قال المؤلف : "مثال المخصوصة بشخص قوله تعالى لموسى وهارون: {إنني معكما أسمع وأرى}. وقوله عن النبي صلى الله عليه وسلم: {إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}. ومثال المخصوصة بوصف قوله تعالى: {واصبروا إن الله مع الصابرين}. وأمثاله في القرآن الكريم كثيرة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتوى الحموية ص103 من المجلد الخامس من مجموع الفتاوي لابن قاسم قال: ثم هذه المعية تختلف أحكامها بحسب الموارد. فلما قال: {يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها}. إلى قوله: {وهو معكم أينما كنتم}. دل ظاهر الخطاب على أن حكم هذه المعية ومقتضاها أنه مطلع عليكم، شهيد عليكم، ومهيمن عالم بكم، وهذا معنى قول السلف: إنه معهم بعلمه وهذا ظاهر الخطاب وحقيقته. قال: ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبه في الغار : لا تحزن إن الله معنا، كان هذا أيضاً حقاً على ظاهره، ودلت الحال على أن حكم هذه المعية هنا معية الاطلاع والنصر والتأييد، وكذلك قوله: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}. وكذلك قوله لموسى وهارون: {إنني معكما أسمع وأرى}. هنا المعية على ظاهرها وحكمها في هذه المواطن النصر والتأييد.
إلى أن قال: ففرق بين معنى المعية ومقتضاها وربما صار مقتضاها من معناها فيختلف باختلاف المواضع. أ.هـ."
القارئ : " وقوله : (( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا )) فإن خصت بشخص أو وصف اقتضت مع ذلك النصر والتأييد والتوفيق والتسديد . مثال المخصوصة بشخص قوله تعالى لموسى وهارون : (( إنني معكما أسمع وأرى )) وقوله عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا )) ومثال المخصوصة بوصف قوله تعالى : (( واصبروا إن الله مع الصابرين )) وأمثاله في القرآن الكريم كثيرة . قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتوى الحموية صفحة 103 من المجلد الخامس من مجموع الفتاوى لابن قاسم قال : ثم هذه المعية تختلف أحكامها بحسب الموارد فلما قال : (( يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها )) إلى قوله : ((وهو معكم أينما كنتم )) دل ظاهر الخطاب على أن حكم هذه المعية ومقتضاها أنه مطلع عليكم، شهيد عليكم، ومهيمن عالم بكم وهذا معنى قول السلف : إنه معهم بعلمه وهذا ظاهر الخطاب وحقيقته " . الشيخ : قوله رحمه الله : " دل ظاهر الخطاب على أن حكم هذه المعية " أنه عالم يعني ليس معناها بل حكمها ومقتضاها وفرق بين المعنى والحكم والمقتضى فالمعية أخص من العلم في الواقع ، لأنها تشمل العلم والسمع والبصر والسلطان والتدبير وكل شيء نعم . القارئ : " وهذا ظاهر الخطاب وحقيقته قال : ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبه في الغار : (( لا تحزن إن الله معنا )) كان هذا أيضاً حقاً على ظاهره، ودلت الحال على أن حكم هذه المعية هنا معية الاطلاع والنصر والتأييد، وكذلك قوله : (( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون )) وكذلك قوله لموسى وهارون : (( إنني معكما أسمع وأرى )) هنا المعية على ظاهرها وحكمها في هذه المواطن النصر والتأييد . إلى أن قال : ففرق بين معنى المعية ومقتضاها وربما صار مقتضاها في معناها " . الشيخ : من . القارئ : " من معناها فيختلف باختلاف المواضع " انتهى .
قال المؤلف : "وقال محمد بن الموصلي في كتاب (استعجال الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة) لابن القيم في المثال التاسع ص409ط الإمام: وغاية ما تدل عليه ـ مع ـ المصاحبة والموافقة والمقارنة في أمر من الأمور وهذا الاقتران في كل موضع بحسبه ويلزمه لوازم بحسب متعلقه فإذا قيل: الله مع خلقه بطريق العموم كان من لوازم ذلك علمه بهم وتدبيره لهم وقدرته عليهم وإذا كان ذلك خاصاً كقوله: ]إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون[(1). كان من لوازم ذلك معيته لهم بالنصرة والتأييد والمعونة.
فمعية الله تعالى مع عبده نوعان عامة وخاصة وقد اشتمل القرآن الكريم على النوعين، وليس ذلك بطريق الاشتراك اللفظي بل حقيقتها ما تقدم من الصحبة اللائقة. ا.هـ.
وذكر ابن رجب في شرح الحديث التاسع والعشرين من الأربعين النووية: أن المعية الخاصة تقتضي النصر والتأييد والحفظ والإعانة وأن العامة تقتضي علمه واطلاعه ومراقبته لأعمالهم.
وقال ابن كثير في تفسير آية المعية في سورة المجادلة: "ولهذا حكى غير واحد الإجماع على أن المراد بهذه المعية معية علمه قال : ولا شك في إرادة ذلك ولكن سمعه أيضاً مع علمه بهم وبصره نافذ فيهم فهو سبحانه مطلع على خلقه لا يغيب عنه من أمورهم شيء." ا.هـ."
