قال المؤلف : "الجملة الثانية: قوله تعالى: {يد الله فوق أيديهم}. وهذه أيضاً على ظاهرها وحقيقتها فإن يد الله تعالى فوق أيدي المبايعين لأن يده من صفاته وهو سبحانه فوقهم على عرشه فكانت يده فوق أيديهم. وهذا ظاهر اللفظ وحقيقته وهو لتوكيد كون مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم مبايعة له عز وجل ولا يلزم منها أن تكون يد الله جل وعلا مباشرة لأيديهم ألا ترى أنه يقال: السماء فوقنا مع أنها مباينة لنا بعيدة عنا. فيد الله عز وجل فوق أيدي المبايعين لرسوله صلى الله عليه وسلم مع مباينته تعالى لخلقه وعلوه عليهم. ولا يمكن لأحد أن يفهم أن المراد بقوله: {يد الله فوق أيديهم} يد النبي، صلى الله عليه وسلم، ولا أن يدعي أن ذلك ظاهر اللفظ لأن الله تعالى أضاف اليد إلى نفسه، ووصفها بأنها فوق أيديهم. ويد النبي، صلى الله عليه وسلم، عند مبايعة الصحابة لم تكن فوق أيديهم، بل كان يبسطها إليهم، فيمسك بأيديهم كالمصافح لهم، فيده مع أيديهم لا فوق أيديهم."
السائل : أحسن الله إليكم شيخنا ذكر ابن القيم رحمه الله في المدارج لما ذكر موسى عليه الصلاة والسلام ذكر كلمة قال : " ومزال الله عز وجل يعني يربي موسى ويذلـله " . الشيخ : وايش ؟ السائل : ويذلـله . الشيخ : نعم . السائل : المحقق أنكر الكلمة في وجه إنكار ؟ الشيخ : والله ما أرى وجه إنكار لأن التذليل معناه أن يأتي الإنسان على رغبة المذلل وهذا ما يمكن هذا من اللطف وزيادة الرأفة بالإنسان مثل ما قالت عائشة رضي الله عنها : ( لقد رأيت الله تبارك وتعالى يسارع في هواك ) تعني الرسول عليه الصلاة والسلام فلا مانع ونحن نعلم نرى نشاهد في الواقع أن من الناس من ينعم الله عليه عز وجل بجلب المنافع ودفع المضار هذا نوع من التذليل. انتهى الوقت ؟ تفضل سم سم الله . القارئ : قال المؤلف وفقه الله : " الجملة الثانية : قوله تعالى : (( يد الله فوق أيديهم )) وهذه أيضا على ظاهرها وحقيقتها فإن يد الله تعالى فوق أيدي المبايعين لأن يده من صفاته وهو سبحانه فوقهم على عرشه كالمصافحة " . الشيخ : كالمصافح . القارئ : " كالمصافح لهم فيده مع أيديهم لا فوق أيديهم " . الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم سبق لنا أن أهل التعطيل يلزمون أهل الإثبات بأشياء لا تلزمهم وهذا هو المثال الرابع عشر وهو قوله تعالى : (( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله )) وسبق الكلام على هذه الجملة وقلنا إنما يبايعون الله لأنهم يبايعون رسوله صلى الله عليه وعلى آله سلم فمبايعة الرسول مبايعة للمرسل . " الجملة الثانية : قوله : (( يد الله فوق أيديهم )) " هل معناها يد الله المضافة إلى الله عز وجل فوق أيديهم ونقول إذا كانت فوق أيديهم لا يلزم المماسة كما نقول السماء فوقنا ولا يلزم أن يكون مماسة لنا أو المعنى يد الله أي يد الرسول عليه الصلاة والسلام لأنهم إذا كانوا يبايعون الله بمبايعة الرسول فيد الرسول كيد الله تماما فيكون المراد بذلك يد الرسول هذا الاحتمال لم نذكره هنا لكن ذكرناه حينما تكلمنا على الواسطية فنرجع إلى التخريج الذي ذكرناه هناك . قال : " (( يد الله فوق أيديهم )) وهذه أيضاً على ظاهرها وحقيقتها فإن يد الله فوق أيدي المبايعين لأن يده من صفاته وهو سبحانه فوقهم على عرشه فكانت يده فوق أيديهم " وهذا كما ذكرنا قبل من باب التوكيد على أن مبايعة الرسول عليه الصلاة والسلام مبايعة لله فيد الله فوق أيديهم " وهذا ظاهر اللفظ وحقيقته وهو لتوكيد كون مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم مبايعة لله عز وجل ولا يلزم من أن تكون يد الله جل وعلا مباشرة لأيديهم وإن كانت فوق أيديهم " فلا يلزم أن تكون مباشرة بل ويستحيل أن يتكون مباشرة في هذا الموضع لماذا ؟ لأن الله تعالى فوق كل شيء والمبايعون في الأرض فلا يمكن أن تكون يد الله الحقيقية مباشرة لأيدينا . قال : " ألا ترى أنه يقال : السماء فوقنا مع أنها مباينة لنا بعيدة عنا فيد الله عز وجل فوق أيدي المبايعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع مباينته تعالى لخلقه وعلوه عليهم " وهذا تخريج ظاهر أن يد الله فوق أيديهم لأنه فوقهم ويده من صفاته ويكون في هذا توكيد هذه المبايعة أنهم كأنما بايعوا يد الله عز وجل . " ولا يمكن لأحد أن يفهم أن المراد بقوله : (( يد الله فوق أيديهم )) يد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا أن يدعي أن ذلك ظاهر اللفظ لأن الله أضاف اليد إلى نفسه ووصفها بأنها فوق أيديهم ويد النبي صلى الله عليه وسلم عند مبايعة الصحابة لم تكن فوق أيديهم بل كان يبسطها إليهم فيمسك بأيديهم كالمصافح لهم فيده مع أيديهم لا فوق أيديهم " .
