معنى حديث :"وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه".
الشيخ :( وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه ) ولهذا ركعتان نعم صلاة الفريضة الفجر ركعتان وسنتها ركعتان أيهما أحب إلى الله ؟ الفريضة وهكذا جميع العبادات إذا كانت من جنس واحد ففرضها أحب إلى الله من نفلها .
قال المؤلف : " قوله تعالى في الحديث القدسي:"وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعإذاًي لأعيذنه".
والجواب: أن هذا الحديث صحيح رواه البخاري في باب التواضع الثامن والثلاثين من كتاب الرقاق. وقد أخذ السلف أهل السنة والجماعة بظاهر الحديث وأجروه على حقيقته. ولكن ما ظاهر هذا الحديث؟
هل يقال: إن ظاهره أن الله تعالى يكون سمع الولي وبصره ويده ورجله؟
أو يقال: إن ظاهره أن الله تعالى يسدد الولي في سمعه وبصره ويده ورجله بحيث يكون إدراكه وعمله لله وبالله وفي الله؟"
الشيخ : يقول : " ( وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل ) " أي بالتطوع الذي ليست بواجب ( حتى أحبه ) حتى هذه للغاية أي إلى أن أحبه واعلم أن حتى تكون للغاية وتكون ابتدائية وتكون تعليلية فقول الله تبارك وتعالى عن المنافقين : (( لا تنفقوا عند رسول الله حتى ينفضوا )) هذه ايش ؟ غائية غائية ليش ؟ ما يصلح المعنى لأنهم لا يريدون لا تنفقوا حتى ينفضوا فإذا انفضوا فأنفقوا عليهم لا يريدون التعليل من أجل أن ينفضوا عن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتكون للغاية كثيرة مثل قوله : (( لن نبرح عليهم عاكفين حتى يرجع إلينا موسى )) طيب . ويقول نعم ابتدائية مثل قول الشاعر : " حتى ماء دجلة أشكل " لأن الي بعدهما يكون مبتدأ الابتدائية الي يكون بعدها مبتدأ طيب استمع . " ( حتى يحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه ) " ادعى هؤلاء المعطلة عدوانا وظلما أن ظاهر الحديث أن الله نفسه عز وجل وحاشاه يكون سمعا للسامع وبصرا ويده ورجله أعوذ بالله هذه أجزاء من مخلوق فكيف يكون الخالق جزء من مخلوق هل هذا معقول ؟ لا ولذلك اسمع الرد عليهم . " والجواب : أن هذا الحديث صحيح رواه البخاري في باب التواضع الثامن والثلاثين من كتاب الرقاق وقد أخذ السلف أهل السنة والجماعة بظاهر الحديث وأجروه على حقيقته ولم يؤولوه كما ادعى هؤلاء المعطلة ولكن ما ظاهر الحديث ؟ هل يقال : إن ظاهره أن الله تعالى يكون سمع الولي وبصره ويده ورجله ؟ أو يقال : إن ظاهره أن الله تعالى يسدد الولي في سمعه وبصره ويده ورجله بحيث يكون إدراكه وعمله لله وبالله وفي الله ؟ " . الأول وإلا الثاني ؟ الثاني لا شك قطعا والأول لا يمكن أن يرد فإذا أحب الله تعالى عبدا سدده سدده في أقواله التي تدرك بالسمع وفي أفعاله التي تدرك بالبصر وكذلك أيضا في مسعاه وبطشه فيكون الله تعالى سمع هذا الإنسان أي أنه يسدد هذا في سمعه وبصره فيحجب سمعه عما يغضب الله وبصره عما يغضبه الله عز وجل وكذلك مسعاه وبطشه يكون على وفق ما يحبه الله عز وجل واستمع .
قال المؤلف : " ولا ريب أن القول الأول ليس ظاهر الكلام، بل ولا يقتضيه الكلام لمن تدبر الحديث فإن في الحديث ما يمنعه من وجهين:
الوجه الأول: أن الله تعالى قال: "وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه وقال: ولئن سألني لأعطينه ولئن استعإذاًي لأعيذنه". فأثبت عبداً ومعبوداً ومتقرباً ومتقرباً إليه، ومحباً ومحبوباً، وسائلاً ومسؤولاً، ومعطياً ومعطى، ومستعيذاً ومستعاذاً به، ومعيذاً ومعاذاً. فسياق الحديث يدل على اثنين متباينين كل واحد منهما غير الآخر وهذا يمنع أن يكون أحدهما وصفاً في الآخر أو جزءاً من أجزائه.
الوجه الثاني: أن سمع الولي وبصره ويده ورجله كلها أوصاف أو أجزاء في مخلوق حادث بعد أن لم يكن ولا يمكن لأي عاقل أن يفهم أن الخالق الأول الذي ليس قبله شيء يكون سمعاً وبصراً ويداً ورجلاً لمخلوق بل إن هذا المعنى تشمئز منه النفس أن تتصوره ويحسر اللسان أن ينطق به ولو على سبيل الفرض والتقدير فكيف يسوغ أن يقال: إنه ظاهر الحديث القدسي وإنه قد صرف عن هذا الظاهر ؟سبحانك اللهم وبحمدك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. وإذا تبين بطلان القول الأول وامتناعه تعين القول الثاني وهو أن الله تعالى يسدد هذا الولي في سمعه وبصره وعمله بحيث يكون إدراكه بسمعه وبصره وعمله بيده ورجله كله لله تعالى إخلاصاً وبالله تعالى استعانة، وفي الله تعالى شرعاً واتباعاً فيتم له بذلك كمال الإخلاص والاستعانة والمتابعة وهذا غاية التوفيق وهذا ما فسره به السلف وهو تفسير مطابق لظاهر اللفظ موافق لحقيقته متعين بسياقه وليس فيه تأويل ولا صرف للكلام عن ظاهره ولله الحمد والمنة."