القارئ : " وقال محمد بن الموصلي في كتاب *استعجال الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة * لابن القيم في المثال التاسع ص409 ط الإمام : وغاية ما تدل عليه "مع" المصاحبة والموافقة والمقارنة في أمر من الأمور وهذا الاقتران في كل موضع بحسبه ويلزمه لوازم بحسب متعلقه فإذا قيل : الله مع خلقه بطريق العموم كان من لوازم ذلك علمه بهم وتدبيره لهم وقدرته عليهم وإذا كان ذلك خاصاً كقوله : (( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون )) كان من لوازم ذلك معيته لهم بالنصرة والتأييد والمعونة فمعية الله تعالى مع عبده نوعان عامة وخاصة وقد اشتمل القرآن الكريم على النوعين وليس ذلك بطريق الاشتراك اللفظي بل حقيقتها ما تقدم من الصحبة اللائقة انتهى . وذكر ابن رجب في شرح الحديث التاسع والعشرين من الأربعين النووية : أن المعية الخاصة تقتضي النصر والتأييد والحفظ والإعانة وأن العامة تقتضي علمه واطلاعه ومراقبته لأعمالهم . وقال ابن كثير في تفسير آية المعية في سورة المجادلة : ولهذا حكى غير واحد الإجماع على أن المراد بهذه المعية معية علمه قال : ولا شك في إرادة ذلك ولكن سمعه أيضاً مع علمه بهم وبصره نافذة فيهم " . الشيخ : نافذ . القارئ : " نعم ولكن سمعه أيضاً مع علمه بهم وبصره نافذ فيهم. فهو سبحانه مطلع على خلقه لا يغيب عنه من أمورهم شيء انتهى " .
قال المؤلف : "رابعاً: هذه المعية لا تقتضي أن يكون الله تعالى مختلطاً بالخلق أو حالاً في أمكنتهم ولا تدل على ذلك بوجه من الوجوه لأن هذا معنى باطل مستحيل على الله عز وجل ولا يمكن أن يكون معنى كلام الله ورسوله شيئاً مستحيلاً باطلاً.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية ص 115 ط ثالثة من شرح محمد خليل الهراس: وليس معنى قوله: {وهو معكم} أنه مختلط بالخلق فإن هذا لا توجبه اللغة، بل القمر آية من آيات الله تعالى من أصغر مخلوقاته، وهو موضوع في السماء، وهو مع المسافر وغير المسافر أينما كان. أ.هـ.
ولم يذهب إلى هذا المعنى الباطل إلا الحلولية من قدماء الجهمية وغيرهم الذين قالوا: إن الله بذاته في كل مكان. تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً. و{كبرت كلمة تخرج من أفواهم، إن يقولون إلا كذباً}.
وقد أنكر قولهم هذا من أدركه من السلف والأئمة، لما يلزم عليه من اللوازم الباطلة المتضمنة لوصفه تعالى بالنقائص وإنكار علوه على خلقه.
وكيف يمكن أن يقول قائل : إن الله تعالى بذاته في كل مكان أو إنه مختلط بالخلق وهو سبحانه قد {وسع كرسيه السموات والأرض},{ والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه}"؟"
القارئ : " رابعا : هذه المعية لا تقتضي أن يكون الله تعالى مختلطاً بالخلق أو حالا في أمكنتهم ولا تدل على ذلك بوجه من الوجوه لأن هذا معنى باطل مستحيل على الله عز وجل ولا يمكن أن يكون معنى كلام الله ورسوله شيئاً مستحيلاً باطلاً . قال شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية صفحة 115 ط ثالثة من شرح محمد خليل الهراس : وليس معنى قوله : (( وهو معكم )) أنه مختلط بالخلق فإن هذا لا توجبه اللغة، بل القمر آية من آيات الله تعالى من أصغر مخلوقاته، وهو موضوع في السماء، وهو مع المسافر وغير المسافر أينما كان . انتهى ولم يذهب إلى هذا المعنى الباطل إلا الحلولية من قدماء الجهمية وغيرهم الذين قالوا : إن الله بذاته في كل مكان تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً و(( كبرت كلمة تخرج من أفواهم، إن يقولون إلا كذباً )) وقد أنكر قولهم هذا من أدركه من السلف والأئمة لما يلزم عليه من اللوازم الباطلة المتضمنة لوصفه تعالى بالنقائص وإنكار علوه على خلقه . وكيف يمكن أن يقول قائل : إن الله تعالى بذاته في كل مكان أو إنه مختلط بالخلق وهو سبحانه قد (( وسع كرسيه السموات والأرض ))(( والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه )) " .
قال المؤلف : "خامساً: هذه المعية لا تناقض ما ثبت لله تعالى من علوه على خلقه، واستوائه على عرشه، فإن الله تعالى قد ثبت له العلو المطلق علو الذات وعلو الصفة قال الله تعالى: {وهو العلي العظيم}. وقال تعالى: {سبح اسم ربك الأعلى}. وقال تعالى: {ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم}.
وقد تضافرت الأدلة من الكتاب والسنة، والإجماع والعقل، والفطرة على علو الله تعالى.أما أدلة الكتاب والسنة فلا تكاد تحصر.مثل قوله تعالى:{فالحكم لله العلي الكبير}. وقوله تعالى:{وهو القاهر فوق عباده }وقوله:{أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً}.وقوله:{تعرج الملائكة والروح إليه }وقوله:{قل نزله روح القدس من ربك}. إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة.