تراجع الشيخ عما قاله في الواسطية وترجيح ما ذكره في القواعد المثلى في معنى قوله تعالى: {يد الله فوق أيديهم} أنها على حقيقتها .
الشيخ : إذن هذا يناقض ما ذكرناه في، في الواسطية وأن يد الله فوق أيديهم على حقيقتها وليس المراد يد الرسول وبينا أن هذا لا يمكن من وجهين : الوجه الأول : أن الله أضافها إلى نفسه والأصل أن المضاف وصف للمضاف إليه . والثاني : الثاني أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس يضع يده فوق أيديهم ولكن يبسطها إليهم فيبايعونه كما قال عمرو بن العاص للنبي صلى الله عليه وسلم : ( ابسط يدك فلأبايعك ) وما ذكرناه في شرح العقيدة الواسطية لا شك أنه محتمل وعليه فنحن يعني مترددون بين أن يكون المراد ما ذكرنا سابقا وأن يكون المراد ما ذكرناه في القواعد المثلى . وإن كان التي في القواعد المثلى أقرب إلى ايش ؟ إلى ظاهر اللفظ . " المثال الخامس عشر : قوله تعالى في الحديث القدسي : ( يا بن آدم ... ) إلى آخره " .
الشيخ : الحديث القدسي في مرتبة بين القرآن والحديث النبوي وهو ما رواه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ربه هذا هو الحديث القدسي ووصف بهذا للتمييز بينه وبين الحديث النبوي وسمي حديثا لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رواه عن ربه فليس هو القرآن الذي نزل به جبريل . وقد اختلف العلماء رحمهم الله في هذا هل هو أي الحديث القدسي أي الحديث القدسي هل هو كلام الله لفظا ؟ أو إن النبي صلى الله عليه وسلم نقله عن ربه بمعناه ؟ فمنهم من قال : إنه كلام الله لفظا لأن الأصل أن ما أضيف إلى الله قولا فهو قوله والنبي صلى الله عليه وسلم قال : قال الله تعالى فيحمل على أن هذا اللفظ لفظ الله عز وجل . وقال بعضهم : بل هو بالمعنى ولا حرج أن يقال : قال فلان بالمعنى بدليل أن جميع الرسل وأقوامهم يحكي الله عنهم القول بايه ؟ باللسان العربي ومعلوم أن ألسنتهم ليست عربية ولا ينطقون بالعربية ولذلك تجد أن النقول عنهم تختلف قال فرعون : (( آمنتم له )) وفي آية أخرى قال : (( آمنتم به ))(( وأرسل في المدائن حاشرين )) وفي أخرى : (( وابعث )) مما يدل على أن الله تعالى ينقل عنهم معنى كلامهم وليس هذا كلامهم باللفظ وهذا واضح . وأيدوا هذا بأنه بإجماع العلماء أن الحديث القدسي ليس معجزا ولو كان كلام الله لكان معجزا لأنه لا يمكن لأحد أن يأتي بشيء مماثل لصفات الله عز وجل وبأنه لا تصح قراءته في الصلاة ولا تشترط له الطهارة في مسه ولا طهارة الجنابة في تلاوته وأن منه الصحيح والحسن والضعيف والموضوع وكلام الله تعالى لا بد أن يكون محفوظا وعللوا بتعاليل كثيرة جيدة . ولكن لو قال قائل : ما لنا ولهذا البحث ؟ ما لنا ولهذا البحث بل نقول الحديث القدسي ما رواه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن الله ولا حاجة أن نتعمق ونقول هل قال الله تعالى هذا لفظا أم رواه النبي صلى الله عليه وسلم عنه معنى ؟ هذا القول لا شك أنه أسلم لا شك أنه أسلم وأبعد عن الإيرادات أي نعم واحتمال أن الرسول رواه عن ربه بالمعنى لا شك أنه قوي جدا لظهور الفرق بينه وبين القرآن الذي هو لفظ الله عز وجل . ثم هنا علة أخرى قالوا لو كان الحديث القدسي من لفظ الله عز وجل لكان أعلى سندا من القرآن كيف ذلك ؟ لأن القرآن نزل بواسطة جبريل وهذا ليس بينه وبين ربه واسطة وفي هذا ما فيه . على كل حال أنا أفضل وأرجح أخيرا أن الأولى ترك البحث في هذا وما لنا وللبحث والبحث، القرآن أحكامه معروفة والحديث القدسي أحكامه معروفة وكون نقول هل هذا لفظ الله أو غير لفظ الله لسنا مكلفين بهذا بل نقول هذا رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه . لنرجع إلى الكتاب يقول .
