ما معنى الآية:{وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون}.؟
الشيخ : يعني إيش؟ السائل : عندما نريد أن يثبت صفة من الصفات الذاتية . الشيخ : نعم . السائل : مثل اليد فيقول . الشيخ : الخبرية . السائل : الخبرية . الشيخ : ذاتية خبرية . السائل : نعم فيقول لله يد بمعنى الجارحة بهذا التعبير فهل يصح هذا ؟ الشيخ : لا لا هذا الذين ينكرون اليد يقولون لو قلنا بثبوب اليد لزم أن نثبت له جارحة وجارحة ويش معناها ؟ الجرح بمعنى الكسر كما قال عز وجل : (( وما علمتم من الجوارح )) الكواسر وكما قال : (( ويعلم ما جرحتم بالنهار )) فيقتضي أن الله يكسر نقول : هذا بالنسبة للآدمي صحيح بالنسبة للخالق لا تقل جارحة وإلا غير جارحة قل لله يد بها يأخذ وبها يقبض نعم ... . السائل : هل ننصح له ؟ الشيخ : نعم نعم. حرام عليك نقول حرام عليك أن تقول هكذا. السائل : جزاكم الله خيرا . السائل : أحسن الله إليكم ما وجه الآية : (( وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون )) . الشيخ : نعم أي نعم هل قرأت قول الله تعالى : (( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله )) ؟ الطالب : نعم . الشيخ : نعم ؟ الطالب : نعم . الشيخ : طيب ما معنى (( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله )) تمام يعني أنه ألوهيته ثابتة في السماء والأرض كما يقال : فلان أمير في مكة وأمير في المدينة واضح أي أن إمارته ثابتة في البلدين وإن كان هو في أحدهما ألوهية الله عز جل ثابتة في السماء والأرض ولكنه في السماء تمام قوله تعالى : (( وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم )) إذا قلنا باشتقاق لفظ الاسم الكريم الله وهو الصواب صار معنا قوله : (( وهو الله في السماوات والأرض )) مثل قوله : (( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله )) سواء بسواء يعني أن ألوهية الله ثابتة في السماوات وثابتة في الأرض وعلى هذا يكون (( يعلم سركم وجهركم )) جملة مستأنفة فهمت ؟ فيه قول آخر قف على قوله : (( هو الله في السماوات )) ثم ابتدأ وقل : (( وفي الأرض يعلم سركم وجهركم )) ويكون المعنى أن الله في السماء وأنه يعلم سركم وجهركم في الأرض فيكون الذي في الأرض من ؟ العباد العباد لكن المعنى أوضح لأنه يطابق آية (( وهو في السماء إله وفي الأرض إله )) نعم .
قلنا أن تحريف أهل التعطيل إذا لا تقتضيه اللغة يكفرون فهل تحريفهم معدود.؟
السائل : أهل التعطيل قلنا إذا كان تقتضيه اللغة فلا نكفرهم بذلك وإن لم تقتضيه اللغة يكفرون فهل تحريفهم الذين لا يكفرون به يعني معدود ؟ الشيخ : أنا ما أحطت بهذا أنا لم أحط علما بكل ما حرفوا لكن المسائل الواضحة مثل اليد والعين والوجه وجميع الصفات ما عدا السبع عند الأشعرية هذا واقع معروف . نعود إلى الدرس يقول .
قال المؤلف : " (تتمة) انقسم الناس في معية الله تعالى لخلقه ثلاثة أقسام: القسم الأول: يقولون: إن معية الله لخلقه مقتضاها العلم والإحاطة في المعية العامة ومع النصر والتأييد في المعية الخاصة مع ثبوت علوه بذاته واستوائه على عرشه. وهؤلاء هم السلف ومذهبهم هو الحق كما سبق تقريره.
القسم الثاني: يقولون: إن معية الله لخلقه مقتضاها أن يكون معهم في الأرض مع نفي علوه واستوائه على عرشه. وهؤلاء هم الحلولية من قدماء الجهمية وغيرهم، ومذهبهم باطل منكر، أجمع السلف على بطلانه وإنكاره كما سبق.
القسم الثالث: يقولون: إن معية الله لخلقه مقتضاها أن يكون معهم في الأرض مع ثبوت علوه فوق عرشه. ذكر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية ص229جـ5 من مجموع الفتاوي. وقد زعم هؤلاء أنهم أخذوا بظاهر النصوص في المعية والعلو. وكذبوا في ذلك فضلوا، فإن نصوص المعية لا تقتضي ما ادعوه من الحلول، لأنه باطل ولا يمكن أن يكون ظاهر كلام الله ورسوله باطلاً."