ومثل قوله صلى الله عليه وسلم: "ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء". وقوله: "والعرش فوق الماء والله فوق العرش". وقوله: "ولا يصعد إلى الله إلا الطيب". ومثل إشارته إلى السماء يوم عرفة. يقول: "اللهم اشهد"، يعني على الصحابة حين أقروا أنه بلغ. ومثل إقراره الجارية حين سألها أين الله ؟ قالت في السماء قال: أعتقها فإنها مؤمنة.
إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة. وأما الإجماع فقد نقل إجماع السلف على علو الله تعالى غير واحد من أهل العلم.
وأما دلالة العقل على علو الله تعالى فلأن العلو صفة كمال والسفول صفة نقص والله تعالى موصوف بالكمال منزه عن النقص.
وأما دلالة الفطرة على علو الله تعالى فإنه ما من داع يدعو ربه إلا وجد من قلبه ضرورة بالاتجاه إلى العلو من غير دراسة كتاب ولا تعليم معلم.
وهذا العلو الثابت لله تعالى بهذه الأدلة القطعية لا يناقض حقيقة المعية وذلك من وجوه: الأول: أن الله تعالى جمع بينهما لنفسه في كتابه المبين المنزه عن التناقض، ولو كانا متناقضين لم يجمع القرآن الكريم بينهما.
وكل شيء في كتاب الله تعالى تظن فيه التعارض فيما يبدو لك فأعد النظر فيه مرة بعد أخرى حتى يتبين لك. قال الله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً}."
القارئ : " خامسا : هذه المعية لا تناقض ما ثبت لله تعالى من علوه على خلقه، واستوائه على عرشه، فإن الله تعالى قد ثبت له العلو المطلق علو الذات وعلو الصفة قال الله تعالى : (( وهو العلي العظيم )) وقال تعالى : (( سبح اسم ربك الأعلى )) وقال تعالى : (( ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم )) وقد تضافرت الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع والعقل، والفطرة على علو الله تعالى . أما أدلة الكتاب والسنة فلا تكاد تحصر مثل قوله تعالى : (( فالحكم لله العلي الكبير )) وقوله تعالى : (( وهو القاهر فوق عباده )) وقوله : (( أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا )) وقوله : (( تعرج الملائكة والروح إليه )) وقوله : (( قل نزله روح القدس من ربك )) إلى غير ذلك من الآيات . ومثل قوله صلى الله عليه وسلم : ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ) وقوله : ( والعرش فوق الماء والله فوق العرش ) وقوله : ( ولا يصعد إلى الله إلا الطيب ) ومثل إشارته إلى السماء يوم عرفة يقول : ( اللهم اشهد ) يعني على الصحابة حين أقروا أنه بلغ، ومثل إقراره الجارية حين سألها أين الله " الشيخ : ومثل ؟ القارئ : " ومثل إقراره الجارية " . الشيخ : حرك التاء . القارئ : " الجاريةِ ". الشيخ : لا الجارية مفعول مصدر . القارئئ : " ومثل إقراره الجارية حين سألها أين الله قالت في السماء قال : ( أعتقها فإنها مؤمنة ) إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة . وأما الإجماع فقد نقل إجماع السلف على علو الله تعالى غير واحد من أهل العلم . وأما دلالة العقل على علو الله تعالى فلأن العلو صفة كمال والسفول صفة نقص والله تعالى موصوف بالكمال منزه عن النقص . وأما دلالة الفطرة على علو الله تعالى فإنه ما من داع يدعو ربه إلا وجد من قلبه ضرورة بالاتجاه إلى العلو من غير دراسة كتاب ولا تعليم معلم وهذا العلو الثابت لله تعالى بهذه الأدلة القطعية لا يناقض حقيقة المعية وذلك من وجوه : الأول : أن الله تعالى جمع بينهما لنفسه في كتابه المبين المنزه عن التناقض، ولو كانا متناقضين لم يجمع القرآن الكريم بينهما وكل شيء في كتاب الله تعالى تظن فيه التعارض فيما يبدو لك فأعد النظر فيه مرة بعد أخرى حتى يتبين لك قال الله تعالى: (( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً )) " . الشيخ : هذا الضابط أو القاعدة مهمة كل شيء تظن فيه التناقض لا تسرع لا تقل : هذا يناقض هذا ثم لا تحرص على اتباع المتشابه فإن بعض الطلبة مشغوف باتباع المتشابه فتجده يشكل عليه أشياء واضحة جدا لكن لما كان قلبه مشربا بحب المتشابه صار كل شيء عنده متشابها فإياك أن تفعل هذا. اعلم أن الله تعالى ليس في كلامه تناقض ولا في كلام رسوله الذي صح عنه تناقض ولا بين القرآن وما صح في السنة تناقض وإذا بنيت عقيدتك على هذا لم يشكل عليك إلا ما كان مشكلا حقا وأما أن الإنسان بمجرد ما يقرأ الحديث ويسمع الآية ثم يتراءى له أن حديثا أو آية نقضتها على طول يقول هذا تعارض دون أن يتأمل ويفكر فهذا على خطأ يبقى دائما في إشكال ودائما في اشتباه والله الموفق . القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين . الشيخ : تسمعون قراءة الأخ محمد ولا ميكروفون ها زين ماشي . القارئ : والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال شيخنا حفظه الله تعالى في سياق الكلمة التي نشرت في مجلة الدعوة .