قال المؤلف : "المثال الخامس عشر:قوله تعالى في الحديث القدسي:"يابن آدم مرضت فلم تعدني". الحديث. وهذا الحديث رواه مسلم في باب فضل عيادة المريض من كتاب البر والصلة والآداب رقم 43ص1990 ترتيب محمد فؤاد عبد الباقي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى يقول يوم القيامة: يابن آدم مرضت فلم تعدني، قال : يارب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟! يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، قال : يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، يابن آدم استسقيتك فلم تسقني، قال : يارب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي".
والجواب: أن السلف أخذوا بهذا الحديث ولم يصرفوه عن ظاهره بتحريف يتخبطون فيه بأهوائهم وإنما فسروه بما فسره به المتكلم به فقوله تعالى في الحديث القدسي: "مرضت واستطعمتك واستسقيتك" بينه الله تعالى بنفسه حيث قال: "أما علمت أن عبدي فلاناً مرض وأنه استطعمك عبدي فلان. واستسقاك عبدي فلان" وهو صريح في أن المراد به مرض عبد من عباد الله واستطعام عبد من عباد الله واستسقاء عبد من عباد الله والذي فسره بذلك هو الله المتكلم به وهو أعلم بمراده فإذا فسرنا المرض المضاف إلى الله والاستطعام المضاف إليه والاستسقاء المضاف إليه، بمرض العبد واستطعامه واستسقائه لم يكن في ذلك صرف للكلام عن ظاهره لأن ذلك تفسير المتكلم به فهو كما لو تكلم بهذا المعنى ابتداء. وإنما أضاف الله ذلك إلى نفسه أولاً للترغيب والحث كقوله تعالى: {من ذا الذي يقرض الله}."
الشيخ :" يقول تعالى في الحديث القدسي : ( يا ابن آدم مرضت فلم تعدني ) " العقيلي ويش الإشكال ؟ الطالب : ... . الشيخ : أن الله أسند المرض إليه قال : ( مرضت فلم تعدني ) ومعلوم أنه لا يمكن أن يحمل هذا على ظاهره أليس كذلك ؟ يعني لا يمكن لأي إنسان أن يقول الله مرض أبدا . قالوا : فأنتم يا أهل السنة الذين زعمتم أنكم متبعون للسلف أولتم فما الجواب ؟ الجواب : " وهذا الحديث رواه مسلم في باب فضل عيادة المريض من كتاب البر والصلة والآداب رقم 43 صفحة 1990 ترتيب محمد فؤاد عبد الباقي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إن الله يقول يوم القيامة : يابن آدم مرضت فلم تعدني قال : يارب كيف أعودك وأنت رب العالمين ) " المعنى كيف أعودك وأنت في غنى عني أو المعنى كيف أعودك من مرض وأنت رب العالمين لا تمرض يحتمل هذا وهذا المهم أن ابن آدم يقول : " ( كيف أعودك وأنت رب العالمين قال : أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده ) نعم ( أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ) " شوف عبدي فلانا بالعبودية الشرعية أو الكونية ؟ نعم الشرعية الشرعية نعم يقول : ( أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ) لوجدتني هل هو وجود حسي بمعنى أن الله في هذا المكان نفسه ؟ الجواب : لا لأن هذا التفسير ينافي ما ثبت من علو الله عز وجل لكن هذه العندية يجب أن نقول : إن هذه العندية خاصة بالله عز وجل ولا ندري عن كيفيتها كالنزول إلى السماء الدنيا لا ندري عن كيفيته . يقول أيضا : " ( يا ابن آدم استطعمتك ) ـ أي طلبت منك أن تطعمني ـ ( فلم تطعمني قال : يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين ) يعني أنك في غنى عن هذا ( قال : أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ) " شوف الفرق في المريض قال لوجدتني عنده لأن الله تعالى عند المنكسرة قلوبهم والمريض قلبه منكسر ضعيف النفس ليس كقوة الصحيح في فرحته ونحو ذلك قال : ( لوجدتني عنده ) أما هذا قال : ( لوجدت ذلك عندي ) يعني الطعام والمراد ثوابه ( لوجدت ذلك عندي )" ( يابن آدم استسقيتك ) يعني طلبت أن تسقني ( فلم تسقني قال : يارب كيف أسقيك وأنت رب العالمين قال : استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي ) " هنا نقول : سقى ولا أسقى ؟ يجوز فيها وجهان : قال الله تعالى : (( وأسقيناكم ماء فراتا )) وقال تعالى : (( وسقاهم ربهم شرابا طهورا )) طيب إذن يجوز لو سقيته ولو أسقيته . أيضا في هذا من النكت الإعرابية : " لو " في قوله : ( لو أطعمته ) اقترنت اللام بجوابها ولو في قوله : ( أما إنك لو سقيته ) لم تقترن ويش يدل عليه هذا ؟ الجواب : جواز الوجهين وهو كذلك في القرآن الكريم قال الله تعالى في الزرع : (( لو نشاء لجعلناه حطاما )) وقال في الماء : (( ولو نشاء جعلناه أجاجا )) فيجوز في نفي جواب لم في الإثبات يجوز أن يقترن الجواب باللام وأن لا يقترن . أما إذا كان النفي بما فإن الأكثر عدم اقترانهم باللام تقول لو جاء زيد ما جاء عمرو مثلا ولا تقل لما جاء لكنه قد تقترن اللام في ما قليلا ومنه قول الشاعر : " ولو نعطى الخيار لما افترقنا *** ولكن لا خيار مع الليالي " الشاهد قوله : " لما افترقنا " والأفصح والأكثر ما افترقنا . " والجواب : أن السلف أخذوا بهذا الحديث ولم يصرفوه عن ظاهره بتحريف يتخبطون فيه بأهوائهم وإنما فسروه بما فسره به المتكلم به من هو؟ الله عز وجل. فقوله تعالى : ( مرضت واستطعمتك واستسقيتك ) بينه الله عز وجل نعم بينه الله تعالى بنفسه حيث قال : ( أما علمت أن عبدي فلانا مرض وأنه استطعمك عبدي فلان واستسقاك عبدي فلان ) وهو صريح في أن المراد به مرض عبد من عباد الله واستطعام عبد من عباد الله واستسقاء عبد من عباد الله والذي فسره بذلك هو الله المتكلم به وهو أعلم بمراده فإذا فسرنا المرض المضاف إلى الله والاستطعام المضاف إليه والاستسقاء المضاف إليه بمرض العبد واستطعامه واستسقائه لم يكن في ذلك صرف للكلام عن ظاهره لأن ذلك تفسير المتكلم به فهو كما لو تكلم بهذا المعنى ابتداء " . إذن بطل اعتراضهم ما الذي أبطله أن الله فسر ذلك وبين أن المرض ليس مرضه وأن الاستسقاء ليس استسقاءه وأن الاستطعام ليس استطعامه فما بالكم تشنعون علينا إذا فسرناه بذلك والذي فسره هو المتكلم به . " وإنما أضاف الله ذلك إلى نفسه أولاً للترغيب والحث كقوله تعالى : (( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا )) " ومن هنا للتشويق والقرض معروف وهل الله عز وجل في حاجة لذلك ؟ ليس بحاجة لكن هذا من باب الترغيب . قال : " وهذا الحديث إلى آخره " .
سبب تسمية الإنفاق قرضا في قوله تعالى: {من ذا الذي يقرض الله}.
الشيخ : وإنما سمى الله إنفاقا من أجله قرضا لأن القرض قد علم أن المقترض ملتزم بايش ؟ بالوفاء فكأن الله عز وجل يقول : إنما تنفقونه من أجلي كالقرض تقرضونه لا بد أن يرد عليكم وكما سمى الله الثواب أجرا كالأجير إذا أدى عمله وجبت أجرته وهذا من فضل الله عز وجل وما أكثر فضل الله انظر إلى قوله عز وجل : (( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان )) الإحسان العمل والإحسان الثاني الثواب . من الذي أحسن أولا وثانيا الله عز وجل ومع ذلك جعل إحسان الآدمي إحسانا يثاب عليه بإحسان وهذا كقوله : (( إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا )) الله عز وجل يقول هذا الكلام في شيء هو الذي يوفقنا له وأعاننا عليه لكن هذا من آثار كرمه وجوده تبارك وتعالى .
قال المؤلف : "وهذا الحديث من أكبر الحجج الدامغة لأهل التأويل الذين يحرفون نصوص الصفات عن ظاهرها بلا دليل من كتاب الله تعالى ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإنما يحرفونها بشبه باطلة هم فيها متناقضون مضطربون. إذ لو كان المراد خلاف ظاهرها كما يقولون لبينه الله تعالى ورسوله ولو كان ظاهرها ممتنعاً على الله ـ كما زعموا ـ لبينه الله ورسوله كما في هذا الحديث. ولو كان ظاهرها اللائق بالله ممتنعاً على الله لكان في الكتاب والسنة من وصف الله تعالى بما يمتنع عليه ما لا يحصى إلا بكلفة وهذا من أكبر المحال."
الشيخ :" وهذا الحديث من أكبر الحجج الدامغة لأهل التأويل الذين يحرفون نصوص الصفات عن ظاهرها بلا دليل من كتاب الله ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم " إلى آخره . الدامغة ويش معنى الدامغة ؟ التي تصل إلى أم الدماغ وهذا يعبر به عن الهلاك المؤكد ومنه قوله تعالى : (( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ )) ايش ؟ (( فَيَدْمَغُهُ )) ما في علاج (( فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ )) في الحال . " الدامغة لأهل التأويل الذين يحرفون نصوص الصفات عن ظاهرها بلا دليل من كتاب الله تعالى ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإنما يحرفونها بشبه باطلة هم فيها متناقضون مضطربون إذ لو كان المراد خلاف ظاهرها ـ ظاهر ايش ؟ النصوص ـ لو كان المراد خلاف ظاهرها كما يقولون لبينه الله تعالى ورسوله ولو كان ظاهرها ممتنعاً على الله كما زعموا لبينه الله ورسوله كما في هذا الحديث ولو كان ظاهرها اللائق بالله ممتنعا على الله لكان في الكتاب والسنة من وصف الله تعالى بما يمتنع عليه ما لا يحصى إلا بكلفة وهذا من أكبر المحال " . يعني لو قنا إن ظواهر النصوص ممتنعة عن الله والقرآن والسنة ممتلئ من الصفات لكان يعني هذا أن الكتاب والسنة ممتلئان من وصف الله بما لا يليق به أظن واضح التعليل الثلاث هذه إذ لو كان خلاف ظاهرها لبينه الله لو كان ظاهرها ممتنع عن الله لبينه الله لو كان ظاهرها ممتنع عن الله لكان الكتاب والسنة مملوئين ايش ؟ من أوصاف الله بما لا بما لا يليق .