الشيخ :" تتمة انقسم الناس في معية الله تعالى لخلقه ثلاثة أقسام " تتمة لايش ؟ لما سبق من الكلام . " القسم الأول : يقولون : إن معية الله تعالى لخلقه مقتضاها العلم والإحاطة في المعية العامة ومع النصر والتأييد في المعية الخاصة مع ثبوت علوه بذاته واستوائه على عرشه وهؤلاء هم السلف ومذهبهم هو الحق كما سبق تقريره " الحمد لله اللهم ثبتني على الحق يقولون : إن الله تعالى مع خلقه ومقتضى هذه المعية الإحاطة بهم علما وقدرة وسلطانا هذا في المعية العامة وأما المعية الخاصة فهي تضاف إلى ذلك أنه معهم بايش يا إخوان ؟ بالنصر والتأييد مع علوه على عرشه . " القسم الثاني : يقولون : إن معية الله لخلقه مقتضاها أن يكون معهم في الأرض مع نفي علوه واستوائه على عرشه " عجائب من هؤلاء يتركون النصوص التي لا تحصى في علو الله ويأخذون بهذا النص الذي ليس بشيء بالنسبة لكثرة النصوص الأخرى ومع ذلك فهو مشتبه لكن هؤلاء هم الذين في قلوبهم زيغ أعاذنا الله وإياكم من ذلك طيب . " يقولون : إن نعم مقتضاها أن يكون معهم وهؤلاء هم الحلولية من قدماء الجهمية وغيرهم ومذهبهم باطل منكر أجمع السلف على بطلانه وإنكاره كما سبق . القسم الثالث : يقولون : إن معية الله لخلقه مقتضاها أن يكون معهم في الأرض مع ثبوت علوه فوق عرشه . ذكر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله صفحة 229 جـ5 من مجموع الفتاوي " . عجيب هؤلاء يقولون إن الله معنا حقيقة في الأرض وفي السماء حقيقة في العلو أفهمتم يا جماعة ؟ ما الفرق بينهم وبين أهل السنة ؟ أهل السنة يقولون إنه ليس في الأرض ومعنا حقيقة لكنه في السماء وهؤلاء يقولون معنا حقيقة وهو في الأرض نعم وهو في السماء يقول شيخ الإسلام : " وقد زعم هؤلاء أنهم أخذوا بظاهر النصوص في المعية والعلو وكذبوا في ذلك فضلوا فإن نصوص المعية لا تقتضي ما ادعوه من الحلول لأنه باطل ولا يمكن أن يكون ظاهر كلام الله ورسوله باطلاً " . واضح الآن الرد عليهم ؟ أن نقول ليس ظاهر نصوص المعية أن الله في الأرض فنمنع أن يكون هذا ظاهر النصوص ونقول إن ظاهر النصوص وصريح النصوص وتنوعاتها على أن الله في السماء نعم .
قال المؤلف : " (تنبيه) اعلم أن تفسير السلف لمعية الله تعالى لخلقه بأنه معهم بعلمه لا يقتضي الاقتصار على العلم بل المعية تقتضي أيضاً إحاطته بهم سمعاً وبصراً وقدرة وتدبيراً ونحو ذلك من معاني ربوبيته.
(تنبيه آخر) أشرت فيما سبق إلى أن علو الله تعالى ثابت بالكتاب، والسنة والعقل، والفطرة، والإجماع. أما الكتاب فقد تنوعت دلالته على ذلك:
فتارة بلفظ العلو ، والفوقية ، والاستواء على العرش ، وكونه في السماء كقوله تعالى: { وهو العلي العظيم }. {وهو القاهر فوق عباده}. {الرحمن على العرش استوى}. {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض}.
وتارة بلفظ صعود الأشياء ، وعروجها ، ورفعها إليه ، كقوله : {إليه يصعد الكلم الطيب}. {تعرج الملائكة والروح إليه}. {إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي}. وتارة بلفظ نزول الأشياء منه ونحو ذلك كقوله تعالى: {قل نزله روح القدس من ربك}. {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض}."
الشيخ :" تنبيه اعلم أن تفسير السلف لمعية الله تعالى لخلقه بأنه معهم بعلمه لا يقتضي الاقتصار على العلم بل المعية تقتضي أيضاً الإحاطة بهم سمعاً وبصراً وقدرة وتدبيراً وغير ذلك من معاني ربوبيته وقد ذكرت لكم أن ممن قال ذلك ابن كثير في تفسيره وابن رجب رحمه الله . تنبيه آخر : أشرت فيما سبق إلى أن علو الله تعالى ثابت بالكتاب والسنة والعقل والفطرة والإجماع أما الكتاب فقد تنوعت دلالته على ذلك : فتارة بلفظ العلو، والفوقية، والاستواء على العرش، وكونه في السماء " . كم هذه ؟ أربعة علو، فوقية، استواء على العرش، في السماء . " كقوله تعالى : (( وهو العلي العظيم )) هذا دليل العلو (( وهو القاهر فوق عباده )) الفوقية (( الرحمن على العرش استوى )) الاستواء على العرش (( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض )) كونه في السماء . وتارة بلفظ صعود الأشياء، وعروجها، ورفعها إليه، كما في قوله تعالى كقوله تعالى : (( إليه يصعد الكلم الطيب ))(( إليه يصعد )) " إذن أين هو؟ فوق " (( تعرج الملائكة والروح إليه )) كالأول (( إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي )) رفع الأشياء إليه . وتارة بلفظ نزول الأشياء منه ونحو ذلك كقوله تعالى : (( قل نزله روح القدس من ربك )) وقوله : (( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض )) والنزول لا يكون إلا من أعلى " .
قال المؤلف : " وأما السنة فقد دلت عليه بأنواعها القولية، والفعلية، والإقرارية، في أحاديث كثيرة، تبلغ حد التواتر، وعلى وجوه متنوعة، كقوله، صلى الله عليه وسلم، في سجوده: "سبحان ربي الأعلى". وقوله: "إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي". وقوله: "ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء". وثبت عنه أنه رفع يديه وهو على المنبر يوم الجمعة يقول: (اللهم أغثنا). وأنه رفع يده إلى السماء وهو يخطب الناس يوم عرفة حين قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت فقال: (اللهم أشهد). وأنه قال للجارية: (أين الله) قالت: في السماء فأقرها وقال لسيدها: (أعتقها فإنها مؤمنة)."
الشيخ :"وأما السنة فقد دلت عليه - أي علو الله - بأنواعها القولية، والفعلية، والإقرارية، في أحاديث كثيرة، تبلغ حد التواتر، وعلى وجوه متنوعة كقول النبي صلى الله عليه وسلم في سجوده : ( سبحان ربي الأعلى ) وقوله : ( إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي ) اللهم ارحمنا برحمتك وقوله : ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ) " . ائتمنه الله عز وجل على شرعه ودينه ووحيه فكيف لا يؤمن على حطام من الدنيا يقسمه بين الناس وهذا في غاية ما يكون من التوبيخ . " وقوله عليه الصلاة والسلام. وثبت عنه أنه رفع يديه وهو على المنبر يوم الجمعة يقول : ( اللهم أغثنا ) " يخاطب من اللهم أغثنا ؟ يرفع يديه إذن الله فوق .وكذلك أيضا " وأنه رفع يده إلى السماء وهو يخطب الناس يوم عرفة حين قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت فقال : ( اللهم اشهد ) وثبت عنه أنه قال للجارية : ( أين الله ) قالت : في السماء فأقرها وقال لسيدها : ( أعتقها فإنها مؤمنة ) " . اجتمعت السنة القولية والفعلية والإقرارية .