قال المؤلف : "الثاني: أن اجتماع المعية والعلو ممكن في حق المخلوق. فإنه يقال: ما زلنا نسير والقمر معنا، ولا يعد ذلك تناقضاً ومن المعلوم أن السائرين في الأرض والقمر في السماء، فإذا كان هذا ممكناً في حق المخلوق فما بالك بالخالق المحيط بكل شيء. قال الشيخ محمد خليل الهراس ص115 في شرحه العقيدة الواسطية عند قول المؤلف: بل القمر آية من آيات الله تعالى، من أصغر مخلوقاته وهو مع المسافر وغير المسافر أينما كان قال: وضرب لذلك مثلاً بالقمر الذي هو موضوع في السماء، وهو مع المسافر وغيره أينما كان قال: فإذا جاز هذا في القمر وهو من أصغر مخلوقات الله تعالى، أفلا يجوز بالنسبة إلى اللطيف الخبير الذي أحاط بعباده علماً وقدرة والذي هو شهيد مطلع عليهم يسمعهم ويراهم ويعلم سرهم ونجواهم بل العالم كله سمواته وأرضه من العرش إلى الفرش بين يديه كأنه بندقة في يد أحدنا أفلا يجوز لمن هذا شأنه، أن يقال :إنه مع خلقه مع كونه عالياً عليهم بائناً منهم فوق عرشه؟. أ.هـ.
الوجه الثالث: أن اجتماع العلو والمعية لو فرض أنه ممتنع في حق المخلوق لم يلزم أن يكون ممتنعاً في حق الخالق فإن الله لا يماثله شيء من خلقه: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية ص116ط ثالثة من شرح الهراس: وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته فإنه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته وهو علي في دنوه قريب في علوه. أهـ.
وخلاصة القول في هذا الموضوع كما يلي:-
1.أن معية الله تعالى لخلقه ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع السلف.
2.أنها حق على حقيقتها على ما يليق بالله تعالى من غير أن تشبه معية المخلوق للمخلوق.
3.أنها تقتضي إحاطة الله تعالى بالخلق علماً وقدرة، وسمعاً وبصراً وسلطاناً وتدبيراً، وغير ذلك من معاني ربوبيته، إن كانت المعية عامة وتقتضي مع ذلك نصراً وتأييداً وتوفيقاً وتسديداً إن كانت خاصة.
4.أنها لا تقتضي أن يكون الله تعالى مختلطاً بالخلق، أو حالاً في أمكنتهم، ولا تدل على ذلك بوجه من الوجوه.
5.إذا تدبرنا ما سبق علمنا أنه لا منافاة بين كون الله تعالى مع خلقه حقيقة، وكونه في السماء على عرشه حقيقة. سبحانه وبحمده لا نحصى ثناء عليه، هو كما أثنى على نفسه. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. حرره الفقير إلى الله تعالى:
محمد الصالح العثيمين في 27/11/1403هـ"
القارئ : " الوجه الثاني : أن اجتماع المعية والعلو ممكن في حق المخلوق فإنه يقال : ما زلنا نسير والقمر معنا، ولا يعد ذلك تناقضاً ومن المعلوم أن السائرين في الأرض والقمرُ " . الشيخ : والقمرَ . القارئ : " والقمر في السماء، فإذا كان هذا ممكناً في حق المخلوق فما بالك بالخالق المحيط بكل شيء قال الشيخ محمد خليل الهراس ص115 في شرحه العقيدة الواسطية عند قول المؤلف : بل القمر آية من آيات الله تعالى، من أصغر مخلوقاته وهو مع المسافر وغير المسافر أينما كان قال : وضرب لذلك مثلاً بالقمر الذي هو موضوع في السماء، وهو مع المسافر وغيره أينما كان . قال : فإذا جاز هذا في القمر وهو من أصغر مخلوقات الله تعالى، أفلا يجوز بالنسبة إلى اللطيف الخبير الذي أحاط بعباده علماً وقدرة والذي هو شهيد مطلع عليهم يسمعهم ويراهم ويعلم سرهم ونجواهم بل العالم كله سمواته وأرضه من العرش إلى الفرش بين يديه كأنه بندقة في يد أحدنا أفلا يجوز لمن هذا شأنه، أن يقال : إنه مع خلقه مع كونه عالياً عليهم بائناً منهم فوق عرشه . انتهى الوجه الثالث : أن اجتماع العلو والمعية لو فرض أنه ممتنع في حق المخلوق لم يلزم أن يكون ممتنعاً في حق الخالق فإن الله لا يماثله شيء من خلقه : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية ص116ط ثالثة من شرح الهراس : وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته فإنه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته وهو علي في دنوه قريب في علوه . انتهى وخلاصة القول في هذا الموضوع كما يلي : 1. أن معية الله تعالى لخلقه ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع السلف . 2. أنها حق على حقيقتها على ما يليق بالله تعالى من غير أن تشبه معية المخلوق للمخلوق . 3. أنها تقتضي إحاطة الله تعالى بالخلق علما وقدرة، وسمعاً وبصراً وسلطاناً وتدبيراً، وغير ذلك من معاني ربوبيته، إن كانت المعية عامة وتقتضي مع ذلك نصراً وتأييداً وتوفيقاً وتسديداً إن كانت خاصة . 4. أنها لا تقتضي أن يكون الله تعالى مختلطاً بالخلق، أو حالاً في أمكنتهم، ولا تدل على ذلك بوجه من الوجوه . 5. إذا تدبرنا ما سبق علمنا أنه لا منافاة بين كون الله تعالى مع خلقه حقيقة، وكونه في السماء على عرشه حقيقة سبحانه وبحمده لا نحصى ثناء عليه، هو كما أثنى على نفسه وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين " . في 27/11/1403 للهجرة الشيخ : أنا عندي أنا حرره الفقير إلى الله ما عندك؟ القارئ : عندي الأول التاريخ ثم . الشيخ : نعم . القار : حرره الفقير إلى الله تعالى : محمد الصالح العثيمين حفظه الله في 27 من الشهر الحادي عشر من سنة 1403 للهجرة . الشيخ : بارك الله فيك . انتهى ؟ اقرأ . القارئ : من صفحة ؟ الشيخ : من صفحة 145 القارئ : وأما الصلاة خلف من يكفر ؟ الشيخ : نعم .
