قال المؤلف : " فإذا تبين بطلان هذا القول تعين أن يكون الحق هو القول الثاني، وهو أن الله تعالى مع خلقه معية تقتضي أن يكون محيطاً بهم، علماً، وقدرة، وسمعاً وبصراً وتدبيراً وسلطاناً، وغير ذلك مما تقتضيه ربوبيته مع علوه على عرشه فوق جميع خلقه.
وهذا هو ظاهر الآيتين بلا ريب، لأنهما حق، ولا يكون ظاهر الحق إلا حقاً ولا يمكن أن يكون الباطل ظاهر القرآن أبداً."
الشيخ : الرجل مثلا القاعد يقول للجند أنا معكم وهو بعيد في غرفة القيادة القمر كل الناس يقولون القمر معنا يقول أسير والقمر معنا أو على يميننا وعلى شمالنا وأين موضعه ؟ في السماء وهو من أصغر آيات الله عز وجل . " فإذا تبين بطلان هذا القول تعين أن يكون الحق هو القول الثاني " الحق هو القول الثاني بالنصب ولا القولُ ؟ القولَ بالنصب لأنه هو هنا ضمير فصل وضمير الفصل لا يؤثر كما قال تعالى : (( لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين )) ولا الغالبون ؟ (( الغالبين )) فتجد أن ضمير الفصل لم يغير الإعراب لأنه هو حرف ليس له محل من الإعراب . يقول " هو القول الثاني : وهو أن الله تعالى مع خلقه معية تقتضي " انتبه إلى كلمة تقتضي لأن الوارد عن السلف أنهم معهم بعلمه تفسير لها بمقتضاها ولوازمها لا بحقيقة معناها والذي جرهم إلى هذا هو أن الجهمية في ذلك الوقت لهم صولة يقولون للعامة إن الله معنا نفسه في الأرض والعامي إذا قرؤوا : (( وهو معكم أينما كنتم )) ثم قيل له هذا المعنى يلتبس عليه الأمر أو لا ؟ يلتبس عليه الأمر بلا شك وعقول العوام لا تستوعب أن يقال إن الله معنا حقيقة وهو في السماء لا تستوعب هذا فلذلك عدل السلف ومرادي من بعد الصحابة وإن كان قد روي عن ابن مسعود نحو هذا القول إن معنى (( وهو معكم )) أي هو عالم بهم لكن عدلوا عن ذلك من أجل تيسير الفهم على العامة فإذا قيل للعامي هو معكم أي بعلمه أي يعلمكم لا يخفى عليه أمركم اطمئن وعرفه لكن لو قيل له إنه حقيقة معك وهو في السماء قد لا يتصور هذا وقد لا يحتمل هذا عقله نعم وقد لا يحتمل هذا عقله ونحن إذا فسرناها باللازم المحقق لم نخرج عن معناها لأنه سبق لنا أن لازم قول الله ورسوله حق وأنه من وقول الله ورسوله ومن هنا نعرف أن الفتوى قد تتغير بحسب الحال لكن ليس هذا تغيرا لأصل الحكم لأن الأحكام ما يمكن تتغير لكن لتغير العلل الموجبة للحكم طيب نقول إذا هو مع خلقه معية تقتضي أن يكون محيطا بهم علما وقدرة وسمعا وبصرا وتدبيرا وسلطانا وغير ذلك مما تقتضيه ربوبيته مع علوه على عرشه فوق جميع خلقه عز وجل وقد أشار إلى هذا ابن كثير رحمه الله في تفسيره وأشار إليه أيضا ابن رجب رحمه الله بأنه ليس معهم بالعلم فقط بل بالعلم والسمع والبصر والقدرة والسلطان وغير ذلك مما تقتضيه الربوبية وهذا هو ظاهر الآيتين بلا ريب ما هما الآيتان ؟ آية الحديد والمجادلة نعم . " لأنهما حق، ولا يكون ظاهر الحق إلا حقاً ولا يمكن أن يكون الباطل ظاهر القرآن أبداً " ما هو الباطل ؟ القول بأنه معنا في المكان هذا قول باطل وإذا كان الإنسان يعرف مدلول العلو وأصر إلا أن يكون في الأرض فإنه كافر لأنه مكذب لله ورسوله والآية المشتبهة هذه تحمل على إيش ؟ تحمل على المحكم يا جماعة كل آية كل حديث مشتبه نحمله على المحكم الذي لا يشتبه لا تكن كالذين في قلوبهم زيغ يتبعون ما تشابه ويضربون القرآن أو السنة بعضها ببعض .
قال المؤلف : " قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتوى الحموية ص103جـ 5 من مجموع الفتاوي لابن قاسم: ثم هذه المعية تختلف أحكامها بحسب الموارد فلما قال: {يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها}. إلى قوله: {وهو معكم أين ما كنتم}. دل ظاهر الخطاب على أن حكم هذه المعية ومقتضاها أنه مطلع عليكم ، شهيد عليكم ، ومهيمن عالم بكم ، وهذا معنى قول السلف: إنه معهم بعلمه. وهذا ظاهر الخطاب وحقيقته. وكذلك في قوله: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم}. إلى قوله: {هو معهم أين ما كانوا}. الآية."