قال المؤلف : "ولنكتف بهذا القدر من الأمثلة لتكون نبراساً لغيرها، وإلا فالقاعدة عند أهل السنة والجماعة معروفة وهي إجراء آيات الصفات وأحاديثها على ظاهرها من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.
وقد تقدم الكلام على هذا مستوفى في قواعد نصوص الصفات والحمد لله رب العالمين."
الشيخ :" ولنكتف بهذا القدر من الأمثلة لتكون نبراساً لغيرها وإلا فالقاعدة عند أهل السنة والجماعة معروفة وهي إجراء آيات الصفات وأحاديثها على ظاهرها من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل وقد تقدم الكلام على هذا مستوفى في قواعد نصوص الصفات والحمد لله رب العالمين " . انتهى ؟ ما انتهى طيب محمد مصر على نونية القحطاني ودنا نخلص من اليوم أليس كذلك ؟ أيواه لكن من الذي يترنم بها ؟ من يترنم بها ؟ الطالب : البسام . الشيخ : البسام ايه طيب نقرأ الخاتمة نسأل الله حسن الخاتمة .
قال المؤلف : "الخاتمة: إذا قال قائل: قد عرفنا بطلان مذهب أهل التأويل في باب الصفات ومن المعلوم أن الأشاعرة من أهل التأويل لأكثر الصفات فكيف يكون مذهبهم باطلاً وقد قيل : إنهم يمثلون اليوم خمسة وتسعين بالمائة من المسلمين؟!. وكيف يكون باطلاً وقدوتهم في ذلك أبو الحسن الأشعري؟ وكيف يكون باطلاً وفيهم فلان وفلان من العلماء المعروفين بالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم؟ "
الشيخ : الخاتمة مهمة جدا لأنها تشتمل على حكم هؤلاء المؤولة المعطلة . يقول : " إذا قال قائل : قد عرفنا بطلان مذهب أهل التأويل في باب الصفات ومن المعلوم أن الأشاعرة من أهل التأويل فكيف يكون مذهبهم باطلا وقد قيل : إنهم يمثلون اليوم خمسة وتسعين بالمائة ؟ " . اسمع الآن يدعي بعض الناس أن الأشاعرة يمثلون خمس وتسعين بالمائة من المسلمين ويش يبقى لبقية الفرق ؟ خمسة في المائة هذه دعوى غير مقبولة لكن مع ذلك نجيب عنها إن شاء الله . " فكيف يكون مذهبهم باطلا وقد قيل : إنهم يمثلون اليوم خمسة وتسعين بالمائة ؟ وكيف يكون باطلاً وقدوتهم في ذلك أبو الحسن الأشعري ؟ وكيف يكون باطلاً وفيهم فلان وفلان من العلماء المعروفين بالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ؟ " . النقطة الأخيرة أهم شيء في الأشاعرة من قد عرفوا بالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ولهم من المؤلفات النافعة الدالة على قبول الله لها شيء كثير .
الشيخ : ولنضرب مثلا بالشيخ النووي رحمه الله النووي رحمه الله من الأشاعرة في باب الصفات لأنك كلما مر عليك شرحه في صحيح مسلم وجدته يؤول الصفات لكن الرجل له من المقامات الحميدة والآثار الجليلة ما عز أن يوجد لغيره لا في الحديث ولا في الفقه ولا في اللغة ولا في رجال الحديث ثم إن علامة القبول أن مؤلفاته نعم منتشرة مقبولة يقرؤها الصغير والكبير الأربعون النووية قلّ صغير من المسلمين إلا حفظه رياض الصالحين يقرأ في كل المساجد شرح المهذب مرجع صحيح مسلم شرحه مرجع أيضا أليس هذا يوجب الإشكال ؟ يوجب الإشكال كيف يكون الأشاعرة مذهبهم باطل وفيهم مثل هذا ؟ الجواب : يجب أن ننظر إلى المذهب لا إلى الذاهب الذاهب قد يكون نيته حسنة ويريد الحق لكن التبس عليه أليس كذلك ؟ نعم قد يلتبس الصحابة رضي الله عنهم وهم الصحابة الكرام قد يلتبس عليه الأمر فمنهم مثلا من أحل ربا الفضل ومنهم من أحل المتعة إما مطلقا أو عند الضرورة . فالمهم أن الصحابة رضي الله عنهم يختلفون في هذه الأشياء ونحن لا ننظر إلى الذاهب وإنما ننظر إلى المذهب المذهب باطل ولكن ربما يلبس على الإنسان فيذهب إلى هذا المذهب .