قال المؤلف : "وأما العقل فقد دل على وجوب صفة الكمال لله تعالى وتنزيهه عن النقص. والعلو صفة كمال والسفل نقص، فوجب لله تعالى صفة العلو وتنزيهه عن ضده.
وأما الفطرة: فقد دلت على علو الله تعالى دلالة ضرورية فطرية فما من داع أو خائف فزع إلى ربه تعالى إلا وجد في قلبه ضرورة الاتجاه نحو العلو لا يلتفت عن ذلك يمنةً ولا يسرةً. واسأل المصلين، يقول الواحد منهم في سجوده، "سبحان ربي الأعلى" أين تتجه قلوبهم حينذاك؟
وأما الإجماع فقد أجمع الصحابة والتابعون والأئمة على أن الله تعالى فوق سماواته مستوٍ على عرشه، وكلامهم مشهور في ذلك نصاً وظاهراً، قال الأوزاعي: "كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله تعالى ذكره فوق عرشه ونؤمن بما جاءت به السنة من الصفات" وقد نقل الإجماع على ذلك غير واحد من أهل العلم ومحال أن يقع في ذلك خلاف وقد تطابقت عليه هذه الأدلة العظيمة التي لا يخالفها إلا مكابر طمس على قلبه واجتالته الشياطين عن فطرته نسأل الله تعالى السلامة والعافية. فعلو الله تعالى بذاته وصفاته من أبين الأشياء وأظهرها دليلاً وأحق الأشياء وأثبتها واقعاً."
الشيخ :" وأما العقل فقد دل على وجوب صفة الكمال لله تعالى وتنزيهه عن النقص والعلو صفة كمال والسفل نقص فوجب لله تعالى صفة العلو وتنزيهه عن ضده . وأما الفطرة : فقد دلت على علو الله تعالى دلالة ضرورية فطرية فما من داع أو خائف فزع إلى ربه تعالى إلا وجد في قلبه ضرورة الاتجاه نحو العلو لا يلتفت عن ذلك يمنة ولا يسرة " . واضح هذا ؟ نعم واضح بمجرد الفطرة حتى وإن لم يدرس أدلة العلو طيب أي نعم . " واسأل المصلين يقول الواحد منهم في سجوده ( سبحان ربي الأعلى ) أين تتجه قلوبهم حينذاك " إلى العلو كل مصلي إذا قال : ( سبحان ربي الأعلى ) يتجه قلبه إلى فوق . " وأما الإجماع فقد أجمع الصحابة والتابعون والأئمة على أن الله تعالى فوق سماواته مستوٍ على عرشه وكلامهم مشهور، مشهور في ذلك نصا وظاهرا . قال الأوزاعي - إمام أهل الشام - قال : كنا والتابعون متوافرون نقول : إن الله تعالى ذكره فوق عرشه ونؤمن بما جاءت به السنة من الصفات . وقد نقل الإجماع على ذلك غير واحد من أهل العلم ومحال أن يقع في مثل ذلك خلاف وقد تطابقت الأدلة نعم وقد تطابقت عليه هذه الأدلة العظيمة التي لا يخالفها إلا مكابر طُمس على قلبه واجتالته الشياطين عن فطرته نسأل الله السلامة والعافية . فعلو الله تبارك وتعالى بذاته وصفاته أبين الأشياء وأظهرها دليلا وأحق الأشياء وأثبتها واقعا " كيف ؟ الطالب : من . الشيخ : نعم صحيح علو الله تعالى بذاته وصفاته من أبين الأشياء وأظهرها دليلا وأحق الأشياء وأثبتها واقعا .
قال المؤلف : "(تنبيه ثالث) اعلم أيها القارئ الكريم، أنه صدر مني كتابة لبعض الطلبة تتضمن ما قلته في بعض المجالس في معية الله تعالى لخلقه ذكرت فيها: أن عقيدتنا أن لله تعالى معية حقيقية ذاتية تليق به، وتقتضي إحاطته بكل شيء علماً، وقدرة، وسمعاً، وبصراً، وسلطاناً، وتدبيراً، وأنه سبحانه منزه أن يكون مختلطاً بالخلق أو حالاً في أمكنتهم بل هو العلي بذاته وصفاته وعلوه من صفاته الذاتية التي لا ينفك عنها وأنه مستو على عرشه كما يليق بجلاله وأن ذلك لا ينافي معيته لأنه تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}. وأردت بقولي : "ذاتية" توكيد حقيقة معيته تبارك وتعالى. وما أردت أنه مع خلقه سبحانه في الأرض، كيف وقد قلت في نفس هذه الكتابة كما ترى : إنه سبحانه منزه أن يكون مختلطاً بالخلق أو حالاً في أمكنتهم وأنه العلي بذاته وصفاته وإن علوه من صفاته الذاتية التي لا ينفك عنها وقلت فيها أيضاً ما نصه بالحرف الواحد:
"ونرى أن من زعم أن الله بذاته في كل مكان فهو كافر أو ضال إن اعتقده وكاذب إن نسبه إلى غيره من سلف الأمة أو أئمتها" ا.هـ."