الشيخ : يقول : " ولا ريب أن القول الأول ليس ظاهر الكلام بل ولا يقتضيه الكلام لمن تدبر الحديث فإن في الحديث ما يمنعه من وجهين : الأول : أن الله تعالى قال : ( وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ) عبدي ومعلوم أن العبد بائن من الرب أنتم معنا ؟ معلوم أن الرب شيء والعبد شيء آخر وقال أيضا : ( ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه ) فأثبت عبداً ومعبوداً، ومتقرِّباً ومتقرَّباً إليه، ومحباً ومحبوباً، وسائلاً ومسؤولا، ومعطيا ومعطى، ومستعيذا ومستعاذا به، ومعيذاً ومعاذاً . فسياق الحديث يدل على اثنين متباينين كل واحد منهما غير الآخر وهذا يمنع أن يكون أحدهما وصفا في الآخر أو جزءا من أجزائه " . وصفا في الآخر إذا قالوا إنه سمعه وبصره أو جزءا منه إذا قال يده ورجله وأعتقد أن هذا ظاهر أليس كذلك ؟ رب وعبد وسائل ومسؤول واضح ؟ وما ذكره من بقية وهذا يوجب أن يكونا اثنين متباينين كل واحد غير الآخر . " الوجه الثاني : أن سمع الولي وبصره ويده ورجله كلها أوصاف أو أجزاء في مخلوق حادث بعد أن لم يكن قولوا نعم أو لا ؟ نعم طيب ولا يمكن لأي عاقل أن يفهم أن الخالق الأول الذي ليس قبله شيء يكون سمعا وبصرا ويدا ورجلا لمخلوق بل إن هذا المعنى تشمئز منه النفس أن تتصوره ويحسر باللسان أن ينطق به ولو على سبيل الفرض والتقدير فكيف يسوغ أن يقال : إنه ظاهر الحديث القدسي وأنه قد صرف عن هذا الظاهر سبحانك اللهم وبحمدك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك " . والحمد لله هذا أيضا واضح. فإجلابهم علينا وإجنابهم علينا وصياحهم علينا في مثل هذه الأمثلة تبين أنه كله هوى وظلم وعدوان . " وإذا تبين بطلان القول الأول وامتناعه تعين القول الثاني وهو أن الله تعالى يسدد هذا الولي في سمعه وبصره وعمله بحيث يكون إدراكه بسمعه وبصره وعمله بيده ورجله كله لله تعالى " نعم هنا نقول كما سبق لله وايش ؟ " وبالله وفي الله " فسرناها قال : " لله إخلاصا لا يريد بعمله إلا الله عز وجل وبالله استعانة " يعني يعبد بالله بالله ولولا الله ما تمكن من عبادته. وفي الله شرعا واتباعا لأن في للظرفية فيكون المعنى في الله أي في شرع الله فيتم له بذلك كمال الإخلاص والاستعانة والمتابعة. وهذا غاية التوفيق وهذا ما فسره به السلف وهو تفسير مطابق لظاهر اللفظ موافق لحقيقته متعين بسياقه وليس فيه تأويل ولا صرف للكلام عن ظاهره ولله الحمد والمنة . المهم أنه ما من نص قرآنا أو سنة يكون ظاهره معنى باطلا أبدا لأن الله تعالى وصف القرآن بأنه نازل بالحق ووصف الرسول بأنه أرسل بالحق ولا يمكن أن يكون في كلام الله أو رسوله الذي يثبت عنه معنى باطل إطلاقا .
قال المؤلف : "المثال الثاني عشر: قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن الله تعالى أنه قال: "من تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً ومن أتاني يمشي أتيته هرولة".
وهذا الحديث صحيح رواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء من حديث أبي ذر رضي الله عنه وروى نحوه من حديث أبي هريرة أيضاً وكذلك روى البخاري نحوه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في كتاب التوحيد الباب الخامس عشر. وهذا الحديث كغيره من النصوص الدالة على قيام الأفعال الاختيارية بالله تعالى وأنه سبحانه فعال لما يريد كما ثبت ذلك في الكتاب والسنة مثل قوله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}. وقوله: {وجاء ربك والملك صفاً صفاً}. وقوله: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك}. وقوله:{الرحمن على العرش استوى}. وقوله صلى الله عليه وسلم :"ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر" وقوله صلى الله عليه وسلم: "ما تصدق أحد بصدقة من طيب ـ ولا يقبل الله إلا الطيب ـ إلا أخذها الرحمن بيمينه". إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الدالة على قيام الأفعال الاختيارية به تعالى. فقوله في هذا الحديث: تقربت منه وأتيته هرولة من هذا الباب."
