أهل الردة، وفتحوا الأمصار، فبهم نفس الرحمن عن المؤمنين الكربات انتهى صفحة 398 جـ6 * مجموع فتاوي شيخ الإسلام * لابن قاسم " . الحمد لله إذا لا إشكال الآن هل نحن صرفنا الحديث عن ظاهره ؟ لا ولكن أولناه إلى معنى يحتمله أما المعنى الذي قد يدعي المدعي أنه ظاهر فهذا لا يليق بالله عز وجل لا يليق لأن الله تعالى محيط بكل شيء (( وأينما تولوا فثم وجه الله )) وليس يأتي من جهة واحدة على فرض أنه يأتي لذلك نقول هناك منع وتسليم المنع أن نقول إن هذا الحديث لا يدل على ما توهمتموه من أن المراد بالنفس الهواء الخارج من الرئة أصلا لا يدل أما التسليم فنقول : نعم هو ليس بتسليم في الواقع بل نقول إن المراد بنفس إيش ؟ التنفيس فهي اسم مصدر اسم مصدر وأتينا بشاهد من اللغة العربية فرج يفرج تفريجا وإيش ؟ وفرجا .
الشيخ : هنا بحث لغوي ما الفرق بين المصدر واسم المصدر ؟ الفرق أن المصدر ما وافق الفعل بحروفه ما وافقه في الحروف والترتيب فهو مصدر وما خالفه ودل على المصدر فهو اسم مصدر فمثلا كلم يكلم المصدر تكليما اسم المصدر كلام سلم يسلم المصدر تسليما واسم مصدر سلام له أمثلة كثيرة المغفرة غفر يغفر غفرانا هذا مصدر مغفرة اسم مصدر وعلى هذا فقس اسم المصدر ما دل على المصدر ولكن لم يطابق الفعل .
قال المؤلف : " المثال الرابع: قوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء} والجواب أن لأهل السنة في تفسيرها قولين: أحدهما: أنها بمعنى ارتفع إلى السماء، وهو الذي رجحه ابن جرير قال في تفسيره بعد أن ذكر الخلاف: "وأولى المعاني بقول الله ـ جل ثناؤه ـ: {ثم استوى إلى السماء فسواهن}. علا عليهن وارتفع، فدبرهن بقدرته، وخلقهن سبع سموات". ا.هـ. وذكره البغوي في تفسيره: قول ابن عباس وأكثر مفسري السلف. وذلك تمسكاً بظاهر لفظ {استوى}. وتفويضاً لعلم كيفية هذا الارتفاع إلى الله ـ عز وجل ـ القول الثاني: أن الاستواء هنا بمعنى القصد التام، وإلى هذا القول ذهب ابن كثير في تفسير سورة البقرة، والبغوي في تفسير سورة فصلت. قال ابن كثير: "أي قصد إلى السماء، والاستواء هاهنا ضمن معنى القصد والإقبال، لأنه عدي بإلى". وقال البغوي: "أي عمد إلى خلق السماء"."
الشيخ :" المثال الرابع : قول الله تعالى : (( ثم استوى إلى السماء )) " استوى إلى السماء فيها قولان في التفسير " والجواب : أن لأهل السنة في تفسيرها قولين : أحدهما : أنها بمعنى ارتفع إلى السماء، وهو الذي رجحه ابن جرير قال في تفسيره بعد أن ذكر الخلاف : وأولى المعاني بقول الله جل ثناؤه : (( ثم استوى إلى السماء فسواهن )) علا عليهن وارتفع، فدبرهن بقدرته، وخلقهن سبع سموات " فجعل ابن جرير رحمه الله جعل إلى بمعنى على حمله على ذلك أن استوى جاءت في القرآن بمعنى العلو معداة بإيش ؟ بعلى فقال هذه تحمل على هذه فيكون ثم استوى على السماء فسواهن سبع سماوات أي علا عليها والمراد بالاستواء هنا على تفسيره ليس كالمراد بالاستواء على العرش بل المراد العلو المطلق ليس العلو الخاص " وذكره البغوي في تفسيره : قول ابن عباس وأكثر مفسري السلف وذلك تمسكاً بظاهر لفظ (( استوى )) وتفويضاً لعلم كيفية هذا الارتفاع إلى الله عز وجل " .