ولما قال النبي، صلى الله عليه وسلم، لصاحبه في الغار: ]لا تحزن إن الله معنا[(3). كان هذا ـ أيضاً ـ حقاً على ظاهره، ودلت الحال على أن حكم هذه المعية هنا معية الاطلاع والنصر والتأييد.
الشيخ :" قال شيخ الإسلام ابن تيمية في * الفتوى الحموية * صفحة 103جـ 5 من * مجموع الفتاوي * لابن قاسم * : ثم هذه المعية تختلف أحكامها بحسب الموارد فلما قال : (( يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها )) إلى قوله : ((وهو معكم أين ما كنتم )) دل ظاهر الخطاب على أن حكم هذه المعية ومقتضاها أنه مطلع عليكم ، شهيد عليكم ومهيمن عالم بكم " دل ظاهر الخطاب على أن حكم هذه المعية والحكم غير المعنى الحكم هو المقتضى واللازم وما أشبه ذلك ولهذا مر علينا في الأسماء السميع له معنى وله حكم المعنى هو ثبوت السمع والحكم أنه يسمع كما مر فيقول : على أن حكم هذه المعية أنها تقتضي هذه المعية ومقتضاها عطف عليها التفسير أنه مطلع عليكم شهيد عليكم ومهيمن عالم بكم " وهذا معنى قول السلف : إنه معهم بعلمه " . عندي تعليق : كان هذا معنى السلف : " إنه معهم بعلمه " لأنه إذا كان معلوما أن الله تعالى معنا مع علوه لم يبق أن يكون إلا مقتضى هذه المعية أن الله عالم بنا مطلع شهيد مهيمن لا أنه معنا بذاته في الأرض . يقول شيخ الإسلام : " وهذا ظاهر الخطاب وحقيقته وكذلك في قوله تعالى : (( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم )) إلى قوله : (( وهو معهم أين ما كانوا )) الآية " هذه أين ؟ في المجادلة . " ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم " هذا كلام ابن تيمية رحمه الله : " ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبه في الغار: (( لا تحزن إن الله معنا )) كان هذا أيضاً حقاً على ظاهره، ودلت الحال على أن حكم هذه المعية هنا معية الاطلاع " وهذا بالمعنى العام " والنصر والتأييد " وهذا بالمعنى الخاص . ثم قال : " فلفظ المعية قد استعمل في الكتاب والسنة في مواضع يقتضي في كل موضع أموراً لا يقتضيها في الموضع الآخر " مثلا يراد بها النصر والتأييد ويراد بها الإحاطة ويراد بها التهديد حسب ما يقتضيه السياق .
قال المؤلف : " ثم قال: فلفظ المعية قد استعمل في الكتاب والسنة في مواضع: يقتضي في كل موضع أموراً لا يقتضيها في الموضع الآخر. فإما أن تختلف دلالتها بحسب المواضع، أو تدل على قدر مشترك بين جميع مواردها، وإن امتاز كل موضع بخاصية فعلى التقديرين ليس مقتضاها أن تكون ذات الرب - عز وجل - مختلطة بالخلق حتى يقال :قد صرفت عن ظاهرها ا.هـ."
الشيخ :" فيقال : فإما أن تختلف دلالتها بحسب المواضع، أو تدل على قدر مشترك بين جميع مواردها، وإن امتاز كل موضع بخاصية " يعني معنى ذلك أن شيخ الإسلام يقول إما أن تختلف دلالتها حسب المواضع فعلى هذا تكون من قسم المشترك مشترك يعني إذا كان اللفظ يدل على معنيين فأكثر لا مزية لأحدهما على الآخر سمي مشتركا ومثلوا لذلك بكلمة عين كلمة عين تطلق بالمعنى الحقيقي على العين الباصرة وعلى عين الماء تسمى عينا وعلى النقد يسمى عينا ومنه قول الشاعر : " ... " هذا نسميه إيش ؟ نسميه مشتركا ومنه القرء اسم مشترك بين إيش ؟ الحيض والطهر ولهذا اختلف العلماء في قوله تعالى : (( ثلاثة قروء )) هل المراد ثلاثة أطهار أو ثلاث حيض المهم المشترك هو الذي يدل على معنيين على السواء يعني أنه يقال حقيقة في هذا وهذا يسمى مشترك ضدها المترادف المترادف ألفاظ متعددة والمعنى واحد مثل إنسان وبشر قمح بر وله أمثلة فشيخ الإسلام يقول هل نجعل المعية أنها تختلف دلالتها بحسب المواضع بمعنى أنها من قسم المشترك أو نقول أنها تدل على قدر مشترك بين جميع مواردها وإن امتاز كل موضع بخاصية وهذا يسمونه مشككا لأنه لما كان يتفق في أصل واحد لكن يختلف في تميز كل واحد عن الآخر إن نظرنا إلى هذا التميز قلنا إنه من الألفاظ المتباينة وإن نظرنا إلى القدر المشترك قلنا إنه من الألفاظ المشتركة فلهذا يسميه العلماء المشكك لأنه يوقع السامع أو المتكلم في الشك بين أن يكون من المشترك أو يكون من المتبادر واضح هذا ولا لا ما هو بواضح ؟ الطالب : مو بواضح . الشيخ : أولا ما هو المشترك هو اللفظ الدال على معنيين مستقلين على وجه سواء مثاله : العين كلمة عين تطلق على العين الباصرة هذه وعين الماء وعين النقد تطلق على هذا كله بالمعنى المشترك والذي يعين أحد المعاني هو السياق فتقول مثلا اشتريت نعم بعت عينا بدين يعني عين باصرة نعم لا عين ماء هو يحتمل لكن أيهما أقرب عين ماء ولا عين نقد ؟ الثاني . إذا كان اللفظ يدل على معنيين متباينين واللفظ متعدد كالمعنى نسمي هذا إيش ؟ إذا كان اللفظ متعددا والمعنى متعددا نسميه متباين كإنسان وحجر بعير وفرس هذه متباينة نأتي إلى المعية وأشباهها من الكلمات إذا نظرنا إلى أصل المعنى المشترك وهو المصاحبة المعية في كل موضع تدل على المصاحبة لكنها تمتاز بحسب الموارد إذا قلت الماء مع اللبن هذه مصاحبة إذا قلت المرأة مع زوجها هذه مصاحبة ولا لا ؟ اشتركا في أصل المصاحبة لكن يختلف مصاحبة الماء للبن ومصاحبة الرجل لزوجته هل نقول بهذا الاختلاف صارت من الألفاظ المتباينة ؟ اصبر أو نقول نرجع لأصل المعنى وهو المصاحبة فتكون من الألفاظ إيش ؟ المشتركة إذ أطلقوا عليها اسما لائقا بها وهو المشككة أي أن الإنسان يتشكك هل هي من القسم المشترك أو من القسم المتباين نأتي المعية مثلا إذا قلنا الماء مع اللبن هذه لها معنى واضح مختلط إذا قلنا جاء القائد مع جنده هذه لها معنى آخر يختلف عن الأول فهل تجعله متباينا تجعل المعية لفظ يدل على أشياء متباينة أو تقول هي في الأصل مشركة في إيش ؟ في المصاحبة لكن كل واحد يمتاز بمصاحبته عن الآخر الواقع أن الثاني هو الأقرب هذا هو الأقرب ولكن مع ذلك لما كان يختلف الأمر بين الأصل وبين الصفة سموها مشككة ولا مشاحة في الاصطلاح . الآن المعية قل هي لفظ ويختلف معناه بحسب ما أضيف إليه أو بحسب السياق طيب يقول : " فعلى التقديرين ليس مقتضاها أن تكون ذات الرب عز وجل مختلطة بالخلق حتى يقال : قد صرفت عن ظاهرها " من الذين قالوا إنكم صرفتوها عن ظاهرها ؟ هذه من الأمثلة يا إخوان أهل التعطيل قالوا أنتم يا من تدعون أنكم آخذون بالظاهر صرفتم معنى المعية لأن معنى المعية عندهم الذين يريدون أن يلزمونا به هو المخالطة فيقال هذا ليس بلازم المعية وإن كانت تقتضي الاختلاط في بعض السياقات لكن ليس هذا بلازم حتى تلزمونا بذلك .
قال المؤلف : " ويدل على أنه ليس مقتضاها أن تكون ذات الرب - عز وجل - مختلطة بالخلق أن الله تعالى ذكرها في آية المجادلة بين ذكر عموم علمه في أول الآية وآخرها فقال: {ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسةٍ إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم}.
فيكون ظاهر الآية أن مقتضى هذه المعية علمه بعباده، وأنه لا يخفى عليه شيء من أعمالهم لا أنه سبحانه مختلط بهم، ولا أنه معهم في الأرض."
الشيخ :" ويدل على أنه ليس مقتضاها أن تكون ذات الرب عز وجل مختلطة بالخلق أن الله تعالى ذكرها في آية المجادلة بين ذكر عموم علمه في أول الآية وآخرها فقال : (( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) " أين العلم (( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ )) والثاني (( إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) . هنا نكتة لغوية ثلاثة إلا هو رابعهم وفي القرآن (( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة )) يقول النحويون وهو معنى اللغة إذا كان الثالث من غير الجنس فلا بد أن تقول رابع وإن كان من الجنس فقل ثالث ثالث ثلاثة ولم يقل ثالث اثنين ليش ؟ لأنه من جنسه على زعم المثلثين الذين يقولون إن الآلهة ثلاثة ولو كان من غير جنس لقال ثالث اثنين طيب (( ثلاثة إلا هو رابعهم )) لماذا قال إلا هو رابعهم ولم يقال : ما يكون من نجوى أربعة إلا هو رابعهم لأنه من غير الجنس هذا مخلوق وهذا خالق طيب . " فيكون ظاهر الآية أن مقتضى هذه المعية علمه بعباده، وأنه لا يخفى عليه شيء من أعمالهم لا أنه سبحانه مختلط بهم، ولا أنه معهم في الأرض " وإذا بان لك هذا الجواب فهذا المطلوب وإن لم يبن فعليك بالأصل وهو علو الله عز وجل وعلو الله من الصفات الذاتية ومعنى الذاتية التي لا ينفك عنها فهو لم يزل سبحانه وتعالى ولا يزال عاليا .