الشيخ :" المثال الثاني عشر : قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن الله تعالى أنه قال : ( من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ) وهذا الحديث صحيح رواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء من حديث أبي ذر رضي الله عنه وروى نحوه من حديث أبي هريرة أيضاً وكذلك روى البخاري نحوه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في كتاب التوحيد الباب الخامس عشر . وهذا الحديث كغيره من النصوص الدالة على قيام الأفعال الاختيارية بالله تعالى وأنه سبحانه فعال لما يريد كما ثبت ذلك في الكتاب والسنة مثل قوله تعالى " . وهذا الحديث كغيره من النصوص الدالة على قيام الأفعال الاختيارية بالله تعالى . هذه ترد عليكم كثيرا الأفعال الاختيارية ويش معناها ؟ هل معناها أن الله يجبر على الأفعال ؟ لا مرادهم بالأفعال الاختيارية التي تكون بإرادة وهذا القسم من الصفات ينكرها أهل التعطيل يقولون إنه لا يستوي ولا يجيء ولا يأتي ولا يفرح ولا يضحك ولا يغضب ولا يسخر ولا ... ليش ؟ قال لأن هذه الأشياء حادثة والحادث لا يكون إلا في حادث ولم يعلموا أن هذا من كماله وأنه فعال لما يريد في كل وقت نرجع إلى الحديث . " وأنه سبحانه فعال لما يريد كما ثبت ذلك في الكتاب والسنة مثل قوله تعالى : (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان )) وقوله : (( وجاء ربك )) " الشاهد من هذه الآية قوله ؟ لا (( أجيب دعوة الداع ))" وقوله : (( وجاء ربك والملك صفاً صفاً )) " وذلك يوم القيامة (( جاء ربك )) أي هو نفسه عز وجل لكن كيف يجيء ؟ الله أعلم (( والملك )) أي الملائكة فالمراد به الجنس (( صفا صفا )) أي صف من وراء صف . " وقوله : (( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك )). وقوله : (( الرحمن على العرش استوى )) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه ) إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الدالة على قيام الأفعال الاختيارية به تبارك وتعالى " . فقوله في هذا الحديث : ( تقربت منه ) و ( أتيته هرولة ) من هذا الباب باب ايش ؟ الأفعال الاختيارية والله تعالى يفعل ما يشاء يتقرب ذراعا أو شبرا أو ما شاء ويأتي أيضا كما شاء أو ببطئ كل هذا أمره إلى الله .
قال المؤلف : " والسلف "أهل السنة والجماعة" يجرون هذه النصوص على ظاهرها وحقيقة معناها اللائق بالله عز وجل من غير تكييف ولا تمثيل، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح حديث النزول ص466جـ5 من مجموع الفتاوي: وأما دنوه نفسه وتقربه من بعض عباده فهذا يثبته من يثبت قيام الأفعال الاختيارية بنفسه، ومجيئه يوم القيامة ونزوله واستواءه على العرش وهذا مذهب أئمة السلف وأئمة الإسلام المشهورين وأهل الحديث والنقل عنهم بذلك متواتر ا.هـ. فأي مانع يمنع من القول بأنه يقرب من عبده كيف يشاء مع علوه؟ وأي مانع يمنع من إتيانه كيف يشاء بدون تكييف ولا تمثيل؟ وهل هذا إلا من كماله أن يكون فعالاً لما يريد على الوجه الذي يليق به؟"
الشيخ :" والسلف أهل السنة والجماعة يجرون هذه النصوص على ظاهرها وحقيقة معناها اللائق بالله عز وجل من غير تكييف ولا تمثيل " . وهذه الحمد لله قاعدة مقررة مستدل عليها بالكتاب والسنة والعقل ومرت عليكم أليس كذلك ؟ طيب . " قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح حديث النزول ص466 جـ5 من مجموع الفتاوي قال : وأما دنوه نفسه وتقربه من بعض عباده فهذا يثبته من يثبت قيام الأفعال الاختيارية بنفسه، ومجيئه يوم القيامة ونزوله " ما فيها سقط عندكم ؟ ها . الطالب : ... . الشيخ :" فهذا يثبته من يثبت قيام الأفعال الاختيارية عندكم بنفسه ؟ " الطالب : نعم . لشيخ : الظاهر إن فيها سقط والله أعلم يراجع الفتاوى " قيام الأفعال الاختيارية بنفسه، ومجيئه " من ينتدب لهذا ؟ نعم الأخ ... . قال : " وهذا مذهب أئمة السلف وأئمة الإسلام المشهورين وأهل الحديث والنقل عنهم بذلك متواتر فأي مانع " - هذا من كلامه - " فأي مانع يمنع من القول بأنه يقرب من عبده كيف يشاء مع علوه " أي مانع ؟ هذا إذا قدرنا أنه ممتنع في حق المخلوق فهو غير ممتنع في حق الخالق لأن الله (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ))" وأي مانع يمنع من إتيانه كيف يشاء بدون تكييف ولا تمثيل " يأتي هرولة يأتي بتأن أي مانع يمنع ؟ ما دام ثبت أنه يأتي في القرآن فهو إذا أتى لا بد أن يكون إما بسرعة وإما بغير سرعة ؟ أي مانع يمنع أن يكون بسرعة أو بغير سرعة ؟ الجواب : لا مانع " وهل هذا إلا من كماله أن يكون فعالاً لما يريد على الوجه الذي يليق به " الجواب : نعم هو هذا وعليه فنجري الحديث على ايش ؟ على ظاهره . ونقول : إن الله يأتي حقيقة هرولة ويتقرب حقيقة ذراعا وباعا وأي مانع ؟ لأن الله يفعل ما يريد وهذا مما يريد الله عز وجل .
قال المؤلف : "وذهب بعض الناس إلى أن قوله تعالى في هذا الحديث القدسي: "أتيته هرولة". يراد به سرعة قبول الله تعالى وإقباله على عبده المتقرب إليه المتوجه بقلبه وجوارحه وأن مجازاة الله للعامل له أكمل من عمل العامل."