الشيخ :" تنبيه ثالث اعلم أيها القارئ الكريم أنه صدر مني كتابة لبعض الطلبة تتضمن ما قلته في بعض المجالس في معية الله لخلقه ذكرت فيها : أن عقيدتنا أن لله تعالى معية حقيقية ذاتية تليق به وتقتضي إحاطته بكل شيء علما، وقدرة، وسمعاً، وبصراً، وسلطاناً، وتدبيراً، وأنه سبحانه منزه أن يكون مختلطا بالخلق أو حالاً في أمكنتهم بل هو العلي بذاته وصفاته وعلوه من صفاته الذاتية التي لا ينفك عنها وأنه مستو على عرشه كما يليق بجلاله وأن ذلك لا ينافي معيته لأن الله تعالى : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) وأردت بقولي : - ذاتية - توكيد حقيقة معيته تبارك وتعالى لأن الله أضافها إلى من ؟ إلى نفسه وإذا أضافها إلى نفسه فهي من صفاته كل شيء أضيف إلى نفسه فالمراد نفسه تعالى هو لا غيره . وما أردت أنه مع خلقه سبحانه في الأرض كيف وقد قلت في نفس هذه الكتابة كما ترى : إنه سبحانه منزه أن يكون مختلطا بالخلق أو حالا في أمكنتهم وأنه العلي بذاته وصفاته وأن علوه من صفاته الذاتية التي لا ينفك عنها وقلت فيها أيضا ما نصه بالحرف الواحد : ونرى أن من زعم أن الله بذاته في كل مكان فهو كافر أو ضال إن اعتقده وكاذب إن نسبه إلى غيره من سلف الأمة أو أئمتها " انتهى جاء وقت الأسئلة الآن نعم .
هل يصح القول أن فلانا في المنارة وهو معنا بذاته كما نقول نحن نسير والقمر معنا.؟
السائل : ماذا تقول في قول الإنسان في السقف وهو في الأرض أن هذا محال في حق المخلوق ؟ الشيخ : نعم . السائل : ألا يصح أن نقول فلان في المنارة بذاته وهو معنا بذاته هنا ؟ الشيخ : لا لا ما يمكن. إذا راح المنارة خلانا . الطالب : لا هو يكون مشرفا عليها . الشيخ : لا لا هذا ... لا بأس لكن هو به حقيقة لا أما الخالق (( فليس كمثله شيء )) يعني لو قدرنا أن هذا محال في حق المخلوق وهو في الحقيقة محال لأنه لا يمكن لذات واحد أن تكون في مكانين في آن واحد . السائل : يا شيخ الذي فهمته من ضرب المثال لاسيما في القمر أننا نقول مازلنا نسير والقمر معنا ؟. الشيخ : نعم. السائل : أن القمر بذاته معنا ؟ الشيخ : نعم صحيح وهو فوق . السائل : وهو في ذاته معنا . الشيخ : أي لكن معنا حقيقة وهو فوق في السطح وواحد في الأرض ونعم في السطح يقول معنا في الأرض وهو في السطح ؟ لا ما ... بينهما فرق تأمل تأمل نعم .
حديث الجارية هل يصح أن يكون دليلا من الفطرة على علو الله تعالى.؟
السائل : أحسن الله إليكم بالنسبة لحديث الجارية ألا يصح أن نستدل به كذلك على الفطرة أنها أجابت بفطرتها على علو الله ؟ الشيخ : أي نعم هذا هو الظاهر مع أنه يحتمل أنها قد علمت بهذا نعم .
ما وجه إيراد العقل ضمن الأدلة على علو الله تعالى.؟
السائل : أحسن الله إليكم في القواعد المثلى قلنا إن العقل ليس له مجال يثبت صفة من صفات الله سبحانه وتعالى . الشيخ : نعم . السائل : فما في سياق الاستدلال سقنا الآيات ثم استدللنا بالعقل . الشيخ : نعم . السائل : فما مجال العقل هنا مع الأدلة ؟ الشيخ : هذا بارك الله فيك العقل يؤيد الآيات ويثبتها زيادة أما أن نحكم على الله بعقولنا وإذا وصف الله نفسه بشيء وعقلنا لا يقبله قلنا إنه مردود هذا لا يمكن فكل الأدلة العقلية التي نستدل بها على الصفة مثلا لأنها مؤيدة بالأدلة السمعية .
لماذا لا نترك الإستدلال بالعقل حتى لا نشابه الذين أثبتوا الصفات بالعقل.؟
السائل : شيخ أحسن الله إليكم لماذا لا نترك هذا حتى لا نتشابه بالذين أثبتوا الصفات بالعقل ؟ الشيخ : أي نعم ما نترك هذا لأنهم هم يقولون إن العقل لا يدل عليها، إن العقل لا يدل عليها وبعضهم يقول إن العقل ينفيها فلا بد أن نقول : كلامكم هذا غير صحيح .
السائل : هل هناك فرق بين أهل الحلول أو أهل الإتحاد ؟ الشيخ : أي أهل الاتحاد الحلولية إنه منفرد بائن عن الخلق لكنه حال في أمكنتهم . الطالب : نفس الأرض . الشيخ : نفس الأرض مثلا والاتحاد معناه أن الخالق اتحد بالمخلوق وهناك أهل الوحدة، أهل وحدة أخبث من هؤلاء كلهم يقول الخالق والمخلوق واحد من أصل ليس هناك خالق بائن بل الخالق هو المخلوق وهذا هذا مذهب غلاة الصوفية حتى إن بعضهم يقول : " ما في الجبة إلا الله " يعني نفسه نفس الجبة ويقول ما في الجبة إلا الله جنون ذكره شيخ الإسلام في التدمرية شيء عجيب يقول : أنا ناصب الآن خيمتي على نار جهنم وهو بالأرض يهذي نعم . الطالب : ثم الإتحاد . الشيخ : ثم الاتحاد ثم الحلول .