في الحديث "قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن"ما الذي يدفعنا للحمل على ظاهره وحقيقته .؟
السائل : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن ) ما الذي يمنعنا يا شيخ من حمله على ظاهره فنقول إن البينية هنا حقيقية لكنها ليست البينية التي يتخليها عقل الإنسان كما قلنا في المعية أنها حقيقية ولا يلزم منها المخالطة والحلول ؟ الشيخ : نعم هذا هو الواقع نقول هي بين أصبعين من أصابع الرحمن لكن لا نعرف الكيفية لا نعرفها لا بد أن نؤمن بهذا كما هو قاعدة السلف نعم .
السائل : التبرك بالحجر الأسود هل فيه شرك ؟ الشيخ : إيش ؟ السائل : أن يتبرك بالحجر الأسود هل فيه شرك ؟ الشيخ : إي نعم شرك لكنه ليس أكبر إلا إذا اعتقد أنه ينفع ويضر أما إذا قصد أنه بركة لأنه محل عبادة فهذا شرك أصغر لكن لو اعتقد أنه حجر ينفع مثلما تنفع أحجار المشركين صار شركا أكبر نعم .
هل من المناسب أن يدرس العامي صفات الله الخبرية والمعنوية للتعرف عليه.؟
السائل : بارك الله فيكم هل من المناسب أن يدرس العامي صفات الله عز وجل الخبرية والمعنوية من أجل أن يتعرفوا إلى الله عز وجل ولو إقتصر على ... ؟ الشيخ : أما المعنوية نعم يدرسون إياها كالسميع والبصير والعليم والحكيم وما أشبه ذلك أما الخبرية فالناس يختلفون قد يفهم العامي منها التمثيل على طول فهذا لا يعني لا يدرس درسا عميق ولكن يقال مثلا إن الله عز وجل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء كما في القرآن فلكل مقام مقال وابن مسعود رضي الله عنه ذكر قاعدة مفيدة : ( إنك لن تحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة ) نعم .
صفة النفس لا تليق بالله تعالى وتعليل البعض ذلك أن الصمد هو الذي لا جوف له.
الطالب : قلنا النفس المتبادر إلى الذهن لا يليق بالله سبحانه وتعالى . الشيخ : مو بالنفس النفس بفتح الفاء . الطالب : النفس قلنا هذا لا يليق بالله سبحانه وتعالى لأن الله سبحانه وتعالى لا جوف له ؟ الشيخ : ما قلنا لا جوف له . الطالب : قلنا . الشيخ : نحن قلنا لا جوف له قلنا صمد قلنا صمد والله قالها عبد الرحمن بن جمعة لكن ذكرنا فيما سبق أن بعض السلف فسره بهذا بأنه الذي لا جوف له وعلل هذا بأن الذي له جوف يحتاج إلى أكل وشرب وهواء وأنا أرى أن التعمق إلى هذا الحد لا ينبغي يقال صمد هو الكامل في صفاته الذي تصمد إليه جميع مخلوقاته .
إذا قلنا أن الصمد هو الكامل في صفاته لم يمكنا نفي صفة النفس.
الطالب : شيخ أحسن الله إليكم ... إذا قلنا هو الكامل في صفاته يحتاج إليه جميع مخلوقاته فإذا ما دل على أنه يمتلك ... نفس . الشيخ : نفَس . الطالب : إيه . الشيخ : لا هذا نأخذه من دليل عقلي . الطالب : يا شيخ لا يجوز صرف النصوص إلى العقل ؟ الشيخ : لا لا أصل هذا نقص يعتبر نقصا كون الله سبحانه وتعالى يحتاج إلى نفس نقص بلا شك . السائل : كيف نعرف أن هذا نقص بعقولنا ؟ الشيخ : نعرفه بأنفسنا الآن الآن لو يكتم النفس هذه هي لا حتى العيب لا يكون مع الله عز وجل مهما كان وقد ذكرنا فيما سبق قواعد أن كل وصف يتضمن عيبا لله عز وجل فإنه منفي عنه بدلالة العقل كما قال إبراهيم لأبيه : (( يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا )) .