قال المؤلف : " قلنا :الجواب عن السؤال الأول: أننا لا نسلم أن تكون نسبة الأشاعرة بهذا القدر بالنسبة لسائر فرق المسلمين، فإن هذه دعوى تحتاج إلى إثبات عن طريق الإحصاء الدقيق. ثم لو سلمنا أنهم بهذا القدر أو أكثر فإنه لا يقتضي عصمتهم من الخطأ لأن العصمة في إجماع المسلمين لا في الأكثر. ثم نقول :إن إجماع المسلمين قديماً ثابت على خلاف ما كان عليه أهل التأويل فإن السلف الصالح من صدر هذه الأمة "وهم الصحابة" الذين هم خير القرون والتابعون لهم بإحسان وأئمة الهدى من بعدهم كانوا مجمعين على إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله من الأسماء والصفات وإجراء النصوص على ظاهرها اللائق بالله تعالى من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. وهم خير القرون بنص الرسول، صلى الله عليه وسلم، وإجماعهم حجة ملزمة، لأنه مقتضى الكتاب والسنة وقد سبق نقل الإجماع عنهم في القاعدة الرابعة من قواعد نصوص الصفات."
الشيخ : الجواب، الجواب عن السؤال الأول. ما هو الأول ؟ النسبة . " الجواب : أننا لا نسلم أن تكون نسبة الأشاعرة بهذا القدر بالنسبة لسائر فرق المسلمين فإن هذه دعوى تحتاج إلى إثبات عن طريق الإحصاء الدقيق " لأن مثلا نحن في البلاد السعودية لو قال قائل كل الي في البلاد السعودية كلهم على مذهب السلف لأنه لا يعلم أن أحدا مخالفا هذا الذي قال خمس وتسعين بالمائة بلاده التي عاش فيها أكثرهم أشاعرة فظن أن البلاد الإسلامية عموما على هذا النمط فادعى هذه الدعوى ونحن قرأنا هذه في المجلات عندنا أو في الصحف أن بعض الذين كتبوا حول هذا الموضوع ادعوا هذه الدعوى طيب " ثم لو سلمنا أنهم بهذا القدر أو أكثر فإنه لا يقتضي عصمتهم من الخطأ لأن العصمة في إجماع المسلمين لا في الأكثر " يعني هذا لو سلمنا جدلا أنهم يمثلون خمسة وتسعين بالمائة فهل هذا القدر يعتبر حجة يجب الأخذ به ؟ الجواب : لا الحجة في في ايش ؟ في الإجماع طيب . " ثم لو سلمنا أنهم بهذا القدر أو أكثر فإنه لا يقتضي عصمتهم من الخطأ لأن العصمة في إجماع المسلمين لا في الأكثر " يعني هذا لو سلمنا جدلا أنهم يمثلون خمسة وتسعين بالمائة فهل هذا القدر يعتبر حجة يجب الأخذ به ؟ الجواب : لا الحجة في في ايش ؟ في الإجماع طيب . " ثم نقول : إن إجماع المسلمين قديما ثابت على خلاف ما كان عليه أهل التأويل فإن السلف الصالح من صدر هذه الأمة - وهم الصحابة الذين هم خير القرون والتابعون لهم بإحسان وأئمة الهدى من بعدهم - كانوا مجمعين على إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله من الأسماء والصفات وإجراء النصوص على ظاهرها اللائق بالله تعالى من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل وهم خير القرون بنص الرسول صلى الله عليه وسلم وإجماعهم حجة ملزمة، لأنه مقتضى الكتاب والسنة وقد سبق نقل الإجماع عنهم في القاعدة الرابعة من قواعد نصوص الصفات " . واضح ؟
الشيخ : هذه مسألة في الأصول التي ادعي فيها الإجماع أو الأكثر مع أن الإجماع الأول ثابت نظير قول من قال : إن العلماء أجمعوا على أن الطلاق الثلاث ثلاث تبين به المرأة، وهذا غلط لأنهم إذا ادعوا هذا الإجماع نقول : أولا : لا نسلم لأن من المتأخرين من خالف . ثانيا : نقول هناك إجماع قديم قبل هذا وين ؟ في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وعهد أبي بكر وسنتين من خلافة عمر والناس كلهم يجعلون الطلاق الثلاث واحدا يعني الرجل إذا قال لزوجته أنت طالق أنت طالق أنت طالق أو أنت طالق طالق طالق أو أنت طالق ثلاثا يجعلونه واحدا بل حتى إذا قال أنت طالق ثنتين تكون واحدة لأنه ليس لإنسان أن يغير حكم الله بمجرد لفظه هو ادعى بعضهم على أن الطلاق تبين به المرأة ولو كان في مجلس واحد، قال منازعوهم بل الإجماع معنا نحن أسعد بالإجماع منكم لأنه مضى عهدان وبعض الثالث عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد أبي بكر وسنتين من خلافة عمر ثم إن عمر رضي الله عنه بين اجتهاده بين وجه اجتهاده وهو أن الناس تتايعوا في هذا الأمر وتهافتوا فيه وكثر فيهم فأراد أن يعزرهم بمنعهم من الرجوع هذا نظيره إذا قال الناس الآن يكادون يجمعون على أن المذهب الصحيح مذهب الأشاعرة قلنا هذا غلط بل بل الأمة الإسلامية مجمعة من قبل هذا الحدث على ما ذهب إليه السلف ثم نقول ونعم بقي عندنا ؟