الشيخ :" وذهب بعض الناس إلى أن قوله تعالى في هذا الحديث القدسي : ( أتيته هرولة ) يراد به سرعة قبول الله عز وجل وإقباله على عبده المتقرب إليه المتوجه بقلبه وجوارحه وأن مجازاة الله للعامل له أكمل من عمل العامل . وعلل ما ذهب إليه بأن الله تعالى قال : ( ومن أتاني يمشي ) ومن المعلوم أن المتقرب إلى الله عز وجل الطالب للوصول إليه لا يتقرب ويطلب الوصول إليه إلى الله تعالى " .
كيف نجمع بين قولكم أن الإتيان لا يكون إلا بالهرولة أو البطىء وقولكم في المجيء نكل معناه إلى الله تعالى.؟
السائل : أحسن الله إليك أشكل إلي كلامنا في الأخير عن الإتيان . الشيخ : نعم . السائل : أنه لا يكون إلا بهرولة أو هو ببطء ؟ الشيخ : نعم . السائل : مع قولنا في المجيء لله عز وجل وإتيانه أنه يعني نثبته ونكل كيفيته إلى الله عز وجل . الشيخ : نعم . السائل : فكيف هنا نعتقد أن الإتيان لا يكون إلا نصف الهيئة بالسرعة وأو البطء ؟ الشيخ : نعم هذا صحيح لكننا لا نقول إنه مثلا جاء ربك يوم القيانة يعني هرول أو ببطء ما ندري الله أعلم . لكن لفظ المجيء نفس اللفظ يدل على أن هناك مجيء مجيئا لكن لا نصف بأنه هرول أو ببطء إلا إذا وصف بذلك نعم .
ما توجيه حديث:"وما ترددت عن شيء أما فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن".؟
السائل : توجيه حديث الرجل ( وما ترددت عن شيء ) ؟ الشيخ :( وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره إساءته ولا بد له منه ) التردد نوعان : تردد لإشكال فهذا على الفاعل هذا ممتنع عن الله عز وجل وتردد عن فعل الشيء المتعلق بالآخرين لأنه لا يحب أن يفعل شيئا يحزنهم أو يكرهونه ولكن لا بد منه أعني الموت فالتردد الممنوع على الله عز وجل هو أن يكون الحامل للمتردد إشكال الأمر عنده هذا في حق الله ممتنع . أما إذا كان يفعل أو لا يفعل من أجل حال الآخرين فلا بأس هذا ثابت لله عز وجل نعم .
قلتم صرف ظاهر اللفظ عن معناه لدليل يعد تفسيرا ثم وجدناه وافق ظاهر اللفظ فكيف.؟
الطالب : بارك الله فيك يا شيخ كيف نقرر أن صرف ظاهر اللفظ بدليل أن هذا لا يكون تأويلا إنما يكون تفسيرا . الشيخ : نعم . السائل : إذا نظرنا إلى التفسير نجده أنه متواطئ حقيقة مع ظاهر اللفظ فهل يعني هذا التفسير حقيقة هو صرف لظاهر المعنى حقيقة أم أن هذا اصطلاح فقط ؟ الشيخ : كل الأمثلة التي ذكرنا كلها في الواقع منعنا أن يكون هذا ظاهر اللفظ من أجل القرينة التي تمنع ذلك لكن لو فرضنا أن هناك شيء صريح أنه خالف ظاهر اللفظ مثل إذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ظاهر اللفظ الآن أنك إذا فرغت من القراءة فاستعذ بالله وهذا غير مراد بل المراد إذا شرعت بدليل أن النبي صلى الله عليه وعلى آله سلم كان يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عند قراءة القرآن نعم .
قولكم أن المعية على الحقيقة مع أن إجماع السلف على تفسير المعية بالعلم قد يرد بعضهم عليكم بمخالفتكم الإجماع.
السائل : شيخ بارك الله فيك تفسير معية بأنها حقيقية . الشيخ : نعم . السائل : وترك يعني ما قاله السلف. يقول بعض الناس ائتوني بحرف أن السلف فسروا المعية بغير العلم . الشيخ : نعم . السائل : قالوا : هناك من العلماء نقل الإجماع على تفسير السلف بالمعية بالعلم . الشيخ : نعم . السائل : هل يرد علي شيء مثل ما رددنا في من نقل الإجماع على معنى الاستواء وعلى اليد مثلا بهذا ؟ الشيخ : لأنه لا أعرف أنه روي عن أحد إلا ابن مسعود من الصحابة أنه العلم وهذا إن صح عنه فقط والباقي كلهم من التابعين فمن بعدهم بعد أن ظهر مذهب الجهمية وكما قلنا لكم أنه لا بد أن تفسر بالعلم أي بهذا اللازم لئلا يتوهم العوام الذين لايستطيعون الجمع بين العلو والمعية . السائل : يرد عليه شيخ بنفس الطريقة ؟ الشيخ : بنفس الطريقة ثم نقول كيف نحصر معنى المعية بالعلم فقط مع أنها عامة فهو معكم في علمه وسمعه وبصره وقدرته وكل شيء . السائل : شيخ . الشيخ : نعم يا سليم .