قال المؤلف : " أما في آية الحديد، فقد ذكرها الله تعالى مسبوقة بذكر استوائه على عرشه وعموم علمه متلوة ببيان أنه بصير بما يعمل العباد فقال: {هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيامٍ ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير}. فيكون ظاهر الآية أن مقتضى هذه المعية علمه بعباده وبصره بأعمالهم مع علوه عليهم واستوائه على عرشه لا أنه سبحانهمختلط بهم ولا أنه معهم في الأرض وإلا لكان آخر الآية مناقضاً لأولها الدال على علوه واستوائه على عرشه}."
الشيخ :" أما في آية الحديد فقد ذكرها الله تعالى مسبوقة بذكر استوائه على عرشه وعموم علمه متلوة ببيان أنه بصير بما يعمل العباد فقال : (( هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )) " واضح أنه ليس المراد أنه في الأرض لأنه لو كان المراد أنه في الأرض لتناقض مع أول الآية وهو قوله : (( استوى على العرش )) لأن من استوى على العرش لا يمكن أن يكون في الأرض قال : " فيكون ظاهر الآية أن مقتضى هذه المعية علمه بعباده وبصره بأعمالهم مع علوه عليهم واستوائه على عرشه لا أنه سبحانه مختلط بهم ولا أنه معهم في الأرض وإلا لكان آخر الآية مناقضاً لأولها الدال على علوه واستوائه على عرشه " .
قال المؤلف : "فإذا تبين ذلك علمنا أن مقتضى كونه تعالى مع عباده أنه يعلم أحوالهم، ويسمع أقوالهم، ويرى أفعالهم، ويدبر شؤونهم، فيحيي، ويميت، ويغني، ويفقر، ويؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء إلى غير ذلك مما تقتضيه ربوبيته وكمال سلطانه لا يحجبه عن خلقه شيء، ومن كان هذا شأنه فهو مع خلقه حقيقة، ولو كان فوقهم على عرشه حقيقة."
الشيخ :" فإذا تبين ذلك علمنا أن مقتضى كونه تعالى مع عباده أنه يعلم أحوالهم، ويسمع أقوالهم، ويرى أفعالهم، ويدبر شؤونهم، فيحيي ويميت، ويغني ويفقر، ويؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء إلى غير ذلك مما تقتضيه ربوبيته وكمال سلطانه لا يحجبه عن خلقه شيء، ومن كان هذا شأنه فهو مع خلقه حقيقة ولو كان فوقهم على عرشه حقيقة " عندكم ... وقد سبق أن المعية في اللغة العربية لا تستلزم الاختلاط او المصاحبة في المكان " قال شيخ الإسلام في * العقيدة الواسطية * صفحة 140 مجلد 3 من * مجموع الفتاوى * لابن القاسم في فصل الكلام على المعية قال : وكل هذا الكلام الذي ذكره الله سبحانه من أنه فوق العرش وأنه معنا حق على حقيقته لا يحتاج إلى تحريف ولكن يصان عن الظنون الكاذبة " ما هي الظنون الكاذبة في هذه الآية ؟ أنه مختلط بالحق .
قال المؤلف : " وقال في الفتوى الحموية ص102، 103جـ 5 من المجموع المذكور: وجماع الأمر في ذلك أن الكتاب والسنة يحصل منهما كمال الهدى والنور لمن تدبر كتاب الله وسنة نبيه، وقصد اتباع الحق، وأعرض عن تحريف الكلم عن مواضعه والإلحاد في أسماء الله وآياته.
ولا يحسب الحاسب أن شيئاً من ذلك يناقض بعضه بعضاً البتة مثل أن يقول القائل: ما في الكتاب والسنة من أن الله فوق العرش يخالفه الظاهر من قوله: {وهو معكم}. وقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإن الله قبل وجهه" ونحو ذلك فإن هذا غلط. وذلك أن الله معنا حقيقة ، وهو فوق العرش حقيقة ، كما جمع الله بينهما في قوله ـ سبحانه وتعالى ـ: {هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير}.فأخبر أنه فوق العرش، يعلم كل شيء، وهو معنا أينما كنا كما قال النبي، صلى الله عليه وسلم، في حديث الأوعال: "والله فوق العرش وهو يعلم ما أنتم عليه". ا.هـ."