قال المؤلف : " والجواب عن السؤال الثاني: أن أبا الحسن الأشعري وغيره من أئمة المسلمين لا يدعون لأنفسهم العصمة من الخطأ، بل لم ينالوا الإمامة في الدين إلا حين عرفوا قدر أنفسهم ونزلوها منزلتها وكان في قلوبهم من تعظيم الكتاب والسنة ما استحقوا به أن يكونوا أئمة قال الله تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}. وقال عن إبراهيم: {إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين . شاكراً لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراطٍ مستقيمٍ}. "
الشيخ :" والجواب عن السؤال الثاني : أن أبا الحسن الأشعري وغيره من أئمة المسلمين لا يدعون لأنفسهم العصمة من الخطأ صحيح الإنسان ما يدعي العصمة من الخطأ بل لم ينالوا الإمامة في الدين إلا حين عرفوا قدر أنفسهم ونزلوها منزلتها وكان في قلوبهم من تعظيم الكتاب والسنة ما استحقوا به أن يكونوا أئمة قال الله تعالى : (( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا )) " . الطالب : ... . الشيخ : لا وجعلناهم . الطالب : (( وجعلنا منهم )) . الشيخ : أي . الطالب : (( وجعلنا منهم )) . الشيخ : الثاني (( وجعلنا منهم أئمة يدعون إلى النار )) أما هذه (( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ))" وقال عن إبراهيم : (( إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفاً ولم يك من المشركين شاكراً لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراطٍ مستقيمٍ )) (( ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم )) " هذه لا بد أن تذكر سقوطها يعني فيه نظر لأن الشاهد فيها في هذا المحذوف (( ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم )) طيب دقيقة مع أنه يؤخذ من قوله : (( كان أمة )) أي إماما طيب نقول الآن : أبو الحسن الأشعري رحمه الله هل يعتقد أنه معصوم من الخطأ ؟ أبدا بل يرى أنه عرضة للخطأ وأن قوله ليس حجة على غيره وهكذا كل إنسان يعرف قدر نفسه ويضعها موضعها ويتواضع لله وللحق وللخلق ينال بذلك الرفعة ( من تواضع لله رفعه الله عز وجل ) وهم لم يكونوا أئمة إلا بهذا حين عظموا الكتاب والسنة وصار مرجعهم واختلط حب الكتاب والسنة بدمائهم صاروا أئمة . اللهم اجعلنا من الأئمة المتقين .
قال المؤلف : " ثم إن هؤلاء المتأخرين الذين ينتسبون إليه لم يقتدوا به الاقتداء الذي ينبغي أن يكونوا عليه وذلك أن أبا الحسن كان له مراحل ثلاث في العقيدة: المرحلة الأولى ـ مرحلة الاعتزال: اعتنق مذهب المعتزلة أربعين عاماً يقرره ويناظر عليه ثم رجع عنه وصرح بتضليل المعتزلة وبالغ في الرد عليهم. المرحلة الثانية: مرحلة بين الاعتزال المحض والسنة المحضة سلك فيها طريق أبي محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب. قال شيخ الإسلام ابن تيمية ص471 من المجلد السادس عشر من مجموع الفتاوي لابن قاسم:
والأشعري وأمثاله برزخ بين السلف والجهمية أخذوا من هؤلاء كلاماً صحيحاً ومن هؤلاء أصولاً عقلية ظنوها صحيحة وهي فاسدة. ا.هـ.
المرحلة الثالثة: مرحلة اعتناق مذهب أهل السنة والحديث مقتدياً بالإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كما قرره في كتابه: (الإبانة عن أصول الديانة) وهو من آخر كتبه أو آخرها. "
الشيخ :" ثم إن هؤلاء المتأخرين الذين ينتسبون إليه - أي إلى الأشعري - لم يقتدوا به الاقتداء الذي ينبغي نعم لم يقتدوا به الاقتداء الذي ينبغي " أنا عندي الذين ويش عندكم ؟ الطالب : الذي . الشيخ :" الذي ينبغي أن يكونوا عليه وذلك أن أبا الحسن كان له مراحل ثلاث في العقيدة : المرحلة الأولى : مرحلة الاعتزال اعتنق مذهب المعتزلة أربعين عاما يقرره ويناظر عليه ثم رجع عنه وصرح بتضليل المعتزلة وبالغ في الرد عليهم - المرجع عندكم ؟ - مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية صفحة 73 جزء 4 الثاني : المرحلة الثانية : مرحلة بين الاعتزال المحض والسنة المحضة سلك فيها طريق أبي محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من المجلد السادس عشر من مجموع الفتاوى صفحة 471 لابن قاسم : والأشعري وأمثاله برزخ بين السلف والجهمية أخذوا من هؤلاء كلاما صحيحا ومن هؤلاء أصولا عقلية ظنوها صحيحة وهي فاسدة " هذا يكون بين هذا وهذا . " قال : المرحلة الثالثة : مرحلة اعتناق مذهب أهل السنة والحديث الذين إمامهم الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كما قرره في كتابه الإبانة عن أصول الديانة " وهو من آخر كتبه أو آخرها.
قال المؤلف : " قال في مقدمته: (جاءنا ـ يعني النبي، صلى الله عليه وسلم، ـ بكتاب عزيزٍ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد."