الطالب : تأويل نقول أنتم عندكم ... نقول هذا الكلام وأهل التأويل نقول أنتم عندكم عقول ؟ الشيخ : والله ما تقول ما عندهم عقول يا شيخ ترى سنك كبير يا سليم . الطالب : ...أهل السنة ... إثباتهم . الشيخ : بس لا تقول ما عندهم عقول. الطالب : نعم . الشيخ : لا تقول ما عندكم عقول. الطالب : لا ما عندهم عقول عقول تفهم الحق يا شيخ ولو عندهم عقول فهم الحق الشيخ : أي صحيح . الطالب : لأن عرفوا أن أهل السنة يثبتون ما أثبته الله لنفسه وينفون عنه ما نفاه الله عنه . الشيخ : صحيح . الطالب : وهم يأتون بكلام من عندهم ويصورونه بعقولهم كيف يجيك هذا أنهم ينفون لألله مثبته ويجبون من عند عقولهم يثبتونه هم ؟ الشيخ : اللهم لك الحمد صحيح هو يا أخ سليم الواقع إنه ما عندهم دليل أبدا بل الأدلة عليهم ولكن نسأل الله أن يهدينا وإياكم صراط الله المستقيم إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو النبي كان يستفتح صلاة الليل بقوله : ( اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنه ) كلنا محتاجون للهداية نعم .
السائل : أحسن الله إليكم. إذا أثبتنا الإتيان الله هرولة أو غيره ألا يكون هناك منافة للعلو ؟ الشيخ : لا لا هذا بارك الله فيك هذا بالنسبة للمخلوق صحيح لكن بالنسبة للخالق لا منافاة لأن الله سبحانه وتعالى (( ليس كمثله شيء )) في جميع صفاته وكما قال شيخ الإسلام في العقيدة الواسطية : " هو علي في دنوه قريب في علوه " نعم نستمر ؟
قال المؤلف : " وعلل ما ذهب إليه بأن الله تعالى قال في الحديث: "ومن أتاني يمشي" ومن المعلوم أن المتقرب إلى الله - عز وجل - الطالب للوصول إليه لا يتقرب، ويطلب الوصول إلى الله تعالى بالمشي فقط بل تارة يكون بالمشي كالسير إلى المساجد ومشاعر الحج والجهاد في سبيل الله ونحوها وتارة بالركوع والسجود ونحوهما وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد بل قد يكون التقرب إلى الله تعالى وطلب الوصول إليه والعبد مضطجع على جنبه كما قال الله تعالى: {الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين: "صل قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب"."
الشيخ : ذكرنا بعض الناس فسر الإتيان هنا بأنه سرعة المجازاة وعلل ذلك بقوله قال : " ومن المعلوم أن المتقرب إلى الله عز وجل الطالب للوصول إليه لا يتقرب ويطلب الوصول إلى الله تعالى بالمشي فقط بل تارة يكون بالمشي كالسير إلى المساجد ومشاعر الحج والجهاد في سبيل الله ونحوها وتارة بالركوع والسجود ونحوهما وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) بل قد يكون التقرب إلى الله تعالى وطلب الوصول إليه والعبد مضطجع على جنبه كما قال الله تعالى : (( الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين : ( صل قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب ) " . هذا المؤول لكونه سبحانه وتعالى يأتي هرولة ويتقرب باعا علل هذا بأن المتقرب إلى الله تعالى هل هو لا يتقرب إلى الله إلا بالمشي ؟ نعم لا بل يتقرب إلى الله هو جالس مضطجع بل ( أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد ) .
قال المؤلف : " قال :فإذا كان كذلك صار المراد بالحديث بيان مجازاة الله تعالى العبد على عمله وأن من صدق في الإقبال على ربه وإن كان بطيئاً جازاه الله تعالى بأكمل من عمله وأفضل. وصار هذا هو ظاهر اللفظ بالقرينة الشرعية المفهومة من سياقه.
وإذا كان هذا ظاهر اللفظ بالقرينة الشرعية، لم يكن تفسيره به خروجاً به عن ظاهره ولا تأويلاً كتأويل أهل التعطيل فلا يكون حجة لهم على أهل السنة ولله الحمد. وما ذهب إليه هذا القائل له حظ من النظر لكن القول الأول أظهر وأسلم وأليق بمذهب السلف. ويجاب عما جعله قرينة من كون التقرب إلى الله تعالى وطلب الوصول إليه لا يختص بالمشي بأن الحديث خرج مخرج المثال لا الحصر فيكون المعنى من أتاني يمشي في عبادة تفتقر إلى المشي لتوقفها عليه بكونه وسيلة لها كالمشي إلى المساجد للصلاة أو من ماهيتها كالطواف والسعي. والله تعالى أعلم."
الشيخ : قال : " فإذا كان كذلك صار المراد بالحديث بيان مجازاة الله تعالى العبد على عمله وأن من صدق في الإقبال على الله على ربه وإن كان بطيئا جازاه الله تعالى بأكمل من عمله وأفضل وصار هذا هو ظاهر اللفظ بالقرينة الشرعية المفهومة من سياقه وإذا كان هذا ظاهر اللفظ بالقرينة الشرعية لم يكن تفسيره به خروجا عن ظاهره ولا تأويلا كتأويل أهل التعطيل فلا يكون حجة لهم على أهل السنة ولله الحمد وما ذهب إليه هذا القائل له حظ من النظر لكن القول الأول أظهر وأسلم وأليق بمذهب السلف ويجاب عما جعله قرينة من كون التقرب إلى الله تعالى وطلب الوصول إليه لا يختص بالمشي بأن الحديث خرج مخرج المثال لا الحصر فيكون المعنى من أتاني يمشي في عبادة تفتقر إلى المشي لتوقفها عليه بكونه وسيلة لها كالمشي إلى المساجد للصلاة أو من ماهيتها كالطواف والسعي والله أعلم " . الطالب : ... . الشيخ : نعم ؟ الطالب : ... . الشيخ : ثم على جنب أي نعم .