قال شيخ الإسلام في المجلد23ص345:"وأما الصلاة خلف من يكفر ببدعته من أهل الأهواء فهناك قد تنازعوا فى نفس صلاة الجمعة خلفه ومن قال انه يكفر أمر بالاعادة لأنها صلاة خلف كافر لكن هذه المسألة متعلقة بتكفير أهل الأهواء والناس مضطربون فى هذه المسألة وقد حكى عن مالك فيها روايتان وعن الشافعى فيها قولان وعن الامام أحمد أيضا فيها روايتان وكذلك أهل الكلام فذكروا للأشعرى فيها قولان وغالب مذاهب الأئمة فيها تفصيل.وحقيقة الأمر فى ذلك ان القول قد يكون كفرا فيطلق القول بتكفير صاحبه ويقال من قال كذا فهو كافر لكن الشخص المعين الذى قاله لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التى يكفر تاركها."
القارئ : " قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في المجلد23 ص345 : وأما الصلاة خلف من يكفر ببدعته من أهل الأهواء فهناك قد تنازعوا فى نفس صلاة الجمعة خلفه ومن قال إنه يكفر أمر بالاعادة لأنها صلاة خلف كافر لكن هذه المسألة متعلقة بتكفير أهل الأهواء والناس مضطربون فى هذه المسألة وقد حكي عن مالك فيها روايتان وعن الشافعي فيها قولان وعن الإمام أحمد أيضا فيها روايتان وكذلك أهل الكلام فذكروا للأشعرى فيها قولان وغالب مذاهب الأئمة فيها تفصيل وحقيقة الأمر فى ذلك أن القول قد يكون كفرا فيطلق القول بتكفير صاحبه ويقال من قال كذا فهو كافر لكن الشخص المعين الذى قاله لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التى يكفر تاركها " . الشيخ : تاركها يعني الحجة يعني إذا بينت الحجة للإنسان ولكن تركها وأعرض عنها فهذا الذي يكفر تاركها .
قال شيخ الإسلام:"وهذا كما فى نصوص الوعيد فان الله سبحانه وتعالى يقول: {ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون فى بطونهم نارا وسيصلون سعيرا} فهذا ونحوه من نصوص الوعيد حق لكن الشخص المعين لا يشهد عليه بالوعيد فلا يشهد لمعين من أهل القبلة بالنار لجواز أن لا يلحقه الوعيد لفوات شرط أو ثبوت مانع فقد لا يكون التحريم بلغه وقد يتوب من فعل المحرم وقد تكون له حسنات عظيمة تمحو عقوبة ذلك المحرم وقد يبتلى بمصائب تكفر عنه وقد يشفع فيه شفيع مطاع".
القارئ : " وهذا كما فى نصوص الوعيد فان الله سبحانه وتعالى يقول : (( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون فى بطونهم نارا وسيصلون سعيرا )) فهذا ونحوه من نصوص الوعيد حق لكن الشخص المعين لا يشهد عليه بالوعيد فلا يشهد لمعين من أهل القبلة بالنار لجواز أن لا يلحقه الوعيد لفوات شرط أو ثبوت مانع فقد لا يكون التحريم بلغه وقد يتوب من فعل المحرم وقد تكون له حسنات عظيمة تمحو عقوبة ذلك المحرم وقد يبتلى بمصائب تكفر عنه وقد يشفع فيه شفيع مطاع وهكذا الأقوال " . الشيخ : فهذه هي الموانع. هذه الموانع لإلحاق الوعيد بشخص معين : أولا : قد لا يكون التحريم بلغه وهذا شرط يعني لا يمكن أن نكفر أحدا أو نلحقه الوعيد إلا إذا بلغه النص فإذا لم يبلغه فإنه معذور . ثانيا : يقول : وقد يتوب من فعل المحرم وإذا تاب تاب الله عليه وعادت صحيفته بيضاء . ثالثا : وقد تكون له حسنات عظيمة تمحو عقوبة ذلك المحرم مثل أهل بدر فإن الله اطلع عليهم وقال : ( اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) . رابعا : قد يبتلى بمصائب تكفر عنه مصائب في بدنه، مصائب في أهله، مصائب في ماله، مصائب في مجتمعه المهم مصائب كل مصيبة تصيب الإنسان فإنه يكفر بها عنه حتى الشوكة إذا أصابته وإذا احتسب أجرها أثيب عليها من أجل ايش ؟ من أجل الصبر طيب وقد يشفع فيه شفيع مطاع كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه ) وهؤلاء شفعاؤه في الدنيا وقد تكون هناك شفاعة في الآخرة فإن النبيين والصديقين والشهداء والملائكة يشفعون يوم القيامة فيمن دخل النار أن يخرج منها نعم .