هل معنى الآية:{ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} أي تبقى صفة الوجه .؟
الطالب : أحسن الله إليك بالنسبة لإثبات صفة الوجه لله سبحانه وتعالى إذا قلنا أنه : (( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )) . الشيخ : نعم. السائل : ... صفة الوجه هي التي تبقى ... محذوف ونقول : ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ؟ الشيخ : لا ما نقول هكذا لأنه يعبر بالوجه عن الذات كثيرا في اللغة العربية تقول مثلا للرجل قصدت وجهك وإنما قصدت نفس الرجل ولا يمكن أن نقول يبقى وجه الله الذي هو وجهه وسبحان الله الباقي يفنى ما يصير هذا . القارئ : والصلاة والسلام على نبينا محمد . الشيخ : اللهم صل وسلم عليه . القارئ : قال شيخنا حفظه الله تعالى : " وقلت فيها أيضا ما نصه في الحرف الأول : ونرى أن من زعم أن الله بذاته في كل مكان فهو كافر أو ضال إن اعتقده وكاذب إن نسبه إلى غيره من سلف الأمة أو أئمتها . انتهى، ولا يمكن لعاقل عرف الله وقدَّره حق قدره " . الشيخ : قدْره قدْره كما قال عز وجل : (( وما قدروا الله حق قدْره )) . القارئ : " ولا يمكن لعاقل عرف الله وقدْره حق قدره أن يقول : إن الله مع خلقه في الأرض وما زلت ولا أزال أنكر هذا القول في كل مجلس من مجالسي جرى فيها ذكره " . الشيخ : فيه . القارئ : " جرى فيه ذكره وأسأل الله تعالى أن يثبتني وإخواني المسلمين بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة هذا وقد كتبت بعد ذلك مقالاً نشر في مجلة *الدعوة * التي تصدر في الرياض نشر يوم الإثنين الرابع من شهر محرم سنة 1404ه " . الشيخ : سنة . القارئ : " سنة 1404 برقم 911 قررت فيه ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أن معية الله تعالى لخلقه حق على حقيقتها وأن ذلك لا يقتضي الحلول والاختلاط بالخلق فضلاً عن أن يستلزمه ورأيت من الواجب استبعاد كلمة "ذاتية" وبينت أوجه الجمع بين علو الله تعالى وحقيقة المعية واعلم أن كل كلمة " . الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين آخر ما قرأنا نعم ؟ " ولا يمكن لعاقل " ؟
قال المؤلف : "ولا يمكن لعاقل عرف الله وقدره حق قدره أن يقول : إن الله مع خلقه في الأرض وما زلت ولا أزال أنكر هذا القول في كل مجلس من مجالسي جرى فيه ذكره. وأسأل الله تعالى أن يثبتني وإخواني المسلمين بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
هذا وقد كتبت بعد ذلك مقالاً نشر في مجلة (الدعوة) التي تصدر في الرياض نشر يوم الاثنين الرابع من شهر محرم سنة 1404هـ برقم 911 قررت فيه ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ من أن معية الله تعالى لخلقه حق على حقيقتها، وأن ذلك لا يقتضي الحلول والاختلاط بالخلق فضلاً عن أن يستلزمه ورأيت من الواجب استبعاد كلمة "ذاتية". وبينت أوجه الجمع بين علو الله تعالى وحقيقة المعية."
الشيخ : قال : " ولا يمكن لعاقل عرف الله وقدره حق قدره أن يقول : إن الله تعالى مع خلقه في الأرض " لعاقل يعني فضلا عن مؤمن لأن العاقل يمنع منعا باتا أن يكون الله تعالى مع خلقه في الأرض " وجه ذلك : ما سبق من تقرير دلالة العقل على علو الله فإذا كان علو الله ثابتا بالعقل لزم أن يكون وجوده في الأرض ممتنعا في الأرض وقوله عرف الله وقدره حق قدره أي عظمه حق تعظيمه فهو من القدر بمعنى التعظيم أن يقول إن الله مع خلقه في الأرض وما زلت ولا أزال أنكر هذا القول في كل مجلس من مجالسي جرى فيه ذكره " أي ذكر المعية وأسأل الله أن يثبتني وإخواني المسلمين بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة . " هذا وقد كتبت بعد ذلك مقالاً نشر في مجلة الدعوة التي تصدر في الرياض نشر يوم الاثنين الرابع من شهر محرم سنة 1404هـ برقم 911 قررت فيه ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى من أن معية الله تعالى لخلقه حق على حقيقتها، فهي معية حق على حقيقتها " ولا يمكن أن نفسرها بخلاف ظاهرها لأن أولئك القوم المعطلة لما رأوا تفسير السلف لها بالعلم ونحوه أجلبوا وأجنبوا علينا وقالوا أنتم تنكرون التأويل وتتأولون فما بال التأويل يكون حراما علينا وحلالا لكم فنقول : إننا نؤمن أن المعية حق ولا فيها تأويل والذين فسروها بالعلم فسروها بايش ؟ بلوازمها أو ببعض لوازمها أيضا وقصدهم بذلك إبطال ما اشتهر في أوقاتهم وانتشر بين الناس من أن الله عز وجل في كل مكان ومن راجع كتب السنة المؤلفة في هذا الباب عرف مقصودهم كما أنهم قالوا إن الله ينزل بذاته إلى السماء الدنيا مع أن كلمة بذاته لا حاجة لها لأن النزول متى أضيف إلى فهو المراد به نفسه لكن يضيفون كلمة بذاته ردا على الذين قالوا إن الذي ينزل أمره أو رحمته أو ملك من ملائكته وما أشبه ذلك . يقول : " وأن ذلك لا يقتضي الحلول والاختلاط بالخلق فضلا عن أن يستلزمه " لأن هناك فرق بين أن يكون لازما وبين أن يكون من المقتضى يعني الجائز . فهنا ثلاث أشياء ثلاث نسب : ممتنع و جائز ولازم اللازم ممتنع لا شك أن يكون في الأرض والجائز كذلك ممتنع ويش بقي ؟ نعم الممتنع يعني يمتنع أن يكون في الأرض فهو لا واجب ولا جائز بل ممتنع أن يكون سبحانه وتعالى في الأرض لكن لما حصل إشكال من بعض الإخوان في كلمة معية ذاتية وصاروا أشكل عليهم هذا الأمر . يقول : " ورأيت من الواجب استبعاد كلمة "ذاتية" وبينت أوجه الجمع بين علو الله تعالى وحقيقة المعية " . رأيت من الواجب لسببين : السبب الأول : الدفع عن عرض الإنسان لأن الواجب على الإنسان أن يدفع عن عرضه ما استطاع . الثاني : أن لا يتوهم واهم أن ذلك يراد به الحلول فيحتج به من ايش ؟ الحلولية . " ففيها أمران رأيت من الواجب رأيت أنه من الواجب حذفها لسببين : السبب الأول : دفع الإنسان عن عرضه والواجب على الإنسان أن يدفع عن عرضه لأن نفسه أمانة عنده . الثاني : أن لا يحتج محتج فيقول ها أنتم تقولون إن الله في ذاته في كل مكان وهذه مسألة خطيرة " . من المعلوم أن هذا الثاني لا يمكن مع قولنا إن الذي يعتقد ذلك كافر لكن مع هذا أهل الباطل يتشبثون بكل شيء . يقول : " وبينت أوجه الجمع بين علو الله تعالى وحقيقة المعية " .