الشيخ : قال في مقدمته : " جاءنا - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - بكتاب عزيزٍ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد " . قوله : " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه " إذا قال قائل الباطل ليس يمشي كيف يأتي من بين يديه ومن خلفه ؟ فالجواب : أن هذا من التعبير اللغوي العربي وكل يعرف أن المراد لا يمكن أن يكون باطلا لا من بين يديه ولا من خلفه فما سبق وأخبر به القرآن فهو حق ليس بباطل وما يأتي فهو كذلك حق وليس بباطل وما شرع من أحكام فهو حق لا يترتب عليه مفسدة لا قبل الفعل ولا بعد الفعل (( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ))(( بين يديه )) المستقبل و(( خلفه )) الماضي تنزيل نعم (( تنزيل من حكيم حميد )) عز وجل بدأ بالحكمة قبل الحمد لأن المقام يقتضي ذلك فكل ما في القرآن فإنه مطابق للحكمة وكل ما فيه فإن الله تعالى يستحق عليه الحمد .
في قوله تعالى: {يد الله فوق أيديهم}هل يصح أن نقول أن اليد هي للرسوله صلى الله عليه وسلم وإنما أضافها الله إليه تشريفا.؟
السائل : يعني الإشكال يا شيخ بالنسبة لقوله تعالى قوله سبحانه وتعالى : (( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم )) نقول يا شيخ لماذا لا نقول إن الذين يبايعونك أي النبي صلى الله عليه وسلم و لم يقل إن الذين يبايعون الله فتكون إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم هذا أضاف الله سبحانه وتعالى يد النبي صلى الله عليه وسلم إليه إضافة تشريف بالتالي أن الواقع يخالف أن تكون هذه اليد التي بايعها الصحابة يد الله حقيقة لقول ... لأن النبي صلى الله علي ومسلم أخذ يده اليمنى عن اليسرى ووضع على اليمنى هذا أبايعها عن عثمان رضي الله عنه وهذا يعني واضح ثم إذا قلنا أن هذا اليد التي بايعها الصحابة هي يد الله حقيقة يلزم هذ القول أنها حقيقة يد الله سبحانه وتعالى وبالتالي يلزم بالقول بالحلول لأن الصحابة بايعوها ووصفوها ولمسوها يا شيخ وهي يعني معروفة لديهم مثل هذه يا شيخ الشيخ : نعم السائل : ولماذا يعني ... على قول ؟ الشيخ : أما الجملة الأولى ما فيها إشكال . السائل : لأن هذا يد النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة أضافها الله سبحانه وتعالى إلى النبي صلى الله عليه وسلم إضافة تشريف كما أضاف القول إلى جبريل عليه الصلاة والسلام إلى نفسه . الشيخ : هو الآن عندنا الآية الأولى الجملة الأولى ما فيها إشكال السائل : نعم الثاني يا شيخ االشيخ :(( إنما يبايعون الله )) ما في إشكال كذا ولا لا ؟ السائل : نعم الشيخ : طيب بقينا (( يد الله فوق أيديهم )) فيه احتمالين الأول : ماقررناه في العقيدة الواسطية . الطالب : يا شيخ رجحت القول الثاني . الشيخ : الأول ما قررناه في العقيدة الواسطية وهي أن يد الله فوق أيديهم والمراد بذلك يد النبي صلى الله عليه وسلم وأضافها الله لنفسه لأنه قائم مقامه فهمت ؟ بس هذه فيه إشكال إن كلمة فوق فوق أيديهم هل الرسول إذا أراد أن يبايع يعني يجعل يد فوق يد المبايع أو يبسطها إليه ؟ الطالب : هذا لغة يا شيخ . الشيخ : نعم ؟ السائل : كيف يكون لغة يبايع أنا ما رأيت أحدا يبايع ؟ لغة واحد يبايع كيف يكون ؟ الشيخ : تعال تعال . السائل : هذه المبايعة ؟ الشيخ : هذه مبايعة . السائل : جزاك الله خيرا ... طيب شيخنا وهذا القول إذا قلنا هذا يد الله حقيقة هذا دليل على .. . الشيخ : الحقيقة الاحتمال الاحتملان متواردان لكن إذا قلنا يد الله فوق أيديهم هي أقرب لظاهر اللفظ إن يد الله الحقيقية فوق أيديهم يعني كأنهم بايعوا الله عز وجل ويد فوق أيديهم ولو كان في السماء هذه إذا قلنا يد الرسول صارت يد الرسول أضافها الله إليه لأنه قائم مقام الله عز وجل لأنه رسوله فهو قائم مقامه وإذا قلنا بحلاف ذلك إن يد الله حقيقية لكنها في السماء ولا يلزم المماسة هذا يرجح أن المبايعة ليست أن الرسول يجعل يده فوق فالظاهر كالمصافحة تماما ولهذا قال عمرو بن العاص للنبي صلى الله عليه وسلم : ( ابسط يدك فلأبايعك ) . السائل : طيب يا شيخ لو سألنا واحد يعني أين الدليل على أن اليد التي يعني بايعها الصحابة يد الله سبحانه وتعالى لأن الصحابة هم أعلم منا . الشيخ : لا لا ما نقول أنها يد الله بمعنى أن يد الله باشرت أيديهم لا ما يمكن أن نقول هذا .