قال شيخ الإسلام:"وهكذا الأقوال التى يكفر قائلها قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق وقد تكون عنده ولم تثبت عنده أو لم يتمكن من فهمها وقد يكون قد عرضت له شبهات يعذره الله بها فمن كان من المؤمنين مجتهدا فى طلب الحق وأخطأ فان الله يغفر له خطأه كائنا ما كان سواء كان فى المسائل النظرية أو العملية هذا الذى عليه أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وجماهير أئمة الاسلام. وما قسموا المسائل الى مسائل أصول يكفر بانكارها ومسائل فروع لا يكفر بانكارها ".
القارئ : " وهكذا الأقوال التى يكفر قائلها قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق وقد تكون عنده ولم تثبت عنده أو لم يتمكن من فهمها وقد يكون قد عرضت له شبهات يعذره الله بها فمن كان من المؤمنين مجتهدا فى طلب الحق وأخطأ فان الله يغفر له خطأه كائنا ما كان سواء كان فى المسائل النظرية أو العملية هذا الذى عليه أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وجماهير أئمة الاسلام وما قسموا المسائل إلى مسائل أصول يكفر بانكارها ومسائل فروع لا يكفر بإنكارها فأما التفريق بين نوع وتسميته مسائل " . الشيخ : هذا صحيح ليس في الإسلام تفريق بين الأصول والفروع ويدل لضعف هذا التقسيم أن الذين قسموا ذلك جعلوا الصلاة من الفروع وهي من آصل الأصول وجعلوا الزكاة من الفروع والصيام من الفروع والحج من الفروع والمسائل العملية العقدية هي الأصول وهذا ليس بصواب الصواب أن إن تنزلنا وقسمنا إلى أصول وفروع فالأصول عبارة عن أصول الإسلام العظيمة وقواعده الكبار، والفروع ما دون ذلك فمثلا الصلاة من الأصول لكن وجوب التشهد الأول فيها مثلا من الفروع ولهذا تصح بدونه إذا تركه نسيانا وعلى هذا فقس أما المتأخرون فانحدورا في هذا التقسيم وقسموا الدين إلى قشور ولب وهذا غلط عظيم فإن الدين ليس فيه قشور إطلاقا لأن القشور ترمى ولا ينتفع بها وما في الدين الإسلامي شيء يرمى ولا ينتفع به فكله لب لكن بعضه أولى وأعظم من بعض نعم . القارئ : " فأما التفريق بين نوع وتسميته مسائل الأصول وبين نوع آخر " . الشيخ : أظن يجوز السؤال الآن له مجال هات السؤال نعم .
إذا كان الحديث في الصحيحين وقال شخص إن وافق عقلي أخذت به هل يكفر.؟
الشيخ : ارفع صوتك أنت . السائل : يا شيخ عفا الله عنك إذا كان شخص يعرف الحديث في الصحيحين ثابت عنده لكن يقول أنا أعرض الحديث على عقلي . الشيخ : على ايش ؟ السائل : على عقلي . الشيخ : عقدي ؟ السائل : عقلي عقلي فإن وافقه عقلي قبلته ويعرف أنه في ثابت الصحيحين ثم يقول عقلي لم يرتضي هذا الحديث فأنا أرده ؟ الشيخ : هذا يكفر هذا يكفر . السائل : يعني ما يلزم يا شيخ قيام الحجة عليه ؟ الشيخ : لا ما يلزم قيام الحجة عليه لأنه يقول أنا أشهد أن هذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن ما دخل عقلي فلا أقبله ويش أكفر من هذا ؟ نسأل الله العافية نعم يا .
السائل : أحسن الله إليك هذه الموانع جزاك الله خيرا حتى وإن بلغه الشخص الدليل على وجه ؟ الشيخ : أي لا بد بلوغ الدليل على وجه يثبت به عنده . السائل : إذا وصله على وجه ... . الشيخ : فلا عذر له أي نعم عندهم الأمور العملية فروع مطلقا والعقدية العلمية الي في القلب أصول هذه . السائل : والصحيح ؟ الشيخ : الصحيح أنها ليست كذلك. الصحيح أن أصول الدين هي الأصول الكبيرة العظام مثل أركان الإسلام هذه أصول ولو كانت عملية نعم يا سليم. الطالب : عفى الله عنك بالنسبة الذي يقول إن الدين لب وقشور . الشيخ : ترى أظن ثلاثة أسئلة نعم . الطالب : أنا في فكري هو قشور نفسه . الشيخ : أي هو قشر هو. الطالب : ... . الشيخ : أي نعم أحسنت. الطالب : لأن الله سبحانه وتعالى ما فرض شيئا عبثا على المسلمين . الشيخ : أي . الطالب : ما يفرض إلا شيء له حقيقة . الشيخ : أبد ما يشرع شيء إلا وله لب. لكن منها أشياء أصول ثوابت ومنها أشياء دعائم لها لا هذا اللهم عافنا نعم . القارئ : " فهذا الفرق ليس له أصل لا عن الصحابة " . الشيخ : اصبر اصبر لالا فأما .