الشيخ :" وقال في * الفتوى الحموية * صفحة 102، 103جـ 5 من المجموع المذكور : وجماع الأمر في ذلك أن الكتاب والسنة يحصل منهما كمال الهدى والنور لمن تدبر كتاب الله وسنة نبيه، وقصد اتباع الحق، وأعرض عن تحريف الكلم عن مواضعه والإلحاد في أسمائه وآياته " شروط يحصل منهما كمال الهدى والنور شروط : أولا : التدبر معنى التدبر التأمل في المعنى والتفكر في المعنى أما المعرض عن تدبر المعنى فهذا لا يحصل له كمال النور . الثاني : وقصد اتباع الحق وهذه النقطة الوحيدة فإن بعض الناس يتدبر القرآن ويتدبر الحديث لا لقصد نصر الحق ولكن لقصد نصر قوله وهذا قد يحرم من الوصول إلى الحق ويدلك على أنه يريد نصر قوله أنه يحاول لي أعناق النصوص إلى ما إيش ؟ إلى ما يقول فيحرف لكن تدبر القرآن والسنة وأنت متجرد من الهوى تابع للقرآن والسنة لا تجعل القرآن والسنة تابعين لك حتى يحصل لك كمال النور والهداية وقال : وأعرض عن تحريف الكلم عن مواضعه من الذي يبتلى بهذا ؟ هو الذي يريد أن ينصر قوله فتجده يحاول أن يلوي أعناق النصوص إلى ما يريد وهذا لا يوفق بل الواجب التسليم بما دل عليه الكتاب والسنة حتى لو كنت قلت بخلافه بالأول فارجع إلى الكتاب والسنة وإذا رجعت إلى الكتاب والسنة فتح الله عليك وأنار قلبك وسهل لك الرجوع إلى الحق وترك العناد وما أسهل الأمر على من وفقه الله إليه وإلا فالنفوس تريد أن تكون كلمتها هي العليا وهذا خلاف الذي يريد أن تكون كلمة الله هي العليا وهو يشبه الذي يجاهد شجاعة فليس في سبيل الله والذي يجاهد لتكون كلمة الله هي العليا هو الذي في سبيل الله فعليك بحسن النية إن كنت تريد أن تصل إلى الحق وأن يفتح الله عليك من خزائن فضله فعليك بحسن النية وأنك لا تتدبر القرآن ولا تجتهد في الوصول إلى الحق إلا من أجل نصرة الحق أبشر بالخير إذا كنت هكذا وإلا ستخذل وستتردد وسيحصل لك مفاسد عظيمة اسمع قول الله عز وجل : (( ونقلب أفئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون )) وقال عز وجل : (( بل كذبوا بالحق لما جاءهم )) بعدها (( فهم في أمر مريج )) يعني لما كذبوا أول مرة اختلط عليهم الأمر وعجزوا عن الوصول إلى الحق فعليك عليك أن تقصد بيان الحق واتباع الحق ولو خالف قولك ولا تظن أنك مهزوم إذا رجعت عن قولك بمقتضى دليل الكتاب والسنة بل إنك إيش ؟ منصور وعزيز لأن الله نصرك على نفسك ومتى روضت نفسك على هذا سهل عليك الرجوع إلى الحق " يقول شيخ الإسلام رحمه الله في * الفتوى الحموية * : وأعرض عن تحريف الكلم عن مواضعه والإلحاد في أسماء الله وآياته " سبق معنا الإلحاد في الأسماء والإلحاد في الآيات أين سبق ؟ في القواعد وكذلك أيضا في الواسطية نعم بارك الله فيكم " ولا يحسب الحاسب " يعني لا يظن الظان " أن شيئاً من ذلك يناقض بعضه بعضاً ألبتة مثل أن يقول القائل : ما في الكتاب والسنة من أن الله فوق العرش يخالفه الظاهر من قوله : (( وهو معكم )) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإن الله قبل وجهه ) ونحو ذلك فإن هذا غلط " يعني الذي يظن أنها تتناقض لا شك أنه غالط وأنه لم يمعن النظر وأنه في الغالب يريد أن ينصر قوله ومع الأسف أن بعض الطلبة الآن يتتبعون المتشابه ليضربوا القرآن بعضه ببعض أو السنة ولكن إذا سلكت طريق التسليم ونزلت كل نص على ما هو عليه سلمت من هذا فاحذر هذا الأمر احذر أنتضرب الكتاب بعضه ببعض سلم ولا تأت بالمتشابهات لتضرب بها المحكمات " وذلك أن الله معنا حقيقة وهو فوق العرش حقيقة " هل يمكن هذا أو لا يمكن ؟ في حق الله يمكن في حق الله المحيط بكل شيء يمكن أما نعم الواحد منا الذي يحصره المكان فلا يمكن أن يقال في السقف وفي الأرض في آن واحد لا يمكن لكن الرب عز وجل يمكن أن يكون معنا حقيقة وهو فوق عرشه وهذه المعية ليست معية أنه في الأرض نفسها هذا لا يمكن كما سبق طيب " كما جمع الله بينهما في قوله سبحانه وتعالى : (( هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير )) " . في أي سورة ؟ الحديد طيب " فأخبر أنه فوق العرش، يعلم كل شيء، وهو معنا أينما كنا كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حديث الأوعال : ( والله فوق العرش وهو يعلم ما أنتم عليه ) " .
الشيخ : حديث الأوعال هذا حديث رواه أهل السنة واختلف العلماء في صحته وأنكره المتأخرون إنكارا عظيما وقالوا هذا لا يمكن أن يصح لكن شيخ الإسلام وابن القيم رحمهما الله يستدلان به دائما وأدنى أحواله عندهم أن يكون حسنا ولذلك يستدل به شيخ الإسلام وابن القيم في مواضع كثيرة .