قال المؤلف : " المثال الثالث عشر: قوله تعالى: {أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً}. والجواب: أن يقال :ما هو ظاهر هذه الآية وحقيقتها حتى يقال: إنها صرفت عنه؟
هل يقال: إن ظاهرها أن الله تعالى خلق الأنعام بيده كما خلق آدم بيده؟
أو يقال: إن ظاهرها أن الله تعالى خلق الأنعام كما خلق غيرها لم يخلقها بيده لكن إضافة العمل إلى اليد والمراد صاحبها معروف في اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم."
الشيخ :" المثال الثالث عشر : قول الله تعالى : (( أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً )) " قالوا فظاهر الآية أن الله تعالى خلق الأنعام وعلى رأسها الإبل خلقها بيده فجعلها كقوله تعالى عن آدم إنه خلقه بيده وقالوا : إنكم إذا صرفتم اليد هنا عن هذا المعنى فقد أولتم . " والجواب : أن يقال : ما هو ظاهر هذه الآية وحقيقتها حتى يقال : إنها صرفت عنه ؟ هل يقال : إن ظاهرها أن الله تعالى خلق الأنعام بيده كما خلق آدم بيده ؟ أو يقال : إن ظاهرها أن الله تعالى خلق الأنعام كما خلق غيرها لم يخلقها بيده لكن إضافة العمل إلى اليد والمراد صاحبها معروف في اللغة العربية التي نزل بها القرآن " . هذا هو الحق وإلا لكانت الأنعام أفضل من كثير من بني آدم على كل حال هم لبسوا بهذه الآية وقالوا : أنتم ذكرتم أن معنى قوله : (( مما عملت أيدينا )) أي مما عملنا وهذا تحريف وتأويل وما هذه الآية إلا كقوله في آدم : (( بما خلقت بيدي )) والجواب : أن بين الآيتين فروق : أولا : أن الله تعالى قال في في آية آدم : (( لما خلقت )) فأضاف الخلق إلى نفسه ثم قال : (( بيدي )) أما هنا قال مما عملت أيدينا أضاف العمل إلى اليد مباشرة فبينهما فرق، فرق بين أن تقول : قطعت اللحم بالسكين فأنت، أنت القاطع والسكين بمنزلة الآلة وبين أن تقول قطعت السكين اللحم بينهما فرق واضح . ثانيا : آية آدم اقتصر فيها على الصفة التي هي اليد لقوله : (( بيدي )) فهي محصورة كم عدد ؟ باثنين وأما (( مما عملت أيدينا )) فهي جمع والجمع يراد به التعظيم لا العدد المحصور. ظاهر ؟ فبينهما فرق . وحينئذ فلا يلبس بهذه الآية علينا واسمع الجواب .
قال المؤلف : "أما القول الأول فليس هو ظاهر اللفظ لوجهين: أحدهما: أن اللفظ لا يقتضيه بمقتضى اللسان العربي الذي نزل به القرآن ألا ترى إلى قوله تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} وقوله: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون}. وقوله: {ذلك بما قدمت أيديكم}. فإن المراد ما كسبه الإنسان نفسه وما قدمه وإن عمله بغير يده بخلاف ما إذا قال: عملته بيدي كما في قوله تعالى: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله}. فإنه يدل على مباشرة الشيء باليد.
الثاني: أنه لو كان المراد أن الله تعالى خلق هذه الأنعام بيده لكان لفظ الآية خلقنا لهم بأيدينا أنعاماً كما قال الله تعالى في آدم: {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي}. لأن القرآن نزل بالبيان لا بالتعمية لقوله تعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء}.
وإذا ظهر بطلان القول الأول تعين أن يكون الصواب هو القول الثاني وهو أن ظاهر اللفظ أن الله تعالى خلق الأنعام كما خلق غيرها ولم يخلقها بيده لكن إضافة العمل إلى اليد كإضافته إلى النفس بمقتضى اللغة العربية بخلاف ما إذا أضيف إلى النفس وعدي بالباء إلى اليد فتنبه للفرق فإن التنبه للفروق بين المتشابهات من أجود أنواع العلم وبه يزول كثير من الإشكالات."
الشيخ : قال : " ليس هو ظاهر اللفظ لوجهين : أحدهما : أن اللفظ لا يقتضيه بمقتضى اللسان العربي الذي نزل القرآن به ألا ترى إلى قول الله تعالى : (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم )) وإلى قوله : (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )) وقوله تعالى : (( ذلك بما قدمت أيديكم )) فإن المراد ما كسبه الإنسان نفسه وما قدمه وإن عمله بغير يده بخلاف ما إذا قال : عملته بيدي كما في قوله تعالى : (( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله )) فإنه يدل على مباشرة الشيء باليد " . إذن القرآن بمقتضى اللسان العربي يضيف العمل إلى اليد والمراد؟ من المراد ؟ نعم المراد العامل أو الكاسب أو ما أشبه ذلك كما في الأمثلة . " الثاني : أنه لو كان المراد أن الله خلق هذه الأنعام بيده لكان لفظ الآية خلقنا لهم بأيدينا أنعاما كما قال الله تعالى في آدم : (( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي )) لأن القرآن نزل بالبيان لا بالتعمية لقول الله تعالى : (( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء )) وإذا ظهر بطلان القول الأول " ما هو القول الأول ؟ أن الله خلق الأنعام بيده " إذا ظهر بطلان القول الأول تعين أن يكون الصواب هو القول الثاني وهو أن ظاهر اللفظ أن الله تعالى خلق الأنعام كما خلق غيرها ولم يخلقها بيده لكن إضافة العمل إلى اليد كإضافته إلى النفس بمقتضى اللغة العربية بخلاف ما إذا أضيف إلى النفس وعدي بالباء إلى اليد فتنبه للفرق فإن التنبه للفروق بين المتشابهات من أجود أنواع العلم وبه يزول كثير من الإشكالات " .