قال شيخ الإسلام:"فأما التفريق بين نوع وتسميته مسائل الأصول وبين نوع آخر وتسميته مسائل الفروع فهذا الفرق ليس له اصل لا عن الصحابة ولا عن التابعين لهم باحسان ولا أئمة الاسلام وانما هو مأخوذ عن المعتزلة وأمثالهم من أهل البدع وعنهم تلقاه من ذكره من الفقهاء فى كتبهم وهو تفريق متناقض فانه يقال لمن فرق بين النوعين ما حد مسائل الأصول التى يكفر المخطىء فيها وما الفاصل بينها وبين مسائل الفروع فان قال مسائل الأصول هى مسائل الاعتقاد ومسائل الفروع هى مسائل العمل قيل له فتنازع الناس فى محمد صلى الله عليه وسلم هل رأى ربه أم لا وفى أن عثمان افضل من على أم على افضل وفى كثير من معانى القرآن وتصحيح بعض الأحاديث هى من المسائل الاعتقادية العلمية ولا كفر فيها بالاتفاق ووجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج وتحريم الفواحش والخمر هى مسائل عملية والمنكر لها يكفر بالاتفاق".
القارئ : " فأما التفريق بين نوع وتسميته مسائل الأصول وبين نوع آخر وتسميته مسائل الفروع فهذا الفرق ليس له أصل لا عن الصحابة ولا عن التابعين لهم باحسان ولا أئمة الاسلام وإنما هو مأخوذ عن المعتزلة وأمثالهم من أهل البدع وعنهم تلقاه من ذكره من الفقهاء فى كتبهم وهو تفريق متناقض فإنه يقال لمن فرق بين النوعين ما حد مسائل الأصول التى يكفر المخطىء فيها ؟ وما الفاصل بينها وبين مسائل الفروع ؟ فإن قال مسائل الأصول هى مسائل الاعتقاد " . الشيخ : ولاحظ إن مشكلة ثانية في مسألة الأصول عندهم الأصول لا تثبت بالخبر الواحد لأن الخبر الواحد على زعمهم يفيد الظن ومسائل الأصول لا بد فيها من القطع لكن الآن يبي يناقشهم شيخ الإسلام مناقشة مفحمة نعم . القارئ : " فإن قال : مسائل الأصول هى مسائل الاعتقاد ومسائل الفروع هى مسائل العمل . قيل له : فتنازع الناس فى محمد صلى الله عليه وسلم هل رأى ربه أم لا وفي أن عثمان أفضل من علي أم علي أفضل وفى كثير من معانى القرآن وتصحيح بعض الأحاديث هى من المسائل الاعتقادية العلمية ولا كفر بالاتفاق " . الشيخ : فيها . القارئ : " ولا كفر فيها بالاتفاق ووجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج وتحريم الفواحش والخمر هى مسائل عملية والمنكر لها " . الشيخ : المؤلف مثل رحمه الله لمثال الاعتقاد هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه أم لا ؟ هذه مسألة عقيدة ما هي عمل . اختلفوا مثلا في الذي يوزن يوم القيامة هل هو العمل أو البطاقة أو الشخص نفسه ؟ هذه عقيدة . اختلفوا في الصراط هل هو صراط واضح يمشي الناس عليه أو هو كما ورد أدق من الشعر وأحد من السيف . اختلفوا في النار التي يعذب بها العصاة من المؤمنين هل هي النار التي يعذب بها الكفار وأن الله تعالى يمنع تأثيرها في المسلمين في المؤمنين أو هي هي بدون مانع ؟ اختلفوا في الجن هل يدخلون الجنة أو لا يدخلونها ؟ أشياء كثيرة من الأصول العقدية وفيها خلاف بين الناس وفي مسائل اتفقوا عليها وهي من الفروع من العمليات كوجوب الصلاة مثلا ووجوب الزكاة ووجوب الصوم وما أشبه نعم . السائل : إذا خالف شخص شيئا في عقيدة أهل السنة نقول . الشيخ : اصبر اصبر يكمل المؤلف المؤلف له بحث في هذا . القارئ : " وتحريم الفواحش والخمر " . الشيخ : طيب أن عثمان أفضل أم علي ؟ الصحيح أن عثمان أفضل هذا الذي استقر عليه رأي أهل السنة والجماعة وإلا فقد اختلفوا أيهما أفضل ؟ فقوم فضلوا عليا وقوم فضلوا عثمان وقوم ثلثوا بعثمان وسكتوا أو ربعوا بعلي . فالحاصل أن هذه مسألة خلافية مسألة التفضيل بين علي وعثمان أما مسألة الخلافة فأجمع أهل السنة على أن الخليفة بعد عمر هو عثمان قال الإمام أحمد : " ومن خالف في خلافة أحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله " نعم . القارئ : " وتحريم الفواحش والخمر هى مسائل عملية " . الشيخ : أعد أعد . القارئ : " وجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج وتحريم الفواحش والخمر هى مسائل عملية والمنكر لها يكفر بالاتفاق " .