قال المؤلف : " واعلم أن تفسير المعية بظاهرها على الحقيقة اللائقة بالله تعالى لا يناقض ما ثبت من علو الله تعالى بذاته على عرشه وذلك من وجوه ثلاثة: الأول: أن الله تعالى جمع بينهما لنفسه في كتابه المبين المنزه عن التناقض وما جمع الله بينهما في كتابه فلا تناقض بينهما.
وكل شيء في القرآن تظن فيه التناقض فيما يبدو لك فتدبره حتى يتبين لك، لقوله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً}. فإن لم يتبين لك فعليك بطريق الراسخين في العلم الذين يقولون: {آمنا به كلٌ من عند ربنا}. وكل الأمر إلى منزله الذي يعلمه ، واعلم أن القصور في علمك ، أوفي فهمك وأن القرآن لا تناقض فيه.
وإلى هذا الوجه أشار شيخ الإسلام في قوله فيما سبق: "كما جمع الله بينهما"."
الشيخ : قال : " واعلم أن تفسير المعية بظاهرها على الحقيقة اللائقة بالله تعالى لا يناقض ما ثبت من علو الله تعالى بذاته على عرشه وذلك من وجوه ثلاثة : الأول : أن الله تعالى جمع بينهما لنفسه في كتابه المبين المنزه عن التناقض وما جمع الله بينهما في كتابه فلا تناقض بينهما لقول الله تعالى : (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً )) وكل شيء في القرآن تظن فيه التناقض فيما يبدو لك فتدبره حتى يتبين لك لقول الله تعالى : (( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً )) " . أفلا يتدبرون هذا حصر يحض الله عز وجل على أن نتدبر القرآن ولاسيما إذا مرت بنا آيات ظاهرها التعارض لأن الله يقول : (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ))" فإن لم يتبين لك فعليك بطريق الراسخين في العلم الذين يقولون : (( آمنا به كلٌ من عند ربنا )) وكل الأمر إلى منزله الذي يعلمه " كله يعني أوكله إليه نعم " واعلم أن القصور في علمك أو في فهمك " إذا وجدت شيئا متناقضا في القرآن فيما يبدو لك فهذا يدل على إيش ؟ قصور العلم أو قصور الفهم أو تقصير التدبر لكن كلامنا في المتدبر أحيانا يتدبر الإنسان ويتدبر ويتدبر ويبقى عنده إشكال فنقول إن هذا نقص ولكن ما موقفنا إذا عجزنا عن الجمع ؟ أن نقول آمنا به كل من عند ربنا وما كان من عند الله فإنه لا يمكن أن يتناقض ولا يتضارب " وإلى هذا الوجه أشار شيخ الإسلام في قوله فيما سبق : كما جمع الله بينهما " .
قال المؤلف : " وكذلك ابن القيم كما في مختصر الصواعق لابن الموصلي ص410ط الإمام في سياق كلامه على المثال التاسع مما قيل : إنه مجاز قال: "وقد أخبر الله أنه مع خلقه مع كونه مستوياً على عرشه، وقرن بين الأمرين كما قال تعالى: ـ وذكر آية سورة الحديد ـ ثم قال : فأخبر أنه خلق السموات والأرض، وأنه استوى على عرشه وأنه مع خلقه يبصر أعمالهم من فوق عرشه كما في حديث الأوعال: "والله فوق العرش يرى ما أنتم عليه" فعلوه لا يناقض معيته، ومعيته لا تبطل علوه بل كلاهما حق". ا.هـ."
الشيخ :" وكذلك ابن القيم كما في * مختصر الصواعق * لابن الموصلي صفحة 410ط الإمام في سياق كلامه على المثال التاسع مما قيل : إنه مجاز قال يقول ابن القيم : وقد أخبر الله أنه مع خلقه مع كونه مستوياً على عرشه، وقرن بين الأمرين كما قال تعالى وذكر آية سورة الحديد ثم قال : فأخبر أنه خلق السموات والأرض، وأنه استوى على عرشه وأنه مع خلقه يبصر أعمالهم من فوق عرشه كما في حديث الأوعال : ( والله فوق العرش يرى ما أنتم عليه ) فعلوّه لا يناقض معيته، ومعيته لا تبطل علوه بل كلاهما حق " هذا كلام ابن القيم وقد أطال شيخ الإسلام وابن القيم في هذا لأنها مسألة مهمة جدا عقيدة وكثير من الناس يعتقد أن الله معنا في الأرض . ولقد حصل درس في الحرم وتكلمت على الموضوع وقام رجل معه سجادته طوال وقام يتكلم وغضب مما قلت له : إن مقتضى هذا القول أن يكون الله تعالى مع خلقه في الأماكن القذرة كالمراحيض انتفخ وزعل وهرب من هذا لأن الواقع أن قولهم هذا إيش ؟ يستلزم ذلك ولا بد وإلا هات دليل يفرق بين هذا وهذا .