هل يصح الإستدلال على اثبات حقيقة المعنى بقول النبي صلى الله عليه وسلم "نعم" للأعرابي لما سأله "أو يضحك ربنا".؟
السائل : أحسن الله إليك يا شيخ إذا قال قائل يعني إنا نثبت المعية أن الرسول صلى الله عليه وسلم أثبت حقيقة المعنى لقول الأعرابي ( أو يضحك ربنا يا رسول الله ؟ فقال له صلى الله عليه وسلم : نعم فقال له : ما نعدم خيرا من رب يضحك ) فيقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم أثبت حقيقة المعنى بجوابه هذا يعني يستدل كذلك بهذا الحديث وبفعل السلف وبهذا الحديث يصح هذا الاستدلال ؟ الشيخ : عن إيش ؟ السائل : عن إثبات حقيقة المعنى للصفة . الشيخ : هذا لا يحتاج هذا الدليل صحيح لا شك الاستدلال صحيح لكن ما نحتاج إليه أصلا كل ما أثبت الرسول لله عز وجل فهو حق على حقيقته . الطالب : انتهى الوقت . الشيخ : نرجع الآن إلى المثال الخامس لا قبله .
قال المؤلف : " وهذا القول ليس صرفاً للكلام عن ظاهره، وذلك لأن الفعل {استوى} اقترن بحرف يدل على الغاية والانتهاء. فانتقل إلى معنى يناسب الحرف المقترن به ألا ترى إلى قوله تعالى: {عيناً يشرب بها عباد الله}.حيث كان معناها يروى بها عباد الله لأن الفعل {يشرب} اقترن بالباء فانتقل إلى معنى يناسبها وهو يروى، فالفعل يضمن معنى يناسب معنى الحرف المتعلق به ليلتئم الكلام."
الشيخ :" وهذا القول " أعني تفسير استوى بمعنى ارتفع ما فيه إشكال بمعنى قصد بإرادة تامة كما فسره بذلك ابن كثير رحمه الله والبغوي في تفسيره في سورة فصلت قال : " وهذا القول ليس صرفاً للكلام عن ظاهره، وذلك لأن الفعل (( استوى )) اقترن بحرف يدل على الغاية والانتهاء " استوى إلى وأما استوى بمعنى ارتفع فيعدى بعلى " فانتقل إلى معنى يناسب الحرف المقترن به ألا ترى إلى قوله تعالى : (( عيناً يشرب بها عباد الله )) " كيف نفسر يشرب ؟ نعم إن فسرت يشرب بمعنى الشرب لزم أن تجعل الباء بمعنى من يشرب منها عباد الله وإن فسرت يشرب بمعنى يروى بقيت الباء على موضوعها فأي المعنيين أولى ؟ الثاني أولى لأنك إذا قلت يروى بها تضمن ذلك الشرب مع الري وإذا قلت يشرب منها دل على الشرب لكن لم يدل على الري ثم إنه يلزم من هذا يعني مع ضعف الدلالة يلزم أن تؤول الحرف إلى معنى حرف آخر تؤول الباء إلى معنى من هذه المسألة اختلف فيها البصريون والكوفيون فقال بعضهم : التجوز في العامل وقال بعضهم : التجوز في الحرف الذين قالوا التجوز في الحرف قالوا يجب أن نجعل الحرف حرفا يناسب إيش ؟ العامل والذين قالوا التجوز في العامل قالوا يجب أن نجعل العامل على وجه يناسب الحرف ويسمى هذا التضمين وهذا أصح طريقا وأبين وعلى هذا استوى إلى السماء يجب أن يفسر الاستواء بمعنى يناسب إيش ؟ إلى الذي هو الحرف وعلى كلام ابن جرير رحمه الله يجب أن نفسر إلى بمعنى على طيب " ألا ترى إلى قوله تعالى : (( عيناً يشرب بها عباد الله )) حيث كان معناها يروى بها عباد الله لأن الفعل ((يشرب )) اقترن بالباء فانتقل إلى معنى يناسبها وهو يروى، فالفعل يضمن معنى يناسب معنى الحرف المتعلق به " هذا مقتضى اللغة العربية .