قال المؤلف : "المثال الرابع عشر: قوله تعالى: {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم}. والجواب: أن يقال: هذه الآية تضمنت جملتين: الجملة الأولى: قوله تعالى: {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله}. وقد أخذ السلف "أهل السنة" بظاهرها وحقيقتها، وهي صريحة في أن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ كانوا يبايعون النبي صلى الله عليه وسلم نفسه كما في قوله تعالى: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة}. ولا يمكن لأحد أن يفهم من قوله تعالى: {إنما يبايعون الله}. أنهم يبايعون الله نفسه ولا أن يدعي أن ذلك ظاهر اللفظ لمنافاته لأول الآية والواقع واستحالته في حق الله تعالى. وإنما جعل الله تعالى مبايعة الرسول، صلى الله عليه وسلم، مبايعة له لأنه رسوله قد بايع الصحابة على الجهاد في سبيل الله تعالى ومبايعة الرسول على الجهاد في سبيل من أرسله مبايعة لمن أرسله لأنه رسوله المبلغ عنه كما أن طاعة الرسول طاعة لمن أرسله لقوله تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله}.وفي إضافة مبايعتهم الرسول، صلى الله عليه وسلم، إلى الله تعالى من تشريف النبي صلى الله عليه وسلم وتأييده وتوكيد هذه المبايعة وعظمها ورفع شأن المبايعين ما هو ظاهر لا يخفى على أحد."
الشيخ :" المثال الرابع عشر: قوله تعالى : (( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم )) " هذه في آية مبايعة ؟ نعم مبايعة الشجرة وذلك في صلح الحديبية لما أشيع أن عثمان رضي الله عنه مندوب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى قريش قتل بايع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أصحابه على القتال ورجع عثمان وجرى الصلح فقال هؤلاء المموهون إنكم أولتم في الآية لأن الله قال : (( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم )) فظاهرها أن يد الله عز وجل فوق أيديهم ومن المعلوم أنه ليس الأمر هكذا فتأويلها إلى معنى آخر تأويل كتأويلنا نحن بقية الصفات إلى معان أخرى . " والجواب : أن يقال : هذه الآية تضمنت جملتين : الجملة الأولى : قوله تعالى : (( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله )) وقد أخذ السلف أهل السنة بظاهرها وحقيقتها وهي صريحة في أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يبايعون من ؟ النبي صلى الله عليه وسلم نفسه كما في قوله : (( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة )) ولا يمكن لأحد أن يفهم من قوله : (( إنما يبايعون الله )) أنهم يبايعون الله نفسه ولا أن يدعي أن ذلك ظاهر اللفظ لمنافاته لأول الآية " ويش أول الآية ؟ (( إن الذين يبايعونك ))" لمنافته لأول الآية والواقع واستحالته في حق الله تبارك وتعالى ولكن الله ذكر ذلك (( إنما يبايعون الله )) توكيد لهذه المبايعة توكيدا لها وأنها ليست مبايعة بشر لبشر بل حقيقتها بشر لخالق عز وجل، لأن محمدا ايش هو ؟ رسول الله فمبايعته مبايعة للذي أرسله وإنما جعل الله تعالى مبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم مبايعة له لأنه رسوله وقد بايع الصحابة على الجهاد في سبيل الله ومبايعة الرسول على الجهاد في سبيل الله في سبيل من أرسله مبايعة لمن أرسله لأن الرسول مبلغ عنه كما أن من لأن الرسول هو مبلغ عنه كما أن طاعة الرسول طاعة لمن أرسله لقوله تعالى : (( من يطع الرسول فقد أطاع الله )) " الآن ما في إشكال أن معنى الآية (( إنما يبايعون الله )) لأنهم يبايعون الرسول ما بقي إشكال الإشكال في قوله : (( يد الله فوق أيديهم )) ويجاب عنه إن شاء الله الجملة الثانية قوله طيب . " وفي إضافة مبايعتهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى من تشريف النبي صلى الله عليه وسلم وتأييده وتوكيد هذه المبايعة وعظمها ورفع شأن المبايعين ما هو ظاهر لا يخفى " كل هذا واضح إلا قوله رفع شأن المبايعين كيف كان رفع شأنهم ؟ لأنهم جعلوا مبايعتهم مبايعة لله ومن الذي يستحق أن يكون مبايعا لله إن نرى الملوك في الدنيا أن الوحد إذا سلم عليهم صار شريفا ورفيع الشأن نعم الجملة الثانية في الدرس القادم نعم .
هل يشترط فيما يخبر به عن الله ألا يتضمن نقصا أو أن يتضمن كمالا.؟
السائل : هل يشترط فيما يصح الإخبار به عن الله أن لا يتضمن نقصا أو أن يفيد كمالا ؟ الشيخ : لا هو إذا تضمن نقصا ولو فيه كمال ما يضاف إلى الله عز وجل على الإطلاق نحن ذكرنا أن الأشياء ثلاثة أقسام : قسم لا كمال فيه بوجه من الوجوه فهذا لا يضاف إلى الله أبدا لا مطلقا ولا مقيدا . وقسم كمال لا نقص فيه فهذا يضاف إلى الله ولكن لا يسمى به . والثالث : ما يتضمن نقصا في حال وكمالا في حال فهذا لا يطلق على الله وإنما يضاف إليه في حال الكمال . الطالب : والقسم الرابع يا شيخ . الشيخ : ما هو ؟ الطالب : الذي لا يتضمن لا نقصا ولا كمالا . الشيخ : ما في شيء بالنسبة لله ما في شيء . الطالب : كشيء مثلا . الشيخ : ما في شيء نعم .