قال المؤلف : " الوجه الثاني: أن حقيقة معنى المعية لا يناقض العلو فالاجتماع بينهما ممكن في حق المخلوق فإنه يقال: ما زلنا نسير والقمر معنا. ولا يعد ذلك تناقضاً ولا يفهم منه أحد أن القمر نزل في الأرض فإذا كان هذا ممكنا في حق المخلوق ففي حق الخالق المحيط بكل شيء مع علوه سبحانه من باب أولى، وذلك لأن حقيقة المعية لا تستلزم الاجتماع في المكان. وإلى هذا الوجه أشار شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتوى الحموية ص103 المجلد الخامس من مجموع الفتاوي لابن قاسم حيث قال: وذلك أن كلمة (مع) في اللغة إذا أطلقت فليس ظاهرها في اللغة إلا المقارنة المطلقة من غير وجوب مماسة أو محاذاة عن يمين أو شمال فإذا قيدت بمعنى من المعاني دلت على المقارنة في ذلك المعنى، فإنه يقال: ما زلنا نسير والقمر معنا أو والنجم معنا ويقال: هذا المتاع معي لمجامعته لك، وإن كان فوق رأسك فالله مع خلقه حقيقة وهو فوق عرشه حقيقة. أ.هـ. الوجه الثاني: أن حقيقة معنى المعية لا يناقض العلو فالاجتماع بينهما ممكن في حق المخلوق فإنه يقال: ما زلنا نسير والقمر معنا. ولا يعد ذلك تناقضاً ولا يفهم منه أحد أن القمر نزل في الأرض فإذا كان هذا ممكنا في حق المخلوق ففي حق الخالق المحيط بكل شيء مع علوه سبحانه من باب أولى، وذلك لأن حقيقة المعية لا تستلزم الاجتماع في المكان.
وإلى هذا الوجه أشار شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتوى الحموية ص103 المجلد الخامس من مجموع الفتاوي لابن قاسم حيث قال: وذلك أن كلمة (مع) في اللغة إذا أطلقت فليس ظاهرها في اللغة إلا المقارنة المطلقة من غير وجوب مماسة أو محاذاة عن يمين أو شمال فإذا قيدت بمعنى من المعاني دلت على المقارنة في ذلك المعنى، فإنه يقال: ما زلنا نسير والقمر معنا أو والنجم معنا ويقال: هذا المتاع معي لمجامعته لك، وإن كان فوق رأسك فالله مع خلقه حقيقة وهو فوق عرشه حقيقة. أ.هـ.الوجه الثاني: أن حقيقة معنى المعية لا يناقض العلو فالاجتماع بينهما ممكن في حق المخلوق فإنه يقال: ما زلنا نسير والقمر معنا. ولا يعد ذلك تناقضاً ولا يفهم منه أحد أن القمر نزل في الأرض فإذا كان هذا ممكنا في حق المخلوق ففي حق الخالق المحيط بكل شيء مع علوه سبحانه من باب أولى، وذلك لأن حقيقة المعية لا تستلزم الاجتماع في المكان.
وإلى هذا الوجه أشار شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتوى الحموية ص103 المجلد الخامس من مجموع الفتاوي لابن قاسم حيث قال: وذلك أن كلمة (مع) في اللغة إذا أطلقت فليس ظاهرها في اللغة إلا المقارنة المطلقة من غير وجوب مماسة أو محاذاة عن يمين أو شمال فإذا قيدت بمعنى من المعاني دلت على المقارنة في ذلك المعنى، فإنه يقال: ما زلنا نسير والقمر معنا أو والنجم معنا ويقال: هذا المتاع معي لمجامعته لك، وإن كان فوق رأسك فالله مع خلقه حقيقة وهو فوق عرشه حقيقة. أ.هـ.وصدق ـ رحمه الله تعالى ـ فإن من كان عالماً بك مطلعاً عليك، مهيمناً عليك، يسمع ما تقول، ويرى ما تفعل، ويدبر جميع أمورك، فهو معك حقيقة، وإن كان فوق عرشه حقيقة، لأن المعية لا تستلزم الاجتماع في المكان."
الشيخ :" الوجه الثاني : أن حقيقة معنى المعية لا يناقض العلو فالاجتماع بينهما ممكن في حق المخلوق فإنه يقال : ما زلنا نسير والقمر معنا ولا يعد ذلك تناقضاً ولا يفهم منه أحد أن القمر نزل في الأرض فإذا كان هذا ممكنا في حق المخلوق ففي حق الخالق المحيط بكل شيء مع علوه سبحانه من باب أولى، وذلك لأن حقيقة المعية لا تستلزم إيش ؟ الاجتماع في المكان وإلى هذا الوجه أشار شيخ الإسلام ابن تيمية في * الفتوى الحموية * صفحة 103 المجلد الخامس من * مجموع الفتاوي * لابن قاسم حيث قال : وذلك أن كلمة مع في اللغة العربية إذا أطلقت فليس ظاهرها في اللغة إلا المقارنة المطلقة من غير وجوب مماسة أو محاذاة عن يمين أو شمال فإذا قيدت بمعنى من المعاني دلت على المقارنة في ذلك المعنى، فإنه يقال : ما زلنا نسير والقمر معنا أو والنجم معنا ويقال : هذا المتاع معي لمجامعته لك، وإن كان فوق رأسك فالله مع خلقه حقيقة وهو فوق عرشه حقيقة. انتهى " وصدق رحمه الله فإن من كان عالما بك مطلعا عليك مهيمنا عليك يسمع ما تقول ويرى ما تفعل ويدبر جميع أمورك فهو معك حقيقة وإن كان فوق عرشه وإن كان فوق عرشه حقيقة لأن المعية لا تستلزم الاجتماع في المكان .