قال المؤلف : " المثالان الخامس ، والسادس : قوله تعالى في سورة الحديد : {وهو معكم أين ما كنتم }. وقوله في سورة المجادلة : { ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا}.
والجواب: أن الكلام في هاتين الآيتين حق على حقيقته وظاهره. ولكن ما حقيقته وظاهره؟
هل يقال: إن ظاهره وحقيقته أن الله تعالىمع خلقه معية تقتضي أن يكون مختلطاً بهم، أو حالاً في أمكنتهم؟
أو يقال: إن ظاهره وحقيقته أن الله تعالىمع خلقه معية تقتضي أن يكون محيطاً بهم: علماً وقدرةً، وسمعاً، وبصراً، وتدبيراً، وسلطاناً، وغير ذلك من معاني ربوبيته مع علوه على عرشه فوق جميع خلقه؟
ولا ريب أن القول الأول لا يقتضيه السياق، ولا يدل عليه بوجه من الوجوه، وذلك لأن المعية هنا أضيفت إلى الله ـ عز وجل ـ ، وهو أعظم وأجل من أن يحيط به شيء من مخلوقاته ولأن المعية في اللغة العربية التي نزل بها القرآن لا تستلزم الاختلاط أو المصاحبة في المكان، وإنما تدل على مطلق المصاحبة، ثم تفسر في كل موضع بحسبه."
الشيخ :" المثالان الخامس والسادس : قوله تعالى في سورة الحديد : (( وهو معكم أين ما كنتم )) وقوله في سورة المجادلة وهما سورتان متتاليتان قال : (( ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا )) " هذا أيضا ورد عن السلف رحمهم الله أنهم قالوا وهو معكم بعلمه فيكون معكم أي عالم بكم ففرح بذلك أهل التأويل فرحوا فرحا عظيما إيش قالوا ؟ قالوا أنتم أولتم لأن المعية أعم من أن يكون المراد بها العلم فهو معنا بعلمه وسمعه وبصره وسلطانه وغير ذلك فالمهم أنهم فرحوا وقالوا : الحمد لله أنتم أولتم النص فلا يمكن أن تنكروا علينا تأويلنا . " والجواب : أن الكلام في هاتين الآيتين حق على حقيقته وظاهره ولكن ما هي حقيقته وظاهره ؟ " لأن الآية صريحة في أنه حق وهو من ؟ الله معكم وكل ضمير يرجع إلى الله عز وجل سواء في فعل أو في اسم أو غيره فإنه إلى الله نفسه حقيقة نقول حق على حقيقته وظاهره ولكن ما حقيقته وظاهره " هل يقال : إن ظاهره وحقيقته أن الله تعالى مع خلقه معية تقتضي أن يكون مختلطاً بهم، أو حالاً في أمكنتهم ؟ أو يقال : إن ظاهره وحقيقته أن الله مع خلقه معية تقتضي أن يكون محيطاً بهم : علماً وقدرةً، وسمعاً، وبصراً، وتدبيراً، وسلطاناً، وغير ذلك من معاني ربوبيته مع علوه على عرشه فوق جميع خلقه ؟ " . الآن لدينا احتمالان الاحتمال الأول أنه معهم حقيقة معية تقتضي أن يكون مختلطا بهم وحالا في أماكنهم . الثاني : أن يكون المعنى أنه معهم حقيقة معية تقتضي سعة علمه وقدرته وسمعه وبصره وسلطانه وغير ذلك فهو وإن كان على عرشه فهو معنا لا يخفى عليه شيء من أموره ولا يشذ عنه شيء من أحوالنا أيهما أولى ؟ الثاني بلا شك " ولا ريب أن القول الأول لا يقتضيه السياق، ولا يدل عليه بوجه من الوجوه، وذلك لأن المعية هنا أضيفت إلى الله عز وجل وهو أعظم وأجل من أن يحيط به شيء من مخلوقاته ولأن المعية في اللغة العربية التي نزل بها القرآن لا تستلزم الاختلاط أو المصاحبة في المكان، وإنما تدل على مطلق المصاحبة، ثم تفسر في كل موضع بحسبه " . نعم الأول لا يقتضيه السياق ولا يدل عليه لماذا ؟ لأن المعية هنا أضيفت إلى من ؟ إلى الله عز وجل ونحن نؤمن بأن الله تعالى لا يحيط به شيء من مخلوقاته ولا يمكن أن يحيط به شيء من مخلوقاته ولو قلنا إن المعية تقتضي الاختلاط لزم أن تحيط به المخلوقات وكما ذكرنا فيما سبق في العلو أنه إذا قلنا إنه معنا في الأرض لزم أحد أمرين ولا بد وهما : إما التعدد وإما التجزؤ وكلاهما باطل فالآية ليس هذا ظاهرها ولأن المعية في اللغة العربية معناه مطلق المصاحبة وتفسر في كل شيء بحسبه ألا ترى إلى الرجل يقال إن زوجته معه ها ويش المراد بالمصاحبة هنا ؟ أنه لم يطلقها وليس المعنى أنها معه في المسجد وفي السوق وفي كل مكان ألا ترى أن القائد يقول للجند اذهبوا إلى الساحة وأنا معكم وهو جالس في غرفة العمليات هل يلزم من هذا أن يكون مصاحبا لهم في الميدان لا يلزم فمعية كل شيء بحسبه فمعنى المعية في اللغة العربية مطلق المصاحبة فتفسر في كل موضع بحسبه .
قال المؤلف : "وتفسير معية الله ـ تعالى ـ لخلقه بما يقتضي الحلول والاختلاط باطل من وجوه: الأول: أنه مخالف لإجماع السلف فما فسرها أحد منهم بذلك، بل كانوا مجمعين على إنكاره.
الثاني: أنه مناف لعلو الله تعالى الثابت بالكتاب، والسنة، والعقل، والفطرة وإجماع السلف، وما كان منافياً لما ثبت بدليل كان باطلاً بما ثبت به ذلك المنافي وعلى هذا فيكون تفسير معية الله لخلقه بالحلول والاختلاط باطلاً بالكتاب والسنة، والعقل، والفطرة، وإجماع السلف."
الشيخ :" وتفسير معية الله تعالى لخلقه بما يقتضي الحلول والاختلاط باطل من وجوه " من الذي فسر هذا بما يقتضي الحلول والاختلاط ؟ الحلولية من الجهمية وغيرهم قالوا هذا ظاهر اللفظ فيجب أن نعمل بظاهره يقول : " هو باطل من وجوه : الأول : أنه مخالف لإجماع السلف فما فسرها أحد منهم بذلك، بل كانوا مجمعين على إنكاره " وهذا واضح من كلام السلف قال عبد الله بن المبارك : " هو معهم أي هو عالم بهم ولا نقول كما تقول الجهمية إنه ها هنا في الأرض " وعلى هذا درج السلف يعني أنكروا أن يكون المراد معية الاختلاط وأنكروا هذا . " الثاني : أنه مناف لعلو الله تعالى الثابت بالكتاب، والسنة، والعقل، والفطرة وإجماع السلف " هل العلو ثابت بهذه الأدلة الخمسة بالكتاب علو الله ثابت بالكتاب ؟ الطالب : ... . الشيخ : نعم السنة ؟ الطالب : عدة السنة الفعلية والقولية والتقريرية . الشيخ : هات واحد منها ؟ الطالب : الفعلية فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع لما أشار إلى السماء ( ألا قد بلغت اللهم فاشهد ) ورفع السبابة ... . الشيخ : نعم في حجة الوداع يقول : ( ألا هل بلغت قالوا نعم قال : اللهم اشهد ) طيب معروف العقل العلو صفة كمال والسفل صفة نقص تمام الفطرة محمد ؟ الطالب : كل أحد مفطور على أن الله عز وجل فوق لذلك إذا وقع ... . الشيخ : إذا دعا الله أين يرفع يديه إذا دعا الله ؟ الطالب : إلى العلو . الشيخ : إي نعم إلى السماء لا تجد أحدا يدعو الله ويقول اللهم اغفر لي اللهم اغفر لي إلى الأرض لا يمكن ولا إلى اليمين ولا إلى الشمال إنما إلى فوق هذا شيء مفطور عليه الناس كلهم طيب الإجماع أحمد ؟ الطالب : ... . الشيخ : نعم أن الصحابة يقرؤون القرآن ويسمعون السنة لم يرد عن واحد منهم إن الله مختلط بالخلق بل هم مجمعون على ما دل عليه الكتاب والسنة وهذا طريق من طرق معرفة الإجماع ينبغي للإنسان أن يتفطن له لأنه قد يفحمك أحد ويقول : هات لي نص عن أبي بكر أن الله في السماء قد لا يتسنى لك هذا لكن تقول أبو بكر يقرأ القرآن ويسمع السنة وكلها مملوءة من إثبات العلو ولم ينقل عنه أنه قال بخلاف ذلك . قال : " وما كان منافياً لما ثبت بدليل كان باطلاً بما ثبت به ذلك المنافي " سبحان الله جيد هذا إذا كان علو الله ثابت بهذه الأدلة الخمسة فإثبات أنه في الأرض باطل بالأدلة الخمسة واضح هذا ولا غير واضح يقول : " وما كان منافياً لما ثبت بدليل " أي دليل كان " كان باطلاً بما ثبت به ذلك المنافي " وهذا واضح لو قال قائل : أنت تقول باطل بالكتاب والسنة والعقل والفطرة كيف ذلك ؟ نقول لأن ثبوت العلو كان بالكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة والإجماع ما كان مخالفا لما ثبت في هذه كان باطلا لأنه مخالف لما ثبت " وعلى هذا فيكون تفسير معية الله لخلقه بالحلول والاختلاط باطلاً بالكتاب والسنة، والعقل، والفطرة، وإجماع السلف " . جاء وقت الأسئلة الآن نعم .
في قوله :"ثم استوى إلى السماء" هل يصح تفسيره بارتفع وقصد.؟
السائل : قوله تعالى : (( ثم استوى إلى السماء )) ذهب إليه ابن كثير لماذا لا نقول إن معناه ارتفع وقصد تكون استوى على بابها ويكون .. ؟ الشيخ : لا ما يمكن لأنك إذا قلت استوى بمعنى ارتفع وإلى للغاية صار قبل هذا أين دون السماء ما يستقيم هذا .
هل يصح تفسير الحديث "إني أجد نفس الرحمن من قبل اليمن" بالحديث الآخر "ومن نفس عن مسلم كربةً نفس الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة" أن المراد به التنفيس.؟
الطالب : يمكن أن نرد على قول الذين قالوا إن النفس بمعنى مثل . الشيخ : الهواء الخارج من الرئة . الطالب : الحديث الآخر ( ومن نفس عن مسلم كربةً نفس الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة ) ؟ الشيخ : إيه نفس الله عنه كربة . الطالب : أن الله يفرج عنه كربة أن الله سبحانه وتعالى يعني . الشيخ : يفرج عنه معناه التفريج إي نعم هذا يمكن أن يستدل به نعم .