قال المؤلف : " واعلم أن كل كلمة تستلزم كون الله تعالى في الأرض أو اختلاطه بمخلوقاته، أو نفي علوه، أو نفي استوائه على عرشه، أو غير ذلك مما لا يليق به تعالى فإنها كلمة باطلة، يجب إنكارها على قائلها كائناً من كان وبأي لفظ كانت. وكل كلام يوهم ـ ولو عند بعض الناس ـ مالا يليق بالله تعالى فإن الواجب تجنبه لئلا يظن بالله تعالى ظن السوء لكن ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فالواجب إثباته وبيان بطلان وهم من توهم فيه مالا يليق بالله ـ عز وجل ـ ."
الشيخ : ثم قال : " واعلم أن كل كلمة تستلزم كون الله تعالى في الأرض أو اختلاطه بمخلوقاته، أو نفي علوه أو نفي استوائه على عرشه أو غير ذلك مما لا يليق به تعالى فإنها كلمة باطلة يجب إنكارها على قائلها كائناً من كان وبأي لفظ كان " . أن كل كلمة تستلزم فهذه يجب إنكارها وجوبا والتي لا تستلزم لكن توهم أيضا ترفع لئلا يقع الوهم من بعض الناس الذين لهم هوى سواء بالإنكار عليك أو بالاستدلال بكلامك كل شيء يوهم الباطل فدعه نعم . " وكل كلام يوهم ولو عند بعض الناس ما لا يليق بالله تعالى فإن الواجب تجنبه لئلا يظن بالله ظن السوء لكن ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فالواجب إثباته وبيان بطلان وهم من توهم فيه ما لا يليق بالله عز وجل " . انتهى الكلام على هذه المسألة وهي مسألة المعية أما أقسام المعية فهي معروفة لنا قرأناها في الواسطية .
قال المؤلف : "المثالان السابع والثامن، قوله تعالى: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} وقوله: {ونحن أقرب إليه منكم}. حيث فسر القرب فيهما بقرب الملائكة. والجواب: أن تفسير القرب فيهما بقرب الملائكة ليس صرفاً للكلام عن ظاهره لمن تدبره.
أما الآية الأولى فإن القرب مقيد فيها بما يدل على ذلك، حيث قال: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد . إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد . ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}. ففي قوله: {إذ يتلقى} دليل على أن المراد به قرب الملكين المتلقيين.
وأما الآية الثانية: فإن القرب فيها مقيد بحال الاحتضار، والذي يحضر الميت عند موته هم الملائكة، لقوله تعالى:{حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون}. ثم إن في قوله: {ولكن لا تبصرون}. دليلاً بيناً على أنهم الملائكة، إذ يدل على أن هذا القريب في نفس المكان ولكن لا نبصره، وهذا يعين أن يكون المراد قرب الملائكة لاستحالة ذلك في حق الله ـ تعالى ـ. "
الشيخ :" المثال السابع " منين ؟ من الأمثلة التي احتج بها أهل التعطيل على أهل الإثبات وقالوا كيف تنكرون علينا نعم التأويل وأنتم تتأولون . " المثال السابع والثامن قوله تعالى : (( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد )) وقوله تعالى : (( ونحن أقرب إليه منكم )) حيث فسر القرب فيهما بقرب الملائكة " . هاتان آيتان فيهما يقول الله عز وجل : (( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد )) نحن الضمير يعود على الله وعلى هذا يكون الضمير المستتر في الخبر عائدا على من ؟ على الله هذا ظاهر اللفظ (( أقرب إليه )) كذلك قوله : (( ونحن أقرب إليهم منكم )) أي من الحلقوم الضمير في نحن يعود على الله والضمير المستتر في الخبر يعود على الله فظاهر الآيتين أن الله نفسه أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد وكذلك أيضا أقرب إلى الإنسان من ايش ؟ من الحلقوم يا جماعة (( فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون )) نحن أقرب إليه أي إلى الحلقوم يا جماعة . الطالب : إلى الحلقوم . الشيخ : أي إلى الحلقوم. (( فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم )) إلى ايش ؟ إلى الحلقوم ويجوز أن يكون المعنى نحن أقرب إليه أي إلى الميت المحتضر منكم هم قالوا إنكم إذا فسرتم القرب فيهما بقرب الملائكة فهذا تأويل أي صرف للكلام عن ظاهره أفهمتم الآن ؟ هل لهم حجة في هذا وإلا لا ؟ نعم إذا كان هذا ظاهر اللفظ فلهم حجة ولكن كما قلنا أولا التأويل إذا كان بدليل فهو حق ولا يسمى تأويلا بالمعنى الاصطلاحي ولكن يسمى تفسيرا طيب . " والجواب : أن تفسير القرب فيهما بقرب الملائكة ليس صرفاً للكلام عن ظاهره لمن تدبره " . ولهذا أحث إخواني الطلبة على التدبر قبل الحكم كما أمر الله عز وجل : (( أفلا يتدبرون القرآن ))(( أفلا يتدبروا القول ))(( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته )) تدبر لا تتعجل في الحكم ولهذا قال من تدبره . " أما الآية الأولى : فإن القرب مقيد فيها بما يدل على ذلك - أي على الملائكة - حيث قال : (( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) ففي قوله : (( إذ يتلقى المتلقيان )) دليل على أن المراد به قرب الملكين المتلقيين " . وعلى هذا فيكون قوله : (( إذا يتلقى )) متعلق بأقرب الذي هو اسم التفضيل (( إذ يتلقى المتلقيان )) وهنا يحسن الوقوف (( إذ يتلقى المتلقيان )) المتلقيان لماذا ؟ لئلا يتوهم واهم أن قوله قعيد بدل من المتلقيان وليست كذلك بل (( إذ يتلقى المتلقيان )) ثم استأنف وقال : (( عن اليمين و عن الشمال قعيد )) طيب هنا فهمنا إيش ؟ أن المراد بالقرب قرب الملائكة لأنه قيد ذلك أقرب إليه أي إلى الإنسان من حبل الوريد حين يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد هكذا قرر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو ظاهر عند التدبر . " وأما الآية الثانية : فإن القرب فيها مقيد بحال الاحتضار والذي يحضر عند الميت والذي يحضر الميت عند موته هم الملائكة لقوله تبارك و تعالى : (( حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون )) ثم إن في قوله : (( ولكن لا تبصرون )) دليلا بينا على أنهم الملائكة إذ يدل على أن هذا القريب في نفس المكان ولكن لا نبصره وهذا يعين أن يكون المراد قرب الملائكة لاستحالة ذلك في حق الله تعالى " . وهذا ما قرره شيخ الإسلام رحمه الله قال : " إن المراد بذلك قرب الملائكة " وبين وجه ما قال وهو وجيه كما ترى .
قال المؤلف : " بقي أن يقال : فلماذا أضاف الله القرب إليه، وهل جاء نحو هذا التعبير مراداً به الملائكة؟
فالجواب: أضاف الله تعالى قرب ملائكته إليه، لأن قربهم بأمره، وهم جنوده ورسله. وقد جاء نحو هذا التعبير مراداً به الملائكة، كقوله تعالى:{فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}. فإن المراد به قراءة جبريل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أن الله تعالى أضاف القراءة إليه، لكن لما كان جبريل يقرؤه على النبي صلى الله عليه وسلم، بأمر الله تعالى صحت إضافة القراءة إليه تعالى. وكذلك جاء في قوله تعالى: {فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوطٍ }. وإبراهيم إنما كان يجادل الملائكة الذين هم رسل الله تعالى."
الشيخ :" بقي أن يقال : فلماذا أضاف الله القرب إليه وهل هذا وهل جاء نحو هذا التعبير مراداً به الملائكة ؟ فالجواب : أضاف الله تعالى قرب ملائكته إليه، لأن قربهم بأمره وهم جنوده " . فأضافهم إليه لأنهم حضروا الميت بأمره وصاروا عند الإنسان في أفعاله وأعماله بأمر الله وهم جنود الله عز وجل فيضاف قربهم إلى قرب الله تبارك وتعالى . وكذلك أيضا " وقد جاء نحو هذا التعبير مرادا به الملائكة كقوله تعالى : (( فإذا قرأناه فاتبع قرآنه )) فإن المراد به قراءة جبريل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أن الله تعالى أضاف القراءة إليه ولكن لما كان جبريل يقرؤه على النبي صلى الله عليه وسلم بأمر الله صحت إضافة القراءة إليه تعالى " مثال آخر : " وكذلك جاء في قوله تعالى : (( فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوطٍ ))(( يجادلنا )) وإبراهيم ؟ وإبراهيم إنما كان يجادل الملائكة الذين هم رسل الله " . فتبين الآن أن صرفنا الآية عن ظاهرها بدليل وإلا بغير دليل ؟ بدليل ونحن لا ننكر أن يصرف الكلام عن ظاهره إذا كان بدليل لأن صرفه عن ظاهره بدليل هو تفسير له تماما .
قال المؤلف : " المثالان التاسع والعاشر: قوله تعالى عن سفينة نوح: {تجري بأعيننا}. وقوله لموسى: {ولتصنع على عيني}.
والجواب: أن المعنى في هاتين الآيتين على ظاهر الكلام وحقيقته، لكن ما ظاهر الكلام وحقيقته هنا؟
هل يقال: إن ظاهره وحقيقته أن السفينة تجري في عين الله، أو أن موسى ، عليه الصلاة والسلام يربى فوق عين الله تعالى؟!!!.
أو يقال: إن ظاهرة أن السفية تجري وعين الله ترعاها وتكلؤها وكذلك تربية موسى تكون على عين الله تعالى يرعاه ويكلؤه بها."