قال شيخ الإسلام:"وان قال الأصول هى المسائل القطعية قيل له كثير من مسائل العمل قطعية وكثير من مسائل العلم ليست قطعية وكون المسألة قطعية أو ظنية هو من الأمور الاضافية وقد تكون المسألة عند رجل قطعية لظهور الدليل القاطع له كمن سمع النص من الرسول وتيقن مراده منه وعند رجل لا تكون ظنية فضلا عن أن تكون قطعية لعدم بلوغ النص اياه أو لعدم ثبوته عنده أو لعدم تمكنه من العلم بدلالته".
القارئ : " وإن قال الأصول هى المسائل القطعية قيل له كثير من مسائل العمل قطعية وكثير من مسائل العلم ليست قطعية وكون المسألة قطعية أو ظنية هو من الأمور الاضافية وقد تكون المسألة عند رجل قطعية لظهور الدليل القاطع له كمن سمع النص من الرسول صلى الله عليه وسلم وتيقن مراده منه وعند رجل لا تكون ظنية فضلا عن أن تكون قطعية لعدم بلوغ النص إياه أو لعدم ثبوته عنده أو لعدم تمكنه من العلم بدلالته " . الشيخ : هذا صحيح إذا قال قائل : إن الأصول هي المسائل القطعية فنقضه أن يقال : كثير من مسائل العمل أجيبوا يا جماعة ؟ قطعية لا إِشكال فيها ولا ينازع فيها أحد وكثير من مسائل العلم ليست قطعية بل هي ظنية ويعمل الإنسان فيها بظنه ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها . ثم كون الشيء قطعيا أو ظنيا يختلف باختلاف الناس في العلم والفهم فكم من إنسان لم يبلغه العلم في مسألة من المسائل فلا تكون عنده قطعية بل ولا وجود لها في ذهنه وكم من إنسان تصله عن طريق واضح بين فتكون عنده قطعية فالمسألة إضافية كما قال الشيخ رحمه الله ومعنى إضافية أنها باعتبار إضافتها لشخص لها حكم وباعتبار إضافتها لشخص آخر لها حكم آخر . وضرب لهذه مثلا من سمع النص من النبي صلى الله عليه وسلم وتيقن مراده منه فالمسألة عنده ايش ؟ قطعية لأنه الآن وصل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة ليس بينهما واسطة حتى ببحث عن الواسطة هلي هي ثقة أو غير ثقة أيضا فهموا مراد الرسول صلى الله عليه وسلم منه وتيقنوا مراده فهذه قطعية إذا كان بينه وبين الرسول واسطة صارت ظنية في الأصل وقد يكون ظنه فيها ضعيفا وقد تصل إلى حد القطع ولذلك نقول إن خبر الآحاد قد يكون فيها ما هو قطعي بالقرائن أي نعم .
السائل : عفى الله عنك كيف يدخلون الناس في فضل علي وعثمان يا شيخ ؟ الشيخ : ايه . السائل : ما الفائدة منه ؟ الشيخ : الفائدة أننا إذا قلنا عثمان أفضل صار وضعه خليفة ثالثا مطابقا تماما للحكمة لأنه بكونه أفضل صار هو الخليفة الثالث إذا قلنا علي أفضل صار فيه يعني نوع مدخل للطعن في الصحابة الذي قدموا هذا مع وجود الفاضل . الطالب : الصحابة يا شيخ فقهوا من الدين أكثر من فقهنا . الشيخ : ما فيه شك . الطالب : وعلموا من الدين أكثر مما علمنا . الشيخ : نعم . الطالب : وهم في قلوبهم لدين الله أسلم من قلوبنا . الشيخ : نعم . الطالب : ومضى عليهم أنهم قدموا عثمان على علي فنحن نسكت عن هذا ما لنا دخل فيهم . الشيخ : هذا غصب عليهم مشكلة الناس بحثوا في هذا. الطالب : إذا كان أن نفضل عثمان على علي أو علي على عثمان ... . الشيخ : لا لا شيخ الإسلام ابن تيمية يقول في العقيدة الواسطية : " استقر أمر أهل السنة على تقديم عثمان رضي الله عنه " لكن الذي يضلل فيها مسألة الخلافة الآن عند الرافضة يقولون كل الثلاثة الذين تقدموا على علي لا حق لهم في الخلافة وإنما هم ظلمة غاصبون والخليفة بعد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو علي وهو إمام وأفضل من النبي سبحان الله تناقض تناقض عجيب . الطالب : علي الرب يدعونه الرب أكبر مصيبة عندهم . الشيخ : صحيح صحيح . الطالب : ما هم بحجة لنا الرافضة ما هم بحجة . الشيخ : لا لا مو حجة لنا نعم . القارئ : " وقد ثبت في الصحاح أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث الذي قال لأهله إذا أنا مت فأحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في اليم فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني ليعذبني الله عذابا ما عذبه أحدا من العالمين " .