ما الفرق بيم العبارتين "الله معنا بذاته في كل مكان"و"الله معنا في كل مكان".؟
السائل : أثابك الله يا شيخ ما الفرق ببين العبارتين " الله معنا بذاته في كل مكان " و " الله معنا في كل مكان " ؟ الشيخ : هو لا فرق بينهما سواء بذاته أو بغير ذاته لأن بذاته إنما يأتون بها للتوكيد فقط . السائل : يعني صحيح يا شيخ ما فيه حرج ؟ الشيخ : أيهم ؟ السائل : الله معنا بذاته في كل مكان ؟ الشيخ : لا، فيها حرج لأنه قد يفهم السامع أنها حلول لكن لو قلنا وهو معكم من هو ؟ الله الله عز وجل لكنه ليس معناه لو قلنا أنه معنا بذاته أوهم السامع الذي ليس عنده علم عميق هذا المعنى الباطل . السائل : قلنا المعية لا تقتضي المخالطة قررنا له هذا ونقول .. ؟ الشيخ : لا مو لا تقتضي لا تستلزم قد تقتضي المخالطة كما قلت الماء مع اللبن يعني مختلطا لا أنا أرى سيأتينا فيها بحث إن شاء الله المعية فيها بحث طويل نعم .
في قوله من سورة المجادلة : { ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا}هل يمكن أن نرد على أهل الحلول بأن المعية معية علم لأن أول الآية علم وآخره علم.؟
السائل : أثابكم الله بعضهم يرد عن الحلول والاتحاد يستدل بآية المجادلة يقول إن آية المجادلة السياق يدل على أن المعية معية علم لأنها مبدوءة بعلم ومختومة بعلم ؟ الشيخ : نعم هذا قرينة على أن المراد بالمعية هنا لوازمها . السائل : يعني صحيح يا شيخ الجواب ؟ الشيخ : لا بأس به يعني مو بذاك الصحة لأن حتى لو قلنا علمه في كل مكان فيها إشكال نعم . يلا سليم ؟
دلالة حديث الجارية على فساد قول أن الله معنا بذاته.
الطالب : عفا الله عنك يا شيخ كيف نخلي يكون المجال المجال لخوض الناس في العلو والرسول صلى الله عليه وسلم قال لما سأل الجارية قالت إن الله فوق أقرها وقال : ( أعتقها فإنها مؤمنة ) لم يقل صلى الله عليه وسلم إن هذا يلزم بعض الأحيان يعني أقرها قرارا كاملا يا شيخ كيف للناس الخوض فيه بعد الكلام هذا ؟ الشيخ : والله يا أخ سليم احمد الله على العافية من لم يجعل الله له نورا فما له نور نسأل الله ألا يزيغ قلوبنا ولا قلوبكم .
هل إذا أثبتنا صفة مثل الجهة نتوقف فى اللفظ ,والمعنى نحكم فيه بعقولنا.؟
السائل : قد قعدنا قاعدة فيما سبق أنه إذا أثبتنا صفة مثل صفة الجنب أو الجسم أننا نتوقف اللفظ أما المعنى فنحكم به بعقولنا ؟ الشيخ : لا لا نستفصل فيه إن أريد به معنى باطلا رددنا المعنى لا يا رجل كيف تحكيم العقل تحكيم العقل الآن عقلك هل يدلك على أن الله تعالى موصوف بصفات الكمال إجمالا ومنزه عن صفات النقص إجمالا إذا كان كذلك كل شيء يتضمن النقص مما يضاف إلى الله فهو مرفوض واضح الحاجة إلى الأكل مثلا نقص ولا كمال ؟ الطالب : نقص . الشيخ : إذا الله منزه عن الأكل حتى وإن لم نقرأ القرآن هذا واضح . السائل : ... . الشيخ : العقل المراد بالعقل الذي ينافي ما جاء في الكتاب والسنة فمثلا إذا قال وجاء ربك قال ما يمكن يجي المراد جاء امره نقول ما الذي يمنعه عن المجيء أنت لا تثبت مجيئا كمجيئنا مثلا لزيارة شخص أو ما أشبه ذلك قل هو مجيء يليق بجلاله وعظمته ولا نكيفه كل شيء يخالف الكتاب والسنة ممن يدعى أنه عقل فليس بعقل هذه خذها قاعدة سواء في الأمور الخبرية أو في العملية لأنه الحمد لله الكتاب والسنة إنما جاء بما يوافق صريح العقل انتهى الوقت . بسم الله الرحمن الرحيم إجراء المسابقة نمضي فيها ولا نتركها ؟ في الكتاب الذي نقرأ الآن مسابقة إي فيما فهمنا من القواعد أو الأمثلة أو التقسيمات على الدرس . السائل : يعني أسئلة ولا مسابقة ؟ الشيخ : مسابقة نعم مفيدة شوف أجل طيب اقرأ يا عبد الله . القارئ : قال المؤلف حفظه الله تعالى : " وعلى هذا فيكون تفسير معية الله لخلقه بالحلول والاختلاط باطلاً بالكتاب والسنة، والعقل، والفطرة، وإجماع السلف. الثالث: أنه مستلزم للوازم باطلة لا تليق بالله سبحانه وتعالى " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين : سبق لنا أن لله تعالى مع خلقه معية حقيقية لأن ذلك هو ظاهر القرآن ولكنها معية مضافة إلى الله تبارك وتعالى فلا يمكن أن تنافي كماله فهل يمكن أن يقال إنها معية اختلاط ؟ الجواب : لا لأن هذا ينافي كمال الله عز وجل فإن الله سبحانه وتعالى فوق كل شيء ثبت علوه بالكتاب والسنة وإجماع السلف والعقل والفطرة بل نقول إنها معية حقيقية مضافة إلى الله فتقتضي أن تكون معية خاصة به . أما تقسيم المعية إلى أقسام فهذا ليس موضعه نحن الآن نذكر إيش ؟ قواعد هذا الكتاب قواعد من جنس أصول الفقه للفقه والتفصيل مر علينا والحمد لله في العقيدة الواسطية .
قال المؤلف : " الثالث: أنه مستلزم للوازم باطلة لا تليق بالله ـ سبحانه وتعالى ـ. ولا يمكن لمن عرف الله تعالى وقدره حق قدره، وعرف مدلول المعية في اللغة العربية التي نزل بها القرآن أن يقول: إن حقيقة معية الله لخلقه تقتضي أن يكون مختلطاً بهم أو حالاً في أمكنتهم، فضلاً عن أن تستلزم ذلك ولا يقول ذلك إلا جاهل باللغة، جاهل بعظمة الرب ـ جل وعلا ـ."
الشيخ : قال : " ولا يمكن لمن عرف الله تعالى وقدره حق قدره " يعني عظمه حق تعظيمه " وعرف مدلول المعية في اللغة العربية التي نزل بها القرآن أن يقول : إن حقيقة معية الله لخلقه تقتضي أن يكون مختلطاً بهم أو حالاً فيهم " لماذا لا يمكن هذا ؟ لأن هذه معية مضافة إلى الله عز وجل وإذا كانت معية مضافة إلى الله لزم أن تكون لائقة به ومعلوم أنه لو قيل أنها تقتضي اختلاط مع الخلق في أماكنهم لكان ذلك منافيا إلى الإضافة الاختصاصية التي تليق بالله وفكر أنت الآن هل يمكن لأي إنسان إن الله معك في المرحاض إذا كنت في المرحاض أعوذ بالله لا يمكن إطلاقا إذا كان لا يمكن نقول إنه لا يلزم أن يكون مقتضاها الاختلاط بل هي معية مضافة إلى الله كسائر صفاته طيب فإذا تبين ذلك قال : " فضلاً عن أن تستلزم ذلك " الذين يقولون إن الله معنا في كل مكان يقولون هذا مستلزم المعية وقد سبق أن ضربنا لكم أمثالا بأن المعية تطلق على من بينك وبينه مسافات مثل بدر بين المدينة ومكة الرجل مثلا القاعد يقول للجند أنا معكم وهو بعيد في غرفة القيادة القمر كل الناس يقولون القمر معنا يقول أسير والقمر معنا أو على يميننا وعلى شمالنا وأين موضعه ؟ في السماء وهو من أصغر آيات الله عز وجل فإذا تبين بطلان هذا القول تعين أن يكون الحق هو القول الثاني .