الشيخ :" المثال التاسع والعاشر : قوله تعالى عن سفينة نوح : (( تجري بأعيننا )) وقوله تعالى لموسى : (( ولتصنع على عيني )) " . هؤلاء يقولون : ظاهر الآية أن السفينة تجري في عين الله لقوله : (( تجري بأعيننا )) والباء تأتي بمعنى في كما في قول الله تعالى : (( وإنكم لتمرون عليه مصبحين وبالليل )) أي في الليل وقالوا لتصنع على عيني أي على عين الله هكذا، هكذا زعموا زعموا هذا المعنى وهم لا يقولون به يا جماعة لأنهم لا ... أصلا لكن قصدهم ايش ؟ نعم الإنكار والإلزام وإلا هم ما يثبتون العين أصلا لكن يريدون أن يلزموا أهل السنة إما بموافقة أهل التأويل على تأويلهم أو بمداهنتهم على الأقل . " والجواب : أن المعنى من هاتين الآيتين على ظاهر الكلام وحقيقته على ظاهره وحقيقته ولكن ما ظاهر الكلام وحقيقته هنا ؟ " هؤلاء أهل التعطيل لبسوا وقالوا : أن ظاهر الآية أن السفينة في عين الله وأن موسى على عين الله وأنتم يا أهل السنة وأهل الإثبات لا تقولون بهذا طيب نقول : الجواب كما سمعتم . هل يقال : إن ظاهره وحقيقته أن السفينة تجري في عين الله أو أن موسى عليه الصلاة والسلام يربى فوق عين الله ؟ أعتقد لا لا أحد يقول هذا ظاهر الكلام لأن من المعلوم كما سيأتي . " أو يقال : إن ظاهرة أن السفينة تجري وعين الله ترعاها وتكلؤها وكذلك تربية موسى تكون على عين الله تعالى يرعاه ويكلؤه بها " .
قال المؤلف : " ولا ريب أن القول الأول باطل من وجهين: الأول: أنه لا يقضتيه الكلام بمقتضى الخطاب العربي والقرآن الكريم إنما نزل بلغة العرب قال الله تعالى: {إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون}. وقال تعالى: {نزل به الروح الأمين . على قلبك لتكون من المنذرين . بلسانٍ عربي مبين}. ولا أحد يفهم من قول القائل: فلان يسير بعيني أنه المعنى أن يسير داخل عينه ولا من قول القائل: فلان تخرج على عيني أن تخرجه كان وهو راكب على عينه ولو ادعى مدع أن هذا ظاهر اللفظ في هذا الخطاب لضحك منه السفهاء فضلاً عن العقلاء. الثاني: أن هذا ممتنع غاية الامتناع ولا يمكن لمن عرف الله وقدره حق قدره أن يفهمه في حق الله تعالى لأن الله تعالى مستو على عرشه بائن من خلقه لا يحل فيه شيء من مخلوقاته ولا هو حال في شيء من مخلوقاته ، سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً.
فإذا تبين بطلان هذا من الناحية اللفظية والمعنوية تعين أن يكون ظاهر الكلام هو القول الثاني أن السفينة تجري وعين الله ترعاها وتكلؤها وكذلك تربية موسى تكون على عين الله يرعاه ويكلؤن بها. وهذا معنى قول بعض السلف بمرأى مني فإن الله تعالى إذا كان يكلؤه بعينه لزم من ذلك أن يراه ولازم المعنى الصحيح جزء منه كما هو معلوم من دلالة اللفظ حيث تكون بالمطابقة والتضمن والالتزام."
الشيخ : قال : " ولا ريب أن القول الأول باطل " . ماهو القول الأول ؟ أن السفينة في عين الله وأن موسى على عين الله " باطل من وجهين : الأول : أنه لا يقتضيه الكلام بمقتضى الخطاب العربي والقرآن الكريم إنما نزل بلغة العرب قال الله تعالى : (( إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون )) وقال تعالى : (( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسانٍ عربي مبين )) ولا أحد يفهم من قول القائل : فلان يسير بعيني أن المعنى أنه يسير داخل عينه " أحد يفهم هذا ؟ ما أحد يفهم كل العرب لا يفهمون هذا الفهم ويفهمون أن العين مصاحبة لهذا مصاحبة لك فالباء عندهم لايش ؟ للمصاحبة لا للظرفية كل أحد يفهم هذا كذلك أيضا تربية موسى تكون على عين الله يرعاه ويكلؤه بها وليس المعنى أن أن التربية تكون فوق العين هذا معنى باطل لا يقره عقل وهذا معنى قول بعض السلف بمرأى مني فإن الله تعالى إذا كان يكلؤه بعينه لزم من ذلك أن يراه ولازم من المعنى الصحيح جزء منه كما هو دلالة اللفظ حيث تكون بالمطابقة والتضمن والالتزام . الآن مثلا يقولك شخص يا فلان أريد منك كذا وكذا فتقول : على عيني ويش معنى على عيني ؟ يعني أنا مستعد لهذا وليس معنى إنك تكون على عيني وهذا تعبير ظاهر فتفسير نحن أهل السنة الآية بأن معناها تجري وعين الله تصحبها بالمرأى هل يخالف ظاهر اللفظ ؟ لا يخالف نقول هذا لا تعصبا لرأينا لكن هذا معنى الكلام الذي لا يحتمل غيره كذلك (( لتصنع على عيني )) أي على مرأى مني أراك بعيني وأسددك وهكذا وقع، موسى تربى في بيت فرعون الذي كان يقتل كان يقتل بني إسرائيل من أجل موسى فقال الله عز وجل يتربى هذا الذي تقتل الناس من أجله في بيتك وهذا هو السر في قوله : (( ولتصنع على عيني )) يسر الله له هذه المرأة الصالحة فتربى عندها امرأة فرعون فتربى عندها في بيت فرعون الحمد لله فتبين الآن أن هؤلاء الذي أجلبوا وأجنبوا علينا إنما يضرون أنفسهم حيث تبين عوارهم وأنهم لا يريدون إلا الباطل وسبحان الله هل هذا تفسيرنا لقول : (( تجري بأعيننا )) بهذا التفسير كتفسير أولئك قوله تعالى : (( لما خلقت بيدي )) أي بقدرتي وهل لله قدرتان أو واحدة ؟ قدرة واحدة يقدر بها على كل شيء ومن تأمل هذه الإيرادات تبين له أن لهؤلاء المعطلة هوى ولا يريدون الحق .
قال المؤلف : " المثال الحادي عشر: قوله تعالى في الحديث القدسي: (وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعإذاًي لأعيذنه}."
الشيخ : يقول : " المثال الحادي عشر : قوله تعالى في الحديث القدسي : ( وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه ) " . الحديث على ظاهره ما فسرناه بغير ظاهره وأوله ( من عاد لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ) .