قال المؤلف : " الوجه الثالث: أنه لو فرض امتناع اجتماع المعية والعلو في حق المخلوق لم يلزم أن يكون ذلك ممتنعاً في حق الخالق الذي جمع لنفسه بينهما لأن الله تعالى لا يماثله شيء من مخلوقاته كما قال تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}. وإلى هذا الوجه أشار شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية ص143جـ3 من مجموع الفتاوي حيث قال : وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته فإنه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته وهو علي في دنوه قريب في علوه. أ.هـ."
الشيخ :" الوجه الثالث " منين ؟ من اجتماع العلو والمعية " أنه لو فرض امتناع اجتماع المعية والعلو في حق المخلوق لم يلزم أن يكون ذلك ممتنعاً في حق الخالق الذي جمع لنفسه بينهما لأن الله تعالى لا يماثله شيء من مخلوقاته كما قال تعالى : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) وإلى هذا الوجه أشار شيخ الإسلام ابن تيمية في * العقيدة الواسطية * صفحة 143جـ3 من * مجموع الفتاوي * حيث قال : وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته فإنه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته وهو علي في دنوه قريب في علوه " .
هل هناك فرق بين الحديثين:"ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة " وبين: "إن الله يدنوا عشية عرفة".؟
السائل : أحسن الله إليك هل هناك فرق بين ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة ) وفي الحديث الآخر : ( إن الله يدنو عشية عرفة ) فيه فرق بين الدنو والنزول ؟ الشيخ : الواجب في هذه المسائل نأخذ بالنصوص بألفاظها لأن ينزل إلى السماء الدنيا بين أن منتهى نزوله السماء الدنيا ويدنو ما بيّن الدنو والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ) وهذا دنو فيقال ينزل كل نص على ما جاء . السائل : قال يدنو ينكر عليه . الشيخ : ويش قال ؟ السائل : قال إن الله يدنو كل ليلة ننكر عليه ؟ الشيخ : نعم ننكر عليه لما بينهما من الفرق نعم يا سليم .
الطالب : عفا الله عنك يا شيخ من مخلوقات الله يا شيخ شيء يدل على أن الله مطلع على عباده وهو على عرشه مثل الشمس والقمر يا شيخ مثل الشمس والقمر من مخلوقات الله ونورها يبسط على جميع الخلق وينور على الناس كلهم وهو في السماء من أبسط مخلوقات الله الليل والنهار أعظم منها والسماء والأرض أعظم منها وهذا والنور نشوف النور اللي الله يتنور نور على جميع وننكر أن الله مطلع على خلقه وهو على عرشه . الشيخ : الله يجزاك خير سبحان الله سليم يجيب أدلة عقلية واضحة لكن نقول لا تستغرب (( من يضلل الله فلا هادي له ))(( ويذرهم في طغيانهم يعمهون )) ولهذا يعني الإنسان إذا رأى أن هناك علماء أجلاء بمعنى الكلمة ضلوا الطريق السليم في هذه العقيدة يسأل الله الثبات ويقول اللهم ثبتني ولهذا تجد الطلبة الذين ما قرؤوا كلام أهل التعطيل وأهل التحريف وما أشبه ذلك تجدهم على الفطرة يقرؤون القرآن ويعتقدون ما دل عليه حتى إن بعضهم يكره أن المعلم يتحدث في هذه الأشياء يقول هذا يغير القلب دعوني وفطرتي لكن الله يثبتنا وإياكم . الطالب : بعض الناس يظن البدر يا شيخ البدر الصغير لما صار بدر صغير يخلوه عند البهم أو عند الغنم قل اذهب تحت عين الله يعني أن الله مطلع عليه . الشيخ : مثل قوله : (( ولتصنع على عيني )) . الطالب : لكن الحين سبحان الله العظيم يشكك الإنسان ... يشكك . الشيخ : اللهم اهدنا اللهم اهدنا .
هل يصح التعبير بالجارحة لمن أراد أن يثبت الصفات الخبرية كاليد.؟
السائل : العض يعبر عند إرادته لإثبات صفة الشيخ : عند إيش السائل : عندما يريد أن نثبت صفة من الصفات الذاتية مثل اليد فيقول . الشيخ : الخبرية . السائل : الخبرية نعم فيقول لله يد بمعنى الجارحة بهذا التعبير فهل يصح هذا ؟ الشيخ : لا لا هذا الذين ينكرون اليد يقول لو قلنا بثبوت اليد لزم أن نثبت له جارحة وجارحة ويش معناها ؟ الجرح بمعنى الكسب كما قال عزوجل : (( وما علمتم من الجوارح )) الكواسب وكما قال : (( ويعلم ما جرحتم بالنهار )) فيقتضي أن الله يكسب نقول أن هذا بالنسببة للآدمي صحيح بالنسبة للخالق لا تقل جارحة ولا غير جارحة قل لليد بها يأخذ وبها يقبض نعم . السائل : ... ننصح له . الشيخ : نعم نعم نقول حرام عليك أن تقول هذا .