الآية:{أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً} ألا يوضحها الحديث "أن الله خلق آدم بيده و جنة عدن بيده وخط التوراة بيده".؟
السائل : يا شيخ بالنسبة للمثال الثالث عشر : (( مما عملت أيدينا أنعاما )) . الشيخ : نعم . السائل : بالإضافة إلى ما ذكرنا لا يصح الاستدلال عليهم بالحديث أنه صلى الله عليه وسلم ذكر ( أن الله خلق بيده ثلاثا غرس جنة عدن بيده وخلق آدم بيده وخط التوراة بيده ) فلا يصح أن تستدل عليهم بهذا ؟ الشيخ : بارك الله فيك احنا نتكلم عن الآيات نتكلم عن الآيات وهذا الأثر الذي ذكرت يحتاج إلى إثبات ولذلك نلزمك بإثباته إن شاء الله . السائل : إن شاء الله صحيح يا شيخ . الشيخ : طيب نعم .
في قوله تعالى:{ولتصنع على عيني} لماذا قال على عيني ولم يقل بعيني.؟
السائل : في قوله تعالى ... . الشيخ : ايش ؟ السائل : ... . الشيخ : نعم . السائل : في قوله لموسى : (( لتصنع على عيني )) . الشيخ : نعم . السائل : ... . الشيخ : الظاهر والله أعلم الظاهر والله أعلم لا نقول على الله إن شاء الله ما لا نعلم أن التربية فيها معاناة معالجة أتى بعلى دون الباء . أما السفينة فليست كذلك السفينة توجه ولا فيها كثير معاناة نعم .
في قوله تعالى:{كل من عليها فانٍ (26) ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام }ألا توحي أن الله يكون في الأرض لأنه كل من عليها يفتى.؟
السائل : في قوله تعالى في سورة الرحمن : (( كل من عليها فانٍ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )) ... (( ذو الجلال والإكرام )) أنه وجه الله سبحانه وتعالى وهو كناية عن ذاته لكنه كان في الأرض. الشيخ : كيف ؟ الطالب : ... . الشيخ : ايش ؟ السائل : أم أن الظاهر ... وهو كناية على الذات يبقى ... . الشيخ : يبقى الله عز وجل كل من على البسيطة فان ويبقى وجه ربك . السائل : جواب على الملك وقال أنه في الأرض . الشيخ : كيف ؟ السائل : أنه يحتمل ... . الشيخ : لا هذا لا ما يحتمل هذا حتى لو فرض أنه يحتمل ولو من بعيد فالآيات الأخرى الدالة على علوه تجعل هذا المتشابه محكما وهذه كما قلنا قررنا ونقرر إذا جاءك نص مشتبه ينافي نصا محكما فاحمل المشتبه على المحكم حتى يستقر ذهنك ولا يكون عندك تشويش ولا شك لأنك ستقول مثلا (( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك )) وجه الاستثناء أنه قال : (( كل من عليها )) أي على الأرض (( فان ويبقى وجه ربك )) فهذا ربما يقال ظاهره أن الله في الأرض فيقال إن صح هذا الظاهر يعني أو إن صح هذا الاحتمال فالنصوص الأخرى دالة على أن الله تعالى في السماء تمام نعم .
ذكر ابن القيم في مدارج السالكين عند ذكر موسى "أن الله مازال يربيه ويدلله"فما معناه.؟
السائل : أحسن الله إليكم شيخنا ذكر ابن القيم رحمه الله في المدارج لما ذكر موسى عليه الصلاة والسلام ذكر كلمة قال : " ومزال الله عز وجل يعني يربي موسى ويذلـله " . الشيخ : وايش ؟ السائل : ويذلـله . الشيخ : نعم . السائل : المحقق أنكر الكلمة في وجه إنكار ؟ الشيخ : والله ما أرى وجه إنكار لأن التذليل معناه أن يأتي الإنسان على رغبة المذلل وهذا ما يمكن هذا من اللطف وزيادة الرأفة بالإنسان مثل ما قالت عائشة رضي الله عنها : ( لقد رأيت الله تبارك وتعالى يسارع في هواك ) تعني الرسول عليه الصلاة والسلام فلا مانع ونحن نعلم نرى نشاهد في الواقع أن من الناس من ينعم الله عليه عز وجل بجلب المنافع ودفع المضار هذا نوع من التذليل. انتهى الوقت ؟ تفضل سم سم الله . القارئ : قال المؤلف وفقه الله : " الجملة الثانية : قوله تعالى : (( يد الله فوق أيديهم )) وهذه أيضا على ظاهرها وحقيقتها فإن يد الله تعالى فوق أيدي المبايعين لأن يده من صفاته وهو سبحانه فوقهم على عرشه كالمصافحة " . الشيخ : كالمصافح . القارئ : " كالمصافح لهم فيده مع أيديهم لا فوق أيديهم " . الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم سبق لنا أن أهل التعطيل يلزمون أهل الإثبات بأشياء لا تلزمهم وهذا هو المثال الرابع عشر وهو قوله تعالى : (( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله )) وسبق الكلام على هذه الجملة وقلنا إنما يبايعون الله لأنهم يبايعون .